العظات

وصاياه ليست ثقيلة – الأحد الرابع من بؤونة

وصاياه ليست ثقيلة من إنجيل معلمنا لوقا البشير بركاته على جميعنا آمين .. ﴿ أحبوا أعداءكم أحسنوا إلى مبغضيكم باركوا لاعنيكم وصلوا لأجل الذين يُسيئون إليكم ﴾ ( لو 6 : 27 – 28 ) .. هذه الآيات هي جزء من التعاليم التي قالها ربنا يسوع في الموعظة على الجبل .. وربما تجد أن هذه التعاليم تصطدم مع العقل البشري وقد أيضاً تصطدم مع الذات البشرية .. ولو بحثنا في كل الأديان لا نجد مثل هذه التعاليم أبداً ولذلك فكثير من الذين قرأوا هذه التعاليم شعروا أنهم أمام طريق يصلهم إلى الله .. فالموعظة على الجبل إلى الآن تعاليمها تجذب الكثير من النفوس البعيدة عن الله لأنها تعاليم جديدة وغريبة عليهم لأن هذه التعاليم لا تخاطب الإنسان العتيق ولكنها تخاطب الإنسان الجديد فهي تعاليم فريدة في معانيها .. وأحياناً عندما نقرأ هذا الكلام قد نقول أن هذه الوصايا ثقيلة علينا فكيف نحب الناس الذين لا يحبوننا ؟ وسنتحدث في ثلاث نقاط هامة : 1)أهمية تنفيذ الوصية . 2)مفهوم الآخر في المسيح يسوع . 3)كيفية تنفيذ الوصية . 1) أهمية تنفيذ الوصية : في الجزء السابق يقول ربنا يسوع أن نحب أعداءنا ونُحسن إلى مبغضينا وأن نبارك لاعنينا .. ولابد أن نلاحظ الفرق بين العدو والمُبغض واللاعن لأن العدو يعتبر أقل وطأة من المُبغض .. فقد نستطيع أن نسمي الإنسان الذي يكون ضدي على أنه عدو ولكن الذي يُبغض أي أنه يكره بشدة والذي يلعن يعني أنه لا يُبغض فقط بل يعبر عن هذه البغضة .. ولذلك نجد أن هناك ثلاث درجات :0 أ - العدو ب- المُبغض ت- اللاعن ولكن كل ما تزداد عداوة أي إنسان ليَّ كل ما أزداد في محبتي له .. وأيضاً الذي يبغضني من داخل قلبه فعليَّ أن أُحسن إليه وهذا يعني أن لا أحبه فقط بل أُحسن إليه من كل قلبي وأيضاً أعطيه أي شئ .. وبذلك يعتبر الحب الذي أقدمه هو حب إيجابي فهو يصل إلى درجة أن الإنسان الذي يلعني أباركه . فهناك جانبين .. الجانب الأول يبدأ من العدو الذي لا يحبني إلى الذي يلعني .. والجانب الآخر يبدأ بالحب وينتهي بالمباركة .. ولكن من يستطيع أن ينفذ هذا الكلام ؟ فالعقل البشري يصطدم بالوصايا لأنه إذا قرأ الإنسان الوصية خارج إطار المسيح فسيُصدم بها وعندما يقرأ الوصية خارج الروح القدس الذي يستطيع أن ينفذ الوصية داخله فسيصاب باليأس والإحباط والعجز وفي هذه الحالة تظهر الوصية على أنها كلام صعب .. ولهذا يقول القديس أنطونيوس ﴿ أن وصاياه ليست ثقيلة بل نور حقيقي وسرور أبدي لكل من أكمل طاعتها ﴾ .. وعندما ينفذ الإنسان الوصايا يبدأ يتعلم طريق جديد في حياته وهو أن لا ينظر إلى ما لنفسه بل إلى ما للآخر وابتدأ يعرف أن هناك طريق جديد في حياته مقاد بروح الله وروح القداسة .. ولهذا فإن وصايا المسيح لا نستطيع أن ندركها أو نحياها إلا بالمسيح .. ولكن خارج المسيح يشعر الإنسان بالعجز والفشل فكيف يستطيع أن يحب الذي يكرهه ثم يحسن إليه ويباركه ؟!! وكلمة * المباركة * هنا تعني * الله يباركك * . ولكن الإنسان في المسيح يسوع يستطيع أن ينفذ الوصايا .. ولهذا يقول رب المجد ﴿ ومن أخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك أيضاً وكل من سألك فأعطه ومن أخذ الذي لك فلا تطالبه ﴾ ( لو 6 : 29 – 30 ) .. وهذا الكلام لا يستطيع أن يفهمه إلا الإنسان الجديد أي الإنسان الثابت في المسيح يسوع .. فأنت لا تقدر أن تأخذ قوة فعل الوصية إلا بالمسيح يسوع وفي هذه الحالة تستطيع أن تقول ﴿ أستطيع كل شيءٍ في المسيح الذي يقويني ﴾ ( في 4 : 13) .. فالله هو القادر أن يعلمك ويرشدك ويقودك إلى كل الحق .. وهنا يأتي سؤال هام وهو كيف يطبق الإنسان الوصايا ؟ وكيف يقيس نفسه على الوصية ؟ فكل ما على الإنسان أن يدخل داخل الوصية وأن يأخذ قوتها فكل وصية لها قوة مختفية ورائها . وهناك بعض من الأفعال التي تظهر أنها مستحيلة ولكن الله يعطي للمشتاق والذي يطلب ويعطي للإنسان الذي قلبه يتحرك بفعل الوصية .. فالإنسان عندما يعيش الوصايا يبدأ يتغير ويصير هو نفسه آية ويصير هو نفسه إنجيلاً ويُصبح رسالة المسيح المقرؤة وترى الناس فيه صورة لم تراها من قبل لأنها ترى فيه الإنجيل العملي والوصايا المشروحة ويروا المسيح الذي يجول يصنع خيراً ويُبارك كل من يلعنه .. فالمسيح ليس قصة إنتهت أو أن المسيح جاء لزمن ما وانتهى ولكن المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد( عب 13 : 8 ) .. إن وصية المسيح باقية إلى الأبد لأنها وصية لم تُكتب لزمنٍ ما أو لفئة معينة بل كُتبت لكل من استنار عقله وقلبه بعمل الروح .. ومن هنا يستطيع الإنسان أن يتخطى نفسه ويصبح فيه قوة جديدة داخل حياته تعمل فيه وبذلك يستطيع أن ينفذ الوصايا ولكن كل ما يعيش الإنسان في دائرة ذاته ولا يخرج إلى دائرة المسيح فسيظل يعيش في عزلة . 2) مفهوم الآخر في المسيح يسوع : نجد أن جماعة الفلاسفة والملحدين الذين ينكرون وجود الله يقولون أن الآخر هو الجحيم لأن الآخر هو الذي يأخذ الأشياء التي تخصني .. وهناك قصة ذكرها أحد الملحدين يقول فيها أن الإنسان الأول وُجد في الفردوس ثم بدأ يصف الإنسان وهو يعيش في الفردوس في حالة من الفرح والشكر لله .. ثم بعد ذلك جاء ملاك ومعه شخص آخر فبدأ في تقاسم المكان بينهما .. ثم بعد ذلك جاء الملاك وأحضر شخص آخر وهكذا إلى أن إزداد عددهم وابتدأ يحصل بينهم مشاجرة ومن هنا جاءت فكرة أن الجحيم هو الآخر .. ولكن في المسيح يسوع الآخر هو المسيح والآخر هو الذي أحبه وأعطيه وأقدمه على نفسي والآخر هو الذي أعيش معه الوصية وهو الذي يوصلني للملكوت .. فالآخر في المسيح يسوع هو الملكوت . في حين يقول الفلاسفة أن الآخر هو الجحيم والذي يوافق على هذا الرأي هو الإنسان الأناني والمنعزل .. فوصايا المسيح تخرجك خارج أنانيتك وخارج نفسك وتجعلك تنفق نفسك من أجل الآخر وتقول ﴿ أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ ﴾ ( غل 2 : 20 ) .. وذلك لأن الذات لم تصبح المركز بل أصبح المسيح هو المركز .. وأيضاً يقول رب المجد ﴿ إن أحببتم الذين يحبونكم فأي فضلٍ لكم ﴾ ( لو 6 : 32 ) .. لأن هذا يعتبر مستوى أناني لأن هذا الحب يكون متبادل .. وأيضاً يقول رب المجد ﴿ وإن أقرضتم الذين ترجون أن تستردوا منهم فأي فضلٍ لكم فإن الخطاة أيضاً يقرضون الخطاة لكي يستردوا منهم المثل بل أحبوا أعداءكم وأحسنوا وأقرضوا وأنتم لا ترجون شيئاً ﴾ ( لو 6 : 32 – 35 ) .. فاقرض وأنت لا تنتظر أن تأخذ شيئاً ومن هنا يصبح الإنسان لا يعيش للأرض ولا يعيش للأنانية أو لجمع المال لأن كل من يسأله يعطيه حتى ينفق كل أمواله ثم يوزع أيضاً الثوب والرداء لأن هذا الإنسان إبتدأ يخرج من دائرة نفسه ومن سلطان الأنا إلى سلطان المسيح . فلكي يستطيع الإنسان أن ينفذ الوصية عليه أن يدخل داخل دائرة الروح وأن يدخل في شرِكة المسيح وفي حياة المسيح وفي أسراره وسيشعر أنه يبحث عن أي فرصة للعطاء ويشعر أن الإنسان الذي يعطيه هو الذي يعمل فيه معروف وليس العكس .. ولكن إذا بعد الإنسان عن المسيح فيشعر أنه لا يريد أن يرى الشخص الذي يعطيه بل ويشعر أنه يريد أن يهرب منه وذلك لأنه يعيش لنفسه .. وعندما يعيش الإنسان مع المسيح تُصبح الوصية خفيفة ونيره خفيف وحمله هين لأن الإنسان بدأ في تنفيذ الوصية بالمسيح وبالروح وبدأ يكون فيه جبروت أولاد الله .. ويستطيع أن يسيطر على مشاعره . وعندما يتحد الإنسان الجديد بالمسيح يسوع يشعر أن هناك أشياء كثيرة تتغير داخله ويحدث له ثورة ويبدأ في الخروج من الأنانية ومن الذات وابتدأ يكون داخله روح القداسة وبذلك لا تصبح الوصية ثقيلة أو مُبالغ فيها ولكن مادام الإنسان بعيد عن دائرة المسيح تُصبح الوصية بالنسبة له مُبالغ فيها . فالإنسان فيه قوة كبيرة ولكن عليه أن يكتشفها .. فأنت في المسيح يسوع فيك قوة كبيرة .. أنت مدعو إليها .. ولو ترك الإنسان مركز القوة الذي داخله وأصبح يعيش لنفسه فهو بذلك فقير ولكن إتحد بالمسيح وخذ منه القوة حتى تستطيع أن تعيش الوصايا . فالإنسان في المسيح يسوع يقدر أن يغلب العدو ويغلب ذاته وشهواته ويغلب العالم ويقف ضد العالم لأن المسيح داخله .. فالله هو الذي يعطي له حياة ويجعله يرتفع فوق صغائر كثيرة جداً .. فالإنسان العادي قد يتشاجر على ماديات أو يتصارع على أشياء ولكن الذي إقتنى المسيح فهو إقتنى جوهرة غالية الثمن .. فالإنسان عندما يجد شئ غالي فإن كل الأشياء الأخرى تبدو له تافهة وصغيرة .. فكل ما الإنسان يصعد إلى أعلى كل ما تبدو الأشياء التي تحته صغيرة مثل سن الدبوس .. وعندما نصعد إلى فوق سنجد أن كل الأشياء التي نتمسك بها ما هي إلا أشياء صغيرة . والكنيسة تحتفل بعيد القديس العظيم الأنبا موسى الأسود .. فإذا قرأ الإنسان قصته خارج دائرة المسيح يجدها أنها مستحيلة .. فكيف إنسان يصل إلى هذه الدرجة من الشر ثم بعد ذلك يتوب ؟!! ولم يتب يوم أو إثنين بل إنه تاب مدى حياته .. ثم بعد ذلك يتقدس ويُصبح راهب ومرشد ورئيس جماعة .. ويُحكى أن الرهبان أرادوا أن يكون القديس موسى الأسود قس .. وكلمة * قس * ليست مجرد رتبة ولكن تعني * مدبر * .. فقد يوجد آلاف الرهبان ولكن يوجد قس واحد أي كاهن واحد هو الذي يأخذ الإعترافات .. وهنا نجد التحول الذي حدث في حياة الأنبا موسى الأسود من شرير وفاسق وقاتل إلى راهب .. ومن شدة نسكه وفضائله ذاع صيته لدرجة أن الرهبان أرادوا أن يكون الأنبا موسى مرشد لهم فأخذوه إلى البطريرك ليرسمه كاهن .. وكلمة * قس القلالي * تعني أنه الشخص الوحيد الذي أخذ الرتبة التي تسمح له بأخذ الإعترافات . فالراهب في العصور الأولى يعتبر راهب فقط ولا يُصبح كاهن إلا إذا أصبح مدبر لجماعة الرهبان .. فالتحول الذي حدث للأنبا موسى الأسود ما هو إلا نعمة الله الغزيرة القادرة أن تحول .. فكل ما فعله الأنبا موسى أنه إتحد بالمسيح واختفى داخله فذاب شره داخله وانتقل بر المسيح له وأصبح فيه حرية مجد أولاد الله وفيه سلطان المسيح وفيه قوة المسيح . 3) كيفية تنفيذ الوصية : إن الله قادر أن يغير قلبك ويحولك من إنسان يعيش تحت نير خطايا ثقيلة إلى قديس ويحولك إلى إنسان مرشد وإلى إنسان يشتهي الإستشهاد .. وهذا ما حدث مع الأنبا موسى الأسود .. فالمسيح قادر أن يغيرنا ولكن كل ما علينا أن نخضع للنعمة وأن نترك أنفسنا لعمل الله فهي التي تشكلنا من جديد .. فالوصية تعطي للإنسان قوة وتغيره ويُصبح فيه إمكانيات جبارة ويهزم العدو بالرغم من أن العدو له سلطان وشرس جداً على كل من ترك الوصايا وكل من خرج من دائرة قوة الله .. ولكن الإنسان المسيحي متسلح بسلاح قوي جداً وهو إسم المسيح وأيضاً متسلح بقوة الوصايا .. فالإنسان المسيحي يأخذ جسد ودم ربنا يسوع . فأنت مدعو إلى حياة النصرة .. وعندما نترك مصادر قوتنا فإن العدو يسخر بنا ويلهو بنا إلى درجة أنه يُعير إلهنا ويقول * هؤلاء هم أولادك * .. ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم ﴿ أنه يتعجب على إبن الأكابر الذي يقف على رؤوس الشوارع ليسأل لقمة وهو يملك في نفسه مفاتيح مخازن الحياة ﴾ .. أنت داخلك كنز .. فالمسيح داخلك ولكي تستطيع أن تنفذ وصية فعليك أن تقترب إلى آية وتتودد إليها وتطلب أن تعمل في حياتك وتطلبها طوال النهار .. وأيضاً يستطيع الإنسان أن يطلب فضيلة مثل العفة أو يطلب أن يكون متسامح أو يطلب العطاء أو روح الصلاة أو المحبة .. فاطلب فضيلة أو وصية تكون بعيدة عنك تماماً وترى أنها تكاد تكون مستحيلة بالنسبة لك وسلم نفسك لعمل نعمة الله فهي تشكلك وتبنيك وتعطيك ما لم تصدقه .. والناس ترى هذا التغير الذي حدث داخلك ويتعجبوا !! لقد كان آباؤنا الرسل يكرزوا في أماكن وصل الشر فيها إلى درجة عالية وملك فيها إلى درجة أن عبادات الزنا كانت متاحة والطرق التي كانت تتم فيها السرقة والسُكر والخلاعة منتشرة .. ومعلمنا بولس الرسول كان يكرز لهؤلاء الناس الذين كانوا يشتغلوا بمثل هذه الأمور .. ولقد قال عن هذه الأمور أن ذكرها قبيح ( أف 5 : 12) .. ونجد أن هذه الناس تغيرت وتابت وتقدست وأصبحت الناس تتعجب لأن الشر له سلطان فما الذي يجعل هذه الناس تتغير ؟ ولهذا يقول ﴿ الأمر الذي فيه يستغربون أنكم لستم تركضون معهم إلى فيض هذه الخلاعة عينها مجدفين ﴾ ( 1بط 4 : 4 ) .. لقد إستغربوا كيف هؤلاء الناس الذين كانوا معهم في الشر وفي الأعمال القبيحة إستطاعوا أن يتوبوا عن هذه الأفعال ؟!! فكيف يستطيع إنسان أن يدخل في دائرة هذه الأشياء ويتوب عنها ؟ ولكن نعمة الله الغزيرة تحول الإنسان من إنسان أناني إلى إنسان معطي ومن إنسان عدواني إلى إنسان يبارك الذي يلعنه . فنرى كيف كان الأنبا موسى الأسود إنسان شرير وشرس ويقتل بلا سبب ثم ابتدأ يرحم بلا سبب !! وإذا سألته يقول لك أن نعمة الله قد إفتقدته .. لقد ذاق حلاوة الله وذاق قوته في حياته فهو لا يريد أن يتذكر هذا الشر .. كل هذا نتيجة عمل المسيح .. فعندما يدخل الإنسان داخل دائرة المسيح فالمسيح قادر أن يغيره وقادر أن يعطي له نعمة وأن يقدس كل كيانه ويُصبح إنسان محب للصلاة ومحب للعبادة وللتسامح وهذا هو انتصار الروح داخل الإنسان وهذا هو التغيير الذي يدعونا إليه ربنا يسوع .. فهو يريد أن لا تتحول فقط من إنسان شرير إلى إنسان صالح بل إنسان على صورة الله .. إنسان يحمل الله داخله .. إنسان يمجد الله بكل أعماله . فقط كل ما على الإنسان أن يصلي بأمانة ويطلب النعمة لكي يستطيع أن ينفذ الوصية .. ومن الجميل أن كل الوصايا تؤدي إلى بعض .. فمثلاً عندما يطلب الإنسان الطهارة تجد أنه يتعلم هذه الفضيلة وتأتي إليه فضيلة أخرى مثل الوداعة ثم العفة ثم المحبة .. فالوصايا كلها لها قانون واحد وقاعدة واحدة وكل هذا لأنك دخلت داخل دائرة المسيح .. ومن المؤسف أن يكون الإنسان غني ويشعر أنه فقير .. أو تكون القوة متاحة له ويشعر أنه ضعيف .. فالقديس الأنبا موسى سُميَ * بالقوي * لأنه قوي في توبته وفي ثباته وفي عزيمته . فلا تظن أنك إذا أردت أن تعيش في طريق الله أنك ستجد كل الأمور سهلة ولكن الحروب ستستمر .. ولقد ظل الأنبا موسى يصارع ولكن بثبات وقوة وظل يحارب لدرجة أنه كان من الممكن أن يذهب إلى أب إعترافه عشرات المرات يشكو نفسه ويشكو عدوه ويفضح ذاته .. لأنه إنسان وضع في قلبه أنه مهما العدو أغواه فإنه لن يرجع مرة أخرى وهذا هو الثبات المدعوين له نحن أيضاً .. ففي المسيح يسوع هناك قوة كبيرة تنتظرك وربنا يسوع هو معطي الصالحات وهو كنز الصالحات الذي يعطي لأولاده كل قوة وكل خير فالله يريد أن ينقلنا من إنسان يسلك حسب الجسد إلى إنسان روحي .. ومن إنسان مهزوم إلى إنسان غالب .. ولكن كل ما عليك أن تدخل داخل دائرته وأن تحتمي فيه وأن تطلب إسمه باستمرار وأن تتودد إلى الوصية لكي ما تأخذ قوة من فعلها ولكي ما تخترق حياتك وتمجد إلهك الذي أعطاك قوة ونعمة لتنفيذ الوصية . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

واقتيد بالروح الاحد الرابع من بشنس

اقتيد بالروح سنتحدث بنعمة ربنا على إنجيل التجربة على الجبل .. ونفس هذا الفصل يُقرأ علينا في أثناء رحلة الصوم الكبير .. ولكن اليوم تريد الكنيسة من هذا الفصل أن تركز على الإنقياد لروح الله .. فنحن في الأحد الأول الذي يلي أحد حلول الروح القدس ولهذا نجد أن الكتاب المقدس يقول ﴿ أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئاً من الروح القدس وكان يقتاد بالروح في البرية أربعين يوماً يُجرب من إبليس ﴾( لو 4 : 1 – 2 ) .. ولهذا نريد أن نتكلم على قيادة الروح وكيف يحيا الإنسان منقاد بالروح وكيف يمتلئ الإنسان بالروح فيطيع الروح وكيف يسلك الإنسان بحسب روح الله .. ﴿ لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله ﴾ ( رو 8 : 14) .. فالإنسان الذي روح الله نشيط داخله نجد أنه يقوده ويعلمه ويرشده ويوجهه وينصحه وإذا سلك الإنسان في طريق غريب أو في طريق لا يرضي صلاح الله تجد الروح القدس يرشده ويوبخه ويبكته ويرجعه عن طريق ضلاله وعن هذا الطريق الذي لا يُسر الله به . وفي هذا الفصل نجد أن الروح قاد ربنا يسوع إلى البرية ليُجرب من إبليس .. وهكذا بالنسبة لنا فعلينا أن نسلم أمور حياتنا كلها لله في ثقة أنه يقودنا لخيرنا وحتى إن كانت تبدو الأمور على إنها تجارب أو شدائد أو ضيقات .. وحتى إذا قادنا الروح إلى برية أو قادنا إلى تجارب مختلفة ومتنوعة إلا أن الإنسان الذي يسلك بروح الله فهو سوف يغلب أيضاً بروح الله .. ولهذا من المهم أن نحقق قصد الله في حياتنا .. جميل أن يسأل الإنسان نفسه باستمرار هل هو يعيش بحسب الروح أم بحسب الجسد ؟ هل يعيش بحسب فكر روح الله الذي داخله ؟ وهل ما فيه الآن هو ما يريده الله له ؟ هل ينقاد بروح الله ؟ فيقول معلمنا بولس الرسول ﴿ لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمالٍ صالحةٍ قد سبق فأعدها لكي نسلك فيها ﴾ ( أف 2 : 10) .. فالله هو الذي عملنا بيده وهو يريد أن يهيئنا لأعمال لكي نسلك فيها .فما أجمل الإنسان الذي يسلك بروح الله ويسلك في الأعمال التي سبق الله فأعدها له .. وهنا يأتي سؤال مهم وهو كيف يتأكد الإنسان من أنه يسلك بحسب الروح ولا يسلك بحسب نفسه ؟ ولهذا سنتحدث في ثلاث نقاط : 1)لا تسلك بحسب فكرك . 2)لا تسلك بحسب ضغط الظروف المحيطة .. أي لا تكون إتجاهاتك رد فعل للضغوط . 3)لا تسلك بحسب الأغلبية . ومن الملاحظ أن كثير من تصرفات الإنسان تكون نتيجة لواحدة من الثلاث نقاط السابقة إما الفكر أو الظروف أو الأغلبية .. فكيف لا يخضع الإنسان لفكره أو للظروف أو للأغلبية ولكن يخضع لروح الله الذي داخله ؟!! 1) لا تسلك بحسب فكرك : لقد خلق الله في الإنسان الفكر البشري وزينه به .. فالمخلوق الوحيد العاقل الذي يفكر هو الإنسان .. وهنا قد يسأل البعض هل نسلك بحسب فكرنا أم لا ؟ والإجابة هي أن يسلك الإنسان بفكره ولكن بشرط أن فكره يخضع لفكر الله .. ومن الجميل أن الكنيسة تضع لنا صلاة في الأجبية لكي يصليها الإنسان قبل أن يختار أي أمر في حياته ويقول فيها لله ﴿ لا تتركني ومشورة نفسي ﴾ .. أي لا تتركني لأفكاري .. فالإنسان يقدم فكره ويقدم كل ما يريد ولكن روح الله يقود فكره ومن هنا يسلك الإنسان بحسب روح الله .. فإذا كان عند الإنسان فكر فلابد أن يخضع هذا الفكر لروح الله ومن هنا علينا أن نحذر المشورة الذاتية واحذر من أن تختار لنفسك . ويحكي لنا الكتاب المقدس عن الخلاف الذي حدث بين لوط وإبراهيم ونجد أن لوط رفع عينيه لكي يختار قطعة الأرض .. أي أنه إعتمد على فكره ورأى أن هناك أرض جميلة وفيها ماء وزرع وأنها أرض خضراء وكان يظن أنها خير ولكن نجد أنه إختار سدوم وعمورة ونجد مدى الشر الذي سمح لنفسه أن يعيش فيه ولولا مراحم الله ومحبته لكان هلك لوط هو وأولاده ولكنه دفع ضريبة وهي أنه خسر زوجته وبناته تلوثوا بفكر ردئ وهو إنهم إضطجعوا مع والدهم فمن أين أتى لهم هذا الفكر الردئ ؟ لقد تعلموا مثل هذه القباحات عندما كانوا يعيشون في أرض سدوم وعمورة .. وعلى الجانب الآخر نجد أبونا إبراهيم لم يرفع عينيه ولم يختار ولهذا قال له الله ﴿ لا تخف يا أبرام أنا ترس لك ﴾ ( تك 15 : 1) .. ووعده أنه سوف يعطيه كل هذه الأرض . أحياناً المشورة الذاتية تتعب الإنسان جداً ولكن على الإنسان أن يقدم مشوراته ويقول لله كل ما يريد ولكن في نفس الوقت يقول * لتكن مشيئة الله * .. فالإنسان يضع كل أفكاره في يدي الله .. ومن الجميل أن أقول ﴿ أقدم لك يا سيدي مشورات حريتي ﴾ .. وأقول لله إن كانت هذه الأفكار تنفع فاستخدمها وإن كانت لا تنفع فلا تستخدمها .. ولهذا فنحن نصلي في الأجبية ونقول * إن لم تكن مشيئتي تتبع مشيئتك إنزع مني الميل إليها * .. فإذا كان هناك رغبة خاصة أو فكر يلح على الإنسان باستمرار أو موضوعٍ ما و إن كان الله لا يريده فنحن نطلب منه أن ينزع هذا الميل وينزعه من أعماق جذور قلب الإنسان مادام لا يرضي الله . ونجد أن أبونا إبراهيم عندما وُضع في أزمة وهي حدوث مجاعة نزل إلى مصر .. ثم خاف على سارة لأنها جميلة وبدأ يفكر بحسب فكره وقع في مشكلة كبيرة وهي أنه قال على سارة أنها أخته .. ثم دخل في سلسلة من الأخطاء نتيجة للفكر البشري .. فإذا إستخدم الإنسان الفكر البشري في معزل عن الله فإنه ينحرف كثيراً .. وأيضاً عندما حارب يشوع قرية عاي وانهزم في هذه الحرب يقول الكتاب المقدس ﴿ ومن فم الرب لم يسألوا ﴾ ( يش 9 : 14) .. فمن الخطر جداً أن يختار الإنسان لنفسه وأن لا يسأل الله .. فعلى الإنسان أن يضع كل طِلبات حياته وكل خططه بين يدي الله ويحولها إلى صلاة ويسأل روح الله الذي داخله .. والصلاة بإيمان تعطي للإنسان راحة وسلام وعلامات . ولذلك من الخطر أن يعيش الإنسان بفكره ومن المهم أن يكون عند الإنسان طموحات وآمال ولكن لابد أن تكون كل هذه الأشياء بين يدي الله ويقول * يارب أنت تعلم كل شئ .. أنت الذي تعرف قلوب الجميع .. أنت يارب تقدر أن تُعيِّن أيً من اخترته * .. وتجد مثال هام وهو الآباء الرسل عندما أرادوا أن يختاروا واحداً بدلاً من يهوذا لم يعتمدوا على فكرهم في الإختيار ولم يختاروا على أساس أن هذا الإنسان الذي سيحل محل يهوذا طيب أو ناجح أو مثقف أو يعرف عبري أو يوناني ولكنهم إختاروا بطريقة الصلاة وقالوا ﴿ أيها الرب العارف قلوب الجميع عين أنت من هذين الاثنين أياً اخترته ﴾ ( أع 1 : 24 ) . ومن هنا نرى مدى جمال إخضاع الفكر لله لأنهم خشوا أن يختاروا من أنفسهم ولكنهم رشحوا بعض من الناس ولكن الله هو الذي يختار .. وهكذا لابد أن يكون الله في كل أمور حياتنا .. إجعل روح الله يقودك واسأل روح الله واسأل صوت الله الذي في داخل أعماق قلبك وهو الذي يجيبك فلا تبحث عن إجابة خارج قلبك .. أو لا تجعل حياتك تعتمد على مجرد كلمة تأخذها من أي إنسان فلابد أن يكون لك مشورة داخل قلبك المنقاد بروح الله فاسمع مشورة أب إعترافك ومشورة المرشدين .. ولكن لابد أن توافق صوت الله الذي في داخل قلبك . وفي هذه الأيام نجد أن الإنسان فقد التمييز .. وفقد روح الصلاة ويريد أن يخلي مسئوليته من أدق أمور حياته .. وقد يسأل أبونا الكاهن في موضوعٍ ما وما يقوله أبونا الكاهن لهذا الإنسان يفعله ولكن هل الإنسان صلى ؟ وهل سأل الله ؟ أو أنه يكتفي بمجرد أخذ مشورة من أب الإعتراف .. فلابد أن يكون هناك معاملة بين الإنسان والله .. لابد أن يكون لك خفاء .. وهناك ثلاثة أركان هامة لاتخاذ أي قرار وهي أن الإنسان يصلي ويفكر ويستشير وبهذا يكون العقل مصحوب بالصلاة والإرشاد والإسترشاد .. والإنسان الذي ينقاد بروح الله نجد أن روح الله يقوده ويعطيه سلام وراحة في قلبه ونفسه . 2) لا تسلك بحسب ضغط الظروف المحيطة بك : أحياناً يعمل الإنسان أشياء وهو لا يوافق عليها ولكنه يفعلها من أجل الظروف .. وأحياناً عندما تكون الظروف صعبة قد يأخذ الإنسان قرارات خاطئة .. وأحياناً يأخذ الإنسان قرار لا يحتاجه أو لا يريده هرباً من الظروف .. وتقرأ في الكتاب المقدس في سفر راعوث عن رجل إسمه أليمالك هذا الرجل حدثت مجاعة في بلده فأخذ إمرأته وأولاده وذهب إلى بلد موآب وهناك تزوج أولاده من بنات موآبيات بالرغم من أن الكتاب يُوصي أن لا يأخذ أحد من موآبي ولا من كنعاني وأن لا يختلط بهم ولا يعيش معهم .. ولكن نجد أن أليمالك قد ترك شعبه من أجل الظروف الصعبة ومن أجل المجاعة .. ولكن المهم هل سأل الله أو هل استشار الله ؟ أو أنه حل مشكلة بمشكلة أخرى أصعب .. ويذكر لنا الكتاب المقدس ما حدث بعد ذلك من موت أليمالك وأولاده وتبقى إمرأته وزوجات أولاده .. فهذه القصة فيها لون من ألوان إظهار عواقب إتخاذ القرار الشخصي والبُعد عن روح الله لأن الكتاب يقول ﴿ لا يدخل عموني ولا موآبي في جماعة الرب ﴾ ( تث 23 : 3 ) .. فكيف يخالف الإنسان وصية الله ؟ وأحياناً يريد الإنسان أن يهرب من أمر معين فيستخدم ضغط الظروف في أخذ قرار قد يكون في غير موضعه .. وقد يواجه الإنسان في حياته ظروف صعبة أو صعاب فكيف يستطيع أن يأخذ قرار في مثل هذه الظروف ؟ ولكن على الإنسان أن يصلي ويصبر ويحتمل ويعلم أن الله سمح بهذه الضيقة لتكون سبب خلاص له .. فكل مشكلة في حياتنا وكل ظروف حياتنا لم تأتي صدفة فكل شخص عنده معاناة معينة وهي جزء من خطة خلاصه .. فالفقير أراد الله أن يخلصه بفقره والغني أراد الله أن يخلصه بغناه والمريض أراد الله أن يخلصه بمرضه وكذلك المتألم أو المجرب أو المتضايق .. فلابد أن يعلم الإنسان أن الجزء الذي يتعبه في حياته هو جزء من خطة خلاصه .. فمبارك الإنسان الذي يكشف الله له هذه الحقائق فتجده يعيش في فرح ويكون سعيد وراضي بحاله .. فمعلمنا داود النبي يقول ﴿ خير لي أنك أذللتني ﴾ ( مز 119 : 71 ) .. وأيضاً ﴿ خيراً صنعت مع عبدك ﴾ ( مز 119 : 65 ) .. فتخيل أن داود مطارد من جيش الدولة ولقد تفرغ الملك والجيش لكي يجدوا داود .. وقد كان من الممكن أن يعيش داود في رعب لأنه يعلم أن جيش الدولة يحاربه ولكن نجده يقول ﴿ إن يحاربني جيش فلن يخاف قلبي وإن قام عليَّ قتال ففي هذا أنا أطمئن ﴾ ( مز 27 : 3 ) .. لقد أيقن داود أن كل هذه الأمور لخيره ولخلاصه . فمن الجميل أن لا يسير الإنسان بحسب فكره أو حسب الظروف .. ويُحكى عن أبونا يعقوب أنه وُضع في نفس الظروف التي وُضع فيها أبونا إبراهيم وهي حدوث مجاعة وكان يوجد خير في مصر وكان يحتاج أن ينزل إلى مصر حتى يأخذ منها الخير .. لقد وُضع في نفس ظروف أبونا إبراهيم ولكن يعقوب كان في قلق وخوف من النزول إلى مصر لأنه لا يريد أن يكرر نفس الخطأ فنجد أن أبونا يعقوب صلى إلى الله وقدم ذبائح لله حتى جاء إليه الله في رؤيا الليل وقال له ﴿ أنا الله إله أبيك لا تخف من النزول إلى مصر ﴾ ( تك 46 : 3 ) . فنجد أن هناك تصرف عمله شخص وكان خطأ ونفس هذا التصرف عمله شخص آخر ولكنه كان صحيح .. كل هذا نتيجة أن هل هذا الإنسان سأل الله أم لا ؟ فالأمر ليس عبارة عن قواعد ثابتة نضعها لموضوعٍ ما ولكن المهم أن نسأل الله والله هو الذي يجيب .. فالله هو الذي يتكلم في قلبك والله هو الذي يعطيك كلام ليريحك .. ولكن أحياناً يحب الإنسان الطرق السهلة ويحب الحلول البشرية .. وأحياناً يحب الإنسان أن يختار لنفسه الباب الواسع .. ولكن على الإنسان أن لا يختار لنفسه ولا يحل مشكلة بمشكلة ولا يسلك بحسب فكره الشخصي .. ولهذا يقول في سفر الأمثال ﴿ توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت ﴾ ( أم 14 : 12) .. ولهذا لا تطلب راحة لنفسك ولا تطلب الأمور السهلة بل اطلب لنفسك مشورة الله ولا تطلب لنفسك المال أو الشهرة بل اطلب مشيئة الله وقل لله * عاملني بحسب صلاحك * .. وهناك طِلبة جميلة تقول لله * أريني أنا أيضاً صلاحك فيَّ * . 3) لا تسلك بحسب الأغلبية : أحياناً يقوم الإنسان بعمل أمور وهو غير مقتنع بها تماماً ولكن يبرر ذلك على أساس أن كل الناس تعمل هذه الأمور وبذلك فهو يتبع الأغلبية .. وقد يلبس الإنسان ملابس معينة أو يذهب إلى أماكن معينة .. فهناك الكثير من التصرفات الخطأ وأحياناً يتأثر الإنسان برأي الأغلبية ويعمل مثلهم ولكن على الإنسان الثبات في الوصايا حتى إذا كانت الأغلبية لا تطيع .. وتذكر أنك قطيع صغير وربنا يسوع يقول ﴿ لا تخف أيها القطيع الصغير ﴾ ( لو 12 : 32 ) .. فلا تسير بحسب رأي الأغلبية . وهناك مثال هام وهو موسى النبي عندما أرسل جواسيس ليتجسسوا أرض الميعاد ورجعوا ومعهم تقرير عن هذه الأرض فنجد أن عشرة منهم قالوا أن هذه الأرض تأكل سكانها وأن هناك شعب يُسمى عماليق وقالوا أنهم كانوا في أعينهم مثل الجراد وهذه الأرض رديئة جداً ولكن إثنين منهم قالوا عكس هذا الكلام وقالوا أنها أرض جيدة جداً إن سُر الله أن يعطيها لنا ( عد 14 : 8 ) .. ولكن للأسف عندما قال هؤلاء العشرة رأيهم نجد أن كل الشعب سار وراء كلامهم وأشاعوا مذمة الأرض ..لقد ظلت رحلة بني إسرائيل مستمرة لمدة " 40 " سنة ثم بعد ذلك يقولوا على أن الأرض تأكل سكانها !! ونجد أن إثنين منهم شهدا على أن الأرض جيدة . وبعد هذه القصة لا يجب على الإنسان أن يسير برأي الأغلبية لأنه قد لا يدخل أرض الميعاد بسبب رأي الأغلبية فلا يجب على الإنسان أن يسير وراء الصوت العالي لأن هذا الصوت العالي كان في أيام ربنا يسوع يقول أُصلبه ( مر 15 : 13) وكان هذا رأي الأغلبية ولكن إمرأة بيلاطس أرسلت تقول له ﴿ إياك وذلك البار ﴾ ( مت 27 : 19) .. ثم قال بيلاطس أؤدبه وأُطلقه ولكنهم رفضوا وطلبوا أن يُطلق لهم باراباس . فإذا كان هناك إنسان لا يوجد فيه روح الله فمن الطبيعي أن يكون له سلوك مخالف .. فلا يجب أن تسير بحسب رأيه فاحذر من رأي الأغلبية لأن أحياناً رأي الأغلبية تؤثر على الإنسان وتُفقده الكثير من مشيئته .. وتقرأ في سفر الملوك عن أحد الملوك كان يريد أن يستشير الأنبياء لكي يذهب للحرب أم لا فنجد أن مجموعة قالوا له أن يذهب ونبي واحد قال له أن لا يذهب ولكنه سمع رأي المجموعة فذهب وخسر .. فعلى الإنسان أن يعرف من الذي يسأله .. وهل فيه روح الله أم أنه يجامله ؟ وهل يقول رأيه من فكره أم أن رأيه بحسب رأي الله ؟ لقد تجمع إخوات يوسف عليه لكي يبيعوه وواحد منهم إسمه رأوبين رفض هذا الفعل ولكن للأسف رأيه لم يؤثر على المجموعة ولكن تخيل ما الذي كان سيحدث إذا صمم رأوبين على رأيه أو إنه إنسحب ولم يشترك معهم كان من الممكن أن يتغير الموقف .. فاحذر من تأثير الأغلبية على صنع أي قرار لك ولا تأخذ أي قرار معتمداً على أن كل الناس تعيش بهذا الأسلوب أو هذا المنهج .. لابد أن تسلك بحسب رأي الله وبحسب صوت الله الذي داخلك .. فكل الشعب تجمع على موسى لكي يرجعوا إلى مصر .. لقد تمرد كل الشعب على موسى وكانوا لا يريدوا المن وقالوا ﴿ قد كرهت أنفسنا الطعام السخيف ﴾ ( عد 21 : 5 ) .. هذا الطعام كان الله يعطيه لهم كل يوم في الصباح الباكر والذي يأخذ الكثير من المن كان يكفيه والذي يجمع القليل من المن أيضاً يكفيه والذي يجمع بكثرة ويفيض كان يأخذ كفايته والباقي كان يفسد .. فكان الله يصنع معهم هذه المعجزة ويعلمهم أن لا يكونوا طماعين ومع ذلك تمردوا . فعلى الإنسان أن يعتمد على تدبير الله في حياته وأن لا يسير بحسب رأي الأغلبية .. فمن الجميل أن يراجع الإنسان نفسه هل هو منقاد بروح الله في كل أمور حياته فأي أمر يحتاج الإنسان أن يعرفه فعليه أن يصلي من أجل هذا الأمر وأن يُخضع روحه لروح الله ويُخضع فكره لفكر الله .. ويُقال على القديس العظيم أبو مقار أن بعض من تلاميذه خرجوا إلى الوحدة وأصبحوا متوحدين فجاء إليه هذا الفكر وهو أن يخرج هو أيضاً للوحدة ولكن ظل القديس أبو مقار يصلي لمدة ثلاث سنوات ليمتحن هذا الفكر هل من نفسه أم من الله حتى يطمئن أن هذه الفكرة ليست من عنده أو إنها مجرد إعجاب بهذه الحياة ؟ فإذا أتى إليك أي فكر فعليك أن تصلي كثيراً وسوف تشعر بصوت إلهي من داخلك وهذا أجمل إختبار يعيشه الإنسان بينه وبين الله وهو أن يعرف مشيئة الله في حياته .. فإذا كنت مملوء بروح الله وحتى إذا قادك الروح إلى تجارب فتجد أنك قادر بروح الله الذي داخلك أن تغلب هذه التجارب ومهما كانت التجارب عنيفة أو متنوعة أو ماكرة إلا أنك تحمل روح الله الذي هو روح النصرة وروح المشورة . ربنا قادر أن يقودنا بروحه القدوس ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

انتظروا الروح القدس – الأحد السادس من الخماسين

كيف نؤهل لحلول الروح القدس ؟ إن الفترة من عيد الصعود إلى عيد حلول الروح القدس تعتبر ((10)) أيام .. ولقد كان التلاميذ في هذه الفترة يجلسون في حالة من الإعتكاف وفي حالة من الصوم والصلاة من أجل انتظار عطية الروح القدس إلى أن جاء يوم الخمسين .. وربنا يسوع أوصى تلاميذه وقال لهم ﴿ فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تُلبسوا قوة من الأعالي ﴾ ( لو 24 : 49 ) .. ولهذا نجد أن قراءات الكنيسة خلال هذه الفترة تتركز على كيف نستقبل عطية الروح القدس فهي عطية عظيمة تحتاج منا إلى إعداد وتمهيد .. ولهذا يقول المزمور ﴿ سبحي الرب يا أورشليم سبحي إلهك يا صهيون ﴾ ( مز 147 – من مزامير النوم ) .. فالكنيسة تسبح وذلك لكي تهب ريحه فتُسيِل المياه .. و * تهب ريحه * تعني * الروح القدس * و * تُسيل المياه * تعني * عطايا الروح القدس * .. ولذلك لابد أن نكون مستعدين لكي تهب ريحه فتسيل المياه وذلك من خلال أن نسبح الرب .. ولهذا لابد أن نكون في هذه الفترة في حالة تضرع ورفع قلب وتسبيح تمهيداً لانتظار عطية الروح القدس . ولهذا يقول الإنجيل ﴿ الحق الحق أقول لكم إن كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم إلى الآن لم تطلبوا شيئاً باسمي اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملاً ﴾ ( يو 16 : 23 – 24 ) .. فالإنسان في مرحلة قبل حلول الروح القدس قد يسأل وممكن أن لا يأخذ ولكن الآن سيسأل ويأخذ وسيسأل بإسلوب جديد ويأخذ وسيكون فرحه كامل .. ونلاحظ أن ربنا يسوع يقول ﴿ وفي ذلك اليوم لا تسألونني شيئاً ﴾( يو 16 : 23 ) .. وكلمة * في ذلك اليوم * تعني يوم حلول الروح القدس وبدون أن يسأل الإنسان يجد الإجابة والمعرفة ويجد التمييز والإفراز .. فالأمور التي كانت لا يفهمها الإنسان والأمور التي كانت تحيره يبدأ يأخذها في ذلك اليوم . ونجد أن معلمنا يوحنا البشير عندما كان يشير إلى حدث بطريقة مركزة كان يطلق على هذا اليوم لفظ هام وهو * في ذلك اليوم * .. فمثلاً عندما تكلم عن القيامة كان يقول ﴿ ولما كانت عشية ذلك اليوم ﴾ ( يو 20 : 19 ) .. وفي يوم حلول الروح القدس أطلق على هذا اليوم لفظ * في ذلك اليوم * .. ففي هذا اليوم لا يسأل الإنسان شيئاً لأن الروح القدس هو الذي سيخبره ويعطيه .. ولهذا سنتحدث في ثلاث نقاط : 1. عمل الروح القدس . 2. الروح القدس ينقلنا من مرحلة إلى مرحلة أخرى . 3. ما بين الأمثال والعلانية . 1. عمل الروح القدس : هناك أسئلة كثيرة تدور في ذهن الإنسان ولكنها تتبدد أمام عطية الروح القدس فكل تساؤلاتنا ستزول لأن سيصير لنا فكر المسيح وسيقترب فكرنا من فكره لأن الروح القدس سيعلمنا ويذكرنا ويجيب على أسئلتنا لأن الإنسان أخذ روح المعرفة والفهم والمشورة والأمور التي كانت تُحير الإنسان ولم يكن يفهمها سيفهمها بالروح القدس .. ولذلك يقول معلمنا بولس الرسول ﴿ لأن الروح يفحص كل شيءٍ حتى أعماق الله ﴾ ( 1كو 2 : 10 ) .. فالروح تجعل الإنسان يفحص كل شئ .. ويقول أيضاً معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى أهل كورنثوس ﴿ لستم ناقصين في موهبةٍ ما ﴾ ( 1كو 1 : 7 ) .. فالإنسان لم يعد يحتاج إلى شئ وذلك لوجود عطية الروح القدس فالروح القدس يجعل ذهن الإنسان مقاد بالروح ولم يعد ذهنه يقف عند الحدود البشرية الضيقة ولكن أصبح ذهنه روحاني وأصبحت صلاة الإنسان روحية وفهمه روحي وقلبه روحي وأُذنيه روحية وشفتاه تنطق باسم الله . فالروح القدس هي التي تعلمك كل هذا ولذلك فإشتاق في هذه الفترة أن تتودد إلى الروح القدس لكي عندما تهب ريحه تسيل المياه وتنفجر في داخلك ثمار الروح القدس وتعمل فيك وتهب فيك في صورة ينابيع مياه ورياح عاتية ويعطيك الروح القدس قوة في إنسانك الخفي .. لقد صعد ربنا يسوع إلى السماء كسابق من أجلنا ونحن ننتظر أن يرسل لنا ما يعوضنا عن غيابه لأننا تعودنا أن نراه ونسمعه وأن يسير معنا ولكنه الآن لم يعد في وسطنا ولكنه صعد إلى السماء ولكنه لم ينسانا ولكنه سيرسل لنا المعزي . ولهذا نجد أن في فترة الأربعين من القيامة إلى الصعود عندما نعمل الزفة نمر في صحن الكنيسة إشارة إلى أن ربنا يسوع كان خلال الأربعين يوماً يظهر لتلاميذه ويفتقد الكنيسة على الأرض ويجول في وسطهم .. ولذلك فنجد أن أثناء الزفة نلف في الكنيسة وأيضاً في ذلك إشارة أخرى وهي أن ربنا يثبت الكنيسة ويعلمها أسرار الملكوت ولكن بعد صعود ربنا يسوع نعمل الزفة داخل الهيكل لأن المسيح صعد فهو في السماء والهيكل يمثل السماء والكنيسة تمثل الملكوت والأبدية والدهر الآتي والحالي وصحن الكنيسة يمثل حياتنا على الأرض وخورس الشمامسة يمثل مرحلة الفردوس والهيكل يمثل الأبدية والسماء ..ولذلك نجد أن عندما صعد المسيح إلى العلا تصبح الزفة داخل الهيكل ولكنه عندما صعد سيرسل لنا المعزي ﴿ تأخذوا ليكون فرحكم كاملاً ﴾ . فالإنسان سيأخذ ما يعطيه الفرح الكامل .. فالذي يعوضه عن عدم وجود ربنا يسوع هو الروح القدس لأن الروح القدس هو روح الله وهو أيضاً يسندك ويكلمك ويعزيك .. ولهذا يقول رب المجد ﴿ لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لأني قلت أمضي إلى الآب ﴾ ( يو 14 : 28 ) .. لأنه من الأفضل أن يصعد إلى الآب لأنه سيرسل لنا الروح القدس الذي يقوم بدوره معنا .. والإنسان عندما يسأل سيسأل باسم ربنا يسوع والآب هو الذي يستجيب ولكن الطِلبة تكون باسمه عن طريق الروح القدس وبذلك يشترك الثالوث القدوس في حياتنا .. ولكن أحياناً في عبادتنا لا نركز على جانب الروح القدس ولكن الكنيسة تقول ﴿ أيها الثالوث القدوس إرحمنا ﴾ .. فنحن نتكلم مع الثالوث الآب والإبن والروح القدس .. وعندما نرشم الصليب نقول * باسم الآب والإبن والروح القدس * .. ولكن لماذا نهمل الأقنوم الذي يوصل لنا البركات ؟ لأنه هو معطي الحياة وكنز الصالحات فهو الروح الذي يشفع فينا ويعمل وينطق ويتكلم فينا وهو الذي يذكرنا بكل شئ ويعطينا روح الفرح 2. الروح القدس ينقلنا من مرحلة إلى مرحلة أخرى : يقول ربنا يسوع ﴿ إن كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم ﴾ ( يو 16 : 23 ) .. فهو ينقلك من درجة السؤال إلى درجة الطلب .. وهناك فرق بين السؤال والطلب لأن السؤال معه جهل أما الطلب معه دالة .. السؤال معه عدم معرفة ولكن الطلب معه دالة إستحقاق الشئ .. فالإنسان قبل ذلك كان يسأل ولكن الآن هو يطلب أي يأمر وهذا هو الروح القدس الذي ينقلك من مرحلة عدم المعرفة إلى مرحلة المعرفة ومن مرحلة الجهل إلى مرحلة الدالة ومن السؤال إلى الطلب .. ولكن عندما تطلب باسمه تجد أن الروح القدس هو الذي يخبرك ويعطيك ويحولك من الحالة التي تكون فيها وهي حالة التخبط إلى حالة أخرى يشعر فيها الإنسان بالخجل ويقول لله أن كل هذه الإستحقاقات وكل هذا المجد كثير جداً عليَّ فينسى نفسه ولا يستطيع أن يتكلم إلا عن طريق أن يسبح ويشكر ويمجد ويرفع إسم الله . فالإنسان في هذه المرحلة الجديدة لا يستطيع أن يتكلم لأن عطايا الروح القدس ستفيض عليه فتجعله ينسى نفسه وتُبتلع الذات البشرية من شدة الفرح الروحي وهذا هو حلاوة التسبيح .. فالتسبيح هو أن تتكلم مع الله لأجل الله ولهذا يعتبر التسبيح من أجل الله بطريقة مطلقة أما الصلاة فهي أن تتكلم مع الله من أجل نفسك ومن أجل أمورك وأيضاً لأجل الله .. فالتسبيح هو ثمر عطية الروح القدس ولهذا فإن ربنا يسوع يُرجع للإنسان الدالة المفقودة عن طريق الروح القدس .. فالإنسان الذي لم يكن له الجرأة لكي يتقابل مع الله أصبح يستطيع أن يطلب ويتكلم ويسأل الله ويجيب ويعطيه بإسمه .. فمن الجميل أن تكون لك دالة مع إسم يسوع . ونلاحظ أن الكنيسة في كل طِلباتها تقول * بالمسيح يسوع ربنا * وذلك لأن الطِلبة لابد أن تكون باسم يسوع .. مثل الشخص الذي يتقدم بطلب إلى شخص مهم ويشرح فيه ظروفه وأيضاً يكتبه بيده وعندما يتم التأشير على هذا الطلب من الشخص المهم فإن الورقة تأخذ قيمة أخرى .. وإذا كان هناك أخطاء في الكتابة يتم التغاضي عنها وإذا لم يكن للإنسان حق في هذا الطلب ولكن وجود هذه الإمضاء تعطي للإنسان هذا الحق .. فأنت تطلب كل شئ وفي النهاية تقول * من أجل إسمك القدوس المبارك الذي دُعي علينا * . فالكنيسة تعلي إسم يسوع جداً وتعطيه الكرامة .. ولكن هناك بعض من الطوائف تنطق إسم يسوع بدون أي لقب وبذلك فهي لا تعطي المجد والإكرام اللائق .. ولكن عندما تتكلم الكنيسة عن ربنا يسوع تقول * ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا يسوع المسيح الذي له المجد دائماً * .. وهذا يعتبر أقل شئ لكي نستطيع أن ننطق إسم يسوع .. فلابد أن نعطيه المجد والإكرام ونعلن أنه رب وإله ومُخلص وفادي وله المجد والإكرام .. ولهذا نجد أن الآباء الرسل عندما كانوا يطلبوا طِلبة كان المكان يتزعزع .. ومعلمنا بطرس الرسول يقول ﴿ مجد فتاه يسوع ﴾ ( أع 3 : 13) .. فعندما كانوا يصلون كان المكان يتزعزع لأنه بإسمه أزال العداوة وبإسمه أصبح لنا قبول ودالة عند الآب .. ولهذا يقول ربنا يسوع ﴿ في ذلك اليوم تطلبون باسمي ولست أقول لكم إني أنا أسأل الآب من أجلكم لأن الآب نفسه يحبكم لأنكم قد أحببتموني وآمنتم أني من عند الله خرجت ﴾ ( يو 16 : 26 – 27 ) . 3. ما بين الأمثال والعلانية : لقد كان ربنا يسوع يتكلم بأمثال ولكنه الآن يتكلم علانية .. فالروح القدس هو الذي يجعلك تستوعب فعندما كان يتكلم ربنا يسوع بأمثال وذلك لتبسيط الأشياء لأنهم لم يستطيعوا أن يستوعبوا في بداية الأمر .. ولهذا يُذكر عن تعاليم ربنا يسوع بأنه بغير مثل لم يكن يكلمهم ( مت 13 : 34 ) .. فقد كان يشرح لهم كل شئ بمَثَلٍ ولهذا كان ربنا يسوع يستخدم الأمثال للتبسيط وللتشبيهات وكل هذا قبل حلول الروح القدس .. ولهذا نجد أحياناً أن ربنا يسوع عندما كان يتكلم كانوا لا يفهموا شيئاً ولهذا يقول * ولم يكن يفهموا ما كان يقوله * .. وعندما تحدث عن خبز الله النازل من السماء والمعطي الحياة للعالم وكلمهم عن عطية الجسد والدم .. وعندما قال لهم ﴿ إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم ﴾ ( يو 6 : 53 ) فلم يصدقوا ولم يستوعبوا هذا الكلام وهذا مذكور في يوحنا الإصحاح السادس . وعندما كلمهم عن الخبز يذكر الإنجيل أن ﴿ من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معه ﴾ ( يو 6 : 66 ) .. وعندما قال ﴿ من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه ﴾ ( يو 6 : 56 ) .. فهذا الكلام لا يستوعبه أي عقل .. وهناك أشياء أخرى كثيرة لم يستطيعوا أن يفهموها وذلك لعدم وجود الروح القدس ولهذا كانوا يقولون للسيد المسيح * يا سيد لسنا نعلم ما تقول * .. ومعلمنا بطرس الرسول يقول ﴿ ألنا تقول هذا المثل أم للجميع أيضاً ﴾( لو 12 : 41 ) .. وأحياناً يقولوا ﴿ فسر لنا هذا المثل ﴾ ( مت 15 : 15) .. فكان الله في الأول يكلمهم بأمثال ولكن الآن أصبح يكلمهم علانية .  ففي ضوء الروح القدس ينال الإنسان إستنارة ويفهم وعندما كان يتكلم ربنا يسوع على الصليب وعن رفع إبن الإنسان لم يفهموا ولهذا قال لهم أنهم سيفهموا عندما يُرفع إبن الإنسان فحينئذٍ سيفهمون إني أنا هو ( يو 8 : 28 ) .. ولكن بعد حلول الروح القدس تغير الإنسان لأنه جعل الإنسان يسلك بالروح ويستوعب الفضيلة والتعليم .. فمثلاً عندما تقرأ الآية التي تقول ﴿ بيعوا ما لكم وأعطوا صدقة ﴾( لو 12 : 33 ) فكيف يستطيع الإنسان أن يفهم هذه الآية ؟ .. وأيضاً ﴿ إن جاع عدوك فأطعمه ﴾( رو 12 : 20 ) .. أو ﴿ من أراد أن يخلص نفسه يهلكها ﴾ ( لو 9 : 24 ) .. وأيضاً كيف تحب قريبك كنفسك ؟ والذي سخرك ميل تسير معه ميلين ( مت 5 : 41 ) .. وكيف يبيع الإنسان أمواله ويعطيها صدقة ويتبع المسيح حاملاً الصليب وينكر ذاته .. فكل هذه الأمور من الصعب أن يستوعبها الإنسان . وهناك أشياء كثيرة لا نقدر أن نستوعبها أو نفهمها أو نعيشها إن لم تكن تُفعل بالروح .. فالروح هو الذي يقودك لفعل البر وهو الذي يسندك ويجعلك تستطيع أن تنكر ذاتك وتعطي من إعوازك فالروح هو الذي يشفع ويقدس ويعمل .. ولهذا عندما نتكلم عن الصلاة قد تجد أحياناً أن صلاتك ثقيلة وأنك غير قادر أن تصلي وذلك لأن الصلاة في هذه الحالة تغيب عنها الروح ولكن عندما تصبح الصلاة بالروح يُصبح لها فكر آخر ومعنى آخر .. ولهذا فهناك أربع درجات للصلاة : i. صلاة الشفتين . ii. صلاة العقل . iii. صلاة القلب . iv. صلاة الروح . (1) صلاة الشفتين أي الكلام بالفم .. ولهذا قال ربنا يسوع عن الكتبة والفريسيين أنهم يرددون الكلام باطلاً ( مت 6 : 7 ) . (2) صلاة العقل أي أن ما يقوله الإنسان فإن العقل يفهمه .. أي أن الإنسان يصلي بالروح والذهن يشترك . (3) صلاة القلب أي الذي يقوله الإنسان يفهمه ويشعر به . (4) صلاة الروح هي الأجمل لأن ما يقوله الإنسان يفهمه ويشعر به ويصلي بالروح ويُصبح الروح هو الذي يقود الصلاة . فالله يفتح لك كنوز معرفة وأمور خفية وتستطيع أن تستوعبها وتفهمها وتعيشها .. فالله أعطى لك تعزيات وعطايا واستجابات . وهناك مثال آخر وهو كلام الإنجيل فإذا كان الإنسان في حالة خضوع للروح تجد الكلام ينفتح له وأسرار تأتي إليه ومرة أخرى يقرأ نفس هذا الكلام ولكن يجده مثل الحجر وذلك لأنه في الحالة الأولى كان يقرأ بالروح ولكن في الحالة الثانية كان مجرد ترديد كلام باطل .. ولذلك يُقال عن القديس أوغسطينوس أنه عندما قرأ الكتاب المقدس قبل أن يتوب قرأه على مستوى العقل والمعرفة والفلسفة والتحليل فنقد الكتاب المقدس ورفضه ولكنه عندما تلامس مع عمل الله وروح الله قاده للتوبة فقرأ الكتاب المقدس وقال * يا لغباوتي * .. لأنه في الحالة الأولى عندما قرأ كلام الإنجيل كان يضع عقله فوق منه فهو سخر منه ولكن عندما خضع لله فأشفق عليه وأعطاه . فالكلام عندما يكون بالروح يكلمك علانية .. وأيضاً القديس بولس الرسول درس العهد القديم لدرجة أنه من كثرة دراسته للناموس غار عليه وذهب ليقتل المسيحيين ولكن عندما عمل روح الله داخله فنرى أنه عندما قرأه مرة أخرى كيف أفاد الكنيسة .. لدرجة أنه عندما كان يتكلم عن أي شئ في العهد القديم يربطه بالمسيح ويفسرها ويشرحها .. فيكلمك عن المن على أنه المسيح وأن الصخرة هي المسيح وأعياد اليهود هي المسيح وملكي صادق هو المسيح .. لدرجة أن بعض الآباء يقولوا إن لم تستطع أن تفهم العهد القديم إقرأ رسائل بولس فهو يشرحها لك ويفك الرموز .. فبولس كان في الأول يقرأ على مستوى المعرفة والروح القدس هو الذي يفهمك ويذكرك ويعطيك أن تبحث في الكلام مثل الأرملة التي أوقدت سراج لكي تبحث عن الدرهم المفقود ( لو 15 : 8 – 9 ) .. فالسراج هو الروح القدس وهو الذي ينور ويكشف لك فتقول أن هذه الكلمة ليَّ فهي خاصة بيَّ وتجد لك فيها كنز فلا تتركها . وهذه هي رسالة المسيح .. فالروح القدس هو السراج الذي تفتش به على كلمة الله .. وهناك نفوس كلمة الله محتجبة عنها لأنها لا تقرأ بالروح ولكن الروح القدس يريد أن يفحص ويعطي ويفيض عليك بالبركات .. ويريد أن يزيل عدم الفهم ويعطي لك التعزيات .. ولهذا فالكنيسة تركز على كيف نستقبل عطية الروح القدس وكيف يكون القلب مهيأ لهذه العطية العظمى وكيف نجلس في هذه الفترة في اشتياق وانتظار موعد الآب وننتظر ذلك اليوم الذي ينقلنا من حالة عدم المعرفة إلى حالة المعرفة والذي ينقلنا من حالة التساؤلات والحيرة إلى حالة الطلب باسم ربنا يسوع المسيح .. ولهذا ربنا يسوع يرسل لنا روحه القدوس ليفهمنا ويفحص ويعزي ويطيب ويفرح ويقدس . ربنا يعطينا أن نتودد للروح القدس في هذه الفترة لكي ننال استحقاقاته ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

من صدق خبرنا – الأحد الرابع من الخماسين

تقرا علينا احبائي الكنيسة فى هذا الصباح المبارك .. فصل من بشاره معلمنا يوحنا البشير اصحاح 12.. نقدر نقول كده ان ده ختام احاديث ربنا يسوع المسيح مع مجموعه كبيره من الكتبة والفريسيين.بيقول لهم انا عشت معاكم وقت طويل وفاضل وقت بسيط عشان كده النور فيكم زمانا يسيرا.......فسيروا فى النور مادام النور لكم لئلا يدركم الظلام.... نصيحه بيقدمها ربنا يسوع المسيح بيقول سير فى النور مادام ليك النور... نصيحه بيقول لك سير فى نور الوصيه. طول ما الانجيل معروض عليك مفتوح ليك...وطول ما الكنيسة بتنور قلبك وذهنك بتعليمها سير في النور ...مجموعه الكتبه والفريسيين سمعوا تعاليم كثير جدا وشاهدوا رب المجد يسوع..فعاوز يقول لهم بلاش تبقى كل المعاشره دي وكل الرؤيه دي ولم تتاثروا سيروا في النور... نصيحه بيقدمها لكل متشتت وكل انسان شكك فى مين هو المسيح. ..وسمع تعاليمة ولم يعمل بها. . عاوزنا نجد الفرصة القليلة المتبقية...عاوزنا نستثمر الوقت حسنا..سير فى النور مادام لك النور....النور معك زمانا يسيرا...عمر الانسان دة احبائي عمر يسير ..قليل ..عمل النعمه في الانسان تظل تفتكر في كثير كثير كثير لغايه ما هو ما يستجيبش لها ... ولم يتجاوب مع عمل النعمه ولا نداءات النعمه.. فرفض النور ...فساعتها يقول لك يدركك الظلام ..سير في النور ...عايزك تتقدم فى النور..النور يقودك ينتظرك. .كنا قلنا قبل كده ان الخماسين الاحاد بتاعتها متركبه على بعض. اول حد كان بيتكلم عن الايمان وتوما تانى حد..يكلمنا عن المسيح هو خبز الحياه الحد ثالث اللي فات يكلمنا عن المسيح ماء الحياه.. النهارده يكلمك ان هو نور الحياه ... عاوز يقول لك كل المقومات التي تريد ان تحيا وان تتقدم هو متعهد ان يعطيك اياها.. الاسبوع الجاي يكلمك عن ان هو طريق الحياه. عايز يقول لك انا الخبز والمياه والنور والطريق انا كل شيء بالنسبه لك.. امشي ورايا..سير في النور مادام لك النور.... يا سلام على انسان كلمه ربنا تدخل جوه قلبي وتسكن جواب بغنى ..ويعيش بحسابها... يقول لك سلام لرجلى كلامك....كلامك دة نور لطريقي انا هامشي وراء النور ده عارف انت الكشاف اللي يضرب في حته ضلمه..المسيح يقولك انا نور الحياه..انت تمشي ورايا انا.. .معرف احبائي ان الرؤيا هي انعكاس الضوء على شيء... تخليك انت تشوف بدليل انك لما تجلس في حته ضلمه ما تشوفش برغب ان عينك سليمة...يبقى الرؤيا لا تقع على العين ما قدر ما تقع على الضوء. يعني ممكن تبقي عينك سليمه وانت في مكان ضلمه وما تشوفش تشوف اول ما الدنيا تنور. اهو المسيح كده بيقول لك ممكن عينك دى تبقى ملهاش اي لازمه طول ما انا مش موجود.. امتى بقى عينك تبقى ليها لازمه ؟ اول ما انا اكون فى حياتك ..انا انورلك الامور ..اميزلك بين الامور المتخالفه اعرفك الصح من الغلط . اعرفك الطريق ارشدك انصحك..عيني عليك ..اقودك ...سيروا في النور النور معكم زمانا قليلا....ما ابهج الانسان احبائي الذى يستغل عطايا ربنا ..ما ابهج الانسان الذي يتجار فى هذا الزمان اليسير .. ما ابهج الانسان الذي يسير بحسب النور ...نور تعليم الكنيسة...نور الأسرار...نور الكتاب المقدس ..نور الكلمه المحيية ..سيروا فى النور النور معكم زمانا قليلا ... شافو رب المجد يسوع زمانا هذا عددها .ومع ذالك .. لم يتبعوا النور لم يسيروا ابناء النور..عشان كده جميل الكنيسه لما تلقبنا باسماء ابناء النور... قوموا يابني النور لنسبح رب القوات . احنا ابناء النور .. ليه؟ لاننا استجبنا للنور ..النور عمل جوانا فجعل الظلمة التي فينا تضييق. منين ؟ من كلمته المحيية...ربن بيفكرهم بالعمود النور الذي كان يتقدمهم زمانا فى البريه... البرية.. ما اسهل الضياع فيها ..طب عشان ما تهش تعمل ايه؟؟ خليك ماشي ورا عمود النور .خلي عينك عليه باستمرار عمود النور قدامك وانت تمشي وراة..هو ده اللي يأمنك..عاوز تعيش في سلام في العالم سير في النور.... عايز تعيش في سلام و توصل بامان لبر الابدية السعيدة؟ عينك على المسيح وتعليمه اول ما تحس ان انت ابتديت المقايس قدامك تختلف اعرف ان المسيح نزل والوصايا اتهزت ..اول ما ترجع ثاني للطريق..تلاقى المسيح ...تلاقي الوصيه ...لقيت النور يبقى انت ماشى صح ... أمشى فى النور في حياتك واتبعوا...امشي في النور...اللة لم يخلقنا احبائي ابدا لنضل ولا لنضيع هو خلقنا عشان خاطر نعيش وراء منه نسير في النور عشان كدة قال لهم النور معكم زمانا يسيرا سيروا فى النور ... نور القيامه اللي ربنا اعطاة لنا هو ده النور الحقيقي اللي احنا ماشين وراء منه المسيح القائم متقدمنا ...نور قيامتة بتعمل في قلوبنا. هو ده الطريق اللي عايز يقوله لك ويقول لك امشي في طريق القيامه..وعشان تمشي لازملك خبز ...يقول لك خد خبز الحياه.. عشان تمشي لازم لك مياه يقولك خذ ماء الحياه ...عشان تمشي لازملك نور .. يقول لك خذني انا نور الحياه. عشان تمشي لازملك طريق يقولك خذني انا طريق الحياه ..المسيح احبائي لما يملك على القلب والكيان والاراده يستقطب الانسان يبقى الانسان عايش في دائره من نعمه المسيح وهو مقدس فكرة وعينية وحواسة وشفتية..هو الكل بالنسبه له... تلاقيه حتى كل الامور وراها من خلال المسيح.. حتى امور حياته و اولاده ..حتى امور عملة. .معروف ان الانسان لما يكون منور نور بضوء معين او بلون معين. يشوف الحاجة بنفس لون الضوء ..لو في ضوء ابيض لو في ضوء احمر ازرق. تلاقي ان انت رؤيتك للأمور بنفس انعكاس النور بتاعها... اذا انا من خلال المسيح باشوف كل الامور بانعكاس المسيح عليها عشان كده ممكن انسان يشوف نفس الحاجه صح.وواحد تانى يشوف نفس الحاجه غلط... سيروا فى النور مادام لكم النور.. النور معكم زمانا يسيرا لئلا يدركم الظلام ...عشان كده الجزء الثاني هنا قالهم اية؟ قال يسوع هذا ومضى وتوارا عنهم ..القديس يوحنا يقصد كل حرف من كلامة ...عاوز يقولك اية ؟ لو ما تبعتش النور هتلاقيه معك زمان يسير لو انت ما تبعثهوش هتلاقيه هو ايه ؟ توارا عنك ..يعني اية؟ خلاص مش هتلاقية...المسيح هيعرض نفسه عليك طول ايام حياتك ..بس هيكون فى وقت هتلاقي ان انت من كثره ماكنت بترفض .. ابتديت لا تقبل ابتديت توصل لمرحله مؤسفه جدا بقيت انت فاقد القدره على ان انت تتبعوا ....عشان كده يقول لك ايه. . قال هذا وتوارا عنهم ...عايز يقول لك كده قبل مايختفي عنك وقبل ما يتوارى عنك..وطول ما النور موجود أسعى للنور وامشي وراء النوم لان النور معك زمان يسيرا.. هنا يفكرهم بكلام اشعياء النبي. عاوز يقول لهم الحكايه بتاعتكم مش دلوقتى ده انتم قصتكم قديمه قوي وانتم من زمان. ليتم قول اشعياء النبى..يا رب من صدق خبرنا ولمن استعلنت زراعيك..مين اللي صدقك. النور معاكم وماصدقتوش ماصدقتوش تعاليمة ولا اياته ولا اعمالة...من صدق خبرنا...ولمن استعلنت ذراع الرب....عدم الايمان رغم كل الايات والافعال اللي عملها المسيح رساله الخلاص اللي اعلنها قدام الكل ..النموذج الحلو اللى اعطاة لهم ...ماصدقوش... كل الايات والمعجزات والتعليم صنعها امام اعيانهم ..ومع ذلك ماصدقوش.طب بتوع العهد القديم كل النبوات وكل المعجزات وكل تقوى الاباء والانبياء برضه لم يصدقوا...طب العنايه الالهيه دي عمود النور عمود السحاب المن السلوى الغلبة على الاعداء القيادة في البريه.. كل ده ولم يصدقوا..قد كده ممكن يوصل الانسان قلبه لدرجه من الغشاوة و الغباوه؟ ممكن من صدق خبرنا مايصدقش...رغم ان عدم ايمان الانسان لا يوقف صلاح اللة.. رغم انهم لم يصدقوا مع ذلك هو لم يوقف عطاياة...رغم انهم لم يصدقوا الا ان هو لازال يسعى لتدبير خلاصهم ...ومع كده تسير قساوتهم عثره بالنسبة لهم وتسير قساوتهم تبقى بالنسبه لهم سبب دينونة عليهم ..عشان كده حتى الصليب صار بالنسبه لهم عثرة...حتى القيامه صارت بالنسبه لهم اكذوبه يقول لك اتي قوم ليلا وسرقوا...كذب..و الصليب بالنسبه لهم ضعف وعثرة ..للدرجه دي ممكن يوصل الانسان لرفض عمل الخلاص في حياته؟ اقولك اه ممكن... وهنا يقول لك مع انهم شافوا ايات هذا عددها . الايات اللي شافوها الناس اللي عصرت المسيح و شوف الناس اللي امنت بالمسيح في عصره تلاقي ناس شافت ايات هذا عددها ..ومع كدة قليلين اللي قبلوا قليلين اللي امنوا بية....اوعي تاخذ الكلام على عصر وتسيب نفسك ان انت تطلع بدون فائده ...احنا كمان شوفنا ايات هذا عددها..الناس اللى عصرت عهد المسيح شافوا ايات هذا عددها..شافوا تحويل الماء الى خمر . شافوا وهو بيقوم مقعد..و بيفتح عيون اعمى شافوة وهو بيقيم موتى.. شافوه وهو في حالات سلطان على طبيعة.. شافوة..و النتيجه كانت ايه ..من صدق خبرنا. ما حدش صدق ولمن استعلنت ذراع الرب.. ولا صدقوا التعليم ولا صدقوا المعجزات صدق خبرنا ..الخبر ده التعليم... و استعلام زراع الرب.. دة .الايات ..ولا صدقوا الايات ولا صدقوا التعليم .. مع انو صنع ايات هذا عددها ..حتى الناس اللي اشبعهم في معجزه اشباع الجموع ياما كثير منهم لم يصدقوا ..طب انتوا اكلتم وشفتوا..لم يصدقوا..من صدق خبرنا. احيانا احبائي الانسان يبقى عيونه مغمضه واحيانا بيقى عينين قلبه الداخليه لا تبصر ..اعمال الله معلنا لنا جدا وربنا عاوز يقول لنا انا اهو انا في حياتك انا باكلمك وبترائا ليك ...شوف قصه حياه كل واحد فينا شوف معاملات الله معاك .. وتدابير الله ولطف وصلاح الله تلاقي ربنا بيكلمك بقوه من خلال كلام مباشر ومن خلال احداث مباشره ..مين بيتجاوب؟ من صدق خبرنا. ايات من السماء كافيه لاعلان رسالتة... ايات كثير جدا ربنا بيكلمنا بها ..واحيانا الانسان لا يبالي عشان كده اقدر اقول لك ان ده احيانا بيتحول في حياه الانسان الى سلوك مهما عمل ربنا ومهما كلمنا ربنا ..من صدق خبرنا.ولا هصدق ولا هعمل.. ازاي... ازاي اتحول احبائي الى عمل الخلاص في حياتنا الى مجرد معلومة..لا. ربنا مش عاوز كده ..الحكايه مش معلومه مش قصه.. الحكاية تجاوب ونعمه الحكايه فعل. الحكايه قدره على تغيير الحياه بالسلوك بحسب المسيح والسلوك بحسب الانسان الجديد بحسب صوره خالقنا .هو ده الفعل الداخلي اللى ربنا عاوز يشوفه جوه كل نفس فينا.. طب اللي يسمع وخلاص.. طب اللي يشوف الايات دى كلها وهو لم يتجاوب ..تلاقي كدة احبائى كل عصر ربنا يبعث له ايات.. ايات من خلال اضهاد .ايات من خلال احتياجات ايات من خلال معجزات النهارده العصر بتاعنا لو نشوف كميه المعجزات اللي بتحصل .. كمية غير عاديه سلسله من الكتب التى توصل السلسله الوحده ال 20 جزء لقديس واحد ... ايات هذا عددهاا ربنا عمال يتكلم مع كل جيل وكل نفس فى كل المناطق. طب الكلام ده كله لية ؟ فكرك عشان في الاخر يبقى احنا حصلنا زهوة شخصيه ولا عشان خاطر مجرد اى واحد فينا يتعب يقعد يقول يا قديس فولان ...وخلاص..لا دى الايات دى كلها لكي تؤمنوا ولكى تدرك انه يوجد من قادر ان يخلصك ويقيمك ليس من مجرد مرض ولكن ..لما هو اخطر من المرض هو موت الخطية.. علشان تدرك قيمه عمل المسيح في حياتك لانه عجيب في قديسيه وعظيم فى افعالة........تخيل انت بقى لما تشوف كل ده...يبقى من صدق خبرنا ...لما نشوف كل ده ومع كده ايماننا مهزوز...ونشوف الانسان حرقتة في عمل الفضيلة بطيء....... جاز التعبير اقول لك تبلد...لية ؟؟ايات هذا عددها....كل واحد فينا لة ايات مع ربنا وربنا عمل معاة فى حياتة حاجات كثير.طب مانككل...نكلل طريق المعرفة...!!هو ربنا عاوز يعمل الاية لية ؟ لما يجوا يحللوا كم المعجزات التى صنعها ربنا يسوع المسيح هتلاقى ما من معجزه عملها الا بهدف التوبة.والخلاص ..ما فيش معجزه عملها لمجرد ان هو يستعرض نفسة ..ومافيش معجزه عملها لنفسه ابدا. كلها لينا ودافعها رحمه ومحبه وهدفها خلاص وتوبة..هو ده خطة عمل المسيح في حياتنا...من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب...عاوز يقول لهم انتم من زمان بترفضوا من ايام ما كان موسى النبي ربنا بيرسل لهم الطعام. وكل يوم يديهم المن ..كل يوم معجزه بتحصل معاهم..كل يوم يعطيهم المن يصحوا الصبح يلاقوا ياكلوا منه ويشبعوا. والذى يخزن كتير يفسد منة والذى يجمع قليل لم يحتاج.... معجزه يوميه بتحصل فى حياتهم...تخيل كان رد فعلهم اية ....يقولوا سئمت انفسنا هذا الطعام السخيف....احيانا الانسان انة بيوصل لدرجة ان اعمال ربنا معاة بيعتبرها انها ممكن توصل للسخافة.. تخيل ممكن الانسان لما يتقصى قلبة يتبلد بزهق من الروحيات ويزهق من اعمال ربنا معاة ويطلب امور اخرى..ربنا عمل معاك اكثر من ما انت تتخيل . كل يوم بيوريك نفسة..كل صباح جديد يصحوا الصبح يلاقوا المن جاهز...جائزة سماوية بيعطيها لهم... تخيل انت كده بدل ما الانسان يسجد الى اللة شاكرا.كل يوم ويمجد هذا الالة القوى المقتدر....تبص تلاقية يتحول هذا الامر الى قساوه ورفض وعدم تصديق....من صدق خبرنا النور معكم زمانا يسيرا.... شوف اعمال الرب كل واحد يقول لك انا اعرف ان ربنا بيعمل معايا حاجات كثير و شايف وبلمس....طيب ايد ربنا فى حياتك اللى عاوزاك تتقدم و تتغير تتوب...وتتقدس..عاوزاك تكون ابن حقيقي للملكوت..لان استمرا الرفض دة بيكلل مكيال الغضب استمرار الرفض دة بيزود القساوه رفض الخبز والايات رفض المعجزات...... تبص تلاقي كد فى عصر إيليا النبي..يهدموا المذابح يقتلوا الانبياء ..دة صوت ربنا ليكم... المفرض صوت ربنا دة انت تتمسك بية ...لا احيانا الانسان احبائى مع قساوة قلبة يبقى عاوز يسد اذنة عن سماع اى كلمة تأنبة او تقدسة ..مش عاوز ليه ...من صدق خبرنا .... سيروا فى النور... نور القيامه...الحياة المقدسه اللي احنا فيها دي ..هى فتره عمل نعمة ربنا فى حياتنا دى فتره ...يفضل يكلمك ويكلمك .. ولو انت ماسمعتش ولو انت ما تجاوبتش عشان كده يقول لك استفانوس قال لهم ..يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والاذان انتم دائما تقاومون الروح القدس.....من صدق خبرنا..... احيانا الانسان يبقى مقسى قلبه ..ويقاوم الروح القدس يقول لك انتم دائما تقاومون الروح القدس استفانوس كان جريئ..مش بيقول لهم تقاومون الروح القدس بس .لا ..تقاومون الروح القدس كما كان ابائكم .يفعلون. القلوب احبائي تمنعها قساوتها عن سماع صوت الله ..قلوب تمنعها قساوتها عن عمل التوبة والفضيله والرحمه...وعمل المحبة.. قلوب الاساوه بتحجب عن رؤيه المخلص... رغم انة معلن بالنسبالهم عشان كده هنا قال لهم ممكن يوصل ان يبقى ليكم عيون ولا تبصرون واذان ولا تسمعون... اه .. .من كثر القساوة وانغلاق القلب اكيد هيوصل الانسان لدرجه انه يبقى لة عين ومش بيشوف. ما اخطر انغلاق العينين عن عمل المسيح .مااخطر انغلاق العينين عن رؤيه الاستعلامات الالهية... ومااخطر انغلاق الاذنين عن سماع الصوت الالهي. .لما الانسان يغلق اذانة عن سماع الصوت يغلق يغلق يغلق... يوصل بية الدرجة انة مش قادر يميز الصوت....ماهو رفض كثير...رفض نداءات التوبه المتكرره احبائي بيعمل فى الانسان قساوة في قلبة وفي انسانة الداخلى وفى ضميرة..ويبدا ان كلام ربنا بالنسبالة يبقى كلام غير مصدق...يارب من صدق خبرنا شوف كدة التعاليم اللي سمعوها المعاصرين للمسيح شوف الايات والمعجزات اللي صنعها قدامهم. ومع كده لم يؤمنوا ولم يتبعوا.. وللأسف الامر دة بيتكرر في حياتنا كثير يتكرر في حياتنا مع ان احنا ياما بنشوف وياما بنسمع...ومع كدة برضة لم نتبع... الامر لما بيوصل للانسان لرفض صوت ربنا تبص تلاقى الانسان يفقد الاحساس و المشاعر يفقد التجاوب مع محبه اللة جوة قلبه... تفاعل نفسه بيبقى مش موجود ..يقول لك انا عاوز اعرف انا كنت زمان اسمع كلمه اتاثر بيها جدا. دلوقتى بسمع كثير مش بتاثر.. انا ليه مش بتغير انا لية مش بتوب انا لية انا زي ما انا لية ليا سنين اسمع ولا اوبالى. اقول لك عشان بسمع كثير و ما بتحركش.. لما بسمع كثير ما بيتحركش بفقد الحساسيه بتاعت الاذان الروحية. .حساسية القلب لسماع صوت الله ..لما يجي يقول لك عن جهاز لاختبار الالم ..يقيسوا كل كام فقره يشوفوا الالم يجى عند الانسان من انهي حته ..يعرف العصب لانة درجه تلف يخبط على واحده واتنين وثلاثة...وفى شخص اول ما تخبطوا من اول واحده يتألم....يقولك طب ده الاستجابه بتاعته سريعه. وفى واحد تخبطوا على سبعه والثامنه ما يقولش كلمه..معناها الاحساس بتاعة فقدوا...معناها انه احساسة تلف... احيانا نسمع صوت ربنا ومانستجبش..الفقرة دى تبوظ..ندخل فى اللى بعدها...واللى بعدها. وبعدين عدم الانصات الروحى وعدم الاستجابه الروحية مع نداءات صوت ربنا لينا يكون سبب ان الانسان يفقد حساسيتوا و مشاعره ده يعمل ايه...يحجب الرؤيه عنه. يخلي الانسان بدل ماكان عندة رغبه ان هو يعيش مع ربنا . ينقلب الامر من عدم الرغبه فى الحياه مع اللة ..الى عدم القدرة فى الحياه مع الله... هناك فرق بين الرغبه والقدره..ما الذى يجعل الانسان بعد مافقد الرغبة ابتدى يفقد القدره ..اصل من كتر ماسمع ورفض ...فقد القدره. . من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب ... الانسان محتاج احبائي ان يتجاوب مع كل كلمه وكل حدث...الانسان اللي عينوا مستنيرا يشوف ربنا بسهوله...فى الاخرين فى الاحتياج..يشوف ربنا في المرض..يشوف ربنا في الالم يشوف ربنا فى كل صباح جديد ...يشوف ربنا فى رحمته وتأنية عليه وطول اناته نقول له المجد لك يا رب يامن تحتملنى .. المجد لك يا رب يا من اطلت اناتك عليل لهذه اللحظه النور معكم زمانا يسيرا ..سيروا فى النور مادام لكم النور.. ربنا يدينا احبائي ان نسمع ونعمل وتستنير عيون قلوبنا ونستجيب لنداءاته ربنا يكملنا ناقصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا لمجد الابد امين ....

القيامه مع السامريه الأحد الثالث من الخماسين المقدسة

باسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين.. فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركاته الان وكل اوان الى دهر الدهور كلها امين.. تقرا علينا الكنيسه فى هذا الصباح المبارك ..جزء من بشاره معلمنا يوحنا الخاص بحديث ربنا يسوع مع المراه السامريه.. الكنيسه احبائي تقرالنا الفصل ده ثلاث مرات في السنه مره في الاحد الرابع من الصوم المقدس الكبير.. مره في الاحد الثالث من الخماسين المقدسه والمره الثالثه انجيل السامريه في صلاه السجده في حلول الروح القدس...في كل مره الكنيسه بيبقى ليها قصد من القراءة..فى الصوم المقدس بيركز معنانا على مدي خطيه المراه السامريه ومدى قبولها لدى اللة...والنهارده وفي الخماسين فى مدى قيامها وتمتعها بمياه الحياه... فى حلول الروح القدس بيكلمك عن انهار المياه الحيه والتمتع بعطيه الروح المجانيه.. النهارده الكنيسه فى فتره الخماسين بتفكرنا بقصة السامريه.. عشان تقول لك السامريه معناها تغيير حياه.. السامريه معناها القيام وانتصار على موت الخطيه ...السامريه بتفكرك القيامه يعني غلبه يعني ما فيش مستحيل.. المراه السامريه ظلت مرتبطه ب ازواج ليسوا ازواج ..مرتبطه بخمسه.. والذى معها ليس زوجها ...يعني لما نيجي نحسب كده هى تعرف كم رجل.. تعرف ست رجال رقم سته في الكتاب المقدس يشير الى النقص... تملي يشير الى عدم الكمال و كل ما هو ارضى...يدخل المسيح كسابع في حياتها يعطيها الشبع يفطمها عن الماضي بتاعها كله. ينسيها كل رباطها القديمه و يعتقها ويعطيها بدايه جديده.. هو ده النهارده اللى الكنيسه عاوزه تفكرنا ب انجيل السامريه عشان تعطينا مع السامريه قيامة جديده و بدايه جديده وعتق من كل ربطات ارضيه مهما كثرت ومهما ثقلت ومهما مضى عليها ماضي كثير. ما فيش مستحيل.. بيقولوا ان كان في عداوه شديده جدا بين اورشليم والسامره .. و لما كان يحبوا يشتموا واحد او يهينوا او يوبخوا او يعايروه يقولوا له انت سامرى . مجرد ان يقولوا انت سامرى معناها بيقولو ان انت غريب انت نجس.. فيك شيطان كلمه سامري بس هى شتيمه.. عداوه شديده جدا من ايام انقسام المملكه فى عهد رحبعام ابن سليمان انقسمت المملكه الى مملكتين ..مملكه الشمال ومملكه الجنوب فالشعب انقسم.. لما انقسم الشعب..انقسمت انتمائتهم وانقسمت وجهات نظرهم... فاصبح في ناس تحت ودول سبطين ...وأصبح عشر اسباط فوق. ال 10 اسباط اللى فوق كلهم اختاروا..مدينه السامره عاصمه لهم واصبح العشر اسباط بمدينه السامره الل هى قلب ال 10 اسباط دول يمثلوا النفوس التى تركت الهيكل في اورشليم تحت ....فكان اهل اورشليم يتعاملوا مع السامرة باحتقار..والسامره يتعاملوا مع اورشليم بعداوة...ومن هناك كبرت العداوه.. لدرجه ان كان لا يوجد تواصل بين الاسباط .. دول ما يعرفوش دول.. وأصبح بتوع السامرة اختلطوا بالامم وسار.. عداتهم و تقاليدهم مختلفة..ومن هنا ابتدت الفجوه تتسع..ابتدى المنع بين التزاوج من اهل السامره و اهل اورشليم ..لدرجه يقال ان ابن احد الكهنه في اورشليم احب فتاه سامريه.. عاوز يتزوجها فمنعوا فأرتبط بها وراح عايش في السامره.. وعشان خاطر يزود العداوه .وعشان خاطر يعير بتوع اورشليم ..عمل لهم فوق هيكل عشان يقول لهم ما حدش احسن من حد... هما تحت عندهم هيكل واحنا فوق عندنا هيكل.. ولان ابن كاهن فكان فاهم الطقوس اليهوديه فكان يمارس الطقوس فوق.. لكن العباده الحقيقيه هي في اورشليم..ابتديت الفجوة تتسع ..ابتدوا يقوللهم اللي انتم بتعملوه فوق دة غش ...ولكن اللي احنا بنعمله ده صح... يقولوا شويه من السامريين كان يروحوا اثناء الفسح اليهودي اللي هو متجمع في كل الاف الشعب عشان يفسدوا العباده بتاعتهم.. وعشان يفسدوا العباده بتاعتهم ياخذوا معهم اكياس ملانه عظام اموات ويروحوا يوقعوها جوه الهيكل ...وطالما بقى في عظام اموات وقعت جوة الهيكل يبقى الهيكل تدنس.. والعباده اللى فى عبادة باطلة...فتقوم حرب من بتوع اورشليم والسامره... فجوه كبيره .طبعا ربنا يسوع جاي يتقابل مع السامريه و بيكلمها ..استغربت السامرية انة بيكلمها...انا سامريه...قال لها انا عارف ..انا جاى ازيل كل هذة الأشياء..انا جاى اشيل العداوه.. الفواصل. الكلام ده كله كلام بشرى..انا جاي ابشر بما هو الأهى ...انا جاى ارفعك من مستوى الفوارق دي... جايه اخلص جاى افتقدك...طب انا سامرية وانت رجل يهودي...وانا امراه عايزه تفكروا بالعوائق اللي بينهم.. قال لها كون ان انتى امراه ده امر ما يشغلنيش كثير.. معروف فى العرف اليهودى..ان محرم على الرجل ان يكلم امراه بمفرده... فدول قاعدين لوحدهم و بيكلمها. يعني انت يا رب يسوع بتعرض نفسك لشبهات. انك تتكلم مع واحده!!! يمكن المراه تبقى معذور.. لكن هي بتفكر..ه ومعك ده بيطلب منها ان هو يشرب. جاي عشان يفتقد الانسان ويقيموا..ويخرجوا من البئر الكبير الغويط اللي غرقان في السته اللي تعرفهم و لم تشبع ولم تكتفي.. السته اللى تعرفهم وما زالت عطشانه.. السته اللى تعرفهم ومغذيه مش قادره تواجه الحقيقه ولا تواجه الناس..خارجة فى عز الحر عشان تملي مياه ...هو جاى عشان يفتقدها .. الكنيسه بتفكرنا بالانجيل ده النهارده. عشان تقول لك لازم تخرج من البير الغويط دة ... لازم تقوم من سقطاتك الكثيرة...لازم تتمتع بعشره المسيح اللي جاي يفتقدك..وانت مليان اتعاب ورجاسات ومليان نجاسات رغم انك .اقمت حواجز و اسوار رغم ان انت طولت المسافه بينك وبينة كثير.. ورغم ان انت وضعت بينك وبينة عراقيل كثيرة....زى ماالمراة السامرية عمالة تذكروا بهذة. يسوع يقولك أبدا....انا جاي اتكلم معك انت جاي اترجاك انت و اطلب منك انك تعطينى اشرب ..انا عطشان إليك ...عطشان الى خلاصك....فى بعض الاباء يربطوا..ما بين احداث اللي حصلت مع المراه السامريه وبين احدات الصليب ...يقول لك ده حصل في الساعه السادسه حصل في الساعه السادسه...المسيح جاء يفتقدها من كل خطاياها ..عشان ينقذها منها ...وكذلك المسيح في الصليب...هنا بيقول لها انا عطشان وعلى الصليب قال انا عطشان.. هو جاء عشان يخلص.. جاء عشان يفدى ويبتدى بداية جديده... دي السامريه اللي ما تستاهلش الاهتمام ده ..لكن في عين ربنا تستاهل كثير ..يمكن ناس كثير تحتقر هذه المراه يمكن ناس كثير ترفض مجرد الحديث معها...لان مجرد الحديث معها يبقى وصمه عار في حق اللي بيكلمها.. ومع كده هو قابل.. ومع كده هو تودت اليها..هى تغلق معاة كلام وهو يفتح...هى تحط حواجز وهو يشيلها ...هى تفكروا بالعوائق وهو يفكرها بالاقتراب.. هي عماله تغير في الكلام وتقول له إلا علك اعظم من ابينا ابراهيم وعماله تدخل معاه في احاديث فرعيه لكن هو عمال يركز على الاهتمام بها كانفس.. واحنا اعدين النهارده جنب ماء الحياه وجايين بخطايانا واتعبنا واثقلنا وهمومنا .وهو بيحدثنا وبيقترب الينا بيقول لكل واحد فينا انا عاوز اشرب..انا عطشان لخلاصك...انا عطشان لمحبتك انا عطشان لان انت تعطيني حاجه من عندك.. انا عاوز اخذ منك انت.. وده قصد النهارده ان السامريه في الاخر تذوق الماء الجديد التي يعطيها لها ..كل من يشرب منة لا يعطش الى الابد...عرفها طريقه مياه الحياه.. ده اللي احنا جايين نرتوى منه النهارده. . انا هاخذ منه روح جديد ناخد بة قيامه جديده ...فى اعتقاد احبائي ان فتره الخماسين دى فترة راحة.. او فتره كده الانسان يسترخى بقى..مين اللي قال!! هو الواحد يتعب اثناء الصوم . ويبدد فى اثناء الخماسين؟! ده احنا صمنا عشان طبيعتنا تتغير ..صمنا لاجل انضباط اجسادنا وترويدها ..فلنا ان نتمتع بثمر الصوم من خلال الخماسين . وتيجي الكنيسه تفرحك النهارده ب انجيل السامريه. انك تاخذ معها ماء الحياه.. الحياه الجديده تاخذ معها العتق من الخطايا. ركز على النهارده السامريه النصف الجديد في حياه السامريه النص القديم ده خلاص انت النهارده مع السامريه في النصف الجديد ماذا بعد ان تقابلت مع المسيح ماذا حدث في حياتها منذ أن تغيرت. هوده النص اللى الكنيسه النهاردة عاوزة تركزلنا فى ....وعاوزة تخلينا نخرج معها واحنا اتقابلنا مع المسيح الحي القائم من الاموات الذي اعطانا احتياجنا بل .. واكثر بكثير ...هو ده النهارده قصد انجيل السامريه.. عشان كده ان كل اسبوع في الكنيسه يرتبط مع اللي قبله واللي بعده.. وهي كلها رحله...فى الصوم الكبير كان رحله وكل رحله ولها نهايه الخماسين رحله ..ورحلة الخماسين لها نهايه ..والنهايه مش في صوره نهايه لا نقدر نقول مكافاه. الصوم الكبير لة نهايه و مكافاه. نهايه والمكافاه هو القيامه . والخماسين؟ لة أيضا نهايه ومكافاه.ماهى والمكافاه والنهايه بتاعت الخماسين؟ حلول الروح القدس الكنيسه عاوزة تضعنا فى دائرة الروح . وعاوزه تضعنا في دائره الحياه الجديده.. تعطينا نعم جديده تفرحنا بها.. النهارده فتره الخماسين بتسلق فيها بالانسان القائم من الاموات منتظر عطيه الروح القدس. من خلال الرحله دي الكنيسه بتنقلك يوم بيوم و اسبوع باسبوع بعطيه جديده . وقوة جديده وبهجة جديدة. .عشان كده لو قلنا ان الخماسين دول سبع اسابيع تلاقي الاسبوع الاول كان يكلمك عن تومه وايمان توما وشكك وشك توما. فيقول لك الخماسين لازم تبتدي فيها بالايمان بالقيامه..انتقلت بالقيامة يقولك الخماسين بقى لازم لها شويه مقاومات تعيش بها ...في ثلاث حاجات من مواد الحياه الاسبوع اللي فات اللي حضر القداس كان يتكلم عن المسيح خبز الحياه يقول لك انت في الخماسين لازم تتمتع بالخبز ده..انت عشت بالإيمان فتغير من حياتك لما تغيرت حياتك اتغيرخبزك..اتغير نوع الطعام اللي انت بتاكله. لان انت جسدك اتغير بالقيامة...مابقاش احتياجاتة الاكل العادي .. لا انت اتفطمت عن الاكل العادي في رحله الخماسين. بقيت بتاكل اكل جديد.. ايه هو الاكل الجديد دلوقتى؟ الاكل هو خبز الحياه...معروف حتى للي عندهم اطفال يقول لك ابتدي معاة من سن كذا هتدي له كذا من سن كذا هتدي له كذا .مكتوب حتى على علبة ا الاطفال ده من اول ثلاث شهور ..ده ست شهور ده تسعه شهور...انت كنت في مرحله بتاكل اكل دلوقتي بتاكل اكل جديد ..اية هو؟بتاع الاسبوع اللي فات اللي هو خبز الحياه.. النهارده يكلمك عن ايه على ماء الحياه... زي ما انت لازم تاكل لازم تشرب عشان تتمتع بأنسان القيامه . تاكل و تشرب تاكل خبز الحياه و تشرب ماء الحياه.. اصل انت اتغيرت . هتيجي الاسبوع اللي جاي يكلمك عن نور الحياه ..الانسان في حياته محتاج اكل وشرب ونور وطريق يعيش فيه ده الاسبوع الخامس من الصوم وبعد كده يكلمك عن الاستعداد لحلول الروح القدس وبعدين تاخد الروح القدس...رحلة مرتبطه ببعضها..تعيشها بامانه واخلاص تفرح بها وتفهمها و تتمتع بها ..ده القصد من فتره الخماسين المقدسه. احظر من عدو الخير يحولها لك لفتره استهتار وفتره للاسترخاء والفتور... انت بتتتمتع فيها بالمسيح بطعم جديد مش مجرد ان انت دخلت في فتره الخماسين معناها ان انت خلاص بقى الجسد يغلب. و الشهوه تسيطر. انت فى فترة جديده دلوقتى..انسان جديد اخذت روح القيامه و اخذت لوازم حياه الانسان القائم من الموت عشان كده الكنيسه النهارده بتفكرنا بالسامريه وتقول لك قوم معها وتخلص من السته وشيل العوائق بينك وبينه زي ما بيكلمك انت كمان كلمة واذا كان هو بيكلمك ويقول لك انا محتاجلك ومحتاج اشرب من المياه الى معاك انت تقول له ده انا اللي محتاج المياه اللي معاك انا اللي محتاج لك اكثر ما انت محتاج لي.. عشان كده الآباء القديسين يقول لك. فكرك بعد كل الحديث ده يسوع شرب.. ابدا. ده هو كان بيفتح حديث معها.. عاوز يقول لها انا عطشان بس مش عشان للمياه اللي معاكى..انا عطشان لنفسك وخلاصك انا عطشان للاهتمام بيكى.. انا عطشان لقبك وتوبتك..هو دة قصد الكنيسه النهاردة بتضع لينا هذا الفصل المقدس عشان خاطر تذكرنا ان فتره الخماسين مش استهتار ابدا. دى فترة ثبات وفرح وفتره قوه . هى دى الرحله بتاعت الخماسين .اللي بتعطيها لنا الكنيسه في الفتره المقدسه دى... عشان كده احبائي صعب جدا ان انا احصر المسيح فى حدث...او فى شخصية او فى ظروف...انا لازم اضع نفسى داخل الحدث لازم اعرف ان الحديث دة بيتم معايا انا والخلاص اللى عاوز يقدموا المسيح للسامرية دة عشانى انا.. والمياه اللى المسيح عاوز يعطيها للسامرية دى عاوز يعطيها لى انا ...والحواجز اللى بين السامرية والمسيح دى حواجز بينى وبينة عملتها خطيتى وعملتها الظروف وعملها المجتمع وعملها زهن الإنسان والفجوة بتبتعد. وهو بيقترب. كل دة عشان يفكرك يقولك ان الكلام دة كل كلمة فى ليك انت...كل الكتاب نافع للتعليم والتوبيخ...دة بتاعك انت...اكتشف خلاصك الان افرح بربنا دلوقتى خذ ماء الحياه. مايكتش هو عاوز يعطيك الافراح والقهوة دى كلها وانت اللى بتتراجع وتستعفى وتقول مش دلوقتى..لو هو عاوز يعطيك قولة انا كمان عاوز اخذ. منك عاوز اشبع منك..دة انا محتاج لحاجات كثير انا محتاج ان انا اتغيرت. أتفرج على حيات السامرية بعد هذا اللقاء ..أصبحت كارزة. للدرجه دي ؟؟ااقول لك اه.. اصبحت تنادي لكل الناس طب انتي ليكى وش تكلمي ألناس؟!.. من ساعه ما اتقبلت معاة وانا واجهي بقى واجهه غير مغزى ..زي ما احنا نصلي في الكنيسه نقول بوجه غير مغزى ..خلاص ما بقاش خزى الخطيه مغطيني رغم ان خاطى...لكن المسيح يغفر لي خطاياى..رغم ان انا ميت. لكن المسيح اقامنى...طب الرجالة اللي تعرفيهم دول... ترجعي ثاني؟! دي نسيتهم ..يمكن السامريه يمكن بعد ما قابلت بربنا يسوع ..لو تقابلت مع واحد من اللي كانت عايشه معاهم..يمكن توصل لدرجه ما تفتكرش شكلة ولا ملامحه.. الحياه مع المسيح كده, الحياه مع المسيح تجعلك تنسى كل اتعابك وخطاياك الثقيلة المسيطرة عليك تبقى بالنسبالك ماضى. لو كنت تفتكروا.. فتفتكروا عشان رحمه ربنا عليك بس مش هتفتكر عشان يبقى ثقل عليك. هتفتكروا عشان تقول يا سلام ..مبارك انت يا رب..الذى عتقتنى من رباطاتى القديمه..الذى اريتني القيامه من سقتتى ..الذى اعطتيني حياه من موت.. انت الذى اعتقتنى من كل الرباطات الثقيلة..انت اللى ازلت كل الفوارق... هو النهارده دة انجيل السامريه بتاع القيامة...اللي عايزاك تاخذ نصيبها وقوه توبتها وتاخد فرحها و تتغير و مش ممكن تمشي من هنا غير لما تشعر انك اتغيرت مع السامريه.. ذهنك انغير قلبك اتغير. اهتماماتك اتغيرت عشان كده كلمه جميله جدايقولك..انها تركت الجارة بتاعتها ..طب ده انتى جاية مخصوص عشان تاخدى مياة...سابتها...اصلها خلاص الاهتمامات القديم اقطعت منها ..الاباء القديس تملي يقولك..الجاره دي بتبقى مصنوعه طين...والانسان ممكن يجي للمسيح بالطين بتاعة...لكن لما يشوفوا يسيبوا عندة...وينساه..طب الطين بتاعنا راح فين ؟؟راح عنده هو ..يعني انتى سايبة الطين بتاع جنب المسيح.. اصلا هو اللى قادر انة يرفع عننا ..هو ده حامل خطايانا..هو ده غافر خطايانا...خطيتنا تروح عليه لانة قدوس وبار..خطيتنا هو يمتصها ..هو قادر انة يحولها الى نقاوة . لانة هو مصدر للبر .. هو ده عمل المسيح فى حياتنا...النهارده احبائي الكنيسة عاوزة تركز معنا على الحياه الجديده وعلى ما الحياه وانت قاعد ترافع قلبك انى ما اطلعش من الكنيسة الا وانا واخد ماء الحياه...وانى ماكنش النهارده انا سامع او متفرج..لحديث السامرية مع رب المجد. السامريه هو انا..وخطية السامرية هى خطيتى..والتحول اللى حصل للسامرية انا اول واحد محتاج انة يحصل جوة حياتى..ربنا الذى تودد للسامرية يتودد اللى نفوسنا والذي طلب منها ان يشرب يطلب منا ان نعطية ماء هو من اجل انه عطاش من أجل خلاص نفسنا .نقدم لة توبة نقدم لة القلب الحب ...ربنا يكمل ناقصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد الى الابد امين....

جوع وشبع أحد الأبن الضال

بأسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الان وكل اوان الى دهر الدهور كلها امين.. تدخر الكنيسه احبائي لابنائها اجمل فصول الكتاب المقدس عن التوبه ..فصل الابن الضال..المذكور في لوقا 15 وكأن الكنيسه عاوزه تقول انا عاوزه اقدم لاولادي موائد مشبعه من نوع اخر..موائد روحيه.. اولادي صائمين ومنعوا انفسهم عن الاكل و امور كثيره شهيه.. فلابد ان انا اقدم لهم ما هو اشهى واشهى واشهى ...ومن هنا نلاقي الكنيسه بتتميز ب احاد الصوم الكبير بفصول مشبعة...موائد مشبعة روحيه.. عوضا اي حرمان من طعام ارضى.. عشان يكون ولادها سالكين بالروح شبعانين بالروح ..حال الابن الضال قبل ما يترك ابوه وبعد ما ترك ابوه وبعد ما رجع لابوة...مقارنات الانسان لازم يعملها في ذهنه.. في بيت ابوه في الاول كان يظن ان البيت ده بيقدم له قيود..كان يظن ان هذا البيت بيقدم له حرمانات ..كان يظن اي شيء في البيت ده ما لوش طعم ...وحاسس بان الخروج من البيت هو الحياه.. الحريه .هو الانفلات.. هو ان يعيش بحسب هواة و عدو الخير يزين له هذه الحقيقه والمجتمع اللي حواليه واصدقائه واخذ القرار...هذا حال الانسان احبائي الذى يعيش مع المسيح بروتينية... اللي بيعيش مع ربنا بدون حب.. بدون تقدير لعطايا محبه الله ...ده بيعيش الحياه مع ربنا بتبقى حياة ثقيله.. حياه كأنها قيود ..بيبقى عايش باحساس الاب اللى عايش في بيت ابوه مش حاسس ان ده بيت ابوه...ومش حاسس بمدى التمتع. اللى واخدة وهو جوة بيت ابوة.....شايف ان جوه بيت ابوه ده واحد مقيد محروم... فأشتاق انة يخرج بره البيت .. وظل عدو الخير ..يذينلة لة ان بره البيت هي دي الحياه... كثير احبائي عدو الخير بيخدعنا في المرحله دي ويقولك .. جرب ..شوف....وممكن نشوف الناس اللي عايشين خارج محبه الله ممكن يبقى شكلهم جذاب...وممكن النفس تنخدع وتحب تجرب....فحب يجرب..راح جرب شوية وسرعان ما نفذت ثروته.. وسرعان ما تركوا اصدقاؤه وتركوا. هما ما كانوش بيحبوا لشخصة .لكن كانوا بيحبوا لماله ...كانوا بيستخدموه لمالة... اول ما نفذ مالة ..تخلوا عنه وابتدا يواجه الحقيقه المره ..ده الانسان احبائي لما يترك ربنا ممكن يشعر انه في تمتع في الابتعاد عن ربنا الحكيم يقول لك ...ان فرح الفاجر الى لحظه..ابتدا يحس ان هو حر شويه ..ياخذ راحته شويه..و بيعمل اللى هو عاوزة..وعلى هواة... ما فيش حد يقول له لا ما فيش حد يقول له عيب... عشان كده يقول لك راح لكره بعيده...الانسان احيانا لما بيبعد عن ربنا بيظن انه هياخد راحته.. ويبقى بعيد عن عين ربنا يعمل اللي هو عاوزه.. لكن في عين بتتراقب..وفى نداء جوه القلب والخطيه نفسها بتذل الانسان.. بتخليه هو بنفسه ياخذ قرار العوده ..وهو ده اللي شوفناه.. ابتدا يجوع وابتدا يحتاج..وابتدا يعامل معامله العبيد .و ابتدأ يشتغل شغلانه من احقر الاعمال على الاطلاق ..ربما تكون ده احقر عمل كان ممكن يقوم به اقل انسان في ذاك العصر..انة يرعى الخنازير..واحقر مافي الامر ان هو كان بيشتاق ان يملا بطنه من خروب الخنازير.. ابتدا يذوق الذل والمعاناه.. المثل ده بتاع ربنا يسوع المسيح مره واحد من الكتاب وصفوا انة من اروع القصص اللي موجوده اللى كتبت في التاريخ ..قصة الاب الضال. .كتقييم قصصي ادبي..اطلق عليها انها من اروع القصص التى كتبت فى التاريخ...لانها قصه فيها تعبيرات عاليه جدا باساليب بسيطه جدا .ابتدا يحتاج من هنا ابتدا يجوع ومن هنا ابتدا يتذكر حاله في بيت ابوه.. والكرامه اللي بتنتظره.. وجميل جدا لما يقول لك راجع الى نفسه اقوم الان وارجع الى ابي.. كم من اجير عند ابي يفضل عنة الخبز وانا هنا اهلك جوعا ..٦....مقارنه احبائي جميلة جدا الانسان لازم يعملها في داخل قلبه ..حال الانسان وهو خارج الحظيره وحال الانسان وهو داخل..لكن داخل الحظيرة فى نوعيات..فى حال الابن قبل ما يترك بيت ابوه.. وفي حال الابن الاكبر. وفي حال الابن بعد ما رجع لبيت ابوه ..احوال مختلفة...ثلاث مواقف كل موقف غير الثانى .. الولد الاولاني الكبير قاعد جوه بيت ابوه اكنة مطر ...اكنة عايش بالقمتة بس مش واخد راحتى ..دة الابن الاكبير. الابن الاصغر عايش وحاسس انه مخنوق و لازم يسيب المكان ..يعنى لاالكبير فرحان ولا الصغير فرحان.وبعدين لما الابن الاصغر رجع ثاني ابتدا يشعر ان بيت ابوه له طعم مختلف... الانسان احبائي لازم يقارن انة قاعد جوة جوه حضره ربنا ...بانه احساس ؟؟احساس الابن اللى قاعد غصب عنه ..ولة اللى قاعد بحب ولة اللى قاعد كواجب؟ انهة فيهم. انا متمتع بخيراته ابي ولا انا حاسس ان انا عبد ولا حاسس اني محروم ..انا شبعان ولا جعان ؟ ..هنتكلم مع بعض شويه في حته شبعان ولة جعان ....خطورة الجوع... احيانا احبائي الجوع ما يكونش جوع للاكل. في اخطر بكثير من جوع الاكل... جوع العاطفه جوع للغريزة..جوع لمحبه العالم الانسان بيبقى جعان من جواه. بيبقى سهل جدا يضعف قدام اي رغبه جوة منة...جوع عشان كده الحكيم يقول لك ا النفس الشبعانه تدوس العسل..النفس الجعانة كل مره حلو.. كل مره حلوه... تلاقي الانسان جعان تقول له طب الحاجه دي مضره ..يقولك بس اهي كويسه.. ليه؟ بيحاول يشبع نفسه... بيحاول انة يرضى نفسه. بامور ضارة والعقل الفاضى معمل للشيطان.. عشان كده اقول لكم ان في جوع اخطر من جوع الاكل جوع النفس جوع القلب جوع العقل.. الانسان عليه ان هو يكتشف مقدار الجوع بتاعه ..وايه الاشياء التي تشبعوا ..والخطايا لا تشبع... سليمان الحكيم يقول لك ..ما من شئ اشتهتوا عينى وامسكت عنهما...مافيش حاجة وقولت لنفسى لا...كان جعان لاشياء كثير وافتكر ان ممكن يشبع.. يقول لك بانيت لنفسي٩٩٩٩٩٩ كرون اقتنيت لنفسي مغنيين ومغنيات ..جمعت لنفسي من خصوصيات الملوك اكثر من جميع الملوك الذين سبقوني ..احيانا الواحد يبقى جعان لاكله ولة حته ذهب ولة لعربيه ولا كذا..؟؟ احيانا الواحد نفسه تشتاق حاجات اقول لك خلي بالك ..كل ده مايشبعش ومايغنيش. ومايخليش معاك احساس ان انت مكتفي ابدا... الاحد القادم السامريه ..يكلمك ان هي لها خمسه ازواج واللي معها ليس بزوجها .. يعني واحد واثنين وثلاثه طب مش كفايه مش خلاص ..طب استرحتى...اكتفيتي.. اذا كنتى حاسه ان الناس دي هيعلجولك. العزله اللي انتى عايشاها..علجوا؟ ابدا ...طب اذا كنتى حاسه ان غريزتك محتاجه تشبع طب خلاص انتهينا ؟؟ ابدا عشان كده واحد من الآباء القديسين يقول لك.. المراه السامريه عرفت خمسه والذي معها ليس بزوجها يبقى كام، ؟ 6 يقولك 6 دة رقم ناقص...دخل في حياتها السابع وكان هو الكفايه بالنسبه لها...اللي هو مين ؟ المسيح... لما عرفته اكتفت..الجوع. الولد الصغير جاع مشتاق يملا بطنه من خروب الخنازير شوف الحكارة شوف قد ايه هو فقد هويته فقد كرمته. في عن نفسه الخطيه مره احبائي مذلة مهينة. اخطر ما فيها تفقد الانسان احساسه ببنوته الى الله فتفقده كرمته تفقده صورته الالهيه فيحس انه تافه يحس انه حقير يحس انه ملوش اي لازمه...ممكن يحس ان ممكن الحيوانات افضل منه... ادي اللي بياكلوا الخنازير كحق ليهم .. هو مش من حقه ان ياكل الخرنوب بتاع الخنازير.. يعني ممكن لو اتشاف بياكل من خرنوب الخنازير ممكن يتعاقب .للدرجه دي.. يا لا الذل عشان كدة احبائي .. الانسان لازم يشوف انا مشيت ورا غرائزى ومشيت وراء عقلى ومشيت ورا اطماعى ايه اللي اخذته مشبعتش...جعت.. وكل ما جلست فتره اطول في مثل هذه الحياه يزداد الجوع و يزداد احساس الحرمان وما فيش ابدا شبع ...عشان كده الكتاب المقدس يكلمك عن سفر الرؤيا عن الاغنياء والعظماء والملوك والولاة..كل دول هيقولوا للجبال تغطينا والاكام تسقط علينا من وجه الجالس على العرش.. ده انتم اعظم ناس ..ده انتم الناس كانت بتتفرج عليكم في الصور.. ويقولوا العظمه والقبها اللي عايشين فيها والقسور والسيارات الفاخره والتنعمات... أوعى تفتكر ان هو ده يعطى الانسان مجد ولا فرح ولا كرامه ابدا كرامه الانسان في احساسه بانه هو ابن للة ..ان هو غنى مش غنى بامواله لكن غني بمعزتة عند ابو السماوي هو ده الغناء الحقيقي ...عشان كده الخطيه من اخطر الامور التى تفسدها هويه الانسان..مين انا ..؟؟الولد ده قاعد كده وهو جوه الحظيرة بتاعه الخنازير تقول له مين انت؟ يقول لك انا.. انا ما عدتش انا خالص..اانا اصبحت احقر انسان على وجه الارض ..تفقد الهاوية الخطية. لما رجع لنفسة .ابتدي يفتكر هو مين... وابتدا يعمل مقارنه رجع ثاني بذهنة هو مين.... لو الانسان احبائي ادرك هو مين ..لو الانسان عرف قد ايه كرامتة..واد اية محبوب لدى ابو السماوى...وان كل خيرت السماء من اجله.. وان خلاص الله معلن من اجلة ومحبه الله اللي بذل بها ابنه من اجله..وانة لة المواعيد ولة الملكوت.. وانة صاحب الملكوت.. عمره ابدا ما يفرط في الكرامه دى ولا يضيع ايامه ووقتة وعواطفه في عبوديه خطيه مره عشان كده تلاقي الانسان غير مشبع غير راضي.. تلاقية منقسم على ذاتة...لان لا اكتفاء في الشر.. تلاقي الانسان جعان يحكلنا الكتاب المقدس عن واحد اسمه أخاب الملك .. عنده قصور..وعندة خصوصيات وعندة عبيد..بس كان فى كرم بتاع راجل صغير....١٤..اسمة نابوت اليزرعيلى . كان مشتاق جدا ان ياخذ حته الارض دى..انت راجل غنى هضيف لك ايه يعني... لما راح كلم نابوت على حته الكرم دى... قالوا لا انا ماافرتش في ميراث ابائى..كلنا عارفين ان الاراضي زمان كانت اراضي من ايام ارض الميعاد يشوع ابن نون قسمهلهم ... فلما اتقسمت. اصبحت ميراث اباء .. فأصبحت معناها اكثر من قيمتها.. فقال له ازاي افرط فى ميراث ابائى؟!..ومن هنا ما رضاش..أتفرج .الكتاب المقدس يوصفلك حالا اخاب الملك ما بقاش ياكل وبيحط وشوا في الحيط وبيعيط . . امراته ايزابل لما شافته في الحاله دي استغربت قالت له مش للدرجه..قالها لا انا نفسى فى الحقل ده...فقتلت ايزابل الرجل لانها كانت شريره ..وصلطت على نابوت عشان ياخذ الحقل بتاعه ...كلنا عارفين ان ربنا انتقم منه منها عايز يقول ايه ده ؟ عايز يقول للدرجه... دي الانسان بيبقى جعان.. لاقتناء.. لحب العالم. يبقى فكرونا لو اخذ الحاجه دي هيرتاح ..فكره ان لو بقى عنده كذا هيطمن ابدا ..جوع ...ادى الابن الضال حاله في كره الخنازير جعان ..الانسان احبائي الذى يعيش بعيد عن اللة تلاقيه جعان عشان كده تلاحظ ان خطية ابونا ادم وحواء كان فيها نوع من انواع الجوع . ..تلاقي ان شعب البريه خطيتهم كان فيهآ نوع من انواع الجوع .. ليس لنا خبز ليس لنا طعام ناكل اخرجتنا الى البريه لتوميتنا. . تمر بالانسان على انه يظن انة جعان .. عشان كده ربنا قالوا انا هخليهم ياكلوا لحمه...قالوا هتجبلهم منين لحمة ؟!هتجبلهم مواشى الدنيا دي كلها.. ولة سمك البحر كله قال له ده مش شغلك بقى... انت هتشوف.. وفعلا ربنا بعث لهم اسراب من طيور بتاعه السلوى واكلوا ..لدرجه ان ربنا قال له انا هجعل الاكل ده يسير لهم قراهة ويطلع من مناخيرهم.. ايه ده... عايز يقول لك..ادى الانسان الجعان خليه يشبع...وياكل من الاكل دة فكرك هيشبع..ولة هيكتفي ... تلاقيه عايز يعبد عجل .. الانسان احبائي اللى سايب نفسه لحيات الجسد .. وحياه غريزه ...هتلاقيه انسان كل شويه بيقاتل بوجع ..بطن وجع حياه عالم وجع فقدان هدف وجع فقدان هاوية...كلها جوع الوان من الوان الجوع... تبص تلاقيه واحد زي عيسو...ابونا يعقوب عامل اكلت عدس تلاقيه جعان.. يقول له اعطينى من هذا الاحمر قال له بس تديني البكوريه بتاعتك.. تخيل انت بقى النفس الجعانه دي عمل ايه ...قالة انا ماضي الى موت يا سيدي انا هاخذ اية بالباكورية دى..اديني اكل طعام.. جعان لااكله كان يظن انة لما ياكلها هيشبع .. لكن تخيل يقول لك ده انا يارتنى مااكلت...يا ريتني ما اكلت تعالا اسأل ابونا ادم وامنا حواء.. هااا لما اكلت انبسطت يقول لك يا ريتني ما اكلت.. تسال الابن الضال ها انسطت لما تركت ابوك يقولك يا ريتني ما كنت تركتوا.جميل جدا ان رغم كل التعديات دي لكن فى الذى ينتظرنا ..عشان كدة تعال اتفرج على الولد لما رجع بيت ابوه شبعان شبعان شبعان ...حتى لو مااكلش..يكفي ان كرامته اتردتلوا... يكفي انه حاسس بمين هو يكفي انه حاسس بقيمتة وغلاوته الخطية تجعل الانسان يحس انة محتقرو مرزول ومهان ... ودة فرح العدو فى الخاطى...فرح العدو فى الخاطى مش فى انة يفعل الخطية.. وهو مهان ..هو دة مصرت العدو فى خطيه الانسان.. مصرت العدوي بخطيه ابونا ادم انة يبقى اللة حبيبي ده اللي متعود عليه ومتعود يسمع صوته وياكل من ايده ومن خيره . يشوفه يستخبى ..ادي فرح العدوي..فرح العدو فى ان يحدث ساتر بين الانسان والله الابن الضال رجع شبعان..شبعان نفسيا روحيا جسديا القديس اغسطينوس كان يقول لربنا ان من يكتفي اثارك لم يضل قد ..ومن امتلكك شبعت كل رغباته.. تعال كده اسال انسان يكون عايش في مخافه ربنا ومحبة ربنا..لو سالتوا نفسك فى اية يقولك نفسى اتوب.نفسي اكمل ايامي بسلام... نفسي ربنا يعطيني ميراث ملكوت السماء نفسي اشوف فلان وفلان وفلان يعترفوا وبيتناولوا وبيروحوا الكنيسة.. ايه ده دي كلها حاجات روحية. يقول لك هو ده اللي نفسى فيها واحد ثاني تقول لة نفسك في ايه.. يقوللك طب استني لما اكتبلك بقى... ربنا مشبع جميل في معجزه الخمس خبزات والسمكتين .يقولك ااكلوا جميعا وشبعوا..مشبع لكيانك... اذا كان استطاع ان يعول شعب اسرائيل 40 سنه ..اربعين سنه يعول حوالي 3 مليون نفس.. مشبع احنا نقول له انت الرازق ومعطى جميع الخيرات..ما تفرقش معاة ابدا.. تعالا كدة عيش مع ربنا تحس بالغنى و الرضا والسرور ...وتحسن ان انت مش كل حاجه بتجذبك ابدا ابدا.. ده انت بقيت تقول بعز يا نفسي دوسي ادى حال الابن لما رجع لابوة....لما رجع لبيت ابوه ما كنش متوقع الاستقبال ولا الحفاوة ولا الترحيب ولا عوده الكرامه كان متوقع عقوبات اهانات طرد ذل..قبول بشروط... كل ده ما حصلش ابدا ..احيانا احبائي عدو الخير يقول لك طب وانا فكرك ربنا هيقبلني؟! فكرك ليا توبة...فكرك هرجع ثاني زي ما كنت؟ اقول لك افضل من ما كنت... القديس يوحنا ذهبي الفم يقول لك لما ابونا ادم اخطئ..وجاء ربنا يسوع المسيح على الارض .وفدى الانسان اعطي الانسان كرامه اكثر من كرامه ادم قبل السقوط...يقول لك.. مبارك هى سقطت ادم التي جلبت علينا كل هذه البركات ..الولد لما خرج بره البيت ورجع ثاني بقى لة غلاوة اكثر ..الولد دة بقى لة كرامه اكثر في البيت ؟ لية ؟ كان ميت وعاش ..انا ماصدقت لقيتة...الانسان الخاطئ احبائي موضع سرور الله جدا اللي بيحاول يفسد الحته دى ويحاول يبعد المسافات ويشمت في سقوط الانسان وييأسوا هو العدو.. عشان كده الابن الضال...طلع شاطر...قال لة انا قابل حتى اكون احد اجراءك.اجمل احساس يجى للانسان التائب والذى يستفيد من محبة ربنا يقول لة اقبلني يا رب كاحد اجراءك..عشان كده الكنيسة الحكيمة خليتنا نصليها باستمرار ...تقبلني كأحد اجراءك... جميل ان ربنا يشبع الانسان بكلمته وجدت كلامك كالشهد فاكلته اشبع بكلمه الانجيل املى بطنك وعقلك منها املى كيانك منها اشبع عقلك وقلبك بتسابيح مقدسه ممجدة حاسس ان انت شبعان ..تعال كده شوف ناس في صايمين لحد الظهر بعد الظهر بيحضر قداس لحد الساعه اربعه ولا خمسه ولا سته ويتناول ويخرج من الكنيسه تساله جعان بيقول لك انا ناسي ان احنا جدعان انا فرحان وشبعان جدا انا حاسس اني ممكن ماكولش دلوقتى..شبع اصلوافى .طعام اخر لمحبى اللة ..الذى قال عنة ربنا يسوع المسيح انا لي طعام اخر ..أشبع بربنا بكلمته..أشبع بقداس اشبع بتسابيح . . في تسابيح الكنيسه هو يكون له طعام حياه حلوا في حناجرهم افضل من العسل طعام حياه حلو في حناجرهم افضل من العسل اذا نطقوا به تفرح قلبهم وترتفع الى العلا عقولهم ..أشبع ربنا... ربنا عنده موائد دسمة..يقول لك في سفر اشعياء ان موائد سمائن ..يعني ايه... يعني حاجه سمينه لما الاب يرحب بالابن قال لهم اذبحوا لة العجل المسمن العجل المسمن ده يعني عايز يقول اكبر عجل عندنا. اجمل عجل وافضل عجل عندنا ..وطبعا العجل المسمن اشاره الى ذبيحه الافخارستيا ادي العجل المسمن المعد لينا ..عاوز ربنا يشبعنا بها عايز يحسسنا ان حنا اغنيا لو انت قاعد دلوقتي ومش حاسس ان انت غني ومش حاسس ان انت شبعان هتبقى عملت زي الولد الابن الضال ده جوه بيت ابوه بس قبل ما يسيبوه.. اهو لو قاعد دلوقتي وقلبك مقسوم و جواك محبه للعالم ومحبه للشهوات تبقي قاعد زي الابن الضال قبل ما يسيب بيت ابوه. ممكن تكون جربت العبودية المرة ومع كده مصمم عليها.. تبقى انت وصلت لحال اخطر من الابن الضال.. يبقى المطلوب ايه ؟ المطلوب تعرف انت مين انت موضع محبتة .. عاوز يعطيك العجل المسمن عاوز يعطيك الخاتم...عاوز يعطيك الحلة...ويعطيك احساس ان انت اهم واحد فى البيت دة.. عارفين زمان الخاتم ده مش مجرد اداة زينة..لا...كان أداة التوقيع... عشان كده اسمه خاتم ..يعني عاوز يقولة رجعولوا الخاتم رجعوا له تانى كرامتة حسسوة ان هو صاحب البيت..والحلة الاولى دي اللي هي كانت الثياب الغاليه.. فكانت يبقي فى حلة واحده بس في البيت بتاعت كبير البيت.. لو الاولاد عندهم مناسبه ولة وليمة يستاذن باباهم...هي حلة واحده.. ااحله الاولى لما يلبسها يحس ان هو اخذ كرامه باباة..اديلو الخاتم والحلة والعجل ايه ده ؟عايز يقول لك انسى اللى فات وارجع لكرامتك.تانى واكتشف انت مين..جميل جدا الانسان لما يتوب ويرجع لربنا يبتدى يحس بقيمتة. مش بس انة عمل خطيه..لا يقول انا اية خلانى اعمل كده.... على راي داود النبي عندما قال انا انحمقت جدا ايه اللي خلاني اعمل كده. جميل الانسان لما يفكر كويس هو مين؟ انت الابن الغالي والمحبوب انت اللي اخذت كرامه ونصيب . يجلسون علي مائدتى ويدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر هم يكونون لي شعبا وهو يكون لهم الاها..اللي يدعوا ان يكتشف الحمل حينما يذهب.. اكتشف انت مين اكتشف كرامتك ..وانت مين.. ارجع لبيت ابوك وانت راضي وفرحان..اي اجراءات ثانيه تشوفها تبقى انت مقتنع..وتقول كل الناس دي البعاد دوول مساكين وفكرهم انهم يكونوا في سعاده بعيد عن ربنا..لازم يرجع تأنى ويفرح بوجوده ويشعر بالغنى الحقيقى غني قلبه وعقلة وبالمسيح المشبع ..ربنا يدينا احبائي ان نرجع جميعا الى بيت اللة الى حضن اللة . وان نكتشف كرامتنا المفقودة وان نكتشف انة سر شبع..وسر كفاية في حياتنا لانه هو صديق نفسنا واجسادنا وارواحنا..ربنا يقبل توبتنا ويقبل عودتنا ويكمل نقائصنا. ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد الابد امين ...

الصوم والتغيير الاحد الاول من الصوم

الصوم والتغيير آحَاد الصُوْم الكِبِير وَضَعِتْهَا الكِنِيسَة بِإِرْشَاد إِلهِي وَحِكْمَة مِنْ الرُّوح القُدُس عَالِيَة جِدّاً مِنْ أجْل أنْ تُسَاعِد الإِنْسَان فِي رِحْلِة الصُوْم الكِبِير عَلَى إِنَّهَا لاَ تَكُون تَغْيِير لِلأكْل مِنْ الفِطَارِي إِلَى الصِيَامِي وَلكِنْ تَغْيِير لِلحَيَاة .. فِي الصُوْم " 9 " آحَاد إِذَا إِعْتَبَرْنَا أحَد الرِّفَاع وَالقِيَامَة مِنْهُمَا .. " 9 " آحَاد كُل أحَد فِيهُمْ يُرِيدْ أنْ يِغَيَرْنِي وَيِسَاعِدْنِي عَلَى أنْ أتَغَيَّر .. فَلاَزِم يِكُون فِيه تَغْيِير مُصَاحِب لِلصُوْم لَيْس شَكْلاً وَلكِنْ جَوْهَر .. التَّغْيِير الأهَمْ فِي الدَّاخِل .. فِي السُلُوك .. فِي الإِرَادَة .. فِي القَلْب .. فِي الحَيَاة . فِي الأهْدَاف .. تَغْيِير شَامِل يَمِس كَيَان الإِنْسَان كُلُّه . الأحَد الأوَّل : التَّغْيِير فِي المَفَاهِيم : التَّغْيِير فِي المَفَاهِيم .. مِثْل مَفْهُوم الصُوْم .. الصَّلاَة .. الصَدَقَة .. فَفِي فِكْر النَّاس إِنْ الوَصَايَا لاَبُدْ أنْ تُنَفَذْ مِنْ خِلاَل مَظَاهِر شَكْلِيَّة .. أمَّا رَبِّنَا يَسُوع فَقَدْ غَيَّر المَفَاهِيم وَبَدَأَ يُكَلِّمْنَا قَائِلاً ﴿ مَتَى صُمْت فَادْهِنْ رَأسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ .. لِكَيْ لاَ تَظْهَر لِلنَّاسِ صَائِماً بَلْ لأِبِيكَ الَّذِي فِي الخَفَاءِ .. فَأبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً ﴾ ( مت 6 : 17 – 18) .. فَيُدْخِل رَبَّنَا يَسُوع مَفْهُوم جِدِيد لِلصُوْم . مَفْهُوم جِدِيد لِلصَّلاَة .. مَفْهُوم جِدِيد لِلصَدَقَة وَطَرِيقِة صُنْعَهَا .. فَلاَ يَصْنَعْهَا فِي المَجَامِع أوْ فِي رَؤُوس الشَّوَارِع ( مت 6 : 5 – 7 ) .. بَلْ إِنَّهَا فِعْل رَحْمَة مِنْ دَاخِلُه فِي مُسْتَوَى الذَّبِيحَة . الكِنِيسَة فِي بِدَايِة الصُوْم تُغَيِّر مَفَاهِيمْنَا فَلاَ تَجْعَل الإِنْسَان مَفْهُومُه عَنْ الشِئ مُبْهَمَاً فَيُمَارِسُه بِضَعْف فَتَضَع مَفْهُوم لِلصُوم عَلَى أنَّهُ طَاعَة لِلوَصَايَا .. تَهْذِيب لِلنَّفْس .. غِذَاء لِلرُّوح .. إِقْتِرَاب إِلَى الله .. الإِنْسَان دَائِماً أفْعَالُه تُحَقِّق أفْكَارُه .. إِذاً الفِكْر مُهِمْ جِدّاً فَأي فِعْل أسَاسُه فِكْرَة .. فَلاَزِم الصُوْم يِكُون مَبْنِي عَلَى فِكْرَة سَلِيمَة .. عَلَى أسَاس مَفْهُوم . الأحَد الثَّانِي : تَغْيِير الأهْدَاف : ﴿ لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى الأرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ ﴾ .. فَالإِنْسَان فِي حَيَاتُه يَعِيش يَدَّخِر .. يَصْنَع كَرَامَة .. وَعَدُو الخِير يُحَاوِل أنْ يُلْهِيه بِهذِهِ الأُمور فَيِأمِّنْ حَيَاتُه عَلَى الأرْض وَيَهْتَمْ بِأكْلُه وَشُرْبُه .. فَيَقُول ﴿ لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى الأرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ .. بَل اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً فِي السَّمَاءِ حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوس وَلاَ صَدَأ وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ .. لأِنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أيضاً ﴾ ( مت 6 : 19 – 21 ) .. فَإِبْتَدَأ رَبِّنَا يِغَيَّر الأهْدَاف وَيَقُول إِجْعَل هَدَفَك فُوق .. كِنْزَك فُوق .. قَلْبَك فُوق .. لَمَّا تَدَّخِر إِدَّخِر فُوق وَلَيْسَ تَحْت .. فَيُكَلِّمْنَا عَنْ تَغْيِير المَفَاهِيم وَالأهْدَاف فَيَقُول لَنَا ثَلاَثَة لاَ .. لاَ تَكْنِزُوا .. لاَ تَقْدِرُوا .. لاَ تَهْتَمُّوا .. لاَ تَكْنِزُوا أي لاَ نَسْتَقِر تَحْت .. لاَ نَطَمِنْ تَحْت .. لاَ تَجْعَل كِنْزَك تَحْت بَلْ إِجْعَل هَدَفَك فُوق .. لاَ تَقْدِرُوا أنْ تَعْبُدُوا الله وَالمَال .. لاَ تَهْتَمُّوا . الثَّلاَثَة مُرْتَبِطِين بِبَعْض .. فَلَمَّا يِصْنَع الإِنْسَان ذلِك فَتُصَحَّح طُرُقُه .. مُعَالْجِتُه وَنَظْرِتُه لِلأُمور تَتَغَيَّر فَيَرْفَعَك بِأنْ يَجْعَل الصُوْم فِتْرَة لِلإِرْتِقَاء السَّمَاوِي .. لِلإِرْتِقَاء الرُّوحِي .. كُل هذِهِ أهْدَاف لَمَّا الهَدَف لاَ يَكُون وَاضِح فَالحَيَاة تُبْقَى مِلَغْبَطَة لأِنْ الهَدَف نَفْسُه ضَايِع .. فَلاَزِم فِي الرِّحْلَة تِعْرَف وَتِسْأل نَفْسَك إِنْتَ صَايِم لِيه ؟!! .. فَلاَ تَقُول الصِيَام جِه فَنَصُوم مِثْل البَاقِيِينْ وَخَلاَص .. فَمِنْ الضَرُورِي أنْ يَكُون هُنَاك أهْدَاف مِثْل ضَبْط النَّفْس .. ضَبْط العِين .. ضَبْط الغَرَائِز .. عَطَاء أكْثَر .. حُبْ أكْثَر . الصُوْم لاَ يَجْعَلْنِي أقِفْ عِنْدَ مَرْحَلِة الأكْل بَلْ أعْمَق مِنْ ذلِك بِكَثِير .. فَلاَبُدْ أنْ يُوَاكِبُه سُلُوك وَفِكْر مُخْتَلِف .. الصُوْم يِغَيَّر فِكْرِة إِنْ اللِّي مَعَاه فُلُوس أكْثَر يَطْمَئِنْ أكْثَر .. فِي الكِنِيسَة الأُولَى كَانْ الصُوْم الكِبِير فِيهَا بِتُحَاوِل وَتَجْتَهِد أنْ تُقَرِّب وَتَجْعَل مِنْ المُجْتَمَع كُلُّه مُجْتَمَع مُتَسَاوِي .. بِمَعْنَى أنَّ الَّذِي مَعَهُ أكْثَر سَيُعْطِي الَّذِي مَعَهُ أقَلْ مِنْ أجْل أنْ يَكُونُوا مُتَسَاوِيِينْ .. فَكَانُوا يُخْرُجُوا مِنْ الصُوْم مُتَسَاوِيِينْ وَمَفِيش فَرْق بِينْهُمْ .. فَالصُوْم مَعَهُ رَحْمَة .. مَعَهُ صَدَقَة .. مَعَهُ عَطْف فَلاَ تَكُون مُحِب لِنَفْسَك .. شَايِفْ غِيرَك مِحْتَاج وَلاَ تِسْأل فِيه . الصُوْم مَعَهُ ذَبِيحِة عَطَاء .. يَرْتَفِع فَوْقَ مُسْتَوَى الأطْعِمَة .. الإِنْسَان فِي الصُوْم يِصْرِف عَلَى الأكْل وَالشُرْب أقَلْ مِنْ غِير الصُوْم .. فَالرَقَمْ الَّذِي يُوَفَر نِتْصَدَق بِه وَلاَ نَدَّخِرُه .. فَأنْتَ تَرْفَع عَنْ نَفْسَك نِير فَلاَ تَقَعْ تَحْت نِير آخَر .. فَلاَ تَكُون قَدْ غَلَبْت الأطْعِمَة وَاتْغَلَبْت مِنْ المَال .. فَتُغَيِّر المَفَاهِيم وَتُغَيِّر الأهْدَاف . الأحَد الثَّالِث : أحَد التَّجْرُبَة : فَهُنَاك الكَثِير لاَ يَسْتَطِيع أنْ يَقُول لاَ وَأنَّ هُنَاك إِحْتِيَاجَات .. العَدُّو حَارَب رَبِّنَا يَسُوع فَاسْتَغَل الإِحْتِيَاجَات .. إِسْتَغَل ضَعْف الجَسَد .. العَدُّو حَارِب رَبِّنَا وَهُوَ جَعَان مِحْتَاج لِلأكْل لأِنُّه شَابَهْنَا فِي كُل شِئ حَتَّى فِي الجُوع .. فَقَالَ لَهُ قُلْ لِلحِجَارَة أنْ تَصِير خُبْزاً .. فَقَالَ لَهُ يَسُوع لَيْسَ بِالخُبْز وَحْدُه يَحْيَا الإِنْسَان ( مت 4 : 3 – 4 ) .. فَنَحْنُ بِنْحَارِب وَحَنِتْحَارِب .. الصُوْم الكِبِير تَغْيِير فِي الأهْدَاف وَالمَفَاهِيم .. تَغْيِير مِنْ هَزِيمَة إِلَى نُصْرَة فَنَسْتَنْشِق عَبِير الإِنْتِصَار فِي الصُوْم الكِبِير .. فَالإِنْسَان لاَ يَدْخُل فِي الصُوْم وَيَكُون لَدَيْهِ فِكْر الغَرِيزَة .. فِكْرِة الإِقْتِنَاء أوْ الكُرْه أوْ الإِنْتِقَام .. فَبِرُوح الصُوْم الَّذِي بِدَاخِلَك تَرْتَفِع . فِتْرِة الصُوْم هَيُبْقَى فِيهَا حُرُوب وَلاَبُدْ أنْ يَكُون فِيهَا حُرُوب .. فِي الصُوْم تُعْلِنْ الكِنِيسَة حَرْب عَلاَنِيَّة عَلَى حُرُوب إِبْلِيس .. عَلَى مَمْلَكِة إِبْلِيس .. فَالعَدُّو يِهِيج فَالْمَسِيح يَقُول إِمْسِك فِيَّ فَتَنْتَصِر .. فَأُعْبُر مِنْ الهَزِيمَة إِلَى الإِنْتِصَار .. فَتَسْتَطِيع أنْ تُحَارِب العَدُّو كَعَدُو مَهْزُوم هَزَمُه الْمَسِيح .. هُنَاك نَاس يِقُولُوا أنَا بَخَاف مِنْ الصُوْم الكِبِير لأِنِّي بَضْعَف .. فَالكِنِيسَة تَقُول إِحْنَا مَعَانَا قُوَّة كِبِيرَة .. فَالْمَسِيح صَايِم مَعَانَا .. كَإِنِّنَا فَرِيق وَمُضَاف إِلِيه قُوَّة جَبَّارَة أكْبَر مِنْ الفَرِيق .. فَقِيمِة صُوْمنَا فِي صُومُه .. أخَذْنَا قُوِّتْنَا مِنْ صُومُه .. لِذلِك تَقُول لَنَا الكِنِيسَة إِنْ لَمْ تَصُوْم فَلاَ تِتْنَاوِل .. وَذلِك لأِنَّ الْمَسِيح جِسْمُه صَايِم فَكَيْفَ جُزْء مِنْ جِسْمُه مِشْ صَايِم .. فَكُلِّنَا جِسْم الْمَسِيح وَكُلُّه صَايِم فَلَوْ جُزْء مِشْ صَايِم فَأنْتَ خَارِج هذَا الجِسْم فَلاَ تَتَنَاوَل مِنْ جَسَدُه وَدَمُّه .. فَالكُل يَجِبْ أنْ يَكُون مُشْتَرِك فِي تَقْدِمِة الصُوْم . الأحَد الرَّابِع : الإِبْن الضَّال : الأحَد الخَامِس : السَّامِرِيَّة : فَفِي أحَد الإِبْن الضَّال تَغْيِير مِنْ كُورَة الخَنَازِير إِلَى بَهَاء وَجَمَال الأحْضَان الأبَوِيَّة .. وَأحَد السَّامِرِيَّة تَغْيِير مِنْ غَرَائِز الجَسَد وَشَهَوَاتُه الكَثِيرَة إِلَى الرَّاحَة الحَقِيقِيَّة فِي الْمَسِيح .. فَالكِنِيسَة تُؤكِد عَلَى التَّغْيِير .. تُؤكِد عَلَى التُوبَة .. فَلاَ يُمْكِنْ لِلصُوْم أنْ يُعْطِي فَائِدَة مِنْ غِير رُجُوع .. فَلاَ تَدَع الصُوْم يَمُر وَأنْتَ مَوْجُود فِي كُورَة الخَنَازِير .. فَيَجِب أنْ تَرْجَع وَتَتَمَتَّعْ بِالحِذَاء .. بِالعِجْل المُسَمَّنْ .. بِالحُلَّة .. بِالخَاتِم .. بِاللُّبَاس المُلُوكِي .. بِجِدِّة الحَيَاة .. بِجَمَال البِيت .. وَتَرْجَع إِلَى كَرَامْتَك فَيُرْجِع لَك كَرَامْتَك المَسْلُوبَة . أمَّا فِي حَيَاة السَّامِرِيَّة فَالتَّغْيِير مِنْ حَيَاة الشَّهوْة الجِسْدَانِيَّة الَّتِي لاَ تُشْبِع وَلاَ تُرْوِي إِلَى حَيَاة كَارِزَة شَاكِرَة لِلْمَسِيح .. فِي السَّامِرِيَّة لاَبُدْ أنْ نَتَغَيَّر مِنْ خِلاَل الصُوْم .. فَيَقُول رَبِّنَا يَسُوع لَهَا فِي حَدِيثُه اللَطِيف ﴿ كَانَ لَكِ خَمْسَهُ أزْوَاجٍ وَالَّذِي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ .... ﴾ ( يو 4 : 18) .. أي كَانُوا " 6 " أزْوَاج .. رَقَمْ " 6 " يُشِير إِلَى النُقْصَان فَهُوَ رَقَمْ بَشَرِي أرْضِي .. أمَّا رَقَمْ " 7 " فَهُوَ رَقَمْ الكَمَال .. رَقَمْ " 6 " لَمْ يُشْبِعُوكِ .. لَمْ يَكْفُوكِ .. أمَّا السَّابِع فَدَخَّل فِي حَيَاتْهَا غِنَاهَا .. نَسَّاهَا كُل المَاضِي .. إِبْتَدأ مَعَاهَا بِدَايَة جِدِيدَة .. أعْطَاهَا الكِفَايَة .. رَجَّع لَهَا كَرَامِتْهَا .. خَرَجِتْ تَكْرِز بَعْد أنْ كَانَتْ لاَ تُقَابِل أحَد .. وَأصْبَحِت تُقَابِل النَّاس بَعْد أنْ كَانَتْ تَهْرَب مِنْ النَّاس. فَالتَّغْيِير فِي الْمَسِيح يَكُون لَهُ دَالَّة فَنَرْجِع إِلِيه بِوَجْه غِير مَخْزِى فَهُوَ تَغْيِير فِي التُوبَة ..فَالكِنِيسَة جَعَلِت هُنَاك أُسْبُوعِين مِنْ أجْل التُوبَة .. بَعْض الآبَاء يُشِيرُوا إِلَى هَذَيْن الأُسْبُوعَيْن عَلَى أنَّهُمْ عَوْدِة اليَهُود وَعَوْدِة الأُمُمْ .. فَعَوْدِة اليَهُود يُمَثِّل الإِبْن الضَّال .. وَعَوْدِة الأُمُمْ تُمَثِّل عَوْدِة السَّامِرِيَّة . فَالله يُرِيدْ أنَّ الكُل يَأتِي لَهُ وَإِنْ كَانَ بِعِيد فَتِتْغَيَّر إِلَى تِلْكَ الصُورَة عَيْنِهَا . الأحَد السَّادِس : أحَد المِخَلَعْ : فَتَتَغَيَّر الإِرَادَة فِي المِخَلَعْ المَشْلُول بِالكَامِل الَّذِي لَهُ 38 عَام .. فَمِنْ أهْدَاف الصُوْم الجَمِيلَة أنْ تَجْعَل أوْلاَدْهَا يَتَمَسَّكُوا بِالْمَسِيح وَتَكُون لَهُمْ إِرَادَة قَوِيَة فِيهِ .. فَإِنَّ مَنْ لَيْسَ لَهُ رِجْل يَقُول لَهُ قُمْ فَيَتَمَتَّعْ بِحُرِيِّة حَرَكَة كَامِلَة .. الصُوْم يِفُكَك .. يُعْطِيك غَلْبَة وَانْتِصَار .. يُحَرِّر الإِرَادَة .. فَهُنَاك الكَثِير يَقُولُون * نِفْسِي أعْمِل حَاجَة وَمَشْلُول .. نِفْسِي أصَلِّي وَلاَ أعْرِف .. نِفْسِي أضْبُط نَفْسِي وَلاَ أقْدِر فَكُل مَا أحَاوِل لاَ أقْدِر * .. لكِنْ مِنْ خِلاَل الصُوْم تِعْرَف تِنْتِصِر مِنْ خِلاَل أمر بَسِيط عِنْدَمَا تَقُول لاَ عَلَى الأكْل .. لاَ عَلَى كُوب مَاء .. لاَ عَلَى لُقْمَة يَابِسَة .. فَتَقُول أنَا عَطْشَان .لاَ .. أُصْبُر لَيْسَ الآنْ .. فَالإِرَادَة تَتَقَوَّى . الحَيَاة الرُّوحِيَّة تَنْتَقِل مِنْ سُلُوك الجَسَد إِلَى الرُّوح .. فَالجَسَد الَّذِي يَخْدِم الإِنْسَان عَلَى طُول فِي الصُوْم يَكُون فُرْصَة لِِلإِرْتِفَاع عَنْ إِغْرَاءَات الجَسَد .. فَالصُوْم يُرِيك كَيْفَ أنَّ الخَطِيَّة مُذِلَّة وَمُهِينَة فَهيَ تُحَطِمْ الإِنْسَان .. تِضَيَّع الأهْدَاف .. تِضَيَّع كَرَامِة الإِنْسَان .. تِسْلِبُه مَجْدُه .. أمَّا فِي الصُوْم فَيُعْطِيك إِرَادَة جَدِيدَة . الأحَد السَّابِع : أحَد المَوْلُود أعْمَى : فَفِي كُل أُسْبُوع فِي الكِنِيسَة تُرِيدْ أنْ تُفِيدَك .. مِثْل طِفْل تُدْخِلُه الحَضَانَة ثُمَّ إِبْتِدَائِي ثُمَّ إِعْدَادِي ثُمَّ ثَانَوِي ثُمَّ جَامْعَة ثُمَّ الشُغْل .. فَلاَ تَجْعَل الكِنِيسَة تِجْرِي وَرَاءَك فِي الصُوْم وَلاَ تَجِدَك .. فَالكِنِيسَة جَعَلِتْ كُل شِئ بِفَهْم وَبِقَصْد .. فَالإِسْتِنَارَة حَصِيلِة جِهَاد تُعْطَى لِلإِنْسَان .. فَلَمَّا الإِرَادَة قِوْيِت جَعَلِتْ هُنَاك إِسْتِنَارَة .. وَالإِرَادَة قِوْيِت مِنْ التُوبَة الحَقِيقِيَّة .. وَالتُوبَة جَاءَت مِنْ تَحْدِيد الأهْدَاف الوَاضِحَة .. وَالأهْدَاف الوَاضِحَة لَمْ تَأتِي إِلاَّ إِذَا كَانِتْ المَفَاهِيم وَضَحِت أوَّلاً إِلَى أنْ نَصِل إِلَى الإِسْتِنَارَة الكَامْلَة .. فَالعِين المُسْتَنِيرَة تُصَلِّي .. تِعِيش فِي العَالَمْ وَلَهَا مَقَاصِد الله .. تِعِيش فِي العَالَمْ وَتَتَرَجَّى الله .. تَقْرأ فِي الإِنْجِيل فَيُلَذِذَك وَيُعْطِيك وَيِفَرَّحَك .. عِين مَكْشُوفَة تُرِيك مَجْدَك . الأحَد الثَّامِنْ : أحَد الشَّعَانِين : فِي أحَد الشَّعَانِين صِرْت هَيْكَل كَامِل لله .. صِرْت بِجُمْلِتَك مِلْكُه .. تِتْغَيَّر فِينَا السِيَادَة ..فِي الصُوْم نِسْأل إِنْتَ مِلْك مَنْ ؟!! مَنْ صَاحْبَك ؟!! فَبَعْد الإِسْتِنَارَة تَمِتْ المُبَايْعَة بِالكَامِل فَهُوَ قَدْ صَارَ مَلِكاً عَلَيْنَا .. فَالكِنِيسَة تَضَعْ هذَا الحَد بَعْد نَوَال الإِسْتِنَارَة .. فَالمَلِك يَأتِي لَك .. يَمْلُك عَلِيك . يَأمُر وَيَحْكُمْ .. يِهَذِّب نَفْسَك .. لأِنَّهُ هُوَ مَلِكَك .. هُوَ إِلهَك .. هُوَ سَيِّدَك بِأمرُه تُطِيعُه .. فَلَمْ تَعُد لآخَر وَأنْتَ أحْبَبْتُه وَأحْبَبْت أنْ يَمْلُك عَلِيك . الأحَد التَّاسِعْْ : أحَد القِيَامَة : فَهُوَ أحَد الحَيَاة الجِدِيدَة .. هُوَ تَغْيِير مِنْ المُوْت إِلَى القِيَامَة .. فَالقِيَامَة هِيَ نِهَايِة الصُوْم .. غَايِة الصُوْم .. هَدَف الصُوْم .. الكِنِيسَة تُرِيدْ أنْ تُثَبِّتْ فِينَا إِشْتِيَاقَات الحَيَاة الأبَدِيَّة عَنْ طَرِيق جِهَاد أرْضِي فَتَضَعْ صُوْم .. مِنْ خِلاَل رِحْلَة تِتْغَيَّر عَلَى مُسْتَوَى الأسَابِيع وَالأيَّام .. فَجَمِيل أنْ تَكْتَشِفْ أنَّ كُل يُوم بِتِتْغَيَّر .. مَثَلاً أنْ تَتَدَرَج فِي مُحَارَبَة خَطِيِة الإِدَانَة .. فَفِي البِدَايَة تُسْكُت وَإِنْتَ مِرْتَاح .. ثُمَّ تُسْكُت بِمَعْرِفَة . ثُمَّ كَلاَمَك يُبَارِك .. ثُمَّ لاَ تَدِين أحَد بِذِهْنَك .. ثُمَّ تُبَارِك كُل أحَد .. فَكُلَّهَا دَرَجَات تَنْتَظِرَك وَتُبَارِكَك وَتَنْقِلَك مِنْ ضَعْف إِلَى قُوَّة . فَالتَّغْيِير يَكُون فِي فَالكِنِيسَة تُرِيدْ أنْ تَرْفَعْنَا .. فَكُنُوز الكِنِيسَة تُذَخِّرْهَا الكِنِيسَة لِلصُوْم الكِبِير .. فَالأُم لَمَّا تُرِيدْ أنْ أنْ تَقُوم بِعَمَل وَلِيمَة فَتَسْتَعِد لَهَا وَتِحَضَّر مِنْ كُل الأطْعِمَة .. الكِنِيسَة أُمِّنَا فَهيَ تَقُوم بِتَحْضِير وَلِيمَة لَنَا وَتُقَدِّم لَنَا أشْهَى الأطْعِمَة فِي الصُوْم الكِبِير .. فَتُقَدِّم لأِبْنَائْهَا الَّذِينَ تَنَازَلُوا عَنْ أطْعِمِة الجَسَد الإِشْبَاع الرُّوحِي وَتُخْرِجَهُمْ مِنْ الصُوْم نَالُوا بِهِ بَرَكَة وَتَغْيِير فِي حَيَاتْهُمْ .. فَالصُوْم مَنْهَج حَيَاة .. شَهْوِة نَفْس .. لَيْسَ بِثَقِيل .. مُفْرِح . رَبِّنَا يُعْطِينَا أنْ نَتَغَيَّر وَنَفْهَمْ المَفَاهِيم وَنُحَدِّد الأهْدَاف وَنُقَوِّي الإِرَادَة وَنَنَال الإِسْتِنَارَة لِيَمْلُك عَلِينَا وَنَقُوم مَعَهُ فَنَحْيَا مَعَ الكِنِيسَة أُسْبُوعِياً وَنَقْتَدِي بِهِ خَلاَصاً وَبَهْجَة وَفَرَح وَقِيَامَة رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُل ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

يعوزك شىء واحد الاحد الرابع من هاتور

باسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركاته الان وكل اوان الى دهر الدهور كلها امين كلها انجيل هذا الصباح المبارك احبائي فصل من بشاره معلمنا مرقس البشير الاصحاح 10عن الشاب الغني الذي اسرع وجري وسند على ركبتيه وسالة ايها المعلم الصالح..خذ بالك.. اسرع يعني عنده اشتياق وسجد يعني عنده توكير واحترام ٣/ بيقول ليسوع انت معلم صالح.. ٤/بيسال سؤال جميل يمكن يندر على الناس اللي هي تسالوا...اعمل اية عشآن أروح السماء.. يبقى ده شخص اشتياقاتة حلوه.. قلبه حلو..استعدادوا جميل بيجري ويسجد وعارف ان يسوع دة معلم صالح رغم انه كان يسوع موضع هجوم من ناس كثير.. لكن ده بيقول له ايها المعلم الصالح.. قل لي.. ماذا افعل لارث الحياه الابديه؟ في الحقيقه كل المشهد يدل على انة انسان مميز.. لكن يسوع حب ينتزع منه تصريح ..لم يجاوب يسوع على سؤالة اعمل ايه لارث الحياه الابديه.. قدم ماقالة انا عاوز اعرف انت ليه بتدعوني صالحا.. ليس احد صالح الا الله وحده ...طبعا كلمه صالح هنا في اللغه العربيه ضعيفه لكن كلمه صالح في اليوناني معناها الصلاح المطلق.. يعني ايه الصراح المطلق؟ يعني ما ينفعش اقولها زي ما باقول دلوقتى على راجل طيب ..او راجل صالح.. لا احنا عندنا الصالح بمعني الرجل المحب للخير محب للعطاء.. لكن كلمه صالح معناها الصلاح المطلق الذي لا يتوقف علي شخصيه المعطي الية...الصلاح لانه صالح ..فقالوا انت ليه بتلقبني باللقب المميز قوي ده؟!دة مافيش احد صالح اللاة اللة! !وكانه عايز يقول له قصدك تقول عليا ان انا الله ؟؟بس بياخدها منة ..وبعدين جاوب على السؤال ..قالة..ليس صالحا الا الله وحده..انت تعرف الوصايا وابتدى يقول له لا تقتل تزنى لا تسرق لا تشهد بالزور لا تظلم..اكرم اباك وامك ...قال له يا سيد كل هذه حفظتها منذ حداثتى..زود للشاب الغنى رقم ٥...انةحافظ الوصايا ...يبقى .. ١/جرى. ٢/سجد ٣ /قال له معلم صالح ٤/سأل سؤال جميل اعمل ايه لارث الحياه الابديه ..٥/ حافظ كل الوصايا.. كل دي نقط في صالح الولد.. فنظر الى يسوع واحبه وقال لة...لو عاوز تكون كامل..يعوزك شيء واحد...اية؟؟.. قلبي اعطتهولك اشتياقي جاي لك.. اعرفك ..حافظ الوصايا..اية اللى يعورني..قال لة يسوع في نقطه جواك واضح ان هي مش باينه لك ابدا يعوزك شيء واحد. اذهب بيع كل مالك واعطيه للمساكين فتربح كنزا في السماء وتعال اتبعني حاملا الصليب..بيقول الكتاب.... الولد بعد ما كان رايح بلهفة..بعدما جرى وسجد بعد ماسأال وبعد ما تجاوب..فاغتم ...لية...لانه كان ذو اموال كثيرة.. في الحقيقه احبائي.. عاوز اركز على نقطه واحده ان كل واحد فينا ممكن يكون فيه مميزات كثيره جدا وممكن يكون عاوز يعيش مع ربنا وحابب ربنا وموجود مع ربنا بيكلم ربنا لكن يعوزه شيء واحد..والشيء الواحد دة مختلف من واحد للتانى...فينا واحد ممكن يقول لة انت يعوزك شي واحد. مثلا يقولة تتخلص شويه من ذاتك.. يعوزك شيء واحد ان انت تتواضع ...واحد ثاني يقول له يعوزك شيء واحد ان انت تتخلص من الخوف والقلق ..واحد تانى يقولة تتخلص من سلطان الجسد...وعبوديت الجسد وشهوات الجسد...واحد تانى يقول له تتخلص من محبه العالم...واحد ثاني يقولة لة تتخلص من محبةالمال...ربنا يسوع شايفنا النهاردةجاين الكنيسه فرحانين. واعدين فى بيتة ورافعين قلبنا وبنصلى. الولد الغنى راح بشتياق وفرحان وسجد وبيكلموا بوقار وقال لة ...ايها المعلم الصالح اسال سؤال جميل اعمل ايه عشان اورث الحياه الابديه ؟...وطلع حافظ الوصايا.... بس يعوزه شيء واحد..احيانا ربنا احبائي بيقى رحله حياتنا كلها عشان ربنا يفطمنا من الشيء اللي معطلنا عن الحياه الابديه.. وتلاقي ربنا عمال يهذب فينا وينقي فينا عشان الشيء الواحد اللي رابطنا ده يفكنا منه... يعوزك شيء واحد. يجي كده على واحد زي ابونا ابراهيم يقول له اخرج من ارضك واهلك وعشيرتك واذهب الى الارض التى انا إريك انا معايا انا بس... ...طب يارب اهلى وعيلتى ومشاعرى وارضى ؟قالة معلش...واضح انهم معطلينك.كتير طب هنسيب بيوتنا وولادنا....هقولك بس ..مايبقاش قلبنا متعلق بيهم قوى للدرجة اللى تعطل محبتنا لربنا...ولما اعطالة أبونا إسحاق وابتدا قلبة يميل بمشاعره ناحيه إسحاق. ان دة الوارث الوحيد بتاعه ودة امتداد اسمة على الارض....وابتدى ابونا ابراهيم بعد ماهيئ نفسه انة يعيش غريب على الأرض..ابتدى أبونا ابراهيم يفكر إزاى يبقى لية امتداد ع الأرض..فربنا قالة طب بعد اذنك انا عاوزة...عاوزة لية؟!...اصل يعوزك شيء واحد...خساره بعد ماكنت انا كل آمالك. يبقى إسحاق هو اللى كل آمالك...عشآن كدة الآباء القديسين يقولولك...كل واحد فينا عنده إسحاق ربنا عاوزة منة...اية إسحاق دة؟؟...الحاجة الغالية اللى جواك اللى معطلة روية المسيح.. هات لي ابنك حبيبك وحيدك اسحاق وقدموا لي محرقا ولما ابونا ابراهيم قال له حاضر ولما نجح في الاختبار ونجح في الامتحان... يالاالكرامه والمجد ...واكيد ابتدت علاقه ابونا ابراهيم مع ابنه اسحاق تتغير وكانه ابتدي يقول له بص يا حبيبي انا ايقنت وآمنت إنك مش بتاعي.. انت عطيه ربنا لي فكون انت عايش معايا فده بركه ..لكن حتى لو انت اخذت مني انا مش هزعل ..لان انت من ايده ربنا بيحاول يهزب فينا.. مره واحده كانت قاعده اب اعترافها..بتقول له يا ابونا انا مش عارفه ربنا عمل كده ليه فيا.....دة عمل وعمل وعمل.. قالها في الحقيقه هو عمل ولا زال يعمل و هيفضل يعمل فيكى كده ليه .. ؟بيهذب بينقي ..عاوز تكون النفس كل قلبها وكل اشتياقتها فى هو ...يعوزك شيء واحد... ابونا يعقوب كان شويه مكار ومخادع وبياخد اللى هو عاوزة بأى طريقه...فربنا قال له يا يعقوب يعوزك شي واحد.....عايزك تعيش بالاستقامة.. قال لة..حاضر يا رب.. قال له طب بعد اذنك بقى تعال عشان انقيك... قال له تفضل... ابتدا يتغرب ابتدي يقول له شوف بقى ما تتكلش على احد الا انا ابتدي يبقى لوحده ..وابتدى يخرج يروح لخالة لابان في البريه خائف.. قلقان ..فيروح يبين لة السلم اللي طالع من الارض...من السماء للأرض ومن الارض للسماء ..يقول له انا هاكون معك ما تخافش.. ابتدى ربنا يهذب فى ..وابتدا خالة لابان يعمل في بعض الأمور اللى تعالج يعقوب رغم ان يعقوب يقولك دة بيظلمني ..شوف الراجل ضحك عليا ازاي... اتفق معه على رحيل يعطيني ليقه.. وبعدين يستغلني ..يقولى عشان تاخذ رحيل تشتغل ثاني سبع سنين ..طب ما كنت تقولى من الاول.. قلت لي بس سبعة وكأن ربنا عاوز يقول له... عجبك الاسلوب ده... يقول له ابدا...يقولة طب ماانت عملتوا...يقولة معلش..اخطيت..واكيد طول الفتره دي ابونا يعقوب كان بيقدم توبه عن نقطه ضعفة..اهو ربنا بيعمل فينا كده يعوزك شيء واحد ...ولما حتى كمان ربنا لقى ان ابونا ابراهيم متعلق باثنين قوي زياده.. متعلق باثنين جدا متعلق برحيل ومتعلق يوسف ...راحيل ماتت صغيره جدا هي يادوب جابت له يوسف وهي بتولد بنيامين انتقلت.. يا رب ده هي دي اللي بيحبها ..طب حتى اللي حواليك كلهم ما لهمش اي اهميه زي راحيل..لية تاخذ راحين؟ ربنا أنا عاوز يقول كدة...انا عاوز انقى فيك حتى مشاعرك..رحيل دة للافضل ليها.. وفي نفس الوقت بالنسبه لك انا عاوز قلبك يكون متركز فيا انا...اما عن يوسف فكلنا عارفين اللي حصل مع يوسف قد ايه من هو عنده 17 سنه ترك ابوه..وقالولوا ده طلع حيوان مفترس واكلوا ..بقىالولد.اللي بيحبوا بالذات يحصل فيه كده... اصل شوف يايعقوب انت ينقصك شيء واحد...انا في حاجه شايفها ابتدت تبقى زياده في قلبك بعد اذنك عاوز ابتدي انظفها ...تملي العمليات الجراحيه مؤلمة..لكن على ما ادي الالم على قد الشفاء عشان كده يقول له يعوزك شيء واحد.. الخداع.... طيب لسه برضه ابونا يعقوب عنده شويه خداع .. لما راح يشتغل عند لابان قال له انا دلوقتى اشتغلت 14 سنه عشان اخذ رحيل...هيعطينى اجره كام... قالوا انت عاوز تعطينى كام.....قالة نتفق اتفاق انت القطيع بتاعك قطيع كبير قوي وعندك شويه غنم منقطين.. ايه رايك تعطينى شويه الغنم المنقطين دول يبقوا القطيع المنقط بتاعى...قال لة ياسلام جات على العشره ولة العشرين غنماية...خدهم..ابونا يعقوب واخد على حكاية الخداع دى...يقولك ..اذا كان لما يروح يسقى الغنم عملهم فى الشجر اللي حوالين مصرف الميه اللي بيشربوا منه نقطهم لونه... عشان الغنم وهو بيشرب الغنم يبص على الحاجات المنقطة دى فالغنم يتوحم فيولد منقط ...القطيع المنقط زاد..بقى يجي يقول له مش انت اتفقت ان المنقط بتاعي والساده بتاعك؟!.. طب خلاص..يجى ربنا يقولة ..طيب انا برضة هخلى لابان يقعد يهزب فيك....نقرا كده في سفر التكوين اصحاح 30 قال له انت تعبتني ذلتني سهرتني بالليل كان يأكلني البرد وبالنهار يأكلنى الحر ...مصروفت الليل ومصروفت النهار كنت تاخذها مني ...غيرت اجرتى عشر مرات.... عايز يقول له انت يعني فكرك انت مثلا هتعيش بالاسلوب ده و هتتساب ...؟ما انت برضه زي ما بتغش هاتتغش....زي ما بتتعب هتتعب ...وزي ما خدعت الناس هو برضة هيخدعك... لابان اتعبوا جدا... ليه ..اصل ربنا بيقول له شفت لابان ما بيعملش كده الا بأذنى ..ولما جة لابان..ابونا يعقوب خدك كل ولاده وجاي يرحل.. لابان اتغاظ ..قال ازاي هيمشي معاة كل الثروه دي... راح ورا منة عشان يلحقوا... ربنا راحل للابان وقال لة اوعى تيجي ناحيتة ...ربنا لما يحب يدخل في وقت معين ..طب ليه يارب ماقولتش للبان كده من الاول أوعى تيجي ناحيته.. وخليك كويس مع الولد ده ..انا كنت سايب لابان بس عشان بيهزب في شويه.. انا اللي كنت سايب لابان يعمل كده في يعقوب...يعوزك شيء واحد ..كل واحد فينا عنده نقاط ضعف ربنا عاوز يهذبها يجليها..يصعدها... ربنا عاوز نكون قدامه بلا لوم فعاوز يعمل ايه ..عاوز ياخذ فينا الحاجة البارزة ..عاوز يجعلنا اكثر جمالا... دة اسلوب ربنا.... يجي مع واحد زي معلمنا بولس الرسول... ولد قوي غيور مثقف من العائله القريبه جدا من الامبراطوريه الرومانيه.. انسان غني ...كل ده انشئ عنده انسان مميز جدا.. الثقافه اليهوديه اللى عنده عاليه جدا.. فبتدت الغيره بتاعتة والحماس بتاعة ياخذه على انه عاوز يروح يعذب المسيحيين مش بس في اورشليم في البلاد المحيطه عاوزين ينهى ع المسيحية .. مش عاوز مسيحيه مش بس في اورشليم لا..دة راح دمشق..وأخد اذن و تصريح كتابي رسمي لتعذيب المسيحيين هناك...شوف قد ايه الغيره بتاعته ربنا يبص لشاور يقول له انت يعوزك شيئا واحد... عاوز الحماس بتاعك ده يبقى بتاعي انا.. ويظهر له فى الطريق..و يقول لة انت بتطهدنى ليه... انت اناء مختار لي ..وسوف اراك كم ينبغي ان تتالم من اجل اسمي وكان رحلة ربنا مع شاول تنقيه شاول وتهذيب شاور.. وجعله بولس ..يعوزك شيء واحد.. ربنا بيبص لكل واحد فينا. بيقول له بص خذ بالك انت فيك نقطه ضعف جعلتك مش عارف ترفع راسك... ايه هي .اكيد ربنا شايفها فينا ..يقول له شوف نقطه الضعف دي هتجعلك عبادتك دى كلها بلا اي معنى.. وهتخليك تشعر ان بينك وبين ربنا فجوه وكبيره و يخليك تحس ان انت مش صادق في حياتك مع ربنا.. اصل فيك حاجه مدفونه مخبيها لازم تظهر.. يعوزك شيئا واحدا اكيد ربنا كان بيتمنى ان يسمع من الشاب ده ايه نقطه الضعف .. احيانا كثيره احبائي نبقى فينا ضعفات مخفيه مش واخدين بالنا منها تبص تلاقى انسان عايش خايف او قلقان نقطه ضعف شديده ..جعلاة يفكر كثير في بكره يفكر فى احداث يصنعهالوا الشيطان من الخيال..انة هيجرى كذا وكذا .. .عاوز يفقدة سلامه.. يرد على الكلام ده باية .. بيقول له انا في يد ربنا لتكن ارادتة حتى لو كل اللي انت مخوفني به ده حصل لو ده باذن ربنا لتكون ارادتة...يقولوا على القديس العظيم ابو مقار ان في مره من المرات كان رافع ايدية بيصلي. فالشيطان يغير يحسد..فيقول لك انه عاوز يخليه ينزل ايده.. فرح له في صوره انسان مندفع اليه بسكين يقطع ايده . فابو مقار ما نزلش ايده بيقول له كده اقترب وقطعها.انت لا تستطيع ان تقطعها الا لم يامرك..فأن امرك ان تقطعها فلتقطعها ...جميل لما انا اتعامل مع احداث حياتي واقول له يا رب كل اللي بيحصل ده بسماح منك ..انا راضي بكل شيء ..جميل ان انا ابقى واثق في تأديبات ربنا ليا.. ابقى مطمن وابقى عارف زي ما قال معلمنا داود النبي انا اقع في يد الله ولا اقع في يد انسان لان مراحم الله واسعه ..يا رب كل اللي بيحصل ده مادام من يدك فهو خير... جبتلى شويه تعب خير.. في ذلة في حياتي انا صغير بالنسبه له ..ده خير عشان يمكن تكون انت عاوزني أكون منسحق قدامك... ده داود كان بيقول لربنا كده ..خيرا لى انك ازللتنى.تعال تخيل انسان اخذت كل حاجه.. يتكبر يتعظم... فاحيانا ربنا يبقى قاصد انه يهذب فينا نقط... يعوزك شيء واحد .. انسان مربوط بروح العالم.. بروح العظمه.. يجى ربنا يفطمة من نقطه الضعف بتاعته ...يقول لة. يعوزك شيء واحد ...كويس ان انت تعيش في العالم وكويس انك يكون عندك ممتلكات. لكن اوعى قلبك يكون فيها...انت يعوزك شيء واحد..ان ما تخليش كل الحاجات دى تدخل جوه قلبك.. يعوزك شيء واحد.. ان حتي عواطفك مع اولادك وعواطف الزوجه مع زوجها تبقى عواطف في المسيح يسوع.. يبقى عارف ان دى عطيه ربنا لة...واولادة ..عطيه ربنا لة.. يحبهم جوه المسيح ..ما يخليش ولاده ياخذوا من المسيح ابدا ..وهو كل هموا وهو بيربيهم ازاي يتقدموا كلهم مع بعض للمسيح...يعوزك شيء واحد..اية الحاجه اللي ربنا عاوز يقول لك عليها النهارده تعوزك..عاوز ربنا يطلع منك ايه من جوة مستخبي... اية النقطة اللي جوه ذلاك كل ما تطلع لفوق شويه تلاقي مربوط بها.. مش هو ده اللي بيحصل.. تلاقيه كثير بيقول لك يا ابونا نفس الاعتراف بتاع المره اللي فاتت هو بتاع المره دي.. وانا كمان حاسس بحاجه تعباني قوي يا ابونا انا متوقع ان اعترافى اللي جاي هيبقى نفس الكلام.. اقولك لا لا لا..دة معناها ان التوبه لسة مش صادقة..التوبه تعمل اية...تخليك تشعر دلوقتى ان انت مشتاق جدا انك تتخلص من الضعف ده ..وبنعمة ربنا وانت قاعد دلوقتى بتقول انا مشتاق جدا الا اعود الى هذا الامر ..مش كأني باقول له ان عملت وهعمل.. انا عملت ومش عاوز ارجع ثاني ..يمكن اكون بعد كده بضعف لكن لو انا قاعد دلوقتى..اقول له يا رب انزع مني الميل الى شهواتي ورغباتي.. اقترب الى نفسي فكها ادخل جوايا ونقي انت بيدك انت طلع نقطه الضعف دى... انت النقطه اللي معطلة نموى دى.. انت اللي تشيلها.. يعوزك شيء واحد اوعى دلوقتى لو اتقالك على حاجه رابطة جوه قلبك...وربنا قال لك اتفك منها.. تبقى عامل زي الشاب الغني.. يقول لك ايه... فاغتما...اغتم جدا ..لما الشعب رجع من السبي..حبوا يعيدوا بناء الهيكل ..حبو ان يقدمه ذبائح من جديد.. حبوا يقدموا عباده من جديد.. فكان راجع معهم عزرا الكاهن...فلما كان راجع معهم قال لهم يا جماعه احنا هنعبد ربنا ازاي دلوقتى... وكلكم متجوزين بنات من بابل... هنعبد ربنا ازاي وانتم مرتبطين بروح بابل هاتقدموا ذبيحه ازاي... قالوا له طب ايه المطلوب ..قال لهم مش قادر اقول لكم احسن احس انكم مش قادرين تنفذوا الكلام.. قالوا له انت اللي هتقول له هنعمله..قال لهم تسيبوا الستات دول..فكرك القرار ده سهل؟!قالوا له كما قولت هكذا نفعل... نقطه ضعف مذلة لكن لو استمرت في حياتهم الستات بتوع بابل دول تخيلوا انتم وهما رايحين يقدموا ذبائح لربنا وزوجتهم بابليين..يبقى ثقوا ان فى يوم من الايام هيرجعوا ثاني يعبوا اوثان...يبقى مش هيقدروا ابدا يعيشوا مع ربنا بقلب واحد فى مخافته.. فتخلصوا..والكتاب بيذكرلنا شجاعه الناس دول.. رغم كان لهم ابناء كثيرين ..وتخلصوا من الستات ..عاوز تعبد ربنا فعلا يبقى فيه نقطه ضعف ذلاك..واقفة قصادك كأنك مش ممكن تتخلص منها..وكأن احيانا بيقول لك احيانا الخطيه تربط الانسان كانها بالنسبالة زوجة...كانها بالنسبه له حته منه ..صعب جدا الخلاص منها.. فى قوه المسيح وفى صدق رغبتك ان يكون قلبك واحد معاه.. انت ممكن تتخلص منه..ا وانت قاعد دلوقتى...يعوزك شيء واحد... كل واحد فينا ايه الحاجه اللي محتاجها؟ عواطفه عايزه تتنقى؟نقي قول يا رب انت الكل ليا ... مربوط بروح العالم.. قوله يا رب انا عارف ان كل ده ذائل ...بس انا ضعيف.. فكنى...مربوط ب شهوات الجسد وثقل الجسد اعرف ان كل ده لا يشبع.. عشان كده الكنيسه بتعيشك فى فترات كلها اصوام .. متواصله عشان تدربك على ارتفاع الروح عن الجسد وعشان تدربك على ضبط وقمع الجسد و اكنك بالصوم بتقول له انا مش مذلول للجسد..وبنعمتك يارب هغلب..يعوزك شيء واحد..بدل ما نطلع النهارده من الكنيسه واحنا مش عارفين ايه الشيء الواحد ربنا يكشفهولنا واكيد كل واحد فينا يبقى عارف وجعة.. عارف ضربه القلب.. القلب بيبقى مضروب بحاجه النعمه تكشف ضربه القلب دي والاراده تقول عايزه اتوب ..وربنا يكمل عشان كده هنا ..الولد مضى حزينا لان المال كان ربطة ربطة شديده جدا.. ممكن الانسان يكون غنى..بس ازاي الغني ما يدخلش جوه القلب.. وازاي الغنى ما يساعدش على ان الانسان يبقى متكبر ويحتقر الاخرين وازاي الغنى يخلي الانسان ما يبقاش حاسس انه قادر وقوي ..وازاي الغني ما يبقاش رابط الانسان بالارض كثير وذلة لتحت..عشان كدة قالك الغنى في حد ذاته مش غلط.. لكن الغلط فان الانسان يكون مذلول للمال و محبه المال.. عشان كده واحد من الآباء قديسين يقول لك لا يوجد شيء اسمه الغني ولا يوجد شي اسمه فقر..يقرى الكلام ده القديس العظيم يوحنا ذهبي الفم.. نقول له طب ايه هو الغنى..يقولك الغنى هو الشعور بالاكتفاء والفقر هو الشعور بالاحتياج.. ممكن انسان فقير ماديا بس يشعر بالاكتفاء هذا غنى...وممكن إنسان غني ماديا لكن يشعر بالاحتياج.. تملي يقول لك عاوز وعاوز وعاوز..وحاسس انه لسه بدري.. وعاوز يبقى يهد المخازن ويوسع ويوسع...عاوز ..مايشعرش بالاكتفاء..دة كدة فى تعبير القديس ذهبي الفم.. ده فقير ..لانه حاسس بالاحتياج.....فلا يوجد شيء اسمه غني ولكن يوجد شعور مايسمى بالاكتفاء... انت غني ولا فقير غنى ولا فقير مش قصدي ماديا.. الاهم اسال نفسك السؤال ده هل تشعر باحتياجات كثيرة ..لما تشعر باحتياجات كثيره اعرف انك فقير... هل تشعر انك مكتفي وراضى شاكر انت غني... عشان كده قال له يا ريت نكون اغنياء في الاعمال الصالحه يعوزك شيء واحد ..ربنا بيقترب من كل نفس فينا في هذا الصباح المبارك ..اكشف ضعفك القديسين يقولولك كدة... اظهر جراحاتك للطيب وهو يشفيك...قولة يارب فكني من كذا وفكني من كذا فعشان كده عاوز يقول لك انا عاوز كنيستي كلها تبقى كامله بلا عيب ..فى استقامه قلب وقصد وحياه ..ربنا يكمل ناقصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد الابد امين...

مثل الزارع الأحد الأول من هاتور

مثل الزارع (الأحد الأول من هاتور) التقى السيّد المسيح بالجموع خارج البيت، إذ يقول الإنجيلي: "في ذلك اليوم خرج يسوع من البيت وجلس عند البحر. فاجتمع إليه جموع كثيرة حتى أنه دخل السفينة وجلس، والجمع كلّه وقف على الشاطئ" [1-2]. أمّا عند تفسيره المثل للتلاميذ، فكان معهم داخل البيت بعدما صرف الجموع [36]، فماذا يقصد بالبيت؟ أولاً: ربّما قصد بالبيت "الكنيسة المقدّسة كجماعة المؤمنين" فقد خرج السيّد المسيح خارج ليلتقي مع جماهير غير المؤمنين، الذين لم يدخلوا بعد في العضويّة الكنسيّة، ولا وُلدوا كأبناء لله... يخرج إليهم ليلتقي معهم خلال محبّته بكلمة الكرازة، ويجلس عند البحر، الذي يُشير إلى العالم المملوء اضطرابًا، لكي يدخل بهم إلى كنيسته، بدخوله هو إلى سفينة إنسانيّتنا وحديثه معهم عن ملكوت السماوات خلال الأمثال. بحبّه يتحدّث مع الجميع، لكنّه لا يأتمن أحدًا على أسرار الملكوت وتذوّق الأمجاد الأبديّة خارج البيت. إنه يصرف الجماهير ليلتقي مع تلاميذه وحدهم داخل البيت، ويحدّثهم في أمورٍ لا ينطق بها ومجيدة. يقول العلاّمة أوريجينوس: [عندما يكون يسوع مع الجموع يكون خارج بيته، لأن الجموع خارج البيت. هذا العمل ينبع عن حبّه للبشر، إذ يترك البيت ويذهب بعيدًا إلى أولئك الذين يعجزون عن الحضور إليه.] ثانيًا: يُشير البيت أيضًا إلى السماء بكونها هيكل الله. فإذ عجزت البشريّة عن الارتفاع إلى السماء لتلتقي بخاِلقها نزل هو إليها. إنه كمن يخرج من البيت ليلتقي بالبشريّة خلال إنسانيّتهم، حتى بدخوله إليهم لا يهابونه كديّان هوذا الزارع قد خرج غاية الله فينا هو "الخروج exodus"، ينطلق بنا كما مع بني إسرائيل من أرض العبوديّة إلى خيرات أرض الموعد. إنه يشتهي أن يخرج بنا من عبوديّة الخطيّة إلى حرّية مجد أولاد الله. ولما كان الخروج بالنسبة لنا مستحيلاً خرج هو أولاً كما من أمجاده، حتى يخرج بنا نحن أيضًا من طبيعتنا الفاسدة، فنلتقي معه وفيه، متمتّعين بالطبيعة الجديدة التي على صورته. السيّد المسيح هو الزارع الذي يخرج دومًا ليلقي ببذار حبّه فينا لكي تثمر في قلبنا شجرة حب يشتهي الله أن يقطف ثمارها، قائلاً: "قد دخلتِ جنتي يا أختي العروس، ألقى الله بذاره في الفردوس، لكن أبويْنا الأوّلين قبِلا الزوان عِوض بذار الرب، فخرجا يحملان ثمار المرارة والعصيان. عاد الله وخرج إلى شعبه خلال موسى لينطلق بهم من أرض العبوديّة، مقدّمًا لهم الشريعة كبذارٍ إلهيّة البذار ما هي البذار التي يلقيها السيّد المسيح في حياتنا كما في الأرض؟ قديمًا كان موسى والأنبياء يتقبّلون الكلمة من الله، أي يستعيرونها لكي ينعمون بها في حياتهم ويقدّمونها للشعب، إنها عارية! أمّا السيّد المسيح فهو بعينه الكلمة الإلهي، يوَد أن يُدفن في قلب المؤمن، لكي يُعلن ذاته شجرة حياة في داخله. إنه لا يقدّم شيئًا خارجًا عنه استعارة، إنّما يقدّم حياته سرّ حياة لنا، وقيامته علّة قيامتنا، ونصرته بكر نصرتنا، وأمجاده سرّ تمجيدنا! إنه الباذر والبذرة في نفس الوقت. الأرض الأرض التي تستقبل السيّد المسيح نفسه كبذرة لها أن تقبله أو ترفضه، وقد قدّم لنا السيّد المسيح أربعة أنواع من التربة: الطريق، والأرض المحجرة، والأرض المملوءة أشواكًا، والأرض الجيّدة. حقًا إن الزارع واحد، والبذار واحدة، لكن الثمر أو عدمه يتوقّف على الأرض التي تستقبل البذار. وقد استغلّ البعض هذا المثل للمناداة بوجود طبائع مختلفة لا يمكن تغييرها، فالشرّير إنّما يصنع الشرّ بسبب طبيعته، والصالح بسبب صلاح طبيعته، وكأن الإنسان ملتزم بتصرّفات لا يمكنه إلا أن يفعلها، وكأنه لا يحمل حرّية إرادة. هذه البدعة تصدّى لها كثير من الآباء، لكنّني هنا أود تأكيد أن هذا المفهوم لا يمكن استنباطه من المثل، فلو أن الله يُعلّم هذا، فلماذا ضرب لنا المثل؟ إنه يقول: "من له أذنان للسمع فليسمع" [9]، وكأنه يأمرنا أن ننصت لكلماته فنطلب تغيير طبيعتنا إلى الأرض الجيّدة. (عن إمكانيّة التحوّل إلى تربة صالحة) اقلبوا التربة الصالحة بالمحراث، أزيلوا الحجارة من الحقل، انزعوا الأشواك عنها. احترزوا من أن تحتفظوا بذلك القلب القاسي الذي سرعان ما تعبر عنه كلمة الرب ويفقدها. احذروا من أن تكون لكم تربة خفيفة فلا تتمكن جذور المحبّة من التعمق فيها. احذروا من أن تختنق البذار الصالحة التي زُرعت فيكم خلال جهادي، وذلك بواسطة الشهوات واهتمامات هذا العالم. كونوا الأرض الجيّدة، وليأتِ الواحد بمائة والآخر بستين وآخر ثلاثين. القدّيس أغسطينوس أولاً: الطريق "وفيما هو يزرع، سقط بعض على الطريق، فجاءت الطيور وأكلته" [4]. هذا الطريق هو القلب المتعجرف الذي على مستوى مرتفع عن الأراضي الزراعيّة، إنه مطمع للطيور المرتفعة، أي لشيّاطين الكبرياء التي تعوق تلاقينا الحقيقي مع الله الكلمة! والطريق دائمًا مفتوح، ليس له سور يحفظه من المارة، كالإنسان صاحب الحواس المفتوحة لكل غريب، ليس من رقيب يحفظها! ما أحوج هذا الإنسان إلى الصراخ لله مع المرتّل، قائلاً: "ضع يا رب حافظًا لفمي وبابًا حصينًا لشفتيَّ"، فينعم بالروح القدس نفسه كسورٍ ناريٍ يحيط به، لا يقدر الشرّ أن يقترب إليه. يتحدّث القدّيس كيرلّس الكبير عن الطريق، قائلاً: [الطريق دائمًا صلب، تَطَأه أقدام كل العابرين على الدوام، لهذا لا تبذر فيه بذار. هكذا من كانت لهم الأفكار العنيفة وغير الخاضعة، لا تَدخل الكلمة الإلهيّة المقدّسة فيهم، ولا تسندهم، لكي يتمتّعوا بثمر الفضيلة المفرح. مثل هؤلاء يكونون كالطريق الذي تطأه الأرواح الدنسة ويدوسه الشيطان نفسه، فلا يأتون بثمرٍ مقدّسٍ بسبب قلوبهم المجدبة العقيمة.] ثانيًا: الأماكن المحجرة "وسقط آخر على الأماكن المحجرة، حيث لم تكن له تربة كثيرة. فنبت حالاً، إذ لم يكن له عمق أرض، ولكن لما أشرّقت الشمس اِحترق، وإذ لم يكن له أصل جف" [5-6]. هذه المنطقة الحجريّة المغطّاة بطبقة خفيفة من التربة إنّما تمثّل القلب المرائي الذي يخفي طبيعته الحجريّة وراء مظاهر برّاقة. فيتقبّل الكلمة سريعًا لتنبت ويفرح الكل به، لكن الرياء الخفي كفيل بقتل كل حيويّة فيه. إنه لا يحتمل إشراق الشمس فيحترق، لأن ليس فيه أصل فيجف. يودّ أن يبقى رياؤه مخفيًا، لكن الضيقة تفضحه وتكشف أعماقه، إذ يقول البابا كيرلّس الكبير: [يوجد آخرون يحملون الإيمان بغير اِكتراث في داخلهم، إنه مجرّد كلمات عندهم! تديُّنِهم بلا جذور، يدخلون الكنيسة فيبتهجون برؤيتهم أعدادًا كبيرة مجتمعة هناك وقد تهيّأوا للشركة في الأسرار المقدّسة، لكنهم لا يفعلون ذلك بهدف جاد وسموّ للإرادة. وعندما يخرجون من الكنائس فإنهم في الحال ينسون التعاليم المقدّسة. ثالثًا: الأرض المملوءة أشواكًا "وسقط آخر على الشوك، فطلع الشوك وخنقه" [7]. إنها تمثِّل النفس التي تخنقها أشواك اهتمامات العالم، فإنه لا يمكن للكلمة الإلهيّة أن تبقى عاملة في قلب متمسِّك باهتمامات العالم، أو ما دعاه السيّد: "همّ هذا العالم وغرور الغنى" [22]. ويلاحظ هنا أنه لم يقل "العالم والغنى" بل "همّ العالم وغرور الغنى" وكما يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [ليتنا لا نلُم الأشياء في ذاتها، وإنما نلوم الذهن الفاسد، فإنه يمكنك أن تكون غنيًا، لكن بلا غرور الغنى، وأن تكون في العالم دون أن يخنقك باهتماماته.] يوضّح القدّيس إكليمنضس السكندري بأنه لا يجب أن نلوم المال، بل سوء استعماله، كذلك ليس فضل أن يكون الإنسان فقيرًا، ولكن الفضل أن نمارس مسكنة الروح، أي عدم التعلُّق بالأموال. يتحدّث الأب غريغوريوس (الكبير) عن غرور الغنى، قائلاً: [من يصدّقني إن فسَّرت الأشواك بأنها الغنى، خاصة وأن الأشواك تؤلمنا، بينما الغنى يبهجنا؟ ومع ذلك فهي أشواك تجرح النفس بوخزات الأفكار التي تثيرها فينا، وبتحريضنا على الخطيّة، إنها تلطِّخنا بفسادها كالدم الخارج من الجرح... الغنى يخدعنا إذ لا يمكن أن يبقى معنا إلى الأبد، ولا أن يُشبع احتياجات قلبنا. الغنى الحقيقي وحده هو ذاك الذي يجعلنا أغنياء في الفضائل، لهذا أيها الاخوة، إن أردتم أن تكونوا أغنياء أحبّوا الغنى الحقيقي، إن أردتم الكرامات العُليا اطلبوا ملكوت السماوات. إن كنتم تحبّون التمتّع بالمجد بدرجة عالية، فأسرعوا لكي تُحصى أسماؤكم بين طغمة الملائكة الممجّدة.] ويُعلّق القدّيس كيرلّس الكبير على الشوك بكونه هموم الحياة وغناها ولذّاتها، قائلاً: [يزرع الفادي البذور، فتصادف قلوبًا تظهر قويّة مثمرة، ولكن بعد قليل تخنقها متاعب الحياة وهمومها، فتجف البذور وتَبلى، أو كما يقول هوشع النبي: "إنهم يزرعون الريح ويحصدون الزوبعة، زرع ليس له غلة لا يصنع دقيقًا، وإن صنع فالغرباء تبتلعه" (هو 8: 7). لنكن زارعين ماهرين، فلا نزرع البذور إلا بعد تطهير الأرض من أشواكها، كل من رمى البذر على أرض تنبت شوكًا وحسكًا يتعرّض لخسارتين: البذر الذي يفنى، والتعب المضني. لنعلم أنه لا يمكن أن تزهر البذور الإلهيّة إلا إذ نزعْنا من عقولنا الهموم العالميّة وجردّْنا أنفسنا عن زهو الغنى الباطل، "لأننا لم ندخل العالم بشيء وواضح أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء" (1 تي 6: 7). لأنه ما الفائدة من اِمتلاكنا للأشياء الزائلة الفانية؟ ألم تلاحظ أن الشرور الفاسدة من نهم وطمع وشره وجشع وسكر وعبث ولهو وكبرياء تخنقنا، أو كما يقول رسول المخلّص: "كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظّم المعيشة، ليس من الأب بل من العالم، والعالم يمضي وشهوته، وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد" (1 يو 2: 16).] رابعًا: الأرض الجيّدة "وسقط آخر على الأرض الجيّدة، فأعطى ثمرًا بعض مائة وآخر ستين وآخر ثلاثين. من له أذنان للسمع فليسمع" [8-9]. إنها الأرض المنخفضّة التي خضعت للحرث، فتعرَّضت تربتها خلال الحرث للشمس، وتنساب المياه إليها. هذه هي النفس المتواضعة التي تتقبّل التجارب كمحراث يقلب تربتها، فتتعرّض تربتها الداخليّة أي الإنسان الداخلي لإشراقات شمس البرّ نفسه أي المسيح، وتتقبّل إنسياب مياه الروح القدس عاملاً فيها. مثل هذه النفس تأتي بثمر مائة وستين وثلاثين. إنها أرض غنيّة ومثمرة تنتج مائة ضعف! صالحة ومثمرة هي النفوس التي تتقبّل الكلمة بعمق وتحتفظ بها، وتهتم بها. يُقال عن مثل هذه النفوس ما قاله الرب على فم أحد الأنبياء: "ويطوِّبكم كل الأمم لأنكم تكونون أرض مسرَّة، قال رب الجنود" (مل 3: 12). فإنه عندما تسقط الكلمة الإلهيّة على نفس طاهرة من الأمور المحزنة، تخرج جذورًا عميقة، وتأتي بسنابل حنطة تحمل ثمرًا متزايدًا. القدّيس كيرلّس الكبير الأرض الجيّدة هي هبة الله لنا بروحه القدّوس الذي يعطينا في المعموديّة الطبيعة الجديدة التي على صورة السيّد المسيح، القادرة أن تثبت في المسيح، وتأتي بثمر الروح المتكاثر. كنّا قبلاً بالخطيّة طريقًا صعبًا تدوسه الأقدام وتلتقط الطيور منه البذار. ومن أجلنا صار السيّد المسيح الطريق الذي لن يقدر عدوّ الخير أن يقترب منه، ولا تتجاسر الطيور أن تختطف منه شيئًا. إنه الطريق الآمن الذي لا يعرف القسوة أو العنف، إنّما هو طريق الحق الذي يدخل بنا إلى حضن الأب. أما كوننا أرضًا محجرة، فهذا ليس بالأمر الغريب فقد قبلت البشريّة آلهة من الحجارة عِوض الله الحيّ، وتعبّدت للأوثان زمانًا هذا مقداره، فجاء السيّد المسيح كحجر الزاوية الذي يربط البناء كله، ليس حجرًا جامدًا يقتل الزرع، إنّما حجر حيّ قادر أن يُقيم فينا فردوسًا سماويًا يفرح الآب! أمّا الأشواك والحسك الخانقة للنفس فقد حملها السيّد على رأسه، دافعًا ثمن خطايانا لنتبرّر أمام الآب، ونُوجد في عينيّه بلا لوم، ليس فينا شوك ولا حسك بل ثمر الروح المفرح! لنرفع قلوبنا بالشكر للذي نزع عنّا ما كان لنا بسبب عصياننا من طريق قاسي وأرض محجرة وأشواك وحسك، واهبًا إيّانا الطبيعة الجديدة الغنيّة فيه ليقيمنا فردوسًا سماويًا يأتي بثمار كثيرة

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل