العظات

مياة مارة والصخرة

8- مياة مارة مارة بالعبرية : מָרָה هو أحد المواقع التي مر بها بنو إسرائيل أثناء خروجهم من مصر حسب سفر الخروج في العهد القديم . فبعدما كان بنو إسرائيل في فم الحيروث، ثم ضرب موسى عصاه فى البحر فشق البحر، وعبر بنو إسرائيل للضفة الأخرى من البحر الأحمر إلى الصحراء في شبه جزيرة سيناء . فأخذ بنو إسرائيل يبحثون عن الماء، وظلوا ثلًاثةأيام في الصحراء لا يجدون ماءً حتى وصلوا إلى مارة فجدوا بها ماءً لكنه مُر، لذلك سموها بهذا الاسم "مارة" فدعا موسى ربه، فأره الرب شجرة وأمره أن يضعها في الماء، فلما وضعها في الماء أصبح الماء عذبًا (سفر الخروج 22:15-25). " ثُمَّ ارْتَحَلَ مُوسَى بِإِسْرَائِيلَ مِنْ بَحْرِ سُوفَ وَخَرَجُوا إِلَى بَرِيَّةِ شُورٍ. فَسَارُوا ثَلًاثَةَ أَيَّامٍ فِي البَرِيَّةِ وَلَمْ يَجِدُوا مَاءً .فَجَاءُوا إِلَى مَارَّةَ، وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْرَبُوا مَاءً مِنْ مَارَّةَ لأَنَّهُ مُرٌّ. لذلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا "مَارَّة" فَتَذَمَّرَ الشَّعْبُ عَلَى مُوسَى قَائِلِينَ: "مَاذَا نَشْرَبُ؟" فَصَرَخَ إِلَى الرَّبِ. فَأرَاهُ الرَّبُّ شَجَرَةً فَطَرَحَهَا فِي الْمَاءِ فَصَارَ الْمَاءُ عَذْبًا. هُنَاكَ وَضَعَ لَهُ فَرِيضَةً وَحُكْمًا، وَهُنَاكَ امْتَحَنه "ما أن عبر الشعب وفرح وتهلل حتى بدأت التجارب والآلام، إذ شعروا بالعطش فتذمروا على موسى إذ وجدوا ماءً مرًا لا يقدر أن يرويهم. وأرشد الرب موسى عن شجرة ألقاها في المياه فصارت حلوة. وكان هذا هو أول دروس مدرسة الإيمان وقد فشل الشعب في فهم الدرس أن الله يستطيع كل شيء. كان هذا امتحان، هناك امتحنه والله لا يمتحن شعبه ليعرف إن كان سيجتاز الامتحان وينجح أو أنه لن يجتازه فيرسب فالله يعلم مقدمًا نتيجة الامتحان. لكن الله كان قد اظهر قوته للشعب في معجزات عديدة والآن فالله يُثَبِتْ لهم أنه قادر على كل شيء ( هذه هي التمارين التي تُعْطَى للطالب ليقوم بحلها بعد أن شرحت له النظرية، ويكون هذا لتثبيت النظرية في ذهن الطالب) والشجرة كانت ترمز للصليب الذي حوَّل مرارة حياتنا إلى عذوبة وعوض ما نحمله من أعمال الإنسان القديم نتمتع بالطبيعة الجديدة التي صارت لنا في المسيح يسوع. وإن تعقدت المشاكل أمامنا فلنسمح للمسيح أن يتدخل فيها فيحول ما هو للموت إلى ما هو للحياة وإن عشنا بمنطق الصليب لا يصبح فينا مرار داخلي، بل سيكون كل شيء حلو في حياتنا فنحن إن قبلنا أن نحمل الصليب مع المسيح لن نتذمر وتتحول ألامنا إلى عذوبة وتسبيح،وهذا معنى هُنَاكَ وَضَعَ لَهُ فَرِيضَةً وَحُكْمًا، وَهُنَاكَ امْتَحَنَهُ. فريضة تعني تشريع، وحكمًا تعني نظامًا للحياة، وإمتحنه تعني سمح له بتجربة. معنى هذا للشعب في سيناء … لقد خرجتم من مصر وأنتم في حالة سيئة من الوثنية والتذمر وعدم الإيمان وستكون التجارب التي أسمح بها هي لتنقيتكم ولزيادة إيمانكم، وهذا ما قلنا عنه مدرسة الإيمان في سيناء في مقدمةالسفر.أما بالنسبة لنا نحن نفهم أن التجربة إشارة للصليب الذي يسمح لنا الله أن نحمله لنصير تلًميذًا له. هذا هو قانون العهد الجديد: "َمَنْ لَا يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلا يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا" ( لو27:14) وهل حمل الصليب يحمل معنى الألم فقط؟ لا بل هو فرح روحي في المسيح، فالثلاًثة فتية ومعهم الرابع الشبيه بإبن الآلهة كانوا يتمشون وسط نيران الأتون، وكان الفتية محلولين ولكنهم لم يخرجوا، فهم في فرح لأن معهم ابن الآلهة(بحسب تعبير الملك) أكثر من وجودهم خارج الأتون. ولم يخرجوا إلا حين ناداهم نبوخذ نصر الملك. ولذلك لاحظ تعليم بولس الرسول "لِأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لِأَجْلِ ٱلْمَسِيحِ لَا أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَألَمُوا لِأَجْلِهِ" ( فى 29:1)وأيضًا "إِنْ كُنَّا نَتَألَمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ" ( رو17:8)فالألم والصليب هو الشجرة التي نسمح بها أن تلقى في مياه حياتنا المرة فتتحول حياتنا إلى فرح حقيقي ومجد. لذلك لم يكتفي بولس الرسول بالصليب الذي سمح به الله له ألا وهو الشوكة التي في جسده ( 2كو7:12) بل يقول "بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ، حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضًا" ( 1 كو27:9) ان مياة مارة المرة تشير الى الضيقات والتجارب التى يتعرض لها المؤمن فى هذة الحياة ومع ذلك فأن الأيمان بيسوع المسيح الذى هو شجرة الحياة يحول حزننا الى عزاء وضيقنا الى فرح وتعبنا الى راحه وسلًم . 9- المسيح هو الصخرة : - يوضح لنا بولس الرسول فى 1كو 4:10 أن " الصخرة كانت المسيح " وأوجه الشبه بين الصخرة والمسيح تبدو لنا فى الآتى : أ- ضرب الصخرة بعصا موسى إشارة إلى ضرب جنب المسيح على الصليب بحربة فخرج منه دم وماء . ب- ضرب الصخرة يشير إلى الآلام التى تحملها المسيح بالصليب . ج- كما أن بضرب الصخرة خرج ماء روى ظمأ الشعب ، هكذا بصلب المسيح تم الخلًاص للعالم كله . الذى وهبنا عطية الروح القدس فصار لنا نجاة وحياة وارتواء لعطش انفسنا للحياة. د- مع أن الطبيعى أنه بضرب الصخر الصوان تتولد النار ، إلا أن الذى حدث بالفعل هو خروج الماء من الصخرة بدل النار . وهكذا بدلاً من أن يتسبب إيذاء الناس وصلبهم للمسيح فى نزول نار غضب الله عليهم ، نجد أن المسيح قبل الصليب باختياره وقدم بموته كفارة لخطايانا .الذى بالموت داس الموت واخرج لنا منه حياة ه- كما ضربت الصخرة فى حوريب مرة واحدة كأمر الرب ( راجع خر 17 ) هكذا المسيح فى صلبه " فعل هذا مرة واحدة إذ قدم نفسه " ( عب 27:7 , 10:10) وواضح أن موسى لما ضرب الصخرة الثانية فى قادش أكثر من مرة ، غضب الرب عليه وعاقبه بأن يموت فى البرية ولا يدخل أرض الموعد . المسيح هو الصخرة : "وجميعهم شربوا شرابا واحدا روحيا. لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح"( 1كورنثوس 4:10 ) كل الكتاب يدل على الرب يسوع المسيح بأنه هو الصخرة التي ضمدت جراح كثيرين وجعلت الخطاة أحرارا بعد التوية، و يسوع هو الأساس لكل الأمور الروحية النابعة من السماء، وهو المرساة المنقذة وسط العواصف الهوجاء والمحامي الكبير وسط التجارب الجدِّية. فهو الحصن المنيع الذي يلجأ إليه الكثيرين

سلم يعقوب عمود السحاب و عمود النار

5- سلم يعقوب ترى الكنيسه ان السلم الذى رآه يعقوب فى حلمه (تك 28 ) والذى يربط بين السماء والأرض انما يشير الى السيدة العذراء مريم فكما ان الرب نزل بالسلم من السماء الى الأرض فيما يظن من الحلم فهكذا نؤمن السيد المسيح من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء تأنس (انظر قانون الأيمان)وبولادته من السيدة العذراء البتول صار ابن الله الكلمه المتجسد على الأرض هو رئيس خلاصنا ومكمله اذ " ليس بأحدغير الخلاص " رأى يعقوب سلمًا منصوبة على الأرض ورأسها يمس السماء تك10:28-22 وذلك في رؤيا ليلًا وهو في طريقه إلى بيت خاله لابان هارِبًا من وجه عيسووكانت ملائكة الله تصعد وتنزل عليها وفي هذا تعبير عن عناية الله الخاصة بيعقوب، فقد كانت هذه السلم واسطة اتصال السماء بالأرض التي تأتي عليها الملائكة لخدمة الإنسان، وكان الله نفسه على رأس السلم . وسلم بيت إيل يشير إلى ناسوت المسيح الذي التقت فيه السماء بالأرض وكان اسم المدينة التي رأى فيه أبونا يعقوب الرؤيا هو " مَدِينَة لُوز " وأعاد هو تسميتها بعد الرؤيا إلى بيت إيل (الصليب هو سلم يعقوب ؛ هذه الشجرة ذات الأبعاد السماوية ارتفعت من الأرض حتى السماء، أقامت ذاتها غرسًا أبديًا بين السماء والأرض، لكي ترفع المسكونة) وفي طقس الكنيسة القبطية، من ألقاب العذراء القديسة مريم لقب "سلم يعقوب ، فالعذراء هي الواسِطة التي جعلت هناك علاقة بين السماء والأرض وبقدسيتها استحقت أن تلد الرب يسوع الوسيط بين الله والناس.وفي ثيؤطوكية الثلاثاء يُقال "أنتِ هي السُّلَّم الذي رآه يعقوب ثابتٌ على الأرض، ومرتفع إلى السماء والملائكة نازلون عليه " 6- خروف الفصح كلمة فصح بالعبرية פֶּסַח معناها "عبور"، وهي أيضا في القبطية واليونانية Πάσχα بمعني العبور (pacxa بصخة بالقبطي).نجاة إسرائيل من العبودية وخلاصهم لا يتم إلا بالتدخل الخاص من الله بدم الحمل الفصحي الذي إذا دهنت به قوائم الأبواب أو الأعتاب العليا يعبر الملاك المهلك في ( خر13:12) "وَيَكُونُ لَكُمُ الدَّمُ عَلاَمَةً عَلَى الْبُيُوتِ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا فَأرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ فَلاَ يَكُونُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَةٌ لِلْهَلاَكِ حِينَ أَضْرِبُ أَرْضَ مِصْرَ " خروف الفصح يرمز للسيد المسيح: قدم السيد المسيح نفسه فصحًا حقيقيًا عن العالم كله صارت آلامه وصلبه ودفنه وقيامته فصحًا دائمًا مستمرًا في حياة الكنيسة تعيده الكنيسة ليس مرة واحدة في السنة كما كان الفصح قديمًا بل نعيده في كل قداس إلهي لذلك نعتبر إن الأصحاح ( 11 ،12) من سفر الخروج هو مركز السفر كله بل مركز الكتاب المقدس كله لأنه يشير إلي ذبيحة السيد المسيح.ويقول بولس الرسول في ( 1 كو7:5) إِذًا نَقُّوا مِنْكُمُ الْخَمِيرَةَ الْعَتِيقَةَ لِكَيْ تَكُونُوا عَجِينًا جَدِيدًا كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ. لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لأَجْلِنَا. كلمة خروف ذكرت في العهد القديم 116 مرة كذبيحة ما عدا خمس مرات فقط كخروف وليس ذبيحة، ولذلك أحيانًا تترجم الكلمة يُساق إلي الذبح أو يساق كذبيحة أعطاهم أوصاف وشروط خروف الفصح في (خر11:2-12) "فِي الْعَاشِرِ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ يَأْخُذُونَ لَهُمْ كُلُّ وَاحِدٍ شَاةً بِحَسَبِ بُيُوتِ الآبَاءِ. شَاةً لِلْبَيْتِ وَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ صَغِيرًا عَنْ أَنْ يَكُونَ كُفْوًا لِشَاةٍ يَأْخُذُ هُوَ وَجَارُهُ الْقَرِيبُ مِنْ بَيْتِهِ بِحَسَبِ عَدَدِ النفُوسِ. كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حَسَبِ أَكْلِهِ تَحْسِبُونَ لِلشَّاةِ. تَكُونُ لَكُمْ شَاةً صَحِيحَةً ذَكَرًا ابْنَ سَنَةٍ تَأْخُذُونَهُ مِنَ الْخِرْفَانِ أَوْ مِنَ الْمَوَاعِزِ. وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ تَحْتَ الْحِفْظِ إِلَى الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ. ثُمَّ يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ فِي الْعَشِيَّةِ. وَيَأْخُذُونَ مِنَ الدَّمِ وَيَجْعَلُونَهُ عَلَى الْقَائِمَتَيْنِ وَالْعَتَبَةِ الْعُلْيَا فِي الْبُيُوتِ الَّتِي يَأْكُلُونَهُ فِيهَا. وَيَأْكُلُونَ اللَّحْمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَشْوِيا بِالنَّارِ مَعَ فَطِيرٍعَلَى أَعْشَابٍ مُرَّةٍ يَأْكُلُونَهُ. لاَ تَأْكُلُوا مِنْهُ نَيْئًا أَوْ طَبِيخًا مَطْبُوخًا بِالْمَاءِ بَلْ مَشْوِيا بِالنَّارِ. رَأْسَهُ مَعَ أَكَارِعِهِ وَجَوْفِهِ. وَلاَ تُبْقُوا مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ. وَالْبَاقِي مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ تُحْرِقُونَهُ بِالنَّارِ. وَهَكَذَا تَأْكُلُونَهُ: أَحْقَاؤُكُمْ مَشْدُودَةٌ وَأَحْذِيَتُكُمْ في أَرْجُلِكُمْ وَعِصِيُّكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ. وَتَأْكُلُونَهُ بِعَجَلَةٍ. هُوَ فِصْحٌ لِلرَّبِ " يكون شاة صحيحة أبن سنة بلا عيب والسيد المسيح هو الوحيد الذي كان بلا عيب كما قال بطرس الرسول في ( 1 بط 18:1،19 ) " عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأشَيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ،. بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيح " أبن سنة يعني سن البراءة والطهارة وذكرًا صحيحًا لأنه عريس لكل المؤمنين به. وتنبأ إشعياء النبي عنه في ( أش7:53 ) " ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ." وفي ( أر19:11)" وَأَنَا كَخَرُوفٍ دَاجِنٍ يُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ وَلَمْ أَعْلَمْ أَنَّهُمْ فَكَّرُوا عَلَيَّ أَفْكَارًا قَائِلِينَ: لِنُهْلِكِ الشَّجَرَةَ بِثَمَرِهَا وَنَقْطَعْهُ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ فَلاَ يُذْكَرَ بَعْدُ اسْمُهُ."ولم يدركوا انه رمز للسيد المسيح الذي بقتله يملك علي كل القلوب ويمزق بالصليب الصك الذي علي العالم كله يكون تحت الحفظ من اليوم العاشر إلى اليوم الرابع عشر وتحت الحفظ للامتحان يعني لفحصه للتأكد أنه بلا عيب. والكل شهد للسيد المسيح وكأنه كان أيضا تحت الحفظ شهادة من السماء هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت ( مت17:3) الشياطين صرخت أنا أعرف من أنت، أنت قدوس الله ( مر24:1). بيلاطس قال لم أجد فيه علة البتة ( يو 38:18). يهوذا نفسه قال أنا سلمت دمًا بريئًا وذهب وشنق نفسه (مت 27:4 ). اللص اليمين اعترف نحن بعدل جوزينا أما هذا لم يفعل شيئًا.(لو41:23). يذبحه كل جمهور بني إسرائيل وبالنسبة للسيد المسيح قيل في ( أع27:4) " لأَنَّهُ بِالْحَقِيقَةِ اجْتَمَعَ عَلَى فَتَاكَ الْقُدُّوسِ يَسُوعَ الَّذِي مَسَحْتَهُ هِيرُودُسُ وَبِيلاَطُسُ الْبُنْطِيُّ مَعَ أُمَمٍ وَشُعُوبِ إِسْرَائِيلَ . ". وفي العشية كما يقول يوسيفوس المؤرخ أنه كان بين الساعة التاسعة والحادية عشر يعني الثالثة والخامسة بعد الظهر، وهي نفس الساعة التي فيها أسلم السيد المسيح الروح في الساعة التاسعة( مت 45:27) في (خر46:12) عظمًا لا تكسروا منه والسيد المسيح لم تكسر عظامه أما ما جاء في ( مز20:34) "يَحْفَظُ جَمِيعَ عِظَامِهِ. وَاحِدٌ مِنْهَا لا يَنْكَسِرُ." يقصد إيمانهم الذي لا ينكسر وليس عظامهم الجسدية المادية. والقديس أغسطينوس قال المقصود هنا ليس النص الحرفي وإنما يقصد الإيمان الحي الذي لا ينكسر مدللًا على ذلك بأن اللص اليمين كسرت سيقانه ولكن السيد المسيح قال له اليوم تكون معي في الفردوس، عظام نفسه قد حفظها. لا تأكلوا منه نيئًا أو مطبوخًا بالماء إنما مشويًا الشيَّ يشير إلي العجلة من ناحية وأيضًا يشير إلي الجدية والروح الحار فنتقبل كلمة الله ونتمتع بها بروح حار. كان يشوى علي سيخين متقاطعين إشارة إلي الصليب. يأكلونه على أعشاب مرة، والأعشاب المرة تُشير إلى مرارة العبودية في مصروأيضًا تُشير إلى مرارة القلب في التوبة وانسحاق القلب. ثم يقول تأكلونه أحقاؤكم مشدودة وأحذيتكم في أرجلكم وعصيكم في أيديكم. الأحقاء المشدودة: تُشير إلى الاستعداد وإلى الخدمة حتى الملائكة ظهرت في سفر الرؤيا ( رؤ 6:15) متمنطقين بمناطق من ذهب، فالمناطق تُشير إلى الاستعداد وإلى الخدمة. أحذيتهم في أرجلهم: أن تكون أرجلهم متحصنة ضد لدغات الحية وضد هجمات الوحوش ومستعدون للرحيل. والعصي في الأيدي: مستندين على قوة الله التي للخلاص أيضًا تشير إلى الاستعداد. وَيَأْخُذُونَ مِنَ الدَّمِ وَيَجْعَلُونَهُ عَلَى الْقَائِمَتَيْنِ وَالْعَتَبَةِ الْعُلْيَا فِي الْبُيُوتِ الَّتِي يَأْكُلُونَهُ فِيهَا لئلا يداس بالأقدام كما قال بولس الرسول في (عبر29:10) "فَكَمْ عِقَابًا أَشَرَّ تَظُنُّونَ أَنَّهُ يُحْسَبُ مُسْتَحِقا ا مَنْ دَاسَ ابْنَ اللهِ، وَحَسِبَ دَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قُدسَ بِهِ دَنِسًا، وَازْدَرَى بِرُوحِ النعْمَةِ؟" غير المختون لا يأكل من الفصح: يشترط أن يكون مختونًا. كان الفصح لكل جماعة إسرائيل في ( خر 47:12) " كُلُّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ يَصْنَعُونَهُ." إلا النجس الغير طاهر و في ( عدد6:9-11) " كَانَ قَوْمٌ قَدْ تَنَجَّسُوا لإنسان مَي تٍ فَلمْ يَحِل لهُمْ أَنْ يَعْمَلُوا الفِصْحَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ. فَتَقَدَّمُوا أَمَامَ مُوسَى وَ هَارُونَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ." "لمس الميت في العهد القديم كان نجاسة " ولما سألوا موسى النبي ماذا يفعل فرجع للرب فقال له في الشهر الثاني في مثل نفس الموعد يعمل الفصح ومن كان طاهرًا ولا يتقدم للأكل من خروف الفصح تقطع تلك النفس من شعبها: في )عد 13:9) " لكِنْ مَنْ كَانَ طَاهِرًا وَليْسَ فِي سَفَرٍ وَتَرَكَ عَمَل الفِصْحِ تُقْطَعُ تِلكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا لأَنَّهَا لمْ تُقَ ربْ قُرْبَانَ الرَّ بِ فِي وَقْتِهِ. ذَلِكَ الإِنْسَانُ يَحْمِلُ خَطِيَّتَهُ." لا بُد ان يأكلوه وهم مستعدين ونحن نقول في القداس اجعلنا مستحقين أن نتناول باستحقاق. النزيل أو الغريب كان يختتن ثم يتقدم للأكل من الفصح في ( خر48:12) "وَإِذَا نَزَلَ عِنْدَكَ نَزِيلٌ وَصَنَعَ فِصْحًا لِلرَّبِ فَلْيُخْتَنْ مِنْهُ كُ لُّ ذَكَرٍ ثُمَّ يَتَقَدَّمُ لِيَصْنَعَهُ فَيَكُونُ كَمَوْلُودِ الأَرْضِ. وَأَمَّا كُلُّ أَغْلَفَ فَلاَ يَأْكُلُ مِنْهُ." وقال في الأخر هو فصح للرب في (خر 11:12) نُسِبَ الفصح للرب. أما بعد ذلك لم يعد الفصح منسوب للرب حين سقط الشعب في الشر وعاشوا في الخطية وبلا توبة، بل زاغوا وراء آلهة أخرى، . لا يعود يدعوه منسوبًا إليه بل إليهم، قال عنه السيد المسيح فصح اليهود في (يو 13:2) " وَكَانَ فِصْحُ الْيَهُودِ قَرِيبًا فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ ." فالرب لا يطلق اسمه علي عبادة شكلية مظهرية. ربنا كان يدعوهم شعبي وقال لموسى النبي اذهب لفرعون وتقول له أطلق شعبي قال عنه أطلق أبني البكر، ولكن عندما فسد الشعب وخصوصًا لما موسى النبي صعد إلى الجبل ليستلم الوصايا العشر ونزل بعد أربعين يوم وجدهم يعبدون العجل الذهبي قال له أنزل قد فسد شعبك، لم يقل شعبي، حتى إن هرون نفسه وقع في هذه الضلالة ولولا شفاعة موسي لكان أهلكهم الله. وقال عنه فريضة أبدية أي مدة طويلة من الزمن تنتهي بمجيء السيد المسيح في ( خر 24:12)" فتحفظون هذا الأمر فريضة لك ولأولادك إلى الأبد." وقد أحتفل بعيد الفصح في سيناء (عدد1:9). وبعد وصولهم إلي كنعان ( يش11:5). إشارة إلي سليمان أنه عمله في ( 2 أي 26:30). وأثناء حكم حزقيا الملك ( 2 أي30:27: 1). وفي عهد يوشيا في ( 2مل21:23-23) و( 2أى1:35-19). وفي أيام عزرا ( عز6:19-22). وقد ذكر في الأناجيل الأربعة (مت17:26 ،2 : 08 ، مر12:14 ، لو22:7،يو 8:18). بعد تقديم الفصح قال لهم 7 أيام تأكلون فطيراُ، فعيد الفطير كان يبدأ في اليوم الثاني من الفصح وهم عندما خرجوا من مصر اخذوا عجينهم غير مختمر للعجلة، غالبًا الخمير يُشير إلى الشر لأنه دخول عنصر غريب إلي العجين وأمثلة كثيرة، خمير الفريسيين الرياء خمير الخبث والشر خمير الصدوقيين ديانة العقل وهكذا.. الفطير يُشير إلى الطهارة والنقاوة لا بُد أن تكون كل حياتهم في الطهارة وفي النقاوة والذي يأكل من الفصح لا بُد ان تكون كل حياته طاهرة. وسبعة: لان عدد 7 يُشير إلى الكمال فليس 7 أيام فقط ولكن تكون حياته كلها في طهارة كاملة. بعد تقديم الفصح ودهنوا الأبواب بهذا الدم كانت ضربة الأبكار وهي الضربة العاشرة:التي ذل فيها فرعون جدًا وكل المصريين حتى أنه لم يوجد بيت في مصر ليس فيه ميت حتى أن فرعون دعا موسى وهرون وقال اخرجوا من بين شعبي وباركوني وحق القول الذي جاء في ( خر14:13) "«وَيَكُونُ مَتَى سَألَكَ ابْنُكَ غَدًا: مَا هَذَا؟ تَقُولُ لَهُ: بِيَدٍ قَوِيَّةٍ أَخْرَجَنَا الرَّبُّ مِنْ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ."وبعد هذه الضربة يقول في ( خر51:12) "وَكَانَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَنَّ الرَّبَّ أَخْرَجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَبِحَسَبِ أَجْنَادِهِمْ " نفس اليوم الذي قدم فيه الفصح خرجوا بأجنادهم من أرض مصر. ما بين خروف الفصح والسيد المسيح خروف الفصح المسيح له المجد 1- خروف ( شاه ) كشاه تساق إلى الذبح ... أش 7:53 2- بلا عيب قدوس بلا شر ولا دنس . عب 1،26:7 بط 8:1 3- يُذبح نيابة عن صاحبه المذنب حمل الله الذى يرفع خطية العالم .. يو 29:1 4- دم الخروف يُرش على القائمتين والعتبة العليا دم الخروف يُرش على القائمتين والعتبة العليا 5- يظل تحت الحفظ من 10 نيسان حتى 14 نيسان دخل أورشليم من 10 نيسان وظل حتى 14 نيسان 6- بعد ذبحه يشوى على سيخين متقاطعين ( صليب ) مات على الصليب 7- لا تكسر عظمة من عظامه لم يكسروا ساقيه ... يو 18:01 8- يشوى على النار ولا يأكلوه نيا أو مطبوخا الآلام على الصليب كانت كالشى .. مز 14:22 9- يؤكل على اعشاب مرة حمل مرارة خطايا العالم كله 10- لا يبقى منه شئ حتى الصباح انزل من على الصليب يوم صلبه 11- لا يأكل منه نجس وإلا يموت من يتناول بدون استحقاق يموت عب 28:10 و1كو27:11 12- تذكار الخلاص من عبودية فرعون تذكار الخلاص من عبودية إبليس 7- عمودا السحاب والنار :- عمود النار في تجوال بنى إسرائيل في البرية ، كان الرب يرشدهم في الطريق "في عمود النار والسحاب " خر24:14ولا تذكر عبارة "عمود النار والسحاب" إلا هنا، ولكن يذكر كثيرًا كلًا منها على انفراد، فيذكر "عمود النار" في (خر21:13 ، 22 ؛عدد14:14 ؛ نح 12:9).ويذكر " عمود السحاب " في (خر21:13 ، 22 ؛ 20:14 ؛ عدد5:12 ؛14:14 ؛ نح 12:9 ؛ 1كو1:10)ويشار إليهما معًا في ( مز14:78 ؛ 39:105)فعندما ارتحل بنو إسرائيل " من سكوت ونزلوا في إيثام في طرف البرية"، "كان الرب يسير أمامهم نهارًا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق، وليلاً في عمود نار ليضيء لهم. لكي يمشوا نهارًا وليلاً. ولم يبرح عمود السحاب نهارًا،وعمود النار ليلاً من أمام الشعب" خر20:13-22وعندما وصل بنو إسرائيل إلى ساحل البحر الأحمر، وزحف وراءهم فرعون بمركباته وفرسانه وجيشه، "انتقل ملًاك الله السائر أمام عسكر إسرائيل وسار وراءهم، وانتقل عمود السحاب من أمامهم ووقف ورائهم، فدخل بين عسكرالمصريين وعسكر إسرائيل، وصار السحاب والظلًم وأضاء الليل . فلم يقترب إلى ذاك كل الليل... وكان في هزيع الصبح أن الرب أشرف على عسكر المصريين في عمود النار والسحاب وأزعج عسكر المصريين" ( خر19:14 ،20،24).وفي يوم إقامة المسكن غطت السحابة المسكن، خيمة الشهادة. وفي المساء كان على المسكن كمنظر نار إلى الصباح... ومتى ارتفعت السحابة عن الخيمة كان بعد ذلك بنو إسرائيل يرتحلون. وفي المكان حيث حلت السحابة هناك كان بنو إسرائيل ينزلون... حسب قول الرب كانوا ينزلون وحسب قول الرب كانوا يرتحلون " ( عد 15:9-23).وهناك إشارات أخرى إلى أن عمود السحاب كان ينزل ويقف عند باب خيمة الاجتماع يدخل موسى الخيمة (خر 7:33-9) ولعلها هي نفسها السحابة التي نزل فيها الرب ليكلم موسى على جبل سيناء ( خر5:34).وعندما تذمرت مريم وهارون على موسى، "نزل الرب في عمود سحاب ووقف في باب الخيمة" ليؤكد مكانة موسى ( عد5:12- 8).وعندما اقترب موعد موسى، "تراءى الرب في الخيمة في عمود سحاب. ووقف عمود السحاب على باب الخيمة " ( تث15:31).ويقول الله على فم إشعياء النبي إنه في ذلك اليوم الذي يملك فيه المسيا: "يخلق الرب على كل مكان من جبل صهيون وعلى محفلها سحابة نهارًا، ودخانًا ولمعان نار ملتهبة ليلاً. لأن على كل مجد غطاء " ( إش5:4). عمود سحاب كان عمود السحاب رمزًا لسير الله وسط شعبه وحمايته لهم، وقيادته لهم في جميع رحلًتهم" فكان الرب يسير أمامهم نهارًا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق، وليلاً في عمود نار ليضيء لهم، لكي يمشوا نهارًا وليلاً. لم يبرح عمود السحاب نهارًا وعمود النار ليلاً من أمام الشعب" ( خر 21:13-22) . ولما طارد فرعون وجيشه الشعب أمام البحر الأحمر ، "انتقل ملاًك الله السائر أمام عسكر إسرائيل وسار وراءهم.وانتقل عمود السحاب من أمامهم ووقف وراءهم. فدخل بين عسكر المصريين وعسكر إسرائيل، وصار السحاب والظلًام وأضاء الليل. فلم يقترب هذا إلى ذاك كل الليل" ( خر19:14-20).فكان لبني إسرائيل نورًا وسترًا، أما لأعدائهم فكان ظلًامًا .وفى البرية كان بنو إسرائيل يتحركون تبعًا لتحريك السحابة: "عند ارتفاع السحابة عن المسكن كان بنو إسرائيل يرتحلون في جميع رحلًتهم. وإن لم ترتفع السحابة لا يرتحلون إلى يوم ارتفاعها. لأن سحابة الرب كانت على المسكن نهارًا. وكانت فيها نار ليلاً أمام عيون كل بيت إسرائيل في جميع رحلًتهم" ( خر 36:40, 37). كما كانت السحابة بمثابة غطاء لهم، تحميهم من أشعة الشمس اللًفحة في البرية، فيقول المرنم: "بسط سحابًا سجفًا" أي ستارة فوقهم ( مز39:105) "كانت سحابة الرب عليهم نهارًا" ( عد 34:10, 14:14) أنظر أيضاً ( أش 5:4)، و"هداهم بالسحاب نهارًا والليل كله بنور ونار"( مز 14:78) . "وفى يوم إقامة المسكن غطت السحابة المسكن، خيمة الشهادة، وفي المساء كان على المسكن كمنظر نار إلى الصباح. هكذا كان دائماً. السحابة تغطيه ومنظر النار ليلاً. ومتى ارتفعت السحابة عن الخيمة كان بعد ذلك بنو إسرائيل يرتحلون. وفي المكان حيث حلت السحابة هناك كان بنو إسرائيل ينزلون. حسب قول الرب كان بنو إسرائيل يرتحلون، وحسب قول الرب كانوا ينزلون. جميع أيام حلول السحابة على المسكن كانوا ينزلون. وإذا تمادت السحابة على المسكن أيامًا كثيرة كان بنو إسرائيل لا يرتحلون. وإذا كانت السحابة أيامًا قليلة على المسكن، فحسب قول الرب كانوا ينزلون،وحسب قول الرب كانوا يرتحلون. وإذا كانت السحابة من المساء إلى الصباح ثم ارتفعت السحابة في الصباح كانوايرتحلون. أو يومًا.. أو يومين أو شهرًا أو سنة.. حسب قول الرب كانوا ينزلون، وحسب قول الرب كانوا يرتحلون،وكانوا يحرسون حراسة الرب حسب قول الرب بيد موسى "(عد15:9-23). لم يترك الرب شعبه بل تقدمهم فى خروجهم من مصر متجليا فى عمود طوال النهار والليل لمدة أربعين سنة . وكان العمود يبدأ من خيمتهم ويصعد رأسيا إلى السماء " وكان الرب يسير أمامهم نهاراً فى عمود سحاب ليهديهم فى الطريق وليلاً فى عمود نار ليضئ لهم لكى يمشوا نهاراً وليلاً . لم يبرح ... من أمام الشعب "( خر21:13, 22). ومن هذا المنظر البهيج العجيب نكتشف الآتى : أ- ظهور الله فى عمود السحاب المظلم نهاراً إشارة إلى تجسده المجيد . ب- ظهور الله فى عمود النار المضئ والمتألق ليلاً إشارة إلى مجد وعظمة اللًاهوت . ج- كما أن عمود السحاب وعمود النار ليسا عمودين بل هما عمود واحد ، فهكذا فى اتحاد اللًاهوت بالناسوت صار لنا فى الابن الكلمة المتجسد أقنوما واحداً بطبيعة واحدة وليس بطبيعتين . د- كما كان الله بعمود السحاب والنار يهدى الشعب الإسرائيلى ويحرسهم فى الطريق ويظلل عليهم ويضئ لهم (انظر خر 21:13) ويحميهم ويفصل بينهم وبين أعدائهم عسكر المصريين ( أنظر خر 19:14, 20) هكذا الله "خلصنا ، ودعانا دعوة مقدسة بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذى أبطل الموت وأنار الحياة والخلود " ( 2تى6:1, 10).

فلك نوح وعلامة الختان

الفكر المسيانى ( فى الأشياء) فى العهد القديم 3- فلك نوح والولادة الجديدة : - نوح كلمة تعنى ) نياح ( أو ) راحة ( وقد ظهر بر نوح حينما أمره الرب بصنع الفلك ليخلص نفسه وأسرته من الطوفان والغرق والموت .وفلك نوح " الذى فيه خلص قليلون أى ثمانى أنفس بالماء " ( 1بط 20:3 ) مثال ورمزلمعمودية المسيح التى رسمها لخلاصنا وخلاص كل العالم " لا إزالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح " ( 1بط 21:3 ) "من آمن واعتمد خلص "( مر 16:16 ) والتى قال عنها بعبارة مؤكدة صريحة لنيقوديموس " الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله ... ينبغى أن تولدوا من فوق " ( يو 3:3، 5، 7) الفلك فيه النجاة فيه الخلاص والسلام والغلبة والإطمئنان والراحة هكذا المسيح عائلة بيت أهل الله تعتبر حادثة الطوفان حادثة غير عادية مرت على البشرية لذلك هى تحوى الكثير من الرموز والمعانى . اولا الفلك رمز للسيد المسيح 1- كما كان الفلك سببا لخلاص نوح وبنيه ، كذلك بالسيد المسيح نالت البشرية جميعها الخلاص . 2- كان فى الفلك باب للدخول كذلك السيد المسيح هو الباب الحقيقى لدخول الحياة الأبدية " انا هو الباب " يو 10: 9 3- كل من كان خارج الفلك يهلك ، كذلك كل من لا يؤمن بالسيد المسيح يهلك ولن تكون له حياة أبدية ثانيا الفلك رمز للكنيسة كما كان الفلك يجمع بداخله كل الكائنات الحية وحامى لهم من تيارات وخطر الطوفان ، كذلك الكنيسة تجمع فى داخلها كل جماعة المؤمنين وتحميهم من خطر تيارات العالم والهرطقات التى تبنى عليها الكنيسة فالكنيسة تبنى على شكل صليب ، او على شكل الفلك ، أو على شكل الدائرة ثالثا الطوفان رمز للمعمودية كان الطوفان رمزاً ومثالاً للمعمودية لأنه كما أغرق الطوفان الناس الأشرار بخطاياهم ووضع حداً لحياة الفساد على الأرض وبداية حياة جديدة ، كذلك فى ماء المعمودية تدفن خطايانا (الجدية ) أى التى ورثناها من أدم ونقوم مع المسيح لنبدأ حياة جديدة معه - موت وحياة فى آن واحد وهو فعل الخلاص. ملحوظة : كان الفلك من خشب الجفر وهو خشب قوى لا يسوس وهو بالتالى خشب الفلك رمز للصليب كذلك الحمامة التى ارسلها نوح رمز للروح القدس ورمز للعذراء مريم ولذلك لقبت بالحمامة الحسنة كشف الله لعبده البار نوح ما كان مزمعًا أن يفعله، إذ قال له " نهاية كل بشر قد أتت أمامي، لأن الأرض امتلأت ظلمًا منهم، فها أنا مهلكهم مع الأرض "كان يمكن لله أن يأمر نوحًا بصنع الفلك فيطيع في إيمان وثقة، لكن الله كمحب للبشر لا يشتاق أن يكون الآمر الناهي، إنما الصديق المحب الذي يحاور الإنسان ويكشف له حكمته وأسراره، وكما يقول المرتل :" سرّ الرب لخائفيه، وعهده لتعليمهم " مز 25 : 14 لقد كشف له أنه وإن كان يهلكهم مع الأرض، فإن الهلاك هو ثمرة طبيعية لفساد هم اختاروه،ويظهر ذلك من قوله "نهاية كل بشر قد أتت أمامي"، وكأنه يقول : لم أكن أود هذا لكنهم صنعوا بأنفسهم هلاكًا يجلب نهايتهم، اختاروه بمحض إرادتهم. الآن إن كان الأشرار قد فعلوا هكذا بأنفسهم مقدمين هلاكًا حتى للأرض، فالله لا يترك أولاده يهلكون معهم، لذا قدم لنوح أمرًا بعمل فلك لخلاصه، وقد عرض لنا الكتاب المقدس قصة الفلك بدقة شديدة وفي شيء من التفصيل لما حمله الفلك من عمل رمزي يمس خلاصنا بالصليب. أهمية الفلك :- في دراستنا للمعمودية لاحظنا كيف سلطت الليتورجيات الكنسبة وأقوال الآباء الضوء على فلك نوح بكون الطوفان رمزًا لعمل التجديد الحق للطبيعة البشرية، والفلك رمزًا للصليب الذي حمل المسيح معلقًا لأجلنا، فحمل فيه الكنيسة التي هي جسده المقدس . كان لا بُد من هلاك العالم القديم (الإنسان العتيق) في مياه المعمودية ليقوم العالم الجديد أوالإنسان الجديد الذي على صورة خالقه يحمل جدة الحياة أو الحياة المقامة في المسيح يسوع ( رو3:6-4) كأن الطوفان وهو رمز للمعمودية يضع حدًا فاصلًا بين الحياة القديمة المظلمة والحياة الجديدة المشرقة بنور قيامة الرب يسوع .وقد جاء هذا الفكر الكنسي الآبائي امتدادًا للفكر الرسولي، إذ يقول الرسول بطرس "وكانت أناة الله تنتظر مرة في أيام نوح إذ كان الفلك يُبني، الذي فيه خلص قليلون أي ثماني أنفس بالماء، الذي مثاله يخلصنا نحن الآن في المعمودية، لا إزالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح" ( 1 بط 3 : 20-21 ) 4 الختان – "هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك، يختتن منك كل ذكر،فتختتنون في لحم غرلتكم، فيكون علامة عهد بيني وبينكم، ابن ثمانية أيام يُختن منكم كل ذكر في أجيالكم فيكون عهدي في لحمكم عهدًا أبديًا، وأما الذكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك الأنفس من شعبها. انه قد نكث عهدي" تك 17[ 9-14 ].اذا كان ختان الجسد قصد به الرب ان يميز لنفسه ( فهذا لفترة محدودة موقوتة) بنى اسرائيل شعبا يخصهم بالخلاص من أيدى أعدائهم ، فأن ختان القلب بالروح ( بالتوبة والولادة الجديدة) الذى أشار اليه موسى فى تث 6:30 متنباً بذلك عن بركات الخلاص الذى أراده الله للجميع فى عهد النعمة يجعل كل المؤمنين شعبا مباركا وممدوحا ليس من الناس بل من الله " لأن الله واحد هو الذى سيبرر الختان بالأيمان والغرله بالأيمان" رو 30:2 " بر الله بالأيمان بيسوع المسيح الى كل وعلى كل الذين يؤمنون لأن لا فرق اذا الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله " رو 22:2-23 راجع ايضا رو28:2-29 كان للختان أهمية كبرى فهو الذي يميز أولاد إبراهيم أصحاب العهد من الأمم، وتبدو أهميته في كلمات الرب عن الأغلف الذي لا يختن "تقطع تلك النفس من شعبها؛ أنه قد نكث عهدي". وكان الختان قاصرًا على الذكور، لأن المرأة مقدسة في الرجل إن كان قد تقدس للرب.فعدم ختان المرأة لا يعني استخفاف الله بها أو عدم اهتمامه بقطع العهد معها، إنما أراد تأكيد وحدة الأسرة البشرية، مما يفعله الذكر إنما باسم الاثنين معًا )الذكر والأنثى(. والدليل على ذلك أن الله أمر بختان العبيد "وليد البيت والمبتاع بفضة" ، ولا يمكن أن يكون العبيد أفضل من الزوجات سادتهن، إنما يريد قطع العهد مع الجميع: أغنياء وفقراء خلال ختان كل ذكر. ومن الجانب الطبي فإن ختان الرجل صحّي وختان الفتيات ضار وتظهر أهمية الختان أيضًا في العهد القديم أنه في كل مرة يقدم الشعب توبة يُعلن هذا الرجوع إلى الله خلال ثلاثة أمور: ختان كل ذكر لم يسبق ختانه، قراءة الشريعة، حفظ السبت. وكان موضوع الختان يشغل ذهن اليهود بصفة قوية، حتى كانوا يُدعون "أهل الختان"،وعندما قبلوا الإيمان بالسيد المسيح رأى بعضهم ضرورة اختتان الأمم قبل دخولهم في العضوية الكنسية، الأمر الذي لأجله أفرد الرسول بولس الكثير من الأصحاحات في رسائله مؤكدًا أنه في المسيح يسوع لا حاجة لختان الجسد بل ختان الروح، وأن الختان يتحقق خلال المعمودية بخلع الإنسان القديم والتمتع بالإنسان الجديد الذي على صورة خالقه( كو 3 : 9 ،10 ) يتم الختان في اليوم الثامن من ميلاد الطفل، لأن رقم 8 يشير إلى "الحياة الأبدية"، أو إلى"الحياة الأخرى"، بكون رقم 7 يشير إلى حياتنا الزمنية (سبعة أيام الأسبوع)، فالثامن يعني الدخول إلى ما وراء حياتنا الزمنية. فالختان هو عبور الحياة الأبدية بخلع محبة الزمنيات وقبول عمل المسيح الأبدي وملكوته السماوي علامة الختان علامة مخفية فى الأعضاء الداخلية كذلك المسيح مخفى فى قلوبنا وأفكارنا ويظهر فى أعضائنا الخفية وتصرفاتنا الظاهرة.

شجرة الحياة وأول ذبيحة

الفكر المسيانى ( فى الأشياء) فى العهد القديم 1- شجرة الحياة 2- أول ذبيحة 3- فلك نوح 4- الختان 5- سلم يعقوب 6- خروف الفصح 7- عمود السحاب والنار 8- مياه مارة 9- الصخرة 10- دم العهد 11- المن 12- ثياب رئيس الكهنة 13- خيمة الأجتماع 14- تابوت العهد 15- عصا هارون 16- الذبائح 17- القرابين الخمسة 18- البقرة الحمراء 19- الحية النحاسية 20- مدن الملجأ 21- شريعة سلة الثمار 22- الحبل القرمزى 23- الثور الثانى 24- جزة الصوف 25- الذبيحة التى أبطلت الضربة 26- هيكل سليمان 27- بركة الماء 28- وادى عخور 29- الكرمة 1 شجرة الحياة - شجرة الحياة ذكرت قبل شجرة معرفة الخير والشر . لكن الله وضع الشجرتين فى وسط الجنة بجوار بعضهما ( راجع تك 9:2 ،3:3) وقد اراد الله بذلك أن يمنح آدم روح الإفراز والتمييز وإعمال العقل والحكمة . لكن آدم وحواء رفضا أن ينالا هذه الموهبة وهذه الروح .واندفعا بغير وعى أو حكمة مخدوعين بحيلة الحية ( الشيطان)-" أحيل جميع حيوانات البرية التى عملها الرب الإله " ( تك 1:3 ) ومخدوعين بشهوة تعظم المعيشة والكبرياء تماما كالشيطان الذى أسقطه كبرياؤه ليكونا " كالله عارفين الخير والشر " ( تك 5:3) ومخدوعين أيضا بشهوة الجسد وعدم القناعة حين اكتشفت المرأة " أن الشجرة جيدة للأكل بهجة للعيون وأن الشجرة شهية للنظر " ( تك 6:3 ) وتناولا من ثمر شجرة معرفة الخير والشر .وهكذا اكتشفا عريهما من العقل والفضيلة والبر وطهارة النظر والقلب والطاعة والإيمان ،وأضاعا نفسيهما بإرادتهما ليلقيا جزاءهما المحق بالطرد من الجنة ( راجع تك 23:3،24). ولأن آدم وحواء انخدعا وانغلبا من الحية ، فقد حكم الرب عليهما بالموت حسب وعيده وإنذاره لهما( تك 17:2 ) وحرمهما من ثم أن يمدا أيديهما ليأخذا ويأكلا من شجرة الحياة فتكون لهما حياة إلى الأبد ( راجع تك 22:3 ) إلا إذا فداهما الرب فى الوقت المحدد بموته عن الإنسان كوعده أن " نسل المرأة يسحق رأس الحية " ( تك 15:3) وعندما يؤمن الإنسان بالمسيح المخلص المرموز إليه بشجرة الحياة ، ويغلب الخطية والشيطان ويجاهد ضدهما ، يستطيع أن يخلص ويحيا إلى الأبد ( راجع يو 15:3 ، رؤ 7:2 ) فهذه كانت ومازالت مهمة الله المتجسد أنه " كما ملكت الخطية فى الموت هكذا تملك النعمة بالبر للحياة الأبدية بيسوع المسيح ربنا " ( رو 21:5)."وقالَ الرَّبُّ الإلهُ: هوذا الإنسانُ قد صارَ كواحِدٍ مِنّا عارِفًا الخَيرَ والشَّرَّ. والآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ ويأخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الحياةِ أيضًا ويأكُلُ ويَحيا إلَى الأبدِ" (تك 3 : 22). لقد أشفق الله على الإنسان، وأراد له ألاَّ يحيا إلى الأبد وهو في حالة الفساد بل دبّر أن يُعالجه أولًا، ويشفيه من الفساد وذلك بتجسد كلمة الله، ثم بعد ذلك يسمح له أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله، التي هي بالحقيقة "جسد الرب يسوع ودمه الطاهر" فقد قيل عن شجرة الحياة إن مَنْ يأكل منها "يَحيا إلَى الأبدِ" (تك 22:3)، وكذلك قيل : ومَنْ يأكل جسد الرب ويشرب دمه يحيا إلى الأبد "مَنْ يأكُلُ جَسَدي ويَشرَبُ دَمي فلهُ حياةٌ أبديَّةٌ،وأنا أُقيمُهُ في اليومِ الأخيرِ" )يو 6: 54 )إن شجرة معرفة الخير والشر هي الطعام البائد، أما شجرة الحياة فهي الطعام الباقي للحياة الأبدية "اِعمَلوا لا للطَّعامِ البائدِ، بل للطَّعامِ الباقي للحياةِ الأبديَّةِ الذي يُعطيكُمُ ابنُ الإنسانِ، لأنَّ هذا اللهُ الآبُ قد خَتَمَهُ" (يو6: 27) ويمكن أن نفهم ما هي شجرة الحياة الحقيقية عندما نقرأ قول السيد المسيح: "لأن خُبزَ اللهِ هو النّازِ لُ مِنَ السماءِ الواهِبُ حياةً للعالَمِ" ( يو 6 : 33) وهذا الخبز هو ربنا يسوع المسيح نفسه: "أنا هو خُبزُ الحياةِ. مَنْ يُقبِلْ إلَيَّ فلا يَجوعُ، ومَنْ يؤمِنْ بي فلا يَعطَ شُ أبدًا" ( يو 6 : 35 ) "لأنَّ هذِهِ هي مَشيئَةُ الذي أرسَلَني: أنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى الاِبنَ ويؤمِنُ بهِ تكونُ لهُ حياةٌ أبديَّةٌ، وأنا أُقيمُهُ في اليومِ الأخيرِ" ( يو 6 : 41) "الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: مَنْ يؤمِنُ بي فلهُ حياةٌ أبديَّةٌ. أنا هو خُبزُ الحياةِ. آباؤُكُمْ أكلوا المَنَّ في البَريَّةِ وماتوا. هذا هو الخُبزُ النّازِلُ مِنَ السماءِ، لكَيْ يأكُلَ مِنهُ الإنسانُ ولا يَموتَ. أنا هوالخُبزُ الحَيُّ الذي نَزَلَ مِنَ السماءِ. إنْ أكلَ أحَدٌ مِنْ هذا الخُبزِ يَحيا إلَى الأبدِ. والخُبزُ الذي أنا أُعطي هو جَسَدي الذي أبذِلُهُ مِنْ أجلِ حياةِ العالَمِ" ( يو 6: 47- 51 ).هنا يُعلن ربنا يسوع المسيح بكل وضوح أنه هو شجرة الحياة، وهو خبز الحياة، الأفضل من المَن، الذي أكله الشعب في البرية، وكان مجرد رمز ولم يكن هو الحياة بدليل أن الآباء أكلوا منه، ثم ماتوا أما مَنْ يأكل جسد المسيح فإنه يحيا إلى الأبد وقد يظن البعض أن الأكل من جسد المسيح هو مجرد كلام معنوي كمثلما نأكل كلامه.. "وُجِدَ كلامُكَ فأكلتُهُ" ( إر 15 :16 ) "ما أحلَى قَوْلكَ لحَنَكي! أحلَى مِنَ العَسَلِ لفَمي" ( مز 119 : 103 ) "أحلَى مِنَ العَسَلِ وقَطرِ الشهادِ" ( مز 19 : 10) ولكن السيد المسيح أكّد بقوله له المجد إن " الخُبزُ الذي أنا أُعطي هو جَسَدي الذي أبذِلُهُ مِنْ أجلِ حياةِ العالَمِ" ( يو 6 : 51 ) أي أننا سننال هذه الحياة إذا أكلنا جسده الحقيقي، وشربنا دمه الحقيقي. وعندما انزعج اليهود من هذا التفسير وتساءلوا بخصوصه.. "كيفَ يَقدِرُ هذا أنْ يُعطيَنا جَسَدَهُ لنأكُلَ؟" ( يو6 : 52 ) أكّد السيد المسيح أننا لابد أن نأكل جسده ونشرب دمه بالحق وليس بالرمز أو الذكرى أو بأي تفسير آخر غير أنه حق.. "الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنْ لم تأكُلوا جَسَدَ ابنِ الإنسانِ وتشرَبوا دَمَهُ، فليس لكُمْ حياةٌ فيكُ مَنْ يأكُلُ جَسَدي ويَشرَبُ دَمي فلهُ حياةٌ أبديَّةٌ، وأنا أُقيمُهُ في اليومِ الأخيرِ، لأنَّ جَسَدي مأكلٌ حَقٌّ ودَمي مَشرَبٌ حَقٌّ. مَنْ يأكُلْ جَسَدي ويَشرَبْ دَمي يَثبُتْ فيَّ وأنا فيهِ. كما أرسَلَني الآبُ الحَيُّ،وأنا حَيٌّ بالآبِ، فمَنْ يأكُلني فهو يَحيا بي. هذا هو الخُبزُ الذي نَزَلَ مِنَ السماءِ. ليس كما أكلَ آباؤُكُمُ المَنَّ وماتوا. مَنْ يأكُلْ هذا الخُبزَ فإنَّهُ يَحيا إلَى الأبدِ" ( يو 6 : 53 – 58) لذلك صار ما يُميّز العهد الجديد أننا نأكل جسد الرب، ونشرب كأسه المُقدَّسة "هذِهِ الكأسُ هي العَهدُ الجديدُ بدَمي الذي يُسفَكُ عنكُمْ" ( لو 22: 20) وهذا أيضًا ما كرره بنفس النص مُعلِّمنا بولس الرسول.. "هذِهِ الكَأسُ هِي العَهدُ الجَديدُ بِدَمِي"(1كو 11:25 ). أي أنه لا يوجد عهد جديد بدون هذا الكأس. إن ربنا يسوع المسيح هو شجرة الحياة التي نأكل منها – الآن في الإفخارستيا – ولا نموت وكانت شجرة الحياة التي في "وسطِ الجَنَّةِ" ( تك 9:2) هي رمزًا لشخصه القدوس المُبارك. وهناك أيضًا وعد بأن نغتذى منه في الأبدية.. "مَنْ يَغلِبُ فسأعُطيهِ أنْ يأكُلَ مِنْ شَجَرَةِ الحياةِ التي في وسطِ فِردَوْسِ اللهِ"( رؤ2 :7 ) "في وسطِ سوقِها وعلَى النَّهرِ مِنْ هنا ومِنْ هناكَ، شَجَرَةُ حياةٍ تصنَعُ اثنَتَيْ عَشرَةَ ثَمَرَةً، وتُعطي كُلَّ شَهرٍ ثَمَرَها، ووَرَقُ الشَّجَرَةِ لشِفاءِ الأُمَمِ" ( رؤ 22 :2) إن المسيح هو حياتنا كلنا، وبدونه لا يوجد حياة. "إلَى مَنْ نَذهَبُ؟ كلامُ الحياةِ الأبديَّةِ عِندَكَ" ( يو6 : 68) "مع المَسيح صُلِبتُ، فأحيا لا أنا، بل المَسيحُ يَحيا فيَّ. فما أحياهُ الآنَ في الجَسَدِ، فإنَّما أحياهُ في الإيمانِ، إيمانِ ابنِ اللهِ، الذي أحَبَّني وأسلَمَ نَفسَهُ لأجلي" (غل2 : 20 ) لذلك قال السيد المسيح له المجد بفمه الطاهر: "مَنْ يأكُلني فهو يَحيا بي" ( يو6:57) 2- أول ذبيحة :- لما أخطأ ادم وحواء وشعرا بعريهما وخزيهما صنع الله بيديه من أجساد الحيوانات ذبيحة دموية سفك دمها ومنها " صنع الرب الأله لأدم وامرأته اقمصة من جلد والبسهما"( تك 12:3) وهذه الذبيحة الدموية الأولى التى صنعها الرب بنفسه كانت إشارة الى الذبيحة التى قدمها السيد المسيح بجسده بدم نفسه لخلاص كل العالم (راجع عب 26.14:9 ) (عب 5:11-10) والآن إذ سقط الأبوان الأولان تحت التأديب الإلهى أعلن الله محبته لهما قبل طردهما من الجنة إذ صنع لهما أقمصة من جلد وألبسهما عوض أوراق التين التى صنعاها لأنفسهما مآزرهذه الأقمصة تعلن عن كشف الله للإنسان الأول عن أهمية الذبيحة كرمز لذبيحة الخلاص وعجز الإنسان التام عن ستر عريه وخلاصه بدون عمل الله وعمل الذبيحة وكأن الله سلم آدم وحواء طقس الذبيحة الدموية هذا ، والأقمصة الجلدية التى تستر ولا تجف مثل أوراق التين ترمز إلى المسيح الذبيح الذى نلبسه كساتر لخطايانا ونازع لفضيحة طبيعتنا القديمة.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل