العظات
الحرية والعفة
يقُول مُعَلِّمنا بُولِس الرَّسُول فِي رِسالته إِلَى أهل غَلاَطِيَّةَ 5 : 1 [ فَاثبُتُوا إِذاً فِي الحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا المَسِيحُ بِهَا وَلاَ تَرْتَبِكُوا أيضاً بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ ] .. أى نثبُت بِالحُرِّيَّة الَّتِي حَرَّرَنَا بِها المَسِيح إِنَ موضُوع الحُرِّيَّة وَالعِفة هُوَ موضُوع مُهِمْ جِدّاً وَشَيِّق وَعَمَلِي أيضاً لِحَيَاتنا هُناك 3 نِقاط نَتَنَاولها معاً :-
إثبتوا فى
إِنجِيل مَارِيُوحَنَّا 15 : 1 – 11 [1- أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ. 2- كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ. 3- أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ. 4- اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. 5- أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً. 6- إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ خَارِجاً كَالْغُصْنِ فَيَجِفُّ وَيَجْمَعُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّارِ فَيَحْتَرِقُ. 7- إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ. 8- بِهَذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَأْتُوا بِثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُونَ تلاَمِيذِي. 9- كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذَلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي. 10- إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ. 11- كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ ] كم مرَّة تكررت كَلِمة إِثبتوا ، يثبُت ... ؟ كَثِيراَ جِدّاً .. فَلنتكلَّم عَنْ :-
الفتُور الرُّوحِى ج2
الفتور الذى بسماح من الله:-
أيوب البار كان يُعاتِب الله أحياناً قائِلاً [ إِليكَ أصرُخُ فَمَا تستجِيبُ لِي0 أقُومُ فَمَا تنتبِهُ إِليَّ0 تحوَّلتَ إِلَى جافٍ مِنْ نَحْوِي0 بِقُدرةِ يدَكَ تضطهِدُنِى0 حملتنِي أركبتنِي الرِّيحَ وَذويتنِي تَشَوُّهاً0 لأِنِّي أعلمُ أنَّكَ إِلَى الموتِ تُعِيدُنِي وَإِلَى بيتِ مِيعادِ كُلِّ حيٍّ ]( أى 30 : 20 – 23 ) ، وَكأنّ الله بِقُدره يدِهِ يضطهِدهُ ، أحياناً لِكى يُتّمِم الله خطة خلاص الإِنسان العجِيبة بِخطة تدبيره أنّهُ يجعل الإِنسان يجتاز خِبرات كثيرة وَصعبة وَمِنْ ضِمن هذِهِ الخِبرات خِبرة الفتُور بِسماح مِنهُ
إِخْتِبَار إِرَادِة الله الصَّالِحَة
بِنِعْمِة رَبِّنَا أحِبْ أنْ أتْكَلِّمْ مَعَكُمْ اليُوْم فِي مَوْضُوع مُهِمْ وَهُوَ * إِخْتِبَار إِرَادِة الله الصَّالِحَة * مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول يِكَلِّمْنَا عَنْ أنْ نَتَغَيَّر عَنْ شَكْلِنَا بِتَجْدِيد أذْهَانِنَا لِنَخْتَبِر إِرَادِة الله الكَامِلَة الصَّالِحَة المَرْضِيَّة ( رو 12 : 2 ) .. وَهذَا المَوْضُوع هُوَ مُهِمْ جِدّاً فِي حَيَاتْنَا الرُّوحِيَّة وَفِي سُلُوكِيَتْنَا وَيُوْجَد ثَلاَث أنْوَاع مِنْ السُلُوك :-
القُدّاس سِر الحياة
نقرا مَعَْ بعض جُزء مِنْ إِنجيِل يُوحنا إِصحاح 6 مِنْ عدد 47 إِلَى عدد 56 :[ الحقَّ الحقَّ أقُولُ لكُمْ مَنْ يُؤمِنُْ بِي فَلَهُ حيوةٌ أبدِيَّةٌ0أنا هُوَ خُبزُ الحيوةِ0 آبَاؤُكُمْ أكلُوا المَنَّ فِي البرِّيَّةِ وَماتُوا0 هذا هُوَ الخُبزُ النَّازِلُ مِنَ السَّماءِ لِكىْ يأكُلَ مِنْهُ الإِنسانُ وَ لاَ يمُوتَ0 أنا هُوَ الخُبزُ الحىُّ الّذى نَزَلَ مِنَ السَّماءِ0 إِنْ أكل أحدٌ مِنْ هذا الخُبزُِ يحيا إِلَى الأبدِ0 وَالخُبزُ الّذى أنا أُعطِي هُوَ جَسَدِي الّذى أبذِلُهُ مِنْ أجْلِ حيوةِ العالمِ فخاصَمَ اليهُودُ بعضهُمْ بعضاً قائِلِينَ كيف يقدِرُ هذا أنْ يُعطِينَا جَسَدَهُ لِنأكُلَ0 فقال لهُمْ يسُوعَ الحقَّ الحقَّ أقُولُ لكُمْ إِنْ لَمْ تأكُلُوا جَسَدَ إِبنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ فَلَيْسَ لَكُمْ حيوةٌ فِيكُمْ مَنْ يأكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُْ دَمِي فَلَهُ حيوةٌ أبَدِيَّةٌ وَأنا أُقِيمُهُ فِي اليومِ الأخِيرِ0 لأِنَّ جَسَدِي مأكَلٌ حَقٌّ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌّ0 مَنْ يأكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يثبُتْ فِيَّ وَأنَا فِيهِ ] فِى الحقيِقة ياأحِبَّائِى إِنّ الحدِيث عَنْ القُدّاس وَالإِتِحاد بِالمسيِح صعب جِدّاً أنْ نتكلّم عنهُ فِى زمن مُختصر ، مِثل مَنَ يقُول لِى أعطِينا كلِمة عَنْ الكيمياء ، فالقُدّاس بحر00القُدّاس هُوَ سِر الحياة00هُوَ قوّتنا أحد المُضطهِدِين لِلكنيِسة تعجّب مِنْ قوّة الشُهداء ، فأحض ناس لِيُحلِّلُوا شخصيَّة المسيحيين ، فكيف أنّهُمْ بِيستشهِدُوا00وَكيف أنّهُمْ يُقبِلُون على الموت بِفرحٍ ؟ فقالُوا لهُ[ إِنّ المسيحيين يُقِيمون سِر الإِفخارستيا ، وَسِر الإِفخارستيا يُقيِم المسيحيون ] فَسِرَ قوّة المسيحيين هى فِى القُدّاس ، فَإِتحادنا بِربِنا يسُوعَ هُوَ بِطرِيقة عمليَّة جِدّاً فَهُوَ لَمْ يُحِب أنْ يُحّدِثنا على الإِتِحاد بِهِ بِمُستوى معنوِى ، أوْ نَفْسَانِى ، أوْ عقلِى ،وَلكِنْ هُوَ أحبّ أنْ يكُون الإِتِحاد بِهِ إِتِحاد حقيِقِى ، فَأعطانا جسده وَدمه لِكى نثبُت فِيهِ وَيثبُت فِينا ربِنا يقُول لنا خُذوا جسدِى لأِنّكُمْ مُحتاجيِن لِلغُفران ، مُحتاجيِن جِدّاً أنْ تنالُوا حياة جدِيدة بىَّ وَفىَّ ، وَلكِن كيف ؟؟ قال لابُد أنْ أكُون معكُمْ على مُستوى حقيِقِى ،وَلِذلِك فِى العشاء الأخيِر رأيناه بِيكسر الخُبز وَيقُول لِلتلامِيذ[ 000خُذُوا كُلوا هذا هُوَ جسدِي ] ( مت 26 : 26 ) ، فهُمْ أكلوا خُبز وَلكِنّهُ جسد بِفِعل قوّة الله وَالّذى يُفّكِر بِعقلِهِ وَيقُول : كيف يكُون جسد وَهُوَ خُبز ؟؟ نقُول لهُ إِنّ ربِنا يسُوعَ أعطى التلامِيذ خُبز مكسُور وَقال لهُمْ [ خُذوا كُلوا هذا هُوَ جسدِى ] ، وَهُمْ قبلوه بِالإِيمان أنّ هذا جسد ، وَهُوَ ترك نَفْسَ الخُبز فِى كنِيستهُ لِكى يكُون حاضِر على المذبح بِذاتِهِ ، وَنأكُلهُ ، نأكُل المسيِح وَنثبُت فِيهِ وَيثبُت فِينا وَلِكى نعرِف قيمة القُدّاس يجِب أنْ نتخيّل حياتنا بِدُون قُدّاس ، وَنرى كيف أنّنا نعيِش بِدُون قُدّاس ، فَلَوَ عِشنا بِدُون قُدّاس وَبِدُون ذبيحة وَبِدُون مغفِرة فإِنّنا سنجِد خطايانا بِتتراكم علينا ، وَحِمولنا بِتثقُل ، وَلكِنْ مَنَ يستطِيع أنْ يثبُت وَيستمِر فِى حياته مَعَْ ربِنا وَخطاياه بِتتراكم عليه !!وَلِذلِك فإِنّ أجمل عطيَّة ربِنا أعطاها لنا هى جسده الّذى على المذبح ، بحيث أأخُذ مِنْ جسدهُ غُفران لِخطاياى ، وَأحِس أنّ المسيِح بِداخِلِى ، وَإِنِّى بِهِ أحيا وَأتحرّك وَأوجد ،فَمِنْ أكثر الأمور التَّى يُشّكِكنا فِيها عدو الخير وَهى إِنِّى أأخُذ المسيِح وَأتناول وَ لاَ أشعُر بِالغُفران ، وَهذِهِ كارِثة كارِثة أنْ يكُون المسيِح بِداخِلِى وَضميرِى ضمير خطايا وَمُثّقل بِالخطايا ، حبِيبِى000 خطاياك غُفِرت ، المسيِح دخل إِليك فَطَهّرك وَنقّاك ، وَلكِنْ هذا بِشرط وَهُوَ إِنِّى أكُون قَدْ إِمتنعت عَنْ الخطيَّة ، وَتائِب عنها ، وَبجاهِد أنْ أكُف عنها ، فَأنا لَمْ أقُول إِنِّى قَدْ إِمتنعت عَنْ الخطيَّة ، وَلكِنْ أقُول إِنِّى مِنْ داخِلِى رافِض الخطيَّة ، وَ لاَ أحِبّها ، وَغير ساعِى إِليها ،وَ لاَ أتمنّاها ، وَغير مُتلّذِذ بِها ، وَندمان عليها ، فَالّذى يتقدّم لِلتناول بِهذا الإِحساس فَإِنّ الجسد وَالدم يُطّهره وَيُنّقيه ، ثِق أنّ لَكَ غُفران صعب جِدّاً أنْ أتناول وَأشعُر أنّ خطيتِى مازالت باقية ، وَبِذلِك أنا بشعُر أنّ الجسد وَالدم عاجِز عَنْ أنْ يُعطِى مغفِرة ، وَهذا بِالطبع حاشا جاء إِنسان لأُسقُف لِكى يعترِف وَقال لهُ أنا خطيتِى عظِيمة جِدّاً ، وَأنا لاَ أثِق أبداً أنّ خطاياى يُمكِنْ أنْ تُغفر ، فقال لهُ الأُسقُف : فماذا فعلت ياإِبنِى ؟ فقال لهُ أنا فعلت ما لاَ تتخيّلهُ ، وَ لاَ أعتقِد أنّ ربِنا بِهذِهِ السِهولة يُمكِنْ أنْ يسامِح إِنسان ،فَالأُسقُف قال لهُ تشبيه بسيِط جِدّاً قال لهُ : أُرِيدك أنْ تتخيّل أنَّكَ واضِع كُلّ خطاياك فِى كفّه وَتضع نُقطة مِنْ دم المسيِح فِى الكفّة الأُخرى ، فَأيُّهُما يغلِب ؟؟!! فخجل الشخص [ 000وَدم يسُوعَ المسيِح إِبنهِ يُطهُِّرنا مِنْ كُلّ خطيَّةٍ ] ( 1 يو 1 : 7 ) ، وَإِلاّ لَوَ كان الدم بِيعجز عَنْ أنْ يُطّهِر مِنْ خطيَّة مُعيّنة فإِنّهُ يكُون دم عاجِز ، كَلاّ00فإِنّ فِعله فِعل تطهِير وَفِعل كامِل لِذلِك ياأحِبّائِى نحنُ مُهمِليِن جِدّاً فِى سِر الإِفخارستيا ، مُهمِليِن فِى الوعى بِهِ ،مُهمِليِن فِى طريِقة مُمارستهِ ، مُهمِليِن فِى إِحساسنا وَشعُورنا بِهِ ، مُهمِليِن فِى تفاعُلنا مَعَْ الجسد وَالدم ، مُهمِليِن فِى حِفاظنا على المواظبة عليه ، مُهمِليِن فِى معرِفتنا بِأسرار القُدّاس فَالإِنسان عِندما يكُون وعيه ناقِصاً ، فَإِنَّنا نجِدهُ بِيفعل السِر بِالشكل ، فَيأتِى لِلُقدّاس كروتيِن ، فيتناول وَيقُول هى شيء يسنِدنا فِى الإِمتحانات ، وَهى شيء يحفظنا ، وَلكِنْ يجِب أنْ يكُون الأمر أرقى وَأعلى مِنْ ذلِك بِكثيِر ، لأِنّ ربِنا يسُوعَ أعطانا نَفْسَه القديس يعقُوب السرُوجِى يقُول [ أرأيتُمْ أحد فِى ولِيمة عُرسِهِ يُقّدِم لحمه لِلضيُوف ،أىّ عرِيس قدّم لحمه لِعرُوسه!! ] ، فَالمسيِح فعل هكذا ، قدّم لحمه لِعرُوسه وَهى جماعِة المؤمِنيِن ،أرأيتُمْ ولِيمة تنتهِى بِواحِد يُذبح وَيُعطِى مِنْ لحمه لِلضيُوف ، وَهذا ما يفعلهُ معنا ربِنا يسُوعَ المسيِح فكيف يكُون أنّ المسيِح على المذبح وَأنا جالِس مُشّتت ، وَأكُون غير مرّكِز وَغير شاعِر بِالصلوات ، كيف أكُون غير مُتفاعِل معها وَغير مُشارِك فِيها ؟ فَالكلام عَنْ القُدّاس وَالإِتِحاد بِالمسيِح كثير جِدّاً ، فَأُريِد أنْ ألخص معك بعض العِبارات لِكى تعرِف كيف تتحِد بِالمسيِح فِى القُدّاس ، وَلِذلِك يلزمك أربعة أمور :-
الفتُور الرُّوحِى ج1
كثيرون يشتكون أنّ عِلاقتهُم بالله فاتِرة ليس بِها حماس أوْ دافِع يدفعها لِلأمام وَقَدْ تستمِر هذِهِ الحالة أيَّام وَأسابِيع وَشهُور وَسنِين وَيكُون لها تأتثير صعب على الإِنسان مِنْ سِفر الرؤيا 3 : 14 – 19 [ وَأكتُبْ إِلَى مَلاَكِ كنِيسةَ اللاَّوُدِكِيِينَ0هذا يقُولهُ الآمِينُ الشَّاهِدُ الأمِينُ الصَّادِقُ بَدَاءةُ خَلِيقَةِ اللهِ0أنا عارِفٌ أعْمَالَكَ أنَّك لَسْتَ بارِداً وَلاَ حَارَّاً0لَيْتَكَ كُنْتَ بَارِداً أوْ حَارَّاً0هكذا لأِنَّكَ فاتِرٌ وَلَسْتَ بارِداً وَلاَ حَارَّاً أنا مُزمِعٌ أنْ أتقيَّأكَ مِنْ فَمِي0لأِنَّكَ تقُولُ إِنِّي أنَا غَنِيٌ وَقَدْ إِسْتَغْنيتُ وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيءٍ وَلَسْتَ تَعْلَمُ أنَّكَ أنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَئِسُ وَفَقِيرٌ وَأعَمى وَعُرْيَانٌ0أُشِيرُ عَلَيْكَ أنْ تَشْتَرِيَ مِنّي ذَهَباً مُصّفَّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِي0وَثياباً بِيضاً لِكَيْ تَلْبَسَ فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ0وَكَحِّلْ عَيْنيكَ بِكُحْلٍ لِكَيْ تُبْصِر0إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِخُّهُ وَأُؤدِّبُهُ0فَكُنْ غَيُوراً وَتُبْ ] الفتُور شيء خطِير جِدّاً لأِنّ الإِنسان ليس لديهِ الحرارة الكافية فِى حياته مَعَْ الله التَّى تجعلهُ يشعُر بِإِشتياق دائِم وَلذّة فِى حضرِة الله ، لاَ نستطِيع وصف الفتُور لأِنّنا نحياه ، بِرُودة فِى الصلاة ، وَعدم إِحساس بِالكلِمات وَعدم تفاعُل معها ، الأُمور الرُّوحيَّة بِالكاد مقبولة وَالفِعل الرُّوحانِى ثقِيل على الإِنسان وَالفِعل الجسدانِى محبوب [ لِكُلّ إِثم بِحرص وَنشاط فعلت000] ( مِنْ قِطع صلاة الغرُوب ) ، كسل فِى الأُمور الرُّوحيَّة حالِة الفتُور الرُّوحِى يقُول عنها القدِيسين أنَّها مِنْ أخطر الحالات التَّى تُصِيب الحياة الرُّوحيَّة ، هى حالِة إِنسان لاَ هُوَ يحيا فِى دنس وَ لاَ هُوَ يحيا فِى قداسة ، هى حالة تُرضِى الإِنسان ، حالِة إِنسان ليس فِى أرض مِصر وَ لاَ فِى أرض الموعِد ، ليس هُوَ حار وَنشِيط وَ لاَ هُوَ بارِد بعِيد عَنْ الله ، هُوَ إِنسان يحيا بِرُوح الكنِيسة وَيقرأ الكِتاب المُقدّس وَيصُوم وَأحياناً يُصّلِى وَقَدْ يخدِم وَرغم ذلِك فاتِر غير سعِيد ، حالة وسط بِها لُون مِنْ الميوعة حالة صعبة جِدّاً على الله ، وَمِنْ أصعب الحالات التَّى تعِيش مَعَْ الله وَصعب يكُون لها دالَّة مَعَْ الله ، لِذلِك يقُول لها الله ليتك كُنت حاراً أىّ حار فِى الرُّوح وَ لاَ بارِد أىّ بارِد فِى الرُّوح حالِة البرودة الرُّوحيَّة أفضل مِنْ الفتُور لأِنّ فِيها إِحساس البرودة يجعل الإِنسان أكثر حماس لِلتقرُّب مِنْ الله ، الفتُور الرُّوحِى حالِة إِنسان حار مَعَْ الحارِين وَبارِد مَعَْ البارِدِين ،لِذلِك هى حالة خطيرة الفتُور هُوَ حالِة إِنسان لاَ يشعُر أنّهُ بعِيد عَنْ الله فِى حِين أنّهُ بعِيد وَ لاَ يشعُر أنّ حالته خطِيرة فِى حِين أنَّها خطِيرة ، البارِد يشعُر بِبرودتهُ وَضمِيره يستيقِظ فيعُود بِحرارة ،بينما الفاتِر ضمِيره ساكِن وَهُوَ فِى حالِة رِضا أنّ وضعه هكذا معقُول وَجيِّد ، هذا خطِير جِدّاً ، الإِنسان الّذى يحيا مَعَْ الله يكُون فِى إِلِتهاب دائِم مُحتضن مِنْ نعمة الله ، حار فِى الرُّوح الفتُور الرُّوحِى نسبِى أىّ أنّ حرارتِى بِالنسبة لِلأنبا أنطونيُوس هى فتُور ، بينما قَدْ تكُون بِالنسبة لِغيرِى حرارة ، مِثل الغِنى نسبِى مهما تملُك قَدْ تكُون بِالنسبة لِلبعض فقيِر وَتكُون بِالنسبة لِبعضٍ آخر غِنى ، الأُمور الرُّوحيَّة نسبيات بِقدر إِنعام الله على الإِنسان وَبِقدر تفاعُل الإِنسان مَعَْ إِنعامات الله أحياناً يكُون سبب الفتُور الإِنسان نَفْسَه وَأحياناً يكُون سببه سماح مِنْ الله وَهذا فِى حالِة القامات الرُّوحيَّة العالية
كيف نقتنى الحكمة
أُرِيد أنْ أتحدّث معكُمْ اليوم عَنْ عطيَّة الحِكمة ، نقرا مَعَ بعض جُزء مِنْ ملوك الأول إِصحاح 3 : 4 – 15 [ وَذَهَبَ الْملِكُ إِلَى جِبْعُونَ لِيَذْبَحَ هُنَاكَ0لأِنَّها هِيَ الْمُرْتَفَعَةُ الْعُظْمَى0 وَأَصْعَدَ سُلَيْمَانُ أَلْفَ مُحْرَقَةٍ عَلَى ذلِكَ الْمَذْبَحِ0 فِي جِبْعُونَ تَراءَى الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ فِي حُلْمٍ لَيْلاً0 وَقَالَ اللهُ إِسأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ0 فَقَالَ سُلَيْمَانُ إِنَّكَ قَدْ فَعَلْتَ مَعَْ عَبْدِكَ دَاوُدَ أَبِي رَحْمَةً عَظِيمَةً حَسْبَمَا سَارَ أمَامَكَ بِأَمَانَةٍ وَبِرٍّ وَإِسْتِقَامَةِ قَلْبٍ مَعَْكَ فَحفظْتَ لَهُ هذِهِ الرَّحْمَةَ الْعْظِيمَةَ وَأَعْطَيْتَهُ إِبْناً يَجْلِسُ عَلَى كُرْسيِّهِ كَهذا الْيَوْمِ0 وَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي أَنْتَ مَلَّكْتَ عَبْدَكَ مَكَانَ دَاوُدَ أَبِي وَأَنَا فَتًى صَغِيرٌ لاَ أَعْلَمُ الْخُرُوجَ وَالدُّخُولَ0 وَعَبْدُكَ فِي وَسطِ شَعْبِكَ الَّذِي إِخْتَرْتَهُ شَعْبٌ كَثِيرٌ لاَ يُحْصَى وَ لاَ يُعَدُ مِنَ الْكَثْرَةِ0 فَأَعْطِ عَبْدَكَ قَلْباً فَهِيماً لأِحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ وَأُمَيِّزَ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ لأِنَّهُ مَنْ يَقْدُرُ أنْ يَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ الْعَظِيمِ هذَا0 فَحَسُنَ الْكَلاَمُ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لأِنَّ سُلَيْمَانَ سَأَلَ هذَا الأمْرَ0 فَقَالَ لَهُ اللهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ سَأَلْتَ هذَا الأمْرَ وَلَمْ تَسْأَلْ لِنَفْسِكَ أَيَّاماً كَثِيرَةً وَ لاَ سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ غِنًى وَ لاَ سَأَلْتَ أنْفُسَ أَعْدَائكَ بَلْ سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ تَميِْيزاً لِتَفْهَمَ الْحُكْمَ0 هُوَذَا قَدْ فَعَلْتُ حَسَبَ كَلاَمِكَ0 هُوَذَا أَعْطَيْتُكَ قَلْباً حَكِيماً وَمُمَيِّزاً حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُكَ قَبْلَكَ وَ لاَ يَقُومُ بَعْدَكَ نَظِيرُكَ0 وَقَدْ أَعْطَيْتُكَ أَيْضاً مَا لَمْ تَسْأَلْهُ غِنًى وَكَرَامَةً حَتَّى إِنَّهُ لاَ يَكُونُ رَجُلٌ مِثْلَكَ فِي الْمُلُوكِ كُلَّ أَيَّامِكَ0 فَإِنْ سَلَكْتَ فِي طَرِيقِي وَحَفِظْتَ فَرَائِضِي وَوَصَاياىَ كَمَا سَلَكَ دَاوُدَ أَبُوكَ فَإِنِّي أُطِيل أَيَّامَكَ0 فَِإِسْتَيْقَظَ سُلَيْمَانُ وَإِذَا هُوَ حُلْمٌ وَجَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَوَقَفَ أمَامَ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ وَقَرَّبَ ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ وَعَمِلَ وَلِيمَةً لِكُلِّ عَبِيدِه ] لمّا قدّم 1000 مُحرِقة فَرآها الله حاجة حِلوة ، فَأراد أنْ يفرّحه فَسألهُ ماذا تُرِيد ؟سوف نتحدّث عَنْ الحِكمة فِى ثلاث نِقاط :-