العظات
المحبة باب السماء
الله محبه من لا يحب لايعرف الله لان الله محبه – فى المسيح تفهم المحبه الغير محدوده المحبه الغافرة التى لا تتوقف على الطرف الآخر بل وتمتد اى المبغض والذى يلعن والمسىء محبه المسيح حين تحصرنا تجعلنا مثله وكلما أدركت محبه المسيح تمثلت به
اولا ً محبة النفس لها شق إيجابى ولها شق سلبى
الإيجابى كيف تجاهد لتربح الأبديه وانت لا تحب نفسل ولا تسعى لخيرها لذلك لابد ان تدرك انك غالى لانك على صورة الله الغير محدود والخالد والكلى القداسة وتاج ومجد الخليقه كلها أنت صورته على الأرض بالمجد والكرامه توجته وعلى أعمال يديك أقمته كل شء أخضعته تحت قدميه ومن بهاء الإنسان حين سقط جعل الله يتحنن على خليقته ويأتى إليها لينقذها ويرد لها ما فقدته من مجد وكرامة وبهاء واخذ شكل الإنسان ليعطى الجسد كرامة ومجد ويجعل الإنسان متحداً بالله فإكرامه لمحبته وتجسده نكرم إجسادنا فى شخصه القدوس ولأنه الحب والعطاء المطلق أعطانا جسده ودمه لنتحد ونحيا بهما من هنا نفهم كرامة انفسنا المحبوبه الكريمه امام الله فنحب انفسنا لنخلصها من الموت أحب نفسى بمعنى ارافقها فى اتفاق فى رحله الحياة والجهاد لاجل ربح الملكوت وكان اثنان اتفقا معا على الوصول الى هدف معين وهو الملكوت والقداسة فلا افكر فى إيذائها أو هلاكها ولا ابددها اى لا افكر فى التخلص منها ولا افكر فى تبديد طاقاتها اى اضيع وقتى وجهدى ولا أفقد تركيزى بان أتعاطى مخدرا ولا افسد صحتى بتدخين او غيره
متصالح مع نفسى واحبها واقبل ضعفاتها واجاهد فى سبيل ربح الملكوت من اجل خلودها
اجمل شىء ان تعرف ان قيمتك الحقيقيه فى المسيح الذى دفع ثمنك واشتراك بدمه انت غالى جدا ولانه احبك جدا فهو قدسك واختارك له لتكون له إبناً كريما مقدساً وحين أراد الله أن يضمن قداستك جعل روحه القدوس ساكن فيك وصيرك هيكلاً مقدساً له ومن يفسد هيكل الله يفسده الله
وأعطاك كل طاقات الحياة اللازمه وجسد يقضى كل طلبات الحياة وغرائز تحفظ الحياة الاكل والخوف والشهوة وهذا ما يعلن الله فيه محبته وكرامته للانسان ولابد انت يكون لك رسالة بنشر محبة الله واعلانها وان تمجد الله بتفوقك ونجاحك ولانك فى مثلث المحبه تحب ان تكون نافعا فترتقى علميا لتمجد الله وتنفع الآخرين
وتحب بلدك وتجتهد فى تقدمها ورقيها ورفعتها
راينا نماذج للوفاء والامانه فى العمل حتى لو كانوا فى غير بلادهم مثل يوسف الصديق ونحميا ودانيال ليت كل واحد فى مجاله يبدع ويخرج كل ما عنده من اجل راحه الآخرين وسعادتهم
الآخرين نابعه من محبه الله نحب كل إنسان لأنه على صورة الله ان كنت لا تحب أخاك الذى تراه كيف تحب الله الذى لا تراه الزملاء فى العمل على مختلف طباعهم ودياناتهم لانها وصيه انجيليه
وان احببتم اللذين يحبونكم فقط فأى أجر لكم حب على مقياس محبه المسيح لنا بلا حدود بلا شروط بلا مقابل نحب كما احبنا كثيراً ما لا نستحق حبه وهو يستمر فى الحب والعطاء والغفران
وحين يبدأ الانسان فى محبته لله يتولد منها محبه للنفس وينتج عنها محبه للآخر
حين دخل يسوع مدينه السامريين التى تحمل عداوة شديدة لاهل اورشليم لم يقبلوة ساله تلاميذة ان ينزل نار من السماء لتاكلهم قال لهم لستما تعلمان من اى روح انتما حبة حتى للاعداء والقلب الذى امتلأ بالحب ولا يعرف طريق الكراهيه تجده مستريحاً ومملوء سلاماً ويبتعد عن العداوة والأحقاد والإنقسامات
من يأكلنى يحيا بى
ترك لنا المسيح جسدة ودمه موضوعاً على المذبح لنحيا بهما
الإنسان كائن جائع لابد من طعام وكانت النتيجه ان شهوة الاكل اسقطت الانسان واتت له بالانفصال عن الله فاراد الله ان يخلص الانسان ان يطعمه جسده ودمه ليحيا بهما عوض الموت الذى نتج عن الاكل – والانسان ما ياكل اى يمكن ان تعرف شعوب من اطعمتها اما اولاد الله فتعرفهم من طعامهم السماوى فهم سماويين هذا هو خبز الله النازل من السماء المعطى الحياة للعالم
وهبت لنا ان ناكل جسدك علانيه اهلنا ان نمتزج بطهارتك سراً وهبت لنا أن نشرب كأس دمك ظاهراً أهلنا ان نمتزج بطهارتك خفيةً
قديما يوسف ادخر حنطه لاستبقاء حياة العالم كذلك المسيح دبر لنا ان ناكل لحمه من اجل حياة وخلاص العالم ( آكله نفسه لا تجوع)
المن السماوى طعمه كرقائق بعسل مستدير نازل من السماء يلزم ان تبكر اليه يعطى حياة وينقذ من الموت لا تتعب فى الحصول عليه سوى التبكير لا يشترط الشبع الكمية التى تأخذها إنه قوت سماوى اكله يحيى النفوس – يرمز له بشجرة الحياة الذى يأكل منها يحيا إلى الأبد
إيايا النبى أكل أكله مكث بقوتها أربعين يوما – خروف الفصح كان لابد ان يؤكل ليس مجرد النظر اليه لان الاكل فيه اتحاد
لا يؤكل بالحواس البشرية ولا يؤخذ بطعم اللسان ولن تتذوقه بحواسك الروحية الداخليه القلبيه هل رايت خبزا يرتبط اكله بالتوبه والتقديس هل سمعت عن استحقاق لاكل خبز انه خبز سماوى
هدف القداس اجعلنا مستحقين لشركة اسرارك الالهيه غير المائتة
تتحول نفوسنا إلى مشاركة مجده لذلك علينا بالإدراك ماذا نأكل
لئلا نفقد كرامه السر الاشتراك فى العبادة بروح التوبة لان بداية المن مع بنى إسرائيل كانت رقائق بعسل ثم تحولت إلى قطائف بزيت ثم تحولت إلى طعام سخيف
فلنحذر من عدم الإدراك ومن الشكلية والتعود لئلا تفقد العباده جوهرها الله روح واللذين يسجدون بالروح والحق ينبغى أن يسجدوا- البابا كيرلس كان يناول واذ به يسال الكاهن عن شابه هل تعرفها قال نعم ياسيدنا عارفها قال له بس العلامه مش ظاهرة واذ باسرتها تتعترف للبابا كيلس انها كبرت واهملوا فى عمادها وخجلوا من معموديتها –احذر ان الامر سرى ا غير مراى اى فوق الإدراك البشرى – لانى تقدمت للمس جسدك ودمك لشوقى فى محبتك فلا تحرقنى بهما ياجابلى بل إحرق كافه الأشواك الخانقه لنفسى
لا تتهاون بالسر ولا تقف بغير اتصال وبغير تقوى لا بحاسة مرئوله رافضه لمخافتك ولا بفكر غاش مملوء من شر الدافع بل برغبة انفسنا وتهليل قلوبنا
كيف يصير لنا الخلاص واقع المسيح جعل صليبة ممتدا عن طريق ذبيحه نفسه ان كان من ياكل من خروف اعجم كان يخلص كم يكون دم ابن الله – فلنفحص انفسنا جيدا هل نحن مستحقين وهنا نصرخ كرحمتك يارب وليس كخطيانا
خبز الخلود – يصرخ الكاهن يعطى عنا خلاصا وغفرانا للخطايا حياة ابدية لكل من يتناول منه
حياة المسيح محصورة بين قداسين قداس حضرة وقداس ها يحضرة
التغيير بين الداخل والخارج
التغيير عمل يبدأ من الداخل ثم يظهر على الخارج حين بدأ القديس بولس فى التغيير بدأ يتغيير فى السلوك الخارجى وعاداته اليهوديه القدية تغيرت وتبدلت ومشاعرة الداخلية وظهرت فى كلامه اهتماماته صداقاته عبادته- جدد فى صورة ملامحك – قد إرتسم علينا نور وجهك يارب كثيراً ما نلاحظ أن ملامح الطفل تتغير لمجرد نزوله فى المعمودية – والمسيحى مجرد ملامحه كرازة سلامة فرحه وداعته تظهر عليه
القديس أوغسطينوس حين تغير هل ظل يعامل أمه بنفس القسوة هل إستمرت علاقاته مع أصدقاؤة القدماء هل ظلت علاقته بالمراة التى كان يعرفها (قيل انها ذهبت اليه وأخذت تلح عليه ان يفتح لها ولكنه خاطبها من الداخل ولكنى لست أنا اوغسطينوس الذى تعرفيه قد مات ) وبلا شك انه من مؤشرات التغيير السلوك الخارجى فيمكن ان نلاحظ طريقة العبادة الصداقات الشكل الخارجى العلاقه مع الاسرة الإهتمامات بل يمكن نلاحظ من مجرد بعض تصرفات على الفيس المظهر بلا شك عمل النعمه الداخلى يعلم الانسان كرامته فى المسيح فيبدأ يقدس ويكرم الهيكل الإلهى فيعرف ما يليق وما لا يليق روح العالم الموضه الذهاب الى أماكن اللهو هى فى الحقيقة مجرد تعبير عن جوع داخلى وعدم إكتفاء وسعى خلف مسرة كاذبة ومن علامات التغيير تجد الشخص يدقق اين يذهب وكيف يسلك الأصدقاء يبدأ يختار بأكثثر دقه من يبنينى من يرفعنى من يشجعنى من يتفوق على لان مكتوب إثنان خير من واحد راينا القديس موسى الاسود من قاتل سارق إلى راهب فهل يستقيم ان يحيا فى وسطهم او فى مظهرهم مع الاسرة من تمرد وعصيان وعدم إحترام وإنعزال إلى مشاركة وعطاء وإحترام وطاعه ويبدأ على العكس يندم ويتاسف على الماضى وكانه يقول كنت غبياً
الكنيسة بدل مكان إجتماعى لمجرد إخراج الطاقة وإضاعة الوقت ولقاء الأصدقاء وتبادل الأحاديث العالمية إلى مكاتن التوبة والعبادة والتسبيح ورفع القلب ومشاركة السمائيين فى تسابيحهم وصلواتهم لانه يدرك انها موضع الرحمة والغفران وهى بيت الملائكة ومنها يأخذ قوته السماوى الإنترنيت يصبح وسيلة للبنيان الروحى والعلمى والثقافى ويرتفع به الإنسان روحيا رأيت طفلا صغيراً يحفظ أصعب ألحان الكنيسة لدرجه انى أعلم انه لا يوجد فى كنيسته من يقدر ان يحفظه هذه الألحان ولكنى علمت أنه ينزل هذه الألحان من النت ويحفظها – وبدلاً من أن يكون النت وسيلة للموت يصير وسيلة للحياة وكم من البركات فى النت وكم من لعنات ف النت وصل ان ممكن ان يحدث إدمان للنت وصارت هناك مصحات علاجيه يمكن ان يحدث توحد وانعزال وعنف وشهوات وتدمير للعقل ويمكن ان نستخدمة باعتدال وبنيان وهذا ما تجده فى اللنفوس التى اخذت النعمه والحكمه من الله فصارت تعرف كيف تميز بين الامور المتخالفة العادات العصبية الانانيه العنف المظهرية محبه القنية التعالى والافتخار بالماديات كلها امور تتبدل فى الانسان الجديد تجد الوداعه والهدوء والتسامح وهل هذا لحظات مؤقته او تمثيل لا اها امور تبع من تغيير فى المفاهيم واحد كان فاكر كيانه فى ذراعه او ماله ولكنه ادرك مستودع الغنى الحقيقى ووضع يده على اركنز المخف الذى شعر انه يستحق ان يمضى ويبيع كل ماله ليقتنيه
يذكر عهده المقدس
أنَاجِيل آحَاد شَهْر كِيَهْك المُبَارَك :
=========================================================
هذِهِ الأنَاجِيل تَتَكَلَّمْ عَنْ قِصِّة التَّجَسُد الإِلهِي .. فَهيَ مِنْ الإِصْحَاح الأوَّل مِنْ إِنْجِيل بِشَارِة مُعَلِّمْنَا لُوقَا البَشِير .. وَهيَ مُقَسَّمَة عَلَى الأرْبَع آحَاد .. تَتَكَلَّمْ بِدَايَةً مِنْ قِصِّة زَكَرِيّا الكَاهِن وَهُوَ يُكَهِّن فِي خِدْمِة الْمَسِيح وَبِشَارِة المَلاَك بِمِيلاَد يُوحَنَّا وَتَحْكِي مِيلاَد يُوحَنَّا .. ثُمَّ تَحْكِي بِشَارِة المَلاَك لِلسَيِّدَة العَذْرَاء وَتَحْكِي مِيلاَد رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. ثُمَّ تَحْكِي تَسْبِحِة زَكَرِيَّا الكَاهِن بِمِيلاَد رَب المَجْد يَسُوع الْمَسِيح وَيُوحَنَّا .. ثُمَّ تَحْكِي أيْضاً زِيَارِة السَيِّدَة العَذْرَاء إِلَى ألِيصَابَات وَتَسْبِحِة السَيِّدَة العَذْرَاء .
يَبْدُو أنَّ القِدِيس لُوقَا كَانَ قَرِيب جِدّاً إِلَى السَيِّدَة العَذْرَاء .. وَهيَ بِنَفْسَهَا الَّتِي شَرَحَتْ لَهُ كُل هذِهِ التَّفَاصِيل .. لِذلِك كَتَبْ فِي بِدَايِة إِنْجِيلُه أنَّ هذِهِ الأُمور هِيَ أُمور ﴿ سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ البَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلكَلِمَة ﴾ ( لو 1 : 2 ) .. أي أنَّ الَّذِينَ قَالُوا لَهُ هذَا هُمْ كَانُوا مُعَايِنِين إِلَى هذِهِ الأُمور .
فِي الأحَد الثَّانِي مِنْ شَهْر كِيَهْك يُقْرأ عَلَيْنَا الجُزْء الخَاص بِبِشَارِة السَيِّدَة العَذْرَاء لِمِيلاَد رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. يُوْجَد تَسَلْسُل فِي قِصِّة الكِرَازَة بِمَجِئ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح يُمْكِنْ تَلْخِيصْهَا فِي " 3 " أسْمَاء هُمْ :0
فَإِنَّ أي حَرْف * ي * فِي إِسْم أحَد مِنْ العَهْد القَدِيم سَوَاء كَانَ * يَا * أوْ * ي مَمْدُود مَعَهَا الإِسْم * هُمَا إِخْتِصَار لِلَفْظ * الله يَهْوَى * .. مِثْل يُونَان .. نَحَمْيَا .. يَشُوع .. يَهُوشَافَاط .. يَهُوذَا .. حَرْف اليَاء بِهُمْ هِيَ رَمْز إِلَى * يَهْوَى .. الله * .. زَكَرِيّا .. يُوحَنَّا .. يَسُوع هُمْ " 3 " كَلِمَات يَتَلَخَص فِيهُمْ فِكْرِة التَّجَسُد الإِلهِي :0
زَكَرِيّا هِيَ الله يَتَذَكَّر أوْ تَذَكَّر .. لِمَاذَا .. كَيْفَ ؟ هَلْ أنْتَ يَارَب كُنْت نَاسَيْتَنَا لِمُدِّة 5500 سَنَة ؟ هَلْ أنْتَ يَارَب عِنْدَمَا أخْطَأ الإِنْسَان تَرَكْتَهُ وَأهْمَلْتَهُ إِلَى هذِهِ الدَّرَجَة .. دَرَجِة أنْ نَسِيتُه 5500 سَنَة لِتِفْتِكْرُه ؟ فَإِنَّ الكِنِيسَة وَضَعَتْ لَنَا أوِّل مَزْمُور لِنَقْرَأُه فِي أوِّل عَشِيَّة مِنْ عَشِيَات شَهْر كِيَهْك هُوَ مَزْمُور مُعَلِّمْنَا دَاوُد النَّبِي عِنْدَمَا قَالَ ﴿ إِلَى مَتَى يَارَبُّ تَنْسَانِي ﴾ ( مز 13 : 1) .. وَأيْضاً الكَنِيسَة تَقُول ﴿ فَلَمْ تَتْرُكْنَا عَنْكَ أيْضاً إِلَى الإِنْقِضَاء ﴾ .
لكِنْ مَا هِيَ قِصَّة النِسْيَان ؟ فِي الحَقِيقَة أنَّ الله لَنْ يَنْسَانَا لكِنْ هُوَ يُرِيدْ أنْ يُعْطِينَا إِحْسَاس وَالكِنِيسَة تَنْقِل إِلَيْنَا هذَا الإِحْسَاس وَهُوَ أنَّهُ قَدْ أتَى مِلْءُ الزَّمَان .. قَدْ أتَى زَمَنْ الإِفْتِقَاد .. لكِنْ لِمَاذَا كَانَتْ كُل هذِهِ الفِتْرَة الَّتِي مَضَتْ ؟ إِنَّ هذَا التَّأخِير كَانَ لَيْسَ مِنْ عِنْد رَبِّنَا وَلكِنْ الأمر كَانَ فِي حَاجَة إِلَى تَمْهِيد وَتَدْبِير كِبِير جِدّاً مِنْ رَبِّنَا لِكَيْ يُهَيِّئ النَّفْس البَشَرِيَّة وَالعَقْل البَشَرِي وَالمُجْتَمَع وَالنَّاس لاسْتِيعَاب فِكْرَة يَصْعُب فِهْمَهَا جِدّاً وَهيَ كَيْفَ أنَّ الله سَيَفْدِي .. وَكَيْفَ أنَّ الله سَيَحِل فِي وَسَطْ البَشَر ؟
فَإِذَا كَانَ مَعَ كُل هذَا التَّمْهِيد وَلاَزَالَ كَثِيرُونَ لاَ يُؤمِنُون بِالتَّجَسُد .. لِمَاذَا ؟ لأِنَّهَا فِكْرَة صَعْبَة جِدّاً لِكَيْ يَسْتَوْعِب الإَِنْسَان أنَّ الله ظَهَرَ فِي الجَسَد .. وَأنَّ الله أسْلَم نَفْسُه لِلمُوْت .. وَأنَّهُ ذُبِح وَمَات لأِجْلِنَا .. لِهذَا أمْضَى رَبِّنَا قِصَّة طَوِيلَة مَعَ الإِنْسَان وَبَدَأَ يُعْلِن حُلُولُه فِي وَسَطْ الشَّعْب .. إِبْتَدأ يَقُول لَهُمْ إِعْمِلُوا لِي خِيمَة لأِسْكُنْ فِيهَا بِشَرْط أنْ تَكُون هذِهِ الخيمَة فِي وَسَطْ مَسَاكِنْكُمْ .. فَمَهَدْنَا بِآيَة ﴿ وَالكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا ﴾ ( يو 1 : 14) .. نُلاَحِظْ أنَّ تَرْجَمِة كَلِمَة * حَلَّ * هِيَ نَفْسَهَا كَلِمَة * المَحَلَّة * الَّتِي نَزَل فِيهَا رَبِّنَا .
وَكَأنَّ رَبِّنَا يُرِيدْ أنْ يُمَهِّد الأذْهَان أنَّهُ سَيَتَذَكَرْنَا وَلكِنَّهُ يُعِدَّنَا إِلَى إِسْتِقْبَالِه .. فَهُوَ يُرِيدْ أنْ يُعِد نِفُوسْنَا لِتَسْتَقْبِل هذِهِ الحَقِيقَة .. فَلِكَي نَسْتَوْعِب الفِدَاء وَالخَلاَص مَهَّد لَنَا بِطُرُق وَأنْوَاع شَتَّى مِنْ يُوم مَا أخْطَأ أبُونَا آدَم وَمِنْ زَمَنْ الآبَاء الأوَلِين عِنْدَمَا أمَرَهُمْ بِبُنَاء مَذَابِح لِتَقْدِيم ذَبَائِح – ذَبَائِح دَمَوِيَّة – لِكَيْ يُهَيِّئ النَّفْس البَشَرِيَّة لاسْتِيعَاب فِكْرِة أنَّهُ بِدُون سَفْك دَم لاَ تَحْدُث المَغْفِرَة .. وَأنَّ نَفْس يُمْكِنْ أنْ تُؤخَذ عِوَضاً عَنْ نَفْس .. وَيُهَيِّئ أذْهَانَنَا لِفِكْرَة صَعْبَة جِدّاً وَهيَ فِكْرِة إِنْتِقَال الخَطِيَّة مِنْ مُذْنِب إِلَى بَرِئ .
رَبِّنَا يِمَهِد وَيُرْسِل لَنَا أنْبِيَاء يِقُولُوا تَفَاصِيل فِي مُنْتَهِى الدِّقَة .. فَمِنْهُمْ مَنْ شَرَح صِفَات التَّجَسُد كَأشْعِيَاء النَّبِي .. وَمِنْهُمْ مَنْ حَدَّد زَمَنْ التَّجَسُد كَدَانِيَال النَّبِي .. وَمِنْهُمْ مَنْ حَدَّد مَكَان التَّجَسُد .. كَيْفَ ؟!! فَإِنَّ الأمر مِحْتَاج إِلَى تَمْهِيد إِلَى النَّفْس البَشَرِيَّة وَالعَقْل البَشَرِي لِيَسْتَوْعِب مَتَى رَبِّنَا سَيَتَذَكَرْهَا .. وَمَتَى سَيَفْتَقِدْهَا .. وَمَتَى سَيَحِل مِلْء الزَّمَان .. وَعِنْدَمَا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَان أرْسَل الله إِبْنَهُ مَوْلُوداً مِنْ إِمْرَأة ( غل 4 : 4 ) .
إِذاً الأمر لَيْسَ نِسْيَاناً مِنْ رَبِّنَا .. فَهُوَ يَقُول ﴿ هَلْ تَنْسَى المَرْأةُ رَضِيعَهَا فَلاَ تَرْحَمَ ابْنَ بَطْنِهَا .. حَتَّى هؤُلاَءِ يَنْسِينَ وَأنَا لاَ أنْسَاكِ ﴾ ( أش 49 : 15) .. فَإِلَى مَاذَا يَارَب تُمَهِد ؟ إِنَّ رَبِّنَا يُرِيدْ أنْ يُقِظْ مَشَاعِر شَعْبُه لِكَيْ يَسْتَوْعِبُوا مَجِيئُه .. وَمِنْ هُنَا كَانَتْ كَلِمَة * الله يَتَذَكَر .. زَكَرِيّا * .. لِدَرَجِة أنَّ زَكَرِيّا الكَاهِن نَفْسُه عِنْدَمَا مَسَك إِبْنُه يُوحَنَّا نَطَق بِتَسْبِحَة قَالَ ﴿ القَسَمَ الَّذِي حَلَفَ لإِبْرَاهِيمَ أبِينَا أنْ يُعْطِينَا ﴾ ( لو 1 : 73 ) .. بَدَأَ يَتَحَقَّق وَبَدَأَ يَقُول يَذْكُر عَهْدُه المُقَدَّس ( لو 1 : 72 ) .
فَعِنْدَمَا نَقْرأ سِفْر التَّكْوِين نَجِد أنَّ رَبِّنَا صَنَع عَهْد بَيْنُه وَبَيْنَ أبُونَا إِبْرَاهِين وَأقْسَم بِذَاتُه وَقَالَ لَهُ ﴿ أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيراً كَنُجُومِ السَّمَاءِ ﴾ ( تك 22 : 17) .. وَصَنَعَ عَهْد الخِتَان بَيْنَهُ وَبَيْنَ أبُونَا إِبْرَاهِيم كَعَلاَمَة أنَّهُ قَدْ أخَذَ لَهُ شَعْباً مُخْتَاراً مِنْ بَيْنَ وَسَطْ شُعُوب العَالَمْ .. هَلْ الخَطِيَّة نَقَضَتْ هذَا العَهْد ؟ هَلْ هذَا العَهْد مَازَالَ قَائِم ؟ أحْيَاناً تُعَاقِب الإِنْسَان يَارَب .. وَأحْيَاناً نَعْتَقِد أنَّكَ تَخَلَيْت عَنْهُ .. وَأحْيَاناً نَجِد أنَّكَ تُسَلِّمْ شُعُوبَك إِلَى الحُرُوب .. لِمَاذَا يَارَب نَاسِي عَهْدَك .. وَمَتَى سَتَتَذَكَرُه ؟ وَمِنْ هُنَا جَاءَت * الله يَتَذَكَّر * .. فَإِنَّ الله لاَ يَنْقُض العَهْد كَمَا يَفْعَل الإِنْسَان .
فَإِنَّ قَبْل العَهْد الَّذِي صَنَعَهُ الله مَعَ أبُونَا إِبْرَاهِيم كَانَ يُوْجَد عَهْد قَبْلَهُ مَعَ نُوح البَّار عِنْدَمَا أعْطَاه الله عَلاَمِة قُوس قَزَح وَقَالَ لَهُ أنَّهُ عَهْد بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّفْس البَشَرِيَّة أنَّهُ لاَ يَغْضَب عَلَيْهِ ثَانِياً ( تك 9 : 13) .. وَجَدَّد العَهْد أيَّام مُوسَى النَّبِي عِنْدَمَا قَالَ لَهُ أنْ يَبْنِي الخِيمَة وَيَأتِي بِدَم الذَّبَائِح وَيَرُش نِصْف الدَّم عَلَى أدَوَات الخِيمَة وَالنِّصْف الثَّانِي عَلَى الشَّعْب .. وَهذَا كَانَ دَم العَهْد بَيْنَ رَبِّنَا وَبَيْنَنَا .. كَثِيراً مَا يَدْخُل رَبِّنَا مَعَ الإِنْسَان فِي عُهُود وَمَعَ ذلِك الإِنْسَان هُوَ الَّذِي يَنْقُضْهَا وَلَيْسَ رَبِّنَا .. لكِنْ رَبِّنَا فِي التَّجَسُد يَذْكُر عَهْدُه .
نَحْنُ فِي تَسَابِيح الكِنِيسَة نَقُول ﴿ لاَ تَنْسَ العَهْد الَّذِي قَطَعْتَهُ مَعَ أبَائِنَا ﴾ .. وَلِذلِك نُسَمِّي الكِنِيسَة بِكِنِيسِة العَهْد الجَدِيد .. الكِنِيسَة الَّتِي إِفْتَقَدِتْهَا النِّعْمَة حَيْثُ تَمَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ عَهْد أبَدِي لاَ يَنْقَطِع أبَداً .. لِذلِك يَقُول أنَّ الله تَذَكَّر فَقَالَ ﴿ قَدْ ذَكَرْتُ لَكِ غَيْرَةُ صِبَاكِ مَحَبَّة خَطَبْتِك ذِهَابِك وَرَائِي فِي البَرِّيَّةِ فِي أرْضٍ غَيْرِ مَزْرُوعَةٍ ﴾ ( أر 2 : 2 ) .. رَبِّنَا يَتَذَكَّر أنَّ بَنِي إِسْرَائِيل خَرَجُوا وَرَائَهُ فِي البَرِّيَّة فَيَقُول لَنَا أنَّهُ فَاكِر وَلكِنْ إِنْ كَانَ يُوْجَد تَأخِير فَهُوَ بِسَبَبْ عَدَم إِسْتِيعَابْنَا .. لإِنَّنَا فِكْرِنَا بَشَرِي وَهُوَ فِكْرُه إِلَهِي .. هُوَ يُعِدِّنَا لاسْتِيعَاب الأُمور الإِلَهِيَّة لِنُصَدِّق وَنُؤمِنْ أنَّ الله مُمْكِنْ أنْ يَحِل فِي وَسَطْ شَعْبُه .. وَأنْ يَأتِي وَيَحِل بَيْنَنَا وَأنْ يَأخُذ جَسَدْنَا .. فَهُوَ يُمَهِد الأذْهَان وَيُعْطِينَا عَلاَمَات وَنُبُوَات وَنَمَاذِج لِنَاس صَالِحِين فِي وَسَطْ مُجْتَمَعَات غِير بَارَّة .. رَبِّنَا يُمَهِد إِلَى صُورَة تُمَجِدُه وَلِعَمَل رَبِّنَا الفَائِق وَلِذَبِيحِة نَفْسُه .. يُمَهِد لِكِنِيسِة العَهْد الجَدِيد وَلِعَطَايَا الرُّوح القُدُس وَإِلَى كَيْفَ يَتَحَوَل الإِنْسَان إِلَى إِنْسَان بَار وَهُوَ فِي وَسَطْ جِيل فَاسِق وَشِرِّير .. كُل هذَا هُوَ لِكَلِمَة * تَذَكَّر أوْ زَكَرِيّا * .
الله تَذَكَّر وَحِينَمَا تَذَكَّر أعْلَن عَنْ تَذَكُّرُه بِحَنَانُه فَتَحَنَّنْ فَجَعَلَ زَكَرِيّا يُنْجِب يُوحَنَّا .. مِنْ أكْثَر الأشْيَاء الَّتِي تُعْلِن عَنْ حَنَان الله عَلَى الإِنْسَان هُوَ التَّجَسُد .. مِنْ أكْثَر الأُمور الَّتِي تَجْعَلْنَا نَتَلاَمَس مَعَ حَنَان الله أنَّهُ قَبَلْ أنْ يَأخُذ جَسَدْنَا وَيَفْتَقِدْنَا فِي خَطَايَانَا .. إِنُّه يَتَحَنَّنْ عَلَيْنَا لِذلِك نَقُول لَهُ ﴿ تَحَنَّنْ عَلَى جُبْلِتَك الَّتِي صَنَعَتْهَا يَدَاك ﴾ .. وَنَقُول لَهُ فِي صَلَوَات القِسْمَة فِي القُدَّاس ﴿ تَحَنُّنَك غَلَبَك وَتَجَسَدْت﴾ .. الله غَلَبُه تَحَنُّنُه .. وَهُوَ مِثْل الأب الَّذِي يَحْرِم إِبْنُه مِنْ شِئ وَلكِنْ يَتَحَنَّنْ عَلِيه عِنْدَمَا يَرَى إِبْنُه يِبْكِي فَيَأتِي لَهُ بِهَا .. فَنَحْنُ صُنْعِه أيْدِي رَبِّنَا فَكَيْفَ يَتْرُكْنَا نَهْلَك ؟
هَلْ كَانْ مُمْكِنْ أنْ يَتْرُكْنَا رَبِّنَا فِي عِصْيَانَنَا ؟ هَلْ كَانْ مُمْكِنْ إِنْ رَبِّنَا يَتْرُك الإِنْسَان فِي شَرُّه الَّذِي يَزْدَاد يُوْم بَعْد يُوْم ؟ هَلْ كَانْ مُمْكِنْ إِنْ رَبِّنَا يُتْرُك عَدُو الخِير لِيَنْتَصِر إِلَى النِّهَايَة ؟ هَلْ كَانْ مُمْكِنْ إِنْ رَبِّنَا يُتْرُك الخَطِيَّة تَكْثُر فِي العَالَمْ بِدُون مَغْفِرَة وَبِدُون حَلْ ؟ الخَطِيَّة قَدْ تَأصَّلَتْ فِي الطَبْع البَشَرِي لِدَرَجِة إِنْ الأنْبِيَاء نَفْسُهُمْ وَالأبْرَار يُخْطِئُوا .. هَلْ كَانَ عَلَى الرَّبَّ أنْ يَفْنِي الكُل ؟ لكِنْ رَبِّنَا رَفَض أنْ يُهْلِكْنَا لكِنُّه قَالَ أنَّهُ سَيُجَدِّد الكُل وَيَجْعَل لِلخَطِيَّة حَل .. حَتَّى وَإِنْ الإِنْسَان أخْطَأ لِكَيْ لاَ يَقَعْ أحَد أبَداً فِي هُوِّة يَأس أوْ فِي قَبْضِة العَدُّو حَتَّى وَإِنْ أخْطَأ .
رَبِّنَا جَدِّد طَبِيعِة الإِنْسَان .. حَنَانُه جَعَلُه يَصْنَع تَدْبِير الفِدَاء حَيْثُ أنَّ جَسَد الخَطِيَّة ( جَسَدْنَا ) هُوَ حَمَلُه .. فَهُوَ حَمَل خَطَايَانَا وَيَدْفَع الثَّمَنْ عَنْهَا .. وَبَدَلاً مِنْ أنَّ خَطِيَّة وَاحِدَة تَسْتَوْجِب حُكْم المُوْت .. صَارَ الإِنْسَان وَهُوَ كَثِير التَّعَدِّي يُمْكِنْ أنْ يَتَبَرَّر عِنْدَمَا يُقَدِّم التُوبَة وَعِنْدَمَا يَتَمَسَّك بِذَبِيحَتُه .. فَالله أعْطَانَا خَلاَص كُلُّه حَنَان .. فَالله يَعْرِف جَيِّداً ضَعْف طَبِيعِة الإِنْسَان الَّتِي هِيَ قَابِلَة لِلسُقُوط الدَّائِم .. فَهُوَ رَفَض أنْ يُعْطِينَا حَلْ مُؤقَتْ أي أنْ نَلْتَمِس الخَلاَص خَارِج عَنَّا .. لكِنُّه سَيَجْعَلْنَا نَلْتَمِس الخَلاَص مِنْ دَاخِلْنَا .. فَهُوَ حَلَّ فِينَا وَقَدَّس طَبِيعِتْنَا .
فَعِنْدَمَا أخَذَ رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح جَسَدْنَا .. تَقَدَّس جَسَدْنَا وَلَمْ يَعُد جَسَد الخَطَايَا .. وَأصْبَحِتْ الخَطِيَّة خَارِجَة عَنْ طَبْعِنَا بِالرَّغْم مِنْ إِنْ نَحْنُ الَّذِينَ نَفْعَل الخَطِيَّة .. فَرَبِّنَا أعْطَانَا الإِمْكَانِيَة لِنَتَغَلَّبْ عَلَيْهَا لأِنَّهُ بَارَك طَبِيعِتْنَا فِيهِ بِالتَّجَسُد وَذلِك لِكَيْ يَضَعْ حَلْ نِهَائِي لِخَطَايَانَا لِذلِك نَقُول ﴿ نَحْنُ الَّذِينَ أخْطَأنَا وَهُوَ الَّذِي تَألَّمْ .. نَحْنُ الَّذِينَ صِرْنَا مَدْيُونِينَ لِلعَدْل الإِلهِي بِذُنُوبَنَا .. وَهُوَ الَّذِي دَفَعَ الدُيُون عَنَّا ﴾ ( قِسْمِة * أيُّهَا الإِبْن الوَحِيد * ) .
فَرَغْم تَأخُرْنَا فِي الإِسْتِيعَاب إِلاَّ أنَّهُ تَحَنَّنْ .. وَلِذلِك قَالَ فِي إِنْجِيلُه ﴿ لُحَيْظَةً تَرَكْتُكِ وَبِمَرَاحِمَ عَظِيمَةٍ سَأجْمَعُكِ ﴾ ( أش 54 : 7 ) .. فَعِنْدَمَا فَسَّر الآبَاء كَلِمَة * لُحَيْظَة * قَالُوا أنَّ * لُحَيْظَة * هِيَ تَصْغِير كَلِمَة * لَحْظَة * فِي اللُغَة العَرَبِيَّة .. كَمَا أنَّ كَلِمَة * جِنِينَة * هِيَ تَصْغِير لِكَلِمَة * جَنَّة * .. لِذلِك قَالُوا أنَّ أي شِئ يُقَاس بِمَا لاَ نِهَايَة يَكُون صِفْر .. فَمُدِّة الزَّمَنْ الَّتِي رَبِّنَا مَهَّد لَنَا فِيهَا لِخَلاَص البَشَرِيَّة هِيَ مُدَّة عِنْدَمَا تُقَاس بِمَا لاَ نِهَايَة تُقَدَّر بِلاَ شِئ .. لِذلِك قَالَ * لُحَيْظَة * وَلَيْسَ * لَحْظَة * .. فَإِنَّ الله لَنْ يَنْسَانَا لكِنُّه كَانَ يُعِدِّنَا .. هُوَ كَانَ مُشْتَاق إِلَى أنْ يَكُون فِي وَسَطْنَا وَلكِنَّنَا نَحْنُ الَّذِينَ تَأخَّرْنَا فِي إِسْتِيعَاب الأمر .
بِالرَّغْم مِنْ أنَّ بَعْد كُل المَوَاعِيد وَالعُهُود وَالنُّبُوَات الَّتِي أعْطَاهَا لَنَا الله وَبَعْد كُل هذَا التَّأخِير إِلاَّ أنَّهُ عِنْدَمَا تَمَّ الخَلاَص وَجَدْنَا مُؤامَرَات قَتْل وَتَعَجُّب وَأقْرَب المُقَرَّبِين لَمْ يُصَدِّقُوا .. وَعِنْدَ إِتْمَام الفِدَاء وَجَدْنَا التَّلاَمِيذ هَرَبُوا .. فَمَا بَالَك إِذَا لَمْ يُمَهِّد لَنَا الله بِكُل هذِهِ النُّبُوَات ؟ فَهُوَ يَعْرِف ضَعْف البَشَر وَجَهْل طَبِيعَة الإِنْسَان .. إِذاً مَاذَا سَتَفْعَل يَارَب مَعَ هذَا الإِنْسَان الجَاهِل الَّذِي عِنْدَمَا كُنْت مَوْجُود فِي وَسَطُه لَمْ يَسْتَوْعِبَك ؟ فَمَاذَا يَفْعَل عِنْدَمَا تَتْرُكُه ؟ فَإِنَّ الله أرْسَل لَنَا الرُّوح القُدُس الَّذِي يُعَلِّمْنَا وَيُذَكِّرْنَا مِنْ جَدِيد بِكُل مَا لَمْ نَقْدِر أنْ نَسْتَوْعِبُه .. فَالَّذِي لَمْ نَقْدِر أنْ نَسْتَوْعِبُه وَهُوَ مَوْجُود سَنَسْتَوْعِبُه وَهُوَ غِير مَوْجُود .. فَهُوَ يُرِيدْ أنْ يُثْبِت الخَلاَص إِلَى النِّهَايَة .
وَمِنْ هُنَا تَحَنُّنَه أتَى بِالخَلاَص .. وَهذِهِ هِي ألـ 3 مَرَاحِل .. الله يَتَذَكَّر .. الله يَتَحَنَّنْ .. الله يُخَلِّص .. فَإِنَّ الله جَاءَ وَصَنَعَ الخَلاَص عَلاَنِيَةً .. هُوَ حَمَلَ عَنْ الإِنْسَان عُقُوبِة المُوْت وَخَلَّصُه وَأصْبَح المُجْرِم بَرِئ وَالبَرِئ أصْبَح مُجْرِم .. وَيُوْجَد قِصَّة رَمْزِيَّة وَهيَ .. يُوْجَد أخَوَان وَاحِد تَقِي وَبَار وَالثَّانِي شِرِّير وَفَاسِق .. الشِّرِّير كَانَ يُعَايِر أخُوه بِاسْتِمْرَار وَالأخ التَّقِي كَانَ يُحَاوِل أنْ يُهْدِي أخُوه الشِّرِّير إِلَى مَعْرِفَة وَمَحَبِّة الله .. وَفِي يُوم مِنْ الأيَّام جَاء الأخ الشِّرِّير يَجْرِي إِلَى البِيت وَهُوَ فِي حَالِة ذُعْر وَثِيَابُه مُلَوَثَة بِالدِّمَاء يَسْتَنْجِد بِأخُوه مِنْ الشُرْطَة فَعَرَض الأخ البَّار التَّقِي عَلَى أخُوه الشِّرِّير أنْ يَخْلَع مَلاَبِسُه المُلَوَثَة بِالدَّم وَيُعْطِيع مَلاَبِسُه النَّظَيِفَة وَقَالَ لَهُ * إِنْتَ مُش مُسْتَعِد لِلمُوْت .. أنَا مُسْتَعِد لِلمُوْت * .. ثُمَّ أخَذَ الثِّيَاب المُلَوَثَة وَالجَرِيمَة وَالحُكْم لكِنُّه نَصَحُه وَقَالَ لَهُ * أنَا سَأمُوت بَدَلاً مِنْكَ وَبِذَنْبَك وَلكِنْ أنْتَ أيْضاً لاَبُدْ أنْ تَأخُذ حَيَاتِي كَمَا هِيَ وَأنْ تَعِيش كَمَا كُنْت أعِيش * .
تَقْرِيباً هذِهِ القِصَّة تُعَبِّر عَنْ الخَلاَص الَّذِي قَدَّمَهُ لَنَا رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. وَتُلَخِص الكَنِيسَة أصْعَب الأُمور اللاَهُوتِيَّة فِي أسْهَل الألْفَاظ وَأجْمَلْهَا ﴿ هُوَ أخَذَ الَّذِي لَنَا وَأعْطَانَا الَّذِي لَهُ .... ﴾ ( ثاوطُوكِيِة الجُمْعَة ) .. فَهُوَ أخَذَ الحُكْم وَالضَّعْف وَالخَطِيَّة وَأعْطَانَا البَرَاءَة وَالبِّر وَالقَدَاسَة وَالحَيَاة الأبَدِيَّة – فَهُوَ يُخَلِّصْنَا – لِذلِك تَقُول الكَنِيسَة * أنَّ الله نَظَرَ مِنْ السَّمَاء وَتَطَّلَعْ إِلَى الأرْض لِيَسْمَع تَنَهُد المَغْلُوبِين * .. وَيَقُول فِي مَزْمُور عَشِيَّة ﴿ يَنْزِلُ مِثْلَ المَطَرِ عَلَى الجِزَازِ وَمِثْلَ الغُيُوثِ الذَّارِفَةِ عَلَى الأرْضِ .. يُشْرِقُ فِي أيَّامِهِ الصِّدِّيقُ وَكَثْرَةُ السَّلاَمِ إِلَى أنْ يَضْمَحِلَّ القَمَرُ ﴾ ( مز 72 : 6 – 7 ) .. وَيَقُول أيْضاً فِي مَزْمُور عَشِيَّة ﴿ يَارَبُّ طَأطِئ سَموَاتِكَ وَانْزِل الْمِس الجِبَالَ فَتُدَخِّنَ .. أبْرِق بُرُوقاً وَبَدِّدَهُمْ .. أرْسِل سِهَامَكَ وَأزْعِجْهُمْ .. أرْسِل يَدَكَ مِنَ العَلاَءِ .. أنْقِذْنِي وَنَجِّنِي ﴾ ( مز 144 : 5 – 7 ) .. البَشَرِيَّة تَتَنَهَد وَتُنَاجِي رَبِّنَا وَتَطْلُب مِنْهُ أنْ يُطَأطِئ السَّموَات وَيَأتِي وَيُخَلِّصْنَا .. أشْعِيَاء النَّبِي يَقُول ﴿ لَيْتَكَ تَشُّقُّ السَّموَاتِ وَتَنْزِلُ ﴾ ( أش 64 : 1) .. وَيَقُول أيُّوب البَّار ﴿ لَيْسَ بَيْنَنَا مُصَالِح يَضَعُ يَدَهُ عَلَى كِلَيْنَا ﴾ ( أي 9 : 33 ) .. لِيُنْهِي مَشَاكِل العَدَاوَة وَالخُصُومَة وَالخَطِيَّة .
الله تَذَكَّر وَعِنْدَمَا تَذَكَّر تَحَنَّنْ وَعِنْدَمَا تَحَنَّنْ خَلَّص .. كَمْ نَحْنُ مَدْيُونِين لِعَمَل رَبِّنَا .. نَحْنُ اليُوْم إِنْ كُنَّا خُطَاة إِلاَّ أنَّنَا جَمِيعاً أبْرَار .. فَإِنْ كُنَّا خُطَاة فَهُوَ تَرَك لَنَا جَسَدُه وَدَمُه لِكَيْ يَكُون فِعْل خَلاَصُه هُوَ خَلاَص مُتَجَدِّد أبَدِي .. فَهُوَ أعْطَانَا العِلاَج .. فَإِذَا وُجِدَت الخَطِيَّة يُوْجَد حَل لِلخَطِيَّة .. الله أعْطَانَا العِلاَج عَلَى المَذْبَح فِي كُل يُوم نَتَنَاوَل فِيهِ وَكُل يُوم نَسْمَع فِيهِ القُدَّاس .. كُل يُوم نُقِيم فِيهِ القُدَّاس هُوَ جُلْجُثَة جَدِيدَة وَصَلْب جَدِيد وَأخُذ نَفْس فِعْل الصَّلِيب وَيُعْطِي نَفْس المَغْفِرَة .. فَيَقُول ﴿ خُذُوا كُلُوا مِنْهُ كُلُّكُمْ ﴾ .. ﴿ يُعْطَى عَنَّا خَلاَصاً وَغُفْرَاناً لِلخَطَايَا وَحَيَاة أبَدِيَّة لِمَنْ يَتَنَاوَل مِنْهُ ﴾ .. الله يَعْلَمْ أنَّ طَبْعِنَا مُحَاط بِالضَّعْف فَأحَاطَنَا بِالنِّعْمَة لِكَيْ يَضْمَن لَنَا المَيرَاث الأبَدِي .. لِذلِك قَالَ مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول ﴿ كَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أهْمَلْنَا خَلاَصاً هذَا مِقْدَارُهُ ﴾ ( عب 2 : 3 ) .. فَمِنْ المَفْرُوض أنْ لاَ نَقِفْ أمَام رَبِّنَا وَنَقُول لَهُ أنَا خَاطِئ لأِنَّكَ أعْطَيْتَنِي جَسَد ضَعِيف وَوَضَعْتَنِي فِي مُجْتَمَع لَيْسَ جَيِّد وَمَادِّي .. فَهُوَ سَيَسْألْنَا عَنْ مَاذَا فَعَلْنَا بِالخَلاَص الَّذِي أعْطَاهُ لَنَا ؟!!
عَجِيب أشْعِيَاء النَّبِي لَمَّا يَنْظُر بِالرُّوح وَيَحْكِي لَنَا عَنْ إِنْسَان صَنَعَ كَرْم وَاشْتَرَى حَقْل وَفِي أجْمَل مَكَان وَصَنَعَ لَهُ الكَرْمَة .. وَحَوَّط الكَرْمَة بِثِيَاب وَعَمَل فِي وَسَطْهَا مَعْصَرَة وَرَعَى هذِهِ الكَرْمَة وَعِنْدَمَا جَاءَ لِيَطْلُب مِنْ الكَرْمَة ثَمَر فَوَجَد لاَ شِئ .. فَيَحْكِي لِلنَّاس وَيَقُول لُهُمْ ﴿ مَاذَا يُصْنَعُ أيْضاً لِكَرْمِي وَأنَا لَمْ أصْنَعْهُ لَهُ ﴾ ( أش 5 : 4 ) .. فَرَبِّنَا اليُوم يَقُول لِلكِنِيسَة مَاذَا كَانَ مُمْكِنْ أنْ أعْمِلُه وَلَمْ أعْمِلُه ؟!! فَإِذَا كَانَ الإِنْسَان يِشْكِي مِنْ الخَطِيَّة فَأعْطَيْتُه الحَل .. وَإِذَا كَانَ يِشْكِي مِنْ الضَّعْف فَأعْطَيْتُه الحَل .. وَإِذَا كَانَ يِشْكِي مِنْ النِسْيَان فَأعْطَيْتُه الحَل .. فَقَالَ لَنَا ﴿ أجْعَلُ رُوحِي فِي دَاخِلِكُمْ ﴾ ( حز 36 : 27 ) .. فَهُوَ أعْطَانَا قَلْب جَدِيد وَأعْطَانَا أنْ نَكُون هَيَاكِل لَهُ وَأنْ يَكُون لَنَا إِمْكَانِيَّة إِلَهِيَّة كَمَا قَالَ بُطْرُس الرَّسُول جَعَلَنَا ﴿ شُرَكَاء الطَّبِيعَة الإِلهِيَّة ﴾ ( 2بط 1 : 4 ) .. لِذلِك نَحْنُ لَنَا وَعْد وَالله تَذَكَّر وَتَحَنَّنْ عَلَيْنَا وَخَلَّصَنَا .. وَلكِنْ مُعَلِّمْنَا بُولِس قَالَ ﴿ فَلْنَخَف أنَّهُ مَعَ بَقَاءِ وَعْدٍ بِالدُّخُولِ إِلَى رَاحَتِهِ يُرَى أحَد مِنْكُمْ أنَّهُ قَدْ خَابَ مِنْهُ ﴾ ( عب 4 : 1) .. أصْعَب شِئ أنْ يَكُون مَعَ كُل مَوَاعِيد رَبِّنَا لَنَا وَخَلاَصُه الثَّمِين نَحْنُ نَخِيب مِنْ الوَعْد .
نَحْنُ كَنِيسَة البَرَكَات وَعَهْد النِّعْمَة .. نَحْنُ نَتَحِد بِالجَسَد وَالدَّم .. فِي سِفْر صَمُوئِيل أنَّهُ عِنْدَمَا كَانُوا يَحْمِلُوا التَّابُوت المُقَدَّس فَلَتْ مِنْ نَاحِيَة فَأرَادَ رَجُل مِنْهُمْ أنْ يَسْنِدُه لِكَيْ لاَ يَقَعْ عَلَى الأرْض .. فَمَاتَ الرَّجُل فِي الحَال لِمُجَرَّد أنْ لَمَسَهُ ( 1أخ 13 : 7 – 10) .. اليُوْم نَحْنُ نَأخُذ الجَسَد وَالدَّم .. التَّابُوت كَانَ يَرْمُز لِلتَّجَسُد أمَّا الآنْ نَحْنُ نَأخُذ الجَسَد الحَقِيقِي بِنَفْسُه المُتَحِد بِاللاَهُوت الَّذِي نَصْرُخ وَنَقُول ﴿ جَعَلَهُ وَاحِداً مَعَ لاَهُوتُه بِغَيْر إِخْتِلاَطٍ وَلا امْتِزَاجٍ وَلاَ تَغْيِير ........ بِالحَقِيقَةِ أُؤمِنْ أنَّ لاَهُوتُه لَمْ يُفَارِق نَاسُوتُه لَحْظَة وَاحِدَة وَلاَ طَرْفَة عَيْن ﴾ .. نَأخُذ جَسَدُه دَاخِلْنَا وَيَتَحِد بِنَا وَلاَ يِمَوِتْنَا وَلكِنْ يُمِيت الخَطَايَا الَّتِي بِدَاخِلْنَا .
رَبِّنَا يُعْطِينَا وَيُثَبِّت عَطَايَاه فِينَا
فَكُل يُوم بَدَلاً مِنْ أنْ نَقُول لَهُ أنْ يَتَذَكَّر .. هُوَ الَّذِي أوْصَى كِنِيسْتُه أنْ تَقُول ﴿ وَتَذْكُرُونِي إِلَى أنْ أجِئ ﴾
رَبِّنَا يُعْطِينَا لاسْتِيعَاب بَرَكْتُه فِي دَاخِلْنَا وَأنْ نَكُون عَامِلِين بِكُل عَطَايَاه
رَبِّنَا يِسْنِد كُل ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه
وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
هل نحن نتبع المسيح
بسم الآب وَالإِبن وَالرُّوح القُدُس الله الواحِد أمِين
فَلتحِل علينا نعمِته وَبركِته الآن وَكُلّ أوان وَإِلَى دهر الدهُور كُلّها أمِين
إِنجِيل هذا الصباح المُبارك يا أحِبَّائِى يتكلَّم عَنْ موقِف مِنْ المواقِف الكتِيرة لِربِنا يسُوع المسِيح لكِنْ الكنِيسة تُحِب تُبرِزه ، ربِنا يسُوع المسِيح كَانَ بِإِستمرار فِى أى مكان حوالِيه زحمة ، النَّاس بِتحِب تسمعه وَتمشِى وراه ، النَّاس بِتتلذّذ بِسماع كلامه ، النَّاس بِتحِب تشوف مُعجزاته ، أعماله ، سِيرته حلوة ، شكله جذَّاب ، كلامه بِيِدِّى بهجة لِلنَّفْسَ
لكِنْ ربِنا يسُوع المسِيح لاحظ حاجة مُهِمَّة جِدّاً ، إِنْ كتِير قوِى قوِى بِيتبعوه وَلكِنْ حسب الشكل ، كتِير جِدّاً يتبعوه لِمُجرَّد لذَّة وقتيَّة ، يقضُّوا وقت كويِس ، كتِير جِدّاً بِيتبعوه لِمُجرَّد إِنْ هُمَّا بِيسمعوا كلام لذِيذ وَخلاص مِش أكتر
فَيقُول ربِنا يسُوع المسِيح كِده ماشِى [ فَتبعتهُ جُموُع كثِيرة ] ( مت 4 : 25 ) ، هُوَ حوالِيه تملِّى يمشِى حوالِيه الإِثنى عشر ، منِين ما يمشِى يلاقِى ناس تجمَّع00يلاقِى ناس تجمَّع ، فَهُوَ مِش واخِد باله أد إيه الّلِى حوالِيه
هُوَ ماشِى ، عمَّال يمشِى إِلتفت وراه لقى جُمُوع كتِيرة ، أتارِى القافِلة بقِت كبِيرة قوِى ، هُوَ ماكنش حاسِس إِنْ هِي كِبرِت الكُبر الكبِير قوِى ده ، يقُول كِده [ وَكَانَ جُمُوع كثِيرة سائِرِينَ معهُ فَالتفت وَقَالَ لَهُمْ ] ( لو 14 : 25 )
أمَّا بص ورا وِلقى ناس كتِير قوِى حوالِيه قَالَ أنَا لازِم أقول لِلمجموعة الكبِيرة دى حاجة ، عايِز أقول لهُمْ إِنْ الحِكاية مِش حِكايِة تمشُوا ورايا وَتسمعوا كلامِى وَخلاص ، عايِز أقول لهُمْ إِنْ لاَ يكفِى إِنّكُمْ تكُونوا تابِعِين لىَّ لأ ده فِى أمور مُهِمَّة جِدّاً ، شُوف أنَا عايِز أقولَّك ، إِبتدا بقى يقُول إِبتدا يقُول كلام لَوْ واحِد سِمعه مُمكِن يقُول إيه الحِكاية هُوَ إِحنا مزعلِينه فِى حاجة وَإِلاَّ إيه ؟
قالهُمْ شُوفوا [ فَالتفت وَقَالَ لهُمْ إِنْ كَانَ أحد يأتِي إِليَّ وَ لاَ يُبغِضُ000 فَلاَ يقدِرُ أنْ يكُون لِي تلمِيذاً ] ( لو 14 : 25 – 27 ) ، إيه ياربِى ده إِنتَ عايِز تعمِل إيه ؟ عايِز يعنِى النَّاس ديِّت زى مَا تقُول كِده واحِد يُنخُل حاجة ؟ رُبما00عايِز تصفِّيهُمْ ؟ رُبما عايِز تخلّصهُمْ مِنْ الشوائِب ؟ رُبما عايِز تتخلّص مِنْ الأعداد الزيادة الّلِى ماشية معاك حسب الشكل ؟ رُبما
رِجع تانِى وَقَالَ حقِيقة عرفِنها كُلِّنا لكِنْ قالها فِى المُناسبة دى بِالذات [ وَمَنْ لاَ يحمِل صلِيبهُ وَيأتِي ورائِي فَلاَ يقدِرُ أنْ يكُونَ لِي تلمِيذاً ] ( لو 14 : 27 ) ، شرُوط يا أحِبَّائِى تبدو قاسية جِدّاً مِش بس بِيقُول إِنْ واحِد يترُك أباه ، فِى مرَّات فِى الكِتاب المُقدَّس قَالَ [ يترُك أباه ] ، المرَّة دى مَا قالش [ يترُك ] قَالَ عِبارة أصعب مِنْ [ يترُك ] قَالَ [ يبغُض ] ، يعنِى ياربِى يسُوعَ هُوَ الواحِد لَمَّا يمشِى معاك لازِم يبغُض أهله ، طب إِنت الّلِى وصِيتنا [ أكرم أباك وَأُمّكَ ] ( مت 15 : 4 ) ، ده إِنت الّلِى وصِيتنا عَلَى ولادنا وَعَلَى تربيتهُمْ
قَالَ شُوف أنَا مِش بقولَّكَ إِنْ إِنت تاخُد موقِف قلبِى مِنهُمْ بِالكُره وَلكِنْ فِى خطورة شدِيدة إِنْ إِنت تُبقى ماشِى معايا وَقلبك مِش معايا ، فِى خطورة شدِيدة إِنْ إِنت تُبقى حواليا وَماشِى ورايا وَبِتسمع كلامِى لكِنْ قلبك مُنصرِف عنِّى بعِيداً ، هُناك إِهتمامات كثِيرة تتصارع فِى داخِلك وَأنت مُنجذِب إِليها ، مِش حَا تستفاد مِنْ مشيك معايا [ لاَ يقدِرُ خادِمٌ أنْ يخدُِم سيِّدينِ ] ( لو 16 : 13 ) ، لاَ تقدِر أنْ تكُون مُستعبد لِنَفْسَكَ وَلِرِباطاتك العاطِفيَّة وَلِرِباطاتك الجسدانيَّة وَفِى نَفْسَ الوقت تُبقى ماشِى ورايا ، مِش حَا تستفاد مِنِّى بِشئ
وَفِى الحياة يا أحِبَّائِى ده الّلِى إِحنا بِنشوفه ، طول مَا الواحِد مُستعبد لِعواطِف وَلِشهوات وَلِصِراعات فِى العالم يحِس إِنْ هُوَ لِسَّه معرِفش ربِنا ، لِسَّه مدقهُوش ، لِسَّه مشفهوش ، إمتى أشوفهإمتى أعرفه ؟ أوِل لَمَّا الإِهتمامات دى تسقُط مِنْ داخِلِى
القدِيسين يشبّهوا لِنا يا أحِبَّائِى إِنْ هُمَّا كفتين مِيزان كُلّ مَا ربِنا يرتفِع كُلّ مَا باقِى الإِهتمامات تنخفِض وَالعكس باقِى الإِهتمامات ترتفِع بِطرِيقة تلقائيَّة تلاقِى الكفَّة التانية يحصل لِها إيه ؟ تنزِل
فَربِنا عايِز يقول كِده الّلِى يِجِى ورايا مِش حِكايِة بقى جَمَعَ كتِير ، مِش حِكايِة ناس كتِيرة ، الحِكاية مِش حِكايِة أعداد لأ أنَا عايِز مِنكُمْ ناس بس تكُون بِالشرُوط دى ، وَكأنَّ الكنِيسة عايزة تُبرِز الكلام ده علشان خاطِر تعلِّم المؤمنِين إِزاى تتبع ربِنا يسُوع المسِيح تبعيَّة حقِيقيَّة وَليست شكليَّة ، بِلاَ غِش ، بِلاَ رِياء ، بِلاَ شكليَّة ، بِلاَ نِفاق ، عايِز تِيِجِى ورايا أُبغُض أبوك وَأُمَّك وَمراتك وَولادك حَتَّى نَفْسَكَ وَإيه تانِى ؟ وَأحمِل صلِيبك وَتعالى إِتبعنِى
عشان كِده يا أحِبَّائِى تلاقِى ربِنا يسُوعَ المسِيح لَمَّا كَانَ يدعو التلامِيذ كَانَ يقولّه [ إِتبعنِى ] ، واحِد يقولّه [ ائذِن لِي أنْ أمضِي أوَّلاً وَأدفِن أبِي ] ( لو 9 : 59 ) ، طب لَوْ سمحت أرُوح بس أودَّع أهل بيتِى ، تبُص تلاقيه يرُد عليه [ لِلثَّعالِب أوجرة وَلِطيُور السَّماء أوكارٌ ] ( لو 9 : 58 ) ، تبُص تلاقيه يرُد عَلَى الّلِى قالّه أدفِن أبويا يقولّه [ دع الموتِى يدفِنُون موتاهُمْ ] ( لو 9 : 60 ) إيه ياربِى ده ؟ يقولَّكَ شوف إِهتماماتك مِنْ داخِل قلبك إِنْ لَمْ يكُنْ الله مركزها وَإِنْ لَمْ يكُنْ الله مِحورها وَإِنْ لَمْ يكُنْ هُوَ الإِهتمام الأعلى باطِل تسعى إِنْ إِنت عرِفت ربِنا
شرُوط تبدو قاسية جِدّاً لكِنْ صدِّقُونِى يا أحِبَّائِى هِي تُعتبر هِي نُقطة البِداية ، طول مَا الإِنسان بِيطاوِع أهوائه وَبِيطاوِع جسده وَعواطفه ، طول مَا الإِنسان بِيتعامل مَعَْ أُسرته بِرباط الَّلحم وَالدَّم بِطرِيقة ذاتيَّة تُغذِّى ذاته وَتُغذِّى أنانيته تفضل أُسرته هِي الحاجِز بينه وَبين ربِنا0
طيِّب أعمِل إيه فِى أُسرتِى ؟ أقولَّكَ مَا يبقُوش حاجِز بينك وَبين ربِنا ، طيِّب يبقُوا إيه ؟ يبقُوا أداه لِتوصِيلَكَ لِربِنا إِزاى ؟ أعرف إِنْ أُسرتِى دى مِش حاجة تمنعنِى عَنْ ربِنا وَلكِنْ دى عطيَّة ربِنا لىَّ أفرح بِه وَأشكُره وَأكُون أمِين فِيها مِنْ خِلال علاقتِى لِربِنا ، هِي دى كِده عِلاقتِى بِأُسرتِى
ده يقولَّك كِده [ البنُون مِيراث مِن الرَّبِّ وَثمرةُ البطنِ عطيَّة مِنْهُ ] ( مز 126 مِنْ مزامِير صلاة الغرُوب ) ، فَأولادنا دول عطايا مِنْ ربِنا ، طيِّب إِزاى أنَا بقى أخُد عطيَّة ربِنا وَألهو بِها بعِيد عَنْ ربِنا ؟
زى مَا القدِيسين تملِّى يحِبُّوا التشبيه الّلِى يقولَّكَ " إِنْ العرِيس لَمَّا يجِيب لِعروسته خاتِم وَتقوم عروسته تحِب الخاتِم أكتر مِنْ العرِيس " ، يقولَّكَ ده مفرُوض أساساً هِي بِتحِب مِين ؟ بِتحِب العرِيس قوِى ، يقولَّكَ كِده إِحنا المفرُوض نحِب ربِنا أكتر مِنْ أى عطايا هُوَ بيدِيها لِينا لإِنْ إِحنا بِنحِب ربِنا لِذاته
عشان كِده يا أحِبَّائِى تعالوا تأملوا فِى كُلّ سِير الآباء القدِيسين سواء الشُهداء أوْ الرُهبان أوْ العلمانيين الأتقياء حَا تلاقِى إِنْ هُمَّا تخلَّصوا مِنْ رِباطات الجسد ، إِتفطموا عَنْ عواطِفهُمْ ، وَأبغضوا أنَفُسهُمْ وَحمِلوا الصلِيب وَتبِعوه ، أدى الشرُوط أدى الشرُوط
جمع كتِير تابِع ربِنا يسُوعَ المسِيح بص لهُمْ قالّه لأ خلِّى بالك خلِّى بالك مِش أى واحِد مِشِى ورايا حَا يُبقى إِسمه مِشِى ورايا ، وَعاوِز أقولَّكَ مِش أى واحِد إِسمه مسيِحِى هُوَ مسيِحِى
مُعلّمِنا بولس الرسُول فِى رِسالته لِرومية يقولَّكَ عِبارة كِده يقولَّكَ [ ليس جمِيعُ الَّذِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ هُمْ إِسْرَائِيليُونَ ] ( رو 9 : 6 )00يعنِى إيه يارب مَا أى حد مِنْ إِسْرَائِيلَ يُبقى إِسْرَائِيلِى قالَّكَ لأ طيِّب مِين ؟ النَّاس الّلِى تبعِت الدعوة بِقلوبها هُمَّا دول الّلِى مِنْ إِسْرَائِيلَ
جِه النَّاس بِتعترِض عَلَى الكلام ده قالُوا لَهُ إِزاى ؟ إِحنا مِنْ إِسْرَائِيلَ ، ده إِحنا مِنْ أساس الأسباط ، قالهُمْ طب شوفوا أقول لكُمْ عَلَى مَثْلَ أبونا إِسحق مِش كَانَ عِنده ولدِين ؟ قالُوا آه مِش مِنْ صُلبه ؟ أيوه واحِد إِسمه يعقوب إِسحق وَالتانِى إِسمه عيسو إِسحق مِش كِده يعنِى كُلّ واحِد إِسم إِسحق مدعو عليه ، قالَّكَ هل نِقدر نقُول إِنْ عيسو فِعلاً إِبن لإِسحق وَإِلاَّ نِقدر نقُول إِنْ يعقوب هُوَ إِبن لإِسحق ؟ قَالَّكَ مَا تقدرش تقُول عَلَى عيسو ، طب إِزاى مَا هُوَ بِرباط الَّلحم وَالدَّم الإِسم المُلّقب عليه إِسمه عيسو يعقوب ، قَالَّكَ لأ [ ليس جمِيعُ الَّذِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ هُمْ إِسْرَائِيليُّونَ ]
بِمعنى مِش كُلّ مسِيحِى إِسمه مسِيحِى ، مِش كُلّ إِنسان إِسمه فِى البِطاقة مسِيحِى أوْ دِيانته مسِيحِى مِنْ الجُمُوع الّلِى تابعه المسِيح يُعتبر إِنْ هُوَ إيه مسِيحِى ، ده مِين بقى الّلِى عامِل الشرُوط دى ؟
وَكأنَّ ربِنا يسُوعَ المسِيح عايِز يلتفِت إِلينا بِيعِيد وَجهه نظرنا فِى تبعيتنا لهُ ، يقولَّكَ خلِّى بالَكَ لَوْ إِنتوا كُتار دلوقتِى حواليا أنَا حَا أبُص لِكُمْ وَأكلّمكُمْ وَأقولَّكَ نَفْسَ الكلام
الكنِيسة تقولَّكَ [ إِنْ كَانَ أحدٌ يأتِي إِلَيَّ وَ لاَ يُبغِضُ فَلاَ يقدِرُ أنْ يكُونَ لِي تلمِيذاً ] ( لو 14 : 26 – 27 ) ، لِهذِه الدرجة ؟ أيوه ، مِش كُلّ مسِيحِى مسِيحِى حقِيقِى ، مِش كُلّ واحِد لَهُ صِفة نقدر نقول عليه إِنْ هُوَ واخِد جوهرها لأ مِش شرط
مُمكِنْ واحِد يُبقى إِسمه " أمِين شُرطة " لكِنْ هُوَ غير أمِين بِالمرَّة ، مُمكِنْ واحِد يُبقى رئِيس بلد لكِنْ معندوش صِفات إنّه رئِيس بلد ، مُمكِنْ واحِد يُبقى أب لكِنْ معندوش صِفات إِنّه يُبقى أب ، يخلو مِنْ رُوح الأُبوَّه
أهو أنَا مُمكِنْ أبقى مسِيحِى بس يَا خسارة لِلأسف مُمكِنْ أبقى مِش مسِيحِى ، أقولَّكَ لِيه ؟ أقولَّكَ مَا أنَا مِش عايِش الإِنجِيل صح ، مَا هُوَ مِش كُلّ واحِد سالِك بِحسب شكل مُعيَّن بِيقتنِى جوهر هذا العمل
مرَّة كُنت إِتقابِلت مَعَْ ناس واحِد مِنْ أُسرِتهُمْ ترك الإِيمان ساب المسِيح ، وَبعدِين قاعدِين يفكَّروا إِزاى يحِلُّوا المُشكِلة دى وَلقِيت تفكِيرات عجِيبة ، الّلِى بِيفكّر يخطف وَالّلِى بيفكّر يموِّت ، وَأنَا قاعِد فِى الجلسة دى جالِى فِكر فِى ذهنِى قولت يارب الولد ده ساب المسِيح ، طيِّب النَّاس دى الّلِى بِتفكّر ده مِش تُعتبر سايبه المسِيح برضه ؟! هَوَ يمكِنْ الولد ده ساب المسِيح كَفِعل عملِى مُعلن قُدَّام كُلّ النَّاس ده عمل كِده ، طيِّب الباقيين مِش يُعتبروا سايبيِن المسِيح ؟ هل دول المسِيح يفرح بِهُمْ ؟ هل دول ولاد المسِيح فِعلاً الّلِى يفكَّر بِالأسلوب ده ؟
قَالَ كِده [ إِنْ كُنتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحفظُوا وصاياي ] ( يو 14 : 15 ) ، إيه العلامة الّلِى تميِّزنِى ؟ إيه الشئ الّلِى فِعلاً يخلِّينِى مسِيحى حقِيقِى ؟ ربِنا يسُوعَ المسِيح عاطِى لِينا الطرِيق ، عاطِى لِينا مفاتِيح الطرِيق ، يقولَّكَ خلِّى بالَكَ مَا يكونش فِى إِهتمامات تانية جوَّه قلبك غيرِى حَتَّى نَفْسَكَ حَتَّى ولادك حَتَّى زوجتك
شوف واحدة زى أُم مارِمينا النهارده الّلِى إِحنا بِنحتفِل بِه الّلِى تُقف تصَلِّى لِربِنا إِنْ ربِنا وَالسِت العدرا إِنْ ربِنا يدِيها ولد وَربِنا يدِيها ولد وَترَّبيه فِى مخافِة ربِنا وَفِى الأخِر يُبقى شهِيد رغم إِنّه كَانَ مُتعلِّم وَرغم إِنّهُ كَانَ مُثّقِف وَرغم إِنّه كَانَ والِى وَرغم إِنّهُ كَانَ بِيحتل مكان مرمُوق لِدرجِة إِنْ المُضطهدِين كانُوا بِيحتاروا فِيه مِش عايزِين يهِينوه علشان مَا يمسُّوش منصِبه وَمَعَْ كِده باع ، ده عمل إيه ؟ ده أبغض أبوه وَأُمّه وَبيته وَإِخواته أبغض أبغض حَتَّى نَفْسَه وَقبِل الموت وَمِنْ هِنا نِقدر نقُول عليه إِنّه فِعلاً تلمِيذ حقِيقِى
عشان كِده قَالَ [ كثِيرُون يُدعون وَقلِيلِينَ يُنتخبُون ] ( مت 22 : 14 ) يعنِى إيه ؟ يعنِى مُمكِنْ يكُون فِيه كتِير مدعوِّين لكِنْ الّلِى بِيُنتخِبُوا وَالّلِى بِيُختيرُوا قلِيلِين ، أنَا مِنْ أنهو ؟ أنَا مِنْ أنهو ؟ هل أنَا بتبع ربِنا يسُوع المسِيح فِى خفائِى وَفِى داخِل بيتِى وَفِى داخِل حياتِى الخاصَّة بِكُلّ أمانة وَأبغُض نَفْسِى وَ لاَ يوجد فِى داخِلِى رِباطات عاطِفيَّة وَ لاَ جسديَّة أسمى مِنْ رباطِى بِه ؟ هُنا السؤال الّلِى ربِنا يسُوع المسِيح بِيطرحه عَلَى الكنِيسة كُلّها
واحِد مِنْ آبائنا الشُهدا- كانُوا ياخدوا الشُهدا فِى مواكِب وَيعرِضوهُمْ عَلَى كُلّ النَّاس وَالنَّاس كُلّها تتفرّج عليهُمْ - يقولُوا كِده إِنْ شهِيد مِنْ الشُهدا دول وَهُوَ ماشِى فِى موكِب الإِستشهاد بِتاعه لمح إِبنه – طِفل صغيّر واقِف – فَأوِل لَمَّا عنيه جات فِى عِين إِبنه ضعُف هذا الشهِيد وَصَار يبكِى ، شئ طبِيعِى مشاعِر بشريَّة ، أوِل لَمَّا شَافَ إِبنه وَإِبنه طِفل صغيّر إِبتدا يبكِى ، فَيقَول إِنْ الولد الصغيّر قَالَ لأبوه كلِمة جمِيلة جِدّاً قالّه " يا أبِى إِحذر أنْ تُغيِّر قلبك بِسببِى فَإِنْ أمامك أكالِيل وَأمامك مجد "00الولد الصغيّر قَالَ لأبوه كِده ، لكِنْ نِقدر نرجَّع الفضل لِمِين ؟ لأبوه00هُوَ ربَّاه كِده 0
مَا أعجب سِيرة القدِيسة بربارة الّلِى كَانَ عندها طِفل رضِيع يحطُوها فِى السِجن وَيسمَّعوها صوت صُراخه علشان خاطِر يدخلُوها ترضَّعه ، يقولُوا لها إِرحمِى إِبنِك طب بلاش عشان خاطرِك – شوفوا خِدع الشيَّطان – شوفوا الضغط الّلِى يتحط فِيه إِنسان مِنْ أجل الإِيمان ، قَالَت لهُمْ ربِنا هُوَ الّلِى إِدهُونِى ربِنا هُوَ الّلِى يِقدر يعوله ، إيه القوَّة دى ؟ قالُوا طيِّب ده واضِح إِنْ صُراخ الولد مِش عامِل معاها حاجة 0
إِحتالُوا عليها حِيلة أصعب قالُوا إِحنا ندخّل لها الولد وَترضَّعه عشان الحنِين بِتاعها يزداد وَترجع عَنْ رأيها ، يدخَّلُوا الطِفل لِلسِجن لإِنسانة طبعها إِمرأة يعنِى طبع ضعِيف ، وَالمرأة الكِتاب المُقدَّس قَالَ عنها إِنَّها [ أنية ضعِيفة ] ، إِناء ضعِيف وَعاطِفيَّة وَده إِبنها يدخّلوه لِها علشان خاطِر ترضَّعه وَترجَّعه تانى ، يرجعوا يقولوا لها هَا000ده الولد جمِيل قوِى ، ده قُدَّامه مُستقبل تحرمِيه مِنْ أُمّه لِيه ؟00لأ00لِيه00هِي عملِت الآية00عملِت الآية أبغضت إِبنها مِنْ أجله وَأبغضت نَفْسَها وَصَارت شهِيدة ، بس تعالى شوف المجد وَالكرامة الّلِى بِتنتظِرها0
أحِبَّائِى الحياة المسِيحيَّة مِش نظريات ، وَالحياة المسِيحيَّة مِش مُجرَّد كِده دعوة إِحنا ورثناها إِنّه أنَا مسِيحِى وَأبويا مسِيحِى وَجِدِّى مسِيحِى 00خِلصِت الحِكاية00تحصِيل حاصِل00لأ00الحياة المسِيحيَّة يا أحِبَّائِى مِش بِالوراثة ، الحياة المسِيحيَّة أساساً مِش مِنْ ولادِة الجسد ، الحياة المسِيحيَّة مِنْ ولادِة الرُّوح0
أعرف ناس لاَ يحتفِلُوا بِأعياد مِيلادهُمْ وَ لاَ بِأعياد مِيلاد أولادهُمْ لكِنْ بِأعياد معمودِيتهُمْ00لِيه ؟ هِي دى المِيلاد بِتاعنا ، إِنْ أنَا مسِيحِى وَأنَا صِرت مسِيحِى هُوَ ده عِيدِى00هُوَ ده فخرِى00هِي دى نُقطة بِدايتِى ، فَكُون إِنْ أنَا إِنتمائِى بِالجسد لأهلِى إِنْ أنَا مسِيحِى دى لاَ تكفِى أبداً ، دى عطيَّة مِنْ ربِنا إِنْ ربِنا سمح بِها لكِنْ أنَا إِنتمائِى أكتر وَإِنتمائِى الأوَّل وَالأهم هُوَ مِيلاد الرُّوح المِيلاد الّلِى أنَا أخدته فِى المعموديَّة لَمَّا إِدفنت معاه وَقُمت معاه00هِي دى البنُّوة بِتاعتِى0
إِذاً أنَا مديُون لِلرُّوح ، إِذاً أنَا مديُون لِلمعموديَّة ، إِذاً أنَا مديُون لِلكنِيسة ، إِذاً طالما أنَا إِبن الكنِيسة مديُون لِلكنِيسة مفرُوض إِنْ أنَا أعِيش بِحسب وصاياها0
الخفاء يا أحِبَّائِى ، الإِنسان فِى داخِل نَفْسَه00 فِى مخدعه00فِى تصُّورات قلبه00فِى إِشتياقاته مِنْ الداخِل00أصعب حاجة يا أحِبَّائِى شكليَّة الحياة مَعَْ ربِنا0
فِى ناس تشوف الحياة مَعَْ ربِنا إِنْ هِي ثِقل وَفِى ناس تشوف الحياة مَعَْ ربِنا إِنْ هِي شكل ، عايزِين نتخلَّص مِنْ النظريات دى وَنتبعه بِكُلّ قلوبنا لإِنْ هُوَ يستحِق هذا مِش أقل مِنْ كِده أبداً ، المفرُوض إِنْ أنَا أعرف إِنْ ربِنا يسُوعَ المسِيح هُوَ الّلِى صَار مركز كُلّ مشاعرِى وَكُلّ إِهتماماتِى0
إِحذر00إِحذر أنْ تكُون هُناك أمور كثِيرة دخلت إِلَى قَلبك وَجعلت هُناك مركز أخر غيره ، إِحذر00إِحذر لاَ تكُون المادَّة بقِت هِي مركزك وَ لاَّ الشهوة وَ لاَّ الولاد وَ لاَّ البيت واخدِين كُلّ إِهتمامك وَكُلّ فِكرك ، كُلّ الأمور دى تعامل معاها إِنَّها عطايا مِنْ الله لاَ تفصِلكَ عنَّه إِنَّما تُزِيد إِقترابك إِليه إِنْ كَانَ مال وَ لاَّ ولاد ، كُلّ دول عطايا مِنْ ربِنا ، عطايا تحبَّبنِى فِيه أكتر وَتربُطنِى بِه أكتر وَأعرف إِنْ هُوَ الرازِق وَهُوَ الواهِب وَإِنْ هُوَ مُعطِينِى جَمِيعَ الخيرات ، أدى عظمِة الحياة مَعَْ ربِنا 0
عشان كِده ربِنا يسُوعَ المسِيح يقولَّكَ كِده [ فالتفت وَقَالَ لهُمْ ] ، ربِنا يسُوعَ لاَ يهِمَّه العدد وَإِنْ كَانَ يُرِيد أنَّ [ جَمِيع النَّاسِ يخلُصُون وَإِلَى معرِفة الحقَِّ يُقبِلُون ] ( 1 تى 2 : 4 ) ، لكِنْ يهِمَّه كيفيَّة التبعيَّة ، لاَ يهِمَّه الشكل لكِنْ يهِمَّه جوهر القلب ، يقولَّكَ [ يا ابنِي أعطنِي قلبك ] ( أم 23 : 26 ) ، يقولَّكَ [ فوق كُلّ تحفُّظٍ إِحفظ قلبك ] ( أم 4 : 23 )00إِحفظ إيه ؟ إِحفظ قلبك 0
عايشِين فِى عالم مليان ضغُوط ، مليان إِضطرابات ، مليان شهوات ، مليان إِهتمامات ، إِحفظ قلبك00إِحفظ قلبك لِئلاَّ يتسلَّل إِليك أمور كثِيرة ، لإِنْ مَا أسهل00مَا أسهل وَمَا أكثر ضغُوط النَّاس وَخِداع العدو وَضغُوط المُجتمع كفِيلة إِنْ تخلِّى الإِنسان حَتَّى لَوْ كَانَ بِيتبع المسِيح يُبقى بِيتبعه بِحسب الشكل 0
كُلِّنا نشعُر كِده إِنْ مُمكِنْ حضُورِى لِلقُدَّاس وَقرايتِى لِلكِتاب المُقدَّس وَقفتِى لِلصلاة وَصومِى يختلفوا تماماً مِنْ وَأنَا مِنْ حالة إِلَى حالة ، تختلِف تماماً قرايتِى لِلكِتاب المُقدَّس وَأنَا فِى حالة مِنْ الإِرتقاء وَالسمو الرُّوحِى عَنْ لَمَّا يكُون مشغُول وَقلبِى مسحُوب وَعقلِى مُشتّت ، تختلِف تماماً00يختلِف تماماً إِحساسِى بِالصوم مِنْ مُجرَّد تغيير لِلأكل وَتغيير لِشويِّة روتِين فِى طبيعِة اليوم بِتاعِى عَنْ إِنْ أنَا أبقى صايِم بِالرُّوح ، يختلِف تماماً إِحساسِى بِالقُدَّاس لَمَّا يكُون جاى تايِب عَنْ إِنْ أنَا أبقى جاى لِمُجرَّد إِنْ النهارده يوم الحد وَإِتعودت أجِى الكنِيسة ، يختلِف00يختلِف جِدَّاً يا أحِبَّائِى0
عشان كِده ربِنا يسُوع المسِيح بِينبِهنا وَالكنِيسة بِتنبِهنا تقولَّكَ خلِّى بالَكَ بلاش تُبقى الحياة مَعَْ ربِنا مُجرَّد شكل ، بلاش تُبقى مُجرَّد صورة خلِّيها تُبقى تبعيَّة حقِيقيَّة ، عشان كِده إِحنا نقولّه [ نتبعك بِكُلّ قلوبنا ] ، عشان كِده يا أحِبَّائِى ربِنا يسُوعَ المسِيح يحِب الإِنسان الّلِى مخلِّى مركز إِهتماماته هُوَ ربِنا0
يِجِى ربِنا يخلِّى واحِد زى أبونا إِبراهِيم معندُوش ولاد ، يِجِى ربِنا بعد زمان يفتقِد أبونا إِبراهِيم وَيدِيله إِسحق كثمرة ، إإقرا الكِتاب المُقدَّس وَشوف الفرحة الّلِى فرح بِها أبونا إِبراهِيم بِإِسحق ، شوف العِيد الّلِى عمله لَه فِى خِتانه ، شوف العِيد وَالحفلة الّلِى عملها لَه فِى فِطامه ، قلِيل قوِى الكِتاب المُقدَّس لَمَّا يذكُر لِينا إِنْ واحِد عمل حفلة لِفِطام إِبنه ، شئ عادِى ، ده الكِتاب المُقدَّس عاوِز يورِّى لِكَ أد إيه هذا الإِبن ده مُدلَّل جِدّاً وَمحبُوب جِدّاً مِنْ أبوه ، أصل الكِتاب عاوِز يمهدنِى لِلِّى بعد كِده ، إيه الّلِى بعد كِده ؟ يقولّه هاته ، بعد مَا عمل كُلّ ده؟ يقولّه [ خُذ ابنك وحِيدك الَّذِي تُحِبُّهُ إِسحق000وَأصعِدْهُ هُناك مُحرِقةً00 ] ( تك 22 : 2 ) 0
ده نِداء إِلهِى بِيوّجِههُ لِكُلّ نَفْسَ ، يقولّه " خُد إِسحق إِبنك وحِيدك حبِيبك إِصعده عَلَى الجبل " ، مِين إِسحق إِبنك حبِيبك ؟ كُلّ إِنسان لَهُ إِسحاقه ، يعنِى إيه لَهُ إِسحاقه ؟ كُلّ إِنسان لَهُ مَا يربُطه ، كُلّ إِنسان لَهُ مركز لِعواطِفه ، لَهُ مركز لِمشاعره ، كُلّ إِنسان لَهُ إِهتمام ، إِهتمامِى الأوَّل فِى حياتِى هُوَ إِسحق0
ربِنا بِيقولَّكَ مَا ينفعش ، لازِم تبدِل ، إِسحق يتحط عا المذبح علشان تفضل فاكِرنِى أنَا الّلِى عاطِيك إِسحق ، أحسن أنَا إِبتديت أشعُر إِنْ إِسحق مُنافِس لىَّ ، وَإِبتدا إِهتمامك بِإِسحق وَثِقتك فِى إِسحق تُبقى أعلى مِنْ ثِقتك فىَّ وَأنَا محبِش كِده أبداً 0
وَإِلهنا إِله غيُور لاَ يُعطِى مجده لآخر ، فَيعمِل إيه ؟ يقولَّكَ 00لأ00خلِّى بالَكَ لازِم ترتِب ورقك مِنْ جدِيد يا أبونا إِبراهِيم ، أهو كُلّ نَفْسَ فِينا كِده 0
أحِبَّائِى ربِنا يدِينا عطايا يلاقِينا إِنشغلنا بِالعطايا ، إيه الّلِى حصل ؟ إِتلاهِينا بِإِسحق وَسِبنا الّلِى عطانا إِسحق ، يقولَّكَ00لأ00أنَا عايِز إِسحق ، وَمِنْ هِنا ربِنا مَا يستريحش إِلاَّ لَمَّا يلاقِينِى وَأنَا قَدْ شرعت أنْ أضع إِسحقِى عَلَى المذبح وَأنْ أرفع السكِّين عليه وَأكُون قَدْ قدَّمتهُ بِالحقِيقة لَهُ ، سواء إِسحق ده نَفْسِى أوْ مالِى أوْ مُمتلكاتِى أوْ أولادِى أوْ زوجتِى أوْ حقل أوْ أى تبعيَّة مُمكِنْ تسحب القلب ، وَربِنا عارِف إِنْ كُلّ الحاجات دى بِسهولة تسحب الإِنسان لِطبعه البشرِى ، لإِغراءات العدو ، لِضغط المُجتمع وَالإِنسان مُحاط بِالضعف ، طب عايِز إيه ؟ يقولَّكَ00لأ00أنَا مِش عايِز يُبقى فِيك ضعف أنَا عايزك تُبقى أقوى مِنْ كِده0
لَمَّا ربِنا يشعُر إِنْ مركز الإِهتمام إِبتدا ينتقِل مِنّه إِلَى آخر يبتدِى يقولَّكَ طب شوف بقى الآخر ده هُوَ الّلِى أنَا عايزه00ده بِالذات ، فِى حِين إِنْ مُمكِنْ نلاقِى أبونا إِبراهِيم عنده إِستعداد يقدِّم أى تقدِمة أُخرى إِلاَّ إِسحق ، يقولّه أى تقدِمة أُخرى تُعتبر بِالنسبة لىَّ تافهة لكِنْ أنَا بِالذات عايِز إِسحق00ده بِالذات ، ربِنا عايِز القلب00عايِز الإِشتياقات0
الكنِيسة بِتِيجِى تصَلِّى تقولَّكَ [ أين هِي قلوبكُمْ ؟ ] 00بِنقولّه فِين ؟ [ هِي عِند الرَّبّ ] ، هل نحنُ صادِقُون ؟ أدى الكلام ، أدى دعوِة ربِنا لِينا ، إِلتفت إِليهُمْ وَقَالَ لهُمْ إِنتوا تابعنِى صح وَ إِلاَّ لأ ؟ إيه الفرحة بِتاعتِى إِنْ أنَا ألاقِى جيش ماشِىحواليا لكِنْ أجِى عند الصلِيب ألاقِى الكُلّ هرب مِنِّى ؟! إيه الفايدة ؟ إيه الفايدة إِنْ كُلّ النَّاس دى حواليا لكِنْ مفِيش قلوب دافية بِالمحبَّة حواليا ، هِي الحِكاية حِكايِة أعداد وَجموع غفِيرة ؟00لأ00
طيِّب إِنت عايِز إيه يارب ؟ يقولَّكَ أنَا عايِز ناس وَلَوْ قلِيلِين بس أشعُر فِيهُمْ بِوفاء وَإِخلاص وَحُب وَأمانة وَأشعُر إِنْ هُمَّا مُعترِفِين بِمحبَّتِى0
عشان كِده الكنِيسة تلاقِيها عمَّاله تُقِر بِمحبِّة ربِنا وَعمَّاله تُقِر بِمجده وَعمَّاله تقولّه [ نُسبِّحك وَنُبارِكك وَنُمجِّدك ] ، " نُباركك " يعنِى إيه ؟ يعنِى مِش إِحنا بِندِّى بركة لِربِنا00لأ00نحنُ نُقِر أنَّكَ مُباركاً ، مِش إِحنا الّلِى بِنِدِّى مجد لِربِنا ، إِحنا برضه نعرف ندِّى مجد لِربِنا ؟! ده ربِنا مصدر كُلّ مجد لكِنْ ربِنا بِيحِب يشوف فِى ولاده وَفِى الكنِيسة وَفِى المؤمِنِين قلُوب تُقِر أنَّهُ مُبارك وَتُقِر أنَّهُ مُمجّد وَتشكُره وَتُسبِّحه وَتُمجِّده ، قلُوب عايشة معاه بِالحقِيقة ، قلُوب مِش مشغُولة عنّه بِغيره ، قلُوب هُوَ مركزها ، وَمِنْ هِنا أحِبَّائِى نبُص نلاقِى إِنْ طعم الحياة مَعَْ ربِنا إِختلف0
أوِل لَمَّا أشِيل الحاجِز الّلِى بينِى وَبين ربِنا أبُص ألاقِى الصورة وضحِت ، أوِل لَمَّا أأقطَّع الرِباطات دى أبُص ألاقِى ربِنا تجلَّى بِطرِيقة أقوى وَأكبر ، أوِل لِمَّا الإِنسان يعرف يدخُل فِعلاً فِى المُعادلة دى وَيغلِب وَيكسب إِنْ يخلِّى ربِنا فِى الأوِل يبُص يلاقِى فِعلاً إِبتدا يدوق عربُون الملكُوت0
جرَّب كِده تدِّى ربِنا باكورات وقتك ، جرَّب كِده تدِّى ربِنا قلبك وَمشاعرك ، يُبقى هُوَ مركز ثِقل حياتك وَشوف الفرحة الّلِى إِنت حَا تعِيشها ، وَ حَا تبُص تلاقِى نَفْسَكَ تخلَّصت مِنْ الهم وَالحُزن وَالكآبة وَالضِيق لإِنَّ كُلّ إِهتمام أرضِى يجِيب إِرتباك0
زى مَا قَالَ ربِنا يسُوعَ المسِيح لِمرثا [ أنت تهتمِّين وَتضطرِبِين لأِجلِ أُمُورٍ كثِيرةٍ ] ( لو 10 : 41 ) ، كُلّ إِهتمام خارِج عَنْ الله يُنشِئ إِضطراب ، تبُص تلاقِى الإِنسان الّلِى بعِيد عَنْ ربِنا عمَّال يهتم بِأكل وَشُرب وَفلوس وَولاد00عمَّال00تبُص تلاقِى الإِنسان عايِش رُعب00عايِش فزع00لِيه ؟ عايِش قلق00أى إِهتمام خارِج عَنْ ربِنا يجِيب إيه ؟ يجِيب إِضطراب0
إِزاى إِهتماماتنا نعِيشها بِدُون إِضطراب ؟ إِنْ كُنَّا حطِين ربِنا الأوَّل ، إِنْ كُنت بقدِّم ربِنا عَنْ أمور كتِيرة ، إِنْ كُنت حاطِط ربِنا إِنْ هُوَ مركز ثِقل حياتِى ، ساعِتها أدوق فِعلاً يعنِى إيه فِعلاً [ الرَّبُّ فادِي نُفُوسِ عبِيدهِ ] ( مز 34 : 22 )00 و [ كُلُّ مَنِ اتَّكلَ عليهِ لاَ يُعاقبُ ] ( مز 34 : 22 ) زى مَا يقول المزمور0
مَا أخطر أحِبائِى تبعيَّة ربِنا يسُوع المسِيح بِحسب الشكل ، مَا أخطر إِنْ أنَا مَا يُقباش لىَّ خفاء يُرضِيه ، مَا أخطر إِنْ أنَا يُبقى ملِيش مشاعِر بينِى وَبينه وَمُناجاة بينِى وَبينه ، مَا أخطر إِنْ أنَا أبقى عايِش بعِيد عنّه وَمِش حاسِس ، أبقى عِندِى فتُور وَمِش عارِف أصلِّى وَ لاَ مُتحمِّس لِصوم وَ لاَ سعِيد بِأى مُمارسة رُوحيَّة وَ لاَ أُبالِى وَساكِت عَلَى نَفْسِى ، أقولَّكَ00لأ00ده خطر0
يقولوا عَنْ واحد مِنْ الأباء الرُهبان النُسَّاك المتوحدِين إِنْ كَانَ يسكُن فِى مغارة وَبِجواره أب آخر مُتوحِد يسكُن فِى مغاره ، الأتنين مُتوحِدِين وَالأتنين رُهبان وَالأتنين عايشِين فِى منطِقة واحدة ، واحِد مِنْ الآباء دول شاف رؤية إِنّه رُوح الراهِب الآخر دى طالعة عَلَى فوق وَبعدِين شافها رايحة ناحية مكان غربِى00ظُلمة ، - الغرب تملِّى إِشارة لِعدو الخير - وَشاف حوالِيها قوات شيطانيَّة بِتسحبها ناحية الغرب ، فَصَرخَ الراهِب ده لِربِنا وَقالّه يارب إِرسِل ملايكِتك عشان تاخُد رُوح إِبنك ده عندك ناحية الشرق ، فِين الملايكة الّلِى تاخُد رُوح الراهِب التقِى ده ؟ ناحيِتك إِنت ، إِزاى سايبهُمْ ياخدوه ناحية الغرب ؟ قعد يصلِّى بِدموع وَشايِف المنظر وَمرعُوب ، إيه الّلِى بِيحصل ده ؟ فَيقول كِده إِنْ جاله صوت مِنْ ربِنا يسُوعَ قالّه " لَهُ أربعُون عاماً لَمْ أسترِح فِيهِ يوماً واحِداً " ، لهُ أربعِين سنة بس أنَا مستريحتِش جوَّاه وَ لاَ يوم واحِد0
يا ترى أنَا ربِنا بِيستريّح جوَّايا ؟ الإِتنين لهُمْ شكل الرُهبان ، وَالإِتنين شكل المُتوحِد ، وَالإِتنين قُدَّام النَّاس حلوِين وَجُمال لكِنْ مِين عارِف الخفايا ؟ ربِنا00قَالَ أنَا مستريحتِش جوَّاه0
هل بقول مَعَْ مُعلّمِنا داوُد النبِى كُلّ يوم [ لاَ أصعدُ عَلَى سرِير فِراشِى0 وَ لاَ أُعطِى نوماً لِعينيَّ ، وَ لاَ نُعاساً لأجفانِى ، وَ لاَ راحة لِصِدغِى0 إِلَى أنْ أجِد موضِعاً لِلرَّبَّ ، وَمسكناً لإِله يعقُوب ] ( مز 131 مِنْ مزامِير صلاة النوم ) ، هل أنَا بريَّح ربِنا كُلّ يوم ؟ لِدرجِة يقولَّكَ [ ههُنا أسكُنُ لأِنِّي أردتُهُ ] 0
ربِنا يحِب يسكُن فِى القلُوب المُهيَّأة لَهُ ، القلُوب الّلِى عطيا له مشاعِرها ، ربِنا يحِب لَمَّا يكُون موجُود فِى مكان يكُون موجُود فِى مكان الّلِى حوالِيه مرّحبِين بِهِ وَحبِينّه ، إِفتح قلبك حَتَّى وَإِنْ كَانَ مِثل مِزود بس إِفتحه لهُ هُوَ يقبل أنْ يسكُن فِى مِزود0
ربِنا يسُوع المسِيح الّلِى إِلتفت لِلجموع
وَعايِز يقول لهُمْ إِتبعُونِى تبعيَّة حقِيقيَّة
قادِر أنْ يُثّبِتنا فِيه وَقادِر أنْ لاَ يدع عاطِفة أُخرى وَ لاَ رِباط أرضِى يفصِلنا عنّه أبداً
لِنكُون لَهُ وَلَهُ وحده
ربِنا يكمِلّ نقائِصنا وَيسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته
وَلإِلهنا المجد دائِماً أبديا أمين
مقدمين بعضكم بعض فى الكرامة
مقدمين بعضكم بعضاً فى الكرامة
كل موضع حللت فيه كن صغير إخوتك وخديمهم ( الشيخ الروحانى )
من يتكلم لا تقاطعه – فى الكرامة قدم إخوتك كما فعل يوحنا مع بطرس عند القبر – انسب النجاح لغيرك – ليتمجد الله بى او بغيرى ويفضل بغيرى – فى الألحان فى المردات حيث يظهر فى اللحن جمال المحبة والإتضاع بولس عبد يسوع المسيح – حين تكلم عن ظهورات المسيح فى القيامه ثم ظهر ليعقوب ثم ظهر لصفا ثم ظهر لاكثر من خمسمائة أخ أكثرهم باق حتى الآن ثم ظهر لى أنا أيضا الذى مثل السقط – يوحنا المعمدان ينبغى أن ذاك يزيد وأنى أنا أنقص- البابا بطرس خاتم الشهداء كان لا يجلس على كرسى البطريركيه لانه يرى نفسه غير مستحق – الكبير فيكم فليكن كالاصغر والمدبر مثل الخادم راينا السيد ينحنى ويأخذ عمل احقر العبيد ويغسل أرجل تلاميذه – القديس اوغسطينوس كان حين يطلب عن شعبه يقول اطلب اليك من أجل سادتى عبيدك- كان أبونا بيشوى الله ينيح نفسة ينشىء كنائس فى مناطق قريبه لمنطقة اسبورتنج ويرسل لها خدام ويرسم آباء كهنه وكان دائما يعلن عن كتب ابونا تادرس وابونا لوقا ويعمل خصم عليها ويوزعها فى الاجتماعات ما اجمل ان ننسب الكرامه لغيرنا – راينا الغنى الذى افتقر ليغنينا بفقرة ورينا من يجعل نفسة آخر الجميع لان سيده اوصاه الا يحب المتكئات الاولى وان يجعل نفسه آخر الكل ان اقسى عبوديه هى عبودية الانسان لذاته – رأينا هيرودس الذى يريد ان يقتل جميع الأطفال ويقتل أقرباؤة وعظماء المدينه حتى لا يخلفه ملك وراينا السيد القدوس البار وهو يموت من اجل حياة الأثمة جوهر الحياة المسيحية هى الحياة فى المسيح يسوع فتبدأ حياة المسيح تعمل فينا ( لكى تظهر حياة يسوع فيكم ) وهنا يبدأ التغيير فى الجوهر الداخلى الاهتمامات والتفكير ويعمل المسيح واحيا لا انا بل المسيح يحيا فى ويبدأ الإتضاع الحقيقى
فى مجال الاسرة
ما أجمل ان نجد اجمل ايقونه عن المحبه وتقديم الكرامه الكل يتسابق فى تقديم الآخر لانها مستمده من الله الذى أخلى ذاته آخذذا شكل العبد صائراً فى الهيئه كغنسان وأطاع حتى الموت موت الصليب – الزوج يقدم الكرامه والإكرام لزوجته دون أن يشعر أن هذا ينقص من كرامته وكذلك الزوجه ححين تسمع الوصيه أن تكرميه وتهابيه ولا تخالفى رأيه لا تشعر بالتصاغر لانها تعرف انها مكرمه فى عين زوجها لا يوجد أجمل من تشبيه المسيح والكنيسة والمسيح يكرم ويحب كنيسته والكنيسة تمجد وتطيع عريسها ومسيحها الذى أحبها حتى المنتهى والاسرة هى اجمل ايقونه لهذه المحبه الرائعه التى تجلت فى الصليب والاولاد حين يتربون على تقديم الكرامه يتعلمون الإكرام والطاعه – لا ينظر كل واحد منكم إلى ما لنفسه بل إلى ما للآخر أيضاً – ويلحظ هذا فى الحديث فى المعاملات ما أصعب أن نجد تحكم فى الأسرة – إهانه - تسلط – أنانيه – من أجمل الثمار التى يجنيها الإنسان فى زواجه الخروج من أسر الذات والعبوديه المرة لها وتقديم الآخر وحياة البذل العملى المملؤ من المعرفه والمحبه االإنجيليه الصادقه فليس مجرد لإرضاء كل طرف للأخر او خوف او قمع
ما أصعب أن تسيطر ذات الإنسان على تصرفاته تسلبه أجمل معانى حياته وتججعله يحيا فى سجن مظلم ام من يقدم الىخر عن نفسة برضى فانه يشعر بكمال السعاده لانه مكتوب الغبطه فى العطاء أكثر من الأخذ – ما أكثر الخلافات التى تحدث داخل الأسرة نتيجه االخلاف حول الذات فى قضايا الرأى المال الكرامه وتتتصاعد الخلافات ولا يدرون أن علاجها فى إدراك محبه المسيح وإتضاعه وبذله لذاته عن أحبائه – يمكن أن يحدث خلاف بسيط ولكن من يبادر بالإعتذار من يحتمل من يسامح من يعطى كمن يقدم الآخر – إن كل من عرف المسيح لا يجد مشقه فى الغفران