العظات

الأحتمال فى حياة السيدة العذراء

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين فلتحل علينا نعمته إلى الأبد آمين من سمات جيلنا أنه ليس لنا احتمال لأي شئ أو حتى لبعضنا .. لكننا نجد أن في حياة أُمنا العذراء أنواع احتمال كثيرة : 1- احتمال اليُتم : تنيح أبوها وهي في عُمر ستة سنوات وتنيحت أمها وهي في عُمر ثمانية سنوات .. أي حُرِمت من مشاعر الأبوة والأمومة منذ طفولتها واحتملت .. دائماً يحتاج الإنسان إلى تدليل وتلبية احتياجاته .. أُمنا العذراء حُرِمت من حقها في الإعتناء بها ولا يوجد لها أقارب يُشبعون لها احتياجاتها النفسية والعاطفية .. أيضاً لم تجد من يوجهها في حياتها وسلوكها .. لكن هذا الإحتمال كان سبب بركة في حياتها ولم يُسبب هذا الحرمان تعب لها بل إحلال .الله يريد أن يملأ عواطفنا لكن نحن لا نعطيه الفرصة ونملأها بمعرفتنا .. داخل كل واحد منا مستودع عاطفي نملأه بطريقتنا ويأتي الله ليدخل فلا يجد له مكان .. لا .. أُمنا العذراء حدث لها تفريغ لعاطفتها فملأها الله كما يقول الكتاب ” إن أبي وأُمي قد تركاني وأما الرب فقبلني “ ( مز 27 : 10 ) .. ويقول أحد الآباء ” إخلِ المكان ليسوع “ .. ملأ الله مستودع عاطفتها بمشاعر مقدسة .. قد يرى الإنسان أن الله قاسي وهذه نظرة إنسانية بحتة .. لكن لا .. الله له إرادة أن كل جزء يُفرغ داخلك يملأه هو .. الذي يحيا الرهبنة يترك أهله ليصنع إخلاء للمشاعر ليُشبعه الله ويصير هو الكل بالنسبة لهذه النفس . 2-احتمال الفقر : كانت فقيرة .. كانت في الهيكل ليس لها أي دخل مادي وليس لها أي طلبات تُلبَّى .. قد لا يتحكم الإنسان في طلباته لكن أُمنا العذراء ليس لها أي طلبات حتى عندما جاء ميعاد ولادتها لرب المجد يسوع لم تجد مكان تلد فيه والذي وجدته كان كريه الرائحة مجرد مذود للحيوان وصعب .. لو لم تكن فقيرة مكتفية ما كانت تحتمل ذلك .قديماً لم يكن لديهم أثاث فاخر في منازلهم مجرد أساسيات الحياة البسيطة سرير .. كرسي .. منضدة .. وكان هذا عمل يوسف النجار مجرد تصليح هذه الأمور البسيطة فكان دخله بسيط وعندما هربت العائلة المقدسة إلى مصر معروف أن الشخص الحِرَفي يكون معروف في مكانه فقط لكن إذا انتقل لمكان آخر يصير غير معروف وبالتالي لا يعمل .. فيقول التقليد أن العائلة المقدسة في مصر كانت تبيع من الذهب الذي أهداه لهم المجوس ليُنفقوا منه .. وعندما عادوا إلى الناصرة طُردوا منها بعد أُسبوع فذهبوا إلى الجليل ولم يكن لهم مسكن في الجليل بدليل أن المسيح على الصليب سلَّم أُمنا العذراء ليوحنا الحبيب .. لو كان لها بيت ما عَهَد بها ليوحنا .فتاة هذا الجيل عندما يتقدم لها شخص للإرتباط لو كان غني تغفر له كل أخطاؤه مقابل غناه .. أُمنا العذراء عاشت الفقر في أقصى درجاته .. أُم لها طفل رضيع لا تجد ما تأكله فكانت تأكل عند آخرين والبعض يقبل أن يُطعمها والبعض لا نحن في عصر مادي استهلاكي يجعل الإنسان لا يقنع بما له .. العذراء قبلت الفقر وشكرت .. لم تتمرد ولم تغضب من يوسف إنه فقير لا يُلبي احتياجاتها .. لا يعطي الإنسان قيمة سوى الإنسان نفسه .. البابا كيرلس السادس كان يرتدي ثياب قديمة إن أردنا بيعها في مزاد ستُباع بمليون .. بينما لو إنسان ردئ السمعة ارتدى ملابس بملايين لا تساوي شئ لأنه إنسان ردئ .. أرجوك لا تؤله الشئ ولا تُشيئ الإنسان . 3-احتمال الشك : لم تُعلن أُمنا العذراء ليوسف النجار وللناس كيف صارت حُبلى .. لم تقل إن الملاك بشَّرها بالحَبَل الإلهي .. نسألها لماذا لم تدافِع عن نفسها ؟ تقول بماذا أدافع ؟ هل أقول لهم لقد حل عليَّ الروح القدس ؟ هل أقول إن الملاك بشرني ؟ لن يصدق أحد ذلك .. والشك يا أُمنا يا عذراء ؟ ونظرات الناس ؟ إحتملت كل ذلك .. سيف قاسي جداً .عندما يعيش إنسان في شر وخطية والناس تنظر له نظرات رديئة لا يهمه لكن عندما يُقال إن أُمنا العذراء أُم القدوس يُنظر لها نظرات رديئة ويُشك في قداستها وعفتها .. هذا أمر صعب جداً .. لكنها صمتت واحتملت وفضَّلِت إنه كما بشَّرها الملاك هكذا هو الذي يدافع عنها .هناك عند اليهود شريعة تُسمى " شريعة المياه المرة " تتم مع المرأة التي يشك زوجها في عفتها .. فيأتون بكوب ماء وتُذاب فيها ورقة مكتوب فيها الوصية ثم تشرب المرأة من هذا الماء .. إن كانت زانية تسقط بطنها وتتورم رجليها وإن كانت غير زانية لا تتأثر بشئ .. أُمنا العذراء تمت معها هذه الشريعة واحتملت أن تكون مُستهترة . 4- احتمال التعب : أُمنا العذراء كانت في الهيكل لم تكن مستريحة لأن الهيكل في العهد القديم كله ذبائح ونار وحيوانات صيد لم تُذبح بعد ونفايات حيوانات وروائح كريهة .. وكان عمل العذراء نظافة الهيكل واحتملت التعب منذ طفولتها .ثم خُطِبت ليوسف وكان رجل مُسن واحتملت خدمته .. ثم احتملت تربية وحمل الطفل يسوع ثم الهروب لمصر دون أن تعرِف أحد فيها ولم يستضِفها أحد هناك .. وعادت لليهودية .. تعب .. ليس لها مكان تستقر فيه وبعد رجوعها كانت تنتقل مع يسوع من مكان لمكان لأنه ليس لها أين تسند رأسها فكانت يوم عند مريم ومرثا ويوم عند بطرس و....... احتملت التعب .كثيراً ما نطلب الراحة بشكل كبير ونطلب خدمة أنفسنا وأجسادنا .. معروف إن الإنسان الذي ليس له مكان يكون متوتر .. أُمنا العذراء تعبت في عدم استقرارها رغم إنها السماء الثانية وموضع سُكنى الله . 5- احتمال الإهانات : أكثر الإهانات التي احتملتها أُمنا العذراء هي الشك وما قبلته عن ابنها يسوع عندما كان يُقال له أنه سامري وبه شيطان أو إنه مُختل .. صعب على الأم أن تحتمل إهانة ابنها .. وأيضاً على الصليب نال تعييرات كثيرة وإهانات وضرب ولطم وجلد و..... وبعد صلبه وقيامته وصعوده لم تنتهي الإهانات بل حاول اليهود محاصرة المسيحية وظهر ذلك في استشهاد إستفانوس وكيف كانوا متضايقين من المسيحية .. لكن الرومان أهملوا المسيحية وسمحوا لليهود أن يرجموا إستفانوس رغم أن الرومان كانوا قد حرَّموا على اليهود تنفيذ أحكام الإعدام .. يحاكموا كما يشاءون لكن ليس من حقهم أن يحكموا بإعدام شخص إلا في حالة إعدام إستفانوس سمحوا لهم أن يرجموه .أربعة عشر سنة عاشتها أُمنا العذراء بعد ربنا يسوع احتملت فيها آلام شديدة من قطع رؤوس الرسل وآلامهم وسجنهم و..... هذه آلام صعبة .. حتى أن اليهود اضطهدوا أُمنا العذراء نفسها لأنها أُمه .. وعندما عرفوا بخبر نياحتها أرادوا منع موكب الجناز حتى لا يحدث تجمهر لئلا يثبُت أن للحركة المسيحية أتباع كثيرين .. ولم يستطيعوا حتى أن أحد اليهود المتعصبين مد يده لنعش العذراء ليمنع سير الموكب فشُّلت يده .. ويقول التقليد أنه هو نفسه المُقعد الذي شفاه رب المجد يسوع وقال له ” ها أنت قد برِئت فلا تُخطئ أيضاً لئلا يكون لك أشر “ ( يو 5 : 14) .. وشفاه التلاميذ ليسير موكب الجناز .. وعندما صعد جسدها وفتح التلاميذ قبرها ولم يجدوا الجسد تخيلوا أن اليهود سرقوه لكن توما عرَّفهم أن جسدها صعد فصاموا خمسة عشر يوماً ليروا منظر صعود الجسد .. وكان مع توما دليل صعود جسدها الزنار الذي كان على جسدها في القبر . 6- احتمال المجد : سهل احتمال الإهانة لكن صعب احتمال المجد والكرامة .. وكما قال أحد الآباء أن احتمال الكرامة أصعب من احتمال الإهانة لأنه يؤدي إلى كبرياء .أُمنا العذراء احتملت المجد في صمت .. كل هذا المجد ولم تشعر إنها مُميزة عن غيرها .. خدمت أليصابات .. لو شعرت بمجدها كأم لله ما ذهبت لأليصابات لأنها هي أيضاً حُبلى مثلها .. يقول المديح ” أقدامِك عجلات نار في بيت أليصابات “ أي خدمت بحماس ..لم تشعر أنه يجب على الآخرين أن يمجدوها .. كون إنها تحتمل الإهانة فهذا أمر سهل لكن أن تحتمل المجد هذا صعب .. تقول الأم سارة ” يليق أن يعطي الراهب فضة لشاتميه “ . في أحد الأيام بعد ما أنهى المتنيح أبونا بيشوي كامل العظة صعد له شخص إلى الهيكل وقال له إنها كانت عظة جميلة جداً أفضل ما سمع في حياته وسأله هل قال لك أحد ذلك ؟ أردت أن أكون أول من أبدى إعجابه بالعظة .. لكن أبونا بيشوي قال له نعم هناك آخر قال لي ذلك قبلك .. الشيطان . أُمنا العذراء احتملت المجد إنها أُم الله وقالت ” لأنه نظر إلى اتضاع أمته “ ( لو 1 : 48 ) .. إن كانت أُم الطبيب أو الضابط أو ....... لا يسعها أحد .. دائماً الأم تستمد سلطانها من ابنها بالفطرة .. يقول مارإسحق ” لا تتضايق من الذين يُشاركونك في صُنع إكليلك “ .. أيضاُ يقول ذهبي الفم ” قيلَ عن الرعاة أن الإهانة مكسب لهم والكرامة ثِقَل عليهم “ .. لذلك يقول للخدام ” لا تشتهي دائماً أن تكون رأساً لأن الرأس كثيرة الأوجاع “ .. لأن في الطب آلام للرأس مُحيرة جداً . أُمنا العذراء احتملت المجد وكانت صامتة .. أسرار كثيرة في حياتها لم تكشفها ولم نعرفها لكننا عرفنا بعضها بالصدفة .. ولوقا الطبيب كان أكثر شخص تكلم عن التجسد لأنه كان صديق شخصي لها .. أسرار رحلة هروب العائلة المقدسة لمصر قالتها للبابا ثاؤفيلس الذي كان يحب العذراء جداً وظلَّ يسألها فحكت له تفاصيل أسرار الهروب لمصر وهو الذي دوَّنها .. لم تقُل شئ من قبل .. تعلَّم من أُمنا العذراء الإحتمال .. مشكلة جيلنا التذمر وعدم الرضا .. لا نفكر إلا في مشاكلنا فنرى حياتنا أصعب حياة .. عندما يكتشف الإنسان أن حياته في يد الله يشعر بسرور ورضى .ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

عطايا الأردن - ليلة عيد الغطاس

عيد الظهور الإلهي عيد مملوء بركات ونحن نشعر في كل أعمال ربنا يسوع المسيح أننا معه وكل البركات التي أتت عليه هي لم تكن له لأنه لا تعوزه بركات لأنه ينبوع البركات بل هي لنا نحن .. لذلك الكنيسة تجعلنا نحيا مع المسيح في نهر الأردن وذلك من خلال صلاة اللقان حيث نعتبر أنفسنا أمام نهر الأردن نأخذ العطايا والبركات .. حتى أنه هناك طِلبة تُقال على الماء تقول [ إمنحه نعمة الأردن ] .. وكأننا مع المسيح في عمق ماء الأردن وفي المعمودية .العطايا التي أخذناها في المسيح في الأردن : 1- أكمل كل بر فينا ونيابةً عنا : ربنا يسوع قال ليوحنا [ يليق بنا أن نُكمل كل برٍ ] ( مت 3 : 15) .. ونحن نقول له في القداس الإلهي [ أكملت ناموسك عني ] .. أنت يارب أتيت لتُكمِّل برنا نحن .. عندما وجد أن الإنسان عاجز عن أن يصنع البر أرسل الله إبنه ليُكمِّل البر عنا .. هذا ما حدث في نهر الأردن أنه جعل نفسه آخر الكل ليُكمِّل البر فينا ونيابةً عنا .. عندما وجد أن الإنسان عاجز عن البر أتى هو ليُكمِّل كل بر ونحن فيه .. كل أعمال ربنا يسوع لا يمكن أن تستوعبها وتفرح بها إلا إذا كنت أنت داخلها .. هو أكمل البر ونحن داخله .. إذاً بالتبعية أكملنا نحن كل بر .. جاء وجعل نفسه آخر الكل ليُعلمنا أن نكون آخر الكل .. أنا الذي طلبت أن أكون أولاً جاء هو آخر الكل ليُعلمني أن أكون آخر الكل .. أنا الذي طلبت أن أكون قوي جاء هو ضعيف ليُعلمني ما هو بالضعف أعظم من القوة . 2- إعتمد بمعمودية التوبة عنا : ربنا يسوع قَبَل أن يعتمد بمعمودية التوبة وهو لا يحتاج توبة لكن قَبَلَهَا من أجلي لكي يُعطي توبتي قبول وليُعلمني منهج التوبة ولا أستثقلها .. القديس يوحنا ذهبي الفم يقول أنه لما نزل الأردن أغرق خطايانا معه .. إذاً ربنا يسوع إعتمد معمودية التوبة لأجلنا .. كل ما فعله فعله لأجلنا ومُضاف لحساب كل واحد فينا فطوبانا لأن بره إنتقل لنا مجاناً وأعطانا في معموديته للتوبة أن توبتنا إستندت على معموديته ليُكمِّل لنا كل بر وليُعلِّمنا كيف نتوب وليعطي توبتنا قوة وقبول ومصداقية .. لذلك أفعاله اليوم هي لنا . 3- إنفتحت السماء لنا : السماء إنفتحت ليس له بل لنا من خلاله .. عطايا الأردن هي لنا وهو واقف في ماء الأردن ليس لنفسه بل لنا ويأخذ عطايا لنا .. عندما انفتحت السماء أمامه إنفتحت أمام الجنس البشري كله .. والإنسان المطرود من السماء وطريقه لها يحرسه كاروب من نار ليمنعه عنها اليوم إنفتحت أمامه مرة أخرى بعد أن كانت هناك خصومة بين السماء والأرض .داود النبي يقول له [ طأطأ السموات ونزل ] ( مز 18 : 9 ) .. وإشعياء النبي يقول [ ليتك تشق السموات وتنزل ] ( إش 64 : 1 ) .. السماء التي تحجبك عنا شُقها وتعال لنعرفك .. لأن السماء جعلتك مُحتجِب عنا .. اليوم السماء إنفتحت .. هي أصلاً مسكنه ولا يحتاج أن تُفتح له وكما يقول الكتاب [ ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء ]( يو 3 : 13) .. اليوم نصلي قداس اللقان لنكون معه في الأردن وعطايا الأردن ليست له بل لنا نحن .. السماء إنفتحت أمامنا فيه واعتمدنا للتوبة فيه وأكملنا كل بر فيه .. إذاً كل ما يفعله يفعله لأجلنا .. صارت لنا علاقة مع السماء فصارت الملائكة تظهر للرعاة وملاك يظهر للعذراء وملاك يظهر ليوسف النجار .. صارت لنا علاقة مع السماء .. تخيل أنك تعرف قديسين وملائكة وتصير صديق سماوي وتشترك معهم في العبادة ويصيرون هم أهلك وكما يقول الكتاب [ رعية مع القديسين وأهل بيت الله ]( أف 2 : 19) .. السماء التي إنفتحت لنأخذ من قُوَّتها وبركتها ونشترك في عطايا الأردن بالسماء المفتوحة . 4- حل علينا الروح القدس فيه في هيئة حمامة : هو غير محتاج لحلول الروح القدس عليه لأنه هو يحل فيه كل ملء اللاهوت وهو جوهر واحد مع الروح القدس وهو واحد مع الآب .. إذاً هذا الحلول يُعلن قبولنا نحن للروح فيه ومن خلاله .. الروح القدس بحسب تعبير القديس أثناسيوس الرسولي [ حل الروح القدس علينا فيه وقبلنا الروح القدس بواسطته ] .. هذه عطية الروح القدس .. والعلامة الإلهية التي نزلت واستقرت عليه هي علامة لنا .. الروح القدس هو الجوهر الإلهي المتحد فيه .. إذاً كل هذه العطايا هي لنا وتُنقل لنا في المعمودية .ربنا يسوع في الأردن أكمل برنا وأخذ لنا الروح القدس واعتمد للتوبة لنا .. كان الآباء قديماً في يوم عيد الغطاس يكونون في ملء الفرح الروحي لأنه يوم العطايا يوم الظهور الإلهي وإكمال كل بر وحلول الروح القدس والسماء المفتوحة .. يوم رائع لذلك يقول معلمنا بولس الرسول [ خلَّصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذي سكبهُ بغنىً علينا ] ( تي 3 : 5 – 6 ) .. منذ يوم عماده واتفقت الطبيعة البشرية مع الروح القدس .. قبل ذلك كان حلول الروح القدس حلول خارجي على البشرية .. أما اليوم صار حلول الروح داخلي واتفقت معه الطبيعة البشرية .إذاً أنت اليوم لست متفرج بل مُشارك مشاركة روحية تعطي بهجة .. يا للفرحة والبهجة لأنك تشعر أنك داخل الأردن وتقبل العطايا بإسمه .. فما فائدة إنسان غني دون أن يُغني أولاده ؟ اليوم السماء إنفتحت لنا فيه وفيه أخذنا الروح القدس ليُقرب المسافة بيننا وبين الروح القدس .. ليتك تحتفظ بهذه العطايا داخل قلبك لتحفظك من اليأس في جهادك وتحفظك من الخطايا . 5- صرنا موضع سرور الآب فيه : صار صوت الآب من السماء [ هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت ] ( مت 3 : 17) .. جيد أن تفهم أن هذه الآية للمسيح لكن الأجمل أن تفهمها أنها لك .. هو لا يحتاج أن يعلن علاقته مع الآب لكن هذه هي الطبيعة البشرية الجديدة التي صارت لنا فيها محبة ومسرة وكما يقول معلمنا بولس الرسول في رسالته لأهل أفسس [ كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لومٍ قدامه في المحبة إذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته لمدح مجد نعمته التي أنعم بها علينا في المحبوب ]( أف 1 : 4 – 6 ) .. اليوم يقول لك الله أنت ابني الحبيب الذي به سُررت لأنك عندما تُكمل كل بر وتأخذ روحه وتتوب وتُفتح لك السماء تكون إبنه الحبيب .. ربنا يسوع المسيح هو موضِع سرور الآب منذ الأزل كما قال للآب [ والآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم ] ( يو 17 : 5 ) .. أي هو غير محتاج لإعلان الآب لكنه أعلنه لنا لأنه صار أخونا البكر فصار كل واحد منا يعيش السماء المفتوحة ويُكمل كل بر ويتوب ويصير مسكن للروح القدس هو الذي يصير إبنه الحبيب .نحن نأخذ هذه الأمور والأفعال في حياتنا اليومية بداية من المعمودية وحتى نهاية حياتنا .. في المعمودية نأخذ توبة وسماء مفتوحة ونُكمل كل بر و ...... لذلك يقولون للطفل المُعمد أكسيوس .. لماذا ؟ أن أكسيوس تُقال للأساقفة و فلماذا تُقال للطفل المُعمد ؟ نقول لأنه صار من شعب المسيح أي صار إبنه الحبيب الذي به سُرَّ الآب .. أي كل واحد منا صار موضع سرور الآب .. لو عشنا عطايا الأردن سنسمع هذا الصوت داخل قلوبنا وسنشعر أننا محبوبون فنشتاق إلى تنمية محبته فينا ونقول له أنت جَرَحَت قلوبنا محبتك فنحن نريد أن نُحبك عطايا اليوم أخذناها فلابد أن نعيشها ونسلك بها ونحن داخله .. أكمل كل بر نيابةً عنا واعتمد للتوبة ليسند توبتنا ويقويها ويجعلها مقبولة وفتح السماء أمامنا لنجاهد بدون يأس وأعطانا الروح القدس ليزيد أفراحنا ويُنمي صلواتنا وينطق داخلنا بأنات يا أبا الآب وفي النهاية يُسمعنا صوت ابني الحبيب الذي به سُررت .. اليوم إشتركنا معه في عطايا الأردن الله يعطينا أن نقبل اليوم بقلوب مشتاقة ليُنمي محبته فينا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل