العظات
الآحد الخامس من الخماسين المقدسة – أنا هو الطريق
أنا هو الطريق
اليُوْم الأحَد الخَامِس مِنْ الخَمَاسِين المُقَدَّسَة تِقُول عَلِيه الكِنِيسَة " أحَد الطَّرِيق " وَأُرِيد أنْ أرْسِم أمَامَكُمْ صُورَة لأِسَابِيع الخَمَاسِين وَهُمَّ 7 أسَابِيع ( 7 7 ) وَاليُوْم الخَمْسِين هُوَ يُوْم حُلُول الرُّوح القُدُس .
الأُسْبُوع الأوَّل الإِيمَان
الأُسْبُوع الثَّانِي
الأُسْبُوع الثَّالِث
الأُسْبُوع الرَّابِع
الأُسْبُوع الخَامِس الطَّرِيق
الأُسْبُوع السَّادِس
الأُسْبُوع السَّابِع عَطِيِة الرُّوح القُدُس
أحَد الطَّرِيق يَتَكَلَّم عَنْهُ الإِنْجِيل فِي بِشَارِة مُعَلِّمنَا يُوحَنَّا الإِنْجِيلِي الأصْحَاح 14 وَفِيهِ رَبِّنَا يَسُوع يُهَيِّئ أذْهَانِهِمْ لِفِكْرِة الصُعُود الَّذِي يَسْبِق أرْبِعِينَ يَوْم عَلَى القِيَامَة وَصُعُود رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح ..الكِنِيسَة وَضَعِت هَذَا الأمر لِتُمَهِّدْنَا لِفِكْرِة الصُعُود .. لاَ تَخَافُوا لأِنِّي مَاضِي وَسَوْفَ أتْرُكَكُمْ .. هَذِهِ الكَلِمَات أحْدَثِت إِضْطِرَاب بَيْنَ التَلاَمِيذ لأِنَّهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُوا أنْ يَعِيشُوا بِدُونه ..فَقَالَ لَهُمْ " آمِنُوا بِالله وَبِي أنَا أيْضاً " ( يو 14 : 1 ) .. { أنَا وَالآبُ وَاحِدٌ } ( يو 10 : 30 { لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ . أنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِي . فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ . وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ . أنَا أمْضِي لأُِعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً . وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَاناً آتِي أيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أنَا تَكُونُونَ أنْتُمْ أيْضاً . وَتَعْلَمُونَ حَيْثُ أنَا أَذْهَبُ وَتَعْلَمُونَ الطَّرِيقَ } ( يو 14 : 1 – 4 ) .
فُوْق فِي أمَاكِن كَثِيرَة وَلَسْتُ أتْرُكَكُمْ لأِنِّي مَلَلْت مِنْكُمْ وَلاَ لأِجْل عَدَم المَحَبَّة وَلَكِنْ أنَا ذَاهِب لأُِعِد لَكُمْ مَكَاناً وَعِنْدَ أبِي مَوَاضِع كَثِيرَة .. وَفِي التَرْجَمَة اليُونَانِيَّة التَعْبِير أدَق مِنْ هَذَا لأِنَّ المَنْزِل يُفِيد الإِقَامَة المُؤقَتَة وَلَكِنْ كَلِمَة " مَوْضِع " أدَق لأِنَّ المَوْضِع هُوَ مَكَان لِلسُكْنَى الدَائِمَة مِثْل المَكَان التَمْلِيك يَكُون خَاص بِكَ وَأنْتَ حُر فِيهِ .. فِي بَيْت أبِي مَوَاضِع كَثِيرَة لِلسُكْنَى الدَائِمَة المُسْتَقِرَة .. لَوْ كُنْت سَوْفَ أتْرُكَكُمْ هَذَا خَيْر لَكُمْ لأُِرَتِب لَكُمْ أمَاكِن جَاهِزَة .. { أنَا أمْضِي لأُِعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً } .. هَذَا صَنَعَهُ يَسُوع لِيَرْسِم لَنَا الطَّرِيق وَنَطْمَأِن عَلَى مَكَانَنَا .. وَيَقُول إِحْذَر هَذَا مُفْتَاح شَقَّة سَوْفَ أُعْطِيهَا لَك وَلَكِنْ لاَ تَذْهَب إِلَى هَذَا المَكَان قَبْل أنْ أُعْطِيك اليُوْم وَالمَوْضِع الَّذِي سَأُعْطِيه لَك .
رَبِّنَا يَسُوع لَمَّا جَاءَ عَلَى الأرْض تَرَكَ حِضْن أبِيهِ وَتَرَكَ مَكَان وُجُوده كَإِبن مَحْبُوب لأِبِيهِ مِنْ السَّمَاء وَلَمَّا نَزَل مِنْ السَّمَاء تَمْ تَدْبِير الفِدَاء وَقَالَ سَوْفَ أصْعَد لَيْسَ مِنْ أجل التَوَاجُد الفَوْقِي وَلَكِنْ هُوَ ذَاهِب لِيَأخُذنَا مَعَهُ .. لأِنِّي أنَا فِي الأسَاس ( فِي البَدْء ) كُنْت فُوْق فَهذَا الصُعُود مِنْ أجْلِكُمْ أنْتُمْ وَلَيْسَ مِنْ أجلِي أنَا وَالمَكَان مِنْ البِدَايَة هُوَ لَكُمْ وَلَكِنْ لاَبُد وَأنْ يَكُون لَنَا دَالَّة نَدْخُل بِهَا .. يَكُون لَنَا شِئ يُعْطِينَا إِسْتِحْقَاق الوُجُود .. لأِنَّ الإِنْسَان كَانَ عَايِش مَعَ الله وَطُرِدَ بِسَبَب الخَطِيَّة وَوَضَعَ كَرُوب بِسَيْفٍ مِنْ نَار لِيَحْرُس طَرِيق شَجَرِة الحَيَاة ( تك 3 : 24 ) .. وَلَكِنْ رَبِّنَا يَسُوع لَمَّا صَعَد أمَام الآب بِجِرَاحَاته وَدَم صَلِيبه مُمَثِّل لِلإِنْسَان كُلَّه فَتَح لِلإِنْسَان طَرِيق الحَيَاة وَالعَوْدَة .
أعْطَى الإِنْسَان حَقٌّ فِي دَم وَفِدَاء الإِبن .. حَقٌّ فِي دَم رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .صَارَ لِلإِنْسَان دَالَّة وَأعْظَم حَقٌّ فِي الوُجُود الدَّائِم وَلاَ أحَد يُسْقِطه أوْ يُغْوِيه وَلاَ يُعَرَّض لِلطَرد مَرَّة أُخْرَى .. هَذَا هُوَ الطَّرِيق المُعَد .. طَرِيق الأقْدَاس .. مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول يَقُول{ طَرِيقاً كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثاً حَيّاً بِالْحِجَابِ أيْ جَسَدِهِ } ( عب 10 : 20 ) .. هَذَا الطَّرِيق كَانِت لَهُ شَرِيعَة .. كُلَّ آلاَم رَبِّنَا كَانِت لِلفِدَاء وَلِتُعْطِينَا إِتِسَاع فِي السَّمَاء لِنَنَال بِهَا نَصِيب أكِيد فِي مَلَكُوت السَّموَات .. ذَاهِب لأُِعِد وَأضْمَن لَكُمْ مَكَان وَدَالَّة بِجِرَاح رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .
وَلَمَّا وَجَدْ التَّلاَمِيذ مُضْطَرِبِين قَالَ لَهُمْ لاَ تَدَعُوا لِلحُزْن مَكَان بَلْ لِلفَرَح لأِنَّنِي أتْرُكَكُمْ لأِخُذَكُمْ لِمَكَانٍ أفْضَل .. مِثْلَمَا يَذْهَب رَبَّ الأُسْرَة في الهِجْرَة يَذْهَب هُوَ أوَّلاً لِيُرَتِّب كُلَّ شِئ قَبْل وُصُولَهُمْ حَتَّى حِينَمَا يَأتُوا يَجِدُوا المَكَان مُعَد وَكُلَّ شِئ مُرَتَّب .. وَيَكُون هُنَاك ضَمَان بِوُجُود الإِبن أوَّلاً – هُوَ يَسْبِقَنَا – أنَا ذَاهِب لاَ تَخَافُوا فِي بَيْت أبِي مَنَازِل كَثِيرَة .. رَبِّنَا يَسُوع فِي تَدْبِير الفِدَاء لَمْ يُهْمِل شِئ وَلَمْ يُسْقِط شِئ لأِنَّ الإِنْسَان المَطْرُود مِنْ حَضْرِة الله وَلاَ يَسْتَحِق سُكْنَى الأرْض صَارَ لَهُ مَسْكَن فِي حِضْن الله وَالسَّمَاء فِي دَالِّة الإِبن .. مِثْل إِبن يَقُوم بِعَمَل حَفْلَة وَيَدْعِي أصْدِقَاؤه وَالأب لاَ يَعْرِفَهُمْ وَلَكِنْ هُوَ يَحْتَفِل بِهُمْ لأِنَّهُمْ أصْحَاب إِبنه .. وَنَحْنُ أيْضاً أصْحَاب وَأصْدِقَاء لِلإِبن وَكُلَّ مَجْد السَّمَاء لَكُمْ وَكُلَّ حَقٌّ الإِبن هُوَ لَكُمْ .. نَحْنُ وَرَثَة لَهُ .
وَلَكِنْ العَطِيَّة وَالبَرَكَات المَأخُوذَة تَحْتَاج إِلَى إِدْرَاك وَكُلَّ مَا لِلإِبن هُوَ لِي وَهُوَ لاَ يَشْعُر ..رَبَّ المَجْد يَسُوع لَمْ يَفْعَل شِئ لِنَفْسه وَلَكِنْ مَاتَ لَنَا وَقَامَ لَنَا وَصَعَدَ لَنَا .. مِثْل أي أب يَقُول أنَا أصْنَع كُلَّ هَذَا مِنْ أجل أوْلاَدِي .. فِكْرَك هَذَا التَعْبِير خَارِج عَنْ تَدْبِير الإِبن ؟!! بَلْ بِدَاخِله .. كُلَّ مَا صَنَعَ كَانَ لَنَا وَلَيْسَ لَهُ .. { وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَاناً آتِي أيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أنَا تَكُونُونَ أنْتُمْ أيْضاً } .. سَوْفَ أخُذَكُمْ مَرَّة أُخْرَى لأِنَّ كُلَّ نَفْس مِنْكُمْ غَاليَة عَنْدِي وَأُرِيدَكُمْ مَعِي ..وَكَلِمَة " آخُذُكُمْ " فِي التَرْجَمَة اليُونَانِيَّة بِمَعْنَى " أرْفَعَكُمْ لِيَّ بِاسْتِمرَار " .. مِثْل المَغْنَاطِيس سَأظِل أجْذِب فِيكُمْ حَيْثُ أكُون أنَا فِي السَّمَاء .. سَأظِل رَافِعْكُمْ إِلَى السَّمَاء بِاسْتِمرَار .. رَاحْتِي هِيَ أنْ تَكُونُوا أنْتُمْ مَعِي .
لاَ يُمْكِنْ أصْنَع كُلَّ هَذَا وَتَكُونُوا أنْتُمْ فِي مَكَان وَأنَا فِي مَكَان آخَر .. وَأنَا فِي مَكَانِي وَمَجْدِي وَرَاحْتِي لاَ أكُون مِرْتَاح وَإِنْتَ تَعْبَان ( وِحْدَة ) .. نَحْنُ جَسَد الْمَسِيح وَجِسْمه كُلَّه فِي مَكَان وَاحِد حَيْثُ الْمَسِيح جَالِس عَنْ يَمِين أبِيهِ .. وَنَحْنُ أيْضاً جَالِسِين عَنْ يَمِين الآب وَكَإِنَّنَا فِي الْمَسِيح كُلَّ تَصَرُّف أعْمِله بِالْمَسِيح وَمَعَهُ وَفِيهِ .. كُلَّ أمر أصْنَعه فِي حَيَاتِي أفْعَله لَيْسَ بِمُفْرَدِي وَلَكِنْ مَعَهُ .. أجْمَل أمر وُرِّثَ لَنَا رُوح القَدَاسَة .. إِصْنَع أُمُور دَاخِل الْمَسِيح الَّذِي يَجْعَلَك تَغْفِر لِلإِنْسَان ظُلْم تَصْنَع ذَلِك لَيْسَ بِنَفْسَك وَلَكِنْ بِيَسُوع هُوَ بِدَاخِلَك الَّذِي يَجْعَلَك تِغْلِب شَيْطَان الشَّهَوَة .. الْمَسِيح سِر الغَلْبَة .. { بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ } ( أع 17 : 28 ) .
هَذَا الجَمَال الَّذِي لِرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح فِي حَيَاتنَا .. مَا أجْمَل الإِنْسَان النَّازِل مِنْ مَنْزِله وَهُوَ مَعَهُ فِي العَمَل وَهَوَ يَتَكَلَّم وَهُوَ نَائِم .. الْمَسِيح حَافِظ نُومه .. تَدْرِيب رَائِع هُوَ إِخْتِبَار مَعِيِة الْمَسِيح مَعَنَا يُعْطِي الإِنْسَان هُدُوء وَسَلاَم وَاطْمِئنَان .. إِقْرأ فِي رَسَائِل مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول أُنْظُر كَمْ مَرَّة يَقُول " فِي الْمَسِيح & وَبِالْمَسِيح & وَمَعَ الْمَسِيح " .. كُلَّ حَاجَة عِنْده فِي الْمَسِيح .. لِمَاذَا أخْتَبِر هَذَا الأمر ؟ إِخْتَبِره حِينَمَا تُقْبِل عَلَى فِعْل أمرٍ مَا وَتُرِيد أنْ تَعْرِف إِنْ كَانَ خَطَأ أم صَحِيح وَأنَا شَاكِك فِي هَذَا الأمر إِسْأل الْمَسِيح الَّذِي بِدَاخِلَك سَتَجِد الإِجَابَة وَاحِدَة .
الآبَاء يَقُولُوا { لاَ تَعْمَل عَمَل إِلاَّ وَيَكُون عَلِيه شَاهِد مِنْ الكِتَاب المُقَدَّس } وَحْدَة وَإِتِفَاق كَامِل .. رَأي وَمَشِيئَة وَحُب وَوُجُود .. هَذَا هَدَف الحَيَاة مَعَ الله حَيْثُ يَكُون هُوَ أكُون أنَا .. فِكْرِي وَقَلْبِي وَاشْتِيَاقَاتِي .. آخُذَكُمْ إِلَيَّ .. تِعْرِفُون الطَّرِيق .. هَذَا هُوَ الهَدَف وَيَسُوع طَمْإِنَهُمْ فِيهِ وَأنَّهُ سَيُعَرِّفَهُمْ الطَّرِيق لِيَأتُوا حَيْثُ هُوَ ذَاهِب .. وَتُومَا يَسْأل أنَّهُ لاَ يَعْرِف الطَرِيق ( يو 14 : 5 ) .. حَيْثُ أنَا ذَاهِب عَلَى الصَّلِيب وَبَعْد الصَّلِيب الطَّرِيق إِلَى السَّمَاء .. أنَا ذَاهِب بَعْد قَلِيل وَسَتَجِد بَعْد ذَلِك فِي يُوحَنَّا ( 15 ، 16 ، 17 ) يَشْرَح فِيهَا يَسُوع أسْرَار مَلَكُوت الله وَتَدْبِير الفِدَاء ..وَبَدأ يَسُوع يَرُد عَلَى تُومَا قَائِلاً { أنَا هُوَ الطَّرِيق وَالحَقُّ وَالْحَيوةُ } ( يو 14 : 6 ) .. حَيْثُ يَبْدأ الإِنْسَان يَتْبَع الْمَسِيح فِي طَرِيق الصَّلِيب " 1 " ( أنَا مَاشِي فِي هَذَا الطَّرِيق ) وَطَرِيق السَّمَاء " 2 " ( أنْتَ تَسِير فِي الْمَسِيح يَسُوع ) .. وَإِنْ ضَلَلْت هَذِهِ العَلاَمَات تَكُون أخْطَأت الطَّرِيق حَيْثُ الكَرَامَة وَحُب المَال وَالزِينَة وَالبَاب الوَاسِع وَبِعِدْت عَنْ الطَّرِيق الضَيَّق .. لَنْ تَأخُذ رَقَمْ (2) وَهُوَ السَّمَاء لأِنَّ رَقَمْ (1) هُوَ طَرِيق الصَّلِيب .. لأِنِّي ذَاهِب إِلَى البَاب الضَيَّق أنَا ذَاهِب لأِؤَهِلَك .. لأُِتَمِم تَدْبِير الخَلاَص وَاحْذَر أنْ تَخْتَار طَرِيق آخَر .. كُلَّ إِنْسَان إِسْتَعْفَى أنْ يَحْمِل الصَّلِيب يِجِد حَيَاة صَعْبَة وَيَظِل تَائِه مَهْمَا وَاجِه مُشْكِلَة أوْ تَقَدَّم وَأشْبَع رَغَبَاته تَجِدَهُمْ غِير مَرْضِيِين لأِنَّ الإِنْسَان لاَ يَفْرَح بَعِيد عَنْ الْمَسِيح .. بَعِيد عَنْ طَرِيق السَّمَاء وَالحَيَاة الأبَدِيَّة .. إِسْأل نَفْسَك عَنْ الطَّرِيق .
فِي أعْمَال الرُّسُل يَتَكَلَّم عَنْ الطَّرِيق وَعَنْ الحَيَاة المَسِيحِيَّة رَسَمْ لَنَا الطَّرِيق وَوَصَفَهُ لَنَا بِالصَّلِيب طَرِيق الألَمْ .. وَالبَاب الضَيَّق .. لِذلِك كُلَّ إِنْسَان عَاش الصَّلِيب غَلَبْ العَالم ..{ وَأمَّا مِنْ جِهَتِي فَحَاشَا لِي أنْ أَفْتَخِر إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ } ( غل 6 : 14 ) .. بِالصَّلِيب صُلِبَ العَالم لَنَا وَصَارَ بِلاَ سُلْطَان عَلِينَا .. لَمْ يَعُد جَذَّاب .. وَأنَا لِلعَالم سُمِّرْت .. بِالنِسْبَة لِلعَالم صَارَ لَيْسَ لِي دَافِع أنْ أذْهَب إِلَى العَالم .. حِينَمَا تَصْلُب العَالم وَيُصْلَب هُوَ لَك هَذَا هُوَ الطَّرِيق .. الطَّرِيق الَّذِي يفْتَح لَك .. وَإِنْ كُنْت سَائِر فِي الطَّرِيق إِتبَعْنِي وَانْظُر شَخْص رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. إِحْذَر أنْ تَسِير فِي طَرِيق آخَر .. إِحْذَر أنْ لاَ تَأخُذ الطَّرِيق الَّذِي حَدِّدته أنَا أوْ تِمْشِي فِي طَرِيق آخَر .. لاَ تَخْتَار لِنَفْسَك طَرِيق وَتَرْفُض البَاب الضَيَّق .. وَإِنْ كُنْت تُرِيد أنْ تَسْهَر أمَام التِلِيفِزيُون وَالغِنَاء وَالكَلاَم مَعَ النَّاس إِرْجَع لِلطَّرِيق لأِنَّ الطَّرِيق مَعَ الْمَسِيح فِي البَاب الضَيَّق لأِنَّهُ تَعَب فِيه وَكَلِّفه آلاَم إِبنه وَأعْطَاه كُلَّ بَذْل وَتَعَب وَحُب .. { طَرِيقاً كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثاً حَيّاً بِالْحِجَابِ أيْ جَسَدِهِ } .
لاَ تَجْعَل تَعَبه يَذْهَب بَاطِلاً .. سَيَعْجِبَك الطَّرِيق لأِنَّهُ مِنْ أجْلَك لِيوَصَلَك إِلَى السَّمَاء .. مَا أجْمَل الإِنْسَان الَّذِي يَجْعَل السَّمَاء هَدَف شَاغِل قَلْبه وَذِهْنه .. لأِنَّ الفَاقِد الطَّرِيق فَقَد كُلَّ شِئ .. فَقَد الهَدَف .. .. مِثْل إِنْسَان تِسْأله إِلَى أيْنَ أنْتَ ذَاهِب ؟ وَيُجِيبَك أنَّهُ لاَ يَعْرِف لأِنَّهُ فَقَد الهَدَف ..وَلَكِنْ السَيِّد الْمَسِيح كَانَ عَارِف الهَدَف وَأنْتَ أيْضاً سِير فِي الطَّرِيق الضَيَّق المَملُوء صَلِيب وَحِرْمَان لأِنَّ هَذَا الطَّرِيق آخْره السَّمَاء .
وَإِنْتَ فِي رِحْلِة الخَمَاسِين تَحْتَاج إِلَى مُتَطَلِبَات هِيَ .. الإِيمَان .. خُبْز لِلرِحْلَة .. المَاء ..نُوْر لِلطَرِيق .. الطَّرِيق .. سِلاَح الغَلْبَة عَلَى الحُرُوب .. عَطِيِة الرُّوح القُدُس .. قَالَ يَسُوع { أنَا هُوَ الطَّرِيق وَالحَقُّ وَالْحَيوةُ } .. لاَ يَعْرِف أحَد الطَّرِيق إِلاَّ مِنْ خِلاَلِي أنَا وَبِيَّ وَطَرِيقِي هُوَ الصَّلِيب وَبَذْل الذَّات .. إِمْسِك فِيه بِكُلَّ قُوِّتَك وَلاَ تُرْخِيه .. رَبِّنَا يِثَبِّتنَا فِي الطَّرِيق وَيُعْطِي لَنَا إِيمَان وَتَعْزِيَات الطَّرِيق مَهْمَا كَانْ ضَيَّق يِفَرَّحْنَا بِه وَنَقُول لاَ نُرِيد طَرِيق غِيرَك لأِنَّنَا لاَ نَعْرِف آخَر سِوَاك .
رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته لَهُ المَجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
لماذا نكرم القديسين
من سفر الرؤيا 12 : 1 " وظهرت آية عظيمة فىِ السماء إمرأة مُتسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى رأسها إكليل من إثنى عشر كوكباً " المرأة هى الكنيسة والإنجيل يصفها وكأنّها مُزينّة بالقديسين الذين هُم كواكب فىِ سمائها كُل إيمان فىِ الكنيسة تُترجمه لطقس وكُل عقيدة فيها لا تكتفىِ أن نعرفها على مُستوى الذهن بل على مُستوى المُمارسة الكنيسة أحبّت القديسين فكرّمتهُم فىِ طقس إيمان الكنيسة بالقديسين هو أنّهُم صورة للمسيح القديس إنسان تشبّع بحياة المسيح بفكرهُ وقلبهُ وجسدهُ فنجدهُ بكُل كيانهُ إنعكاس للمسيح حتى أنّه يصل إلى أن يُقدّم حياتةُ لأجل المسيح لذلك تُكرمة الكنيسة القديسين مملؤين بالنور الإلهىِ هُم من حاربوا وربحوا لذلك أفكارهُم هى أفكار المسيح وأعمالهُم هى أعمال المسيح لذلك تنظُر لهُم الكنيسة بكرامة عظيمة0
طُرق تكريم الكنيسة للقديسين :-
يا سيد أن أردت تقدر أن تطهرنى
في بشارة معلمنا متى أصحاح " 8 " إتجمعت معجزات ربنا يسوع أو معجزات كثيرة .. من أجمل المعجزات هي معجزة شفاء الأبرص الذي جاء إلى الرب يسوع وقال له { يا سيد إن أردت تقدر أن تُطهرني } .. جميل في الكتاب المقدس وهو يقول { فمد يسوع يده ولمسهُ قائلاً أُريد فاطهر } نتحدث قليلاً عن مرض البرص .. فهو مرض خطير جداً يُصيب الإنسان بدايةً في جلده وفي أعضاءه الظاهرة وسُرعان ما يمتد وينتشر في جسم الإنسان ويتحول إلى تقيحات وقروح ويُصيب الشعيرات الدموية والدورة الدموية فتتقيح فلم يصل إليها الدم وتُصبح أجزاء ميتة فتؤدي إلى انفصال بعض الأجزاء عن الجسم .. أيضاً هو مرض مُعدي والعدوى عن طريق اللمس .. وهو لون من ألوان مرض الجزام .. رغم كل تقدم العلم حتى الآن ليس له علاج .. فلذلك يُعزل المريض ويحاولوا علاج آثار المرض ولم يتوقف المرض هذا المرض ليس له شفاء .. في العهد القديم ارتبط البرص بالخطية .. مثلاً فإن مريم أخت موسى عندما تكلمت عليه ربنا ضربها بالبرص .. وعندما اشتهى عزيا الملك أن يقدم ذبيحة ربنا ضربه بالبرص .. فهو ثمرة خطية لذلك معلمنا متى من ضمن معجزات ربنا يسوع عرض هذا لأنه كان يُخاطب اليهود .. واليهود يعلمون جيداً ما معنى مرض البرص .. أي مرض خطية وليس له شفاء ومُعدي ويستوجب العزل .. معلمنا متى أكثر معجزة شدته في معجزات ربنا يسوع المسيح هي شفاء الأبرص .. لدرجة أن الأبرص كان يُعزل بمفرده ولو مر في طريق ووجد الأبرص أن هناك شخص يأتي ولم يراه يقول هذا المريض " نجس .. نجس "( لا 13 : 45 ) حتى يحطات الشخص السليم ويبتعد عجيب أن يتجرأ هذا الأبرص ويذهب إلى الرب يسوع .. وعجيب أن الرب يسوع يُظهر قدرته ويمد يده ويلمسه .. ربنا يسوع كان يمكن أن يشفيه بكلمة .. فهو كان يُقيم الموتى بكلمة أفلا يستطيع أن يشفي المرضى بكلمة ؟! لكن مد يده وشفاه ولمسه .. أراد أن يقول له أن المرض ممكن جداً أن ينتقل إليَّ ولكن المرض إن انتقل لا يُصيبني بأذى هو الحامل خطايا العالم ومع ذلك لم يتلوث .. وهذا المرض سريع الإنتشار فيُقال { بإنسانٍ واحدٍ دخلت الخطية إلى العالم } ( رو 5 : 12) .. هكذا البرص إنتشر في العالم كله وأصبح مُعدي .. كان المريض بالبرص يُمنع من الحضور في وسط الجماعة المقدسة ويُعزل ويُحرم من العبادة في الهيكل والتقدمات .. وعندما نقرأ في العهد القديم في سفر اللاويين أصحاح " 13 ، 14 " نرى شريعة طويلة تُدعى " تطهير الأبرص " لذلك لا يوجد شفاء من البرص ولا يوجد تطهير للبرص فلا يُحسب شفاء ولكن يُحسب تطهيراً .. أي مرض ليس له حل مرض درجة شفاءه أصعب من إقامة ميت .. من هنا معلمنا متى وضع معجزة شفاء الأبرص قبل إقامة الموتى لأنها تُعلن قدرة السيد .. لأنها تعلن مدى سلطانه على الأمر الذي ليس له شفاء .. البرص يُمثل الخطية في أبشع صورها .. يُمثل الخطية بآثارها ومدى أذيتها وليس لها شفاء .. وتنتقل بعدوى سريعة .. تعزل الإنسان عن شركة الجماعة المقدسة .. لكن لينا رجاء في المسيح الذي يأخذ المرض في جسمه ويبيده ويقدم لنا الشفاء ويُرجعنا ثاني ونعود ننظر هيكله ويُرجعنا إلى شركة أسراره المُحيية نصف المرض بطريقة أفضل .. هناك أجزاء في المريض تبدأ في الورم وتِلمع .. وجزء منها يُجرح ويتقيح .. ينتشر بالأكثر في الأنف .. في اليد .. في الرِجل .. هذه هي بداية المرض .. يدخل داخل الجلد ثم يدخل في الدم وينتقل في الدورة الدموية يُصيب الأعصاب ويبدأ يؤثر على حركته .. والأجزاء المرضية تزداد إلى أن يمتلئ الجسم كله فتنفصل أجزاء من الجسم وتقع ( عُقلة من إصبع ، جزء من الأُذن ) ربط الكتاب المقدس بين البرص والخطية .. الخطية تنتشر وتكثُر .. تبدأ صغيرة وتنتهي كبيرة وتُوصل إلى الأعصاب .. أي لا يشعر الإنسان كما تفعل الخطية .. معلمنا بولس الرسول يقول { الذين إذ هم قد فقدوا الحس أسلموا نفوسهم للدعارة ليعملوا كل نجاسة في الطمع } ( أف 4 : 19) .. فقدوا الحِس أي أُناس يفتخر بشره .. كلام جارح دون أن يدري .. ملابس لا تليق دون أن تدري .. الخطية تعمل على الكُره والعزل وتحرم الإنسان من شركته في الجماعة المقدسة .. لا يتناول من الأسرار المقدسة ولا يستطيع حضور الكنيسة .. لا يقدر على الصلاة .. لا يقرأ في الكتاب المقدس .. الخطية كما البرص .. هل من شفاء ؟ أكيد في المسيح يسوع شفاء ولكن عودة الأبرص إلى شركة الجماعة المقدسة تستلزم تكلفة باهظة .. عندما تقرأ في سفر اللاويين عن شريعة تطهير الأبرص نجدها طويلة جداً .. مثل الخطية الشفاء غير سهل ولكنه غير مستحيل .. من الصعب أن يتأكد ويُصدق الشخص أنه أبرص في العهد القديم علامات البرص تظهر على الشخص والناس تراه وهو لا يستوعب ذلك .. أيضاً الخطية هكذا تخدع الإنسان والآخرين تعرف من عينه وكلامه وتصرفاته أنه خاطئ أما هو لا يعرف ولا يستطيع أن يُصدق .. وإن وجَّههُ أحد يحزن .. وحتى يكون هذا الأمر محسوم كان يُعرض قديماً على الكاهن في وَضَح النهار من الساعة السادسة إلى التاسعة ( أي من 12 – 3 ) في النور وهناك أمراض جلدية أخرى ممكن تتداخل في تشخيصها .. هناك طريقة في الطب بالبحث عن الأبسط وهكذا الكاهن قديماً يفعل ذلك هل هذا الشخص أصلع مثلاً أو هل عند المريض قوباء مثلاً أو قد حُرِق قديماً .. حتى في النهاية إن لم يكن كذلك يقول أنه أبرص ويجزم بذلك من يشخَّص إنه مريض هو ربنا يسوع المسيح .. لذلك نقول أنه ليس من دورنا أن نقول أن هذا الشخص خاطئ حتى لو كانت الأعراض ظاهرة .. دور المسئول ( الكاهن إشارة إلى ربنا يسوع ) .. ربنا يسوع هو الوحيد الذي يقول هذا .. لا نحكم أبداً على أحد بخطية .. { الآب لا يدين أحداً بل قد أعطى كل الدينونة للابن } ( يو 5 : 22 ) .. الكاهن نفسه كان ينتظر حتى يتأكد رغم أن المرض واضح ربنا يسوع متمهل ومتأني .. وإذا رجعنا للمرض فإن أول عرض يظهر على المريض وجود منطقة ما في حالة ورم ( ناتئ ) .. ثم تتحول إلى قوباء ثم يظهر حولها لمعان .. فكل شئ له معنى أولاً بالنسبة للناتئ ( أي منطقة مرتفعة ) تُشير إلى الكبرياء .. أول علامة في الخطية هي ارتفاع القلب .. يشعر الإنسان أنه أفضل من غيره .. فلاحظ الآن نفسك هل بك ناتئ أم لا ؟ تشعر أنك أفضل الناس .. هل تشعر أنك تُرضي الله في كل أعمالك ولا يوجد مثلك ؟ أحياناً الناتئ يأخذ شكل الروحاني .. مثل جماعة الكتبة والفريسيين فلا يوجد في نظرهم من يُرضي الله غيرهم .. وكل الناس عندهم جهلة .. كل الناس ضالة وبعيدة وفي صلاتهم يقولون { أشكرك أني لستُ مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار } ( لو 18 : 11) .. إن الفئة الوحيدة التي أعطاها يسوع المسيح الويل رغم إنه مصدر كل بركة وكل عطية صالحة هم فئة الكتبة .. كل من لا يفتح قلبه للطوبى يستحق اللعنة القوباء .. فالخطية تجلب جرح وتُشعِر الإنسان إنه مجروح وبه نزيف ودم ويفقد حياته .. بها قرحة وجرح في جزء عميق في جسمه .. الخطية كذلك قيل عنها { طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء }( أم 7 : 26 ) .. نتذكر المثال الخاص بالسامري الصالح عندما وقع بين لصوص وجرحوه .. فكل هذا ربنا يسوع دفع ثمنه .. الناتئ ← إرتفع على الصليب .. القوباء ← أنه جُرِح .. فهو أراد أن يحمل أعراض المرض لكي يشفيه .. الكتاب المقدس يقول { جرحك عديم الشفاء } ( نا 3 : 19) اللمعان .. فالخطية تُسبب هذه اللمعة وبها لون من ألوان الإغراء .. شئ يعكس شئ غير موجود .. الخطية تقدم لنا الشئ الذي يغرينا ويغوينا لكي يُسقطنا .. نتذكر الخطية الأولى الخاصة بأبونا آدم عندما رأى الشجرة بهية للنظر .. شهية للأكل .. بها لمعة يُقال عن عخان بن كرمي أيام يشوع بن نون عندما تساءلوا فيما بينهم عن سبب الهزيمة فقال عخان إني رأيت رداء ولسان وهذه الأشياء أغرتني لأن لها لمعة ( يش 7 : 21 ) .. رأيت فاشتهيت فأخذت فدفنت .. الأباء القديسين تقول إحذر لأن الخطية تُمثل لك مراحل من حياتك .. ربنا يسوع غلب اللمعة .. قيل عنه أن عدو الخير أخذه على جناح الهيكل وأراه مباهج العالم وقال له كل هذا سأعطيه لك لو سجدت لي ( مت 4 : 9 ) لذلك الكاهن الذي هو رمز لربنا يسوع المسيح يكشف فيك ثلاث أشياء .. الناتئ .. القوباء .. اللمعة .. وأنت تجد في شخصه أنه غلب الكبرياء والجرح واللمعة .. يُقال عن الكاهن الذي من سبط لاوي أن يكون زاهد للحياة .. لا يوجد شئ يغريه .. فهم موهوبون له هبةً ( عد 3 : 9 ) .. حتى عندما جاء يشوع بن نون وقسم أرض الموعد قال أن اللاويين ليس لهم نصيب في الأرض .. ولا يكون لهم قِسم في وسطِهم .. فالله هو قِسمهم وميراثهم أما الكاهن هو الذي يحق له التشخيص .. لذلك نقول لا تفحص نفس ليس من حقك أن تفحصها .. لا تحكم على أحد ليس من حقك أن تحكم عليه .. فيقول الأباء القديسين { أحكم يا أخي على نفسك قبل أن يُحكم عليك } .. وحذاري أن تنخدع بحكم الناس لأن الناس تجامل ومن يقول لك الحقيقة هو شخص يسوع المبارك .. لا تفحص نفسك خارجاً عن المسيح ولا تحكم على أحد أنه أبرص .. فالحكم للطبيب الحقيقي .. للقادر وحده على الشفاء .. أُحكم نفسك بالإنجيل وبشخص ربنا يسوع وعلى مستوى القداسة التي يريدها هو عندما يحكم الكاهن على الإنسان بأنه أبرص فعليهِ بالخطوات التالية :-
الإنعزال ← يشق ثيابه ← يكشف رأسه ← يحلق شاربه ← يجلس بمفرده .
لماذا يشق ثيابه ؟ لأن الخطية تُحدث عُري .. فأبونا آدم عرف أنه عريان بسبب الخطية .. فالعري من عمل إبليس .. فيأتي ربنا يسوع ويسترنا ونرتدي ثياب .. مثل ما حدث في مثل السامري الصالح جاء اللصوص وعروه .. لذلك ربنا يسوع أيضاً تعرى لكي يدفع ثمن خطايانا .. يقدم العلاج من خلال نفس المرض يكشف رأسه .. فإن غطاء الرأس يُمثل كرامة .. لذلك نرى أبونا البطرك عندما يُقرأ الإنجيل يخلع رأسه .. فالخطية أيضاً تحذف الكرامة .. العِمة علامة الكرامة والمجد والزينة وأحياناً رمز للحماية .. والخطية تُفقدك الحماية وإحساس الأمان .. لذلك في الرسالة إلى أفسس من ضمن أدوات الحرب الروحية خوذة الخلاص ( أف 6 : 17) .. وعندما تكون مكشوف الرأس تُصبح هدفاً للعدو حلق الشارب أو غطاءه .. فإنه رمز للنضج والرجولة والكرامة والقوة وغطاءه إشارة إلى إهدار كرامته وضياع رجولته ويعلن أنه طفل غير ناضج .. ويضع شئ ما على فمه لأن المفروض أن الأبرص لا يتكلم ولا يُسمع صوته الإنسان في الخطية يصلي وهو لا يعرف .. يقرأ ولا يفهم .. صعب عليه حضور القداس وكما يقول المزمور { ليس الأموات يُسبحون الرب } ( مز 115 : 17) .. أي أموات الخطايا أيضاً .. الميت بالخطية لا يعرف أن يقول " قدوس .. قدوس " .. لا يعرف أن يسجد وإن سجد فالسجود يكون شكلي لا يشعر بصلاة " أبانا الذي في السموات " .. لا يعرف أن يقول { إفتح شفتيّ فيخبر فمي بتسبيحك }( مز 51 : 15) من نعمة ربنا علينا أني أعرف نفسي بأني خاطئ .. لأن أخطر شئ أن لا يعلم الإنسان بحقيقة ذلك .. الأباء القديسين تقول { أن الذي يظن في نفسه أنه بلا عيب فقد حوى في نفسه سائر العيوب } .. القديس مارإسحق يقول { أن الذي يُبصر خطاياه أعظم من الذي يُبصر ملائكة } .. فلا تُسمي الخطية مُسمى آخر غير إنها خطية .. جميل أن تحكم على نفسك أنك خاطئ .. إقرع صدرك وقل كرحمتك يارب .. من علامات العصر الحالي أن الخطية غيَّرت من ثوبها وتعطي لنفسها مُسميات أخرى .. حذاري أن تقول عن الخطية أنها حرية .. أو عن الإباحية أنه إنفتاح .. ولا تقل على الإدمان والمخدرات إحتياج أو علاج لمشاكل يُقيم وحده .. نوع من أنواع العزل .. يخرج خارج المحلة .. الجماعة المقدسة .. تخيل الرجل المحكوم عليه بكل هذا تجاسر وأتى إلى يسوع وكأنه في حالة من الكآبة والضيق والتعب الشديد .. ويرى أن الموضوع طويل جداً ولكن شعر أن له رجاء في المسيح يسوع .. عندما عرف أنه سيمر من هذا المكان ذهب إليه حتى وهو يعرف أنه ممنوع من مقابلة الناس .. ستظل تقول لكل واحد " أنا نجس .. نجس " حتى تصل إليه .. آثر أن يذهب ويقول له { يا سيد إن أردت تقدر أن تُطهرني } .. أعشم في إرادتك وأثق في قدرتك إن الأبرص لكي يتم تطهيره عليه أن يأتي بعصفورين مثل بعض تماماً ويأتي بطبق به ماء ومعه قطعة من القماش الحمراء وقطعة من الخشب .. فتُذبح العصفورة الأولى ويسيل دمها على الطبق الذي به الماء والقماشة والخشبة ويأتي الكاهن ويرش الماء الممزوج بالدم بالقماش الأحمر والخشبة على جسد الأبرص .. والعصفورة الأخرى يطيرها – هذه هي شريعة تطهير الأبرص – .. ثم يغتسل ويغسل ثيابه ويأتي للجماعة المقدسة رغم إنه لم يتم شفاءه ولكنه تطهر حتى يأتي للجماعة المقدسة الخطية كذلك .. فإن الإعتراف والتناول عمل مبني على إيمانك .. يقف على أمور ظاهرة .. الأبرص كان يعشم في محبة ربنا جداً .. ذهب إليه وقال له { يا سيد إن أردت تقدر أن تُطهرني } .. فمد يده ولمسه رغم مرضه الخطير .. لم يقل كلمة فقط بل لمسه رغم أنه أبرص إلا أنه محبوب لديه .. أبرص ولكن الله يحبه .. أبرص ولكن سيُشفى .. كلنا جميعاً هكذا فما أجمل كنيستنا التي جعلتنا نشعر ونحن قادمين إليها ونحن حاملين فيها مرض البرص لكننا نعشم في التطهير الخاص به وهو يعطينا جسده ودمه .. وكما نقول في صلاة قبل التناول { أنك لم تستنكف من دخول بيت الأبرص لتشفيه } .. ونقول له مع الأبرص { يا سيد إن أردت تقدر أن تُطهرني } .. أما هو فيقول { أُريد فاطهر } .. يمد يده ويلمسني .. نأخذ الجسد والدم ونتحد به ويدخل داخل كل أعضائي .. يبيد البرص ويعطينا نقاء وشفاء .. هذا هو ما فعلهُ .. سنرجع إلى الجماعة المقدسة من جديد .. تعود تنظر هيكله وتُخبر بتسبيحه وكرامتك المسلوبة ترجع من جديد سأرجع للطبيب الحقيقي ويُرجع إليَّ ما سرقهُ العدو .. وبعد أن كنت عديم الحس أسلك بلياقة .. بتدقيق .. وبعد أن كانت كرامتي مسلوبة ترد إليَّ كرامتي بقوة .. وبعد أن كان فمي مُغلق يفتح شفتيّ ويُخبر فمي بتسبيحك .. وبعد أن كنت أقول " أنا نجس .. نجس " صرت طاهر عفيف وهيكل له ومُكرم وغير مطرود وأعيش في وسط الجماعة المقدسة { أما أنا فبكثرة رحمتك أدخل بيتك .. وأسجد قدام هيكل قدسك بمخافتك } ( مز 5 : 7 ) .. في كل مرة أُشكر ربنا وأنت تدخل الكنيسة وإنك تُحسب مع شعبه وقديسيه .. وتقول له { في الجماعات أبارك الرب } ( مز 26 : 12) .. إن أراد العدو أن يعزلنا ويُفقدنا كرامتنا ومكانتنا عند الله يرغب أن نعيش في نجاسات ورجاسات .. قرَّب للمسيح القادر وحده أن يمد يده ويشفيك .. هنا أقول لك في معجزة شفاء الأبرص نحن لنا فيها كنز .. نحن مدعوين للشفاء .. لا تستثقل خطاياك عليه أبداً لا يخدعك العدو بأن مرضك عديم الشفاء ومطرود وستظل مطرود .. قل له أن الله سيجعلني أنظر هيكله ويجعلني شريكاً في نعمة أسراره المُحيية .. أنا ابن مكاني بيته ربنا يكمل ويفرحنا بعمل شفاءه فينا وندعو كل مريض تعالوا وانظروا يوجد من لمسني وقال لي كلمة لكي ينالوا الشفاءفهناك من قادر أن يشفي البرص وإن كان مستحيل ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين
أعظم مواليد النساء
الأحد الأول من السنة القبطية يوافق تذكار إستشهاد القديس العظيم يوحنا المعمدان .. لذلك يقرأ علينا إنجيل معلمنا لوقا بفم ربنا يسوع المسيح الطاهر عندما قال ﴿ أقول لكم إنه بين المولودين من النساء ليس نبي أعظم من يوحنا المعمدان ﴾ ( لو 7 : 28 ) .. لماذا يا الله ؟ لماذا جعلت يوحنا المعمدان أعظم شخص رغم أنه يوجد أبرار كثيرين وقديسين كثيرين ؟ .. لماذا يوحنا المعمدان بالأخص أعظم مواليد النساء ؟ يقال عن يوحنا المعمدان أنه الجسر الذي يربط بين العهدين القديم والجديد .. هو حلقة الوصل بين العهدين .. كل الأنبياء تنبأوا عن ربنا يسوع .. أما يوحنا المعمدان فرأى وتنبأ .. كل الذين تنبأوا لم يروا لكن يوحنا تنبأ ورأى .. في أوشية الإنجيل نقول ﴿ إن أنبياء وأبرار كثيرين إشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا ﴾ .. تنبأوا عن أمور لم يروها .
يوحنا المعمدان رأى ربنا يسوع مشتهى كل الأمم رآه بل وشهد عنه .. وإن كان كل الأنبياء قد تنبأوا عن ربنا يسوع لكن عمل يوحنا المعمدان كان بمقدار جميع الأنبياء لأنه كان يعد للرب لمجيئه المباشر وكأنه يريد أن يقول كل ما سمعتموه من الأنبياء سترونه الآن .. كل ما تعلموه عن المسيا سترونه الآن .. هذا سر عظمة القديس يوحنا المعمدان أعظم مواليد النساء .. لم يتنبأ فقط بل تنبأ وشهد ورأى .
كنا ندرس في سفر العدد الذي يقول أن البعض ذهب ليتجسسوا أرض الميعاد واحد من كل سبط أي ذهب إثني عشر رجل ليتجسسوا ويروا ما هي طبيعة الأرض وطبيعة سكانها وثمارها و ..... وقال لهم موسى النبي إحضروا من ثمار هذه الأرض لكي يرى الشعب ويفرح ويتعزى بأن هذه الأرض تفيض لبن وعسل بحسب قول الرب .. فذهبوا وتجسسوا وأحضروا معهم عنقود عنب كبير جداً ولكي يحملوه حملوه على عصا خشبية .. الآباء يقولون عندما تأملوا هذا المنظر أن الخشبة هي الصليب والعنقود هو المسيح له المجد .. كان عنقود العنب ثقيل جداً ولكي يحمل على الخشبة كان يجب أن يحمله مجموعتان مجموعة من الأمام ومجموعة من الخلف والعنقود محمول على الخشبة في الوسط .. المجموعة الأمامية التي تحمل العنقود يحملون لكنهم لا يرونه .. نعم هم يحملون الخشبة على أكتافهم لكن لايرون العنقود لأنه خلفهم .. بينما المجموعة الخلفية يحملون العنقود بالخشبة على أكتافهم وهم يرون العنقود أمام عيونهم .. هكذا يوحنا المعمدان تنبأ ورأى مثل المجموعة الخلفية بينما كثيرون تنبأوا ولم يروا مثل المجموعة الأمامية – فرق كبير – نحن أولاد العهد الجديد نرى .. * طوبى لعيونهم لأنها تبصر * .. لذلك عندما تكرم الكنيسة السيدة العذراء تقول من ضمن ألقابها – لو فهمنا الإنجيل – * الحاملة عنقود الحياة * .. هذا هو العنقود .. لذلك يوحنا المعمدان أعظم أنبياء العهد القديم .
إن قيل عن موسى النبي أنه كليم الله وإن كان إليشع النبي أكثر الأنبياء عمل معجزات .. وإن كان أشعياء النبي تنبأ عن تفاصيل ميلاد ربنا يسوع وصليبه .. وإن كان دانيال النبي قيل عنه أنه المحبوب من الله وأنه صديق الملائكة .. كل هؤلاء لكن يوحنا المعمدان هو أعظم .. لذلك الكنيسة تضع يوحنا المعمدان بعد السيدة العذراء مباشرةً .. تطلب شفاعة السيدة العذراء والملائكة ويوحنا المعمدان وتطلب صلوات سائر القديسين .. عندما تقول |iten ni`precbi`a * أي بشفاعة * تقولها للعذراء والملائكة ويوحنا المعمدان بينما تقول |iten nieuxh * أي بصلوات * للقديسين والشهداء والنساك و ..... كيف يوضع يوحنا المعمدان مع السيدة العذراء والملائكة ؟ كيف وهو بشر مثل سائر البشر ؟ لكن الكتاب المقدس يقول هو أعظم مواليد النساء .. أحياناً في بعض الأيقونات الطقسية يُرسم يوحنا المعمدان بأجنحة .. لماذا ؟ يقول لأنه يمكن أن يوضع مع الطغمات السمائية .. وهكذا وضعته الكنيسة في هذا المقام .. أعظم مواليد النساء .
في مجمع القداس يوضع يوحنا المعمدان بعد السيدة العذراء .. نتكلم عن يوحنا السابق الصابغ والشهيد .. لماذا ؟ تقول الكنيسة لأن هذا مكانه الحقيقي .. لماذا الكنيسة متحمسة ليوحنا على أنه أعظم مواليد النساء ؟ لأن مقاييس ومفهوم العظمة عند الناس هي أن يكون الشخص ذو جاه كبير ومال كثير ويسكن القصور و ...... إن وضعنا يوحنا المعمدان بحسب هذه المقاييس نجده غير عظيم بل سيظهر مسكين ليس له ما يرتديه أو يأكله .. يعيش في قفار .. هل هو عظيم ؟ نعم عظيم بل أعظم مواليد النساء لأن مفهوم العظمة عند الناس غير مفهوم العظمة عند الله .. نحن العالم جعلنا نقيس بمكياله وهذا لا يليق بمقاييس الله .. إن كنا نقيس بمقاييس العالم سيكون ربنا يسوع المسيح ليس عظيم فهو مولود في مذود .. تربى في بيت فقير .. نشأ في أسرة بسيطة .. عاش حياة بسيطة في مجتمع فقير .. مظهره بسيط .. فهل ربنا يسوع ليس عظيم ؟ لا .. عظيم جداً .. لذلك لابد أن يدخل أذهاننا مفهوم جديد للعظمة ولكي تستوعب هذا المفهوم الجديد للعظمة إفهم يوحنا المعمدان لكي تعرف ما هي العظمة .. هل تريد أن تكون عظيم ؟ تمسك بيوحنا المعمدان الذي رأى والعنقود أمام عينيه وأعد طريق الرب .
عظمة يوحنا المعمدان لها مجالات كثيرة جداً لو تكلمنا عن عظمته في الخدمة نحتاج سلسلة فهو أعد طريق الرب .. عصره كان عصر مظلم جداً في المعرفة والتقوى .. كان عصر شرير وربنا يسوع قصد أن يفتقد البشرية ويأتي لها وهي في قمة جهلها .. عندما أتى ربنا يسوع ليلاً لم يكن يقصد الليل في حد ذاته فهو كان يمكنه أن يسهل الأمر ويأتي بالنهار ولكن قصد أن يولد في الليل ليعرفنا أنه ولد في أحلك ظلمة مر بها العالم ولننتبه أن ليل شهر كيهك ظلامه دامس والمسيح ولد في 29 كيهك ومع ذلك نوراً أشرق في الظلمة .. فمن الذي يستطيع أن يعد الطريق في هذه الظلمة ؟ قد يكون الناس في عصور قبل ذلك أكثر تمهيداً .. يوحنا المعمدان أتى ليعد طريق الرب .. ﴿ لكي يهيئ للرب شعباً مستعداً ﴾ ( لو 1 : 17 ) .. ﴿ توبوا ﴾ .. ﴿ أعدوا طريق الرب إصنعوا سبله مستقيمة ﴾ ( مت 3 : 2 ؛ 3 )
كان يوحنا يعمد بمعمودية التوبة وبالآف كانوا يعمدون من يوحنا .. عظيم .. كان يوبخ الكتبة والفريسيين .. كان الكتبة والفريسيين في حرفية شديدة جداً عندما تواجهوا مع ربنا يسوع .. يوحنا وبخهم ولم يخافهم .. الكتبة والفريسيين وصلوا لدرجة من الحرفية والجهالة في أمور الشريعة إلى قمتها .. قد كانوا في عصر موسى النبي عندما إستلم الشريعة غير متشددين مثلما كانوا في عصر ربنا يسوع .. كلما قدمت الشريعة كلما تمسكوا بحرفيتها ونسوا روحها حتى أنهم عشروا النعناع والشبث ( مت 23 : 23 ) .. في أيام موسى النبي مع بداية الشريعة لم يفعلوا ذلك لكن كلما إزدادت الحرفية كلما إزدادوا في الشكلية .. ﴿ لأن الحرف يقتل ولكن الروح يحيي ﴾ ( 2كو 3 : 6 ) .. تخيل يوحنا المعمدان دخل وسط هذه الحرفية وخدم .. إن قلت لآخر تكلم عن السيد المسيح وسط هؤلاء يقول لا أستطيع أن أكلمهم عن المسيح لأنهم رافضون وقلوبهم مغلقة وبدلاً من أن يتوبوا سيلوموني أنا وبالفعل لاموا يوحنا المعمدان .
عظيم في خدمته .. عظيم في حياته .. عظيم في شهادته للحق يقف ويوبخ الملك .. الناس كلهم صامتون لكن يوحنا يوبخ الملك وكما قال يوحنا ذهبي الفم ﴿ يوحنا المعمدان فضَّل أن يكون بلا رأس عن أن يكون بلا ضمير ﴾ .. – فضَّل أن يكون بلا رأس – الناس تعرف أن هذه الأمور خاطئة لكنهم صامتين لأن قوة الحق التي فيهم لا تستطيع أن تصعد إلى هذه الدرجة من الإعلان عنها .
تجرد يوحنا المعمدان .. كان إنسان متجرد .. قيل عن زكريا الكاهن عندما علم بقتل أطفال بيت لحم دون السنتين أنه خاف لأن يوحنا كان من ضمن هؤلاء الأطفال الذين كان يجب قتلهم حسب أمر الملك .. فماذا فعل ؟ سأل الرب وأتته فكرة أن يضع الطفل يوحنا في الهيكل وتركه إن قبضوا عليه وقتلوه فهذه إرادة الله وإن حفظه الله فهذه أيضاً إرادة الله .. فأتى ملاك الله وخطفه إلى البرية وهو إبن دون السنتين إلى حين ظهوره وظل تقريباً ثمانية وعشرون سنة في البرية هذا إن قلنا أنه ظهر في عمر الثلاثين ..كيف تربى ونشأ وعاش ؟ تربى بعناية سماوية كانت الملائكة تقوته .. لما ظهر كان شكله مختلف كان شخص العالم بالنسبة له لا يساوي شئ .. الأكل والشرب والملبس بالنسبة له شئ مختلف ومحتقر .. يقول لك تعال عيش معي يوماً واحداً في البرية أنا الله أعالني في البرية وأنت تتكلم عن إني لا أعرف أن آكل وأشرب .. لا تشك في قدرة الله وعمله تعال إختبر معي وعش معي أسبوع أو شهر في البرية لترى كيف يعولني الله .. لذلك كان يوحنا المعمدان قوي .. شديد .. عظيم .. الله أعده في مدرسة البرية لكي يكون شخص عظيم يعد له طريقاً .
كان متجرد .. كان يرتدي ملابس غريبة كان يرتدي وبر الإبل ويأكل جراد وعسل بري .. عندما إنتهت فترة البرية كان يوحنا محروم من الأكل والشرب لكنه الآن فليأكل ويشرب كما يشاء لكنه قال سأظل كما أنا .. فكان يأكل أبسط الأطعمة ويرتدي أبسط الملابس لم يغير من مظهره .. هذه عظمة يوحنا المعمدان .. عظيم في تجرده .. مشكلة الناس كما يقول الكتاب أن ماذا نأكل وماذا نلبس ( مت 6 : 31 ) .. يوحنا لم يهتم بماذا نأكل وماذا نرتدي .. كان يأكل أبسط الأطعمة ويرتدي أبسط الملابس .. الأكل شهوة واحتياج وغريزة وحق إنساني .. إن إمتنع مجموعة في سجن أو أي مجتمع عن الطعام يهيج العالم لأنه أمر خطير .. الأكل احتياج .. يوحنا غلب شهوة البطن ولنتذكر أن عدو الخير عرف أنه من أكثر إحتياجات الإنسان هو الطعام لذلك تجاسر وحارب ربنا يسوع بشخصه القدوس وقال له إن كنت تريد أن تأكل فقل للحجارة أن تصير خبز ( مت 4 : 3 ) .. أراد أن يدخل لربنا يسوع من ثغرة الطعام وشهوة البطن .
جيد هو الإنسان الذي يغلب في داخله شهوة البطن حتى أن الآباء يقولون أن البطن سيدة الأوجاع .. إن عانى الإنسان من أوجاع كثيرة فليعلم أن البطن سيدة هذه الأوجاع .. أمها .. البطن بداية شهوات كثيرة وتحرم الإنسان من عطايا كثيرة وتعبر عن أنانية الإنسان .. يوحنا المعمدان كان طعامه بسيط ولا ننسى أن الإنسان طُرد من الفردوس وباع الفردوس من أجل شهوة الأكل حتى أن القديسين تكلموا كثيراً عن كيف يضبط الإنسان بطنه وأكله .. حتى أنه يوجد تعبير في كتب الآباء عن الشخص الذي يحب الطعام يقولون عنه أنه حنجراني .. ما معنى * حنجراني * ؟ يقولون أن الطعام كل لذته تكون في جزء من الثانية عندما يمر على منطقة الحنجرة بعدها كل الأطعمة تتساوى داخل البطن .. لذلك الذي يستمتع بهذه الثواني القليلة يسمى حنجراني أي يريد أن يتلذذ بحنجرته ولو لحيظات .. يوحنا المعمدان غلب شهوة البطن .
التجرد عند يوحنا المعمدان كان سر عظمة داخلية وليس أمر خارجي .. ربما الكلام عن الطعام يظهر كأنه فوق قامتنا لكن أقول لك لا تكن مثل القديسين في درجة نسكهم الشديد لكن على الأقل لا تكن مستعبد ولا تكن لك طلبات كثيرة بل كن بسيط .. كان المتنيح أبونا بيشوي كامل يمكنه أن يأكل مرة واحدة في اليوم وأبسط الأطعمة يمكن أن يتخيلها .. في أي مكان يمكن أن يقول أنه يريد أن يأكل .. نحن لا نستطيع أن نقول لأحد هذا الطلب حتى لا نكلفه أكثر من طاقته .. أبونا بيشوي يسأل ماذا عندكم ؟ يقولون كذا وكذا و ....... فيختار صنف واحد فقط وأبسط صنف .. مثلاً البعض الذين عاصروا أبونا بيشوي يقولون أنه قد يذهب إلى زيارة أحدهم حوالي الساعة السادسة مساءً ولم يكن قد تذوق الطعام بعد ويقولون له عندنا أطعمة كذا وكذا و ..... ثم ماذا ؟ فيتعجبون هل كل هذه الأطعمة لا تعجبه فماذا يطلب إذاً ؟ ثم يسألهم هل لديكم فاكهة ؟ فيقولون نعم فيطلب ثمرة واحدة فقط من أحد أصناف الفاكهة الموجودة .. يسألوه هل تكفيك ؟ يجيب نعم لا أريد أكثر من ذلك لكي أكمل يومي .
هذا الأمر تعلمه من سيده ربنا يسوع الذي لما جاع ماذا فعل ؟ ذهب إلى شجرة التين ( مت 21 : 18 – 19) .. هل إنسان جوعان يذهب لشجرة تين ليأكل ؟ نحن تعودنا أن يكون الأكل عبارة عن مجموعة أطعمة وبكميات .. لا .. هو مر على الشجرة ليأخذ منها ثمرة تين أو ثمرتين ويشكر الله .. أبهذه البساطة ؟ نعم .. وهكذا علم تلاميذه ففي أحد المرات جاع التلاميذ ومروا على حقل ووجدوا بعض السنابل فأخذوا من هذه السنابل وأكلوا ( لو 6 : 1) .. ناس تأكل زروع بسيطة .. إنسان يهتم بما يأكل وبما يشرب وإنسان إرتفع فوق هذا الأمر .. هذا غير أن الطعام هو الذي غيَّر مصير البشرية فغلبوا الأكل لذلك الكنيسة علمتنا أن نقوت الجسد ونربيه وعلمتنا أيضاً أن نضبطه .
يوحنا المعمدان عظيم في تجرده يعيش في البرية .. فماذا تجد في البرية ؟ لا يوجد شئ يُشتهى .. القديس مارإسحق يقول ليتنا نتمتع بالنظر في البرية .. نجيبه ماذا نجد في البرية هل بها مباني شيك أو سيارات قيِّمة أو ..... ؟ .. لا .. أريدك أن تتمتع برؤية البرية .. لماذا ؟ ﴿ لأن النظر إلى البرية يميت الشهوة من النفس ﴾ .. قفار .. يوحنا المعمدان تربى من صغره على ذلك فماتت شهواته وليس لديه طلبات يطلبها .. من أخطر المشاكل في عصرنا هذا مع التطورات الشديدة ومع الإبتكارات ومصارعة الأسواق على تسويق ما هو ضروري وما هو غير ضروري صرنا لا نرى شئ ونستطيع أن نقول له لا .. ولو درسنا في الأسواق العالمية نجد أن المجتمع يستهلك أمور كثيرة جداً لا فائدة لها في العالم كله وأنه مهما ساد الكساد فإن الناس لا تستطيع أن تضبط أمر الإقتناء رغم ضعف الدخل المادي .. هذا يعني أنه يوجد ضعف داخلي زائد .. الإنسان الشبعان داخلياً وإن كان يعيش في قفر لا يمكن إصطياده .. الشخص السهل إصطياده لابد أن يكون له نقطة ضعف تمسكه منها .
يوحنا المعمدان الذي كان يحيا في القفار لماذا هو فقط الذي وبخ هيرودس ؟ لأن قوة الحق داخله ولأنه أيضاً لا تربطه شهوة ولا يوجد شئ يستطيع هيرودس أن يربطه به .. لكن الذي يحب العالم وشهواته يقول ماذا أقول لهيرودس ؟ أنا أعلم أنه مخطئ لكن إن كلمته قد يحرمني من كذا أو كذا .... أو يفعل معي كذا ..... الذي يخاف على شئ لا يستطيع أن يشهد للحق .. لذلك وبخ كتبة وملك لأنه لا مال ولا مركز ولا زوجة ولا .... يخاف عليه .. لذلك قال القديس يوحنا ذهبي الفم ﴿ لا يوجد شئ يستطيع أن يؤذيك ما لم تؤذي نفسك أولاً ﴾ .. لا يوجد ملك يستطيع أن يؤذيك .. لا شئ يؤذيك إن لم تؤذي نفسك .. أنت ضعفت داخلياً فتغلب من الخارج .. حتى وإن كنت ذاهب إلى الموت لا يستطيع الموت أن يؤذيك إلا إن كنت أنت خائف الموت فتكون أنت من آذيت نفسك .. يقال أنك لو ألقيت طفل رضيع عمر شهر في الماء فإنه يسبح .. إذاً ما الذي يجعل شخص يغرق في الماء ؟ خوفه من الماء يغرقه .. لا يستطيع أحد أن يؤذيك ما لم تؤذي نفسك .
هذا هو القديس العظيم يوحنا المعمدان .. شخص غير متعلق بشئ .. يستطيع أن يوبخ ملك بل والعالم كله .. يشهد للحق ويقول لا يحل لك ( مت 14 : 4 ) .. نعم إن العالم مبهر ومملوء مغريات لكن الشخص الذي يرى المسيح أمامه دائماً تهون عليه مغريات العالم .. وبقدر ما يختفي ربنا يسوع عن عيوننا بقدر ما تزداد المغريات قيمة في عيوننا – وهذا خطأ – .. القديس يوحنا المعمدان مثال لنا في التجرد والكتاب المقدس يقول ﴿ إن كان لنا قوت وكسوة فلنكتفِ بهما ﴾ ( 1تي 6 : 8 ) .. يقال عن معلمنا بولس الرسول أنه تم القبض عليه فجأة ووضع في السجن وكان الطقس بارد جداً والشتاء قد إقترب فماذا يفعل ؟ كتب رسالة لتلميذه تيموثاوس نسمعها كثيراً في الكنيسة يقول له فيها ﴿ الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس أحضره متى جئت ﴾ ( 2تي 4 : 13) .. لأني أشعر بالبرد فإحضر العباءة معك .. لماذا ؟ لأنه لا يملك غيرها .. لذلك قال ﴿ تعلمت أن أكون مكتفياً بما أنا فيه ....... تدربت أن أشبع وأن أجوع وأن أستفضل وأن أنقص ﴾ ( في 4 : 11 – 12 ) .. الذي يتعب الإنسان رغباته .. الذي يجعل الإنسان غير مستريح رغباته .
الإنسان الشبعان بالمسيح وعقله مسبي بمحبة المسيح يصير العالم له تافه ويعلم أنه مهما أخذ من العالم لن يفرح .. العالم غير مشبع وغير مفرح .. العالم خداع ويستنفذ عمر الإنسان كله دون أن يشبعه وكأنه يعطيه سموم وهو يأكلها فيموت رغم أنه يأكل منها بلذة .. يحكى عن فأر وجد نقطة دماء على طرف سكين فلعقها وكان كلما لعق الدماء كلما إزداد الدم وهو يزداد في لعق الدم دون أن يعلم أنه يلعق دمه هو حتى نفذ دمه ومات .. هكذا العالم .. يجري الإنسان وراء شهوات تجعله يخسر خلاصه وهو يجري ولا يشبع ولا ينتهي إلا بهلاك نفسه .. كيف ؟ لذلك يقول الكتاب ﴿ لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم ﴾ ( 1يو 2 : 15 ) .. ليتنا نتشفع بإبن الموعد يوحنا المعمدان ونتمثل بصفاته وعظمته وقوته وتجرده .
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته
له المجد دائماً أبدياً آمين
كيف ولماذا أخدم
1 لأنى صاحب رسالة كل إنسان فى الحياة له رسالة وله هدف وكل إنسان ليس له هدف أو رسالة حياته ليست لها قيمة كما قيل ما أستحق ان يولد من عاش لنفسة فالإنسان الدى يخدم هو شخص يشعر بآدميتة وإنسانيته وأنه إبن لله مثل أب يتعب فى عمله من أجل أولاده ورغم ذلك تجده سعيداً لأنه يتعب ليسعد أولاده وهذه هى رسالته كذلك الخادم يتعب ويفتقد ويجهز الدرس ليشبع المخدومين بكلمة الله وهذه هى رسالته وعمله التى تعطى حياتة قيمةً وطعماً
2 الخدمة هى أقصر الطرق المؤدية للحياة الأبدية
الخدمة تساعد الخادم على خلاص نفسة وذلك لقربه الدائم من وسائط النعمة والخلاص فهو شخص يشبع بالمسيح وينمو فى علاقته معه بسبب قراءاتة وتحضيرة أما الخادم الذى يترك الخدمة فهو يبعد بيده لذلك فالخدمة هى أقصر الطرق المؤدية للملكوت الخدمة تساعد على قراءة الكتاب المقدس وحضور إجتماعات صلاة وافتقد وأصلى مع المخدومين وعندما تواجهنى مشكلة فى الخدمة أصلى لذلك فالخدمة هى أقصر الطرق المؤدية إلى الملكوت والخدمة تدفع الخادم إلى الصوم فيصل الخادم إلى حالة من التقديس ( لأجلهم أقدس أنا ذاتى ) يو ١٩:١٧ فالخدمة تجعل الخادم يشبع بالمسيح وينمو فى طريقه إنها تصلح أى إعوجاج فى الحياة وتجعلنا نحيا فى الوسائط أما خارج الخدمة فلن نجد ما يدفعنا إلى الحياة الروحية
3
الخدمة لها أجر سماوى
السيد المسيح أخبرنا أن من عمل وعلم هذا يدعى عظيماً فى ملكوت السماوات مت ١٩:٥ فالذى يخدم الله لا ينسى تعب محبته فى الأرض ويكون محفوظاً له فى ملكوت السماوات (الله ليس بظالم حتى ينسي عملكم وتعب المحبة التى أظهرتموها عب ١٠:٦ ) لابد أن يعلم الخادم أن كل تعبه فى الخدمة له أجر فى السماء ويكفى الوعد الذى قاله السيد المسيح حيث أكون أنا يكون هناك خادمى يقال عن القديس توما الرسول أنه كان نجاراً ماهراً ولما ذهب إلى الهند ليكرز بها أعطاه الملك مالاً ليبي له قصراً أما القديس فقد أنفقه على الفقراء وبعد سته أشهر أستدعاه الملك وسأله ما أخبار القصر قال له بنيت لك قصراً فى السماء ضخماً فطلب منه أن يراه فقال له إن هذا القصر لن يرى هنا على الارض لأنه قصراً فى السماء فلم يقتنع الملك بكلامة وأودعه السجن ليحاكمه وفى هذا اليوم رأى شقيق الملك فى حلم أن لأخيه قصر كبير فى السماء فسأل عن صاحب القصر فقالوا له إن صاحب القصر هو أخيك الذى بناه له القديس توما فعندما استيقظ ذهب إلى أخيه وقال له إفرج عن توما لأن توما بنى لك قصراً ضخماً فى السماء وقد رأيت هذا القصر بنفسي
4
الخدمة تمجد الله على الارض
السيد المسيح فى إنجيل يوحنا قال أنا مجدتك على الأرض يو ٤:١٧ فأعظم عمل يعمله الخادم أن يمجد إسم المسيح على الأرض كما تفعل الملائكة فهى تمجد الله وتسبحة والخادم مثل الملاك فالخادم يمجد الله عندما يظهر إسم المسيح للمخدومين والله يتمجد حينما يعرف الناس إسم الله وتقدم توبة وترتبط به ويجب أن اسأل نفسي كم شخص ذهبت إليه وعلمته أن يصلى وهو لم يكن يعرف طريق الصلاة وكم شخص عرفته طريق المسيح وربطه بالمسيح وهو لم يكن يعرفه من قبل
5
الخادم إنسان يتاجر بالوزنات
الكتاب يذكر مثل الوزنات مت ١٤:٢٥ وأظهر المثل كيف لكل شخص أن يتاجر بالوزنات التى وهبها له الله ولابد أن يسلمها مع ربح وكل من تربى فى الكنيسة واعطاة الله معرفة للقراءة والدراسة والحركة هذه كلها وزنات يريد الله أن نتاجر بها لحسابه وسيحاسبنا عليها وإن أهملت أو تكاسلت سوف يسألنى عنه
كيف أخدم
لابد من قواعد ثابتة أبنى عليها خدمتى
1 أخدم بإنكار ذات
السيد المسيح قال من أراد أن يأتى ورائي فلينكر نفسة ويحمل صليبه ويتبعنى مت ٢٤:١٦ ويوحنا المعمدان قال عن السيد المسيج ينبغى أن ذاك ويزيد وأنى أن ينقص يو ٣٠:٣ وهذا هو عمل الخادم أن يربط النفس البشرية بعرسها الحقيقي المسيح ويجب أن يربط المخدومين بالمسيح وليس بشخصة الخادم يبذل ويتعب وليس مسؤلاً عن الثمر لأنه قد يأتى مع شخص آخر وأنا عملى أن أخدم فقط وأمر الثمر لا يشغللك وقد يأتى الثمر متأخراً
2 الخدمة بأمانة
الأمانة عنصر هام فى الخدمة ( كن أميناً إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة رؤ 20:2لابد من الصدق مع النفس وأكون أمين فى الإعداد للخدمة وأبذل جهد فى متابعة المخدومين وأضع أمامى أن الله سوف يسألنى عن أمانتى مع المخدومين لتسمع الصوت كنت أمينا ً فى القليل سأقيمك على الكثير أدخل إلى فرح سيدك مت ٢١:٢٥ ولا إرغام فى الخدمة فالخدمة هى عمل تطوعى من القلب ويجب أن تتم بفرح وسرور أسال عن الجميع أتابع حضور الأسرة للكنيسة لى غيرة على خلاص كل إنسان ويمكن أن تعطى اأسماء للأشخاص المسؤلين عن خدمتهم ومحبتى تجعلنى أبحث عن طرق لتقديم الموضوعات وأجهز وسائل إيضاح وأقدم بها الدروس لكى يكون مشبعاً فالأمانة هى أن أتعب وأقدم ما
هو أكثر من المطلوب
3 أخدم دون تمييز
هناك من يفضل خدمة الاطفال المميزين المؤدبين أما الأشقياء والفقراء والمتعبين يهملهم فلا يصح للخادم أن يتذمر أو يرفض خدمة الأعضاء الضعيفة والخادم كالعبد الذى يخدم سيدة ولا يصح ان يهمل فى خدمة أولاد سيده القديس أوغسطينوس كان حين يصلى من أجل شعه كان يردد أطلب إليك من أجل سادتى عبيدك والخادم عمله غسل الأرجل كما تعلم من سيده المسيح ويجب الا يشعر الخادم أنه أفضل من غيرة ولا يتعالى عليهم بل يخدم بكل أناة وهدوء ولطف وليس بالإهانه والتوبيخ هذا ليس عملنا
4 يجب أن يحيا الخادم ما يعلم به
فلا تقل درساً إلا ويكون موضوع جهادك أولاً فإن تكلمت عن الصلاة فيجب أن تصلي أولاً وإن تكلمت عن العفة فيجب أن تكون أنت عفيفاً وتجاهد فى ذلك قدر طاقتك وهكذا أى فضيلة نطلبها من المخدومين يجب عليك أن تجاهد أنت فيها أولاً من أجل المخدومين
5 إخدم بقلب حار وحماس
إحذر من الشيخوخة الروحية حيث يجد الخادم نفسة وقد فقد الإستعداد والحماس فبعد سنة أو أكثر نجد الخادم قد أصيب بالعجز ويستثقل العمل وليس لدية الرغبة فى الخدمة أو التحضير أو تحضير الدرس أو الإشتراك فى الأنشطة المختلفة وتذكر أنه مكتوب غيرة بيتك أكلتنى والخادم الغير جاد فى خدمتة فهو دليل على أن محبة الله لا توجد فى قلبه ونتعلم ن القديس بولس الرسول ( من يضعف وأنا لا أضعف من يعثر وأنا لا ألتهب ٢كو ٢٩:١١ ١كو ١٩:٩ صرت للكل كل شيء لأربح على كل حال قوم وهذا مثال الخادم الممتلىء قلبة بالغيرة والحماس الذى رأيناه يصلي للملك أغريباس حين قال للقديس بولس أبقليل تقنعنى أن أصير مسيحياً فقال له بولس كنت أصلى إلى الله أنه بقليل وبكثير ليس أنت فقط بل ايضاً جميع الذين يسمعوننى اليوم يصير هكذا كما أنا ماخلا هذه القيود أع ٢٨:٢٦ الخادم الحار والمملؤ غيرة لا يحتمل أن يرى نفوس بعيده عن المسيح ويسيرون فى طريق الضلال وبهذا فهو مثل سيده يريد أن الجميع يخلصون
6 أخدم بإستقامة
أى بالتعليم الصحيح السليم أى نعلم تعاليم كنيستنا الأرثوذكسية ويعرف ويمارس تفاصيلها ويتذوق عذوبتها ولا يفرط فى موروثات آبائه فلا يصح لخادم أن يحضر إجتماع الطوائف الغير أرثوذكسية وتجده بدأ يأخذ اسلوبهم ومنهجهم خادم له حس أرثوذكسى مستقيم لا يستطيع أن يفارق الكنيسة ولا يتذوق غيرها وإن وجدت من يخرج شياطين ويتكلم بألسنة ويطلب من الناس أن تردد عهود ويرفع صوته عاياً إعلم أنك قد خرجت عما تسلمته فى كنيستك وتعلمته منذ طفولتك
7إخدم بطاعة كاملة
إشترك فى إحتمال المشقات كجندى صالح للمسيح يسوع ٢ تى ٣:٢ ويقول له من يتجند لا يرتبك بأعمال هذه الحياة ٢تى ٤:٢ والخادم الناجح هو من يطيع الاب الكاهن أو أمين الخدمة هذا خلاف الخادم المعارض دائماً أو المجادلات الذى يتسبب فى تعطيل الخدمة أو الأنشطة والطاعة ليس معناه إلغاء الحوار أو الرأى وهو شيء صحى للخدمة ولا غنى عنه لنجاح الخدمة ولكنه فى حدود معينه ويكون هذا الحوار لبنيان الخدمة والنمو وليس لمجرد المعارضه فقط
8 أخدم فى كل مكان
أنت خادم ليس فى الكنيسة فقط بل أنت خادم فى بيتك وفى مدرستك وفى عملك ومع جيرانك واقاربك إذ ان المسيح الساكن فى داخلك يتحدث والإجيل يتكلم فيك بكلامة وحين تذهب لإفتقاد المخدوم أسأل عن مدى مواظبة باقى أفراد الأسرة للكنيسة والتمتع بالمسيح فالخدمة هى حاله شخص وليس وظيفة وليست مرتبطة بمكان أو زمان فأنت حيثما وجدت أنت خادم
9 إخدم بمحبة وبروح الصلاة إن الخدمة أساسها الحب ودافعها الحب وثمرها الحب ووسيلتها الحب (بهذا يعرف جميع الناس أنكم تلاميذى إن لكم حب بعضكم نحو بعض يو ٣٥:١٣ وبروح الصلاة فلابد أن كل شيء يفعل بالخدمة فالصلاة هى التى تعطى للدرس قوة وتاثير على المخدومين لأن روح الله يعمل فى نفوس المخدومين ولو واجهتك مشكلة كبيرة صلى بإيمان (أحنى ركبتى لدى أبي ربنا يسوع المسيح أف ١٤:٣ ما أجمل الخدمة بركب منحنيه
الأحد السادس من الخماسين المقدسة إنتظار الروح القدس
الأحد السادس من الخماسين المقدسة انتظار الروح القدس
+ الأحد السادس من الخماسين المقدسة هو الأحد الذي يسبق عيد العنصرة، عيد الخمسين أو عيد حلول الروح القدس يقول لهم ان الحق أقول لكم: أن كل شيء تسألون الاب باسمي يعطيه اياكم وحتى الأن لن تسألوا شيء باسمي، اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملاً، بالتأكيد عندما ربنا يسوع المسيح قال لهم هذا الكلام قالوا الان لن نسأل شيء باسمك لكننا قد سألنا كثيراً فنحن نطلب الكثير، تخيل معي أننا نطلب من الله أشياء كثيرة وهو يقول لنا الى هذا الوقت انت ما زلت لم تطلب شيء.
+ فكيف يحدث هذا؟
علامات حلول الروح القدس
يشغلنا في هذه الأيام الحديث عن الروح القدس .. والآن نريد أن نتكلم عن صور الروح القدس في الكتاب المقدس كي يكون بركة في حياتنا بعض صور الروح القدس في الكتاب المقدس :
1/ النار
2/ الماء
3/ الريح العاصف
الشعور بالنقص
سنتحدث اليوم عن واحدة من الخطايا الخطيرة ذات التأثير المدمر على حياة الانسان وسلامه ونموه الروحى وعلاقته بربنا وبالآخرين خطية خطيرة وسبب خطورتها أنها تخدع الكثيرين وتظهر لهم على غير حقيقتها ، يرونها خطية بسيطة ، مع أنها مؤذية جدا ، وكثيرا ما تكون السبب المباشر للسقوط فى الخطايا الأخرى وبخاصة الخطايا الجسدية هى خطية الاستسلام للشعور بالنقص .. وهو أمر يختلف تماما عن الأتضاع .. فالمتضع يقر دائما بضعفه ، لكن فى نفس الوقت لا يعانى من الفشل ، بل يحيا حياته فرحا شاهدا لحب الله العجيب ونعمته التى تسدد كل احتياج المتضع يثق ان قوة الله هى له .. هو دائما يختبر كلمات القديس بولس الرسول " حينما أنا ضعيف ، فحينئذ أنا قوى " (3كو10:13) .. الأتضاع صفة من صفات أولاد الله ، أما الاحساس بالشعور بالنقص فهو خطية لها نتائج خطيرة فالذى يعانى من هذا الاحساس عادة ما يصير عبدا لخطايا أخرى وهى نتيجه لانحصار الانسان فى نفسة دون النظر الى نعمه الله .
مسيح الهزيع الرابع
مِنَ إِنجيل مارِ يوحنا البشير 6 : 16 – 21[ وَلمّا كان المساءُ نزل تلاميذُهُ إِلَى البحرِ 0 فدخلُوا السفينة وَكانوا يذهبُون إِلَى عبرِ البحر إِلَى كفرناحُوم 0 وَكان الظَّلام قَدْ أقبل وَلَمْ يكُنْ يَسُوعُ قَدْ أتى إِليهُمْ 0 وَهاج البحرُ مِنْ ريحٍ عظيمةٍ تهُبُّ 0 فلمّا كانُوا قَدْ جذَّفُوا نحو خمسٍ وَعِشرين أوْ ثلاثين غلوةً نظرُوا يَسُوعَ ماشِياً على البحرِ مُقترِباً مِنَ السَّفينة فخافُوا 0 فقال لهُم أنا هُوَ لاَ تخافُوا 0 فرضُوا أنْ يقبلُوهُ فِى السَّفينةِ وَلِلوقتِ صارت السَّفينةُ إِلَى الأرضِ التّى كانُوا ذاهِبين إِليها ]