العظات

كيف نستفيد من القُدّاس الإلهىِ ج1

يصعُب علينا أن نحضر القُدّاس الإلهىِ ولا نتفاعل معهُ أو نفهمهُ أو نُشارك فيهِ والقُدّاس هو عِصب الحياة الروحيّة لأنّهُ ينقل لنا فِعل الخلاص نحنُ نعلم أنّ خلاصنا تمّ على الصليب ولكى ينتقل لنا فِعل الخلاص الذى تمّ فىِ الجُلجُثة فإنّهُ ينتقل لنا من خلال المذبح ولكى نتلامس معهُ لابُد من سر التناول لذلك القُدّاس يُنّمينا روحياً ويُمتعنّا بالخلاص حتى أنّ المُتنيح البابا كيرلس من أسرار قداستهُ وبرّه وتقواه أنّهُ كان يبدأ يومهُ بالقُدّاس وإذا واجهته مُشكلة كان يضعها على المذبح وإذا كان لديهِ عدّة مشاكل كان يُوزّعها على مذابح الكنيسة لأنّ إيمانهُ أنّ المذبح يحل المشاكل نحنُ نحتاج إلى خمسة أشياء لنستفيد من القُدّاس هُم :-

الشعور بالنقص

سنتحدث اليوم عن واحدة من الخطايا الخطيرة ذات التأثير المدمر على حياة الانسان وسلامه ونموه الروحى وعلاقته بربنا وبالآخرين خطية خطيرة وسبب خطورتها أنها تخدع الكثيرين وتظهر لهم على غير حقيقتها ، يرونها خطية بسيطة ، مع أنها مؤذية جدا ، وكثيرا ما تكون السبب المباشر للسقوط فى الخطايا الأخرى وبخاصة الخطايا الجسدية هى خطية الاستسلام للشعور بالنقص .. وهو أمر يختلف تماما عن الأتضاع .. فالمتضع يقر دائما بضعفه ، لكن فى نفس الوقت لا يعانى من الفشل ، بل يحيا حياته فرحا شاهدا لحب الله العجيب ونعمته التى تسدد كل احتياج المتضع يثق ان قوة الله هى له .. هو دائما يختبر كلمات القديس بولس الرسول " حينما أنا ضعيف ، فحينئذ أنا قوى " (3كو10:13) .. الأتضاع صفة من صفات أولاد الله ، أما الاحساس بالشعور بالنقص فهو خطية لها نتائج خطيرة فالذى يعانى من هذا الاحساس عادة ما يصير عبدا لخطايا أخرى وهى نتيجه لانحصار الانسان فى نفسة دون النظر الى نعمه الله .

أعظم مواليد النساء

الأحد الأول من السنة القبطية يوافق تذكار إستشهاد القديس العظيم يوحنا المعمدان .. لذلك يقرأ علينا إنجيل معلمنا لوقا بفم ربنا يسوع المسيح الطاهر عندما قال ﴿ أقول لكم إنه بين المولودين من النساء ليس نبي أعظم من يوحنا المعمدان ﴾ ( لو 7 : 28 ) .. لماذا يا الله ؟ لماذا جعلت يوحنا المعمدان أعظم شخص رغم أنه يوجد أبرار كثيرين وقديسين كثيرين ؟ .. لماذا يوحنا المعمدان بالأخص أعظم مواليد النساء ؟ يقال عن يوحنا المعمدان أنه الجسر الذي يربط بين العهدين القديم والجديد .. هو حلقة الوصل بين العهدين .. كل الأنبياء تنبأوا عن ربنا يسوع .. أما يوحنا المعمدان فرأى وتنبأ .. كل الذين تنبأوا لم يروا لكن يوحنا تنبأ ورأى .. في أوشية الإنجيل نقول ﴿ إن أنبياء وأبرار كثيرين إشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا ﴾ .. تنبأوا عن أمور لم يروها . يوحنا المعمدان رأى ربنا يسوع مشتهى كل الأمم رآه بل وشهد عنه .. وإن كان كل الأنبياء قد تنبأوا عن ربنا يسوع لكن عمل يوحنا المعمدان كان بمقدار جميع الأنبياء لأنه كان يعد للرب لمجيئه المباشر وكأنه يريد أن يقول كل ما سمعتموه من الأنبياء سترونه الآن .. كل ما تعلموه عن المسيا سترونه الآن .. هذا سر عظمة القديس يوحنا المعمدان أعظم مواليد النساء .. لم يتنبأ فقط بل تنبأ وشهد ورأى . كنا ندرس في سفر العدد الذي يقول أن البعض ذهب ليتجسسوا أرض الميعاد واحد من كل سبط أي ذهب إثني عشر رجل ليتجسسوا ويروا ما هي طبيعة الأرض وطبيعة سكانها وثمارها و ..... وقال لهم موسى النبي إحضروا من ثمار هذه الأرض لكي يرى الشعب ويفرح ويتعزى بأن هذه الأرض تفيض لبن وعسل بحسب قول الرب .. فذهبوا وتجسسوا وأحضروا معهم عنقود عنب كبير جداً ولكي يحملوه حملوه على عصا خشبية .. الآباء يقولون عندما تأملوا هذا المنظر أن الخشبة هي الصليب والعنقود هو المسيح له المجد .. كان عنقود العنب ثقيل جداً ولكي يحمل على الخشبة كان يجب أن يحمله مجموعتان مجموعة من الأمام ومجموعة من الخلف والعنقود محمول على الخشبة في الوسط .. المجموعة الأمامية التي تحمل العنقود يحملون لكنهم لا يرونه .. نعم هم يحملون الخشبة على أكتافهم لكن لايرون العنقود لأنه خلفهم .. بينما المجموعة الخلفية يحملون العنقود بالخشبة على أكتافهم وهم يرون العنقود أمام عيونهم .. هكذا يوحنا المعمدان تنبأ ورأى مثل المجموعة الخلفية بينما كثيرون تنبأوا ولم يروا مثل المجموعة الأمامية – فرق كبير – نحن أولاد العهد الجديد نرى .. * طوبى لعيونهم لأنها تبصر * .. لذلك عندما تكرم الكنيسة السيدة العذراء تقول من ضمن ألقابها – لو فهمنا الإنجيل – * الحاملة عنقود الحياة * .. هذا هو العنقود .. لذلك يوحنا المعمدان أعظم أنبياء العهد القديم . إن قيل عن موسى النبي أنه كليم الله وإن كان إليشع النبي أكثر الأنبياء عمل معجزات .. وإن كان أشعياء النبي تنبأ عن تفاصيل ميلاد ربنا يسوع وصليبه .. وإن كان دانيال النبي قيل عنه أنه المحبوب من الله وأنه صديق الملائكة .. كل هؤلاء لكن يوحنا المعمدان هو أعظم .. لذلك الكنيسة تضع يوحنا المعمدان بعد السيدة العذراء مباشرةً .. تطلب شفاعة السيدة العذراء والملائكة ويوحنا المعمدان وتطلب صلوات سائر القديسين .. عندما تقول |iten ni`precbi`a * أي بشفاعة * تقولها للعذراء والملائكة ويوحنا المعمدان بينما تقول |iten nieuxh * أي بصلوات * للقديسين والشهداء والنساك و ..... كيف يوضع يوحنا المعمدان مع السيدة العذراء والملائكة ؟ كيف وهو بشر مثل سائر البشر ؟ لكن الكتاب المقدس يقول هو أعظم مواليد النساء .. أحياناً في بعض الأيقونات الطقسية يُرسم يوحنا المعمدان بأجنحة .. لماذا ؟ يقول لأنه يمكن أن يوضع مع الطغمات السمائية .. وهكذا وضعته الكنيسة في هذا المقام .. أعظم مواليد النساء . في مجمع القداس يوضع يوحنا المعمدان بعد السيدة العذراء .. نتكلم عن يوحنا السابق الصابغ والشهيد .. لماذا ؟ تقول الكنيسة لأن هذا مكانه الحقيقي .. لماذا الكنيسة متحمسة ليوحنا على أنه أعظم مواليد النساء ؟ لأن مقاييس ومفهوم العظمة عند الناس هي أن يكون الشخص ذو جاه كبير ومال كثير ويسكن القصور و ...... إن وضعنا يوحنا المعمدان بحسب هذه المقاييس نجده غير عظيم بل سيظهر مسكين ليس له ما يرتديه أو يأكله .. يعيش في قفار .. هل هو عظيم ؟ نعم عظيم بل أعظم مواليد النساء لأن مفهوم العظمة عند الناس غير مفهوم العظمة عند الله .. نحن العالم جعلنا نقيس بمكياله وهذا لا يليق بمقاييس الله .. إن كنا نقيس بمقاييس العالم سيكون ربنا يسوع المسيح ليس عظيم فهو مولود في مذود .. تربى في بيت فقير .. نشأ في أسرة بسيطة .. عاش حياة بسيطة في مجتمع فقير .. مظهره بسيط .. فهل ربنا يسوع ليس عظيم ؟ لا .. عظيم جداً .. لذلك لابد أن يدخل أذهاننا مفهوم جديد للعظمة ولكي تستوعب هذا المفهوم الجديد للعظمة إفهم يوحنا المعمدان لكي تعرف ما هي العظمة .. هل تريد أن تكون عظيم ؟ تمسك بيوحنا المعمدان الذي رأى والعنقود أمام عينيه وأعد طريق الرب . عظمة يوحنا المعمدان لها مجالات كثيرة جداً لو تكلمنا عن عظمته في الخدمة نحتاج سلسلة فهو أعد طريق الرب .. عصره كان عصر مظلم جداً في المعرفة والتقوى .. كان عصر شرير وربنا يسوع قصد أن يفتقد البشرية ويأتي لها وهي في قمة جهلها .. عندما أتى ربنا يسوع ليلاً لم يكن يقصد الليل في حد ذاته فهو كان يمكنه أن يسهل الأمر ويأتي بالنهار ولكن قصد أن يولد في الليل ليعرفنا أنه ولد في أحلك ظلمة مر بها العالم ولننتبه أن ليل شهر كيهك ظلامه دامس والمسيح ولد في 29 كيهك ومع ذلك نوراً أشرق في الظلمة .. فمن الذي يستطيع أن يعد الطريق في هذه الظلمة ؟ قد يكون الناس في عصور قبل ذلك أكثر تمهيداً .. يوحنا المعمدان أتى ليعد طريق الرب .. ﴿ لكي يهيئ للرب شعباً مستعداً ﴾ ( لو 1 : 17 ) .. ﴿ توبوا ﴾ .. ﴿ أعدوا طريق الرب إصنعوا سبله مستقيمة ﴾ ( مت 3 : 2 ؛ 3 ) كان يوحنا يعمد بمعمودية التوبة وبالآف كانوا يعمدون من يوحنا .. عظيم .. كان يوبخ الكتبة والفريسيين .. كان الكتبة والفريسيين في حرفية شديدة جداً عندما تواجهوا مع ربنا يسوع .. يوحنا وبخهم ولم يخافهم .. الكتبة والفريسيين وصلوا لدرجة من الحرفية والجهالة في أمور الشريعة إلى قمتها .. قد كانوا في عصر موسى النبي عندما إستلم الشريعة غير متشددين مثلما كانوا في عصر ربنا يسوع .. كلما قدمت الشريعة كلما تمسكوا بحرفيتها ونسوا روحها حتى أنهم عشروا النعناع والشبث ( مت 23 : 23 ) .. في أيام موسى النبي مع بداية الشريعة لم يفعلوا ذلك لكن كلما إزدادت الحرفية كلما إزدادوا في الشكلية .. ﴿ لأن الحرف يقتل ولكن الروح يحيي ﴾ ( 2كو 3 : 6 ) .. تخيل يوحنا المعمدان دخل وسط هذه الحرفية وخدم .. إن قلت لآخر تكلم عن السيد المسيح وسط هؤلاء يقول لا أستطيع أن أكلمهم عن المسيح لأنهم رافضون وقلوبهم مغلقة وبدلاً من أن يتوبوا سيلوموني أنا وبالفعل لاموا يوحنا المعمدان . عظيم في خدمته .. عظيم في حياته .. عظيم في شهادته للحق يقف ويوبخ الملك .. الناس كلهم صامتون لكن يوحنا يوبخ الملك وكما قال يوحنا ذهبي الفم ﴿ يوحنا المعمدان فضَّل أن يكون بلا رأس عن أن يكون بلا ضمير ﴾ .. – فضَّل أن يكون بلا رأس – الناس تعرف أن هذه الأمور خاطئة لكنهم صامتين لأن قوة الحق التي فيهم لا تستطيع أن تصعد إلى هذه الدرجة من الإعلان عنها . تجرد يوحنا المعمدان .. كان إنسان متجرد .. قيل عن زكريا الكاهن عندما علم بقتل أطفال بيت لحم دون السنتين أنه خاف لأن يوحنا كان من ضمن هؤلاء الأطفال الذين كان يجب قتلهم حسب أمر الملك .. فماذا فعل ؟ سأل الرب وأتته فكرة أن يضع الطفل يوحنا في الهيكل وتركه إن قبضوا عليه وقتلوه فهذه إرادة الله وإن حفظه الله فهذه أيضاً إرادة الله .. فأتى ملاك الله وخطفه إلى البرية وهو إبن دون السنتين إلى حين ظهوره وظل تقريباً ثمانية وعشرون سنة في البرية هذا إن قلنا أنه ظهر في عمر الثلاثين ..كيف تربى ونشأ وعاش ؟ تربى بعناية سماوية كانت الملائكة تقوته .. لما ظهر كان شكله مختلف كان شخص العالم بالنسبة له لا يساوي شئ .. الأكل والشرب والملبس بالنسبة له شئ مختلف ومحتقر .. يقول لك تعال عيش معي يوماً واحداً في البرية أنا الله أعالني في البرية وأنت تتكلم عن إني لا أعرف أن آكل وأشرب .. لا تشك في قدرة الله وعمله تعال إختبر معي وعش معي أسبوع أو شهر في البرية لترى كيف يعولني الله .. لذلك كان يوحنا المعمدان قوي .. شديد .. عظيم .. الله أعده في مدرسة البرية لكي يكون شخص عظيم يعد له طريقاً . كان متجرد .. كان يرتدي ملابس غريبة كان يرتدي وبر الإبل ويأكل جراد وعسل بري .. عندما إنتهت فترة البرية كان يوحنا محروم من الأكل والشرب لكنه الآن فليأكل ويشرب كما يشاء لكنه قال سأظل كما أنا .. فكان يأكل أبسط الأطعمة ويرتدي أبسط الملابس لم يغير من مظهره .. هذه عظمة يوحنا المعمدان .. عظيم في تجرده .. مشكلة الناس كما يقول الكتاب أن ماذا نأكل وماذا نلبس ( مت 6 : 31 ) .. يوحنا لم يهتم بماذا نأكل وماذا نرتدي .. كان يأكل أبسط الأطعمة ويرتدي أبسط الملابس .. الأكل شهوة واحتياج وغريزة وحق إنساني .. إن إمتنع مجموعة في سجن أو أي مجتمع عن الطعام يهيج العالم لأنه أمر خطير .. الأكل احتياج .. يوحنا غلب شهوة البطن ولنتذكر أن عدو الخير عرف أنه من أكثر إحتياجات الإنسان هو الطعام لذلك تجاسر وحارب ربنا يسوع بشخصه القدوس وقال له إن كنت تريد أن تأكل فقل للحجارة أن تصير خبز ( مت 4 : 3 ) .. أراد أن يدخل لربنا يسوع من ثغرة الطعام وشهوة البطن . جيد هو الإنسان الذي يغلب في داخله شهوة البطن حتى أن الآباء يقولون أن البطن سيدة الأوجاع .. إن عانى الإنسان من أوجاع كثيرة فليعلم أن البطن سيدة هذه الأوجاع .. أمها .. البطن بداية شهوات كثيرة وتحرم الإنسان من عطايا كثيرة وتعبر عن أنانية الإنسان .. يوحنا المعمدان كان طعامه بسيط ولا ننسى أن الإنسان طُرد من الفردوس وباع الفردوس من أجل شهوة الأكل حتى أن القديسين تكلموا كثيراً عن كيف يضبط الإنسان بطنه وأكله .. حتى أنه يوجد تعبير في كتب الآباء عن الشخص الذي يحب الطعام يقولون عنه أنه حنجراني .. ما معنى * حنجراني * ؟ يقولون أن الطعام كل لذته تكون في جزء من الثانية عندما يمر على منطقة الحنجرة بعدها كل الأطعمة تتساوى داخل البطن .. لذلك الذي يستمتع بهذه الثواني القليلة يسمى حنجراني أي يريد أن يتلذذ بحنجرته ولو لحيظات .. يوحنا المعمدان غلب شهوة البطن . التجرد عند يوحنا المعمدان كان سر عظمة داخلية وليس أمر خارجي .. ربما الكلام عن الطعام يظهر كأنه فوق قامتنا لكن أقول لك لا تكن مثل القديسين في درجة نسكهم الشديد لكن على الأقل لا تكن مستعبد ولا تكن لك طلبات كثيرة بل كن بسيط .. كان المتنيح أبونا بيشوي كامل يمكنه أن يأكل مرة واحدة في اليوم وأبسط الأطعمة يمكن أن يتخيلها .. في أي مكان يمكن أن يقول أنه يريد أن يأكل .. نحن لا نستطيع أن نقول لأحد هذا الطلب حتى لا نكلفه أكثر من طاقته .. أبونا بيشوي يسأل ماذا عندكم ؟ يقولون كذا وكذا و ....... فيختار صنف واحد فقط وأبسط صنف .. مثلاً البعض الذين عاصروا أبونا بيشوي يقولون أنه قد يذهب إلى زيارة أحدهم حوالي الساعة السادسة مساءً ولم يكن قد تذوق الطعام بعد ويقولون له عندنا أطعمة كذا وكذا و ..... ثم ماذا ؟ فيتعجبون هل كل هذه الأطعمة لا تعجبه فماذا يطلب إذاً ؟ ثم يسألهم هل لديكم فاكهة ؟ فيقولون نعم فيطلب ثمرة واحدة فقط من أحد أصناف الفاكهة الموجودة .. يسألوه هل تكفيك ؟ يجيب نعم لا أريد أكثر من ذلك لكي أكمل يومي . هذا الأمر تعلمه من سيده ربنا يسوع الذي لما جاع ماذا فعل ؟ ذهب إلى شجرة التين ( مت 21 : 18 – 19) .. هل إنسان جوعان يذهب لشجرة تين ليأكل ؟ نحن تعودنا أن يكون الأكل عبارة عن مجموعة أطعمة وبكميات .. لا .. هو مر على الشجرة ليأخذ منها ثمرة تين أو ثمرتين ويشكر الله .. أبهذه البساطة ؟ نعم .. وهكذا علم تلاميذه ففي أحد المرات جاع التلاميذ ومروا على حقل ووجدوا بعض السنابل فأخذوا من هذه السنابل وأكلوا ( لو 6 : 1) .. ناس تأكل زروع بسيطة .. إنسان يهتم بما يأكل وبما يشرب وإنسان إرتفع فوق هذا الأمر .. هذا غير أن الطعام هو الذي غيَّر مصير البشرية فغلبوا الأكل لذلك الكنيسة علمتنا أن نقوت الجسد ونربيه وعلمتنا أيضاً أن نضبطه . يوحنا المعمدان عظيم في تجرده يعيش في البرية .. فماذا تجد في البرية ؟ لا يوجد شئ يُشتهى .. القديس مارإسحق يقول ليتنا نتمتع بالنظر في البرية .. نجيبه ماذا نجد في البرية هل بها مباني شيك أو سيارات قيِّمة أو ..... ؟ .. لا .. أريدك أن تتمتع برؤية البرية .. لماذا ؟ ﴿ لأن النظر إلى البرية يميت الشهوة من النفس ﴾ .. قفار .. يوحنا المعمدان تربى من صغره على ذلك فماتت شهواته وليس لديه طلبات يطلبها .. من أخطر المشاكل في عصرنا هذا مع التطورات الشديدة ومع الإبتكارات ومصارعة الأسواق على تسويق ما هو ضروري وما هو غير ضروري صرنا لا نرى شئ ونستطيع أن نقول له لا .. ولو درسنا في الأسواق العالمية نجد أن المجتمع يستهلك أمور كثيرة جداً لا فائدة لها في العالم كله وأنه مهما ساد الكساد فإن الناس لا تستطيع أن تضبط أمر الإقتناء رغم ضعف الدخل المادي .. هذا يعني أنه يوجد ضعف داخلي زائد .. الإنسان الشبعان داخلياً وإن كان يعيش في قفر لا يمكن إصطياده .. الشخص السهل إصطياده لابد أن يكون له نقطة ضعف تمسكه منها . يوحنا المعمدان الذي كان يحيا في القفار لماذا هو فقط الذي وبخ هيرودس ؟ لأن قوة الحق داخله ولأنه أيضاً لا تربطه شهوة ولا يوجد شئ يستطيع هيرودس أن يربطه به .. لكن الذي يحب العالم وشهواته يقول ماذا أقول لهيرودس ؟ أنا أعلم أنه مخطئ لكن إن كلمته قد يحرمني من كذا أو كذا .... أو يفعل معي كذا ..... الذي يخاف على شئ لا يستطيع أن يشهد للحق .. لذلك وبخ كتبة وملك لأنه لا مال ولا مركز ولا زوجة ولا .... يخاف عليه .. لذلك قال القديس يوحنا ذهبي الفم ﴿ لا يوجد شئ يستطيع أن يؤذيك ما لم تؤذي نفسك أولاً ﴾ .. لا يوجد ملك يستطيع أن يؤذيك .. لا شئ يؤذيك إن لم تؤذي نفسك .. أنت ضعفت داخلياً فتغلب من الخارج .. حتى وإن كنت ذاهب إلى الموت لا يستطيع الموت أن يؤذيك إلا إن كنت أنت خائف الموت فتكون أنت من آذيت نفسك .. يقال أنك لو ألقيت طفل رضيع عمر شهر في الماء فإنه يسبح .. إذاً ما الذي يجعل شخص يغرق في الماء ؟ خوفه من الماء يغرقه .. لا يستطيع أحد أن يؤذيك ما لم تؤذي نفسك . هذا هو القديس العظيم يوحنا المعمدان .. شخص غير متعلق بشئ .. يستطيع أن يوبخ ملك بل والعالم كله .. يشهد للحق ويقول لا يحل لك ( مت 14 : 4 ) .. نعم إن العالم مبهر ومملوء مغريات لكن الشخص الذي يرى المسيح أمامه دائماً تهون عليه مغريات العالم .. وبقدر ما يختفي ربنا يسوع عن عيوننا بقدر ما تزداد المغريات قيمة في عيوننا – وهذا خطأ – .. القديس يوحنا المعمدان مثال لنا في التجرد والكتاب المقدس يقول ﴿ إن كان لنا قوت وكسوة فلنكتفِ بهما ﴾ ( 1تي 6 : 8 ) .. يقال عن معلمنا بولس الرسول أنه تم القبض عليه فجأة ووضع في السجن وكان الطقس بارد جداً والشتاء قد إقترب فماذا يفعل ؟ كتب رسالة لتلميذه تيموثاوس نسمعها كثيراً في الكنيسة يقول له فيها ﴿ الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس أحضره متى جئت ﴾ ( 2تي 4 : 13) .. لأني أشعر بالبرد فإحضر العباءة معك .. لماذا ؟ لأنه لا يملك غيرها .. لذلك قال ﴿ تعلمت أن أكون مكتفياً بما أنا فيه ....... تدربت أن أشبع وأن أجوع وأن أستفضل وأن أنقص ﴾ ( في 4 : 11 – 12 ) .. الذي يتعب الإنسان رغباته .. الذي يجعل الإنسان غير مستريح رغباته . الإنسان الشبعان بالمسيح وعقله مسبي بمحبة المسيح يصير العالم له تافه ويعلم أنه مهما أخذ من العالم لن يفرح .. العالم غير مشبع وغير مفرح .. العالم خداع ويستنفذ عمر الإنسان كله دون أن يشبعه وكأنه يعطيه سموم وهو يأكلها فيموت رغم أنه يأكل منها بلذة .. يحكى عن فأر وجد نقطة دماء على طرف سكين فلعقها وكان كلما لعق الدماء كلما إزداد الدم وهو يزداد في لعق الدم دون أن يعلم أنه يلعق دمه هو حتى نفذ دمه ومات .. هكذا العالم .. يجري الإنسان وراء شهوات تجعله يخسر خلاصه وهو يجري ولا يشبع ولا ينتهي إلا بهلاك نفسه .. كيف ؟ لذلك يقول الكتاب ﴿ لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم ﴾ ( 1يو 2 : 15 ) .. ليتنا نتشفع بإبن الموعد يوحنا المعمدان ونتمثل بصفاته وعظمته وقوته وتجرده . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

علامات حلول الروح القدس

يشغلنا في هذه الأيام الحديث عن الروح القدس .. والآن نريد أن نتكلم عن صور الروح القدس في الكتاب المقدس كي يكون بركة في حياتنا بعض صور الروح القدس في الكتاب المقدس : 1/ النار 2/ الماء 3/ الريح العاصف

مسيح الهزيع الرابع

مِنَ إِنجيل مارِ يوحنا البشير 6 : 16 – 21[ وَلمّا كان المساءُ نزل تلاميذُهُ إِلَى البحرِ 0 فدخلُوا السفينة وَكانوا يذهبُون إِلَى عبرِ البحر إِلَى كفرناحُوم 0 وَكان الظَّلام قَدْ أقبل وَلَمْ يكُنْ يَسُوعُ قَدْ أتى إِليهُمْ 0 وَهاج البحرُ مِنْ ريحٍ عظيمةٍ تهُبُّ 0 فلمّا كانُوا قَدْ جذَّفُوا نحو خمسٍ وَعِشرين أوْ ثلاثين غلوةً نظرُوا يَسُوعَ ماشِياً على البحرِ مُقترِباً مِنَ السَّفينة فخافُوا 0 فقال لهُم أنا هُوَ لاَ تخافُوا 0 فرضُوا أنْ يقبلُوهُ فِى السَّفينةِ وَلِلوقتِ صارت السَّفينةُ إِلَى الأرضِ التّى كانُوا ذاهِبين إِليها ]

الآحد الخامس من الخماسين المقدسة – أنا هو الطريق

أنا هو الطريق اليُوْم الأحَد الخَامِس مِنْ الخَمَاسِين المُقَدَّسَة تِقُول عَلِيه الكِنِيسَة " أحَد الطَّرِيق " وَأُرِيد أنْ أرْسِم أمَامَكُمْ صُورَة لأِسَابِيع الخَمَاسِين وَهُمَّ 7 أسَابِيع ( 7 7 ) وَاليُوْم الخَمْسِين هُوَ يُوْم حُلُول الرُّوح القُدُس . الأُسْبُوع الأوَّل الإِيمَان الأُسْبُوع الثَّانِي الأُسْبُوع الثَّالِث الأُسْبُوع الرَّابِع الأُسْبُوع الخَامِس الطَّرِيق الأُسْبُوع السَّادِس الأُسْبُوع السَّابِع عَطِيِة الرُّوح القُدُس أحَد الطَّرِيق يَتَكَلَّم عَنْهُ الإِنْجِيل فِي بِشَارِة مُعَلِّمنَا يُوحَنَّا الإِنْجِيلِي الأصْحَاح 14 وَفِيهِ رَبِّنَا يَسُوع يُهَيِّئ أذْهَانِهِمْ لِفِكْرِة الصُعُود الَّذِي يَسْبِق أرْبِعِينَ يَوْم عَلَى القِيَامَة وَصُعُود رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح ..الكِنِيسَة وَضَعِت هَذَا الأمر لِتُمَهِّدْنَا لِفِكْرِة الصُعُود .. لاَ تَخَافُوا لأِنِّي مَاضِي وَسَوْفَ أتْرُكَكُمْ .. هَذِهِ الكَلِمَات أحْدَثِت إِضْطِرَاب بَيْنَ التَلاَمِيذ لأِنَّهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُوا أنْ يَعِيشُوا بِدُونه ..فَقَالَ لَهُمْ " آمِنُوا بِالله وَبِي أنَا أيْضاً " ( يو 14 : 1 ) .. { أنَا وَالآبُ وَاحِدٌ } ( يو 10 : 30 { لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ . أنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِي . فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ . وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ . أنَا أمْضِي لأُِعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً . وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَاناً آتِي أيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أنَا تَكُونُونَ أنْتُمْ أيْضاً . وَتَعْلَمُونَ حَيْثُ أنَا أَذْهَبُ وَتَعْلَمُونَ الطَّرِيقَ } ( يو 14 : 1 – 4 ) . فُوْق فِي أمَاكِن كَثِيرَة وَلَسْتُ أتْرُكَكُمْ لأِنِّي مَلَلْت مِنْكُمْ وَلاَ لأِجْل عَدَم المَحَبَّة وَلَكِنْ أنَا ذَاهِب لأُِعِد لَكُمْ مَكَاناً وَعِنْدَ أبِي مَوَاضِع كَثِيرَة .. وَفِي التَرْجَمَة اليُونَانِيَّة التَعْبِير أدَق مِنْ هَذَا لأِنَّ المَنْزِل يُفِيد الإِقَامَة المُؤقَتَة وَلَكِنْ كَلِمَة " مَوْضِع " أدَق لأِنَّ المَوْضِع هُوَ مَكَان لِلسُكْنَى الدَائِمَة مِثْل المَكَان التَمْلِيك يَكُون خَاص بِكَ وَأنْتَ حُر فِيهِ .. فِي بَيْت أبِي مَوَاضِع كَثِيرَة لِلسُكْنَى الدَائِمَة المُسْتَقِرَة .. لَوْ كُنْت سَوْفَ أتْرُكَكُمْ هَذَا خَيْر لَكُمْ لأُِرَتِب لَكُمْ أمَاكِن جَاهِزَة .. { أنَا أمْضِي لأُِعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً } .. هَذَا صَنَعَهُ يَسُوع لِيَرْسِم لَنَا الطَّرِيق وَنَطْمَأِن عَلَى مَكَانَنَا .. وَيَقُول إِحْذَر هَذَا مُفْتَاح شَقَّة سَوْفَ أُعْطِيهَا لَك وَلَكِنْ لاَ تَذْهَب إِلَى هَذَا المَكَان قَبْل أنْ أُعْطِيك اليُوْم وَالمَوْضِع الَّذِي سَأُعْطِيه لَك . رَبِّنَا يَسُوع لَمَّا جَاءَ عَلَى الأرْض تَرَكَ حِضْن أبِيهِ وَتَرَكَ مَكَان وُجُوده كَإِبن مَحْبُوب لأِبِيهِ مِنْ السَّمَاء وَلَمَّا نَزَل مِنْ السَّمَاء تَمْ تَدْبِير الفِدَاء وَقَالَ سَوْفَ أصْعَد لَيْسَ مِنْ أجل التَوَاجُد الفَوْقِي وَلَكِنْ هُوَ ذَاهِب لِيَأخُذنَا مَعَهُ .. لأِنِّي أنَا فِي الأسَاس ( فِي البَدْء ) كُنْت فُوْق فَهذَا الصُعُود مِنْ أجْلِكُمْ أنْتُمْ وَلَيْسَ مِنْ أجلِي أنَا وَالمَكَان مِنْ البِدَايَة هُوَ لَكُمْ وَلَكِنْ لاَبُد وَأنْ يَكُون لَنَا دَالَّة نَدْخُل بِهَا .. يَكُون لَنَا شِئ يُعْطِينَا إِسْتِحْقَاق الوُجُود .. لأِنَّ الإِنْسَان كَانَ عَايِش مَعَ الله وَطُرِدَ بِسَبَب الخَطِيَّة وَوَضَعَ كَرُوب بِسَيْفٍ مِنْ نَار لِيَحْرُس طَرِيق شَجَرِة الحَيَاة ( تك 3 : 24 ) .. وَلَكِنْ رَبِّنَا يَسُوع لَمَّا صَعَد أمَام الآب بِجِرَاحَاته وَدَم صَلِيبه مُمَثِّل لِلإِنْسَان كُلَّه فَتَح لِلإِنْسَان طَرِيق الحَيَاة وَالعَوْدَة . أعْطَى الإِنْسَان حَقٌّ فِي دَم وَفِدَاء الإِبن .. حَقٌّ فِي دَم رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .صَارَ لِلإِنْسَان دَالَّة وَأعْظَم حَقٌّ فِي الوُجُود الدَّائِم وَلاَ أحَد يُسْقِطه أوْ يُغْوِيه وَلاَ يُعَرَّض لِلطَرد مَرَّة أُخْرَى .. هَذَا هُوَ الطَّرِيق المُعَد .. طَرِيق الأقْدَاس .. مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول يَقُول{ طَرِيقاً كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثاً حَيّاً بِالْحِجَابِ أيْ جَسَدِهِ } ( عب 10 : 20 ) .. هَذَا الطَّرِيق كَانِت لَهُ شَرِيعَة .. كُلَّ آلاَم رَبِّنَا كَانِت لِلفِدَاء وَلِتُعْطِينَا إِتِسَاع فِي السَّمَاء لِنَنَال بِهَا نَصِيب أكِيد فِي مَلَكُوت السَّموَات .. ذَاهِب لأُِعِد وَأضْمَن لَكُمْ مَكَان وَدَالَّة بِجِرَاح رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح . وَلَمَّا وَجَدْ التَّلاَمِيذ مُضْطَرِبِين قَالَ لَهُمْ لاَ تَدَعُوا لِلحُزْن مَكَان بَلْ لِلفَرَح لأِنَّنِي أتْرُكَكُمْ لأِخُذَكُمْ لِمَكَانٍ أفْضَل .. مِثْلَمَا يَذْهَب رَبَّ الأُسْرَة في الهِجْرَة يَذْهَب هُوَ أوَّلاً لِيُرَتِّب كُلَّ شِئ قَبْل وُصُولَهُمْ حَتَّى حِينَمَا يَأتُوا يَجِدُوا المَكَان مُعَد وَكُلَّ شِئ مُرَتَّب .. وَيَكُون هُنَاك ضَمَان بِوُجُود الإِبن أوَّلاً – هُوَ يَسْبِقَنَا – أنَا ذَاهِب لاَ تَخَافُوا فِي بَيْت أبِي مَنَازِل كَثِيرَة .. رَبِّنَا يَسُوع فِي تَدْبِير الفِدَاء لَمْ يُهْمِل شِئ وَلَمْ يُسْقِط شِئ لأِنَّ الإِنْسَان المَطْرُود مِنْ حَضْرِة الله وَلاَ يَسْتَحِق سُكْنَى الأرْض صَارَ لَهُ مَسْكَن فِي حِضْن الله وَالسَّمَاء فِي دَالِّة الإِبن .. مِثْل إِبن يَقُوم بِعَمَل حَفْلَة وَيَدْعِي أصْدِقَاؤه وَالأب لاَ يَعْرِفَهُمْ وَلَكِنْ هُوَ يَحْتَفِل بِهُمْ لأِنَّهُمْ أصْحَاب إِبنه .. وَنَحْنُ أيْضاً أصْحَاب وَأصْدِقَاء لِلإِبن وَكُلَّ مَجْد السَّمَاء لَكُمْ وَكُلَّ حَقٌّ الإِبن هُوَ لَكُمْ .. نَحْنُ وَرَثَة لَهُ . وَلَكِنْ العَطِيَّة وَالبَرَكَات المَأخُوذَة تَحْتَاج إِلَى إِدْرَاك وَكُلَّ مَا لِلإِبن هُوَ لِي وَهُوَ لاَ يَشْعُر ..رَبَّ المَجْد يَسُوع لَمْ يَفْعَل شِئ لِنَفْسه وَلَكِنْ مَاتَ لَنَا وَقَامَ لَنَا وَصَعَدَ لَنَا .. مِثْل أي أب يَقُول أنَا أصْنَع كُلَّ هَذَا مِنْ أجل أوْلاَدِي .. فِكْرَك هَذَا التَعْبِير خَارِج عَنْ تَدْبِير الإِبن ؟!! بَلْ بِدَاخِله .. كُلَّ مَا صَنَعَ كَانَ لَنَا وَلَيْسَ لَهُ .. { وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَاناً آتِي أيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أنَا تَكُونُونَ أنْتُمْ أيْضاً } .. سَوْفَ أخُذَكُمْ مَرَّة أُخْرَى لأِنَّ كُلَّ نَفْس مِنْكُمْ غَاليَة عَنْدِي وَأُرِيدَكُمْ مَعِي ..وَكَلِمَة " آخُذُكُمْ " فِي التَرْجَمَة اليُونَانِيَّة بِمَعْنَى " أرْفَعَكُمْ لِيَّ بِاسْتِمرَار " .. مِثْل المَغْنَاطِيس سَأظِل أجْذِب فِيكُمْ حَيْثُ أكُون أنَا فِي السَّمَاء .. سَأظِل رَافِعْكُمْ إِلَى السَّمَاء بِاسْتِمرَار .. رَاحْتِي هِيَ أنْ تَكُونُوا أنْتُمْ مَعِي . لاَ يُمْكِنْ أصْنَع كُلَّ هَذَا وَتَكُونُوا أنْتُمْ فِي مَكَان وَأنَا فِي مَكَان آخَر .. وَأنَا فِي مَكَانِي وَمَجْدِي وَرَاحْتِي لاَ أكُون مِرْتَاح وَإِنْتَ تَعْبَان ( وِحْدَة ) .. نَحْنُ جَسَد الْمَسِيح وَجِسْمه كُلَّه فِي مَكَان وَاحِد حَيْثُ الْمَسِيح جَالِس عَنْ يَمِين أبِيهِ .. وَنَحْنُ أيْضاً جَالِسِين عَنْ يَمِين الآب وَكَإِنَّنَا فِي الْمَسِيح كُلَّ تَصَرُّف أعْمِله بِالْمَسِيح وَمَعَهُ وَفِيهِ .. كُلَّ أمر أصْنَعه فِي حَيَاتِي أفْعَله لَيْسَ بِمُفْرَدِي وَلَكِنْ مَعَهُ .. أجْمَل أمر وُرِّثَ لَنَا رُوح القَدَاسَة .. إِصْنَع أُمُور دَاخِل الْمَسِيح الَّذِي يَجْعَلَك تَغْفِر لِلإِنْسَان ظُلْم تَصْنَع ذَلِك لَيْسَ بِنَفْسَك وَلَكِنْ بِيَسُوع هُوَ بِدَاخِلَك الَّذِي يَجْعَلَك تِغْلِب شَيْطَان الشَّهَوَة .. الْمَسِيح سِر الغَلْبَة .. { بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ } ( أع 17 : 28 ) . هَذَا الجَمَال الَّذِي لِرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح فِي حَيَاتنَا .. مَا أجْمَل الإِنْسَان النَّازِل مِنْ مَنْزِله وَهُوَ مَعَهُ فِي العَمَل وَهَوَ يَتَكَلَّم وَهُوَ نَائِم .. الْمَسِيح حَافِظ نُومه .. تَدْرِيب رَائِع هُوَ إِخْتِبَار مَعِيِة الْمَسِيح مَعَنَا يُعْطِي الإِنْسَان هُدُوء وَسَلاَم وَاطْمِئنَان .. إِقْرأ فِي رَسَائِل مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول أُنْظُر كَمْ مَرَّة يَقُول " فِي الْمَسِيح & وَبِالْمَسِيح & وَمَعَ الْمَسِيح " .. كُلَّ حَاجَة عِنْده فِي الْمَسِيح .. لِمَاذَا أخْتَبِر هَذَا الأمر ؟ إِخْتَبِره حِينَمَا تُقْبِل عَلَى فِعْل أمرٍ مَا وَتُرِيد أنْ تَعْرِف إِنْ كَانَ خَطَأ أم صَحِيح وَأنَا شَاكِك فِي هَذَا الأمر إِسْأل الْمَسِيح الَّذِي بِدَاخِلَك سَتَجِد الإِجَابَة وَاحِدَة . الآبَاء يَقُولُوا { لاَ تَعْمَل عَمَل إِلاَّ وَيَكُون عَلِيه شَاهِد مِنْ الكِتَاب المُقَدَّس } وَحْدَة وَإِتِفَاق كَامِل .. رَأي وَمَشِيئَة وَحُب وَوُجُود .. هَذَا هَدَف الحَيَاة مَعَ الله حَيْثُ يَكُون هُوَ أكُون أنَا .. فِكْرِي وَقَلْبِي وَاشْتِيَاقَاتِي .. آخُذَكُمْ إِلَيَّ .. تِعْرِفُون الطَّرِيق .. هَذَا هُوَ الهَدَف وَيَسُوع طَمْإِنَهُمْ فِيهِ وَأنَّهُ سَيُعَرِّفَهُمْ الطَّرِيق لِيَأتُوا حَيْثُ هُوَ ذَاهِب .. وَتُومَا يَسْأل أنَّهُ لاَ يَعْرِف الطَرِيق ( يو 14 : 5 ) .. حَيْثُ أنَا ذَاهِب عَلَى الصَّلِيب وَبَعْد الصَّلِيب الطَّرِيق إِلَى السَّمَاء .. أنَا ذَاهِب بَعْد قَلِيل وَسَتَجِد بَعْد ذَلِك فِي يُوحَنَّا ( 15 ، 16 ، 17 ) يَشْرَح فِيهَا يَسُوع أسْرَار مَلَكُوت الله وَتَدْبِير الفِدَاء ..وَبَدأ يَسُوع يَرُد عَلَى تُومَا قَائِلاً { أنَا هُوَ الطَّرِيق وَالحَقُّ وَالْحَيوةُ } ( يو 14 : 6 ) .. حَيْثُ يَبْدأ الإِنْسَان يَتْبَع الْمَسِيح فِي طَرِيق الصَّلِيب " 1 " ( أنَا مَاشِي فِي هَذَا الطَّرِيق ) وَطَرِيق السَّمَاء " 2 " ( أنْتَ تَسِير فِي الْمَسِيح يَسُوع ) .. وَإِنْ ضَلَلْت هَذِهِ العَلاَمَات تَكُون أخْطَأت الطَّرِيق حَيْثُ الكَرَامَة وَحُب المَال وَالزِينَة وَالبَاب الوَاسِع وَبِعِدْت عَنْ الطَّرِيق الضَيَّق .. لَنْ تَأخُذ رَقَمْ (2) وَهُوَ السَّمَاء لأِنَّ رَقَمْ (1) هُوَ طَرِيق الصَّلِيب .. لأِنِّي ذَاهِب إِلَى البَاب الضَيَّق أنَا ذَاهِب لأِؤَهِلَك .. لأُِتَمِم تَدْبِير الخَلاَص وَاحْذَر أنْ تَخْتَار طَرِيق آخَر .. كُلَّ إِنْسَان إِسْتَعْفَى أنْ يَحْمِل الصَّلِيب يِجِد حَيَاة صَعْبَة وَيَظِل تَائِه مَهْمَا وَاجِه مُشْكِلَة أوْ تَقَدَّم وَأشْبَع رَغَبَاته تَجِدَهُمْ غِير مَرْضِيِين لأِنَّ الإِنْسَان لاَ يَفْرَح بَعِيد عَنْ الْمَسِيح .. بَعِيد عَنْ طَرِيق السَّمَاء وَالحَيَاة الأبَدِيَّة .. إِسْأل نَفْسَك عَنْ الطَّرِيق . فِي أعْمَال الرُّسُل يَتَكَلَّم عَنْ الطَّرِيق وَعَنْ الحَيَاة المَسِيحِيَّة رَسَمْ لَنَا الطَّرِيق وَوَصَفَهُ لَنَا بِالصَّلِيب طَرِيق الألَمْ .. وَالبَاب الضَيَّق .. لِذلِك كُلَّ إِنْسَان عَاش الصَّلِيب غَلَبْ العَالم ..{ وَأمَّا مِنْ جِهَتِي فَحَاشَا لِي أنْ أَفْتَخِر إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ } ( غل 6 : 14 ) .. بِالصَّلِيب صُلِبَ العَالم لَنَا وَصَارَ بِلاَ سُلْطَان عَلِينَا .. لَمْ يَعُد جَذَّاب .. وَأنَا لِلعَالم سُمِّرْت .. بِالنِسْبَة لِلعَالم صَارَ لَيْسَ لِي دَافِع أنْ أذْهَب إِلَى العَالم .. حِينَمَا تَصْلُب العَالم وَيُصْلَب هُوَ لَك هَذَا هُوَ الطَّرِيق .. الطَّرِيق الَّذِي يفْتَح لَك .. وَإِنْ كُنْت سَائِر فِي الطَّرِيق إِتبَعْنِي وَانْظُر شَخْص رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. إِحْذَر أنْ تَسِير فِي طَرِيق آخَر .. إِحْذَر أنْ لاَ تَأخُذ الطَّرِيق الَّذِي حَدِّدته أنَا أوْ تِمْشِي فِي طَرِيق آخَر .. لاَ تَخْتَار لِنَفْسَك طَرِيق وَتَرْفُض البَاب الضَيَّق .. وَإِنْ كُنْت تُرِيد أنْ تَسْهَر أمَام التِلِيفِزيُون وَالغِنَاء وَالكَلاَم مَعَ النَّاس إِرْجَع لِلطَّرِيق لأِنَّ الطَّرِيق مَعَ الْمَسِيح فِي البَاب الضَيَّق لأِنَّهُ تَعَب فِيه وَكَلِّفه آلاَم إِبنه وَأعْطَاه كُلَّ بَذْل وَتَعَب وَحُب .. { طَرِيقاً كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثاً حَيّاً بِالْحِجَابِ أيْ جَسَدِهِ } . لاَ تَجْعَل تَعَبه يَذْهَب بَاطِلاً .. سَيَعْجِبَك الطَّرِيق لأِنَّهُ مِنْ أجْلَك لِيوَصَلَك إِلَى السَّمَاء .. مَا أجْمَل الإِنْسَان الَّذِي يَجْعَل السَّمَاء هَدَف شَاغِل قَلْبه وَذِهْنه .. لأِنَّ الفَاقِد الطَّرِيق فَقَد كُلَّ شِئ .. فَقَد الهَدَف .. .. مِثْل إِنْسَان تِسْأله إِلَى أيْنَ أنْتَ ذَاهِب ؟ وَيُجِيبَك أنَّهُ لاَ يَعْرِف لأِنَّهُ فَقَد الهَدَف ..وَلَكِنْ السَيِّد الْمَسِيح كَانَ عَارِف الهَدَف وَأنْتَ أيْضاً سِير فِي الطَّرِيق الضَيَّق المَملُوء صَلِيب وَحِرْمَان لأِنَّ هَذَا الطَّرِيق آخْره السَّمَاء . وَإِنْتَ فِي رِحْلِة الخَمَاسِين تَحْتَاج إِلَى مُتَطَلِبَات هِيَ .. الإِيمَان .. خُبْز لِلرِحْلَة .. المَاء ..نُوْر لِلطَرِيق .. الطَّرِيق .. سِلاَح الغَلْبَة عَلَى الحُرُوب .. عَطِيِة الرُّوح القُدُس .. قَالَ يَسُوع { أنَا هُوَ الطَّرِيق وَالحَقُّ وَالْحَيوةُ } .. لاَ يَعْرِف أحَد الطَّرِيق إِلاَّ مِنْ خِلاَلِي أنَا وَبِيَّ وَطَرِيقِي هُوَ الصَّلِيب وَبَذْل الذَّات .. إِمْسِك فِيه بِكُلَّ قُوِّتَك وَلاَ تُرْخِيه .. رَبِّنَا يِثَبِّتنَا فِي الطَّرِيق وَيُعْطِي لَنَا إِيمَان وَتَعْزِيَات الطَّرِيق مَهْمَا كَانْ ضَيَّق يِفَرَّحْنَا بِه وَنَقُول لاَ نُرِيد طَرِيق غِيرَك لأِنَّنَا لاَ نَعْرِف آخَر سِوَاك . رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته لَهُ المَجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

خطوات التوبه

فِى الأحد الثالث مِن الصوم المُقدّس تقرأ علينا يا أحبائىِ الكنيسة فصل مِن إِنجيل لوقا البشير وهو كما يقول عنهُ الآباء " الإِبن الشاطر " ، أو الإِبن الّذى أخطأ ولكن رِجِع ، الإِبن الّذى ضل ولكِن سُرعان ما راجِع خطأه وسُرعان ما رِجِع إِلى بيت أبيهِ فرِحاً والجميل أنّ هذا الفصل لا يُقرأ أبداً فِى أى فصل مِن السنة ، فالكنيسة تُريد أن تدّخرهُ لِهذا الزمان زمان الصوم ، لِكى تُحثّ أولادها على التوبة فِى الصوم ، وكأنّ الكنيسة بِتدّخر غِنى مُعيّن لأولادها فِى فترة الصوم ، بينما هُم مُمتنعين عن الأطعمة ، تُقدّم لهُم أطعمة روحيّة تُفرّحهُم وتسندهُم فِى الصوم الكنيسة تُريد أن تقول لك إِقرن صومك بِتوبة لأنّهُ لا يليق أبداً أن نكون مُمتنعين عن الطعام بِدون فِكر توبة ما أجمل أنّ الصوم يُقترن بإِقتناء فضائل ومُقاومة رذائل ، لِذلك اليوم الكنيسة بِتضع لنا هذا الفصل الجميل وهذهِ القصة الرائعة ، وستظل قصة خالدة نتعلّم منها ياليتنا نلتفت لِروعة إِسلوب ربنا يسوع وهو الإسلوب القصصىِ ، إِسلوبه كتشبيهات وكروايات ، فكُلّ كلِمة لها معنى ، فهى قصة ولكِن تُفيد معانىِ ومعانىِ ، وسنظل نتأملّ فيها طوال عُمرنا إِلى الأبديّة ، وفِى الأبديّة سنفهمها أكثر مِن الأرض القصة بِتضع لنا منهج التوبة وهو يقوم على أربع ركائز : (1) أنّهُ رجع إِلى نفسه " الرجوع إِلى النِفَس " (2) أقوم الآن ولا أؤجّل (3) الإِعتراف بالخطأ00والإِعتراف بإِنسحاق وإِنكسار (4) الثبات فِى التوبة والتمتُعّ بالخيّرات " فَمَضَى وَالْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْكُورَةِ ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ وَكَاَنَ يَشْتَهِى أَنْ يَمْلأَ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ الّذى كَاَنَتِ الْخَنَازِيِرُ تَأْكُلُهُ ، فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ " ( لو 15 : 15 – 16 ) قال ما الّذى أنا فيهِ ؟ ما ضيقة النِفَس التّى أعيش فيها ! ما هذا الفقر ! ما التيّهان والزيغ الّذى أعيشُ فيهِ ! فعندما أُحب أن أتوب يجب أن أجلِس جلسة هادئة مع نِفَسى أُنظُر إِلى نفِسَك كيف أحدثت الخطيّة فيك مِن فقد للصورة الإِلهيّة ، فما أجمل أنّ الإِنسان يجلِس جلسة هادئة وتكون هذهِ الجلسة مع روح ربنا فيُرشدهُ ويُبكّتهُ على خطيّة ، أسكّن الأصوات التّى حولىِ لِكى أسمع صوت ربنا فِى داخلىِ وحتى يوقظنىِ مِن الغفلة التّى أعيشُ فيها صدّقونىِ نحنُ نعيش فِى دوّامة بإِستمرار ولا نعرِف نُقيم أنفُسنا ، ولا يوجد رِجوع للنِفَس ، والّذى يحدُث هو أنّ الخطيّة بِتملُك على الإِنسان وبِذلك فإِنّ كُلّ يوم سيكون أصعب مِن الّذى قبلهُ يجب أن أرى ما الّذى فعلتهُ الخطيّة فىّ ، فأكثر شىء تفعلهُ الخطيّة هو أنّها بِتسلبنا حُرّيتنا وحقّنا وسلامنا ، فما الّذى يجعل الإِنسان لا يتمتّع بالهدوء ، ولِماذا الإِنسان بِيشعُر أنّ الله يعجز عن أن يُخلّصهُ ؟ ولِماذا بيشعُر أنّهُ توجد فجوة بينهُ وبين الله ؟ كُلّ هذا بِسبب الخطيّة ، ربنا يقول أنا أُريد أن أعمل ولكِن أنتُم الّذين تمنعونىِ عن العمل قايين كان يشعُر أنّ كُلّ إِنسان يجدهُ يقتُلهُ ، فالخطيّة ملكت عليهِ وأفقدتهُ سلامه ، الكِتاب يقول " الشرير يهرب ولا طارد " ، الخطيّة بِتُفقِد الإِنسان مجدة وحُريّتهُ وتُفسِد عليهِ الصورة التّى ربنا خلقهُ عليّها وتُفسِد عليهِ وحدتهُ مع ربنا أحد الآباء قال لأولادهُ " ما رأيكُم لو أحضرنا كوب فيهِ ماء وكان بهِ مجموعة شوائب وقُمنا بِرج هذا الكوب فإِنّ الكوب ستظهر بهِ الشوائب ويتعكرّ ، ولكِن عِندما نترُكهُ يهدأ فإِنّ كُلّ واحد سيرى وجهه فِى الكوب ، فالإِنسان لو يعيش فِى ضوضاء وفِى تيه ولا يرى نفسهُ فإِنّهُ لن يعرِف ربنا فلو كُنت أُريد أن أعرِف ربنا يجب أن أعرِف نفسىِ ، فأرى ما هى أهدافىِ ؟ وهل أنا برضِى ربنا ؟ ولو نفسىِ أُخِذت الآن فماذا يكون مصيرى ؟ فلو ربنا أخذنىِ الآن إِلى أين أذهب ، فمِن أهم شروط التوبة يا أحبائىِ إِن الإِنسان يِرجع لِنفسه فليس العيب إِنّىِ أكون خاطىء ولكِن العيب كُلّ العيب إِنّىِ أستمر فِى الخطأ وأستمر فِى طريقىِ الخطأ رغم إِنّىِ عارِف إِن هذا خطأ ومع ذلك بستمِر فِى عِنادىِ فعندما أنظُر للطفل الخارج مِن المعموديّة أقول معقول ياربىِ أنا كُنت فِى يوم هكذا مولود ولادة جديدة ، ولِذلك نقوله " جدّد فىّ صورة ملامحك وأسترِد لىّ كُلّ ما بددّتهُ ، قلباً نقياً إِخلِق فىّ يا الله " فالتوبة هى إِنسان شاعر كم أنّ الخطيّة أفسدت حياتهُ ودمّرتها ونزعت الفرح ونزعت السرور مِن حياتهُ ، فالإِنسان بيشعُر أنّ الخطيّة ستُعطيه لذّة أو فرح ولكِن العبوديّة لِسيّد قاسىِ أهوِن مِن العبوديّة للخطيّة كان رعى الخنازير لا يقوم بهِ أدنى العبيد أبداً ، وكان الّذى يقوم بِذلك يحتقرهُ الّذين حولهُ ولا يُعطوهُ لِيأكُل ، ولِذلك كان هذا الإِبن يشتهىِ أن يملأ بطنهُ مِن الخرنوب الّذى كانت الخنازير تأكُلهُ فلِم يُعطهِ فهذهِ هى الخطيّة فإِنّها خاطئة جداً ، " طرحت كثيرين جرحى وكُلّ قتلاها أقوياء " ، فهى التّى طردت الإِنسان مِن حضرة الله ، وهى التّى جلبت الطوفان ، وهى التّى أحرقت سادوم وعمورة ، وهى التّى ستدين كُلّ سُكّان العالم ، وهى التّى ستوصلّ الإِنسان للجحيم ، فبالرغم مِن كُلّ هذا كيف أكون حابِب الإِستمرار فيها ؟! فبعد أن جلس مع نفسه قال " أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِى " ( لو 15 : 18 ) ، لا أُؤجِلّ ولا أُؤخّر ، أقوم الآن ، مُباركة هذهِ اللحظة التّى فيها أُريد أن أتوب ، مُباركة هذهِ اللحظة التّى فيها أسمع صوت ربنا ولا أُؤجِلّ ، فلا أقول : هو لا يقبلنىِ ، أجمل ما فِى الحياة الروحيّة أن تكون كُلّ لحظة نحياها هى لحظة رجوع إِلى الله فالقديس أوغسطينوس مديون بِتوبته لأعداد قليلة مِن رِسالة القديس بولس الرسول لأهل رومية التّى تقول " إِنّها الآن ساعة لِنستيقظ قد تناهى الليل وتقارب النهار " ، قرأ هذهِ الكلِمات فتحّولت حياتهُ وفاق عِندما قرأ كلِمة " إِنّها الآن " ، ما أجمل أن نتجاوب مع نِداءات الله المُستمِرة ، ما أجمل إِنّىِ عِندما أجلس مع نفسىِ أوبخّها وقلبىِ يتحرك أحد الآباء القديسين يقول " إِنّ كُلّ سُكّان الجحيم كانوا يُريدون أن يتوبوا ولكنّهُم أجّلوا ولم يتوبوا ، وهُم الآن يتمنّون لحظة ولكِن لمْ توجد " ، ربنا عاطىِ لنا حياة وعاطىِ لنا فُرصة فلِماذا أأجِلّ ؟!! فأنا لا أضمن أنّ ربنا يُكرِر لىِ هذا الصوت فلا أأجِلّ حتى لا يتقسّى القلب لِغرور الخطيّة ، ففِى سِفر النشيد نجِد النِفَس تقول " حبيبىِ تحّول وعِبر طلبتهُ فما وجدتهُ " ، وكأنّ ربنا يقول أنا تعبت مِن كثرة النِداء فلا أقدِر أن أأتىِ بِك غصب عنّك ، لابُد أنت تقول أنا أُريد أن أأتىِ مُبارك هو الإِنسان الّذى يسمع صوت ربنا ويقول : ها أنا آتى إِليّك سأأتىِ إِليّك وأنا حافىِ وأنا لِبسىِ مقطّع ومذلول ، ما أجمل أن يكون للإِنسان عزم على التوبة ، فأبونا عِندما يُصلّىِ للإِنسان الّذى سيتعمِدّ يقول " وطِدّ إِيمانهُ فِيك لئلاّ يعود إِلى ما تركهُ مرّة أُخرى " فلو أنا ماشىِ فِى الشارع ورأيت منظر أعثرنىِ أُقدّم توبة ، ما أجمل التوبة اللحظيّة ، ولو جاءنىِ فِكر إِدانة أقول يارب يسوع سامحنىِ ، ما أجمل أن تكون الخطيّة شىء عارض مرفوض ، فأنا مِن البِداية " أقوم الآن " ، فلو أحزنت أحد أعتذر لهُ فِى الحال ، ما أجمل الآباء القديسين التائبين الّذين لبّوا نِداء ربنا كثيراً جداً ما يكون الإِنسان غير شاعِر بِخطيتهُ ولا يُقيّم الخطيّة ويعرِف هل هو خطأ أم لا ؟! ، فمُمكِن نحنُ نُقدّم توبة ولكِن ليست توبة روح بل توبة الضمير والعقل ، فمُمكِن أنّ الإِنسان يتذّكر شىء خطأ قد فعلهُ ، ولكِن هذا لا يكفىِ ولا يُوصّل للأحضان يهوذا قد أعاد المال الّذى أخذهُ ( الثلاثين مِن الفِضة ) ولكِن هذا ليس بِتوبة ، فالتوبة ليست مُجرّد كشف عقل أو ضمير ، فالضمير مُمكِن أن يجلِب يأس ولكِن التوبة بالروح بِتكشِف الخطيّة مع الرجاء ، فأكشِف الخطيّة بالوصيّة يوجِد إِنسان آخر وهو عايش فِى خطيتهُ بِيشعُر أنّهُ غير ردىء ، وذلك لأنّهُ بِيقارِن نفسهُ بالّذين حولهُ ، فيقول أنا صائم وتوجد ناس كثيرة غير صائمة ، فأنا يجب أن أقيس نفسىِ على الإِنجيل وأقول الإِنجيل ماذا يقول : يقول " المحبة لا تطلُب ما لِنفسِها " " حبّوا بعضكُم بعضاً كما أحببتكُم أنا " ، وعِندما أجِد ذلك أقول : أنا فِى الموازين إِلى فوق # قس نِفَسك على الوصيّة و لا تقُل أنا لا أفعل شىء خطأ ، فإِن كُنت تُريد أن تقيس نِفَسك فِى الصلاة قُلّ أنّ الوصيّة تقول " صلّوا بِلا إِنقطاع " # قس نِفَسك على المسيح فهو " تارِكاً لنا مِثالاً لكى نتبِّع خطواته " ، فلو مثلاً بِتتعرّضىِ لِظُلم أو إِضطهاد أُنظُرىِ ماذا كان سيعمل المسيح فِى هذا الموقف # قس نِفَسك على القديسين ، أقيس نِفَسىِ على الناس التّى تعبت ، وعلى الآباء الشُهداء ، ولِوقتها أعرف أنّ الطريق أمامىِ طويل وأنا لم أصِل بعد فالقديس أبو مقّار عِندما إِفتقد البرّيّة ورجع قال أنا وجدت نفسىِ إِنّىِ لستُ راهباً ولكِن وجدتُ رُهبان ، كُلّ واحد فينا لابُد أن تكون لهُ نماذج يراجع نفسه عليّها فضح النِفَس وصلب النِفَس ، فلا يكفىِ أن يُقرّ مع نفسهُ بِخطأه ، ولكِن أمام أبوه ، ولابُد أمام أُمّىِ الكنيسة التّى هى جسد المسيح الّذى أهنتهُ ، والّذى هو مُمثّل فِى الكهنوت الّذى أُؤتمِن على الأسرار ، فهو لا يملُك الغُفران ولكِن مؤتمِن عليه مِن الله ، فالأب الكاهِن معهُ توكيل مِن الله فالإِعتراف لابُد أن يكون فيهِ ندامة وإِنسحاق ، ما أجمل الإِنسان المُنسحق فِى توبتهُ ، ما أجمل الإِنسان الّذى يعترِف وخطيّتهُ تؤرقهُ وتتعِبهُ ، فهو يأتىِ ويقول أنا خاطىء ، يأتىِ بإِنسحاق وبِمذلّة ، ولِوقتها يكون مكسور فالإِنسان الّذى يأتىِ لِيعترِف لابُد أن يعرِف أنّهُ مخزىِ ولِوقتها يجِد الأحضان الإِلهيّة ، فهذا إِنسان مقبول مِن رحمة ربنا ، فالكِتاب يقول " مِن يكتِم خطاياهُ لا ينجح ومِن يُقرّ ويعترِف بِها يُرحم " لا تظُن أنّك مُمكِن أن تتوب الآن وغداً لن تتعرّض للخطيّة ، ولكِن فإِنّك ستتعرّض لها ، فعليك أن تثبُت فِى التوبة فالقديس الأنبا موسى الأسود عِندما تاب ظلّت الخطيّة تُطارِدهُ وظلّ يصرُخ مِن جسدهُ وذهب لأب إِعترافهُ 13 مرّة ، فالخطيّة قاسية جِداً ولن تترُك أحد بِسهولة ، ورُبّما تواجهك حروب أشدّ بعد أن تتوب القديسة مريم المصريّة كانت تعيش فِى دنس الخطيّة والخلاعة وتابت وظلّت تُحارب بالشهوة 17 سنة بالرغم مِن أنّها تركت كُلّ المؤثِرات التّى حولها فما الّذى يجعلنىِ لا أرجع للخطيّة ؟ إِحساسىِ بالمذلّة السابقة معرِفتىِ كم إِنّىِ أُهنت مِن الخطيّة " كونوا كارهين الشر " ، فالإِنسان يثبُت فِى التوبة ولا يرجع أبداً ، وإِن حورب يُزيد مِن الصُراخ ، فلم يكُن الأمر كُلّهُ علىّ ، ولكِن أنظُر ماذا فعل الأب أُنظُر للفرحة التّى تملأ قلبك أُنظُر للسرور الّذى سيغمُرك يكفىِ إِنّهُ " وَإِذْ كَاَنَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ ، فَتَحَنّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبّلَهُ " ( لو 15 : 20 ) لابُد أن يكون عِندىِ ثقة فِى رِجوعىِ أنّهُ سيقبلنىِ ، فنحنُ نقول " يا قابِل الخُطاه أنت بدل عن الخُطاه قدّمت ذاتك عِوضاً عنّا نحنُ الخُطاه " " وَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ " فالعُنُق هو المكان الّذى يوضع عليهِ النير ، وكان مكان مجروح ، فالأب وقع على هذا المكان المجروح وقبّلهُ فالتوبة هى ترياق أى دواء للخطيّة ، فكُلّ ما أحدثتهُ الخطيّة مِن ضرر التوبة تُعالِجهُ التوبة تدخُل إِلى مخادع الخُطاه والزُناه00مَن ذا الّذى لا يُبغضُكِ أيّتُها التوبة إِلاّ العدو لأنّكِ أخذتىِ غِناه وكُلّ مُقتنياه العدو لا يُريد أن يسمع كلِمة ربنا أبداً ، أنت لك فرحة فِى التوبة لك كنز ولك حِذاء ولك عِجل مُسمّن ولك الحُلّة الأولى ولك أغانىِ وهى التسابيح والحِذاء هو وصايا ربنا ، فهذا هو عمل ربنا فِى حياتنا لِمن يسمع ويعمل ربنا يقبل توبتنا ويقع على عُنُقنا ويقّبلها ويُضّمِد جِراحاتنا ربنا يسنِد كُلّ ضعف فينا ولإِلهنا المجد دائماً أبدياً آمين

التداريب الروحية

وَاحْنَا فِي فِترِة الصُوم المُقَدَّس يَلِذ لَنَا الحَدِيث عَنْ التَدَارِيب الرُّوحِيَّة وَفَوَائِدْهَا وَخِبْرَاتهَا الرُّوحِيَّة لَنَا بِنِعْمِة رَبِّنَا .. جَمِيل جِدّاً أنْ تُدَرَّب النَّفْس عَلَى الفَضِيلة وَكُلَّمَا كَانَ التَدرِيب مُتقِن تَكُون المُمَارسة مُتقِنة .. يَقُول مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول فِي أعمَال الرُّسُل الأصْحَاح 24 : 16{ أُدَرِّبُ نَفْسِي لِيَكُونَ لِي دَائِماً ضَمِيرٌ بِلاَ عَثْرَةٍ مِنْ نَحْوِ اللهِ وَالنَّاسِ } جَمِيل جِدّاً أنْ تَتَدَرَّب النَّفْس عَلَى مُمَارَسَات رُوحِيَّة لِتَتَحَوَّل المَعرِفة الرُّوحِيَّة فِي حَيَاتهَاإِلَى سُلُوكِيَات تَثْبُت فِيهَا لِتُصبِح جُزء مِنْ حَيَاتهَا .. مِنْ طَبعَهَا أي يُسَهِّل فِعل الفَضِيلة وَتُصبِح الفَضِيلة تَعِيش دَاخِل هذِهِ النَّفْس .. مَا أجمل قَول مُعَلِّمنَا دَاوُد النَّبِي بَعْد تَدَرُّبه عَلَى فَضِيلِة الصَلاَة أنْ يَقُول{ أَمَّا أَنَا فَصَلاَة } ( مز 109 : 4 ) وَذلِك مِنْ كَثرِة تَدرِيب نَفْسه عَلَى الصَلاَة أصبَحِت هِيَ حَيَاته .. كَمْ هذَا رَائِع يَا أحِبَّائِي يَقُول مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالته إِلَى الْعِبْرَانِييِّنَ { وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ } ( عب 5 : 14)مُؤكِّداً عَلَى أهمِيِة التَدرِيب لِلحُصُول عَلَى حَوَاس مُقَدَّسة فِي الرَّبَّ .. فَمَثَلاً العِين تَحْتَاج إِلَى تَدرِيب عَلَى العِفَّة وَعَدم الشَّهوة .. الضَمِير يُدَرَّب لِيُصبِح بَعِيد عَنْ الإِدَانة وَعَدم التَفَكُّر بِالشُّرُور وَهَكذَا بَقِيِة الحَوَاس .. مُعَلِّمنَا دَاوُد النَّبِي فِي مَزْمُور 25 يِقُول لِرَبِّنَا { دَرِّبْنِي فِي حَقِّكَ وَعَلِّمْنِي }( مز 25 : 5 ) .. " دَرِّبْنِي يَارْب " أنَا عَايِز أدَّرَّب .. التَدرِيب يَا أحِبَّائِي يُمكِنْ أنْ يُحَوِّل الوَحش الشَرِس إِلَى حَيَوَان مُطِيع لِلأوَامِر الَّتِي تُمْلَى عَلِيه كَمَا نَرَى فِي الأُسُود المُدَرَّبة كَيْفَ إِنَّهَا تُطِيع مُدَرِبهَا فِي كُلَّ مَا يَقُول .. هذَا مَا يَفعله التَدرِيب المُستَمِر مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول يَقُول فِي رِسَالِة فِيلِبِّي { تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِياً بِمَا أَنَا فِيهِ }( في 4 : 11) .. إِدَّرَّبت مُمْكِنْ أجُوع .. مُمْكِنْ أعْطَش .. إِدَّرَّبت .. الحِكَايَة بِالنِسْبَة لِيَّ مِش صَعْبَة .. إِدَّرَّبت .. الإِنْسَان مُحْتَاج جِدّاً عَلَى التَدْرِيب فِي الفَضِيلَة لِغَايِة لَمَّا تُبْقَى الفَضِيلَة دِي جُزء مِنْ الحَيَاة وَجُزء مِنْ السُلُوك وَالإِنْسَان يَتَعَوَّدْهَا مَعَ الزَمَن وَيَسْهُل فِعْلَهَا .

الله المعزى

لان كل ما سبق فكتب كتب لاجل تعليمنا حتى بالصبر و التعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء (رو 15 : 4) و ليعطكم اله الصبر و التعزية ان تهتموا اهتماما واحدا فيما بينكم بحسب المسيح يسوع (رو 15 : 5) مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح ابو الرافة و اله كل تعزية (2كو 1 : 3) الذي يعزينا في كل ضيقتنا حتى نستطيع ان نعزي الذين هم في كل ضيقة بالتعزية التي نتعزى نحن بها من الله (2كو 1 : 4) فرجاؤنا من اجلكم ثابت عالمين انكم كما انتم شركاء في الالام كذلك في التعزية ايضا (2كو 1 : 7) لي ثقة كثيرة بكم لي افتخار كثير من جهتكم قد امتلات تعزية و ازددت فرحا جدا في جميع ضيقاتنا (2كو 7 : 4) و ليس بمجيئه فقط بل ايضا بالتعزية التي تعزى بها بسببكم و هو يخبرنا بشوقكم و نوحكم و غيرتكم لاجلي حتى اني فرحت اكثر (2كو 7 : 7) لان لنا فرحا كثيرا و تعزية بسبب محبتك لان احشاء القديسين قد استراحت بك ايها الاخ (فل 1 : 7) حتى بامرين عديمي التغير لا يمكن ان الله يكذب فيهما تكون لنا تعزية قوية نحن الذين التجانا لنمسك بالرجاء الموضوع امامنا (عب 6 : 18) و ربنا نفسه يسوع المسيح و الله ابونا الذي احبنا و اعطانا عزاء ابديا و رجاء صالحا بالنعمة (2تس 2 : 16) لكن الله الذي يعزي المتضعين عزانا بمجيء تيطس (2كو 7 : 6) إله كل رأفه ورب كل عزاء الروح القدس هو مصدر التعزيه هو الذى يعزى النفس فى رحله الغربه عن امور العالم ويهبنا التعويضات الالهيه والقوه والمسانده والفرح والقناعه والثبات ومن اهم مصادر التعزية :- 1 الصلاة حيث تشعر النفس انها اقتربت من السماء بكل قوتها ومجدها فتبدأ تستهين بأمور الأرض والارضيات وترتفع فوق الهموم والاحزان وتحلق فى أفاق الروح وتبتهج بالكلمات وتسر بالنعمه حيث يردد المصلى الكلمات على انه قائلها وليس مرددها ويشكل روحه بكلام المزمور فيفرح معه ويحزن معه ويترجى معه ويتضرع معه الى ان يصير هو نفسة مزمورا والشعور بالعزاء اى حاله من الفرحه الروحيه الفائقه الوصف وليس لها مؤشرات عقليه او بشريه بل هى هبات سماويه (الريح تهب حيث تشاء ) فيمكن ناخذ كثيرا ويمكن ان ناخذ قليلا وقد لا ناخذ ويكفينا اننا وقفنا امامه افتح لنا ياسيد ذلك الباب الذى اغلقناه علينا بارادتنا ان فتحت لنا فهذا حق وان لم تفتح لنا فهذا حق ان فتحت لنا فهذا من جزيل رافاتك وان لم تفتح لنا فمبارك الذى اغلق علينا بحق 2 الانجيل تجد النفس مسرة مع كلمه الله فيها نعمه مخفيه عزاء فى الكلمه إذ هى رساله الله الشخصية لى ابتهج انا بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة – صارت لى لبهجه قلبى – اذكر لعبدك كلامك الذى جلتنى عليه اتكل هذا الذى عزانى فى مذلتى تريد قوة تريد سلام ولا تجد الا فى الانجيل هو مصدر بركان وتعزيات النفس كمن يقرأ رساله من شخص حبيب عليه ما ابهج الانفس التى تجد فى كلمه الانجيل عزائها وسلامها الكتاب المقدس البشارة المفرحه رساله الخلاص مملؤة تعزيات ومواعيد وبركات وما اروع ان تعرف ان تاخذ الايه كرساله شخصية من السماء لك ان يكون لك فيها سند وبركه وتتمسك بها وتخبأها فى قلبك وتحيا بها 3 العبادة فى الكنيسة كل رفع بخور هو صلوات مرفوعه للسماء لعرش الله محموله على قوة القديسين ومسنودة بنعمه الكهنوت وطلبات المؤمنين – كل مايفتح الستر فى الكنيسة فالسماء قد صارت أمامك بافراحها بتعزياتها ببركاتها وما اجمل التسبيح المعمولة بالروح ترفع النفس الى السماء المشاركة فى العبادة بالقلب الواحد القداس هو السماء على الارض واعظم ما يعمل على الارض وحياة المسيحى محصورة بين قداسين قداس حضرة وقداس سوف يحضرة فهى محصورة بالنعمه واسرار الكنيسة كلها تعزيات سر التوبه والاعتراف ان مارسته بتوبه بصدق واخلاص تجد نعمه عجيبه ترفعك الى فوق وتهبك نعمه غفران الخطيه والفكاك من سلطانها والتناول بما يحمله من بركات التقدي والاتحاد والغفران والحياة الابدية التعليم فى الكنيسة سبب عزاء شديد لخاطىء ليائس لحزين فيمكن ان نقول ابونا سبب عزاء لنا وقوة وسند لنا الضيقات 4 عند كثرة همومى فى داخلى تعزياتك تلذذ نفسى – وحيث توجد الضيقه يوجد الله وهب لكم لا ان تؤمنوا به فقط بل ان تتالموا ايضا لاجله – ففى شركه الام المسيح نجده عونا فى شدائدنا وضيقاتنا التى اصابتنا جدا فالضيقات بركة ومجد ووجود لله – فى المرض تشعر بنعمه ومهونه إضافيه تسندك وترفعك الانبا انطونيوس ذات مرة ضربه الشيطان وتركه بين حى وميت وراى يسوع فى سقف القلايه يكلمه بينما هو ملقى على الارض واخذ يعاتبه اتيت الان اين كنت فى صراعى والى متى لا تضع حدا لآلامى فقال له انا ارقب جهادك وافرح ولانك جاهدت ولانك حاربت ولم تكل ها انا اجعلك بركه عظيمه واملا البريه من ابنائك هناك الام وهناك تعزيات معلمنا بولس يقول اعطيت شوكه اى هبه – تكفيك نعمتى لان قوتى فى الضعف تكمل 6اورشليم السماويه انت تعزيتنا من بعد اله المدينه النازله من السماء مسكننا الابدى موضع راحتنا وسرورنا كل ما يشتد عليك الالم والاتعاب تذكر السماء ومجدها وبهائها –تجعل امور الحياة باثقالها تهون عليك حملها لانك حاصل عل ينبوع من التعزية ليس لنا هنا مدينه باقيه ولكننا نرجو العتيده المدينه التى لها الأساسات اتى صانعها وبارئها الله فهى غاينا وعزائنا الحقيقى وفرحة وبهجة نفوسنا – اورشليم السمائيه فى ذلك الموضع مسكن الله مع الناس ومسكن الناس مع اله اى ديانه دعت الى سماء يتمتع فيها الانسان بالوجود مع الله

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل