العظات

الخادم والمسئولية

 الخَادِم لَدَيْهِ حُبْ لله وَلِلخِدمَة وَلِلآخَرِينْ .. خَادِم عِنْدُه غِيرَه وَقَلْبُه وَاكْلُه عَلَى كَلاَم وَعَمَلْ رَبِّنَا .. خَادِم عِنْدُه جِدِّيَّة يِغْلِبْ نَفْسُه وَضَعَفَاتُه وَظُرُوفُه بِنِعْمِة رَبِّنَا .. كُلَّ هذَا يُعْطِينَا خَادِم مَسْئُول . 1/ خَادِم عِنْدُه حُبْ : ============================  نِلَخَص الخِدْمَة فِي كَلِمَة وَاحِدَة .. الخِدْمَة هِيَ حُبْ .. حُبْ لِلَّذِي أحَبَّنَا وَمَاتَ عَنَّا وَدَفَعْ الدِينْ عَنَّا فَنَحْنُ مِلْك لَهُ .. فَنَحْنُ مَدْيُونِينَ لَهُ بِعُمْرِنَا وَأنْفَاسْنَا وَهُوَ مِنْ مَحَبَّتِهِ لَنَا يَقُول لِي خَلِّي بَالَك مِنْ أوْلاَدِي فَهُوَ مَات عَلَشَانِي فَهُوَ يِوَصِّينِي عَلَى أوْلاَدُه اللَّي هُمَّا جُزْء مِنْهُ وَلكِنِّي لَسْتُ مِلْك نَفْسِي وَلكِنِّي مِلْكُه هُوَ وَأوْلاَدُه .. فَالْمَسِيح مَاتَ لأِجْلِي وَلأِجْلُه .. فَالْمَسِيح وَصَّانِي عَلِيه فَلاَزِم نِحِس وَنَكُون مِلْك لأِوْلاَدُه وَنِحِس بِمَسْئُولِيَّة كَبِيرَة نَاحِيَة الخِدْمَة .. الخَادِم كُلَّ مَا نِلاَقِي مَحَبِّتُه لِرَبِّنَا كِبِيرَة تِكُون خِدْمِتُه قَوِيَّة وَنَاجْحَة فَكُلَّمَا كَانَتْ خِدْمَة قَوِيَّة وَنَاجْحَة وَمُثْمِرَة تِيجِي مِنْ مَحَبِّتُه لِرَبِّنَا العَالْيَة وَتَكُون الخِدْمَة لِرَبِّنَا نَاجْحَة .. فَكُلَّمَا كَانَتْ الخِدْمَة قَوِيَّة .. بِيحِبْ رَبِّنَا فَيَكُون غَيُور جِدّاً عَلَى الخِدْمَة فَبِقَدْر مَا نِحِس إِنِّنَا مَدْيُونِينْ لِرَبِّنَا وَبِقَدْر إِنْ رَبِّنَا حَبِّنَا وَإِنِّنَا لاَبُدْ أنْ نَخْدِم بِكُلَّ أمَانَة .  فِي مَثَل لِلقِدِيس إِغْرِيغُورْيُوس بِيقُول فِي العَهْد القَدِيم المَرْأة لَمَّا زَوْجَهَا يَتَوَفَّى تَتَزَوَج أخوه أوْ أقْرَب أقْرِبَائُه مِثْل أخوه رَقَمْ (2) أوْ أي أحَدٌ مِنْ أقَارِبُه أي أقْرَب وَاحِدٌ لِبِيتُه عَلَشَان يُنْجِب نَسْل بِإِسْم أخوه وَلكِنْ إِذَا رَفَض الرَّجُلٌ أنْ يَقْتَرِنْ بِزَوْجَة أخوه الَّتِي تُعْتَبَر لَحْمُه فَهُوَ رَفَض أنْ يُقِيمْ نَسْل لأِخوه فَتَأخُذٌ مِنْهُ حَاجْتِينْ :0 1) الحَاجَة المَشْهُورَة هِيَ أنْ يِقْلَعْ النَعْل بِتَاعُه عَلَشَان نِثْبِت إِنْ لَيْسَ لَهُ حَقٌ فِيهَا .. نَأخُذٌ النَعْل وَنِخَلِّيه عَنْدِنَا وَنِقُول إِنْ مَالَكْش حَاجَة عَنْدِنَا وَنَحْتَفِظْ بِهِ . 2) الحَاجَة التَانْيَة تِتُفْ فِي وِشُّه ( تَبْصُق فِي وَجْهُه ) حَسَبْ الشَّرِيعَة وَيَأخُذْهَا الشَّخْص الَّلِي بَعْد مِنُّه وَيُقِيمْ لَهَا نَسْل .  السِتْ دِي هِيَّ الكِنِيسَة وَعَرِيسْهَا الَّلِي مَاتْ هُوَ الرَّبَّ يَسُوع وَالَّذِي يُرِيدْ أنْ يَقْتَرِنْ هُوَ إِحْنَا عَلَشَان نِجِيب نَسْل لكِنْ لَوْ أنَا رَفَضْت الكِنِيسَة تِعْمِل إِيه ؟ .. رَبِّنَا يَسُوع هُوَ أخُونَا البِكْر هُوَ مَات وَقَام وَصَعَد وَالكِنِيسَة لَمْ تُكْتَمَل بَعْد فَالكِنِيسَة لِحَدٌ اليُوْم بتْجِيب أوْلاَد فَالمَعْمُودِيَّة هِيَ رَحَمْ الكِنِيسَة أي خَلِّفِتْ الكِنِيسَة لأِنَّهَا حَيَّة وَهيَ تَقْتَرِنْ بِالْمَسِيح وَلكِنَّهُ مُعِدٌ لِلسَّمَاء فَإِنَّهُ بَعَتْنَا لِنَقْتَرِنْ بِالكِنِيسَة عَلَشَان نِجِيبْ أوْلاَد للكِنيسَة وَنُكْمِل جَسَدٌ الْمَسِيح .. فَمَنْ يَسْتَعْفِي الخِدْمَة فِي السَّمَاء تِيجِي الكِنِيسَة وَتِتُفْ عَلِيه عَلَشَان مَارَضَاش يَقْتَرِن بِالكِنِيسَة .. فَالرَّجُلٌ الَّذِي لَمْ يَرْضَى أنْ يِتْجَوِز السِتْ دِي هُوَ نَدْل .. قَلِيل الأصْل سَابْهَا لِلِّي بَعْد مِنُّه .. الإِنْسَان الَّلِي يُشْعُر وَيِحِس بِمَحَبِّة رَبِّنَا هُوَ يِقُول إِنِّي أسْتَاهِل أنْ أقْتَرِن بِالكِنِيسَة عَلَشَان أخْدِمْهَا وَأجِيبْ لَهَا أوْلاَد كَثِيرِينَ لِلمَجْد ( عب 2 : 10) ؟!!!  القِدِيس بُولِس يَقُول { أُكَمِّلُ نَقَائِصَ شَدَائِدِ الْمَسِيحِ فِي جِسْمِي } ( كو 1 : 24 ) .. { لِكَيْ نُحْضِرَ كُلَّ إِنْسَانٍ كَامِلاً فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ } ( كو 1 : 28 ) .. فَهُوَ وَاحِدٌ قَلْبُه مَلْيَان حُبْ لِلِّي أسْلَمْ نَفْسُه عَنْهُ وَأعِيش بِه هُوَ وَأُقِيمْ نَسْل لأِسْمُه هُوَ فَلِذلِك خِدْمِتْنَا كُلَّهَا تَكُون بِإِسْم رَبِّنَا يَسُوع لِمَجْد نَفْسُه وَإِسْمُه .. فَمَثَلاً بِنْقُول فُلاَنْ دَه عَنْدِي فِي الأُسْرَة وَلكِنُّه هُوَ فِي الأصْل عَنْد رَبِّنَا يَسُوع وَإِنُّه إِبْن الْمَسِيح .. إِبْن الكِنِيسَة وَلكِنْ أنَا أشْكُره لأِنَّهُ أعْطَانِي فُرْصَة لأِخْدِمُه وَذلِك مِنْ أجْل كَثْرِة صَلاَحُه وَمَحَبِّتُه .. كُلَّ مَا الإِنْسَان يِحِبْ رَبِّنَا أكْثَر يِتْحَرَّك قَلْبُه لِلخِدمَة أكْثَر وَأكْثَر .. كُلَّ مَا أسْمَعْ عَنْ وَاحِدٌ بِعِيدٌ عَنْ الْمَسِيح وَهُوَ إِبْنُه الَّلِي بِيحِبُّه هُوَ الَّلِي إِشْتَرَاه إِبْن الَّذِي ذُبِح إِشْتَرَانَا لأِجْلِهِ عَلَشَان كِدَه أنَا مِش حَحْتَمِل أنْ أسْمَعْ حَاجَة غَلَطْ عَنْهُ .. أوْلاَدُه بُعَاد عَنْهُ .. عَدَم طَاعَة لَهُ وَأنَا لاَ أتَحَرَّك .. فَبِقَدْر مَا كَانْ الحُبْ كِبِير وَالحُبْ أمِين بِقَدْر مَا كَانِتْ المَسْئُولِيَّة كِبِيرَة .  يَقُول القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيَّ الفَمْ { الخِدْمَة لَيْسَت إِخْتِيَارِيَّة } .. لَوْ قُلْت لِي إِنْ الشَّمْس لاَ تُعْطِي ضَوْءاً أصَدَّقْهَا .. وَلكِنْ لَوْ قُلْت لِي إِنْ المَسِيحِي لاَ يَخْدِم فَلاَ أُصَدِّق .. فَقَدْ يَكُون هُنَاك إِحْتِمَال فِي تَغْيِير الظُّرُوف فِي الطَّبِيعَة .. مِثْل الكُسُوف .. فَإِشْرَاق النُّور فِي الخَادِم أقْوَى مِنْ إِشْرَاق النُّور فِي الشَّمْس .. فَهُوَ إِبْن الْمَسِيح .. حَبْ الْمَسِيح .. حَبْ يِكَمِّل جَسَدُه وَيِخْدِم أوْلاَدُه يِشْتِرِك فِي خِدْمِة المُصَالَحَة الَّلِي هُوَ عَمَلْهَا .. يُطْلُب عَنْ الْمَسِيح تَصَالَحُوا مَعَ الله ( 2كو 5 : 20 ) .. نِتْكَلِّمْ بِلِسَانُه مِنْ حُبِّنَا لُه وَنِعْمِل رِسَالْتُه وَنَقُوم بِنَفْس الدُور بِتَاعُه هُوَ بِإِقْتِرَاب مَلَكُوت الله بِالتُوْبَة وَالرُّجُوع وَفِي السَّمَاء نِقَدِّم لِجِرَاحَاتُه الخُضُوع وَنُقَدِّم لِبِرُّه وَنقُول هَا أَنَا وَالأَوْلاَدُ الَّذِينَ أَعْطَانِيهُمِ اللهُ ( عب 2 : 13) .  مَرَّة رَجُلٌ عِنْدُه بِنْت لاَ تَسْمَعْ الكَلاَم وَتُحِبْ العَالَمْ وَالزِّينَة وَالمِكْيَاج وَكَانَ يِزَعَقْلَهَا وَمَافِيش فَايْدَة وَكَانِتْ مَرَّة نَازِلَة بِالَّلِيلْ وَهُوَ قَعَدْ يِقُول لَهَا إِنْ هُنَاك نَاس مُجْرِمِينْ وَقُطَّاع طُرُق وَهِيَّ نِزْلِتْ .. فَالأب نِزِل وَرَاهَا وَمِشِي وَرَاهَا .. فَجْأة الشَّبَاب إِتْلَمُّوا حَوْلَهَا وَأخَذُوا مِنْهَا ذَهَبْهَا وَحَاوْلُوا يِضْرَبُوهَا فَتَدَّخَلْ الأب لِيُنْقِذْ إِبْنَتُه فَضَرَبُوه وَمَات .. البِنْت دِي رَوَّحِتْ البِيت تِبْكِي وَالبِنْت دِي بَعْد كِدَه تِتْغَيَّر حَيَاتْهَا وَيِكُون أكْتَر حَاجَة فِي ذِهْنَهَا هُوَ كَلاَم أبُوهَا أي كَلاَم الرَّبَّ يَسُوع .. فَيَسُوع أعْتَقْنَا مِنْ عَدُو الخِير وَمِنْ سُلْطَان العَالَمْ وَلَمَّا دَخَلْ فِي صِرَاع أسْلَم نَفْسُه مِنْ أجْلِنَا كُلِّنَا وَدَه حَصَلْ مِنْ أجْل أنْ يُخَلِّصَنِي أنَا وَلكِنَّهُ عَلَشَان هُوَ إِله قَادِر أنْ يِقَوِّم نَفْسُه مِنْ المُوْت وَلكِنُّه مَات وَنَكَّس رَأسُه وَأسْلَمَ الرُّوح .. هُوَ مَاتْ مِنْ أجْلِي المَفْرُوض أنْ يَكُون حُبِّي لَهُ شَكْلُه إِيه وَتَعَالِيمُه شَكْلَهَا إِيه بِالنِسْبَة لِيَّ ؟!!! 2/ خَادِم عِنْدُه غِيرَه : ==============================  أي القَلْب تَحَرَّك نَحْو أوْلاَد رَبِّنَا بِحَنَان وَبِلَهْفَة وَلاَ أقْبَل فِيهَا أنْ يَكُون لِحَدٌ تَانِي .. رَبِّنَا يَسُوع يِغِير عَلِينَا جِدّاً لِدَرَجِة إِنِّنَا نُبْقَى مِلْكُه وَهُوَ نِفْسُه يِشُوف فِينَا غِيرَه .. الَّلِي يِخْدِم أوْلاَد رَبِّنَا مِنْ غِير غِيرَه يُبْقَى لاَ يُحِب .. لَيْسَ أمِين .. يُبْقَى أجِير وَلاَ يَهِمُّه الغَنَمْ وَلاَ يَهِمُّه الخِرَاف .. مِثْل الرَّاعِي وَالأجِير فَلَوْ جَاءَ مَرَض أوْ مُشْكِلَة فَالرَّاعِي يِهْتَمْ أمَّا الأجِير فَيِهْرَب لأِنْ الخِرَاف لَيْسَتْ لَهُ وَلَيْسَ عِنْدُه غِيرَه .. أمَّا دَاوُد فَقَدْ صَارَع الأسَدٌ عَلَشَان كَانْ بِيَاكُل الحَمَل فَكَانِتْ عَنْدُه غِيرَه جَايَة مِنْ الأمَانَة وَالحُبْ العَالِي وَالإِحْسَاس بِالمَسْئُولِيَّة .. أي يِكُون قَلْبِنَا وَاكِلْنَا .. نِكُون عَنْدِنَا غِيرَه وَنِفَكَّر فِيهُمْ فِي كُلَّ وَقْت وَنِحِبْ نِعْمِل إِيه لُهُمْ وَنِعْمِل لُهُمْ أنْشِطَة مِش نِكُون جَايِينْ بِرَتَابَة وَأسْأل عَمَلْت لُهُمْ إِيه مِش إِحْنَا عَمَلْنَا إِيه ؟ مَافِيش حَاجَة فِي الخِدْمَة إِسْمَهَا " هُمَّا " وَلكِنْ " إِحْنَا " فَكُلِّنَا مَجْمُوعَة وَاحْدَة عَايْزِين نِخْدِم الوِلاَدٌ كُلُّهُمْ وَالكِنِيسَة كُلَّهَا بِرُوح غِيرَه .  إِنَّ لَكَ فُرْصَة .. إِشْتَغَل .. إِخْدِم .. حِبْ فَكُلَّهَا غِيرَه .. غِيرَه عَلَى أوْلاَدٌ الْمَسِيح .. أنَا شَايِفْ وَاحِدٌ فِي قَبْضِة عَدُو الخِير وَأقَفْ سَاكت .. أكُون أجِير ؟!!! أمَّا الرَّاعِي فَيِحُطٌ إِسْمُه عَلَى المَذْبَح .. أصَلِّي .. أبْكِي .. أرُوح لُه مَرَّة وَاتْنِينْ .. أطْلُب مِنْ أبُونَا يِصَلِّي لُه .. هُنَاك مَنْظَر لاَ يُنْسَى مِنْ الأذْهَان وَهُوَ إِنْ مَرَّة أبُونَا بِيشُوي كَامِل بِنْت كَانِتْ هَتِسِيبْ الْمَسِيح .. الأمْن لَمَّا عِرْفُوا إِنُّه مَوْجُودٌ فِضْلُوا يِخَبُّوهَا وَمَارَضُوش يِخَلِّيه يِشُوفْهَا وَلكِنْ أبُونَا شَافْهَا وَهِيَّ بِتِرْكَبْ العَرَبِيَّة بِتَاعِتْ مُدِيرِيِّة الأمن رَاح كَلِّمْهَا عَلَى بَاب العَرَبِيَّة وَوِقِفْ يِتْكَلِّمْ مَعَاهَا حَتَّى وَهُوَ عَلَى بَاب العَرَبِيَّة وَالعَرَبِيَّة مِشِت وَهِيَّ بِتْجُر فِيه وَهُمَّا يِقُولُوا لُه " إِمْشِي .. عَايْزِينْ نِمْشِي .. هِيَّ عَايْزَه كِدَه " .. إِيه الخَادِم دَه ؟ الخَادِم دَه إِحْنَا لِسَّه مَا بَقِنَاش خُدَّام .. إِحْنَا مُمْكِنْ نِقُول " إِحْنَا نِعْمِل لَهَا إِيه .. هِيَّ عَايْزَه كِدَه " .. لكِنْ أبُونَا بَص عَلَى إِنَّهَا بِنْت الْمَسِيح .. هِيَّ جُزْء مِنْ جِسْم الْمَسِيح فَلَوْ هُوَ فَرَّطْ فِيهَا بِسُهُولَة يُبْقَى فَرَّطْ فِي الْمَسِيح .. هُوَ لَمْ يَنْظُر إِلَى شَخْصَهَا تِسْتَاهِل وَلاَّ لأ فَهِيَ تِسْتَاهِل لأِنَّهَا وَاخْدَة مَسْحَة مِنْ القُدُّوس .. فَفِي سِر المَعْمُودِيَّة هِيَّ أخَِذِتْ مَسْحِة المَيْرُون وَهذِهِ المَسْحَة تَعْنِي الأطْيَاب الَّتِي كَانَتْ عَلَى جَسَدٌ يَسُوع .. أي أنَّنَا أخَذْنَا مِنْ أطْيَاب الْمَسِيح فَنَحْنُ إِمْتِدَاد لِلْمَسِيح .. فَلَوْ نَظَرْنَا لِكُلَّ وَاحِدٌ عَلَى أنَّهُ مِنْ الْمَسِيح نِعْرَف نِخْدِمُه .  بُولِس الرَّسُول يِقُول { مَنْ يَضْعُفُ وَأَنَا لاَ أَضْعُفُ . مَنْ يَعْثُرُ وَأَنَا لاَ أَلْتَهِبُ } ( 2كو 11 : 29 ) .. " ألْتَهِب " تَعْنِي أنْ نَسْمَعْ إِنْ أحَدٌ فِي تَجْرُبَة أوْ ضِيق أوْ فِي سُقُوط أوْ فِي ضَعْف نِشَارْكُه فَكُلُّنَا جِسْم وَاحِدٌ فِي الكِنِيسَة .. فَكُلَّ وَاحِدٌ فِينَا جُزْء مِنْ الْمَسِيح .. فَإِنَّنَا لَسْنَا أجْزَاء مُنْفَصِلَة بَلْ كُلُّنَا فِي الكِنِيسَة وَهذَا هُوَ سِر جَمَال الكِنِيسَة وَبَهَائْهَا وَجَمَالْهَا .. فِي سِر العِمَاد نِعْمِل الزَّفَة فِي الكِنِيسَة عَلَشَان الطِّفْل يِكُون جُزْء مِنْ جِسْم الكِنِيسَة كُلَّهَا ..الإِكْلِيل فِي الطَقْس الكَنَسِي يِنْتِهِي بِالقُدَّاس .. كُلِّنَا فَرْحَانِينْ وَلَنَا فَرْحَة وَنِحْضَر الإِكْلِيل .. الكَّاهِنْ يِتْرِسِمْ فِي وَسَطٌ الشَّعْب فِي المَجْمُوعَة وَتِكُون فَرْحَة وَاحْدَة وَنِكُون كُلِّنَا فِي مَجْمُوعَة فَهُوَ فِي جِسْم وَاحِدٌ وَتِكُون فَرْحِة إِخْتِيَار وَاحِدٌ .. وَتِكُون أنَا نَظْرِتِي لأِخْوَاتِي تِكُون كِدَه .  لَمَّا أشُوف وَاحِدٌ ضَعِيف مَاتْرُكْهُوش كِدَه لاَزِم يِكُون عِنْدِي غِيرَه نَحْو الْمَسِيح وَنَاحْيِة أوْلاَدُه وَنَاحْيِة المَلَكُوت .. وَلَمَّا أسْمَع خَبَرٌ مُفْرِح أفْرَح حَتَّى وَلَوْ فِي أسْوَان وَلَوْ سِمِعْت خَبَرٌ مُحْزِنْ أحْزَن حَتَّى لَوْ فِي أمِرِيكَا .. عَلَشَان إِحْنَا جِسْم وَاحِدٌ عَنْدِي غِيرَه عَلَى إِخْوَاتِي .. نِفْسِي أسْمَع أخْبَار حِلْوَة .. هكَذَا نَحْنُ الكَثِيرِين جَسَدٌ وَاحِدٌ فَيِتْكَلِّمْ الْمَسِيح عَنْ إِخْوَتُه إِنُّهُمْ لَهِيب نَار .. الرُّوح القُدُس جَاءَ عَلَى هَيْئِة نَار فَالكَلاَم عِنْدُه رُوحٌ نَارِيَّة تَأكُل كُلَّ مَا يُقَابِلْهَا .. كُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا عِنْدُه رِسَالَة فِي المُجْتَمَعْ وَلكِنْ لاَزِم حَاجَة تِثْبَت فِي أذْهَانْنَا سَوَاء إِنْ كُنْت مُوَظَف .. طَالِب .. مُدَرِّس .. فَأوِل حَاجَة تِكُون إِنِّي خَادِم أوَّلاً فَأيْنَمَا أكُون أنَا خَادِم وَإِحْسَاسِي بِمَسْئُولِيِتِي أكُون أوَّلاً إِنِّي خَادِم فَأكُون أوَّلاً خَادِم ثُمَّ طَالِب .  فَلاَ تَتَعَامَل مَعَ الخِدْمَة عَلَى إِنَّهَا مُكَمِّلَة لِصِفَاتَك الشَّخْصِيَّة فَالخَادِم لَيْسَ لَقَبْ بَلْ حَالَة بَلْ هِيَ إِحْسَاس دَائِمْ فِي كُلَّ مَكَان وَفِي أي زَمَان مِثْل الْمَسِيح فِي أي مَكَان فَهُوَ خَادِم وَلاَ يِغَيَّر فِي أي شِئ إِنِّي خَادِم مِثْل بُولِس الرَّسُول .. فَبُولِس كَانَ يَخْدِم وَيِوْعَظْ فِي المَجَامِعْ اليَهُودِيَّة مِثْل الخَادِم الَّذِي يِوْعَظْ فِي الجَّامِعْ فَهُوَ كَانْ شِئ صَعْب جِدّاً .. فَاليَهُودِي عَدَاوْتُه لِلْمَسِيح أخْطَر مِنْ المُسْلِمِين لِلْمَسِيحِيَّة فَهُوَ يَقُول لَهُمْ إِنْ إِنْتُمْ الَّلِي صَلَبْتُمْ المَسِيَّا .. فَالإِسْلاَم لاَ يُهَاجِمْ اليَهُودِيَّة أمَّا الْمَسِيحِيَّة فَتُهَاجِمْ اليَهُودِيَّة .. إِزَاي مَعْرِفْتِش الْمَسِيح لِحَدٌ دِلْوَقْتِي ؟ { أَيُّهَا الْغَلاَطِيُّونَ الأَغبِيَاءُ مَنْ رَقَاكُمْ حَتَّى لاَ تَذْعِنُوا لِلْحَقِّ } ( غل 3 : 1) .. { الثَّوْرُ يَعْرِفُ قَانِيهُ وَالْحِمَارُ مَعْلَفَ صَاحِبِهِ } ( أش 1 : 3 ) .. لَمَّا بُولِس طُرِدٌ مِنْ المَجَامِعْ اليَهُودِيَّة إِبْتَدَى يَعِظٌ فِي الشَّوَارِع وَالأسْوَاق وَالمَعَابِدٌ الوَثَنِيَّة .. سَيِّدْنَا البَابَا شِنُودَة يِقُول إِنْ أتَى لِي الرَّبَّ بِإِعْلاَن إِلهِي وَيِسْأل أجِيب لَك بُولِس وَلاَّ أجِيب لَك كُلَّ الخُدَّام ؟!! قَالْ خُدٌ كُلَّ الخُدَّام وَهَات لِي بُولِس .. فَكَانِتْ لَدَيْهِ غِيرَه لِلخِدْمَة حَتَّى فِي السِّجْن وَالسَّفِينَة بِيِكْرِز .. طَلَبْ المُحَاكْمَة فِي رُومَا لأِنُّه كَانْ عَايِزْ يِكْرِز وَيبَشَر فِي رُومَا .. هُنَاك فَرْق كِبِير بَيْنَ الأُجَرَاء وَالأُمَنَاء .. إِوْعَى تِكُون سَلْبِي أوْ مُتَفَرِّج فِي الكِنِيسَة .. نَاقِدٌ أوْ مُتَمَرِّدٌ أوْ مُتَذَمِّر فِي الكِنِيسَة وَأكُون مِتْفَرَّج عَلَى أعْمَال الكِنِيسَة وَتِتْذَمَّر عَلَى التَّرَانِيمْ فَيَقُول الأبَاء بَدَلاً مِنْ أنْ تَلْعَنْ الظَّلاَم أنِر شَمْعَة . 3/ خَادِم عِنْدُه جِدِّيَّة : ==============================  خَلِّي عَنْدَك غِيرَه لِلعَمَل الإِيجَابِي وَخُدٌ الأمر بِجَدٌ .. هُنَاك مُشْكِلَة فِي الجِيل الحَالِي وَيُنْتَقَدْ فِيهَا إِنُّه يَاخُدٌ كُلَّ حَاجَة بِفَهْلَوَة وَعَايِز يَاخُدٌ كُلَّ حَاجَة بِأقَلْ مَجْهُود نِحَقَّقُه وَبِأكْبَر مَكْسَبْ وَنِخْدِم بِأقَلْ جِدِّيَّة .. هُنَاك نَمُوذَج رَائِعْ لِلجِدِّيَّة شَخْصِيِّة نَحَمْيَا النَّبِي .. كَانَ سَاقِي للمَلِك عَايِش فِي بَابِلٌ وَلَيْسَ فِي أُورُشَلِيم فَكَانَ المَلِك يَعِيش فِي جَاه عَظِيمْ وَكَانَ نَحَمْيَا كَاتِمْ أسْرَار المَلِك وَلَهُ رَاتِبْ وَأكل وَشُرْب وَهُوَ شَخْص مُخْلِص جِدّاً لِلمَلِك .. سِمِعْ إِنْ هُنَاك نَاس جَايِينْ مِنْ أُورُشَلِيم فَقَالُوا إِنْ أسْوَارْهَا مَهْدُومَة وَأبْوَابْهَا مَحْرُوقَة بِالنَّار .. يِقُول { فَلَمَّا سَمِعْتُ هذَا الْكَلاَمَ جَلَسْتُ وَبَكَيْتُ وَنُحْتُ أَيَّاماً } ( نح 1 : 4 ) .. فَالكَآبَة كُلَّهَا عَنْدُه وَالمَلِك قَالَ لَهُ مَالَك ؟ فَقَالَ لَهُ إِزَاي مَدِينِة آبَائِي أسْوَارْهَا مَهْدُومَة وَأبْوَابْهَا مَحْرُوقَة وَإِزَاي أبْقَى مَبْسُوط !!! فَقَالَ لَهُ المَلِك مَاذَا تَطْلُب ؟ العَجِيب فِي نَحَمْيَا إِنُّه صَلَّى وَكَلِّمْ المَلِك وَتَجَرَّأ عَلِيه وَطَلَبْ مُسَاعَدَات .. يِقُول { فَأَعْطَانِي الْمَلِكُ حَسَبَ يَدِ إِلهِي الصَّالِحَةِ عَلَيَّ } ( نح 2 : 8 ) .. وَذَهَبْ لأُِورُشَلِيم يَدْ تِبْنِي وَيَدْ تِمْسِك بِالسِّلاَح وَقَالْ { هَلُمَّ فَنَبْنِيَ سُورَ أُورُشَلِيمَ وَلاَ نَكُونُ بَعْدُ عَاراً } ( نح 2 : 17) .. بَنَى سُور أُورُشَلِيم كُلُّه فِي 52 يُوْم فَكَانِتْ هنَاكَ جِدِّيَّة .. يِقُول { وَلَمْ أَكُنْ أَنَا وَلاَ إِخْوَتِي وَلاَ غِلْمَانِي وَلاَ الْحُرَّاسُ الَّذِينَ وَرَائِي نَخْلَعُ ثِيَابَنَا . كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ يَذْهَبُ بِسِلاَحِهِ إِلَى الْمَاءِ } ( نح 4 : 23 ) .. كُلَّ دِي غِيرَه .  أُورُشَلِيم هِيَّ الكِنِيسَة .. { أُورُشَلِيم المَبْنِيَّة مِثْل مَدِينَةٍ مُتَصِلَة بَعْضَهَا بِبَعْض لأِنَّ هُنَاك صَعَدَت القَبَائِل .. قَبَائِل الرَّبَّ شِهَادَة لإِسْرَائِيل } ( مز 121 – مِنْ مَزَامِير الغُرُوب ) .. الخِدْمَة ضَعِيفَة إِنْ الأسْوَار مِش مَبْنِيَّة وَالأبْوَاب مَحْرُوقَة فَنَحَمْيَا جِه هُوَ يِبْنِي فَضَحَّى هُوَ بِمَرْكَزُه وَقَعَدْ 12 سَنَة لَمْ يِشْتِرِي حَقْلٌ فَهُوَ قَعَدٌ مِنْ غِير حَقْل مَرَكِّزْ عَلَى بُنَاء سُور أُورُشَلِيم .. يِقُول { كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ يَذْهَبُ بِسِلاَحِهِ إِلَى الْمَاءِ } ( نح 4 : 23 ) .. نَحْنُ نَفْتَقِر إِلَى الجِدِّيَّة فَنَحْنُ بِنِشْتَغَل بِرَخَاوَة .. { الرَّخَاوَةُ لاَ تَمْسِكُ صَيْداً } ( أم 12 : 27 ) .. فَخَلِّي لِيك وَقْت لِلخِدْمَة مُقَدَّس فَلَيْسَ هُنَاك أي عُذْر يِمْنَعَك فَالخِدْمَة وَقْت مُقَدَّس .. السَّمَاء لَيْسَتْ شِهَادَات بَلْ هُنَاك تَقْوَى وَأعْمَال مَحَبَّة وَلاَبُدْ أنْ يَكُون عِنْدِنَا رُوح جِدِّيَّة وَحَاسِس بِإِلْتِزَام .  زَي قِصِّة أبُونَا يَعْقُوب وَخَالُه لاَبَان .. خَالُه لاَبَان حَسُ إِنْ يَعْقُوب يِتْغِنِي وَلَوْ بِمَكْر .. أخَدٌ الخِرَاف المِنَقَطَة وَالمِخَطَّطَة .. فَلاَبَان إِتْغَاظٌ لأِنُّه بَقَى غَنِي .. فَيَعْقُوب قَالَ لَهُ عِشْرِين سَنَة بَخْدِمَك ( 7 بِلِيئَة + 7 بِرَاحِيل + 6 غَنَمْ ) .. { مَسْرُوقَةَ النَّهَارِ أَوْ مَسْرُوقَةَ اللَّيْلِ . كُنْتُ فِي النَّهَارِ يَأكُلُنِي الْحَرُّ وَفِي اللَّيْلِ الْجَلِيدُ . وَطَارَ نَوْمِي مِنْ عَيْنَيَّ } ( تك 31 : 39 – 40 ) .. هذَا هُوَ تَقْرِير يَعْقُوب عَنْ خِرَافُه الحَيَوَانَات غِير النَّاطِقَة فَمَا هُوَ تَقْرِيرْنَا نَحْنُ عَنْ الخِرَاف النَّاطِقَة وَالْمَسِيح قَالَ أنَا هُوَ رَاعِي الخِرَاف ؟ .. يَقُول لَهُ يَعْقُوب { غَيَّرْتَ أُجْرَتِي عَشَرَ مَرَّاتٍ } ( تك 31 : 41 ) .. نَحْنُ لاَ نِسْتَاهِلٌ أنْ نَكُون أُجَرَاء عِنْدَ رَبِّنَا فَإِحْنَا بِنِشْتَغَل عَنْد سَيِّدٌ مُلُوك الأرْض فَهُوَ فَخْر لَنَا إِنِّنَا بِنِشْتَغَل عَنْدُه .  القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيَّ الفَمْ بِيقُول تَشْبِيه إِنْ أبُونَا نُوحٌ حَصَلْ مَرَّة إِنُّه غِلِطْ وَسِكِر وَتَعَرَّى فَلَمَّا تَعَرَّى دَخَلْ عَلِيه إِبْنُه كَنْعَان وَخَرَج يِضْحَك وَسَخَر مِنْ عُرْي أبُوه وَقَالَ لأِخْوَتُه وَلكِنْ إِخْوَتُه غَطُّوا عُرْي أبُوهُمْ .. الكِنِيسَة فِي جِسْم الْمَسِيح .. كُلَّ جُزْء مِنْ الكِنِيسَة مِتْغَطِّي بِالشَّعْب وَكُلَّ جُزْء لاَ يَتَغَطَّى بِالشَّعْب هِيَّ عِرْيَانَة فَكُلَّ جُزْء عِرْيَان لاَزِم أغَطِّيه بِأوْلاَدْهَا وَكُلَّ وَاحِدٌ لاَ يَأتِي بِالنَّاس إِلَى الكِنِيسَة فَيِتْلِعِنْ وَدَه مَصِير الَّلِي يِتْسَبَّبْ فِي عُرْي الكِنِيسَة .. كُلَّ دِي مَسْئُولِيَّة عَلِينَا .. هذَا هُوَ فِكْر الأبَاء القِدِّيسِينْ .. إِنَّكَ لَوْ لَمْ تَأتِي لِلكِنِيسَة فَأنْتَ هُوَ سَبَبْ العُرْي .. فَالرَّبَّ يَسُوع يِحِبْ أنْ تَكُون الكِنِيسَة مِتْغَطِيَّة بِأوْلاَدْهَا .. فَأنْتُمْ أُمِّة الكِنِيسَة أنْتُمْ قُوَّة الكِنِيسَة أنْتُمْ سِتْر الكِنِيسَة وَهَاتُوا مَعَاكُمْ نَاس عَلَشَان تِغَطُّوا عُرْي الكِنِيسَة .. سِيِّدْنَا البَابَا شِنُودَة يِقُول كِنِيسَة بِلاَ شَبَاب كِنِيسَة بِلاَ مُسْتَقْبَل .. وَالشَّبَاب يِرُدٌ شَبَاب بِلاَ كِنِيسَة شَبَاب بِلاَ مُسْتَقْبَل .الرَّبَّ يِبَارِك فِيكُمْ وَفِي خِدْمِتْكُمْ وَيَضَعْ الرَّبَّ فِي كُلَّ قُلُوبْنَا رُوح المَسْئُولِيَّةرَبِّنَا يِكَمِّل كُلَّ نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

رسالة المسيحى

قَالَ الرَّبَّ يسُوع عَنْ نَفْسُه أنَّ ﴿ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدُِمَ وَلِيَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ ﴾ ( مت 20 : 28 ) .. فَكَانَتْ رِسَالْتُه فِي العَالَمْ أنْ يُعْلِنْ مَلَكُوت الله وَأنْ يُمَجِّد الله وَأنْ يَحْفَظْ العَالَمْ مِنْ الشَّر وَالشِّرِّير فَقَالَ ﴿ أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ . الْعَمَلُ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَِعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ ﴾ ( يو 17 : 4 ) .. رِسَالِة الْمَسِيحِي فِي الحَيَاة يَجِبْ ألاَّ تَخْتَلِفْ أبداً عَنْ رِسَالِة الرَّبَّ يَسُوع فَهيَ أنْ يُظْهِر وَيُمَجِّد إِسْم الرَّبَّ يسُوع لِلنَّاس .. فَخِدْمِتْنَا وَحَيَاتْنَا هِيَ إِمْتِدَادٌ لِعَمَل الرَّبَّ يَسُوع وَهُوَ قَدْ إِئْتَمَنَّا عَلَى إِكْمَال رِسَالَتِهِ وَأنْ نُعْلِنْ إِسْمُه وَمَمْلَكَتُه وَمَلَكُوتُه فِي العَالَمْ . يَقُول القِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهَبْ ﴿ لاَ يُمْكِنْ أنْ يُوجَدٌ مَسِيحِي فِي الحَيَاة بِدُون رِسَالَة وَلاَ يُمْكِنْ أنْ يَكُون الْمَسِيحِي غِير خَادِم فَهُوَ كَالشَّمْس تُنِير لِلكُلِّ وَتُدَفِئ الكُلَّ بِلاَ شُرُوط أوْ ضَوَابِطْ كذلِك الْمَسِيحِي يُضِئ لِكُلَّ مَنْ حَوْلُه دُونَ شُرُوط وَيُعْطِي رُوح دِفْء وَحَنَان وَحُبْ لِكُلَّ مَنْ حَوْلُه دُونَ شُرُوط .. وَإِنْ حَدَثَ أنَّ الشَّمْس لاَ تُضِئ أوْ لاَ تُدَفِئ قَدْ أُصَدِّقَك وَلكِنْ لاَ أُصَدِّق أنَّهُ يُوجَدٌ مَسِيحِي لاَ يُنِير ﴾ .. وَذلِك لأِنَّ الْمَسِيحِي تَشَبَّعْ بِرُوح الْمَسِيح فِي حَيَاتُه وَهُوَ الَّذِي يَعْمَل فِيهِ .. وَهُوَ رُوح عَطَاء وَحُبْ وَبَذْل وَكِرَازَة وَإِنْتِشَار لِلمَلَكُوت فَهْيَ أمَانَة أنْ نَحْمِل رِسَالِة الْمَسِيح فِي أنْفُسْنَا وَأنْ نُكَمِّل نَقَائِص شَدَائِد الْمَسِيح فِي أنْفُسْنَا ( كو 1 : 24 ) . فَنُوحٌ عِنْدَمَا بَنَى الفُلْك كَانَ مُكَوَّن مِنْ عَوَارِض خَشَبِيَّة كَثِيرَة وَهذِهِ العَوَارِض تُمَثِّل المُؤمِنِينْ فَلاَ يُمْكِنْ بُنَاء الفُلْك إِلاَّ بِالمُؤمِنِينْ .. وَكَمَا كَانَ الفُلْك سَبَبْ خَلاَص لِلبَشَرِيَّة فَالمُؤمِنِينْ أيْضاً سَبَبْ خَلاَص لِلعَالَمْ . يَتَسَائَل البَعْض عَنْ المَجِئ الثَّانِي وَمَتَى سَيَكُون .. فَالكَنِيسَة فِي السَّمَاء لَمْ تُكْتَمَل بَعْد وَمَازَالَ يَنْضَمْ إِلَيْهَا الأبْرَار وَمَتَى إِكْتَمَلَتْ وَأبْنَاء المَلَكُوت يُكْتَمَلُون يَأتِي المَجِئ الثَّانِي .. فَرِسَالِة الْمَسِيحِي مُمْتَدَّة مِنْ الأرْض إِلَى المَلَكُوت .. نَعِيش فِي العَالَمْ وَلاَ يَعِيش العَالَمْ فِينَا .. يَقُول أحَدٌ الأبَاء القِدِّيسِينْ ﴿ كَمَا أنَّ النَّفْس هِيَ سِر حَيَاة الجَسَد هكَذَا الْمَسِيحِي هُوَ سِر حَيَاة العَالَمْ .. وَكَمَا أنَّ النَّفْس تَتَحِدٌ بِالجَسَد وَلكِنَّهَا غَرِيبَة عَنْ الجَسَد كذَلِك الْمَسِيحِي يَحْيَا فِي العَالَمْ وَلكِنَّهُ غَرِيباً عَنْ العَالَمْ .. هكَذَا الْمَسِيحِي يَحْيَا فِي الجَسَد وَلاَ يَحْيَا بِحَسَبْ الجَسَد ﴾ .. فَرِسَالِة الْمَسِيحِي أنْ يُعْلِنْ إِسْم الله وَمَلَكُوت الله فِي الأرْض لِذلِك الْمَسِيحِيَّة لاَ تَعْرِفْ مَسِيحِي لاَ يَخْدِم أوْ مَسِيحِي لاَ يَكْرِز . ظَهَرَتْ فِي أيَّام القِدِيس غِرِيغُورْيُوس الكَبِير جَمَاعَة تَقُول أنَّهُ لاَ عِلاَقَة لَهُمْ بِالخِدْمَة وَيَجِبْ تَرْك الخِدْمَة لِلخُدَّام .. وَفِئَة أُخْرَى تُنَادِي بِالرَّهْبَنَة وَلكِنْ بِأُسْلُوب فِيهِ إِحْتِقَار لِلعَالَمْ .. فَقَالَ القِدِيس غِرِيغُورْيُوس ﴿ أنَّ الرَّهْبَنَة تَخْدِم العَالَمْ بِالصَّلاَة وَالْمَسِيحِي يَحْيَا كَخَادِم .. فَجَاءَ بِتَشْبِيه مِنْ العَهد القَدِيم لِيُوَضِح ذلِك .. فَفِي شَرِيعَة العَهد القَدِيم هُنَاك شَرِيعَة " الوَلِي " أوْ شَرِيعَة " مَخْلُوع النَّعْل " وَهيَ أنَّهُ عِنْدَمَا يَمُوت زُوج دُونَ أنْ تُنْجِبْ زَوْجَتَهُ يَتَزَوَجْهَا أقْرَب شَخْص لِلزُوج مِثْل الأخ وَيُقِيم نِسَل بِإِسْم الزُوج المُتَوَفِي .. وَإِذَا رَفَض أقْرَبَهُمْ لِلزُوج يَتِمْ البَحْث عَنْ الَّذِي يَلِيه فِي القَرَابَة وَهكَذَا حَتَّى يُوَافِقٌ أحَدٌ أقَارِب هذَا الزُوج وَأمَّا مَنْ رَفَض فَيَأخُذُوا نَعْلُه وَيُسَمَّى بَيْتُه " بَيْت مَخْلُوع النَّعْل " ( تث 25 : 10 ) وَذلِك حَتَّى يَتَأكَّد الجَمِيعْ أنَّهُ تَمَّ إِبْلاَغُه وَهُوَ الِّذِي رَفَض فَلاَ يَأتِي اليُّوم وَيَدَّعِي أنَّ أحَداً لَمْ يُبَلِّغُه وَأنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ .. وَتَبْصِقٌ عَلَى وَجْهَهُ تِلْكَ المَرْأة لأِنَّهُ رَفَض الإِقْتِرَان بِهَا وَتَرَكَهَا لِغَيْرُه ﴾ .. فَأخَذَ القِدِيس غِرِيغُورْيُوس هذِهِ الشَّرِيعَة وَشَبَّهَهَا بِرِسَالِة الْمَسِيحِي فَيَسُوع هُوَ أخُونَا البِكْر الَّذِي أسْلَم ذَاتُه عَنَّا وَمَاتَ وَلَمْ يَكْتَمِل نَسْلُه المُقَدَّس .. وَالمَرْأة هِيَ الكَنِيسَة فَالْمَسِيح تَرَكَ لَنَا الكَنِيسَة لِكَيْ نَقتَرِنْ بِهَا لِكَيْ مَا نُكَمِّل نَسْلُه وَإِذَا رَفَض شَخْصٍ مَا يُسَمَّى بَيْتَهُ " مَخْلُوع النَّعْل " .. وَتَبْصِقٌ الكَنِيسَة فِي وَجْهِهِ لأِنَّهُ لَمْ يُكَمِّل رِسَالَتْهَا . وَلِلقِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهَبْ تَشْبِيه آخَر ﴿ كُلَّمَا أرَى الكَنِيسَة خَالِيَة مِنْ المُؤمِنِينْ أحْزَن وَعِنْدَمَا أرَاهَا مَلِيئَة بِالمُؤمِنِينْ أفْرَح .. فَيَقُول لِلمُؤمِنِينْ أنْتُمْ رِدَاء الكَنِيسَة وَغِطَاء الكَنِيسَة وَسَتْرَهَا وَمِنْ دُونَكُمْ تُصْبِح كَأنَّهَا عَارِيَة .. فَفِي قِصَّة نُوحٌ عِنْدَمَا دَخَلَ إِلَيْهِ إِبْنُه وَوَجَدَهُ عُرْيَان سَخَرَ مِنْهُ فَدَخَلَ بَقِيِة إِخْوَتُه وَسَتَرُوا وَالِدَهُمْ .. فَأنْتَ مَتَى رَأيْت جُزْء مِنْ الكَنِيسَة عُرْيَان وَلَمْ تُغَطِّيه تُصْبِح مَلْعُون كَكِنْعَان إِبْن نُوحٌ وَكَمْ تَكُون لَوْ أنَّكَ أنْتَ سَبَبْ العُرْي ﴾ .. الله لَمْ يُرْسِلْنَا إِلَى العَالَمْ لِنَحْيَا لأِنْفُسْنَا وَلاَ نَحْيَا فِي مُتْعَة أوْ لَذَّة بَلْ أرْسَلْنَا لِنَشْهَدٌ لَهُ وَنُمَجِّدَهُ وَنَرْبَح المَلَكُوت بِالعَالَمْ وَنُصَيِّر العَالَمْ لَهُ وَنُصَيِّر الأرْض سَمَاء فَتَقُول كَالْمَسِيح ﴿ أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ . الْعَمَلُ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَِعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ ﴾ . الْمَسِيحِيَّة لاَ تَعْرِفْ السَلْبِيَّة وَلاَ تَقْتَصِر الخِدْمَة عَلَى فِئَة مُعَيَّنَة فَقَطْ فَكُلَّ مَسِيحِي خَادِم فَنَحْيَا بِرُوح الخِدْمَة .. وَمِنْ أهَمْ أمْثِلِة الخِدْمَة العَذْرَاء مَرْيَم فَكَانَتْ تَخْدِم فِي الهِيكَل قَبْل البِشَارَة فَكَانَتْ تَحْيَا فِي الهِيكَل اليَهُودِي المَلِئ بِالذَّبَائِح وَالدَّم وَالجُلُودٌ .. فَلَمْ تَكُنْ إِقَامِتْهَا فِي الهَيْكَل مُتَنَعِمَة بَلْ كَانَتْ تَتْعَبْ وَتَخْدِم وَتُشَارِك فِي هذِهِ الذَّبَائِح .. أيْضاً عِنْدَمَا عَلِمَتْ أنَّ ألِيصَابَات حَامِل لَمْ تُفَكِّر فِي صُعُوبِة الطَّرِيقٌ أوْ كَوْنِهَا هِيَ الأُخْرَى حَامِل بَلْ ذَهَبَتْ لِتَخْدِمْهَا مُسْرِعَة .. وَأثْنَاء حَيَاة الرَّبَّ يَسُوع عَلَى الأرْض كَانَتْ لَهَا رُوح الخِدْمَة فَعِنْدَمَا ذَهَبَتْ لِعُرْسٌ قَانَا الجَلِيل كَانَتْ تَخْدِم ( يو 2 : 1 – 11) .. وَكَانَ العُرْس اليَهُودِي يَسْتَمِر مِنْ سَبْعَة أيَّام إِلَى شَهْر بِحَسَبْ قُدْرِة العَرِيس وَكَانَ يَقُوم كُلَّ يُوم بِزِيَارِة أهْل المَدِينَة مَعَ أصْدِقَائِهِ وَأقَارِبِهِ وَفِي نِهَايِة اليُّوْم يَقُوم بِعَمَل وَلِيمَة كَبِيرَة فِي مَنْزِلِهِ فَنَجِد العَذْرَاء تُسَاعِد فِي هذِهِ الوَلِيمَة وَذَهَبَتْ لِيَسُوع لأِنَّهَا عَرَفَتْ أنَّهُ لاَ يُوجَدٌ عِنْدَهُمْ خَمْرٌ .. وَالخَمْرٌ رَمز لِلفَرَح الرُّوحِي فَالعَذْرَاء تَشْفَعْ فِي كُلَّ المُؤمِنِينْ لِيَكُون لَهُمْ فَرَح رُوحَانِي. وَكَانَتْ مَعَ الْمَسِيح فِي كُلَّ مَكَان تَسْمَعْ مِنْهُ وَبَعْد صُعُودُه كَانَتْ خَادِمَة فِي وَسَطْ التَّلاَمِيذ وَكَانَتْ مَرْجَعَهُمْ فَكَانَتْ تَحْكِي لَهُمْ تَفَاصِيل حَيَاة الْمَسِيح عَلَى الأرْض وَخَاصَّةً لُوقَا الطَّبِيب الَّذِي كَانَ لَهُ دَالَّة عِنْدَ العَذْرَاء فَانْفَرَدَ فِي إِنْجِيلُه بِأحْدَاث وَتَفَاصِيل هُوَ فَقَطْ الَّذِي كَتَبَهَا .. وَالأنْ هِيَ تَشْفَعْ فِي كُلَّ المُؤمِنِينْ .. وَهيَ فِي السَّمَاء فَهْيَ لاَزَالَتْ خَادِمَة فَالله يُطِيل أنَاتُه بِسَبَبْ تَوَسُّلاَت وَشَفَاعَات العَذْرَاء .. كَانَتْ هُنَاك رَاهِبَة تَنَيَّحَتْ وَبَعْد نِيَاحِتْهَا ظَهَرَتْ لأُخْت لَهَا فِي الرَّهْبَنَة وَقَالَتْ لَهَا أنَّ كُلَّ التَّمَاجِيد وَالإِحْتِفَالاَت الَّتِي نُقِيمَهَا عَلَى الأرْض لاَ تَفِي مَا تَسْتَحِقُّه العَذْرَاء فِعْلِياً لأِنَّهَا لاَ تَكُفْ عَنْ الشَّفَاعَة وَالتَّوَسُّل لإِبْنَهَا لِيَرْفَعْ غَضَبُه عَنْ البَشَر . بَعْض الخَدَمَات الَّتِي تُسَاعِد كُلَّ مَسِيحِي فِي رِسَالَتِهِ (1) خِدْمِة الصَّلاَة : ============================ كُلَّ المُؤمِنِينْ يَسْتَطِيعُونَ الصَّلاَة .. فَلاَ يَجِبْ أنْ تَقْتَصِر الصَّلاَة عَلَى أنْفُسْنَا بَلْ يَجِبْ أنْ تَشْمَل الأخَرِينْ .. صَلِّي مِنْ أجْلُهُمْ .. فَكُلَّمَا رَأيَتْ مُشْكِلَة عِنْدَ آخَر يَجِبْ أنْ تُصَلِّي لأِجْلُه .. صَلِّي مِنْ أجْل المَشَاكِل المَوْجُودَةٌ فِي العَالَمْ .. صَلِّي مِنْ أجْل غَيْر المُؤمِنِينْ .. صَلِّي مِنْ أجْل أوْلاَدَك .. صَلِّي مِنْ أجْل المُجْتَمَعْ وَسَلاَمُه .. صَلِّي عَنْ الكَنِيسَة وَرَئِيس الكَنِيسَة وَسَلاَمِتْهَا وَكَهَنِتْهَا وَالشَّمَامِسَة وَكُلَّ أمر تَرَاه وَتُرِيد تَغْيِيرُه صَلِّي مِنْ أجْلُه . يَحْتَاجٌ الْمَسِيحِي أنْ يَشْعُر أنَّهُ شَفِيعْ وَأنَّ لَهُ رِسَالَة أنْ يَتَوَسَطْ لَدَى الله مِنْ أجْل الأخَرِينْ .. فَالكَنِيسَة تُصَلِّي عَنْ الجَمَادٌ وَعَنْ الطَّبِيعَة .. ﴿ مَزَاجاً حَسَناً لِلهَوَاء ﴾ ( جُزْء " إِنْعِمْ عَلَى عَبْدَك بِوِحْدَانِيِة القَلْب " فِي القُدَّاس الغِرِيغُورِي ) .. صَلِّي عَنْ أقْرِبَائَك وَأحِبَّائَك وَكُلَّ الَّذِينَ تَعْرِفَهُمْ وَالَّذِينَ لاَ تَعْرِفَهُمْ .. فَالكَنِيسَة مِحْتَاجَة لِطَغْمَة مِنْ المُصَلِينْ وَرُبَّمَا تَكُون مِحْتَاجَة لِلمُصَلِينْ أكْثَر مِنْ المُتَكَلِمِينْ .. فَخِدْمِة مَدَارِس الأحَدٌ وَخِدْمِة الكَاهِن وَالوَعْظ مِحْتَاجَة إِلَى صَلاَة لِكَيْ يُقَوِيهُمْ الله .. يَقُول القِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهَبْ ﴿ يَجِبْ أنْ يَكُون الفَرْق بَيْنَ الرَّاعِي وَرَعِيِتُه كَالفَرْق بَيْنَ الرَّاعِي وَالخِرَاف .. لاَ أقُول هذَا لإُقَلِلْ مِنْ شَأن الرَّعِيَّة وَلكِنْ لِكَيْ أرْفَعْ مِنْ شَأن الرُّعَاة ﴾ .. صَلِّي مِنْ أجْل أي ضَعْف فِي الكَنِيسَة أوْ شَخْص بَعِيد عَنْ الكَنِيسَة فَخِدْمِة الصَّلاَة لاَ تَحْتَاجٌ مَهَارَات مُعَيَّنَة وَتَحْتَاجْهَا الكَنِيسَة جِدّاً .. فَكُلَّ خِدْمَة لاَبُد أنْ يَكُون وَرَائِهَا فَرِيقٌ يُصَلِّي مِنْ أجْلِهَا . (2) خِدْمِة القُدْوَة : ============================= فَأنْتَ فِي وَسَطْ العَالَمْ تَصِير خَادِم بِقُدْوِتَك وَتُقَدِّم شِهَادَة حَسَنَة لِلْمَسِيح .. ﴿ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّموَاتِ ﴾ ( مت 5 : 16) .. يَقُول مُعَلِّمْنَا بُولس لِتِلْمِيذُه تِيمُوثَاوُس فِي رِسَالَتِهِ ﴿ وَأَمَّا أَنْتَ فَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمِي وَسِيرَتِي وَقَصْدِي وَإِيمَانِي ..... ﴾ ( 2تي 3 : 10) .. فَيَجِبْ أنْ يَرَى النَّاس فِي الإِنْسَان الْمَسِيحِي سِيرَة وَأقْوَال وَالسِيرَة أهَمْ مِنْ الأقْوَال لأِنَّهَا تُؤَثِر أمَّا كَلاَم بِلاَ سِيرَة يُعْثِر .. فَهَلْ تَشْهَدٌ لِلْمَسِيح بِحَيَاتَك فِي وَسَطْ المُجْتَمَعْ ؟ كَيْفَ تَكُون نُور ؟ كَيْفَ تَكُون مَلْح وَقُدْوَة حَقِيقِيَّة ؟ يَقُول بُولِس " أنَّ العَامِيُون عِنْدَمَا يَرُوا المُؤمِنِينْ يَخُرُّوا سَاجِدِين وَيَقُولُوا أنَّ الله بِالحَقِيقَة فِيكُمْ " .. مُمْكِنْ نَاخُدٌ تَدْرِيب .. إِكْتِبْ فِي وَرَقَة شَاهِدٌ لِتَعْلِيمْ يَسُوع مِثْل " أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ " ( مت 5 : 44 ) ثُمَّ شَاهِدٌ لِمَوْقِفْ أحَبَّ فِيهِ يَسُوع أعْدَاؤه .. أي ضَعْ كُلَّ مَا قَالَهُ يَسُوع فِي جِهَة وَمَوْقِفْ يُثْبِتْ وَيَدُل عَلَى مَا قَالَهُ بِجَانِبِهِ سَتَجِد أنَّ كُلَّ مَا قَالَهُ يَسُوع قَامَ بِتَنْفِيذُه فَقَدْ عَلَّمْ وَعَمَل .. فَالْمَسِيحِي يَجِبْ أنْ يَجْعَل حَيَاتُه تَتَفِقٌ مَعَ مَا يَعْرِفَهُ . فَنَجِد فِي قِصِّة مُبَارَكِة إِسْحَق لإِبْنُة البِكْر عِنْدَمَا دَخَلَ إِلَيْهِ يَعْقُوب فِي ثِيَاب عِيسُو يَقُول لَهُ ﴿ الصَّوْتُ صَوْتُ يَعْقُوبَ وَلكِنَّ الْيَدَيْنِ يَدَا عِيسُو ﴾ ( تك 27 : 22 ) .. وَيُفَسِر الأبَاء القِدِّيسِينْ ذلِك عَلَى المُؤمِنِينْ أنَّنَا أحْيَاناً نَسْلُك بِهذِهِ الإِزْدِوَاجِيَّة .. الصُوت أي الكَلاَم وَاليَدَين أي الأعْمَال فَأحْيَاناً نَتَكَلَّمْ بِشِئ وَنَتَصَرَّفْ بِطَرِيقَة أُخْرَى .. فَيَجِبْ أنْ نَحْيَا بِكَلاَم الإِنْجِيل وَلاَ نُرَدِّدَهُ فَقَطْ . ﴿ لِتَمُتْ نَفْسِي مَوْتَ الأَبْرَارِ وَلِتَكُنْ آخِرَتِي كَآخِرَتِهِمْ ﴾ ( عد 23 : 10) .. هذِهِ الآيَة قَالَهَا بِلْعَام الَّذِي إِتَفَقَ مَعَ أعْدَاء شَعْب الله وَمَلِكَهُمْ بَالاَق حِينَمَا أحْضَر بَلْعَام وَاتَفَقَ مَعَهُ أنْ يَلْعَنْ الشَّعْب فَيَتْرُكَهُمْ الرَّبَّ وَحِينَئِذٍ يَسْتَطِيعْ التَّغَلُب عَلَيْهِمْ وَأعْطَاهُ مَالاً لِيُتَمِّمْ هذَا العَمَل وَكَانَ يَقُول أنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعْ أنْ يَلْعَنْ الشَّعْب فَكَانَ قَوْلُه عَلَى عَكْس فِعْلُه .. ثُمَّ أشَارَ عَلَى بَالاَق أنْ يَأتِي بِبَعْض النِّسَاء وَسَطْ الشَّعْب فَيَقَعْ فِي الخَطِيَّة فَيَغْضَبْ عَلَيْهِمْ الرَّبَّ وَيَتْرُكَهُمْ .. وَبِالفِعْل تَمَّمْ بَالاَق هذِهِ الخِطَّة وَعِنْدَمَا غَضَبَ عَلَيْهِمْ الرَّبَّ أفْنَاهُمْ وَفِي وَسَطِهِمْ بِلْعَام . صَمُوئِيل النَّبِي أمَر شَاوُل بِحَرَب مَعَ عَمَالِيق وَأمَرَهُ أنَّ أي عَطَايَا تَكُون لِلرَّبَّ وَلاَ يَأخُذ مِنْهَا شَاوُل شَيْئاً .. فَأقَامَ الحَرْب لِلرَّبَّ وَلكِنَّهُ رَأى أنَّ الغَنَمْ كَثِير وَالعُجُول سَمِينَة فَأخَذَ الجَيِّدٌ لِنَفْسِهِ وَحَرَّم الرَّدِئ لِلرَّبَّ .. وَعِنْدَمَا جَاءَهُ صَمُوئِيل قَالَ لَهُ شَاوُل ﴿ مُبَارَكٌ أَنْتَ لِلرَّبِّ ﴾ .. فَسَألَهُ صَمُوئِيل هَلْ أقَمْت كَلِمَة الرَّبَّ ؟ فَأجَابَهُ " نَعَمْ " .. فَسَألَهُ مَرَّة أُخْرَى وَأجَابَهُ " نَعَمْ " .. فَسَألَهُ ﴿ مَا هُوَ صَوْتُ الْغَنَمِ هذَا فِي أُذُنَيَّ وَصَوْتُ الْبَقَرِ الَّذِي أَنَا سَامِعٌ ﴾ ( 1صم 15 : 13 – 14) ؟ .. فَأحْيَاناً يَتَكَلَّمْ الإِنْسَان بِأُمور وَيَتَصَرَّفْ بِعَكْسِهَا فَيَظْهَر عَلَى حَقِيقَتُه أمَام النَّاس مِنْ خِلاَل تَصَرُّفَاتُه وَلَيْسَ كَلاَمُه .. فَالمُجْتَمَعْ مِحْتَاجٌ نَمُوذَج صَالِحٌ. (3) خِدْمِة الكَلِمَة المُفْرِحَة : ============================================ كَمُحَاوَلِة تَهْدِئَة شَخْصٍ مَا وَنَزْع القَلَقٌ مِنْهُ .. فَعِنْدَمَا تَقُول لِشَخْص " لاَ تَقْلَقٌ " .. " إِلْقِي عَلَى الرَّبَّ هَمَّك " .. ضَعْ هذِهِ المُشْكِلَة أمَام أحَدٌ القِدِّيسِينْ .. ﴿ مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ ﴾ ( 1بط 5 : 7 ) .. رَبِّنَا مَوْجُودٌ .. قَدْ تُؤَثِّر هذِهِ الكَلِمَات البَسِيطَة تَأثِيراً كَبِيراً فِيمَنْ يَسْمَعْهَا لأِنَّهُ يَكُون فِي حَاجَة إِلَيْهَا .. ﴿ الإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الصَّالِحِ يُخْرِجُ الصَّلاَحَ ﴾ ( لو 6 : 45 ) .. فَتَرَاهُ دَائِماً يُشَجِعْ وَيُبَارِك مَنْ حَوْلُه فَيَفْرَح مَنْ حَوْلُه .. فَعِنْدَمَا تُذَكِّر شَخْص بِآيَة أوْ تَحْكِي لَهُ قِصَّة أوْ مَوْقِفْ لِتُعَزِّيه أوْ تَسْنِد شَخْص فِي مَرَضُه أوْ ضِيقَتُه فَهذَا أمر هَام وَمُؤَثِر فِي المُحِيطِينَ بِك .. أيْضاً أنْ تُشْعِر مَنْ حَوْلَك بِمَحَبِّتَك لَهُمْ وَإِهْتِمَامَك بِهُمْ فَهذِهِ خِدْمَة وَمِنْهَا جَاءَت خِدْمِة الإِفْتِقَادٌ .. فَلأِنَّكَ إِفْتَقَدْت هذَا الشَّخْص تَسْأل عَنْهُ وَيَهِمَّك أنْ تَعْرِفْ أخْبَارُه . إِجْعَل عَنْدَك رَصِيد مِنْ كَلِمَات البَرَكَة تُنَاسِبْ كُلَّ إِنْسَان .. فَعِنْدَمَا تَرَى طَالِبْ تَقُول لَهُ (( رَبِّنَا يِنَجَحَك )) .. وَعِنْدَمَا تَرَى شَخْص مَهْمُوم تَقُول لَهُ (( رَبِّنَا يِرْفَعْ عَنَّك )) .. فَالكَلِمَة مُمْكِنْ أنْ تَبْنِي وَمُمْكِنْ أنْ تَهِدٌ .. فَيَقُول الكِتَاب ﴿ شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ ﴾ .. ﴿ تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ ﴾ .. ﴿ أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ ﴾ ( 1تس 5 : 14) .. فَهُنَاك خِدْمِة (( التَّشْجِيعْ ؛ التَّأنِّي ؛ السَنَد )) .. فَالإِنْسَان لاَ يَنْسَى الكَلِمَات الَّتِي تُفَرِّحُه وَالَّتِي تُحْزِنُه فَحَاوِل أنْ تَكُون كَلِمَاتَك مُفْرِحَة وَمُعَزِيَة لِمَنْ حَوْلَك .. إِنَّ رِسَالِة الْمَسِيحِي فِي الحَيَاة هِيَ إِمْتِدَادٌ لِرِسَالِة يَسُوع نَفْسُه فَلْنُحَاوِل عَلَى الأقَلْ أنْ نَخْدِم الله مِنْ خِلاَل هذِهِ المَجَالاَت .رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً أمِين

علاقات داخل الخدمة

 من رسالة معلمنا بولس الرسول الأولى إلى تلميذه تيموثاوس .. ﴿ لا تزجر شيخاً بل عظه كأبٍ والأحداث كإخوةٍ والعجائز كأمهاتٍ والحدثات كأخواتٍ بكل طهارةٍ .. أكرم الأرامل اللواتي هن بالحقيقة أرامل ولكن إن كانت أرملة لها أولاد أو حفدة فليتعلموا أولاً أن يوقروا أهل بيتهم ويوفوا والديهم المكافأة لأن هذا صالح ومقبول أمام الله .. ولكن التي هي بالحقيقة أرملة ووحيدة فقد ألقت رجاءها على الله وهي تواظب الطلبات والصلوات ليلاً ونهاراً وأما المتنعمة فقد ماتت وهي حية .. فأوصِ بهذا لكي يكن بلا لومٍ وإن كان أحد لا يعتني بخاصته ولا سيما أهل بيته فقد أنكر الإيمان وهو شر من غير المؤمن .. لتُكتتب أرملة إن لم يكن عمرها أقل من ستين سنة إمرأة رجلٍ واحدٍ مشهوداً لها في أعمالٍ صالحةٍ إن تكن قد ربت الأولاد أضافت الغرباء غسلت أرجل القديسين ساعدت المتضايقين إتبعت كل عملٍ صالحٍ .. أما الأرامل الحدثات فارفضهن لأنهن متى بطرن على المسيح يردن أن يتزوجن ولهن دينونة لأنهن رفضن الإيمان الأول .. ومع ذلك أيضاً يتعلمن أن يكن بطالاتٍ يطفن في البيوت ولسن بطالات فقط بل مهذارات أيضاً وفضوليات يتكلمن بما لا يجب .. فأريد أن الحدثات يتزوجن ويلدن الأولاد ويدبرن البيوت ولا يعطين علة للمقاوم من أجل الشتم فإن بعضهن قد انحرفن وراء الشيطان .. إن كان لمؤمن أو مؤمنة أرامل فليساعدهن ولا يثقل على الكنيسة لكي تساعد هي اللواتي هن بالحقيقة أرامل .. أما الشيوخ المدبرون حسناً فليحسبوا أهلاً لكرامة مضاعفة ولا سيما الذين يتعبون في الكلمة والتعليم لأن الكتاب يقول لا تكم ثوراً دارساً والفاعل مستحق أجرته .. لا تقبل شكاية على شيخٍ إلا على شاهدين أو ثلاثة شهودٍ الذين يخطئون وبخهم أمام الجميع لكي يكون عند الباقين خوف .. أناشدك أمام الله والرب يسوع المسيح والملائكة المختارين أن تحفظ هذا بدون غرضٍ ولا تعمل شيئاً بمحاباةٍ .. لا تضع يداً على أحدٍ بالعجلة ولا تشترك في خطايا الآخرين إحفظ نفسك طاهراً ﴾ ( 1تي 5 : 1 – 22 ) .. نعمة الله الآب تحل على أرواحنا جميعنا آمين .  يتحدث القديس بولس الرسول عن علاقتنا مع البعض كشكل وجوهر وسنتحدث في ثلاث نقاط :0 1/ الكنيسة جماعة المؤمنين . 2/ علاقة الخادم بالمخدوم . 3/ علاقة الكاهن والأمين والخادم . 1/ الكنيسة جماعة المؤمنين : ======================================  نحن نمثل جسم ربنا يسوع المسيح فنحن لحم من لحمه وعظم من عظامه .. فكل شخص يمثل خلية في جسم ربنا يسوع المسيح فنحن أعضاء جسم واحد .. ومن ضمن ألقاب الكنيسة أنها * كنيسة واحدة * فنحن نشترك في وحدة واحدة .. ﴿ هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح ﴾ ( رو 12 : 5 ) .. فنحن نمثل جسم حقيقي لربنا يسوع فالله هو الرأس والمدبر للجسم ولهذا فنحن مترابطين .. وأيضاً أبونا الكاهن في القداس يختار حمل واحد وأيضاً في التناول يرى أبونا الكاهن هل هناك أي جوهرة في الصينية .. إن جسد ربنا يسوع يتناوله المؤمنين ولذلك فكلنا خبزة واحدة في جسم واحد وكلنا توحدنا بالمسيح فكل عضو له كرامة ومحبة وأهمية وكيان فنحن نعمل مع بعض في تكامل ولسنا ضد بعض أو هناك تخاصم أو تعارض وكما يقول ﴿ هؤلاء الذين ألفهم الروح القدس معاً مثل قيثارة ﴾ ( ذكصولوجية باكر ) .. فنحن مثل القيثارة فلا توجد قيثارة إلا إذا اختلفت النغمات .  وليس شرط أن يكون كل شخص مثل الآخر بل لابد أن نعمل في إتفاق ووحدة وتنسيق ولا يجب أن يقلل أحد من دور الآخر بل كل شخص مهم وأيضاً مهم للآخر .. وهنا نذكر موقف هام في حياة داود فعندما تمرد أبشالوم على أبيه داود وأصبح أبشالوم صاحب مملكة كان يوجد رجل حكيم يُدعى حوشاي الأركي هذا الرجل أحب أن يكون مع داود ولكن داود طلب منه أن يظل مع إبنه أبشالوم ويبلغه أخبار إبنه وكيف يفكر وعندما عرف حوشاي الأركي أن أبشالوم سوف يهجم على داود أرسل جارية إلى الكاهن ليبلغ داود وبالفعل قام الكاهن وأرسل إبنه وهو شاب إلى داود وهذا الشاب عندما دخل المدينة رآهم بعض الناس من عند أبشالوم فاختبأ هذا الشاب عند سيدة حتى ذهب الذين يبحثون عنه واستطاع أن يذهب إلى داود ويخبره .. وهنا نجد أن الذي إشترك في العمل هم :0 1- حوشاي الأركي 2- جارية 3- الكاهن 4- إبن الكاهن 5- سيدة 6- داود وهذه هي سلسلة الكنيسة فرئيس الشعب هو داود وحوشاي هو المشير والكاهن هو الكاهن والشاب ( إبن الكاهن ) يمثل كل من يحضر إلى الكنيسة والسيدة هي فئة الأرامل والجارية هي كل من يقوم بأعمال بسيطة جداً .. فالجارية قامت بدور بسيط ولكنه مهم فجميعهم حلقة واحدة فليس دورنا في الكنيسة أن نرى الأعظم أو أن نلغي أدوار بعضنا ولكن إعمل شئ صغير جداً وكن أميناً فيه .. فكل شخص له دور وكرامة ودالة .. ويُحكى أنه كان يوجد مجلس شيوخ وكانوا يتحدثون عن الأنبا أنطونيوس هل هو أخذ درجة كهنوتية أم مازال راهب ؟ وكان يوجد شخص صامت بينهم فسألوه فقال لهم * أنا لا أعلم رتبته ولكني أعلم أنه كان عاملاً بدرجته * .  فالمهم أن ينفذ كل إنسان دوره بطريقة صحيحة .. وكل شخص عليه مسئولية في الكنيسة ودور فلا تتهاون في دورك وتعتبره غير مهم ولا تطلب دور غيرك ولا تتصارع مع أحد بل كن عضو إيجابي واشترك في كل نشاط ولا تكن سلبي ولا تنقد واسعى للبنيان لا للهدم .. والذي لا يقوم بدوره يكون عبء وإذا لم يشعر الخادم بمسئوليته في العمل الذي يقوم به حتى إذا كان عمل بسيط فيصبح غير أمين في الكنيسة ولا ينمي الروح الواحدة ولا ينمي روح المحبة وكما قال القديس بولس الرسول ﴿ أُكمل نقائص شدائد المسيح ﴾ ( كو 1 : 24 ) .  ويقول القديس غريغوريوس تشبيه هام في العهد القديم ويربطه بالعهد الجديد وهو إذا توفى زوج سيدة فتتزوج من الأقرب لها حتى يقيم منها نسل وإذا رفض يحدث أمران هما :0 أ- يخلع نعله . ب- تبصق هذه السيدة على وجهه لأنه تركها للأبعد لها وكان هو أولى بها . فيقول القديس أن السيدة هي الكنيسة وزوجها هو يسوع وربنا يسوع تركها على الأرض وارتفع إلى السماء ولم يكتمل نسلها .. ومن المفروض أن أقرب شخص لها يقترن بها لينجب أولاد لها ( أي المؤمنين ) والذي يرفض الإقتران بها يجد ملامة من الكنيسة .. فيسوع هو أخونا البكر والكنيسة عروسته ونسلها لم يكتمل وربنا يسوع يريد أن يضم أعضاء جدد للكنيسة فإذا أهملنا هذا الدور نجد أن جسم المسيح لم يُكتمل وذلك لأننا رفضنا الإقتران به فالكنيسة تنتظر جهدك ويدك حتى تكمل أعضاؤها ولهذا يقول الكتاب المقدس ﴿ وكان الرب كل يومٍ يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون ﴾ ( أع 2 : 47 ) . 2/ الخادم والمخدوم : ============================  علاقة الخادم بالمخدوم هي قصة حب وغيرة وأمانة فأصعب شئ أن تتحول الخدمة إلى عمل بلا هدف أو عمل بلا مسيح أو بلا رؤية .. إن مؤشر أي عمل من أجل المسيح ومن أجل مجده هو مقدار الصلاة من أجل هذا العمل .. على الخادم أن يصلي حتى يكون ربنا يسوع في وسط العمل ويكون الله هو الذي يقوده وينميه وإلا سوف يحدث إنحراف نفسي عند الخادم أي أنه سوف يختار الولد المؤدب أو اللطيف أو الذي عنده إستعدادات ويرفض الآخر وهذا كله لعدم وجود المسيح وعدم وجود رؤية واضحة .. فعلى الخادم أن يتعامل مع الكل ويعتبر كل مخدوم أمانة وعلى الخادم أن يحرك قلب المخدوم وأن يوصل له صورة المسيح ويجذبه للخلاص حتى يتغير هذا المخدوم ولهذا لابد أن تكون علاقة الخادم بالمخدوم قوية جداً وكما قال القديس أوغسطينوس ﴿ لا يخلص عن طريقك إلا من يحبك ﴾ .  فقد يحدث إنحراف عاطفي وتغيب الناحية الروحية ولذلك فإن الناحية العاطفية التي تربط بين الخادم والمخدوم لابد أن تُوجه بطريقة روحية فالذي يربط بين الخادم والمخدوم هو المسيح فإذا كان يوجد محبة أو غيرة أو دالة كل هذا بالمسيح وفي المسيح .. وكما ذكر القديس بولس الرسول ﴿ لأني لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً ﴾ ( 1كو 2 : 2 ) .. فالمسيح أمام عينيَّ بولس الرسول في كل خدمة وفي كل أمر ولهذا يقول أيضاً ﴿ فمنا مفتوح إليكم أيها الكورنثيون قلبنا متسع ﴾ ( 2كو 6 : 11) .. وأيضاً ﴿ صرت للكل كل شيءٍ لأخلص على كل حالٍ قوماً ﴾ ( 1كو 9 : 22 ) .. فمن الصعب أن تتحول أعمال الخدمة إلى أعمال إجتماعية أو تتحول إلى أمور عاطفية لأن الأمور العاطفية يحدث فيها تغيير وخداع أما الأمور الروحية فثابتة ودائمة .. فالمخدوم يتغير ولكن الخادم لا يتغير فعلاقة الخادم بالمخدوم لابد أن يكون فيها وعي روحي كبير من الخادم وخاصةً عند الخادمات وذلك لأن البنات تتعلق بالخادمة في المسيح ولكن جزء كبير من هذا التعلق عاطفي نفسي ولكن كيف تحول الخادمة هذه العاطفة النفسانية للبنيان وهنا نذكر أن دور الخادم بالمخدوم يتلخص في أكثر من نقطة وهم :0 أ‌- الصلاة من أجلهم : يقول أحد الآباء ﴿ ليتنا نتكلم مع يسوع عن المخدومين أكثر مما نكلم المخدومين عن يسوع ﴾ .. فإذا كانت الصلاة من أجل المخدومين ضعيفة فلا توجد خدمة روحية وتصبح الخدمة مثل النادي الإجتماعي وقد تصبح الخدمة معتمدة على الشلة ( الصُحبة ) . ب‌- السهر على خلاص نفسك : لابد أن يكون عند الخادم يقظة روحية ويكون دائم النمو من أجل نفسه ومن أجل الآخرين .. فحتى تخلص نفسك والآخرين لابد أن تكون ممتلئ حتى تعطي .. فلابد أن تكون هناك فترات خلوة خاصة بالخادم واجتماع خاص به وعشية خاصة به .. فمن أصعب الأمور أن العشيات والإجتماعات تخلو من فئة الخدام وذلك لأنهم وضعوا أنفسهم فوق التعليم فلابد أن يشعر الخادم أنه تلميذ ويتعلم .. ورؤية المخدومين للخادم كتلميذ أكثر فائدة لهم من رؤية الخادم مُعلم . ت‌- الإرتقاء بأفكار الأولاد : على الخادم أن يرتقي برغبات المخدومين فإذا لم يكن هناك ضوابط في المجتمع يحدث جموح وتحكم أدنى فئة أو مستوى فإذا تركنا هوى المخدومين يسيطر على الأمور فسنجد أننا لا نسير حسب الإنجيل .. فعلى الخادم أن يوفر النشاط للمخدومين ولكن لابد من وجود هدف روحي واضح . ث‌- متابعة حياتهم الروحية : على الخادم أن يعرف هل الأولاد مواظبة على التناول والإعتراف ؟ وأيضاً هل عند المخدومين وعي إيماني وعقيدي ؟ فإذا كان هناك مخدوم يحب القراءة على الخادم أن يشجعه ويعطي له كتاب يحببه أكثر في القراءة .. وأيضاً على الخادم أن يحفظ الترانيم أو التسبحة أو يحكي قصة كل هذا مع اللعب .. ولابد أن نذكر أن العمل الفردي مهم مثل العمل الجماعي فعندما يذهب الخادم للإفتقاد لابد أن يذكر إسم ربنا يسوع ويكون الحديث في الإفتقاد عن ربنا يسوع وليس عن مشاكل العالم .. وعلى الخادم أن يراعي في الإفتقاد أن يقرأ جزء صغير من الكتاب المقدس ويقول كلمة صغيرة ويعطي للمخدوم صورة أو كتاب ثم يصلي . ج‌- أن يكون دائم الإرشاد للمخدوم : وأن يعي سن المخدوم فالخادم يصنع جيل فلا يستهين بدوره لأن من الممكن أن يسمع مخدوم لحن فيحب الألحان ونشكر الله أن الأولاد تحب الخدمة والله يعطي نعمة للخدام فلابد أن نكون أمناء ونرتقي بالمخدومين حتى نربح كثيرين لربنا يسوع .. واحذر التعلق العاطفي أو التمييز وأن تهتم بفئة معينة من المخدومين وهذا يظهر في الإفتقاد فأحياناً يذهب الخادم إلى المخدوم المواظب على الكنيسة ولكن على الخادم أن يفتقد الناس المجهولة التي لا يذكرها أحد فهم في احتياج إلى الإفتقاد وكما يقول الكتاب المقدس ﴿ لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى ﴾ ( مت 9 : 12) .. والخادم الذي قلبه غيور سيُعرفه الله على الناس التي تحتاج للإفتقاد فالخادم الأمين كثير العمل قليل الكلام . 3/ علاقة الكاهن والأمين والخادم : =================================================  الكاهن : الكاهن له كرامة والكاهن عمله مدبر وهو أخذ مسئولية من الله وهذه المسئولية ليست للسلطة أو للتميز أو النهي ولكن هذا عمل تدبيري .. فالكاهن ينكسر أمام الله وينسحق من أجل شعبه وكما قال القديس أوغسطينوس ﴿ أطلب إليك من أجل سادتي عبيدك ﴾ .. فكلمة * سادتي * أي * المخدومين * .. والكهنوت ليس مركز فالكاهن شفيع أمام الله ولكن بعض من الناس تشعر أن أبونا الكاهن لها وحدها فإذا قصَّر في شئ تصب عليه إتهامات كثيرة ولكن لابد أن نعرف أن الكاهن مسئول عن أشخاص كثيرة جداً وهو أيضاً وكيل للأسرار .. وهناك بعض من الناس تحتاج إلى إهتمام أبونا الكاهن أكثر من أناس أخرى .  والكاهن لا يطلب الكرامة من أحد وكما قال القديس يوحنا ذهبي الفم ﴿ قيل عن الرعاة أن الكرامة ثِقَل عليهم والإهانة مكسب لهم ﴾ .. وأيضاً يقول القديس مارأفرآم ﴿ إعطي الكرامة اللائقة للكاهن كوكيل لأسرار الله ولا تتأمل في أعماله لأنه من حيث أعماله هو إنسان ومن حيث درجته هو ملاك وبالرحمة صار وسيطاً بين الله والناس ﴾ .. فعند رسامة الكاهن يفتح فمه ورئيس الكهنة ينفخ في فمه وبذلك يأخذ نفخة الروح فهذه النفخة التي أعطاها ربنا يسوع للرسل هي نفس النفخة التي يأخذها الكاهن ولذلك فهي تظل فاعلة في الكاهن .. ثم يقول الكاهن ﴿ فتحت فمي فاجتذبت لي روحاً ﴾ .. فالكهنوت وعاء للروح .  الأمين : يدبر وينظم وينسق ويرتب فكلمة * أمين * تأتي من الأمانة وعلى الأمين أن يتابع ويوزع الأدوار ويشجع ويوجه ويعرف الطاقات ويوظفها ولا ينحاز لأحد ويجعل الخدمة ترتقي روحياً ويتابع الخدام شخص شخص أي متابعة فردية لا بروح السلطة بل بروح المحبة .. وعلى الأمين أن يوفر للخدام كتب تفيدهم في التحضير ويعمل خلوات وأيام روحية للخدام ويكون هناك قداس للخدام .. والأمين هو حلقة الوصل مع أبونا الكاهن .. وعلى الكاهن أن لا يلغي الخدام وكذلك على الخدام أن لا يلغوا الأمين فلابد أن يعمل الجميع في حلقة واحدة وعلينا أن لا نتخطى بعض ولكن الخادم يعرض أفكاره على الأمين والأمين بدوره يعرض هذه الأفكار على أبونا الكاهن ويسمع توجيهات الكاهن ثم يعرضها الأمين على الخدام ويقنعهم بها حتى يصل إلى أفضل وضع يبني الخدمة حتى يكون الجميع رعية واحدة لراعي واحد .  الخادم : الخادم يفكر ويصلي ويبحث في الكتب ويطور من وسائل الإيضاح ويعرض موضوع معين من خلال ندوة وله دور في التنفيذ فالخادم لا يعمل بمعزل عن الآخرين ولكن الجميع لهم فكر وقلب واحد مثل بولس الرسول عندما ذهب للمعتبرين أعمدة أي بطرس ويوحنا وباقي الرسل حتى يعرض فكره وإنجيله وقال ﴿ لئلا أكون أسعى أو قد سعيت باطلاً ﴾ ( غل 2 : 2 ) .. فعلى الخادم أن يقبل التوجيهات من الأمين ومن الكاهن ويتكلم بحب واتضاع ويعرض مشاكله ولا يكون فيه روح تمرد وكما ذكر الكتاب المقدس ﴿ طريق الجاهل مستقيم في عينيه أما سامع المشورة فهو حكيم ﴾ ( أم 12 : 15) .. وأيضاً قد يصبح للخادم أشخاص معينة ويبعد عن الأمين والكاهن وتتحول الخدمة إلى عمل إجتماعي لأن من صفات العمل الروحي وجود الروح الواحدة .. وعلى الخادم أن يواظب على إجتماع الخدام وممكن ينزل إفتقاد مع خادم آخر لأسرة غير أسرته وإذا كان هناك إجتماع صلاة يحضره ﴿ غير تاركين اجتماعنا كما لقومٍ عادة ﴾ ( عب 10 : 25 ) .. ويكون حضوره إيجابي .  وعلى الخادم أن لا يسخر من خدمة الآخر أو من شخصية الآخر وعليه أن يتخلص من حرف الياء * أولادي .. كنيستي .. أسرتي .. خدمتي * .. فأنت عضو في جسم فلا تعمل بمفردك .. وعلى الخادم أن يصلي من أجل كل الكنائس وعن خلاص كل الشعب وعليه أن يحذر من الإنعزال والتمرد والفراغ الروحي الذي يجعل الإنسان يفقد الهدف ومن الروتينية في الخدمة وكما قال صموئيل النبي لشاول الذي لم يسمع كلام الله ﴿ هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب .. هوذا الإستماع أفضل من الذبيحة والإصغاء أفضل من شحم الكباش ..... لأنك رفضت كلام الرب رفضك من المُلك ﴾ ( 1صم 15 : 22 – 23 ) .. فالعمل الذي عمله شاول في شكله ليس خطأ ولكنه كسر من خلاله روح الطاعة والروح الواحدة وكما قال القديس بولس الرسول ﴿ حتى بعد ما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضاً ﴾ ( 1كو 9 : 27 ) .ربنا يكمل خدمتنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ويكمل نقائصنا ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

خدمة الحب وخدمة الفرح

هناك صفتين مهمين جداً يجب أن تتواجدا في خدمتنا هي خدمة الحب والفرح .. معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى تسالونيكي يقول { بل كنا مترفقين في وسطكم كما تُربي المُرضعة أولادها .. هكذا إذ كنا حانين إليكم كنا نرضى أن نُعطيكم لا إنجيل الله فقط بل أنفسنا أيضاً لأنكم صرتم محبوبين إلينا } ( 1تس 2 : 7 – 8 ) . خدمة المحبة .. الرحمة .. الرأفة .. وهي أجمل الأمور التي تُميز الخدمة .. حتى لو كانت الخدمة ليس لها إمكانيات عظيمة أو جذابة ولكن بها حب .. إن الحب يخدم ضعف الإمكانيات ويوصَّل الرسالة المطلوبة بأقصر الطرق وأجمل اللغات . نحن مدعوين أن نخدم الحب في خدمتنا .. في مريض نزوره أو مُسن نخدمه أو طفل نخدمه .. ترنيمة نقدمها .. أي كل أمر نفعله بمحبة .. ما أجمل معلمنا بولس الرسول في رسالته لكورنثوس عندما قال { لتصر كل أموركم في محبة } ( 1كو 16 : 14) .. يمكن أن ينسى المخدوم الكلام ولكن يتذكر المحبة . لا يمكن أن أعطي الحب لو لم أشعر به في حياتي وشعرت بحنو الله في حياتي .. أشياء كثيرة في حياتنا هي إنعكاس لمحبة الله .. محبة .. غفران .. حِنو .. وهكذا قدِّم حب واعطي لمسة محبة فإن هناك عِلم يُدرَّس إسمه عِلم " اللمسة الإنسانية " .. الخدمة تحتاج ناس شبعانة من محبة الله . أعمال المحبة والرحمة لها كرامة عند الله أكثر من أي أعمال أخرى .. فهناك قصة شهيرة عن رجل قام بخطأ وأرسل له الملك لكي يُحاكمه .. وعندما خاف الرجل أن يذهب له بمفرده ظل يبحث عن أحد له دلالة على الملك فوصل لأحد الأشخاص ولكن يعرف البواب فقط .. وبعدها بحث عن آخر فوجد من يعرف الوزير الخاص بالملك ولكنه قال له إنه لا يستطيع أن يدخل إلى الملك لأن حدوده باب حجرة الملك .. فظل يسأل عن شخص يدخل معه فوجده وقال له أنه يعرف الملك تماماً وأنه سيدخل معه وطلب منه أن لا يتكلم وأنه سوف يتكلم عنه أمام الملك . وعن معنى هذه القصة نقول أن البواب عبارة عن ممارسة الفضائل .. التواضع .. الإحتمال ....... إن الفضائل تجعلني أدخل من الباب ولكن أعمال الطهارة والعفة وحِفظ الجسد والحواس من الدنس ومن مغريات العالم تدخل معي حتى باب الملك وممكن أن تشفع لي عنده .. أما أعمال المحبة والرحمة تدخل إلى حضرة الملك وتتكلم عني وأنا صامت . ويحكي لنا الكتاب المقدس عن طابيثا .. عندما ماتت وكان يحبها جداً كل من حولها لحبها ورحمتها عليهم فأرسلوا إلى بطرس الرسول حتى يأتي ويُقيمها من الأموات .. فجاء بطرس وهو لا يعرفها فبدأ الجميع يُروا أعمالها معهم ويرونها إلى بطرس فهي ماتت إلا أن أعمالها تكلمت عنها بعد ذلك ( أع 9 : 36 – 42 ) .. نحن أخذنا وعد بأن كأس ماء بارد لا يضيع أجره في السماء ( مت 10 : 42 ) .. الأعمال باقية وتشفع فينا . القديس بطرس العابد كان قاسي جداً .. جاءه فقير ليستعطي فانتهرهُ .. ثم ضربهُ برغيف خبز بكل قوة فأخذه الفقير .. وبعد أيام رأى القديس رؤية بأن هناك مكان مُظلم جاء من يأخذه إليه وهم يتحدثون عنه وعن أعماله الشريرة الكثيرة التي فعلها .. ثم وجد من بعيد ملاك يقف وفي يده رغيف خبز مثل الرغيف الذي ضرب به الفقير .. وعرف أن هذا الرغيف رغم أنه كان بهدف ضرب الفقير إلا أنه شفع فيه . في خدمة المُسنين مثلاً هو لا يعرف معنى ما تقوله لأن ذهنه أصبح لا يستوعب هذا الكلام ولكنه يستوعب المحبة جيداً ويُدرك مدى محبتك له ومدى اهتمامك وانشغالك به .. من يخدم خدمة الحب يرى المسيح بأسهل طريقة . في الزيارات الخدمية عليك الإقتراب من المخدوم والتلامُس معه وإخراجه من العُزلة والإكتئاب بالكلام والتلامُس .. هذه هي خدمة الحب التي تتقدم على خدمات كثيرة لربنا فهي لا تحتاج إلى مواهب كثيرة سوى محبة الفترة التي أخذناها من شخص ربنا يسوع المسيح .. إعطي نفسك للآخر ولا تتأمل نفسك فقط .. ما من إنسان إنغلق على ذاته إلا ومشاكله أصبحت الضِعف .. الله أعطانا فرصة لكي نعطي محبة لمن حولنا . خدمة الفرح وذلك بأن تجد من يفرَّح المخدوم .. وهذا عن طريق الرجاء في كل أمور الحياة .. حتى وهو يُفارق الحياة إعطيه رجاء بالحياة الأبدية .. وأن كل الأمور التي تحدث في حياتنا بسماح من الله فيقبلها بشكر وبفرح . إجعل خدمتك مُفرحة .. لا تذهب إليها كاره أو مغصوب أو مهموم فأنت ذاهب لكي تستقبل من آلامهم .. جميل أن يكون في ذهنك إنك ذاهب لتفرَّح المخدوم وتُعد لهم كل الأمور المُفرحة .. وصَّل المسيح المُريح .. المسيح الذي يجول يصنع خيراً .. يمشي ساعات لكي يِربح واحدة .. ويوقف موكب إبن الأرملة لكي يُقيمه من الموت .. عليك أن تشعر بألم المخدوم وتُقدم له دون أن يطلب منك أحد لتُفرِّحه . قدِّم كل ما هو مُفرح سواء وعد أو آية أو قديس .. كلمة .. طِلبة .. يحتاج أن يشعر إنه مهم ومحبوب وموضِع عناية .. ما أجمل أن يكون هناك رؤية .. وأن تختار الكلمات المناسبة والأفكار الجديدة لتُفرِّح من حولك . ربنا يقبل خدمتنا ويكمل نقائصها ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين

الخدمة الفعالة

من سفر الأعمال أصحاح (20 : 18 – 21 ، 24 ) .. { فلما جاءوا إليه قال لهم أنتم تعلمون من أول يوم دخلت أسيا كيف كنت معكم كل الزمان أخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة وبتجارب أصابتني بمكايد اليهود .. كيف لم أُؤخر شيئاً من الفوائد إلا وأخبرتكم وعلمتكم به جهراً وفي كل بيتٍ .. شاهداً لليهود واليونانيين بالتوبة إلى الله والإيمان الذي بربنا يسوع المسيح ؛ ولكنني لستُ أحتسب لشيءٍ ولا نفسي ثمينة عندي حتى أُتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة الله } . كيف تكون الخدمة فعَّالة ومُفرحة لنا ولربنا ؟ هناك ثلاث كلمات – مفاتيح – للخدمة الفعَّالة :0 أولاً خدمة الروح . ثانياً خدمة الحب . ثالثاً خدمة الفرح . أولاً خدمة الروح : ===================== فرق كبير بين الخدمة الإجتماعية والخدمة الروحية .. الخدمة الإجتماعية تعتمد على الأنشطة والآداب العامة .. ترفيه .. خدمة لتعليم الذوقيات .. أما الخدمة الروحية تقدم روح مثل بولس الرسول الذي يتحدث عن خدمته بأن يقول إنه لا يؤخر شئ إلا وأخبرهم به .. يتحدث بوداعة وتواضع .. خدمة لها علامات تُقدم أمور تُشبع النفس والروح .. فالمخدومين داخلهم احتياج قوي لله .. إحتياج للمُطلق .. حتى لو كان شرير أو غير مؤمن . خدمة بها اشتياق لأن يكون المخدوم متقابل مع المسيح .. يشبع منه .. أن تساعدهم لكي يعرفوا طريقة الوصول له .. نحن نحتاج أن نُقدم لهم الإنجيل وشخص ربنا يسوع المسيح وكل ما يُشبعه روحياً .. هدفنا الوصول إلى جوهر إهتمام المخدوم .. ويكون الله هو مركز اهتمام له .. يفكر في المسيح يسوع .. وألذذه بالتسبيح وأعرَّفه بأمومة وعذوبة الكنيسة . الخدمة الروحية هي بداية أي خدمة مُفرحة ومُشبعة .. جميل أن تعرَّف المخدوم كيف يتخلص من خطيته عند المسيح .. عند الصليب .. عند الكنيسة بالتوبة والإعتراف والتناول . من علامات الخدمة الروحية أن يكون لنا صلاة من أجل الخدمة .. نحن نوجه قلوبهم وأفكارهم .. فبدون الصلاة تحولت الخدمة إلى حركة اجتماعية .. وعلى الخادم أن يذوق المسيح في حياته الشخصية حتى يسهُل عليه أن يذوَّقه لأي إنسان .. فيلبس شاهد المسيح وكان له صديق إسمه نثنائيل فعرف كيف يقول تعال لننظر المسيح ( يو 1 : 46 ) . في هذا العصر هناك أنشطة كثيرة جداً تأكل الأمور الروحية .. فالجميل أن أذوَّق مخدوميني الحياة مع الله .. نحن نواجه غزو إعلامي مُتعدد الثقافات .. والأفكار الشريرة تجدد من نفسها وأساليبها وتفسد من عقول الأطفال .. فعلينا أن نقدم له خدمة روح .. خدمة تشبَّع . إن روحيات الخادم تنطبع على المخدوم .. من صوته ومن صفاته وكلامه .. حركاته ومعاملاته مع الآخرين . ثانياً خدمة حب : =================== الخدمة هي انعكاس لمحبة الله في حياتي .. وكلما ذقت محبة ربنا كلما ازداد محبة المخدوم له .. وأعرف أنا كيف أحب المخدوم من حب الله لي .. محبة الله هي التي تغلب التحديات الصعبة التي نواجهها لأن محبة ربنا عندما تدخل داخل إنسان تجعله يغلب الشر .. والمخدوم سيرى محبة الله في داخلي فيجعله هو أيضاً يغلب الشر . علِّم المخدوم أن الله لا يفرَّق في محبته بل يحب الكل .. لذلك نحن كخدام نحب الكل .. وعليك أن تعرف أن هناك فرق بين المحبة البشرية المُتقلبة والمحبة التي هي في المسيح يسوع ومصدرها هو وهي ثابتة .. وهذا يأتي في صورة صلاة من أجل المخدوم والبحث عنه ، إهتمام به على مستوى الشخص وأن تقدم له أفضل ما عندك وتقدم له وقتك وجهدك . جميل أن تكون الخدمة خدمة مشاعر مثل بولس الرسول الذي كان هناك وِد بينه وبين الذين كان يخدمهم .. يقول { وبدعائهم لأجلكم مُشتاقين إليكم } ( 2كو 9 : 14) .. ” يا أولادي المحبوبين كنت أتمنى أن أراكم بالوجه “ .. ويتحدث في رسالة رومية إلى كل واحد بإسمه ولقبه أيضاً .. وفي رسالته لتسالونيكي يقول { بل كنا مترفقين في وسطكم كما تُربي المُرضعة أولادها هكذا إذ كنا حانين إليكم كنا نرضى أن نعطيكم لا إنجيل الله فقط بل أنفسنا أيضاً } ( 1تس 2 : 7 – 8 ) .. عندما انسكبت محبة ربنا في قلبي سأعرف كيف أُقدم محبة للمخدوم ولا ننسى القول المشهور جداً وهو مفتاح الخدمة وهو للقديس أغسطينوس { لا يخلُص عن طريقك إلا من يحبك } . أيضاً نقول أن المحبة في المسيح يسوع محبة للكل ولا تُفرِّق ولا لكي هذا الشخص به ميزة معينة والآخر ليس به أي شئ .. محبة من المسيح .. محبة سببها هو .. محبة ثابتة ودائمة .. خلاف المحبة البشرية العاطفية التي تجعلني أتضايق منه عندما يُخطئ . فما أجمل أن تُعبِّر عن هذا الحب بلمسة معينة .. إتصال تليفوني .. في أعياد ميلادهم .. في ظروفهم الصعبة نهتم بهم .. بهذا تستطيع أن تقول له في مرة أخرى أن يأتي لحضور القداس والتناول لأنه في هذه الحالة سيستجيب لأنه شعر بمحبتك له من قبل .. أعرف كل ظروفه ومشاكله واهتماماته فربنا يسوع قيل عنه أنه يعرف خاصته بأسماءهم .. { خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني } ( يو 10 : 27 ) . أسهل طريق يلمس به المخدوم محبة ربنا له أن يرى أحد يُحبه بلا سبب فيعرف بعد ذلك أنها محبة مصدرها من الله .. لأن الله يحبنا بلا سبب .. إن كنت فقير في الحب ستكون بلا كلام ومشاعر لأنك فقير في محبة الله .. أُنظر ربنا يسوع كيف كان يتعامل مع السامرية .. الابن الضال .. زكا .. المرأة الخاطئة .. يقول بولس الرسول { شجعوا صغار النفوس .. أسندوا الضعفاء .. تأنوا على الجميع } ( 1تس 5 : 14) . ثالثاً خدمة فرح : =================== أي تقدم له شئ يحل له مشكلة .. أي خدمة تقدم له رجاء وتُشعره بقيمته .. أتعامل معهم ببشاشة وصبر وطول أناة .. من علامات خدمة الفرح أن يكون فيها تجديد مستمر .. جميل أن يكون بها بهجة .. فإن ربنا يسوع المسيح عندما كان يُعلِّم كان يُعلِّم مرة في السفينة .. مرة في الحقل .. مرة على جبل .. في كل مرة كان يُجدد من الشكل العام حتى يشعر الجميع بالإرتياح وهم يسمعون للتعاليم .. كان أيضاً يهتم بهم حتى أنه لاحظ وجودهم لفترة طويلة معه فأراد إطعامهم . إستخدم إمكانيات أعطاها الله لك .. موسيقى .. كمبيوتر .. مطبوعات .. كل هذا وظَّفه لكي يخدم الخدمة .. من خلال لمسات بسيطة قدم له أمور كبيرة مُفرحة .. إحترم أدميته وعرَّفه على المسيح المُفرح وتعطيه قيمة سيخرج فرحان .. نهتم بنظافة المكان وإعداده إعداد جيد .. إعداد الدرس والترنيمة والإهتمام بكل الأمور من استقبال بوجه بشوش وتقديم الأفضل لدينا .. إهتموا بأن روحكم واحدة وهدفكم واحد .. معرفة المسيح .. تفرحوهم .. وتعتنوا بهم جداً . ربنا يعطينا أن نخدم خدمة مقبولة ومرضية أمامه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين

كيف نكون علاقة حب مع الله

بسم الآب والإبن والرُوح القدس الإلَه الواحِد أمِين فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكُلّ أوان وإلَى دهر الدهُور أمِين  حا أقرا معاكم جزء صغير من رِسالَة بُولس الرَّسُول لِتلميذه تيِمُوثاوُسَ بركاته على جمِيعنا أمِين00تيِمُوثاوُسَ التانية أصحاح 3 يقول كده [10- وَأَمَّا انْتَ فَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمِي، وَسِيرَتِي، وَقَصْدِي، وَإِيمَانِي، وَأَنَاتِي، وَمَحَبَّتِي، وَصَبْرِي،11- وَ اضْطِهَادَاتِي، وَآلاَمِي، مِثْلَ مَا اصَابَنِي فِي انْطَاكِيَةَ وَإِيقُونِيَّةَ وَلِسْتِرَةَ. ايَّةَ اضْطِهَادَاتٍ احْتَمَلْتُ! وَمِنَ الْجَمِيعِ انْقَذَنِي الرَّبُّ. 12- وَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ انْ يَعِيشُوا بِالتَّقْوَى فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُونَ.13- وَلَكِنَّ النَّاسَ الأَشْرَارَ الْمُزَوِّرِينَ سَيَتَقَدَّمُونَ الَى ارْدَأَ، مُضِلِّينَ وَمُضَلِّينَ. 14- وَأَمَّا انْتَ فَاثْبُتْ عَلَى مَا تَعَلَّمْتَ وَأَيْقَنْتَ، عَارِفاً مِمَّنْ تَعَلَّمْتَ. 15- وَأَنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ، الْقَادِرَةَ انْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ بِالإِيمَانِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. 16- كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَ التَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَ التَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ،.17- لِكَيْ يَكُونَ انْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّباً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ ]00نِعمة الله الآب تحل على أرواحنا جميعاً أمين0  موضوعنا بتاع النهارده موضوع عملِى جِدّاً عَنْ إزاى الإِنسان يكوِّن عِشرِة محبَّة مَعَْ ربِّنا00 أجمل عِلاَقة مَعَْ ربِّنا عِلاَقة الحُب00فِى عِلاَقة الواجِب وَفِى عِلاَقة الأُجره وَفِى عِلاَقة الروتين وَفِى عِلاَقة الحُب00فِى واحِد مُمكِنْ يكون بِيشتغل عند واحِد فِى مكان لأِنَّه لازِم يشتغل عنده00واجِب00 فِى واحِد تانِى يشتغل عند واحِد فى مكان لأِنَّه بياخد مِنْه فلوس00فِى واحِد تانِى بِيشتغل عند واحِد فِى مكان لأِنَّه خايِف مِنْه00وَفِى واحِد بِيشتغل عند واحِد فِى مكان لأِنَّه بيحِبَّه00أكتر واحِد يُثمِر مِين ؟ أكِيد الَّلِى بيحِبَّه0  علشان كِده عِلاَقِتنا مَعَْ ربِّنا إِنْ ماكانِتش مبنية عَلَى الحُب تُبقى عِلاَقة إِمَّا واجِب إِمَّا روتِين إمَّا عِلاَقة لها مُقابِل إِمَّا عِلاَقة شكلِيَّة00عِلاَقة الحُب00إِزاى الواحِد يبتدِى عِلاَقِة محبَّة بِربِّنا ؟ إِزاى صلاته تُبقى صَلاَة حُب مِش صَلاَة واجِب ؟ إِزاى قرايته فِى الكِتاب المُقدَّس تُبقى قراية إِشتياق ؟ إِزاى الإِنسان فِى وسط إنشغالاته الكتيرة جِدّاً جِدّاً عِلاَقته بِربِّنا تُبقى عِلاَقة حُب ؟  حا أقول لكم علشان تبتدِى بِعِلاَقة حُب لازم تُدرِك محبِّة الله لِك ، أوِل نُقطة إِدراك محبَّة الله ، مِش مُمكِنْ أنا أأمرك بِمحبِّة حد إِنْ لَمْ تشعُر إِنت أوَّلاً إِنَّه حبَّك00وَعَلَى قدر الإِنسان ما يُدرِك محبِّة الله لَهُ عَلَى قدر ما يُبادِل الله حُب بِحُب0  (1) إِدراك محبَّة الله00(2) لمَّا أدركت الحُب ديَّت أسفرت عَنْ توبة وَالتوبة أشعرتنِى جِدّاً جِدّاً بِمحبِّة ربِّنا لإِنْ أنا الَّلِى مُمكِنْ بكون بأُخطِئ إِليه ببُص ألاقِى ربِّنا بيقبلنِى فقبول ربِّنا لىَّ رغم خطاياى ده أكبر دلِيل للحُب00فالتوبة وَقبُول توبتِى مِنْ الله بينَّمِى محبتِى لله جِدّاً0  (1) إِدراك محبَّة الله ، (2) التوبة ، (3) العِشرة الشخصيَّة ، عشان عِلاَقتِى تنمو فِى المحبَّة لازِم نُقعد ويا بعض كتِير، نتكلِّم نسمع بعض ، نتبادل وجهات النظر، أعرف فِكرك تِعرف فِكرِى ، أعرف إهتماماتك تِعرف إهتماماتِى ، أحِب أأقعد معاك كتِير، فـا (3) العِشرة الشخصِيَّة حا تلاقِى إِنْ العِشرة الشخصِيَّة مَعَْ ربِّنا دى بتنَّمِى المحبَّة جِدّاً ، (4) وَالأخِيرة الخِدمة،خِدمِتك لِربِّنا وَخِدمِتك فِى كنِيسته تنَّمِى محبِّتك لِربِّنا ، نتكلِّم فِى الأربع نُقط دول0 (1) إِدراك محبَّة الله :0 =======================  صدَّقونِى يا أحِبَّائِى لَوْ الإِنسان أدرك محبَّة الله لَهُ ما يكفهوش عُمره كُلّه عشان يديه لِربِّنا فِى مُقابِل محبِّة ربِّنا لَه ، مُعلِّمنا يُوحنا الرَّسُول يقولَّك إيه [ نحنُ نُحِبُّهُ لأِنَّهُ هُوَ أحبَّنا أولاً ] ( 1يو 4 : 19 ) ، محبِّتنا لله نتِيجة إِدراك محبِّته لىَّ فلَّما أنا أدركت محبِّته لىَّ أنا محبتِى إِتحركِت،حبنِى إِلَى إيه ؟ يقولَّك أحبَّنا إِلَى إيه ؟ إِلَى المُنتهى ، مرَّة تانية مُعلِّمنا يُوحنا الرَّسُول يقولَّك إيه [ أحبَّنا بِلاَ سبب ] ، صحِيح مفناش حاجة تستاهِل نتحب بالعكس لَوْ جاز التعبِير يعنِى – لَوْ جاز التعبيِر – مَعَْ إِنْ ده مِش فِى مُصطلح ربِّنا إِحنا نستاهِل نتكره لأِنْ وحشِين ، لكِنْ أحبَّنا بِلاَ سبب ، أحبَّنا فضلاً ، هُوَ ما يكرهناش قوِى00لِيه ؟ لأِنْ إِحنا ولاده مهما كَانَ إِحنا ولاده ، مهما كُنَّا خُطاة مهما كُنَّا بِنعمِل تعدِيَّات فا إِحنا ولاده ، فَهُوَ يحِبِنا بِلاَ سبب فَهُوَ أحبَّنا أوَّلاً ، أحبَّنا حَتَّى الموت موت الصلِيب ، أحبَّنا إِلَى النِهاية ، ده إيه ده ؟ ده النَّفْسَ الَّلِى تُدرِك عمل الله مِنْ أجلها ، ده غِنى ربِّنا يسُوع المسِيح ، دع عظمته كإلَه أنْ [ أحبَّ خاصَّتهُ الَّذِينَ فِي العالم ] ( يو 13 : 1)0  محبِّة ربِّنا لىَّ ، آه لمَّا أكتشِف محبِّة ربِّنا لىَّ وَتدخل جوَّه قلبِى وَأشعُر أنَّ محبَّة المسِيح تحصُرنِى وَأشعُر أنَّ محبَّة المسِيح بِتتخلل قلبِى وَعقلِى وَكيانِى وَعاطِفتِى أشعُر بِفِعل محبَّة قوِى دخلنِى فلاقِى نَفْسِى مِش قادِر أقاوِم تيار الحُب ده إِلاَّ بإِيه ؟ إلاَّ بِحُب ، واحِد مِنْ الآباء القِدِّيسِين كَانَ يُناجِى ربِّنا يقولَّه كِده [ لقد جرحت نَفْسِى أيُّها الحبِيب وَ لاَ أقوى عَلَى ضبط لهِيب حُبَّك فلِذلِكَ سأجرِى مُسَّبِحاً إِيَّاكَ ] ، مِش قادِر0  إِدراكك محبِّة ربِّنا ، عشان كِده خلِّى بالك مِنْ أكبر الحاجات الَّلِى عدو الخِير يخلِيك عايِش فِى غفلة كاملة عنها إِدراكك لِمحبِّة الله ، يقولَّك يا سِيدِى إِنت نُقطة فِى بحر ، تقوله " ده حبنِى حَتَّى00" يقولَّك ده قِصَّة ، زمان ، إِنت لِسَّه فاكِر ، تقولَّه ده بيقدِّم ذاته عنِّى إِلَى اليوم عَلَى المذبح ، يقولَّك وَإِنت بتصدَّق برضه الكلام ده ، حرب تشكِيك يفقِدك بِها أغلى وَأجمل قِيمة فِى حياتك ، عشان كِده إِدراكك لِمحبَّة الله0  جمِيل إِنْ إِنت تنظُر للطبِيعة دِى كُلَّها ، كُلّ الجمال الَّلِى حواليك ده وَتقولّه مِنْ أجلِى ، ما أجمل القدِيس غرِيغوريُوس اللاهوتِى الناطِق بِالإِلهِيَّات الَّلِى حوَّل جمال الطبِيعة كُلّها لِحوار حُب شخصِى بينه وَبينَ ربِّنا ، يُقعد يقولَّه إيه [ مِنْ أجلِى ألجمتَ البحر ] ، عارِف إِنت الَّلِى يُقعد يقولَّك إيه عملت لىَّ البيت ده عشانِى وَالقاعة دِى عشانِى وَعملت لِى الكراسِى دِى عشانِى وَعملت لِى الأرضِيَّة الجمِيلة دِى عشانِى ، حوِّلت كُلّ الحاجات الجمِيلة المعمولة دِيَّت علشان تِفهم مِنها أجمل رِسالَة أهم مِنْ اللمبة وَأهم مِنْ الكُرسِى وَأهم مِنْ000إِنْ إيه ؟ حُب0  إِنت يارب عملت لِى إيه ؟ [ مِنْ أجلِى ألجمتَ البحر00مِنْ أجلِى أظهرتَ طبِيعة الحيوان00ثبَّتَ لِىَّ الأرضَ لأمشِى عليها ] ، أنا نِفْسِى نتخيَّل لَوْ الأرض دِى مِش ثابتة كُنْا حنعمِل إيه ؟ كُنْا نمشِى نخَّبط فِى بعض ، حوَّل كُلَّ أعمال الله إِلَى إِكتشاف عظمِة وَجمال وَقُوَّة محبِّة الله فَصَارَ فِى تيار حُب جارِف لله نتيِجة أعمال محبَّة الله ، طب الكلام ده فِى الطبِيعة ، يقولَّك كمان وَفِى التجسُّد إِنت جِيت مِنْ أجلِى ، [ أتيتَ إِلينا عَلَى الأرض00أتيتَ إِلَى بطن العذراء00أيُّها الغير المُحوى ] ، إِزاى ياربَّ إِنت جِيت ؟ إِزاى ياربَّ تقبل كُلّ هذا ؟ لمَّا جِيت عَلَى الأرض عِشت كفقِير عِشت كأدنى النَّاس مِنْ أجلِى وَفِى الأخِر يارِيتك أخدت كلِمة شُكر ، يارِيت النَّاس مجدُوك وَ لاَّ رفعُوك00لأ00ده رفعُوك عَلَى العود أنتَ الرَّافِع كافة الجِهات بِقُوَّتِكَ ، فِى الأخر أخد المهانة وَأخد الخِزى وَأخد العار00كُلّ ده إيه ؟ مِنْ أجلِى ، عشان كِده هل تُدرِك محبَّة الله لَكَ ؟  عايِز تتعلَّم إِزاى تحِب ربِّنا شوف هُوَ حبَّك أد إيه وَخلِّى بالك الإِدراك الشخصِى غير الإِدراك الجماعِى ، عشان كِده القدِيس غرِيغوريُوس بِيقول لِربِّنا [ مِنْ أجلِى ] ، عشانِى أنا مِش عشان كُلّ البشر00لأ00عشانِى أنا ، ربِّنا يسُوع المسِيح أحبَّ البشر كُلَّهُمْ وَأسلم ذاته فِداءً عنَّا كُلِّنا لكِنْ مُعلِّمنا بُولُس الرَّسُول يقولَّك إيه [ الَّذِي أحبَّنِي وَأسلم نَفْسَهُ لأِجلِي ( خلِّى بالك مِنْ " نِى " ) ] ( غل 2 : 20) ، هل أنا أدركت إِنْ ربِّنا عمل كُلّ ده مِنْ أجلِى ؟ عشانِى أنا ؟! هل وصلت لَكَ الرِسالَة بِتاعة محبِّة ربِّنا لِشخصك إِنت الشخصِيَّة جِدّاً الخاصة جِدّاً جِدّاً ؟ أدركت الحِتَّة دى ؟  عشان كِده الله ينيح نَفْسَه أبونا بِيشوى كامِل يدِّى تدرِيب لطِيف قوِى يقولَّك " أنا عايزك كُلّ يوم تبُص لِصورة يسُوع المصلُوب خمس دقائق "00لِيه ؟ عشان تشوفه وَتقول كُلّ ده إيه ؟ مِنْ أجلِى ، ياه إِنت بتحبنِى كُلّ ده ماكونتش أعرف ، ماكونتش أشعر ، كُلّ ده ؟ كُلّ شوكة كَانَ مفرُوض تِيجِى فىَّ ، كُلّ عُرى أنا الَّلِى أستاهله ، كُلّ خِزى أنا الَّلِى أستاهله00كُلّ ده عملته مِنْ أجلِى ؟!! ياه ده أنا بلِيد ، ده أنا قاسِى ، ده أنا مِش بقابلك حُب بِحُب ، ده أنا بزوِد إِهانتك ، ده أنا بحُط شوكة عَلَى شوكة ، بحُط عُرى عَلَى عُرى0  إدراك محبِّة الله لِك مِنْ خِلاَل الخلِيقة00مِنْ الفِداء00مِنْ خِلاَل التجسُّد00مِنْ خِلاَل الكنِيسة إنْ كُلّ البركات دِى قالَّك أنا حا أنقِلها لك عَنْ طرِيق الكنِيسة ، يقولَّك الَّلِى حصل فى الجُلجُثة ده أنا حا أجيبهولك ، حا أعمِل لك جُلجُثة لِغاية عندك ، فِين دِى00يجِيب لِى جُلجُثة منين ؟ الجُلجُثة فى أُورُشلِيم ، يقولَّك أنا حا أجِيب لَكَ جُلجُثة فى أقرب مكان لِبيتك00تقوله فين ؟ فِى أقرب كنِيسة عِندك حا أعمِل لِك جُلجُثة00فين الجُلجُثة ؟ فِى المذبح حيثُ قُدِّم المسِيح مكسوراً كجسد وكدم مسفُوك0  فما يحدُث فِى كنِيستك هُوَ إمتداد وَإستمرار للصليب لِعمل الحُب الإلهِى ، وأبونا يصرُخ ويقولَّك [ أنَّ هذا هُوَ بِالحقِيقة أمِين ]00وَإنتَ تقوله [ أمِين ]00يقولَّك [ يُعطى عنَّا خلاصاً وَغُفراناً للخطايا وَحياة أبديَّة لِكُلّ مَنْ يتناول مِنْهُ ]0  يقولَّك كُلّ الَّلِى عمله المسِيح ده بِيقدمه لِك لِغايِة عندك00شوفت الحُب ده كُلّه ؟ شوفت الحُب ده كُلّه أدركته00شعرت بِه00طب تقدَّست مشاعرك بِالحُب الإلهِى ده ؟!! عشان كِدم ما تستغربش نِفُوس تدِى حياتها كُلّها لِلمسِيح ، ما تستغربش ولد ولاَّ بِنت فِى عِز شبابه يعِيش طاهِر وَيعِيش غالِب لِلعالم ، ما تستغربش البِنت تُبقى جمِيلة وَتستشهِد ، ما تستغربش الولد يُبقى غنِى وَعِيلته ناس مِنْ أكابِر البلد وَيترهبِن ، ما تستغربش00 لِيه ؟ دِى ناس أدركِت الحُب ، الَّلِى أدرك الحُب ده يقولَّك طب ياربَّ أأقابلك الحُب ده بِإيه ؟ أدِيك إيه00إيه الَّلِى عندِى ؟ عندِى فلوس ! حقِيرة وَ لاَ حاجة ، عندِى دهب عندِى فضَّة عندِى قصر عندِى إيه ؟!! أنا معندِيش حاجة ، معندِيش حاجة أأقدِّمها لَكَ لكِنْ مُمكِنْ أأقدِم لِك حاجة الَّلِى يعنِى ها ما أملُك00أدِيك إيه ؟ أدِيك عُمرى ، أدِيك حياتِى00 أدِيك أيَّامِى00أدِيك شبابِى00تِقبل ؟!![ فاقبلها إليكَ عَلَى مذبحك المُقدَّس السَّمائِى رائِحة بخورٍ ]00إإقبل ياربَّ حياتِى00[ بِماذا أُكافِئ الرَّبَّ عَنْ جَمِيع مَا أعطانيه ] ، أدِيك إيه ياربَّ ؟ أنا حِيلتِى إيه ؟ مُمكِنْ أدِيك أنفاسِى00فِكرِى00أُملُك عَلَىَّ0  أجمل نُقطة تُقوِّم الشاب وَتُقدِّسه وَكُلّ الكلام الَّلِى نُقعد نكلمه مِنْ غير ما تِفهم أوِل نُقطة دِى عبثاً تفعل ،كأنَّكَ تُضارِب الهواء ، عشان كِده الشاب الَّلِى عمَّال يجاهِد ضِد الخطِيَّة ثلاثة أيَّام00يومين00خمسة أيَّام وَيُضبُط نَفْسَه00أصل ده إيه ؟ ده مُجرَّد واحِد أنا معرَّفتوش مثلاً إزاى يشترِى سندوتش فاعتمد إنْ أنا كُلّ ما أنا أحِن عليه أرمِى لَه لُقمة00لأ00ده لازِم هُوَ يِعرف يجِيله منين وَيجِيب منين ، لازِم تِعرف المصدر الَّلِى حا تاخُد مِنْه ، إِستمرار جِهادك هُوَ إِدراكك لِمحبِّة الله ، عشان كِده يقولَّك كِده الشِيخ الرُوحانِى [ أولئِكَ ياربَّ الَّذِينَ أشرقت عليهِمْ بِشُعاع مِنْ حُبك لَمْ يحتمِلوا السُكنى بينَ النَّاس بَلْ ألقوا عنْهُمْ كُلّ حُب جِسدانِى وَسعوا خلف الغَنِى بِحُبِّهِ ساعة ما أدركوا مِقدار محبَّتِهِ فِى قلبِهِمْ ما صبِرُوا أنْ يبقوا فِى أفراح العالم لحظة واحِدة ] ، ساعة ما أدركوا مِقدار محبَّتِهِ فِى قلبِهِمْ [ ما صبِرُوا أنْ يبقوا فِى أفراح العالم لحظة واحِدة صاروا يجرون فِى طرِيق الأتعاب بِلاَ شبع ]00بقوا يدوَّروا عَلَى أتعاب00يقولوا أصوم أد إيه ؟ أصوم00أصَلِّى أد إيه ؟ أصَلِّى00أوصل لِغاية إستشهاد ؟ أستشهِد00النِفُوس الَّلِى أدركِت محبِّة ربِّنا دِيَّت هِى دِى الَّلِى تِعرف تحِبَّه صح ، النِفُوس الَّلِى أدركِت محبِّة ربِّنا إِلَى النِهاية دِى الَّلِى تحِب ربِّنا لِلنهاية0  أوِل لمَّا إنت تِحس إنْ محبِّة ربِّنا لِك محبَّة قلِيلة حا تحِبَّه محبَّة قلِيلة ، أوِل لمَّا تِحس إنْ محبِّة ربِّنا لِك محبَّة مُتردِدة حا تحِبَّه محبَّة مُتردِدة ، أوِل لمَّا تِحس إنْ ربِّنا مِش بيحِبك إِنت مِش حا تحِبَّه ، عشان كِده إنت بِتكوِّن فِكرة عَنْ ربِّنا مِنْ خِلاَل عِلاَقتك إِنت بِربِّنا ، لَوْ حسِيت إنْ ربِّنا بِيقبلك حا تِقبل ربِّنا ، لَوْ حسِيت إِنْ ربِّنا بِيرفُضك حا ترفُض ربِّنا ، فخلِّى بالك لَوْ عندك فِكر إِنْ ربِّنا بِيرفُضك ده مِنْ الشيطان مِش مِنْ ربِّنا ، بيخلِيك تِحس إِنْ إنت مرفُوض عشان إنت ترفُضه ، بيخلِيك تِحس إِنْ إِنت بيحِبَّك قُليل عشان إنت تحِبَّه قُليل ، بيخلِيك تِحس إِنْ إنت محبِّته لِك محبَّة مهزوزه ، يقولَّك لاَ أصل الولد ده وحِش فيخلِيك إنت يزوِّد المسافة بينك وَبين ربِّنا ، يِعمِل بينك وَبين ربِّنا فجوة ، أوْ مُمكِنْ بِدهاء شيطانِى يحوِّلها إِلَى إيه – خلِّى بالك – يحوِّلها إِلَى عداوة ، يخلِّى بينك وَبين ربِّنا عداوة ، يقولَّك آه خلقنا لِيه وَعمَّالِين نِعمل خطايا وَسايبنا وَكَانَ مُمكِنْ يرَّيحنا عَنْ كِده ، يخلِّى الواحِد إيه ، يكون بينك وَبين ربنا عداوة0  تخيَّل إنت كِده لمَّا ربِّنا يُبقى عامِل لنا كُلّ ده وَتقولّه إيه يعنِى عامِل لِنا إيه زِيادة عَنْ النَّاس يعنِى ، يعنِى عطِيت لِنا إيه يعنِى ؟ حاجة مُهِينة لكِنْ لمَّا أأقعد أقوله أشكُرك عَلَى الشمس وَالقمر وَعَلَى الطبِيعة وَالشجر وَعَلَى الأرض وَعَلَى البحر00أشكُرك00أشكُرك00أشكُرك00ده ينَّمِى محبتِى لِربِّنا وَربِّنا لمَّا يشوف نَفْسَ أدركِت محبِته دِى يِعمل إيه ؟ يزِيد عليها العطايا00إِدراك محبِّة الله0 (2) التوبة :0 =============  لمَّا أنا أدركت محبِّة الله حا أبتدِى أعمِل إيه بقى ؟ أتوب ، ياه ده أنا كُنت وحِش قوِى ، ده أنا وحِش قوِى ، ده أنا بعمل خطايا بإصرار ، ده أنا ببحث عن أسباب خطايا ، إزاى أعمِل كُلّ ده وَربِّنا بيحِبنِى ، ده أنا مكسوف مِنْ محبِّته ، فمحبِّة ربِّنا دلِيل إِيجابيته ، دلِيل إِنْ هِى محبَّة عمليَّة مِش نظريَّة تُنشِئ توبة ، أى محبَّة تانية تُبقى محبَّة شاعِريَّة كِده نظريات00لأ00دِى محبِّة ربِّنا تُنشِئ توبة ، نور محبِّته جوه قلبِى تملُك عَلَى قلبِى تطرُد الظُلمة ، تطرُد الإفكار الغرِيبه وَالنجاسات وَالشهوات ، تخلِينِى أدقق أكتر وَأحاسِب نَفْسِى أكتر0  لمَّا واحِد أحِس أنا إنَّه إيه هُوَ بيحبنِى حا أقعد أحاسِب نَفْسِى أقول ياه ده فِى مرَّة قُلت لَه كلِمة ما يصحِش أقولها أبداً ، ياه ده أنا فِى موقِف كُنت عملته قبل كِده ده أنا لازِم أصالحه عليه حَتَّى لَوْ هُوَ مِش فاكِره أنا لازِم أروح أعتذِر لَه عليه0  إِدراك محبِّة ربِّنا لِك حا تِدفعك إِلَى توبة وَمِنْ خِلاَل التوبة حا تلاقِى إِنْ هُوَ بِيقبل التوبة ، مِش رايح تعتذر لِواحِد يقولَّك00لاَ00بس إِنت كُنت عملت كذا وَإِنت كُنت غلطان وَفاكِر لِك حاجات مِنْ 20سنة00لأ00يقولَّك00لأ00أنا عارِف إِنْ إِنت ما كونتش تقصد00لاَ لاَ لاَ ما تِضايِقش بس أنا كُنت خايِف يعنِى الخطِيَّة دِى تكون مأثَّرة عَلَى عِلاَقتك بِىَّ00لاَ00ده إِنت إِبنِى00لاَ لاَ لاَ أنا بس يِصعب عَلَىَّ إِنْ إِنت تِعمل خطِيَّة00يِصعب عَلَىَّ إِنْ العدو يمتلِكك لكِنْ كون إِنْ أنا أزعل مِنَّك00لاَ00أنا بحِبَّك ، إِعلم أنِّى أُحِبَّك00إِعلم إِنِّى أقبلك00إِعلم إِنْ خطاياك لا تُؤَّثِر فِى عِلاَقِتنا ما دام يوجد لها توبة لأِنَّهُ [ لاَ توجد خطيَّة بِلاَ مغفِرة إلاَّ الَّتِى بِلاَ توبة ] ، مفِيش حاجة مِش حا تتغفِر إلاَّ الَّلِى مِش حا تتوب عنَّها0  فمحبِّة ربِّنا تجِيب لَك توبة ، أجمل توبة تتوبها توبة محبِّة الله ، ياما بتوب توبة بس مِش توبة محبِّة الله00يتوب توبة مؤقتة00توبة ضعيفة00أحياناً بنتوب توبة إرضاء ضمير ، أحياناً بنتوب توبة شكلية ، مِش مُمكِنْ دلوقتِى واحِد يِغلط فِى واحِد وَنجِيبه يعتذِر قُدَّامنا بس إعتذاره يُبقى إعتذار سخيف 00لِيه ؟ إحنا إتحايلنا عليه قولنا لَه تعال إعتذِر لِفُلاَن أصله زعلان مِنَّك ، بس أنا معملتش حاجة ، نقوله لاَ بس تعال ده ما يصحش كده تعال إعتذِر لَه ، قولَّه أنا أسِف ، تلاقيه طالع بالعافية وطالِع مكشَّر ونجِيبه لِغاية عنده ، يقولَّه خَلاَصَ أنا ما كونتش قصدِى أزعلك ، حَتَّى مِش قادِر يقول أنا إيه00أنا أسِف ، تقيله ها00تقيله كلِمة " أنا أسِف " ، أنا ما كونتش أأقصد إن أنا أزعلك ، مِش عايزك تكون زعلان منِّى – كِده بيدمغ الكلام كِده – والتانِى يقولَّه لاَ خَلاَصَ ، بس فِى واحِد يُبقى طالِع إيه متأسِف متأثر بِمُجرَّد إنَّه كِده بس جاى مِنْ بعِيد ، عارِف إنت المثل بِتاع الفرِّيسِى وَالعشَّار ، العشَّار يقولَّك إيه [ فوقف مِنْ بعيدٍ لاَ يشاءُ أنْ يرفع عينيهِ نحو السَّماءِ ] ( لو 18 : 13) – واقِف – ، التوبة الَّلِى منشأها محبِّة توبة صادِقة00توبة دائِمة0  عشان كِده تملِّى نشتكِى توبِتنا مُتردِدة ، بنتوب وَنِرجع تانِى فالعدو يزداد فِى سُلطانه علينا أكِنَّه بيطلَّع لِك لِسانه بيقولَّك شوفت إنت لِسه إمبارح كُنت بتقول أتوب ، توبة إيه الَّلِى بِتكلِّم عليها00 لِيه ؟ لأِنَّها توبة مِش جاية مِنْ محبِّة ربِّنا ، دِى توبة مُمكِن تكون نتيجة إِرضاء ضمِير أوْ كشف عقل أوْ روتِين أوْ خوف ، واحِد يقولَّك لأ أحسن ربِّنا يِعمِل فِينا حاجة ، أقولَّك كُلّ ده ما يجِبش توبة صح الَّلِى يجِيب توبة صح إيه ، توبة الحُب ، [ أخطأت يا أبتاهُ فِي السَّماء وَقُدَّامك ، وَلستُ مُستحِقاً أنْ أُدعى لَكَ إبناً بل اجعلنِي كأحد أُجرائكَ ] ( القِطعة الثانية مِنْ صَلاَة الغرُوب ) ، أنا مستهلش أعِيش عندك أنا دوقت وجرَّبت المرارة بعِيد عنَّك وَاتذلِيت فأنا جايلك بِحُب جايلك بِندم جايلك تقبلنِى وَلَوْ كأحد أُجرائك00توبة0  إفحص نَفْسَكَ فِى ضوء محبِّة الله تلاقِى توبتك توبة جمِيلة ، تقولَّه كُلّ ده وَبتحبنِى00لِيه ؟ ده إنت كَانَ المفرُوض ترفُضنِى ، ترذلنِى ، كَانَ المفرُوض تشُق أرض وتبلعنِى ، المفرُوض تجِيب غضب عَلَى البلد دِى بسببِى وَمَعَْ كِده متأنِّى عَلَىَّ وَصابِر عَلَىَّ0  القدِيس مارِأفرآم كَانَ يكلِّم الله وَيُناجِيه يقولّه [ المجد لَكَ يا مَنْ تحتملنِى ] ، كتَّر خيرك ياربَّ كتَّر خيرك ، شوف التوبة بقى الجمِيلة ، عايِز تحرَّك قلبك بِمشاعر توبة صادِقة إدرِك محبِّة ربِّنا لِك وَحاسِب نَفْسَك حا تلاقِى مُحاسبِتك لِنَفْسَك إِختلفِت ، كُنت الأوِل تحاسِب نَفْسَك عَلَى إيه عَلَى حاجة تكون يعنِى فظِيعة ، دلوقتِى بقيت تحاسِب نَفْسَك عَلَى النظرة وَعَلَى الكلمة مِش بس عا النظرة وَالكلمة ده إنت عَلَى فِكرة جات فِى فِكرك00عَنْ واحِد أدنته بِفِكرك00عَنْ شهوة إِشتهيتها بِفِكرك0  الإِنسان الَّلِى أدرك محبِّة ربِّنا لَه تلاقيه إِبتدِت أمور صغيرة ما كنش ياخد باله منها أبداً إِبتدى يشعُر أد إيه دِى بِتجرح ربِّنا فيبتدِى كِده يقولَّك أنا يعنِى فِى كلِمة كِده مِش لطِيفة طِلعِت منِّى مَعَْ واحِد زمِيلِى ، تفتِكر إنت الكلمة الَّلِى مِش لطِيفة دِى تكون يعنِى شِتمه جامدة قوِى وَ لاَّ حاجة وَتِطلع كلِمة بسِيطة جِدّاً مُمكِنْ تكون بتعدِى عَلَى آلاف مِنْ النَّاس ، بس هُوَ لأِنَّه أدرك محبِّة ربِّنا وَمحبِّة ربِّنا نوَّرِت القلب لمَّا القلب إتنوَّر بِمحبِّة ربِّنا ظهرِت كُلّ الشوائِب فاإِبتدى ياخد باله مِنْ الكلمة ، مِنْ الفِكرة00 مِنْ النظرة0  فِى شاب مُمكِنْ ييجِى يعترِف عَلَى منظر شافه فِى إِعلان – إِعلان تليفزيون – شاف منظر يعنِى كِده تعبه فييجى يعترِف بِه ، فِى واحِد تانِى يكون شاف مناظر قبِيحة جِدّاً وَرديِئة جِدّاً وَ لاَ يتذكَّر إنَّه يعترِف بِها لإِنْ دِى أمر عادِى بِالنسبة لَه00ده إيه ده ؟!! إيه الفرق ده ؟ الفرق دى نَفْسَ أدركِت محبِّة ربِّنا وَ دِى نَفْسَ لَمْ تُدرِك محبِّة ربِّنا ، ده إِنسان أدرك كرامة جسده وَقِيمته عند المسيح وَده إِنسان لَمْ يُدرِك كرامة جسده وَلَمْ يُدرِك قِيمتة عند المسِيح وَفِكرة إِنْ أى خطيَّة بِيعمِلها غير معلومة ، فِكرة إِنْ أى خطيَّة بِيعمِلها ما بتسببش إِهانة لِجسد المسِيح وَ لاَ جرح لِلمسِيح أبداً فا واخِد الأمر عادِى0  عشان كِده فِى واحِد يُقعد يعترِف تلاقيه مِش فاكِر حاجة معندوش حاجة يقولها00 عايِز يقول إيه ؟ مِش عارِف ينطق بِحاجة لأنَّه مِش شايف إِنْ فِى حاجة تستوجِب يعنِى ، وَفِى واحِد ضميره تعبان لإِنَّه أهان المسِيح الَّلِى أحبَّه فِى كلمة وَفِى نظرة وَفِى فِعل وَفِى تقصِير وَفِى صَلاَة وَفِى000توبة0  أجمل توبة تتوبها توبة الحُب00التوبة المُستمرة توبة الحُب00التوبة القوية توبة الحُب00التوبة الَّلِى تخلِّى قلبك الحجر ده يلين توبة الحُب ، التوبة الَّلِى تنَّزِل دِمعة مِنْ عِينك المتجمِدة توبة الحُب ، هِى دِى الَّلِى تنَّزِل مِنَّك دِمعة ، غير كِده مفِيش تُبقى يعنِى متعوِّد عَلَى الخطايا وَالقلب متحجر وَالنَّفْسَ عايشة فِى نَفْسَ شهواتها وَفِى نَفْسَ فِكرها وَفِى نَفْسَ تياراتها وَأدِينا عايشِين وَأدِينا أحسن مِنْ غيرنا ، ده إِحنا أحسن مِنْ غيرنا بكتِير هُوَ ده الإِنسان الَّلِى إيه يقولَّك لاَ خلِّى بالك أنا برضه مهما كِده برضه بس أنا برضه كويس ، وَالإِنسان التانِى يقولَّه [ إِرحمنِي ياربَّ فَإِنِّي ضعِيف ، إِشفنِي ياربَّ فَإِنَّ عِظامِي قَدْ اضطربت000عُد وَنَجِي نَفْسِي ] ( مز 6 مِنْ صَلاَة باكِر )0  توبة الحب ، التوبة الَّلِى تخلى المزمور بالنسبة لَكَ أداة لذَّة ، زى بومبوناية حلوة كده يقولك لاَ دى ما تتبلعش دى تتمص ، خليها فِى فمك أطول فِترة عشان تتمتع بطعمها اللذِيذ ، تلاقِى الآية عاملة زى البومبوناية فِى فمك ، عايز تخليها أكبر وقت تتمتع بلذتها فتقعد كده تردد الآية إنْ إنت تقوله [ قالت نفسى لَكَ ] ، [ إستجب لِى يارب ] ، يقول كده [ إرحمنِى واستجِب لِى ياربَّ فإنَّه لَكَ قَالَ قلبِي000وَوجهك ياربَّ ألتمِس ] ( مز 26 مِنْ صَلاَة باكِر ) ، " إرحمنِى يارب لَكَ قَالَ قلبِى " ألاقِى كده " وجهك يارب أنا ألتمس " دى مِش عايز أسيبها عايز أقولها 10 مرَّات ، 20 مرَّة ، " وجهك يارب أنا ألتمس " وَأسكت شوية وَأقوله " وجهك يارب أنا ألتمس "00" وجهك يارب أنا ألتمس " ، لغاية لما أشعر إنْ وجه ربَّنا ده إرتسم عَلَىَّ وَشوفته فِعلاً وَحسيت به فِعلاً ، وَلما دخلنِى ملانِى مشاعِر مُقدَّسة ، فين المشاعِر الَّلِى كُنت بميل لها ، المنظر الوحش ؟ إطردِت مِنْ تلقاء نَفْسَها0  النور يطرُد الضلمة ، عبثاً تفعل أنْ تقاوِم مقاومة سلبيَّة - عبثاً تفعل – عبثاً تفعل إنْ إنت يبقى عندك كوم زِبالة وَإنت عمَّال تهش الدِبان ، هِش بقى ما تطلعوا بقى ، صعب مُستحِيل ، علشان تخلِّى الدِبان ده يِطلع لازِم تشِيل الزِبالة لما شِلت الزِبالة إتفضلوا شوية دِبان ، رُش بقى حاجة تِمنع الدِبان ، نضَّف المكان وَرُش حاجة ، فِى إجراءات مُهمة قبل ما إنت تفكَّر ، إحنا ياما بنتوب توبة زى هش الدِبان وَسيبِين الكوم ، ما ينفعش0 (3) العِشرة الشخصِيَّة :0 ===========================  أحبائِى أحياناً كتيرة جِدّاً بنكون عرفنا المسِيح بِالفِعل أوْ عرفنا المسِيح بِالوراثة ، أهالِينا مسِيحيين ، وَانت بقى ؟ مسِيحِى لكِنْ إيه هِى عِشرِتك الحقيقية الشخصِيَّة مَعَْ المسِيح ؟ فين بقى أهِى دى الَّلِى حا توصلك لِمحبِته ، يعنِى إيه بقى العِشرة الشخصِيَّة ؟ زى ما قُلت لك مِنْ شوية ، واحِد بتنمِى عِلاقِة محبِتك له إزاى ؟ تقابله كتير تقعدوا سوى كتير ، إتكلموا كتير ، إسمعه يسمعك ، هات له هدية يجِيب لك هدية ، زوره يزورك ، وِده يودك ، إفتح له قلبك يفتح لك قلبه ، أدى العِشرة ، إزاى أى واحِد فِيكم نمَّى صداقته مَعَْ زميل له ؟ إزاى أى واحدة فِيكم نَّمِت صداقِتها مَعَْ زميلة لها ، قعدوا مَعَْ بعض أكتر ، إتكلموا مَعَْ بعض أكتر ، فتحوا قلبهم لِبعض ، أصبح فِى بينهم عِلاَقة غير رسميَّة ، إحنا عايزين العِشرة دى مَعَْ ربَّنا يسُوع ، تبقى فِى بينا عِلاَقة خفيَّة عَلَى مدار اليوم بطوله ، مِنْ تردِيد آية ، مِنْ وقفِة تأمُّل ، مِنْ إحساس بوجوده فِى كُلَّ حدث أنا بعمِله ، إنْ أنا أشوفه فِى كُلَّ الخلِيقة ، أشوفه فِى كُلّ الأحداث ، قلبِى يشتاق أكتر مِنْ خِلاَل حياتِى اليومية لأِنْ أنا شايفه قلبِى يشتاق أكتر لِوقفِه الصلاة ، عشان كِده إيه الَّلِى بيعطَّل وقفات الصلاة فِى حياتنا ؟ (1) مفِيش إدراك للحُب الإلهِى0 (2) مفِيش توبة0 (3) مفِيش عِشرة وَعايزين نقف نصَّلِى000إزاى ؟  إزاى أنا أأقعدك جنب واحِد مثلاً فِى الترماى وَيقولك إكلِّم معاه ، أتكلِّم معاه فِى إيه هَوْ أنا أعرفه وَلاَّ يعرفنِى ، ها نتكلِّم فِى إيه ؟ وَلَوْ إكلمنا فِى حاجة لَوْ إحنا عَلَى درجة عالية جِدّاً جِدّاً مِنْ اللباقة حا نتكلِّم فِى حاجة لازِم تكون إيه برَّايا وَبرَّاه ، لَوْ اضطرِت يعنِى للحدِيث فتلاقِى نَفْسَك مُمكِنْ تكلِّم عَنْ إيه ، عَنْ الكورة ، عَنْ الرَّيس ، نتكلِّم عَنْ الإقتصاد ، حاجة لا تخصنِى وَلاَ0000حاجة كده يعنِى ، حدِيث عام0  عشان كده لَوْ إنت وقفت مَعَْ ربَّنا مِنْ غير ما يكون لَكَ العِشرة الشخصِيَّة معاه تلاقِى نَفْسَك بِتتكلِّم كَلاَمَ مِنْ برَّاك وَالكلام الَّلِى مِنْ برَّاك بِيبقى مُمِل00مُمِل ، يا الله بقى الواحِد زِهِق عايزِين نِخلَّص ، لكِنْ الكلام الَّلِى يبقى مِنْ جواك ، الكلام الَّلِى يمس أتعابك ، مِين تِقدر تقعد معاه تشتكِى له ؟ الَّلِى تكون إيه00بتحِبه ، بِتأمن له ، تِقدر تكلِّم فِى شكوِتك مَعَْ أى حد ؟ مِش أى حد طبعاً ، أى واحِد يقولك إزايك يا فُلاَن عامِل إيه ؟ تقوله كويس نُشكر الله كويس ، يعنِى بخير بابا كويس وَماما كويسه ؟ كويسِين وَممكِنْ يكون عندك مشاكِل كتير جِدّاً ، مين الَّلِى تِفتح قلبك وَتكلِّم معاه فِى مشاكلك ؟ آه الَّلِى تحس إنه بيحِبك فِعلاً ، أهو ربَّنا كده لما تُدرِك محبِته فِعلاً لِك تبتدِى يقولَّك [ أبِث لديهِ ضِيقِي ] ( مز 141 مِنْ صَلاَة النُّوم ) ، عِشرة حقيقيَّة بقى ، حدِيث خفِى ، حِوارات دائِمة ، وجود دائِم ، أدى دى بقى نقطة 3 جمِيلة ، صعب جِدّاً تكلمنِى عَنْ نمو محبتك لِربِّنا وَإنت مِش بتكلمه ، مالقش وقفات مُنتظِمة فِى الصلاة ، مالهاش مِيعاد نِهاية لها مِيعاد بِداية ، ما تقوليش 5 دقايق وَإلاَّ10 مِش حا ينفع ، لازم يكون لِك وقفات طويلة00طويلة بِمعنى كلمة طويلة ، إشمعنى ممكن تكلِّم مَعَْ زميلك وَبِنت مَعَْ زميلتها ساعة وَساعتين وَتلاتة00إشمعنى يعنِى ؟ ده فِى زمايل يكونوا يعنِى متعلقين بِبعض تلاقيهم مثلاً يطلعوا مِنْ النادِى بِتاع الكنيسة يرَّوحوا فا ييجِى لِغاية بيت زميله يقوله لأ أنا حا أرجع أوصَّلك ، يروحوا رايحِين عند بيت التانِى ، ييجوا عند بيت التانِى يقوله لاَ حا أرجع أوصَّلك وَهكذا يعمِلوا الحدوته دى أربع خمس مرَّات ، بيحِبوا بعض مِش مُشكلة أنا مِش بقول ده غلط لكِنْ أأقصد إيه00أأقصد الإنسان لمَّا يكون له محبَّة مَعَْ حد ممكِن إيه يبقى حابِب الوجود معاه ، عايز أخلِيك تقِيس نَفْسَ الكلام عَلَى مُستوى عِشرتك مَعَْ ربِّنا بس الواحِد إيه عايز يقول " أبانا الَّذِى " وَفِى وسطها يقول " آمين " ، يقولك إيه ده بقى ؟ فِين العِشرة بقى ؟ فِين الحُب ؟ فِين الإنسان الَّلِى حابِب يقف قُدَّام ربِّنا وَحابِب يتكلِّم معاه ، لاَ خلِّى بالك أُأقف وَاكلِّم وَاعرِض خطاياك وَاسجُد وَكلِّمه عَنْ أسرارك وَمشاكلك وَهمومك وَكلِّمه عَنْ أفكارك ، إكشِف له كُلَّ أفكارك ، إكشِف له خِطة حياتك ، قوله يارب " لِتكُن إرادتك فِى كذا وَكذا وَكذا " ، وَاقف معايا فِى كذا وَاشكُرك يارب إنْ إنت عملت معايا كذا وَكذا ، اُذكر بيتِى ، اُذكر ولادك ، اُذكر الكنيسة ، اُذكر أبونا ، اُذكر الآباء ، اُذكر أبونا البطرك ، اُذكر يارب سلام البلد ، اُذكر يارب كُلَّ ضِيقة وَكُلّ مُتضايق ، اُذكر يارب غير المؤمنِين ، عمَّال تكلِّم فِى حدِيث بقى مِش حا يخلص00لِيه ؟ حبِيبك0  هُوَ إحنا نستاهل نقف قصاده وَفِى الأخر إحنا الَّلِى بِنحسِب الوقت ، المفروض الوقت يكون فِى إيد مِين ؟ الأعظم مِش كده ، يعنِى لِنفرِض يعنِى مَعَْ احترامِى لِكم ، لِنفرِض إنْ أنا دلوقتِى شخص أهم مِنكم – لِنفرِض يعنِى – فلمَّا تقعدوا معايا وقتِى أنا أهم مِنْ وقتكم فأنا الَّلِى ممكن أنهِى الحدِيث ، أقولك معلش كِفايه كده ، المفرُوض ربِّنا هُوَ الَّلِى ينهِى الحدِيث لأن هُوْ الأهم هُوْ الأعظم ، لكِنْ أنا طول ما هُوْ سامِح لِىَّ أفضل موجود00أفضل إيه ؟ أفضل موجود معاه ، وَمَعَْ كده رغم إنْ هُوَ العظِيم هُوَ مِش هُوَ الَّلِى بِيفرِض عَلَىَّ مِيعاد ، لأ أنا الَّلِى بفرِض عليه مِيعاد ، أأقوله أنا حا أصلِّى الساعة كذا يقولِى حاضِر بِراحتك ، ما صلِتش خلِتها بعد نص ساعة يقولِى وَماله بِراحتك برضه ، خلِتها لِبُكره يقولِى وَماله برضه بِراحتك أنا برضه مستنِى ، وقفت 5 دقايق يقولَّك وَماله كويسِين ، وقفت 3 يقولَّك حلوِين ، وقفت ساعة يقولَّك جمِيل حلو قوِى قوِى00إيه ده ؟  عارِف إنت مثلاً لمَّا أنا فاكِر فِى مرَّة كده الرئيس حسنى مبارك كان راح زار أمريكا وَبعد زِيارته إتقابِل مَعَْ الرئيس بوش فَلون مِنْ ألوان الفخر يعنِى يقولَّك " وَقد استمرت المُقابلة لِمُدة 35 دقيقة " لون مِنْ ألوان الفخر الشدِيد قوِى يقولَّك إيه00إستمرت المقابلة إيه ؟ فرحانِين قوِى هنا فِى مصر إنْ الرئيس بوش أعطى الرئيس مبارك 35 دقيقة – ده حاجة يعنِى – ممكِن كمان يكونوا حاسبِين الوقت بتاع السلامات وَالصحفيين ، الواحِد يقرا كده يقوله ياربِى وَمَعَْ كده وَإنت مِش عامِل لِنا وقت نقعد معاك فيه وَعَلَى كده وَإحنا الَّلِى إيه إحنا الَّلِى نتقمر وَإحنا الَّلِى ننهِى الحدِيث وقت ما نعوز ، حدِيث الحُب00حدِيث العِشرة0  حبِيبِى إطلع مِنْ النهارده مِنْ دلوقتِى عندك إشتياق تقف للصلاة بِجد واقِف وقت أطول ، بلاش تحط حدود لاشتياقاتك ، إنت جواك إشتياقات جمِيلة رائِعة لإنْ إنت مخلوق عَلَى صورة الله ، إنت فِيك عطش لله ، فِيك حُب لله ، إنت فِيك بس إنت الَّلِى بتموِته بِكسلك وَبِجسدك وَبِهمومك وَبِإهتماماتك ، إنت الَّلِى دايس عليها بِرجلِيك00لأ00صحِيها ، إنت جواك إنسان الله ، إنت أيقونة لله ، إنت لو فتحت لاشتياقاتك كده وَغلبت شوية الكسل تلاقِى الوقفة بقت لذِيذة وَبقت طويلة وَما بقتش تعد لها وَلاَ فِكرك بقى مشغول بِحاجة ، إشبع ، كذلك عَلَى مُستوى الإنجيل حدِيث شخصِى ، بيكلمنِى ، صوت الله لِىَّ ، عايز أكلِّم ربِّنا حا تلاقِى فين مجال أجمل إنْ إنت تكلِّمه فِى الصلاة وَتسمعه فِى الإنجيل ، أدى00أدى العِشرة بقى0  أقدر أقولَّك العِشرة تخليك تِعرف فِكر الَّلِى قُدَّامك ، أقولَّك آه أنا الإنجيل يخلينِى أعرف فِكر ربِّنا ، أعرف بالظبط إمتى يقولِى أيوه وَإمتى يقولِى لأ00أعرف00أعرف إمتى يبقى أمر بِحسب مشورته أوْ لأ00أعرف إمتى أكل وَإمتى ماكولش00أعرف إمتى أضبُط نَفْسِى أعرف أتعامل مَعَْ شهواتِى00 أعرف أتعامل مَعَْ الَّلِى حوالىَّ ، يدِينِى حِكمة إزاى أتعامل مَعَْ أعدائِى ، يدِينِى حِكمة إزاى أتعامل مَعَْ ناس أشرار ، يدِينِى حِكمة إزاى أتعامل لمَّا أبقى مظلوم ، يدِينِى حِكمة00لِيه ؟ عرفت فِكره ، عرفت ماذا يُرِيد لِى00لِيه ؟ بكلِّمه كتير مِنْ كُتر كلامِى معاه إطلعت عَلَى أعماقه 0  أدى ديت العِشرة ، حبيبِى إوعى تكون مسيحِى وَلاَ تعرف المسِيح ، إوعى تكون مسيحِى شكلِى ، إوعى تكون مسيحِى بِالإسم ، مسيحِى يعنِى إسم المسِيح دُعِىَ عليك ، مسيحِى يعنِى تِعرف المسِيح ، ما تستغربش لمَّا تلاقِى فِى تارِيخ الكنيسة شُبان إستشهدوا فِى أصغر مِنْ سِنك ، بس عاشوا حياة مُختلِفة عَنْ حياتك0 (4) الخِدمة :0 ===============  ناخد أخر نقطة ، الخِدمة ، التلاتة الأولِين كانوا إيه طيِّب ؟ (1) إدراك محبِّة الله (2) التوبة (3) العِشرة الخِدمة ، أنا حبيتك يارب ، حبيتك وَأدركت محبتك لِىَّ وَتُبت وَعَشِرتك فابتدى بقى يحصل جوايا إحساس يصعب عَلَىَّ جِدّاً كُلَّ واحِد ما يعرفكش ، كُلّ واحِد ما دَقَشَ ، كُلّ واحِد بعِيد عنَّك ، كُلّ واحِد بيهِينك ، كُلّ واحِد مُنصرِف عنَّك فأعمِل إيه ؟ أكلِّم النَّاس عَنْ حبيبِى الَّلِى حبِيته ، أكلِّم النَّاس زى السامريَّة ما كانِت تقولهم [ تعالوا وَانظروا ] ( يو 4 : 29 ) ، تعالوا يا مساكِين إنتوا مساكِين مِثلِى أنا مِش أحسن مِنْكم أنا أوحش مِنْكم بس أنا قابِلته لمَّا قابِلته [ قَالَ لِي كُلّ ما فعلت ] ، دُوبت قُدَّامه ، إتغيَّرت قُدَّامه ، فِكرى إتغيَّر قلبِى إتغيَّر ، سِيبت الجرَّة بِتاعتِى وَجِيت أنادى لِكم تعالوا ، إنتوا حا تِفضلوا كده00لأ00تعالوا ليه تفضلوا كده خِسارة ، خِسارة كُلّ دقيقة تضيعوها بعيد عنه تعالوا0  أدى بقى محبِّة ربِّنا تترجِم حقيقِى فِى حياتك لِخدمِة ، مِنْ محبِتك لِربِّنا عايز تقول لِقرايبك وَلِجيرانك وِلِناسك ، عايز أقولَّك عايز تكلِّم غير المؤمنِين تقول لهم – إعرفوا – إعرفوا المسِيح هُوَ [ الطرِيق وَالحقٌّ وَالحياة ] ( يو 14 : 6 ) ، مِش لإنْ إنت إنسان مُتعصِب ، لإنْ إنت إنسان متشنِج بِتتهم النَّاس كُلَّها بِالكُفر00لأ00لإنَّك أدركت طرِيقاً صحِيحاً ، مِش مُمكِنْ أكون أنا أدركت طرِيق صحِيح وَأشوف ناس فِى ضلال وَقلبِى ما يتحرَّكش ناحيتهم ، لكِنْ إمتى أنا أشوف ناس فِى ضلال وَقلبِى ما يتحرَّكش ناحيتهم00عارِف إمتى ؟ لمَّا أكون أنا تايه زيهم00تايه زيهم ، كُلِّنا تايهِين لكِنْ لأ لمَّا أنا لقيت الطرِيق يِصعب عَلَىَّ أشوف واحِد تايه ، يِصعب عَلَىَّ قوِى ، أنانية مِنِّى إنْ أنا ماشِى فِى الطرِيق وَألاقِى كُلّ النَّاس دى تايهه وَأنا بعمِل لهم باى00باى يعنِى خليكم00مقدرش00أنانية منك إنْ إنت تُبقى شايف زمِيل لِك ماشِى فِى تيار وِحش وَإنت تُبقى ساكِت ، ما تِقدرش00طب أعمِل إيه ؟ أقولَّك عَلَى الأقل صلِّى له ، صلِّى له مُمكِن زميلك ده مَعَْ إنْ إنت أدركت محبِّة المسِيح وَإنت عِشت توبة حقيقيَّة فِعلاً مُمكِنْ زميلك ده ينَّزِل دموع مِنْ عينك ، مِنْ أجله لإنْ أنا عرفت المسِيح وَشبعت مِنه ، مسكِين الإنسان الَّلِى يعيش بياكل مِنْ المزابِل وَأنا أدركت إنْ أنا إبن مَلِك وَباكُل عَلَى مايدته وَباكُل مِنْ إيده ، مسكِين فلاقِى نَفْسِى صعبان عَلَىَّ قوِى فَصَلِّى له وَأكلِّمه وَأصلِّى له تانِى وَأكلِّمه وَأكلِّمه مِش بِتعالِى وَلاَ بافتخار00لأ00أكلِّمه بِحُب وَارغَّبه وَأوعِده وَأكلِّم صِحاب له وَأكلِّم خادِم وَأكلِّم كاهِن وَأقعد أصلِّى له وَلاَ أيأس00لِيه ؟ خِدمة0  تعبِير عَنْ مشاعِر الحُب لِربِّنا إنْ أنا أخدِم ولاده ، أخدِم غنم رعيته ، إنْ أنا يُبقى لِىَّ رِسالة إنْ أنا أعلِّم ولاده ، أعلِّمهم صلِيبه ، أعلِّمهم فِداءه وَأعلِّمهم عظمته ، يختلِف جِدّاً خادِم أدرك محبِّة ربِّنا وَهُوَ بيعلِّم الولاد عَنْ خادِم مُجرَّد بيؤدِى دور مُدرس أوْ دور خادِم ، تختلِف تماماً ، خادِم إختبر وَخادِم لَمْ يختبِر ، خادم تغيَّر وَخادِم لَمْ يتغيَّر ، خادِم تائِب وَخادِم غير تائِب ، وَأجمل تعبِير لِلخِدمة أنَّ " الخادِم هُوَ إنسان تائِب يقود تائبِين " ، هُوَ تائِب يقود تائبِين مِش أكتر ، أنا إنسان خاطِى بس بتوب فلَّما بتوب بدُوق قبُول الله لِىَّ ، محبِّة ربِّنا لِىَّ رغم خطاياى فيعمِل إيه بقولكم يا جماعة تعالوا دوقوا قبُول ربِّنا لِكم وَدوقوا محبِّته لِكم مِنْ خِلال توبتكم0  فأنا أدوق محبِّة ربِّنا لِىَّ وَلِكم مِنْ خِلال الخِدمة فأعبَّر لَه عَنْ محبتِى مِنْ خِلال الله ، الخِدمة إنْ أنا أخدِمكم00إنتوا مين ؟ إنتوا جسده ، يوم ما أنا أقول مِش مهم الولد ده وَمِش مهم البِنت دى يُبقى أنا معتنتش بِجسد المسِيح وَلمَّا أنا معتنتش بِجسد المسِيح يُبقى هُوَ ما يهمنِيش ، يُبقى مِش بحِبه ، لكِنْ لمَّا أنا بحِبه بكرِمه ، أنا أكرِم المسِيح فِيكم ، أنا أحب المسِيح فِيكم ، أنا أشوف المسِيح فيكم 0  أهو إنتوا كده ، بتدرَّبوا دلوقت عشان تبقوا خُدَّام ، جميل بس خلوا الخِدمة بتاعِتكم تُبقى خِدمة إيه00خِدمة حُب ، خِدمة جاية مِنْ محبتكم لِربِّنا ، مِنْ ناس تابِت وَعاشرت وَداقِت فتلاقِى إنْ إنت بتدُّوق النَّاس المسِيح بسهولة ، تكلِّمهم عَنْ المسِيح قابِل للخُطاة مِش نظرياً لإنه قَبَلَكَ ، جميل جِدّاًَ عَنْ مُعلِّمنا بُولس الرسول لمَّا كلِّمنا عَنْ التوبة وَهُوْ إنسان كَانَ خاطِى وَتاب فيكلِّمنا عَنْ [ حيثُ كَثَرَ الإِثم ] ، ده الكلام ده بيقوله مِنْ إختبار مِش مُجرَّد كلام كده يعنِى فلسفة ، عشان كده أجمل خِدمة إنت تخدِمها الخِدمة الناتجة عَنْ عِشرة شخصِيَّة مَعَْ ربِّنا وَعَنْ محبَّة حقيقيَّة مَعَْ ربِّنا0  الكنيسة عايزاكم ، الكنيسة منتظرة مجهودكم ، ياما فِى نِفُوس تايهة ، ياما فِى ناس مُنصرِفة ، ياما فِى ناس لا تُبالِى ، محتاج كُلّ واحِد فيكم يعمِل تقرِير عَنْ الشَّارع بِتاعه مين بِيجِى وَمين مِش بِيجِى ؟ مُمكِن تكون الشقة الَّلِى تحت مِنْكُمْ الكنيسة ما تِعرفش عنها حاجة ، مُمكِنْ فِى ناس إنت تِعرف عنَّهم أمور سلبِيَّة الكنيسة ما تِعرفش ، محتاجِين خِدمة ، طيِّب وَالخِدمة دى كُلَّها نحُطها عَلَى دِماغ الآباء وَنقول لهم باى باى00لأ00عايزكوا إنتوا تشتغلوا0  الخِدمة عايزه كتير ، عايزه حُب ، عايزه أمانة ، عايزه ناس داقِت محبِّة المسِيح فِى قلبها ، إتملوا بِالغِيرة ، مِش عمَّالِين نكلِّف فِى ناس وَكُلّ حاجة نقولها لهم ، يستعفوا وَالَّلِى00تلاقِى ميت خادِم لكِنْ يوم ما تطلب حاجة ما تلاقيش إتنين00لِيه ؟ محبَّة ناقصة00محبَّة ناقصة ، ما أكتر الخُدَّام دلوقتِى ، ما أكتر الخُدَّام ، أحياناً تلاقِى فصل مدارِس أحد فيه 40 طِفل وَ25 خادِم ، ييجوا يحضروا الولاد ألـ 40 يبقوا مثلاً 25 حاضرين ، 25 طِفل وَ20 خادِم ، يعنِى كُلّ خادِم بِطِفل وَرُبع ، وَمَعَْ كده تدوَّر فِى وسط ألـ 20 دول مين فِعلاً فيهم بِيخدِم خِدمة نابعة مِنْ محبِّة ربِّنا مِش عايز أقول النسبة لئلاَّ أكون مُتشائم ، لكِنْ لو الخِدمة خِدمة محبَّة الأمر يختلف تماماً ، وجهِة نظرك فِى الأمر ها تختلِف تماماً ، إسلوبك ها يختلِف ، إحتمالك ها يختلف ، بَذلك ها يختلف ، عشان كده أقدر أقولَّك الخادِم الحقِيقِى الَّلِى عاش الثلاث خطوات الَّلِى قبل مِنَّها ، الَّلِى أدرك محبِّة الله وَالَّلِى تاب وَالَّلِى عاش خُد مِنَّه خِدمة ده ، الَّلِى معندوش الثلاث نقط دول خُد مِنَّه شكليات ، خُد مِنَّه أنشِطة جوفاء ، يعمل لك نادِى وَيجِيب أتارِى وَيجِيب ترابيزة بِنج وَيعمل كذا وَكذا ، كُلّ ده كويس بس كون إنْ يعمل كُلّ ده مِنْ غير الثلاثة الَّلِى قبل كده يُبقى لاَ قيمة ، يُبقى بدل ما كنيسة العدرا وَمارِجرجس يُبقى نادِى الجزِيرة وَالشمس ، أهو كده00لِيه ؟ لإنْ نَفْس الحاجات دى مُمكِنْ تتعمِل فِى نوادِى ، البِنج وَالكورة وَالأتارِى وَالمُسابقة وَالجرى وَالترفيه كُلّ ده مُمكِنْ يتعمِل فِى نوادِى لكِنْ إيه الَّلِى يخليه يختلِف عَنْ الكنيسة إنْ ناس بتحِب وَناس بتوب وَناس بتصلِّى وَناس بِتخدِم0 ربِّنا قادِر إنَّه يثبِتكوا فِيه بِمحبِّته يقبل حياتكم يقبل خدمِتكم يكمِّل كُلّ نقص فِيكم بِنِعمِته لإلهنا المجد دائِماً أبدياً أمين0 الأسئلة ============ س1 : هل الأنانية فِى الخِدمة غلط ؟ وَلِماذا ؟ ج : كُلّ ما الإنسان حب ربِّنا أكتر كُلّ ما تلاقيه يقدِّم غيره عَنْ نَفْسَه ، فالأنانية فِى الخِدمة كون إنْ أنا أدوَّر عَلَى إنْ أنا أخد دور أكبر مِنْ دور زميلِى معناها إنْ أنا مِش عارِف إحنا بِنعمِل إيه ، ده المفرُوض إنْ إحنا [ مُقدمِينَ بعضكُمْ بعضاً فِي الكرامة ] ، جميل الإنسان الَّلِى فِى الخِدمة نِفْسَه يُبقى هُوَ آخر الكُلّ وَيقدِّم كُلّ إخواته عَلَى نَفْسَه ، عايز أحفَّظكم كلِمة كَانَ يُرددها المُتنيح أبونا ميخائيل إبراهِيم – الَّلِى هُوْ كان أب إعتراف أبونا البطرك – [ لِيتمجَّد الله بىَّ أوْ بِغيرِى وَيُفضَّل بِغيرِى ] ، يعنِى يارب إنت تتمجَّد بىَّ أوْ بِغيرِى لكِنْ ياريت تتمجَّد بِغيرِى ، ده الإنسان الَّلِى عنده رؤية وَهدف لإيه حياته ديت وَعايز يعمِل بِها إيه ، " لِيتمجَّد الله بىَّ أوْ بِغيرِى وَيُفضَّل بِغيرِى "0 عشان كده الإنسان لمَّا يكون عنده الرؤية دى فِى حياته يُبقى بيقدِّم غيره عَلَى نَفْسَه ، فا حِتة الأنانية فِى الخِدمة دى لاَ تلِيق لإنَّها تدُل إحنا مِش عارفين بِنعمِل إيه بالظبط0 س2 : لِيه ربِّنا بيدعِينِى إنْ أنا أتناوِل وَأنا عامِل خطيَّة ؟ ج : إذا كُنت عامِل خطيَّة يُبقى إنت تِعمل إيه00تعترِف ، يعنِى إيه ؟ تتوب ، يعنِى تفضَّل إنْ إنت ما تتناوِلش عشان إنت عامِل خطيَّة وَإلاَّ تعترِف وَتتوب عشان تتناوِل ، تصوَّروا إنْ فِى ناس كتير بِتختار الإختيار بِتاع إنْ هُوْ ما يتناوِلش ، يعنِى كون إنْ أنا أبقى عامِل خطيَّة ده أمر كُلِّنا مُعرَّضين له ، لكِنْ كون إنْ أنا أسيب نَفْسِى مِنْ غير ما أتناوِل أهو ده كده المُشكِلة ، فالأسهل لِك إنْ إنت تتوب مِنْ إنْ إنت ما تِعمِلش خطيَّة ، فالأسهل لِك إنْ إنت تتوب مِنْ إنْ إنت تحتفظ بِالخطيَّة بِتاعتك ، عشان كده هنا بقولَّك القُدَّاس لِيه أنا أحضره ؟ عايز أقولَّل عَلَى حِتة مُهمة جِدّاً مِنْ ضِمن أهداف القُدَّاس إنْ إحنا نحضره إنه يُقدِّس ، فالقُدَّاس أساساًَ يعمِل إيه00هُوْ إسمه قُدَّاس لِيه ؟ لأنَّه يُقدِّس ، القُدَّاس يحصل فِيه تقدِيس لِحاجتين ، تقديس لِلقرابِين وَتقدِيس لِلمؤمنين ، فا زى القرابِين ما بِتتحوِل المؤمنين بيتحوِلوا ، فالقرابين بِتتحوِل مِنْ قُربانة لِجسد وَإنت بِتتحوِل مَِنْ خاطِى لِبار مِنْ خِلال القُدَّاس ، عشان كده أحياناً إنت بِتُقيَّم نَفْسَك وَإنت فِى البيت لأ ما ينفعش أتناوِل ، أقول لك لأ وَإنت فِى البيت ناسِى مرحلة مُهِمة جِدّاً بِتقدِّسك هِى مرحلِة القُدَّاس نَفْسَه فا وَإنت فِى رحلِة القُدَّاس إنت بتقدِّم توبة ، إنت بتقول " كيرياليصون " ، بتقول " يارب أنعِم لنا بِغُفران خطايانا " ، إنت بِتحنِى رأسك ، إنت بتاخد تحالِيل ، كُلّ ده مِنْ خِلال القُدَّاس0 س3 : الصداقة الأخويَّة بين الولد وَالبِنت هل ده غلط ؟ ج : أقولَّك عَلَى 3 شرُوط لِصداقة بين ولد وَبِنت :0 أوِل شرط تكون بِنقاوة ، تانِى شرط تكون فِى مجموعة ، يعنِى ما تُبقاش فرديَّة ، كُلَّ شوية إتنين وقفِين مَعَْ بعض أصل دول صحاب ، ولد وَبِنت طالما فِى غير إطار إرتباط تُبقى فِى مجموعة لإنْ المفرُوض ما يُبقاش فِى سِر بيتقال بينهم وَبين بعض ، لَوْ هِى صداقة يُبقى كُلّ حاجة بِتتقال بينهم تتقال وسط مجموعة ، ثالِث شرط لِضرورة ، أقولَّك بِدلِيل يِنفع بِنت – أوْ حتَّى ولد – بعد مثلاً 3 – 4 سنِين تتخطب ، يِنفع تخطُب واحدة وَتِيجِى فِى وقت بعدها تقولَّك " عَلَى فِكره فُلان ده صاحبِى " ، تقولَّها صاحبِك مِنْ إمتى ؟ تقولَّك مِنْ كذا ، إيه بالظبط بقى الَّلِى بينكم ؟ تقولَّك ما تدققش ، يقولَّها لأ أنا الموضُوع بالظبط لازِم أعرف الموضُوع ده إيه ،كُلّ حاجة تقف عشان الكلِمة دى وَتقعد تقرَّر فِيها لِغاية ما تقولَّك لِيه ، لإنْ إنت ما قبلتش الَّلِى إنت بِترتبِط بِها دى يُبقى لِها إيه00صاحِب ، طيِّب إذا كُنت إنت ما تقبلش الَّلِى ترتبِط بِها دى يكون لِها صاحِب يُبقى مِنْ الأنانية مِنَّك إنْ يُبقى لِك بِنت صاحبة وَفِى الأخر تسبِّب لها مُشكِلة فِى حياتها بِسبب إنْ إنت صاحِبها ، فاتبع الثلاث خطوات الَّلِى قُلنا عليهم :0 (1) تكون لِضرورة ، يعنِى أدينا فِى لِقاء زى ده فِى ضرورة وَماله ، لِنفرِض إتكلِّمت مَعَْ بِنت وَلاَّ حاجة وَماله ، مِش بنقول نُبقى مُتزمتِين ، لكِنْ كُلّ شوية عايز تكلِّم معاها ، أصل صاحبتِى!! (2) بِنقاوة0 (3) مجموعة0 ده الَّلِى يأمِنك إنْ يُبقى فِى عِلاقة نقية بينك وَبين بِنت0

ينبغى أنه كما سلك ذاك هكذا نسلك

في رسالة معلمنا بطرس الرسول الأولى أصحاح 2 : 21 – 25 .. الموضوع عن ربنا يسوع المسيح مثلنا الأعلى في الفضائل وفي السلوك .. { لأنكم لهذا دُعيتم .. فإن المسيح أيضاً تألم لأجلنا تاركاً لنا مثالاً لكي تتبعوا خُطواته .. الذي لم يفعل خطية ولا وُجِدَ في فمهِ مكر .. الذي شُتِم لم يكن يشتم عوضاً وإذ تألم لم يكن يُهدد بل كان يُسلم لمن يقضي بعدلٍ .. الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر .. الذي بجلدتهِ شُفيتم لأنكم كنتم كخراف ضالة لكنكم رجعتم الآن إلى راعي نفوسكم وأُسقفها } . جميل جداً في ربنا يسوع المسيح أنه جاء للعالم كنموذج .. عندما نتكلم عن غاية مجئ ربنا يسوع المسيح على الأرض فالجميع يقول الفداء .. ولكن هناك غاية متوازية مع الفداء وهي أنه يريد أن يعطينا مثال كيف نحيا . ما هو قصد الله من الإنسان على الأرض ؟ هذا من أهداف التجسد أي الفداء .. أعظم هدف وينوب عنا ويُصلب .. ولكن أيضاً لكي يعيش في وسط عالم به مشاعر مختلفة .. فيهم الصادق والغير صادق .. الأمين والغير أمين .. الكاره والحاقد .. الغني والفقير .. مثل المجتمع الذي نعيش فيه الأن .. لكي يفدينا جاء ولكن أيضاً لكي يعطينا نموذج كيف يحيا الإنسان في العالم . لذلك يقول لنا معلمنا بطرس الرسول { تاركاً لنا مثالاً لكي تتبعوا خُطواته } .. جاء الله ليُعلمنا كيف نسلُك ولا يكتفي بإعطاءنا معلومات مثل " أحبوا أعداءكم " ( مت 5 : 44 ) وهكذا بل ربنا يسوع لم يأتي لكي يعطينا معلومات ولكن لكي يعطينا نموذج للإنسان . الصورة التي أراد الله أن يخلق بها الإنسان على صورته ومثاله أراد أن يُحققها ويقول لك أنه يملُك للإنسان البشر أن يحيا بحسب القصد الإلهي .. يمكن للإنسان البشر أن يحيا طبقاً للوصايا الإلهية .. فنقول نحن أن هذا صعب جداً .. فيقول لنا أن ربنا يسوع المسيح شابهنا في كل شئ ما عدا الخطية .. أخذ نفس الجسد الخاص بنا بطبيعته الضعيفة التي تجوع وتعطش وتتعب وتتألم .. أخذ نفس الجسد لكي يعطينا مثال أن هذا الجسد ممكن أن يحيا في القداسة ويحيا لآلامه النفسية لأن ربنا يسوع إجتاز آلام جسدية ونفسية وعندما جاء للعالم بغرض فدائنا جاء لنا ليترك لنا مثالاً . الفلاسفة تقول { لو لم يكن المسيح إلهاً لجعلناه إلهاً بسبب ما قاله وما عمله } .. أيضاً أن ما قاله فعلهُ أيضاً .. حاول أن تأخذ تدريب .. كل سلوك وكل أمر إلهي ربنا يسوع علَّم بهِ إبحث أنت عليه إن كان الرب يسوع فعلهُ أم لا .. مثال :0 { أحبوا أعداءكم .. باركوا لاعنيكم .. أحسنوا إلى مُبغضيكم } ← فعلهُ بالفِعل . { من يُقبِل إليَّ لا أُخرِجهُ خارجاً } ( يو 6 : 37 ) ← تكلم على أنه مُحب للعشارين والخطاة . عندما قال { لا يحتاج الأصحاء إلى طبيبٍ بل المرضى } ( مت 9 : 12 ) ← بالفعل فعل ذلك . { طوبى لرجلٍ لا يحسب له الرب خطية ولا في روحه غش } ( مز 32 : 2 ) .. { الذي شُتِم لم يكن يشتم عوض } .. { ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدم بل ليخدم } ( مت 20 : 28 ) ← هذا فعلهُ حقاً . { إعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية } ( يو 6 : 27 ) .. عندما يأتي تلاميذه بالطعام يقول لهم { أنا لي طعام لآكل لستم تعرفونه أنتم } ( يو 4 : 32 ) . عندما قال { بيعوا ما لكم وأعطوا صدقة } ( لو 12 : 33 ) .. لم نشاهده يأخذ من غِنى العالم ولكن قيل أنه { ليس له أين يسند رأسه } ( مت 8 : 20 ) . كل كلامه عمله ولذلك نعطيها كتدريب للجميع لكي نعرف أنه هو أيضاً إجتاز هذا .. عندما قال لنا { إسهروا وصلوا } ( مر 14 : 38 ) فَعَل ذلك فكان رجل صلاة وكان يقضي الليل كله في الصلاة ( لو 6 : 12) . الله فعل كل هذا ليس لأنه يحتاج عملها بل عملها لأجلنا .. كل ما فعلهُ المسيح لأجلنا .. تجسد وصُلِب ومات وقام وجاع وحُكِم وفقير وليس له أين يسند رأسه .. يصفح لأجلنا .. تاركاً لنا مثالاً لكي نتبع خُطواته . شخص ربنا يسوع المسيح لا يكفي أبداً أن نقف عند حد الإعجاب به .. لم يأتي ليخلق كثير من المُعجبين .. جاء ليجعل أولاده مُسحاء .. كل واحد مسيح .. كل واحد مسيحي وإسمه يُدعى عليك .. { ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلُك هو أيضاً } ( 1يو 2 : 6 ) .. ما أجمل أن تعيش موقف فترى أنك تنحرف عن الصواب فيُرجِعك عقلك .. لو كان المسيح في الموقف فماذا كان يفعل ؟ عملياً لا يوجد موقف مُشابه ولا يوجد موقف يُشابهه في حياة المسيح .. حتى لو كان العصر غير العصر والدنيا غير الدنيا .. مثال : حولي أشرار ومكايد وداخلهم حقد وغيرة .. جو به عثرات وضعفات وانكسارات والمسيح أيضاً لم يعيش في جو كله قديسين بل كانوا عشارين وزُناة وخُطاة .. المسيح كان مكروه وظُلِم وأُهين والأغنياء احتكروه وضحكوا عليه .. كل المواقف التي نعيشها إجتازها المسيح . أيضاً عندما ذهب الهيكل وجلس مع مُعلمي الشريعة وعملوا له امتحان في التقليد اليهودي .. الشاب حتى سن 22 سنة يجب أن يكون اجتاز امتحان في الهيكل يعبَّر عنه إنه حفظ الشريعة فيعطوه تصريح لكي يدخل ويكون ضمن الأعضاء في المجمع اليهودي وكان يتم ذلك في الفصح حتى يأتي الناس من كل الأماكن وتتشكل لجنة للإمتحان من شيوخ الهيكل ويدخل المُتقدم للإمتحان .. فيسوع وهو عنده " 12 " سنة اجتاز الإمتحان فبُهتوا من تعليمه .. أي أنه ذاكر مثلنا وامتحن .. كان عنده ذاكرة بشرية مثلنا .. المسيح أيضاً عمل في الحياة نجار .. كان له علاقات وأصحاب من بداية التلميذ الذي كان يسوع يحبه حتى الخائن يهوذا . أشكرك يارب لأنه لا يوجد موقف في الحياة لم تجتازه وعلمتنا فيه كيف نسلُك .. كيف أحيا المسيح في حياتي ؟ وكيف يتحول المسيح إلى واقع عملي وأن فضيلة المسيح هي فضيلتي ؟ وكيف يكون سلوك المسيح هو سلوكي ؟ فإن كل ما عملهُ رب المجد يسوع عملهُ من أجلنا .. معلمنا يوحنا يقول { ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلُك هو أيضاً }.. يريد منا أن نعيش بفكره ومشيئته . الإنسان الأول آدم .. الله خلقه بهدف الطاعة .. الحب ويتمتع بعطايا الله لهُ .. قصد الله من خلقة آدم أنه إله مُحب لا يشاء أن يحيا في هذا الكون مُنعزل منفرد فأحب أن يكون أبناءه معهُ يُشاركونه مجد الكون .. مثل الرجل الغني الذي يمتلِك ﭬيلا كبيرة بالحدائق وحمامات السباحة في مكان رائع ولكن كل هذا بلا طعم لأنه يعيش فيه بمفرده فيأتي بأولاده وأحفاده ليشعر بالفرح .. كذلك الله أراد أن نتمتع نحن بالكون الخاص بهِ . لكن الإنسان كسر الوصية .. ولم يُتمم قصد الله وأن يُمارس الحب بينه وبين ربنا .. أحبَّ أن يأكل من يد الشيطان ويكسر الحلقة وفسد الإنسان .. ولكي يُرجع هذا من جديد جاء المسيح ليعطي لنا هذه الحياة من جديد .. أبونا آدم قبل السقوط كان يأكل من عطية ربنا بيد ربنا .. وبعد السقوط أكل من يد الشيطان فجاء ربنا ليُرجع هذا الأمر ثانياً بعد أن الأرض لُعِنت وخرج منها ثمرة لعنة .. جاء على الأرض ولمس بقدميهِ الأرض فباركها .. أعطى طاعة عِوضاً عن عصيان آدم .. جاء المسيح يقدم طاعة .. صُلِب لكي يُحقق مشيئة السماء وطاعة لها .. { أطاع حتى الموت } ( في 2 : 8 ) .. وكما يقول بولس الرسول في العبرانيين { مع كونهِ ابناً تعلم الطاعة مما تألم به } ( عب 5 : 8 ) .. كل ما أفسده آدم أصلحه المسيح من أجلنا لنعيش حياة جديدة ويكون مَثَلْنا الأعلى في الفضيلة والسلوك تاركاً لنا مثالاً لكي نتبع خُطواته . حتى في عرس قانا الجليل أطاع الست العدرا .. { لم تأتي ساعتي بعد } ( يو 2 : 4 ) .. ولا يصح أن يفعل المعجزات حتى لا تُثار عليه الأقوال .. لكنه أطاع .. أطاع العرف اليهودي والشريعة .. فيجب أن نذهب للفصح وبالفعل ذهب .. يوجد شريعة للختان فاختُتِن .. وعندما شفى أبرص طلب منه أن يذهب ويُري نفسه للكاهن .. طاعة للشريعة وأطاع نظام الدولة ودفع الجزية .. والأهم من ذلك طاعة الآب .. جاء يقدم طاعة عوضاً عنا بسبب تمرد أبونا آدم .. والأن علينا نحن أن نعيش في طاعة المسيح .. كل فضيلة هي طاعة للمسيح .. طاعة حتى الموت .. جاء لكي يوحد مشيئة الآب في مشيئته . { فإن كنا أولاداً فإننا ورثة أيضاً } ( رو 8 : 17) .. ورثنا كل ما للمسيح منها الطاعة .. مصدر طاعتك ليس فِكرك بل طاعة للمسيح .. المسيح جاء للعالم لكي يعطينا نموذج لكي نسير معه طاعة حب وإرادة .. خرج وهو عالم بكل ما سوف يأتي عليه ومع ذلك خرج . توجد شريعة في العهد القديم تُسمى " شريعة العبد العبراني " .. يمكن أن يكون هناك عبد عند شخصٍ ما لمدة ست سنوات وفي السنة السابعة يُفك .. ولكن إن أحب العبد سيده ورغب في الجلوس معه بعد مرور المدة فيلوم الناس السيد على ذلك لأنه كسر الوصية وأبقى العبد عنده بعد مرور المدة المقررة لذلك فعلى العبد إذا رغب في الإستمرار أن يقف أمام كل الناس ويقول " أنا أحببت سيدي وأريد أن أُكمِل عنده بإرادتي " .. فيقوم الجميع بثقب أُذنه ليكون له علامة وسط الجموع بأنه إختار سيده وهم شهود .. لذلك يقول داود النبي في مزمور " 40 " { أُذنيَّ فتحت } ( مز 40 : 6 ) .. أي أنني أردت أن أحيا في عبودية لك بإرادتي .. أحببت أن أخدِمك بكامل حريتي . جاء ربنا يسوع المسيح يقول للآب نفس الحقيقة ويُقدمها له .. { أطاع حتى الموت } .. وفتح له أُذنه .. كل متطلبات العدل الإلهي من أجل الكفارة والفداء فلتأخذ مني أنا وقدمها المسيح وأخذنا عنها طاعة المسيح .. أحد الأباء القديسين – القديس بيشوي – يقول { أطِع الله يُطيعك الله } . الفضيلة الثانية الإتضاع .. وحذاري أن تتضع خارج اتضاع المسيح .. ولابد أن يكون في حياتك مصدره المسيح .. أُنظر للمسيح المُعرى على الصليب .. إن اتضعت بفكرك يكون اتضاع مؤقت ومزيف .. مثل العملة المُزورة والعملة الحقيقية .. المسيح الإله الذي سمح للشيطان أن يجربه .. المسيح الذي انحنى يغسل أرجل تلاميذه وقال لهم { أنتم تدعونني مُعلِّماً وسيداً ..... فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعضٍ } ( يو 13 : 13 – 14) .. تعلم من المسيح غسل الأرجل .. الإله القادر الذي عُلق على الصليب ويقبل . إن لم يكن الإتضاع مصدره المسيح سيكون أمر مؤلم .. نرى رب المجد يسوع يقف وراء كل الخليقة كلها .. في المعمودية تعمد بعد الكل ويقول ليوحنا المعمدان إسمح الآن ( مت 3 : 15) .. تعلم الإتضاع وكما قال الفلاسفة عنه { لم نجد من تكلم عن الإتضاع مثل ربنا يسوع المسيح } . كل الناس تتحدث معك كيف تُصبح عظيماً لأنها تتفق مع الفكر البشري .. أما كيف تُصبح آخر الكل فهذا لا يتفق مع الفكر البشري .. لماذا يُهاجم الناس المسيحية ؟ لأنها ضد الفكر البشري تماماً .. كيف يكون الإله إنسان ؟ هذا أمر ضد الفكر البشري تماماً وممكن يُقبل أن الإنسان يصير إلهاً وأن الإنسان يتألَّه ولكن لا يقبل أن الإله يتأنس .. عندما تريد أن تتعلم الإتضاع تعلمه من الإله الذي صار إنسان بل أقل منه وأحقر من أي إنسان . يقول القديس يعقوب { هو وخاصته لم يكن معهم قوت ليوم واحد وأنت تطلب لنفسك رزق لسنين عديدة .. لم يكن ليسوع أين يسند رأسه وأنت تطلب مجالس مُزينة } .. أجمع القديسين على أن المسيح لم يسند رأسه إلا مرة واحدة على الصليب .. عيش المسيح ليس إعجاب أو مجرد نظرية .. نحن جماعة المؤمنين بالمسيح وعندما أمنا بهِ عِشناه وسلكنا سلوكه ولم نكتفي بأفكار ولكن عشنا حياة .. فالمسيحية نور وحياة . الحب الذي بلا حدود ولا شروط وللكل .. لا تتكلم عن حب الفلاسفة والنظريات وحب الأخذ .. إن أردت أن تتعلم الحب الحقيقي أُنظر المسيح الذي يعلمك الحب من بداية تلاميذه والخطاة ومن صلبوه حتى من يتأمروا عليه ومن يقول عليه أقوال سوء . ولأننا مولودين في المسيحية ممكن يكون هناك أمور كثيرة لا تجذبنا للدرجة أن الموعظة على الجبل أتت بآلاف إلى المسيح غير مؤمنين .. كلام عجيب .. ربما سمعت عن شخص متفرغ وطبيب وأعطوه مرتب كبير لكي يعمل كتاب ضد المسيح وأُخِذ إلى السعودية ووعدوه أن كتابه عند طبعه يُنسخ إلى خمسة ملايين نسخة ويُعطوه هو عشرة مليون جنية .. وفرَّغوه ليكتب ضد المسيح .. كان عليهِ أن يقرأ الكتاب المقدس وكل ما يتقدم في القراءة كان ما يقرأه يغيَّر حياته .. الموعظة على الجبل قلبت له كيانه في إنجيل متى .. { أحبوا أعداءكم .. باركوا لاعنيكم .. أحسنوا إلى مُبغضيكم } .. فهناك ثلاث درجات عدو .. مُبغِض .. لاعِن . أحد الفلاسفة قال عن يسوع { إن لم يكن إلهاً لصار إلهاً لما قالهُ على الصليب } .. ردود أفعاله على الصليب تعلن أنه إلهاً .. إن أردت أن تتعلم الحب لا تبحث كثيراً عن مصادر .. تعلم من حب المسيح .. من كرهك أو أهانك تعلم من المسيح حتى لا تتوه في الطريق .. المسيح هو المصدر .. حِب المسيح لتتعلم المحبة . المسيح كان شخصية متكاملة فكان يجمع بين القوة والوداعة .. بين البساطة والحكمة .. الحب والحزم .. أشياء متناقضة ولكنها تبدو في المسيح .. مثال على ذلك البساطة والحكمة { كونوا حكماء كالحيات وبُسطاء كالحمام } ( مت 10 : 16) .. لم يقل المسيح هذا فقط بل فَعَل كذلك .. كان بسيط جداً في مظهره .. علاقاته .. في كلامه .. شبِّه للناس بأمثال واقعية مثل الذي زرع زرعة وجاء لصوص وهكذا .. بساطة متناهية ولكن تجد في كلامه قمة الحكمة .. يسأله البعض { بأي سلطانٍ تفعل هذا } .. فيقول لهم { معمودية يوحنا من أين كانت من السماء أم من الناس } ( مت 21 : 23 – 25 ) .. يحول الأمر إلى سؤال لأنه يعرف أنهم غير قادرين على إجابة السؤال حتى لا يقعوا في حرج . من كثرة بساطته عندما جاء مال على شجرة تين والتقط منها ثمار يأكلها .. إن الشريعة تقول أن من حق أي عابر سبيل في حقل أن يلتقط من ثمار الحقل للأكل إذا جاع .. في أحد المواقف سألوه البعض { أيجوز أن تُعطى جزية لقيصر أم لا } .. فقال لهم وهو يعرف نيتهم في عرض هذا السؤال { أعطوا إذاً ما لقيصر لقيصر وما لله لله } ( مت 22 : 21 ) .. ترك الأمر عندهم .. قمة الحكمة .. حكمة في الإسلوب .. التصرف .. المواقف . إن المسيح على قدر وداعته على قدر شجاعته أيضاً .. وديع جداً أي لا يصيح ولا يسمع أحد صوته في الشوارع ( مت 12 : 19) .. فقد قيل عنه أنه صرخ فحدث ذلك مرتين .. الأولى عند قبر لعازر والثانية صرخ على الصليب .. وديع متواضع القلب .. فإن وداعته معروفة جداً لكن أيضاً شجاع .. مع الكتبة والفريسيين وبخهم بشجاعة { ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون } ( مت 23 ) .. كان يتحدث إلى الفئة الحاكمة . في البستان كان لا يعرف أحد منهم من هو يسوع .. وخرج هو لهم وقال { أنا هو } ( يو 18 : 5 ) .. إن هذا المكان يمكن أن يكون به فرصة للهرب .. العجيب أنه كان يعرف أنهم سيأتوا في هذا الوقت .. ما كل هذه الشجاعة ؟! أمام بيلاطس وهو يقول أنا لي سلطان أن أصلبك وسلطان أن أتركك .. فقال له { لم يكن لك عليَّ سلطان البتة } ( يو 19 : 11) . الحب والحزم .. كان يُوجه وعلى مقدار حبه كان حازم .. رأيناه ينتهر .. كان يُوبخ ليُعلِّم بين الحب والحزم .. هذا الأمر يحتاج إلى معرفة .. في الخدمة .. في البيوت .. مع الأولاد .. جميل أن القديس كبريانوس يقول عبارة رائعة { ليكن لك حب بلا تدليل .. وحزم بلا قسوة } .. فلا تعكس الأمور فلا تستخدم الحزم في وقت الحب ولا تستخدم الحب في وقت الحزم .. كما يقول القديسين { ليكن لك لكل مرض دواء .. لا تستخدم الأدوية الباردة في الأمراض الباردة .. والأدوية الحارة في الأمراض الحارة .. إستخدم الدواء المناسب في المرض المناسب } . ربنا يسوع كان لديه اتزان بين الخدمة والتأمل والصلاة .. هذا يحتاج في حياتنا إلى اتزان .. طول النهار يجول يصنع خيراً ( أع 10 : 38 ) وفي الليل يمضي طول الليل في الصلاة ( لو 6 : 12) .. أحياناً أثناء النهار يختفي ولا أحد يعرف مكانه .. قيل عندما تحدث مع المرأة الكنعانية أنه كان يجلس وهو لا يريد أحد أن يعلم به .. فترة تأمل .. كان لديه الإتزان بين الخدمة وصلاته . إعرف الأن متى تصلي ومتى تخرج للخدمة ومتى تأخذ فترة للتأمل والصلاة .. ماذا يلزمك في مخلصك ولم تجده .. ما هو الذي تحتاجه ولم تجده ؟ أي موقف يعوزك فيه أن تتعلم ولم تجد في المسيح كل ما يُعلمك ويُرشدك ؟!! الله يُعطينا أن نتعلم منه ونتشبع به ونسلك كما سلك هو مُسحاء على الأرض العالم يحتاج إلى المسيح المُعلن .. المسيح المتحرك .. ويجول في وسطنا وما هو المسيح إلا أنت ربنا يبارك في حياتكم ويبارك في فضيلتكم ويجعلها ثابتة لأن مصدرها من المسيح وللمسيح وبالمسيح ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل