العظات

كيف نكون علاقة حب مع الله

بسم الآب والإبن والرُوح القدس الإلَه الواحِد أمِين فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكُلّ أوان وإلَى دهر الدهُور أمِين  حا أقرا معاكم جزء صغير من رِسالَة بُولس الرَّسُول لِتلميذه تيِمُوثاوُسَ بركاته على جمِيعنا أمِين00تيِمُوثاوُسَ التانية أصحاح 3 يقول كده [10- وَأَمَّا انْتَ فَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمِي، وَسِيرَتِي، وَقَصْدِي، وَإِيمَانِي، وَأَنَاتِي، وَمَحَبَّتِي، وَصَبْرِي،11- وَ اضْطِهَادَاتِي، وَآلاَمِي، مِثْلَ مَا اصَابَنِي فِي انْطَاكِيَةَ وَإِيقُونِيَّةَ وَلِسْتِرَةَ. ايَّةَ اضْطِهَادَاتٍ احْتَمَلْتُ! وَمِنَ الْجَمِيعِ انْقَذَنِي الرَّبُّ. 12- وَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ انْ يَعِيشُوا بِالتَّقْوَى فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُونَ.13- وَلَكِنَّ النَّاسَ الأَشْرَارَ الْمُزَوِّرِينَ سَيَتَقَدَّمُونَ الَى ارْدَأَ، مُضِلِّينَ وَمُضَلِّينَ. 14- وَأَمَّا انْتَ فَاثْبُتْ عَلَى مَا تَعَلَّمْتَ وَأَيْقَنْتَ، عَارِفاً مِمَّنْ تَعَلَّمْتَ. 15- وَأَنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ، الْقَادِرَةَ انْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ بِالإِيمَانِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. 16- كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَ التَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَ التَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ،.17- لِكَيْ يَكُونَ انْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّباً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ ]00نِعمة الله الآب تحل على أرواحنا جميعاً أمين0  موضوعنا بتاع النهارده موضوع عملِى جِدّاً عَنْ إزاى الإِنسان يكوِّن عِشرِة محبَّة مَعَْ ربِّنا00 أجمل عِلاَقة مَعَْ ربِّنا عِلاَقة الحُب00فِى عِلاَقة الواجِب وَفِى عِلاَقة الأُجره وَفِى عِلاَقة الروتين وَفِى عِلاَقة الحُب00فِى واحِد مُمكِنْ يكون بِيشتغل عند واحِد فِى مكان لأِنَّه لازِم يشتغل عنده00واجِب00 فِى واحِد تانِى يشتغل عند واحِد فى مكان لأِنَّه بياخد مِنْه فلوس00فِى واحِد تانِى بِيشتغل عند واحِد فِى مكان لأِنَّه خايِف مِنْه00وَفِى واحِد بِيشتغل عند واحِد فِى مكان لأِنَّه بيحِبَّه00أكتر واحِد يُثمِر مِين ؟ أكِيد الَّلِى بيحِبَّه0  علشان كِده عِلاَقِتنا مَعَْ ربِّنا إِنْ ماكانِتش مبنية عَلَى الحُب تُبقى عِلاَقة إِمَّا واجِب إِمَّا روتِين إمَّا عِلاَقة لها مُقابِل إِمَّا عِلاَقة شكلِيَّة00عِلاَقة الحُب00إِزاى الواحِد يبتدِى عِلاَقِة محبَّة بِربِّنا ؟ إِزاى صلاته تُبقى صَلاَة حُب مِش صَلاَة واجِب ؟ إِزاى قرايته فِى الكِتاب المُقدَّس تُبقى قراية إِشتياق ؟ إِزاى الإِنسان فِى وسط إنشغالاته الكتيرة جِدّاً جِدّاً عِلاَقته بِربِّنا تُبقى عِلاَقة حُب ؟  حا أقول لكم علشان تبتدِى بِعِلاَقة حُب لازم تُدرِك محبِّة الله لِك ، أوِل نُقطة إِدراك محبَّة الله ، مِش مُمكِنْ أنا أأمرك بِمحبِّة حد إِنْ لَمْ تشعُر إِنت أوَّلاً إِنَّه حبَّك00وَعَلَى قدر الإِنسان ما يُدرِك محبِّة الله لَهُ عَلَى قدر ما يُبادِل الله حُب بِحُب0  (1) إِدراك محبَّة الله00(2) لمَّا أدركت الحُب ديَّت أسفرت عَنْ توبة وَالتوبة أشعرتنِى جِدّاً جِدّاً بِمحبِّة ربِّنا لإِنْ أنا الَّلِى مُمكِنْ بكون بأُخطِئ إِليه ببُص ألاقِى ربِّنا بيقبلنِى فقبول ربِّنا لىَّ رغم خطاياى ده أكبر دلِيل للحُب00فالتوبة وَقبُول توبتِى مِنْ الله بينَّمِى محبتِى لله جِدّاً0  (1) إِدراك محبَّة الله ، (2) التوبة ، (3) العِشرة الشخصيَّة ، عشان عِلاَقتِى تنمو فِى المحبَّة لازِم نُقعد ويا بعض كتِير، نتكلِّم نسمع بعض ، نتبادل وجهات النظر، أعرف فِكرك تِعرف فِكرِى ، أعرف إهتماماتك تِعرف إهتماماتِى ، أحِب أأقعد معاك كتِير، فـا (3) العِشرة الشخصِيَّة حا تلاقِى إِنْ العِشرة الشخصِيَّة مَعَْ ربِّنا دى بتنَّمِى المحبَّة جِدّاً ، (4) وَالأخِيرة الخِدمة،خِدمِتك لِربِّنا وَخِدمِتك فِى كنِيسته تنَّمِى محبِّتك لِربِّنا ، نتكلِّم فِى الأربع نُقط دول0 (1) إِدراك محبَّة الله :0 =======================  صدَّقونِى يا أحِبَّائِى لَوْ الإِنسان أدرك محبَّة الله لَهُ ما يكفهوش عُمره كُلّه عشان يديه لِربِّنا فِى مُقابِل محبِّة ربِّنا لَه ، مُعلِّمنا يُوحنا الرَّسُول يقولَّك إيه [ نحنُ نُحِبُّهُ لأِنَّهُ هُوَ أحبَّنا أولاً ] ( 1يو 4 : 19 ) ، محبِّتنا لله نتِيجة إِدراك محبِّته لىَّ فلَّما أنا أدركت محبِّته لىَّ أنا محبتِى إِتحركِت،حبنِى إِلَى إيه ؟ يقولَّك أحبَّنا إِلَى إيه ؟ إِلَى المُنتهى ، مرَّة تانية مُعلِّمنا يُوحنا الرَّسُول يقولَّك إيه [ أحبَّنا بِلاَ سبب ] ، صحِيح مفناش حاجة تستاهِل نتحب بالعكس لَوْ جاز التعبِير يعنِى – لَوْ جاز التعبيِر – مَعَْ إِنْ ده مِش فِى مُصطلح ربِّنا إِحنا نستاهِل نتكره لأِنْ وحشِين ، لكِنْ أحبَّنا بِلاَ سبب ، أحبَّنا فضلاً ، هُوَ ما يكرهناش قوِى00لِيه ؟ لأِنْ إِحنا ولاده مهما كَانَ إِحنا ولاده ، مهما كُنَّا خُطاة مهما كُنَّا بِنعمِل تعدِيَّات فا إِحنا ولاده ، فَهُوَ يحِبِنا بِلاَ سبب فَهُوَ أحبَّنا أوَّلاً ، أحبَّنا حَتَّى الموت موت الصلِيب ، أحبَّنا إِلَى النِهاية ، ده إيه ده ؟ ده النَّفْسَ الَّلِى تُدرِك عمل الله مِنْ أجلها ، ده غِنى ربِّنا يسُوع المسِيح ، دع عظمته كإلَه أنْ [ أحبَّ خاصَّتهُ الَّذِينَ فِي العالم ] ( يو 13 : 1)0  محبِّة ربِّنا لىَّ ، آه لمَّا أكتشِف محبِّة ربِّنا لىَّ وَتدخل جوَّه قلبِى وَأشعُر أنَّ محبَّة المسِيح تحصُرنِى وَأشعُر أنَّ محبَّة المسِيح بِتتخلل قلبِى وَعقلِى وَكيانِى وَعاطِفتِى أشعُر بِفِعل محبَّة قوِى دخلنِى فلاقِى نَفْسِى مِش قادِر أقاوِم تيار الحُب ده إِلاَّ بإِيه ؟ إلاَّ بِحُب ، واحِد مِنْ الآباء القِدِّيسِين كَانَ يُناجِى ربِّنا يقولَّه كِده [ لقد جرحت نَفْسِى أيُّها الحبِيب وَ لاَ أقوى عَلَى ضبط لهِيب حُبَّك فلِذلِكَ سأجرِى مُسَّبِحاً إِيَّاكَ ] ، مِش قادِر0  إِدراكك محبِّة ربِّنا ، عشان كِده خلِّى بالك مِنْ أكبر الحاجات الَّلِى عدو الخِير يخلِيك عايِش فِى غفلة كاملة عنها إِدراكك لِمحبِّة الله ، يقولَّك يا سِيدِى إِنت نُقطة فِى بحر ، تقوله " ده حبنِى حَتَّى00" يقولَّك ده قِصَّة ، زمان ، إِنت لِسَّه فاكِر ، تقولَّه ده بيقدِّم ذاته عنِّى إِلَى اليوم عَلَى المذبح ، يقولَّك وَإِنت بتصدَّق برضه الكلام ده ، حرب تشكِيك يفقِدك بِها أغلى وَأجمل قِيمة فِى حياتك ، عشان كِده إِدراكك لِمحبَّة الله0  جمِيل إِنْ إِنت تنظُر للطبِيعة دِى كُلَّها ، كُلّ الجمال الَّلِى حواليك ده وَتقولّه مِنْ أجلِى ، ما أجمل القدِيس غرِيغوريُوس اللاهوتِى الناطِق بِالإِلهِيَّات الَّلِى حوَّل جمال الطبِيعة كُلّها لِحوار حُب شخصِى بينه وَبينَ ربِّنا ، يُقعد يقولَّه إيه [ مِنْ أجلِى ألجمتَ البحر ] ، عارِف إِنت الَّلِى يُقعد يقولَّك إيه عملت لىَّ البيت ده عشانِى وَالقاعة دِى عشانِى وَعملت لِى الكراسِى دِى عشانِى وَعملت لِى الأرضِيَّة الجمِيلة دِى عشانِى ، حوِّلت كُلّ الحاجات الجمِيلة المعمولة دِيَّت علشان تِفهم مِنها أجمل رِسالَة أهم مِنْ اللمبة وَأهم مِنْ الكُرسِى وَأهم مِنْ000إِنْ إيه ؟ حُب0  إِنت يارب عملت لِى إيه ؟ [ مِنْ أجلِى ألجمتَ البحر00مِنْ أجلِى أظهرتَ طبِيعة الحيوان00ثبَّتَ لِىَّ الأرضَ لأمشِى عليها ] ، أنا نِفْسِى نتخيَّل لَوْ الأرض دِى مِش ثابتة كُنْا حنعمِل إيه ؟ كُنْا نمشِى نخَّبط فِى بعض ، حوَّل كُلَّ أعمال الله إِلَى إِكتشاف عظمِة وَجمال وَقُوَّة محبِّة الله فَصَارَ فِى تيار حُب جارِف لله نتيِجة أعمال محبَّة الله ، طب الكلام ده فِى الطبِيعة ، يقولَّك كمان وَفِى التجسُّد إِنت جِيت مِنْ أجلِى ، [ أتيتَ إِلينا عَلَى الأرض00أتيتَ إِلَى بطن العذراء00أيُّها الغير المُحوى ] ، إِزاى ياربَّ إِنت جِيت ؟ إِزاى ياربَّ تقبل كُلّ هذا ؟ لمَّا جِيت عَلَى الأرض عِشت كفقِير عِشت كأدنى النَّاس مِنْ أجلِى وَفِى الأخِر يارِيتك أخدت كلِمة شُكر ، يارِيت النَّاس مجدُوك وَ لاَّ رفعُوك00لأ00ده رفعُوك عَلَى العود أنتَ الرَّافِع كافة الجِهات بِقُوَّتِكَ ، فِى الأخر أخد المهانة وَأخد الخِزى وَأخد العار00كُلّ ده إيه ؟ مِنْ أجلِى ، عشان كِده هل تُدرِك محبَّة الله لَكَ ؟  عايِز تتعلَّم إِزاى تحِب ربِّنا شوف هُوَ حبَّك أد إيه وَخلِّى بالك الإِدراك الشخصِى غير الإِدراك الجماعِى ، عشان كِده القدِيس غرِيغوريُوس بِيقول لِربِّنا [ مِنْ أجلِى ] ، عشانِى أنا مِش عشان كُلّ البشر00لأ00عشانِى أنا ، ربِّنا يسُوع المسِيح أحبَّ البشر كُلَّهُمْ وَأسلم ذاته فِداءً عنَّا كُلِّنا لكِنْ مُعلِّمنا بُولُس الرَّسُول يقولَّك إيه [ الَّذِي أحبَّنِي وَأسلم نَفْسَهُ لأِجلِي ( خلِّى بالك مِنْ " نِى " ) ] ( غل 2 : 20) ، هل أنا أدركت إِنْ ربِّنا عمل كُلّ ده مِنْ أجلِى ؟ عشانِى أنا ؟! هل وصلت لَكَ الرِسالَة بِتاعة محبِّة ربِّنا لِشخصك إِنت الشخصِيَّة جِدّاً الخاصة جِدّاً جِدّاً ؟ أدركت الحِتَّة دى ؟  عشان كِده الله ينيح نَفْسَه أبونا بِيشوى كامِل يدِّى تدرِيب لطِيف قوِى يقولَّك " أنا عايزك كُلّ يوم تبُص لِصورة يسُوع المصلُوب خمس دقائق "00لِيه ؟ عشان تشوفه وَتقول كُلّ ده إيه ؟ مِنْ أجلِى ، ياه إِنت بتحبنِى كُلّ ده ماكونتش أعرف ، ماكونتش أشعر ، كُلّ ده ؟ كُلّ شوكة كَانَ مفرُوض تِيجِى فىَّ ، كُلّ عُرى أنا الَّلِى أستاهله ، كُلّ خِزى أنا الَّلِى أستاهله00كُلّ ده عملته مِنْ أجلِى ؟!! ياه ده أنا بلِيد ، ده أنا قاسِى ، ده أنا مِش بقابلك حُب بِحُب ، ده أنا بزوِد إِهانتك ، ده أنا بحُط شوكة عَلَى شوكة ، بحُط عُرى عَلَى عُرى0  إدراك محبِّة الله لِك مِنْ خِلاَل الخلِيقة00مِنْ الفِداء00مِنْ خِلاَل التجسُّد00مِنْ خِلاَل الكنِيسة إنْ كُلّ البركات دِى قالَّك أنا حا أنقِلها لك عَنْ طرِيق الكنِيسة ، يقولَّك الَّلِى حصل فى الجُلجُثة ده أنا حا أجيبهولك ، حا أعمِل لك جُلجُثة لِغاية عندك ، فِين دِى00يجِيب لِى جُلجُثة منين ؟ الجُلجُثة فى أُورُشلِيم ، يقولَّك أنا حا أجِيب لَكَ جُلجُثة فى أقرب مكان لِبيتك00تقوله فين ؟ فِى أقرب كنِيسة عِندك حا أعمِل لِك جُلجُثة00فين الجُلجُثة ؟ فِى المذبح حيثُ قُدِّم المسِيح مكسوراً كجسد وكدم مسفُوك0  فما يحدُث فِى كنِيستك هُوَ إمتداد وَإستمرار للصليب لِعمل الحُب الإلهِى ، وأبونا يصرُخ ويقولَّك [ أنَّ هذا هُوَ بِالحقِيقة أمِين ]00وَإنتَ تقوله [ أمِين ]00يقولَّك [ يُعطى عنَّا خلاصاً وَغُفراناً للخطايا وَحياة أبديَّة لِكُلّ مَنْ يتناول مِنْهُ ]0  يقولَّك كُلّ الَّلِى عمله المسِيح ده بِيقدمه لِك لِغايِة عندك00شوفت الحُب ده كُلّه ؟ شوفت الحُب ده كُلّه أدركته00شعرت بِه00طب تقدَّست مشاعرك بِالحُب الإلهِى ده ؟!! عشان كِدم ما تستغربش نِفُوس تدِى حياتها كُلّها لِلمسِيح ، ما تستغربش ولد ولاَّ بِنت فِى عِز شبابه يعِيش طاهِر وَيعِيش غالِب لِلعالم ، ما تستغربش البِنت تُبقى جمِيلة وَتستشهِد ، ما تستغربش الولد يُبقى غنِى وَعِيلته ناس مِنْ أكابِر البلد وَيترهبِن ، ما تستغربش00 لِيه ؟ دِى ناس أدركِت الحُب ، الَّلِى أدرك الحُب ده يقولَّك طب ياربَّ أأقابلك الحُب ده بِإيه ؟ أدِيك إيه00إيه الَّلِى عندِى ؟ عندِى فلوس ! حقِيرة وَ لاَ حاجة ، عندِى دهب عندِى فضَّة عندِى قصر عندِى إيه ؟!! أنا معندِيش حاجة ، معندِيش حاجة أأقدِّمها لَكَ لكِنْ مُمكِنْ أأقدِم لِك حاجة الَّلِى يعنِى ها ما أملُك00أدِيك إيه ؟ أدِيك عُمرى ، أدِيك حياتِى00 أدِيك أيَّامِى00أدِيك شبابِى00تِقبل ؟!![ فاقبلها إليكَ عَلَى مذبحك المُقدَّس السَّمائِى رائِحة بخورٍ ]00إإقبل ياربَّ حياتِى00[ بِماذا أُكافِئ الرَّبَّ عَنْ جَمِيع مَا أعطانيه ] ، أدِيك إيه ياربَّ ؟ أنا حِيلتِى إيه ؟ مُمكِنْ أدِيك أنفاسِى00فِكرِى00أُملُك عَلَىَّ0  أجمل نُقطة تُقوِّم الشاب وَتُقدِّسه وَكُلّ الكلام الَّلِى نُقعد نكلمه مِنْ غير ما تِفهم أوِل نُقطة دِى عبثاً تفعل ،كأنَّكَ تُضارِب الهواء ، عشان كِده الشاب الَّلِى عمَّال يجاهِد ضِد الخطِيَّة ثلاثة أيَّام00يومين00خمسة أيَّام وَيُضبُط نَفْسَه00أصل ده إيه ؟ ده مُجرَّد واحِد أنا معرَّفتوش مثلاً إزاى يشترِى سندوتش فاعتمد إنْ أنا كُلّ ما أنا أحِن عليه أرمِى لَه لُقمة00لأ00ده لازِم هُوَ يِعرف يجِيله منين وَيجِيب منين ، لازِم تِعرف المصدر الَّلِى حا تاخُد مِنْه ، إِستمرار جِهادك هُوَ إِدراكك لِمحبِّة الله ، عشان كِده يقولَّك كِده الشِيخ الرُوحانِى [ أولئِكَ ياربَّ الَّذِينَ أشرقت عليهِمْ بِشُعاع مِنْ حُبك لَمْ يحتمِلوا السُكنى بينَ النَّاس بَلْ ألقوا عنْهُمْ كُلّ حُب جِسدانِى وَسعوا خلف الغَنِى بِحُبِّهِ ساعة ما أدركوا مِقدار محبَّتِهِ فِى قلبِهِمْ ما صبِرُوا أنْ يبقوا فِى أفراح العالم لحظة واحِدة ] ، ساعة ما أدركوا مِقدار محبَّتِهِ فِى قلبِهِمْ [ ما صبِرُوا أنْ يبقوا فِى أفراح العالم لحظة واحِدة صاروا يجرون فِى طرِيق الأتعاب بِلاَ شبع ]00بقوا يدوَّروا عَلَى أتعاب00يقولوا أصوم أد إيه ؟ أصوم00أصَلِّى أد إيه ؟ أصَلِّى00أوصل لِغاية إستشهاد ؟ أستشهِد00النِفُوس الَّلِى أدركِت محبِّة ربِّنا دِيَّت هِى دِى الَّلِى تِعرف تحِبَّه صح ، النِفُوس الَّلِى أدركِت محبِّة ربِّنا إِلَى النِهاية دِى الَّلِى تحِب ربِّنا لِلنهاية0  أوِل لمَّا إنت تِحس إنْ محبِّة ربِّنا لِك محبَّة قلِيلة حا تحِبَّه محبَّة قلِيلة ، أوِل لمَّا تِحس إنْ محبِّة ربِّنا لِك محبَّة مُتردِدة حا تحِبَّه محبَّة مُتردِدة ، أوِل لمَّا تِحس إنْ ربِّنا مِش بيحِبك إِنت مِش حا تحِبَّه ، عشان كِده إنت بِتكوِّن فِكرة عَنْ ربِّنا مِنْ خِلاَل عِلاَقتك إِنت بِربِّنا ، لَوْ حسِيت إنْ ربِّنا بِيقبلك حا تِقبل ربِّنا ، لَوْ حسِيت إِنْ ربِّنا بِيرفُضك حا ترفُض ربِّنا ، فخلِّى بالك لَوْ عندك فِكر إِنْ ربِّنا بِيرفُضك ده مِنْ الشيطان مِش مِنْ ربِّنا ، بيخلِيك تِحس إِنْ إنت مرفُوض عشان إنت ترفُضه ، بيخلِيك تِحس إِنْ إِنت بيحِبَّك قُليل عشان إنت تحِبَّه قُليل ، بيخلِيك تِحس إِنْ إنت محبِّته لِك محبَّة مهزوزه ، يقولَّك لاَ أصل الولد ده وحِش فيخلِيك إنت يزوِّد المسافة بينك وَبين ربِّنا ، يِعمِل بينك وَبين ربِّنا فجوة ، أوْ مُمكِنْ بِدهاء شيطانِى يحوِّلها إِلَى إيه – خلِّى بالك – يحوِّلها إِلَى عداوة ، يخلِّى بينك وَبين ربِّنا عداوة ، يقولَّك آه خلقنا لِيه وَعمَّالِين نِعمل خطايا وَسايبنا وَكَانَ مُمكِنْ يرَّيحنا عَنْ كِده ، يخلِّى الواحِد إيه ، يكون بينك وَبين ربنا عداوة0  تخيَّل إنت كِده لمَّا ربِّنا يُبقى عامِل لنا كُلّ ده وَتقولّه إيه يعنِى عامِل لِنا إيه زِيادة عَنْ النَّاس يعنِى ، يعنِى عطِيت لِنا إيه يعنِى ؟ حاجة مُهِينة لكِنْ لمَّا أأقعد أقوله أشكُرك عَلَى الشمس وَالقمر وَعَلَى الطبِيعة وَالشجر وَعَلَى الأرض وَعَلَى البحر00أشكُرك00أشكُرك00أشكُرك00ده ينَّمِى محبتِى لِربِّنا وَربِّنا لمَّا يشوف نَفْسَ أدركِت محبِته دِى يِعمل إيه ؟ يزِيد عليها العطايا00إِدراك محبِّة الله0 (2) التوبة :0 =============  لمَّا أنا أدركت محبِّة الله حا أبتدِى أعمِل إيه بقى ؟ أتوب ، ياه ده أنا كُنت وحِش قوِى ، ده أنا وحِش قوِى ، ده أنا بعمل خطايا بإصرار ، ده أنا ببحث عن أسباب خطايا ، إزاى أعمِل كُلّ ده وَربِّنا بيحِبنِى ، ده أنا مكسوف مِنْ محبِّته ، فمحبِّة ربِّنا دلِيل إِيجابيته ، دلِيل إِنْ هِى محبَّة عمليَّة مِش نظريَّة تُنشِئ توبة ، أى محبَّة تانية تُبقى محبَّة شاعِريَّة كِده نظريات00لأ00دِى محبِّة ربِّنا تُنشِئ توبة ، نور محبِّته جوه قلبِى تملُك عَلَى قلبِى تطرُد الظُلمة ، تطرُد الإفكار الغرِيبه وَالنجاسات وَالشهوات ، تخلِينِى أدقق أكتر وَأحاسِب نَفْسِى أكتر0  لمَّا واحِد أحِس أنا إنَّه إيه هُوَ بيحبنِى حا أقعد أحاسِب نَفْسِى أقول ياه ده فِى مرَّة قُلت لَه كلِمة ما يصحِش أقولها أبداً ، ياه ده أنا فِى موقِف كُنت عملته قبل كِده ده أنا لازِم أصالحه عليه حَتَّى لَوْ هُوَ مِش فاكِره أنا لازِم أروح أعتذِر لَه عليه0  إِدراك محبِّة ربِّنا لِك حا تِدفعك إِلَى توبة وَمِنْ خِلاَل التوبة حا تلاقِى إِنْ هُوَ بِيقبل التوبة ، مِش رايح تعتذر لِواحِد يقولَّك00لاَ00بس إِنت كُنت عملت كذا وَإِنت كُنت غلطان وَفاكِر لِك حاجات مِنْ 20سنة00لأ00يقولَّك00لأ00أنا عارِف إِنْ إِنت ما كونتش تقصد00لاَ لاَ لاَ ما تِضايِقش بس أنا كُنت خايِف يعنِى الخطِيَّة دِى تكون مأثَّرة عَلَى عِلاَقتك بِىَّ00لاَ00ده إِنت إِبنِى00لاَ لاَ لاَ أنا بس يِصعب عَلَىَّ إِنْ إِنت تِعمل خطِيَّة00يِصعب عَلَىَّ إِنْ العدو يمتلِكك لكِنْ كون إِنْ أنا أزعل مِنَّك00لاَ00أنا بحِبَّك ، إِعلم أنِّى أُحِبَّك00إِعلم إِنِّى أقبلك00إِعلم إِنْ خطاياك لا تُؤَّثِر فِى عِلاَقِتنا ما دام يوجد لها توبة لأِنَّهُ [ لاَ توجد خطيَّة بِلاَ مغفِرة إلاَّ الَّتِى بِلاَ توبة ] ، مفِيش حاجة مِش حا تتغفِر إلاَّ الَّلِى مِش حا تتوب عنَّها0  فمحبِّة ربِّنا تجِيب لَك توبة ، أجمل توبة تتوبها توبة محبِّة الله ، ياما بتوب توبة بس مِش توبة محبِّة الله00يتوب توبة مؤقتة00توبة ضعيفة00أحياناً بنتوب توبة إرضاء ضمير ، أحياناً بنتوب توبة شكلية ، مِش مُمكِنْ دلوقتِى واحِد يِغلط فِى واحِد وَنجِيبه يعتذِر قُدَّامنا بس إعتذاره يُبقى إعتذار سخيف 00لِيه ؟ إحنا إتحايلنا عليه قولنا لَه تعال إعتذِر لِفُلاَن أصله زعلان مِنَّك ، بس أنا معملتش حاجة ، نقوله لاَ بس تعال ده ما يصحش كده تعال إعتذِر لَه ، قولَّه أنا أسِف ، تلاقيه طالع بالعافية وطالِع مكشَّر ونجِيبه لِغاية عنده ، يقولَّه خَلاَصَ أنا ما كونتش قصدِى أزعلك ، حَتَّى مِش قادِر يقول أنا إيه00أنا أسِف ، تقيله ها00تقيله كلِمة " أنا أسِف " ، أنا ما كونتش أأقصد إن أنا أزعلك ، مِش عايزك تكون زعلان منِّى – كِده بيدمغ الكلام كِده – والتانِى يقولَّه لاَ خَلاَصَ ، بس فِى واحِد يُبقى طالِع إيه متأسِف متأثر بِمُجرَّد إنَّه كِده بس جاى مِنْ بعِيد ، عارِف إنت المثل بِتاع الفرِّيسِى وَالعشَّار ، العشَّار يقولَّك إيه [ فوقف مِنْ بعيدٍ لاَ يشاءُ أنْ يرفع عينيهِ نحو السَّماءِ ] ( لو 18 : 13) – واقِف – ، التوبة الَّلِى منشأها محبِّة توبة صادِقة00توبة دائِمة0  عشان كِده تملِّى نشتكِى توبِتنا مُتردِدة ، بنتوب وَنِرجع تانِى فالعدو يزداد فِى سُلطانه علينا أكِنَّه بيطلَّع لِك لِسانه بيقولَّك شوفت إنت لِسه إمبارح كُنت بتقول أتوب ، توبة إيه الَّلِى بِتكلِّم عليها00 لِيه ؟ لأِنَّها توبة مِش جاية مِنْ محبِّة ربِّنا ، دِى توبة مُمكِن تكون نتيجة إِرضاء ضمِير أوْ كشف عقل أوْ روتِين أوْ خوف ، واحِد يقولَّك لأ أحسن ربِّنا يِعمِل فِينا حاجة ، أقولَّك كُلّ ده ما يجِبش توبة صح الَّلِى يجِيب توبة صح إيه ، توبة الحُب ، [ أخطأت يا أبتاهُ فِي السَّماء وَقُدَّامك ، وَلستُ مُستحِقاً أنْ أُدعى لَكَ إبناً بل اجعلنِي كأحد أُجرائكَ ] ( القِطعة الثانية مِنْ صَلاَة الغرُوب ) ، أنا مستهلش أعِيش عندك أنا دوقت وجرَّبت المرارة بعِيد عنَّك وَاتذلِيت فأنا جايلك بِحُب جايلك بِندم جايلك تقبلنِى وَلَوْ كأحد أُجرائك00توبة0  إفحص نَفْسَكَ فِى ضوء محبِّة الله تلاقِى توبتك توبة جمِيلة ، تقولَّه كُلّ ده وَبتحبنِى00لِيه ؟ ده إنت كَانَ المفرُوض ترفُضنِى ، ترذلنِى ، كَانَ المفرُوض تشُق أرض وتبلعنِى ، المفرُوض تجِيب غضب عَلَى البلد دِى بسببِى وَمَعَْ كِده متأنِّى عَلَىَّ وَصابِر عَلَىَّ0  القدِيس مارِأفرآم كَانَ يكلِّم الله وَيُناجِيه يقولّه [ المجد لَكَ يا مَنْ تحتملنِى ] ، كتَّر خيرك ياربَّ كتَّر خيرك ، شوف التوبة بقى الجمِيلة ، عايِز تحرَّك قلبك بِمشاعر توبة صادِقة إدرِك محبِّة ربِّنا لِك وَحاسِب نَفْسَك حا تلاقِى مُحاسبِتك لِنَفْسَك إِختلفِت ، كُنت الأوِل تحاسِب نَفْسَك عَلَى إيه عَلَى حاجة تكون يعنِى فظِيعة ، دلوقتِى بقيت تحاسِب نَفْسَك عَلَى النظرة وَعَلَى الكلمة مِش بس عا النظرة وَالكلمة ده إنت عَلَى فِكرة جات فِى فِكرك00عَنْ واحِد أدنته بِفِكرك00عَنْ شهوة إِشتهيتها بِفِكرك0  الإِنسان الَّلِى أدرك محبِّة ربِّنا لَه تلاقيه إِبتدِت أمور صغيرة ما كنش ياخد باله منها أبداً إِبتدى يشعُر أد إيه دِى بِتجرح ربِّنا فيبتدِى كِده يقولَّك أنا يعنِى فِى كلِمة كِده مِش لطِيفة طِلعِت منِّى مَعَْ واحِد زمِيلِى ، تفتِكر إنت الكلمة الَّلِى مِش لطِيفة دِى تكون يعنِى شِتمه جامدة قوِى وَ لاَّ حاجة وَتِطلع كلِمة بسِيطة جِدّاً مُمكِنْ تكون بتعدِى عَلَى آلاف مِنْ النَّاس ، بس هُوَ لأِنَّه أدرك محبِّة ربِّنا وَمحبِّة ربِّنا نوَّرِت القلب لمَّا القلب إتنوَّر بِمحبِّة ربِّنا ظهرِت كُلّ الشوائِب فاإِبتدى ياخد باله مِنْ الكلمة ، مِنْ الفِكرة00 مِنْ النظرة0  فِى شاب مُمكِنْ ييجِى يعترِف عَلَى منظر شافه فِى إِعلان – إِعلان تليفزيون – شاف منظر يعنِى كِده تعبه فييجى يعترِف بِه ، فِى واحِد تانِى يكون شاف مناظر قبِيحة جِدّاً وَرديِئة جِدّاً وَ لاَ يتذكَّر إنَّه يعترِف بِها لإِنْ دِى أمر عادِى بِالنسبة لَه00ده إيه ده ؟!! إيه الفرق ده ؟ الفرق دى نَفْسَ أدركِت محبِّة ربِّنا وَ دِى نَفْسَ لَمْ تُدرِك محبِّة ربِّنا ، ده إِنسان أدرك كرامة جسده وَقِيمته عند المسيح وَده إِنسان لَمْ يُدرِك كرامة جسده وَلَمْ يُدرِك قِيمتة عند المسِيح وَفِكرة إِنْ أى خطيَّة بِيعمِلها غير معلومة ، فِكرة إِنْ أى خطيَّة بِيعمِلها ما بتسببش إِهانة لِجسد المسِيح وَ لاَ جرح لِلمسِيح أبداً فا واخِد الأمر عادِى0  عشان كِده فِى واحِد يُقعد يعترِف تلاقيه مِش فاكِر حاجة معندوش حاجة يقولها00 عايِز يقول إيه ؟ مِش عارِف ينطق بِحاجة لأنَّه مِش شايف إِنْ فِى حاجة تستوجِب يعنِى ، وَفِى واحِد ضميره تعبان لإِنَّه أهان المسِيح الَّلِى أحبَّه فِى كلمة وَفِى نظرة وَفِى فِعل وَفِى تقصِير وَفِى صَلاَة وَفِى000توبة0  أجمل توبة تتوبها توبة الحُب00التوبة المُستمرة توبة الحُب00التوبة القوية توبة الحُب00التوبة الَّلِى تخلِّى قلبك الحجر ده يلين توبة الحُب ، التوبة الَّلِى تنَّزِل دِمعة مِنْ عِينك المتجمِدة توبة الحُب ، هِى دِى الَّلِى تنَّزِل مِنَّك دِمعة ، غير كِده مفِيش تُبقى يعنِى متعوِّد عَلَى الخطايا وَالقلب متحجر وَالنَّفْسَ عايشة فِى نَفْسَ شهواتها وَفِى نَفْسَ فِكرها وَفِى نَفْسَ تياراتها وَأدِينا عايشِين وَأدِينا أحسن مِنْ غيرنا ، ده إِحنا أحسن مِنْ غيرنا بكتِير هُوَ ده الإِنسان الَّلِى إيه يقولَّك لاَ خلِّى بالك أنا برضه مهما كِده برضه بس أنا برضه كويس ، وَالإِنسان التانِى يقولَّه [ إِرحمنِي ياربَّ فَإِنِّي ضعِيف ، إِشفنِي ياربَّ فَإِنَّ عِظامِي قَدْ اضطربت000عُد وَنَجِي نَفْسِي ] ( مز 6 مِنْ صَلاَة باكِر )0  توبة الحب ، التوبة الَّلِى تخلى المزمور بالنسبة لَكَ أداة لذَّة ، زى بومبوناية حلوة كده يقولك لاَ دى ما تتبلعش دى تتمص ، خليها فِى فمك أطول فِترة عشان تتمتع بطعمها اللذِيذ ، تلاقِى الآية عاملة زى البومبوناية فِى فمك ، عايز تخليها أكبر وقت تتمتع بلذتها فتقعد كده تردد الآية إنْ إنت تقوله [ قالت نفسى لَكَ ] ، [ إستجب لِى يارب ] ، يقول كده [ إرحمنِى واستجِب لِى ياربَّ فإنَّه لَكَ قَالَ قلبِي000وَوجهك ياربَّ ألتمِس ] ( مز 26 مِنْ صَلاَة باكِر ) ، " إرحمنِى يارب لَكَ قَالَ قلبِى " ألاقِى كده " وجهك يارب أنا ألتمس " دى مِش عايز أسيبها عايز أقولها 10 مرَّات ، 20 مرَّة ، " وجهك يارب أنا ألتمس " وَأسكت شوية وَأقوله " وجهك يارب أنا ألتمس "00" وجهك يارب أنا ألتمس " ، لغاية لما أشعر إنْ وجه ربَّنا ده إرتسم عَلَىَّ وَشوفته فِعلاً وَحسيت به فِعلاً ، وَلما دخلنِى ملانِى مشاعِر مُقدَّسة ، فين المشاعِر الَّلِى كُنت بميل لها ، المنظر الوحش ؟ إطردِت مِنْ تلقاء نَفْسَها0  النور يطرُد الضلمة ، عبثاً تفعل أنْ تقاوِم مقاومة سلبيَّة - عبثاً تفعل – عبثاً تفعل إنْ إنت يبقى عندك كوم زِبالة وَإنت عمَّال تهش الدِبان ، هِش بقى ما تطلعوا بقى ، صعب مُستحِيل ، علشان تخلِّى الدِبان ده يِطلع لازِم تشِيل الزِبالة لما شِلت الزِبالة إتفضلوا شوية دِبان ، رُش بقى حاجة تِمنع الدِبان ، نضَّف المكان وَرُش حاجة ، فِى إجراءات مُهمة قبل ما إنت تفكَّر ، إحنا ياما بنتوب توبة زى هش الدِبان وَسيبِين الكوم ، ما ينفعش0 (3) العِشرة الشخصِيَّة :0 ===========================  أحبائِى أحياناً كتيرة جِدّاً بنكون عرفنا المسِيح بِالفِعل أوْ عرفنا المسِيح بِالوراثة ، أهالِينا مسِيحيين ، وَانت بقى ؟ مسِيحِى لكِنْ إيه هِى عِشرِتك الحقيقية الشخصِيَّة مَعَْ المسِيح ؟ فين بقى أهِى دى الَّلِى حا توصلك لِمحبِته ، يعنِى إيه بقى العِشرة الشخصِيَّة ؟ زى ما قُلت لك مِنْ شوية ، واحِد بتنمِى عِلاقِة محبِتك له إزاى ؟ تقابله كتير تقعدوا سوى كتير ، إتكلموا كتير ، إسمعه يسمعك ، هات له هدية يجِيب لك هدية ، زوره يزورك ، وِده يودك ، إفتح له قلبك يفتح لك قلبه ، أدى العِشرة ، إزاى أى واحِد فِيكم نمَّى صداقته مَعَْ زميل له ؟ إزاى أى واحدة فِيكم نَّمِت صداقِتها مَعَْ زميلة لها ، قعدوا مَعَْ بعض أكتر ، إتكلموا مَعَْ بعض أكتر ، فتحوا قلبهم لِبعض ، أصبح فِى بينهم عِلاَقة غير رسميَّة ، إحنا عايزين العِشرة دى مَعَْ ربَّنا يسُوع ، تبقى فِى بينا عِلاَقة خفيَّة عَلَى مدار اليوم بطوله ، مِنْ تردِيد آية ، مِنْ وقفِة تأمُّل ، مِنْ إحساس بوجوده فِى كُلَّ حدث أنا بعمِله ، إنْ أنا أشوفه فِى كُلَّ الخلِيقة ، أشوفه فِى كُلّ الأحداث ، قلبِى يشتاق أكتر مِنْ خِلاَل حياتِى اليومية لأِنْ أنا شايفه قلبِى يشتاق أكتر لِوقفِه الصلاة ، عشان كِده إيه الَّلِى بيعطَّل وقفات الصلاة فِى حياتنا ؟ (1) مفِيش إدراك للحُب الإلهِى0 (2) مفِيش توبة0 (3) مفِيش عِشرة وَعايزين نقف نصَّلِى000إزاى ؟  إزاى أنا أأقعدك جنب واحِد مثلاً فِى الترماى وَيقولك إكلِّم معاه ، أتكلِّم معاه فِى إيه هَوْ أنا أعرفه وَلاَّ يعرفنِى ، ها نتكلِّم فِى إيه ؟ وَلَوْ إكلمنا فِى حاجة لَوْ إحنا عَلَى درجة عالية جِدّاً جِدّاً مِنْ اللباقة حا نتكلِّم فِى حاجة لازِم تكون إيه برَّايا وَبرَّاه ، لَوْ اضطرِت يعنِى للحدِيث فتلاقِى نَفْسَك مُمكِنْ تكلِّم عَنْ إيه ، عَنْ الكورة ، عَنْ الرَّيس ، نتكلِّم عَنْ الإقتصاد ، حاجة لا تخصنِى وَلاَ0000حاجة كده يعنِى ، حدِيث عام0  عشان كده لَوْ إنت وقفت مَعَْ ربَّنا مِنْ غير ما يكون لَكَ العِشرة الشخصِيَّة معاه تلاقِى نَفْسَك بِتتكلِّم كَلاَمَ مِنْ برَّاك وَالكلام الَّلِى مِنْ برَّاك بِيبقى مُمِل00مُمِل ، يا الله بقى الواحِد زِهِق عايزِين نِخلَّص ، لكِنْ الكلام الَّلِى يبقى مِنْ جواك ، الكلام الَّلِى يمس أتعابك ، مِين تِقدر تقعد معاه تشتكِى له ؟ الَّلِى تكون إيه00بتحِبه ، بِتأمن له ، تِقدر تكلِّم فِى شكوِتك مَعَْ أى حد ؟ مِش أى حد طبعاً ، أى واحِد يقولك إزايك يا فُلاَن عامِل إيه ؟ تقوله كويس نُشكر الله كويس ، يعنِى بخير بابا كويس وَماما كويسه ؟ كويسِين وَممكِنْ يكون عندك مشاكِل كتير جِدّاً ، مين الَّلِى تِفتح قلبك وَتكلِّم معاه فِى مشاكلك ؟ آه الَّلِى تحس إنه بيحِبك فِعلاً ، أهو ربَّنا كده لما تُدرِك محبِته فِعلاً لِك تبتدِى يقولَّك [ أبِث لديهِ ضِيقِي ] ( مز 141 مِنْ صَلاَة النُّوم ) ، عِشرة حقيقيَّة بقى ، حدِيث خفِى ، حِوارات دائِمة ، وجود دائِم ، أدى دى بقى نقطة 3 جمِيلة ، صعب جِدّاً تكلمنِى عَنْ نمو محبتك لِربِّنا وَإنت مِش بتكلمه ، مالقش وقفات مُنتظِمة فِى الصلاة ، مالهاش مِيعاد نِهاية لها مِيعاد بِداية ، ما تقوليش 5 دقايق وَإلاَّ10 مِش حا ينفع ، لازم يكون لِك وقفات طويلة00طويلة بِمعنى كلمة طويلة ، إشمعنى ممكن تكلِّم مَعَْ زميلك وَبِنت مَعَْ زميلتها ساعة وَساعتين وَتلاتة00إشمعنى يعنِى ؟ ده فِى زمايل يكونوا يعنِى متعلقين بِبعض تلاقيهم مثلاً يطلعوا مِنْ النادِى بِتاع الكنيسة يرَّوحوا فا ييجِى لِغاية بيت زميله يقوله لأ أنا حا أرجع أوصَّلك ، يروحوا رايحِين عند بيت التانِى ، ييجوا عند بيت التانِى يقوله لاَ حا أرجع أوصَّلك وَهكذا يعمِلوا الحدوته دى أربع خمس مرَّات ، بيحِبوا بعض مِش مُشكلة أنا مِش بقول ده غلط لكِنْ أأقصد إيه00أأقصد الإنسان لمَّا يكون له محبَّة مَعَْ حد ممكِن إيه يبقى حابِب الوجود معاه ، عايز أخلِيك تقِيس نَفْسَ الكلام عَلَى مُستوى عِشرتك مَعَْ ربِّنا بس الواحِد إيه عايز يقول " أبانا الَّذِى " وَفِى وسطها يقول " آمين " ، يقولك إيه ده بقى ؟ فِين العِشرة بقى ؟ فِين الحُب ؟ فِين الإنسان الَّلِى حابِب يقف قُدَّام ربِّنا وَحابِب يتكلِّم معاه ، لاَ خلِّى بالك أُأقف وَاكلِّم وَاعرِض خطاياك وَاسجُد وَكلِّمه عَنْ أسرارك وَمشاكلك وَهمومك وَكلِّمه عَنْ أفكارك ، إكشِف له كُلَّ أفكارك ، إكشِف له خِطة حياتك ، قوله يارب " لِتكُن إرادتك فِى كذا وَكذا وَكذا " ، وَاقف معايا فِى كذا وَاشكُرك يارب إنْ إنت عملت معايا كذا وَكذا ، اُذكر بيتِى ، اُذكر ولادك ، اُذكر الكنيسة ، اُذكر أبونا ، اُذكر الآباء ، اُذكر أبونا البطرك ، اُذكر يارب سلام البلد ، اُذكر يارب كُلَّ ضِيقة وَكُلّ مُتضايق ، اُذكر يارب غير المؤمنِين ، عمَّال تكلِّم فِى حدِيث بقى مِش حا يخلص00لِيه ؟ حبِيبك0  هُوَ إحنا نستاهل نقف قصاده وَفِى الأخر إحنا الَّلِى بِنحسِب الوقت ، المفروض الوقت يكون فِى إيد مِين ؟ الأعظم مِش كده ، يعنِى لِنفرِض يعنِى مَعَْ احترامِى لِكم ، لِنفرِض إنْ أنا دلوقتِى شخص أهم مِنكم – لِنفرِض يعنِى – فلمَّا تقعدوا معايا وقتِى أنا أهم مِنْ وقتكم فأنا الَّلِى ممكن أنهِى الحدِيث ، أقولك معلش كِفايه كده ، المفرُوض ربِّنا هُوَ الَّلِى ينهِى الحدِيث لأن هُوْ الأهم هُوْ الأعظم ، لكِنْ أنا طول ما هُوْ سامِح لِىَّ أفضل موجود00أفضل إيه ؟ أفضل موجود معاه ، وَمَعَْ كده رغم إنْ هُوَ العظِيم هُوَ مِش هُوَ الَّلِى بِيفرِض عَلَىَّ مِيعاد ، لأ أنا الَّلِى بفرِض عليه مِيعاد ، أأقوله أنا حا أصلِّى الساعة كذا يقولِى حاضِر بِراحتك ، ما صلِتش خلِتها بعد نص ساعة يقولِى وَماله بِراحتك برضه ، خلِتها لِبُكره يقولِى وَماله برضه بِراحتك أنا برضه مستنِى ، وقفت 5 دقايق يقولَّك وَماله كويسِين ، وقفت 3 يقولَّك حلوِين ، وقفت ساعة يقولَّك جمِيل حلو قوِى قوِى00إيه ده ؟  عارِف إنت مثلاً لمَّا أنا فاكِر فِى مرَّة كده الرئيس حسنى مبارك كان راح زار أمريكا وَبعد زِيارته إتقابِل مَعَْ الرئيس بوش فَلون مِنْ ألوان الفخر يعنِى يقولَّك " وَقد استمرت المُقابلة لِمُدة 35 دقيقة " لون مِنْ ألوان الفخر الشدِيد قوِى يقولَّك إيه00إستمرت المقابلة إيه ؟ فرحانِين قوِى هنا فِى مصر إنْ الرئيس بوش أعطى الرئيس مبارك 35 دقيقة – ده حاجة يعنِى – ممكِن كمان يكونوا حاسبِين الوقت بتاع السلامات وَالصحفيين ، الواحِد يقرا كده يقوله ياربِى وَمَعَْ كده وَإنت مِش عامِل لِنا وقت نقعد معاك فيه وَعَلَى كده وَإحنا الَّلِى إيه إحنا الَّلِى نتقمر وَإحنا الَّلِى ننهِى الحدِيث وقت ما نعوز ، حدِيث الحُب00حدِيث العِشرة0  حبِيبِى إطلع مِنْ النهارده مِنْ دلوقتِى عندك إشتياق تقف للصلاة بِجد واقِف وقت أطول ، بلاش تحط حدود لاشتياقاتك ، إنت جواك إشتياقات جمِيلة رائِعة لإنْ إنت مخلوق عَلَى صورة الله ، إنت فِيك عطش لله ، فِيك حُب لله ، إنت فِيك بس إنت الَّلِى بتموِته بِكسلك وَبِجسدك وَبِهمومك وَبِإهتماماتك ، إنت الَّلِى دايس عليها بِرجلِيك00لأ00صحِيها ، إنت جواك إنسان الله ، إنت أيقونة لله ، إنت لو فتحت لاشتياقاتك كده وَغلبت شوية الكسل تلاقِى الوقفة بقت لذِيذة وَبقت طويلة وَما بقتش تعد لها وَلاَ فِكرك بقى مشغول بِحاجة ، إشبع ، كذلك عَلَى مُستوى الإنجيل حدِيث شخصِى ، بيكلمنِى ، صوت الله لِىَّ ، عايز أكلِّم ربِّنا حا تلاقِى فين مجال أجمل إنْ إنت تكلِّمه فِى الصلاة وَتسمعه فِى الإنجيل ، أدى00أدى العِشرة بقى0  أقدر أقولَّك العِشرة تخليك تِعرف فِكر الَّلِى قُدَّامك ، أقولَّك آه أنا الإنجيل يخلينِى أعرف فِكر ربِّنا ، أعرف بالظبط إمتى يقولِى أيوه وَإمتى يقولِى لأ00أعرف00أعرف إمتى يبقى أمر بِحسب مشورته أوْ لأ00أعرف إمتى أكل وَإمتى ماكولش00أعرف إمتى أضبُط نَفْسِى أعرف أتعامل مَعَْ شهواتِى00 أعرف أتعامل مَعَْ الَّلِى حوالىَّ ، يدِينِى حِكمة إزاى أتعامل مَعَْ أعدائِى ، يدِينِى حِكمة إزاى أتعامل مَعَْ ناس أشرار ، يدِينِى حِكمة إزاى أتعامل لمَّا أبقى مظلوم ، يدِينِى حِكمة00لِيه ؟ عرفت فِكره ، عرفت ماذا يُرِيد لِى00لِيه ؟ بكلِّمه كتير مِنْ كُتر كلامِى معاه إطلعت عَلَى أعماقه 0  أدى ديت العِشرة ، حبيبِى إوعى تكون مسيحِى وَلاَ تعرف المسِيح ، إوعى تكون مسيحِى شكلِى ، إوعى تكون مسيحِى بِالإسم ، مسيحِى يعنِى إسم المسِيح دُعِىَ عليك ، مسيحِى يعنِى تِعرف المسِيح ، ما تستغربش لمَّا تلاقِى فِى تارِيخ الكنيسة شُبان إستشهدوا فِى أصغر مِنْ سِنك ، بس عاشوا حياة مُختلِفة عَنْ حياتك0 (4) الخِدمة :0 ===============  ناخد أخر نقطة ، الخِدمة ، التلاتة الأولِين كانوا إيه طيِّب ؟ (1) إدراك محبِّة الله (2) التوبة (3) العِشرة الخِدمة ، أنا حبيتك يارب ، حبيتك وَأدركت محبتك لِىَّ وَتُبت وَعَشِرتك فابتدى بقى يحصل جوايا إحساس يصعب عَلَىَّ جِدّاً كُلَّ واحِد ما يعرفكش ، كُلّ واحِد ما دَقَشَ ، كُلّ واحِد بعِيد عنَّك ، كُلّ واحِد بيهِينك ، كُلّ واحِد مُنصرِف عنَّك فأعمِل إيه ؟ أكلِّم النَّاس عَنْ حبيبِى الَّلِى حبِيته ، أكلِّم النَّاس زى السامريَّة ما كانِت تقولهم [ تعالوا وَانظروا ] ( يو 4 : 29 ) ، تعالوا يا مساكِين إنتوا مساكِين مِثلِى أنا مِش أحسن مِنْكم أنا أوحش مِنْكم بس أنا قابِلته لمَّا قابِلته [ قَالَ لِي كُلّ ما فعلت ] ، دُوبت قُدَّامه ، إتغيَّرت قُدَّامه ، فِكرى إتغيَّر قلبِى إتغيَّر ، سِيبت الجرَّة بِتاعتِى وَجِيت أنادى لِكم تعالوا ، إنتوا حا تِفضلوا كده00لأ00تعالوا ليه تفضلوا كده خِسارة ، خِسارة كُلّ دقيقة تضيعوها بعيد عنه تعالوا0  أدى بقى محبِّة ربِّنا تترجِم حقيقِى فِى حياتك لِخدمِة ، مِنْ محبِتك لِربِّنا عايز تقول لِقرايبك وَلِجيرانك وِلِناسك ، عايز أقولَّك عايز تكلِّم غير المؤمنِين تقول لهم – إعرفوا – إعرفوا المسِيح هُوَ [ الطرِيق وَالحقٌّ وَالحياة ] ( يو 14 : 6 ) ، مِش لإنْ إنت إنسان مُتعصِب ، لإنْ إنت إنسان متشنِج بِتتهم النَّاس كُلَّها بِالكُفر00لأ00لإنَّك أدركت طرِيقاً صحِيحاً ، مِش مُمكِنْ أكون أنا أدركت طرِيق صحِيح وَأشوف ناس فِى ضلال وَقلبِى ما يتحرَّكش ناحيتهم ، لكِنْ إمتى أنا أشوف ناس فِى ضلال وَقلبِى ما يتحرَّكش ناحيتهم00عارِف إمتى ؟ لمَّا أكون أنا تايه زيهم00تايه زيهم ، كُلِّنا تايهِين لكِنْ لأ لمَّا أنا لقيت الطرِيق يِصعب عَلَىَّ أشوف واحِد تايه ، يِصعب عَلَىَّ قوِى ، أنانية مِنِّى إنْ أنا ماشِى فِى الطرِيق وَألاقِى كُلّ النَّاس دى تايهه وَأنا بعمِل لهم باى00باى يعنِى خليكم00مقدرش00أنانية منك إنْ إنت تُبقى شايف زمِيل لِك ماشِى فِى تيار وِحش وَإنت تُبقى ساكِت ، ما تِقدرش00طب أعمِل إيه ؟ أقولَّك عَلَى الأقل صلِّى له ، صلِّى له مُمكِن زميلك ده مَعَْ إنْ إنت أدركت محبِّة المسِيح وَإنت عِشت توبة حقيقيَّة فِعلاً مُمكِنْ زميلك ده ينَّزِل دموع مِنْ عينك ، مِنْ أجله لإنْ أنا عرفت المسِيح وَشبعت مِنه ، مسكِين الإنسان الَّلِى يعيش بياكل مِنْ المزابِل وَأنا أدركت إنْ أنا إبن مَلِك وَباكُل عَلَى مايدته وَباكُل مِنْ إيده ، مسكِين فلاقِى نَفْسِى صعبان عَلَىَّ قوِى فَصَلِّى له وَأكلِّمه وَأصلِّى له تانِى وَأكلِّمه وَأكلِّمه مِش بِتعالِى وَلاَ بافتخار00لأ00أكلِّمه بِحُب وَارغَّبه وَأوعِده وَأكلِّم صِحاب له وَأكلِّم خادِم وَأكلِّم كاهِن وَأقعد أصلِّى له وَلاَ أيأس00لِيه ؟ خِدمة0  تعبِير عَنْ مشاعِر الحُب لِربِّنا إنْ أنا أخدِم ولاده ، أخدِم غنم رعيته ، إنْ أنا يُبقى لِىَّ رِسالة إنْ أنا أعلِّم ولاده ، أعلِّمهم صلِيبه ، أعلِّمهم فِداءه وَأعلِّمهم عظمته ، يختلِف جِدّاً خادِم أدرك محبِّة ربِّنا وَهُوَ بيعلِّم الولاد عَنْ خادِم مُجرَّد بيؤدِى دور مُدرس أوْ دور خادِم ، تختلِف تماماً ، خادِم إختبر وَخادِم لَمْ يختبِر ، خادم تغيَّر وَخادِم لَمْ يتغيَّر ، خادِم تائِب وَخادِم غير تائِب ، وَأجمل تعبِير لِلخِدمة أنَّ " الخادِم هُوَ إنسان تائِب يقود تائبِين " ، هُوَ تائِب يقود تائبِين مِش أكتر ، أنا إنسان خاطِى بس بتوب فلَّما بتوب بدُوق قبُول الله لِىَّ ، محبِّة ربِّنا لِىَّ رغم خطاياى فيعمِل إيه بقولكم يا جماعة تعالوا دوقوا قبُول ربِّنا لِكم وَدوقوا محبِّته لِكم مِنْ خِلال توبتكم0  فأنا أدوق محبِّة ربِّنا لِىَّ وَلِكم مِنْ خِلال الخِدمة فأعبَّر لَه عَنْ محبتِى مِنْ خِلال الله ، الخِدمة إنْ أنا أخدِمكم00إنتوا مين ؟ إنتوا جسده ، يوم ما أنا أقول مِش مهم الولد ده وَمِش مهم البِنت دى يُبقى أنا معتنتش بِجسد المسِيح وَلمَّا أنا معتنتش بِجسد المسِيح يُبقى هُوَ ما يهمنِيش ، يُبقى مِش بحِبه ، لكِنْ لمَّا أنا بحِبه بكرِمه ، أنا أكرِم المسِيح فِيكم ، أنا أحب المسِيح فِيكم ، أنا أشوف المسِيح فيكم 0  أهو إنتوا كده ، بتدرَّبوا دلوقت عشان تبقوا خُدَّام ، جميل بس خلوا الخِدمة بتاعِتكم تُبقى خِدمة إيه00خِدمة حُب ، خِدمة جاية مِنْ محبتكم لِربِّنا ، مِنْ ناس تابِت وَعاشرت وَداقِت فتلاقِى إنْ إنت بتدُّوق النَّاس المسِيح بسهولة ، تكلِّمهم عَنْ المسِيح قابِل للخُطاة مِش نظرياً لإنه قَبَلَكَ ، جميل جِدّاًَ عَنْ مُعلِّمنا بُولس الرسول لمَّا كلِّمنا عَنْ التوبة وَهُوْ إنسان كَانَ خاطِى وَتاب فيكلِّمنا عَنْ [ حيثُ كَثَرَ الإِثم ] ، ده الكلام ده بيقوله مِنْ إختبار مِش مُجرَّد كلام كده يعنِى فلسفة ، عشان كده أجمل خِدمة إنت تخدِمها الخِدمة الناتجة عَنْ عِشرة شخصِيَّة مَعَْ ربِّنا وَعَنْ محبَّة حقيقيَّة مَعَْ ربِّنا0  الكنيسة عايزاكم ، الكنيسة منتظرة مجهودكم ، ياما فِى نِفُوس تايهة ، ياما فِى ناس مُنصرِفة ، ياما فِى ناس لا تُبالِى ، محتاج كُلّ واحِد فيكم يعمِل تقرِير عَنْ الشَّارع بِتاعه مين بِيجِى وَمين مِش بِيجِى ؟ مُمكِن تكون الشقة الَّلِى تحت مِنْكُمْ الكنيسة ما تِعرفش عنها حاجة ، مُمكِنْ فِى ناس إنت تِعرف عنَّهم أمور سلبِيَّة الكنيسة ما تِعرفش ، محتاجِين خِدمة ، طيِّب وَالخِدمة دى كُلَّها نحُطها عَلَى دِماغ الآباء وَنقول لهم باى باى00لأ00عايزكوا إنتوا تشتغلوا0  الخِدمة عايزه كتير ، عايزه حُب ، عايزه أمانة ، عايزه ناس داقِت محبِّة المسِيح فِى قلبها ، إتملوا بِالغِيرة ، مِش عمَّالِين نكلِّف فِى ناس وَكُلّ حاجة نقولها لهم ، يستعفوا وَالَّلِى00تلاقِى ميت خادِم لكِنْ يوم ما تطلب حاجة ما تلاقيش إتنين00لِيه ؟ محبَّة ناقصة00محبَّة ناقصة ، ما أكتر الخُدَّام دلوقتِى ، ما أكتر الخُدَّام ، أحياناً تلاقِى فصل مدارِس أحد فيه 40 طِفل وَ25 خادِم ، ييجوا يحضروا الولاد ألـ 40 يبقوا مثلاً 25 حاضرين ، 25 طِفل وَ20 خادِم ، يعنِى كُلّ خادِم بِطِفل وَرُبع ، وَمَعَْ كده تدوَّر فِى وسط ألـ 20 دول مين فِعلاً فيهم بِيخدِم خِدمة نابعة مِنْ محبِّة ربِّنا مِش عايز أقول النسبة لئلاَّ أكون مُتشائم ، لكِنْ لو الخِدمة خِدمة محبَّة الأمر يختلف تماماً ، وجهِة نظرك فِى الأمر ها تختلِف تماماً ، إسلوبك ها يختلِف ، إحتمالك ها يختلف ، بَذلك ها يختلف ، عشان كده أقدر أقولَّك الخادِم الحقِيقِى الَّلِى عاش الثلاث خطوات الَّلِى قبل مِنَّها ، الَّلِى أدرك محبِّة الله وَالَّلِى تاب وَالَّلِى عاش خُد مِنَّه خِدمة ده ، الَّلِى معندوش الثلاث نقط دول خُد مِنَّه شكليات ، خُد مِنَّه أنشِطة جوفاء ، يعمل لك نادِى وَيجِيب أتارِى وَيجِيب ترابيزة بِنج وَيعمل كذا وَكذا ، كُلّ ده كويس بس كون إنْ يعمل كُلّ ده مِنْ غير الثلاثة الَّلِى قبل كده يُبقى لاَ قيمة ، يُبقى بدل ما كنيسة العدرا وَمارِجرجس يُبقى نادِى الجزِيرة وَالشمس ، أهو كده00لِيه ؟ لإنْ نَفْس الحاجات دى مُمكِنْ تتعمِل فِى نوادِى ، البِنج وَالكورة وَالأتارِى وَالمُسابقة وَالجرى وَالترفيه كُلّ ده مُمكِنْ يتعمِل فِى نوادِى لكِنْ إيه الَّلِى يخليه يختلِف عَنْ الكنيسة إنْ ناس بتحِب وَناس بتوب وَناس بتصلِّى وَناس بِتخدِم0 ربِّنا قادِر إنَّه يثبِتكوا فِيه بِمحبِّته يقبل حياتكم يقبل خدمِتكم يكمِّل كُلّ نقص فِيكم بِنِعمِته لإلهنا المجد دائِماً أبدياً أمين0 الأسئلة ============ س1 : هل الأنانية فِى الخِدمة غلط ؟ وَلِماذا ؟ ج : كُلّ ما الإنسان حب ربِّنا أكتر كُلّ ما تلاقيه يقدِّم غيره عَنْ نَفْسَه ، فالأنانية فِى الخِدمة كون إنْ أنا أدوَّر عَلَى إنْ أنا أخد دور أكبر مِنْ دور زميلِى معناها إنْ أنا مِش عارِف إحنا بِنعمِل إيه ، ده المفرُوض إنْ إحنا [ مُقدمِينَ بعضكُمْ بعضاً فِي الكرامة ] ، جميل الإنسان الَّلِى فِى الخِدمة نِفْسَه يُبقى هُوَ آخر الكُلّ وَيقدِّم كُلّ إخواته عَلَى نَفْسَه ، عايز أحفَّظكم كلِمة كَانَ يُرددها المُتنيح أبونا ميخائيل إبراهِيم – الَّلِى هُوْ كان أب إعتراف أبونا البطرك – [ لِيتمجَّد الله بىَّ أوْ بِغيرِى وَيُفضَّل بِغيرِى ] ، يعنِى يارب إنت تتمجَّد بىَّ أوْ بِغيرِى لكِنْ ياريت تتمجَّد بِغيرِى ، ده الإنسان الَّلِى عنده رؤية وَهدف لإيه حياته ديت وَعايز يعمِل بِها إيه ، " لِيتمجَّد الله بىَّ أوْ بِغيرِى وَيُفضَّل بِغيرِى "0 عشان كده الإنسان لمَّا يكون عنده الرؤية دى فِى حياته يُبقى بيقدِّم غيره عَلَى نَفْسَه ، فا حِتة الأنانية فِى الخِدمة دى لاَ تلِيق لإنَّها تدُل إحنا مِش عارفين بِنعمِل إيه بالظبط0 س2 : لِيه ربِّنا بيدعِينِى إنْ أنا أتناوِل وَأنا عامِل خطيَّة ؟ ج : إذا كُنت عامِل خطيَّة يُبقى إنت تِعمل إيه00تعترِف ، يعنِى إيه ؟ تتوب ، يعنِى تفضَّل إنْ إنت ما تتناوِلش عشان إنت عامِل خطيَّة وَإلاَّ تعترِف وَتتوب عشان تتناوِل ، تصوَّروا إنْ فِى ناس كتير بِتختار الإختيار بِتاع إنْ هُوْ ما يتناوِلش ، يعنِى كون إنْ أنا أبقى عامِل خطيَّة ده أمر كُلِّنا مُعرَّضين له ، لكِنْ كون إنْ أنا أسيب نَفْسِى مِنْ غير ما أتناوِل أهو ده كده المُشكِلة ، فالأسهل لِك إنْ إنت تتوب مِنْ إنْ إنت ما تِعمِلش خطيَّة ، فالأسهل لِك إنْ إنت تتوب مِنْ إنْ إنت تحتفظ بِالخطيَّة بِتاعتك ، عشان كده هنا بقولَّك القُدَّاس لِيه أنا أحضره ؟ عايز أقولَّل عَلَى حِتة مُهمة جِدّاً مِنْ ضِمن أهداف القُدَّاس إنْ إحنا نحضره إنه يُقدِّس ، فالقُدَّاس أساساًَ يعمِل إيه00هُوْ إسمه قُدَّاس لِيه ؟ لأنَّه يُقدِّس ، القُدَّاس يحصل فِيه تقدِيس لِحاجتين ، تقديس لِلقرابِين وَتقدِيس لِلمؤمنين ، فا زى القرابِين ما بِتتحوِل المؤمنين بيتحوِلوا ، فالقرابين بِتتحوِل مِنْ قُربانة لِجسد وَإنت بِتتحوِل مَِنْ خاطِى لِبار مِنْ خِلال القُدَّاس ، عشان كده أحياناً إنت بِتُقيَّم نَفْسَك وَإنت فِى البيت لأ ما ينفعش أتناوِل ، أقول لك لأ وَإنت فِى البيت ناسِى مرحلة مُهِمة جِدّاً بِتقدِّسك هِى مرحلِة القُدَّاس نَفْسَه فا وَإنت فِى رحلِة القُدَّاس إنت بتقدِّم توبة ، إنت بتقول " كيرياليصون " ، بتقول " يارب أنعِم لنا بِغُفران خطايانا " ، إنت بِتحنِى رأسك ، إنت بتاخد تحالِيل ، كُلّ ده مِنْ خِلال القُدَّاس0 س3 : الصداقة الأخويَّة بين الولد وَالبِنت هل ده غلط ؟ ج : أقولَّك عَلَى 3 شرُوط لِصداقة بين ولد وَبِنت :0 أوِل شرط تكون بِنقاوة ، تانِى شرط تكون فِى مجموعة ، يعنِى ما تُبقاش فرديَّة ، كُلَّ شوية إتنين وقفِين مَعَْ بعض أصل دول صحاب ، ولد وَبِنت طالما فِى غير إطار إرتباط تُبقى فِى مجموعة لإنْ المفرُوض ما يُبقاش فِى سِر بيتقال بينهم وَبين بعض ، لَوْ هِى صداقة يُبقى كُلّ حاجة بِتتقال بينهم تتقال وسط مجموعة ، ثالِث شرط لِضرورة ، أقولَّك بِدلِيل يِنفع بِنت – أوْ حتَّى ولد – بعد مثلاً 3 – 4 سنِين تتخطب ، يِنفع تخطُب واحدة وَتِيجِى فِى وقت بعدها تقولَّك " عَلَى فِكره فُلان ده صاحبِى " ، تقولَّها صاحبِك مِنْ إمتى ؟ تقولَّك مِنْ كذا ، إيه بالظبط بقى الَّلِى بينكم ؟ تقولَّك ما تدققش ، يقولَّها لأ أنا الموضُوع بالظبط لازِم أعرف الموضُوع ده إيه ،كُلّ حاجة تقف عشان الكلِمة دى وَتقعد تقرَّر فِيها لِغاية ما تقولَّك لِيه ، لإنْ إنت ما قبلتش الَّلِى إنت بِترتبِط بِها دى يُبقى لِها إيه00صاحِب ، طيِّب إذا كُنت إنت ما تقبلش الَّلِى ترتبِط بِها دى يكون لِها صاحِب يُبقى مِنْ الأنانية مِنَّك إنْ يُبقى لِك بِنت صاحبة وَفِى الأخر تسبِّب لها مُشكِلة فِى حياتها بِسبب إنْ إنت صاحِبها ، فاتبع الثلاث خطوات الَّلِى قُلنا عليهم :0 (1) تكون لِضرورة ، يعنِى أدينا فِى لِقاء زى ده فِى ضرورة وَماله ، لِنفرِض إتكلِّمت مَعَْ بِنت وَلاَّ حاجة وَماله ، مِش بنقول نُبقى مُتزمتِين ، لكِنْ كُلّ شوية عايز تكلِّم معاها ، أصل صاحبتِى!! (2) بِنقاوة0 (3) مجموعة0 ده الَّلِى يأمِنك إنْ يُبقى فِى عِلاقة نقية بينك وَبين بِنت0

ينبغى أنه كما سلك ذاك هكذا نسلك

في رسالة معلمنا بطرس الرسول الأولى أصحاح 2 : 21 – 25 .. الموضوع عن ربنا يسوع المسيح مثلنا الأعلى في الفضائل وفي السلوك .. { لأنكم لهذا دُعيتم .. فإن المسيح أيضاً تألم لأجلنا تاركاً لنا مثالاً لكي تتبعوا خُطواته .. الذي لم يفعل خطية ولا وُجِدَ في فمهِ مكر .. الذي شُتِم لم يكن يشتم عوضاً وإذ تألم لم يكن يُهدد بل كان يُسلم لمن يقضي بعدلٍ .. الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر .. الذي بجلدتهِ شُفيتم لأنكم كنتم كخراف ضالة لكنكم رجعتم الآن إلى راعي نفوسكم وأُسقفها } . جميل جداً في ربنا يسوع المسيح أنه جاء للعالم كنموذج .. عندما نتكلم عن غاية مجئ ربنا يسوع المسيح على الأرض فالجميع يقول الفداء .. ولكن هناك غاية متوازية مع الفداء وهي أنه يريد أن يعطينا مثال كيف نحيا . ما هو قصد الله من الإنسان على الأرض ؟ هذا من أهداف التجسد أي الفداء .. أعظم هدف وينوب عنا ويُصلب .. ولكن أيضاً لكي يعيش في وسط عالم به مشاعر مختلفة .. فيهم الصادق والغير صادق .. الأمين والغير أمين .. الكاره والحاقد .. الغني والفقير .. مثل المجتمع الذي نعيش فيه الأن .. لكي يفدينا جاء ولكن أيضاً لكي يعطينا نموذج كيف يحيا الإنسان في العالم . لذلك يقول لنا معلمنا بطرس الرسول { تاركاً لنا مثالاً لكي تتبعوا خُطواته } .. جاء الله ليُعلمنا كيف نسلُك ولا يكتفي بإعطاءنا معلومات مثل " أحبوا أعداءكم " ( مت 5 : 44 ) وهكذا بل ربنا يسوع لم يأتي لكي يعطينا معلومات ولكن لكي يعطينا نموذج للإنسان . الصورة التي أراد الله أن يخلق بها الإنسان على صورته ومثاله أراد أن يُحققها ويقول لك أنه يملُك للإنسان البشر أن يحيا بحسب القصد الإلهي .. يمكن للإنسان البشر أن يحيا طبقاً للوصايا الإلهية .. فنقول نحن أن هذا صعب جداً .. فيقول لنا أن ربنا يسوع المسيح شابهنا في كل شئ ما عدا الخطية .. أخذ نفس الجسد الخاص بنا بطبيعته الضعيفة التي تجوع وتعطش وتتعب وتتألم .. أخذ نفس الجسد لكي يعطينا مثال أن هذا الجسد ممكن أن يحيا في القداسة ويحيا لآلامه النفسية لأن ربنا يسوع إجتاز آلام جسدية ونفسية وعندما جاء للعالم بغرض فدائنا جاء لنا ليترك لنا مثالاً . الفلاسفة تقول { لو لم يكن المسيح إلهاً لجعلناه إلهاً بسبب ما قاله وما عمله } .. أيضاً أن ما قاله فعلهُ أيضاً .. حاول أن تأخذ تدريب .. كل سلوك وكل أمر إلهي ربنا يسوع علَّم بهِ إبحث أنت عليه إن كان الرب يسوع فعلهُ أم لا .. مثال :0 { أحبوا أعداءكم .. باركوا لاعنيكم .. أحسنوا إلى مُبغضيكم } ← فعلهُ بالفِعل . { من يُقبِل إليَّ لا أُخرِجهُ خارجاً } ( يو 6 : 37 ) ← تكلم على أنه مُحب للعشارين والخطاة . عندما قال { لا يحتاج الأصحاء إلى طبيبٍ بل المرضى } ( مت 9 : 12 ) ← بالفعل فعل ذلك . { طوبى لرجلٍ لا يحسب له الرب خطية ولا في روحه غش } ( مز 32 : 2 ) .. { الذي شُتِم لم يكن يشتم عوض } .. { ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدم بل ليخدم } ( مت 20 : 28 ) ← هذا فعلهُ حقاً . { إعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية } ( يو 6 : 27 ) .. عندما يأتي تلاميذه بالطعام يقول لهم { أنا لي طعام لآكل لستم تعرفونه أنتم } ( يو 4 : 32 ) . عندما قال { بيعوا ما لكم وأعطوا صدقة } ( لو 12 : 33 ) .. لم نشاهده يأخذ من غِنى العالم ولكن قيل أنه { ليس له أين يسند رأسه } ( مت 8 : 20 ) . كل كلامه عمله ولذلك نعطيها كتدريب للجميع لكي نعرف أنه هو أيضاً إجتاز هذا .. عندما قال لنا { إسهروا وصلوا } ( مر 14 : 38 ) فَعَل ذلك فكان رجل صلاة وكان يقضي الليل كله في الصلاة ( لو 6 : 12) . الله فعل كل هذا ليس لأنه يحتاج عملها بل عملها لأجلنا .. كل ما فعلهُ المسيح لأجلنا .. تجسد وصُلِب ومات وقام وجاع وحُكِم وفقير وليس له أين يسند رأسه .. يصفح لأجلنا .. تاركاً لنا مثالاً لكي نتبع خُطواته . شخص ربنا يسوع المسيح لا يكفي أبداً أن نقف عند حد الإعجاب به .. لم يأتي ليخلق كثير من المُعجبين .. جاء ليجعل أولاده مُسحاء .. كل واحد مسيح .. كل واحد مسيحي وإسمه يُدعى عليك .. { ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلُك هو أيضاً } ( 1يو 2 : 6 ) .. ما أجمل أن تعيش موقف فترى أنك تنحرف عن الصواب فيُرجِعك عقلك .. لو كان المسيح في الموقف فماذا كان يفعل ؟ عملياً لا يوجد موقف مُشابه ولا يوجد موقف يُشابهه في حياة المسيح .. حتى لو كان العصر غير العصر والدنيا غير الدنيا .. مثال : حولي أشرار ومكايد وداخلهم حقد وغيرة .. جو به عثرات وضعفات وانكسارات والمسيح أيضاً لم يعيش في جو كله قديسين بل كانوا عشارين وزُناة وخُطاة .. المسيح كان مكروه وظُلِم وأُهين والأغنياء احتكروه وضحكوا عليه .. كل المواقف التي نعيشها إجتازها المسيح . أيضاً عندما ذهب الهيكل وجلس مع مُعلمي الشريعة وعملوا له امتحان في التقليد اليهودي .. الشاب حتى سن 22 سنة يجب أن يكون اجتاز امتحان في الهيكل يعبَّر عنه إنه حفظ الشريعة فيعطوه تصريح لكي يدخل ويكون ضمن الأعضاء في المجمع اليهودي وكان يتم ذلك في الفصح حتى يأتي الناس من كل الأماكن وتتشكل لجنة للإمتحان من شيوخ الهيكل ويدخل المُتقدم للإمتحان .. فيسوع وهو عنده " 12 " سنة اجتاز الإمتحان فبُهتوا من تعليمه .. أي أنه ذاكر مثلنا وامتحن .. كان عنده ذاكرة بشرية مثلنا .. المسيح أيضاً عمل في الحياة نجار .. كان له علاقات وأصحاب من بداية التلميذ الذي كان يسوع يحبه حتى الخائن يهوذا . أشكرك يارب لأنه لا يوجد موقف في الحياة لم تجتازه وعلمتنا فيه كيف نسلُك .. كيف أحيا المسيح في حياتي ؟ وكيف يتحول المسيح إلى واقع عملي وأن فضيلة المسيح هي فضيلتي ؟ وكيف يكون سلوك المسيح هو سلوكي ؟ فإن كل ما عملهُ رب المجد يسوع عملهُ من أجلنا .. معلمنا يوحنا يقول { ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلُك هو أيضاً }.. يريد منا أن نعيش بفكره ومشيئته . الإنسان الأول آدم .. الله خلقه بهدف الطاعة .. الحب ويتمتع بعطايا الله لهُ .. قصد الله من خلقة آدم أنه إله مُحب لا يشاء أن يحيا في هذا الكون مُنعزل منفرد فأحب أن يكون أبناءه معهُ يُشاركونه مجد الكون .. مثل الرجل الغني الذي يمتلِك ﭬيلا كبيرة بالحدائق وحمامات السباحة في مكان رائع ولكن كل هذا بلا طعم لأنه يعيش فيه بمفرده فيأتي بأولاده وأحفاده ليشعر بالفرح .. كذلك الله أراد أن نتمتع نحن بالكون الخاص بهِ . لكن الإنسان كسر الوصية .. ولم يُتمم قصد الله وأن يُمارس الحب بينه وبين ربنا .. أحبَّ أن يأكل من يد الشيطان ويكسر الحلقة وفسد الإنسان .. ولكي يُرجع هذا من جديد جاء المسيح ليعطي لنا هذه الحياة من جديد .. أبونا آدم قبل السقوط كان يأكل من عطية ربنا بيد ربنا .. وبعد السقوط أكل من يد الشيطان فجاء ربنا ليُرجع هذا الأمر ثانياً بعد أن الأرض لُعِنت وخرج منها ثمرة لعنة .. جاء على الأرض ولمس بقدميهِ الأرض فباركها .. أعطى طاعة عِوضاً عن عصيان آدم .. جاء المسيح يقدم طاعة .. صُلِب لكي يُحقق مشيئة السماء وطاعة لها .. { أطاع حتى الموت } ( في 2 : 8 ) .. وكما يقول بولس الرسول في العبرانيين { مع كونهِ ابناً تعلم الطاعة مما تألم به } ( عب 5 : 8 ) .. كل ما أفسده آدم أصلحه المسيح من أجلنا لنعيش حياة جديدة ويكون مَثَلْنا الأعلى في الفضيلة والسلوك تاركاً لنا مثالاً لكي نتبع خُطواته . حتى في عرس قانا الجليل أطاع الست العدرا .. { لم تأتي ساعتي بعد } ( يو 2 : 4 ) .. ولا يصح أن يفعل المعجزات حتى لا تُثار عليه الأقوال .. لكنه أطاع .. أطاع العرف اليهودي والشريعة .. فيجب أن نذهب للفصح وبالفعل ذهب .. يوجد شريعة للختان فاختُتِن .. وعندما شفى أبرص طلب منه أن يذهب ويُري نفسه للكاهن .. طاعة للشريعة وأطاع نظام الدولة ودفع الجزية .. والأهم من ذلك طاعة الآب .. جاء يقدم طاعة عوضاً عنا بسبب تمرد أبونا آدم .. والأن علينا نحن أن نعيش في طاعة المسيح .. كل فضيلة هي طاعة للمسيح .. طاعة حتى الموت .. جاء لكي يوحد مشيئة الآب في مشيئته . { فإن كنا أولاداً فإننا ورثة أيضاً } ( رو 8 : 17) .. ورثنا كل ما للمسيح منها الطاعة .. مصدر طاعتك ليس فِكرك بل طاعة للمسيح .. المسيح جاء للعالم لكي يعطينا نموذج لكي نسير معه طاعة حب وإرادة .. خرج وهو عالم بكل ما سوف يأتي عليه ومع ذلك خرج . توجد شريعة في العهد القديم تُسمى " شريعة العبد العبراني " .. يمكن أن يكون هناك عبد عند شخصٍ ما لمدة ست سنوات وفي السنة السابعة يُفك .. ولكن إن أحب العبد سيده ورغب في الجلوس معه بعد مرور المدة فيلوم الناس السيد على ذلك لأنه كسر الوصية وأبقى العبد عنده بعد مرور المدة المقررة لذلك فعلى العبد إذا رغب في الإستمرار أن يقف أمام كل الناس ويقول " أنا أحببت سيدي وأريد أن أُكمِل عنده بإرادتي " .. فيقوم الجميع بثقب أُذنه ليكون له علامة وسط الجموع بأنه إختار سيده وهم شهود .. لذلك يقول داود النبي في مزمور " 40 " { أُذنيَّ فتحت } ( مز 40 : 6 ) .. أي أنني أردت أن أحيا في عبودية لك بإرادتي .. أحببت أن أخدِمك بكامل حريتي . جاء ربنا يسوع المسيح يقول للآب نفس الحقيقة ويُقدمها له .. { أطاع حتى الموت } .. وفتح له أُذنه .. كل متطلبات العدل الإلهي من أجل الكفارة والفداء فلتأخذ مني أنا وقدمها المسيح وأخذنا عنها طاعة المسيح .. أحد الأباء القديسين – القديس بيشوي – يقول { أطِع الله يُطيعك الله } . الفضيلة الثانية الإتضاع .. وحذاري أن تتضع خارج اتضاع المسيح .. ولابد أن يكون في حياتك مصدره المسيح .. أُنظر للمسيح المُعرى على الصليب .. إن اتضعت بفكرك يكون اتضاع مؤقت ومزيف .. مثل العملة المُزورة والعملة الحقيقية .. المسيح الإله الذي سمح للشيطان أن يجربه .. المسيح الذي انحنى يغسل أرجل تلاميذه وقال لهم { أنتم تدعونني مُعلِّماً وسيداً ..... فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعضٍ } ( يو 13 : 13 – 14) .. تعلم من المسيح غسل الأرجل .. الإله القادر الذي عُلق على الصليب ويقبل . إن لم يكن الإتضاع مصدره المسيح سيكون أمر مؤلم .. نرى رب المجد يسوع يقف وراء كل الخليقة كلها .. في المعمودية تعمد بعد الكل ويقول ليوحنا المعمدان إسمح الآن ( مت 3 : 15) .. تعلم الإتضاع وكما قال الفلاسفة عنه { لم نجد من تكلم عن الإتضاع مثل ربنا يسوع المسيح } . كل الناس تتحدث معك كيف تُصبح عظيماً لأنها تتفق مع الفكر البشري .. أما كيف تُصبح آخر الكل فهذا لا يتفق مع الفكر البشري .. لماذا يُهاجم الناس المسيحية ؟ لأنها ضد الفكر البشري تماماً .. كيف يكون الإله إنسان ؟ هذا أمر ضد الفكر البشري تماماً وممكن يُقبل أن الإنسان يصير إلهاً وأن الإنسان يتألَّه ولكن لا يقبل أن الإله يتأنس .. عندما تريد أن تتعلم الإتضاع تعلمه من الإله الذي صار إنسان بل أقل منه وأحقر من أي إنسان . يقول القديس يعقوب { هو وخاصته لم يكن معهم قوت ليوم واحد وأنت تطلب لنفسك رزق لسنين عديدة .. لم يكن ليسوع أين يسند رأسه وأنت تطلب مجالس مُزينة } .. أجمع القديسين على أن المسيح لم يسند رأسه إلا مرة واحدة على الصليب .. عيش المسيح ليس إعجاب أو مجرد نظرية .. نحن جماعة المؤمنين بالمسيح وعندما أمنا بهِ عِشناه وسلكنا سلوكه ولم نكتفي بأفكار ولكن عشنا حياة .. فالمسيحية نور وحياة . الحب الذي بلا حدود ولا شروط وللكل .. لا تتكلم عن حب الفلاسفة والنظريات وحب الأخذ .. إن أردت أن تتعلم الحب الحقيقي أُنظر المسيح الذي يعلمك الحب من بداية تلاميذه والخطاة ومن صلبوه حتى من يتأمروا عليه ومن يقول عليه أقوال سوء . ولأننا مولودين في المسيحية ممكن يكون هناك أمور كثيرة لا تجذبنا للدرجة أن الموعظة على الجبل أتت بآلاف إلى المسيح غير مؤمنين .. كلام عجيب .. ربما سمعت عن شخص متفرغ وطبيب وأعطوه مرتب كبير لكي يعمل كتاب ضد المسيح وأُخِذ إلى السعودية ووعدوه أن كتابه عند طبعه يُنسخ إلى خمسة ملايين نسخة ويُعطوه هو عشرة مليون جنية .. وفرَّغوه ليكتب ضد المسيح .. كان عليهِ أن يقرأ الكتاب المقدس وكل ما يتقدم في القراءة كان ما يقرأه يغيَّر حياته .. الموعظة على الجبل قلبت له كيانه في إنجيل متى .. { أحبوا أعداءكم .. باركوا لاعنيكم .. أحسنوا إلى مُبغضيكم } .. فهناك ثلاث درجات عدو .. مُبغِض .. لاعِن . أحد الفلاسفة قال عن يسوع { إن لم يكن إلهاً لصار إلهاً لما قالهُ على الصليب } .. ردود أفعاله على الصليب تعلن أنه إلهاً .. إن أردت أن تتعلم الحب لا تبحث كثيراً عن مصادر .. تعلم من حب المسيح .. من كرهك أو أهانك تعلم من المسيح حتى لا تتوه في الطريق .. المسيح هو المصدر .. حِب المسيح لتتعلم المحبة . المسيح كان شخصية متكاملة فكان يجمع بين القوة والوداعة .. بين البساطة والحكمة .. الحب والحزم .. أشياء متناقضة ولكنها تبدو في المسيح .. مثال على ذلك البساطة والحكمة { كونوا حكماء كالحيات وبُسطاء كالحمام } ( مت 10 : 16) .. لم يقل المسيح هذا فقط بل فَعَل كذلك .. كان بسيط جداً في مظهره .. علاقاته .. في كلامه .. شبِّه للناس بأمثال واقعية مثل الذي زرع زرعة وجاء لصوص وهكذا .. بساطة متناهية ولكن تجد في كلامه قمة الحكمة .. يسأله البعض { بأي سلطانٍ تفعل هذا } .. فيقول لهم { معمودية يوحنا من أين كانت من السماء أم من الناس } ( مت 21 : 23 – 25 ) .. يحول الأمر إلى سؤال لأنه يعرف أنهم غير قادرين على إجابة السؤال حتى لا يقعوا في حرج . من كثرة بساطته عندما جاء مال على شجرة تين والتقط منها ثمار يأكلها .. إن الشريعة تقول أن من حق أي عابر سبيل في حقل أن يلتقط من ثمار الحقل للأكل إذا جاع .. في أحد المواقف سألوه البعض { أيجوز أن تُعطى جزية لقيصر أم لا } .. فقال لهم وهو يعرف نيتهم في عرض هذا السؤال { أعطوا إذاً ما لقيصر لقيصر وما لله لله } ( مت 22 : 21 ) .. ترك الأمر عندهم .. قمة الحكمة .. حكمة في الإسلوب .. التصرف .. المواقف . إن المسيح على قدر وداعته على قدر شجاعته أيضاً .. وديع جداً أي لا يصيح ولا يسمع أحد صوته في الشوارع ( مت 12 : 19) .. فقد قيل عنه أنه صرخ فحدث ذلك مرتين .. الأولى عند قبر لعازر والثانية صرخ على الصليب .. وديع متواضع القلب .. فإن وداعته معروفة جداً لكن أيضاً شجاع .. مع الكتبة والفريسيين وبخهم بشجاعة { ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون } ( مت 23 ) .. كان يتحدث إلى الفئة الحاكمة . في البستان كان لا يعرف أحد منهم من هو يسوع .. وخرج هو لهم وقال { أنا هو } ( يو 18 : 5 ) .. إن هذا المكان يمكن أن يكون به فرصة للهرب .. العجيب أنه كان يعرف أنهم سيأتوا في هذا الوقت .. ما كل هذه الشجاعة ؟! أمام بيلاطس وهو يقول أنا لي سلطان أن أصلبك وسلطان أن أتركك .. فقال له { لم يكن لك عليَّ سلطان البتة } ( يو 19 : 11) . الحب والحزم .. كان يُوجه وعلى مقدار حبه كان حازم .. رأيناه ينتهر .. كان يُوبخ ليُعلِّم بين الحب والحزم .. هذا الأمر يحتاج إلى معرفة .. في الخدمة .. في البيوت .. مع الأولاد .. جميل أن القديس كبريانوس يقول عبارة رائعة { ليكن لك حب بلا تدليل .. وحزم بلا قسوة } .. فلا تعكس الأمور فلا تستخدم الحزم في وقت الحب ولا تستخدم الحب في وقت الحزم .. كما يقول القديسين { ليكن لك لكل مرض دواء .. لا تستخدم الأدوية الباردة في الأمراض الباردة .. والأدوية الحارة في الأمراض الحارة .. إستخدم الدواء المناسب في المرض المناسب } . ربنا يسوع كان لديه اتزان بين الخدمة والتأمل والصلاة .. هذا يحتاج في حياتنا إلى اتزان .. طول النهار يجول يصنع خيراً ( أع 10 : 38 ) وفي الليل يمضي طول الليل في الصلاة ( لو 6 : 12) .. أحياناً أثناء النهار يختفي ولا أحد يعرف مكانه .. قيل عندما تحدث مع المرأة الكنعانية أنه كان يجلس وهو لا يريد أحد أن يعلم به .. فترة تأمل .. كان لديه الإتزان بين الخدمة وصلاته . إعرف الأن متى تصلي ومتى تخرج للخدمة ومتى تأخذ فترة للتأمل والصلاة .. ماذا يلزمك في مخلصك ولم تجده .. ما هو الذي تحتاجه ولم تجده ؟ أي موقف يعوزك فيه أن تتعلم ولم تجد في المسيح كل ما يُعلمك ويُرشدك ؟!! الله يُعطينا أن نتعلم منه ونتشبع به ونسلك كما سلك هو مُسحاء على الأرض العالم يحتاج إلى المسيح المُعلن .. المسيح المتحرك .. ويجول في وسطنا وما هو المسيح إلا أنت ربنا يبارك في حياتكم ويبارك في فضيلتكم ويجعلها ثابتة لأن مصدرها من المسيح وللمسيح وبالمسيح ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين

ضعفات فى الخادم

بِسم الآب وَالإِبن وَالرُّوح القُدُس الإِله الوَاحِد آمِين فَلتَحِل عَلِينَا نِعْمِته وَبَرَكته الآن وَكُلَّ أوَان وَإِلَى دَهر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين  سَوفَ نَتَكَلَّم عَنْ بَعْض الضَعَفَات فِي حَيَاة الخَادِم سَوفَ نلَخَصهَا فِي خَمْسَة نِقَاط وَهُمْ :0 أوَّلاً لاَبُد أنْ نَعْلَم جَيِّداً أنَّ الخَادِم مَرْصُود وَمُحَارب مِنْ عَدو الخِير أكثر مِنْ أي شَخْص آخر فَهُنَاك مَثَل شَعْبِي يَقُول { إِضرب الرَّاعِي تَتَبَدَّد الرَّعِيَّة } .. فَأنَا لاَ أنْسَى ذَاتَ مَرَّة قَالَ لِي أب إِعْتِرَافِي كَلِمة وَهيَ { إِنْتَ يَا أبُونَا بِتِتحَارِب بِعَدَد شَعْبك } .. وَأنَا أقُول لك أنَّ كُلَّ خَادِم يِتحَارِب بِعَدَد الَّذِينَ يَخْدِمهُمْ فَإِنَّ الشَّيطَان يَقُول لِمَاذَا يِضَيَّع وَقته مَعَ 50 فرد يَكفِي فَرد وَاحِد وَالشَّيطَان يَرَى أنَّهُ لِمَاذَا يِضَيَّع وَقته مَعَ شَعْبِي فَيِضرَبنِي وَبِذلِك يَضرب الرَّعِيَّة .. فَعِندَمَا يَضرب الشَّيطَان الخَادِم فَبِذلِك يِضرَب الَّذِينَ يَخْدِمَهُمْ الخَادِم .. فَالخَادِم مُستهدف بِالأكثر مِنْ عَدو الخِير .  فَمَثَلاً نَحْنُ شَعْب وَعِنْدَمَا نَدْخُل فِي حَرْب مَعَ بَلد آخر فَالَّذِينَ يَكُونُوا مُستهدَفِين أكثر هُمْ الجُنُود فَإِنَّ الحَرْب فِي المِيدان وَهيَ أشرس .. فَيَجِب أنْ نَعْرِف أنَّ كُلَّ خَادِم مُستهدف مِنْ الشَّيطَان .. أنْتَ مُستهدف مِنْ العَدو وَأنْتَ أيْضاً مُرَاقب مِنْ المَخدُومِين .. فَالمَخْدُوم يُرَاقِب سُلُوكِيَات الخَادِم فِي مَظهَره وَحَرَكَاته وَأخْطَائه وَيُرَاقِب أيْضاً رُوحِيَاته وَيُرَاقِب تَصَرُّفَاته وَيَحْدُث هذَا مَعَ كُلَّ خَادِم .. وَمِنْ المُمْكِنْ أنْ يَكُون لِلمَخْدُوم رَأي عَنْ الخَادِم .. فَأتَذّكَّر ذَاتَ مَرَّة وَلَد قَالَ لِي عَلَى أحد الخُدَّام أنَّهُ مَغرُور فَعِندَمَا سَألتَهُ لِمَاذَا تَقُول إِنَّهُ مَغرُور ؟ فَقَالَ أنَّ هذَا الخَادِم يَمْسِك مِيدَالية فِي يَده وَيِفضَل يِلْعَب بِهَا وَيِلِفَهَا .. فَالوَلد فَهَمْ أنَّ هذَا الخَادِم مُعْجَب بِنَفْسه .. يَعْنِي هُنَاك تَصَرُّفَات بَسِيطة جِدّاً مِنْ المُمْكِن أي خَادِم يِفعلهَا بِتِلقَائِيَّة شَدِيدة جِدّاً وَلاَ يَقْصُد بِهَا أي شِئ إِلاَّ أنَّ هُنَاك تَكُون مُرَاقَبة شَدِيدة جِدّاً مِنْ مَخْدُومِيه .  فَنَتَكَلَّم إِذاً عَنْ أوِّل نُقطة وَهيَ الخَادِم الذَّاتِي .. فَإِنَّ الذَّات أخطر أعدَاء الإِنْسَان وَرُبَمَا تِنْجَح الذَّات أنْ تَجْعَل كُلَّ أعمَال الخَادِم هَدَفهَا الذَّات وَلَيْسَ الله بَلْ وَأخطر مِنْ هذَا مِنْ المُمْكِن أنْ تَجْعَل خِدمِتك مَصدَرهَا الذَّات وَلَيْسَ الله .. لِذلِك يَتِم تَشبِيه الذَّات بِالحِربَاية فَإِنَّ الحِربَاية لَوْ عَاشِت فِي وَسَط زَرع يَكُون لُونهَا أخضر وَلَوْ عَاشِت فِي وَسَط صَحَرَاء يَكُون لُونهَا أصفر فَفِي الحَالتِين لاَ يُمْكِن رُؤيِتهَا وَلَكِنَّهَا فِعلاً مَوجُودة وَضَارَّة .. فَالذَّات كَذلِك فَمِنْ المُمْكِن أنْ تَكُون الذَّات مَوجُودة وَعَايشة وَتَأكُل خِير كَثِير مِنْ حَيَاتك الرُّوحِيَّة وَأنْتَ لاَ تَدْرِي لِذلِك أقُول لَك مِنْ المُمْكِن أنْ تَكُون خِدمِتك ذَاتِيَّة أي هَدَفهَا ذَاتك وَلَيْسَ مَجْد الله .. هَدَفهَا إِنْ إِنْتَ تِكبر وَهَدفهَا إِنَّك تِبحث عَنْ دُورك فِي الخِدمة قَبْل أنْ تَبْحث عَنْ نَجَاح الخِدمة .. هَدَفهَا أنْ تَتَمَجَّد فِي الخِدمة وَلَيْسَ أنْ تُمَجِّد رَبِّنَا يَسُوع .  الخَادِم الذَّاتِي يُحِب المَدِيح وَيُحِب الغُرُور وَيُحِب أنْ يَتَكَلَّم عَنْ نَفْسه كَثِيراً أوْ عَلَى إِنْجَازَاته أوْ عَلَى أعمَاله وَإِذَا عَمَل عَمَل يُهَيَّئ لَهُ أنَّ النَّاس كُلَّهَا يَجِب أنْ تَتَحَدَّث عَنْ العَمَل الَّذِي عَمَلَهُ وَإِذَا عَمَلَ عَمَلاً وَنَجح فَيَكُون هذَا الخَادِم يُرِيد أنْ يَأتِي بِبُوق وَيِعَرَّف الَّذِي لَمْ يَعْرِف بَلْ وَأكثر مِنْ ذلِك إِذَا كَانَ أمَامه حَدِيث يَدُور وَالَّذِي أمَامه لَمْ يَأخُذ بَاله مِنْ المَوضُوع يِحَاوِل هذَا الخَادِم أنْ يِعَرَّفه أنَّ هذَا المَوضُوع " أنَا الَّلِي عَمَلْته وَإِنْتَ لَمْ تَأخُذ بَالك " وَكَأنَّهُ يَسْتَجدِي المَدِيح .. لِذلِك أقُول لَك إِحذر مِنْ الذَّات فِي الخِدمة فَإِنَّ الذَّات تِجعَلَك مُحِب لِلظُهُور وَأي عَمَل تِعْمِله تِدَوَّر فِيه عَلَى نَفْسك قَبْل أنْ تِدَوَّر عَلَى العَمَل .. فَأحد الآبَاء القِدِيسِين يَقُول أنَّ الله سَوفَ لاَ يُكَافِئنَا عَلَى أعمَالنَا بِمِقدَار عَظَمِتهَا عَلَى قَدر مَا يُكَافِئنَا عَلَى الأعمَال بِمِقدَار الإِتِضَاع وَالخَفَاء الَّذِي فَعَلْتَهُ بِهذَا العَمَل .. فَهذَا هُوَ المِعيَار الَّذِي يُكَافِئنَا الله بِهِ فَلِذلِك عِنْدَمَا يُكَلِّمنَا أحد عَنْ تَعَبه وَمَجهُوده فَيَجِب أنْ تِخَلِّي بَالك .  فَإِنْ كَانْ يُوحَنَّا المَعمَدَان عِنْدَمَا كَانَ يُكَلِّمه تَلاَمِيذه عَنْ يَسُوع أنَّهُ بَدَأَ يُعَمِّد وَعِنْدَمَا النَّاس بَدَإِت تِذْهَب له وَيِقِل عَدَدهَا مِنْ عِنْدَ يُوحَنَّا فَقَالَ يُوحَنَّا { يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ } ( يو 3 : 30 ) فَفِي خُدَّام شِعَارْهَا العَكْس " يَنْبَغِي إِنْ أنَا أزِيد وَذلِكَ يَنْقُص " .. لِذلِك تِلاَقِي الذَّات فِي الخِدمة .. تِلاَقِي الإِنْسَان مُحِب لِلغُرُور وَمُحِب لِلمَدِيح وَيِكره التَوْجِيه وَيُحِب أنْ يَعْمَل العَمَل فِي الظُهُور وَيِكره الخَفَاء وَيَتَكَلَّم عَنْ أعمَال وَالأكثر مِنْ ذلِك يُحِب الفَردِيَّة أي لاَ يُحِب أنْ يُشْرِك آخَرِينَ مَعَهُ فَيُحِب أنْ يَحِس الآخَرِين إِنْ هُوَ الَّلِي بِيِعْمِل كُلَّ حَاجَة .. فَفِي شَخْص إِذَا مِسِك عَمَل فَيَلْغِي كُلَّ الَّذِينَ حَوله فَهذِهِ مِنْ عَلاَمَات الذَّاتِيَّة فِي الخِدمة .. فَفِي مَادَّة فِي عِلم التَربِية إِسمهَا one man show " إِستِعرَاض " يِعمِله شَخْص وَاحِد فَهُنَاكَ خُدَّام يَمِيلُوا إِلَى هذَا الإِستِعرَاض .. أنْ يُحِب الفَردِيَّة .. وَهذَا نِظَام صَعْب جِدّاً عَلَى الإِنْسَان أنْ يَأخُذ عَلِيه أوْ يَعِيش بِهِ لأِنَّهُ يَأذِيه " يِضُرّه " جِدّاً فِي حَيَاته .. فَهُنَاكَ مَبْدأ فِي عِلم القِيَادة يَقُول مَا أسهل أنْ تَعْمَل بِمُفرَدك وَمَا أصعب أنْ تُشرِك آخَرِينَ مَعَك .  أي مِنْ المُمْكِن إِذَا حَبِيت أنْ أعَمَل حَفلة فَإِنِّي مُحتَاج أنْ أُزَيِّن القَاعة وَمُحتَاج أنْ أتِي بِأكل وَمُحتَاج لإِعدَاد تَرَانِيم وَمُحتَاج إِلَى إِعدَاد كَلِمة .. فَمِنْ المُمْكِن أنْ أقُوم بِكُلَّ هذَا بِمُفرَدِي وَبِطَرِيقة مُتقِنة وَسَهلة .. فَإِذَا قُمْت بِتَكلِفة نَاس لِتَزيين القَاعة وَنَاس تَأتِي بِأكل وَنَاس تِعِد التَرَانِيم وَنَاس تِقُوم بِإِعدَاد كَلِمة فَمِنْ المُمْكِن يَحْدُث عَدَم إِنْضِبَاط لأِي سَبب مِنْ الأسبَاب أوْ يَتَأخَرّ أحد عَنْ المَجِئ فَأقُول .. خَلاَص .. أنَا حَرَّمت أنْ أُشَارِك نَاس مَعِي فَأنَا سَوفَ أقُوم بِإِعدَاد كُلَّ شِئ بِنَفْسِي .. فَهذَا كَلاَم خَطأ .. فَمِنْ الجَمِيل جِدّاً أنْ تُشْرِك الآخَرِين مَعَكَ فَإِنَّ إِشتِرَاك الآخَرِينَ مَعَكَ فِي حَدْ ذَاته فَهُوَ نَجَاح .  فَعِندَ مَوت الرَئِيس الرَّاحِل جَمَال عَبْد النَّاصِر حَصَل كَارِثة فِي البَلد .. حَصَل رُعب .. فَإِنَّ النَّاس عَاشِت مَأسَاة مَا بَعْدَهَا مَأسَاة .. تِعرَفُوا لِيه ؟ لأِنَّهُ كَانَ يُدِير مَصْر كُلَّهَا بِمُفرَده فَإِنَّ مَصْر كُلَّهَا كَانِت قَائِمة عَلَى فِكرَه الخَاص فَكَانَ يَقُول عَلَى الوُزَرَاء وَالمُحَافِظِين أنَّهُمْ عِبَارة عَنْ " سِكِرتَارية " فِي مَكْتَب جَمَال عَبْد النَّاصِر فَإِنَّهُ كَانَ يَسْتَخدِم عَرْض لِرَجُل وَاحِد one man show فَعِنْدَمَا يَمُوت man the فَإِذْن لاَ يَكُون هُنَاكَ show نِهَائِي .. لِذلِك كَانِت النَّاس تِعِيش كَارِثة وَهذَا الفَرْق بَيْنَ الدُوَل المُتَقَدِّمة وَدُوَل العَالم الثَّالِث أنَّ الدُوَل المُتَقَدِمة لاَ يَحْكُمهَا فَرد بَلْ يَحْكُمهَا نِظَام system وَالدُوَل النَامِية يَحْكُمهَا فَرْد .  فَمَثَلاً مِثْل صَدَّام حِسِين يَأخُذ بَلَده وَيِرمِيهَا فِي أتُوبِيس أوْ يِرمِيهَا فِي نَهر يِعْمِل لَهَا كَوَارِث لأِنَّهَا تَسِير بِفِكره فَأي شَخْص يُرِيد أنْ يَعْرِض فِكرَة فَيَقُوم بِإِعدَامه فَإِنَّ القِيَادة الفَردِيَّة فَهيَ قِيَادة خَطِرة أمَّ قِيَادِة الجَمَاعة فَهيَ آمِنة لِذلِك الَّذِي يَعْمَل بِذَاته لاَ يَقبَل الآخر وَيَطرُده وَإِذَا كَانَ هُنَاكَ نَاس تِسَاعده فَهيَ تِسَاعده لأِطَاعَته فَهُمْ يَكُونُوا بِالنِسبة لِهذَا الشَخْص نَاس يَأمُرَهُمْ وَلَيْسَ أكثر .  لِذلِك أقُول أنَّ الخَادِم فِي خِدمِته لاَبُد أنْ يَكُون خَرَجَ مِنْ سُلْطَان ذَاته وَأحبَّ المَجمُوعة وَأشْرَكَهَا .. فَأحيَاناً يَخْتَلِط الأمر بَيْنَ القَائِد وَالأنَا وَالقَائِد وَالنَّحْنُ فَثِق إِذَا أي شَخْص يَعْمَل وَسَط مَجمُوعة فَإِنَّهُ يَعْمَل بِقُوَّة المَجمُوعة فَثِق أنَّ عَمَل الجَمَاعة يَكُون أقوَى وَأكثر إِستِقرَاراً وَأقوَى وَأكثر إِنْتِشَاراً وَأكثر إِستِقرَاراً وَأكثر إِستِمرَاراً .. لِذلِك فَإِنَّ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح دَعَى 12 تِلْمِيذاً ثُمَّ عَيَّنَ 70 رَسُول وَأرسَلَهُمْ أمَام وَجْهَهُ ( لو 10 : 1) فَهُوَ كَانَ يُتَابِعَهُمْ لَكِنَّهُ كَانَ يُطلِقَهُمْ .. القَائِد النَّحْنُ .. فَمِنْ ضِمن صِفَات الشَخْص الذَّاتِي يُحِب ذَاته وَيَكُون عَنِيف وَغَضُوب .. فَإِنَّ الذَّات عِنْدَمَا تَظهر فَيَكُون مَعَهَا أمرَاض كَثِيرة لِذلِك أقُول يَجِب أنْ نَأخُذ بَالنَا إِذَا كَانِت خِدمِتنَا فِيهَا دَوَافِع ذَاتِيَّة وَالاَّ .. لأ .. .  فَفِي بُستَان الرُهبَان { لاَ تَسْتَصْحِب غَضُوباً حَتَّى لَوْ كَانَ يُقِيم أموَاتاً } .. لِذلِك يُقَال أنَّ الذَّاتِيَّة تُوَلِّد تَوَتُّر وَعُنْف وَغَضْب وَإِنْقِسَامَات عَكْس إِنْسَان وَدِيع أوْ إِنْسَان هَادِئ فَيَكُون تَفْكِيره أعمَق وَمُعَالَجَته لِلأُمُور أحكم وَيَكْسَب النَّاس الَّذِينَ حَوله بِطَرِيقة أفضل .. فَذَاتَ مَرَّة كَانَ كَارِز ذَهَبَ إِلَى أفرِيقيَا فَإِنَّهُ كَانَ مَشهُور بِالوَدَاعة فَقَالُوا لَهُ عَرَفنَا الْمَسِيح عِنْدَمَا عَرَفنَاك فَأنَّنَا سَمِعنَا عَنْ الوَدَاعة أمَّا الآن فَرَأينَا الوَدَاعة .. فَيَقُول مُعَلِّمنَا بُولِس { أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ بِوَدَاعَةِ الْمَسِيحِ وَحِلْمِهِ } ( 2كو 10 : 1) .. الكَلاَم دَه بِيقُوله لأِهْل كُورنْثُوسَ لأِنَّهُمْ بِيقُولُوا إِنْتَ مِش رَسُول وَبِتَاخُد الفِلُوس مِش عَارْفِين بِتوَدِّيهَا فِين .. إِنْتَ بِتِحْرِم فِينَا .. مُتَحَمِلِين عَلِيه .. فَهوَ بِيعَالِج الأمر بِيقُول لُهُمْ { أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ بِوَدَاعَةِ الْمَسِيحِ وَحِلْمِهِ } .  الخَادِم الَّذِي يُرِيد أنْ تَكُون العِلاَقة بِينه وَبَيْنَ أولاَده عِلاَقِة إِعجَاب وَعِلاَقِة تَعَلُّق .. عِلاَقة عَاطِفِيَّة .. عِلاَقة ثُنَائِيَّة .. أي خَادِم يُنْشِئ عِلاَقة بِينه وَبَيْنَ المَخدُوم وَهذِهِ العِلاَقة تَكُون عِلاَقة " طَارِدة لِلمَسِيح " فَهُنَا ثَلاَثة أضلاَع الَّذِي فوق فَهُوَ المَسِيح وَالمَخدُوم وَالخَادِم .. فَالعِلاَقة بِالمَسِيح تُنَمِّي عِلاَقِة المَخدُوم بِالمَسِيح فَتَكُون العِلاَقة بِأمَان لأِنَّ العِلاَقة تَكُون مُؤمَّنة بِالْمَسِيح .. فَهذَا البُعد الثَّالِث لِلخِدْمَة الَّذِي يُعْطِيهَا عُمْق .. أي نُقْطِتِين يِعْمِلُوا مَسَافة وَلَيْسَ مِسَاحة وَيُمَثِّلُوا إِبتِعَاد وَإِذَا كَانَ هُنَاكَ نُقْطَة ثَالِثة مَثِّلِت إِقتِرَاب وَمَثِّلِت مِسَاحة .. فَإِنْتَ وَالمَخْدُوم تِحِبُّوا بَعْض قَوِي لَكِنْ فِي الْمَسِيح يَسُوع .. فَهُنَاكَ عِلاَقة عَاطِفِيَّة تَكُون بَيْنَ الخَادِم وَالمَخدُوم تَكُون طَارِدة لِلمَسِيح وَتُنَمِّي الذَّاتِيَّة وَالعَاطِفِيَّة .. لِذلِك يُقَال أنَّ العِلاَقة العَاطِفِيَّة بِالمَخْدُوم تُنَمِّي أمرِين :0 وَذلِك لأِنَّ أيّة عِلاَقة عَاطِفِيَّة غَابَ عَنْهَا الْمَسِيح فَمِنْ المُمْكِن أنْ تَكُون مُلَوَّثة لَكِنْ عِلاَقة عَاطِفِيَّة فِي الْمَسِيح عُمرَهَا مَا تَكُون مُلَوَّثة وَلاَ تَكُون خَاطِئة .. فَأحيَاناً الخَادِم يُرِيد أنْ يُعَلِّق المَخْدُومِينَ بِهِ كَشَخْص وَأحيَاناً الخَادِم يَتَعَامَل مَعَ المَخدُوم بِحُنُو زَائِد هَدَفه إِنَّه يُعَلِّقه بِنَفْسه .. تُحْضُنه وَتُقَبِّله .. مُمْكِن تِكُون بِتقُولَّه نَفْس الكَلاَم لَكِنْ هَدَفَك الْمَسِيح يُبْقَى مِش غَلَط لَوْ حَاطِط الْمَسِيح قُصَاد عِينِيك .  أمَّا إِذَا كَانَ هذَا التَصَرُّف وَالهَدَف الذَّات ..... أحيَاناً خَادِم يُغْدِق العَطَايَا لأولاَده لاَ لِكَي يُعَلِّقَهُمْ بِالمَسِيح وَالكِنِيسة إِنَّمَا لِيُعَلِّقَهُمْ بِنَفْسه فَيُقِيم حَفَلاَت وَيُحْضِر هَدَايَا بِسَخَاء لَكِنْ الهَدَف يَكُون ذَاته – عِلاَقة عَاطِفِيَّة – لِذلِك إِحذر مِنْ العِلاَقة العَاطِفِيَّة فِي الخِدمة .. العِلاَقة الَّتِي تَطرُد الْمَسِيح الَّتِي لاَ تَجْعَل بِيْنك وَبِيْن المَخدُوم عُمْق رُوحِي .. فَإِنَّ الخَادِم يُحِب مَخْدُومِيه فِي الْمَسِيح يَسُوع فَإِنَّهُ يَخَاف عَلِيهُمْ فِي الْمَسِيح يَسُوع وَتَرْبُطَهُمْ بِالمَسِيح يَسُوع وَيَكُون هُنَاكَ غِيرَة عَلِيهُمْ فِي الْمَسِيح يَسُوع لَيْسَ مُجْرَّد إِنْتِمَاء وَلاَ مُجْرَّد إِفْتِخَار ولاَ مُجْرَّد وَسِيلة لإِشبَاع الذَّات .. أحيَاناً الخَادِم يَكُون سَعِيد عِنْدَمَا الأولاَد يِجرُوا عَلِيه وَيِجلِسُوا بِجِوَاره .. وَأحيَاناً يُحِب الخَادِم أنْ يَفْتَخِر بِأوْلاَده وَيَقُول فِي وَسَط الكِنِيسة " هذَا الوَلد عَنْدِي فِي الأُسرة .. وَهذَا الشَّمَاس عَنْدِي فِي الأُسرة " .. أحيَاناً يَكُون الأمر فِيهِ تَعَلُّق عَاطِفِي غِير مُفِيد وَغِير نَافِع .. لِذلِك إِذَا كَانَ الخَادِم يَتَعَامَل مَعَ المَخْدُوم بِرُوح الْمَسِيح وَبِوَدَاعَة وَحِلْم الْمَسِيح فَإِنَّ العِلاَقة تَكُون تَرْبُط الخَادِم وَالمَخْدُوم بِالمَسِيح .. يَقُول القِدِيس أُغُسْطِينُوس { لاَ يَخْلُص عَنْ طَرِيقك إِلاَّ مَنْ يُحِبَّك } يَعْنِي لاَزِم يِحِبِّنِي لَكِنْ يِحِبَّك فِين ؟ فِي الْمَسِيح يَسُوع .  فَهُنَاكَ فَرْق بَيْنَ الخَادِم الشخْصَانِي وَالخَادِم الموضُوعِي .. فَهُنَاكَ خَادِم شَخْصَانِي يَعْنِي أهَمْ حَاجَة أنَا فِين فِي العَمَل دَه ؟ .. وَيُقَيِّم الأمر عَلَى دُوره وَلَيْسَ عَلَى قِيمة العَمَل .. أمَّا الخَادِم الموضُوعِي مِش مُهِمْ أنَا فِين لَكِنْ مُهِمْ العَمَل دَه مُفِيد وَلاَّ .. لأ .. فَمِنْ المُمْكِن يَتِمْ الإِعتِرَاض عَلَى شَخْص يِمْسِك نَشَاط وَذَلِك لَيْسَ لِعَدَم كَفَاءَته وَلَكِنْ لأنِّي أنَا لَمْ أرْتَاح لَهُ فَهذَا يُعَبِّر عَنْ الشَخْصَانِي وَلَيْسَ مَوضُوعِي .. فَمَثَلاً إِذَا تَقَدَّمت لِتَشتَغَل فَسَوفَ يَتِمْ عَمَلinterview .. فَهُنَاك قَدْ يَكُون شَخْص يُقَيِّمك لَيْسَ عَلَى كَفَائتك أوْ عَلَى ذِهنك بَلْ عَلَى الوَاسْطَة أوْ الدِيَانة فَهُنَا يَتِمْ إِلغَاء الكَفَاءة وَإِلغَاء الموضُوعِيَّة وَلَكِنْ تَمَّ التَقييم بِطَرِيقة شَخْصِيَّة فِيهَا نَزْعة ذَاتِيَّة فَهيَ نَزْعِة مُيُول وَانْتِمَاءَات وَلَيْسَت نَزْعِة كَفَاءة .. فَإِذَا كَانَ المَطلُوب مُهندِس لِلعَمَل فَالمُهِمْ الكَفَاءة فَلاَ يَهِمْ دِيَانته أوْ مِنْ أي طَرَف هُوَ بَلْ لاَبُد أنْ يُنْظَر إِلِيه مِنْ وِجهة نَظَر الكَفَاءة يَصْلُح أم لاَ يَصْلُح .. لِذلِك فِي دُوَل أُوروبَّا لاَ يَتِمْ كِتَابِة كَلِمة religion ( الدِيَانَة ) فِي أورَاق المُتَقَدِمِين لِلعَمَل .. فَمَثَلاً فِي كَارفُور عِنْدَمَا كَانِت إِدَارته فَرَنْسِيَّة فَعِنْدَ ألـapplication لاَ يَتِم السؤال عَنْ الدِين فَهذِهِ إِدَارة أجنَبِيَّة فَعِنْدَ تَغْيِير الإِدَارة الآن إِلَى إِدَارة عَرَبِيَّة فَأهَمْ شِئ أصبح الدِيَانة لِذلِك الإِدَارة تَنْحَدِر لأِنَّهَا إِدَارة شَخْصَانِيَّة وَلَيْسَت إِدَارة مَوضُوعِيَّة .  فَمِنْ ضِمْن سِيَاسِة الرَئِيس الرَّاحِل جَمَال عَبْد النَّاصِر كَانَ أهمْ شِئ لَدَيهِ هُوَ الوَلاَء أهَمْ مِنْ الكَفَاءَة .. فَمَثَلاً عِنْدَ تَعْيِين وَزِير لِبترُول فَلاَ يَهِمْ أنْ يَكُون هذَا الشَخْص يَفْهَمْ فِي البِترُول وَلَكِنْ الأهَمْ هُنَا أنْ يَكُون شَخْص صَدِيق لَهُ وَتَحْت طَاعَته .. أي شَخْصَانِي وَلَيْسَ مَوْضُوعِي .. وَنَحْنُ فِي مَجَال الخِدمة يَجِب أنْ نَكُون مَوْضُوعِيِين فَمَثَلاً فِي مَجَال مُعَيَّن أخِي يُثمِر عَنِّي فِيهِ فَلاَ يَهِمْ تَقْيِيمِي الشَخْصِي كَإِرتِيَاح شَخْصِي لَهُ .. يَجِب أنْ تَكُون مَوْضُوعِي وَلَيْسَ شَخْصَانِي .. فَمَثَلاً شَخْص يَعْرِف يَعْزِف فَإِنِّي أكُون مَوْضُوعِي ..... وَهَكَذَا ..... يَجِب أنْ نَكُون مَوْضُوعِيِين أكثر مِنْ شَخْصَانِيِين فَهذَا مُهِمْ جِدّاً لِنَجَاح الخِدمة .. لاَ تَسْأل عَنْ عَمَل يُعْمَل وَتَكُون الدَوَافِع شَخْصِيَّة أوْ إِنْتِمَاءَات تَكُون شَخْصِيَّة أوْ أي مَصَالِح فَأي شَخْص يَعْرِض فِكرة إِيجَابِيَّة فَيَجِب أنْ يَتِمْ تَشْجِيعهَا حَتَّى إِذَا كَانَ هذَا العَمَل سَوفَ يُعْمَل بِدُونك .. فَيَجِب تَقْيِيم الأُمُور بِطَرِيقة مَوْضُوعِيَّة أكثر مَا هِيَ طَرِيقة شَخْصِيَّة .  فَمُنْذُ فِترة – تَقْرِيباً 5 شُهُور – قَامَ الدُكتُور / أحمَد زِوِيل بِإِلقَاء مُحَاضَرة فِي الجَامِعة الأمرِيكِيَّة فَتَم طَرْح سؤال عَلِيه : لِمَاذَا لَمْ تُوفِي مِصْر حَقَّهَا فِي أنَّكَ تَقُوم بِالمُشَارَكة فِي التَقَدُّم العِلمِي فِي مِصْر ؟ فَقَالَ لَهُمْ : طُول مَا مِصْر تِفَرَّق بَيْنَ مَسِيحِي وَمُسْلِمْ فَلَنْ تَتَقَدَّم .. وَقَالَ لَهُمْ إِنَّ هذَا الرَد أنَا عَارِف إِنَّه مِش حَا يِعْجِبكُمْ وَلَنْ يُنْشَر .. وَفِعلاً لَمْ يُنْشَر وَهذِهِ المُحَاضَرة تَمَّ إِذَاعِتهَا فِي الفَضَائِيَات .. وَقَالَ لَهُمْ : إِنِّي أشتَغْل فِي مَعْهَد فِي كَالِيفُورنيَا بِهِ 28 شَخْص حَاصِل عَلَى جَائِزة نُوبِل فَهذَا شِئ عَادِي جِدّاً وَمِنْهُمْ – إِلَى هذَا اليُّوم – لاَ يَعْرِف مَا هِيَ دِيَانتِي .. وَكَانَ مُدَرِّسِينِي نَاس أقبَاط وَمَعَ ذلِك عُمرُهُمْ مَا فَرَّقُوا بِإِنِّي كُنْت قِبطِي أوْ غَيْر ذلِك ..فَإِنَّهُ يَقْصِد أنْ يَقُول لَهُمْ إِهتَمُّوا بِالمَوْضُوعِية أكثر مِنْ الشَخْصَانِية فَإِنَّ الشَخْصَانِية تُرْجِع إِلَى الخَلْف كَثِيراً أمَّا المَوْضُوعِية فَتُقَدِّم إِلَى الأمَام فَلاَبُد أنْ يَتِمْ النَّظر إِلَى الأمر بِنَظرة وَاقِعِية وَمَوْضُوعِية .. وَلاَبُد أنْ تَنْسَى ذَاتك مِنْ أجل أنْ تُنْجِح العَمَل .  أحيَاناً فِي الخِدمة تِلاَقِي فِيه تَيَارَات .. التَيَارَات دِي تِلاَقِي نَاس حَبَّة إِنْ هِيَّ تِعْمِل لِنَفْسَهَا مَجْمُوعَات .. وَأحيَاناً تَنْقَسِم بِالعُمر أوْ تُحَاوِل كُلَّ مَجْمُوعة تِدَافِع عَنْ بَعْضَهَا وَتُظهِر إِنْتِمَائهَا أمَام المَجْمُوعَات الأُخرَى وَتُحَاوِل أنْ تَظهر عَلَى المَجْمُوعَات الأُخرَى فَهذَا لَيْسَ جَوْ خَدَمِي فَالخِدمة لاَ تَعْرِف الشِلَلِيَّة .. فَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح قَالَ { أَنَا فِيهُمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ } ( يو 17 : 23 ) .. الخِدمَة عُمْرَهَا مَا تَكُون مَجْمُوعة ضِد بَعْضَهَا وَهُنَا يَتِمْ فَقد المَوضُوعِيَّة .. حَاوِل إِنْ إِنْتَ لاَ تَنْسَاق وَرا مَجْمُوعَة وَلاَ تَتبَع أي أفْكَار وَلاَ تُنَمِّي إِنْتِمَاءَك إِلَى جَمَاعَة خَاصَّة .. إِنْتَ جَمَاعْتَك كُلَّهَا فِي جِسم الْمَسِيح .. إِنْتَ عُضو فِي جِسم الْمَسِيح .. وَلاَ يَجِب أنْ يَكُون هُنَاك إِنْتِمَاءَات هَامِشِيَّة .. إِنْتَ عُضو فِي الجَسد كُلَّه صَحِيح إِنْتَ حِتَّه مِنْ اليَد لَكِنْ عُمر اليَد مَا تِتكَلِّم بِتَعَالِي عَلَى الوَجْه أوْ الأنْف .. فَإِنَّ كُلَّ جُزء فِي جَسد الْمَسِيح لَهُ دُور هَام وَيُكَمِّل بَعْضه فِي الآخَر .  مُعَلِّمنَا يُوحَنَّا يَقُول { دِيُوتَرِيِفسَ الَّذِي يُحِبُّ أنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بَيْنَهُمْ لاَ يَقْبَلُنَا } ( 3يو 9 ) فَهذَا شَخْص يُرِيد أنْ يَظهر هُوَ فَعِنْدَمَا كَانَ يَذْهَب شَخْص يِكْرِز مِنْ طَرَف يُوحَنَّا الرَّسُول فَكَانَ يُكرُشه فَيَقُول لَهُ أُخرُج .. فَيَقُول هذَا الشَخْص إِنِّي سَوفَ أخدِم تَبَعْك إِنْتَ .. فَيَرُد عَلِيه وَيَقُول مَادَام إِنَّك تَبَع يُوحَنَّا فَلاَ تَخْدِم مَعَنَا .  فَظَهَرِت فِي كِنِيسة كُورنثُوس { وَاحِدٍ مِنْكُمْ يَقُولُ أَنَا لِبُولُسَ وَأَنَا لأِبُلُّوسَ وَأَنَا لِصَفَا وَأَنَا لِلْمَسِيحِ . هَلِ انْقَسَمَ الْمَسِيحُ } ( 1كو 1 : 12 – 13) .. إِوْعَى تِحِس إِنْ إِنْتَ مُنْتَمِي لِشِلَّة .. صَحِيح إِنْتَ مُمْكِنْ تِكُون بِإِنْتِمَاءَاتَك العَاطِفِيَّة فِي وَسَطْ المَجْمُوعَة إِنْتَ لَك شِوَيِة حَبَايِب .. دَه مِش غَلَط .. مِش غَلَط يِكُون لَك أحِبَّاء .. مِش غَلَط يِكُون لَك مَجْمُوعَة لَكِنْ المُهِمْ أنْ تَكُون هذِهِ المَجْمُوعة فِي إِنْسِجَام كَامِل مَعَ البَاقِي .. المُهِمْ أنْ تَكُون مَصْلَحِة هذِهِ المَجْمُوعة مِنْ مَصْلَحِة البَاقِي مِش مُجَرَّد بِيْدَوَروا عَلَى مَصْلَحَة خَاصَّة وَلاَّ تَمَيُّز وَلاَ يَقُوموا بِيِتمَرَّد فِي وَسَطْ مَجْموعَة .. لأ .. دِي كُلَّهَا team وَاحِد .  هُنَاكَ خَادِم يَكُون حَاضِر غَائِب أي لاَ تَشْعُر بِحُضُوره وَلاَ تَشْعُر بِغِيَابه وَعِنْدَمَا يَتَكَلَّم يَقُول " هُمَّ عَمَلُوا .. هُمَّ هَا يِعْمِلُوا " وَعِنْدَمَا تِسْأله مَا هُوَ دُورك ؟ .. مَفِيش .. فَمِنْ المُمْكِن أنْ يَكُون شَخْص لاَ يُعْطِيه الآخَرِين دُور أوْ فُرْصَة لَكِنْ فِي شَخْص هُوَ مِش حَابِب يُدْخُل وَسَطْ مَجْمُوعَة يُبْقَى لَهَا دُور .. حَابِب دُور المُتَفَرِّج .  فَمَثَلاً وَقت الخِدمَة يَبْدَأ السَّاعة 3 .. هذَا الخَادِم يَأتِي السَّاعة 4 .. وَعِنْدَمَا يَأتِي يَكُون مَكَانه فِي الخَلْف وَيَكُون كَالمُتَفَرِّج وَعِنْدَ تَوْزِيع الأولاَد إِلَى الأُسر يَظِل يَتَحَدَّث مَعَ أصدِقَائه الخُدَّام .. وَبَعْد إِنْتِهَاء الأُسر مِنْ الدَرْس وَمِنْ كُلَّ شِئ فَيِظْهَر أوْ لاَ يَظْهَر فِي أُسرِته فَهذَا هُوَ الخَادِم الحَاضِر الغَائِب – الخَادِم السَلبِي – وَعِنْدَ تَكْلِيفه بِأي أمر فَيَعْتَذِر .. وَعِنْدَ الإِلحَاح عَلِيه فَيَقبل الأمر مُؤقَتاً وَبَعْد ذلِك يَنْسَى الأمر فَإِنَّهُ سَلبِي .. رُبَّمَا تِكُون سَلْبِيِته دِي خُوْف أوْ عَدَم ثِقَة فِي نَفْسه أوْ طَبع جُوَّاه أوْ ضَعْف إِمكَانِيَات لَكِنْ حَاوِل إِنْ إِنْتَ تِشُوف دُور بَسِيط إِنْ إِنْتَ تِقْدَر تِعْمِله وَقَدِّمه فِي حُدُود إِمكَانِيَاتَك .  وَأجمل شِئ فِي الخِدمة أنَّهَا تَحْتَاج إِلَى كُلَّ الإِمكَانِيَات وَتَحْتَاج إِلَى كُلَّ الأدوَار .. مَثَلاً شَخْص لِتَنْظِيف القَاعة قَبْل وَبَعْد الخِدمة .. أوْ شَخْص يِوَصَّل الأولاَد .. شَخْص يِحَفَّظ تَرَانِيم .. شَخْص يِحَفَّظ لَحْن .. شَخْص يُصَمِّم مُسَابقة .. شَخْص يُصَمِّم أُوبِرِيت .. فَإِنَّ الخِدمَة مِحتَاجة إِلَى الكُلَّ وَكُلَّ مَهَارة وَلاَ تَسْتَغنَى الخِدمَة عَنْ طِفل صَغِير أوْ خَادِم عَتِيق فِي الخِدْمَة .. فَإِنَّ السَلبِيَّة مَوضُوع مُهِمْ جِدّاً .. تِلاَقِي الخَادِم لاَ يَكُون لَهُ مُشَارَكة أوْ فَاعِلِية .. أرجُوك حَاوِل أنْ يَكُون لَكَ هَدَف فِي الخِدمَة .. حَاوِل تِعْرِض بِاسْتِمْرَار دُور إِنْتَ تِقْدَر تِقُوم بِه .. وَفِيه خَادِم مُجَرَّد مَا يُدْخُل تِحِس إِنْ فِيه حَاجَة إِتغَيَرِت .. وَاحِد شَايِف الخَادِم الَّلِي معاه بِيحَفَّظ هُوَ يِسَّكِت الأوْلاَد .. خَادِم وُجُوده يِخَفِّف الحِمل وَآخَر وُجُوده عِبء عَلَى الموجُودِين معاه .  يَجِب أنْ نَتَيَّقَظ لِلسَلبِيَّة .. عِنْدَمَا الإِنْسَان يَسْتَطِيع أنْ يُقَدِّم شِئ فِي الخِدمة وَلاَ يَفْعَل فَذلِك خَطِيَّة عَلِيه .. فَعِلاَج كُلَّ هذِهِ التَقْصِيرَات دِي .. الذَّاتِيَّة .. العَاطِفِيَّة .. الشَخْصَانِيَّة .. الشِلَلِيَّة .. السَلبِيَّة .. هُوَ تَهْدِيف الخِدْمَة وَالهَدَف الوَاضِح .. إِنَّهَا عَمَل إِلهِي وَأنَّ كُلَّ خَادِم يَشْتَرِك فِي عَمَل عَظِيم وَيَأخُذ بَرَكَة .. فَضَيَاع الهَدَف يُضَيِّع كُلَّ هذَِهِ الأُمُور الرَائِعَة .. الحَيَاة فِي الْمَسِيح يَسُوع .. تَقْوِيم الأخْطَاء .. الصَّلاَة فِي المَخْدَع .  لِنَفْرِض أنَّ أي شَخْص بِهِ أي أمر مِنْ هؤُلاَء فَيَجِب أنْ تِرَاجِع نَفْسَك دَاخِل الْمَسِيح .. تَسْتَطِيع أنْ تُعَالِج نَفْسَك .. { مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ } ( غل 2 : 20 ) .. فَعِنْدَمَا نَتَعَلَّم الإِتِضَاع نَتَعَلَّمه دَاخِل الْمَسِيح .. مِش مُمْكِنْ تِتعَلِّم يَعْنِي إِيه مَا تكُونش ذَاتِي فِي الخِدْمَة إِلاَّ لَوْ دَخَّلْت الْمَسِيح .. بَرَّه الْمَسِيح ذَاتَك فَقَط .. دَاخِل الْمَسِيح المَسِيح فَقَط .. إِشْبَع بِرَبِّنَا .. خَلِّي عَنْدَك حَالَة مِنْ الهُدُوء الدَّاخِلِي .. حَالَة مِنْ الصَفَاء الرُّوحِي .. تَحَلَّى بِرُوح الحُب تَحَلَّى بِرُوح الوَدَاعَة .. إِقبَل الآخَر أيَّاً كَانْ .. إِقبَل الكُلَّ فِي الْمَسِيح يَسُوع قَابِل الكُلَّ الَّلِي قَبَل الخُطَاه .. قَبَل الزُنَاه .. الَّلِي صَالِح الأرْضِيِين مَعَ السَّمَائِيِين .. الَّلِي صَارَ لَنَا بِهِ كِلَيْنَا قُدُوماً إِليْهِ ( أف 2 : 18 ) .رَبِّنَا يِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته وَلإِلهنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

نفسية مرضى السرطان وكيفية خدمتهم

من الرسالة إلى العبرانيين بركاته على جميعنا آمين .. ﴿ يا ابني لا تحتقر تأديب الرب ولا تخر إذا وبخك .. لأنَّ الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابنٍ يقبله .. إن كنتم تحتملون التأديب يعاملكم الله كالبنين .. فأي ابنٍ لا يؤدبه أبوه ولكن إن كنتم بلا تأديبٍ قد صار الجميع شركاء فيه فأنتم نغول لا بنون ....... ولكن كل تأديبٍ في الحاضر لا يُرى أنه للفرح بل للحزن .. وأما أخيراً فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام ﴾ ( عب 12 : 5 – 11 ) .. كلمة * نغول * تعني * أبناء غير شرعيين * . عندما نتعامل مع إنسان مريض فأحياناً لا نعرف ماذا نقول له أو نخاف من أن نتحدث في موضوع ويكون هذا الحديث غير مرغوب فيه .. وأكثر شئ لا يريد أن يتحدث فيه المريض عندما يسأله أحد عن صحته وأحواله لأنَّ جميع هذه الأسئلة تؤدي إلى نتائج محبطة لأنَّ ماذا سيقول المريض ؟ وأحياناً قد تأخذنا مشاعر من الأسى والحزن الشديد فنُطهرها للمريض وقد يسبب هذا تعب للمريض .. ولكي نعرف كيف نخدم المريض فهناك مجموعة من الأسئلة تدور في عقل المريض ويحتاج إلى إجابة لها .. ولهذا سنتحدث عن هذه الأسئلة وعن إجابتها :0 1. لماذا أنا ؟ 2. هل من شفاء ؟ 3. هل من معجزة ؟ 4. أين أنا من المجتمع ؟ 5. ماذا أعمل في يأسي وإحباطي وحيرتي ؟ 6. ماذا بعد .. هل يوجد شفاء أم سأموت ؟ 1. لماذا أنا ؟ ============== فالمريض يسأل لماذا هذا المرض فيَّ بالذات ؟ وقد يقول أنَّ هناك بعض من الناس لا تعرف الله ولكن صحتهم جيدة فلماذا أنا بالذات ؟ وقد تدور في رأسه أسئلة قد تُسبب تعب له .. وقد يظن أنَّ الله يخلص منه حسابات أو يقول أنه فعل خطايا في شبابه والله ينتقم منه .. ولكن هذا فكر يهودي والتلاميذ أنفسهم عندما رأوا المولود أعمى ذهبوا إلى السيد المسيح وقالوا له ﴿ من أخطأ هذا أم أبواه حتى وُلد أعمى ﴾ .. ولكن ربنا يسوع قال ﴿ لا هذا أخطأ ولا أبواه ﴾ ( يو 9 : 2 – 3 ) .. وكان أي شخص في شعب إسرائيل يوجد فيه عاهة كان لا يُقدم ذبائح ولا يصلح للكهنوت ولا يُعد مع الشعب وكان هذا يُعتبر أكبر دليل على أنَّ الله رفضه . ويُحكى عن فتاة أُصيبت بأكثر من نوع من مرض السرطان وعندما ذهبت إلى الدكتور وقالت له فكان كلام الدكتور صعب وقال لها * يا ساتر يارب .. هذا غضب من الله * .. ولقد سبب هذا الكلام تعب للفتاة وكانت تسأل هل هذا غضب من الله ؟ فشعور الإنسان أنَّ هذا المرض إنتقام من الله أو غضب منه يُعتبر شعور صعب على المريض .. ولهذا عندما يسأل المريض لماذا أنا ؟ تقول له هذه الآية ﴿ يا ابني لا تحتقر تأديب الرب ولا تخر إذا وبخك لأنَّ الذي يحبه الرب يؤدبه ﴾ .. وأيضاً تقول له ﴿ لكي نشترك في قداسته ﴾ ( عب 12 : 10) .. فهناك حكمة إلهية عالية وهي أنَّ الله اختار هذا الإنسان حتى يحمل الصليب وأصبح هذا المرض سبب بركة وليس لعنة .. وإنَّ المرض سماح من الله فالله له قصد وهدف .. وقد يسمح الله بالمرض لعدد من الأسباب وهي :0 أ‌- للتوبة . ب‌- للتنقية . ت‌- للتزكية . ث‌- ليظهر مجد الله . أ- للتوبة : =========== فالله يرسل للإنسان تجربة حتى يُوقظ الإنسان من خطية معينة ويقدم توبة عنها .. فكثيراً ما أيقظت التجربة الإنسان ونقته وغيرته .. وقد لا يكون عند الإنسان خطايا صعبة فيأتي السبب الثاني من المرض وهو ..... ب- للتنقية : ============== أي أنَّ هناك شوائب تريد أن تتنقى فربنا يسوع يريد أن يضع الإنسان في بوتقة ويُصهره ويُنقيه مثل الذهب الذي يُنقى بالنار .. وهنا نذكر أيوب البار فقد كان عند أيوب شئ لا يراه ولا يستطيع أن يراه ولن يراه وهو البر الذاتي فكان أيوب بار في عيني نفسه فكان يجمع أولاده ويقدم ذبائح ويصلي ويقدم أصوام وعطايا ويهتم بالفقراء وكان إحساسه بأنه رجل بار يزيد وأصبح من الصعب أن يكتشف هذا العيب ولكن الله سمح بهذه التجربة له حتى يرى هذا العيب . ت- للتزكية : ============= التزكية تعني الترقية .. فالله يريد أن يرقي الإنسان عن طريق التجربة .. وفي علم الإدارة قبل أن يترقى أي شخص لابد أن يمر على امتحان أو دورة .. فالله يريد أن يحسن من مكانه الإنسان وأن يكبر إكليله . ث- ليظهر مجد الله : ======================== فدائماً ما يتحدث المريض عن عمل الله معه .. ونذكر هنا أبونا بيشوي كامل الذي كان مريض بالسرطان ولم يكن أبونا بيشوي كامل رجل خاطئ أو أنَّ الله سمح له بهذا المرض تصفية حسابات أو غضب ولكن كان هذا المرض تزكية ولكي تظهر أعمال الله .. وأصبح أبونا بيشوي كامل مصدر قوة وفرح وعزاء لكل مريض .. وأيضاً معلمنا بولس الرسول الذي كان ظله يشفي المرضى وبالرغم من أنه كان مريض وطلب الشفاء من الله ولكن قال الله له ﴿ تكفيك نعمتي لأنَّ قوتي في الضعف تكمل ﴾ ( 2كو 12 : 9 ) .. وصار المرض سبب بركة له وللمحيطين به .. وعندما جاء ربنا يسوع على الأرض بارك كل الأعمال التي عملها فبارك الطعام والشراب والهواء والزرع والعلاقات الإجتماعية والزيجة وعندما تألم الله صار الألم بركة .. فالشخص المتألم إشترك مع المسيح في حمل الصليب وأخذ بركة الألم . 2. هل من شفاء ؟ ==================== يوجد مريض يرفض العلاج لأنه لا يرى أي فائدة منه وعندما يسأل المريض هذا السؤال نقول له أنَّ الله يستطيع أن يمد يداه ويشفي أي مريض .. وقد يقول الإنسان المريض إذن لا داعي للعلاج .. فنقول له أنَّ الله وظف الطبيعة والعلم والمواد وأنار عقول العلماء لخدمة الإنسان فالأجهزة والدواء عطايا من الله .. وإذا أراد الله الشفاء فسيستخدم هذه الأشياء فكل ما على المريض أن يأخذ العلاج وينتظم على الدواء ومادام الله يوفر لنا وسيلة للعلاج فلابد أن نأخذها .. ولابد أن نعلم أنَّ جزء كبير من العلاج هو العلاج النفسي فقد تكون هناك حالات لا فائدة منها ومن الصعب أن نقول للمريض أنه لا علاج له ولكن لكي يخرج المريض ونفسيته أفضل فيكتب له الأطباء بعض من الڤيتامينات ومضاد للألم .. فمجرد شعور المريض أنَّ هناك دواء أو حقنة حتى إذا لم تكن في صُلب المرض إلا أنها نافعة له وهذا الإحساس مرضي بالنسبة للمريض .. ولهذا نجد أنَّ أكثر فئة معرضة للشفاء هم الأطفال لأنهم غير مدركون بما يحدث . 3. هل من معجزة ؟ ====================== أحياناً لا يرى المريض أي أمل في العلاج الذي يأخذه بل على العكس مثل المرأة نازفة الدم التي أنفقت كل معيشتها على الأطباء ولكنها صارت إلى حال أردأ ( مر 5 : 26 ) .. فممكن أن ينفق المريض كل معيشته ولكن يصير إلى حال أردأ .. ونجد أنَّ كل إنسان مريض له شفيع ويضع كتب معجزات للقديسين .. وقد يفتح كتاب المعجزات على حالات مشابهة لحالته وهذا أمر محير فماذا ستقول له ؟ قد تقول له أنَّ الأمل في حدوث معجزة كبير جداً ولتكن إرادة الله .. فالله هو الذي سمح بالمرض وهو الذي يسمح بالشفاء أو بالمعجزة ولابد أن نقبل إرادة الله لأنه إذا لم يحدث معجزة للمريض قد ينهار في الإيمان تماماً وقد يتعب نفسياً ولكن لابد أن نعرف أنَّ الله لم يعمل معجزات لكل الناس ولم يفتح أعين كل العميان ولم يُقم كل الموتى ولم يشفي كل المرضى ولكن الله أعلن سلطانه على الأمراض المختلفة في بعض الناس . وهناك بعض من الناس لن تذهب إلى السماء إلا عن طريق المرض .. وللأسف هناك إتجاه يحدث وهو أنَّ الناس تعلق المريض على أنه سوف تحدث له معجزة وإذا لم تحدث فنفسية المريض تتعب ولكن لابد أن نعلم أنَّ الله قادر على شئ وإعلان قدرة الله على الأشياء لا ينحصر فقط في حدوث معجزة فلا نجزم أمور في إرادة الله فالإيمان يتحقق عند الإنسان إن فعل الله معجزة وإن لم يفعل .. وهناك قول للقديس يوحنا ذهبي الفم وهو ﴿ أنَّ الله يستجيب لك صلاتك إن أجابك وإن رفضك ﴾ . ويُحكى على إنسان ذهب إلى القديس يوحنا ذهبي الفم وقال له أنه مجرب بتجارب كثيرة وهذا أكبر دليل على أنَّ الله قد تركه .. فقال له القديس * أنت تقول لي أنَّ الله تركك لأنه يجربك بينما أنا أقول لك إن لم يجربك إعلم أنه قد تركك * .. فنحن لنا رجاء في القديسين كبير جداً ولكنهم خاضعين لإرادة الله .. والتجارب مفيدة وليست ضارة فحياة الإنسان على الأرض بالنسبة للأبدية تساوي صفر .. وهناك معادلة رياضية تقول * أي رقم ÷ ∞ = 0 * . فإذا اهتم الله بحياتنا الزمنية فقط وكانت حياتنا مستقرة ونتمتع بصحة جيدة وغِنى والله يوفر لنا كل ما نحتاجه ولكن لكل إنسان لحظة نهاية وهي الموت ثم بعدها يذهب للأبدية .. فقد يكون غير مستعد لأنه عاش في حالة من الغفلان عن الله ولكن الله يعدنا للحياة الأبدية وذلك من خلال الحياة الزمنية .. ولهذا فالله يعتني بالحياة الأبدية أكثر من الحياة الزمنية وأكبر إعداد للأبدية يكون من خلال مدرسة الألم .. ونحن أيضاً ننتفع بمدرسة الألم لأننا نأخذ عظة من الشخص المريض ولهذا فعندما يسأل المريض هل من معجزة ؟ نقول له أنَّ الله يهتم بالأبدية أكثر من الحياة الزمنية وأنَّ الله عنايته بنا كاملة وفائقة ولكن الله ينظر إلى الأمام ولكن نحن ننظر إلى الوضع الحالي وفي النهاية لتكن إرادة الله والله يستخدم الألم لمنفعة الكل . 4. أين أنا من المجتمع ؟ =========================== أحياناً يُصاب المريض بإحباط شديد لأنه قد نُسي من أحبائه وتخلى عنه الناس .. فالناس الذي كان يراهم باستمرار في عمله لم يسألوا عنه بالرغم من أنه يحبهم ومتعلق بهم فيبدأ يشعر المريض أنه لا شئ وهذا شعور صعب .. ولكن علينا أن نجعل المريض يشعر أنه شخص مهم ومحبوب وأنه موضع إنشغالنا وموضع محبتنا .. وقد يشعر أنَّ دوره في بيئته إبتدأ يقل وخاصةً عندما تكون هناك قرارات جوهرية تُؤخذ في الأسرة دون الرجوع إليه وتُصبح كل العلاقة التي تربطه بالأسرة هي الدواء وكل ذلك يجعله يشعر أنَّ المجتمع لا يشعر بأهميته الطبيعية وأنَّ المجتمع نسى أنه شخص له كيان ودور .. وممكن يُصاب المريض بصغر نفس عندما يعلم أنَّ له علاج ولكن في مكان آخر غير المكان الذي يتعالج فيه .. وأحياناً لا يستطيع المريض أن يذهب إلى مكان آخر ليتعالج فيه مثل أنه لا يستطيع أن يسافر إلى الخارج ليتعالج وبذلك يبدأ يشعر المريض أنه لا قيمة له .. ولذلك فهناك دور هام لنا وهو أن نجعل المريض يشعر أنه مهم وأن نتحدث معه في أمور الحياة الطبيعية مثل أن نتحدث معه في حدث إجتماعي أو ثقافي أو رياضي . 5. ماذا أعمل في يأسي وحيرتي وإحباطي ؟ ================================================== قد يشعر المريض باليأس والحيرة والإحباط ولكن علينا أن نعطيه رجاء وإيمان وأن نرفعه من يأسه وإحباطه وأن نحدثه عن قصص إيمانية واقعية ونجاوب له عن أي سؤال قد يسبب حيرة له ونخرجه من دائرة الإحباط .. وممكن أن نخرج معه إلى الكنيسة أو نذهب معه إلى دير أبو سيفين وبهذا يشعر أنه إنسان طبيعي .. ولابد أن نتكلم معه بطريقة عادية .. ومن الملاحظ عندما نتحدث مع الناس الكبار نجدهم أنهم يحبوا أن يذكروا قصص لهم وهم صغار ونجد أنهم نسوا الألم .. ويُحكى على طفل يُدعى * كيرلس * أنه كان يريد أن يلعب بالرغم من أنه متألم وفي الخارج يهتموا بالأطفال المصابين بالأورام .. فيُحكى على جمعية أرادت أن تأخذ عينات من الحيوانات المولودة إلى هؤلاء الأطفال ولكن المستشفى رفضت خوفاً من وجود ميكروبات وهذا يؤثر على صحة الأطفال ولكن هذه الجمعية أنفقت مبالغ هائلة لكي تتم عملية تعقيم كل الأشياء التي سيأخذوها للأطفال وقد وجدوا أنَّ الأطفال تحسنت صحتهم . 6. ماذا بعد ؟ ============== هناك سؤال هام قد يسأله المريض وهو هل سيُشفى ويعيش حياة عادية أم سيموت ؟ ويفكر ما الذي سيحصل لمنزله إذا مات ؟ وأحياناً يسأل ويقول ماذا سيكون مصيري بعد أن أموت ؟ ولكن نقول له لتكن إرادة الله فإذا كانت إرادة الله في الشفاء فعلى الإنسان أن يعيش حياة جديدة برؤية جديدة .. ولابد أن يعرف أنَّ لعازر بعد أن قام من الموت وعاش 15 سنة إلا أنه مات مرة أخرى .. وأحياناً يسأل ماذا سيجرى لأسرته وكيف سيعيشوا إذا مات ؟ ولكن علينا أن نفهمه أنَّ الله ضابط الكل وأنه يعتني بكل أحد وأنَّ الله يدبر كل شئ وهو الذي يعول الجميع .. فهو الذي يعول العصفور الصغير وحشرات الأرض وزنابق الحقل . فلابد أن يكون لدينا إيمان راسخ أنَّ الله يعتني بكل أحد ..ولكن على الإنسان أن يضع الأمور في يد الله .. وهناك سؤال آخر قد يقوله المريض وهو * ماذا سيكون مصيري بعد الموت ؟ * .. فنقول له أنَّ هذه فرصة لكي يجهز نفسه فنشكر الله أنه أعطانا فرصة وأعطانا وقت حتى يكمل الإنسان توبته لأنَّ من الممكن أن يموت الإنسان في أي لحظة .. ولابد أن أقول له أنه توجد حياة أجمل وحياة باقية بعد الموت .. فهناك الحياة الأبدية التي لا تنتهي وهناك مجد وبركة ونعمة .. فما أجمل أن تقرأ مع مريض سفر الرؤيا أو أن تتحدث معه عن سير القديسين والأكاليل المعدة لهم مثل قصة ألـ 49 شيوخ شيهيت التي تحكي عن إنسان وزير ذهب ومعه إبنه برسالة من الملك إلى ألـ 49 شيوخ شيهيت ليأخذ رأيهم في بعض الأمور وهناك هجم البربر عليهم واستشهد الشيوخ .. ولقد كشف الله لهذا الطفل ورأى إكليل على رأس كل شيخ فأراد هذا الطفل أن يستشهد ومن محبة الله أنه كشف نفس هذا المنظر لوالد هذا الطفل فاستشهد الرجل ومعه إبنه .. فالذي يجعل الإنسان يسعى للإستشهاد هو رؤيته للأكاليل المعدة والحياة الأبدية .. فالله أعطى لكل إنسان مريض فرصة لكي يكمل توبته .. ﴿ لكي نشترك في قداسته ﴾ .ربنا يكمل نقائصنا ويقبل خدمتنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

التكامل فى الخدمة

نقرا جزء من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس .. { فأنواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد .. وأنواع خدم موجودة ولكن الرب واحد .. وأنواع أعمال موجودة ولكن الله واحد الذي يعمل الكل في الكل .. ولكنه لكل واحد يعطي إظهار الروح للمنفعة .. فإنه لواحد يعطي بالروح كلام حكمة ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد ولآخر إيمان بالروح الواحد ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد ولآخر عمل قوات ولآخر نبوة ولآخر تمييز الأرواح ولآخر أنواع ألسنة ولآخر ترجمة ألسنة .. ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسماً لكل واحدٍ بمفرده كما يشاء } ( 1كو 12 : 4 – 11) . نتحدث عن التكامُل في الخدمة من خلال ثلاث نقاط :0 1/ ضرورة التكامُل . 2/ خطورة الإنقسام . 3/ الطريق إلى التكامُل . 1/ ضرورة التكامُل : ======================= يجب أن نؤمن بفكرة التكامُل .. فإننا متنوعين ومتوحدين .. أعطى الله كل واحد نعمة أو موهبة خاصة من أجل أن يُكمِّل الآخر .. الطبيعة كلها تقوم على التكامُل .. فجسد الإنسان يقوم على التكامُل .. الحياة تقوم على التكامُل .. فالطبيب لا يعرف أن يعمل بدون الممرض .. وبدون عامل النظافة والكهرباء وهكذا .. أيضاً في الخدمة الوضع هكذا وعلى الجميع أن يتكامل .. تصور دائماً أنَّ هناك بينك وبين أخيك علامة ( + ) . فكرة التكامُل أسسها المسيح عندما قال أنه الرأس ونحن الأعضاء فأسس كنيسته بنفس الطريقة بأن دعى التلاميذ رغم اختلافهم في الشخصية والطباع .. مثل الأربعة مثلاً الذين كتبوا البشائر :0 متى ← كان عشار وأساسه يهودي .. يحب السلطة وجابي ضرائب .. إختاره الله لأن انتمائه لليهود أفاده كثيراً .. أُعجب متى بيسوع لأن له سلطان .. لذلك عندما تكلم تكلم عن يسوع الذي من سُلالة يهودية وأبرز التعاليم اليهودية التي في شخصه .. بالإضافة إلى إنه أبرز يسوع الملك . مرقس ← مُتضع .. يحب الخدمة العملية .. وهذا هو ما جذبهُ في يسوع أيضاً .. لذلك نجد بشارته تركز على خدمة يسوع العملية . لوقا ← يحب اللمسة الإنسانية أي البُعد الإنساني .. لذلك أحبَّ في يسوع لمسته الإنسانية لذلك وجدناه يتحدث عن المعجزات الإنسانية .. ومعاملة يسوع برقة ورفق مع المرأة والخطاة .. أظهر لنا في بشارته " يسوع صديق الإنسان " . يوحنا ← أظهر لنا يسوع الإله . فعندما ترغب أن ترسم صورة ليسوع عليك أن تجعل كل الصفات الأربعة به حتى تُكتمل الأيقونة لأن الأربعة تكاملوا مع بعضهم البعض . حذاري أن تحتقر زميلك ولا تُقلل من شأنه .. حتى لو كان دوره غير مهم فإن الله لا يقيس العمل بعظمته بل بمقدار الحب والإتضاع الذي يُفعل به .. علينا أيضاً أن نقبل بعضنا البعض مثل المسيح الذي استخدم هذا وذاك . أيضاً الخدمة تُكمِّل بعضها .. خدمة إبتدائي تُكمِّل خدمة إعدادي وإعدادي تُكمِّل ثانوي .. الكل يُكمِّل بعض .. مرحلة الإبتدائي ( أحب الله ) .. وفي الإعدادي ( أحب الكنيسة والقديسين والطقس ) .. وفي ثانوي ( أحب الإنجيل واعرف العقيدة ) .. أي خطة مُتكاملة متركبة على بعضها البعض .. ربنا يسوع يحب الوحدة .. إسمها الكنيسة الواحدة . 2/ خطورة الإنقسام : ======================== يبدأ عندما يُفكر كل واحد في شخصه هو وموهبته ونبدأ في الإنقسام .. وأصبح بدلا من علامة ( + ) أصبحنا ( - ) .. لذلك يُعلمنا الآباء في الخدمة أن لا نقول " لماذا لا أكون أنا ؟؟ " .. الأجمل من ذلك أن يحدث الشئ بدونك .. المُتنيح أبونا ميخائيل إبراهيم كان يقول [ ليتمجد الله بي أو بغيري .. ويُفضل غيري ] . جميل أن نجد أكثر من فرد واحد عندهم نفس الموهبة .. مجموعة تعرف اللحن ومجموعة للعزف وهكذا .. فإن الفرق بين الشرق والغرب مثلاً أنَّ الشرق زعامات والغرب مؤسسات .. فالغرب يتعامل بعضهم البعض كتيم عمل .. لكن نحن فراعنة لا نعرف أن نعمل كمجموعة عمل .. كل واحد بمفرده . خطورة الإنقسام إنه يُدمر ويتعِب العمل لأنه سيتم بكفاءة ضعيفة وأيضاً سيُقلل من محبتي لإخوتي ويُشتت المخدومين .. هذا الأمر يحتاج وعي كامل وإيمان كامل . 3/ الطريق إلى التكامُل : ============================ أ‌- الحب الكامل ← لو هناك محبة ستحب أن يكون أخوك أفضل وأكبر منك .. تُقدم أخوك في الكرامة برضى كامل .. حب يحتمل كل شئ ولا يطلب ما لنفسه .. نود أن نضع ضوء على أنَّ الذي لديهِ أعمال كثيرة في الخدمة معناه أنه لا يُشرك الآخرين معه في الخدمة . ب‌- الإتحاد بالرأس ← أي المسيح .. في هذه اللحظة ستعرف ماذا تعني اليد والأُذن والعين .. فأنت عضو كلما اتحدت مع الرأس تعمل هي فيك وبفكرك .. أما نحن فلنا فكر المسيح وبذلك نتحد بالكنيسة .. ما يُميز الأرثوذكسية عن البروتُستانتية هي التكامُل وحياة الشركة .. في الفكر الآخر فكرة الفردية التي عملت على جعل كل فرد يفهم الإنجيل بطريقته الخاصة . ت‌- إيمان بفكر التنوع ← إستثمر عطية الله لك ولا تُقلل من قيمة أخيك .. إيمان بوزنتي وموهبتي .. الله يعطي كل واحد موهبة كما يقول بولس الرسول .. واحد كلام حكمة .. واحد إيمان بالروح .. مواهب شفاء .. الكل يُكمِّل بعض .إعرف نفسك ووظَّف موهبتك لصالح الخدمة .. الكنيسة تحتاج كل واحد فيكم وقل للمسيح " إني سأضع بين يديك كل ما لي وعندي إيمان أن أكون عضو صغير أمين أعمل فيك يارب " ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين

المثابرة فى الخدمة

 من رسالة معلمنا بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس بركاته تكون معنا آمين .. ﴿ فتقو أنت يا ابني بالنعمة التي في المسيح يسوع وما سمعته مني بشهودٍ كثيرين أودعه أناساً أمناء يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضاً .. فاشترك أنت في احتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح .. ليس أحد وهو يتجند يرتبك بأعمال الحياة لكي يرضي من جنده .. وأيضاً إن كان أحد يجاهد لا يكلل إن لم يجاهد قانونياً .. يجب أن الحراث الذي يتعب يشترك هو أولاً في الأثمار .. إفهم ما أقول فليعطك الرب فهماً في كل شيءٍ .. اذكر يسوع المسيح المقام من الأموات من نسل داود بحسب إنجيلي الذي فيه أحتمل المشقات حتى القيود كمذنبٍ .. لكن كلمة الله لا تقيد .. لأجل ذلك أنا أصبر على كل شيءٍ لأجل المختارين لكي يحصلوا هم أيضاً على الخلاص الذي في المسيح يسوع مع مجدٍ أبديٍ .. صادقة هي الكلمة أنه إن كنا قد متنا معه فسنحيا أيضاً معه .. إن كنا نصبر فسنملك أيضاً معه .. إن كنا ننكره فهو أيضاً سينكرنا .. إن كنا غير أمناء فهو يبقى أميناً لن يقدر أن ينكر نفسه ﴾ ( 2تي 2 : 1 – 13) .. سنتحدث عن موضوع هام وهو المثابرة وسنتحدث في ثلاث نقاط :0 i. ما هي المثابرة ؟ ii. لماذا يجب على الخادم أن يكون مثابر ؟ iii. كيفية التحلي بروح المثابرة ؟ (1) ما هي المثابرة ؟ ========================  المثابرة هي أن يكون الإنسان أميناً فيما أعطاه الله وأن يقدم جهد وأمانة أمام الله .. فالخادم لابد أن يكون عنده روح مثابرة ويعلم أن الله هو الذي يكمل .. وأحياناً تكون إرادة الله أن نخدم ولكن يأتي الثمر في الجيل القادم فكثيراً ما نخدم بروح زمنية ولكن الخدمة هي خدمة أبدية وربنا يسوع له أسلوب في العمل لا يستطيع الخادم أن يدركه .. فمشكلة الخادم أنه يريد أن يتحدث في موضوعٍ ما وعلى الأولاد أن ينفذوا هذا الموضوع فوراً .. فمثلاً إذا تحدث الخادم عن الإعتراف فهو يريد أن يذهب كل الأولاد بعدها ويعترفوا ولكن على الخادم أن يخدم ويتذكر الآية التي قالها القديس بولس الرسول إلى تلميذه تيموثاوس ﴿ لأن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح ﴾ ( 2تي 1 : 7 ) .. فلا يجب على الخادم أن يبتعد أو يترك الخدمة .  فمن أصعب الأمور التي تواجه الخدمة هي روح الفشل فممكن يقابل الخادم صعاب في الشارع أو من الأهالي أو من الأولاد ولكن على الخادم أن يتقوى بالنعمة .. وأحياناً عندما نخدم نظن في فكرنا أن الخدمة عمل مثل أي عمل آخر نقوم به ولكن الخدمة مختلفة فهي عمل روحي وإلهي والخدمة لا تنطبق عليها الأمور الأرضية العقلانية فممكن يقول الخادم كلمة وهذه الكلمة تثمر في الأولاد بعد زمن .. فكثير من الناس حرك الله قلوبهم من موقف ما وهنا سنذكر قصة وهي كان هناك إنسان يريد أن يترك المسيح ووصل قلبه إلى درجة من القساوة والتحجر ولكن إستطاع خادم أن يقنعه بأن يقابله يوم الأحد بعد القداس وكان هذا الأخ قد أقدم على ترك المسيح بشدة وعندما جاء الميعاد المحدد دخل إلى الكنيسة وكان أبونا الكاهن في التناول فرأى الأطفال الصغار وهم يتناولون وتذكر عندما كان الخادم يأتي ويأخذه إلى الكنيسة ليتناول فنزلت دموعه في الحال فكان هذا الموقف الذي حصل مع هذا الأخ منذ فترة كبيرة هو السبب في حمايته من هذه التجربة العنيفة .  فعلى الخادم أن يكون عنده رجاء في إلهنا أنه قادر أن يعمل ويثمر ويُفرح .. وعلى الخادم أن يدرك أن العقول لا تتغير في لحظة فكل إنسان له شخصية وعقلية ونفسية معينة .. ومن أكثر الأشياء التي ساعدت على زرع روح المثابرة في البيئة المصرية أنها بيئة زراعية فالزارع يزرع البذرة ويهتم بها ويسقيها وينظف الأرض باستمرار ولكن الثمر يأتي في حينه ولكن لا تعني المثابرة أن يكون الإنسان في حالة كسل أو أن يكون سلبي فعلى الخادم أن يعمل مثل الزارع الذي يزرع بكل إجتهاد وأمانة وحرص .. وأحياناً يكون الخادم متعجل للثمر السريع ولكن عليه أن يتذكر الآية التي تقول ﴿ إرمِ خبزك على وجه المياه ﴾ ( جا 11 : 1) . (2) لماذا يجب على الخادم أن يكون مثابر ؟ =================================================== (أ) لأن الله يتأنى عليه ويحتمله : ======================================  إن الصياد الذي يلقي الصنارة ويجلس فترة من الوقت حتى يصطاد سمكة وبعد أن يُخرج الصنارة من الماء ممكن أن لا يجد فيها سمكة ولكنه لا ييأس بل يلقي الصنارة مرة أخرى وكذلك الإنسان الذي يصطاد النفس للمسيح .. فعلى الخادم أن يكون عنده روح رجاء ويقدر ضعفات أولاده وينظر كيف أن المسيح يتأنى عليه ويحتمله .. وهنا نذكر قول القديس مارأفرآم الذي يقول ﴿ المجد لك يا من تحتملني ﴾ .. وأحياناً نقيس الأمور بمقاييس خاطئة فمثلاً عندما يكون الأطفال في خلوة فممكن نجد أن هناك خادم يريد أن يجعل الأطفال تصلي طوال الوقت وهذا لا يتناسب مع سنهم فنحن بهذا نريد شخص يعيش بطبع غير طبعه .. وهناك قصة هامة وهي قصة يشوع بن نون الذي حارب " 33 " ملك حتى دخل أرض الميعاد بالرغم من أن الله وعد أن يعطيهم أرض الميعاد ولكن هذا جاء بعد جهاد .  ويقول الآباء القديسين أن " 33 " رمز لحياة السيد المسيح على الأرض أي أن حياة الإنسان ما هي إلا سلسلة من الجهاد المتواصل إلى أن ينال الإنسان المواعيد .. ﴿ اركضوا لكي تنالوا ﴾ ( 1كو 9 : 24 ) .. وهناك خطط وتدابير من الشيطان حتى يعوق خدمتنا ونمونا الروحي .. ويُذكر أن هناك فيلسوف رأى نملة تحمل قطعة من السكر أكبر من حجمها وكل ما تحاول أن تحملها تسقط قطعة السكر على الأرض فتحاول النملة مرة أخرى وظلت هكذا " 67 " مرة حتى استطاعت أن تحمل قطعة السكر إلى مخزنها فالنملة أيضاً لم تيأس .. فعلى الخادم أن يكون غير متعجل للثمار أو غير متعجل للنتائج السريعة ولا يكون عنده روح فشل ولا يقول لا يوجد فائدة ولكن عليه أن يخدم بروح الرجاء . (ب) أن الله يحقق وعده في الوقت الذي يريده : =======================================================  فالله وعد أبونا إبراهيم وقال له ﴿ أُباركك مباركةً وأُكثر نسلك ﴾ ( تك 22 : 17) وحقق الله هذا الوعد بعد عشرين سنة .. فالله قد وعد ولكنه حققه في الوقت الذي يريده .. فأبونا إبراهيم لم يرى هذا الوعد ولكن تحقق عندما خرجت الأسباط من أرض مصر وتم عدهم فكانوا 600.000 رجل أي حوالي 3.000.000 نفس وهذه الأسباط من نسل إبراهيم .. وأيضاً عندما دخل بني إسرائيل أرض الميعاد كانت هناك أراضي أخرى وعد الله أن يعطيها لهم ولكن نجد أن المملكة إكتملت في أيام داود الملك وسليمان فهناك فترة من الزمن ما بين يشوع وداود ولكن على الإنسان أن يترقب وعلى الإنسان أن يكون عنده مثابرة في حياته الروحية ولا ييأس .. ويُحكى على أحد الآباء الرهبان أن شيطان اليأس ضجر من حسن رجاؤه وقال له أنه لا يعود يهاجمه لأنه يأخذ أكاليل أكثر . (ج) على الخادم أن يعرف أن الله هو الذي يأتي بثمر فلا يكل : =========================================================================  فأحياناً لا ينظر الخادم إلى المستقبل فالبذرة التي تزرع تثمر في وقتٍ ما وأيضاً يتذكر قول القديس بولس الرسول ﴿ إن كنا لا نكل ﴾ ( غل 6 : 9 ) .. فكلمة * نكل * تعني التعب مع اليأس فعلى الخادم أن يخدم ويفتقد ويصلي وله رجاء في الله .. فالخادم هو غارس أو ساقي ولكن الله هو الذي ينمي فعمل الله أن ينمي ويأتي بثمر فكل ما عليك أن تتابع نفسك وتعطي لأولادك كلمة مشبعة وروح بهجة وروح محبة وخدمة روحية وأنشطة متجددة تتناسب مع تطور سنهم وفكرهم فلا تفقد الرؤية .. واعمل الجزء الخاص بك ولكن الثمر من عند الله فالدور الأكبر لربنا يسوع المسيح ولذلك يجب على الخادم أن يكون مطمئن ولا يقول لا يوجد فائدة لأن هذه عبارة إنسان لا يعمل مع الله . (3) كيفية التحلي بروح المثابرة ؟ ======================================= (أ) وضوح الهدف : ======================  على الخادم أن يعرف لماذا يخدم حتى إذا واجهته أي صعاب أو تجربة فلا يفقد الهدف .. فمثلاً الطالب الذي في الجامعة ولم ينجح في مادةٍ ما لا يترك الكلية ولا ييأس بل يحاول مرة أخرى ويصبر وذلك لأن لديه هدف وهدف الخادم هو أن يلد بنين للملكوت وأن يسلم لأولاده روح وحياة وفكر المسيح وهذا يحتاج من الخادم جهد ووقت وكل ما يقف الخادم أمام الله كل ما تنطبع عليه صورة المسيح ويشبع بالمسيح ويصبح من السهل أن يوصل المسيح لأولاده وكل هذا يحتاج إلى جهاد وتدبير من أب الإعتراف .. ويقول القديس مارإسحق ﴿ كل من ليس له هدف وقانون يؤول إلى الإنحلال ﴾ .. فلا تعيش بفكر عشوائي فأنت تخدم بهدف وبقانون ولك صلوات ورجاء فعلى الخادم أن يكون عنده روح ترتيب وعنده إبتكار وأنشطة جديدة وعنده خطة لأولاده فمن أصعب المشاكل هي مشكلة عدم التخطيط وأن تسير الأمور بطريقة عشوائية . (ب) أحياناً يعتقد الخادم أن الخدمة خاصة به وليس لربنا يسوع : =============================================================================  فإذا أيقن الإنسان أن الخدمة هي عمل إلهي فلا يمكن أن يكون عنده روح ضعف أو يأس ويعرف أن الله يثمر كما يريد .. فالأولاد هم أولاد الله ولكن من أجل فرط صلاح الله ومحبته جعلنا نشترك في الخدمة حتى ننال البركة فالله صاحب الخدمة فهو صاحب الكرمة ولهذا نقول ﴿ هذه الكرمة أصلحها وثبتها هذه التي غرستها يمينك ﴾ .. وأيضاً يصلي الكاهن في القداس ويقول ﴿ شعبك وبيعتك ..... ﴾ .. وعندما كان القديس أوغسطينوس يصلي ويطلب عن رعيته أمام الله كان يقول ﴿ أطلب إليك من أجل سادتي عبيدك ﴾ .. فالإنسان الذي يخدم بروح الرجاء في المسيح يسوع يشعر أن الأولاد هم أولاد الله فهم عمله ولكن من الممكن أن يتأخر الله أو يتأنى فمتى يحقق الله وعده ومتى يجذب النفوس ومتى يغير القلوب ؟ هذا كله من عمل الله ولتكن إرادة الله .  وعلى الخادم أن يحضر ويتكلم ويصلي ويتابع ويطلب ويلح ويصبر ولكن الدور الأكبر والأعظم لله .. إن فعل وإن لم يفعل .. إن فعل فهذا حق وإن لم يفعل فهذا حق وعندما سُئل أحد الآباء عن طِلبة يعلمها لأولاده قال لهم أن يقولوا هذه الصلاة ﴿ إفتح لنا يا سيد ذلك الباب الذي أغلقناه علينا بإرادتنا .. إن فتحت لنا فهذا حق وإن لم تفتح لنا فهذا حق .. إن فتحت لنا فهذا من جزيل رأفاتك وإن لم تفتح لنا فمبارك ذاك الذي أغلق علينا بحق ﴾ .. فعلى الإنسان أن يطلب ويقرع ويجاهد والله لم يعطينا روح الفشل بل تقو أنت بالنعمة .  وأحياناً يريد الله أن لا يكون هناك ثمر أمام الخادم حتى يعلم الخادم أن الخدمة خاصة بالله وليست خاصة به وإذا دخل روح الفشل في الخادم فهذا يعني أن الخدمة إعتمدت على ذاته وعضلاته .. وقد يريد الخادم ثمر خارجي ولكن الله له ثمر آخر فهناك كثير من الإجتماعات فيها عدد كبير من الناس ولكن نجد أن الناس لم تأتي من أجل الله فلا يوجد الله في هذا الإجتماع لأنه ليس إجتماعه فإسمه لا يُذكر فيه ولكن الله يريد شخص تائب .. يريد قلوب يسكن فيها ونفوس أمينة وركب منحنية وهذا لا يظهر إلا في الخفاء في البعد الذي يراه الله الذي يكشف تصورات المخادع .ربنا يعطينا روح المثابرة في الخدمة ويعطينا روح جهاد وأمانة ويخلصنا من فكر الغرور وإحساسنا إننا مسئولين عن العمل ويخلصنا من عدم وضوح الهدف فتقو أنت بالنعمة لأن الله لم يعطينا روح الفشل ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

أختبار الخادم

 نقرأ أعداد قليلة من رسالة معلمنا يوحنا الأولى الإصحاح الأول .. ﴿ الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة .. فإنَّ الحياة أُظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأُظهرت لنا .. الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا .. وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع إبنه يسوع المسيح .. ونكتب إليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملاً ﴾ ( 1يو 1 : 1 – 4 ) .  في الحقيقة لا يوجد أجمل من هذه الآية وأحب أن أكررها .. ﴿ الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا ﴾ .. ما هو المنهج الذي يحب أن يعيش به الخادم في خدمته ؟ ﴿ الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا ....... نخبركم به ﴾ .. نحن لا نستطيع أن نجعله لنا فقط بل نريد أن نخبركم به ونحضركم للمسيح لكي يكون لكم أيضاً شركة معه .. نحن رأيناه وشربناه وسمعناه وعاشرناه وعشنا معه ولذلك أول شئ نفعله هو أن نكشف صدق إختبارنا بأن لا يكون لنا فقط بل نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معه .  الإختبار في حياة الخادم هو حجر الزاوية في حياته وخدمته .. لخلاصه وخلاص الآخرين فبدون الإختبار نقدم نظريات .. والحياة في المسيحية لا تقوم على فكر أو نظرية فربنا يسوع قال ﴿ الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة ﴾ ( يو 6 : 63 ) .. ما أسهل أن أقول وصية ولكن ما أجمل أن أكون قد عشتها وعندما أقول الوصايا أشعر إني لا أقول مجرد أوامر لأنَّ الحياة المسيحية ليست أوامر .. فأنت عندما إختبرت ربنا يسوع عرفت ما يليق وما لا يليق .. ما يحل وما لا يحل فابتدأت تطيعه لأنك تحبه لأنَّ في عدم طاعتك له إهانة بل وحماقة .. وعندما يفهم الإنسان هذا الإختبار في حياته يشعر أنَّ عنده دافع بأن يذوق الآخرين ما تذوقه .. بنعمة ربنا أحب أن أتكلم معاكم في ثلاث كلمات وهم :0 (1) ضرورة الإختبار : ============================  إنَّ الحياة مع ربنا يا أحبائي لا تشرح بالكلام فالقديس مارإسحق يقول ﴿ الكلام عن العسل شئ ومذاقة العسل شيئاً آخر ﴾ .. عندما أسأل شخص ما هو طعم العسل ؟ فإنه سيقول هو طعمه مسكر .. حلو .. ولكن عندما أسأله ما الفرق بين العسل والسكر ؟ فلن يستطيع أن يوصف لي الفرق وعندما يتحير في الوصف فإنه يُحضر لي ملعقة عسل لكي أتذوقها .. إنَّ الكلام عن العسل شئ ومذاقة العسل شيئاً آخر .. أيضاً يقول مارإسحق ﴿ إنه لا يصح أن نرسم ينبوع ماء ونقول للناس تعالوا إشربوا منه .. فماذا سيشربوا ؟ هل سيشربوا من نظرية أو فكرة ؟ فإن الذي يريد أن يشرب يشرب من ماء حي ﴾ .. لابد أن يكون فيك ينابيع روح متدفقة ويجري من بطنك أنهار ماء حي .. فالذي يجلس معك لابد له أن يشعر أنَّ قلبه قد تحرك لأنه يشرب من مياة حقيقية لأنَّ السيد المسيح لم يكن قصة بل هو حياة .  في العهد القديم كان ربنا يسوع يعطي للشعب المن والسلوى في الصباح الباكر وكان بعضاً من الناس لشعورهم بالخوف من الجوع يجمعون كثيراً حتى يضمنوا أن يكون وفيراً عندهم ولكن كانوا يأكلوا كفايتهم والذي يتبقى كان يفسد .. إنَّ هذا المن هو لكي يؤكل ولا يخزن .. فربنا يسوع لا أخزنه لكي أفتخر به فلا يليق أبداً أن أفتخر بمعرفة ربنا يسوع كمعرفة فقط .. فقد تقول إني قرأت الكتاب المقدس كله !! أنت بذلك قد جمعت مَن فهل أكلت المن ؟ أجمل ما في الحياة المسيحية إنها حياة إختبار وليس مجرد أنك قد جمعت مَن .. ﴿ الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا ﴾ .  ويكلمنا الكتاب عن إختبار أعمق وهو اللمس ﴿ الذي ..... لمسته أيدينا ﴾ .. وهنا يؤكد واقعية ربنا يسوع في حياة يوحنا الرسول .. وفي خلال خدمة القديس يوحنا ظهر ناس قد أنكروا لاهوت المسيح فكتب إنجيله مؤكداً لاهوت السيد المسيح .. ثم بعد ذلك ظهر ناس قد أنكروا ناسوت السيد المسيح فكتب رسائله مؤكداً ناسوت السيد المسيح .. ففي بداية خدمته عندما أنكروا لاهوت المسيح بدأ إنجيله بهذه الآية ﴿ في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله ﴾ ( يو 1 : 1) .. وعندما أنكروا ناسوت السيد المسيح وادَّعوا أنَّ جسده كان خيال قال إنه جسد حقيقي ﴿ ولمسته أيدينا ﴾ .. فلابد من الإختبار .  صعب جداً أن نتكلم عن شئ لا نعرفه .. فعندما يكلمنا شخص عن بلد معينة وكيفية المعيشة فيها والشراء والإقامة فيها فترة طويلة وفي النهاية نكتشف أنه لم يذهب إليها فإننا لا نقتنع بكلامه مثل شخص قد ذهب إليها بالفعل حتى ولو كان قد ذهب إليها إسبوع فقط فإننا سنقتنع بكلامه لأنه يقول عن إختبار ومعايشة .. هكذا الكلام عن ربنا يسوع المسيح سيكون مختلف عندما يكون نابع من إختبار ومعاشرة حقيقية له .. ونحن بنختبره في الحياة السرية الخفية الشخصية فأشعر أنَّ يده هي يد حية مقتدرة .. فقد قيل عن العظيم الأنبا أنطونيوس أنه كان يتنفس المسيح .. أي أنه كان الهواء الذي يتنفسه .. فهذه درجة عميقة جداً في الإختبار .  إنَّ إختبار الإنسان المسيحي هو أروع إختبار يعيشه على الأرض وهو إحساسه بالوجود الدائم في حضرة الله وأن تكون حياته عبارة عن شركة مع الثالوث القدوس .. ما أجمل فيلبس عندما تلامس مع ربنا يسوع وشعر بجمال عمله في حياته فقال لصديقه نثنائيل ﴿ تعال وانظر ﴾ ( يو 1 : 46) .. فهو لم يكتفي بأنه تقابل مع المسيح وتذوقه بل دعا نثنائيل وقال له ﴿ تعال وانظر ﴾ .. إنَّ خدمتنا تتلخص في هاتين الكلمتين ﴿ تعال وانظر ﴾ .  إنَّ الآباء القديسين كتبوا لنا مجلدات في هاتين الكلمتين ﴿ تعال وانظر ﴾ لأنَّ إختبار الحياة المسيحية كلها يتلخص في Come and see .. وكأن كل خادم فينا ينادي على مخدومه ويقول له ﴿ تعال وانظر ﴾ .. خسارة إنك لا تتمتع به .. القديس يوحنا ذهبي الفم يقول ﴿ إن رأيت إنساناً لم يكتشفه بعد إغلق على نفسك وابكي عليه ﴾ .. يبكي عليه الخادم لأنه حاسس بجسامة الخسارة التي يتعرض لها هذا الشخص فقلبه محروق عليه مثل القديسة مونيكا التي بكت على إبنها .  ما أجمل إني أختبر وأجعل الآخرين يختبروا هم أيضاً .. ولذلك لا يكفي أن أقرأ كتاب وأقصه على الأولاد أو أن أعرف قصة وأسردها عليهم .. لا يكفي أن نسلم معلومات ونشرح طقس لا نعيشه فالمسيحية أعمق من ذلك بكثير وأروع من ذلك بكثير .. فالوصية قد تكون غير فعالة فينا لأنَّ الداخل لم يصبح مسيحياً ولم نتحول إلى حملان ولم تصبح الحياة في المسيح يسوع مالكة لحياتنا بل هي مجرد معلومات.  الذي رأيناه .. سمعناه .. لمسناه .. عشنا معه .. أكلنا معه .. شربنا معه رأيناه وهو يتعامل مع الخطاة والعشارين والفريسيين والكتبة وكل الفئات فشبعنا بسيرته وحياته .. صعب جداً أن ننادي بإله مجهول ولم نعاشره .. ولذلك في جزء التقديس في القداس عندما يقول أبونا ﴿ أخذ خبزاً على يديه الطاهرتين ﴾ نكون متفاعلين جداً ونقول ﴿ نؤمن .... آمين ﴾ .. ثم بعد ذلك لا نقول فقط * نؤمن * بل ﴿ نؤمن ونعترف ونمجد ﴾ .. ولكن لماذا ؟ لأنه لا يكفي فقط أن نؤمن بل نؤمن ونمجد .. وفي نهاية جزء التقديس يقول الشعب جزء يسمى * نشيد * وهو ﴿ آمين آمين آمين بموتك يارب نبشر ﴾ .. ناس إنفعلت بالمسيح المذبوح فأخذوا قرار أن يقدموا حياتهم كما أنَّ المسيح قدم لهم حياته .. فالحياة المسيحية هي حركة قلب ورفع قلب وإحساس دائم بالوجود في حضرة الله .. هي إختبار صادق مخلص من عمق القلب وبعيداً عن ذلك تكون فلسفة ثقيلة وصعبة لأنَّ كون إن الإنسان يتجاوز ذاته ويبيع ممتلكاته ويزدري بمجد الأرض فإنَّ هذه الأمور مستحيلة ولكن عندما يتذوق الإنسان مذاقة الأبدية وتبدأ شهوة محبة المسيح تدخل إلى قلبه فإنه ينفعل بهذه الأمور فيحب الوصية وينفذها .  الفلاسفة يقولوا ﴿ وراء كل إلحاد شهوة ﴾ .. فأي إنسان بيبعد عن ربنا وينكر وجود ربنا فإن هذا يرجع إلى أنه مستعبد لشهوة معينة في حياته ولكي يريح ضميره فإنه يقول * لا يوجد ربنا * .. هذه العبارة تنطبق علينا ولكن بالعكس فنحن ألحدنا العالم من أجل شهوة ومحبة ربنا .. نحن فعلاً قد طرحنا عنا كل أفكار الخواطر الشريرة وكل ثقل العالم وأمور العالم قد طرحناها ولا نحبها من أجل شهوة محبة ربنا يسوع .. ما أجمل أن أختبر خلاص ربنا يسوع وتجسده وصلبه وقيامته .. لا يكفي أن أعرفه ككلام ولكن لابد أن أختبره .  ما أجمل عبارة معلمنا بولس الرسول الذي يقول ﴿ الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي * أنا * ﴾ ( غل 2 : 20 ) .. إختبار شخصي .. يقول أيضاً معلمنا بولس ﴿ الله الذي أعبده بروحي * أنا * ﴾ ( رو 1 : 9 ) .. ويقول أيضاً ﴿ حسب إنجيلي بيسوع المسيح ﴾ ( رو 2 : 16) * إنجيلي * .. أي فكر كتابي أو فكر إلهي فهو شخص عايش فعلاً مع الله .. ولذلك من الألقاب الرائعة التي لقبتها الكنيسة لأبونا بيشوي كامل * الإنجيل المعاش * لأنه حول الفكر إلى تطبيق وحول النظرية إلى حياة .. فهو عاش مع المسيح واختبره وانفعل به .  ﴿ الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا ﴾ .. تعالوا أنظروا .. ﴿ ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب ﴾ ( مز 34 : 8 ) .. ﴿ الرب عز لخائفيه ﴾ ( مز 24 من مزامير باكر ) .. خسارة إنكم تضيعوا أيامكم وعمركم .. هذا هو نداءنا لأولادنا ولمخدومينا أن يتذوقوا ما رأيناه في مخادعنا والذي تذوقناه في إنجيلنا وما إختبرناه في عبادتنا فنحن نريد أن نقدمه لكم .. إنَّ الإختبار مهم جداً .. والإختبار يكون في عشرة الصلاة وعشرة الإنجيل وعشرة العبادة وتنفيذ الوصية .. فعندما أكلم المخدومين عن الإنجيل لا أكلمهم عن فلسفة بل أكلمهم عن حياة أنا عشتها وتذوقتها من خلال الإنجيل .. إنَّ وقفة الصلاة لها إختبار .. أيضاً عندما أكلم المخدومين عن جزء في القداس وأشرحه لهم لا يكون مجرد شرح جاف بل أكون قد عشته وتأملت فيه .. أيضاً عندما أقدم لهم وصية أكون طبقتها في حياتي وبذلك تصل إليهم بسهولة .. وتوجد أربع درجات للمعرفة : (2) درجات الإختبار : ============================ 1/ المعرفة العقلية : ======================  هذه مرحلة مهمة جداً ولابد أن نجتازها في عشرتنا مع ربنا وهي أنَّ العقل يكتشفه وهي باب للإختبار .. وما أجمل أن يتقدس العقل بنور المسيح ونور الإنجيل فيكون عقل مستضئ .. ما أجمل أن يكون العقل خادم للخلاص .. فربنا يسوع ميزنا بالعقل عن كل الخليقة لكي نعبده بعقلنا ونعرفه ونمجده بعقلنا .. أهل رومية قالوا نحن لنا العذر لأننا لم نكن قد عرفنا الله من قبل أما اليهود فليس لهم عذر لأنهم كان عندهم التوراة .. فبولس الرسول قال لهم أنتم عندكم عقل فكان ممكن من خلال حكمتكم وفلسفتكم وعقلكم تعرفوه .. ﴿ أموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ﴾ ( رو 1 : 20 ) .. فمن خلال مصنوعات الله تستطيعوا أن تعرفوه . 2/ المعرفة الوجدانية : ==========================  ما أجمل أن أعرف الله وأختبره بعقلي وبوجداني .. فعاطفتي تتحرك نحوه وشهوة حبه تتحرك في داخلي لدرجة أنَّ القديس أبو مقار يقول ﴿ إنَّ الحياة الروحية هي مقابلة عشق بعشق ﴾ .. فمحبة العالم قد ماتت في داخلي وابتدأت أعرف ربنا وأحبه .. أحد القديسين كان يقول ﴿ أعطنا يا الله أن نحبك بقوة أهوائنا ﴾ .. نحن نتمنى أنَّ طاقة قوة أهوائنا توجه كطاقة حب لله وبذلك تتقدس العاطفة فيه ولهذا السبب قد أعطانا الله العاطفة .. وأيضاً عندما نحب بعضنا البعض نحب فيه فكل عاطفة هي مقدسة فيه .. القديس مارأفرآم السرياني كان يقول ﴿ أقسمت بحبك أن لا أحب وجهاً آخر غير وجهك ﴾ .  ما هذه النفوس ؟!! إنَّ هذه النفوس عندها عاطفة مثلنا ولكن هم وجهوها إليه بكل طاقتهم فأحبوه بقوة أهوائهم فتملك حبه عليهم .. هؤلاء القديسين حبوه بكل القلب .. بكل الفكر .. بكل الإرادة فلم تعد معرفتهم به مجرد معرفة عقلية بل صارت معرفة وجدانية مثل يوحنا الحبيب الذي كان يضع رأسه على صدر المسيح فيسمع نبضات قلبه ولذلك هو الوحيد الذي كشف لنا أسرار لم يكشفها أحد غيره عن شخص ربنا يسوع .. فهو وجدانه قد تقدس في المسيح يسوع . 3/ المعرفة الإختبارية : ==========================  رأيناه وشاهدناه .. لا يكفي أن أقول لك أنا بحبك وبحبك جداً جداً .. لابد أنَّ هذه المحبة تترجم إلى أفعال .. فالعقل والوجدان يخدموا الإختبار .. أختبر ربنا وأذوقه في الإنجيل .. في المخدع .. في آية أنشغل بيها .. في موقف مر عليَّ .. ففي الإنجيل لا أقرأ آية أو قصة أو موقف إلا ويكون ليَّ نصيب فيه .. فالإنجيل هو ليَّ أنا فلابد عندما أقرأ فيه أعرف أين أنا في هذا الموقف وأضع نفسي داخله وأحدد أين أنا من هذه الآية .. أصعب شئ يا أحبائي إن الإنسان لا يتلذذ بالإنجيل ولا يشعر به كرسالة الله له وبشارة الله المفرحة له .. فالكتاب المقدس لم يخبرنا عن قصص وهمية أو بطولات لأشخاص ولكن لكي أختبر قصة الله معي أنا الآن في المسيح يسوع .  وعندما أقرأ في بداية الخليقة أرى نفسي وكأنها هي الأرض الخربة ومبارك الله الذي لم يترك هذه الأرض بل كان روح الله يرف على وجه المياة .. وقال ليكن نور فكان نور وبدد الظلمة ( تك 1 : 3 ) .. أيضاً أعرف أنَّ سقوط آدم هو سقوطي أنا وما فعله آدم أفعله أنا في كل يوم ولكن مبارك الله الذي فداني من سقطتي .. فعندما أرى نفسي في كل آية في الكتاب المقدس أعيش كإنسان متهلل بالمسيح يسوع وأفرح جداً بخلاصه وخلاص إخوته وبهذا أتذوق الكتاب المقدس . 4/ المعرفة الإتحادية : =========================  فالسيد المسيح قال في آخر كلماته في الصلاة الوداعية ﴿ أيها الآب أريد أنَّ هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا لينظروا مجدي الذي أعطيتني لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم ﴾ ( يو 17 : 24 ) .. ربنا يريد أن يجعلنا واحد معه كما أنه هو واحد مع الآب .. ولذلك الكنيسة تسمى * بالكنيسة الواحدة * .. ربنا يريد أن يجعلنا نتحد معه لدرجة أننا نتكلم بكلامه ونفكر بفكره لأننا صرنا واحد معه فنتحرك به ونفهم به ونتكلم به وكل أمورنا تصير به .. وكلمة * عرف * في الكتاب المقدس تشير * للإتحاد * .. فعندما يذكر الكتاب المقدس أنَّ آدم عرف حواء فهذا يعني أنه إتحد بها إتحاد زيجي .. وهذه المعرفة نحن مدعوون لها يا أحبائي وهي أن تكون نفوسنا عرائس للمسيح .. فلو إنت عرفت الإنجيل فلابد أن تتحد به .. ولو عرفت الكنيسة لابد أن تتحد بها وأصير واحداً معها .. وعندما أتلامس مع ربنا يسوع وأتحد به أتكلم عنه وأتكلم بسهولة لأني أتكلم عن شخص أنا عايشه ولامسه فهو نبض حياتي .. داود النبي تدرج في عشرته مع ربنا يسوع وفي وقفاته معه حتى أنه قال ﴿ سبع مرات في النهار سبحتك على أحكام عدلك ﴾ ( مز 119 : 164) .. وابتدأ الأمر يزيد حتى أنه قال ﴿ أما أنا فصلاة ﴾ ( مز 109 : 4 ) . (3) بعض التحذيرات : ============================= أ/ إحذر المعلومات : =======================  إحذر من التعليم النظري .. وباستمرار الآباء يعلمونا ويقولوا ليتك قبل أن تتكلم عن شئ تكون قد عشته .. وقبل أن تتكلم عن أي فضيلة تكون قد تذوقتها .. وقبل أن تتكلم عن الصلاة تكون قد صليت .. وقبل أن تتكلم عن التسبيح سبح .. وقبل أن تتكلم عن العطاء إعطي وإلا سنكون معلمين دروس .. قد تتعجب عندما تعرف أنه يوجد بالخارج جامعات تدرس العلوم المسيحية وقد يكون الذين يقومون بالتدريس أشخاص غير مسيحيين وهم يقولون معلومات عن المسيحية .. أخشى أن تكون خدمتنا هي مجرد تلقين معلومات لأولادنا والمعلومات الجافة لا تثبت لأنَّ الأولاد قد يأتوا للخدمة وهم ليسوا على درجة تركيز عالية حتى يتلقوا معلومات .. والشباب في سن ثانوي وجامعة يأتون للإجتماعات وهم أساساً مشبعين من العالم فهل لا نستطيع أن نقدم لهم نحن كخدام في الكنيسة شئ يجذب عقولهم وقلبهم ووجدانهم ؟!! فعندما تقدم لهم موضوع صعب قد يكون في الطقس أو تاريخ الكنيسة أو عن العقيدة إن لم تبسطه لهم أو تقدمه لهم بطريقة إختبارية فإنهم لن يستوعبوا أو يركزوا فيه ولذلك إحذر خطورة التلقين .  توجد عبارة جميلة جداً ينبغي أن نضعها أمامنا كشعار وهي * ليتك تتكلم مع يسوع عن الدرس أكثر مما تتكلم مع المخدومين عن الدرس * .. تكلم معه عن الدرس قبل أن تكلم أولاده .. * وليتك تتكلم مع يسوع عن المخدومين أكثر مما تتكلم مع المخدومين عن يسوع * .. ولكن لماذا ؟ لأننا بنرجع الأمر لصاحبه فلا تعتقد أنَّ المخدومين هم ملكك إنت .. فلا تقل * أسرتي .. أولادي * هم للمسيح وأنت بتأخذ بركتهم بخدمتك لهم .. ولذلك بولس الرسول يقول عن نفسه ﴿ ألعل بولس صلب لأجلكم ﴾ ( 1كو 1 : 13) بل المسيح .. إحذر المعلومات .. أرجوك عندما تحضر الدرس إعرف أنك أنت محتاج للدرس أولاً ولذلك حضره لنفسك واستفاد منه إنت الأول . ب/ إحذر عدم الصلاة قبل الدرس : =========================================  لو الدرس سيأخذ نصف ساعة صلي نصف ساعة على الأقل .. لو الدرس سيأخذ ساعة صلي ساعة وهذا كان تدريب يعطيه الآباء للخدام من أيام أبونا ميخائيل إبراهيم .. حتى يكون الكلام من ربنا يسوع ولا نكون معلمين كثيرين لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا ( يع 3 : 1 – 2 ) .. أصلي من أجل الدرس وأقول * إنت ياربي الذي تكلمهم .. وماذا تريد ياربي أن تقول لهم ؟ ماذا تريد أن تعلمهم ؟ أولادك مشتاقين لك * .. إختبار المسيح إختبار غني جداً وجذب قلوب شباب وشيوخ وعذارى وإلى الآن هو إختبار حي .. ﴿ الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا ﴾ .. فالسامرية عندما تقابلت مع المسيح قالت ﴿ هلموا انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت ﴾ ( يو 4 : 29 ) .. خسارة أتركوا كل ما يشغلكم . ج/ لاحظ نفسك والتعليم : =============================  إحذر وإنت في الخدمة تنسى خلاص نفسك وتنسى إنك محتاج أن تكون مخدوم .. أحياناً الخدمة تسبب بعض المشكلات منها :0 أ/ الذات : ==========  وهي إني أشعر أنه توجد أمور لعامة الناس وأمور أخرى للخدام .. فأعتقد أنَّ العشية هي لعامة الناس .. إجتماع الشباب لعامة الناس .. أنا خادم وكأني صرت غني وقد إستغنيت .. فأشعر بالإفتخار بنفسي وإني أفضل من غيري ومميز وليَّ كرامة في الكنيسة وكل هذه أمراض خطيرة .. فإن لم تقع حبة الحنطة وتمت فإنها تبقى وحدها ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير ( يو 12 : 24 ) .. فالذات لابد أن تموت .. نحن عبيد بطالين .. ربنا محتملنا وبيدخلنا بيته .. من أخطر الأمراض الروحية أن يشعر الإنسان أنه أفضل من غيره .. فممكن إن الإنسان يصلي ويقول * الخطاة الذين أولهم أنا * وهو في قراره نفسه لا يشعر بذلك .. فهل نحن نغش الله ؟ فالمفروض إني أقول بكل أمانة وكل صدق * أنا أول الخطاة * .. فلأني خادم إهانتي لربنا تكون أعظم من أي إهانة أخرى ولذلك أنا فعلاً * أول الخطاة * .. الأب الكاهن يصلي في القداس ويقول ﴿ من أجل خطاياي وجهالات شعبك ﴾ .. فأنا ككاهن الخطية بالنسبة ليَّ خطية أما إنت فبالنسبة لك جهل لأنك قد تفعلها عن عدم معرفة أما أنا فقد أفعلها عن معرفة ولذلك صارت المعرفة ليَّ دينونة فأنا أول الخطاة . ب/ فقد روح التلمذة : =========================  يحدث أنَّ الإنسان عندما يخدم أنه لا يحضر إجتماعات ولا يتعامل مع الأشخاص الذين علموه من قبل باحترام بل يعتبر نفسه أنه إنسان مثلهم وأنه صار معلم .. قداسة البابا شنودة الثالث زار في إحدى المرات كنيسة مارجرجس هليوبوليس وقال هناك ﴿ أنا ليَّ 62 سنة في الخدمة وأشعر إلى الآن إني تلميذ ﴾ . ج/ كثرة الإنشغالات : ========================  أحياناً الخدمة نفسها تدخلنا في دائرة من الإنشغالات وتشغلنا عن خلاصنا الروحي وبناءنا الروحي أو حياتنا الكنسية مثل حضور القداسات والعشيات .. إنَّ حضور الخادم هو وسيلة جذب وتعليم للناس فهو بذلك يؤكد أهمية حضور العشية والقداس ولا يكون تعليمه في الخدمة هو مجرد معلومات ونظريات بل هو متذوق فعلاً جمال العشية والقداس والتسبحة .  إنَّ الإختبار في حياة الخادم هو حجر الزاوية فأدخل مخدعك واغلق بابك وصلي إلى أبوك الذي في الخفاء .. تذوق حلاوة الإنجيل والقداس .. تذوق العشرة مع الله .. تذوق الدرس الذي ستقوله .. إختبر لأنك لو إختبرت خدمتك ستختلف كماً ونوعاً .. إختبر لأن الإختبار مهم جداً لأبديتك .. إختبر لأن الإختبار سيجعلك تعيش فرحان وسيعطي طعم لخدمتك وسيجعلك تشعر أنك تعيش لرسالة مهمة جداً وهي أنك تبشر بإسم ربنا يسوع .  أخشى إني لو سألت كل واحد فينا * لماذا إنت تعيش ؟ * تكون إجابة البعض * أنا عايش لكي أحقق ذاتي في المجتمع * .. لا .. أنت تعيش لكي تبشر بربنا يسوع وتشهد له .. فأهم هدف في حياتك هو إنك تربح الأبدية وتعمل لإنتشار مجد الأبدية وتقول توبوا لأنه قد إقترب منكم ملكوت السموات ( مت 3 : 2 ) .. فإن لم تختبر كل هذا فإنك ستكون إنسان تائة وأهدافك واهتماماتك ستكون خاطئة . ربنا يعطينا أن نراه وأن نلمسه ونسمعه ونتعرف عليه من جديدربنا يعطينا أن نتذوقه ونختبره ونخرج وننادي كل ما نراه* تعال وانظر .. تعالوا ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب .. إنَّ الرب عز لخائفيه *إنَّ ما رأيناه وشاهدناه نخبركم به لكي يكون لكم شركة معنا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

عمل المسيح فى الخادم

 سنتحدث عن مثل من ضمن الأمثال التي قالها ربنا يسوع المسيح وهو ﴿ يشبه ملكوت السموات خميرة أخذتها إمرأة وخبأتها في ثلاثة أكيال دقيق حتى اختمر الجميع ﴾ ( مت 13 : 33 ) .. هذا المثل ذُكر في الإصحاح 13 من إنجيل معلمنا متى .. وهذا الإصحاح يتحدث عن أمثال ملكوت السموات وهناك ثلاثة جوانب هامة في هذا المثل :0 فالمرأة ترمز إلى الكنيسة والخمير يرمز إلى ربنا يسوع المسيح والدقيق يرمز إلى المؤمنين .. فالكنيسة تُحضر الخميرة للمؤمنين وتناولهم منها ونحن الدقيق نتحول إلى عجين مختمر أي أن طبيعة الإنسان تتغير وهذه فكرة سريعة عن المثل ولكن سنذكر مجموعة من النقاط الهامة :0 1) الخمير يغير من طبع الدقيق . 2) صفات الخميرة . 3) الخميرة تؤثر ولا تتأثر . 4) الخمير حتى يعمل لابد أن يكون خمير جيد . (1) الخمير يغير من طبع الدقيق : =======================================  إن عمل الكنيسة ورسالتها هي أن تخبئ الخمير في الدقيق * المؤمنين * حتى يختمر الجميع .. فكل المؤمنين الذين في الكنيسة طبعهم دقيق ولكنه يتحول إلى عجين مختمر .. إن عمل الخمير أن ينتشر في الدقيق بسرعة كبيرة جداً وبطريقة خفية جداً حتى يختمر الدقيق كله أي يتغير طبعه .. وأيضاً عمل ربنا يسوع في حياتنا عمل مغير لطبيعتنا وعندما يتوحد الإنسان بالمسيح وفي المسيح فطبيعته تتغير وتتقدس ويأخذ طبيعة جديدة .. وثلاثة أكيال دقيق ترمز إلى الكيان البشري الإنساني أي النفس ، الجسد والروح .. فالخمير أي ربنا يسوع المسيح يدخل في الإنسان وينتشر داخله ويخترق نفسه وجسده وروحه وعندما يدخل ربنا يسوع داخل كيان الإنسان ويختلط به فيغيره ويقدسه ويحوله إلى التمام .  وهناك رأي آخر يشير إلى أن ثلاثة أكيال رمز للجنس البشري كله .. فأبونا نوح هو الذي تبنى الجنس البشري بعد حادثة الطوفان عن طريق أولاده الثلاثة سام وحام ويافث وهؤلاء هم الجنس البشري وأيضاً المسيح عمل في الجنس البشري وقدسه كله .. والخميرة أساسها دقيق وعندما إتحد الله بالإنسان أخذ نفس شكله وصورته وأصبح دقيق مثله ولكنه دقيق مختمر أي بطبع مختلف .. وعندما دخل المسيح في الإنسان جعله دقيق مختمر وتحول الإنسان إلى مسيح ولهذا عندما يعمل المسيح في حياتك يغير طبعك وعندما يتغير طبعك تستطيع أن تخدم وعندما أتحد مع أخ لي أخمره حتى نصبح جميعاً خمير فالخميرة لها قوة واقتدار أن تغير من طبع الدقيق إلى طبعها وهذه هي رسالة الخادم ورسالة أي إنسان مسيحي . (2) صفات الخميرة : ======================== i. سريعة الإنتشار . ii. تنمو بالتكاثر . iii. تحتاج إلى جو دافئ حتى تعمل فيه . إن عمل الله لا يتم في البرودة أي في النفس الباردة روحية * النفس الفاترة * التي لا تتجاوب مع الله .. النفس التي تغلق قلبها عن سماع كلمة الله فالخميرة حتى تعمل لابد أن تُغطى في جو دافئ وفي سرية وأيضاً عمل ربنا يسوع يريد دفء روحي أي نفس تحتضنه وترعاه وتخبئه فخبئ المسيح داخلك وسوف يعمل المسيح فيك وسيعمل في قلبك القاسي ونفسك المثقلة بالخطايا وعقلك المشتت ولكن على الإنسان أن يعطي للخميرة فرصة حتى تعمل .  فكل إنسان فيه خميرة ولكن ممكن أن لا يكون موفر لها الجو حتى تعمل فيه ولهذا يقول الإنجيل ﴿ ها ملكوت الله داخلكم ﴾ ( لو 17 : 21 ) .. وأيضاً ﴿ أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم ﴾ ( 1كو 3 : 16) .. والخمير عندما يوضع في الدقيق يأخذ الدقيق طبعه وطبيعة الخميرة أي طبيعة المسيح هي :0 a) قدوس ويعطي للإنسان قداسة . b) كنز حكمة . c) معلم طهارة . فعندما يدخل المسيح فيك طهارته تخترقك وقداسته تقتحمك وبره يغلبك وهذا هو عمل المسيح داخل النفس .. فخبئ المسيح داخلك واحفظه حتى يغير حياتك .. وأحياناً نشتكي من الجسد ومن الأفكار أو من الإدانة ويجب أن نعرف أن الله عندما يدين الإنسان سيقول له لماذا لم تنتفع بالمسيح وتعطيه الفرصة حتى يعمل داخلك وهذا السؤال ليس له إجابة فماذا سنقول لله ؟ هل سنقول له إننا نعيش في زمن سيئ ؟ فالله يعرف ذلك ولكن الله سيقول لك لماذا لم تترك المسيح يعمل فيك ؟ ولو هناك ضعف فيك فالله سيقدسك .. فالله يعلم أنك تعيش في عالم سيئ ولكنه أيضاً قال ﴿ في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم ﴾ ( يو 16 : 33 ) .. فإذا عشت في عالم فيه تيارات إثم وشر فالله قادر أن يحفظك ولهذا أعطى المسيح لكل إنسان طبيعة جديدة غير الطبيعة السابقة فلا تحكم على نفسك أنك مثل الناس فالناس كلها دقيق ولكن أنت عجين .  الناس لها ميول واتجاهات وأفكار واهتمامات ولكن أنت مختلف واذكر ما قاله معلمنا بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس ﴿ وأما أنت يا إنسان الله ﴾ ( 1تي 6 : 11) .. أي أنت مختلف عن الناس ولهذا إجعل الخمير الذي داخلك يعمل ويحول الطبيعة الفاسدة إلى طبيعة سماوية .. والكنيسة توفر لنا الخمير أي التناول .. كل يوم نأخذ الخميرة ونخبئها في داخلنا ونتركها ولا أحد يقول ما أهمية الجسد والدم فلا تتطلب أن تعرف كيف تعمل الخميرة بل إعطيها فرصة ووفر لها الجو والمناخ المناسب واترك ربنا يسوع يتحدث في داخلك وكلمته تعمل فيك واترك عمل الله يسيطر على قلبك وفكرك ومشاعرك ولا تعطله وتذكر صموئيل النبي الذي خضع لله وقال له ﴿ تكلم يارب لأن عبدك سامع ﴾ ( 1صم 3 : 9 ) .. فالذي يصلي مزمور ويقول آمين أو الذي يقول طِلبة يارب ارحم يترك الخميرة تعمل فيه فاجعل الخميرة فاعلة في حياتك ولهذا فنحن خمير وليس دقيق .. نحن طبع مقدس .. ﴿ وأما أنتم فجنس مختار ﴾ ( 1بط 2 : 9 ) .  ولهذا الإنسان الذي يعطي فرصة لعمل نعمة الله يتغير تماماً فالنعمة مغيرة ولهذا يقول في المزمور ﴿ قد إرتسم علينا نور وجهك يارب ﴾ ( مز 4 من مزامير باكر ) .. أي أن الإنسان يتغير بالله ويصبح إنسان جديد ويقول الكتاب المقدس أكثر من آية هامة .. ﴿ أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم ﴾ .. ﴿ أنتم فلاحة الله بناء الله ﴾ ( 1كو 3 : 9 ) .. فالإنسان باتحاده بالله يحمل طبيعته وقوته وسلطانه فالخميرة إذا عملت في الإنسان تثمر وتحوله وتقدسه وتجعله يأخذ شكل الله .. فإذا أعطى الإنسان فرصة لعمل نعمة الله فإن شكله الخارجي سيتغير وسيرفض الإنسان أن يعيش بملامح أهل العالم .. فالله يريد أن نصير مثله لنكون شبهه ويصبح فكر الله فكري واهتماماته تصبح إهتماماتي وكلامه يصبح كلامي .. فالإنسان المسيحي تنطبع عليه علامة ربنا يسوع المسيح من وداعته وبره وقداسته وطهارته .. فالإنسان عندما تخمر أخذ طبع جديد .. ﴿ تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم ﴾ ( رو 12 : 2 ) .. وأيضاً يصبح للإنسان قوة ربنا يسوع فالله فدى العالم وقدسه ويصبح عند الإنسان إستعداد لكي يفدي ويقدس هو أيضاً كل هذا نتيجة لعمل ربنا يسوع المسيح في الإنسان . (3) الخميرة تؤثر ولا تتأثر : =================================  عندما كان السيد المسيح يوجد في أي مكان كان يؤثر في هذا المكان فالمسيح جذاب وكانت الجموع تجتمع إليه حتى تسمع تعليمه وكما قال الكتاب المقدس ﴿ إذ إجتمع ربوات الشعب حتى كان بعضهم يدوس بعضاً ﴾ ( لو 12 : 1) .. وأيضاً في حادثة المفلوج الذي دلوه من السقف كان أيضاً المكان مزدحم فكانت الناس تأتي إلى المسيح من أجل جمال كلامه وعذوبته وكان يوجد 15000 شخص يسمع تعاليم السيد المسيح على الجبل كل هذا لأن المسيح مؤثر وأيضاً عندما يأخذ الإنسان طبيعة السيد المسيح سيصبح عنده جاذبية وتأثير ويجد أن كل الناس تريد أن تتبعه وتسمع تعليمه ولهذا يقول الكتاب المقدس ﴿ إذاً نسعى كسفراء عن المسيح ﴾ ( 2كو 5 : 20 ) .. أي أن المسيح يتكلم من خلالك والناس تسمع وتتأثر وتتغير وتتوب .. ﴿ بُهتوا من تعليمه ﴾ ( مت 22 : 33 ) .. فأنت خمير كل مكان تذهب إليه تؤثر فيه وهكذا تصبح حياتك شاهدة لربنا يسوع المسيح .  ونجد أن معلمنا بولس الرسول عندما كان يدخل أي مدينة كان يؤثر فيها ويخمر العجين ثم يخرج منها ويترك في هذه المدينة خميرة ثم يذهب إلى مكان آخر ليعمل فيه خميرة وهذه الخميرة تخمر العجين كله ولهذا نسمع أن الكنيسة التي زارها بولس الرسول من فترة قصيرة أصبحت كنيسة عظيمة وفيها مؤمنين كثيرون ونحن أيضاً رسالتنا أن نعمل خميرة لربنا يسوع ولابد أولاً أن تختمر وتتغير وتعطي فرصة لربنا يسوع أن يدخل داخلك ويخمرك وعندما تحمل طبع الخميرة سيصبح لك طبع مختلف وعندما تدخل الخميرة في الدقيق نجد أن الدقيق يختمر وأنت خمير والمجتمع دقيق فمن الذي يحول الآخر ؟ أنت الذي تؤثر وتخمر ولا تتأثر فعندما يذهب الإنسان إلى المدرسة أو الكلية أو عمله أو عندما يسير في الشارع فهناك الكثير من المؤثرات ممكن أن تؤثر على أي إنسان ولكن الإنسان المسيحي هو صاحب المبادرة وهو صاحب قوة الحياة .. فالفرق بين الخمير والدقيق أن الخمير فيه حياة توجد فيه بكتريا نشطة * كائن حي * أما الدقيق فهو شئ ميت ولهذا عندما قالوا للقديس أثناسيوس أن العالم كله ضدك فقال * وأنا ضد العالم * وذلك لأنه خمير . (4) الخمير حتى يعمل لابد أن يكون خمير جيد : =========================================================  يوجد خمير فاسد أي يوجد إنسان مسيحي ولكنه ليس مسيحي فشكله خمير ولكنه فاسد وهذا لا يؤثر على العجين بل يفسده ويضيع الوقت والفرصة فإذا كان هناك عجين ووضعت فيه خميرة فاسدة وتُركت فترة من الوقت ثم يكتشف الإنسان أن الخمير لا يخمر فيتضايق لأن الوقت قد ضاع منه أي أنه أهدر الفرصة .. وعلى كل إنسان أن يسأل نفسه هل أنا خمير جيد أم خمير ردئ ؟ هل أنا خمير صالح أو غير صالح ؟ فالإنسان الذي فيه خمير حي نجده سريع الإنتشار وسريع التأثير قوي في العمل يبث روح وحياة ويغلب الظروف المحيطة مهما كانت .. فلقب ناطق الإلهيات الذي يُطلق على القديس إغريغوريوس يدل على أن داخله سر حي وقوة عمل إلهي فاعلة قوية ومقتدرة فكل إنسان مسيحي مدعو لكي يحيا كقديس وأن يقدس الآخر .. ولهذا يقول الكتاب المقدس ﴿ لا يمكن أن تُخفى مدينة موضوعة على جبلٍ ﴾ ( مت 5 : 14) .. فلا يمكن أن يوجد خمير ولا يؤثر في العجين فالمسيح مُخفى في داخل كل إنسان ولابد أن يكون مسيح حي ولهذا ذُكر عن دانيال ﴿ أما دانيال فجعل في قلبه أنه لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه ﴾ ( دا 1 : 8 ) .. فالإنسان المسيحي يحمل قوة في حياته مهما كان شكله مثل يوحنا المعمدان الذي تحدى هيرودس الملك فيوحنا هو الذي أثَّر وهو الذي جعل هيرودس يخضع له فما أجمل الإنسان الذي يحمل في داخله قوة واقتدار لعمل نعمة ربنا يسوع وعندما يتحول إلى خمير يصبح كارز للمسيح وكارز بمحبته وبره فإرعاه محباً له ليكون فاعلاً في داخلك ربنا يسوع المسيح الذي إئتمنا على الخميرة يجعلنا أن نكون خمير مقدس له ويستخدمنا حتى نحول الآخرين خمير له لكي يصبح العالم كله خمير ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد إلى الأبد آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل