العظات

شَرِيعِة مُدُن الْمَلْجَأ

شَرِيعِة مُدُن الْمَلْجَأ مِنْ الرموز المسيانية الرَّائِعَة شَرِيعِة مُدُنْ الْمَلْجَأ .. الَّتِي نَوِدْ أنْ يَقُودَنَا رُوح الله فِي رِحْلَة هَادِئَة مَعَهَا لِنَتَعَرَّفْ عَلَى أهْدَافْهَا .. وَمَقَاصِدْهَا .. وَبَرَكَاتْهَا .وَلاَبُدْ أنْ نَأخُذْ أوَّلاً فِكْرَة سَرِيعَة عَنْ هذِهِ الشَّرِيعَة مِنْ خِلاَل الإِطِّلاَع عَلَى هذِهِ الأجْزَاء المُقَدَّسَة ...( تث 19 ؛ يش 20 ؛ عد 35).نَجِدْ أنَّ الله يُدَافِعْ عَنْ الَّذِي يُقْتَل سَهْواً بِغَيْرِ عَمْدٍ أوْ بُغْضَه وَيَأمُر بِإِقَامِة مُدُن مَلْجَأ لِيَحْتمِي فِيهَا .. فَأمَرَ الله مُوسَى بِإِقَامِة ثَلاَث مُدُن شَرْق الأُردُن وَأكْمَلَهُمْ يَشُوع بِثَلاَث مُدُن أُخْرَى غَرْب الأُرْدُن لِكَيْ يَحْتَمِي فِيهَا كُلُّ قَاتِل نَفْس سَهْواً وَبِغَيْرِ عَمْدٍ .. وَيَسْكُنْ فِي تِلْكَ المَدِينَة حَتَّى يَقِفْ أمَام الجَمَاعَة لِلقَضَاء وَلاَ يَخْرُج مِنْهَا إِلاَّ بَمَوْتِ الكَّاهِنْ العَظِيمْ ثُمَّ يَرْ جِعْ إِلَى مَدِينَتِهِ وَبَيْتهِ .. وَاهْتَمَّ الله أنْ تَكُون المُدُن مُوَزَعَة تَقْرِيبا عَلَى حُدُود مِسَاحِة الأرْض بِحَيْثُ تَكُون فِي وَسَطْ الأسْبَاط .. وَالطُّرُق المُؤَدِيَة إِلَيْهَا تَكُون مُصْلَحَة وَوَاضِحَة .وَكَانَ تَوْزِيع مُدُن المَلْجَأ يَجْعَل مِنْ القَاتِلْ سَهْواً أنْ يَهْرَب إِلَى إِحْدَاهَا قَبْل أنْ يُدْرِكَهُ وَلِيِّ الدَّم ( المُنْتَقِمْ ) وَكَانَ وَلِيِّ الدَّم فِي إِسْرَائِيل قَدِيما هُوَ أقْرَب الذُّكُور إِلَى القَتِيلْ .. وَكَانَ مُلْتَزِما بِأخَذْ الثَّأر لِقَرِيبه المَقْتُول ( عد19:35) وَمِنْ هُنَا كَانَ ضَرُورَة لِتَدَخُّل إِلهِي لِحِمَايِة القاتِلْ السَهْو .. فَسَمَحَ الله وَدَبَّر بِإِقَامِة مُدُن المَلْجَأ ..فِي ( تك6:9) نَجِدْ أبْنَاء نُوحٌ تُقَدَّم لَهُمْ وَصَايَا أنَّ مَنْ يَسْفِك دَم إِنْسَان يُسْفَكُ دَمَهُ إِنْتِقَاما لِلدَّم وَلكِنْ فِي حَالة سَفْك دَم خَطَأ وَلَيْسَ عَنْ عَمْد أوْ بُغْضَه أمَرَ الله بِإِقَامِة مُدُن مَلْجَأ يَحْتَمِي فِيهَا القَاتِلْ سَهْواً .. وَأوْصَى الله بِتَحْدِيدْ ثَلاَث مُدُن وَإِذْ كَانَ الشَّعْب إِقْتَرَبَ مِنْ الدُّخُول إِلَى أرْض المَوْعِدْ قَدَّم لَهُمْ تَوْجِيهَات بإِقَامِة ثَلاَث مُدُن أُخْرَى بَعْدَ عُبُورِهِمْ الأُرْدُن .. ( وَإِنْ وَسَّعَ الرَّبُّ إِلهُكَ ت خُومَكَ كَمَا حَلَفَ لآِبَائِكَ وَأَعْطَاكَ جَمِيعَ الأَرْضِ الَّتِي قَالَ إِنَّهُ يُعْطِي لآِبَائِكَ ....فَزِدْ لِنَفْسِكَ أَيْضاً ثَلاَثَ مُدْنٍ عَلَى هذِهِ الثَّلاَثِ حَتَّى لاَ يُسْفَ كَ دَمُ بَرِيِّ فِي وَسَطِ أَرْضِكَ )(تث8:19-10) الله يُرِيدْ أنْ يُوقِفْ تَيَار الدَّم لِذلِك حَدَّدٌ هذِهِ المُدُن وَأسْمَائِهَا وَمَوَاقِعْهَا وَشُرُوطْهَا .. هُنَا نَجِدْ مَجَالاً وَاسِعا لِنِعْمَة الله الَّتِي سَمَتْ وَتَسْمُو دَائِما فَوْقَ ضَعَفَات الإِنْسَان وَسَقَطَاتُه .. فَالله يَهْتَمْ بِالضُّع فَاء حَتَّى أنَّهُ ينْظُرإِلَى قَاتِلْ النَّفْس سَهْواً وَلاَ يَتْرُكَهُ بَلْ يُدَبِر لَهُ مَلْجَأ يَحْتَمِي فِيهِ لِيَضْمَنْ سَلاَمَتِهِ وَأمْنِهِ . مُدُن المَلْجَأ ضِمْنَ مُدُن اللاَّوِيِيِن : وَلاَبُدْ أنْ نَعْرِف أنَّهُ حِينَ دَخَلَ الشَّعْب أرْض المِيعَاد تَمَّ تَقْسِيم الأرْض عَلَى الأسْبَاط .. أمَّا سِبْط لاَوِي فَلَمْ يُعْطِهِ مُوسَى نَصِيبا بِحَسَبْ وَعْد الرَّبَّ لَهُمْ .. { الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ هُوَ نَصِيبُهُمْ كَمَا كَ لمَهُمْ } ( يش33:13) وبعد أن تم تقسيم الأرَاضِي عَلَى الأسْبَاط أمَرَ الرَّبَّ إِعْطَاء اللاَّوِيِين مُدُن خَاصَّة بِهِمْ لِيَسْكُنُونَ وَسَطْ الأسْبَاط وَحَدَّدْ لَهُمْ ثَمَانٍ وَأرْبَعُونَ مَدِينَة مَعَ مَسَارِحْهَا " أي المِسَاحَة ا لَّتِي حَوْلَهَا " ( يش41:21). والمدن الثمانى والأربعون التى أُعطيت لبنى لاوى ستة منها كانت مدن ملجأ وكانت لها كل مواصفات مدن اللاويين 2- وَصْف مُدُن المَلْجَأ : { أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُعْطُوا اللاَّوِيِّينَ مِنْ نَصِيبِ مُلْكِهِمْ مُدُناً لِلسَّكَنِ . وَمَسَارِحَ لِلْمُدُنِ حَ وَالَيْهَا تُعْطُونَ اللاَّوِيِّيِنَ .فَتَكُونُ الْمُدُنُ لَهُمْ لِلسَّكَنِ وَمَسَارِحُهَا تَكُونُ لِبَهَائِمِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَلِسَائِرِ حَيَوَانَاتِهِمْ . وَمَسَارِحُ الْمُدُنِ الَّتِي تُعْطُونَ اللاَّوِيِّينَ تَكُونُ مِنْ سُورِ الْمَدِينَةِ إِلَى جِهَةِ الْخَارِج ألْفَ ذِرَاع حَوَالَيْهَا . فَتَقِيسُونَ مِنْ خَارِج الْمَدِينَةِ جَانِبَ الشِّمَالِ أَلْفَيْ ذِرَاع وَتَكُونُ الْمَدِينَةُ فِي الْوَسْطَ . هذِهِ تَكُونُ لَهُمْ مَسَارِحَ الْمُدُنِ }(عد2:35-5) كَانَتْ كُلَّ مَدِينَة مِمَّا يُعْطَى لِلاَّوِيِين تَتَوَسَط الضَّوَاحِي .. ) المَسَارِح ( الَّتِي تُحِيطْ بِهَا مِنْ الجِهَ ات الأرْبَعْ بِعَرْض ثَلاَثَة آلاَف ذِ رَاع مِنْ سُور المَدِينَة إِلَى الخَارِج مِنْ كُلَّ جِهَة .. الألْف ذِرَاع تُخَصَّص لإِقَامِة مَسَاكِنْ العَبِيدْ وَحَظَائِر المَوَاشِي وَالحَيَوَانَات الأُخْرَى وَمَخَازِنْ لِلغِلاَل وَالثِمَار وَرُبَّمَا زَرَعُوا بِهَا بَسَاتِين وَكُرُوم .. وَالأ لفَيِّ ذِرَاعٍ تُخَصَّص كَمَرَاعٍ لِلمَاشِيَة وَالأغْنَام . القاتل بين الكهنة : - وَقَدْ دَبَّرَ الله بِحِكْمَتِهِ إِقَامِة القَاتِلْ بَيْنَ الكَهَنَة وَاللاَّوِيِِّين وَهُمْ مُعَلِِّمُوا الشَّرِيعَة فَيَحْمُونَهُ بِمُوجَبْ القَانُون الإِلهِي وَيَكُونْ أيْضا تَحْت رِعَايَتِهِمْ الرُّوحِيَّة فَيَفْتَقِدُونَهُ وَيُعَلِِّمُونَهُ وَهُنَا يُعْلِنْ الله إِهْتِمَامُه بِخُدَّامُه ا لَّذِينَ لاَ يَرِثُونَ أرْضا لكِنَّهُمْ يَسْكُنُون فِي مُدُن مُعَيَّنَة خَصَّص بَعْضٍ مِنْهَا كَمَلْجَأ لِلَّذِينَ يَقْتِلُونَ إِنْسَانا سَهْواً وَكَأنَّ الله أرَادَ أنْ يُعَرِف الشَّعْب أنَّ غَايِة الكَهَنَة هُوَ إِرْشَادَهُمْ إِلَى السَيِدْ الْمَسِيح المَلْجَأ الحَقِيقِي الَّذِي فِيهِ يَخْتَفِي المُؤمِنُون مِنْ الشَّر وَالشِّرير الله أقَامَ الكَهَنَة وَسَطْ الشَّعْب لأِجْل التَّعْلِيمْ وَالقَضَاء{ يُعَلِمُونَ يَعْقُوبَ أَحْكَامَكَ وَإِسْرَائِيلَ نَامُوسَكَ } ( تث10:33) القَاتِلْ سَيَسْكُنْ وَسَطْ الكَهَنَة .. يَسْمَعَهُمْ يُرِتِلُون وَيُسَبِحُون وَيَنْصِتْ إِلَى تَفْسِير الشَّرِيعَة .. هذَا الأمر سَيَجْعَلَهُ فِي تَعْزِيَة وَمَسَرَّة .. لأِنَّنَا لاَ نَنْسَى أنَّ هذَا الشَّخْص إِنْفَصَلَ عَنْ عَائِلَتُه وَأحِبَّائُه .. وَانْتَقَلَ إِلَى حَيَاة جَدِيدَة فِي مَدِينَة لاَ يعْرِف فِيهَا أحَدٌ .. وَلكِنَّهَا مُعَدَّه بِالأفْرَاح وَمَمْلُؤَة بِالأمْن السَّلاَم . -عَدَد مُدُن المَلْجَأ قَدْ يَرَى البَعْض أنَّ إِيجَادْ مَدِينَة مَلْجَأ وَاحِدَة كَافٍ جِدِّاً لِلدِلاَلَة عَلَى نِعْمَة الله الغَنِيَّة .. وَلكِنْ مُبَارَك إِسْم إِلهْنَا الَّذِي يَعْمَلْ فَوْقَ مَا نَفْتَكِر وَأكْثَر جِدِّاً مِمَّا نَطْلُبْ وَنَنْتَظِر .. فَنَجِدْ أنَّ الله يَأمُر بِإِقَامِة سِتَّة مُدُن وَلَيْسَتْ مَدِينَة وَاحِدَة أوْ إِثْنَتَيْنِ . وَلِمَاذَا سِتَّة ؟  رَقَمْ سِتَّة يُشِير إِلَى أيَّام الخَلِيقَة .. أيَّام العَمَلْ الكَامِلَة لِلإِنْسَان .. وَكَأنَّ الإِنْسَان مُعَرَّض فِي عَمَلُه أنْ يُخْطِئ فَيجِدْ فِي الله مَلْجَأ لَهُ كُلَّ أيَّام غُرْبَتِهِ عَلَى الأرْض .. فَأذْرُع الله مَفْتُوحَة لِلإِنْسَان كُلَّ أيَّام حَيَاتُه عَلَى الأرْض .. لاَ يُغْلِقْهَا مُطْلَقا .. إِذْ خَلَقَ الله الإِنْسَان فِي اليَوْم السَّادِس وَهُوَ مُعَرَّض لِلخَطَأ كُلَّ يَوْم .. فَيَلْزَمُه سِتَّة مُدُن .. يَا لِعِظَمْ مَحَبِة إِلهْنَا الَّذِي حِينَ دَبَّر فِدَاء الإِنْسَان أحَبَّ أنْ يُغَطِّي كُلَّ أيَّام غُرْبِة الإِنْسَان عَلَى الأرْض فَنَجِدُه يُصْلَبْ فِي اليَوْم السَّادِس وَفِي السَّاعَة السَّادِسَة .وَرَقَمْ سِتَّة هُوَ رَقَمْ نَاقِص يَحْتَاج أنْ يُكْتَمَلْ بِالسَّابِعْ .. فَمَا هُوَ السَّابِعْ الَّذِي يُكْمِلْ هذَا النَّقْص سِوَى رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح الَّذِي أكْمَلْ وَيُكَمِّلْ هذَا النُقْصَان .. إِذْ أتَى إِلَى العَالَمْ وَحَلَّ بَيْنَنَا وَنَصَبْ مَدِينَتَهُ لِنَجِدْ فِيهَا كَمَال المَلْجَأ .. فَهُوَالمَلْجَأ الحَقِيقِي .. فَهُوَ مَدِينِة مَلْجَأنَا السَّابِعَة الكَّامِلَة .. الَّذِي عُيُون الكُلَّ تَتَرَجَاه .. الَّذِي صَارَ لنا جَمِيعا مَدِينِة مَلْجَأ حَصِينَة .. الَّذِي تُرِتِلْ لَهُ نِفُوسْنَا مَعَ دَاوُد النَّبِي .. أَمَّا أَنْتَ فَمَلْجَإِي الْقَوِيُّ ) مز7:71) مَوْقِعْ المُدُن قَدْ إِهْتَمَّ الرَّبَّ أنْ يُقَرِبْ مُدُن المَلْجَأ مِنْ قَاتِلْ النَّفْس سَهْواً .. وَهُوَ البَّائِس المِسْكِين فَهُوَ يَجْعَلْ نِعْمَتِهِ الغَنِيَّة وَالثَّمِينَة تَفِيض وَتُلاَقِي كُلَّ مِحْتَاج حَيْثُمَا كَانْ .. هذِهِ هِيَ تَدَابِير إِلَهْنَا الصَّالِح .. الَّذِي إِهْتَمَّ أنْ تَكُون هذِهِ المُدُن فِي وَسَطْ أرْضِهِمْ فَلاَ يُنَاسِبْ أنْ تَكُون هذِهِ المُدُن بَعِيدَة أوْ صَعْب الوُصُول إِلَيْهَا .. إِنَّهُ الإِله العَارِف ب ضَعْف البَشَر الَّذِي يُقَدِّم كُلَّ شَيْء مِنْ أجْل النَّجَاة .. إِنَّهُ بِر إِلَهْنَا المُ عْلَنْ لِجَمِيعْ النَّاس . وَسَطِ أَرْضِكَ تُثَلِثِّ تُخُومَ أَرْضِكَ : أمر الله أن تقسم الأرض الى ثلاثة أقسام : ثُلْث عُلْوِي وَسُفْلِي وَوَسَطْ .. وَفِي مُنْتَصَفْ كُلَّ ثُلْث تُوضَعْ مَدِينَة لَيْسَ لَهَا عِلاَقَة بِالأسْبَاط حَتَّى لاَ تُطِيل الطَّرِيق .. بِحَيْثُ أنْ تَكُون قَرِيبَة لِلكُلَّ وَيُسْرِع إِلَيْهَا القَاتِلْ لِيَنْجُو .. وَكَانَ الوُصُول إِلَى مُدُن المَلْجَأ سَهْلاً .. فَقَدْ كَانَ البُعْد بَيْنَ المَدِينَة وَأي مَكَان قَدْ يَحْدُث فِيهِ القَتْل لاَ يَزِيدْ عَنْ ثَلاثِينَ مِيلاً يَسْتَطِيعْ القَاتِلْ أنْ يَقْطَعْهَا فِي نِصْف يَوْم تَقْرِيبا بِشَرْط الإِسْرَاع . وَسَطْ أرْض إِسْرَائِيل : هذَا المَكَان هُوَ المُحَبَّبْ لِحُلُول الله فَهُوَ يَشْتَاق أنْ يَكُون فِي وَسَطْنَا .. فَتَرَى أنَّهُ حِينَ أمَرَ مُوسَى النَّبِي بِمَكَان الخَيْمَة الَّتِي تُعْلِنْ حُضُورُه وَسَطْ شَعْبِهِ إِخْتَارَ الوَسَطْ .. { لأَسْكُنَ فِي وَسْطِهِمْ } ( خر8:25) إِنَّهُ يُرِيدْ المَرْكَز يَدْعُو الجَمِيعْ .. يَرَاهُ الجَمِيعْ .. مِحْوَر الجَمِيعْ .. يُرِيدْ أنْ يَكُون مَوْضُوع إِنْشِغَالْنَا .. كَمَا وَجَدْنَا مُخَلِّصْنَا يَسُوع الْمَسِيح يُحِبْ الوَسَطْ حَتَّى أنَّهُ فِي صَلْبِهِ إِخْتَارَ الوَسَطْ .. وَسَطْ لِصَيْنِ ( يو18:19) وَفِي القِيَامَة وَقَفَ وَسَطْ تَلاَمِيذُه (لو36:24) وَفِي مَجْدِهِ سَنَرَاهُ وَسَطْ العَرْش خَرُوفٌ قَائِمٌ كَأنَّهُ مَذْبُوحٌ ( رؤ6:5). مَوَاقِعْ المُدُن :  المُدُن الَّتِي أُخْتِيرَت لِتَكُون مُدُن مَلْجَأ هِيَ مُدُن شَرْق الأُرْدُن : حَيْثُ يَسْكُنْ سِبْطَيْنِ وَنِصْف (رَأُوبِين ؛ جَاد ؛ نِصْف مَنَسَّى ) وَهيَ : باصر – راموت جلعاد- جولان مُدُن غَرْب الأُرْدُن : حيث يسكن باقى الاسباط وَهيَ تَقْرِيبا فِي المُقَابِلْ مَعَ الثَّلاَث مُدُن الأُخْرَى شَرْق الأُرْدُن ..وَسَطْ كُلَّ ثُلْث مِنْ الأرْض قادش – شكيم- حبرون عَلا مَات الطَّر يق : وَعَلَى طُوَال الطَّرِيق وَعِنْدَ مَدَاخِلِهِ وَمُنْحَنَيَاتِهِ تُوضَعْ عَلاَمَات وَاضِحَة تُشِير إِلَى مَدِينَة المَلْجَأ مَ كْتُوب عَلَيْهَا بِخَطٍ وَاضِحٌ " miklot ( مَلْجَأ ) " .. وَيَقِفْ بِجِوَار العَلاَمَة كَاهِنْ لِلإِرْشَاد إِلَى الطَّرِيق .. لِننْظُر يَا أحِبَّائِي فِي جَمَال عِنَايِة الله وَمَرَاحِمِهِ الَّتِي تُحِيطُ بِالخَاطِئ .. الَّذِي يُدَبِر كُلَّ الأُمُور مِنْ أجْل ضَمَان الخَلاَص وَيَجْعَلَهُ بِلا عَائِق وَلاَ مَانِعْ .. إِنَّهَا تَفَاصِيلْ الوُصُول إِلَى مَلَكُوت إِبْن مَحَبِة الله .. إِنَّهُ إِلَهْنَا الَّذِي رعَانَا بِكُلَّ الأدْوِيَة المُؤَدِيَة إِلَى الحَيَاة .. الَّذِي يَنْتَظِرْنَا فِي أبَدِيَتِهِ مُنْذُ الأزَل .. الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ خُسَارَة – إِنْ جَازَ القَوْل – إِلاَّ هَلاَكِنَا .. الَّذِي جَعَلَ ضَمَان الوُصُول إِلَيْهِ مَقْرُون بِشَخْصِهِ الحَبِيب إِذْ قَالَ أنَا هُوَ الطَّرِيق .. { لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي } ( يو6:14). ولَوْ أرَدْنَا أنْ نُلْقِي ضَوءً عَلَى العَلاَمَات المَوْجُودَة لَنَا لِضَمَان الوُصُول إِلَى المَدِينَة نَجِدْ مِنْهَا : 1- فِي الطريق الطَّرِيق مُتَسِعْ حَوَالِي 50 ذِرَاعا .. وَفِي حَالَة جَيِدَة وَاللاَفِتَات وَاضِحَة ..وَالكَهَنَة مَا إِنْقَطَعُوا عَنْ الإِرْشَاد لِلطَّرِيق .. وَالمَدِينَة مُهَيَّأة وَالمَكَان يَنْتَظِر ..إِذاً الهَّارِب بِلاَ عُذْر .وهذه كلها رموز لشخص يسوع المسيح الذى يدعونا ويفتح ذراعيه ويرحب بنا قائلا تعالوا الى ... الشَّيْطَان هُوَ وَلِيِ الدَّم : إِنَّ وَلِيِّ الدَّم الَّذِي يُطَ الِبْ بِنَفْس القَاتِل هُوَ الشَّيْطَان الَّذِي قِيلَ عَنْهُ أنَّهُ قَتَّالاً لِلنَّاسٌ مِنَ البَدْءِ ( يو44:8) الَّذِي يَظُنْ أنَّ نِفُوس الخُطَاة صَارَت مِلْكا لَهُ فَهُوَ يَتَمَسَّك بِأنَّ أُجْرِة الخَطِيَّة مَوْت ..فَيَطْلُبْ نَفْس الخَاطِئ كَحَقٍ لَهُ .. وَيَسْعَى أنْ يُوقِعْ بِالنَّفْس قَبْل أنْ تُدْرِك مَدِينِة المَلْجَأ .. وَيُرِيدْ أنْ يَطْمِس مَلاَمِحْهَا .. وَيَلْغِي عَلاَمَاتِهَا .. وَ يَضَعْ رُوح يَأس وَفَشَلْ فِي نَفْس القَاتِل وَيُقْنِعُه أنَّ الوُصُول إِلَيْهَا مُسْتَحِيلْ .. لكِنْ مُبَارَك الرَّبَّ الإِله الَّذِي جَعَلَ لَنَا سِتَّة مُدُنٍ قَرِيبَة وَفَسِيحَة وَمَهَّدْ الطَّرِيق إِلَيْهَا وَجَعَلَ لَهَ ا عَلاَمَات وَاضِحَة لِكَيْ لاَ يُوقِعْ وَلِيِّ الدَّم بِالنَّفْس المُتَمَسِكَة بِالرَّجَاء وَلكِنْ عَلَيْهِ أنْ يَرْكُض ( يَجْرِ ي ) .. يِتْعَبْ وَلاَ يَطْلُبْ رَاحَة لأِنَّ الوَقْت مُقَصِّر وَوَلِيِّ الدَّم لَمْ يَهْدأ وَلاَزَالَ يَطْلُبْ .. وَهُنَا نَجِدْ أنَّ القَاتِل يُعَبِر عَنْ هذِهِ المَرْحَلَة الصَّعْبَة ف نَدْخُلْ فِي أعْمَاقُه لِنَسْمَعْ مَا يَجُول بِخَاطِرِهِ . عِنْدَ البَاب : يَقِفُ فِي مَدْخَلِ بَابِ الْمَدِينَةِ وَيَتَكَلَّمُ بِدَعْوَاهُ فِي آذَانِ شُيُوخ تلك المدينة فيضمونه اليهم الى المدينة ويعطونه مكاناً فيسكن معهم ( يش4:20). عِنْدَ البَاب يَقِفُ شُيُوخ كَهَنَة وَلاَوِيِين يُرَحِبُّوا بِسَلاَمِة الوُصُول وَإِعْطَاء الإِطْمِئْنَان وَالسَّلاَم .. وَهُنَا يَتِمْ فَحْص الأمر مَعَ القَاتِل لِيُثْبِتْ لَدَيْهِمْ أنَّهُ لَمْ يَقْتُل عَنْ عَمْد أوْ تَرَصُّدْ أوْ بُغْضَه ( تث 19)..ثُمَّ يُفْسَحٌ لَهُ مَكَانا وَيَسْتَقِرُ فِيهِ .. أمَّا إِذَا وُجِدَ القَاتِل مُذْنِبا إِذْ قَتَلَ عَمْداً وَلَهُ بُغْضَه فَكَانُوا يُسَلِّمُونَهُ إِلَى وَلِيِّ الدَّم لِيَقْتُلَهُ . فِي المَدِينَة : فِي المَدِينَة المَكَان رَحِيب نَدْخُل وَ نَخْرُج هُنَاك فِي بَهْجَة وَأمَان .. الكُلَّ مَدْيُون بِحَيَاتُه .. الكُلَّ يَتَحَدَّث عَنْ فَرْطٌ صَلاَحٌ الله وَرَحْمَتَهُ الَّذِي دَبَّرَ هذَا الفِدَاء العَجِيبْ .. حِينَ تَسْمَعْ هُنَاك أصْوَات تَسْبِيح تَجِدُه بِالحَقِيقَة تَسْبِيحا جَدِيداً .. إِنَّهَا تَسْبِحَة الغَلْبَة وَالخَلاَص .. وَتَعْرِف مَعْنَى تَعْلِيَات الله فِي حَنَاجِرَهُمْ .. وَالَّذِي سَبَقَ وَرَتَّلْ " أُعَظِِّمَك يَارَبَّ لأِنَّكَ إِحْتَضَنْتَنِي " هُنَا رُبَّمَا لاَ يَجِدْ لِسَان يَنْطِق بِهَا .. فَيَجِدْ نَفْسُه يَحْتَاج إِلَى لُغَة جَدِيدَة وَلِسَان جَدِيد .. يُعَظِِّمْ الَّذِي رَفَعَهُ مِنْ أبْوَاب المَوْت وَالَّذِي أنْقَذَ نَفْسَهُ مِنْ المَوْت .. وَعَيْنَيْهِ مِنَ الدُمُوع وَرِجْلَيْهِ مِنَ الزَلَلْ .. الكُلَّ لاَ يَسْتَطِيعْ أنْ يَسْكُتْ بَلْ يُرِيدْ أنْ يُحَدِّث بِفَضْل مَنْ دَعَاه .. وَيُخْبِر بِكَمْ صَنَعَ بِهِ الرَّبَّ وَرَحَمَهُ . مَوْت رَئِيسُ الكَهَنَة الأعْظَمْ : وَهُنَاكَ حَدِيثا آخَر هُوَ مِحْوَر لَهْفِة وَشَغَفْ الجَمِيعْ .. وَهُوَ مَوْت رَئِيسُ الكَهَنَة العَظِيمْ .. الَّذِي بِهِ يَنَال الجَمِيعْ العِتْق وَالحُرِيَّة .. { يُقِيمُ هُنَاكَ إِلَى مَوْتِ الْكَاهِنِ الْعَظِيمِ الَّذِي مُسِحَ باِلدُّهْنِ الْمُقَدَّسِ } ( عد25:35) هَلْ رَأيْتَ مَوْتا يُعْطِي فَرَحا ؟ هَلْ سَمِعْتَ عَنْ أحَدٌ يُرِيدْ مَوْت مَنْ يُحِبُّه وَيُمَجِّدَهُ ؟ وَهُنَا نَتَسَاءَل لِمَاذَا يَنْتَظِر حَتَّى مَوْت رَئِيسُ الكَهَنَة ؟ رَئِيسُ الكَهَنَة هُوَ الأب الرُّوحِي لِجَمِيعْ شَعْبِهِ الَّذِي يُقَدِِّم عَنْهُمْ الذَّبَائِح دَائِما لِلتَّكْفِير عَنْ أخْطَائِهِمْ وَسَهَوَاتِهِمْ ( لا17:16) وَوُجُودْ القَاتِل سَهْواً فِي مَدِينَة المَلْجَأ مَدَى حَيَاة رَئِيس الكَهَنَة فَلِكَيْ يَكُون تَحْتَ رِعَايَتِهِ الرُّوحِيَّة دَائِما ..وَمَوْضُوع صَلاَتُه وَشَفَاعَاتهُ وَتَكْفِيرُه .. لأِنَّ رَئِيسُ الكَهَنَة هُوَ المُعَلِِّمْ لِلشَّرِيعَة وَالمَسْؤُل عَنْ تَنْ فِيذِهَا .. وَوُجُودْ القَاتِل فِي حِمَاه يَدُل عَلَى أنَّهُ فِي حِمَى شَرِيعَة الله وَفِي ظِ لِِّهَا لاَ يَجُوز لأِحَدٌ أنْ يَعْتَدِي عَلَيْهِ .. وَفِي عَوْدِة الرَّجُل إِلَى بَيْتِهِ بِمُجرَّدْ وَفَاة رَئِيس الكَهَنَة إِشَارَة إِلَى أنَّهُ إِسْتَفَادَ فِعْلاً بِتَكْفِيرِهِ عَنْهُ .. وَقَدْ نُظِّفَتْ حَيَاتُه مِنْ خَطَأ السَهْو الَّذِي لَوَّثَ يَدَهُ بِدَمِ إِنْسَانٍ وَهُنَا نُرِيدْ أنْ نُبْرِز عِدَّة نِقَاط : 1. مُدُن المَلْجَأ كُلَّهَا تَتْبَعْ اللاَّوِيين وَرَئِيسَهُمْ هُوَ رَئِيسُ الكَهَنَة .. وَكَأنَّ القَاتِل سَجِين رَئِيسُ الكَهَنَة وَحِينَ يَمُوت يُصْبِح مِنْ حَقِّهِ الخُرُوج . 2. القَاتِل يَتَمَتَّعْ بِكَفَّارِة وَحِمَايِة رَئِيسُ الكَهَنَة الَّذِي يُقَدِِّم كَفَّارَة عَنْ الشَّعْب كُلُّه . 3. لِسِمُو مَرْكَز رَئِيسُ الكَهَنَة فَإِنَّهُ حِينَ يَمُوت فَالحُزْن عَلَيْهِ يَبْتَلِعْ أي حُزْن آخَر .. فَيَتْرُك الوَلِيِّ القَاتِل إِذَا خَرَجَ مِنْ مَدِينَة المَلْجَأ . 4. مَوْت رَئِيسُ الكَهَنَة يُشِير لَمَوْت رَئِيسُ الكَهَنَة الحَقِيقِي وَهُوَ يَسُوع الْمَسِيح الَّذِي بِمَوْتِهِ عَتَقْنَا مِنْ أُجْرِة الخَطِيَّة وَحُكْمَهَا .. وَوَهَبْنَا الحُرِيَّة الكَامِلَة . حَقَّا إِنَّهُ مَوْت عَجِيبْ .. مَوْت أرْجَعْ القَاتِل لأِحْضَان عَائِلَتُه .. مَوْت أطْلَق أسْرَى الرَّجَاء .. مَوْت فَكَّ القيُود .. وَهُوَ رَمز بَدِيعْ لِمَوْت رَئِيسُ كَهَنَتِنْا الأعْظَمْ الَّذِي بِمَوْتِهِ رَدَّنَا إِلَى أحْضَان الآب السَّمَاوِي .. وَدَخَلْنَا فِي رَعِيَّة بَيْت أهْل الله.. إِنُّهُ مَوْت رَئِيسُ كَهَنَة قَدَّمَهُ لاَ بِذَبِيحَة حَيَوَانِيَّة بَلْ بِدَمِ ن فْسِهِ فَصَارَ مَوْتا فَرِيداً إِذْ قَدَّم ذَبِيحَة نَفْسِهِ وَهُوَ رَئِيسُ كَهَنَةأعْظَمْ مِنْ هَارُون .. وَمِنْ مَلْكِي صَادِق ..فَصَارَ لَنَا هذَا المَوْت هُوَ رَصِيد خَلاَص وَمَغْفِرَة حَيَاة دَائِمَة تَتَغَنَّى بِهِ الكَنِيسَة عَبْرَ الأجْيَال .. وَت جْعَلَهُ نَشِيدْ حُبْ وَوَفَاء .." بِمَوْتِكَ نُبَشِر " وَنَصْنَعُ ذِكْ رَى آلاَمِهِ المُقَدَّسَة .. فَلاَ تَجِدْ فِي عُشَّاق يَسُوع عُذُوبَة ألَذْ مِنْ الحَدِيث عَنْ مَوْتِهِ وَصَلْبِهِ وَقِيَامَتِهِ .. وَيَسْتَأسِرَهُمْ الحَدِيث عَنْهُ وَكَأنَّهُ لاَ يُوْجَدٌ غَيْرَهُ حَدِيث .. بِحَسَبْ قَوْل مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول{ لَمْ أَعْزَمْ أَنْ ) 0 : أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً } ( 1كو2:2) 0 الخُرُوج مِنْ المَدِينَة قَبْل مَوْت رَئِيسُ الكَهَنَة : { وَلكِنْ إِنْ خَرَجَ الْقَاتِلُ مِنْ حُدُودِ مَدِينَةِ مَلْجَئِهِ الَّتِي هَرَبَ إِلَيْهَا وَوَجَدَهُ وَلِيُّ الدَّمِ خَارِجَ حُدُودِ مَدِينَةِ مَلْجَئِهِ وَقَتَلَ وَلِيُّ الدَّمِ الْقَاتِلَ فَلَيْسَ لَهُ دَم } ( عد26:35-27) إِنْ خَرَجَ القَاتِل خَارِج أسْوَار مَدِينَة المَلْجَأ قَبْل مَوْت رَئِيسُ الكَهَنَة وَقَابَلَهُ وَلِيِّ الدَّم يَقْتُلَهُ .. وَفِي مِثْلِ هذَا الظَّرْف تَكُونُ مَسْؤُلِيَتَهُ عَلَى نَفْسِهِ ( لَيْسَ لَهُ دَمٌ ) أي يَكُونْ وَلِيِّ الدَّم بَرِيئا وَلاَ يُحَاسَبْ عَلَى قَتْلِهِ وَلاَ ي طَالِبْ القَضَاء بِدَمِهِ لأِنَّ القَاتِل هُوَ الَّذِي تَرَكَ مَدِينَة المَلْجَأ .. وَيَكُون كَسَر الشَّرِيعَة وَخَالَفْهَا وَبِالتَّالِي تَمَرَّدْ عَلَى التَّرْتِيب الَّذِ ي وَضَعَهُ الرَّبَّ .. وَخَرَجَ عَنْ حِمَى مَدِينَة المَلْجَأ وَحِمَى رَئِيسُ الكَهَنَة وَالكَهَنَة وَاللاَّوِيِين وَبِالتَّالِي إِسْتَهَانَ بِالإِمْتِيَازَات الَّتِي أعْطَاهَا لَهُ الرَّبَّ وَالفُرْصَة الَّتِي مَنَحَتْهَا إِيَّاهُ الشَّرِيعَة .وَهذَا مَا نَجِدِهُ فِي كُلَّ مَنْ إِبْتَعَدَ عَنْ الكَنِيسَة مَدِينَة مَلْجَأهِ وَاسْتَهَانَ بِكُلَّ مَا تُقَدِِّمُه لَهُ .. وَاعْتَقَدَ أنَّ لَهُ خَلاَصً خَارِجْهَا .. وَأنَّ لَهُ ضَمَان حَيَاة بِدُون كَفَّارِة رَئِيسُ الكَهَنَة الأعْظَمْ .. فَيَكُون بِذلِك عَرَّى نَفْسُه مِنْ الحِمَايَة .. وَأخْلَى نَفْسُه مِنْ سُلْطَان النَّجَاة .. فَيُبْتَلَعْ مِنْ وَلِيِّ الدَّم .. الَّذِي يتَرَبَصْ بِهِ يَنْتَظِر أنْ يَبْتَلِعُه كَحَقٍ لَهُ وَلَيْسَ لَهُ دَم .. نَجَاة أعْظَمْ فِي الكَنِيسَة : قَدِيما كَانَ الهَارِب مُلْتَزِما أنْ يَبْقَى فِي المَدِينَة حَتَّى مَوْت رَئِيسُ الكَهَنَة فَيَخْرُج مِنْهَا .. وَ مَسِيحْنَا رَئِيسُ الكَهَنَة الأعْظَمْ مَاتَ مَرَّة لِيَدْخُلْ بِنَا لَيْسَ فِي مَدِينَة بَلْ دَاخِلَهُ .. فَتَرَكَ لَنَا الكَنِيسَة جَسَدَه عَلَى الأرْض إِمْتِدَاداً لِجَسَدِهِ الَّذِي لاَ يَمُوت حَتَّى لاَ يَخْرُج أحَدٌ مِنْهُ .. وَتَرَكَ لَنَا جَنْبَهُ المُقَدَّس كَبَاب مَفْتُوح لِكُلَّ النِفُوس الهَارِبَة إِلَيْهِ مِنْ الدَيْنُونَة فَتَدْخُلْ إِلَيْهِ وَتَسْكُنْ في عَرْش نِعْمَتِهِ وَنَتَمَتَّعْ بِحِمَايَتِهِ إِلَى الأبَدْ . بَرَكِة العَهْد الجَدِيد : فِي القَدِيمْ كَانَ القَاتل يَهْرَب مِنْ وَجْه الوَلِيِّ إِلَى مَدِينَة المَلْجَأ لِيَحْتَمِي فِيهَا حَتَّى تَتِمْ مُحَاكَمَتُه وَإِنْ وُجِدَ بَرِيئا يَبْقَى إِلَى مَوْت رَئِيسُ الكَهَنَة ..وَلكِنْ إِنْ وُجِدَ مُذْنِبا كَقَاتِل مُتَعَمِّدْ تَحْكُمْ الشَّرِيعَة عَلَيْهِ بِالقَتْل ..{ فَافْعَلُوا بِهِ كَمَا نَوَى أَنْ يَفْعَلَ بأِخِيهِ . فَتَنْزَعُونَ الشَّرَّ مِنَ وَسْطِكُمْ . وَيَسْمَعُ الْبَاقُونَ فَيَخَافُونَ وَلاَ يَعُودُونَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ ذلِكَ الأَمْرِ الْخَبِيثِ فِي وَسْطِكَ لاَ تُشْفِقْ عَيْنُكَ . نَفْسٌ بِنَفْسٍ . عَيْنٌ بِعَيْنٍ . سِنٌّ بِسِن . يَدٌ بِيَدٍ . رِجْلٌ بِرِجْلٍ} ( تث 19:19-21) وَلكِنْ الآنْ فِي نِعْمَة وَبَرَكِة العَهْد الجَدِيد .. يَتَنَازَل الله وَيُطِيلْ أنَاتُه عَلَى الجَمِيع بِالرَّحْمَة لأِنَّهُ أعْطَانَا أنْ نَحْيَا الزَّمَان المَقْبُول .. وَكُلَّ يَوْم يُدْعَى يَوْم خَلاَص .. وَجَعَلَ الفُرْصَة قَائِمَة لَنَا .. فَلَيْتَنَا نَسْتَفِيدْ مِنْ كَنِيسَتُه المُقَدَّسَة الَّتِي تَرَكَهَا لَنَا أفْضَلْ مِنْ مُدُن مَلْجَأ العَهَد القَدِيم وَنَتَمَتَّعْ بِأبُوِتُه وَ عِنَايَتُه التَّامَّة بِمَا نُظْهِرَهُ مِنْ الإِيمَان العَدِيمْ الرِيَاء . نَحْتَمِي فِي كَنِيسَتُه المُقَدَّسَة حَيْثُ صَارَ لَنَا القَّاضِي هُوَ الفَّادِي .. هُوَ أبُونَا وَمُخَلِّصْنَا يَسُوع الْمَسِيح .. الَّذِي عِوَض الإِنْتِقَام وَعَدَم الشَفَقَة فَتَحَ أبْوَاب مَرَاحِمَهُ الَّتِي لاَ تُغْلَق .. لِنَنْعَمْ لاَ بِالبَرَاءَة فَقَطْ بَلْ وَحَقِّ الإِشْتِرَاك فِي أمْجَادِهِ .. إِنَّهُ أب مَغْلُوب مِنْ مَحَبتِهِ لأِوْلاَدُه .. فَصَنَعَ مَعَهُمْ أكْثَر جِدِّاً مِمَّا يَسْألُون أوْ يُفَكِّرُون لأِنَّهُ أبو الرَّأفَة .. مُبَارَك ذَاكَ الَّذِي أعْطَانَا زَمَانا لِلتَوْبَة لِنَسْتَجِيبْ لِنِدَاء رُوحُه القُدُّوس فِي دَاخِلْنَا .. وَنُسْرِع إِلَيْهِ وَلاَ نُؤَجِلْ .. فَنَنَال الحِمَايَة وَالبَرَ اءَة .. لأِنَّ وَعْدُه أمِين أنَّ كُلَّ مَنْ يُقْبِل إِلَيْهِ لاَ يُخْرِجَهُ خَارِجا .. لِلجَمِيعْ سَوَاء إِقْتَرَفُا الخَطَايَا سَهْواً أوْ عَمْداً .. إِنَّهُ يَتَأنَّى وَيَدْعُو – بَلْ يَتَرَجَّى – فَمُبَارَك مَنْ سَمَعَ وَعَمَلَ وَلَبَّى النِدَاء .. وَإِلاَّ يَقِفْ فِي اليَوْم الأخِير خَارِجا نَادِما .. لاَ يَسْتَطِيعْ أحَدٌ أنْ يَصِفْ المَرَارَة وَالحَسْرَة الَّتِي يُعَانِي مِنْهَا مِثْل مَنْ أضَاعَ بِيَدِهِ فُرَص خَلاَصُه المُت احَة لَهُ طُول زَمَان حَيَاتُه .. وَهُوَ سَيَحْكُمْ عَلَى نَفْسُه .. لاَ تُشْفِقْ عَيْنُك .

المسيح في شريعه تطهير الابرص

مرض البرص : هو مرض قديم عاصرته البشرية الخاطئة ، وهو أكثر مرض يصف الخطية وأعراضها وآثارها وتطوراتها علماً بأن هناك أمراضاً أخرى ارتبطت بالخطية إلا أن الله إختار هذا المرض لشناعة مظهره وتأثيره وكان لجو سيناء الحار أثر فى انتشار هذا المرض المعدى بين شعب بنى اسرائيل قديماً لذا أفرد له الكتاب المقدس تفصيلات عديدة في سفر اللاويين اصحاح ۱۳ ، ١٤ ، وكان ذكره على مدار الأسفار الالهية كمرض الخطية لنتعرف أكثر عن البرص أنه مرض ينتقل بالعدوى ولكن بطول الاختلاط والتلامس . والمرض له جانبان : جانب الإصابة الجلدية وهو الطور الأول ، ثم يتطور الى الجانب العصبي .. أى تتطور الإصابة الجلدية بتشوهات فى الجهاز العصبى . والإصابة الجلدية تبدأ فى المناطق الظاهرة في الجسم مثل الجبهة والذقن والأطراف ، وتبدأ ببقع تتحول الى مناطق الألون لها إذ تموت الخلايا الصبغية في هذه المنطقة ، وكذلك يبيض شعر تلك المنطقة .. ثم يتعمق المرض فتتحول البقعة الى نقرة تنتشر الى ما حولها ، ويبدأ الجلد يتشوه ويتكتل فى كتل بين نقر وحفر ويصبح الانسان كريه الشكل ، شنيع المنظر ، مرعب الهيئة .. يتكرر هذا مع الأطراف ، ثم الرقبة ، ثم الصدر .. ويصحب كل ذلك آلام للمريض مع الإصابة بتقيحات مؤلمة مستمرة .. أما التطور العصبي : تتلف الأعصاب المحركة للأعضاء .. وتؤدى الى تشوه الأعضاء والتوائها ووقف حركتها .. فيؤدى هذا كله مع طول المدة الى الموت. - شريعة تطهير الأبرص ترد تفصيلاتها في سفر اللاويين ۱۳ ، ١٤ إذ تحكي لنا شناعة الخطية تلك التى قيل عنها بالروح القدس إنها خاطئة جداً .. مرموزاً لها بمرض البرص الخطير فتخبرنا عن بشاعتها وإنتشارها ونتائجها ومظاهرها وخطورتها . الخطية بحق أخطر من البرص .. أو أى مرض يصيب الجسد . . لأنّها لا تدمر الجسد فقط بل والروح أيضاً .. ولا تؤدي بالإنسان إلى موت الجسد بل إلى موت الروح .. والإنفصال عن الله .. وتذهب بالإنسان إلى الهلاك الأبدي .. ولكن الله الغنى فى الرحمة .. طبيب أنفُسنا وأجسادنا وأرواحنا لم يتركنا تحت سلطان هذا المرض الخطير .. بل قدم وسيلة الشفاء منه .. إنّهُ يُقدّم لنا العلاج الوحيد للخطية في صورة رمزية بديعة في غاية الجمال والدقة . . مُمثلة في عصفورين طاهرين يُذبح أحدهما ويُرش من دمه على الأبرص فيتطهر ثُمَّ يُطلق العصفور الآخر حياً بعد أن يُغمس في دم العصفور المذبوح .. ليطير في السماء وهو يحمل آثار ذبح العصفور الذي مات . إنَّهُما عصفوران يُطهران . . يتكلمان عن أروع وأجمل قصة حب وفداء عرفتها البشرية . . إنهما معاً رمز للمسيح الفادي "الخروف المذبوح " ( رؤ ٥ : ۱۲ ) الذى ذبح على الصليب تاركاً لنا دمة على المذبح ليطهر كل أبرص ٠٠لا بل كل خاطىء ۰۰لا ليغفر لنا خطايانا فقط بل ليعطينا ميراث الحياة الأبدية .. مُمثل في العصفور الآخر الذى يُطلق في السماء .. فنأخذ بالعصفورين ما تقدمه لنا الكنيسة من عريسها فتنقل لنا بركات الموت والقيامة . ." يُعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا ( العصفور الذى مات ) وحياة أبدية لِكُلّ من يتناول منه ( العصفور الذي أطلق ) ". ما بين الخطية والبرص البرص يُشير إلى النجاسة والخطية . . و هو مرض مكروه مؤلم يُميت الأعضاء .. يُصيب الدم . . ويظهر على الجلد . . ويسري في سائر الأعضاء واحداً بعد الآخر .. حتى ينفصل بعضها عن بعض وهو مرض معدي .. كذلك الخطية إذ أن الكتاب يحذرنا من المعاشرات الردية التي تفسد الأخلاق الجيدة أيضا يزداد وينتشر مع مرور الوقت .. كذلك الخطايا سرعان ما تنتشر وتتسلط .. وهو يتلف الأعصاب .. فتفقد الأعصاب حساسيتها .. انها الخطية التى تميت الضمير .. وتفقد الإحساس ليس بالله فقط بل وبالآخرين . فنجد أنه حينما يتمادى الإنسان في إتباع خطاياه .. يفقد الإحساس بارتكاب الخطية ، " الَّذِينَ – إِذْ هُم قَدْ فَقَدوا الجس - أَسْلَمُوا نُفُوسَهُمْ لِلدّعارَةِ لِيَعْمَلُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ فِي الطَّمَع " ( أف ٤ : ١٩ ) إنها علامة أكيدة للبرص .. كما الخطية أيضاً. وأعتبر المُصاب به نجساً وحتى البيت الذى يدخله الأبرص كان يتنجس بكل ما فيه ومن يُخالط أبرص كان يُعتبر نجساً لذا لزم عزل المُصاب به .. وهذا ما تفعله الخطية إذ تحرم الشخص وجوده في الجماعة المقدسة. ليس له دواء أو علاج .. وإلى عصرنا الحالي رغم كُل تقدم في الطب والأدوية ليس له علاج . . ومع استمراره لفترة طويلة يؤدى الى الموت .. انها الخطية التي جلبت على الإنسان حكم الموت والهلاك الأبدى . انه صورة دقيقة للخطية التى ليس لها علاج . . إلا في المسيح يسوع .. وإذ لم يكن لدى الأبرص إمكانية للشفاء يشعر بالحاجة إلى تدخل إلهى للشفاء منه . . لذلك حسب الشفاء منه تطهيراً . . لذا وجدنا في هذا المرض والشفاء منه مجال ثري للتأمل ، فليتنا نثق فيما قاله السيد المسيح أنّ "البُرصُ يُطهَرُون " ( مت ١١ : ٥ ) فنهتف مع الأبرص قائلين " يا سيد ، إن أردتَ تَقْدِر أَنْ تُطهرني " ( مت ۸ : ۱ ) . إستخدم الله البرص أحياناً للتأديب كما فعل مع مريم أخت موسى بسبب كلامها ضد موسى ( عد ۱۲ : ۱ ) ، وأيضاً مع جيحزى حين مال قلبه وراء نعمان السرياني يطلب الفضة والذهب ويكذب على أليشع النبي ( ٢ مل ٥ : ۲۷ ) ، وما أصاب عُزّيا الملك لإعتدائه على وظيفة الكهنوت ( ۲ أى ٢٦ : ١٦ ) فالله يريد أن يعلن بهذا المرض الظاهرى .. مرض داخلي .. جعله مرضاً يخص الروح أكثر مما يخص الجسد . . لذا لزم الشفاء منه بالكاهن لا بالطبيب . انظر إلى هذا التطابق المُذهل بين البرص والخطيئة ، إذاً كُلاً منهما مكروه ونجس يفصل صاحبة عن جماعة الله وكلّم الرب موسى قائلاً . . " أوص بني إسرائيل أن ينفوا مِنَ المَحلَّةِ كُلَّ أبرصَ وَكُلَّ ذي سيل وكُلّ متنجس لميت الذكر والأنثى تَنفُون . إلى خارج المحلة تَنفُونَهُم لِكيلاً يُنجَسُوا محَلاتِهم حيث أنا ساكِن في وسطهم ( عدد ٥ : ١ - ٣ ) . لذلك كان الأبرص يحتاج إلى طقس دقيق وإجراءات دقيقة ومُشدّده حتى يتحقق الكاهن من تطهيره . . ويقدر أن يدخل به إلى الجماعة المُقدّسة من جديد .. فالخطية مهما بدت صغيرة لكنها تحرم الإنسان من عضويته في الجماعة المُقدّسة وعودته تستلزم تكلفة هذهِ مِقدارُها .. قدمها الابن الوحيد لأبيه على الصليب . . ولازال فعل التطهير قائم ويُقدّم لنا على المذبح المُقدّس .. علاجاً للخطايا ..لا للدينونة ولا للوقوع في الدينونة ، ولاخزياً وتبكيتاً لزلاتنا . . ولكن محواً لخطايانا وغفراناً لتكاسلنا ومجداً واكراماً لإسمك القدوس . أعراض المرض إِذا كَانَ إنسان في جلدِ جَسَدِهِ نَاتِي أَوْ قُوبَاء أو لمْعَة تصِيرُ فى جلدِ جسدِهِ ضَرْبَةً بَرَص ٠٠٠ ( لا ۱۳ : ۲). وقد تتساءل وما يفيدنى فى معرفة هذه التفاصيل .. ولكن مع دخولك معنا فى هذه الجولة ستكتشف أنها تشخص حالة تُشبه إلى حد كبير حالتك ... فتدرك مرضك .. وهنا بداية التطهير بحسب قول القديس مار إسحق " أنّ من يعرف مرضه قريب من الشفاء .. ومن يعرف خزيه يعرف كيف يطلب النعمة " الناتي - هو ورم أو إرتفاع أو دمل كان المُصاب يعرض فوراً على هارون الكاهن أو على أحد الكهنة وقد كان للكاهن أن يُشرك معه واحداً أو أكثر من خبراء الشعب فى فحص المصاب ، ولكن الكاهن وحده هو الذى يُصدر الحُكم .. وقد كان المُصاب يعرض على الكاهن في الفترة المحصورة بين الساعة السادسة والساعة التاسعة من النهار ، لكى يكون نور النهار ساطعاً والإصابة اضحة أمام الكاهن . هنا إشارة إلى سر التوبة والإعتراف إذ يتقدم الخاطيء إلى الكاهن مظهراً جراحاته في ضوء شمس المسيح ... فيُساعده الكاهن فى تشخيص مرضه . . بل وأكثر من ذلك لا يتركه إلا مطهراً . فما هو الناتيء إذا ؟ هو صورة لإرتفاع القلب . . أى الكبرياء أصل كُلَّ داء. +أخطر أمراض النفس .. الكبرياء " الناتىء " .. الإرتفاع .. أسقط جبابرة .. أحدر سمائيين . . فلنفحص أنفُسنا .. فلا نستكبر بل نخف" (رو ۲۰:۱۱) إن ناتئ الكبرياء يبعد عن الانسان بركات كثيرة .. ويسلب من النفس أهم مشاعر تحتاجها في علاقتها مع الله .. وهى الإنسحاق والإنكسار .. فتبعد النفس عن النعمة وتنسى الخيرات . + قوباء - وهو قرحة أو جرح قديم مُغطى بقشرة .. و هو مثال للخطية التى تترك جروح في النفس والروح بل والجسد أيضاً . وجروح وقروح قديمة وحديثة سطحية أو غائره .. كما حدثنا عنها سفر الأمثال " طَرَحتْ كثيرِينَ جرحى وَكُلَّ قَتْلَاهَا أقوياء " (أم ٧ : ٢٦ ) وهُنا تُغنَى الكنيسة أنها وجدت الترياق .. ( الدواء ) .. وتقول " أنّ لى ترياق في جلعاد يداوى ابنة شعبي" لذلك سميت الكنيسة بالمستشفى يدخل اليها السقماء ويخرجون أصحاء .. أطلق أشعياء النبى على الخطية انها " جرح وأحباط وضربة طرية لم تعصر ولم تعصب ولم تلين بالزيت " أش ٠٦:١ انها آثار جراحات الخطايا التى كثيراً ما تترك أثراً عميقاً فى النفس مهما مضى عليها الزمان . . يستثمرها العدو لحسابه .. ويحضرها أمامنا باستمرار .. لنقع فى اليأس والفشل .. انها تمثل تذكار الشر الملبس الموت .إنها شراسة العدو في إحداث (قوباء) جروح فى داخل وخارج النفس .. لتصير علامات له داخلنا . . فتزداد سيادته علينا .. فنخاف منه أكثر + اللمعة شئ يبرق .. إنها جاذبية الخطية التي تبدو جميلة لامعة ، إنه خداع اللمعة . . إنها الشجرة الجيدة للأكل والبهجة للعيون.. إنّها أماكن اللهو ذات الأضواء الجذابة .. إنّها جاذبية الغنى والمال .. كم خدعت من نفوس .. ربما لولا لمعة الخطية وبريقها ما سقط الإنسان فيها + إذهب الى الكاهن ( الذى يرمز الى السيد المسيح ) يؤتى به إلى هارون الكاهن ، الأبرص لا يقدر أن يأتى إلى الكاهن مباشرةً بل يؤتى به .. ولعل هذا يُشير إلى دور الكنيسة في إحضار كُل نفس لتتمتع بلقاء رئيس كهنتنا الأعظم ربنا يسوع المسيح عريس الكنيسة ومخلصها .. لأننا لا نستطيع أن نتعرف على المسيح كأفراد منعزلين عن الجماعة + وهنا يخرج الكاهن إليه : بعد أن حملت الكنيسة بالحب والإيمان الأبرص إلى كاهنها السماوي لتطهيره من خطاياه . . فإنَّها لا تقدر أن تدخل بالأبرص إلى المحلة بل يخرج إليه الكاهن ليحمله معه إلى داخل المحلة . والمحلة تعبر عن شركة الجماعة المقدسة . . فالمسيح حمل عارنا وخرج خارج المحلة. تشخيص المرض :. يؤتى به إلى الكاهن ليُشخّص المرض .. ويُقدّم الشفاء .. لا يوجد إنسان مهما كانت حكمته أو خبرته أو رتبته أو ثقافته له الحق في تشخيص حالة مِن وُجد عنده ناتيء أو قوباء أو لمعة .. فليس إلا الكاهن الذي يرمز إلى ربّ المجد يسوع الوحيد الذي يحكم بالبرص . إحذر أن تفحص نفسك خارج المسيح .. فتعرف المرض دون الدواء .. فتزداد يأساً وإحباطاً . . ولكن مبارك الله أبونا الذى يرعانا بِكُل الأدوية المؤدية إلى الحياة . تعلم ألا تقيم نفسك بنفسك .. وألا تقيس نفسك على نفسك . . ولا على الآخرين ورأيهم فيك .. فربما تجد نفسك صحيحاً ام مريضاً . . وفى هذا خطأ . . ليكن لك عشرة مع الطبيب الحقيقى .. وهو يكشف عوار نفسك الداخلية والخارجية .. تعود أن تعرض فكرك أمام الكاهن فى الكنيسة وهو يرى إن كانت أفعالك وأفكارك تتفق مع الأنجيل أم لا .. لأنه مكتوب من فم الكاهن تطلب الشريعة .. فالكاهن له سلطان .. ليس أنه أكثر ذكاءاً أو معرفة عقلية بل هو مستودع لأسرار الله . " يحجز الكَاهِنُ المضْرُوبَ سَبعة أيامٍ ، فَإِنْ رَآهُ الكَاهِنُ فِي اليَومِ السَّابِع وَ إِذا في عَيْنِهِ الضَّرِبَةٌ قَدْ وَقَفَتَ وَلَمْ تَمْتَدَ الضَّرْبةَ في الجِلْدِ يَحْجِزُهُ الكَاهِنُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثانية" ( لا4:15-5) إنّها فترة للتدقيق وعدم التسرع .. فهي دعوة لعدم التسرع في إصدار حكم على أحد لِمُجرد أشياء ظاهرة ، وربما تمثل فترات فى حياة الإنسان الله يتأنى فيها ويُعطى فرصة تلو الأخرى ليُثبت طهارة الإنسان أو يثبت مرضه. فنجد أن قصة تدبير الخلاص في العهد القديم كُلَّهُ ما هى إلا فترات حجز لإظهار آثار الخطايا .. فيظهر زيغان الإنسان وفساده فيها أظهر الإنسان كمال فشله وعجزه الى أن ظَهَرَتْ نِعْمَةُ الله المُخَلَصَةً ( تيطس ۲ : ۱۱ ) ، وفي كل المراحل أظهر الإنسان فساده وشرّه .. والله لازال يهب لطفه وإمهاله فمبارك ذاك الذي أغلق على الجميع في العصيان ليرحم الجميع معاً . ولزيادة التأكيد فى الحكم على الأبرص هناك علامات أخرى لاثبات المرض والتأكد منه .. يتحول الشعر في الضربة الى اللون الأبيض (لا ۳:۱۳) تبيض الشعرة حينما تنبت في خلية ميتة أو ضعيفة فلا تقدر أن تُعطي اللون للشعر ، إنّها من علامات الشيخوخة وزوال قوة الشباب ، بحسب قول الرّبَ " .. رُش عليه الشيب ( الشيخوخة والشعر الأبيض ) وَهُوَ لا يَعْرِف " ( هو ٧ : ٩) ، إذ أن الخطية تزيل القوة والحيوية.. وتُحني النفس وتضعف الروح.. وتُحدث تجاعيد الشيخوخة وهي الطرق الملتوية التي تظهر في سلوك الإنسان. الضربة أعمق من الجلد ( لا ۳:۱۳) عميقة فى الداخل .. في القلب .. القلب الذى تخرج منه أفكار شريرة .. القلب الذى لو ملكت عليه الخطية بحسب قول أرميا النبى يصيرُ "أَخْدَعُ مِنْ كُلَّ شَيءٍ وَهُوَ نَجِيس مَنْ يَعْرِفُهُ " ( أر ۱۷ : ۹ ) ، لذلك حفظ القلب وحراسته من أهم وسائل الشفاء .. لنحصل على قلوب مرشوشة بدم المسيح المطهر مِن كُل أعمال نجاسة. ازدياد الضربة وانتشارها في الجلد ( لا ١٣ : ٨) إنها الخطية التي تبدأ صغيرة .. وسرعان ما تكبر وتنتشر وتتسلّط . . كما قال عنها الرب يسوع أنها كالخميرة .. ( مت ١٦ : ٦ ) فنجد أنّ خميرة صغيرة تُخمر العجين كُلَهُ (١ كو ٥ : ٦) ، "وأما خاطيء واحد فيُفْسِدُ خَيْراً جِزِيلاً " ( جا ۱۸:۹ ) ، إنّها تنتشر أسرع من النار في الهشيم. وجود لحم حي في الضربة علامة أكيدة ( لا ١٠:١٣ ) كيف يكون وجود لحم حي دليل النجاسة .. أنه صورة لإعتقاد الإنسان الخاطيء أنّه لازال فيه شيء صالح ولا يحتاج إلى تطهير .. هذا الشيء الذي يرى أنّه صالح فيهِ يُعيقه عن الشعور أنّه خاطىء ويحتاج إلى تطهير ، ربما هذا يجعلة يستمر في البرص .. إنّها خطية البر الذاتي المختفية داخلنا .. التى تعيق إعترافنا بالخطية حقاً إن البر الذاتى من أخطر الأمراض الروحية التي يصعب تشخيصها .. وتعطل المسيرة الروحية كثيراً فهى تمنع تقديم ذواتنا أمام الله كخطاة ومرضى .. نرجو الشفاء .. فتعطل الصراخ . . وتؤجل الذهاب إلى الطبيب . ضربة في الرأس .. أعمق من الجلد إنها صورة لكبرياء الفكر .. وعداوة سلطان الله ، وتصيب أصحاب العلم والفهم مثل الذي يُنكر وجود الله أو يُقاوم سلطانه . . ولكن مكتوب " سأبيدُ حِكْمَةَ الْحُكَمَاءِ ، وَأَرْفُضْ فهمَ الْفُهَمَاءِ " ( اكو ۱ : ۱۹ ) ، إنها علامة نجدها في كل من يظن أنه غنى وقد إستغنى رؤ ۱۷:۳ + أنظر معي إلى دقة التشخيص .. وإعطاء الفرص للتأكد .. وعلامات التشخيص التي تميل إلى عدم إثبات المرض .. فيُحجز إسبوع لنرى هل إمتد المرض وصار أكثر وضوحاً .. ولزيادة التأكيد يجعل الكاهن على دراية تامة بأعراض الأمراض المشابهه في الأعراض والعلامات .. ويتدخل الله في إظهار المرض للكاهن .. ويُعرَفهُ كيف يُفرَق بين البرص وبين أمراض أخرى مشابهة فى الأعراض مثل ( الدملة ، الحزاز كى النار القرع ، البهق ، الصلع ). حكم الأبرص (لا٤٥:١٣-٤٦) مع انتشار المرض تصاب جميع أعضاء الجسم بتشوهات .. فيصبح المريض شنيع المنظر .. غير مرغوب فيه من المجتمع .. فيلزم عزله تماماً . . لذا نجد أن الله قد وضع حكماً على الأبرص ليطهره من برصه .. ويحمى الجماعة المقدسة منه + نجس ، يُقيم وحده ، خارج المحلة يكونُ مقامة ( لا ۱۳ : ٤٦ ) ، مهما كان حجم المرض يحجز . . وهنا تمثيل لحالة الخاطيء البعيد عن الله .. وتأثير الخطية عليه .. في شقاء وحرمان وتعاسة .. ليطلب بكل شوق وإخلاص العلاج وليسأم المرض .. وتزداد مقاومته له . إنَّها عُزلة تؤدي به إلى الإنسحاق والحُزن على حاله وأنّ خطاياه أدّت به إلى الموت روحياً وأدبياً ، فهو محروم من الشركة المقدسة مع الله ومع جماعة المؤمنين ، فالخطية لا تُورث أصحابها إلا الندم والأسى والحزن ، حقاً إنَّها عار الشعوب . وفى عزل الأبرص نجد حكمة الله الفائقة الذى عزل البشرية لفترة ظهرت فيها أعراض المرض بكافة أنواعها من عصيان وشهوات ونجاسات وإنقسامات حتى تفاقمت جداً .. فعرفت البشرية أنّه ليس من رجاء في طبعها ، فأتى إلينا مغلوباً من محبته ٠٠لا لِيُدين بل لِيُخلص ما قد هلك ... وهنا نجد وصف للأبرص وهو في حالة العزل :- + (۱) تكون الثياب مشقوقة : الثياب رمز للبر والنعمة وشق الثياب دليل نزع البر والنعمة .. فنجد أن الثياب المشقوقة تُحدّثنا عن عار وعُرى الخطية . . وأيضاً تُحدّثنا عن ضرورة فضح المرض وإظهاره . . وليس تغطيته أو إخفاؤه .. العري صورة لعمل إبليس .. اللص المكتوب عنه في مثل السامرى الصالح " وقع بَيْنَ لُصُوصِ فَعَرَوْه وجرحوه (لو30:10) فهو الذي يبغى لنا العار والغرى ..فهل أدركت لماذا تعرى يسوع على الصليب ؟! لكى يستر خزى عرينا ويحمله فى نفسه .. ويكسونا بثوب .بره . . ويحمل في شخصه القدوس كُل أثر لخطايانا وكُلّ عُنف وإنتقام من العدو للإنسان .. تحمله عوضاً عنا (۲) مكشوف الرأس : كانت العمامة شيء هام في ملابس اليهودي ، وهى علامة للكرامة والمجد والزينة ، ولكن الأبرص فقد كرامته وجماله ، والعمامة أيضاً رمز للسلطان والرياسة والحماية ، والخطية تُفقد المركز والسلطان والحماية ، يفقد خوذة الخلاص .. فيكون هدفاً لأفكار العدو بلامقاومة .والرأس هو المسيح .. وحين تكشف تتعرى .. فيتعرى المسيح. (۳) يُغطي شاربة : الشارب رمز للنضج . . للرجولة . . للقوة .. وتغطيته تمثل إهدار الكرامة والرجولة . . وهكذا تنزع الخطية كُل طاقات النفس ، وأيضاً فى تغطية الشارب يُغطى الفم فلا يُسمع له كلام ، ولا يستطيع أن يبارك الله إذ أنه مكتوب ليس الأموات يباركونك يارب ، مالك تتحدث بفرائضى .. وتحمل عهدى على فمك " (مز ١٦:٥٠) (4) ينادى نجس نجس إنه مصدر للمرض .. مصدر للنجاسة .. خطر على الآخرين ، ويؤكّد ويُنادي مرتين متتاليتين " نجس .. نجس تجد كل الكلمات الخارجة من فمه نجاسة . فيتكلم بنجاسات .. وتكرار كلمة نجس نجس تشير الى أن الخطية تنجس كل الكيان ..أنظر كيف يرى الله الإنسان في حال الخطية .. إحذر أن تلقب الخطية إسم آخر لها . . مثل حُريَّة . . مِثل التمتع بالحياة .. مثل طبيعة الإنسان ..مثل ..الخ (٥) يُقيم وحده : يترك أسرته وأصدقائه . . إنّها غزلة الخطية ، إنَّهُ شعور يؤذي مشاعر الإنسان جداً . . لذلك قال الحكيم " وَوَيْلٌ لِمَنْ هُوَ وَحدَهُ " ( جا ٤ : ١٠ ) ٠ ٠ بينما تجد الإنسان في خطاياه دائماً يُريد أن يكون في وسط مجموعات كبيرة . . إلا أنه يشعر بالوحدة والعزلة . إنها الخطية التى تفقد إحساس الدفء والحب وتُقطع الروابط .. والحل في التوحد بالله والإلتصاق به ، ذاك الذي مات وقام " لِيَجْمَعَ أَبْنَاءَ الله المُتَفَرَقِينَ إِلى وَاحِدٍ " (يو ۱۱ : ٥٢ ) .. فهو المُحِب الألزق مِن الأخ .. الحل في الكنيسة التى هى جماعة المؤمنين اللذين الفهم الروح مثل قيثارة . (٦) خارج المحلة : لم يكن للأبرص أن يدخل إلى المكان الذى فيه الهيكل . . بل لابد أن يكون خارج المحلة حتى لا يُنجس المقادس ، الخطية تفصل الإنسان عن الله .. بل وتذهب به بعيداً جداً .. إلى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ ( لو ۱٥ : ۱۳) ۰. وتفصله عن الجماعة المقدسة . . ونجد ان نفس هذا الأمر فعله معلمنا بولس الرسول مع خاطئ كورنثوس إذ أمرهم بعزل الخبيث من وسطهم . + إذا البرص غطّى كُل الجسم يُحسب طاهراً لا ۱۳: ۱۲ إنه أمر عجيب جداً .. إذا إزداد البرص جداً وإزداد إنتشاراً في الجسم كله .. ويتضائل الرجاء في أي شفاء .. فماذا التطهير وفي طقس تطهير الأبرص تجد إجراءات كثيرة للتطهير وبعد التطهير ، لعل الله أراد منها أن يُظهر خطورة الخطية مهما كانت صغيرة .. ( بقعة أو ناتيء أو لمعة (٠٠ إنّها تُذكرنا أنّ الله قدوس لا يُجب أن يتشوه أولاده بخطية واحدة .. ولنتذكر أنّ خطايانا أنزلت الله الكلمة نفسه من السماء .. وكلفته عار وخزى وألم لكى ما يشفينا بجراحاته . وكانت خطوات التطهير تتم على ثلاث مراحل أولاً : عمليات التطهير بعصفوران في اليوم الأول . ثانياً : يُسمح له بالدخول إلى المحلة ولكنّه لا يدخل خيمته لمدة سبعة أيام ثالثاً : عمليات التكفير بتقديم الذبائح المُقرّرة في اليوم الثامن .. وبذلك يكمل تطهيره . . عصفوران " وكلم الرب موسى قائلاً هذه تكون شريعة الأبرص يوم طهره . يؤتى به الى الكاهن . . ويخرج الكاهن الى خارج المحلة" (لا1:14-3) ما أجمل كلمة يؤتى به الى الكاهن" إذ لا يمكن للأبرص أن يعمل عملاً لنفسه . . ولا تمتد يده الى شئ إلا ونجسته . . لذا نجد أن أمر تطهيره أصبح مستحيلاً .. والحل الوحيد أن يؤتى به الى الكاهن .. أي يقدم للطبيب الحقيقي القادر على الشفاء وحده .. الذى يلمسه ولا يتنجس بل يهبه الطهارة يخرج الكاهن الى خارج المحلة .. رمز للسيد المسيح الذى أتى إلينا ليفدينا ويقدسنا يَأْمُرُ الْكَاهِنُ أَنْ يُؤخَذَ للمُتطهّرٍ عَصْفُورانِ حَيَانٍ طَاهِرانِ وَخَشب أرز وقرمز وَزُوفًا وَيَأْمُرُ الْكَاهِنُ أَنْ يُدْبِحَ الْعُصْفُورُ الْوَاحِدُ فِي إِنَاءِ خَزَفٍ عَلَى مَاءٍ حَيّ : أَمَا الْعُصْفُورُ الْحَى فَيَأْخُذُهُ مَعَ خَشب الأرْزِ وَالْقَرِمز والزَّوفًا وَيَغْمِسُهَا مَعَ الْعُصْفُورِ الحي في دم العصفور المذبوح عَلَى الْمَاءِ الحى . وَيَنضحُ عَلَى المُتَطهَرُ مِنَ الْبَرص سبعَ مَرَاتٍ فَيُطَهَرُهُ ثُمَّ يُطلَقُ الْعُصْفُورَ الحَى عَلَى وَجْهِ الصَحْرَاءِ " ( لا ٤:١٤ - ٧) إنها صورة رائعة لعمل المسيح الفائق فى محبته .. هنا يختبر الإنسان بداية الحُرّيّة بعد الشقاء والحبس .. لكي تكون خطوة إلى العودة إلى خيمته ( بيَتهُ ) والإشتراك في الجماعة المقدسة . ويأمر أن يؤخذ للمتطهر عصفوران حیان طاهران عصفوران إِنَّهُما يعملان عملاً واحداً .. إنهما معاً رمز لربنا يسوع المسيح المذبوح القائم في آن واحد اطلاق العصفور الحى .. يغمس في دم العصفور المذبوح على الماء .. ثم يُطلق العصفور الحي على وجه الصحراء .. إنها صورة لقيامة المسيح .. الذى لازال يحمل آثار ذبحه .. آثار الجراحات باقية في الجسد المجيد. في إناء خزفي : العُصفور مكانه السماء ، ولكنّه يُذبح في إناء خزفي ، إنّهُ رمز لجسد ربنا يسوع المسيح الذي أخذه من القديسة العذراء مريم لأجل خلاصنا لكى يفدينا به ، ويُعلَّمنا بهِ ، ويُقدّسنا بهِ. على ماء حي - يذبح العُصفور في الإناء الخزفي الذى يحتوي على ماء حى فيكون في الإناء دم وماء .. وهنا إشارة للدم الثمين والماء اللذين فاضًا من جنب ربنا يسوع المسيح لتطهيرنا ٠٠" هَذَا هُوَ الَّذِي أتى بِمَاءِ وَدَمٍ يَسُوعُ المَسيحُ " ( ايو ٥ : ٦ ) . خشب الأرز إن كان برص الخطية يُفسد الإنسان ويُحطّم حياته ، فإن خشب الأرز الذى لا يُسوس المُستقيم يُشير إلى إتحادنا بخشبة الصليب التي تنزع عنا فسادنا أبدياً فلا يُصيبنا شر ، وبدون خشبة الصليب يستحيل أن تطهر من برص الخطية . الزوفا والقرمز - الزوفا هى عُشب متواضع لكنّه يُستخدم للشفاء ، يُقال أنّ جذره يمسك بالصخر لهذا فهو يرمز لتنقية القلب . . فلا تحتقر هذا العشب الصغير بل أذكر أثره الطبي. قطعة نسيج من الصوف المصبوغ باللون القُرمزى وهو اللون المُميّز الذي يُعبر عن الدم وعن الخلاص .. فنجده رمز بديع لغسلنا بالدم ورشنا بالقرمز والزوفا الروحيين لا الماديين كان على الكاهن أن يأخُذ خشب الأرز ويربط إليها الزوفا بخيط من القرمز كما يربط إليها العُصفور الحى بخيط من القرمز أيضاً وهو مفرود الجناحين ويغمس الزوفا والقرمز وذيل الطير فى الدم والماء اللذين في إناء الخزف وفي ربط العصفور إلى الخشب بخيط القرمز وجناحاه ممدودان صورة بديعة لتسمير الرب يسوع على خشبة الصليب. النضح على المتطهر بالدم والماء ← " وَيَنْضِحُ عَلَى الْمُتَطَهِّرِ مِنَ الْبَرَضِ سَبْعَ مَرَاتِ فَيُطَهِّرِهُ ثُمَّ يُطْلِقُ الْعُصْفُورَ الْحَى عَلَى وَجْهِ الصّحْرَاءِ " ( لا ٧:١٤) . انه لم يطلق إلا بعد موت العصفور الأول .. لأنه لو أطلق ألف عصفور حى بدون موت آخر .. لما استفاد الأبرص منها شيئاً ولكن العصفور الحى الواحد الصاعد الى السماء المفتوحة حاملاً على جناحيه آثار دم الكفارة الكاملة الدالة على إتمام عمل الفداء هو أساس تطهيره وهو سبب سلامه . غسل ثيابه : هنا نجد الأبرص بدأ يعمل عملاً بنفسه .. سابقاً لا يعمل عملاً . . إذ لا ينفع أى عمل بدون سفك دم مهما كانت الأعمال صالحة ولكن بعد أن رُش بالدم يبدأ يكون له دور .. إذ لاخلاص للخاطئ بدون عمل الصليب . يخلع الأبرص ثيابة المشقوقة قبل لقائه بالكاهِن والآن وإذ نضح عليه بالدم والماء لا يحتاج الأمر إلى إستبدال ثيابه وإنما يكتفي بغسلها .. وهنا إشارة إلى أننا نستبدل إنساننا العتيق مرة واحدة في مياه المعمودية . يحلق شعرة وحلق الشعر يُعلن عن أنّهُ لا يعتز بأى جمال طبيعي وربما يصير سبب عار له . . ولكنّه بعد أن تطهر وغسل بالدم وترك الماضي .. فهو مُستعد أن يحتمل كل هزء وتعيير يدخل المحلة .. يُقيم خارج خيمته ( لا ١٤ : ٨) يمكث سبعة أيام داخل المحلة ولكن ليس من حقه أن يدخل خيمته ونرى هنا عجباً .. في الوقت الذي يحتاجُ فيه الأبرص أن يختبيء .. حتى ينبت شعر الرأس واللحية ويستريح بعد فترة العزل وشرائع التطهير نجده يطوف بين الخيام .. وكُل من يراه يعرف قصته إن السبعة أيام هي صورة لكمال فترة العمر على الأرض حتى يدخل خيمته في اليوم الثامن .. يظل طوال عُمره ( السبعة أيام ) يشهد لعمل الله فيه .. وَتَكُونُونَ لي شهوداً. الذبائح والتقدمات أما الذبائح والتقدمات فهي خمس أ. خروف صحيح يقدم ذبيحة إثم يكفر بها الكاهن عن خطاياه..... وهذا هو بداية العمل : الاعتراف بأثامنا والإيمان بالمصلوب كغافر للإثم. ب. نعجة حولية ذبيحة خطية، واختيارها أنثى يُشير إلى عمل الولادة، فلا يكفي أن يؤمن الإنسان برفع خطاياه، وإنما يلتزم بالإيمان بالله واهب الثمر ج. خروف آخر صحيح يقدمه الكاهن ذبيحة محرقة موضع سرور الآب. فالمؤمن إذ يتمتع بالصليب لا يرى غفران آثامه وخطاياه فحسب إنما يتحد بالمصلوب ليقدم حياته ذبيحة محرقة لله. د. ثلاثة أعشار دقيق ملتوت بالزيت هـ. لج الزيت لمسح المريض والسكب عليه، إذ يتحقق تطهيرنا خلال ذبيحة الصليب بعمل الروح القدس الذي مسحنا به في سر الميرون دم الذبيحة + وضع الدم على شحمة الأذن اليمنى + وضع الدم على إبهام اليد اليمنى نضح الزيت سبع مرات أمام الرب وَيَغْمِسُ الْكَاهِنُ أَصْبَعَهُ الْيُمَنى فِي الزَّيْتِ الَّذى عَلَى كَفَهِ الْيُسرَى وَيَنْضِحُ مِنَ الزَّيت بإصْبَعِهِ سَبْعَ مَرَاتِ أَمَامَ الرَّبَ( لا ١٤ : ١٦ ) . إنَّها صورة رائعة لعطية الروح القدس الذى إنسكب علينا بعد إتمام ذبيحة الصليب .. التي تُشير هنا إلى ذبيحة الإثم . . فبعد الدم جاء الزّيت .. فلا يقف الأمر عند التطهير من الخطية بالدم والماء وإنما يلزم التمتع بالإمتلاء بالروح القدس . وضع الزيت على الأذن واليد والرجل " وَمَمَا فضل مِنَ الزَّيت الَّذِي فِي كَفَهِ يَجْعَلُ الْكَاهِنُ عَلَى شَحْمَةِ أُذُنِ المُتطَهِّرِ الْيُمْنَى وَعَلَى إِبْهَامٍ يَدَهِ الْيُمَنِى وَعَلَى إِبْهَامِ رِجْلِهِ الْيُمَنِى عَلَى دَمِ ذَبِيحَةِ الأَثْمِ " ( لا ١٧:١٤ ) . الأذن اليمنى وإبهام اليد اليمنى وإبهام الرجل اليمنى وضع الزيت على رأس المتطهر " وَالْفَاضِلَ مِنَ الزَّيْتِ الَّذى فِى كَفَ الْكَاهِنِ يَجْعَلُهُ عَلَى رَأسِ الْمُتطَهِّرِ وَيُكْفِرِ عَنْهُ الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبَ " ( لا ١٤ : ١٨ ) . ولعل المتطهر هنا يرغب في أن يُنشد للرب مع داود النبي " .. مَسَحْتَ بِالدَهْنِ رَأْسِي كَأْسِي رَيَا إِنَّمَا خَيْرٍ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامٍ حَيَاتِي وَأَسْكُنُ فِي بَيْتِ الرَبَ إِلَى مَدَى الأَيَامِ " ويعقبها تقديم ذبيحة خطية ويطمئن لكمال المصالحة والغفران التى تشير الى كمال عمل الخلاص بدم ذبيحة ربنا يسوع المسيح.

الحبل القرمزي علي بيت راحاب

راحاب الزانية كلِمة " راحاب " تعنىِ رحب أومُتّسع كانت صاحِبة خان ( فُندُق ) للمُسافِرين مُلاصِق لِسور مدينة أريحا وسلّمت جسدها لِكُلّ رجُل يقترب إِليّها أحبّت جمع المال مِنْ التُجّار العابِرين عليّها إِذ كانت تأويهُمْ وتعيش معهُمْ فِى الخطيّة وتأخُذ مُقابِل مادّىِ ، لذلِك لا تقرأ إِسمها فِى الكِتاب المُقدّس إِلاّ مُقترِنا بِكلِمة الزانية عاشت فِى مديِنة أريحا ذات الأسوار العالِية الشامِخة الحصينة المملوءة كبرياء وإِرتفاع و تجبُرّ ، ولكِنّنا نجِد فى هذهِ السيّدة إِيمان بالله وقوّته وعمله 000 لِذلِك يجِب أن نقِف عِندها كثيراً و نتعلّم وهُنا نجِد أنّ القديس يوحنا فم الذهب يُحدِّثنا قائِلاً ( إِنّهُ مِنْ العار أن تظهر أنت فِى عدم إِيمان أكثر مِنْ زانِية ) فإِن كان إِسم راحاب يعنىِ رحب أو مُتّسع 000 فرُبّما كان لإِسمها واقِع فِى حياتها التّى إِتسعت لِتشمل جوانِب كثيرة مِنْ الحياة بِكُلّ شرّها وبمِلء بركاتها إيمان راحاب تبدأ القصة فِى سِفر يشوع الإِصحاح الثانىِ،أنّ رجُلين أرسلهُما يشوع بن نون لِيتجسّسا مدينة أريحا وكُلِّنا نعرِف أنّ يشوع الّذى تسلّم القيادة مِنْ موسى النبىِ للدخول بالشعب إِلَى أرض الميعاد إنّهُ رمز حى لِشخص يسوع المسيح الّذى صنع ما عجز عنّهُ الناموس ( موسى ) ودخل بِنا إِلَى كنعان الحقيقيّة ( السماء ) 0 يشوع مِنْ أعظم أبطال الكِتاب المُقدّس فهو قاهِر الأْردُن وهو الّذى أسقط أسوار أريحا ، وهو الّذى أوقِف الشمس بِصلاته إِنّهُ رجُل حرب إِستخِدم فنونه الحربيّة لِفتح الأراضىِ ورغم وعد الرّبّ أنّهُ يُعطيه " كُلّ مَوْضِع تَدُوُسهُ بُطُونُ أَقْدَامِكُم " ( يش3:1). فهذا لمْ يمنعه مِنْ إِستخِدام عقله و مواهِبه الطبيعيّة التّى منحهُ الرّبّ إِيّاها إِنّها علامة حُب الله للإِنسان يُريد ليس فقط أن يهِب ولكِنّه يُشرِكهُ معهُ فِى العمل لِكى تلتحِم إِرادة الله الفائِقة بإِرادة الإِنسان التّى تتقدّس بإِتحادها معهُ والخُضوع لهُ فِى كُلّ شىء 0 أريحا أقوى مُدُن كنعان عُرِفِت بأسوارُها المنيعة الشامِخة وتعتبر المدخل إِلَى الأراضىِ الكنعانيّة والمنفِذ إِلَى بعض المُدُن الهامّة مِثل أورشليم وعاى .وكانت أريحا أردأ مُدُن الأموريين ولِذا فقد أمر الله يشوع أن يُدّمِر المدينة والسُكّان جميعهُم وأن تتحّول المدينة إِلَى خراب دائِم 0 لِذلِك أرسل يشوع الجاسوسان لِيرجِعا إِليّهِ بِتقرير وافٍ عَنَ كيفيّة التغلُّب عليها طبيِعة أرضها - طبيِعة شعبها - مداخِلها – مخارِجها وبِلا شك كانا يُعرّضان أنفُسهُما لِخطرٍ شديد أثناء تجولهما فى أريحا إِذ لهُما ملابِس مصريّة لها طِراز مُميّز التّى خرجوا بِها مِنْ أرض مِصر مُنذُ أربعين سنة ( تث4:8) فلهُم شكل مُميّز جِداً ولهُم لُغة مُختلِفة 0 وكان مِنْ المعلوم أنّ أخبار بنىِ إِسرائيل كانت قد ذاعت فِى كُلّ الأرض بل صاروا مصدر رُعبا وخوفا لِجميع الشعوب مِنَ حولهُم وكانت راحاب نفَسَها تعلم ذلك وأنّ الله أعطى الأسرائِيليين أرض كنعان وصنع لهُم المُعجِزات وكان الأسرائِيليون قريبين مِنْ أريحا وأهلها وملِكها خاف منهُم وتوقّعوا زحفُهُم عليهُم فكانوا يرقُبُون الطُرُق والداخِل إِلَى المدينة والخارِج منها وكان لهُم ثِقة كبيرة جِداً فِى أسوارالمدينة 0 تجّول الجاسوسان وشعرا بِنظرات التعجُبّ فِى عيون كثيرون ورُبّما حاولا الخروج مِنْ المدينة فِى المساء ولكِن الأبواب أُغلِقت فإِضطرّا للنِزول فِى فُندُق على سور المدينة فدخلا بيت راحاب لِيضطجِعا إِنّها تدابير الله الفائِقة للعقول الّذى يجعل كُلّ الأشياء تعمل معا للخير فتنقِ ذهُم راحاب وتُنقذ راحاب بهُم 0 إِستقبلتهُما راحاب ، رحّبت بِهُما أدخلتهُما فِى بيتِها بِسلامٍ ولعلّها أول ما دخل الجاسوسان بيتِها سألتهُما عَنَ شعبهُما وغايتهُما فِى إِتيانهُما وأظهرت أفكارها مِنْ جِهة بنىِ إِسرائيل فوثقا بِها وفتحا قلبيهُما لها وعلّماها بعض التعاليم بشأن الإِله الحقيقىِ فوجدوا فيها إِيمان عجيب رُبّما لمْ يروهُ فِى شعب بنىِ إِسرائيل أنفُسهُم وسُرعان ما وصل الخبر إِلَى ملِك أريحا إِسرائيل فقيل لِملِك أريحا هُوذا قد دخل إِلَى هُنا رجُلان مِنْ بنىِ لِيتجسّسا الأرض " فأرسل الملِك إِلَى رَاحَابَ يقُولُ أَخْرِجِى الرَّجُلَيْنِ اللّذَيْنِ أَتَيا إِلَيْكِ وَدَخَلاَ بَيْتَكِ لأَنَّهُمَا قَدْ أَتَيا لكَىْ يَتَجَسّسَا الأْرْضَ كُلَّهَا " ( يش 3:2). وهُنا نجِد راحاب تُعرِّض حياتها للخطر وتُخبّىء الجاسوسان بِمُجرّد أن دخل إِليها رُسُل الملِك فوق سطح منزلها بين عِيدان الكتّان التّى كانوا عادةً يُنضّدونُها ( يُرصّوُنُها بِنظامٍ ) على أسطُح المنازِل لِكى تجِف بِحرارِة الشمس ومِنْ ثمّ كانوا يأخُذوُن أليافها لِتُغزل وتُنسج ويستخدِمون العيِدان فِى الوقود 0 لقد سمعت راحاب الزانِية ككُلّ أهل المدينة بل وكُلّ سُكّان المنطِقة عَنَ عمل الله مع شعبه كيف يبّس مِياه بحر سوف أمامهُم عِند خروجهُم مِنْ مِصر وكيف خلّصهُم مِنْ سيحُون وعُوج ملِكىِ الأُمورِيينَ ولكِنّها وحدها التّى آمنِت بِهِ وفتحت بيتها للرسولين كما فتحت فمها لِتشهد لله قائِلةً " أَنّ الرّبّ قَدْ أَعْطَاكُمُ الأْرْضَ وَأَنّ رُعْبَكُمْ قَدْ وَقَعَ عَلَيْنَا وَأَنّ جَمِيعَ سُكّانِ الأرْضِ ذَابُوا مِنْ أَجلْكِم سَمِعْنَا فَذَاَبتْ قُلُوبُنَا وَلَمْ تَبْقَ بَعْدُ رُوح فِى إِنْسَانٍ بِسَببَكُمْ 0 لأنّ الرّبّ إِلهَكُمْ هُوَ الله فِى السّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَعَلَى الأرْضِ مِنْ تَحْتُ "( يش9:2-11). إِنّها لَمْ تسمع فقط بل أعطتهُ إِهتمام قلبِها وهذا ما جعلها تختلِف عَنَ كُلّ شعبها لَمْ تسقُط كما سقط كثيرون فريِسة اللامُبالاه وإِنشغالِها بِهذهِ الأخبار أتى بالإِيمان إِلَى قلبِها أى رجاء لنا فِى راحاب إِنّها أعلنت إِيمانها عمليا فعرّضت حياتِها للخطر لِذا مدحها مُعلّمِنا بولس الرسول فِى الرسالة للعبرانيين " بِالإْيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ ، إِذْ قَبِلَتِ الْجَ اسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ "( عب31:11). إِنّهُ إِيمان عظيم إِستحقت بِهِ أنْ تدخُل فِى قائِمة عُظماء رِجال الإِيمان التّى وردت فِى عب 11 وضعها الوحى جنبا إِلَى جنب مع أُمِنا سارة التّى هى رمز لأورشليم العُليا ( غل26:4) والتّى أنجبت لأبونا إِبراهيم إِسحق إِبن الموعِد إنه إيمان إِمرأة سيّئة فِى أسوأ المُدُن فإِستطاعت هذهِ المرأة الزانِية التّى تسكُن فِى مدينة تنتظِر دينونة الله وإِدانتهُ أنْ تُعلِن إِيمانها بأعمالها لِتنال وعداً أكيداً بالخلاص 000 كم لنا مِنْ تشجيع فِى شخصيّة راحاب هذهِ التّى عاشت فترات طويلة مِنْ الزمنْ تائِهه فِى دروب الخطايا قابِعة فِى جِبال المعاصىِ الآن تقِف جنبا إِلَى جنب مع أبونا إِبراهيم أب جميع المؤمنين رفيقة لأُمِنا سارة ما أعظم جودك يا الله ترفع مِنْ المزابِل وتُجلِس على كراسىِ المجد ( 1 صم8:2). إِنّها تجاوبت مع نِداء النِعمة فعزمت على ترك عِبادة الأوثان والخروج مِنْ بؤرة الخطيّة والإِثم وإِحتقار شهواتها وآمنت وإِستجابت وفعلت إِنّهُ التفاعُل المُبارك المُقدّس لِعمل روح الله داخِل النَفَسَ 000 إِنّهُ إِيمان يُخجِل أولاد الله فبينما هلك شعب الله بِسبب عدم الإِيمان فماتوا فِى البرّيّة إِذا بِهذهِ الأُمميّة الزانِية تغتصِب المواعيد الإِلهيّة بالإِيمان الحى العامِل فيصير لها ولِعائِلتها نصيب فِى أرض الموعِد لا لا بل أكثر مِنْ هذا بكثير ويأتىِ مُشتهى كُلّ الأُمم والأجيال المسيّا المُخلِّص مُ تجسِّداً مِنْ نسلِها ( مت5:1).لأنّنا بِدراسة سلسلة أنساب السيّد المسيح المذكورة فِى إِنجيل متى نعرِف أنّها تزوّجت سلمون أحد الجاسوسين اللّذين آوتهُما فِى بيتِها إِذ رأى فيها إِمرأة عظيمة الإِيمان والأفعال وسلمون هذا كان أميراً فِى عشيرة يهوذا إِذ شعر بِمعروف راحاب إِذ أنقذتهُ وزميله مِنْ موت مُحقّق 000 تعلّق بِها وأخذها زوجة لهُ بعدما محت نعمة الله خزى حياتِها السابِقة صارت راحاب زوجةً فِى بيت قيادىِ فِى إِسرائيل وولدت بوعز الّذى نقرأ عنهُ فِى سِفر راعوث ورأينا كم أنّهُ شخص يحمِل قلبا مُتسِعا مملوء رحمة وحُبا إِنّهُ إِبن راحاب التّى أستحىِ الآن أن أدعوها زانِية. إِنّهُ إِيمان ونبّوة لَمْ نجِدهُم فِى الجاسوسين إِذ نجِدهُم يقولون لها "إِذَا أَعْطَانَا الرّبّ الأْرْضَ "( يش14:2) فكان لها ثِقة ويقين فِى إِعطاء الرّبّ للأرض أكبر مِنْ ثِقة الجاسوسين ولكِن ما هو أعظم أنّ تصرُفاتِها بل وشخصيتِها صارت نبّوة عَنَ قيام كنيسة الأُمم عِند مجىء يشوع الحقيقىِ إِنّها صارت تُمثِلّ كنيسة الأُمم التّى قبلت إِرسالتىّ المسيح ( جاسوسين ) التلاميذ والرُسُل وأخفت فِى داخِلها وصيّتهُ فصارت الكنيسة مُقدّسة لهُ كذلِك كُلَّ نَفَسَ مِنّا بكونِها عُضواً حيا فِى الكنيسة كانت قبلاً فِى ظُلمة الشر وقبلت خلاص ربنا يسوع فيها 0 وجدناها تُقر بإِيمان بإِله سمعت عنهُ ولَمْ تعرِفهُ أقرّت أنّ الرّبّ وحدهُ هو الله ( فِى السماء ) إِذن فعِبادة القوم للشمس أو القمر أو النجوم عِبادة باطِلة أعلنت إِيمانها بالله القادِر على كُلَّ شىء والحاضِر فِى كُلَّ مكان ( السماء والأرض ) إِنّها آمنت بِهذا الإِله القوىِ العجيب الّذى صنع عظائِم مع شعبه وعرِفت أنّ آلهة شعبِها باطِلة يا للعجب إِنّ حديثها مع الجاسوسين فِيهِ إِقرار كامِل وناضِج ليس بوجود الله وقُدرتهُ فقط بل بِوحدانيتهُ 0 وإِذ قبلت راحاب الجاسوسين هاج ملِك أريحا لا تتعجِب إِنْ رأيت العدو يهيج لِيُحطِم أى عمل إِلهىِ وفِى كُلَّ عصر مع كُلَّ عمل روحىِ توجد مُقاومة ويستخدِم العدو كُلّ الوسائِل : الجسد – الأقرباء – الظروف إِسمع ما قالهُ الشيخ الروحانىِ فِى هذا الشأن ( ويلاه منك أيُّها العدو الكثير الخِداع طوبى لِمَنَ أبغضك ). راحاب والجاسوسان لقد خبأتّهُما فِى بيتِها فليس مِنْ العجيب أن يُحوّل الله بيت راحاب بيت الخطيّة والموت إِلَى مخبأ للحياة إِنّها أطلقتهُما على السطح ودارِتهُما بين عِيدان الكِتّان ونزلت تتحدّث مع مندوبىِ الملِك وهُنا نجِد صورة لِكنيسة العهد الجديد التّى قبلت إِرسالية ربنا يسوع كجاسوسين وأخفت الإِيمان بالمُخلِّص فِى قلبِها وصعدت بِهِ مِنْ حرفيّة الناموس إِلَى حُريّة الروح إِلَى فوق كما إِلَى السطح فإِنفتحت عينها لِمُعاينة السمويات 0 ودارِتهُما على السطح بين عِيدان الكِتّان والكِتّان يُذكّرنا بِثياب الكهنوت فِى العهدين فإِنّ بيت راحاب الّذى يُمثِلّ كنيسة العهد الجديد إِذ قبل الإِيمان بالمسيح إِنطلق بِقلبهِ إِلَى السماويّات ) السطح ( خِلال العمل الكهنوتىِ ) الكِتّان (نقصِد كهنوت السيّد المسيح بكونهِ رئيس الكهنة الأعظم يشفع فينا بدمهِ وهو أيضا الّذى يعمل فِى كهنتهِ فيُقدّموا الخلاص للجميع وخِلال العمل الكهنوتىِ فِى المسيح يسوع رئيس الكهنة الأعظم وأُسقُف نِفوسنا وراعيها تُقدِّم الكنيسة ذبيحة الحُب المقبولة لدى الآب وترتفِع بأعضائِها لِيشترِكوا مع السمائيين – كما على السطح – فِى تسابيحهُم ولِيتورجياتهُم. طلب علامة: إِنّها أدركت مواعيد الله لشعبهِ ووثقت فِى قُدرتهِ فأرادت أن تنجو بِهذا الإِله ليس هى فقط بل وأهل بيتِها معها إِنّهُ الإِختبار الشخصىِ على مُستوى الحياة الخاصة الداخِليّة وفِى ثِقة الإِيمان قالت " فالآْنَ احلِفَا لىِ بالرّبّ وَأَعْطِيانىِ عَلاَمَةَ أَمَانَةٍ لأِنّىِ قَدْ عَمِلْتُ معكْمَا مَعْرُوفا بِأنَ تَعْمَلاَ أَنْتُمَا أَيْضا مَعْ بَيْتِ أَبىِ مَعْرُوفا 0وَتَسْتَحيِيَا أَبىِ وَأُمّىِ وَإِخْوَتىِ وَأَخَوَاتىِ وَكُلَّ مَالَهُمْ وَتُخَلِّصَا أَنْفُسَنَا مِنَ الْمَوْتِ " ) يش12:2-13). وكانت الإِجابة " هُوَذَا نَحْنُ نَأتىِ إِلَى الأْرْضِ فَارْبُطىِ هذَا الْحَبْلَ مِنْ خُيُوطِ الْقِرمِزِ فِى الْكَوَّةِ التّى أَنْزَلتِنَا مِنْهَا وَاجْمعَىِ إِلَيْكِ فِى الْبيْتِ أَبَاكِ وَأُمّكِ وَإِخْوتَكِ وَسَائرَ بَيْتِ أَبِيكِ 0فَيَكُونُ أَنّ كُلَّ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ أَبْوَابِ بيَتِكِ إِلَى خَارِجٍ فَدَمُهُ عَلَى رَأسِهِ وَنَحْنُ نَكُونُ بَرِيئَينِ "( يش18:2-19) العلامة التّى أُعطيت هى الحبل القُرمزى الّذى ي شير إِلَى دم السيّد المسيح الّذى بِدونهِ لا يُمكِن الخلاص الحبل القُرمزى رمز وإِشارة للمُخلِّص الّذى سيأتىِ فِى مِلء الزمان ويُخلِّص البشريّة بِدمهِ المسفوك على عود الصليب وهُنا يقول القديس أمبروسيوس ( فقدت الزانِية كُلَّ رجاء فِى وسائِل الأمان البشرىِ وسط دمار المدينة ولكِن إِيمانها غلب فقد ربطت حبلاً قُرمُزيا على الكُوّة رفعت علامة إِيمانها وشِعار آلام الرّبّ حتى يكون رمز الدم السرّىِ الّذى يُخلِّص العالم ) . بيت راحاب لَمْ يكُن لِراحاب أو أهل بيتِها أن يتمتّعوا بالخلاص لو خرجوا مِنَ البيت الّذى عُلِّق على نافذتهُ الخيط القُرمُزى فما هذا البيت إِلاّ الكنيسة سفينة النجاة التى لا ينجو أحد خارِجها لأنّه لا خلاص خارِج الكنيسة الحامِلة دم السيّد المسيح وهُنا يقول القديس كبريانوس : ( أتظنّون أنّكُم قادِرون أن تصمُدوا وتحيوا إِنْ إِنسحبتُمْ مِنْ الكنيسة لتُقيمُوا لأنّفُسكُمْ بيوتا ومواضِع مُختلِفة وقَدْ قيل لِراحاب أنّ كُلَّ مَنَ يخرُج مِنْ أبواب بيتِك إِلَى خارج فدمهُ على رأسه) 0 فمَنَ يبقى خارِج الكنيسة فهو خارِج مُعسكر المسيح فإِنّهُ ليس مسيِحيا مَنَ هو ليس داخِل كنيسة المسيح إِذ كيف يُمكِن أن يكون أحد مع المسيح إِنْ كان لا يسلُك داخِل عروس المسيح وإِنْ لَمْ يوجد فِى كنيستهُ وللقديس كبريانوس عِبارتهُ المشهورة ( مَنَ ليس لهُ الكنيسة أُمّا لا يقدِر أنْ يكون الله لهُ أبا ( 0 نزول الجاسوسان: " وَقَالَتْ لَهُمَا اذْهَبَا إِلَى الْجَبَلِ لِئَلاَّ يُصَادِفَكُمَا السُّعَاةُ وَاخْتَبِئَا هُنَاكَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى يَرْجِعَ السَّعَاةُ ثُمَّ اذْهَبَا فِى طَرِيِقكُمَا " (يش16:2) الجبل يُشير إِلَى السيّد المسيح نفسه فإِن إِقتفى ملِك أريحا أى الشيّطان أثر جاسوسى يشوع ولكنّهُ لَمْ يقدِر أنْ يأسرهُما إِذ صعِدا على الجبل أى إِحتميا فِى المسيح إِنّهُما لَمْ يسيرا فِى الأماكِن المُنخفِضة بل سلكا قِمم الجِبال حيثُ لا يقدِر رئيس هذا العالم أن يرتفِع وراءهُما إِذ هو يُحِب ما هو مُنخفِض 0 بالإيمان سقطت أسوار أريحا يقِف الآن الشعب أمام عائِق جديد فهو ليس بحراً أو نهراً إِنّها أسوار عالية حصينة 000 إِنّها تُمثِلّ تشامُخ العالم الّذى وُضِع فِى الشرير إِنّهُ عائِق يعوق النَفَسَ عن إِنطلاقِها نحو الأبديّة للتمتُّع بالميراث الحقيقىِ إِنّها تُمثِلّ إِرتفاع الأنا البشريّة بكونِها أخطر عائِق يقِف أمام النَفَسَ لِكى يفقِدها شرِكتها مع الله 0 إنّها معركة أريحا والشعب مُهيّأ لا للحرب ولكِن لينظُروا خلاص الرّبّ ... إِنّها الأسوار الشاهِقة السميكة التّى نحتمِل أن يكون بِداخِلها فُندُق أى سور هذا !! إِنّهُ شر العالم ونحنُ مدعوين بنعمِة الله أن نجتاز هذهِ الحرب ولنُهاجِم أخطر مدينة فِى العالم إِنّهُ إِرتفاع الشر ولنُدمّر بالله أسوار الخطيّة المُتعجرِفة والأنا المُتعظِمة "ولا تصغُر أنفُسنا بل نث ق أنّ الحرب للرّبّ " ( 1 صم 47:17) وهذهِ المدينة التّى تُرعِب أعدائها ترتعِد مِنَ شعب الله 000 بل تأخُذهُم الرِجفة وتقع عليهُم الهيبة والرعب ( خر 14:15) وهُم يتعجبّون مِنَ ذلِك إِذ كيف يغلِب هذا الشعب وهُم بِلا أسلحة ولا يُدرِكون أنّ أسلحة مُحاربتهُم ليست جسديّة ) 2 كو4:10) إِستخدم الله طريقة فريدة فِى الغلبة على أريحا ولَمْ تتكرّر فِى بقيّة الحروب فهى أول موقِعة فِى أرض الموعِد بعد عبور نهر الأُردُن وقَدْ أراد الله أنْ يُعلِن بِطريقة ملموسة أنّ الحرب لهُ والنُصره مِنْ عِنده وأنّ سِلاحه الحقيقىِ والخفىِ هو الإِيمان " باِلإْيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيحَا بَعْدَمَا طِيفَ حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ " ) عب30:11) هل لك هذا الإِيمان ؟ قُل يارب زِد إِيمانّا ( لو 5:17 ) لأنّ "هذهِ الغلبة التّى نغلِب بِها العالم إِيمانُنا" ( 1 يو4:5) الدوران حول السور أُنظُر إِلَى طريقة الله فِى تحطيم أسوار أريحا " تَدُورُونَ دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ جَمِيعُ رِجَالِ الْحَرْبِ 0 حَوْلَ الْمَدِينَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً 0 هكَذَا تَفْعَلُونَ سِتَّةَ أَيَّامٍ وَسَبْعَةُ كَهَنَةٍ يحْمِلُونَ أَبْوَاقَ الْهُتافَ السَّبْعَةَ أَمَامَ التَّابُوتِ 0 وَفِى الْيَوْمِ السّابِع تدُورُونَ دَائِرة الْمَدِينَةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَالْكَهَنَةُ يَضْرِبُونَ بِالأْبْوَاقِ " ( يش 3:6-4). نُلاحِظ هُنا أنّ الله لا يُعلِن خطته كامِلهً بل بالتدريج وعلى الإِنسان أن يُطيع ويخضع وإِنْ كان لا يفهم ونحنُ كثيراً ما نُريد أن يكشِف لنا خطوات آتِية لِحياتنا وهو يطلُب أن نكون أُمناء لهُ اليوم فلنعمل إِرادتهُ اليوم ونترُك لهُ الغد وشأنه 0ولعلّ الدوران يُشير إِلَى الدخول فِى الأبديّة لأنّها تُمثِلّ الحياة التّى بِلا نهاية كالدائِرة والإِنشغال بالأبديّة هو طريق الغلبة على شرور العالم ومجده الباطِل ولا يوجد شىء يستطيع أن يفتح الأبواب المُغلقة العالِية التّى تُمثِلّ التشامُخ والأنانيّة إِلاَّ الإِنشغالات الأبديّة وطلب الأمور الفوقيّة هذا يرفعنا فوق كُلَّ ضعف ويقتلِع مِنَ داخِلنا جذورالشر الدفينة 0والدوران مرّة كُلَّ يوم خِلال الستّة أيام الأولى إِنّما يُشير إِلَى العمل الدائِم كُلَّ أوقاتنا أمّا الدوران سبع مرّات فِى اليوم السابِع فمعناه أنّهُ فِى يوم راحتنا نعمل لِحساب الرّبّ مُضاعفا أُريدك أن تتأملّ معىِ هذا المنظر العجيب شعب أريحا يرقُبُون الأمر وراحاب تنظُر مِنَ النافِذة والخوف والرِعدة تملُك على شعب أريحا وملِكها ويستعدّون للحرب ويُعدّون أدوات الحرب وينظُروُن ويتعجبّون ورُبّما يسخرون ما هذا ؟؟ إِنّهُ م يدورون حول السور ثُمّ يجلِسون وفِى اليوم التالىِ يتكرّر هذا الأمر ومع إِنتهاء أخر دورة فِى اليوم السابِع إِنتهت أخيراً كُلَّ فُرص التوبة التّى قدّمها الله لهذهِ المدينة لِذا تُعلّمِنا الكنيسة أن نُصلّىِ فِى نهاية كُلَّ يوم أن ( توبىِ يا نَفَسَىِ ما دُمتِ فِى الأرض ساكِنة ) ( قطع صلاة النوم ). ورُبّما راحاب بين الحين والآخر تؤكِد على إِظهار الحبل القُرمُزى مِنْ الكوّه وتمسِك بِهِ وأقنعت عشيرتها أن يمكُثوا معها وأغلقت أبوابها جيّداً وإِنْ إِعترض أحد مِنْ عشيرتها طوال فِترة وجودهُم بالمنزِل تتكلّم معهُ وتقُنعهُوتحكىِ لهُ عَنَ إِله إِسرائيل وقوّته وعجائِبهُ فترفعهُم فوق مُستوى الشك إِلَى الإِيمان بِهذا الإِله الحى لو لَمْ يكُن لها الإِيمان الثابِت ما كانت كلِماتها تؤثِر فيهُم ولا صدّقوها ولكِن لأنّ كلامها خرج مِنْ قلب مُختبِر راسِخ إِستطاع أن يُقنِع ويؤثر فصدّقوا ما قالته وآمنوا على إِيمانها وأطاعوا فإِن كان أهل راحاب صدّقوا كلامها ونجوا كم يليق بنا أنْ نُصدِّق كلِمة الله ونؤمِن بِها فما أجمل أنْ نُصدِّق كلِمة الله ونشبع بِها ونأخُذ نصيبنا منها ونتخِذها سِلاح فِى جِهادنا فمغبوط مَنَ يملأ جَعْبَتَهُ منها( مز5:127) سنجِد فيها وعود وتشجيعات " وَفِى الْيَوْمِ السّابِعِ أّنَّهُمْ بَكَّرُوا عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ وَدَارَوا دَائِرةَ الْمَدِينَةِ عَلَى هذا الْمِنْوَالِ سَبْعَ مَرَّاتٍ "( يش15:6) ولابُد أنّهُم كانوا فِى غاية الإِعياء والتعب وجنود أريحا ينظُرون ويضحكون ولَمْ يعرِفوا أنّهُمْ سيبكون وهؤلاء المُتعبين سيستريحون ولكِن راحاب بِما لها مِنْ قلب تائِب مؤمِنَ بالله وإِنْ كانت لا تفهِم إِلاَّ أنّها تؤمِنَ أنّ هذا العمل يدخُل بِلا شك ضِمن خطة الله فِى حياة هذا الشعب وإِمتلاكه لأريحا بل وأرض الموعِد كُلّها فيما بعد كما قال لها الجاسوسان ولا شك أنّ الجاسوسان فِى دورتهِما مع الشعب حول أريحا كانا قَدْ عرّفا كُلَّ الشعب بيت راحاب الواضِح مِنْ الحبل القُرمُزى الأحمر المُدلّى مِنْ النافِذة حتى لا يقترِب إِليهِ أحد أُريدك أن تنظُر هذا المشهد العجيب الّذى آمنت بِهِ الكنيسة ووضعتهُ فِى قلبِها وصارت تُكرّرهُ طوال أيام غُربِتها على الأرض هكذا تفعل الكنيسة فِى كُلَّ إِحتفالاتِها تقوم بعمل دورات إِمتداد لِدوران الشعب حول أسوار أريحا لا زالت راحاب وعشيرتها فِى البيت مُتذكِره كلام الجاسوسين " فَيَكُونُ أنَّ كُلَّ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ أَبْوَابِ بَيْتكِ إِلَى خَارِجٍ فَدَمُهُ عَلَى رَأَسِهِ وَنَحْنُ نَكُونُ برِيئَينِ " ( يش19:2) فكانت راحاب تُلزمهُم بالثبات فِى المنزل ) " غَيْرَ تَارِكِينَ إِجْتِمَاعَنَا 00 " ( عب25:10). الضرب بالأبواق يضرب الكهنة بالأبواق فِى الدورة السابِعة، والأبواق فِى الكِتاب المُقدّس تُشير إِلَى كلِمة الله التّى ينطِق بِها الكهنة على الدوام القادِرة أن تهِب المؤمنين حياة النُصرة الروحيّة وتبعث فيهُم الفرح الداخلىِ وتهليل القلب ويقول القديس أمبروسيوس ( ليس كُلَّ أحد لهُ الحق أن يضرب بالبوق ولا يدعو الآخرين للإِجتماع المُقدّس إِنّما منح هذا الإِمتياز للكهنة وحدهُم ( ويالهُ مِنْ منظر عجيب ضرب الكهنة بالأبواق وهتف الشعب هُتافا عظيما وإِذا بالسور العملاق يسقُط فِى مكانه ورُبّما أخذ الخوف والرُعب عشيرة راحاب الأسوار تسقُط والبيت على السور فماذا يمنع سقوط بيتهُم ؟؟ إِنّ رؤية السور وهو يتهاوى مِنْ حولهُم إِختبار صعب لإِيمانهُم ولكنّهُم لَمْ يُغادِروا البيت ولَمِ يفتحوا الباب المُغلق وأطاعوا وظلّوا فِى البيت يُراقِبون مِنْ النافِذة فهذهِ هى رجاءهُم الوحيد يرقُبُون منها عمل الله مع شعبه أمّا باب البيت سيؤدىِ بِهُم إِلَى أريحا وهذا ما رفضوا أن يحيوا فيِهِ ولكِن ها راحاب تقِف صامِدة واثِقة مُمسِكة بالحبل القُرمُزى والحبل يتحدّث عَنَ الإِرتباط فهو مجموعة خيوط ممزوجة ببعضها تُعطىِ قوّة بعضها لِبعض لقد رُبِط هذا الحبل بين يدىّ راحاب وأيدىِ الرجُلين حينما إِستخدمتهُ لتهريبهُما لقد رُبط بينهُما مؤمِنه أنّ فيهِ سر النجاة وحقا سقطت الأسوار وهلك الجميع وبقى بيت راحاب وعشيرتها داخِلهُ فِى أمان لَمْ يسقُط مِنْ بيتهُم حجراً واحِداً ولَمْ يهلك منهُم أحداً والجميع يُعانِقون راحاب أنها لحظات إِنتصار الإِيمان الإِيمان العامِل الحى إِيمان مِنْ سمعت وصدّقت وها هى الآن ترى وتختبِر وكأنّها تُردِّد" بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنىِ " ( أي5:42). وكما إِرتفع أصوات الصُراخ وفزع الموت مِنْ حولهُم إِرتفعت أصوات التسابيح والحمد مِنْ بيت راحاب وما بيت راحاب إِلاّ الكنيسة صاحِبة علامة الغلبة والخلاص واهِبة النجاة لأولادها تُنقِذهُم مِنْ الموت المُحقّق خارِجها لا يُفرِقهُم عَنَ كُلَّ مَنَ حولهُم إِلاّ هذا الحبل القُرمُزى والباب المُغلق هكذا أولاد الله يحيون فِى وسط العالم يأكُلون يشربون لهُم بيوت وأولاد ولكِن لهُم العلامة المُخلِّصة تسمع أصوات و التسابيح التّى لا تنقطع و تعليات الله فِى حناجِرهُم هل أدركت لِماذا تضع الكنيسة للطفل المُعمّد زِنّاراً) شريطاأًحمر( بعد نواله نعمة الميلاد الجديد بالمعموديّة ويرتدىِ ملابِسهُ البيضاء التّى تُمثِلّ الحياة السماويّة التّى يليق أنْ يحيا بِمُقتضاها إنه علامة دم المسيح المُخلِّصة المُميّزة لهُ فلَمْ يعُد إِنسانا عاديا بل وارِث الملكوت لا يقوى عليه الموت ولا تؤذهِ الشرور أيضا فِى صلوات الإِكليل المُقدّس فِى سر الزيجة نجِد الكاهِن يضع زنّاراً أحمر على ثِياب الزوج لأنّها تؤكِد أنّ هذا البيت لهُ علامة النجاة والخلاص لا يهلك كُلَّ مَنَ بِداخلهُ بل يكون بيت صلاة بيت طهارة بيت بركة راحاب وسط أسرائيل دخلت هذهِ الأُمميّة وسط إِسرائيل لِتُغرس فِى شجرة الزيتون الحقيقيّة ويستخدِم الكِتاب المُقدّس تعبير" إِلَى هذَا الْيْومِ " عِندما يتحدّث عَنَ بقاء الشىء إِلَى نهاية الحياة فشاع هذا القول ) إِلَى هذَا الْيْومِ ( يعنىِ إِلَى نهاية العالم أى أنّ راحاب وعشيرتها إِنضمّت إِلَى إِسرائيل الحقيقىِ ( كنيسة العهد الجديد ) إِلَى هذا اليوم هذهِ التّى كانت زانية تحيا اليوم فِى وسط شعب الله مُتمتِّعة ببركات حضوره تشترِك فِى الأعياد والشرائِع وتُجاهِد كالوصايا وتحفظ الثياب طاهِرة تحيا عروسا مُقدّسة عفيفة للرّب ( 2 كو2:11) ولا تعود لِزِناها بل فِى قداسة الرّبّ وهذهِ المرأة تستطيع الآن أن تُخبِر ببهجِة الحياة مع الله لأنّها عاشت حياتان وشتّان بين شعب أريحا وشعب الله شعب يبحث كيف يُرضىِ غرائزه وكبرياؤه وشعب يبحث كيف يُكرّم إِلهه ويتبعهُ مِنَ كُلَّ القلب وإِن أخطأ يندم وينكسِر ويُقدِّم ذبائح للرضى والسرور والغفران إِنّهُ شعب خوف الله مُسمّر داخِلهُ إِنّها عرِفت الآن لِماذا سمح الله بوجودها فِى أريحا لِكى تشعُر بالأكثر بقيمة وجودها فِى وسط شعب الله إِنّهُ الإِله المُحِب الّذى يُحِوّل اللعنة إِلَى بركة والعقوبة إِلَى خلاص وفِى كُلَّ مرّة تشترك مع شعب الله فِى عِبادتهُم تتذكّر العادات المرذولة القديمة والطقوس الدِينيّة البغيضة التّى عاشت بِها وسط شعب أريحا وتتمنّى لو إِستطاعت أن تجمع شعب أريحا جميعهُمْ فِى بيتِها ويتمتّعوا معها بِما تتمتّع هى الآن ما أجمل الكنيسة بيت راحاب الجديد المُحتمِية فِى دم الحمل المُقدِّمة الخلاص والنجاه للعالم كُله فإِن كانت راحاب وثقت فِى حبل قُرمُزى كمْ يكون لنا خِزى إِنْ لَمْ نثِق فِى دم يسوع المسيح الّذى بِرُوحٍ أزَلىًّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لله بِلا عَيْبٍ، لِيُطهّر ضمائرنا مِنْ أعمال ميّتة لِنخدِم الله الحى ( عب14:9).وتمتّعت راحاب بِما لا يخطُر على قلبِها أنْ يقبلها سلمون كزوجة لهُ ( أحد الجاسوسان ) وهنا نتخيل أن هناك حديثاَ قد دار بين راحاب وسلمون :كيف وأنت بالذات دون هذا الشعب جميعهُ تعرِف عنّىِ كُلَّ شىء كيف تقبل أن يقترِن إِسمك بإِسمىِ وإِنْ قبلت أنت سيسخر الجميع منك بسببىِ سيُقال عنك أنّك أحببت زانِية فيرُد عليها سلمون ويقول : قَدْ وجدت فيكِ ما لَمْ أجِدهُ فِى كُلَّ بنات إِسرائيل فكُلُكِ جميل ياحبيبتى ليس فيكِ عيبة (نش 7:4 ) ولاَ أخشى أنْ يُعيّر إِسمىِ بِسببك فلا أحد يعرِفك مِثلىِ فلا أُبالىِ بِكلام أحد 0ودخلت راحاب بيت سلمون لتبدأ حياة جديدة رائِعة لَمْ تعرِفها مِنْ قبل زواج مُقدّس نقىِ فِى بيت رجُل مِنْ أشراف يهوذا ولها الحق فِى التمتُّع بِكُلَّ حقوق شعب الله فليست بعد غريبة أو نزيلة بل فِى رعويّة بيت إِسرائيل الجميع ينظُرون إِليّها نظرة جديدة لَمْ تتعوّدها مِنْ قبل فقد صارت مُكرّمة جِداً فبدأت تعرِف معنى جديداً للحياة وأنجبت بوعز وبوعز ولد عوبيد وعوبيد ولد يسّى ويسّى ولد داود الّذى أتى المسيح مِنْ نسله ولَمْ تُدرِك مَنَ سيصير بوعز هذا !!ولكِن لعلّها أدركت فِى السماء أنّها صارت جِدّة للمسيح أريحا وتبقى راحاب عبر كُلَّ الأجيال تُحدِّث بإِنتصار عمل الله داخِل النِفَسَ تُعطىِ رجاء لِكُلَّ مَنَ فقد رجاؤه وفرحاً وسلاماً لِكُلَّ مَنَ وثق فِى إِله إِسرائيل ونترُك العبوسة واليأس والحسرة لأهل أريحا ينطِق بِها الكاهِن فِى خِتام الصلوات الكنسيّة وهو يُغلِق سِتر الهيكل إِذ يمسِكهُ ويقول : ( إِسدِل يارب سترك علينا وإِجعل باب بيعتك مفتوح أمام وجوهنا إِلَى نهاية العالم ( على مر الدهور وإِلَى آخر الدهور والى الأبد آمين

المن

الفكر المسياني ( في الأشياء) في العهد القديم المن : اسم عبري معناه "ما هو هذا؟" أو "هبة" وهي مادة انزلها الله على بني إسرائيل على سبيل أعجوبة مدة إقامتهم في البرية قامت عندهم مقام الخبز وقد سميت "خبزًا من السماء " ) خر 4:16) ومن الأمور التي تستحق الذكر في المن : 1- إن المقدار الذي كان ينزل في بقية الأيام 2- أنه لم ينزل يوم السبت، 3- إن ما كان يحفظ منه من اليوم السادس إلى اليوم السابع كان يبقى جيدًا صالحًا للأكل بخلاف ما كان يحفظ من يوم إلى آخر من أيام الأسبوع فإنه كان يفسد ويتولد فيه الدود وكان كل ذلك دليلًا على قداسة يوم السبت وكان المن كبزرة الكزبرة أبيض وطعمه "كطعم قطائف بزيت " و"منظره كمنظر المقل"( عدد 7:11, 8) وكان ينزل يومًا فيومًا مدة أربعين سنة ما عدا أيام السبت. وتذكارًا لهذه العجيبة أمر موسى بأن يعمل قسط من ذهب يسع عمرا ومقداره لتران وثلاثة أعشار اللتر ويحفظ فيه شيء من المن (خر 16 : 33 ؛ عب 4:9) وكان هذا العمر محفوظًا في التابوت أو بقربه لكي يرى أولادهم القوت الذي انزله الله عليهم مدة رحلاتهم الطويلة في البرية . ويشبه المن بعض الشبه المن الطبي الذي هو عصير منعقد من شجرة الدردار Eraxinus Ornus L. وكذلك يشبه المن الذي يتكون من شجرة الطرفاء بعض الشبه أيضًا . ولكن يظهر قوة الله وعنايته في أن المن المذكور في الكتاب المقدس يختلف عن المن العربي في الأمور الآتية : (1) كان المن الكتابي كافيًا لألوف من الناس أما المن العربي فيوجد بمقادير قليلة . (2) لا يوجد المن العربي إلا تحت الطرفاء وفي أول الصيف فقط . (3) يمكن حفظه مدة طويلة ولا يدود . (4) لا يمكن طَحْنه أو دقه دقيقًا (عد 11: 8 ). (5) يتكوَّن المن كل يوم من أيام الأسبوع مدة الفصل . وحسب المسيح المن رمزًا إلى ذاته لأنه هو الخبز الحي النازل من السماء وبذلك أثبت كونه طعامًا عجيبًا ( يو 29:6-51) وسمي المن "برُ السماء" "وخبز الملائكة" ( مز 24:78-25 ) إشارة إلى أنه أعطي على سبيل أعجوبة. أما "الْمَن الْمُخْفَى "( رؤ 17:2) فيشير إلى القوت السري الذي يعطيه المسيح للمؤمن ولا يعطي إلا له. أوجه الشبه بين المن والسيد المسيح المن السيد المسيح 1- كان المن يسقط من السماء والسيد المسيح كذلك نزل من السماء " ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء ابن الإنسان الذى هو فى السماء "( يو 13:3). 2- لم يعرف الشعب قديما المن فيقول الكتاب "فلما رأى بنو إسرائيل قالوا بعضهم لبعض من هو لأنهم لم يعرفوا ما هو"( خر 15:16) هكذا السيد المسيح تحير الشعب فى حقيقته يقول " إغفر لهم يا أبتاه لأنهم يعلمون ماذا يفعلون " 3- المن كان يسقط بين خيام بنى إسرائيل . أى جاء إلى حيث هم وكذلك المسيح أخلى ذاته وتجسد وأخذ صورة العبد وأتى إلينا " ابن الإنسان قد جاء لكى يطلب ويخلص ما قد هلك " ( لو 10:19) 4- المن كان يحتاج إلى من يجمعه وإلا ذاب كذلك المسيح نزل من السماء كعطية مجانيه ولكن على الإنسان أن يكون عنده الإستعداد لقبوله 5- أرسل الله المن لبنى إسرائيل بعد أن تذمروا كأن المن علامة لطف الله مع شعبه والرب يسوع أتى إلينا ونحن أعداء مع الله وكذلك مجئ السيد المسيح إعلان محبة الله للبشرية الخاطئة 6- كان كل واحد يلتقط من المن قدر احتياجه والمسيح يشبعنا بقدر إحساسنا بالجوع والحاجة إليه " طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون " (مت6:5) 7- كان الشعب يلتقط المن كل يوم كذلك ينبغى أن تستمر شركتنا مع المسيح كل يوم وإلا هلكنا روحياً 8- كان على بنى إسرائيل أن يبكروا لإلتقاط المن قبل أن تشتد حرارة الشمس فتذيبه . كأن التقاط المن هو أول ما يعملونه فى يومهم هكذا المسيح يجب أن تبكر إليه وللتبكير مفهومين 1- التبكير اليومى " الذى يبكرون إلى يجدوننى " (أم17:8) 2- التبكير فى الاتصال بالله " أذكر خالقك فى ايام شبابك قبل أن تأتى أيام الشر أو تجئ السنون إذ يقول ليس لى فيها سرور " ( جا1:12) 9- كان طعمه كرقائق العسل والمسيح حلقه حلاوة وكله مشتهيات ( نش16:5) 10- كان المن يطحن بالرحى أو يدق بالهاون ثم يطبخ ليؤكل وهكذا المسيح تألم عنا وصار غذاء وحياة لمن يأكله " من يأكلنى فهو يحيا " ( يو57:6) 11- حين تذمر الشعب على المن وأكله واحتقروه وتبطروا عليه ضربهم الله ضربة عظيمة (عد33:11) هكذا من يأكل جسد الرب ويشرب دمه بدون استحقاق يضرب أيضا يقول بولس الرسول 2 " من أجل هذا فيكم ضعفاء ومرضى وكثيرون يرقدون "( 1كو30:11) 12- الشعب فى البرية خلفهم أرض العبودية وأمامهم أرض الموعد وهم فى وسط البرية يرفعون نظرهم نحو السماء حيث ينتظرون طعامهم اليومى فالبرية كانت قفر لم يكن فيهاطعام . وعلى الرغم من أنهم كانوا يعيشون بالجسد فى العالم لكنهم لم ا يهتمون بطعام أجسادهم وانما كان الله يعولهم بالطعام الساقط من السماء " هكذا أولاد الله لأنهم ليسوا من العالم " ( يو 19:15 )عليهم أن يتشبهوا بالسيد المسيح الذى قال "لى طعام آخر لأكل لستم تعرفونه أنتم " (يو 32:4) المؤمن الحقيقى مولود من فوق لذا طعامه من فوق من السماء " أنا هو خبز الحياة ". ( يو48:6) أن روح كل إنسان تهلك جوعا بالخطية هكذا قال الابن الضال "أنا أهلك جوعا " ( لو 17:15) والسيد المسيح باستخدامه هذا التعبير يربدنا أن نكشف ما فيه لسد احتياجاتنا 13- كان بنو إسرائيل على كافة مستوياتهم غنى ، فقير ، كبير ، صغير مثقف ، أمى ، ذكراً أو أنثى يأكلون المن الذى كان طعامهم جميع ا هكذا المسيح جاء طعاما وشبعا للجميع 14- أن كل من كان يرفض أكل المن فى البرية كان مصيره الهلاك فيها لا مفر هكذا كل من يرفض الإيمان بالمسيح وقبوله كمخلص مصيره الهلاك 15- أن المن فضلاً عن انه يرمز إلى السيد المسيح فى عمل الفداء وهو ما نراه فى سر الأفخارستيا فهو أيضا يرمز لكلمة الله طبقا لما قاله السيد المسيح " ليس بالخبز وحده يحياالإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله " ( مت 4:4) ويقول أوريجانوس " أن أخذ غير المؤمن كلمة الله ولم يأكلها ( أى يعيشها ) بل أخفاها يتولد فيها الدود . المن و القمح :- لما عبر بنو أسرائيل نهر الأردن وعملوا الفصح فى عربات أريحا )يش 4) انقطع المن وبدأوا يأكلون غلة ومحصول الأرض وهنا نجد بعض الأشارات أ- والمن وغلة الأرض يشيران الى جسد الرب يسوع الخبز السماوى الذى من يأكله يحيا به . ب- والمن الذى أعطاهم الرب اياه من عنده أربعين سنة يقتاتون به دون أن يتعبوا فى أستجلابه او انتاجه يمثل الأيمان أما غلة الأرض التى كان على كل الجماعه ان تسعى لزراعتها وانتاجها بجهدهم الخاص فتمثل الأعمال وهكذا نقلهم الله من حياة التواكل الى حياة العمل ومن الأيمان الشكلى الى الأيمان العامل. كان يخبز، ويطحن، ويطبخ ويدق ليصير صالحًا للأكل.. يرمز إلى السيد المسيح الذي تأنس وصلب وتألم ومات وصارفداءًا وسر حياة لمن يأكله، كما جاء في ( مر 23:14, 24) "وَفِّيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ خُبْزًا وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ وَقَالَ » خُذُوا كُلُوا هَذَا هُوَ جَسَدِّي « ثُمَّ أَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ فَشَرِّبُوا مِّنْهَا كُلُّهُمْ." . وفي (عد 7:11) وصفه كحبوب الكزبرة وطعمه كرقاق بعسل "وَأَمَّا المَنُّ فَكَانَ كَبِّزْرِّ الكُزْبَرَةِّ وَمَنْظَرُه كَمَنْظَرِّ المُقْلِّ " لم يعرفوه والسيد المسيح تحير فيه الكل، ولم يعرفوه، أنهم لو عرفوا لما صلبوا رب المجد. كما جاء في (1كو7:2, 8) بل تَكَلَّمُ بِّحِّكْمَةِّ اللهِّ فِّي سِّر الْحِّكْمَةِّ الْمَكْتُومَةِّ الَّتِّي سَبَقَ اللهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ الدُّهُورِّ لِّمَجْدِّنَا. الَّتِّي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِّنْ عُظَمَاءِّ هَذَا الدَّهْرِّ لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِّ." تذمر الشعب فانزل لهم المن. وتعاظمت الخطية جدًا فجاء السيد المسيح ليعلن حبه للخطاة جاء بعدما قامت العداوة بيننا وبين الله ) ونحن أعداء صولحنا مع الله بموت ابنه(رو1:5), كان يلتقط باكرًا والذين يبكرون يجدوا الرب ( ويوقظ لي كلَّ صباح يوقظ لي أذنًا) ( إش 50:40) وكثيرًا ما كانت أقدام السيد المسيح تمسح الندي عن العشب باكرًا عندما ينطلق إلي سفح الجبل ليصلي هناك. • كان كل واحد يأخذ قدر احتياجه. والسيد المسيح يشبعنا بقدر ما نحس بجوعنا إليه. احتقر الشعب المن فضربهم ضربة عظيمة فقد قالوا كرهت أنفسنا هذا الطعام السخيف ( عدد 21:4). ومن يأكل جسد الرب بدون استحقاق ينال دينونة ) 1كو 27:11, 33) (إذًا أيًّ من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرمًا في جسد الرب ودمه). إذا كانت كل هذه الأمور ترمز للسيد المسيح لكن ليس من كل الأوجه،فهناك اختلاف بين المن القديم والسيد المسيح المن السيد المسيح 1- المن في العهد القديم كان لإعالة أجسادهم المن الجديد يسوع المسيح فهو يعول أجسادنا وأرواحنا 2- المن القديم كان لشعب إسرائيل فقط، هم تذمروا ونزلعليهم المن أما المن السيد المسيح فهو للعالم كله " اكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" 3- كان المن أيضًا في البرية مدة 40 سنة فقط هي مدة الجولان في البرية، فترة محدودة أما المن الجديد فهو إلى الأبد وكل من يأكل منه لن يموت يحيا إلي الآبد وقول الكتاب مَنْ يغلب سيأكل من المن المخفي لا تُبقوا منه شيئًا للصباح والمعجزة أن الذي يبقى إلى الصباح كان ينتن ويتولد فيه الدود، ومعجزة أيضًا في اليوم السادس يأخذون عمرين فلا ينتن ولا ويتولد فيه الدود في اليوم السابع. تعليقات للقديس كيرلس الكبير لله يظهر مجده بطرق كثيرة ليمكننا أن نراه في كل ما يصنعه لنا ليظهر لنا صلاحه الذاتي وقدرته على كل شيء والغلبة على كل الأحوال نسى الشعب أنهم تحرروا من المشقات ومن عبودية مصر وفضلوا شبع بطونهم عن الحرية التي هي رغبة وشهوة جميع الناس طلبوا ماهو ضرورى بتذمر وبذلك يكونوا أهانوا بغباء شديد النعمة الفاضلة التي لا تستحق اللوم تلك النعمة التي أرسلت لهم ما هو مبهج جداً يجمع كل واحد ما يحتاجه له ولأولئك اللذين لم يتمكنوا من الخروج من خيمتهم أي ينبغي علينا أن نكون ممتلئين وشبعى من التعليم الإلهى والإنجيلى والمسيح يوزع نعمته بنفس القياس على الصغير والكبير ويطعمنا جميعا بالمثل لكى نحيا يريد أن يحث الأقوياء أن يجمعوا لأجل إخوتهم وينقلوا لهم ثمار تعبهم ويجعلهم مشاركين للمواهب السماوية ( مجانا أخذتم مجانا أعطوا) لو أبقوا منه للصباح لأفسده السوس إشارة إلى أن كل الذين يحفظون الرمز بعد ضهور الحق يخضعون للفساد والجحيم... أما في صباح السبت فيحفظ ليحفظوا راحة السبت أي طالما وصلنا بالإيمان إلى سبت المسيح الذهنى أي إبطال وإنهاء الرمز وسيادة الشر بل نأخذ هذا الناموس مع التعليم الإنجيلى فيكون نافع لنا لأن الناموس مؤدبنا للمسيح المن الذى جمع ليحفظ لناموس الراحة في المسيح يسوع هذا يكون نافعا ومحفوظا وعلينا أن نفتش عنه ونجمعه بإجتهاد ليحفظ لراحتنا في المسيح يسوع ولنترك الظل طالما تمتعنا بالحق نفسه ومع ذلك تمردوا وصرخوا من يطعمنا لحما إذ تحركهم شهواتهم غير المقبولة والقبيحة فأعطاهم السلوى فأكلوا كأنهم وحوش بدون شبع أو إكتفاء .. وصاروا مرضى وماتوا لأنهم صاروا أسرى للذات القبيحة.

يوم الكفارة

عيد الكفارة 1- مقدمة أ - الاسم الكتابى للعيد هو " يوم كيبور " ب - والمعنى الحرفى هو : يوم الستر والتكفير ج - وقد وضع الله يوم الكفارة ( 10 تشرين ) بين عيد الابواق ( أول تشرين وعيد المظال ( 15 تشرين ). د - عيد الابواق : زمن التوبة الكفارة : كفارة الدم لغفران الخطايا المظال : الفرح بسكنى الله بين شعبه وكأن الله يقول لشعبه أن من يريد أن يتمتع بغفران خطاياه بكفارة الدم عليه أن يستعد ويجهز نفسه بالتوبة فيسكن الله فيه فيحيا حياة الفرح الحقيقى . ه- كان لهذا العيد اهميته الخاصة عند اليهود وله طقسه الفريد والذى يقدم لنا مفاهيم رائعة عن ذبيحة السيد المسيح ،وعملها الكفارى كما يكشف لنا ذلك بصورة جلية ورائعة معلنا القديس بولس فى الاصحاح التاسع من رسالته للعبرانيين إذ تعتبر هذه الرسالة من أكثر الرسائل التى تصور تتميم السيد المسيح يوم الكفارة فهى مليئة بفيضان من التفاصيل لتشرح كيف تحقق نظام ذبائح العهد القديم فى الرب يسوع . 2- علاقة وارتباط عيد الكفارة بعيد المظال : إذا عرفنا أن عيد المظال قد صار فيما بعد رمزاً لضم الأمم للعضوية فى الكنيسة المقدسة يكون يوم الكفارة (الصليب ) هو الطريق الذى تم فيه هذا العمل العظيم . 3- غاية العيد : فى هذا اليوم تغفر الخطايا ويستر على الإنسان بالدم الثمين فيكفر رئيس الكهنة عن نفسه وعن الكهنة وعن كل الجماعة تكفيراً عاما وجماعيا ، كما يقول فى سفر اللاويين : ويكفر الكاهن الذى يمسحه ويكفر عن مقدس القدس وعن خيمة الاجتماع والمذبح يكفر وعن الكهنة وكل شعب الجماعة يكفر وتكون هذه لكم فريضة دهرية للتكفير عن بنى إسرائيل من جميع خطاياهم مرة فى السنة ( لا 32:13 , 34). 4- يوم الكفارة كرمز ليوم الجمعة العظيمة : من خلال الاستعداد لهذا اليوم كان على بنى إسرائيل أن يصوموا ذلك اليوم من المساء إلى المساء أى من الغروب إلى الغروب كان عليهم أن يمتنعوا عن الطعام والشرب والاغتسال ودهن الرأس ولبس الاحذية والعلاقات الزوجية إذ يقول "وكل نفس لا تنقطع فيه للعبادة والتذلل والصوم تقطع من الشعب وكل نفس تعمل عملاً تباد تلك النفس" ( لا 29:23, 30).وكل من أكل أو شرب سهواً يقدم عن نفسه ذبيحة خطية أمامية فعل ذلك عمداً فأنه يقطع من الشعب ..من هذا كله يتضح أن يوم الكفارة يرمز بقوة ليوم الجمعة الكبيرة عندنا الذى نقيم فيه ذكر آلالم السيد المسيح وصلبه حيث تفرض فيه الكنيسة على ابنائها الصوم والتقشف الشديدين لأنه يوم الكفارة الحقيقى . 5- طقس يوم الكفارة كظل لعمل السيد المسيح الذى شق حجاب الهيكل : من خلال الاستعدادات اللازمة لرئيس الكهنة ليدخل باسم الجماعة كلها إلى قدس الاقداس مرة واحدة يتضح لنا أنه لم يكن ممكنا حتى لرئيس الكهنة أن يدخل قدس الاقداس ليقف أمام غطاء تابوت العهد فى اى وقت حيث يتراءى الله هناك إذ يقول " وقال الرب لموسى : كلم هرون اخاك ان لا يدخل كل وقت إلى القدس داخل الحجاب أمام الغطاء الذى على التابوت لئلا يموت ، لأنى فى السحاب أتراءى على الغطاء " (لا 2:16). فرئيس الكهنة يدخل مرة واحدة فقط كل سنة بعد ممارسة طقس طويل ودقيق واستعدادات ضخمة حتى لا يحسب مقتحما للموضع الالهى ويموت .. هذا العجز يمثل ثمرة طبيعية لفسادنا البشرى الذى اعاقنا عن اللقاء مع القدوس وكما يوضح ذلك القديس بولس معلنا الروح القدس بهذا أن طريق الاقداس لم يظهر بعد (عب 8:9).فكان لابد من تغيير جذرى فى طبيعتنا الفاسدة حتى نقدر خلال الدم الثمين أن نخترق الحجاب الذى انشق بالصليب وتدخل إلى الاقداس الإلهية وننعم بمعاينة المجد الإلهى والاتحاد مع الله . هذا هو ما تحقق بالمسيح يسوع ربنا رئيس الكهنة الاعظم الذى دخل بنا إلى مقدسه السماوى ، قدس الاقداس الحقيقى .بهذا يتضح جليا أن طقس يوم الكفارة بكل دقائقه أنما هو ظل لعمل السيد المسيح الذى شق حجاب الهيكل ونزع عداوة بين السماء والارض وصالحنا مع ابيه القدس . 6- اشتياق الشعب لهذه اللحظات : كان الشعب كله يشتاق إلى هذه اللحظات التى يدخل فيها رئيس الكهنة إلى قدس الاقداس لمعاينة مجد الله فوق غطاء التابوت وكأن الكل قد تمتع بما يناله رئيس الكهنة خلال هذه اللحظات هكذا نحن أيضا إذ شق رئيس كهنتنا المصلوب حجاب الهيكل بالصليب وهب لنا فيه لا أن ندخل قدس اقداس فى اورشليم الأرضية وإنما إلى السموات عينها لنتمتع بجسد الرب نفسه ودمه حياة ابدية . كان رئيس الكهنة محتاجا إلى دم آخر يشفع فيه وفى أخوته الكهنة وبنيه حتى يقدر أن يدخل قدس الاقداس أما ربنا يسوع المسيح فقدم دمه هو عنا إذ لم يكن محتاجا إلى تكفير . 7- خدمة وذبائح ذلك اليوم : يقوم رئيس الكهنة بأربع خدمات : 1- خدمة الصباح اليومية والدائمة على مدار السنة . 2- ذبائح العيد الخاصة بهذا اليوم . 3- خدمة تقديم الذبائح الإضافية المقررة لهذا اليوم .4- خدمات المساء اليومية والدائمة وهى تماثل خدمة الصباح 8- طقوس يوم الكفارة : ذبائح العيد الخاصة بهذا اليوم تتألف من : ثور ابن بقر كذبيحة خطية عن رئيس الكهنة وبنيه واولاد هرون ، وذبيحة خطية أخرى عن الشعب عبارة عن تيسين احدهما يذبح ويرش دمه حسب الطقس بينما يرسل الآخر إلى البرية حاملاً خطايا بنى اسرائيل واثامهم . يضع رئيس الكهنة كلتا يديه على رأس الثور ويعترف بخطاياه وخطايا الكهنة من خلال صلوات خاصة وطقس خاص ويأخذ من دم ثور الخطية وينضح باصبعه على وجه الغطاء إلى الشرق وقدام الغطاء ، ينضح سبع مرات من الدم باصبعه وبهذه الذبيحة يكون قد كفر عن نفسه وعن بنيه .. ثم يقدم التيسين وتقام عليهما القرعة لكى يميز التيس الذى ليهوى فيقدم كذبيحة خطية للتكفير عن الشعب ويفعل بدمه كما فعل بدم ثور الخطية . أما التيس الذى خرجت عليه القرعة لعزازيل فيطلق إلى البرية ( لا5:16-16) كلمة عزازيل : هناك مجادلات كثيرة بين علماء اليهود حول المعنى الحقيقى لكلمة عزازيل فمنهم من قال أنه الاسم الذى اعطى للتيس أو هو اسم البرية أو هو رئيس الارواح الشريرة إلا أن اغلب علماء اليهود المعتدلين قالوا : إن جذور كلمة عزازيل وتحتوى على فكرة " النقل أو التحويل أو النفى " فاسم عزازيل وارساله للبرية هى لتعليم شعب إسرائيل أن خطاياهم قد نقلت وتم نسيانها أيضا . 9- ذبيحة التيسين وتحقيقها فى السيد المسيح : لقد حقق السيد المسيح فى نفسه ذبيحة التيسين : فبموت السيد المسيح على الصليب دفع ثمن خطايانا ( كمثال التيس الذى ذبح (، وهو أيضا ينقل ويبعد خطايانا إذ اخذها لنفسه وحملها عنا ) كمثال تيس عزازيل ( كما شهد القديس يوحنا المعمدان : هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم . إذ ليس هو فقط الحمل المذبوح الذى يحمينا من غضب الآب وليس فقط الحمل الذى يساق إلى الذبح( أش 53 ) ولكن ايضا عزازيل الذى ينقل عنا خطايانا ( لا16) وكما كان عزازيل يوقف مواجها للشعب الحاضر فى الهيكل منتظراً خطاياهم توضع عليه ليحملها إلى القفر هكذا ايضا أوقف بيلاطس السيد المسيح أمام الشعب منتظراً حمل خطاياهم ليرفعها عنهم . وكما كان رئيس الكهنة يربط قطعة من قماش قرمزى حول قرن تيس عزازيل هكذا البسوا السيد المسيح رداءاً قرمزيا ) مت 28:27)يتم هذا التكفير فى الوقت الذى ينتظر فيه الكهنة مع الشعب فى الدار الخارجية بينما يقوم رئيس الكهنة بالعمل فى قدس الاقداس والقدس بمفرده إشارة إلى السيد المسيح الذى وحده دخل إلى الاقداس السماوية بدمه لتقدسينا كما يقول القديس بولس : لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاه وصار أعلى من السموات (عب 26:7) وفى قوله : لا يكن إنسان فى خيمة الاجتماع من دخوله للتكفير فى القدس إلى خروجه ( لا 17:16) يعلن أنه لا يستطيع أحد من البشر أن يقوم بدور الكفارة أنما الحاجة إلى رئيس الكهنة الفريد ربنا يسوع المسيح . 10- تيس عزازيل يأخذه إلى البرية إنسان غريب : يقول التقليد اليهودى أن تيس عزازيل ( التيس الحامل للخطايا ) يأخذه الكهنة ويخرجون به حيث ينتظره إنسان لكى يخرج به إلى القفر وهذا الإنسان يكون غريبا وليس إسرائيليا وكان هذا رمزاً للسيد المسيح الذى اسلمه بنى إسرائيل إلى أيد الامم . كان لحم ثور الخطية وتيس الخطية وجلدهما مع فرشهما يخرج خارجا ويحرق بالنار ( لا 27:16 ) وهذا ما تم تحقيقه فى السيد المسيح الذى قدم ذاته عنا ذبيحة خطية خارج أورشليم . 11- رئيس الكهنة يعترف بخطايا الشعب على تيس عزازيل : كان تيس عزازيل الذى يطلق إلى البرية هو ذبيحة الخطية الوحيدة الحقيقية بالنسبة لبنى إسرائيل إذ كان يعترف رئيس الكهنة بخطايا الشعب عليه وليس على تيس الرب الذى ذبح ..والمعنى الوحيد لهذا هو انه ولو أن الذنوب المعترف بها أنتقلت من الناس إلى رأس التيس كالبديل الرمزى لكن التيس لم يذبح بل ارسل بعيداً إلى القفر هكذا فى ظل العهد القديم كانت الخطية لا تمحى حقيقة لكنها ابعدت عن الناس وحفظت حتى جاء المسيح لكى يحملها بل ويمحوها ويطهر منها بدمه ، فيكون ما فعله العهد القديم كان من قبيل الاعداد المؤقت فى زمان الاصلاح ، حينئذ تكون المغفرة نهائية . 12 - الكفارة فريضة دهرية : كان يوم الكفارة يتكرر سنويا وفى هذا دليل على أن مشكلة الخطية كانت ولا تزال قائمة والسبب فى ذلك يوضحه القديس بولس :" لأنه لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع الخطايا "( عب 4:10 ) ولكن هذه الذبائح كانت ترمز إلى ذبيحة المسيح الواحدة التى كان فيها الحل النهائى للمشكلة وهى التكفير الكامل عن خطية الإنسان . وفى ملء الزمان جاء المسيح " ليبطل الخطية بذبيحة نفسه " ( عب 26:9 ) ولكى يصبح المؤمنون " مقدسين بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة " (عب 10:10 ) ، وأنه " بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الاقداس فوجد فداء ابديا " ( عب 12:9) 13- بركات الكفارة كانت تشمل الجميع : كانت بركات الكفارة لا تقتصر على اليهود وحدهم بل كانت تشمل الغريب أيضا والنازل فى وسطهم ( لا 29:16 ) أن يوم الكفارة أنما يشير إلى ذبيحة المسيح وعمله الفدائى وبركات ذبيحة المسيح إلى كل وعلى كل اللذين يؤمنون لأنه لا فرق .......( رو22:3- 25) أن كفارة المسيح هى للخليقة كلها إذ يقول : " يصالح به الكل لنفسه عاملاً الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما على الارض أم ما فى السموات " ( كو20:1)

بركة الماء وادي عخور

بركة الماء بينما ملوك يهوذا وإسرائيل وآدوم متأهبين لمحاربة ملك يوآب ولم يكن ماء للجيش والبهائم ، إذا بإليشع النبى الذى طالما اتصف بالإيمان والتواضع " الذى كان يصب الماء على يدى إيليا " ( 2 مل 11:3 ) يكلمهم باسم الرب قائلاً " اجعلوا هذا الوادى جبابا جبابا " ( 2 مل 16:3 ) وبغير ريح ولا مطر يمتلئ الوادى ماءاً .ولنا بعض التأملات فى موضوع هذا الماء أ- هذه المياه الكثيرة التى احتاجت إلى جباب كثيرة ( آبار ) لحفظها للاستعمال فى الوادى ، أتتهم متدفقة من طريق آدوم والمعروف أن ملك آدوم ملك وثنى . ومع ذلك فإن مصادقته لملكى يهوذا وإسرائيل وأمانته فى عهد الرب معهما ،سببت له هذه البركة العظيمة أن المياه تغمر أرضه آدوم بعد الجفاف وتتدفق من عنده لتروى ظمأ الناس والجيش والبهائم . وهكذا الله يستطيع أن يحول الخاطئ إلى بار " من الأكل خرج أكل ومن الجافى خرجت حلاوة "( قض 14:14 ) وهذا هو عهد يسوع الدائم مع الخطاة . ب- أن هذه المياه المباركة التى انحدرت إليهم بغير مقدمات وبغير أن يسبقها ريح أو مطر ( 2 مل 17:3) وبطريقة معجزية حتى قال اليشع تفسيراً لهذه الظاهرة " ذلك يسير فى عينى الرب " ( 2 مل 18:3) أنما ترمز إلى بركة الولادة الجديدة من الماء والروح بالمعمودية والتى تتم أيضا بفعل الروح القدس بطريقة معجزية حتى أن السيد المسيح بنفس الأسلوب يفسرها لنيقوديموس قائلاً " لا تتعجب إنى قلت لك ينبغى أن تولدوا من فوق . الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها لكنك لا تعلم من أين تأتى ولا إلى أين تذهب . هكذا كل من ولد من الروح " (يو 7:3, 8). ج- نلاحظ أن هذه المياه أتت فى الصباح " عند إصعاد التقدمة " ولما اشرقت الشمس عليها " رأى الموآبيون مقابلهم المياه حمراء كالدم فقالوا هذا دم " ( 2 مل 20:3-23) 21 ( ولا شك أن أتيان الماء فى نفس وقت سفك دم الذبيحة أنما يرمز إلى جنب المسيح المطعون بالحربة والذى نزل منه الدم والماء . كما يشير اللون الأحمر للمياه ( التى مهمتها أصلاً هى التطهير ) إلى دم المسيح الذى بدونه لا تحصل مغفرة . وقول الموآبيين بتحقيق وتأكيد ( هذا دم ) أنما يوضح لنا إمكانية الاستحالة التى تمت على يد المسيح مرتين والتى مازالت ثانيتهما مستمرة إلى مدى الدهور فى القداس : المرة الأولى فى عرس قانا الجليل بتحويل الماء إلى خمر ،والمرة الثانية فى خميس العهد فى العشاء الربانى بتحويل الخبز والخمر إلى الجسد والدم الأقدسين . وادى عخور فى وادى عخور ، رجم بنو إسرائيل عخان ابن كرمى الخائن واحرقوه بالنار هو وبنيه وبناته وغنمه ومواشيه وكل ما له . ولولا ذلك ما كان قد رجع الرب عن حمو غضبه ( راجع يش 24:7-26) وهكذا يرمز وادى عخور الذى فيه افتدى الرب شعبه ورضى عنهم بعد أن كانوا معرضين للهلاك والموت ، إلى الصليب الذى قدم المسيح لنا به الفداء والخلاص لكل من يؤمن . وهكذا يصبح وادى عخور ( بابا للرجاء ) وتتحول احزاننا إلى أفراح واناشيد وتسابيح للرب المخلص ( راجع هو 15:2). هزيمة أمام عاي... لم يكن ممكنًا أن يحدث تحركًا نحو أريحا المحصنة إلاًّ بعد أن أعلن الله ليشوع "قد دفعت بيدك أريحا وملكها جبابرة البأس"( 2:6) أما هنا فإذ تسلل الحرام إلى وسط الشعب، وعاي قرية صغيرة، لم نسمع صوت الرب يعلن شيئًا ليشوع، ولا استشار يشوع الرب قبل إصعاد رجال للتجسس أو تحديد عدد رجال الحرب... ولو أن يشوع استشار الرب لكان الرب منعه من القيام بأي عمل قبل تنقية الفساد الذي تسلل إلى شعبه خفية، وبالتالي ما كانت قد حدثت الهزيمة أمام عاي.استهتر الجواسيس بقرية عاي، إذ قالوا ليشوع : "لا يصعد كل الشعب بل يصعد نحو ألفي رجل أو ثلاثة آلاف رجل ويضربوا عاي. لا تكلف كل الشعب إلى هناك لأنهم قليلون" (3). حقًا إن سكان عاي قليلون، لكن شعب الله بعد أن تخلى الله عنهم وفارقهم صاروا ليس فقط قليلين بل وكلا شيء. وكما يقول الحكيم : "الشرير يهرب ولا طارد، أما الصديقون فكشبل ثبيتٍ" ) أم 1:28) هذا ما حذر به الله شعبه على فم موسى النبي "ولكن إن لم تسمع لصوت الرب إلهك... يجعلك الرب منهزمًا أمام أعدائك، في طريق واحدة تخرج عليهم وفي سبع طرق تهرب أمامهم وتكون قلقًا في جميع ممالك الأرض. وتكون جثتك طعامًا لجميع طيور السماء ووحوش الأرض وليس من يزعجها" ( تث 15:28, 25-26). هكذا أخطأ الجواسيس في حساباتهم إذ تطلعوا بمنظار بشري وتجاهلوا فقدانهم سرّ نصرتهم الخفي، ألا وهي الحياة المقدسة في الرب! لقد ظنوا أن ألفين أو ثلاثة آلاف قادرون على ضرب عاي، مع أن عاي كانت تحتاج أولاً إلى ضرب الفساد الداخلي في الشعب وإلى قيام جميع الشعب مع يشوع إلى المدينة وإقامة كمينين من ثلاثين ألف جبار بأس ومن خمسة آلاف ( يش 5:8 , 3 ,12). ضرب أهل عاي نحو ستة وثلاثين رجلاً من الشعب (5) وهو ذات رقم الرشومات لسرّ الميرون حيث يدهن الكاهن 36 رشمًا على كل أعضاء المعمد حديثًا من أعلى رأسه حتى أخمص قدميه، وكأن عاي الضعيفة استطاعت أن تقتل كل الأعضاء الإنسان وتبددها بسبب الحرام المختص في داخل القلب! إن فكرة شريرة نظنها بسيطة وهينة إذ نستسلم لها تفقدنا طهارة كل الجسد، بل وتفقدنا كل حياتنا! أما ثمر هذا كله فهو : "ذاب قلب الشعب وصار مثل الماء" (5). هذا هو عمل الخطية، لقد حطمت الشعب كله وأفقدته كل شجاعة وقوة وصيرت قلبه كالماء يسيل وليس من يقدر أن يعين أو يسند. لهذا لا تعجب إن كان إرميا النبي إذ يدرك فاعلية الخطية المرّة يقول : "أحشائي أحشائي، توجعني جدران قلبي، يئن فيَّ قلبي، لا أستطيع السكوت لأنكِ سمعتِ يا نفسي صوت البوق وهتاف الحرب" ( إر 19:4) وإذ حمل السيد خطايانا قال على لسان النبي : "كالماء انسكبت،انفصلت كل عظامي، صار قلبي كالشمع. قد ذاب في وسط أمعائي" ( مز 14:22) يا لبشاعة الخطية! 3- يشوع الشفيع... "فمزق يشوع ثيابه، وسقط على وجهه إلى الأرض أمام تابوت الرب إلى المساء هو وشيوخ إسرائيل ووضعوا ترابًا على رؤوسهم" ( 6) وقف يشوع كشفيع عن الشعب أمام الله، فمزق ثيابه وسقط على وجهه إلى الأرض أمام التابوت إلى المساء،يحمل صورة رمزية لشفاعة ربنا يسوع المسيح الكفارية الذي أخلى ذاته وكأنه قد نزع عنه ثوب مجده من أجلنا، ونزل إلى الأرض هذا الذي ترتعب أمامه القوات السمائية وأعلن كمال حبه محققًا المصالحة على الصليب عند المساء. يقول عنه أشعياء النبي : "سكب للموت نفسه، وأُحصى مع الأثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين" (12:53) وأيضًا يوحنا الحبيب : "وإن أخطأ أحدنا فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار، هو كفارة لخطايانا، ليس خطايانا فقط بل وخطايا العالم أيضًا" (1 يو 1:2). كما يقول الرسول بولس : "فمن ثمَّ يقدر أن يخلص إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله إذ هو حيّ في كل حين ليشفع فيهم" (عب : 25:7) إن ثمن شفاعته ليس تمزيقًا لثوبه أو سقوط وجهه على الأرض كما فعل يشوع، وإنما هو الحيّ الأبدي حمل جسدًا ليسكب للموت نفسه، حاملاً آثامنا وضعفاتنا ليدينها في جسده، فيُحصى مع الأثمة هذا الذي لا يعرف خطية! يقدم حياته عن البشرية التي حملت العداوة ضده بإرادتها، إذ هو وحده قادر أن يسلم نفسه للموت وفي نفس الوقت قادر أن يقوم، صار لنا شفيعًا حيًا يقدمنا إلى أبيه كأعضاء جسده الحيّ، فنجد لنا موضع راحة في أحضانه الأبوية. شفاعته ليست كلامًا ولا مجرد صراخ لكنه دخول بنا، فيه نتبرر بدمه ونحسب موضع سرور الآب! يقول القديس أغسطينوس إن ربنا يسوع يُصلي من أجلنا، ويُصلي فينا في الوقت الذي فيه نحن نصلي إليه : ( يوجد مخلص واحد، ربنا يسوع المسيح ابن الله، الذي يُصلي من أجلنا، ويصلي فينا، وإليه نحن نصلي، يُصلي عنا ككاهننا،ويصلي فينا بكونه رأسنا، ونُصلي إليه بكونه إلهنا). 4- سرّ الهزيمة... أعلن الله ليشوع سرّ الهزيمة، مقدمًا له العلاج : "قم، لماذا أنت ساقط على وجهك :قد أخطأ إسرائيل بل تعدوا عهدي...لأنهم محرومون ولا أعود أكون معكم إن لم تبيدوا الحرام من وسطكم.قم، قدس الشعب... في وسطك حرام يا إسرائيل،فلا تتمكن للثبوت أمام أعدائك حتى تنزعوا الحرام من وسطكم"(10-13) يلاحظ في العبارات السابقة الآتي : أولاً : يقول الله ليشوع "قم" مرتين، في المرة الأولى : "قم لماذا أنت ساقط على وجهك"، وفي الأخرى : "قم قدس الشعب". وكأن الآب إذ يرى الابن حاملاً الموت عنا بإرادته يطلب منه أن يقوم... وبقيامته يقدس الشعب. يقوم الابن المتجسد فيقيمنا معه بلا خطية!... سفر يشوع هو سفر القيامة، لأنه بدونها لن يتحقق لنا الميراث ولا يكون لنا نصيب في المواعيد الإلهية. ثانيًا : سرّ الهزيمة إن المؤمنين صاروا محرومين وقد فارقهم الرب حتى يبيدوا الحرام من وسطهم. إذ استولى أحدهم على ما هو محرم حمل في داخله طبيعة هذا المحرم، فصار محرومًا وأصغى بهذا على كل الشعب. إقتناء الشر يعطينا طبيعته، وإقتناء المقدسات يجعلنا قديسين. من يقتني الخطية الباطلة يصير باطلاً، ومن يقتني الله يحمل فيه الحياة الإلهية وتصير له السمات الجديدة على صورة خالقه. ثالثًا : إن كان دخول الحرام في وسطنا هو سرّ هزيمتنا فالعلاج يحمل جانبين متكاملين : إبادة الحرام من وسطنا،إقتناء القداسة، لا يكفي الجانب السلبي وهو نزع الشر وإنما يلزم العمل الإيجابي وهو اقتناء القدوس ذاته. لذا يقول الله ليشوع أن يبيد الحرام وأن يقوم فيُقدس الشعب. 5- نزع الخميرة الفاسدة... ما كان يمكن للشعب أن يتمتع بالحياة المقامة المقدسة إن لم تُنزع عنهم الخميرة الفاسدة التي تفسد العجين كله (1 كو 6:5) كان لابد من إبادة الحرام تمامًا لكي يعودوا فيتمتعوا بمعية الله الدائمة. وهنا نلاحظ الآتي: أولاً: للأسف السبط الذي أنجب لنا القديسة مريم التي تحني رأسها بالطاعة لله لتقبل حلول الكلمة في أحشائها فيخرج مخلص العالم الأسد الخارج من سبط يهوذا، يخرج عخان بن كرمي الذي أعثر الشعب وحطمه. لعل الله سمح بذلك لكي نحذر السقوط ولا نستهين بالعثرة مهما بدت بسيطة، فالسبط الذي أُعطيت له الوعود خرج منه هذا الذي استحق الإبادة،مواعيد الله الأمينة وعطاياه الإلهية المجانية تهبنا رجاءً ويقينًا لكن مع حذر فإن عخان رأى فاشتهى ثم أخذ وطمرإذ يقول : "رأيت في الغنيمة رداءً شنعاريًا ومئتي شاقل ولسان ذهب وزنه خمسون شاقلاً فاشتهيتها وأخذتها، وها هي مطمورة في الأرض في وسط خيمتي والفضة تحتها". تبدأ العثرة بالرؤية غير المقدسة فالشهوة فالعمل ثم إخفاء الشرفي الأرض وسط الخيمة حتى لا يبقى للشر أثر يمكن إدراكه. ثانيا لم يصفح الله عن عخان ربما لعدة أسباب. السبب الأول لأن هذا التصرف كان الأول من نوعه بعد دخولهم كنعان. فأراد الله من البداية أن يعطيهم درسًا يبرز فيه بشاعة الخطية مؤكدًا ضرورة بترها. هذا ما حدث مع الحطابّ الذي كان يجمع الحطب يوم السبت فكان أول كاسر للسبت، وقد جاء حكم الرب عليه، "قتلاً يقتل الرجل، يرجمه بحجارة كل الجماعة خارج المحلة" (عد 35:15) وأيضًا مع حنانيا وسفيرة كأول عائلة تكذب على الروح القدس في عصر الرسل ( أع 3:5) السبب الثاني فهو أن عخان قد تمتع بالبركات الإلهية ورأى بنفسه في نهر الأردن الطريق ينفتح ليعبر، وأسوار أريحا تنهدم لكي يرث، لذلك كان جزاؤه مُرًا وقاسيًا. لو أنه انتظر لنال نصيبه من غنائم عاي وغيرها من المواقع كما ورث أرض الموعد، لكنه إذ احتقر بركات الله مهتمًا بالأمور الأرضية فقد هذه وتلك! السبب الثالث أن عخان لم يشعر بالتوبة ولا اعترف في البداية وانتظر حتى كشف الله السبط الذي أخطأ ( 16) فالعشيرة (17) ثم عُرف البيت وأخيرًا عُرف اسمه وعندئذ اضطر أن يعترف... لقد أخفى الجريمة ولم يقدم التوبة حتى بعد انكسار الشعب...على أي الأحوال، صار عخان درسًا للكنيسة كلها عبر الأجيال، من جهة كشف أن سرّ الهزيمة في حياة المؤمن أو الجماعة هو "الحرام" الذي يجد له موضعًا في وسطنا! من جهة أخرى صار عبرة لكل من يخطئ... ليس له ما يقدمه من عذر وكما يقول القديس أثناسيوس الرسولي : (عندما أُتهم عخان بالسرقة لم يحتج أنه كان غيورًا في الحروب، لكنه إذ ثبتت معصيته رجمه الشعب كله بالحجارة) 2 وأخيرًا صار درسًا حيًا لكل الأجيال من جهة التزام المؤمن أن يبيد كل أثر للخطية في حياته دون مناقشة. لقد أباد يشوع بن نون كل أثر لعخان وكل ماله، حتى نُسلم حياتنا الداخلية وسلوكنا بين يدّي الله يسوعنا الحيّ الذي وحده يقدر أن يقتلع جذور خطايانا، فلا يترك فينا أثرًا للشر أو شبه الشر، لنتمسك بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به تُقطع كل عثرة فينا فلا نهلك، متذكرين وصية السيد لنا: "إن كانت عينك اليمين تعثرك فاقلعها والقها عنك، لأنه خيرٌ لك أن يُهلك أحد أعضائك ولا يُلقى جسدك كله في جهنم. وإن كانت يدك اليمنى تعثرك فاقلعها والقها عنك..." )مت 29:5, 30). ثالثًا : كانت مادة الجريمة هي: أ. رداء شنعاريًا نفيسًا أي رداء مستوردًا من شنعار (بجوار بابل) وهي المنطقة التي أُقيم فيها برج بابل ( تك2:11)، وإليها سبى بعض اليهود (إش11:11,زك11:5) إن كان الرداء يُشير إلى الجسد، فإن اشتهاء الرداء البابلي أو الشنعاري إنما يُشير إلى شهوة الجسد للتنعم بأمور الأمم وملذاتهم. ففي سفر حزقيال يوبخ الله يهوذا لأن إسرائيل أختها "عشقت بني أشور الولاة والشحن الأبطال الملابسين أفخر لباس" ( حز12:23) لقد حمل عخان البذار الأولى لشهوات الجسد مع الأمم، لذلك كان لابد من إبادتها في بداية انطلاقها... لقد دنس الجسد الذي خلقه الله مقدسًا! ب. مائتي شاقل فضة: إن كان الرداء يُشير إلى شهوات الجسد، فإن المائتي شاقل فضة تُشير إلى محبة المال...الذين يقتنون الفضة على حساب إخوتهم المحرومين. والفضة تُشير أيضًا إلى كلمة الله، وكما أن الإنسان الشرير يسيء إلى جسده المقدس بتدنيسه إياه فإنه أيضًا يسيء فهم كلمة الله فيطمرها في الأرض تحت خيمته، أي يستخدمها بمفهوم أرضي لحساب خيمة جسده بدلاً من أن يتقبلها لترفعه إلى السماويات لحساب روحه كما لخلاص جسده! ج. لسان ذهبي: يُشير إلى لسان الفلاسفة الملحدين الذي يبدو ذهبيًا وبراقًا. يقول العلامة أوريجانوس: ( لست أظن أن سرقة القليل من الذهب كانت خطية كافية لتدنيس كنيسته العظيمة... لسان الذهب هي مذاهب الفلاسفة الفاسدة التي تبدو لامعة. احرص لئلا يغريك بهاء صنعتهم وتخدعك حلاوة لسانهم الذهبي. تذكر أمر يشوع بأن كل ما هو ذهبي في أريحا فليكن محرمًا. إن كنت تقرأ مقالات الشعراء البراقة التي تحكي عن الآلهة فلا تترك نفسك تسحرها فصاحتهم. فإنك إذ أخذتها ووضعتها في خيمتك، أي تركت تعاليمهم تدخل إلى قلبك،تتدنس الكنيسة كلها. هذا ما فعله فالنتينوس وباسيليدس البائسين. فقد سرقا اللسان الذهبي الذي في أريحا وحاولا أن ينقلا المبادئ الفلسفية الرديئة إلى الكنيسة فيدنسوا كل كنيسة الله) 3 د. خمسين شاقلا: رقم 50 يُشير إلى روح الحرية والوحدة، ففي خيمة الاجتماع كانت الستارتان تتحدان معًا خلال خمسين عروة في إحدى الجانبين من كل ستارة ( خر4:26-5) ترتبط العرى كلها بواسطة خمسن أشظة ذهبية إشارة إلى سرّ الوحدة بين الشعبين ( اليهودي والأمم) إنما بحلول الروح القدس في يوم الخمسين حيث ينالون روح الحرية في المسيح يسوع والذي يهب الوحدة أيضًا. وفي اليوبيل - في السنة الخمسين - كان العبيد من اليهود يتحررون، والأرض المرهونة يفك رهنها، ويشعر الكل بالحرية... هنا عخان يتسلم الحرية لطمره في الأرض تحت خيمته، أي يستخدم الحرية المقدسة لحساب جسده ومطالبه الزمنية فتصير إباحية واستهتارًا. في اختصار إن ما فعله عخان هو تدنيس للمقدسات أو المواهب التي قدمها الله له لراحته وسلامه فاستخدمها لتحطيمه وهلاكه: استخدم الجسد (الثوب) للشهوات عوض أن يكون معينًا للنفس في الحياة المقدسة،واستخدم كلمة الله بفكر خاطئ عوض أن ترفعه للسمويات،واستخدم الفكر في الفلسفات البراقة غير البناءة عوض أن يكون عمله لمجد الله،واستخدم الحرية كفرصة للجسد عوض أن تكون سرّ انطلاقه إلى حضن أبيه بلا عائق أو قيود.

الذبيحة التي ابطلت الضربة

الفكر المسيانى ( فى الأشياء) فى العهد القديم الأحصاء والوباء الذبيحة التى ابطلت الضربة : فى بيدر أرونة اليبوسى " بنى داود هناك مذبحا للرب واصعد محرقات وذبائح سلامة . وأستجاب الرب من أجل الأرض فكفت الضربة عن إسرائيل " ( 2 صم 25:24) ومثلما بطل الوباء بالذبيحة التى قدمها داود ، هكذا بطل غضب الله على آدم ونسله بذبيحة المسيح التى قدمها بدم نفسه على الصليب . فى الأصحاحات 11- 21 تحدث الكاتب عن سقوط داود بسبب تهاونه مع الخطية لمدة لحظات فبقى سنوات طويلة يجنى ثمارها المرة وإن كانت هذه المرارة تحولت إلى مجده وبنيان الكثيرين خلال توبته المستمرة . الآن يختتم السفر بخطأ خطير ارتكبه داود الملك وهو إحصاء الشعب لمعرفة عدد رجال الحرب دون استشارة الرب ، فحل على الشعب تأديب قاس هز أعماق نفس داود ، غير أنه عرف كيف يغتصب مراحم الله . 1- إحصاء الشعب غضب الرب على داود ليس لأجل قيامه بالأحصاء فى حد ذاته ، فقد سبق أن أحصاهم موسى ثلاث مرات أو أكثر ( خر26:38؛عد 2:1،3 ؛عد26) إلهنا إله نظام لا تشويش. إنما غضب الرب للأسباب التالية أو بعضها : ( أ ) لم يستشر الرب كعادته ( ب) بدأ داود يعتمد على عدد رجاله وإمكانياته مع أنه لو تطلع إلى حياته كلها منذ صبوته لوجد نفسه قد انطلق من رعاية الغنيمات القليلة التى لأبيه إلى استلام المملكة كلها بقوة إلهية ، وليس بذراعه أو ذراع بشر . ( ج ) ربما قصد داود بهذا الإحصاء إثارة حروب جديدة لتوسيع مملكته وازدياد مجده . ( د ) لعله أراد تسخير الشعب بوضع جزية مالية ثقيلة لحسابه الخاص أو حساب الخزانة وليس لحساب خيمة الأجتماع ( ه ) يبدو أن الدافع الرئيسى هو الأعلان عن عظمته وقدراته وإمكانياته ، كما كان يفعل ملوك الأمم حوله ليرعب الأمم المجاورة ، وقد شاركه الشعب هذه الروح لهذا كانت الخطية على الجميع . ( و ) كان الشعب محتاجا إلى تأديب ، فالله يسمح أحيانا بخطأ الراعى لتأديب الرعية ، لأنها مستحقة للتأديب .لقد أدرك يوآب خطأ داود فحاول تنبيهه إلى ذلك لكن داود أصر . 2- إدراك داود للخطأ لعل من أجمل سمات داود النبى والملك أنه متى أدرك خطأه فلا يغطى عليه ، ولا يقدم لله مبررات ، إنما فى بساطة قلب مع صراحة وفى رجاء يعترف حالا دون أى تردد : " فقال داود للرب : لقد أخطأت جدا فى ما فعلت ، والآن يارب أزل إثم عبدك لأنى انحمقت جدا " 2 صم10:24هذا هو القلب النقى الذى لا يحتمل أى غبار ، إنما فى الحال يصرخ : معترفا بخطيته . 3- جاد يستعرض التأديبات الإلهية دفع يوآب جملة عدد الشعب إلى الملك ( 2 صم 9:24) وعوض أن يفكر داود فى الرقم وغايته من التعرف عليه إذا بقلبه يضربه فى داخله ( 2 صم 10:24) وبقى الليل كله فى مرارة يترقب ثمر الخطأ الذى ارتكبه .فى الصباح جاءه جاد النبى يعرض عليه حق إختيار العصا التى يضرب بها من قبل الرب للتأديب : (سبع سنوات جوع ، هروب ثلاثة شهور أمام أعدائه وهم يتبعونه ، ثلاثة أيام وباء فى أرضه ) .عندما ترك الرب لداود النبى أمر اختيار التأديب الذى يسقط تحته ضاقت نفسه ، ولكنه قال : " قد ضاق بى الأمر جدا ،فلنسقط فى يد الرب لأن مراحمه كثيرة ولا أسقط فى يد إنسان " 2 صم 14:24. فجعل الرب وباء فى إسرائيل من الصباح إلى المساء ، فمات من الشعب من دان إلى بئر سبع 70000 رجل . بسط الملاك يده ليهلك أورشليم ، لكن الرب ندم وقال للملاك : " كفى الآن رد يدك " . يرى البعض أن الملاك كان على ذات جبل المريا الذى قدم فيه إبراهيم إسحق ذبيحة ... وكأن توقف الهلاك كان من خلال ذبيحة الأبن الحبيب ! 4- حلول الوباء وسط التأديب القاسى المر كشف الكتاب المقدس عن حب داود الفائق لشعبه ، فإ نه إذ رأى شعبه تحت الضيق صرخ طالبا أن تحل الضيقة به وببيت أبيه لا بالشعب . إنه مستعد كسيده ( رب المجد يسوع ) أن يتقدم الرعية ليحتمل المخاطر عنهم ، لا أن يختبىء فى وسطهم طالبا عنايتهم به . 5- إرسال جاد لداود سمع الله لصرخات داود المملوءة حبا تجاه شعب الله واستجاب له ، فقد ارسل إليه جاد النبى ليقيم مذبحا فى الموضع الذى ظهر له فيه الملاك ، فى بيدر أرونة اليبوسى ، مؤكدا له الآتى : أنه قد تم التصالح بين الله وداود ، لأن إقامة مذبح وتقديم ذبيحة وقبولها من جانب الله يعنى تحقيق المصالحة ، وأن المصالحة تتم خلال الذبيحة ، رمز ذبيحة المسيح الكفارية . رأى أرونة وهو رجل أجنبى يبوسى الملاك ، ثم عاد فرأى الملك قادما فارتبك جدا وتحير ، لذا سجد أمام داود الملك على وجهه إلى الأرض ،وسأله عن سر مجيئه . طلب منه أن يشترى منه البيدر ليقيم المذبح فيه فتكف الضربة عن الشعب . أراد أرونة أن يقدم البيدر مجانا لبناء المذبح وبقره محرقات ونوارجه وأدوات البقر حطبا للمحرقات ، لكن داود رفض أن يقدم تقدمات مجانية للرب وأصر أن يدفع الثمن 50 شاقلا من الفضة .على ذات الموضع أقيم فيما بعد هيكل سليمان .كان أرونة أمميا ، لكنه تمتع برؤية الملاك ، اتسم بالأتضاع والحب مع البذل والعطاء ، لذا أقيم الهيكل فى أرضه ....ليت إنساننا الداخلى يكون كأرونة فيقيم الرب هيكله فينا .

دم العهد البقرة الحمراء

الفكر المسياني ( في الأشياء) في العهد القديم ۱۰ - دم العهد : بينما الشعب يسجدون من بعيد دون أن يجسروا على الصعود أو الإقتراب من الجبل ، وبينما الرب إله إسرائيل على رأس الجبل ومنظر مجده كنار آكله فى وسط السحاب وتحت رجليه شبه صنعة من العقيق الأزرق الشفاف وكذات السماء في النقاوة ، يسمح الرب لموسى أن يبنى مذبحاً في اسفل الجبل واثنى عشر عموداً لأسباط إسرائيل الذين يصعدون المحرقات ويذبحون ذبائح سلامة للرب من الثيران . وعندئذ يأخذ موسي الدم ويرش على الشعب ويقول " هوذا دم العهد الذي قطعه الرب معكم " ( خر ٨:٢٤ ) وكأن الرب يعهد دم الثيران والتيوس الذى " لا يمكن ان ... يرفع الخطايا " (عب ٤:١٠ ) ومن خلال المذبح الذي بأسفل الجبل ، يشير إلى واسطة وطريق وصول الإنسان إلى الله وإمكان الصلح والشركة معه بدم الصليب الذي صالحنا به الرب ناقضاً حائط السياج المتوسط معلناً محبته للعالم كله باذلاً ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية التقديس بالدم : لا يمكن أن يقدم العمل الكنسي إلا خلال المذبح والذبيحة، لهذا بكر موسى في الصباح وبنى مذبحًا في أسفل الجبل واثني عشر عمودًا لأسباط إسرائيل الاثني عشر ، فلا وجود لهذه الأسباط إلا خلال المذبح... ولا تقديس لهم إلا برش نصف الدم على المذبح والنصف الآخر على الشعب خلال دم الذبيحة الحقيقية دم السيد المسيح يدخل الشعب إلى الأقداس وكما يقول معلمنا بولس الرسول: "فإذ لنا أيها الأخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع، طريقًا كرسه لنا حديثاحيا بالحجاب أي جسده، وكاهن عظيم على بيت الله لنتقدم بقلب صادق في يقين الإيمان مرشوشه قلوبنا من ضميرشرير ومغتسلة أجسادنا بماء نقي..." (عب ۱۹:۱۰، ۲۱). 11- البقرة الحمراء نقرأ في سفر العدد أن الرب أمر موسى أن يكلم بني إسرائيل أن يأخذوا إليك بقرة حمراء صحيحة لا عيب فيها ولم يعل عليها نير، فيعطونها لألعازار الكاهن فيخرج إلى خارج المحلة وتذبح قدامه .. ويأخذ الكاهن خشب أرز وزوفا وقرمزًا ويطرحهن في وسط حريق البقرة .. فتكون لجماعة بني إسرائيل في حفظ ماء نجاسة. إنها ذبيحة خطية "(عدد ۱۹: ۲-۹)، وكانت تحرق بتمامها خارج المحلة أمام المحلة وكان الرماد يوضع في مكان طاهر خارج المحلة. وعند الحاجة كان يأخذ رجل طاهر من رماد البقرة مع ماء حي في إناء ويأخذ زوفا ويغمسها في الماء وينضح على الشخص المتطهر وعلى الخيمة التي تنجست بسبب موت إنسان فيها، وعلى جميع الامتعة إنه ماء للتطهير من النجاسة فقد كانت البقرة الحمراء ذبيحة خطية من نوع خاص ليس للتكفير عن الخطية، بل للتطهير من النجاسة. ويرى في البعض أننا نجد تفسير ذلك في قول الرب بطرس: "الذي قد اغتسل (استحم) ليس له حاجة إلا إلى غسل رجليه بل هو طاهرة كله " ( يو ۱۳ :۱۰) ، فالتطهير بالماء هنا إشارة إلى عمل كلمة الله في تطهير المؤمن( أف ٥ : ٢٦). ذبح البقرة وجمع رمادها (۱۶-۱۰) ١ وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: ۲ هَذِهِ فَرِيضةُ الشَّرِيعَةِ التِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ كَلَّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَأْخُذُوا إِلَيْكَ بَقَرَةً حَمْرَاءَ صَحِيحَةً لا عَيْبَ فِيهَا وَلَمْ يَعْلُ عَلَيْهَا نِيرٌ ٣ فَتَعْطُونَهَا لأَلِعَازَارَ الكَاهِنِ فَتَخْرَجُ إلى خارج المَحَلَةِ وَتَذْبَحُ قَدَّامَهُ : وَيَأْخُذُ أَلِعَازَارُ الكَاهِنُ مِنْ دَمِهَا بِاصْبِعِهِ وَيَنْضِحُ مِنْ دَمِهَا إلى جهَةِ وَجْهِ خَيْمَةِ الاجتمَاع سَبْعَ مَرَّاتٍ. ٥ وَتَحرَقُ البَقَرَةً أَمَامَ عَيْنَيْهِ يُحْرَقُ جِلدُهَا وَلَحْمُهَا وَدَمُهَا مَعَ فَرْثِهَا. ٦ وَيَأْخُذُ الكَاهِنُ خَشبَ أَرْزِ وَزُوفًا وَقَرْمزًا وَيَطْرَحُهُنَّ فِي وَسَطِ حَرِيقٍ الْبَقَرَةِ ٧ ثُمَّ يَغْسِلُ الْكَاهِنُ ثِيَابَهُ وَيَرْحَضْ جَسَدَهُ بِمَاءٍ وَبَعْدَ ذَلِكَ يَدْخُلُ المَحَلةَ. وَيَكُونُ الكَاهِنُ نَجِسًا إِلَى المَسَاءِ. ۸ وَالَّذِي أَحْرَقَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ بِمَاءٍ وَيَرْحَضْ جَسَدَهُ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِسًا إلى المَسَاءِ. ٩ وَيَجْمَعُ رَجُلٌ طَاهِرُ رَمَادَ البَقَرَةِ وَيَضَعُهُ خَارِجَ المحلةِ فِي مَكَانِ طَاهِرٍ فَتَكُونُ لِجَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي حِفْظِ مَاءَ نَجَاسَةٍ إِنَّهَا ذَبِيحَة خَطِيَّة. ١٠ وَالَّذِي جَمَعَ رَمَادَ البَقَرَةِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَكُونُ نَجِسًا إلى المَسَاءِ. فَتَكُونُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَلِلغَرِيب النَّازِلِ فِي وَسَطِهِمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةٌ. ع ۱ ، ۲: فريضة الشريعة: أي طقس ونظام ما ينبغي اتباعه فيما هو آت. بقرة حمراء: أي لون جلدها كله أحمر وليس بها بقعة أو حتى شعرة من أي لون آخر.والمقصود باللون الأحمر هو البنى الفاتح لون البقر المعروف. كما قال عيسو ليعقوب على لون العدس (البني الفاتح)اطعمنى من هذا الأحمر" (تك ٢٥ : ٣٠). أمر الرب موسى وهارون بأن التقدمة، التي سوف تُخصص لذبيحة التطهير، ينبغى أن تكون بقرة لونها أحمر يبحث عنها بنو إسرائيل لتقدم للرب.والشرط الثاني بخلاف لونها هو أن تكون صحيحة ولا عيب فيها، فليست مريضة إذا أو بها عيب ظاهر أو لون آخر، والشرط الثالث هنا هو ألا تكون استخدمت في الحرث أو أعمال الحقل أو تم حمل أي شيء على ظهرها. ع٣، ٤ : يأخذ العازار الكاهن البقرة ويتم ذبحها بواسطته أو تحت نظر عينيه خارج المحلة، ثم يأخذ من دم البقرة وينظر ناحية باب الخيمة وهو خارج المحلة وينضح الدم سبع مرات. والدم بالطبع يشير إلى التكفير عن خطايا الشعب كله والسبع مرات إشارة إلى كمال هذا التطهير. ويتم ذبح البقرة الحمراء خارج المحلة لأنها ترمز لنجاسة الخطية. ع ه: فرثها هو بقايا الطعام التي في أحشائها. أمر الرب بعد ذلك أن تحرق البقرة بكاملها، مثل ذبيحة المحرقة أو الخطية، ولكن خارج المحلة وليس على مذبح المحرقة. ع ٦ : يأخذ الكاهن، سواء كان العازار أو من بعده في الأجيال التالية ثلاثة أشياء تحمل معاني رمزية يضعها أيضا على النار التي تأكل البقرة المذبوحة، وهذه الأشياء هي: ۱- خشب أرز وهو يرمز لعدم الفساد إذ أنه غير قابل للتسوس. ٢- الزوفا: وهو النبات العشبي والذي يرمز للتطهير تنضح على بزوفاك فأطهر". ٣- القرمز وهو يرمز للخطية والغفران في آن واحد. أ - للخطية: "إن كانت خطاياكم كالقرمز" (إش ۱ : ۱۸) ب- للغفران: لأنه في احمراره يرمز لدم المسيح الغافر خطايا العالم. ع ۷، ۸: أما الكاهن ومن ساعده في الذبح وحرق البقرة الحمراء، فيكون عليهما شريعة واحدة وهي: أ ) غسل ثيابه التي تنجست بدم الذبيحة. ب ) غسل جسده من آثار الدم أيضًا. جـ) يصير الاثنان نجسين فلا يقترب الكاهن إلى الخيمة أو الخدمة، ولا الشخص الذي ساعده يمكنه لمس أي إنسان آخر حتى مساء نفس يوم الذبح. ع ٩ : يأتي شخص ثالث بعد انصراف الكاهن ومن ساعده وبعد انطفاء النار التي أتت على البقرة بأكملها، ويجمع . الرماد المتبقى بعد حرق البقرة، ويعلمنا التقليد اليهودي أن هذا الرماد كان يُسحَق ناعمًا وبعد هذا يُحفظ في مكان أمين خارج حدود إقامة الشعب أي خارج المحلة، ليستخدمه الشعب عن طريق الكهنة وقت اللزوم أي عندما يتنجس أحد منهم بلمس ميت على سبيل المثال. حفظ ماء نجاسة: أي يحفظ الرماد جافا ولكن عند استخدامه يخلط بعضًا منه بالماء لرشه على المتنجس. ويسمى هذا الماء ماء نجاسة وإن كان يستخدم للتطهير. ذبيحة خطية تعتبر البقرة هنا ذبيحة خطية لأنها استخدمت للتطهير من الخطية. ع ١٠ : يصير الرجل الذي ساعده أيضًا في جمع الرماد نجسا حتى المساء. أما هذا الرماد فإنه شريعة ونظام يستمر دائمًا لاحتياج الإنسان الدائم للتطهير سواء لليهودي الأصل أو المتهود من الدخلاء وليسوا من الأسباط. البقرة الحمراء كرمز للمسيح لا توجد خطية لا تحتاج تكفير أو تطهير ، وصارت خطية لمس الميت ترمز لانتقال الخطية بالعدوى أو المعاشرة، ففي كل وهنا جاءت شريعة البقرة الحمراء تحمل معانى كثيرة أجمل ما فيها أنها رمز مباشر لعمل المسيح الكفارى في تطهير الأحوال كان الاحتياج للتطهير الخطايا. ١- فهي حمراء واللون الأحمر الخالص نادر ومميز بين البقر ، كمثال المسيح الذي وإن شابهنا في النوع من حيث التجسد إلا أنه ليس له مثيل في نقاء دمه الأحمر الذي لم يحمل خطيتنا الأصلية. ۲- بلا عيب وهو شرط المحرقة أيضًا، فالمسيح وحده الذي ينطبق عليه ذلك من كل بني البشر. ٣- لم تحمل نيرًا: أي كالمسيح لم يحمل نير الخطية ولكنه حمل على الصليب كل خطايانا. ٤- كانت تحرق بأكملها وفى هذا إشارة إلى كمال ذبيحة المسيح وإلى آلامه الكاملة. 5- وضع خشب الأرز: إضافة خشب الأرز الذي لا يسوس إشارة واضحة للسيد المسيح الذي تنبأ عنه داود وقال " إنك لن تدع تقيك يرى فسادًا" (مز ١٦: ١٠). ٦. كان الكاهن هو الذي يقدم ذبيحة البقرة الحمراء فيذبحها بنفسه، والمسيح قدَّم نفسه ذبيحة على الصليب عن العالم كله. ٧- كانت البقرة الحمراء تذبح خارج المحلة، والمسيح أيضا صلب خارج أورشليم. ٨- كان الكاهن ينضح دم ذبيحة البقرة الحمراء نحو بيت الرب، والمسيح علّق على الصليب ورفعوه نحو السماء ليرضى الآب ويصالحنا معه. ٩- كان رماد البقرة يخلط بالماء ليطهر المتنجسين، والمسيح بموته على الصليب أعطانا ماء المعمودية ليخلصنا من الطبيعة الشريرة ويطهرنا من كل خطية. ١٠- كان رماد البقرة يدوم لمدة طويلة، وذبيحة المسيح تدوم أيضًا إلى الأبد فيعطى جسده ودمه لكل الأجيال. ١١- كان قليل من رماد البقرة يطهر كل إنسان متنجس، وأصغر جزء من ذبيحة المسيح، أي جسده ودمه يطهر ويشبع كل مؤمن به. إن كان المسيح قد تألم خارج المحلة ليطهرنا من خطايانا، فلا تنزعج إن أهملك الآخرون أو أساءوا إليك أو أبعدوك عنهم فقد عملوا كل هذا مع سيدك المسيح، فاحتمل واثقا من معونة الله التي تسندك وستختبر أيضا وجوده معك فيعزى قلبك.

خروف الفصح

الفكر المسيانى ( فى الأشياء) فى العهد القديم خروف الفصح كلمة فصح بالعبرية פֶּסַח معناها "عبور"، وهي أيضا في القبطية واليونانية Πάσχα بمعني العبور (pacxa بصخة بالقبطي).نجاة إسرائيل من العبودية وخلاصهم لا يتم إلا بالتدخل الخاص من الله بدم الحمل الفصحي الذي إذا دهنت به قوائم الأبواب أو الأعتاب العليا يعبر الملاك المهلك في ( خر13:12) "وَيَكُونُ لَكُمُ الدَّمُ عَلاَمَةً عَلَى الْبُيُوتِ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا فَأرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ فَلاَ يَكُونُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَةٌ لِلْهَلاَكِ حِينَ أَضْرِبُ أَرْضَ مِصْرَ " خروف الفصح يرمز للسيد المسيح: قدم السيد المسيح نفسه فصحًا حقيقيًا عن العالم كله صارت آلامه وصلبه ودفنه وقيامته فصحًا دائمًا مستمرًا في حياة الكنيسة تعيده الكنيسة ليس مرة واحدة في السنة كما كان الفصح قديمًا بل نعيده في كل قداس إلهي لذلك نعتبر إن الأصحاح ( 11 ،12) من سفر الخروج هو مركز السفر كله بل مركز الكتاب المقدس كله لأنه يشير إلي ذبيحة السيد المسيح.ويقول بولس الرسول في ( 1 كو7:5) إِذًا نَقُّوا مِنْكُمُ الْخَمِيرَةَ الْعَتِيقَةَ لِكَيْ تَكُونُوا عَجِينًا جَدِيدًا كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ. لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لأَجْلِنَا.كلمة خروف ذكرت في العهد القديم 116 مرة كذبيحة ما عدا خمس مرات فقط كخروف وليس ذبيحة، ولذلك أحيانًا تترجم الكلمة يُساق إلي الذبح أو يساق كذبيحة أعطاهم أوصاف وشروط خروف الفصح في (خر11:2-12) "فِي الْعَاشِرِ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ يَأْخُذُونَ لَهُمْ كُلُّ وَاحِدٍ شَاةً بِحَسَبِ بُيُوتِ الآبَاءِ. شَاةً لِلْبَيْتِ وَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ صَغِيرًا عَنْ أَنْ يَكُونَ كُفْوًا لِشَاةٍ يَأْخُذُ هُوَ وَجَارُهُ الْقَرِيبُ مِنْ بَيْتِهِ بِحَسَبِ عَدَدِ النفُوسِ. كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حَسَبِ أَكْلِهِ تَحْسِبُونَ لِلشَّاةِ. تَكُونُ لَكُمْ شَاةً صَحِيحَةً ذَكَرًا ابْنَ سَنَةٍ تَأْخُذُونَهُ مِنَ الْخِرْفَانِ أَوْ مِنَ الْمَوَاعِزِ. وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ تَحْتَ الْحِفْظِ إِلَى الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ. ثُمَّ يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ فِي الْعَشِيَّةِ. وَيَأْخُذُونَ مِنَ الدَّمِ وَيَجْعَلُونَهُ عَلَى الْقَائِمَتَيْنِ وَالْعَتَبَةِ الْعُلْيَا فِي الْبُيُوتِ الَّتِي يَأْكُلُونَهُ فِيهَا. وَيَأْكُلُونَ اللَّحْمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَشْوِيا بِالنَّارِ مَعَ فَطِيرٍعَلَى أَعْشَابٍ مُرَّةٍ يَأْكُلُونَهُ. لاَ تَأْكُلُوا مِنْهُ نَيْئًا أَوْ طَبِيخًا مَطْبُوخًا بِالْمَاءِ بَلْ مَشْوِيا بِالنَّارِ. رَأْسَهُ مَعَ أَكَارِعِهِ وَجَوْفِهِ. وَلاَ تُبْقُوا مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ. وَالْبَاقِي مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ تُحْرِقُونَهُ بِالنَّارِ. وَهَكَذَا تَأْكُلُونَهُ: أَحْقَاؤُكُمْ مَشْدُودَةٌ وَأَحْذِيَتُكُمْ في أَرْجُلِكُمْ وَعِصِيُّكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ. وَتَأْكُلُونَهُ بِعَجَلَةٍ. هُوَ فِصْحٌ لِلرَّبِ " يكون شاة صحيحة أبن سنة بلا عيب والسيد المسيح هو الوحيد الذي كان بلا عيب كما قال بطرس الرسول في ( 1 بط 18:1،19 ) " عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأشَيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ،. بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيح " أبن سنة يعني سن البراءة والطهارة وذكرًا صحيحًا لأنه عريس لكل المؤمنين به. وتنبأ إشعياء النبي عنه في ( أش7:53 ) " ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ." وفي ( أر19:11)" وَأَنَا كَخَرُوفٍ دَاجِنٍ يُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ وَلَمْ أَعْلَمْ أَنَّهُمْ فَكَّرُوا عَلَيَّ أَفْكَارًا قَائِلِينَ: لِنُهْلِكِ الشَّجَرَةَ بِثَمَرِهَا وَنَقْطَعْهُ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ فَلاَ يُذْكَرَ بَعْدُ اسْمُهُ."ولم يدركوا انه رمز للسيد المسيح الذي بقتله يملك علي كل القلوب ويمزق بالصليب الصك الذي علي العالم كله يكون تحت الحفظ من اليوم العاشر إلى اليوم الرابع عشر وتحت الحفظ للامتحان يعني لفحصه للتأكد أنه بلا عيب.والكل شهد للسيد المسيح وكأنه كان أيضا تحت الحفظ شهادة من السماء هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت ( مت17:3) الشياطين صرخت أنا أعرف من أنت، أنت قدوس الله ( مر24:1). بيلاطس قال لم أجد فيه علة البتة ( يو 38:18).يهوذا نفسه قال أنا سلمت دمًا بريئًا وذهب وشنق نفسه (مت 27:4 ).اللص اليمين اعترف نحن بعدل جوزينا أما هذا لم يفعل شيئًا.(لو41:23).يذبحه كل جمهور بني إسرائيل وبالنسبة للسيد المسيح قيل في ( أع27:4) " لأَنَّهُ بِالْحَقِيقَةِ اجْتَمَعَ عَلَى فَتَاكَ الْقُدُّوسِ يَسُوعَ الَّذِي مَسَحْتَهُ هِيرُودُسُ وَبِيلاَطُسُ الْبُنْطِيُّ مَعَ أُمَمٍ وَشُعُوبِ إِسْرَائِيلَ . ".وفي العشية كما يقول يوسيفوس المؤرخ أنه كان بين الساعة التاسعة والحادية عشر يعني الثالثة والخامسة بعد الظهر، وهي نفس الساعة التي فيها أسلم السيد المسيح الروح في الساعة التاسعة( مت 45:27) في (خر46:12) عظمًا لا تكسروا منه والسيد المسيح لم تكسر عظامه أما ما جاء في( مز20:34) "يَحْفَظُ جَمِيعَ عِظَامِهِ. وَاحِدٌ مِنْهَا لا يَنْكَسِرُ." يقصد إيمانهم الذي لا ينكسر وليس عظامهم الجسدية المادية.والقديس أغسطينوس قال المقصود هنا ليس النص الحرفي وإنما يقصد الإيمان الحي الذي لا ينكسر مدللًا على ذلك بأن اللص اليمين كسرت سيقانه ولكن السيد المسيح قال له اليوم تكون معي في الفردوس، عظام نفسه قد حفظها.لا تأكلوا منه نيئًا أو مطبوخًا بالماء إنما مشويًا الشيَّ يشير إلي العجلة من ناحية وأيضًا يشير إلي الجدية والروح الحار فنتقبل كلمة الله ونتمتع بها بروح حار. كان يشوى علي سيخين متقاطعين إشارة إلي الصليب.يأكلونه على أعشاب مرة، والأعشاب المرة تُشير إلى مرارة العبودية في مصروأيضًا تُشير إلى مرارة القلب في التوبة وانسحاق القلب.ثم يقول تأكلونه أحقاؤكم مشدودة وأحذيتكم في أرجلكم وعصيكم في أيديكم.الأحقاء المشدودة: تُشير إلى الاستعداد وإلى الخدمة حتى الملائكة ظهرت في سفر الرؤيا ( رؤ 6:15) متمنطقين بمناطق من ذهب، فالمناطق تُشير إلى الاستعداد وإلى الخدمة.أحذيتهم في أرجلهم: أن تكون أرجلهم متحصنة ضد لدغات الحية وضد هجمات الوحوش ومستعدون للرحيل.والعصي في الأيدي: مستندين على قوة الله التي للخلاص أيضًا تشير إلى الاستعداد.وَيَأْخُذُونَ مِنَ الدَّمِ وَيَجْعَلُونَهُ عَلَى الْقَائِمَتَيْنِ وَالْعَتَبَةِ الْعُلْيَا فِي الْبُيُوتِ الَّتِي يَأْكُلُونَهُ فِيهَا لئلا يداس بالأقدام كما قال بولس الرسول في (عبر29:10) "فَكَمْ عِقَابًا أَشَرَّ تَظُنُّونَ أَنَّهُ يُحْسَبُ مُسْتَحِقا ا مَنْ دَاسَ ابْنَ اللهِ، وَحَسِبَ دَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قُدسَ بِهِ دَنِسًا، وَازْدَرَى بِرُوحِ النعْمَةِ؟"غير المختون لا يأكل من الفصح: يشترط أن يكون مختونًا.كان الفصح لكل جماعة إسرائيل في ( خر 47:12) " كُلُّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ يَصْنَعُونَهُ." إلا النجس الغير طاهر و في ( عدد6:9-11) " كَانَ قَوْمٌ قَدْ تَنَجَّسُوا لإنسان مَي تٍ فَلمْ يَحِل لهُمْ أَنْ يَعْمَلُوا الفِصْحَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ. فَتَقَدَّمُوا أَمَامَ مُوسَى وَ هَارُونَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ." "لمس الميت في العهد القديم كان نجاسة " ولما سألوا موسى النبي ماذا يفعل فرجع للرب فقال له في الشهر الثاني في مثل نفس الموعد يعمل الفصح ومن كان طاهرًا ولا يتقدم للأكل من خروف الفصح تقطع تلك النفس من شعبها: في )عد 13:9) " لكِنْ مَنْ كَانَ طَاهِرًا وَليْسَ فِي سَفَرٍ وَتَرَكَ عَمَل الفِصْحِ تُقْطَعُ تِلكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا لأَنَّهَا لمْ تُقَ ربْ قُرْبَانَ الرَّ بِ فِي وَقْتِهِ. ذَلِكَ الإِنْسَانُ يَحْمِلُ خَطِيَّتَهُ." لا بُد ان يأكلوه وهم مستعدين ونحن نقول في القداس اجعلنا مستحقين أن نتناول باستحقاق.النزيل أو الغريب كان يختتن ثم يتقدم للأكل من الفصح في ( خر48:12) "وَإِذَا نَزَلَ عِنْدَكَ نَزِيلٌ وَصَنَعَ فِصْحًا لِلرَّبِ فَلْيُخْتَنْ مِنْهُ كُ لُّ ذَكَرٍ ثُمَّ يَتَقَدَّمُ لِيَصْنَعَهُ فَيَكُونُ كَمَوْلُودِ الأَرْضِ. وَأَمَّا كُلُّ أَغْلَفَ فَلاَ يَأْكُلُ مِنْهُ."وقال في الأخر هو فصح للرب في (خر 11:12) نُسِبَ الفصح للرب.أما بعد ذلك لم يعد الفصح منسوب للرب حين سقط الشعب في الشر وعاشوا في الخطية وبلا توبة، بل زاغوا وراء آلهة أخرى، . لا يعود يدعوه منسوبًا إليه بل إليهم، قال عنه السيد المسيح فصح اليهود في (يو 13:2) " وَكَانَ فِصْحُ الْيَهُودِ قَرِيبًا فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ ." فالرب لا يطلق اسمه علي عبادة شكلية مظهرية.ربنا كان يدعوهم شعبي وقال لموسى النبي اذهب لفرعون وتقول له أطلق شعبي قال عنه أطلق أبني البكر، ولكن عندما فسد الشعب وخصوصًا لما موسى النبي صعد إلى الجبل ليستلم الوصايا العشر ونزل بعد أربعين يوم وجدهم يعبدون العجل الذهبي قال له أنزل قد فسد شعبك، لم يقل شعبي، حتى إن هرون نفسه وقع في هذه الضلالة ولولا شفاعة موسي لكان أهلكهم الله. وقال عنه فريضة أبدية أي مدة طويلة من الزمن تنتهي بمجيء السيد المسيح في ( خر 24:12)" فتحفظون هذا الأمر فريضة لك ولأولادك إلى الأبد."وقد أحتفل بعيد الفصح في سيناء (عدد1:9).وبعد وصولهم إلي كنعان ( يش11:5).إشارة إلي سليمان أنه عمله في ( 2 أي 26:30).وأثناء حكم حزقيا الملك ( 2 أي30:27: 1).وفي عهد يوشيا في ( 2مل21:23-23) و( 2أى1:35-19).وفي أيام عزرا ( عز6:19-22).وقد ذكر في الأناجيل الأربعة (مت17:26 ،2 : 08 ، مر12:14 ، لو22:7،يو 8:18).بعد تقديم الفصح قال لهم 7 أيام تأكلون فطيراُ، فعيد الفطير كان يبدأ في اليوم الثاني من الفصح وهم عندما خرجوا من مصر اخذوا عجينهم غير مختمر للعجلة، غالبًا الخمير يُشير إلى الشر لأنه دخول عنصر غريب إلي العجين وأمثلة كثيرة، خمير الفريسيين الرياء خمير الخبث والشر خمير الصدوقيين ديانة العقل وهكذا..الفطير يُشير إلى الطهارة والنقاوة لا بُد أن تكون كل حياتهم في الطهارة وفي النقاوة والذي يأكل من الفصح لا بُد ان تكون كل حياته طاهرة. وسبعة: لان عدد 7 يُشير إلى الكمال فليس 7 أيام فقط ولكن تكون حياته كلها في طهارة كاملة.بعد تقديم الفصح ودهنوا الأبواب بهذا الدم كانت ضربة الأبكار وهي الضربة العاشرة:التي ذل فيها فرعون جدًا وكل المصريين حتى أنه لم يوجد بيت في مصر ليس فيه ميت حتى أن فرعون دعا موسى وهرون وقال اخرجوا من بين شعبي وباركوني وحق القول الذي جاء في ( خر14:13) "«وَيَكُونُ مَتَى سَألَكَ ابْنُكَ غَدًا: مَا هَذَا؟ تَقُولُ لَهُ: بِيَدٍ قَوِيَّةٍ أَخْرَجَنَا الرَّبُّ مِنْ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ."وبعد هذه الضربة يقول في ( خر51:12) "وَكَانَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَنَّ الرَّبَّ أَخْرَجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَبِحَسَبِ أَجْنَادِهِمْ " نفس اليوم الذي قدم فيه الفصح خرجوا بأجنادهم من أرض مصر. ما بين خروف الفصح والسيد المسيح خروف الفصح المسيح له المجد 1- خروف ( شاه ) كشاه تساق إلى الذبح ... أش 7:53 2- بلا عيب قدوس بلا شر ولا دنس . عب 1،26:7 بط 8:1 3- يُذبح نيابة عن صاحبه المذنب حمل الله الذى يرفع خطية العالم .. يو 29:1 4- دم الخروف يُرش على القائمتين والعتبة العليا دم الخروف يُرش على القائمتين والعتبة العليا 5- يظل تحت الحفظ من 10 نيسان حتى 14 نيسان دخل أورشليم من 10 نيسان وظل حتى 14 نيسان 6- بعد ذبحه يشوى على سيخين متقاطعين ( صليب ) مات على الصليب 7- لا تكسر عظمة من عظامه لم يكسروا ساقيه ... يو 18:01 8- يشوى على النار ولا يأكلوه نيا أو مطبوخا الآلام على الصليب كانت كالشى .. مز 14:22 9- يؤكل على اعشاب مرة حمل مرارة خطايا العالم كله 10- لا يبقى منه شئ حتى الصباح انزل من على الصليب يوم صلبه 11- لا يأكل منه نجس وإلا يموت من يتناول بدون استحقاق يموت عب 28:10 و1كو27:11 12- تذكار الخلاص من عبودية فرعون تذكار الخلاص من عبودية إبليس

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل