العظات

هدف الحياة

يقول بولس الرسول في رسالته إلى فيلبي ﴿ لكن ما كان لي ربحاً فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة بل إني أحسب كل شيءٍ أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي ﴾( في 3 : 7 – 8 ) .. ما أجمل أن يعرف الإنسان هدفه وغايته في الحياة ويحيا من أجله .. أن يعرف غرضه ويسعى إليه كما يقول بولس الرسول ﴿ أسعى نحو الغرض ﴾ ( في 3 : 14) .. والرب يسوع المسيح يقول ﴿ لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة ﴾ ( يو 12 : 27 ) لأنه يعرف هدف مجيئه .. ويقول الكتاب المقدس ﴿ وحين تمت الأيام لارتفاعه ثبَّت وجهه لينطلق إلى أورشليم ﴾ ( لو 9 : 51 ) .. ثبَّت السيد المسيح نظره على هدفه الذي جاء إليه ولم ينصرف عن خطته خطة الخلاص * هدف * .. فما أصعب أن يعيش الإنسان بلا خطة .. بلا أمل .. بلا رجاء .. بلا رسالة وبلا هدف سوف يغلبه الملل ورتابة الحياة التي تقوده إلى الضجر والضيق .. ولكي يقاوم وينتصر على هذا الإحساس عليه بتحديد هدفه وترتيب أولوياته .. بذلك يكون الإنسان راضي عن نفسه وعن حياته .. تُقسم الأهداف والأولويات إلى :-

حدد هدفك ورتب أولوياتك

مِنْ رِسالة بُولِس الرَّسُول إِلَى أهل فِيلِبِّي 3 : 7 – 9 [ لكِنْ مَاَ كَانَ لِي رِبحاً فهذا قَدْ حَسِبتُهُ مِنْ أجلِ المسِيحِ خسارةً . بَلْ إِنِّي أحسِبُ كُلَّ شيءٍ أيضاً خسارةً مِنْ أجلِ فضلِ معرِفةِ المسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي الَّذِي مِنْ أجلِهِ خَسِرتُ كُلَّ الأشياءِ وَأنَا أحسِبُها نُفايةً لِكي أربَحَ المسِيحَ وَأُوجدَ فِيهِ وَليسَ لِي بِرِّي الَّذِي مِنَ النَّامُوسِ بَلِ الَّذِي بِإِيمانِ المسِيحِ البِرُّ الَّذِي مِنَ اللهِ بِالإِيمانِ ] أجمل شيء أنْ يحيا الإِنسان لِهدف مُعَيَّن وَأصعب الأمور أنْ لاَ تعرِف لِماذا تعِيش وَماذا تُرِيد .. هذا إِحساس يُدَمِر الإِنسان " أنا حسبت كُلَّ الأشياء خسارة مِنْ أجل فضل معرِفة المسِيح "معرِفة المسِيح أهم مِنْ كُلَّ الأشياء وَلَدَىَّ إِستعداد أنْ أُضَحِي بِأي شيء مِنْ أجلها . هُناكَ مَجَالان يجِب أنْ يَكُون لنا فِيهُما هدف مُحَدَّد 1/ المجال الرُّوحِي :- لابُد لِلإِنسان فِي حياته مَعَْ الله أنْ يكُون لَهُ هدف وَآمال رُوحِيَّة وَتَطَلُّعات رُوحِيَّة .. صعب نعِيش بِدُون هدف رُوحِي وَنذهب لِلكنِيسة بِدُون أى هدف .. تُرى مَا هِيَ الأهداف الرُّوحِيَّة فِي حياة الإِنسان ؟ أ / إِرضاء الله :- إِرضاء الله فِي كُلَّ يوم نَعِيشه وَمجموع الأيَّام الَّتِى نُرضِي فِيها الله هِيَ الَّتِي تُدخِلنا الملكُوت كُلَّ هذا يؤدِي إِلَى تقدِيس الفِكر وَالمشاعِر وَالسلُوك .. هذا يجعلنِي أعِيش بِإِتِجاهات رُوحِيَّة عالية جِدّاً .. هذا غير إِنسان يحيا مَعَْ الله بِالشكل فقط .. أُرضِي الله أى أراه أمامِي فِي كُلَّ لحظة[ جعلتُ الرَّبُّ أمامِي فِي كُلَّ حِين ] ( مز 15 : 8 – مِنْ مزامِير صَلاَة باكِر ) .. وَإِيلِيَّا النَّبِي كَانَ يقُول [ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي أنا واقِف أمَامَهُ ] ( 2مل 5 : 16 ) .. صعب تُرضِي الله إِلاَّ إِذا كُنت تشعُر أنَّكَ فِي حضرَتِهِ [ الَّذِينَ أرضُوكَ مُنذُ البدء ] ( بِدايِة مجمع القِدِّيسِين ) هذا مَا نقوله فِي القُدَّاس وَنحنُ نُرِيد أنْ نكُون مَعَْ هؤلاء الَّذِينَ أرضوه مُنذُ البدء . ب / رِبح الأبَدِيَّة :- هل رِبح الأبَدِيَّة يشغِلك ؟ لابُد أنْ تعِيش مِنْ أجله لأِنَّنا بنو الملكُوت .. نحنُ أبناء النُّور هذا يجعل السَّماء هدف لنا وَنُحِب الله مِنْ كُلَّ قُلُوبِنا وَأفكارنا .. لاَ توجد أهداف أُخرى تُنازِع هدف السَّماء وَلِنُرَتِب الأولَوِيات فِي حياتنا فَتَكُون السَّماء أوَّلاً ثُمَّ باقِي أمور الحياة فَمَثَلاً إِذا كانت فترة إِمتحانات وَأنتَ تُحِب الموسِيقى فَإِنَّ الإِمتحانات تنال المركز الأوَّل فِي أولَوِياتك هكذا فِي أهدافك الرُّوحِيَّة [ اطلُبُوا أوَّلاً ملكوت اللهِ وَبِرَّهُ وَهذِهِ كُلُّها تُزادُ لَكُمْ ] ( مت 6 : 33 ) قدِيماً عِندما كانُوا يُقِيمون مُسابقة جرى كانُوا يضعُون أمام المُتسابِقِين راية عالية حَتَّى يضع المُتسابِقِين عيُونَهُمْ عليها وَالَّذِي يحِيد عَنْ هذِهِ الراية يتوه عَنْ هدف السِباق .. فِي الحياة الرُّوحِيَّة لَوْ هَدَفِي ضائِع وَليسَ أمام عينيَّ يكُون جِهادِي عدِيم الفائِدة .. لابُد أنْ يكُون هدفِي أمام عينيَّ كُلَّ يوم أسعىَ إِليهِ هدف واضِح .. أصعب شيء يتعِب الإِنسان أنْ يكُون بِلاَ هدف .. ضياع الهدف الرُّوحِي يجعل الحياة الرُّوحِيَّة ثقِيلة وَليسَ بِها نمو أوْ مُتعة .. لابُد أنْ يكُون لَكَ هدف رُوحِي واضِح وَنقُول" لِيأتِي ملكوتك " .. ليتَ ملكُوتك يملُك عَلَى مشاعرِي وَكُلَّ كيانِي بُولِس الرَّسُول يقُول [ لَكِنْ مَا كَانَ لِي رِبحاً فهذا قَدْ حسِبتُهُ مِنْ أجلِ المسِيحِ خسارةً . بَلْ إِنِّي أحسِبُ كُلَّ شيءٍ أيضاً خسارةً مِنْ أجلِ فضلِ معرِفةِ المسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي الَّذِي مِنْ أجلِهِ خَسِرتُ كُلَّ الأشياءِ وَأنَا أحسِبُها نُفايةً لِكي أربَحَ المسِيحَ ] ( في 3 : 7 – 8 )لأِنَّ بُولِس الرَّسُول كَانَ مِنْ أُسرة ثرية جِدّاً وَذُو ثقافة عالية وَمركز وَمال وَ... وَقَالَ مَا كَانَ لِي رِبحاً قَدْ حسبتهُ نِفاية .. متى أصِل إِلَى أنْ يكُون هدفِي الله وَالباقِي بِالنِسبة لِي يُصبِح نِفاية ؟ متى نصِل أنْ يكُون الله هُوَ أوِّل أولَوِياتِي ؟ كثِيراً مَا تعترِض حياتنا أهداف مُتعارضة وَالَّذِي بِدُون هدف رُوحِي واضِح يترُك تِلكَ الأهداف المُتعارضة تُسَيِّرهُ كما تشاء وَهذا يجعلهُ يتوه .. بولِس الرَّسُول يقُول[ لأِعرِفَهُ وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ مُتَشَبِّهاً بِمَوتِهِ ] ( في 3 : 10 ) لأِنَّ بولِس عارِف هدفه القِدِيسِين كُلَّهم كَانَ لهُمْ هدف واضِح .. القِدِيسة إِيلاَرية كانت إِبنة مَلِك وَلَكِنْ كَانَ هدفها الرُّوحِي واضِح لِذلِك رفضت مُلك العالم وَعِندما لَمْ تجِد مجال لِرهبنة البنات تزينت بِزِى الرِجال وَترهبنت .. هدف رُوحِي واضِح يجعل النَّفْس تُقَدِم تنازُلات مهما كلَّفها .. تخيَّل عِندما نسألك ماذا تُرِيد أنْ تكُون وَلاَ تعرِف ؟!! الَّذِي يركب قِطار يكُون لَهُ هدف يعرِف أينَ يذهب هكذا نحنُ فِي قِطار العُمر نعلم أنَّنا ذاهِبُون لِلسَّماء ..إِذا خيَّرنا أستِير المَلِكة بينَ المُلك وَالله نجِدها تقُول الحياة مَعَْ الله .. أستِير قالت لله إِنَّها تكره المُلك الَّذِي هِيَ فِيهِ وَأنَّها لَمْ تفرح لاَ بِالمال وَلاَ الجاه وَلاَ الطعام وَلاَ المظهر لَكِنَّها فَرِحة بِهِ هُوَ وحده هل الله فِي حياتِك هُوَ مصدر فَرَحِك .. أتستطِيع أنْ تقُول لله أنتَ فَرَحِي وَسرُورِي أنتَ لذِّة قلبِي وَسَأُضَحِي بِكُلَّ شيء لأنال محبَّتك ؟! الله يتعامل معنا بهذا المُستوى أنَّ الَّذِي يُحِب آخر غيره يعتبِره خائِن .. يجِب أنْ نحيا لله بِكُلَّ قُلُوبِنا وَأفكارنا [ إِقتنِنا لَكَ يا الله لأِنَّنا لاَ نعرِف آخر سِواك ] .. هل لَكَ إِهتمامات غيره أوْ تعرِف آخر غيره ؟ راجِع أهدافك وَإِهتماماتك وَإِنْ كُنت بِدُون هدف إِرجع إِلَى الله بِسُرعة لاَ تنبهِر بِشكل العالم وَلاَ إِغراءاته أنتَ لَكَ شكل مُختلِف عَنْ العالم .. أنتَ إِبن الملكوت وَكُلَّ يوم إِتخِذ خطوة فِي إِتجاه الملكُوت وَحاسِب نَفْسك عَلَى مَسِيرتك لِلملكُوت .. هل صلواتك تزداد ؟هل قِراءاتك تزداد ؟ هل قُدَّاسَاتك فِيها نمو ؟ ضع خِطة لِنَفْسك وَخاصةً فِي أوقات فراغك زِد مزامِيرك وَصلواتك وَحِفظك لِلتسبِحة وَ... نَمِّي هدفك الرُّوحِي بِشرط أنْ يكُون هدف فِي مستواك وَليسَ أعلى مِنْ قامتك .. حاوِل أنْ تصِل إِلَى أعلى رصِيد مِنْ محبَّة الله وَاسعىَ إِلَى ذلِك بِجِدِيَّة لِتَعِيش فِي سَلاَم وَفرح رُوحِي . 2/ المجال الشخصِي :- مَا هُوَ هدفك فِي الحياة ؟ هل ترى فِي شخصيتك عطايا الله وَمواهِبه وَتتخِذ مِنْ ذلِك هدف لك ؟ إِذا كُنت ضعِيف مِنْ الناحِية الثقافِيَّة فَزِد ثقافتك .. الإِنسان الَّذِي يسهر الليل كُلَّه بِلاَ هدف ثُمَّ ينام النَّهار كُلَّه هذا إِنسان ليسَ لَهُ هدف فِي حياته .. نَمِّي نَفْسك إِجتماعِياً تعلَّم مهارات .. نحنُ فِي مُجتمع يأخُذ مِنْ جهدنا 80 % فِي الدِراسة أمَّا ألـ 20 % الباقِية مِنْ جهدنا فَنَمِّي بِهِ شخصيتك لَوْ لَمْ يكُنْ لَكَ هدف ستشعُر أنَّ اليوم طوِيل وَمُمِل وَالليل مِثل النَّهار .. لابُد أنْ يكُون لَكَ هدف فِي دِراستك وَمَواهِبك وَأصدقائك .. إِختار الأصدقاء الَّذِينَ يصنعُونَ فِيك شخصِيَّة سَوِيَّة الَّذِي لاَ يعرِف ماذا يفعل فِي وقت فراغه وَلاَ يُنَمِّي مهاراته يكُون شخصِيَّة هشَّة بينما الَّذِي يشغِل نَفْسه بِما هُوَ مُهِمْ يُنَمِيه وَيُثقِله يكُون شخصِيَّة واثقة مُحترمة .. الشخصِيَّة الهشَّة نَفْسِيَّة ضعِيفة لأِنَّها ليسَ لها مواهِب أوْ إِمكانِيات .. أصعب شيء أنْ تستيقِظ صباحاً وَأنتَ لاَ تعرِف ماذا ستفعل اليوم ؟ معقول يمُر اليوم بينَ رؤية التليفِزيُون وَالأحادِيث الغِير بنَّاءة وَالفراغ وَ ... ؟! الوقت عطِيَّة مِنْ الله وزنة لابُد أنْ نُتاجِر فِيه .. الوقت الَّذِي يمُر دونَ إِستفادة لاَ تحسِبه مِنْ عُمرك يُقال عَنْ المسِيح [ وَأمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الحِكمة وَالقامةِ وَالنِّعمةِ عِندَ اللهِ وَالنَّاسِ ]( لو 2 : 52 ) .. " النِّعمة " أى " النَّفْس " وَ " الحِكمة " أى " العقل " وَ " القامة " أى " الجسد "" عِندَ الله " أى " فِي الرُّوح " .. لابُد أنْ ننمو نفسِياً وَعقلِياً وَجَسَدِياً وَرُوحِياً وَ ... فِي دِول الخارِج يُحَدِّد الإِنسان لِنَفْسه ثَلاَث أهداف .. خِطة قرِيبة أى يومِية وَخِطة مُتوسِطة أى بعد فِترة قلِيلة ثُمَّ خِطة بعِيدة أوْ مُستقبلِيَّة .. إِذا كانت خطِتِي القرِيبة واضِحة وَصَحِيحة تكُون المُتوسِطة وَالبعِيدة واضِحة وَصَحِيحة .. هل لَكِ خِطة رُوحِيَّة وَإِجتماعِيَّة أم لاَ ؟ هل لَكَ أولَوِيات مُرَتَبة ؟ هل وقتك يكفِي إِهتماماتك أم تختصِر مِنْ أولَوِياتك الرُّوحِيَّة ؟لَوْ هكذا ؟ تكُون أولَوِياتك غير مُرَتبة .. لابُد أنْ تكُون لَكَ خِطة مُمكِنة وَمُتاحة وَليست أعلى مِنْ قامتك وَاسعىَ نحو هدف واضِح سِواء رُوحِي أوْ شخصِي وَكُلَّ يوم تُنَفِّذ جُزء مِنْ خطِتك حَتَّى تصِل إِلَى الكُلَّ فِي النِهاية بِذلِك شخصِيتك تُثمِر وَيَكُون لها ملامِح وَتَكُون شخصِيَّة بنَّاءة .. لابُد أنْ تُعالِج الكسل وَالسلبِيَّة وَاستفِد لِبُنيان نَفْسك .. كم يوم مضى وَكم صِيف مضى وَلَمْ تستفِد ؟ لابُد أنْ يَكُون كُلَّ شيء لِلبُنيان الرُّوحِي وَالشخصِي ربِّنا يسنِد كُلَّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِياً آمِين

أما الشهوات الشبابية فأهرب منها

مُعلِّمنا بُولُس الرَّسُول قَالَ لِتلمِيذه تِيمُوثاوُسَ [ أمَّا الشَّهواتُ الشَّبابِيَّةُ فَاهرُب مِنْها وَاتبع البِرَّ وَالإِيمانَ ] ( 2تى 2 : 22 )00تِيمُوثاوُسَ كَانَ أسقُف تخيَّلوا لمَّا واحِد يوصِى أسقُف مِنْ الشهوات الشبابِيَّة00يعنِى معناها إِنْ الشهوات الشبابِيَّة دِى مُعرَّضة لِلكُلّ وَليسَ فِئة مُعيَّنة00الحرب عَلَى الكُلّ وَفِى كُلّ زمان مُمكِنْ تشتد فِى وقت وَتخِف فِى وقت آخر لكِنْ عُمرها ما تختفِى00حرُوب الجسد تبطُل بِموت الجسد هكذا علَّمونا الآباء00الكُلّ فِى الحرب حَتَّى الأسقُف هُنا يقُول لَهُ إِهرب مِنها00ما معنى هذا ؟ يوجد أكثر مِنْ نوع مِنْ الهرب يوجد هرُوب قوَّة وَيوجد هرُوب ضعف00أنا لاَ أعلم فِى أى مرحلة أنا لكِنْ المبدأ العام هُوَ الهرُوب وَفِى النِهاية الإِثنان القوَّة وَالضعف هربوا مِنْ الشهوات00لَوْ لَمْ أصِل لِمرحلِة الهرُوب بِالقوَّة فَبالأولى أهرب بِضعف المُهِمْ إِنَّه مبدأ لازِم يكون موجود[ الذَّكِيُّ يُبصِرُ الشَّرَّ فيتوارى ] ( أم 22 : 3 )00يعنِى يختبِئ[ قاوِمُوا إِبلِيسَ فيهرُبَ مِنْكُمْ ] ( يع 4 : 7 )00يجِب أنْ أقاوِم إِبلِيس لِكى يهرب مِنِّى00 لابُد أنْ أهرب مِنْ مصادِر العثرة الله قَالَ لِلوط [ لاَ تقِف فِي كُلِّ الدَّائِرةِ0اهرُب إِلَى الجبلِ لِئلاَّ تهلِكَ ]( تك 19 : 17 )00الله يُرِيد مِنْ لوط أنْ لاَ يدخُل فِى إِختبارات الشهوة يوسِف الصِّدِّيق هرب خلع قمِيصه وَهُوَ يقُول خُذِى قمِيصِى وَلكِنْ قلبِى وَمشاعرِى لاَهرب مِنها00أنا هربت بِقوَّة خوفاً لاَ ضعف لأِنِّى مهما كانت قوَّتِى فَأنا بشركثِيراً ما رأينا قِدِيسِين عندهُمْ رُوح قويَّة يهربوا مِنْ النظر وَالفِكر وَاللمحةعندهُمْ مبدأ " هدم لمح الفِكر "00لاَ ننتظِر لمَّا الفِكرة تِكبر وَتزِيد لاَ00وَهِى صغِيرة نِهدِمها00عايزِين يقاوموا كُلّ فِكر غرِيب00وَكُلّ شئ يدَّنِس العقل يُقاوم بِكُلّ قوَّة لِذلِكَ قَالَ لنا [ لَمْ تُقاوِمُوا بعدُ حَتَّى الدَّمِ مُجاهِدِينَ ضِدَّ الخطِيَّةِ ] (عب 12 : 4 ) ياما قِدِيسِين بِمُجرَّد أنَّ الشيطان يضع لَهُمْ بِذره يهدِموها بِسُرعة قبل ما تِكبرقدِيس قَالَ لأِولاده إِفرِضوا إِنِّنا زرعنا زرع بِذره جاءت جرجِير وَأُخرى ذُره وَأُخرى نخلة أيّهُمْ أسهل فِى القلع ؟ فقالوا لَهُ الجرجِير يلِيه الذُره وَأصعبهُمْ النخلة00هكذا الفِكر فِى بِدايته سهل خلعه وَالهرُوب مِنّه لكِنْ إِذا تأصَّل كالنخلة لاَ نستطِيع خلعه أوْ يكُون صعب الهرُوب مِنَّه خطِيَّة غلبِتنِى وَأسرِتنِى صعب إِنِّى أنفك مِنْها لِذلِكَ لابُد أنْ نكُون فِى يقظة وَسهر وَعِشرة مَعَْ الله لأِنَّ إِسمه هُوَ السِكِين الَّذِى يقطع الخطِيَّة عقل مُقدَّس يملُك سِلاَح إِسم الله00لابُد أنْ يكُون معِى قوَّة إِسم يسُوع وَأشعُر بِحضرته حَتَّى إِذا أتت فِكرة غرِيبة أصرُخ لَهُ بِسُرعة00هذا هُوَ الإِنسان اليقِظ الَّذِى لاَ يُرِيد أنْ تتأصَّل الفِكرة عِنده00[ إِنْ راعيتُ إِثماً فِي قلبِي لاَ يستمِعُ لِي الرَّبُّ ] ( مز 66 : 18 ) الله يُرِيدنا أنْ نُقاوِم مِنْ البِداية وَالبِداية تُظهِر نيتِى وَلِذلِك تتدَّخل النِّعمة أوَّلاً إِذا رأتنِى النِّعمة رافِض الفِكرة وَأُرِيد أنْ أحارِبها تسنِدنِى وَلكِنْ إِذا رأتنِى مُتكاسِل وَمُتراخِى تترُكنِى00" إِلَى متى يبِيت فِى وسطِك أفكار خاطِئة "00 لأِنَّ الَّذِى يبِيت يكُون معرُوف عندِى وَليسَ بِغرِيب وَيبِيت عندِى بِإِرادتِى00إِهرب لاَ تقِف فِى كُلّ الدائِرةهُناكَ قِدِيسِين إِحترفوا الهرُوب00أحد الآباء كَانَ يسكُنْ مغارة عِند أطراف البلد مُتوَّحِد فِيها وَكانت هُناكَ إِمرأة تُرِيد أنْ تُغوِيه بِالشَّر فكانت تُحاوِل دائِماً أنْ تلفِت نظره إِليها وَلكِنَّه يتجاهلها حَتَّى جاء يوم وَكلِّمها فِيه فقالت لَهُ هل تُرِيد شيئاً ؟ فقال لها نعم أُرِيد طوب وَطِين لِكى أسِد الباب الَّذِى أراكِ مِنْهُ00يُرِيد أنْ يُغلِق المنافِذ الَّتِى يِحارِبه مِنْها الشرِّيرقِدِيسِين مَهَرَه وَحاذِقِين فِى الهرُوب راهِب آخر كَانَ نازِل يبِيع عمل يديهِ وَرأته أمِيرِة البلد فقالت لِخُدَّامها إِحضِروا لِى هذا الرَّاهِب00فقال الرَّاهِب لِلخُدَّام أنا لاَ أدخُل بيُوت وَلكِنَّهُمْ غصبوا عليه وَأصَّروا عَلَى دخوله لِلأمِيرة وَفِيما هُوَ ذاهِب إِليها رأى الشيطان جالِس يِجدِل حِبال( أى شِراك لِيُسقِط أولاد الله )00فلَّما رأى ذلِك عرف إِنْ التجارُب تنتظِره فصرخ لله وَدخل لِلأمِيرة فقالت لَهُ أنَّ شكله لاَ يعجِبها فَالِيستحِم وَيبدِّل ملابِسه القدِيمة بِأُخرى جدِيدة نظِيفة وَلكِنْ فِى البِداية فليأكُلوا معاً00فجاءت لَهُ فِكرة أنْ يتظاهر بِالجنُون فبدأ يُسقِط الطعام عَلَى ملابِسه وَعِندما رأت الأمِيرة ذلِكَ طردتهُ وَفِيما هُوَ نازِل مِنْ عندها رأى الشيطان يقطع الحِبال فسألهُ ماذا فعلت بِحِبالَكَ ؟ أجابهُ الشيطان قطَّعتها بِهبالَة00هرب مِنْ الشَّرهُناك ناس تموت وَ لاَ تسقُط فِى شر كما فعلت الرَّاهبة الَّتِى هجم عَلَى دِيرها جنُود وَرأوا جمالها فأرادوا أنْ يدفعُوها لِلشَّرفقالت لَهُمْ إِنَّها لديها زِيت إِذا مسحت بِهِ الرِقاب لاَ يُؤَّثِر فِيها سِيف وَإِذا لَمْ يصدَّقوا قالت لَهُمْ جرَّبوا فِىَّ أنا00وَبِالفِعل مسحِت رقبِتها بِالزِيت وَضربُوا رأسها وَماتت ناس عندها الموت أسهل مِنْ الشَّر لِذلِكَ كَانَ الرُومان عندهُمْ الشهوات بِطرِيقة مُخجِلة وَ لاَ يعرِفُون العِفَّة وَالطهارة وَعِندما وجدوا المسِيحِيين مُحِبِين لِلعِفَّة وَالطهارة جعلوا إِفساد العِفَّة نوع مِنْ العذابات قبل الموت كما فعلوا مَعَْ مارِجرجِس أفكار شر وَدنس أمَّا الخطايا الشبابِيَّة فإِهرب مِنْها00هل نحنُ نهرب مِنْها أم نسعى إِليها ؟ نِعمِة ربِّنا تُرِيد أنْ تسنِدنِى هل مِنْ المعقُول أنْ تسنِدنِى وَأنا مُتراخية أمام التليفزيُون وَأمام مشاهِد مُعثِره00كيف أهرب وَأنا جالسة فِى مجلِس مُعثِر00هل أهرب أم لاَ ؟00لابُد أنْ يكُون عندِى حُب العِفَّة لَوْ نظرنا فِى فضائِل القِدِيسِين نجِد أنَّ كُلّ قدِيس إِشتهر بِفضِيلة مُعيَّنة وَلكِنْ الكُلّ إِشتركوا فِى العِفَّة00الأنبا أنطونيُوس رجُل صَلاَة00وَالأنبا أبرآم رجُل عطاء وَمارِجرجِس شجاعة وَلكِنْ الكُلّ عندهُمْ عِفَّة مُمكِنْ يكُون الله أعطاكِ صِفة مُعيَّنة ميِّزكِ بِها عنِّى كالدمُوع أوْ العطاء أوْ000لكِنْ لابُد أنْ يكُون الكُلّ لاَ يخلوا مِنْ العِفَّة00العِفَّة هِى البِداية هِى أهم نُقطة أنطلِق بِها فِى حياة مُفرِحة مَعَْ الله00العِفَّة تشمل أمور كثِيرة عِفِة العِين00عِفِة الأُذُن00عِفِة اللِسان عِفِة الفِكر00الجسد كُلّ ما النَّفْسَ تِشبع بِالله كُلّ ما كَانَ الهرُوب أسهل وَكُلّ ما النَّفْسَ تفتقِر مِنْ الله وَتنحاز لِلجسد كُلّ ما كَانَ الهرُوب صعب00[ النَّفْسُ الشَّبعانةُ تدُوسُ العسلِ وَلِلنَّفْسِ الجائِعة كُلُّ مُرٍّ حُلو ] ( أم 27 : 7 )00أى نَفْسَ بِترمرم إِبنة الله الغنِيَّة شبعانة بِه00لابُد أنْ تكُونِى غنِيَّة بِالله وَتسِيرِى وَحولِك ملائِكة لكِنْ هل هذِهِ الملائِكة فرِحة بِكِ أم حزِينة لِمظهرِك المُعثِر وَفِكرِك الخاطِئ الملائِكة تفرح بِالبِنت الَّتِى فِكرها مُتَّشَّبِع بِكلِمة الله لأِنَّها شبعانة وَإِلهها مفرَّحها وَيجعلها تحيا كُلّ يوم مجد جدِيد وَفرح جدِيد لاَ تتخيَّلوا أنَّ الهرُوب ضعف وَإِنْ كَانَ ضعف فَهُوَ ممدُوح مِنْ الله وَيشكُرِك عليه وَإِنْ كَانَ قوَّة فَهُوَ مُمجَّد مِنْ الله وَيشكُرِك عليه لأِنَّكَ نجِيتِ مِنْ حُفرة كبِيرة بِهرُوبِك الهرُوب يحتاج شبع00صعب إِنِّى أهرب وَأنا غير مُتَّبِع لِلبِرّ وَالتقوى سأكُون متحمِلَه أكبر مِنْ طاقتِى00صعب أنْ أقُول لَكِ إِبتعِدِى عَنْ شخصِيَّة مُعثِرة مُتعِبة أوْ المجلِس المُعثِر هذا أوْ المشهد المُعثِر هذا وَأنتِ فقِيرة مِنْ الله00صعب أدَّخلِك فِى صِراع قوِىلكِنْ إِذا كُنتِ شبعانة ستترنَّمِى مَعَْ دبوَّرة القاضِية [ دُوسِي يا نَفْسِي بِعِزٍّ ]( قض 5 : 21 )00إِبنة الله بِداخِلها عِز وَقُوَّة وَعِندما تدُوس تدُوس بِمجد وَهِى فرِحة وَحياتها مُرتفِعة مَعَْ ربِّنا00تدُوس لأِنَّها تشعُر أنَّها هيكل مُقدَّسَ لله فكيف تُهِينه الهرُوب بِحُب00بِقناعة وَشبع داخِلِى لابُد أنْ يكُون عندِى مجالات كثِيرة تشَّجعنِى فِى بِرّ00فِى حقّ00فِى قداسة فضِيلِة خِدمِة كُلّ هذِهِ المجالات تُؤَّمِنْ طرِيقِى00صعب أهرب وَأنا فقِير صعب أنْ تضع أمامِى طعام وَأنا جائِع وَتطلُب مِنِّى أنْ أمتنِع عَنْ الأكل00لابُد لِلنَّفْسَ أنْ تتهيئ لِلحرب بِأنَّها تجاهِد كُلّ يوم فِى صِراع جدِيد مَعَْ الله ضِد أهوائها وَشهواتها ما أحلى البِنت الَّتِى ترفع يداها يومِيَّاً لله وَلها قُدَّاساتها وَصلواتها وَحياتها الخفِيَّة هذِهِ تسِيرحولها قوَّة00" حولها ستُون جبَّار " ( ترنِيمِة يا سائِح لِلِقاء يسُوع )00كأنِّها عرش سُليمان عرش مُحاط بِقوَّة وَجنُود هكذا أنتِ عِندما تشبعِى مِنْ الله تُحاطِى بِجنُود رُوحانِيين يحرُسُوكِى إِهرب وَاتبع البِرَّ وَالتقوى إِشبعِى بِربِّنا وَبِسِير القِدِيسِين وَالقدِيسات وَاتخِذِيهُمْ قُدوة لَكِ فتتشبَّعِى بِهُمْ وَبِرائِحتهُمْ00كيف نُغلب وَنحنُ مُشَّبعِين بِالله وَقِدِيسِيه ؟00لابُد أنْ تتشبَّعِى بِخِير الكنِيسة عندها قِدِيسِين مُتنوِعِين حسب شخصياتنا00حسب ظرُوفنا وَأعمارنا فِى السِنكسار يِحكِى عَنْ واحِد كَانَ عُمره 12 سنة وَكَانَ يرعى حقل أبوه وَأثناء رِعايته لِلحقل كَانَ يوَّزع أكله كُلّ يوم عَلَى مَنْ حوله وَيظِل صائِم اليوم كُلّه00مَنْ هذا الَّذِى لديهِ قوَّة عجِيبة يغلِب بِها نَفْسَه وَشهواته ؟ قوَّة حُب الله تجعلنا نغلِب شهواتنا لأِنَّها قوَّة تُشبِه النَّارلاَ تُضبط يجِب أنْ تكتشِفِى محبِّة المسِيح00أنتِ الآن كافية النُضج لِلدخُول فِى عِشرة قوِيَّة مَعَْ الله لأِنَّكِ إِذا لَمْ تتَّبِعِى البِرّ وَالتقوى كيف تهربِى ؟ إِذا شبعتِى يُصبِح الهرُوب لَكِ سهل كيف أهرب وَأنا غير مُتحفِظة فِى كَلاَمِى أوْ فِى فِكرِى وَسيرِى ؟ كيف أقبل عَلَى نَفْسِى أنَّهُ أغلى ما عِندِى الَّذِى هُوَ جسدِى هيكل الله بِأنْ يُهان وَيكُون مصدر عثرة وَأهِين بِهِ الله ؟هيا لِتنظُروا تارِيخ كنِيستكُمْ00أُنظُروا القدِيسة بُوتامِينا الَّتِى لَمْ تخف أنْ تنزِل فِى الزِيت المغلِى وَلكِنَّها خافِت عِندما علمِت أنَّهُمْ سيُنزِلُوها عارِية وَطلبِت أنْ تنزِل الزِيت وَهِى بِملابِسها وَإِستحلِفتهُمْ بِالأمبراطُور أنْ لاَ ينزعوا عنها ملابِسها القِدِيسة بِربِتوا عِندما عرَّضوها لِلوحُوش وَفِى أخِر لحظة قبل موتها وَهِى فِى اللاوعى كانِت تلملِم ملابِسها00كيف لاَ نستوعِب قداسِة أجسادنا هل هُوَ تقلِيد لِلغِير أم عدم شبع أم سذاجة ؟00تحت أى بند الكُلّ غير مقبُول وَ لاَ يلِيق الشبعان مِنْ الدَّاخِل يِعرف كيف يُحافِظ عَلَى نَفْسَه00هُوَ الغنِى حَتَّى وَإِنْ وُجِد حولهُ مَنْ هُوَ مُختلِف عنْهُ لكِنَّه غير مُقتنِع وَراضِى بِحِفظه لِنَفْسَه وَفرِح بِذلِكَ00كُلّ ما النَّفْسَ شبعِت تِهرب بِمُستوى أعلى وَالتحفُّظ عندها يكُون واضِح القِدِيسِين كانُوا يضِبطوا عيُونهُمْ لِدرجِة أنَّهُمْ لاَ يلمحوا سِوى ما يُرِيدونه فقط أحد الرُّهبان ذهبَ لِلأسكندرِيَّة لِتوصِيل رِسَالَة لِلبطرِيرك وَعِندما رجع لِلدير سألوا ماذا رأى خِلاَل رِحلته هذِهِ ؟ فقال لَهُمْ البطرِيرك فقط لأِنَّهُ ضابِط عينيهِ لِئَّلاَ يُعثركُلّ ما أشبع بِربِّنا التحفُّظ يزِيد وَالهرُوب يُصبِح سهل أُطلُبوا مِنْ ربِّنا لأِنَّهُ إِلَه مُمجَّد فِى قِدِيسِيه00أُطلُبِى مِنَّه عِفِة آباءنا القِدِيسِين الَّذِينَ كَانَ خير لَهُمْ أنْ يموتوا مِنْ أنْ يُسلِّموا أنفُسهُمْ لِلدنس خير لَهُمْ أنْ يفقِدوا أحد أعضاءهُمْ مِنْ أنْ يتدنَّسوا مِثْلَ القدِيس سمعان الخرَّاز وَالقدِيسة لُوسِى00تشبَّعوا بِالقِدِيسِين وَستشعرُون أنَّكُمْ فوقَ العالم ربِّنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيَّاً أمِين

قداسة الفكر

يَقُول مُعَلِّمْنَا مَارِبُولِس الرَّسُول فِي رِسَالْتُه إِلَى أهْل فِيلِبِّي ﴿ أَخِيراً أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا ﴾ ( في 4 : 8 ) .. مِنْ أخْطَر المَجَالاَت لِصِرَاع الإِنْسَان مَعَ عَدُو الخِير هُوَ مَجَال الفِكْر حَتَّى أنَّنَا لَوْ أرَدْنَا أنْ نِعْرَفْ مَنْ هُوَ الشَّيْطَان فِي صِرَاعُه مَعَ الإِنْسَان نَقُول هُوَ قُوَّى عَقْلِيَّة .. مِيدَان حَرْبُه مَعَ الإِنْسَان هُوَ الفِكْر فَصَارَ الإِنْسَان حَيَاتُه كُلَّهَا مَبْنِيَّة عَلَى أفْكَار وَصَارَ تَقْدِيس الفِكْر هُوَ مَدْخَل لِتَقْدِيس الكَيَان .. وَكَأنَّ بُولِس الرَّسُول يَقُول لَنَا فَكَّرُوا فِيمَا أقُولُه :- 1/ كُلَّ مَا هُوَ حَقٌّ 2/ كُلَّ مَا هُوَ جَلِيلٌ 3/ كُلَّ مَا هُوَ عَادِلٌ 4/ كُلَّ مَا هُوَ طَاهِرٌ 5/ كُلَّ مَا هُوَ مُسِرٌّ 6/ كُلَّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ وَإِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ فَفِي هذِهِ إِفْتَكِرُوا .. بُولِس الرَّسُول أرَادَ لَنَا تَقْدِيس الفِكْر كُلُّه لِذلِك هُنَاك :- (1) خُطُورِة الأفْكَار (2) تَقْدِيس الأفْكَار (1) خُطُورِة الأفْكَار : أي شِئ يَفْعَلُه الإِنْسَان بِدَايَتُه فِكْرَة .. إِنْ أرَادَ الإِنْسَان أنْ يُصَلِّي فَهذِهِ فِكْرَة .. وَإِنْ أرَادَ أنْ يُسَامِح فَهذِهِ فِكْرَة .. بِدَايِة الحُرُوب كُلَّهَا أفْكَار .. كُون إِنْسَان يَكُون لَدَيْهِ إِحْسَاس أنَّ الكُلَّ أفْضَل مِنْهُ فَيِسْرَق هذَا الأمر بِدَايَتُه فِكْرَة .. آخَر يَعْتَبِر الغِنَى غِنَى عَقْل وَقَلْب فَلاَ يِسْرَق وَهذَا أيْضاً بِدَايَتُه فِكْرَة الأخْطَاء وَالفَضَائِل بِدَايِتْهَا فِكْرَة .. الحَيَاة كُلَّهَا أفْكَار .. حَوَّاء سَقَطِتْ بِفِكْرَة .. ﴿ أَحَقّاً قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ ﴾ ( تك 3 : 1) .. وَبَدَأت تَتَفَاوَض مَعَ الفِكْرَة فَسَقَطَتْ .. أسَاس تَعَبْ الإِنْسَان فِكْرُه لِذلِك هُنَاك خَطَايَا كَثِيرَة يُحَاسِبْنَا عَنْهَا الله لَمْ نَفْعَلْهَا لكِنْ سَقَطْنَا فِيهَا بِفِكْرِنَا لِذلِك الأفْكَار هِيَ أسَاس الأفْعَال وَمَنْبَع السُلُوك وَبِدَايِة أي سُقُوط .. الشَّهْوَة أسَاسْهَا فِكْرَة .. الغَضَبْ .. مَحَبِّة المَال كُلَّهَا أسَاسْهَا فِكْرَة .. لِذلِك رَاجِعْ نَفْسَك مَا هِيَ مُحَصِّلِة الأفْكَار الَّتِي دَاخِلَك .. هُنَاك أجْهِزِة رَسْم مُخ لِمَعْرِفِة كَفَاءِة المُخ وَقُدْرِتُه وَشُحْنَاتُه وَقَدْ يَتَطَوَر العِلْم وَتَظْهَر أجْهِزَة تَكْشِفْ أفْكَار الإِنْسَان .. تَخَيَّل لَوْ عَلَمْ أحَدٌ فِكْرَك هَلْ سَتَكُون كَقَوْل بُولِس الرَّسُول فِكْرَك فِي كُلَّ مَا هُوَ عَادِلٌ وَحَقٌّ وَطَاهِرٌ وَ ؟ الأفْكَار أسَاس جَوْهَر الإِنْسَان وَمَتَى تَقَدَّسَتْ الأفْكَار تَقَدَّسَت الأفْعَال وَالحَوَاس .. عِنْدَمَا يُرِيد إِنْسَان إِقْنَاع شَخْص آخَر يَقْنِعُه بِفِكْرُه .. قَدْ يَقُول لَهُ لاَ يَلِيقٌ أنْ يَكُون هُنَاك غَنِي وَآخَر فَقِير لِذلِك إِسْرَق لِتُحَقِّقٌ عَدَالَة إِجْتِمَاعِيَّة .. هذِهِ فِكْرَة .. مِثَال مَبْدأ ﴿ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً للهِ( يو 16 : 2 ) .. فِكْرَة قَدْ يَقْتُل بِهَا وَلاَ يَتَخَيَّل أنَّهُ يَفْعَل شِئ خَطَأ أسَاس أي عَمَل فِكْرَة .. الإِرْهَاب أسَاسُه فِكْرَة يَقُول هُنَاك أعْدَاء لَنَا وَلِحَضَارَتْنَا لِذلِك نِجَهِز لَهُمْ وَنُدَمِرَهُمْ وَيِوْصَل الشَّخْص لِدَرَجِة الإِنْتِحَار وَكَأنَّهُ إِسْتِشْهَادٌ – فِكْرَة – هُنَاك مَوَاقِعْ عَلَى الإِنْتَرْنِتْ تَبِث كُرْه فِي الشَّبَاب حَتَّى يَجْعَلُه يُقْدِم عَلَى فِكْرَة جَلِيلَة كَمَا يَتَخَيَّل وَيُفَجِّر نَفْسُه أوْ يَضَعْ قُنْبِلَة فِي مَكَانٍ مَا .. هذَا حَدَث مَعَ شَاب مُعْتَدِل فَجَّر نَفْسُه وَبَحَثُوا فِي أمْرُه وَوَجَدُوا أنَّهُ جَلَس إِلَى النِتْ وَاسْتَجَابَ لِهذِهِ الأفْكَار – فِكْرَة – يُوْجَدٌ مَثَل صِينِي يَقُول ﴿ أُحْصُدٌ فِكْرَة تُحْصُدٌ عَمَل ﴾ .. أي أنَّ أي فِكْرَة يَكُون نِتَاجْهَا عَمَل .. وَعَمَل + عَمَل + عَمَل تُحْصُدٌ عَادَة وَمِنْ العَادَات تُحْصُدٌ سُلُوك وَمِنْ مَجْمُوع سُلُوكِيَات تُحْصُدٌ أخْلاَقٌ وَمِنْ الأخْلاَقٌ يَتَحَدَّد المَصِير الأبَدِي إِذاً أسَاس مَصِيرِي فِكْرَة لِذلِك الأفْكَار خَطِيرَة جِدّاً .. قَدْ يُخْطِئ إِنْسَان تَحْت بَنْد فِكْرَة .. أي قَدْ يَقُول شَخْص قَدْ تَأخَرْت فِي الإِرْتِبَاط فَتَسْألُه وَمَاذَا تُرِيد ؟ يَقُول أي لِي العُذْر لأِنِّي تَأخَرْت لأِنِّي بِلاَ إِمْكَانِيَات .. تِسْألُه هَلْ هذَا الأمر يُصَرَّح لَك بِالخَطَأ ؟ .. هذَا فِكْر خَاطِئ لِذلِك رَاجِعْ نَفْسَك دَائِماً لِتَعْرِفْ مَاذَا يَدْخُل مِنْ أفْكَار إِلَيْكَ لأِنَّ الأفْكَار لَهَا صِفِة الخِدَاع .. لِذلِك عِنْدَمَا أرَادَ السَيِّد الْمَسِيح أنْ يَجْعَلْنَا نَعِيش عَلَى مُسْتَوَى الفَضَائِل تَكَلَّمْ مَعَنَا عَلَى مُسْتَوَى الأفْكَار الدَّاخِلِيَّة وَقَالَ مَثَلاً كُلّ مَنْ نَظَرَ إِلَى إِمْرَأة لِيَشْتَهِيهَا ( مت 5 : 28 ) .. وَعَدُو الخِير مَاكِر فِي خِدَاع الإِنْسَان وَعِنْدَمَا يَزْرَع فِكْرَة يَقُول لِلإِنْسَان لأِنَّكَ مَضْغُوطٌ أوْ لِمُجَرَّدٌ التَّجْرُبَة وَيَقُول لآخَر لأِنَّكَ مُنْغَلِقٌ وَيَجِبْ أنْ تَنْفَتِح عَلَى كُلَّ مَا حَوْلَك وَ ..... وَبِخِدَاع يِزْرَع فِكْرَة دَاخِل الإِنْسَان لِيَقْبَلْهَا وَيُغَيِّر سُلُوكُه .. لِذلِك إِنْتَبِه لأِفْكَارَك وَرَاجِعْهَا مَرْحَلِة الأفْكَار تَحْتَاجٌ يَقَظَة وَلاَ تَنْتَظِر إِلَى أنْ تَتَحَوَّل إِلَى عَمَل ثُمَّ سُلُوك دُونَ أنْ تَدْرِي .. عَدُِو الخِير يَضَعْ السِّم فِي العَسَل تَحْت بَنْد الخِدَاع لِتَقْبَل أفْكَارُه إِنْ كَانَتْ مَرْفُوضَة مَوْضُوعاً يَجْعَلْهَا تُقْبَل شَكْلاً .. لاَبُدْ أنْ تُرَاجِعْ أفْكَارَك وَلاَ تَخْضَعْ لأِي فِكْر يَأتِي إِلِيك . (2) طُرُقٌ عَمَلِيَّة لِتَقْدِيس الفِكْر :- (أ) فَكَّر فِي أُمور مُقَدَّسَة :- دَائِماً يُشَبِّه الأبَاء العَقْل بِمَطْحَنَة وَيَقُول الأبَاء لاَبُد لِلعَقْل أنْ يَطْحَنْ دَائِماً أُمور مُقَدَّسَة .. يِطْحَنْ كُلَّ مَا هُوَ حَقٌّ وَكُلَّ مَا هُوَ جَلِيلٌ وَعَادِلٌ وَ هذِهِ الأُمور تُنْشِئ تَيَار قَدَاسَة يَسْرِي فِي الإِنْسَان لأِنَّهُ أمَّنْ البَوَابَة أي الفِكْر وَمَدَاخِل القَلْب وَالجَسَد وَالأفْعَال لِذلِك كَيْ تَعِيش قَدَاسِة الفِكْر لاَبُد أنْ يَنْشَغِل الفِكْر بِشِئ مُقَدَّس .. آيَة مَثَلاً أوْ مَوْقِفْ مِنْ الكِتَاب المُقَدَّس وَيَطْحَنْ فِيهَا الفِكْر .. لِذلِك يَتَكَلَّمْ الأبَاء عَنْ الهَذِيذ أي شِئ يَهْتَز يَذْهَبْ وَيَجِئ فَيَمْسَح كُلَّ مَا هُوَ شِرِّير .. هكَذَا الهَذِيذ فِي الآيَات يَمْسَح مَا هُوَ شِرِّير فَيَتَنَقَى الفِكْر وَيَسْتَضِئ وَعِنْدَمَا يَسْتَضِئ الفِكْر يَرْفُض فِكْر عَدُو الخِير عِنْدَمَا يَعْرِضُه عَلِيه لأِنَّ الفِكْر مُضَاء وَأفْكَار عَدُو الخِير ظُلْمَة فَيَكُون فِكْر عَدُو الخِير وَاضِحٌ لِلعَقْل فَيَطْرُدُه .. لكِنْ إِنْ كَانَ العَقْل مُظْلِمْ ؟!! .. الظُلْمَة تُحِبْ الظُلْمَة فَيَقْبَل فِكْر عَدُو الخِير لِذلِك كَيْ تَرْتَفِعْ فَوْقَ الجَسَد لاَبُدْ أنْ تُقَدِّس أفْكَارَك إِسْرَح كَثِيراً وَاسْتَخْدِم خَيَالَك فِي الكِتَاب المُقَدَّس .. مِنْ أكْثَر القُوَى الَّتِي تُؤَثِر عَلَى الإِنْسَان الخَيَال .. الخَيَال فِي الرُّوحِيَات رَائِع وَفِي الشَّر مُدَمِر .. القِدِيس يِحْنِس القَصِير كَانَ يَجْلِس مَعَ أوْلاَدُه وَلاَ يَتَكَلَّمْ وَفِي النِّهَايَة يَقُول لَهُمْ مَنْ أعْلَى الشَّارُوبِيم أم السِّيرَافِيم ؟ مَشْغُول بِكُلَّ مَا هُوَ جَلِيلٌ وَعَادِلٌ وَمُسِرٌّ وَأفْكَار عَالِيَة بِذلِك سَتَكُون أفْعَالُه فَضِيلَة وَهذَا يُسَاعِدُه أنْ يَكْشِفْ الشَّر بِسُرْعَة .. مُجَرَّدٌ بِدَايَة لِعَدُو الخِير يَسْتَطِيعْ أنْ يَضْبُطْهَا .. لِذلِك كَيْ تَقْوَى إِرَادَتَك الرُّوحِيَّة قَدِّس فِكْرَك أحَدٌ الشَّبَاب ذَهَبَ لأِحَدٌ الأطِبَاء لأِجْرَاء عَمَلِيَّة جِرَاحِيَّة وَكَانَ مَعَهُ أصْدِقَاؤه وَلَمْ يُرِدٌ أنْ يَعْرِفْ أصْدِقَاؤه مَا يَدُور بِفِكْرُه البَاطِنْ أثْنَاء التَّخْدِير لِذلِك طَلَبْ أنْ لاَ يَكُونُوا مَعَهُ أثْنَاء يَقَظَتُه مِنْ التَّخْدِير وَكَانَ يَقُول جُزْء مِنْ القُدَّاس لأِنَّهُ كَانَ شَمَّاس .. أيْضاً المُتَنَيِح أبُونَا بِيشُوي كَامِل قَالَ قُدَّاس غِرِيغُورِي كَامِلٌ بِكُلَّ نَغَمَاتُه أثْنَاء إِجْرَاء جِرَاحَة .. لأِنَّ الفِكْر مُشَبَّعْ بِكُلَّ مَا هُوَ حَقٌّ وَجَلِيلٌ وَعَادِلٌ وَمُسِرٌّ .. لِذلِك أشَبَّعْ الفِكْر بِمَا هُوَ مُقَدَّس وَنَقِي حَتَّى تَعْرِفْ كَيْفَ تَطْرُدٌ الشَّر أوْ حَتَّى إِنْ أرَادَ عَدُو الخِير زَرْع أي فِكْر مُحْبَطٌ أوْ شِرِّير تَطْرُدُه . (ب) مُقَاوَمَة الأفْكَار :- يَقُول مَارِأفْرَآم مَبْدَأ مُهِمْ هُوَ ﴿ هَدْم لَمْح الفِكْر ﴾ سَوَاء كَانَ فِكْر حَسَد .. إِدَانَة .. شَهْوَة مُجَرَّدٌ لَمْح الفِكْر إِهْدِمُه .. كُلَّ جُزْء مِنْ الثَّانْيَة نَتْرُك فِيه فِكْر شِرِّير يَتَفَاوَض مَعَ فِكْرِنَا يُدَمِر فَمَا بَال مَنْ يَتْرُكَهُ سَاعَة !!! حِرَاسِة الفِكْر مَبْدأ مُهِمْ .. تَسَلَّح دَائِماً بِعَلاَمِة الصَّلِيب وَبِإِسْم يَسُوع وَالعَذْرَاء مَرْيَم هؤلاَء الثَّلاَثَة يَهْدِمُوا لَمْح الفِكْر .. مُجَرَّدٌ أنْ تَرْشِمْ ذَاتَك بِعَلاَمِة الصَّلِيب أوْ تُنَادِي رَبَّ المَجْد يَسُوع وَالسَيِّدَة العَذْرَاء يَدْخُل تَيَار قَدَاسَة لِلفِكْر .. – مُقَاوَمَة – .. لاَ تَتْرُك الفِكْر يِكْبَر وَيَنْمُو دَاخِلَك وَلاَ تَتَجَاوَب مَعَهُ .. لِذلِك الفِكْر مُهِمْ جِدّاً .. نَعَمْ قَدْ لاَ أسْتَطِيعْ أنْ أمْنَعْ الفِكْر الرَّدِئ أنْ يُعْرَض عَلَيَّ لكِنِّي أسْتَطِيعْ أنْ لاَ أُرَحِبْ بِهِ أوْ أتَفَاوَض مَعَهُ .. نَحْنُ نَعِيش فِي جَسَد وَضَعَفَات لكِنْ تَعَلَّمْ كَيْفَ تَحْفَظ نَفْسَك .. إِعْرِض فِكْرَك بِإِسْتِمْرَار وَلاَ تَتْرُك عَدُو الخِير يَدْخُل وَيَفْسِد فِكْرَك . حَزَقِيَّا المَلِك عِنْدَمَا أرْسَل الله لَهُ أشْعِيَاء النَّبِي يَقُول لَهُ أُوصِ بَيْتَك لأِنَّكَ تَمُوت حَزَنْ وَبَكَى وَصَلَّى إِلَى الله وَتَضَرَّع فَأطَالَ الله عُمْرُه خَمْسَة عَشَر سَنَة ( 2مل 20 : 1 – 6 ؛ أش 38 : 1 – 5 ) .. وَأرْسَل مَلِك بَابِل جُيُوشُه لِيُهَنِّئ حَزَقِيَّا المَلِك لِشِفَائِهِ وَسَمَح لَهُمْ حَزَقِيَّا المَلِك أنْ يَرُوا مَدِينَتِهِ وَالهَيْكَل وَكُلَّ ذَخَائِرُه وَمَا يَرَاه الكَهَنَة فَقَطْ أرَاهُمْ إِيَّاه فِضَّة وَذَهَبْ وَ ( 2مل 20 : 12 – 18) .. وَكَأنَّهُ يَقُول لَهُمْ هَلْ تَرَوْن كَيْفَ كَانَ الله سَيَحْرِمْنِي مِنْ كُلَّ هذَا ؟ فَقَالَ لَهُ أشْعِيَاء النَّبِي سَيَأسِرَك نَبُوخَذْنَصَّر .. هكَذَا عَدُو الخِير يُرِيد أنْ يَسْلِبْ مِنِّي كُلَّ شِئ صَالِح .. كُلَّ مَا هُوَ جَلِيلٌ وَحَقٌّ وَعَادِلٌ وَلَِذلِك قَاوِم الأفْكَار . (ج) كَشْف الأفْكَار الرَّدِيئَة :- لاَ يُوْجَد أجْمَل مِنْ أنْ يَفْضَح الإِنْسَان أفْكَرُه أمَام أب الإِعْتِرَاف وَأمَام الله فِي الصَّلاَة وَأمَام نَفْسُه .. وَإِلاَّ إِنْ تَرَكْت الفِكْر يَنْمُو دَاخِلَك سَيَتَحَوَّل إِلَى عَمَل .. أفْكَار دَنَس أوْ حَسَد أوْ أفْكَار غِير نَقِيَّة .. أفْكَار بُغْضَة .. إِكْشِفْهَا وَاعْرَف أسَاسْهَا .. جَيِّدٌ أنْ يَشْعُر الإِنْسَان أنَّ فِكْرُه مُضِئ فَيَكْشِفْ الأفْكَار الرَّدِيئَة .. أكْثَر شِئ يِسْعِد العَدُو أنْ لاَ تَكْشِفْ أفْكَارَك كَانَ رَاهِبْ لاَ يَكْفِيه الطَّعَام فَكَانَ يُخَبِّئ خُبْزَة لِيَأخُذْهَا وَيَأكُلْهَا عِنْدَمَا يَجُوع وَتَكَرَّر الفِعْل حَتَّى صَارَ عَادَة .. وَحَدَثَ فِي أحَدٌ الأيَّام عِنْدَمَا كَانَ الرُّهْبَان يَأكُلُون مَعاً عَلَى المَائِدَة وَكَانَ الرَّاهِبْ قَدْ خَبَّأ الخُبْزَة وَكَانُوا يَقْرَأُون فِي البُسْتَان أثْنَاء الطَّعَام وَكَانَتْ القِرَاءَة عَنْ كَشْف الفِكْر فَأخْرَج الرَّاهِبْ الخُبْزَة وَكَشَفْ فِكْرُه لِلرُّهْبَان فَسَمَعَ فِي الحَال صُوْت صُرَاخ وَعَوِيل عَدُو الخِير لأِنَّ الرَّاهِبْ فَضَحُه كَشْف الفِكْر يُعْلِنْ إِتِضَاع الإِنْسَان .. إِنْ كَانَ فِكْرَك رَدِئ إِكْشِفُه وَإِنْ أثَّر فِيك بِعَمَل رَدِئ إِكْشِفُه لأِنَّكَ كُلَّمَا خَبَّأت أفْكَارَك كُلَّمَا زَادَتْ دَاخِلَك .. لاَبُدْ أنْ تِتْعَامَل مَعَ الأفْكَار الرَّدِيئَة عَلَى أنَّهَا غَرِيبَة وَلاَبُد مِنْ كَشْفَهَا وَفَضْحَهَا .. جَيِّدٌ أنْ يَكُون مَعَك كَشَّاف تِكْشِفْ بِه الأمَاكِنْ المُظْلِمَة فِي النَّفْس لاَبُد أنَّ نُور النِّعْمَة وَالوَصِيَّة يِكْشِفْ هذَا الظَّلاَم .. إِكْشِفْ كَمْ أنْتَ أنَانِي وَمُحِبْ لِلمَال أوْ مُسْتَهْتِرأوْ ... (د) فَرَاغ الفِكْر :- إِحْذَر فَرَاغ الفِكْر لأِنَّهُ وَسَطْ جَيِّدٌ لِعَدُو الخِير .. أحْيَاناً كَثِيرَة يَكُون فِكْرِنَا فَارِغ لَيْسَ لَهُ هَدَفْ أوْ طُمُوحٌ .. شِئ مُحْزِنْ هُوَ عَدَم القِرَاءَة وَعَدَم وُجُودٌ هَدَفْ لَك .. الفِكْر الفَارِغ يُزْعِج الإِنْسَان حَتَّى أمَانِتْنَا لِدِرَاسِتْنَا كُون إِنَّهَا تِسْتَوْعِبْ عَقْلِنَا وَحْدَهَا فَهذَا لَيْسَ كَافِي .. إِحْذَر الفَرَاغ العَقْلِي لأِنَّ عَدُو الخِير يَزْرَع فِيه وَيُسَيْطِر .. لاَبُدْ أنْ يَكُون عَقْلَك مُشَبَّعْ وَلَكَ رِسَالَة وَاهْتِمَام .. قَدْ تَسْأل شَاب هَلْ تَقْرأ جَرِيدِة وَطَنِي .. مِجَلِة الكِرَازَة .. أي مَقَال ثَقَافِي أوْ تَخَصُّصِي أوْ ..... ؟ لِنَفْرِض أنَّ الشَّاب مَجَال عَمَلُه طِبِّي أوْ تُجَارِي أوْ هَنْدَسِي أوْ ..... تِسْأل هَلْ تَقْرأ فِي تَخَصُّصَك ؟ تَجِدُه يَقُول لَك يَكْفِينِي الدِّرَاسَة هذَا يَجْعَل الإِنْسَان فِي ضَحَالَة وَيَكُون عَقْلُه وَسَطْ جَيِّدٌ لِيَزْرَع عَدُو الخِير فِكْرُه فَيَبْدأ الإِنْسَان يِعِيش عَلَى مُسْتَوَى الغَرِيزَة وَالأنَانِيَّة لأِنَّهُ أخْلَى نَفْسُه مِنْ الأُمور الإِنْسَانِيَّة فَيُسَيْطِر عَلِيه أُمور غِير إِنْسَانِيَّة أُمور حَيَوَانِيَّة .. شَهْوَة .. أنَانِيَّة .. إِنْتِقَام .. لاَ .. لاَبُدْ أنْ يَكُون الفِكْر مُشَبَّعْ بِكُلَّ مَا هُوَ حَقٌّ وَجَلِيلٌ وَعَادِلٌ وَإِبْحَث عَنْ خَبَر جَيِّدٌ وَقُدْوَة جَيِّدَة .. سِيرِة قِدِيس .. شِئ عِلْمِي وَثَقَافِي .. أُمور هَامَّة .. كُون إِنِّنَا نُشْعُر إِنِّنَا مَازِلْنَا أطْفَال وَعِنْدَمَا تُعْطِينَا الكَنِيسَة كِتَاب لِنَقْرَأُه فَنِرْكِنُه وَلاَ تَكُون لَنَا رَغْبَة لِشِرَاء كِتَاب وَنَحْكُمْ عَلَى أنْفُسْنَا إِنِّنَا مَازِلْنَا فِي طُفُولَة .. هذَا غِير جَيِّدٌ إِنْ لَمْ تُجَارِي مُسْتَوَى نُضْجَك سَيَكُون أمْرَك غِير مَقْبُول وَسَتَجِدٌ أُمور كَثِيرَة تُشَكِّلَك دُونَ إِرَادَتَك .. العَدُو يَسْكُنْ العَقْل الفَارِغ لكِنْ لَوْ عَقْلَك مُشَبَّع لَنْ تُشَكِّلَك أي أفْكَار ضَارَّة وَكَمَا يَقُول الأبَاء ﴿ فِي عَقْل إِمْتَلأ بِالعَالَمْ لاَ يُوْجَدٌ بِهِ مَكَان لِمَعْرِفَة الله ﴾ لاَبُدْ أنْ يَكُون عَقْلَك مَرْفُوع .. وَأنْتَ تَأكُل إِسْمَعْ وَقَبْل أنْ تَنَام إِقْرَأ .. ضَعْ لِنَفْسَك خِطَّة مَاذَا سَتَقْرأ وَأنْ تَضَعْ أمَامَك هَدَفْ أنْ تُحْصِّل دَرَجَات جَيِّدَة بَلْ وَمُمْتَازَة فِي دِرَاسْتَك .. وَأنْ تُزِيد جِهَادَك ضَعْ خِطَّة لِتُنَظِمْ الصَّلاَة وَقِرَاءِة عَدَدٌ مُعَيَّنْ مِنْ الأسْفَار فِي فِتْرَة مُعَيَّنَة .. إِمْلأ عَقْلَك .. العَقْل المُمْتَلِئ وَقْتُه لَهُ قِيمَة لكِنْ إِنْ شَعَرْت أنَّ عَقْلَك فَارِغ تَصِير كَوَرَقَة تُحَرِّكْهَا الرِّيح وَأي فِكْر أوْ كَلاَم يَجْذِبَك رَبِّنَا يَمْلأ أفْكَارْنَا بِأُمور مُقَدَّسَة سَمَاوِيَّة تَسْمُو بِعَقْلِنَا لِنَنَال حَيَاة حَسَبْ قَصْد الله فِينَا رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً أمِين

رُوح القوّة وَرُوح الضعف

يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول فِى رِسالتِهِ لِتيموثاوس [ لأِنّ الله لَمْ يُعطِنَا رُوحَ الفشلِ بل رُوحَ القوّةِ وَالمحبَّةِ وَالنُّصحِ ] ( 2 تى 1 : 7 )0 رُوح الضعف :- توجد خُطورة شدِيدة فِى حياتنا مع الله أن يكُون عِندنا رُوح ضعف ، دائِماً نشعُر إِنَّنا لاَ نستطِيع شيء وَإِنَّنا فِى سقُوط دائِم وَعدو الخير دائِماً غالِبنا فنشعُر بِيأس فِى نِفُوسِنا وَإِنَّنا ليس لنا رجاء فِى أنفُسِنا لاَ فِى الماضِى وَ لاَ فِى الحاضِر وَ لاَ المُستقبل ، وَنشعُر أنّ عدو الخير قوِى وَجبَّار إِذاً ليس لنا نصِيب مَعَْ الله ، وَخِبراتنا السابِقة تقُول أنَّنا غير نافِعين وَلَنْ ننفع ،وَعدو الخير يستغِل هذِهِ الفُرصة وَيقُول لنا إِنَّنا لَنْ نصلُح لِلحياة مَعَْ الله ، كثيراً ما يستغِل عدو الخير هذِهِ الفُرصة إِستغلال ردىء وَيُخيِّل للإِنسان أنّ الطرِيق صعب بل وَيكاد يكُون مُستحِيل كثيراً ما نقُول إِنَّنا لَنْ نُخطِىء مرّة أُخرى ، وَلكِنّنا نعُود وَنُخطِىء فيتملّكنا رُوح يأس ، لِنتخيّل الأنبا مُوسى الأسود القوِى نحنُ نفتخِر أنّهُ قوِى لأِنّهُ غلب ضعفه ، لَوْ كان قَدْ قال لِنَفْسَه أنّهُ غير نافِع ماذا كان يفعل ؟فِى إِحدى المرّات ذهب لِلأنبا بِيشُوى أحد تلامِيذه وَقال لهُ أنّهُ فِى الرهبنة مُنذُ سبع سنوات لكِنّهُ دائِم السقُوط مهما إِعترف ، وَهُوَ الآن يشعُر أنّهُ غير صالِح لِلرهبنة وَيسأل ماذا يفعل هل يترُك الرهبنة ؟ فأجابهُ الأنبا بِيشُوى أنْ يترُك الرهبنة ، فبكى الراهِب فقال لهُ الأنبا بِيشُوى أليس هذا ما تُرِيدهُ ؟ فذهب إِخوتهُ لِلأنبا بِيشُوى يسألوه لِماذا قال ذلِك لِلراهِب؟ فأجابهُمْ الأنبا بِيشُوى " بِهِ رُوح ضعف " الّذى بِهِ رُوح ضعف لاَ يعرِف كيف يعِيش مَعَْ الله ، رُوح الضعف تأتِينا مِنْ قوّة العدو وَالسقطات المُتكرِّرة وَحُب السقُوط ، [ قال الجاهِلُ فِي قلبِهِ ليسَ إِلهٌ000 ] ( مز 53 : 1 )موضُوع غير نافعِين غير صحِيح ، أحياناً نشعُر أنّ الطرِيق ليس صعب بل مُستحِيل ، صعب نعِيش مَعَْ الله بِهذِهِ الرُّوح وَإِحساس إِنَّنا سنُرضيه إِحساس مؤقت ، مُمكِن تقُول أنا الآن إِعترفت وَقلبِى مَعَْ الله لكِنْ هل تتخيّل إِنِّى سأكُون ناجِح فِى الطرِيق الرُّوحِى ؟ ليس لَكَ ثِقة أنَّك ستكُون مرضِى لله ، كأنَّك عصفور مربُوط مِنْ أرجُلِهِ بِخيط يطِير لكِنْ لِمسافِة طول الخِيط فقط ثُمَّ يعُود ، أىّ يطِير فِى مجال محدود ، هذِهِ رُوح ضعف وَعدو الخير يمسِكنا مِنها وَيُعيِّرنا بِها ، وَدائِماً يقُول لنا لاَ فائِدة مِنّا توجد قصَّة فِى العهد القدِيم تحكِى عَنْ مُوسى النبِى الّذى قاد الشَّعب فِى رِحلة البرّيَّة على أمل أنْ يدخُلُوا أرض المِيعاد بعدما رأوا تعباً كثيراً فِى مِصر أرض العبُوديَّة وَالبرّيَّة ،وَهُمْ يُشّجِعُون بعضهُمْ البعض قائِلِين أنّهُ بعد قلِيل سيدخلُون أرض الموعِد التَّى تفِيض لبن وَعسل ، أرض الرَّاحة وَالمواعِيد ، وَعِندما إِقتربُوا مِنها وَرأوها بِعيونهُمْ تعجّلوا دِخولِها ، فأرسل مُوسى إثنى عشر جاسُوس لِيتجسّسوها ، هؤلاء الجواسِيس عادوا وَسألهُم الشَّعب عَنْ أخبار الأرض وَأحوالها ، هُنا وجدنا أنّ عشرة جواسِيس مِنهُمْ بِهُمْ رُوح ضعف فقالُوا لِلشَّعب[ 000هى أرضٌ تأكُلُ سُكّانها000 ] ( عد 13 : 32 ) ، أىّ أرض غادِرة ، يا خِسارِة الأيَّام التَّى ضاعت فِى إِنتظارها ، قالُوا أيضاً [ وَقَدْ رأينا هُناكَ الْجبابِرَةَ بنِى عناقٍ مِنَ الْجبابِرَةِ فَكُنَّا فِي أعْينُِِنَا كالْجَرَادِ000] ( عد 13 : 33 ) ، [ 000الشَّعبَ السَّاكِنَ فِي الأرْضِ مُعْتَزٌّ وَالْمُدُْنُ حَصِينَةٌ عَظِيمَةٌ جِدّاً000 ] ( عدد 13 : 28 ) بنِى عناق عمالِيق جبابِرة قَدْ يصِل طول الفرد مِنهُمْ أربعة أمتار ، عِندما سمِع الشَّعب هذا الكلام هاجوا على مُوسى أنّهُ أخرجهُمْ مِنْ مِصر وَأتاههُمْ 40 سنة فِى البرّيَّة وَفِى النِهاية يصِلُون لأرضٍ لاَ يستطِيعُون أنْ يدخُلُوها يقُول الكِتاب عَنْ هؤلاء العشرة جواسيِس [ فَأشَاعُوا مَذَمَّةَ الأرْضِ000]( عد 13 :32 ) ، أمَّا باقِى الجواسيِس وَهُمْ إِثنان يشُوع بن نون وَكالِب بن يفُنَّة يقُول عنهُما الكِتاب [ كانت معهُ رُوحٌ أُخْرَى000] ( عد 14 : 24 ) ، ما هُوَ الرُّوح الآخر ؟رُوح القوّة ، الرُّوح القُدس الّذى لَمْ يكُنْ فِى الآخرِين هذان سكتَّا الشَّعب وَقالا لهُمْ [ 000إِنَّنا نَصْعَدُ وَنَمْتَلِكُهَا لأِنَّنا قَادِرُونَ عَلَيْهَا ]( عد 13 : 30 ) ، لِماذا قالا ذلِك ؟ لأِنّ بِهُما رُوح الله ، لِذلِك شعرا أنَّهُما بِالله قادِرِين على النُصرة ، الّذى بِهِ رُوح الله قادِر على التقدِيس قالا [ 000الأرضُ الَّتِي مَرَرْنَا فِيها لِنَتَجَسَّسَهَا الأرضُ جَيِّدَةٌ جِدّاً جِدّاً0إِنْ سُرَّ بِنَا الرَّبُّ يُدْخِلْنَا إِلَى هذِهِ الأرض 000وَ لاَ تَخَافُوا مِنْ شَعْبِ الأرْضِ لأِنَّهُمْ خُبْزُنَا0قَدْ زَالَ عَنْهُمْ ظِلُّهُمْ وَالرَّبُّ مَعَْنَا0لاَ تَخَافُوهُمْ ] ( عدد 14 : 7 – 9 ) ، أىّ لَوْ كان لهُمْ ظِل لكانُوا موجودِين إِذاً هُما يعنيان أنّ شعب الأرض غير موجودِين ، لِذلِك قالا [ وَالرَّبُّ مَعَْنَا لاَ تَخَافُوهُمْ ] ( عدد 14 : 9 ) تُرى أىّ رُوح عِندك رُوح العشرة أم رُوح الإِثنان ؟ عدو الخير بِالنسبة لنا مِثل بنِى عناق جبابِرة حاوِلت كثيراً أنْ أقاوِمهُ لكِنِّى لَمْ أستطِع ، حاوِلت أنْ أُرضِى الله فَلَمْ أعرف ،لِذلِك بدأت أشعُر بِمذمَّة الأرض وَرُوح ضعف كثيراً ما يُدخِلنِى عدو الخير فِى تجارُب فاشِلة وَيقُول لِى فِى كُلّ مرَّة تسقُط فِيها تعُود لِنَفْسَ النُقطة ، هذا خطأ00لابُد أنْ يكُون معنا رُوح آخر مهما كان العدو جبَّار وَلِنقُل[ إِنْ سُرَّ بِنَا الرَّبُّ يُدْخِلْنَا إِلَى هذِهِ الأرْضِ000] ( عد 14 : 8 ) نحنُ نخاف لأِنَّنا نشعُر أنَّنا غير معروِفِين لدى الله وَغير مسنودِين عليه ، أنا إِبنه حبيبه إِذا إِنهزمت أسبِب لهُ خِسارة ، إِذا رأينا رجُل غنِى جِدّاً لكِنْ أولاده يمشون فِى الشَّوارِع يتسُّولون نقُول إِنّهُ رجُل غير صالِح ، هكذا أحياناً نفعل بِالله أبينا ، الله خلاصنا وَنجاتنا وَنحنُ نشعُر بِضعف وَفقر !!!الّذى لاَ يأخُذ قوّة مِنْ الله لاَ يُمكِنْ أنْ تتقدّم حياته ، مادُمت شاعِر إِنِّى ضعِيف وَيائِس لَنْ أنتصِر ، يقُول فِى سِفر إِشعياء [ لاَ تَخَفْ يَادُودَةُ يَعْقُوبَ يَا شِرْذِمَةَ إِسْرَائِيلَ000 ]( أش 41 : 14 ) ، [ 000قَدْ أَيَّدْتُكَ وَأَعَنْتُكَ وَعَضَدْتُكَ000] ( أش 41 : 10 ) ،لاَ تحيا وَأنت قلِيل فِى عين نَفْسَكَ ، لاَ تشعُر أنَّك ليس موضِع حُب الله00لاَ00أنت موضِع حُبُّه وَرحمِته وَحنانه ، أنت عمله فكيف يبخل عليك الله يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول [ الّذى لَمْ يُشفِقْ عَلَى إِبنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأِجْلِنَا أجْمَعِينَ كيفَ لاَ يَهَبُنَا أيضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ ] ( رو 8 : 32 ) ، الله يُرِيد أنْ يُعطِينا كُلّ شيء ،لاَ يجِب أنْ تشعُر فِى نَفْسَكَ أنَّك نكِرة وَليس لَكَ قيمة ، أحياناً نشعُر أنَّنا أمام الله لاَ شيء وَأنّهُ لَنْ ينظُر لنا ، بينما الله مشغُول بِنا إِنشغال الأُبوَّة وَمِنتظرنا ، [ لاَ يشاءُ موت الخاطِىء مِثلَ ما يرجعُ وَيحيا ] ( مِنْ طِلبِة أخِر كُلّ ساعة ) الإِبن الضال كان موضِع إِنشغال أبوه فِى فِترِة غيابه حتَّى أنّهُ عِندما رأه ركض وَوقع على عُنُقِهِ وَقبّلهُ ، الكنِيسة كُلّها بِجيوشها وَقديسيِها شُغلها التسبِيح وَشُغلها خلاصنا وَإِعداد مكان لنا فِى السَّماء ، وَهذا أيضاً شُغل السَّماء [ أنَا أنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ ] ( أش 43 : 11 ) أنا دعوتك بِإِسمك أنت لِى ،[ 000أجْعَلُ فِي الْبَرِّيَّةِ طَرِيقاً فِي الْقَفْرِ أنْهَاراً ] ( أش 43 : 19 ) ، إِحذر أنْ يكُون عدو الخير بِالنسبة لَكَ جبَّار وَ لاَ تنساق خلفه وَليس أىّ تيار فِى جسدك تسير خلفهُ الله لَمْ يُعطينا رُوح الفشل بَلْ رُوح القوّة ، لَوْ عرفنا الإِمكانيات الموهُوبة لنا لذللناعدو الخير بدل مِنْ أنْ يذِلّنا هُوَ فِى كُلّ مرّة يسقُط أحدنا يذهب عدو الخير لله وَيقُول لهُ هاهُمْ أولادك ، لِماذا لنا رُوح ضعف وَنحنُ أولاد القوِى أولاد الملِك ؟ يقُول القدِيس يُوحنا ذهبِى الفم [ عجِبت لإِبن الأكابِر الّذى يمشِى فِى الشَّوارِع يسأل لُقمة وَهُوَ لهُ مُفتاح مخازِن خيرات العالم ] ، عجِبت لأولاد الملِك الّذين فِيهُمْ رُوح ضعف وَيسقُطُون أمام أمور صغيرة رغم أنَّهُمْ أولاد ملِك قوِى داخِلنا إِمكانيات جبَّارة تغلِب ، معنا علامِة الصلِيب وَإِسم الرّبّ يسُوعَ وَجنُود ملائِكة وَشُفعاء وَالملاك مِيخائِيل بِسيف نار ، لكِنْ داخِلنا رُوح ضعف يجعلنا نسقُط ،لِذلِك يقُول داوُد النبِى [ 000إِلَى مَتَى يَرْتَفِعُ عَدُوّي عَلَيَّ ] ( مز 13 : 2 ) ، وَفِى سِفر إِشعياء يقُول [ لاَ تَذْكُرُوا الأوَّلِيَّاتِ0وَالْقَدِيمَاتُ لاَ تَتَأَمَّلُوا بِهَا0هأنَذَا صَانِعٌ أمْراً جَدِيداً000 ]( أش 43 : 18 – 19 ) 0 رُوح القوَّة :- أولاد الله لابُدأنْ يكُون داخِلهُمْ رُوح قوَّة ، الرجُل الجاهِل الّذى كان إِبنه يُرسِلُ لهُ شِيكات فكان يضعها فِى برواز فِى بيته القدِيم وَيقُول عنها إِنَّها تذكارات مِنْ إِبنه وَ لاَ يصرِفها لِيحيا حياة أفضل ، هكذا نحنُ لنا شِيكات موّقعة لكِنْ لاَ نصرِفها لنا الجسد وَالدم خلاص وَغُفران وَقوّة ، وَمزامير ، كُلّ هذا رُعب لِلشيَّاطِين ،الحياة مَعَْ الله مُتاحة لكِنْ نحنُ لاَ نستخدِمها ، فِى سِفر يوئِيل آية رائِعة تقُول[ 000لِيَقُلِ الضَّعِيفُ بَطَلٌ أنَا ] ( يوئيل 3 : 10 ) ، إِحذر أنْ يكُون فِيك رُوح ضعف وَتقُول أنا غير صالِح ، قُل بطل أنا لكِنْ بِقوَّة الله جمِيلة صُورة القدِيسة مارِينا وَهى مُمسِكة بِقرنىّ الشيَّطان عِندما كان يظهر لها كانت تمسِكهُ وَتقُول لهُ قُل لِى ما هى حيلك ؟ بدل ما يمسكها هُوَ تمسِكهُ هى ، وَبدل ما يُعيّرُها تُعيّرهُ هى قويَّة لِماذا أضع نَفْسَى فِى موقِف إِنِّى منتظِر عدو الخير يعرِض لِى أفكاره وَأنا أقاوِمها ؟لِماذا لاَ أرميه بِسهام كلِمة الله قبل أنْ يعرِض لِى أفكاره ؟ داوُد النبِى فِى مزمور 18 : 29 – 34 يقُول [ لأِنِّي بِكَ إِقْتَحَمْتُ جَيْشاً وَبِإِلهِي تَسَوَّرْتُ أسْوَاراً الّذي يُعَلِّمُ يَدَيَّ الْقِتَالَ فَتُحْنَى بِذِرَاعَيَّ قَوْسٌ مِنْ نُحَاسٍ ] ، إِنِّى محرُوس بِالله هُوَ حولِى سُور ، هُوَ يجعلنِى قوِى ، رُوح القوَّة هذِهِ يا إِلهِى ، [ اللّهُمَّ بِاسْمِكَ خَلِّصْنِي000]( مز 54 : 1 ) لِذلِك يقُول فِى سِفر إِشعياء [ يُعْطِي الْمُعْييَ قُدْرَةً وَلِعَدِيمِ الْقُوَّةِ يُكَثِّرُ شِدَّةً ]( أش 40 : 29 ) ، " المعيي " أىّ " الضعِيف " ، [ 000يَرْكُضُونَ وَ لاَ يَتْعَبُونَ يَمْشُونَ وَ لاَ يُعْيُونَ ] ( أش 40 : 31 ) لَوْ تعرف كيف ينتظِرُنا الله وَماذا يُرِيد أنْ يعمل معنا ؟ ما كُنَّا نضعُف ، مُعلّمِنا داوُد يقُول [ أتْبَعُ أعْدَائِي فَأُدْرِكُهُمْ وَ لاَ أَرْجِعُ حَتَّى أُفْنِيَُمْ ] ( مز 18 : 37 ) الأنبا أنطونيُوس كان يتبعهُ عدو الخير لكِنّهُ كان يخاف مِنهُ لأِنّ الأنبا أنطونيُوس كان دائِماً يقُول [ قُمْ أيُّها الرّبّ الإِله وَلِيتبدّد جمِيع أعدائك ] 00[ إِفنِيهُمْ يارب تحت السَّماء ][ طوبى لِمَنَ يُمسِكُ أطفالك وَيدفِنهُمْ عِند الصخرة ] ( مز 136 مِنْ مزامِير النوم )" الصخرة هُوَ السيِّد المسِيح " ، لَوْ السيِّد المسِيح فِى حياتك تستطِيع أنْ تدفن عِندهُ الفِكر وَهُوَ مازال طِفل لَوْ الإِنسان العدِيم الإِيمان وَتشّفع بِإِسم الأنبا أنطونيُوس 00إِسم الأنبا أنطونيُوس يطرُد الشيَّاطِين ، أىّ أنّ إِسمه صار مُرعِب لِلشيَّاطِين ، لِذلِك كان الله يقُول لأرميا النبِى عِندما وجد فِيهِ رُوح ضعف [ لاَ تَقُلْ إِنِّي وَلَدٌ0000هأنَذَا قَدْ جَعَلْتُكَ الْيَوْمَ مَدِينَةً حَصِينَةً وَعَمُودَ حَدِيدٍ وَأَسْوَارَ نُحَاسٍ عَلَى كُلِّ الأرْضِ000فَيُحَارِبُونَكَ وَ لاَ يَقْدُِرُونَ عَلَيْكَ000]( أر 1 : 7 – 19 ) معقُول آخُذ وعد مِنْ الله أنّهُ يجعلنِى مدينة حصِينة وَأضعُف ؟ الكِتاب المُقدّس ليس لأشخاص مُعيَّنة بل لنا جمِيعاً [ طُوبَى لأُِنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ000] ( مز 84 : 5 ) ،وَمُعلّمِنا داوُد النبِى يقُول [أيقِظْ جَبَرُوتَكَ000] ( مز 80 : 2 ) ، الّذى يشعُر أنّهُ مَعَْ الله يشعُر أنّهُ مرفُوع كما قال داوُد النبِى [ أُحِبُّكَ يَارَبُّ يَاقُوَّتِي ] ( مز 18 : 1 ) يشُوع البار غلب إِحدى وَثلاثِين ملِك رغم أنّهُ بسِيط ، لكِنّهُ غلب بِالله ، رُوح الله رُوح قوّة عامِل فِينا لِكى نثِق بِالله وَنتمسّك بِهِ أكثر ، يشُوع وقف لِلشَّعب وَقال [ رجُلٌ واحِدٌ مِنْكُمْ يَطْرُدُ أَلْفاً لأِنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ هُوَ الْمُحَارِبُ عَنْكُمْ00] ( يش 23 : 10 ) المُتسلِّح بِالله يطرُد ألف فِكرة شرّيرّة ، وَلكِنْ الّذى بِهِ رُوح ضعف يسقُط مِنْ فِكرة واحدة ، نحنُ ضُعفاء لكِنْ الله يعمل فِينا ، إِذا كتبت عشرة أصفار وَوضعت أمامهُمْ واحِد يُصبِحُون قيمة عظِيمة ، هكذا نحنُ أمام الواحِد الله عُظماء القدِيسة يوستينة أراد كبريانُوس أنْ يُحضِرُها لكِنْ كُلّ ما يُرسِل لها شيطان يجِدهل تُصَلِّى ، وَعِندما سمع الشيَّطان إِسمها إِحترق لأِنّ إِسمها مُرعِب لِلشيَّاطِين ، إِنتبِه مِنْ رُوح اليأس وَالضعف جيحزِى تلمِيذ ألِيشع خاف وَقال لإِليشع نحنُ مُحاصرين وَسيمسكونا ، ألِيشع صلّى لله وَقال لهُ [ فَقَالَ لاَ تَخَفْ لأِنَّ الَّذِينَ مَعْنَا أكْثَرُ مِنَ الَّذِين مَعْهُمْ0وَصَلَّى ألِيشَعْ وَقَالَ ياربُّ إِفْتَحْ عَيْنيهِ فَيُبْصِرَ000] ( 2 مل 6 : 16 – 17 ) ، عمل الله فِينا عمل خفِى أحد القدِيسين يقُول [ إِبليس بِلاَ سُلطان علينا إِنْ كُنَّا نسلُك كأولاد الله ]00[ وَإِنْ رآك الشيَّطان مُرتبِط بِالسَّماء وَساهِر لاَ يقدِر عليك ] 00[ إِنّ السِيرة الطاهِرة تسِد فم الشَّيطان ] ، هكذا قال مارِإِسحق لِيكُنْ لَكَ رُوح القدِيس أُوغسطِينُوس وَالقدِيسة يوستينة حِينما أنا ضعِيف فأنا قوِى ( 2 كو 12 : 10 ) ، لِيقُل الضعِيف بطل أنا لكِنْ لابُد أنْ أكُون مُرتبِط بِالله ، وَأعرِف كيف أهدِم سِهام إِبلِيس متى نُحارِب رُوح الضعف وَمتى نُحارِب الكبرياء ، لِذلِك يقُول داوُد[ مغبُوط هُوَ الرجُل الّذى يملأ جعبتُهُ مِنهُمْ000 ] ( مز 126 مِنْ مزامِير صلاة الغرُوب ) ،أىّ سِهام كلِمة الله دائِماً داخِل القلب وَالفِكر تعمل فِيك ، إِجعل الجسد وَالدم مُختلِط بِجسدك وَدمك دائِماً تكُون مرفُوع وَعِندما يضغط عليك العالم وَشروره إِعلم أنّهُ لاَ شيء ،وَعِندما يُحاربك الشيَّطان وَيقُول لَكَ أنت ضعِيف قُل لهُ أنا قوِى بِإِلهِى ، وَعِندما يقُول لَكَ أنت قوِى قُل لهُ أنا لاَ شيء بِدُون إِلهِى سِر قوَّة الكنِيسة نحنُ ، وَسِر ضعف الكنِيسة نحنُ ، فِى سِفر نشيِد الأناشيِد تشبيه جمِيل[ عُنُقُكِ كَبُرْجِ دَاوُدَ الْمَبْنِي لِلأَسْلِحةِ0أَلْفُ مِجَنٍّ عُلِّقَ عَلَيْهِ ] ( نش 4 : 4 ) فِى العهد القدِيم إِذا إِنتصروا فِى حرب يسيرُون بِالمُحارِبين المُنتصِرِين فِى موكِب عظِيم ثُمَّ يأخُذُهُمْ على بُرج المدِينة وَيُعلِّقُون عليهِ دِرُوعهُمْ وَيكتبُون عليها أسمائهُمْ هكذا الكنِيسة قدِيسيها هُمْ المُحارِبين المُنتصرِين ، أىّ أنّ الكنِيسة مُزّينة بِالقدِيسين أنبا أنطونيُوس وَالقدِيسة دميانة وَمارِمينا وَأتراس جبابِرة علينا أنْ نشترِك فِى الحرب وَنغلِب بِقوّتِهِ وَنُعلِّق أتراسنا معهُمْ ياليتنا يكُون داخِلنا رُوح مُتكِلة على عرِيسها ، قوتِى فِى الضعف تكمُل( 2 كو 12 : 9 ) ، لَوْ ضعِيف قوتِى بِإِلهِى ، لَوْ بائِس هُوَ رجائِى ، هُوَ نُصرتِى وَقوّتِى ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمتِهِ وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمِين

الدوافِع وَ العواطِف وَ الغرائِز فِى سِن الشَّباب

سنتكلّم اليوم فِى موضُوع بِنعمِة ربِنا أعتقِد إِنّه هام جِدّاً بِالنسبة لِمرحلِة سِنّكُمْ وَ هُوَ عَنْ الدوافِع وَ العواطِف وَ الغرائِز فِى سِن الشَّباب وَ سأقُول لكُمْ آية واحدة قالها سُليمان الحكيِم فِى سِفر الأمثال [ لاَ تفِضْ ينابِيعُك إِلَى الخارِجِ سواقِى مِياهٍ فِي الشَّوارِع 0 لِتكُنْ لك وحدك وَ ليس لأجانِب معك ] ( أم 5 : 16 – 17 ) ، ماذا يقصِد بِينابِيعك التَّى تكُون لك وحدك وَ ليس لأجانِب معك ؟ يقصِد غرائِزك وَ قوّتك وَ الدوافِع الداخِليَّة العمِيقة التَّى لديك ، هذِهِ هى ينابِيعك فَلاَ تجعلها سواقِى مِياه فِى الشوارِع سنتكلّم عَنْ ثلاث نِقاط بِنعمِة ربِنا :-

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل