العظات
المسيح العريس
إنجيل هذا الصباح المبارك يتكلم عن بداية ظهور ربنا يسوع في خدمته الجهرية .. بعد عماده من يوحنا المعمدان وكان معروف أنه لا يعمد أحد سوى يوحنا المعمدان وتلاميذه .. لكن وجدنا أنَّ كثيرين بدأوا يلتفون حول ربنا يسوع ويعتمدون فحدث جدال بين تلاميذ يوحنا المعمدان واليهود من أجل التطهير وذهبوا ليوحنا المعمدان وقالوا له كيف الذي اعتمد منك في نهر الأردن بدأ هو أيضاً أن يعمد .. وأيضاً ﴿ يأتون إليه ﴾ ( مر 1 : 45 ) .. أي كثيرون وراءه .. أي نحن الآن هل وضعنا رسمي أم لا ؟ وضعنا صحيح أم خطأ ؟ فقال لهم يوحنا المعمدان ﴿ لا يقدر إنسان أن يأخذ شيئاً إن لم يكن قد أُعطي من السماء ﴾ ( يو 3 : 27 ) .. أنتم تشهدون لي إني قلت لكم إني لست المسيح بل ﴿ إني مرسل أمامه ﴾ ( يو 3 : 28 ) .. ثم قال عبارة مهمة ﴿ من له العروس فهو العريس ﴾ ( يو 3 : 29 ) .
يوحنا المعمدان يلفت إنتباهنا اليوم للقب من ألقاب المسيح الرائعة التي قيلت عن المسيح في الكتاب المقدس وهو لقب * العريس * .. قد تكون ألقاب المسيح كثيرة ومعروفة في الكتاب أنه إبن الله .. إبن الإنسان .. الإبن الوحيد .. المحبوب .. القدير .. الخالق .. لكن أنه يُلقب بالعريس فهي قليلة ونادرة .. لكن حقيقةً وجدنا ربنا يسوع بنفسه يستخدم هذا اللقب وأنه لقب محبوب لديه ويحب أن يعلمنا به ويخاطبنا به .
عندما سألوه في أحد المرات لماذا لا يصوم تلاميذك ؟ قال لهم ﴿ مادام العريس معهم لا يستطيعون أن يصوموا ﴾ ( مر 2 : 19) .. شبّه نفسه بالعريس .. وكان كثيراً ما يُشبه ملكوت السموات بالعُرس وقال المثل المعروف لنا مَثَل العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات .. ﴿ ففي نصف الليل صار صراخ هوذا العريس مقبل فاخرجن للقائه ﴾ ( مت 25 : 6 ) .
لماذا يُشبه نفسه بالعريس ؟ لأنَّ علاقته بنا ككنيسة وكمؤمنين على مستوى الجماعة أو الأفراد تُشبه بالضبط علاقة العريس بعروسه أي علاقة الإرتباط الذي لا ينفصل علاقة الوحدة .. علاقة الخفاء والسر .. علاقة الزيجة .. شبّه علاقته بنا بهذا الأمر أنه عريسنا .. عريس الكنيسة كلها وعريس كل نفس في ذات الوقت حتى أنَّ بولس الرسول يعلمنا هذا الأمر في رسالته لأهل أفسس ويقول ﴿ كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها ﴾ ( أف 5 : 25 ) .. وعندما توصي الكنيسة العريس كيف يُعامل عروسه تقول له ﴿ أيها الرجال أحبوا نساءكم في الرب كما أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه عنها ﴾ .. وكأنَّ علاقة ربنا يسوع بنا هي علاقة إتحاد زيجي قوي لا ينفصل .. هو العريس .. هو عريس نفوسنا الذي اختارنا ليقترن بنا وأحبنا وأراد أن يدخل معنا في علاقة لا تنقطع .
معلمنا بولس الرسول في رسالته لأهل كورنثوس يقول نفس الفكر ﴿ خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح ﴾ ( 2كو 11 : 2 ) .. أريد أن يكون كل واحد منكم عروس خاصةً بالمسيح لكن في نفس الوقت تكون العروس عذراء عفيفة له لا تعرف آخر غيره .. أهل كورنثوس كانوا مشهورين بالخلاعة والدنس والإباحية لكن يقول أنا اخترتكم لتكونوا عروس لعريس واحد .. وقديماً عندما كان أحد يتدخل في زيجة كان هو الضامن للعروس أمام العريس عن أخلاقها وسيرتها الماضية وسلامة نفسها وضمان بكوريتها .. وعندما يأتي بالعروس للعريس إن وجد بها عيب لا يتكلم العريس مع الفتاة بل مع الضامن الذي ضمنها الضامن لبكوريتها .
معلمنا بولس الرسول يقول أنا خطبتكم لعريس لكن في هذه الحالة أنا الضامن لبكوريتكم .. ﴿ خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح ﴾ .. يقول لهم لا تختلطوا بأهل العالم ولا تشاكلوهم ولا يكن فيكم رائحتهم واسلوبهم .. ربنا يسوع أحب أن يدخل معنا في عهد زيجة .. ربنا يسوع يحب أن ننتمي إليه ونحمل إسمه لأنَّ العروس تحمل إسم عريسها رجلها .. لذلك في سفر أشعياء النبي يقول ﴿ ووليكِ قدوس إسرائيل ﴾ ( أش 54 : 5 ) .. الولي هو الرجل المسئول عن المرأة .. يقول لها ﴿ كامرأة مهجورة ومحزونة الروح دعاكِ الرب وكزوجة الصبا إذا رُذلت قال إلهكِ ﴾ ( أش 54 : 6 ) .. قال لكِ تعالِ سأدخل معك في عهد زيجة أجعلِك كزوجة الصبا .. يقول ﴿ لُحيظة تركتك وبمراحم عظيمة سأجمعك ﴾ ( أش 54 : 7 ) .
أحد الآباء يقول ما رأيكم في إنسانة مشهورة بالسيرة البطالة ومعروفة في المدينة أنها سيئة السمعة كثيرة الشر .. حياتها كلها دنس وخلاعة .. ثم يأتي الملك ملك المدينة حفاظاً على هذه الإنسانة ليحفظها من شر المدينة كلها ويقول سأدخلها بيتي وأتزوجها .. نسأله هل تضمن أنها تحمل إسمك ولا تخونك ولا تعود لماضيها ؟ يقول الملك سأقترن بها .. إذاً ما رأيك لو عادت لماضيها وهي داخل قصرك محفوظة وهي تحمل إسم الملك وتشتاق لغيره ؟ هكذا نفوسنا .. إختارنا ربنا يسوع لنكون له لنحمل إسمه ويدخل معنا في عهد زيجة لا ينقطع .. إختارني عروس له .. ما رأيك عندما يجدني أحب أن أقترن بغيره ؟
لذلك ربنا في العهد القديم نتعجب منه عندما يأمر النبي هوشع أن يتزوج بإمرأة زانية .. آخر شئ نتوقعه من الله أن يطلب من أحد الأنبياء طلب كهذا الطلب .. لماذا يارب يتزوج بزانية ؟ وحدد له إسمها وهو جومر بنت دبلايم .. ولما تقرأ التاريخ تعرف أنها كانت إمرأة شريرة جداً وتريد يارب أنَّ النبي يتزوج إمرأة سيرتها رديئة ؟!! يقول نعم .. لماذا ؟ لأني أريده أن يختبر مشاعر مهما أصفها لن تعيها إلا عندما تختبرها وتعيشها .. ما هي هذه المشاعر ؟ هي أن تكون مُخلص لشخص جداً وهو في نفس الوقت يخونك .. لو اختبرت هذه المشاعر يا هوشع ستعرف كيف تكرز بي .. كيف يجب أنَّ الناس يكونوا أوفياء لي .
نحن نعلم أننا في عهد المعمودية ندخل في عهد زيجة مع ربنا يسوع وأبونا الكاهن يقول في صلاة المعمودية ﴿ أن تحفظ الخاتم بغير سارق ﴾ وكأنَّ كل واحد منا لبس خاتم من يد ربنا يسوع في المعمودية مثل الخطوبة مثل عهد الزيجة .. تخيل أننا عرائسه ونقترن بغيره .. كيف تكون مشاعر الله وكم يتضايق ويحزن ؟ كم يشعر بخيانة عجيبة جداً من هذه النفس لذلك قال هوشع آية جميلة وهي أنَّ الله يقول للنفس ﴿ أخطبكِ لنفسي إلى الأبد وأخطبكِ لنفسي بالعدل والحق والإحسان والمراحم ﴾ ( هو 2 : 19) .. أدخل معكم في عهد زيجة أمر لا يمكن أن تجده في العالم .. ﴿ أخطبكِ لنفسي بالعدل والحق والإحسان والمراحم ﴾ .. لا تأخذوه من غيري .. يا لجحود النفس التي ترتبط بعريسها السماوي وتحب الأرض وملذاتها .. يا لجهل النفس التي يفتح لها ربنا يسوع كل أسراره وكنزه وعطاياه لا يمسكها عنها ورغم ذلك تشتاق للتراب – أمر مُحزن – ربنا من أول ما دخل في عهد مع أبينا إبراهيم وقال له سأجعلك نسل مقدس لكن كان هناك شرط مهم وهو أن لا يقترنوا ببنات الأمم ولا تدخلوا في عهد مع غيري ولا تدخلوا في عهد مع سكان الأرض .
أيضاً قال الله لموسى النبي عندما أخرجه من أرض مصر ﴿ اِحترز من أن تقطع عهداً مع سكان الأرض ﴾ ( خر 34 : 12) .. لماذا ؟ لأني أريدكم عذراء عفيفة .. أريدكم شعبي أنا فقط .. علاقة قوية .. الله إختارنا واقترن بنا لنحمل إسمه ويكون لنا صفاته ولا نقترن بغيره .. القديس يعقوب السروجي يقول عندما أراد أن يخطبنا ككنيسة أراد أن يدفع فينا مهر مثل أي عريس .. فماذا يدفع ؟ دفع دمه .. هذا مهرنا .. وعندما أراد أن يقدم هدية لمدعويه في عرسه قدم لهم جسده .. يقول القديس يعقوب السروجي هل رأى أحد عريس يقدم جسده للمدعوين في عرسه ؟ هل رأى أحد عريس يقدم دمه مهر لعروسه ؟ هذا ما حدث مع كنيسة العهد الجديد .. هذا ما يحدث معنا اليوم .. يعطينا جسده ودمه .. هدية يعطيها لمدعويه .
ألم ترى شخص يقدم لك هدية بهذه القيمة ؟ مهما قدم .. فماذا يقدم ؟ شيكولاتة .. تورتة ........ لكن جسده ؟ نعم .. لأنه أراد أن يقول لك أنا واحد فيك وأنت فيَّ .. ما هذه العلاقة القوية ؟ هذا ما فعله الله معنا .. إشترانا لنكون مِلكه .. إشترانا من كل قبائل الأرض لنصير له .. إذاً لا نخونه .. دخل معنا في عهد زيجة .. إذاً يجب أن نكون أوفياء وأُمناء له .. هو عريس نفوسنا وهو أحب ذلك .. لذلك معلمنا بولس الرسول عندما تكلم مع أهل كورنثوس قال لهم لا تنخدعوا بالشر الذي في وسطكم .. ﴿ الخطية المحيطة بنا بسهولة ﴾ ( عب 12 : 1) .. ﴿ لا تُشاكلوا هذا الدهر ﴾ ( رو 12 : 2 ) .. إحذر أن تدخل لك سمات العالم .. أنت لست عروس للعالم بل أنت عروس المسيح فعش له بكل أمانة وكل خضوع وأنت تشعر أنَّ هذا شرف أن تحمل إسمه وصفاته .
لذلك قال لهم معلمنا بولس الرسول إني أخاف عليكم .. ﴿ إني أغار عليكم غيرة الله ﴾ ( 2كو 11 : 2 ) .. هذه الغيرة أخذها من سيده يسوع لأنه مكتوب عنه أنه إله غيور ( خر 20 : 5 ) .. لا يحب أبداً أن يكون شعبه معه وفي نفس الوقت مقترن بغيره .. لا يحب أن يقطع شعبه عهد مع سائر الأمم .. معلمنا بولس الرسول يقول ﴿ هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح ﴾ ( 2كو 11 : 3 ) .. قديماً خدعت الحية حواء وأنا أخاف عليكم أنه كما أغوت الحية حواء أن تفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح يسوع .. هذا عمل الشيطان الآن .. عدو الخير وجنوده وعمل روح أهل العالم أن يفسد أذهاننا عن البساطة .. دخل لنا عن طريق الإعلام وأهل العالم والمجتمع المحيط .. يفسد أذهاننا عن البساطة التي في المسيح يسوع في حين أنَّ الله يريدنا له .. يريدنا خاصته وله وحده .
جميلة صلوات الكنيسة عندما تقول ﴿ إقتننا لك يا الله مخلصنا لأننا لا نعرف آخر سواك ﴾ ( أوشية السلام ) .. نحن لا نعرف آخر غيرك .. ليس لنا سواك .. جيد أن يكون ليس لك معين إلا هو .. هذه الزيجة إختارها المسيح وقدسها لكي تمتد وتتأصل جذورها إلى أن تُكتمل .. هل تعرف متى تكتمل ؟ في السماء .. رأينا أنَّ ربنا يسوع يحتفل بكنيسته ويحتفل بأورشليم السماوية كعروس مزينة لعريسها هكذا كل نفس منا تتزين وتتزين بالبر لكي تُهيأ للزيجة .. كما يقول عن الكنيسة التي بها تبررات القديسين ( رؤ 19 : 8 ) .. نتزين بالبر لكي نُهيأ للزيجة السماوية حتى عندما يستقبلنا يجدنا كعروس مزينة لعريسها .. جيد أنَّ الإنسان يشعر بعلاقة حب متبادلة .. جيد أن يشعر أنه في علاقة زيجة مع الله .
بعض الرهبانيات الكاثوليكية يلبسوا الراهب خاتم .. كل المتزوجين يضعوا في أصابعهم خاتم زواج ( دبلة ) لكن الرهبان لا يضعوه .. هذه الرهبانيات تقول لا .. نحن نضع خاتم في إصبع الراهب إشارة للزيجة بالملك السماوي .. رمز لأنَّ النفس العذراء للمسيح هي النفس التي دخلت معه في علاقة حب وصارت له .. فماذا عن نفسي أنا ؟ أيضاً أنا نفسي عذراء له تحمل إسمه دائماً وتخدمه بأمانة ويكون مالك على مشاعري وعواطفي .. أفكر فيه دائماً .. ما مقدار رصيد حبه في قلبي ؟ لذلك لا تتعجب من المسيح له المجد عندما يقول من أحب أباً أو أماً أو أخاً أو أختاً أو زوج أو حقل أو أولاد أكثر مني فلا يستحقني .. أي أريد أن أكون أكثر من علاقة الزيجة معك .. لو لم أملك على مشاعرك كلها فلا تستحقني ولا تعرفني وأخاف أن أقول لك وأنا أيضاً قد لا أعرفك .. لذلك لا تتعجب من النفوس التي دخلت في هذه العلاقة الزيجية وتركت كل شئ من أجله .. إكتشفت غِنى محبته في قلبها .. صدقوني نحن محتاجين أن نكتشف غِنى محبته في قلوبنا .. لو اكتشف كل واحد منا غِنى محبة الله داخل قلبه سيخجل من نفسه ولا يقبل أن يعيش للعالم أو الخطية .
لذلك نحن كنيسة ربنا يسوع نُسمى عذارى يسوع .. عذارى له .. عذارى أي ليس بنا البعض متزوج والبعض غير متزوج .. لا بل كل نفس فينا هي عذراء ليسوع .. كل نفس متحدة به ومرتبطة به .. لأنَّ الآباء القديسون عندما أرادوا أن يشبهوا العذراوية لم يقولوا أنها حالة جسد بل قالوا أنها حالة نفس وروح .. وعندما عرَّفوا البتولية قالوا ﴿ أنَّ البتولية الحقيقية هي حالة نفس لم تتزوج بمحبة العالم ﴾ .. هل نفسي متزوجة بمحبة العالم أم لا ؟ النفس التي لم تتزوج بمحبة العالم هي عذراء .. نحن كلنا عذارى يسوع .. يستحيل على كنيسة يكون ربنا يسوع إشتراها بدمه وأعطاها كل هذا الحب وهي تحب غيره وتعيش لغيره .
هذه هي الكنيسة العذراء للمسيح التي تقدم له كل خضوع ومحبة .. آه لو اكتشفنا كم نحن محبوبون عنده نقول مع أشعياء النبي ﴿ إلى اسمك وإلى ذِكرك شهوة النفس بنفسي اشتهيتك في الليل ﴾ ( أش 26 : 8 – 9 ) .. أنا اشتهيتك .. وصلنا إلى درجة أننا نشتهي الله ونحبه وهو غير ملموس وغير مفهوم .. بل من مجرد تعاليم نسمعها فقط .. وصلنا إلى حالة عِشرة معه نقول فيها مع داود النبي ﴿ لا أصعد على سرير فراشي ولا أعطي لعيني نوماً أو لأجفاني نعاساً ولا راحة لصدغي إلى أن أجد موضعاً للرب ومسكناً لإله يعقوب ﴾ ( مز 132 : 3 – 5 ) .. أقول معه لا أستطيع أن أنام بدون أن أصلي أو أشعر أنَّ بداخلي خطية وأعيش فرحان .. أو أسكِت صوته داخلي .. لا أستطيع .. معلمنا بولس الرسول عندما دخل في هذه العِشرة الحلوة قال أنا ألوم نفسي عن الماضي الذي عشته بجهل .. ألوم نفسي عن الفترة التي لم أعرفك فيها يارب .. أنا كنت غني ومن عائلة عريقة ومُثقف ولي مركز في الدولة ينتظرني .. مؤهلات بولس الرسول وثقافته وعلمه كانت تعلن أنه ينتظر مركز والي على مدينته وأيضاً علاقاته العائلية والشخصية تقول كذلك .. وعندما اكتشفناه في رسائله نقول حتى الولاة بجانبك يا بولس يظهرون كأنهم لا شئ .. لكنه يقول ﴿ أحسب كل شيء أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي ﴾ ( في 3 : 8 ) .. ﴿ ما كان لي ربحاً فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة ﴾ ( في 3 : 7 ) .. عندما يفسروا كلمة * نفاية * يقولون أنها بواقي القمامة أي فرز القمامة إلى أشياء نافعة وأخرى غير نافعة .. النفاية هي ما تبقى من فرز القمامة وليس له قيمة .
معلمنا بولس يقول حسبت كل هذا نفاية – لا شئ – من أجل معرفة المسيح وأن أوجد فيه .. هل شعرت بهذا الغِنى في المسيح يسوع ؟ أم يزهو العالم أمامك وتريد أن يكون لك جاه وثروة ومنصب ؟ يجب أن تسعى أن يكون لك إسم مضمون في الملكوت .. لذلك يصلي الأب الكاهن في القداس ويقول ﴿ أُكتب أسمائنا في كتاب سفر الحياة ﴾ .. نريد أن نكون ضامنين إمتداد زيجتنا به من الأرض إلى السماء حتى يستقبلنا ربنا يسوع ويقول ﴿ تعالوا يا مباركي أبي ﴾ ( مت 25 : 34 ) .. أنا اخترتكم تعالوا ودخلت معكم في عهد .. اليوم يوم تتويجكم .. لذلك الكنيسة أدركت حالة هذه العِشرة وهذا العشق وكما قدم ربنا يسوع دمه عن الكنيسة .. الكنيسة أيضاً تقدم دمها عنه .. قدمت دماء شهدائها من أجمل أولادها شباب وعذارى وأطفال ونساء وشيوخ .. تقدم له علامة حب .. تسمع من يقول لك سنحرقك .. نصلبك .. نضعك للوحوش .. وهم لا يبالون لأنَّ محبتهم تعدت كل الحدود .. محبتهم غلبت سيوف ونار وحرق وصلب .. محبة غالبة .. ما هذه المحبة التي دخلت القلب ؟ كيف تتخطى النفس حدودها ؟ الطبيعي أنَّ كل شخص الجسد غالي عليه وأي شخص منا تؤذيه آلام الجسد وتؤثر فيه فكيف لا نفزع من آلام الجسد ؟ بالمحبة التي فينا .. كيف لا يخاف الإنسان السيف والنار ؟ كما يقول المزمور ﴿ جوزنا في الماء والنار وأخرجتنا إلى الرحب ﴾ ( مز 66 : 12) .
الكنيسة قدمت من أولادها كل الفئات .. رأينا الأيام السابقة القديسين مكسيموس ودوماديوس أولاد ملوك ينكران أنفسهما ويتخفيا ويخلعا التيجان ويتخليا عن مجد المُلك والعالم لكي يعيشا في مغارة في برية وصحراء .. ما الذي جعلهما يفعلان هكذا ؟ الكنيسة تجيب ﴿ من أجل عِظَم محبتهم في الملك المسيح ﴾ .
إكتشف الآن رصيد محبتك للمسيح في قلبك .. ما قدره ؟ هو أحبك إلى المنتهى لكن قد لا تكتشف محبته حتى الآن ولأنك لم تكتشفها لا تستطيع أن تبادله المحبة .. إكتشف كنز الحب الذي بداخل قلبك .. وغِير غيرة مقدسة من القديسين واقرأ سيرهم لكي تأكلك أعمالهم .. واعلم ما معنى أنك اشتريت من الأرض لتكون له واعرف كيف كان ماضيك غير أمين لعريس نفسك .. إذاً ممكن تكون خائن غير مستحق البركات لأنَّ خاتمه في يدك وأنت تحب غيره أو مُقترن بغيره .. صعب جداً على عريس نفوسنا الملك السمائي المعزي روح الحق أن نكون نحن خائنون له رغم أنه هو حق .. صعب أنَّ القدوس الذي بلا شر يكون مقترن بأناس لا يحبوه من كل قلوبهم .
لذلك يقول أنا أدعوكم لغِنى ميراث .. نحن مدعوين للوليمة السماوية .. يريد أن يقول لك أنك بهذه المحبة قد تتعرض لآلام كثيرة مادمت في العالم .. قد تتعرض لآلام واضطهادات وأنواع كثيرة من الحرمانات وقد تتعرض لألم ودم ولكن ستنتهي هذه المحبة إنتهاء هادئ ومفرح ومنير عندما ترى مجد السماء وربنا يسوع يحتضن أولاده وهو يشترك معهم في العرس النهائي العرس الأخير للذين حفظوا الأمانة ولما يتكلم عنهم الكتاب يقول ﴿ هنا صبر القديسين هنا الذين يحفظون وصايا الله وإيمان يسوع ﴾ ( رؤ 14 : 12) .
ربنا يسوع عريس نفوسنا يجعلنا نقترن به ونحيا له كل أيام
حياتنا لكي لا نعرف آخر سواه .. ويكمل نقائصنا
ويسند كل ضعف فينا بنعمته
له المجد دائماً أبدياً آمين
حينما أنا ضعيف حينئذ أنا قوى
آية جميلة فى سفر يوئيل تقول " ليقل الضعيف بطل أنا " .... كثيراً ما نرى أنفسنا ضعفاء قليلين , خطاه مجهولين , ولا نساوى شئ , بل ونجذب أنفسنا لأسفل ... هذا الإحساس يُفرِح عدو الخير جداً , لأن الإنسان عندما يشعر أنه لا شئ يبدأ فى السقوط فى الخطايا , فهو فى رأى نفسه بلا قيمة وليس بغالى , ولذلك لا فرق عنده إن سقط أو إن لم يسقط , لكن عندما يشعر أنه غالى وذو قيمة يحترس لنفسه من السقوط
* ليقل الضعيف بطل أنا ... هل هذا الشعور يجلب كبرياء ؟ ... لا ... فهناك فرق بين إحساس الإتضاع المصحوب بالقوة , والكبرياء المصحوب بالقوة ... متى يشعر الإنسان أنه قوى وغيرمتكبر ؟ عندما يشعر أن القوة من الله لا منه , هذا إنسان غير متكبر , إنسان لسان حاله يقول " معونتى من عند الرب " .. " إن قام على جيش فلن يخاف قلبى .. ففى هذا أنا مطمئن " .. كيف يقول هذا عن نفسه ويكون متكبر ؟ لا .. هو واثق أن إلهه يعطيه هذه القوة وليست من ذاته .. لذلك قال داود النبى " بإلهى تسورت أسواراً " ويقول بولس الرسول " أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى " نحن نشعر بالقوة عندما يكون معنا الله وفينا وبه نحيا ونتحرك ونوجد , لذلك أنا قوى بالله .. لكن عندما ينظر الإنسان لنفسه يضعف , ولما ينظر للمسيح يتقوى ويفرح , لذلك قال بولس الرسول " حينما أنا ضعيف حينئذ أنا قوى " لأنى عندما أشعر أنى ضعيف لكن المسيح معى عندئذ أشعر بقوة كبيرة معى .... متى يشعر الإنسان بصغر النفس ؟ لماذا يشعر بالضعف ؟ ... متى أشعر أنى ضعيف وفى نفس الوقت لا أشعر بصغر نفس ؟ .. وما هو صغر النفس ؟
* صغر النفس هو أنى أشعر أنى مجرد مجموعة سلبيات فقط ..... متى أشعر أنى ضعيف ومتضع ؟ ومتى أشعر بصغر النفس ؟ المتضع هو من يشعر أنه ضعيف فى وجود الله , وصغير النفس هو من يشعر أنه ضعيف ويقيس نفسه بنفسه .....
صفر = صفر .. لكن لو وضعنا بجانبه واحد (1) عندئذ يساوى عشرة (10) ... أنا وحدى أساوى صفر لكنى بيسوع أساوى عشرة ... لو وضعنا أكثر من صفر , صفرين , ثلاثة أصفار , أربعة أصفار ..ستزداد القيمة الى مائة , ألف , ..... إذاً أى عدد من الأصفار مع المسيح تساوى قيمة كبيرة جداً ..... إذاً الأمر ليس فى عدد الأصفار إنما فى الواحد لأنه مهما إزداد عدد الأصفار وحدها فقيمتها معاً تساوى صفر , إذاً القيمة تأتى من الواحد بجانب هذه الأصفار .... هذا يعلمنا أنه كلما إزداد إتضاعى كلما صرت بالمسيح قوى بل أقوى , لكن بدون المسيح أضعف أكثر ..... إذاً شعورى بالقوة ليس لأن القوة من ذاتى بل من الله .. لأن لى إله قوى أشعر بقوته فى حياتى ومعونته , أنا متكل على كلمته " ككلمتك إحينى ", متكل على بركته وعمله ..... هل أشعر بوجود الله فى حياتى ؟ ووجوده هل يشعرنى بقوة أم لا ؟ كلما شعرت بوجوده فى حياتى أكثر كلما شعرت بقوته أكثر
* الله إختارتلاميذ ضعفاء لتصير القوة منه ... لنفرض أنك قلت لى أنا أشعر أنى ضعيف إمكانيات وعائلة وذكاء ومال و... , أقول لك أن كل ما ذكرته لى لا يعطى قوة , لكن لو عكست الأمر أنت غنى وذكى وذو جاة وعائلة و.... , أقول لك وكل هذا أيضاً بدون المسيح ليس قوة .. القوة هى من عمل الله فى حياتى , قد يكون شخص مثل بولس الرسول واقف يُحاكم ومكبل بالحديد ويُلطم , ورغم ذلك يشعر بقوة أكثر ن الوالى الذى يحاكمه , حتى أن بولس يعظ الوالى الذى صارخائف من بولس , الأمر عُكس لأنه يشعر أن بولس فيه قوة شديدة تحركه وترفعه
أيضاً بطرس الرسول رأى يسوع ففرح وسار على الماء , لكنه لما تحولت عينيه عن المسيح خاف وقلق , بدأ يغرق .... لماذا ؟ لأنه لما حول عينيه عن يسوع رأى ضعفه البشرى وخطورة البحر فبدأ يغرق , لكنه عندما إستنجد بيسوع أنقذه ..... هكذا عندما أنظر الى إمكانياتى وظروفى الصعبة قد أضعف , لكن عندما تكون عينى على المسيح فإنى أظل بضعفى وظروفى الصعبة لكنى قوى به
من أكثر الأمور التى تحارب الإنسان وخاصة البنات أن يشعره عدو الخير أنه رخيص بلا قيمة وغير محبوب وليس به شئ جيد أو صالح ... لا.... قل له نعم أنا ضعيف لكن لى إله قوى , وكما تقول عروس النشيد " أنا سوداء وجميلة " , كيف تكون سوداء وجميلة فى ذات الوقت ؟ تقول لأنه هو جمالى ... أنا لست بجميلة لكنه هو الذى جعلنى جميلة ببهائه , أنا ضعيفة لكنه جعلنى قوية بقوته هو ... لذلك من أفضل الأمور التى تفيد الإنسان شعوره أن الله معه ويقويه .... عندما تشعر أنك لا شئ فكر فى أمور جميلة أعطاك الله إياها , قل له أولاً أشكرك لأنى مسيحى , ولأنك عرفتنى بذاتك , وأشكرك على بيتى لأنه يعرفك ولأنه إهتم بى , أشكرك لأنك أعطيتنى أسرة ترعانى , وأعطيتنى عقل يفهم ويفكر , وأعطيتنى جسد يتحرك , وأعطيتنى....... , فكر فى أمور كثيرة حلوة أعطاك الله إياها , وأكيد الله أعطاك مواهب كثيرة ... أشكر الله على كل شئ عندئذ تتشدد نفسك
قد تقول لى لنفرض أنى لا أعرف أن أعمل كذا فماذا أفعل ؟ أقول لك قد لا تعرف أن تفعل كذا لكنك تعرف أن تعمل أمور أخرى .. كل واحد منا له أمر ضعف وأمر نافع يفعله .. المهم هو أنه جيد أن تعرف أن قوتك ليست منك بل من الله , قل له يارب أنا ضعيف لكنى قوى بك فأنا أحتمى بك
قال الملاك لجدعون سأخلص شعبى بك , قال له جدعون كيف وأنا مختبئ لأهرب المحصول من المديانيين , أنا متعب من عدوى وعشيرتى هى الذلى فى منسى , فإن كان الله معنا فلماذا يحدث معنا كل هذه الأمور ؟ .. فقال له الله سأستخدمك أنت وأغير بك الكثير , إجمع الشعب , فجمع ثلاثين ألفاً , فقال له الله هذا عدد كبير, قال له جدعون لكن المديانيين أقوياء , فقال له الله لا تخف منهم , قل للشعب الذى جمعته من كان خائف فليرجع .. فتراجع سبعة وعشرون ألفاً منهم وظل ثلاثة ألاف , فقال له الله وهذا أيضاً عدد كبير قل لهم أن يتقدموا للمياه للشرب والذى يشرب بيده هو الذى يذهب معك لمحاربة مديان , فجمع ثلاثمائة فقط وحارب بهم مديان وغلب , الله فال له أنا قادر أن أستخدمك بهذا العدد القليل ...... الله قادر أن يستخدمنا بضعفنا وضعف إمكانياتنا لكن القوة من عنده هو .. الله يحب أن يرى فينا روح قوة لأننا أولاده
تخيل شخص مثل مار مرقس يكرز لبلد وحده , مارمرقس كرز لمصر كلها وحده , لم يخف رغم أنه لم يكن له فيها أحد يسأل عنه أو يدافع عنه ويسنده ... نسأله كيف فعلت كل هذا ؟ يقول أنا ضعيف لكنى قوى وداخلى صوت الله وقوته وبه أغير بلاد وليست بلد واحدة فقط .. وهذا ما حدث
هل ترى نفسك قوى ؟ هل ترى نفسك بعين المسيح أم بعين نفسك ؟ .. أنظر الى نفسك بعين المسيح , هو أعطاك قدرات جميلة وكلما إقتربت منه كلما شعرت كم حفظك وفرحك ....... وأجمل ما فى المسيحية أنها تشعرنا كم نحن ضعفاء بأنفسنا لكن أقوياء بالمسيح ... نحن فى أنفسنا لا نملك شئ لكن بالمسيح نملك كل شئ ونستطيع أن نملك كل شئ , هو قادر أن يعطى ويغير " إختار الله ضعفاء العالم ليخز بهم الأقوياء , إختار المذدرى وغير الموجود ليخزى الموجود "
أصعب شئ أن يحتقر الإنسان نفسه ... لا ... أنظر الى نفسك بعين المسيح , كيف يراك المسيح ؟ يراك إبنه ومجده فيك , يراك أجمل ما فى الخليقة , خلق الخليقة كلها لك لتكون أنت زينتها وكاهنها .. هذا هو قصد الله من وجود الإنسان فى الحياة , أن يكون صورة الله المنيرة وسط ظلمة العالم ويعلن قوة ومجد الله
لا تستسلم للحزن والفشل , وناد إسم يسوع كثيراً وإرشم صليبك , وإحتمِ فى القديسين كثيراً... قدموا لله ضعفاتكم لتأخذوا بدلاً منها قوة , قدموا القليل لتأخذوا الكثير .. وهذا أجمل إختبار يتذوقه الإنسان فى حياته
موسى النبى أرسل إثنى عشر جاسوس ليتجسسوا أرض الميعاد , عشرة منهم أشاعوا مزمة وقالوا أن الأرض صعبة جداً تأكل ناسها ورأينا هناك بنى عناق وكنا فى أعينهم كالجراد , بينما الإثنان الأخرين قالا " الأرض جيدة جداً جداً إن سُر الله بنا يعطيها لنا " إننا قادرون عليها , نسألهما هل معكما عدة للحرب لتمتلكا بها الأرض ؟ فكيف إذاً تقولان أننا قادرون عليها بينما العشرة الأخرين يقولون أنها صعبة جداً ؟ .. يقول الكتاب عن كالب بن يفنة ويشوع بن نون أنه " كان معهما روح أخر "روح الله عملت فيهما , ولما سألوهما عن بنى عناق قالا " إنهم خبزنا " سنأكلهم .... معهم روح قوة
* لا تنظر لظروفك الصعبة ولا لإمكانياتك الضعيفة بعينك أنت بل أنظر لها بعين المسيح التى تسندك .. أخطر شئ أن تنظر الى سلبياتك فقط , لا , أنظر الى سلبياتك وإيجابياتك أيضاً فى ضوء المسيح , عندئذ ستجد المسيح هو سر فرحك وقوتك وذكاءك و..... وإن حاربك روح ضعف أطرده
* فى أحد الأيام ذهب الى القديس الأنبا بيشوى أحد أولاده وقال له أنا كثير السقوط فى الخطية , فأعطاه الأنبا بيشوى تدريب ليسير به فى جهاده , وبالفعل عاش بالتدريب وجاهد لكنه عاد بعد فترة بنفس الضعف , فأعطاه تداريب أخرى , وتكرر الأمر وفى كل مرة يعود بنفس الضعف رغم أنه يعيش التدريب الذى يعطيه إياه أبوه القديس , وفى النهاية سأله الراهب هل ترى يا أبى أنى أنفع فى الرهبنة أم لا ؟فقال له الأنبا بيشوى لا لن تنفع , فحزن تلاميذه وقالوا له لماذا يا أبانا قلت له لن تنفع ؟ فقال لهم لأن به روح ضعف
عندما يسيطر على الإنسان روح ضعف يكون تقدمه صعب , لكى تتقدم فى حياتك الروحية بدل روح الضعف الذى فيك بروح قوة وأطلبها من الله ,قل له يارب قوينى وتوبنى وإسندنى ,أنا ضعيف لكن معونتى من عندك , " أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى "
الله يعطينا روح قوة ونصرة ليبدل كل ضعف فينا بقوة من عنده , ويكمل كل نقص فينا ويسند كل ضعف فينا بنعمته .... له المجد دائماً أبدياً آمين
الروح يصلى فى داخلى
مِنْ رِسالِة مُعلّمِنا بولس الرسول لأهل رومية ( 8 : 9 – 12)[ وَأمّا أنتُم فلستُم فِى الجسد بل فِى الرّوح إِنْ كان روح الله ساكِناً فِيكُم 0 وَلكِنْ إِنْ كان أحد ليس لهُ رُوح المسيح فذلِك ليس لهُ 0 وَإِنْ كان المسيح فِيكُمْ فالجسد ميِّت بِسبب الخطيّة وَأمّا الرّوح فحيوة بِسبب البِرّ 0 وَإِنْ كان رُوح الّذى أقام يسوع مِنَ الأموات ساكِناً فِيكُمْ فالّذى أقام المسيح مِنَ الأموات سيُحيى أجسادكُم المائِتة أيضاً بِرُوحِهِ الساكِن فِيكُمْ 0 فإِذاً أيُّها الإِخوة نحنُ مديونون ليس للجسد لِنعيش حسب الجسد ]يتكلّم مُعلّمِنا بولس الرسول عَنَ صوت روح الله داخِلنا[ إِنْ كان رُوح الّذى أقام يسوع مِنَ الأموات ساكِناً فِيكُمْ ] ، هذا الرّوح أقام يسوع ، لِذلِك فهو عِنده قُدرة على أنْ يُحيى أرواحكُم المائِتة
الذين يستعملون العالم
ثم اخذه ايضا ابليس الى جبل عال جدا و اراه جميع ممالك العالم و مجدها (مت 4 : 8)
لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه (مت 16 : 26)
فقال لهم انتم من اسفل اما انا فمن فوق انتم من هذا العالم اما انا فلست من هذا العالم (يو 8 : 23)
لاننا لم ندخل العالم بشيء و واضح اننا لا نقدر ان نخرج منه بشيء (1تي 6 : 7)
ان محبة العالم عداوة لله فمن اراد ان يكون محبا للعالم فقد صار عدوا لله (يع 4 : 4)
اللذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه 1كو 7
العالم هو وسيله وليس هدف نستعمله مثل إستعمال المنزل والسيارة وليس يمتلكنا أو يأسر قلوبنا
أنت تسود العالم العالم خلق من أجلك وليس أنت من أجل العالم
لا تحبوا الاعلم ولا الأشياء التى فى العالم
العالم زائل أنت خالد أنت مخلوق على صورة الله فى القداسة والبر والحق والعدل
الناس بتفتخر بمخترعات العالم والله يريد أن يعلن قدرته على العالم فسمح أن يكون غير آمن وغير مستقر تلاحظ كل فترة قصيرة يحدث شىء يزعزع ثقه الإنسان فى العالم تسمع عن مرض يخيف يرعب وتتسابق شركات الأدوية فى البحث عن علاج مناسب ثم يحث وبأ ثم يحدث زلزال أو إعصار سمعت ععن البركان الأسبوع الماضى الى أوقف حركه الطائرات فى العالم خوفاً من بعض أتربه تشل حركه محركات الطائرة
الله يريدنا ألأا نضع ثقتنا فى العالم العملات متغيرة الإقتصاد غير آمن الحكومات متقلبه ثورات وقد يسمح الله بإنتقال أحد الأحباء ليعطى درساً عملياً من أقرب الأحباء أن العالم يزول
منذ فترة طويله تعرف كندا بأن مستقبل الصيادله بها جيد ومطلوب ونزح اليها كثيرون وأسمع أن هناك قوانين صدرت حديثاً تجعل الصيادله فى تراجع شديد وأقول مسكين ياإنسان يامن جعلت كل همك وإتـكالك فى العالم
هو وسيله إن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما (لا حزنا ولا عزنا)
مارجرجس الشاب الذى ضحى بثروة أبيه ووزعها على الفقراء ثم ضحى بمنصبه كأمير فى الجيش وقدم حياته فى النهايه كثمرة شهيه للمسيح جعلت قلوب الشباب تتعلم العفه والطهارة والنصره على الألم
جبران خليل جبران قال بينما كنت شاباً صغيراً كنت أشعر أن العالم بحر كبير غير متناهى وأنا حبه رمل ضئيلة على شاطئه ولما كبرت علمت أنى بحر كبير والعالم حبه رمل على شاطئى
ماأجمل غلبه العالم وشهواتهوروحه وفكرة وسلطانه لأنه قوى ومغرى وله أساليبه يستخدم رغبات الإنسان وغرائزة ويتاجر بإحتياجاته ذهبت إلى بعض مولات ورأيت فيها كم بضائع مزهل وبنظرة بسيطه شعرت أن المعروض أكثر بكثير جدا من إحتياج أو إستهلاك الناس ولكنهم يتاجرون على نقاط الضعف ويجعلون الناس لاتأتى بما تحتاجه بل يصنعون فيهم شهوة للإستهلاك ويتاجرون بنقاط الضعف
من ملك المسيح شبعت كل رغباته العالم له مصلوب وهو مصلوب للعالم
رأينا كيف أن العدو يستخدم بريق العالم لإخضاع يسوع نفسه إذ أخذه وأراه ممالك العالم
ما أجمل أولاد الملوك مكسيموس ودوماديوس وتعالى نحسب ماخسرة مع ما ربحه كم من أولاد ملوك عاشوا فى شر وفساد وهلكوا وفنوا ولم يأخذوا شيئا
وقف واحد أمام جثمان الإسكندر الأكبر وهو الذى كان يطمع أن يغزو العالم كله وقال أنت أيها الجبار كيف إحتملت أن تسكن هذا القبر الضيق
لم ندخل العالم بشى ومن الواضح أننا لا نستطيع أن نخرج منه بشىء
اللذين يشترون كأنهم لا يملكون تخيل أن يكون لك شيء ولكنك لا تضع قلبك عليه لا تنجذب اليه قال واحد من القديسين لا تقتنى شيئاً تحزن على فقدانه
وقال لست أريد شيئاً من العالم لأن العالم أفقر من أن يعطينى
مسكين من وضع ثقته فى العالم
غلبة الجسد والخطية
من رسالة معلمنا بولس الرسول الى أهل كولوسى ( 3: 2-5 ) بركاته على جميعنا آمين " إهتموا بما فوق لابما على الأرض . لأنكم قد مُتُم وحياتكم مستترة مع المسيح فى الله . متى أظهر المسيح فى حياتنا فحينئذ تظهرون أنتم أيضاً معه فى المجد . فأميتوا أعضاءكم التى على الأرض " نعمة الله فلتحل على جميعنا آمين .
نسأل سؤال : لماذا تجعلنا الكنيسة نفطر فى الخماسين ؟ .. هناك فكرة رئيسية تعرفنا لماذا تجعلنا الكنيسة لانصوم فى الخماسين وهى لأننا قُمنا .. ولما قُمنا تبدل جسدنا فصار لا يتأثر بالصوم , فطبيعة الجسد تغيرت , وكأن الكنيسة تقول لك أنت قُمت بجسد جديد , والجهاد الذى كنت تجاهده أوقفه بعض الوقت لكى تشعر أن جسدك تغير ... نريد أن نقول لك أنت كنت قبلاً بجسد أرضى ومحتاج أن تجعله يصوم ويعمل ميطانيات ويجاهد و... لكن بالقيامة جسدك تحول وإكتسب طبع جديد , فصار بطبيعته جسد لا يحتاج الى صوم لأنه جسد تبدل ويُسمى الأن جسد قيامة .... من هنا الكنيسة تقول لك أنت غير محتاج للصوم لأن جسدك تبدل .
تخيل لو لم أفهم هذا المعنى الروحى و جسدى لم يتبدل بل ظل كما هو ولم يقم , جسد خطية ولا يصوم ... فماذا نفعل ؟ بالطبع هذا الجسد الغير قائم سيجذب الإنسان لأسفل , وهذه هى شكوتنا كثيراً فى الخماسين أن الجسد يأخذ راحته كثيراً فى حين إنه جسد تبدل طبعه وتقدس أكثر فتغير طبعه وتغيرت هيئته وتغيرت إهتماماته وطلباته وصار الطعام لا يؤثر فيه وليس له مطلب أو لذة لأن طبعه تغير .. لذلك أريد أن أتكلم معكم فى أن القيامة أعطتنا غلبة على الجسد و على الخطية
+ فى القيامة غـلبة على الجسد :-
الجسد الذى قيل عنه إنه " لأن الروح يشتهى ضد الجسد والجسد ضد الروح وكلاهما يشتهى ضد الأخر " هذا الجسد بالموت مع المسيح وبالقيامة توقف هذا الصراع فصار لا يشتهى ضد الروح بل يشتهى مع الروح , وصار لا يقاوم الروح بل ينقاد للروح , ولما صار منقاد بالروح قالت لنا الكنيسة أنا قد صرت مطمئنة عليكم إنكم قد صرتم سالكين بالروح فلا يؤثر فيكم شئ
مثلاً إبنك وهو طفل صغير كنت لا تستطيع أن تعطيه مال كثير لأنه لا يحسن التصرف فيه , لكن لما كبر فإنك تعطيه ما يحتاجه من مال ولاتخاف لأنه تعقل ويحسن التصرف فيه , إذاً قد صار موضع ثقة ..... هكذا جسدنا بالقيامة صار موضع ثقة , وصار الله يقول لى لتأكل ما تشاء لأنى لا أخاف عليك لأنى أعطيتك الأساسيات والضوابط التى تعيش بها , وأنا مطمئن عليك أن جسدك طبعه تغير فصرت تسلك منقاد بالروح , لذلك بدأت تلبى إحتياجات جسدك التى تكفيه ليعيش بها ........ هذه فكرة الكنيسة التى بها تجعلنا لا نصوم خمسين يوم .
إن لم تَعِش بهذه الفكرة ستتعب جداً فى هذه الفترة , وتكون أصعب أيام تمر عليك لأنك لا تجاهد ولا تصوم ولا تعرف يوم الأربعاء من يوم الجمعة , ولا يوجد فترات إنقطاع أو ميطانيات , وإزدادت طلبات الجسد وصار متمرد وغالب ...... لا..... نحن كثيراً ما نقول أنه لم يكن لدينا أسد ووضعناه فى حبس خمسة وخمسون يوماً ليخرج منا شرس ... لا .. نحن غيرنا طبع شراسته فصار يحمل قوة وليس شراسة , صار مطيع نقول له إجلس فيجلس , قف فيقف
فى قصة شمشون .. عندما هجم عليه أسد , صرعه شمشون وشقه الى نصفين , فأتت مجموعه نحل وصنعت فيه خلية وجعلت جوف الأسد مملؤ شهد , فأخذ شمشون من الشهد و أكل وأعطى لمن معه .... وقال " من الآكل خرج أكلٌ ومن الجافى خرجت حلاوة "....... يقول الأباء أن هذا الأسد يرمز للجسد الذى يريد أن يخرج عليك ليصرعك , يريد أن يلتهمك , لكنك أنت تغلبه , وبعد أن تغلبه يتغير طبعه ويصير بدلاًمن أن يكون عدو يغلبك صار حبيب يغذيك , وبدلاً من أن يكون وسيلة للموت صار وسيلة حياة , فصرت تأخذ منه لتأكل هل تعدينا هذه المرحلة أم مازلنا كما نحن ؟ جسدنا فى أى مرحلة ؟ هل هو فى مرحلة قبل الترويض أم فى مرحلة ما بعد الترويض ؟ ...... إن كان فى مرحلة ما قبل الترويض فهذه هى الخطورة ... لماذا ؟ لأن الجسد يشتهى ضد الروح , الجسد اُخذ من الأرض , عندما خلق الله الجسد أخذه من الأرض لذلك نجد أن الجسد يميل للارض ومنجذب لأسفل .. لو أحضرت شئ وتركته من يدك سيسقط بفعل الجاذبية الأرضية , هكذا جسدنا , أخذ من الأرض ولذلك هو منجذب لها , لكى نغير طبعه من الإنجذاب للأرض لنصعد به الى فوق ........ يقول معلمنا بولس الرسول " أطلبوا ما هو فوق إن كنتم قد مُتُمْ مع المسيح فأطلبوا ما هو فوق حيث المسيح جالس "يصير الجسد غير منجذب لأسفل بل الى فوق , يقول معلمنا بولس الرسول " وحياتكم مستترة فيه " أى فى المسيح أى صرت مختبئ فى المسيح , فى داخل المسيح , حياتى مستترة فى المسيح , المسيح قام إذاً أنا أيضاً لابد أن أقوم معه , وعندما أقوم معه تصير طلباتى مختلفة وإحتياجاتى ورغباتى مختلفة إجتهد أن يكون جسدك الأن جسد قائم وليس جسد ناظر لأسفل
الجسد هو مجال الحرب بيننا وبين عدو الخير , أليس هناك ميدان للقتال ؟ ميداننا للحرب بيننا وبين عدو الخير هو الجسد , ويبدأ بالفكر .. الفكر هو غرفة العمليات والميدان نفسه هو الجسد , بقدر ما تقدس الفكر الذى هو غرفة العمليات بقدر ما يتقدس الجسد ميدان الحرب فتصبح الغلبة لك ويصبح هناك إنتصار, لذلك الجسد هو وسيلة الحياة وليس هو هدفها معلمنا بولس الرسول أحياناً يكلمنا عن الجسد ويقول إنه خيمة " إن نقض بيت خيمتنا الأرضى " ما هو بيت خيمتنا الأرضى ؟ يقصد الجسد ... جسدنا هو خيمة ... تخيل عندما تتحول الوسيلة الى هدف ! أى أنا أعيش لكى أنعم جسدى , أعيش لكى أعطيه رغباته وطلباته ...... أقول لك لا , الجسد وسيلة وليس هدف , فأصبحت من خلال المسيح القائم وأنا بداخله أعرف كيف أتعامل مع جسدى لأنه وسيلة وليس هدف ... أنا أهتم به , نعم لكن لا يكون موضع إنشغالى كليةً , أنا أقوته وأربيه وأعطيه إحتياجاته لكن لا أعطيه كل رغباته ........... لذلك أقول لك أحصر تعاملك مع جسدك فى آيتين هما : " أقمع جسدى وأستعبده " , " أقوته وأربيه " ..... تحرك فى المسافة التى بين هاتين الآيتين , الحد الأدنى أقمع جسدى وأستعبده , والحد الأقصى أقوته وأربيه ... لا تزيد عن ذلك ولا تقل عن ذلك ...... تحرك فى هذه المساحة فى تعاملك مع جسدك
" إن كنتم قد قَمتم مع المسيح فأطلبوا ما هو فوق " .. الكنيسة مطمئنة على أولادها , أولاد إجتازوا رحلة الصوم وعبروا الصليب وأعضاءهم ماتت مع المسيح على الصليب , لذلك أخذوا قيامة , أخذوا أعضاء مقامة , والأعضاء المقامة تطلب طلبات جديدة
لا تتخيل أن الصلاة تقل فى الخماسين والإلتصاق بالله يقل .... لا ..... بل أنت تتذوق الله بطعم جديد ألذ وأكثر بهجة وأكثر فرح ....... لذلك الله يعطيك هذا الجسد لكى يجعلك تعيش فترة غربتك على الأرض بسلام وفى نفس الوقت يعطيك فيه مجموعة غرائز تهدف حفظ حياتك
الغرائز فى الجسد هى وسيلة حفظ حياة ... تخيل لو لم يكن عندك غرائز , ستفنى حياتك ... أى لو لم يكن لديك غريزة الجوع ستظل يوم , يومين , عشرة أيام لا تأكل وليس لديك رغبة فى الأكل لأنه ليس لديك غريزة الجوع , ويظل عشرين يوماً آخرين ...... ماذا حدث ؟ أنتهى الجسد , يصيبه الهزال ولا يوجد به غذاء ليعمل المخ , فيحدث ضمور للإنسان ويموت
إذاً لقد جعل الله حياتك خارجة عن إرادتك , فخلق فيك غريزة ...... الغريزة الجسدية فى الإنسان لحب البقاء , فجعل الله وسيلة البقاء عند الإنسان بغرائز جسدية , حتى الخوف غريزة من أجل حفظ نوع الإنسان .............. إذاً لقد خلق الله الغرائز فى الإنسان ليس لتكون ضد الإنسان بل وسائل لحفظ الإنسان , عدو الخير إستخدم الغرائز لكى يخدم الإنسان جسده ........ الله يقول لك هل أنا أعطيتك الغرائز لهذا الغرض ؟ أنا أعطيتها لك لأنى أحبك , لتأكل وتظل على قيد الحياة ... فهل تعيش لتأكل ؟ ..... أعطيتك غريزة جسدية لكى أبقى على نوعك , لتستمر فى الحياة لتعبدنى ... فهل تأخذ هذه الغريزة لتهيننى بها ؟ أنا أعطيتها لك قوة و بهجة
فى أحد المرات كنت أتحدث مع شباب صغير وقلت لهم : أنتم جميعكم تشكون من الغريزة , فقالوا نعم ... قلت لهم : ما رأيكم لو صلينا صلاة صغيرة نطلب فيها أن يرفع الله عنا الغريزة ؟ .. قالوا ياليت , سنستريح .. قلت لهم : إذاً هيا نصلى ونقول له أرفع يارب الغريزة من أجسادنا , ولكى لا نحيا فى أنانية نقول له أرفع الغريزة من كل الناس , فيكون الجميع فى هدوء وراحة .. قالوا ياليت ... سألتهم : وماذا ستكون النتيجة ؟ ..قال أحدهم : سيستريح الجميع ... قلت : ثم ؟ .. قالوا : سينقرض الجنس البشرى ......إذاً الغريزة هى وقود الحياة , هى طاقة إستمرار الحياة , هى أمر مقدس ... لكن عدو الخير يلوث , جعل الأكل والغرائز والخوف والقلق و... والجسد هدف وليس وسيلة
فى القيامة الجسد ليس هدف , فى القيامة نسمو ونرتفع .." إن كنتم قد قمتم مع المسيح فأطلبوا ما هو حيث المسيح جالس " .... لذلك قصد ربنا يسوع المسيح أن يُصلب بالجسد ويَغلب بالجسد , ويعطى نعمة الجسد الجديد جسد القيامة , لذلك يقول لك " إن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون " ... هيا أطع جسدك , لن تشبع , وإن أعطيته الكثير لن يكتفى .... هل تتخيل أنه سيأتى وقت ويقول لك الجسد كفى ؟ , هل تتخيل أنه سيأتى وقت ويقول لك أنا راضى ؟ ... لا... بل بالعكس , كلما أعطيته كلما طلب أكثر .. إن نام يطلب أن ينام أكثر , وإن أكل يطلب طعام أكثر , يشتهى ويطلب شهوة أكثر ...... لا يكتفى لأنه أَخذ من الأرض فلا يشبع
لذلك , إن الحياة فى المسيح هى التى تقدس الجسد , والكنيسة تتعامل مع الجسد بإكرام لأنها تعلم إنه إناء مجد ووسيلة جهاد , تعلم إنه هو الأداة التى أعطاها لك الله لترث بها السماء ... لذلك الكنيسة منذ طفولتنا تدشن جسدنا بالميرون , وتقول لك إن جسدك هذا جميل ومقدس فهيا لتجاهد به , قد دهنته بالميرون لكى يكون إناء مجد وهيكل لله , حتى عندما تجاهد تجاهد وأنت تعلم أن جسدك هو جسد مقدس وجسد كريم , لأن هذا الجسد هو الجسد الذى سيرث الملكوت لكن طبيعته ستتغير
لذلك أقول لك أنه بجهادنا جعل الله بقصده الإلهى أن الجسد يكون هو وسيلة للإرتقاء , إذاً لابد أن يكون جسد قائم طبعه تغير .....ولنسأل أنفسنا : فى الإنسان الطبيعى النوم أفضل من الصلاة , والأكل أفضل من الصوم , والكسل أفضل من السهر , والأخذ أفضل من العطاء , و....... لكن فى الإنسان الروحى العطاء أفضل من الأخذ , والصلاة أجمل من النوم , والسهر ألذ من الكسل , و.... لماذا ؟؟ أقول لك : لأنه جسد قاوم طبعه و روضه و إرتفع فوقه .... كيف يحدث هذا ؟؟ هذا أمر يحتاج ترويض ويحتاج تدريب , يحتاج إنسان يعلم لماذا خلقه الله ولماذا أعطاه الله جسد ؟ وما الهدف من الجسد ولماذا أعيش ؟ وماذا أفعل بأعضائى وجسدى وأفكارى ؟ وما هى المجالات التى يريد الله أن ينمينى فيها ويفرحنى بها ؟ ... الله يريدنا أن ننجذب الى فوق , ويريد أن تكون القيامة بالنسبة لنا واقع وليس قصة
القيامة يا أحبائى لا تخص يسوع بل تخصنا نحن .. هو القيامة .. هو لا يحتاج للقيامة .. لكن من يحتاج للقيامة بالفعل ؟ نحن , لأنه كيف يكون رئيس الحياة ومحتاج للقيامة ؟ هو غيرمحتاج للقيامة بل هو قام لأجلنا " أقامنا معه " .. " عالمين أن الذى أقام يسوع سيقيمنا نحن أيضاً بيسوع " .. إذاً هذا الجسد لابد أن يكون جسد قيامة وليس عبد للشهوة , ولا تتحكم فيه نزوات , ولا يكون يسوع قد صلب الجسد مع أهوائه وشهواته وأنا أعيش الجسد بكل أهوائه وشهواته
لذلك من الثمار الجميلة التى نفرح بها فى فترة الخماسين أننا نشعر أننا قد إرتفعنا فوق الجسد و سمونا فوقه ... تستطيع أن تقول أنك فى مرحلة الصوم كنت فى مرحلة الصراع , مرحلة الصراع مع عماليق وأنت مازلت فى البرية , لكن فى القيامة أنت دخلت كنعان فالأمر إختلف وأصبح جهادك الأن هو جهاد تمتع بميراث أبدى .. كنعان .. لأنه كان هدف رحلة البرية دخول كنعان , لذلك الذى أخذناه فى رحلة الصوم هو أننا ننتقل من حالة الى حالة
قد تقول لى : صراحة أنا لا أشعر بكل هذا .. والكنيسة فى كنعان لكنى أنا مازلت فى البرية ... أقول لك : لاتحزن , ليتك تعيش مع الكنيسة وتحاول أن تجتهد وتقول لجسدك لا , وتحاول أن تنتصر على جسدك وأنت فى وسطنا الأن , ولأنك مرفوع برفعة الكنيسة كلها وقوتها ستجد أنك قد دخلت فى هذه الحالة .. وهذا هو جمال الكنيسة أنها ترفعنا كلنا معاً لأننا أعضاء فى جسد واحد هو جسد المسيح الجسد القائم .. إذاً أنا عضو فى الجسد القائم ........ لذلك فى الصوم كنا نقول للشخص الغير صائم : لاتتناول , الأن نقول لأى شخص : لا تصُم إلا بحل لأنه من الخطأ أن تصوم الأن .... تسأل هل الصوم خطأ ؟ أقول لك : لاتصُم إلا بحل لأنك الأن جزء من جسد , لو الجسد كله صائم تصوم أنت ولا يليق أن يكون الجسد كله صائم وأنت جزء منه وغير صائم .. وإن كان الجسد كله غير صائم فلا تكون أنت صائم , لأنك وأنت فى الصوم كنت لا تريد أن تصوم وفطرت بإذن وقلت أنا مريض والكنيسة قالت لك الله يحلك بسماح .. الأن أيضاً الذى يريد أن يصوم لابد أن يستأذن من الكنيسة ويقول أريد أن أصوم ...... هذا الكلام من أين أتى ؟ لماذا تقول الكنيسة للغير صائم فى الصوم لا تتناول ؟ لأنه خرج خارج الجسد , خرج من حالة الجسد ..... فى القـيامـة غـلبـة على الجـسـد .
+ فى القـيامة غـلبة على الخـطية :-
الخطية فى القيامة خطية ميتة , خطية مصلوبة .. " الخطية لن تسودكم " نعم .. فماذا فعل المسيح على الصليب ؟ .. أمات الخطية .... وماذا حدث للخطية على الصليب ؟ .. الخطية سُمرت , " قتلت الخطية بالخشبة " إذاً الخطية قُتلت بالخشبة إذاً حياتنا فى المسيح يسوع حياة غلبت الجسد وغلبت الخطية , وصارت الخطية مماتة ومصلوبة ... إذاً أنا أتمتع الأن بميزة جميلة جداً وهى أنه ليس للخطية سلطان علىّ ... أقول لك صدقنى الذى يعيش القيامة ليس للخطية سلطان عليه " من يغلب لا يؤذيه الموت الثانى " لأن الخطية بالنسبة له خطية مسمرة
يقول معلمنا بولس الرسول " جرد الرياسات وأشهرهم بهم ظافراً فيه " جرد الرياسات والسلاطين .. قديماً فى أيام الرومان عندما كانت تقوم الحروب بين الدول وبعضها البعض , كانت الدولة المنتصرة تقيم موكب للإنتصار .. فرحة بالإنتصار .. وكانوا يأتون بالأسرى بعد تجريدهم من رتبهم ونياشينهم ويسيرون بهم فى صفوف فى هذا الموكب - وبالطبع أكثر شئ يهين الأسرى هو تجريدهم من رتبهم ونياشينهم – وكانوا يدورون بهم فى المدينة كلها ........ تخيل أن معلمنا بواس الرسول أخذ هذا التشبيه على ربنا يسوع والقيامة وقال أن يسوع بالقيامة جرد الرياسات والسلاطين ظافراً بهم , فلا تعود وتقول هذا جنرال وهذا لواء وهذا .... بل صار مثله مثل الأخرين , صار بلا رتبة .... لمن الفضل ؟ للصليب , لذلك قال معلمنا بولس " إنه يظهر بهم رائحة المسيح الذكية فى الذين يخلصون وفى الذين يهلكون " ... ما تفسير هذه الأية ؟ يقول : عندما كانوا يقيمون هذا الموكب كانوا فى إحتفالهم هذا يقدمون بخور لآلهتهم كشكر وعرفان , فكان هذا البخور بالنسبة للمنتصرين رائحة نشوة مفرحة , بينما كان هذا البخور بالنسبة للأسرى خزى وعار ....... هكذا أنت الأن , فى حالة القيامة الخطية بالنسبة لك خطية مغلوبة وعدو مهزوم ومقهور , أنت الأن طبعك قد تغير فصارت الخطية بالنسبة لك كلاشئ لأنها لم تعد تغريك أو تؤذيك لأن طبعك تبدل ورأيت النصرة التى فى القيامة فتفرح بموكب القيامة والمسيح القائم وتقول من أعماق قلبك إخريستوس آنيستى ...... أجمل ما فى الكنيسة إنها تنقل لنا واقع الحياة التى نشتاق أن نحياها الأن , وهذا هو الواقع أننا الأن فى وقت إنتصار ....... لذلك الخطية قُتلت والشيطان سُحق وأشهرهم جهاراً ظافراً بهم , وأظهر فيهم رائحة حياته فى الذين إنتصروا , رائحة خزى فى الذين هُزموا , لذلك هناك إنسان الجهاد الروحى بالنسبة له لذيذ , وأخر الجهاد الروحى بالنسبة له ثقيل .. هذا يكشف نوع الجسد
يقال عن الخنازير أنها تختنق من الروائح الجيدة , ويحدث لهم فشل فى الجهاز التنفسى من الروائح الجيدة لأنهم إعتادوا على الروائح الكريهة فقط ......... تخيل أن إنسان يعيش فى جو الخطية , فيكون البر بالنسبة له غريب بينما الخطية بالنسبة له أمر عادى ...... أقول لك لا , هذا الحال لا يليق بك .. تقول لى هل ينفع أن أغير جهازى التنفسى ؟ .. أقول لك : أنت فى المسيح يسوع خليقة جديدة " إن كنتم قد قُمتم مع المسيح يسوع فأطلبوا ما هو فوق حيث المسيح جالس " الطبيعة تغيرت .. ونقول له " صنعت خلاصاً فى وسط الأرض كلها " الطبيعة تغيرت .... إذاً الخطية لا تسود , ولست أنا تحت نير الخطية الأن لأن المسيح إنتصر , وعندما إنتصر لم ينتصر لنفسه بل إنتصر لى أنا , المسيح رآنى أسير فأتى الىّ وفكنى وأعطانى الحرية , يقول " إذ محى الصك الذى كان ضداً لنا فى الفرائض " محى الصك ... كما كان يحدث فى الدولة الرومانية , وكما فعلوا مع المسيح يسوع , لا يوجد متهم إلا ويُكتب فوقه تهمته.. الدولة الرومانية دولة وثائق , كل متهم له رقم وتهمته مكتوبة ... كل واحد منا عليه تهمة ومكتوبة ومثبتة عليه ... ماذا فعل يسوع ؟ جاء ومحى الصك , أتى بالورقة المكتوب فيها إسمى وتهمتى وعلة سجنى .. ومزقها ...... تخيل أن عليك شيك وأنت قد كتبته بيديك , وفيه عُمرك كله مقابل مبلغ مالى كبير جداً , وفى لحظة رأيته يتمزق أمامك وفى تمزيقه أخذت حريتك .... محى الصك الذى كان مكتوباً ضداً لنا بالفرائض .. هذا ما فعله يسوع , لما محى الصك صارت الخطية غير موجودة , علة إدانتنا صارت غير موجودة , وبالتالى عندما يشتكى علينا المُشتكى لا يجد لنا دليل إدانة
فى أحد المرات قال أحد الأباء القديسين تشبيه جميل , قال : تخيل أن هناك محاكمة تتم لمعلمنا بطرس لأنه مد يده بالسيف وقطع أذن عبد رئيس الجند الذين جاءوا للقبض على ربنا يسوع , وهكذا كانت المحاكمة :
العبد : سيادة القاضى هذا الرجل قطع لى أذنى أمام كل الناس
القاضى : هل لديك شهود ؟
العبد : كل أصحابى الجنود , هؤلاء كلهم يشهدون أن هذا الرجل أخرج سيفه وقطع أذنى
ويطلب القاضى الشهود
الشاهد الأول : أنا رأيت هذا الرجل قد أخرج سيفه من غمده وضرب زميلى الجندى وقطع أذنه
ثم نادى على الشاهد الثانى , ثم الشاهد الثالث , وهكذا كل الشهود أثبتوا أن معلمنا بطرس مُدان لكن القاضى نادى على العبد المشتكى
القاضى : تعال وأرينى أذنك .. ها هى موجودة
العبد : هى كانت مقطوعة وهو الذى قطعها لى والكل شهود بذلك
القاضى : نعم ؟ لا يوجد شئ إسمه الكل شهود أنه قطع أذنك .... بينما أنا أراها موجودة ....تلغى القضية لعدم وجود الدليل إنتهت القضية صارت لا توجد قضية ... هكذا نحن اليوم , المسيح أعطانا بالقيامة براءة وصار لا حكم علينا لأنه رفعه وأخذه فى نفسه .. يأتى عدو الخير ويقول لى أنت عبد .. أقول له لا أنا لست عبد أنا حر .. يقول لى لا أنت عبد بدليل كذا وكذا و أقول له أنا كنت عبد قبلاً أما الأن فأنا حر تخيل أنك تعيش طول عُمرك عبد مسجون بينما أنت حر وقد نلت حكم البراءة دون أن تدرى يقل الكتاب " مات لأجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا " يقول أنا لست فقط أريد أن أحولك من عبد الى حر .. لا .. بل أريد أن أحولك من عبد الى حر الى ملك أنقلك نقلتين فى أمر واحد .. كما حدث مع يوسف الصديق , نقله الله من العبودية ومن السجن الى الملك , لم توجد مرحلة وسطية إنتقالية فى المسيح يسوع وفى قيامته ينقلنا من العبودية الى القيامة الى الملوكية الى شركة ميراث المسيح .. إذاً أين الخطية الأن ؟ الخطية مصلوبة , تخيل أن الخطية مصلوبة وأنا الذى أطيعها .. تخيل كلب مقيد وأنا مرتعب جداُ منه ,... تخيل جسد طبعه تغير وأنا الذى أعود لطبعه القديم مرة أخرى ,... تخيل عندما يكون علىّ دين ثم دُفع الدين , لم يدفع ربنا يسوع الدين فقط عندما أتى بل دفع الدين الماضى وأعطانى رصيد كبير لأعيش به , لو كان قد دفع الدين فقط سيكون رصيدى عندئذ صفر .. لكنه فكنى من الدين الماضى وأعطانى رصيد لأعيش به تخيل أن معك رصيد كبير لتعيش به وأنت مازلت ترى أنك فقير ..مثل رجل بسيط كان له صديق , وهذا الصديق سمح له الله أن يسافر ويغتنى , وكان هذا الصديق طيب وحنون , وكل شهر كان يرسل لهذا الرجل البسيط شيك مالى , وهذا الرجل البسيط يتخيل أن هذه الشيكات هى مجرد تذكارات فإحتفظ بها فى إنجيله حتى أتاه شخص آخر ليقرأ معه الأنجيل فوجد الشيكات موضوعة فيه ,و عندما سأله عن هذه الشيكات , قال الرجل البسيط هذه تذكارات من صديقى , ولما عدهم وجد أن عددهم كبير وحسب قيمتهم فوجدها كبيرة جداً , فقال له كل هذا المال معك وأنت لا تدرى , كيف يكون معك كل هذا المال وأنت مازلت فى هذه الحجرة الصغيرة الكائنة فوق السطح ؟ هذه ثروةهذا ما فعله معنا يسوع .. أعطانا كنز , أعطانا خير , أعطانا فضيلة , أعطانا بر وتقوى لا يليق أن يكون المسيح قائم وأولاده مازالوا غيرقائمين , لايليق أن يكون المسيح غالب وأولاده مهزومين المسيح أعطانا فرحة وغلبة على الجسد وعلى الخطية ... المسيح أعطانا رصيد ودفع عنا الدين لذلك يقول الكتاب " ليقل الضعيف بطل أنا " نحن أبطال فى المسيح الجسد والخطية .. المسيح غير من سلطان الخطية فصرنا نحن نسودها , وغير من طبيعة الجسد الى جسد يطلب ما فوق ولا يطلب ما على الأرض ربنا يفرحنا بفترة الخماسين ولا نعتبرها فترة كسل ولا نتعامل معها أبداً على أنها فترة لزيادة سلطان الجسد ولكنها فترة لقمة الإرتقاء عن طلبات الجسد ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين
سلسلة مبادىء فى الحياة المسيحية ج 6 العطاء
ليس فقط عطاء مادى...قد يكون العطاء المادى اقل درجات العطاء... نعطى انفسنا للاخرين الماديات سهله...ثم نعطى انفسنا ...اصحاب المواهب...يرسم للكنيسة .. او غيره اصحاب الحرف...الابتسامه عطاء...التشجيع ...عطاء...المشوره عطاء..
ملا3" انتم سلبتمونى" ، 2كو7،8 يتكلم عن العطاء...، أع11وبولس فى بداية خدمته فى كنيسة انطاكيه جمعت عطايا لكنيسة اورشليم..وجدنا بولس يهتم بالعطاء...بولس تكلم فى9 رسائل...يتكلم عن العطاء..لانه موضوع شاغل بولس رو،1كو،2كو،غل،فل،1تى2تى،فل،عب...كان يسافر بالعطايا لتوصيلها لفقراء اورشليم..العطاء وصيه هامه وضروريه لخلاص الانسان...نحن فى الصلاه نقدم انفسنا ، الصوم الصوم اجسادنا ، العطاء...ضرورى...يدخلنا الى حضن المسيح...مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ ..
العطاء فى الكتاب المقدس :
نحن فى عصر مادى...والعطاء شح جدا...احذر من عدم العطاء- به بركه مهما كان الضغوط ...منذ قبل الشريعة المكتوبه والله مهتم بالعطاءابونا ابرهيم بعد معركة كدر لعومر....عشر لملكى صادق- فى الوقت الذى لم يكن هناك شريعه...ابونا يعقوب وهو سائر فى الطريق لخاله لابان...كل ما تعطينى اعشر لك...وفى عودته نفذ وعده...يعقوب وزعها للفقراء...مقدم لله...تث14"تعشيرا كل محصول زرعك...حنطتك- زيتك – ابقارك..."عدد العشور للاويين ، خر23 "ازرعوا الارض ست سنين...وفى السابعه ترعها للفقراء ووحوش الارض اتركها...."لا23 عندما تحصدون حصيد ارضكم لا تكمل زوايا ارضك فى الحصاد...لقاط حصيدك لا تلتقط ....كرمك لا تعلله...للمسكين والغريب تتركه...الله فى اهتمامه بالعطاء....لا يريد ان يجرح نفس الفقير....كأنه يأخذ من يد الله...
تث15: "إقرضه قدر ما يحتاج...اعطه ولايسوا قلبك...، ولا يظهروا امامى فارغين "، نفس الوصايا للعهد الجديد...لانها لا ترمز لشئ لتبطل...إن لم يزد بركم على الكتبه والفريسين فلن تدخلوا ملكوت السموات....
كيف يكون العطاء:
الشروط:
1- الحب : الصوم...نجوع...نشعر بالجوعى العطاء..محبة من القلب.هذا دافع العطاء...صدقه..محنه...لاتخلو من المحبه...إن أطعم كل فرد ...إذا عطى الانسان كل فرد...بنيه بلا محبه...تحتقر احتقارا ، ما هو دافع عطيتى...الحديد.لابد يخبط بحديد ليخرج شرار.الاسفنج نضغط عليه كله...النحله بدون شئ....منى لله قلب به محبه. وربما فى بداية العطاءيكون بغصب....ونتخاطاها...
2- الخفاء : لاتصوت بالبوق...لاتعرف شمالك ما تفعله يمينك ، القديسة ميلانيه اخفت 500 قطعه ذهب للقديس بموا...فى كيس مغلق فأخذها...واعطاها لتلميذه...فسألته أن ينظرا لها...قال لو كنت أعطيتنى لله فهو يعرف كم هو....
3- بسخاء : فوق الطاقه من طلقاء انفسهم أوصى أغنياء هذا الدهر ان يكونوا اسخياء فى العطاء...المعطى فبسخاء حينما بدأو بناء خيمة الاجتماع...احضروا عطايا كثيره خر36 .....لدرجة موسى ارسل أن يتوقفوا عن العطاء لان مالعطايا كانت اكثر....، ارونا اليبوسى داود ذهب ليشترى الحقل ليبنى الهيكل...قال خذا الحقل...والبقر...أكثر من الطاقه...
4- بفرح : ليس عن اضطرار اوحزن لان المعطى المسرور يحبه الرب...ابونا ابراهيم...امام الخيمه رأى ثلاثة رجال..أضافهم...وقف لهم...وعنده 318من الغلمان...وهو واقف فرحان...لا تنسوا اضافة الغرباء التى بها اضاف الناس ملائكة وهم لايدرون...الفرح يأتى فى احساسى بالمكسب وانا إعطى....ملتمسين منا بطلبه كثيره ان نقبل منهم...احساس الانسان انه بيأخذ بركه من العطاء...
5- ان يكون العطاء من تعب وكد الانسان ، نحن لا نقبل عطايا الاشرار... زيت الخاطئ لا يدهن رأسى....اعطوا انفسهم اولا للرب....تقدمه بلا عيب....حفظ الانسان نفسه بلا عيب....الحياة النقيه مع العطايا ....لا تحضر لله فضلات....قدمها لو إليك ايرضى عنك قدم ما يستحق أن يأخذه واليك....قدم من ابكار غنمه ومن سمانها..نظر الله اليها..
لمن نعطى :
من جهتنا كأفراد ...كل من سألك فأعطه... انت غير مسئول أن تفحصى الشخص...لا نقيم فى انفسنا قضاة على الناس...
العطاء للمقربين منا اولا... إن كان احد لا يعتنى بخاصته ولاسيما اهل بيته....
- عطاء الكنيسة...تفحص بتدقيق...لا نشجع المتسول والكسول...إن كان لا يريد ان يشتغل فلا يأكل ايضا..كونوا فاحصين كل واحد...واقبلوا من يسعى سعيا مستقيما...
بركات العطاء : تمثل بالله صانع الخيرات....الله يعطى بسخاء اعطى جسده للكل...وانت لا تريد أن تعطى الخبز المادى للاخرين...لذلك الانسان الذى يعطى لهوا له...من يسد أذنيه عن صراخ المسكين يصرخ ولا يستجاب له....
- تنجى من الدينونه...فارق أثامك بالرحمه...اعطى تذكار للاخرين أعمال الرحمه...محب الفقراء...له شفيع فى بيت الحاكم..إن كنتم هربتم من الرحمه....الرحمه تهرب منكم...وإن رذلتم الفقراء يرزلكم ذلك الذى صار فقيرا حبا فيكم، فقرهم العميق صار لغنى سخائهم كنيسة فيلبى ، هل وصلنا الى الارمله التى اعطت الفلسين...ارمله صرف جيدا....العطاء يخص الجميع غنى وفقير...من ليس له شئ.....توفير الأكل يزيد اعمال الرحمه...العطاء للكل...
- به تنال بركات ارضيه
بركات العطاء
- أولا : الأجر السمائى
- بل اعطوا ما عندكم صدقة فهوذا كل شيء يكون نقيا لكم (لو 11 : 41)
- بيعوا ما لكم و اعطوا صدقة اعملوا لكم اكياسا لا تفنى و كنزا لا ينفد في السماوات حيث لا يقرب سارق و لا يبلي سوس (لو 12 : 33)
- فقال لهم اعطوا اذا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله (لو 20 : 25)
- اعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبدا مهزوزا فائضا يعطون في احضانكم لانه بنفس الكيل الذي به تكيلون يكال لكم (لو 6 : 38) "فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضًا رحيم" [36].
- ليس شيء يجعلنا مساوين لله سِوى فعل الصلاح (الرحمة).
- المسيح هو المعلِّم وأيضًا أبوه.
- لنأتِ بأنفسنا وأولادنا وكل من لنا إلى مدرسة الرحمة، وليتعلَّمها الإنسان فوق كل شيء، فالرحمة هي الإنسان... لنحسب أنفسنا كمن هم ليسوا أحياء إن كنا لا نظهر الرحمة بعد
- إنها تحل القيود، وتبدِّد الظلمة وتُطفئ النار، وتقتل الدود، وتنزع صرير الأسنان.
- تنفتح أمامها أبواب السماوات بضمانٍ عظيمٍ، وكملكة تدخل ولا يجسر أحد الحُجَّاب عند الأبواب أن يسألها من هي، بل الكل يستقبلها في الحال.
- هكذا أيضًا حال الرحمة، فإنَّها بالحق هي ملكة حقيقيّة، تجعل البشر كالله. أنها مجنحة وخفيفة لها أجنحة ذهبيّة تطير بها تبهج الملائكة جدًا
- قصه الذى أراد أن يأخذ معه شفيع للملك
- لكننا نتساءل هل للعطاء القدرة على عتقنا من الدينوية؟
- يجيب الكتاب المقدس بإفاضة بالإيجاب نذكر منها قوله: (بالرحمة والحق يستر الاثم (ام16:6)
- (فارق خطاياك بالبر واثامك بالرحمة للمساكين لعله يطال اطمئنانك (دا 4: 27) .
- (الصلاة جيدة مع الصوم والصدقة لان الصدقة تنجي من الموت وتطهر من الذنوب (طوبيا12: 9:8)
- (اعطوا ما عندكم صدقة وهوذا كل شيء يكون نقيا لكم (لو 11: 41)
- (الماء يطفئ النار الملتهبة و الصدقة تكفر الخطايا (حكمة يشوع 3: 33)
- لا يعني هذا أن الصدقة في ذاتها تقدر أن تكفر عن الخطية والا لما كان هناك حاجة للفداء بل لأن الصدقة تعلن عن قلب قبل الخلاص وامتلأ بيسوع المحبة فأحب المحتاجين والمتألمين.
- ومن جهة أخري فإن الصدقة تعلن رحمتنا لإخوتنا وحبنا لهم والمحبة تستر كثرة من الخطايا
- ولكن الآن إذهبوا الى النار الابدية لأن الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة (يع13:2)
- + إخوتي إنني أشوقكم إلى إعطاء خبزكم الأرضي وطلب الخبز السماوي فالرب نفسه هو ذاك الخبز إذ يقول أنا هو خبز الحياة ولكن كيف يعطيكم الرب يا من لا تعطون المحتاجين؟ واحد يحتاج إليكم وأنتم تحتاجون لآخر (الله) اصنعوا بالآخرين ما تريدون أن يصنع لكم
ثانيا : الجزاء الأرضى
- الله يدرك جيدا حاجة الإنسان إلى أن يرى الخير وهو أيضا على الارض . لهذا لم تقتصر وعوده الصادقة على تلك البركات السماوية لمن يلتزمون بدفع حقوقه , بل أيضا وعد ببركات أرضية عديدة اختبرها وعاينها كل من صدقوها ونفذوا الوصية . ومن هذة البركات :
1 – الغنى المادى :فالرب يرد مائة ضعف . والوعود واضحة فى الآيات الآتية :-
اكرم الرب من مالك ومن كل باكورات غلتك فتمتلىء خزانتك شبعا وتفيض معاصرك مسطارا ( ام 3 : 9 , 10 إعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبا مهزوزا فائضا يعطون فى احضانكم
لأنة بنفس الكيل الذى تكيلون يكال لكم ( لو 6 : 38 ) .
من يرحم الفقير يقرض الرب وعن معروفة يجازية ( ام 19 : 17 )
" هاتوا جميع العشور إلى الخزنة ليكون فى بيتى طعام وجربونـــــــــــــــــــــــى بهذا قال رب الجنود إن كنت لا افتح لكم كوى السماء وأفيض عليكم بركة حتى لا توسع ( ملا 3 " 10 )
ط هذا وإن من يزرع بالشح فبالشح أيضا يحصد . ومن يزرع بالبركات فبالبركات أيضا يحصد . كل واحد كما ينوى بقلبة ليس عن حزن أو اضطرار . لأن المعطى المسرور يحبه الله " ( 2 كو 9 : 6 , 7 )
إن الله عندما نعطية يفتح لنا طاقات السماء إذ فى يده مفاتيح السحب , ويسكب علينا الخيرات الوافرة الجزيلة فجأة ( 2 مل 7 : 2 )
ومادام هو مصدرها فإن هذة الخيرات التى انسكبت سوف لا تكفى فقط بل تزيد عن الكفاية , فالزيت لن يتوقف طالما هناك أوعية تتسع لذلك ( 2 مل 4 : 6.
من يعطى الفقير لا يحتاج ولمن يحجب عنه عينية لعنات كثيرة ( ام 28 – 27 )
" ارم خبزك على وجه المياه فإنك تجده بعد أيام كثيرة " ( جا 11 – 1 )
" وأيضا كنت فتى وقد شخت ولم أر صديقاً تخلى عنه ولا ذرية له تلتمس خبزاً " ( مزامير 37 – 25 )
طوبى لمن يتعطف على المسكين والفقير فى يوم الشر ينجية الرب ويحمية ويجعله فى الأرض مغبوطاً , ولا يسلمه الى ايدى أعدائه . الرب يعينة على سرير وجعه . رتبت مضجعه كله فى مرضه ط ( مز 41 : 1 – 3 )
- حلول البركة والطهر والاطمئنان
إذا كان الرب يسمح لنا أن نشبع اخوتة الأصاغر بحيث يأكلون ويشبعون فى بيوتنا ( تث 26 : 12 ) فإن ذلك سوف يجعلنا نشعر بالسعادة الداخلية الغامرة لأننا ساهمنا مع السيد الرب فى إسعاد الإنسان أو شفاء المريض أو تخفيف الآلام وسوف يجعلنا هذا الشعور نشعر بالراحة والاطمئنان والسلام . وتحل البركة فى حياتنا . "
- لانهم اعطوا حسب الطاقة انا اشهد و فوق الطاقة من تلقاء انفسهم (2كو 8 : 3) ١.، إنما هو ثمر نعمة اللَّه التي تعمل في القلب، فيصير محبًا لا لإعطاء المال فحسب، بل ولبذل الذات. إنه عطاء خلال الحب الإلهي المنسكب في النفس.
- كل عطاء بل وكل فضيلة صالحة هي عطية أو نعمة من اللَّه. أيضًا إنها نعمة اللَّه هي التي تحول حياتنا لكي تكون بنِّاءة ونافعة في حياة الآخرين.
- يقول الرسول بولس أنهم يتقبلون نعمة اللَّه، وأنهم قبلوا كلمة الإيمان بتقوى.
- v الصدقة صناعة، ومعلمها ليس إنسانا بل اللَّه.
- القديس يوحنا الذهبي الفم
- v نعمة اللَّه يقصد بها بولس اقتناء كل عملٍ صالح. بقوله هذا لا يُستثنى دور الإرادة الحرّة، ولكن التعليم هنا هو أن كل عمل صالح يصير ممكنًا بعون اللَّه.
- ثيؤدورت أسقف قورش
- إذ تعمل النعمة الإلهية في قلب المؤمن تفتح قلبه بالحب لاخوته فيصير متشبهًا باللَّه.
- وتؤهل فاعلها للتشبه باللَّه، لقوله: "كونوا رحماء كما أن أباكم الذي في السماوات هو رحوم".
- v الرحمة بالآخرين فضيلة سامية، يُسر اللَّه بها. وهي صفة عالية تتسم بها النفوس الصالحة وتزيدها فخرًا ونبلاً. إنها من صفات اللَّه.
- القديس يوحنا الذهبي الفم
- v عملان للرحمة يجعلان الإنسان حرًا: اغفر يُغفر لك، أعطِ فتنال.
- v ماذا يشحذ منك الفقير؟ خبزًا. ماذا تشحذ من اللَّه؟ المسيح القائل: "أنا هو الخبز الحيّ النازل من السماء.
- v إن أردت أن تطير صلواتك مرتفعة إلى اللَّه، هب لها جناحين: الصوم والصدقة
- لكي تكون في هذا الوقت فُضالتُكم لأعوازِهم،
- كي تصير فُضالتُهم لأعوازِكم، حتى تحصل المساواة" ]14[.
- كلم بني اسرائيل ان ياخذوا لي تقدمة من كل من يحثه قلبه تاخذون تقدمتي (خر 25 : 2)
- م فعلتموه بأحد اخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" (مت 25: 40).
أنواع من العطاء الغير مقبول
- + للتخلص من تعب الضمير متى قصّر في ذلك.
- + بقصد أن يبارك الله في البقية الباقية، كما كان بنو اسرائيل يفعلون حين يعزلون عشر المحصول قبل الشروع في الأكل منه، وهو ما يسمى بالتقديس.
- + نتيجة إلحاح السائل ومطاردته، وبذلك يتخلّص المعطى من السائل.
- + بقصد التباهي والظهور بمظهر الخيّر المحسن، وهو ما يظهر في الإعلان عن أسماء المتبرعين وقيمة ما تبرعوا به.
- +أما العطاء المقبول فهو بفرح وكتعبير عن الشكر لله الذي أعطاه أن يكون في وضع من يعطي، وكان من الممكن أن يكون الوضع معكوساً.
- + أو أن يشعر بعض الخيرين أنهم مدينون لله بالكثير وأن جميع ما يعطونه لا يكفي سدادا للديون.قال شخص سخى فى العطاء لكاهن بعد أن راجعه فى كثرة العطايا ...ظاناً أنه غير متزن ..أنا عشت على الأرض غنياً وأريد ان أكون غنياً فى السماء
- "لأن منك الجميع ومن يدك أعطيناك (1اخبار 29 : 14).
- ليس الفضل لك ان تعطى الفقير مايحتاجه بل أن تعطيه ما أنت تحتاجه
- كم مرة نسمع عن إمرأة ترى كنيسة تبنى وتحضر مبلغاً بسيطاً وتقول هذا إدخرته لكفنى وغن مت أرجو أن تهتموا بأمرى ...
- كم مرة نجد من يحضر ذهبه الخاص أو باقى دخله الشهرى
- نصيب سماوى
- يساعد على إخلاء الذات _مرتبط بالإتضاع نسك النفس هو بغض التنعم ونسك الجسد هو العوز