العظات

أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فى

يَقُول بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالته لأِهل غَلاَطِيَّة { مَعَ المَسِيحِ صُلِبتُ فَأحْيَا لاَ أنَابَلْ المَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ } ( غل 2 : 20 ) . الصَلِيب فِي حَيَاة المَسِيح :- كَانَ الصَلِيب هُوَ هدف المَسِيح موضُوع أمام عينيهِ مُنْذُ سقُوط آدم .. { نسل المرأة يَسْحق رأس الحَيَّة } ( تك 3 : 15 ) أي مولُود إِمرأة .. كَمَا أغوت الحَيَّة المرأة وَأسقطتهَا فِي الخَطِيَّة سَيسحق نسل المرأة رأس الحَيَّة بِالصَلِيب .. إِذاً الصَلِيب فِي فِكر الله مُنْذُ سُقُوط آدم .. أيضاً عِنْدَمَا جَاءَ المَسِيح عَلَى الأرض كَانَ الصَلِيب أمام عينيهِ بِاستمرار وَرَأينَا زَكَرِيَّا الكَاهِنْ يَقُول فِي تسبِحَته عِنْدَمَا بَشَّرَهُ المَلاَك بِمِيلاد يُوحَنّا المعمدان .. قَالَ عَنْ المَسِيح أنَّهُ { لِعَلاَمَةٍ تُقَاوَمُ } ( لو 2 : 34 )وَمَا هِيَّ العَلاَمَة إِلاَّ الصَلِيب .. إِذاً الصَلِيب مُنْذُ بِدَايِة سُقُوط آدم وَمُنْذُ مَجِئ المَسِيح عَلَى الأرْض وَهُوَ هدف ربَّ المجد يَسُوع أوِّل مُعْجِزة عَملهَا يَسُوع هِيَ تحوِيل الماء إِلَى خمر فِي عُرْس قَانَا الجَلِيل عِنْدَمَا طَلَبِت مِنْهُ السَيِّدة العذراء قَالت لَهُ لَيْسَ لَهُمْ خمر فَأجَابَهَا إِجَابة عَجِيبة لاَ تَتَفِق مَعَ الموقِف قَالَ { مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأةُ . لَمْ تَأتِ سَاعَتِي بَعْدُ } ( يو 2 : 4 ) .. وَمَا هِيَ سَاعْته إِلاَّ زَمن الصلب .. كَلِمة " سَاعْته "فِي الكِتاب كَانَ يقصِد بِهَا سَاعْة الصلب فَقَالَ لِلعذراء لَمْ تَأتِ سَاعْة الصلب بعد لأِنَّهُ حَتَّى الآن لَمْ أُؤسِس الكِنِيسة وَلاَ بشَّرت بِتَعَالِيمِي وَ فِي كُلَّ لحظة فِي حَيَاة يَسُوع كَانَ يُشِير لِسَاعته فَكَانَ يَقُول { قَدْ أتَتِ السَّاعَةُ } ( يو 12 : 23 ) .. { وَهُوَ عَالِمٌ أنَّ سَاعَتَهُ قَدْ جَاءتْ } ( يو 13 : 1 ) .. فِي صَلاَته فِي بُستان جَثسِيمَانِي قَالَ { أيُّهَا الآبُ قَدْ أتَتِ السَّاعةُ . مَجِّدِ ابْنَكَ } ( يو 17 : 1 ) الصَلِيب قَدْ جَاءَ .. وَعِنْدَمَا هجم عَليهِ الجُنُود لِيقبُضُوا عَليهِ قَالَ لَهُمْ { هذِهِ سَاعَتُكُمْ وَسُلْطَانُ الظُّلمَةِ } ( لو 22 : 53 ) سَاعِة الصَلِيب كَانِت دَائِماً موضِع حَدِيثه وَتَأمُله لِذلِك دَبَّر لَهَا حَتَّى أنَّهُ صُلِبَ فِي سَاعة هُوَ حَدَّدهَا وَهيَ سَاعِة الفِصح اليَهُودِي .. إِذاً سَاعِة صَلبه لَمْ تَأتِ صُدفه لِذلِك يَقُول القُدَّاس { لأِنَّهُ فِيمَا هُوَ رَاسِمًُ أنْ يُسَلِّمَ نَفْسَهُ لِلموتِ عَنْ حَيَاة العالم } ( مَا يُقال قبل الرُشُومات )" رَاسِم " أي مِدَبَّر وَخَطَّط .. سَاعَة مِنْ تدبِيره هُوَ .. حَتَّى أنَّ المَسِيح حَضر ثَلاَثة أعياد فِصح فِي حَيَاته التبشِيرِيَّة .. أوِّل سَنْة كَانَ فِي أُورُشَلِيم وَقَالَ { إِنِّي أنْقُضُ هذَا الهَيْكَلَ المصنُوعَ بِالأيَادِي وَفِي ثَلثَةِ أيَّامٍ أبنِي آخَرَ غَيْرَ مَصنُوعٍ بِأيَادٍ } ( مر 14 : 58 ) وَكَانَ يَقصِد هيكل جَسَده لأِنَّ الصَلِيب كَانَ أمام عينيهِ دَائِماً .. ثُمَّ رَأينَا حَدِيث يَسُوع مَعَ نِيقُودِيمُوس يَقُول لَهُ { وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الحَيَّةَ فِي البَرِّيَّةِ هكَذَا يَنْبَغِي أنْ يُرْفَعَ ابنُ الإِنْسَانِ } ( يو 3 : 14 ) .. { وَأنَا إِنْ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأرْضِ أجْذِبُ إِلَيَّ الجَمِيعَ } ( يو 12 : 32 ) .. " إِنْ ارتَفَعْت " أي ارتَفَعْت عَلَى الصَلِيب لأِنَّهُ صُلِبَ عَلَى رَبوه وَأيضاً لاَبُد أنْ يَرفع الصَلِيب رَغم أنَّهُ مَادَامَ قَدْ جَاءَ لِلعالم بِقصد الخَلاَص وَالفِداء كَانَ مُمكِن يَموت بِأي طَرِيقة أُخرَى غِير الصَلِيب لكِنَّهُ كَانَ وَاضِع الصَلِيب فِي قلبه .. فَاليَهُود عِنْدَهُمْ عُقُوبة الموت بِالرَجم وَعِنْدَمَا اشتكوه لِبِيلاَطُس أرَادُوا أنْ يُخرِجُوا أنْفُسَهُمْ بِخُبث مِنْ الموقِف وَبِيلاَطُس قَالَ لَهُمْ أنَّ الأمر لاَ يَهِمَهُمْ وَلاَ يَمُت لِلأُمَّة الرُومانِيَّة بِصِله لكِنَّهُمْ أجَابوه أنَّ الموت لَيْسَ مِنْ إِختِصَاصَهُمْ لأِنَّهُمْ مُستعمرة رُومانِيَّة إِذاً لَنْ يَموت المَسِيح بِالرجم عَلَى الشَرِيعة اليَهُودِيَّة بَلْ سَيَموت بِالطَرِيقة الرُومَانِيَّة فَبِمَاذَا يُمِيت الرُومان ؟بِطَرِيقَتَان :- الأُولَى لِلموَاطِنِين الرُومان وَهيَ قطع الرأس وَهيَ طَرِيقة لَيْسَ بِهَا تشهِير أوْ هدر لِلكَرِامة . الثَانِية بِالصَلب لِلعَبِيد . وَبِمَا أنَّ المَسِيح لَمْ يَكُنْ حَامِل لِلجِنسِيَّة الرُومَانِيَّة إِذاً سَيَموت موتِت العَبِيد أي بِالصَلِيب .. يَظهر ذلِك فِي استشهاد بُطرُس وَبُولِس فَالإِثنان إِستشهَدَا فِي يومٍ وَاحِد لكِنْ بُولِس كَانَ يَحمِل الجِنسِيَّة الرُومَانِيَّة فَمَاتَ بِقطع الرأس بينَمَا بُطرُس لَمْ يَكُنْ مُواطِن رُومَانِي فَمَاتَ مصلُوب .. إِذاً السَيِّد المَسِيح رَتَّب أنْ يَموت بِالصَلِيب مُوتِت العَبِيد لِذلِك رَتَّب أنْ يُسَلِّمَهُ اليَهُود لِلرُومان لِئلاَّ يَموت بِالرجم .. { ابنَ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أيْدِي النَّاسِ فَيَقْتُلُونَهُ . وَبَعْدَ أنْ يُقْتَلَ يَقُومُ فِي اليومِ الثَّالِثِ } ( مر 9 : 31 ) .. إِذاً الصَلِيب فِي فِكر المَسِيح وَلَمْ يَأتِ صُدفه . الصَلِيب فِي حَيَاتِي :- كَانَ الصَلِيب أمام عِين المَسِيح وَدَبَّر لَهُ مُنْذُ سُقُوط آدم لكِنْ مَاذَا يَكُون الصَلِيب فِي حَيَاتِي أنَا ؟ .. كي نحيَا بِالصَلِيب لاَبُد أنْ يَكُون لَهُ بُعد فِي حَيَاتِي وَهُوَ :0 موت الذَّات :- كي نَحيَا الصَلِيب عَمَلِيّاً نَقُول مَعَ بُولِس الرَّسُول { مَعَ المَسِيحِ صُلِبتُ فَأحْيَا لاَ أنَا بَلْ المَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ } أي ألغِي ذَاتِي .. عِنْدَمَا صُلِبت مَعَهُ أصبحت غِير موجُود بَلْ هُوَ الموجُود فِيَّ الصَلِيب هُوَ هَوَان وَاحتِقار .. هُوَ مَذَلَّه وَانكِسار وَعَار .. الصَلِيب هُوَ قِمَّة موت الذَّات .. كَيْفَ ؟ نَقُول مَا الَّذِي يَجعل الإِنْسَان لاَ ينمو مَعَ الله وَمَعَ الآخَرِين ؟ الذَّات .. مَا الَّذِي يَجعل مَحَبَّتِي قَلِيلة ؟ ذَاتِي .. مَا الَّذِي يَجعلَنِي أغِير وَأحسِد وَأقلق ؟ ذَاتِي .. مَا الَّذِي يجعَلَنِي مُحِب لِلتَمَتُّع بِالعالم ؟ ذَاتِي مَا الَّذِي يَجعَلَنِي مُحِب لِلشَّهَوَات ؟ ذَاتِي .. إِذاً كُلَّ الخَطَايَا أساسهَا الذَّات .. وَمَادَامَ الإِنْسَان يِرَكِّز عَلَى نَفْسه وَيِحِنْ عَلَى نَفْسه وَيسعَى لِكَرَامته إِذاً ذَاته عَالية .. الَّذِي يجعل المَسِيح يَتَعَطَّل فِي أنْ يملُك عَلَى النَّفْس .. الذَّات لِمَاذَا صَلَبَ اليَهُود المَسِيح ؟ لَيْسَ لأِنَّهُ شخصِيَّة جَيِّدة أوْ شِرِّيرة بَلْ لأِنَّهُ سَيَأخُذ مَكَانَهُمْ{ هُوَذَا العَالَمُ قَدْ ذَهَبَ وَرَاءَهُ } ( يو 12 : 19 ) .. لِذلِك { أسْلَمُوهُ حَسَداً } ( مت 27 : 18 ) .. إِذاً القَضِيَّة قَضِيَّة ذَاتِيَّة .. لِذلِك عِنْدَمَا يُنْكِر الإِنْسَان ذَاته يَتَمَتَّع بِوُجُود المَسِيح فِي حَيَاته وَيَتَمَتَّع بِعَطِيَّة المَسِيح لَهُ .. لِذلِك لاَبُد أنْ تَتَعَلَّم موت الذَّات وَإِلاَّ لَنْ يَملُك الصَلِيب عَلَى حَيَاتِي .. إِنْسَى نَفْسك .. وَمَا أجمل السَيِّدة العذراء فَمَا مِنْ موقِف يُشبِع الذَّات إِلاَّ وَنَجِدهَا مُختَفِية .. فِي مُعجِزِة إِشباع الجُمُوع لَمْ تَكُنْ مَعَ يَسُوع .. ذَاتهَا مَيِّتة لِذلِك كَانِت مُتَمَتِعة بِالمَسِيح كُلَّ مَا كَانِت الذَّات مَيِتة كُلَّ مَا استطَاعِت حَمل الصَلِيب .. كُلَّمَا كَانِت الذَّات مَيِتة كُلَّمَا تِحِب مُسَانَدة المطرُودِين وَالمُهَانِين وَالضُعَفَاء .. وَكُلَّمَا كَانِت الذَّات حَيَّة كُلَّمَا رَفَضِت الضُعَفَاء وَبَحَثِت عَنْ ذِوِي المَرَاكِز وَالمَنَاصِب لِتَتَبَاهَى بِهُمْ إِتَخِذ هذَا المنهج فِي حَيَاتك وَهُوَ { كُلَّمَا مَاتِت الذَّات عَاشَ المَسِيح وَكُلَّمَا عَاشِت الذَّات مَاتَ المَسِيح عَنْ هذِهِ النَّفْس أوْ إِبتعد } .. الذَّات المَيِتة لاَ تَحسِب لِكَلاَم النَّاس حِسَاب كُلَّمَا كَانِت الذَّات مصلُوبة كُلَّمَا تَوَلَّدت فِيهَا حَيَاة المَسِيح .. بِقدر موت الذَّات بِقدر مَا يحيَا المَسِيح وَالعكس .. يَعِيش المَسِيح أموت أنَا لأِنَّ الذَّات تِعَطَّل عَمل المَسِيح فِينَا الوَصِيَّة تُمِيت الذَّات وَعِنْدَمَا يملُك المَسِيح يُعلِنْ موتنا وَحَيَاته هُوَ .. وَالذَّات موتهَا صعب وَهيَ خَطِيرة وَخَدَّاعة وَتلتَهِمْ كُلَّ مَا هُوَ حُلو فِي حَيَاة الإِنْسَان حَتَّى أنَّهَا قَدْ تَجعل الإِنْسَان لَهُ شكل الحَيَاة الرُّوحِيَّة مَعَ الله وَهُوَ يُغَذِّي ذَاته دُونَ أنْ يَدرِي .. أحياناً الذَّات تَتَحَصَّن بِالرُّوحِيات لِذلِك مَادَامِت الذَّات موجودة تَتَعَطَّل توبِة الإِنْسَان حَتَّى أنَّهُ قَدْ توجد بعض ظَوَاهِر لِلذَّات تظهر فِي الجِهَاد الرُّوحِي وَهيَ :- أ‌- أحياناً يَعِيش الإِنْسَان مَعَ الله رغبة فِي أنْ تَكُون ذَاته أفضل مِنْ غيره بينَمَا يَجِب أنْ يَكُون هَدف الحَيَاة مَعَ الله أنْ { أحْيَا لاَ أنَا بَلْ المَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ } .. أي أنْ يُعلِنْ الله مَلَكُوته فِي الإِنْسَان . ب‌- أحياناً الذَّات لاَ تُصلب بَلْ تُرِيد أنْ تَتَألَّه وَذلِك بِالرَغبة الشَدِيدة فِي النمو السَرِيع .. إِنْسَان يُرِيد أنْ يَصِل لِدَرَجَات القَدَاسة بِسُرعة وَيُرِيد كُلَّ شِئ فِي جِهَاده بِثمن وَهذَا الأمر يِعَرَّضنَا لِمُشكِلة أنَّنَا نرتَقِي أكثر مِمَّا يَنْبَغِي أنْ نرتَقِي ( رو 12 : 3 )فَقَدْ يُصَلِّي إِنْسَان كي يُمَجِّد ذَاته كَمَا الفِرِّيسِي الَّذِي كَانَ يُصَلِّي قَائِلاً { أشْكُرُكَ أنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ } ( لو 18 : 11 ) .. وَاقِف يِصَلِّي وَيَشكُر لكِنْ بِذَات وَالكِنِيسة ترفُض هذَا النَمُوذج وَتَقُول كُنْ مِثْل العَشَّار الَّذِي لَمْ يَشأ أنْ يرفع رَأسه وَصَلَّى قَائِلاً { اللّهُمَّ ارحَمْنِي أنَا الخَاطِئ } ( لو 18 : 13 ) الطُمُوح الرُّوحِي الزَائِد غِير مُفرِح لأِنَّهُ يُنَمِّي الذَّات .. لِيَكُنْ لَكَ ضَمِير العَشَّار لِذلِك الكِنِيسة تِرَكِّز عَلَى الإِنْسِحَاق وَطلب التُوبة وَتَقُول " كِيريَاليصُون " كَثِيراً وَفِي كُلَّ صَلاَة تطلُب{ يَارَبُّ إِنْعِمْ عَلِينَا بِغُفرانِ خَطَايَانَا } لأِنَّنَا لاَ نَقِف أمامك يَارَبُّ إِلاَّ بِقلب العَشَّار . ت‌- عِنْدَمَا يَبدأ الإِنْسَان فِي معرِفة الله ذَاته قَدْ تِكبر لأِنَّهُ بَدَأَ يِعرف بعض الرُّوحِيات فَينتَقِد النَّاس هذَا كِبرِياء وَحُب ظُهُور .. إِذاً قَدْ تَكُون المعرِفة الرُّوحِيَّة سَبب لِنقد النَّاس بينَمَا يَجِب أنْ تَكُون سَبب لِموت الذَّات وَلَيْسَ حَيَاتَهَا . ث‌- أحياناً فِي المَسِيرة الرُّوحِيَّة يِتعب الإِنْسَان مِنْ أي فُتُور .. الإِنْسَان الذَّاتِي لاَ يقبل الفُتُور بَلْ يُرِيد كُلَّ شِئ بِثمن وَيَدفع لَهُ الثَّمن مُقَدَّماً أوْ حَالاً .. يُرِيد أنْ يَتَعَامل مَعَ الله بِالمصلحة .. وَالطَرِيق طَوِيل وَمملوء ضِيقات فَإِنْ لَمْ تَثبُت فَقَدْ تَتَرَاجع أوْ تعثُر .. شِئ صعب أنَّ المَسِيح فِي إِحدَى المرَّات كَانَ يَسِير وَسط جُمُوع كَثِيرة لكِنْ بعد فِترة إِلتَفت فَلَمْ يَجِد مَعَهُ سِوَى الإِثنَى عَشَر تِلمِيذ بينَمَا تَرَكَتَهُ الجُمُوع كُلَّهَا فَسَألَ تَلاَمِيذه { ألَعَلَّكُمْ أنْتُمْ أيضاً تُرِيدُونَ أنْ تَمْضُوا } ( يو 6 : 67 ) لأِنَّهُ أرَادَ أنْ يَجعل كُلَّ مَنْ يَسِير خلفَهُ يَسِير بِإِرَادة كَامِلة وَلَيْسَ بِتَغَصُّب لِذلِك الذَّات المَيِتة تَحتَمِل أتعاب وَضِيقات الطَرِيق حَتَّى وَلَوْ كَانَ فِيهِ جُوع رُوحِي أوْ عَطش لكِنْ { إِلَى الوَرَاءِ لَمْ أرْتَدَّ } ( أش 50 : 5 ) . ج‌- الحُزن المُفرِط عَلَى الخَطِيَّة هُوَ لُون مِنْ ألوان الذَّات .. مطلُوب إِنَّك تِحزن عَلَى خَطَايَاك .. { خَطِيِتِي أمَامِي فِي كُلَّ حِين } ( مز 50 ) .. لكِنْ الحُزن المُؤدِّي إِلَى توبة وَلَيْسَ حُزن مُفرِط وَكَأنَّ الإِنْسَان يَقُول هَلْ أسقُط أنَا ؟ تِصعب عَلِيه نَفْسه إِنَّه هُوَ الَّذِي سَقط هُوَ فُوق مُستَوَى السُقُوط .. لكِنْ الكِتاب يَقُول { إِذاً مَنْ يَظُنُّ أنَّهُ قَائِمٌ فَلْيَنْظُرْ أنْ لاَ يَسْقُطَ } ( 1كو 10 : 12 ) .. الإِنْسَان الَّذِي يَعتدّ بِبِرَّه الذَّاتِي وَيَتَخَيَّل إِنَّه أكبر مِنْ السُقُوط هُوَ إِنْسَان ذَاته حَيَّة رُبَّمَا الله يُرِيد أنْ يِعَلِّمنِي مِنْ سُقُوطِي الإِتِضاع .. { خَير لِي أنَّكَ أذللتَنِي }( القِطعة التَّاسعة مِنْ المزمُور 118 مِنْ الخِدمة الأُولَى مِنْ صَلاَة نِصف الَّلِيل) . ح‌- كَثرِة الشَكوَى .. الإِنْسَان الدَّائِم الشَكوَى وَدَائِماً نَاقِم وَيَعتَبِر أنَّ الله يأخُذ وَلاَ يُعطِي وَكَأنَّهُ يشعُر أنَّهُ صَاحِب فضل عَلَى الله .. الَّذِي ذَاته مَيِتة يقبل كُلَّ فُتُور وَكُلَّ حِرمان مِنْ الله وَيَعتَبِر أنَّ الله يَكفِيه أنَّهُ سَمَحَ لَهُ أنْ يَقِف أمَامه ..يَكفِيك شَرَفاً أنَّكَ دَخلت لِلمَلِك هَكَذَا يكفِينَا نَحْنُ أنَّ الله سَمَحَ أنْ نَكُون فِي حضرَتِهِ .. القِدِيس يُوحَنَّا فم الذَّهب يَقُول { لَوْ مَلِك أرْضِي حَدَّد سَاعة مُعَيَنة لِدِخُول النَّاس لَهُ سَتَتَهَافت كُلَّ النَّاس عَليهِ فِي تِلكَ السَّاعة .. أمَّا الله فَهُوَ فَاتِح لَنَا بَابه دَائِماً وَكُلّ يوم وَفِي كُلّ وَقت فَهَلْ هذَا يُعطِينَا الحقٌّ فِي أنْ نَقُول أنَّهُ يُعطِي وَلاَ يُعطِي ؟ } .. لِذلِك الإِنْسَان كَثِير الشَكوَى عِنْدَمَا تَأتِي عَليهِ تجرُبة أوْ ضعف يِضعف وَيِتعب لأِنَّ ذَاته حَيَّة وَيَزدَاد شَكوَى أمَّا الإِنْسَان الرُّوحِي فَهُوَ قَلِيل الشَكوَى .. لِذلِك دَائِماً المُتَألِمِين جِدّاً قَلِيلِي الشَكوَى يَحيُون شَدَائِد مَا بعدَهَا شَدَائِد وَلاَ يشتَكُون بينَمَا الَّذِينَ حَياتهُمْ سَهلة دَائِمِي الشَكوَى مِنْ أبسط الأشياء .. ذَات حَيَّة .. عِنْدَمَا يُرِيد الإِنْسَان أنْ يُبِيد ذَاته لاَبُد لَهُ أنْ يَتَعَامل مَعَ الشَدَائِد بِإِيمان .. كَثِيراً مَا يُرِيد الله أنْ يِسَاعِدنَا عَلَى موت الذَّات وَنَحْنُ نرفُض .. لاَ تُشفِق عَلَى ذَاتك .. أيضاً الإِنْسَان الَّذِي يَستَمِد شَفَقِة الآخَرِين هُوَ إِنْسَان ذَاته حَيَّة .. دَائِماً يُرِيد أنْ يَنَال عطف النَّاس . عِلاَج الذَّات :- الخُضُوع لِلوَصِيَّة يُمِيت الذَّات .. هُناك بعض الخَطَوَات الَّتِي تِسَاعدك عَلَى موت الذَّات وَهيَ :- 1) أُطلُب دَائِماً إِرَادِة الله لاَ إِرَادَتك لاَ تَتَمَسَّك بِإِرَادِة ذَاتك فِي أي أمر جَيِّد أنْ تَقُول { لاَ تترُكنِي وَمَشُورة شَفَتاي } ( سِيراخ 23 : 4 ) .. لاَ أُرِيد مَا هُوَ لِذَاتِي .. إِخضِع إِرَادتك لإِرَادته . 2) مَارِس مُمَارَسَات رُوحِيَّة بِلاَ تعزِية تَمسَّك فِي المُمَارَسَات الرُّوحِيَّة الَّتِي بِلاَ تعزِية وَلاَ تنظُر لِذَاتك .. أيضاً دُونَ لَذَّة أوْ دُونَ سَند .. أي عَمل رُوحِي ثَقِيل إِقبله لأِنَّ قَبُوله هُوَ أفضل طَرِيقة لِموت الذَّات .. أطلُب وَلاَ آخُذ .. أرجِع الأمر لِعدم إِستِحقاقِي .. هذَا يُزِيد مِنْ موت الذَّات وَالله يعلم قَامِتنَا وَيُعطِينَا حَسب قَامِتنَا . 3) أي عَمل رُوحِي أوْ خِدمة أوْ عَطاء أوْ ذَبِيحة أوْ .... يِتعَطَّل مِنْ ضِمن الأشياء الَّتِي تُسَاعِد عَلَى موت الذَّات قَبُول تعطِيل الأُمور الرُّوحِيَّة لأِنَّهُ أحياناً الذَّات تَثُور عَلَى تعطِيل الخَدَمَات الرُّوحِيَّة الَّتِي قَدْ تُغَذِّيهَا إِذَا تَمِت فِي مِيعادهَا أوْ بِسُهُولة .. إِقبل نَقَائِص وَضَعَفَات أي عَمل رُوحِي وَلاَ تُكثِر الأسئِلة .. لِمَاذَا يَارَبَّ ؟ 4) لاَ تسعَى لإِرضَاء النَّاس يَقُول بُولِس الرَّسُول { فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي النَّاسِ لَمْ أكُنْ عَبْداً لِلمَسِيحِ } ( غل 1 : 10 ) .. إِرْضَاء النَّاس يِغَذِّي الذَّات وَإِرْضَاء الله يِغَذِّي موت الذَّات فَإِحذر مِنْ كسب مدح النَّاس . 5) إِسعَى لِلإِختِفَاء لاَ تَستَمِدّ مدح النَّاس وَلاَ تِلفِت إِنتِباه الآخَرِين بَلْ إِعمِل مَا تعمَلَهُ فِي خَفَاء .. إِحذر أنْ يَعرِف أحد أعمالك لأِنَّ الذَّات تَموت بِالخَفَاء إِقبل المُتَكأ الأخِير .. إِقبل الإِهَانة .. إِقبل كُلَّ حِرمان مِنْ يد الله .. وَبِمُجرَّد أنَّ الذَّات تَموت تَكُون مِثْلَ قَارُورة الطِيب الَّتِي تنكَسِر فَتَفُوح مِنْهَا رَوَائِح عَطِرة .. لِذلِك وَنَحْنُ فِي تِذكار الصَلِيب قُل لله أحيَا لاَ أنَا بَلْ إِنْتَ إِحيَا فِيَّ .. إِجعل الصَلِيب أمامك دَائِماً لاَ يهرب مِنْ قلبك أوْ فِكرك وَأمِت ذَاتك فِي كُلَّ وقت رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

شهادتى للمسيح

من سفر أرميا بركاته على جميعنا أمين .. ” قد أقنعتني يارب فاقتنعت وألححت عليَّ فغلبت .. صرت للضحك كل النهار كل واحدٍ استهزأ بي .. لأني كلما تكلمت صرخت .. ناديت ظلم واغتصاب لأن كلمة الرب صارت لي للعار وللسخرة كل النهار .. فقلت لا أذكره ولا أنطق بعد باسمهِ .. فكان في قلبي كنارٍ مُحرقةٍ محصورة في عظامي فمللت من الإمساك ولم أستطع “ ( أر 20 : 7 – 9 ) نتحدث في موضوع " شهادتي للمسيح " .. هذا الموضوع الهام جداً في حياتنا .. إن كل مسيحي لابد أن يكون شاهد للمسيح وأن يكون كارز القديس يوحنا فم الذهب يقول أن الشمس ربما لا تأتي بضوء ولكن ليس هناك مسيحي لا يشهد للمسيح إن أرميا النبي أعطاه الله رسالة من أجل التوبة وإنذار الشعب من السبي بسبب تراخيهم وطلب الله من أرميا أن يُنذرهم ولكن الشعب لا يُبالي .. بل كانوا يسخرون منه .. فأخذ أرميا قرار بأن لا يذكره ولا ينطق بعد باسمهِ حتى لا يُعيِّره أحد .. ولكن وجد داخله نار محصورة في عظامه .. فوجد نفسه غير قادرعلى السكوت الشهادة للمسيح بها ثلاث نقاط :- 1.عِشرتي مع المسيح . 2.ضرورة الشهادة . 3.مجالات الشهادة .

أيام السماء على الارض

نقرأ في سفر التثنية الأصحاح 11 : 8 – 12{ فاحفظوا كل الوصايا التي أنا أُوصيكم بها اليوم لكي تتشددوا وتدخلوا وتمتلكوا الأرض التي أنتم عابرون إليها لتمتلكوها ولكي تُطيلوا الأيام على الأرض التي أقسم الرب لآبائكم أن يُعطيها لهم ولنسلهم أرض تفيض لبناً وعسلاً .. لأن الأرض التي أنت داخل إليها لكي تمتلكها ليست مثل أرض مصر التي خرجت منها حيث كنت تزرع زرعك وتسقيه برِجلك كبستان بقولٍ .. بل الأرض التي أنتم عابرون إليها لكي تمتلكوها هي أرض جبالٍ وبقاعٍ من مطر السماء تشرب ماء .. أرض يعتني بها الرب إلهك عينا الرب إلهك عليها دائماً من أول السنة إلى آخرها } .. أيضاً { لكي تكثُر أيامك وأيام أولادك على الأرض التي أقسم الرب لآبائك أن يعطيهم إياها كأيام السماء على الأرض } ( تث 11 : 21 ) إن موضوع السماء على الأرض مُفرح جداً .. فإننا في وقت نشتاق جداً فيه أن نكون في فرح .. مع كثرة تحديات وضغوط الحياة نفقد جداً فرح السماء الذي على الأرض .. فإنه قصد ربنا من وجودنا في الحياة أن نكون في هذه الحياة مُتمتعين بوجوده وحضرته الإلهية كأننا في السماء الفرح بالرب هدف خِلقتنا .. الله لم يخلقنا حزانى مُكتئبين .. أصعب شئ أن يكون داخل الإنسان فاقد حضور الله داخله .. ويفقد إحساسه برسالته في الحياة .. ويفقد إحساس السماء على الأرض فيحزن ربنا في العهد القديم يقول لهم { فرح الرب هو قوتكم } ( نح 8 : 10) .. ومرة أخرى قال لهم{ فلا تكون إلا فرحاً } ( تث 16 : 15) .. يريد أن يرانا دائماً فرحين ومُتهللين .. القديس يوحنا فم الذهب يقول { أُتركوا العبوسة للأشرار } .. إن الله من يوم خلقتنا ينتظرنا في الأبدية .. لكنه أرسلنا في العالم لكي نشهد له في العالم .. ولكي نربح بالعالم السماء .. ولكي نحيا السماء على الأرض .. هذه هي رسالتنا نريد أن نتحدث في أربعة نقاط :-

كيف نحب مبغضينا

ربنا يسوع في إنجيل يوحنا إصحاح 15 عدد 18 – 19يقول .. { إن كان العالم يبغضكم فاعلموا أنه قد أبغضني قبلكم .. لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته ولكن لأنكم لستم من العالم بل أنا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم } .. لكي نتعلم هذا نتحدث عن ثلاث نقاط مهمين جداً :- 1) يسوع المُبغض . 2) لماذا يضطهدونك ؟ 3) كيف نحبهم ؟

الله قَائِد حَيَاتِي

يَقُول بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالته الثَّانِية إِلَى أهل كُورنثُوس { وَلكِنْ شُكراً لِلهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ } ( 2كو 2 : 14 ) .. جَيِّد أنْ تشعُر أنَّ الله هُوَ قَائِد حَيَاتك .. كُون أنَّ لَكَ قَائِد يَقُودك فَهذَا يُعْطِيك سَلاَم وَاطمِئنان .. جَيِّد أنْ تَقُول مِنْ أعماق قلبك أنَّ الله قَائِد حَيَاتك يُرشِدك وَيُعَلِّمك وَيُوَجِهك .. وَمَا أجمل قُول الكِتاب { عَرَّفنِي يَاربُّ الطَرِيق } ( مز 142 – مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) القِيَادة ثِقة وَتسلِيم .. فَمَا الَّذِي يجعل الإِنْسَان مُضطَرِب ؟ أنْ يشعُر أنَّهُ وحده وَيَرَى إِمكَانِياته المحدُودة فَيضطَرِب وَيَقُول { ضَاعَ المهرب مِنِّي ، وَلَيْسَ مَنْ يسَأل عَنْ نَفْسِي فَصَرختُ إِليكَ يَارَبُّ وَقُلتُ :أنْتَ هُوَ رَجَائِي وَحَظِّي فِي أرْض الأحياء } ( مز 141 – مِنْ مَزَامِير النُّوم )الله هُوَ قَائِد كُلَّ شِئ فَنَجِده :-

كيف عالج التجسد خطايا البشرية

يَقُول بُولِس الرَّسُول { فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأوْلاَدُ فِي الَّلْحمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أيضاً كَذلِكَ فِيهِمَا لِكَيْ يُبِيدَ بِالمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ المَوْتِ أيْ إِبْلِيسَ } ( عب 2 : 14) مَا هِيَ آثار الخَطِيَّة ؟وَكَيْفَ عَالج التَّجَسُّد نَتَائِجهَا ؟ أوَّلاً :0 مَا هِيَ آثار الخَطِيَّة فِي الإِنْسَان ؟ 1- تُشَوِّه صُورة الله فِي الإِنْسَان وَالتَجَسُّد جَاءَ لِيَرُد لَهُ صُورَتَهُ . 2- سَبب موت وَإِنْفِصَال عَنْ الله وَالتَجَسُّد جَاءَ لِيَرُد لَهُ الحَيَاة . 3- فَقْد القَدَاسة وَالتَجَسُّد جَاءَ لِيُعْطِيهِ قَدَاسة .

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل