العظات

تأملات فى حياة يشوع ج1

تأملات فى حياة يشوع ج1 بسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين بنعمة ربنا نبدأ دراسة مبسطة عن شخصية غنية جداً في معانيها الروحية .. ربما تكون معرفتنا عنها عبارة عن أمور بسيطة لكن لها معاني عميقة وهي شخصية يشوع بن نون .. يشوع هو الرجل الثاني الذي قاد الشعب بعد موسى العظيم وكان يشوع تلميذ لموسى ومن هنا تأتي عظمة شخصية يشوع . يشوع يعلن أن الله يعمل ويستمر يعمل : شخصية يشوع تعلن لنا أن ربنا يستخدم الأشخاص ويحرك التاريخ .. فهو يستخدم كل إمكانيات النفس لحساب مملكته .. يشوع له صفات موسى وموسى له صفات الله والله عمل بموسى وأيضاً يعمل بيشوع .. وربنا قال له هكذا ﴿ كما كنت مع موسى أكون معك ﴾ ( يش 1 : 5 ) .. أيضاً نجد أن يشوع ملأ الفراغ الذي تركه موسى ولا يتوقع أي شخص ذلك فمن هذا الذي يستطيع ملء الفراغ الذي تركه موسى ؟ وكأن الله يريد أن يقول أنا سأظل أعمل لأني أنا العامل الخفي فيكم وإن كنت أستخدم أشخاص .. نحن أحياناً نظن أن عمل الله متوقف على أشخاص ونقول من هذا الذي يخلف موسى ويكون مثله ؟ فيقول الرب أنا سآتي بشخص بعد موسى بتدبير إلهي لذا يعتبر يشوع من أعظم أبطال الكتاب المقدس . يشوع في كلمات قصيرة : 1)هو قاهر الأردن . 2)هو من أسقط أسوار أريحا . 3)قام بإيقاف حركة دوران الشمس . 4)هو من تحققت فيه المواعيد لأنه دخل بالشعب أرض الميعاد .. نعم موسى قاد الشعب في رحلة مصر والبرية لكن يشوع هو من أدخل الشعب أرض الميعاد .. ولذا فشخصية يشوع شخصية عظيمة في الكتاب المقدس . من أهم موضوعات سفر يشوع : حروب يشوع مع الكنعانيين .. هؤلاء ملوك الأرض ويشوع هزم * 31 * ملك من ملوك الكنعانيين حتى دخلوا أرض الميعاد .. ومن ضمن الأشياء المهمة التي عملها يشوع مع الشعب أنه قسم أرض الميعاد وقسم الأرض على * 12 * سبط ثم قاد الشعب لإستقراره في أرض كنعان . المعنى المراد فهمه من يشوع : موسى قاد الشعب في رحلة البرية إلى حدود نهر الأردن .. موسى حرر الشعب من العبودية .. وأرض الميعاد في المعنى الروحي تساوي دخولنا السماء .. بمعنى أن موسى قاد الشعب حتى مرحلة ما قبل السماء أما يشوع فدخل بهم أرض الميعاد وهي تساوي السماء بالنسبة لنا .. وأيضاً يشوع هو رمز ليسوع .. موسى في العهد القديم هو الذي قاد الشعب حتى حدود الأردن فهو قادهم إلى أعتاب السماء لكن من قدر على إدخالهم السماء ؟ .. يشوع .. المسيح صنع معنا كذلك بمعنى أن الذي عجز عنه الناموس عمله المسيح .. الناموس الذي كان يقود الإنسان وقف لحدود معينة قبل موسى وعند دخول الشعب أرض الميعاد عجز موسى عن أن يتم الرحلة .. وكأن الناموس يقول لنا أنا ممكن أوصل بيك لمرحلة معينة لكن عبور الأردن يكون على يسوع المسيح . لذا الإنسان الذي يريد أن يتحرر من عبوديته وخطيته ويتمتع بالحياة الأبدية لازم له يسوع . ﴿ بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً ﴾ ( يو 15 : 5 ) .. صعب الإنسان يجاهد حياته كلها بدون قيادة يسوع .. صعب يتمسك بأعمال حرفية وبأمور فريسية ليدخل السماء .. حتى ندخل السماء لازم يسوع يقودنا .. لا يكفي أن يترك الإنسان الخطية لكن لابد أن يجاهد الإنسان جهاد مستمر ليدخل السماء .. لذا الناس وهي داخل أرض مصر هدفها الخروج من مصر وبعد ذلك هدفهم دخول كنعان .. لو أن الإنسان فقد هذا الهدف حياته تفقد معناها . حياة الإنسان مع ربنا تنقسم لعدد من المراحل : وهي ثلاث مراحل في حياة أي إنسان 1/ مرحلة مصر : وهي العبودية للخطايا . 2/ مرحلة البرية : وهي الجهاد ضد الخطايا والسقوط والقيام . 3/ مرحلة كنعان : وهي الإستقرار والتحرر وهي ناموس الحرية .. وهي الحياة الجديدة ..الحياة الأبدية .. لذا لو فقد الإنسان هدفه فقد كل شئ .. مثلاً لو إنسان يعيش في أرض مصر وتقول له أدخل أرض كنعان يقول لنا اللي أعرفه أحسن من اللي معرفهوش .. إتركني هنا .. هذا الإنسان فقد هدف كبير جداً من أهدافه . لدرجة إن ربنا قال عن الإستقرار في كنعان ما يلي ﴿ ومتى أتى بك الرب إلهك إلى الأرض . أن يعطيك إلى مدن عظيمة جيدة لم تبنها وبيوت مملوءة كل خيرٍ لم تملأها وأبارٍ محفورةٍ لم تحفرها وكروم وزيتون لم تغرسها .... ﴾ ( تث 6 : 10 – 11) .. بمعنى تأكل من ثمر أنت لا تستحق أن تأكل منه .. ستسكن في كروم لم تغرسها .. ستأخذ عطايا سماوية لا تستحقها .. عطايا مجانية لذا قال لهم أرض تفيض لبناً وعسلاً ( يش 5 : 6 ) .. لذا كنعان هي رمز للسماء .. الإنسان لا يمكن أن يصل للسماء بالناموس لكم ممكن يصل للسماء بربنا يسوع المسيح .. لذا يشوع جاء بعد موسى وبيشوع دخلوا الأرض وهذا رمز لمجئ ربنا يسوع المسيح . وهنا رمز جميل جداً نقف عنده فعندما أحب موسى أرسل جواسيس لرؤية الأرض – أرض الميعاد – أرسل يشوع وكالب ورجعوا قائلين إنها أرض جميلة جداً .. وبعد ذلك قام يشوع بأخذ الشعب كله لدخول أرض الميعاد والمعنى هنا جميل جداً يفرح الإنسان .. يسوع عندما تمم خلاصنا يسوع من سكان السماء عارفها ومشتاق إن السماء التي يسكنها وعارفها وأحبها وأحب أن يدخل الشعب كله معه .. كذلك يشوع بعد تجسسه على أرض الموعد أحبها وأراد أن يأخذ الشعب كله معه . يسوع عندما صعد للسماء صعد بمفرده كسابق من أجلنا وعندما صعد أحب أن يُصعدنا معه وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات .. كل واحد فينا بيروح السماء من ذهب وسبقه إلى السماء ؟ يسوع .. كذلك يشوع سبق وذهب إلى كنعان نسأله تأخذنا معاك ؟!! يقول نعم أنا أعرف الطريق تعال معي .. عندما ذهب يشوع وتجسس الأرض في أيام موسى جاء وأخذ الشعب كله وخلال هذا الطريق كانت هناك حروب كثيرة جداً .. يشوع عندما رأى جمال الأرض أراد أن يدخلها أما الشعب فكانوا يهتزوا يريدون الدخول لكن الحرب كانت تقلقهم لكن يشوع كان يعزيهم لذا ربنا يسوع يقول لنا ﴿ بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله ﴾ ( أع 14 : 22 ) .. لا تتضايق من الحروب وأنت في العالم لإن السماء تستحق .. تسأل ماذا يُثبت ؟ يقول لك أنا ساكن السماء وأعرفها .. لا أريد دخول السماء وحدي أريدك معي .. لذا إنتصر يشوع على " 31 " ملك كأنه يقول أن طريق السماء ملئ بالحروب والأعداء .. أحد الآباء القديسين يقول ﴿ ها نحن سائرون في طريق اللصوص ﴾ .. بمعنى هذا الطريق ملئ بالحروب والضيقات ويقول لك جاهد واحفظ نفسك واثبت في الحرب الروحية . مقارنة بين يشوع ويسوع : يشوع : يسوع معناه : الله يخلص ، معناه : مخلص خلص شعبه من الأمم خلصنا يسوع من خطايانا الكثيرة غلب عماليق هزم الشيطان دخل الأردن وهزم وعبر لكنعان دخل الموت وهزمه وأدخلنا للحياة الأبدية لذا أقول لكم أن يشوع يحمل رموز كثيرة ليسوع المسيح من الرموز الجميلة في الكتاب المقدس نهر الأردن لأنه يساوي الموت .. عندما قال له ربنا قم أعبر هذا الأردن وكأن ربنا يقول لنا لا تخف من الموت قم واعبر هذا الأردن .. فرد قائلاً * يارب أنا لو دخلت الأردن سيبتلعني * .. لدرجة يقولون أن عند عبورهم الأردن كانت المياة كثيرة جداً حيث توجد أيام تكون المياة في النهر خفيفة وأيام أخرى فيضان وأثناء عبور الشعب في الأردن كانت المياة مرتفعة جداً وكأن ربنا يقول لنا * لا تخف من الموت .. الموت لا يبتلعك .. إجتاز الموت وأنا أعطيك غلبة على الموت وتعبر للحياة الأبدية * .. لذا لا يقدر أحد على دخول السماء بدون الموت ولا يستطيع أحد دخول أرض الموعد بدون عبور الأردن .. لذا فوجهة نظرنا للموت هو الأردن وهو خطوة للسماء .. لذا فكرنا عن الموت غير فكر العهد القديم فهو الآن هو نهاية مرحلة أرضية وبداية مرحلة سماوية . إذاً يشوع عبر الأردن وهو رمز الموت وقهر الأردن وربنا يسوع غلب الموت .. ﴿ بالموت داس الموت ﴾ .. يسوع إقتحم الموت .. دخل القبر وسكن في ظلمته .. إجتاز وحشة الموت .. إجتاز صراع الموت والجحيم .. كل هذا هو عبور الأردن وعندما عبر غلب الموت بالموت . في شخصية إليشع سابقاً عندما قلنا أن إليشع جاء ليقيم إبن المرأة الشونمية قام بالتمدد عليه وحضنه هذا رمز أنه إجتاز معه الموت .. إتحد بجسم بشريتنا واشترك معاه في الموت وأباد الموت وأقام الميت .. بعد ذلك يقول لنا أن جسم الولد سخن بمعنى أن الحياة دبت فيه .. ومن الكلمات البديعة في الكتاب المقدس ﴿ ثم عاد وتمشى في البيت تارة إلى هنا وتارة إلى هناك وصعد وتمدد عليه فعطس الصبي سبع مرات ثم فتح الصبي عينيه ﴾ ( 2مل 4 : 35 ) .. وطلع فوق الولد يقول لك أنه عطس سبع مرات .. ثاني طلعة هذه طلعة الروح القدس لذا الولد عطس سبع مرات إشارة لإن الروح القدس إقتناه وأخذ برهان الحياة .. في المرة الأولى الولد قام لكن لا دليل على حياته إلا سخونة جسمه لذا لا يصدق أحد ذلك .. أما نحن فالمسيح أقامنا والبرهان أن ربنا أعطانا روحه وأصبحنا أحياء بروح ربنا فينا . كيف أعد الله يشوع للخدمة ؟ يشوع من سبط أفرايم وهو إبن يوسف .. يشوع الحفيد الحادي عشر ليوسف وتتلمذ على يد موسى النبي كتلميذ مرافق له في كل أمر لمدة 40 سنة .. بمعنى أنه إمتص كل خبرات موسى الروحية ويشوع من أجمل النماذج في الكتاب المقدس عن التلمذة .. وأجمل شئ في التلمذة هي تلمذة الحياة بمعنى تلمذة الحياة بذاتها .. بمعنى تعلُّم الحياة بذاتها .. عندما تكون في حرب إذاً نصلي .. عندما دخلوا في حرب مع عماليق موسى رفع يديه للسماء .. لما أكون في حرب حتى أغلب أرفع يديَّ أقول ﴿ بإسمك أرفع يدي فتشبع نفسي كأنه من شحم ودسم ﴾ ( مز 63 : 4 – 5 ) .. لذا يشوع تعلم من موسى الرعاية والتدبير والجهاد وذلك ليس عن طريق مجرد كلام ولكن رؤية واختبار وتلامس .. عندما إختار الرب " 12 " تلميذ نقرأ في إنجيل مرقس ﴿ كانوا معه ﴾ ( مر 16 : 10) .. يعني في كل مكان معاه مثل يشوع كان مع موسى .. إليشع كان ملاصق لتلميذه إيليا مدة " 9 " سنوات . أجمل تلمذة في كنيستنا هي تلمذة الحياة .. لذا تعلم يشوع من موسى حكمته وخبرته وطول أناته ومعاملته للشعب ومحبته للشعب .. لدرجة إن مرة ربنا غضب على الشعب وموسى قال له ﴿ والآن إن غفرت خطيتهم وإلا فامحني من كتابك الذي كتبت ﴾ ( خر 32 : 32 ) .. بمعنى إما تغفر للشعب أو تمحوني من كتابك .. إذاً محبة موسى للشعب أفضل عنده من وجود إسمه في الإنجيل .. هو فضل المخدومين عن نفسه .. هنا نجد قوة الشفاعة والدالة والمحبة وأمانة الخادم . يشوع إستلم منهج الخدمة من موسى النبي .. في مرة من المرات هُزم الشعب في قرية عاي يشوع خر وسجد أمام التابوت .. هو تعلم من معلمه عندما يواجه مشكلة يخرج لربنا .. هنا نقدر نقول إن يشوع تلميذ أمين لموسى النبي ومن علامات التلمذة التي إستمرت من العهد القديم وحتى العهد الجديد * وضع اليد * .. بمعنى المُعلم يضع يده على تلميذه .. نقرأ في سفر العدد إصحاح 27 إن موسى وضع يده على يشوع .. ﴿ خذ يشوع بن نون رجلاً فيه روح وضع يدك عليه ﴾ ( عد 27 : 18) ..أما أول مرة نسمع فيها عن شخصية يشوع كان في ( خر 17 ) قبل سفر يشوع . وهنا نذكر قاعدة عند دراسة أي شخصية في الكتاب المقدس لمعرفتها يكون ذلك من أول وصف لها في الكتاب المقدس .. مثال عندما يقول فلان * جبار بأس .. رجل تقي يخاف الله .. رجل عظيم * .أول وصف ليشوع في الكتاب المقدس إنه رجل شجاع .. الكتاب المقدس يريد أن يعطينا إنطباع عن شخص ليستمر معنا وأول إنطباع ليشوع إنه رجل شجاع خرج ليحارب عماليق وهو موضع ثقة موسى .. قيل عنه أنه رجل شجاع ربنا إستخدمه كأداة ليبيد بها عدو الخير وهو عماليق . موسى لم يحارب عماليق ولكن يشوع هو من حارب عماليق لذا أول شئ أعرفه عن يشوع إنه رجل شجاع وهذا يعطينا فكرة عن مبدأ في الحياة الروحية إني لابد أن أكون رجلاً شجاعاً ورجل بمعنى لا رخاوة الأطفال ولا تدليل النساء .. شجاع بمعنى يكون عندي قوة وصلابة وصمود في الحرب الروحية .. لا يهزمني العدو مرة وأتراجع وأقول لست في مثل قوته لكن لابد عند وقت الحرب أكون رجلاً شجاعاً .. ولذا فشخصية يشوع شخصية غنية .. تعلموا في حروبكم الروحية كيف يقال عنكم * رجل شجاع * .. ﴿ الصديق يسقط سبع مرات ويقوم ﴾ ( أم 24 : 16) .. ﴿ لا تشمتي بي يا عدوتي إذا سقطت أقوم ﴾ ( مي 7 : 8 ) .. ﴿ إن يحاربني جيش فلن يخاف قلبي وإن قام عليَّ قتال ففي هذا أنا أطمئن ﴾ ( مز 27 : 3 ) . كثيراً ما يحاول عدو الخير يرهبنا ويفقدنا رجاءنا ويحاول أن يُدخل فينا شئ خطير جداً هو روح الضعف بمعنى يجعلنا نقول * أنا لا أعرف .. أنا لا أفهم .. بداخلي خطايا كثيرة جداً والعدو جبار وبداخلي شهوات .. وقعت في الخطية كثيراً وستتكرر الخطية * .. هذا لا يجوز .. تريد أن تجاهد إرفع يديك وقل ﴿ معونتي من عند الرب ﴾ ( مز 121 : 2 ) ولا تنظر إلى إمكانياتك . لذا كان يشوع تلميذ أمين لموسى النبي .. عندما صعد موسى إلى الجبل إنتظره يشوع أسفل الجبل ولم ييأس .. كل الشعب قال أن موسى مات أو ربنا خطفه والذي لم يشعر باليأس هو يشوع وكان عنده رجاء بنزول موسى لأنه نظر له كمعلم صالح ورأى فيه المسيح .. يشوع هو رمز لكل تلميذ أمين ومخلص لمعلمه .. ﴿ من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضاً ويعمل أعظم منها ﴾ ( يو 14 : 12 ) .. يشوع كتلميذ لموسى عمل أعمال أعظم منه .. إليشع تلميذ إيليا عمل أعمال أعظم من معلمه . إيليا صنع " 7 " معجزات أما إليشع فصنع " 14 " معجزة .. إيليا أقام ميت وإليشع أقام ميت وعظامه أقامت ميت وكلاهما – إيليا وإليشع – عبرا الأردن .. وإذا كان هناك من سخر من إيليا لكن ربنا إنتقم منهم . ربنا يقول لنا أن الروح التي أخذها هو أعطاها لنا لذا ممكن أن تعملوا أعمال أعظم .. ربنا يقول لنا كما كنت مع موسى أكون معك .. يشوع حقق الرسالة الإلهية قال له الرب ﴿ تشدد وتشجع ﴾ ( يش 1 : 6 ) .. وهنا نذكر أن في بداية خدمة يشوع كان خائف جداً لكن أثناء الحرب كان شجاع وقال أن الحرب سهلة لكن قيادة الشعب صعبة .. وهذا يعلمنا لو أنا أجاهد وأحارب الشيطان هنا ربنا يعطيني قوة وأغلب بها ولكن كوني أقود شعب هذا شئ صعب جداً .. لذا من الأسهل أجاهد في حياتي الروحية أو أخدم ؟!! الأسهل أجاهد في حياتي الروحية والصعب إني أخدم .. معظم الناس تأخذ الخدمة على أنها الأسهل لكن لأ .. يشوع لم يُقال عنه أنه خائف إلا من قيادة الشعب لكن في الحرب هو شجاع . لماذا خاف يشوع ؟ 1)رأيت مجد موسى معلمي كيف أشغل مكانه ؟ 2)كثيراً ما رأيت تمرد الشعب على موسى معلمي . 3)رأيت قوة الأعداء الطامعون فينا كثيرون . يا ترى ربنا سيقف معي كما وقف مع موسى ؟!! ربنا عمل بموسى عشر ضربات يا ترى ربنا يستخدمني زي موسى ؟!! موسى ربنا شق له البحر الأحمر وصعب جداً الإنسان يشغل مركز خلف إنسان قوي .. عندما يكون هناك رئيس دولة متميز صعب نقبل أي إنسان خلفه .. وموسى نبي عظيم جداً كيف يستوعب أن يأتي خلفه رجل يستطيع أن يشغل مكانه ؟ كذلك إليشع النبي كان خائف جداً أنه يشغل مكان إيليا لدرجة قالوا له أين تذهب بعد معلمك العظيم ؟!! تمرد الشعب غليظ الرقبة لدرجة أن الشعب كان يريد رجم موسى .. بمعنى أن الشعب كان غير راضي عنه وهو موسى العظيم .. يشوع رأى قوة الأعداء .. الحرب شرسة ومُرة والأعداء كثيرين وفي أعداء من حيث لا يتوقع .. هذا إنسان غير متبسط في الأمور .. مثلاً أحدهم يريد أن يصبح كاهن أو أسقف أو قائد وهو لا يعرف حجم المسئولية التي تقع على الراعي والمشاكل .. لذا الإنسان يجب أن يحسب حساب النفقة مثل يشوع رغم معرفته بقوة الأعداء إلا أنه كان عنده رجاء في ربنا لدرجة أنه قال أنهم سيصيروا خبزنا .. الإنسان محتاج أن يتكل على ربنا في قيادته . أكمل معكم في المرة القادمة عن عمل ربنا عندما رأى ضعف يشوع قال له * أنا سأشجعك وبدأ يسنده * المرة القادمة * أن الله يشجع يشوع * ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا كل مجد دائماً أبدياً آمين

شخصية أليشع النبى 7/8/2010

شخصية أليشع النبى بسم الأب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين , فلتحل علينا نعمته وبركته من الآن وكل أوان والى دهر الدهور كلها آمين . يقول سفر الملوك الثانى ( 2: 8- 14) " وأخذ إيليا رداءه ولفه وضرب الماء فإنفلق الى هنا وهناك فعبرا كلاهما فى اليبس . ولما عبرا قال إيليا لأليشع أطلب ماذا أفعل لك قبل أن أوخذ منك . فقال أليشع ليكن نصيب إثنين من روحك علىّ . فقال صعبت السؤال فإن رأيتنى أوخذ منك يكون لك كذلك وإلا فلا يكون . وفيما هما يسيران ويتكلمان إذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد إيليا فى العاصفة الى السماء . وكان أليشع يرى وهو يصرخ يا أبى يا أبى مركبة إسرائيل وفرسانها ولم يراه بعد . فأمسك ثيابه ومزقها قطعتين . ورفع رداء إيليا الذى سقط عنه ورجع ووقف على شاطئ الأردن . فأخذ رداء إيليا الذى سقط عنه وضرب الماء وقال أين هو الرب إله إيليا ثم ضرب الماء أيضاً فإنفلق الى هنا وهناك فعبر أليشع " مجداً للثالوث الأقدس شخصية أليشع النبى توصف بكلمة جميلة وهى أنه رجل الله . ذكرت هذه الكلمة فى سيرته 29 مرة , رجل الله تعنى خادم الله , يعيش بحسب إرادة الله , ملتصق بالله , تابع لله جيد أن تؤخذ عنك هذه الصفة , رجل الله معناها أن لى منهجه , لى صفاته , لى محبته , معه دائماً أحمل حضوره فى حياتى معروف عن أليشع أنه أكثر شخص صنع معجزات فى الكتاب المقدس , حتى بعد نياحته صنع أكبر عدد من المعجزات , صنع ضعف عدد المعجزات التى صنعها إيليا النبى لأنه طلب نصيبين من روحه , وظل خمسون سنة ينذر الناس * دعوة أليشع النبى : فى سفر الملوك الأول بداية دعوة أليشع النبى , وجدنا إيليا النبى يعبر حقل كان أليشع موجود فيه " فذهب من هناك ووجد أليشع بن شافاط يحرث إثنا عشر فدان بقر قدامه وهو مع الثانى عشر فمر إيليا به وطرح رداءه عليه . فترك البقر وركض وراء إيليا وقال دعنى أقبل أبى وأمى وأسير وراءك . فقال له إذهب راجعاً لأنى ما فعلت لك . فرجع من ورائه وأخذ فدان بقر وذبحهما وسلق اللحم بأدوات البقر وأعطى الشعب فأكلوا . ثم قام ومضى وراء إيليا وكان يخدمه " (1مل19:19-21) الترك فى حياة أليشع النبى :- مر إيليا على حقل كان أليشع موجود فيه وكان معه 24 بقرة , فطرح رداءه على أليشع , فترك أليشع البقر وركض وراء إيليا ... كما قيل عن الرسل "ترك شباكه ومضى وراءه " هكذا فعل أليشع مع إيليا .. من أجمل الأمور التى نتعلمها من أليشع النبى فى بداية حياته " حياة الترك " . أليشع كان غنى وعنده بقر وحقل , لكنه ترك كل شئ وتبع إيليا , إستأذن من إيليا ليودع أسرته , فرجع من ورائه وذبح بقره ووزعه على الناس , ثم تبع إيليا ... جيدة هى حياة الترك , جيد أن يحيا الإنسان مع الله عندئذ يجد أمور كثيرة تسقط من داخله من تلقاء ذاتها لماذا يحب الإنسان العالم ويتعلق به ؟ لأنه لم يمتلئ بالله بعد . أليشع النبى ترك كل شئ لأن هناك قوة جديدة جذبته ودخلت حياته وشعر أنه لو أكمل حياته فى الحقل مع البقر سيندم معروف عن أليشع النبى أنه رقيق المشاعر , فطلب أن يودع والديه لكنه أخذ القرار وتبع إيليا .. وظل يخدم إيليا تسعة سنوات لم يفارقه , وأراد إيليا أن يصنع منه صف ثانى , وبالفعل كان كما أراد . أليشع قلبه ملتهب مملؤ حب , مجرد أن تقابل مع إيليا ذبح بقره .. لديه عطاء بلا حدود التلمذة فى حياة أليشع النبى : - * من سفر الملوك الثانى 2:2-6 " فقال إيليا لأليشع أمكث هنا لأن الرب قد أرسلنى الى بيت إيل فقال أليشع حى هو الرب وحية هى نفسك إنى لا أتركك , ونزلا الى بيت إيل فخرج بنو الأنبياء الذين فى بيت إيل الى أليشع وقالوا له أتعلم أن اليوم يأخذ الرب سيدك من على رأسك فقال نعم إنى أعلم فأصمتوا , ثم قال له إيليا يا أليشع أمكث هنا لأن الرب قد أرسلنى الى أريحا فقال حى هو الرب وحية هى نفسك أنى لا أتركك وأتيا الى أريحا , فتقدم بنو الأنبياء الذين فى أريحا الى أليشع وقالوا له أتعلم أن اليوم يأخذ الرب سيدك من على رأسك فقال نعم أنى أعلم فأصمتوا , ثم قال إيليا أمكث هنا لأن الرب قد أرسلنى الى الأردن فقال حى هو الرب وحية هى نفسك أنى لا أتركك وإنطلقا كلاهما " ثلاثة مرات لا يطيع أليشع إيليا بل يقول له حيثما ذهبت أكون معك , إيليا قال له المرة الأولى أنه ذاهب الى بيت إيل والمرة الثانية الى أريحا والمرة الثالثة الى الأردن , وفى المرات الثلاثة يقول له بنو الأنبياء أن سيده سيؤخذ منه وهو يجيب نعم أنى أعلم . مادمتم يابنى الأنبياء تعلمون أن إيليا سيؤخذ فى هذا اليوم فلماذا لم تذهبوا معه ؟ أليشع فقط هو الذى تبع إيليا لأنه امين جداً له , ولأنه إختبر القوة التى فى إيليا , ولما سأله إيليا ماذا تطلب فأنت كنت تتبعنى وكنت أمين معى الى النهاية قال أليشع " نصيب إثنين من روحك علىّ "ما أجمل هذا الطلب. هل زرت فى مرة من المرات أحد القديسين وطلبت إثنين من روحه ؟ ألم تعاشر إنسان به روح الله وطلبت من الله أن تكون مثله ؟ أليشع لم يطلب أمور مادية أو مركز أو جاه أو مركبة أو . بل طلب إثنين من روحه , كما طلب سليمان الحكيم من الله , طلب حكمة " أعط عبدك قلباً حكيماً لأنى صغير " ... تعلم من أليشع ومن سليمان الطلبة الروحية التى بحسب قلب الله , حتى أن إيليا قال لأليشع " صعبت السؤال " , ويقال أن معظم أعمال إيليا عملها أليشع مضاعفة , إيليا عمل سبعة معجزات وأليشع عمل أربعة عشر معجزة , إيليا أقام موتى وأليشع أقام موتى , إيليا عبر الأردن وأليشع عبر الأردن , إيليا أنذر وأليشع أنذر . هكذا , بل أليشع حمل مثله روح قوة وصار إمتداد لإيليا وكأن إيليا مازال موجود جيد أن تطلب من شفيعك إثنين من روحه . أليشع يمثل حياة التلمذة الحقيقية , يريد أن يشبع من معلمه , يأخذ منه كل يوم درس , أينما ذهب يذهب معه . كثيرون عرفوا قيمة القديسين ومقدار كرامتهم وتكلموا عنهم , ولكن لم يتبعوهم بحق كما فعل بنو الأنبياء لما عرفوا أن إيليا سيؤخذ اليوم من على رأس أليشع ورغم ذلك لم يتبعوه بل تبعه أليشع فقط . كلنا نقول للسيدة العذراء هوذا جميع الأجيال تطوبها , لكن هل نريد أن نعيش بنفس طهارتها ووداعتها وسلوكها وجهادها ؟ هذا هو نصيب إثنين من روحها أليشع كان تلميذ نجيب لإيليا , وليس معنى هذا أن شخصية أليشع قد أُلغيت. لا . الله قدس هذا وقدس ذاك , بل كانت طبيعة إيليا الشخصية قوية بينما أليشع كان رقيق وخجول . أليشع تربى وسط الحقول , بينما إيليا تربى وسط الجبال. أليشع تربى وسط مجتمع من الناس , بينما إيليا تربى على الوحدة . لكن لهما نفس الروح ونفس المنهج . ليس معنى أنك تلميذ فلان أن لك نفس شخصيته .. لا.. لكنك تحمل نفس منهجه ..وجيد أن أليشع وهو يرى إيليا يصعد فى المركبة النارية يقول له " يا أبى يا أبى يا مركبة إسرائيل وفرسانها " وكأنه يقول له أنا أرى أنك قوة إسرائيل , أنت مركبة إسرائيل . الذى يتتلمذ تلمذة روحية يشعر أن معلمه به قوة جبارة , ويقول الآباء " بقدر أمانتك وبقدر خضوعك وبقدر طاعتك لأبيك الروحى بقدر ما تلقى بخلاصك عليه " يحكى البستان عن أحد تلاميذ القديس أبو مقار أنه نزل الى المدينة ليبيع عمل يديه, ولكنه تعرض لإمرأة أو لنظرة تسقطه , فصرخ لله وقال يا إله أبى القديس إنقذنى , أنا واثق أن إله أبى سينقذنى , فأنا أستمد قوتى من إله أبى . ولما صرخ لله وجد نفسه فى الإسقيط . تلمذة حياة أليشع مملوءة دروس منها التلمذة والترك والخضوع و .. موذج للإنسان الذى يملأه الله بعطايا إلهية غالية .. رأينا كيف أن الله قادر أن يجعله تلميذ لإيليا , لكن لكل منهما شخصيته الخاصة به * لمحة سريعة عن معجزات أليشع النبى :- + فى أحد المرات أتت إمرأة أحد بنى الأنبياء الى أليشع وكان زوجها قد إنتقل وكان عليه دين للمرابى , وكان لها والدان , وطلب صاحب الدين دينه ولما لم يكن لها ما يوفى الدين طلب ولديها خادمين له بدلاً من الدين , وصرخت المرأة الى أليشع النبى , فقال لها أليشع ماذا لكِ " أخبرينى ماذا لك فى البيت فقالت ليس لجاريتك شئ فى البيت إلا دهنة زيت فقال إذهبى إستعيرى لنفسك أوعية من خارج من عند جميع جيرانك أوعية فارغة , لا تقللى , ثم أدخلى إغلقى الباب على نفسك وعلى بنيك وصبى فى جميع هذه الأوعية وما إمتلأ إنقليه ,فذهبت من عنده وأغلقت الباب على نفسها وعلى بنيها , فكانوا هم يقدمون لها الأوعية وهى تصب , ولما إمتلأت الأوعية قالت لإبنها قدم لى أيضاً وعاء فقال لها لا يوجد بعد وعاء فوقف الزيت , فأتت وأخبرت رجل الله فقال إذهبى بيعى الزيت وأوفى دينك وعيشى أنت وبنوك بما بقى " (2مل 4 : 2-7 ) .... لم يكن لدى المرأة سوى دهنة زيت , فطلب منها أن تستعير أوعية فارغة كثيرة وتصب من الدهنة وعندما تمتلئ الأوعية تبيع الزيت وتوفى دينها وتعيش مع ولديها بما تبقى قصة جميلة بها معانى روحية عميقة. يقول الأباء أن هذه المرأة هى الكنيسة وأولادها هم نحن والمرابى هو الشيطان . أتى الشيطان الى الكنيسة وقال لها هاتى أولادك , فتصرخ الكنيسة الى الله , فيقول لها الله قدمى زيت , قدموا جهاد صوم .صلاة .عرق .وأغلقوا الباب عليكم وجاهدوا , وكلما أحضرتم أوعية كلما أمتلأت بالزيت كلما خزى عدو الخير .الشيطان يطمع فينا نحن أولاد الملك المسيح , يريد أن يذلنا ويستعبدنا فى مملكته . الكنيسة تصرخ إنقذنى من خصمى , المرابى أتى ليأخذ ولدى عبدين له .فقال الله لها أصرخى وقدمى صلوات وأصوام , إرفعى أيادى طاهرة له , قدموا أوعية ولو فارغة وهو يملأها للنهاية من غنى وخير لا تتوقعوه .تعال اليوم بأوانى فارغة وقل له أقدم نفسى لك , وهو يقول لك أملأك وأفيض لو عددكم إزداد اليوم فى الكنيسة أضعاف فالكل سيأخذ من الله .. عمل اله يتوقف على إشتياقنا , لكن هو عطاياه هى بلا حدود وليس لها نهاية , عنده كل يوم جديد وعطايا جميلة وجزيلة + عبر أليشع النبى فى أحد المرات الى بلد إسمها شونم , وكانت هناك إمرأة عظيمة " وكانت هناك إمرأة عظيمة فأمسكته ليأكل خبز " عندما يصف الكتاب شخص عظيم يعطيه صفة لها معنى روحى , مثلاً عندما يقول عن شخص إنه جباربأس فهذه إشارة الى السيد المسيح.إمرأة عظيمة , أى هذه قصة لا تعبر لأن بها رمز قوى .... فلان خلص شعبه , فهذا إشارة الى المخلص نوح رجل بار عندما تقرأ صفة مميزة إعرف أن الكتاب يسلط ضوء معين على هذا الشخص إمرأة عظيمة لا نعرف إسمها لكنها عظيمة " وكان كلما عبر يميل الى هناك ليأكل خبزاً . فقالت لرجلها قد علمت أنه رجل الله مقدس الذى يمر علينا دائماً . فلنعمل علية على الحائط صغيرة ونضع له هناك سريراً وخواناً وكرسياً ومنارة حتى إذا جاء الينا يميل اليها . وفى ذات يوم جاء الى هناك ومال الى العلية وإضطجع فيها فقال لجيحزى غلامه إدع هذه الشونمية . فدعاها فوقفت أمامه . فقال له قل لها هوذا قد إنزعجت بسببنا كل هذا الإنزعاج فماذا يصنع لك هل لك ما يتكلم به الى الملك أو الى رئيس الجيش " .. طلبت المرأة الشونمية من زوجها أن تصنع علية لأليشع حتى يبيت فيها متى مال اليهم ليستريح .. وكان لأليشع نعمة كبيرة فى عينى الملك ورئيس الجيش , فسأل المرأة إن كان لها أى مطلب تحتاجه ليتكلم عنه لدى الملك أو رئيس الجيش . لكن عجيبة هذه المرأة التى قالت له " إنما أنا ساكنة وسط شعبى " لو سألك شخص مرموق له علاقة بالرئيس ماذا تطلب منه , هل ستقول له أشكرالله أنا ساكن وسط بلدى ؟ من يفعل ذلك ؟ّ!! جيد هو الإنسان الراضى الشاكر الذى لا يشعر أنه محتاج طلبات كثيرة من أحد بل لديه إيمان أن الله مدبر كل أمور حياته وواثق فى تدبيره . بالفعل هذه المرأة عظيمة . ثم قال لها " فماذا يصنع لك . فقال جيحزى أنه ليس لها إبن ورجلها قد شاخ . فقال إدعها فدعاها فوقفت فى الباب فقال فى هذا الميعاد نحو زمان الحياة تحتضنين إبناً . فقالت لا يا سيدى رجل الله لا تكذب على جاريتك . فحبلت المرأة وولدت إبناً فى ذلك الميعاد نحو زمان الحياة كما قال لها أليشع ". كلمة إستجاب لها الله , يالقوة أليشع . كبر الولد وخرج مع أبيه الى الحقل ومرض الولد وإرتفعت حرارته فأعاده الى البيت وهناك مات الولد . ماذا تفعل هذه المرأة ؟ " فصعدت وأضجعته على سرير رجل الله وأغلقت عليه وخرجت ونادت رجلها وقالت أرسل لى واحداً من الغلمان وإحدى الإتن فأجرى الى رجل الله فقال لماذا تذهبين اليه اليوم لا رأس شهر ولا سبت فقالت سلام " لم تخبر زوجها بأى شئ .. تخيل أم إبنها الوحيد الذى أعطاها الله إياه بعد زمن طويل جداً مات ولا تظهر أى علامة حزن بل هادئة ومتماسكة وتطلب من زوجها الإتن لتذهب لأليشع , بالفعل ذهبت اليه ولم يكن يريد أن يقابلها . " فلما رآها رجل الله من بعيد قال لجيحزى غلامه هوذا تلك الشونمية أركض الأن للقائها وقل لها أسلام لكِ . أسلام لزوجك . أسلام للولد , فقالت سلام " أين السلام والإبن ميت ؟ المفروض أنكِ تنهارى وتبكى , لكنها قالت سلام , ورغم أنه حدد لها السلام لكِ ولزوجك وللولد .. قالت سلام . قالت لهما الصبى مات " فقالت هل طلبت إبناً من سيدى . ألم أقل لا تخدعنى , فقال لجيحزى أشدد حقويك وخذ عكازى بيدك وإنطلق وإذا صادفك أحد فلا تباركه وإن باركك أحد فلا تجبه وضع عكازى على وجه الصبى , فقالت أم الصبى حى هو الرب وحية هى نفسك إنى لا أتركك فقام وتبعها , وجاز جيحزى أمامهما ووضع العكاز على وجه الصبى فلم يكن صوت ولا مصغ فرجع للقائه وأخبره قائلاً لم ينتبه الصبى , ودخل أليشع البيت وإذا بالصبى ميت ومضطجع على سريره فدخل وأغلق الباب على نفسيهما كليهما وصلى الى الرب ثم صعد وإضطجع فوق الصبى ووضع فمه على فمه وعينيه على عينيه ويديه على يديه وتمدد عليه فسخن جسد الصبى , ثم عاد وتمشى فى البيت تارة الى هنا وتارة الى هناك وصعد وتمدد عليه فعطس الصبى سبع مرات ثم فتح عينيه فدعا جيحزى وقال له إدع الشونمية فدعاها ولما دخلت إليه قال إحملى إبنك , فأتت وسقطت على رجليه وسجدت الى الأرض ثم حملت إبنها وخرجت "( 2مل 4: 25-37) يقول الآباء أن هذه إشارة قوية لعمل المسيح القائم من الموت . لما دخل أليشع للإبن الميت وأغلق الباب على كليهما كما دخل المسيح القبر وتواجه مع الموت وإتحد به , ولم يهزمه الموت بل حول الموت الى حياة . إنتقلت حياة أليشع للصبى فكانت قيامة , والمسيح دخل القبر وأعطى قيامة . سخن جسد الصبى لما تمدد عليه أليشع أول مرة لكن لم يقم أى لم تظهر فيه الحياة بعد .فتمشى أليشع فى البيت تارة الى هنا وتارة الى هناك , وهذه إشارة الى الأربعين يوم بعد القيامة التى ثبت فيها ربنا يسوع الكنيسة . ثم عطس الولد سبع مرات إشارة للخماسين وحلول الروح القدس . حمل أليشع إشارة مسيانية , موت قيامة وحلول الروح القدس . + شفاء نعمان السريانى " وكان نعمان رئيس جيش ملك أرام رجلاً عظيماً عند سيده مرفوع الوجه لأنه عن يده أعطى الرب خلاصاً لأرام , وكان الرجل جبار بأس أبرص . وكان الآراميون قد خرجوا غزاة فسبوا من أرض إسرائيل فتاة صغيرة فكانت بين يدى إمرأة نعمان . فقالت لمولاتها ياليت سيدى أمام النبى الذى فى السامرة فإنه كان يشفيه من برصه . فدخل وأخبر سيده قائلاً كذا وكذا قالت الجارية التى من أرض إسرائيل . فقال ملك آرام إنطلق ذاهباً " كانت فتاة إسرائيلية مسبية خادمة لدى إمرأة نعمان السريانى وكانت تعلم أن سيدها نعمان يعانى من البرص وهذا سبب حزنه ومعروف أن البرص مرض ليس له شفاء , لكن هذه الفتاة الصغيرة المسكينة قالت لزوجة نعمان لو كان سيدى أمام نبى الله الذى فى السامرة لشفاه من برصه .. هذه الفتاة قوية الشخصية تعلن إيمانها بقوة .. أحياناً يتعرض الإنسان لظروف فيقول أنا ظروفى صعبة ومحتاج لمن يساعدنى , لكن لنرى هذه الفتاة وحيدة مسكينة وضعيفة وفى سبى لكنها تحيا بإيمان إسرائيل وإيمان رجل الله بل وتكرز بإيمان رجل الله وتعطى النصيحة لزوجة مولاها .. أخبرت الزوجة نعمان عما قالته الفتاة الصغيرة وقالت له لتجرب نصيحة هذه الفتاة , فدخل الى الملك وأخبره بما عرف فقال له ملك ارام إذهب الى ملك إسرائيل وأعطاه رسالة توصية لملك إسرائيل ليهتم بالأمر , فلما قرأ ملك إسرائيل رسالة ملك آرام مزق ثيابه , فقال له أليشع النبى إرسل نعمان الىّ " فجاء نعمان بخيله ومركباته ووقف عند باب بيت أليشع . فأرسل اليه أليشع رسولاًيقول إذهب وإغتسل سبع مرات فى الأردن فيرجع لحمك إليك وتطهر" غضب نعمان من أليشع وقال لماذا لم يخرج لملاقاتى ويصلى من أجلى ؟ " فغضب نعمان ومضى وقال هوذا قلت أنه يخرج الىّ ويقف ويدعوا بإسم الرب إلهه ويردد يده فوق الموضع فيشفى البرص . أليس أبانه وفرفر نهرا دمشق أحسن من جميع مياه إسرائيل أما كنت أغتسل بهما فأطهر ورجع ومضى بغيظ . فتقدم عبيده وكلموه وقالوا يا أبانا لو قال لك النبى أمراً عظيماً أما كنت تعمله فكم بالحرى إذا قال لك إغتسل وإطهر . فنزل وغطس فى الأردن سبع مرات حسب قول رجل الله فرجع لحمه كلحم صبى صغير وطهر " قال نعمان عندى أبانه وفرفر أفضل من كل مياه إسرائيل كنت إغتسل بهما , ومضى حزين , لكن عبيده تناقشوا معه فى الأمر وأقنعوه أن يجرب ما قاله له رجل الله , وغطس فى الأردن سبع مرات فرجع لحمه كلحم صبى صغير وطهر * جيد أن يكون لنا ثقة فى رجل الله , نحن نريد أن يسير الله بعقلنا ليصنع معنا معجزة بحسب عقلنا وتفكيرنا .. لا .. معجزة معناها أمر يفوق العقل .للأسف رجع نعمان ليعطى أليشع هدية , لكن أليشع رفض الهدية للأسف طمع جيحزى تلميذ أليشع فى الهدية فإنتقل اليه برص نعمان .. تخيل أن إيمان عبيد نعمان والفتاة الصغيرة كان أفضل وأقوى من إيمان جيحزى تلميذ أليشع .أقول لك إحذر أن تكون سائر وراء أليشع وتلميذ له وليس لك إيمان ليتك تكون مثل الفتاة الصغيرة والمرأة الشونمية فى الإيمان . قل لأليشع أطلب من الله أن يعطينا نصيب روحين منك , أى أربعة من روح إيليا , هذا ليس طمع منا لكن لأننا ضعفاء ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين .

تأملات فى حياة أبونا يعقوب ج1

أبونا يعقوب ج1 نرى في أبونا يعقوب كثير من الضعف البشري .. نجد فيه المكر وحب العالم والنصيب الأكبر .. كذب على أبيه وأخيه وخاله .. خداع .. إن حياة أبونا يعقوب قريبة جداً لحياتنا لأنها مليئة بالضعف البشري وأساليب البشر . ولكي ندرس في حياة أبونا يعقوب نقرأ في سفر التكوين أصحاح 25 : 21 – 34 .. ” وصلى إسحق إلى الرب لأجل امرأته لأنها كانت عاقراً .. فاستجاب له الرب فحبلت رفقة امرأته وتزاحم الولدان في بطنها .. فقالت إن كان هكذا فلماذا أنا .. فمضت لتسأل الرب .. فقال لها الرب في بطنِك أُمتان ومن أحشائِك يفترق شعبان .. شعب يقوى على شعبٍ وكبير يُستعبد لصغيرٍ .. فلما كمُلت أيامها لتلد إذا في بطنها توأمان .. فخرج الأول أحمر كله كفروة شعرٍ .. فدعوا اسمه عيسو .. وبعد ذلك خرج أخوه ويده قابضة بعقب عيسو فدُعي اسمه يعقوب .. وكان إسحق ابن ستين سنةً لما ولدتهما .. فكبُر الغلامان .. وكان عيسو إنساناً يعرف الصيد إنسان البرية ويعقوب إنساناً كاملاً يسكن الخيام .. فأحبَّ إسحق عيسو لأن في فمهِ صيداً .. وأما رفقة فكانت تحب يعقوب .. وطبخ يعقوب طبيخاً فأتى عيسو من الحقل وهو قد أعيا .. فقال عيسو ليعقوب أطعمني من هذا الأحمر لأني قد أعييت .. لذلك دُعي اسمه أدوم .. فقال يعقوب بعني اليوم بكوريتك .. فقال عيسو ها أنا ماضٍ إلى الموت .. فلماذا لي بكورية .. فقال يعقوب احلف لي اليوم .. فحلف له .. فباع بكوريته ليعقوب .. فأعطى يعقوب عيسو خبزاً وطبيخ عدسٍ .. فأكل وشرب وقام ومضى .. فاحتقر عيسو البكورية “ . السبب الأول لدراسة أبونا يعقوب أن يعقوب شخصية هادئة يسكن الخيام كثيراً .. أما عيسو فكان مُغامر وجرئ .. مَالَ إسحق لعيسو وأما رفقة فأحبت يعقوب .. ولأن يعقوب أحبَّ الجلوس في البيت تعلم الطبخ .. وعندما دخل عليه عيسو وطلب أن يأكل من طعامه إستغل يعقوب الفرصة وطلب منه أن يتنازل له عن بكوريته .. واستغل ضعف معرفة أخوه عن قيمة بركة البكورية واستغل أيضاً جوعه .. ولم يترك يعقوب الأمر يمضي هكذا فطلب من عيسو أن يحلف له وحلف . جميل جداً أن يُظهِر الله بره وقداسته في أولاده خاصةً الضعفاء .. ” لا يستحي بهم الله أن يُدعى إلههم “ ( عب 11 : 16) .. نحن نقدس أبونا يعقوب رغم كل ضعفاته .. جميل أن أثق أن ضعفي هذا يمكن أن يتحول إلى قداسة في يد الله إن خضعت له .. ونشعر أن أنفسنا عبارة عن قطعة من العجين في يد الله يمكن أن يشكلها بطريقته .. فالله دائماً يعمل بنوعيات مستعصية .. مثل مريم المجدلية ( سبعة شياطين ) .. السامرية ( خمسة أزواج والذي معها ليس لها ) .. متى ( عشار ) .. زكا ( مُحب للمال ) .. الله يستخدم الضعفاء ليُعلن قوة مجده واقتداره . أحد الآباء القديسين يقول أن الطبيب يُمدح بمرضاه .. نحن مرضى يسوع فهل أمراضنا تثقُل عليه ؟! قادر أن يشفينا .. فعندما دخل يسوع بيت حسدا أراد أن يشفي أصعب واحد بينهم ( ثمانية وثلاثون سنة عند البِركة ) .. غيَّر الله يعقوب إلى إسرائيل جديدة لأنه جاهد وغلب .. فالله قادر أن يصنع مني قديس .. مع ذلك عنده طموحات روحية كثيرة ولكن قليل التنفيذ مثلنا . والسبب الثاني لدراسة أبونا يعقوب إنه أبو الأسباط الإثنى عشر .. أي بداية تاريخ الأمة الإسرائيلية .. تاريخ شعب الله .. إن حياة أبونا يعقوب بها ثلاث مراحل .. وأيضاً حياة شعب الله ثلاث مراحل وهم : 1.حياته مع أبوه إسحق ( البداية ) . 2.حياته عند خاله لابان ( عشرين سنة غُربة وعبودية ) . 3.حياته بعد ذلك مع أبوه إسحق ثانياً . وأيضاً الأمة الإسرائيلية مرت بثلاث مراحل : 1.عندما كان الله يتعامل معهم بطريقة مباشرة . 2.عندما جاء المسيح ورفضته تشتتت الأمة اليهودية في كل الأرض وتغربت بلا ذبيحة وبلا هيكل وبلا مَلِك .. رغم إنهم في شتات ومتغربين في كل أنحاء العالم إلا إنهم أغنياء جداً .. مثل يعقوب وهو في بيت خاله أيضاً كان غني جداً .. إن الأمة اليهودية مشهورة بالمكر الذي ورثته من أبونا يعقوب وبه حصل على أموال كثيرة في بيت خاله .. تتحكم الأمة اليهودية في اقتصاد العالم كله ولكن بدون مأوى وبدون بيت . 3.دخولهم للإيمان وقبولهم الإيمان فيما بعد .. يُقابلها رجوع يعقوب إلى بيت أبيه . هذا هو حال الأمة اليهودية من الغربة والشتات في كل الأرض .. ولكن خطة الله وتدبيره أن في نهاية المطاف سيقبلون الإيمان بسبب أن الله سيقبل شفاعة أنبياءه فيهم .. إبراهيم وإسحق ويعقوب ويشوع لأن الله لا يضيع تعب .. هؤلاء مُحبينه . وكما رجع إخوات يوسف إليه وأعطاهم حنطة وخمر كذلك عندما يرجع شعبه .. وهذه الأمة الكبيرة سوف يكونون سبب غِنَى وبركة لكل الأمم حتى الغير مؤمنين وسوف يأكلون الخبز والخمر .. ولذلك معلمنا بولس الرسول يقول ” لأنه إن كان رفضهم هو مُصالحة العالم فماذا يكون اقتبالهم إلا حياة من الأموات “ ( رو 11 : 15) .. وسوف يكون الجميع رعية واحدة وراعٍ واحد . السبب الثالث لدراسة أبونا يعقوب لكي نُعلن محبة الله للنفس البشرية مهما كانت حالتها .. كل هذا إلا إنه أحب يعقوب .. الله صالح وإلى الأبد رحمته .. وكما يقول معلمنا داود ” إن كنت للآثام راصداً يارب .. يارب من يثبُت لأن من عندك المغفرة “ ( مز 129 ) .. وكما يقول أرميا النبي ” من إحسانات الرب أننا لم نفنَ لأن مراحمه لا تزول “ ( مرا 3 : 22 ) .. كل هذا إلا إنه عزَّى يعقوب وجعله يشاهد السماء مفتوحة وهناك سُلم يصل الأرض بالسماء . حياة أبونا يعقوب كلها صراع .. بدايةً من بطن أمه .. وهناك صراع بينه وبين أخيه .. وأيضاً استمر الصراع بينهم .. ثم صراع مع خاله .. صراع مع الله نفسه .. وجيرانه ( شكيم ) وأولاده .. سلسلة من الصراعات . إن أخذنا صراعه مع أخوه عيسو : + هو صراع على البكورية .. رغم أن الفرق في الولادة لحظات .. يعقوب نزل وهو يمسك كعب عيسو الأول . + إن البكورية بها بركة .. وما هي ؟ إن البكر هو كاهن الأسرة ومسئول عن العبادة فيها .. أولاده وأمه وإخواته وأولادهم .. ويقدم ذبائح عوضاً عن الأسرة .. بهذا يكون رمز لربنا يسوع . + عيسو لا يعرف معنى البكورية .. ولكن كان يعتقد أنها ميراث فقط .. لكن الذي يعرف قيمة البكورية هو يعقوب .. ولكن للأسف أحبَّ أن يصل إليها بطريقة بشرية .. في حين أن الله قالها من البداية ” شعب يقوى على شعبٍ .. وكبير يُستعبد لصغيرٍ “ ( تك 25 : 23 ) .. لكنه لم يترك الله هو الذي يتصرف لذلك عاقب الله يعقوب وأمه رفقة لأنهم اشتغلوا بفكرهم وتغرَّب عنها يعقوب حتى ماتت رفقة وهو بعيد . + يوجد أُناس تنظر للحياة الروحية على إنها بركات مادية .. إن مادياً عيسو يُعتبر أغنى من يعقوب .. فإن عيسو رئيس مملكة أدوم ولديه من المال الكثير .. ولكن يعقوب حصل على ماله بالشقاء والتعب وعبودية .. ” كنت في النهار يأكلني الحر وفي الليل الجليد “ ( تك 31 : 40 ) .. عند رجوع أبونا يعقوب كان معه كثير من المال ولكنه فقد أحب شئ عنده .. فقد رحيل زوجته وفقد أمه .. رجع وهو أعرج .. شاهد صعوبات .. وتعرض لتجربة ابنه يوسف .. تجربة قاسية جداً . + حذاري أن تنظر إلى الحياة الروحية على إنها نجاح مادي .. لذلك يقول بولس الرسول ” قارنين الروحيات بالروحيات “ ( 1كو 2 : 13) .. إنها ليست كرامة أرضية .. غنم ومال . + باع عيسو البكورية الغالية بما هو رخيص ( طعام ) .. نحن أيضاً ما أكثر الأشياء الثمينة التي بعناها رخيص جداً .. بضعفاتي أستغنى عن امتيازات روحية وطاقة روحية جبارة .. مثل القديس يوحنا فم الذهب يقول ” بقليل من الخبز وبقليل من الماء وبثياب رثَّة بالية تربح الملكوت “ .. إحذر الإستهتار واحذر من الثعالب الصغيرة التي أفسدت الكروم . + إستغل يعقوب وأمه رفقة ضعف إسحق وعدم قدرته على الرؤية .. إستغلوا الضعف وخدعوه .. وألبسته أمه ثياب أخوه عيسو .. فعندما حاول إسحق أن يعتمد على حاسة الشم فأخطأ وظنهُ عيسو .. مكر رفقة ويعقوب .. وخُدِع إسحق وبارك يعقوب وقال له ” فليُعطِك الله من ندى السماء ومن دسم الأرض وكثرة حنطةٍ وخمرٍ “ ( تك 27 : 28 ) .. إن ندى السماء هو نِعَم الروح .. وكثرة حنطة وخمر إشارة إلى الشبع الروحي والفرح . لكن عندما جاء عيسو واكتشف إسحق الحقيقة وقال ” باركتهُ نعم ويكون مُباركاً “ ( تك 27 : 33 ) .. إن ما حدث هو أمر إلهي ونفَّذ إسحق ذلك بالروح حتى لو كانت الطريقة خاطئة إلا أنه أمر إلهي واجب النفاذ .. فحَقَدْ عيسو على يعقوب ولهذا دخل أبونا يعقوب في دائرة الهروب . رفقة : ما هي أخطاء رفقة ؟ 1.التمييز بين أولادها .. وإن قال الله شئ فالله قادر أن ينفذه بطريقته دون تدخُّل مني . 2.أساءت إلى ابنها البكر عيسو وكبَّرِت الفجوة بينها وبينه . 3.شوهت العلاقة بين الولدين . 4.خدعت زوجها . 5.جلبت على نفسها لعنة .. ” فقالت له أُمُّه لعنتك عليَّ يا ابني “ ( تك 27 : 13) .. هذا ما قالته ليعقوب . علينا أن نستشير الله في كل الأمور .. فأحياناً الخطط البشرية تنجح وكما قال داود النبي لربنا في عتاب ” لماذا تنجحُ طريق الأشرار “ ( أر 12 : 1) .. علينا أن نعرف أننا عندما نريد الله يجب أن تكون أفعالي مستقيمة والكلام مستقيم .. أحصل على مواعيد ربنا باستحقاق روحي وليس بمكر بشري . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

شخصية راحاب

راحاب نجِد كلِمة راحاب الزانية سِتّة مرّات أربع مرّات منها فِى العهد القديم فِى سِفر يشوع [ يش 2 : 1 & 6 : 17 & 22 & 25 ] وإِثنين فِى العهد الجديد [عب 11 : 31 &يع 2 : 25] ّ عاشت فِى مديِنة أريحا ذات الأسوار العالِية الشامِخة الحصينة المملوءة كبرياء وإِرتفاع و تجبُرّولكِنّنا نجِد فِى هذهِ السيّدة إِيمان بالله وقوّته وعمله ِذلِك يجِب أن نقِف عِندها كثيراً و نتعلّم وهُنا نجِد أنّ القديس يوحنا فم الذهب يُحدِّثنا قائِلاً [إِنّهُ مِنْ العار أن تظهر أنت فِى عدم إِيمان أكثر مِنْ زانِية ] فإِن كان إِسم راحاب يعنىِ رحب أو مُتّسع فرُبّما كان لإِسمها واقِع فِى حياتها التّى إِتسعت لِتشمل جوانِب كثيرة مِنْ الحياة بِكُلّ شرّها وبمِلء بركاتها فقد عاشت وسط مدينة فاسِدة رُبّما كان زِناها ضِمن إِطار دينىِ وثنىِ فرُبّما كانت مخدوعة بِحيل الشيطان المملوءة غِشاً أنا بشقاوتى لم أكن معك إِن الله يريد أن يُقدِّم لك مخازنهُ الملآنة التّى تنتظِرك لِتفيض عليك بِلا توقّف كوعد الكِتاب المُقدّس [ سَوَاقِى الله مَلآْنَة ماءً ( إِشارة للرّوح القُدس ) " مز 65 : 9 " ] فمَنَ آمَنَ بىِ تجرىِ مِنْ بطنِهِ أنهار ماء حى ماء مُتجدِّد إِنّها ينابيع الروح التّى لا تجِف أبداً أريحا إِنّها أقوى مُدُن كنعان عُرِفِت بأسوارُها المنيعة الشامِخة وكان مِنْ المعلوم أنّ أخبار بنىِ إِسرائيل كانت قد ذاعت فِى كُلّ الأرض بل صاروا مصدر رُعباً وخوفاً لِجميع الشعوب مِنَ حولهُم وهذا تصديق لِنشيد موسى النبوىِ [ يسَْمعُ الشّعُوبُ فَيَرتَعِدُونَ تَأَخُذُ الرّعدَةُ سُكّانَ فِلِسْطِينَ حِينَئِذٍ يَنْدَهِشُ أُمَرَاءُ أَدُومَ أَقْوِياءُ مُوآبَ تَأَخُذُهُمُ الرَّجفةُ يَذُوبُ جَمِيعُ سُكّانِ كَنْعَانَ تَقَعُ عَلَيهِمِ الْهَيْبَةُ وَ الرّعْبُ] ( خر 15 : 14 – 16 ) إنّها صاحِبة أسرع وأحكم قرار فِى قبول الإِيمان وأصبح الله بالنسبة لها أغلى شىء فِى الوجود رُبّما عرفت بالرّوح أنّ مَنَ يحيا فِى المسيح يسوع يُردِّد [ وَلاَ نَفْسِى ثمِينَة عِنْدِى ] ( أع 20 : 24 ) إِستقبلتهُما راحاب رحّبت بِهُما أدخلتهُما فِى بيتِها بِسلامٍ ولعلّها أول ما دخل الجاسوسان بيتِها سألتهُما عَنَ شعبهُما وغايتهُما فِى إِتيانهُما وأظهرت أفكارها مِنْ جِهة بنىِ إِسرائيل فوثقا بِها وفتحا قلبيهُما لها وعلّماها بعض التعاليم بشأن الإِله الحقيقىِ فوجدوا فيها إِيمان عجيب رُبّما لمْ يروهُ فِى شعب بنىِ إِسرائيل أنفُسهُم حقا يارب لاتترك نفسك بلا شاهد حتى ولو فى أريحا المملوءة شروراَ , ولك فى كل مكان وزمان من يباركك لأن اسمك عظيم بين الأمم وسُرعان ما وصل الخبر إِلَى ملِك أريحا فقيل لِملِك أريحا هُوذا قد دخل إِلَى هُنا رجُلان مِنْ بنىِ إِسرائيل لِيتجسّسا الأرض فأرسل الملِك [ إِلَى رَاحَابَ يقُولُ أَخْرِجِى الرَّجُلَيْنِ اللّذَيْنِ أَتَياَ إِلَيْكِ وَدَخَلاَ بَيْتَكِ لأَنَّهُمَا قَدْ أَتَياَ لِكَىْ يَتَجَسّسَا الأْرْضَ كُلَّهَا ] (يش2: 3) وهُنا نجِد راحاب تُعرِّض حياتها للخطر وتُخبّىء الجاسوسان بِمُجرّد أن دخل إِليها رُسُل الملِك فوق سطح منزلها بين عِيدان الكتّان التّى كانوا عادةً يُنضّدونُها ( يُرصّوُنُها بِنظامٍ ) على أسطُح المنازِل لِكى تجِف بِحرارِة الشمس ومِنْ ثمّ كانوا يأخُذوُن أليافها لِتُغزل وتُنسج ويستخدِمون العيِدان فِى الوقود تجّول الجاسوسان وشعرا بِنظرات التعجُبّ فِى عيون كثيرون ورُبّما تكلّم معهُم البعض وشكّ فيِهُما وأيضاً تتبّعاهُما عن بعد فى كل مكان يذهبان إليه وحتى النهاية ورُبّما حاولا الخروج مِنْ المدينة فِى المساء ولكِن الأبواب أُغلِقت فإِضطرّا للنِزول فِى فُندُق على سور المدينة فدخلا بيت راحاب لِيضطجِعا إِنّها تدابير الله الفائِقة للعقول الّذى يجعل كُلّ الأشياء تعمل معاً للخيرفتنقِذهُم راحاب وتُنقذ راحاب بهُم إِله حى فإِشتاقت أنْ تعرِفهُ وأنْ تدخُل فِى شعبهِ رغم أنّها زانِية إِلاّ أنّها علِمت أنّهُ حنّان رحيم طويل الروح كثير الرحمة وثقت أنّهُ يقبل الزُناة وكأنّها تعلم إِسلوب إِله إِسرائيل الّذى وعد وقال[ حَوَّلَ لأَِجِْلكَ الرّبّ إِلهُكَ اللّعْنة إِلَى بَرَكَةٍ لأَِنَّ الرّبّ إِلهَكَ قَدْ أَحَبَّكَ] ( تث 23 : 5 ) إِنّها علِمت أنّ حُبّه أقوى مِنْ إِثمها ونعمتهُ أعظم مِنْ ماضيها أى رجاء لنا فِى راحاب إِنّها أعلنت إِيمانها عملياً فعرّضت حياتِها للخطر لِذا مدحها مُعلّمِنا بولس الرسول فِى الرسالة للعبرانيين [ بِالإِْيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ ، إِذْ قَبِلَتِ الْجَاسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ ] ( عب 11 : 31 ) إِنّهُ إِيمان عظيم إِستحقت بِهِ أنْ تدخُل فِى قائِمة عُظماء رِجال الإِيمان التّى وردت فِى عب 11 وضعها الوحى جنباً إِلَى جنب مع أُمِنا سارة التّى هى رمز لأورشليم العُليا ( غل 4 : 26 ) والتّى أنجبت لأبونا إِبراهيم إِسحق إِبن الموعِدإنه إيمان إِمرأة سيّئة فِى أسوأ المُدُن فإِستطاعت هذهِ المرأة الزانِية التّى تسكُن فِى مدينة تنتظِر دينونة الله وإِدانتهُ أنْ تُعلِن إِيمانها بأعمالها لِتنال وعداً أكيداً بالخلاص فيقول مُعلّمِنا يعقوب الرسول[ كَذلِكَ رَاحَابُ الزّانِيَةُ أَيْضاً ، أَمَا تَبَرَّرَتْ بالأَْعْمَالِ ، إِذْ قَبِلَتِ الرُّسُلَ ( عمل ) وَأَخْرَجَتْهُمْ فِى طَرِيقٍ آخَرَ ؟ ] ( يع 2 : 25 ) فأعلن الرسول بولس عَنَ إِيمانها وأعلن الرسول يعقوب عَنَ أعمالها إِذْ أنّهُ لاَ يُمكِن فصل هذا عَنَ ذاك نُلاحِظ هُنا أنّ يعقوب الرسول يتكلّمْ أولاً عَنَ إِيمان أبونا إِبراهيم الّذى قدّم إِبنهُ إِسحق على المذبح وإِيمان راحاب فيقول [ كَذلِكَ رَاحَابْ الزّانِيَةُ ] وكلِمة (كذلِكَ) هُنا تعنىِ حرفياً ( فِى ذات الطريق أو على نَفَسَ المُستوى) فليتنا نتمتّع بِهذا المُستوى الّذى يُريدهُ الله لنا لذلك لنصل الى إيمان كذلك ( أى فِى ذات الطريق وعلى نَفَسَ المُستوى ) إِنّها تجاوبت مع نِداء النِعمة فعزمت على ترك عِبادة الأوثان والخروج مِنْ بؤرة الخطيّة والإِثم وإِحتقار شهواتها وآمنت وإِستجابت وفعلت إِنّهُ التفاعُل المُبارك المُقدّس لِعمل روح الله داخِل النَفَسَ إِنّهُ إِيمان يُخجِل أولاد الله وعد بالنجاة [ هُوَذَا نَحْنُ نَأَتىِ إِلَى الأْرْضِ فَارْبُطىِ هذَا الْحَبْلَ مِنْ خُيُوطِ الْقِرمِزِ فِى الْكَوَّةِ التّى أَنْزَلتِنَا مِنْهَا وَاجْمعَىِ إِلَيْكِ فِى الْبَيْتِ أَبَاكِ وَأُمّكِ وَإِخْوتَكِ وَسَائرَ بَيْتِ أَبِيكِ 0فَيَكُونُ أَنّ كُلَّ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ أَبْوَابِ بيَتِكِ إِلَى خَارِجٍ فَدَمُهُ عَلَى رَأسِهِ وَنَحْنُ نَكُونُ بَرِيئَينِ] ( يش 2 : 18 – 19 ) العلامة التّى أُعطيت هى الحبل القُرمزى الّذى يُشير إِلَى دم السيّد المسيح الّذى بِدونهِ لا يُمكِن الخلاص الحبل القُرمزى رمز وإِشارة للمُخلِّص الّذى سيأتىِ فِى مِلء الزمان ويُخلِّص البشريّة بِدمهِ المسفوك على عود الصليب وهُنا يقول القديس أمبروسيوس [ فقدت الزانِية كُلَّ رجاء فِى وسائِل الأمان البشرىِ وسط دمار المدينة ولكِن إِيمانها غلب فقد ربطت حبلاً قُرمُزياً على الكُوّة رفعت علامة إِيمانها وشِعار آلام الرّبّ حتى يكون رمز الدم السرّىِ الّذى يُخلِّص العالم ] ويالهُ مِنْ منظر عجيب ضرب الكهنة بالأبواق وهتف الشعب هُتافاً عظيماً وإِذا بالسور العملاق يسقُط فِى مكانهورُبّما أخذ الخوف والرُعب عشيرة راحاب الأسوار تسقُط والبيت على السور فماذا يمنع سقوط بيتهُم ؟؟ إِنّ رؤية السور وهو يتهاوى مِنْ حولهُم إِختبار صعب لإِيمانهُم ولكنّهُم لَمْ يُغادِروا البيت ولَمِ يفتحوا الباب المُغلق وأطاعوا وظلّوا فِى البيت يُراقِبون مِنْ النافِذة فهذهِ هى رجاءهُم الوحيد يرقُبُون منها عمل الله مع شعبه أمّا باب البيت سيؤدىِ بِهُم إِلَى أريحا وهذا ما رفضوا أن يحيوا فيِهِ ولكِن ها راحاب تقِف صامِدة واثِقة مُمسِكة بالحبل القُرمُزى والحبل يتحدّث عَنَ الإِرتباط فهو مجموعة خيوط ممزوجة ببعضها تُعطىِ قوّة بعضها لِبعضلقد رُبِط هذا الحبل بين يدىّ راحاب وأيدىِ الرجُلين حينما إِستخدمتهُ لتهريبهُما لقد رُبط بينهُما مؤمِنه أنّ فيهِ سر النجاة وحقاً سقطت الأسوار وهلك الجميع وبقى بيت راحاب وعشيرتها داخِلهُ فِى أمان لَمْ يسقُط مِنْ بيتهُم حجراً واحِداً ولَمْ يهلك منهُم أحداً والجميع يُعانِقون راحاب أنّها لحظات إِنتصار الإِيمان الإِيمان العامِل الحى إِيمان مِنْ سمعت وصدّقت وها هى الآن ترى وتختبِر وكأنّها تُردِّد [ بِسَمْعِ الأُْْْْْذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنىِ ] ( أي 42 : 5 ) راحاب وسط أسرائيل دخلت هذهِ الأُمميّة وسط إِسرائيل لِتُغرس فِى شجرة الزيتون الحقيقيّة ويستخدِم الكِتاب المُقدّس تعبير[ إِلَى هذَا الْيْومِ ] عِندما يتحدّث عَنَ بقاء الشىء إِلَى نهاية الحياة فشاع هذا القول [ إِلَى هذَا الْيْومِ ] يعنىِ إِلَى نهاية العالم أى أنّ راحاب وعشيرتها إِنضمّت إِلَى إِسرائيل الحقيقىِ ( كنيسة العهد الجديد ) إِلَى هذا اليوم هذهِ التّى كانت قبلاً زيتونة برّيّة طُعِمت فِى الزيتونة الأصليّة فصارت شريكة فِى أصل الزيتونة ودسمِها ( رو 11 : 17) هذهِ التّى كانت زانية تحيا اليوم فِى وسط شعب الله مُتمتِّعة ببركات حضوره تشترِك فِى الأعياد والشرائِع وتُجاهِد كالوصايا وتحفظ الثياب طاهِرة تحيا عروساً مُقدّسة عفيفة للرّب ( 2 كو 11 : 2 ) ولا تعود لِزِناها بل فِى قداسة الرّبّ كقول مُعلّمِنا بولس الرسول [ هَكَذَا كَانَ أُنَاس مِنْكُمْ لكِن إِغْتَسَلْتُمْ ، بَلْ تَقَدَّسْتُمْ ، بَلْ تَبََرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرّبّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلهِنَا ] ( 1 كو 6 : 11 ) وهذهِ المرأة تستطيع الآن أن تُخبِر ببهجِة الحياة مع الله لأنّها عاشت حياتان وشتّان بين شعب أريحا وشعب الله شعب يبحث كيف يُرضىِ غرائزه وكبرياؤه وشعب يبحث كيف يُكرّم إِلهه ويتبعهُ مِنَ كُلَّ القلب وإِن أخطأ يندموينكسِرويُقدِّم ذبائح للرضى والسرور والغُفران إِنّهُ شعب خوف الله مُسمّر داخِلهُ إِنّها عرِفت الآن لِماذا سمح الله بوجودها فِى أريحا لِكى تشعُر بالأكثر بقيمة وجودها فِى وسط شعب الله إِنّهُ الإِله المُحِب الّذى يُحِوّل اللعنة إِلَى بركة والعقوبة إِلَى خلاصإِنّها تستطيع أنْ تُردِّد [ أُعظِّمك يارب لأنّك إِحتضنتنىِ ] ( مز 30 : 1 ) وفِى كُلَّ مرّة تشترك مع شعب الله فِى عِبادتهُم تتذكّر العادات المرذولة القديمة والطقوس الدِينيّة البغيضة التّى عاشت بِها وسط شعب أريحاوتتمنّى لو إِستطاعت أن تجمع شعب أريحا جميعهُمْ فِى بيتِها ويتمتّعوا معها بِما تتمتّع هى الآن ولكِن ما تستطيع فِعله الآن أنْ تُنادىِ كُلَّ إِنسان [ أُدْخُلْ يَا مُبَارَكَ الرّبّ 0لِمَاذَا تَقِفُ خَارِجاً وَأَنَا قَدْ هَيَّأتُ الْبَيْتَ] ( تك 24 : 31 ) ستُنادىِ للجميع تعالواأُنظُرواذُوقواكُلَّ شىء قَدْ أُعِدلاَ تستعفوابل تُلزِم كُلَّ مَنَ يُقابِلها بالدخول حتى يمتلىء البيت خارِج البيت لا يوجد إِلاّ الموت والهلاك أُدخُل يا مُبارك الرّبّ فهو مُنتظِرك [0لأِنَّ الرّبّ قَدْ أَعَدَّ ذَبِيحَةً قَدَّسَ مَدْعُوِّيهِ ] ( صفنيا 1 : 7 ) ما أجمل الكنيسةبيت راحاب الجديد المُحتمِية فِى دم احمل المُقدِّمة الخلاص والنجاه للعالم كُله فإِن كانت راحاب وثقت فِى حبل قُرمُزى كمْ يكون لنا خِزى إِنْ لَمْ نثِق فِى دم يسوع المسيح الّذى بِرُوحٍ أزَلىًّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لله بِلاَ عَيْبٍ ، لِيُطهّر ضمائرنا مِنْ أعمال ميّتة لِنخدِم الله الحى ( عب 9 : 14 ) وكُلَّ مَنَ ذاق النجاة مع راحاب كيف يحيا بعد لآخر ؟!كيف يعود يشتاق لِحياة أريحاكيف يخون مَنَ نجّاه مِنْ موت مُحقّق كيف يُفكّر فِى إِهانة الله كما سلك قديماً وهو يسكُن وسط شعب يُفكّرون كيف يُرضون الله كُلَّ حين وعلى الدوام تحيا النِفوس داخِل الكنيسة مُتمتِّعة ببهجِة الخلاص ُرتِلّون تسبِحة الغلبة والخلاص الّذى لنا بصوتٍ لا يسكُت وأفواه لا تفتُرونُبارِك عظمتهُ وتمتّعت راحاب بِما لا يخطُر على قلبِها أنْ يقبلها سلمون كزوجة لهُ ( أحد الجاسوسان ) وهنا نتخيل أن هناك حديثاَ قد دار بين راحاب وسلمون :كيف وأنت بالذات دون هذا الشعب جميعهُ تعرِف عنّىِ كُلَّ شىءكيف تقبل أن يقترِن إِسمك بإِسمىِ وإِنْ قبلت أنت سيسخر الجميع منك بسببى سيُقال عنك أنّك أحببت زانِية فيرُد عليها سلمون ويقول : قَدْ وجدت فيكِ ما لَمْ أجِدهُ فِى كُلَّ بنات إِسرائيل فكُلُكِ جميل ياحبيبتى ليس فيكِ عيبة (نش7:4) ولاَ أخشى أنْ يُعيّر إِسمىِ بِسببك فلا أحد يعرِفك مِثلىِ فلا أُبالىِ بِكلام أحد وكأنّها تختبِر وعد الرّبّ الّذى أعطاه لإِبنة صهيون ( كنيستهُ ) فِى سِفر أشعياء [ عِوَضاً عَنْ كَوْنِكِ مَهْجُورَةً وَمُبْغَضَةً بِلاَ عَابِرٍ بِكِ أَجْعَلُكِ فَخْراً أَبَدِيّاً فَرَحَ دَوْرٍ فَدَوْرٍ وَتَعْرِفِينَ أَنَىِ أَنَا الرّبّ مُخَلِّصُكِ وَوَلُّيِكِ عَزِيزُ يَعْقُوبَ عِوَضاً عَنِ النّحَاسِ آتِى بِالذَّهَبِ وَعِوضاً عَنِ الْحَديدِ آتِى بِالْفِضَّةِ وَعِوَضاً عَنِ الْخَشَبِ بِالنُّحَاسِ وَعِوَضاً عَنِ الْحِجَارَةِ بِالْحَدِيدِ وَأَجْعَلُ وُكَلاَءَكِ سَلاَماً وَوُلاَتَكِ بِرَّاً ] ( أش 60 : 15 – 17 ) ودخلت راحاب بيت سلمون لتبدأ حياة جديدة رائِعة لَمْ تعرِفها مِنْ قبل زواج مُقدّس نقىِ فِى بيت رجُل مِنْ أشراف يهوذا ولها الحق فِى التمتُّع بِكُلَّ حقوق شعب الله فليست بعد غريبة أو نزيلة بل فِى رعويّة بيت إِسرائيل الجميع ينظُرون إِليّها نظرة جديدة لَمْ تتعوّدها مِنْ قبل فقد صارت مُكرّمة جِداً فبدأت تعرِف معنى جديداً للحياة وأنجبت بوعز وبوعز ولد عوبيد وعوبيد ولد يسّى ويسّى ولد داود الّذى أتى المسيح مِنْ نسله ولَمْ تُدرِك مَنَ سيصير بوعز هذا !!ولكِن لعلّها أدركت فِى السماء أنّها صارت جِدّة للمسيح ماذا أقول وأنا لا أستطيع أنْ أُنهىِ الحديث عَنَ راحاب وعشيرتها وبيتها ولكِن ليس أجمل مِنْ الكلِمات التّى إِلَى نهاية العالم أى أنّ راحاب وعشيرتها إِنضمّت إِلَى إِسرائيل الحقيقىِ ( كنيسة العهد الجديد ) إِلَى هذا اليوم هذهِ التّى كانت قبلاً زيتونة برّيّة طُعِمت فِى الزيتونة الأصليّة فصارت شريكة فِى أصل الزيتونة ودسمِها ( رو 11 : 17) هذهِ التّى كانت زانية تحيا اليوم فِى وسط شعب الله مُتمتِّعة ببركات حضوره تشترِك فِى الأعياد والشرائِع وتُجاهِد كالوصايا وتحفظ الثياب طاهِرة تحيا عروساً مُقدّسة عفيفة فنالت مِنْ الأفراح ما كانت لا تستطيع أن تحتمله وهى تحيا على الأرض فبينما هلك شعب الله بِسبب عدم الإِيمان فماتوا فِى البرّيّة إِذا بِهذهِ الأُمميّة الزانِية تغتصِب المواعيد الإِلهيّة بالإِيمان الحى العامِل فيصير لها ولِعائِلتها نصيب فِى أرض الموعِد لالا بل أكثر مِنْ هذا بكثير ويأتىِ مُشتهى كُلّ الأُمم والأجيال المسيّا المُخلِّص مُتجسِّداً مِنْ نسلِها ( مت 1 : 5 ) لأنّنا بِدراسة سلسلة أنساب السيّد المسيح المذكورة فِى إِنجيل متى نعرِف أنّها تزوّجت سلمون أحد الجاسوسين اللّذين آوتهُما فِى بيتِها إِذ رأى فيها إِمرأة عظيمة الإِيمان والأفعال وسلمون هذا كان أميراً فِى عشيرة يهوذا إِذ شعر بِمعروف راحاب إِذ أنقذتهُ وزميله مِنْ موت مُحقق بِها وأخذها زوجة لهُ بعدما محت نعمة الله خزى حياتِها السابِقة صارت راحاب زوجةً فِى بيت قيادىِ فِى إِسرائيل وولدت بوعز الّذى نقرأ عنهُ فِى سِفر راعوث ورأينا كم أنّهُ شخص يحمِل قلباً مُتسِعاً مملوء رحمة وحُباً إِنّهُ إِبن راحاب التّى أستحىِ الآن أن أدعوها زانِية وبوعز الّذى تزوّج راعوث وولد عوبيد وعوبيد ولد يسّى ويسّى ولد داود ومِنْ نسلهُم جاء المسيح مُخلِّص البشريّة إِنّهُ شرف إِشتاقت إِليهِ كُلّ بنات إِسرائيل إِنّهُ مِنْ المُلاحظ فى سلسلة نسب يسوع ذكر مُعلّمِنا متى أربعة نِساء ثامار – راحاب – راعوث – و بثشبع ثلاثة منهُنّ زُناة ( ثامار – راحاب – بثشبع ) وواحِدة أجنبيّة ( راعوث ) ويُعلِّق القديس جيروم على هذا [ لا تضُم هذهِ السلسلة أى نِساء قديسات بل تضُم فقط مَنْ يوجّه الكِتاب المُقدّس إِليهِم اللوم حتى يُمكِن لِذاك الّذى جاء لأجل الخُطاة أن يقضىِ على خطايا الجميع ]

شخصية سمعان الشيخ ج1

سمعان الشيخ ج1 لو25:2 الآن تطلق عبدك ياسيدى بسلام هناك أشخاص فرحت بتجسد ربنا 9العذراء يوحنا اليصابات زكريا سمعان الرعاة المجوس حنه النبيه يوسف وهناك من إضطرب هيرودس رؤساء الكهنه وهناك من لا يدرى وهذا حال البشرية إلى الآن هناك من ينتظر بشوق وهناك من يعلم بمجيئة وتحقق ويقاوم وهناك من لا يدرى قَدَّمت لنا أحداث الميلاد بالحقيقة صورة مفرحة لصداقة ربنا يسوع مع الجميع، فها عذراء فقيرة تحبل وتلد رمزًا للكنيسة التي تنعم بالعذراويّة الروحيّة خلال اتِّحادها بالعريس البتول فتُنجب أولادًا بتوليِّين روحيًا، والعاقر الشيخة تلد، والكاهن الصامت يسبِّح، والجنين في الأحشاء يرتكض وحَنَّة الأرملة تمجِّد الله وسمعان الشيخ البار المتوقِّع تعزيّة إسرائيل يقوده الروح ليحمل صديقه السماوي بين ذراعيه... اسم "سمعان" يعني "المُستمع" أو "المُطيع" فيشير إلى المؤمنين الطائعين من اليهود الذين طال بهم الزمن مترقِّبين تحقيق النبوَّات، والتمتَّع بذاك الذي هو مشتهى الأمم. وإذ قادهم الروح القدس إلى الهيكل حملوا السيِّد بين أذرعتهم واشتهوا بصدق أن يخرجوا من العالم بعد ما استراحت قلوبهم من جهة خلاص الشعوب وإعلان مجد الله بين الأمم وسمعان الشيخ نموذج لمن ترقب بشوق ولهفه يتوقع سرعه مجيئة – صورة حية للرجاء للبقيه التقيه كما قال حبقوق على مرصدى أقف على مرصدي اقف و على الحصن انتصب و اراقب لارى ماذا يقول لي و ماذا اجيب عن شكواي (حب 2 : 1)– بعد إشتياق البشرية كلها يهود وأمم فهو يمثل حال البشرية –وكما لمست المرأة هدب ثوب المسيح برأت كم يكون الذى إحتضنه وحمله على ذراعية له مكانه فى الكنيسة فى صلاة النوم ونصف الليل وفى إختيار الحمل ويلفه ويمسكه مجداً وإكراما ويدور حول المذبح بارك الله مجدا وإكراما وفى قراءة الإنجيل يحمل البشارة ويدور حول المذبح ويقول الكاهن الآن ياسيد تطلق عبدك بسلام هذه شهوة نفسى ان تتلى كلمتك على شعبك وفى التناول نحمله داخلنا وفى مصافحه الكاهن الرب يحفظ كهنوتك مثل ملكيصادق وهارون وزكربا وسمعان كهنه الله العلى له تذكار سنوى فى 8 امشير بعد 40 يوم من الميلاد ولنا ثلاثه وقفات شخصية سمعان وتسبحته ونبوته وصف سمعان إنسان بارا تقيا متوقعا تعزيه الروح القدس كان عليه الروح القدس تقدم الام ذبيحه تطهيرها بعد 40 يوم عن نفسها وعن إبنها سمعان الروح القدس أعده منذ 300سنه نقى من الداخل والخارج متوقع تعزيه إسرائيل 400 سنه إنقطعت النبوة وإنتشر الشر الهيكل صار مغارة لصوص يئن من أجل الرجاسات كان البار يوما فيوما يعذب نفسه البار بالاعمال الاثيمه وهو يرقب وسط الظلمه الحالكه وكلنا نشكو من الشر وإنتشارة توقع تعزيه ومجىء المخلص سمعان والترجمة السبعينية بطليموس اراد ان يتودد لليهود وطلب مترجمين من العبرى لليونانى 70 شخص فى سبعين يوماً لذلك سميت بالسبعينيه إذ استولى بطليموس الأول على أورشليم أرسل كثير من الأسرى اليهود إلى مصر وأعطاهم الحرية في ممارسة أعمالهم التجارية. اهتم بعضهم بالفكر الهيليني والثقافة اليونانية، وقاموا بحركة ترجمة لبعض كتبهم الدينية. أنشأ بطليموس مكتبة الإسكندرية التي ضمت أكثر من نصف مليون مجلدًا. وجاء عن بطليموس الثاني "فيلادلفي، أي محب أخيه" Ptolemy II Philadelphus (283-246 ق.م) أنه اهتم بترجمة التوراة من العبرية إلى اليونانية، وهي الترجمة المعروفة بالسبعينية Septuagint وتعتبر أهم ترجمة للعهد القديم من العبرية إلى اليونانية. وقد جاءت قصة هذه الترجمة في خطاب أرستياس Letter of Aristeas في المنتصف الأخير من القرن الثاني ق.م. أشار بطليموس إلى كاتب يوناني لديه يدعى أرسكاى ليكتب لرئيس الكهنة اليعازر في أورشليم أن يرسل إليه نسخ الأسفار المقدسة وكتب التاريخ مع بعض الخبراء في اللغة العبرية واللغة اليونانية، وقد أرسل إليه هدية فاخرة ووعده بإطلاق سراح 120 ألفًا من اليهود المقيمين في مصر. أرسل اليعازار 72 عالمًا، ستة من كل سبط وسلمهم نسخة التوراة مذهبة للملك، فأكرمهم الملك. أقامهم في جزيرة فاروس عند مدخل مرفأ الإسكندرية، التي ألحقت فيما بعد باليابسة وأقيمت فيها المنارة. قسمهم الملك ستة وثلاثين فرقة، ووزعهم في أماكن منفردة، وطلب منهم أن يترجموا التوراة، فأقاموا نحو سبعين يومًا حتى أكملوا الترجمة. وقد أجزل لهم بطليموس الجوائز، وكان ذلك في حوالي سنة 250 ق.م. اُستخدمت هذه الترجمة في مجامع اليهود في مصر حتى يمكنهم أن يقرأوا من الكتاب المقدس يوميًا باللهجة الكوين Koinĕ التي نشرها الإسكندر الأكبر في كل الشرق كان ذلك بتدبير إلهي حيث أمكن للعالم بثقافته اليونانية أن يتعرف على النبوات الخاصة بالسيد المسيح عند كرازة الرسل لهم، خاصة وأن الترجمة تمت بواسطة علماء يهود قبل انتشار المسيحية. ها العذراء تحبل خشي سمعان أن يترجم كلمة عذراء "تي بارثينوس" (إش 7: 14)، فيسخر به الملك ويهزأ به، فأراد أن يستبدلها بكلمة "فتاة". ويبدو أن الشك دخل إليه، فتساءل: "كيف يمكن لعذراء أن تحبل وتلد؟" في وسط صراعه الداخلي بين ثقته في الكتاب المقدس وأمانته في الترجمة وبين استحالة تحقيق ذلك رأى في حلم من يقول له: "إنك لن تعاين الموت حتى ترى عمانوئيل هذا مولودًا من عذراء". عاش قرابة 300 عاما فكلّ بصره، وجاء إلى الهيكل وحمل السيد المسيح على ذراعيه وأبصر. جلس الشيخ في طريق العالم يتفرس لينظر متى يأتي سيد العالم كما وعد. جازت عليه أجيال، وجاز الموت هنا وهناك، ولم يتعرض له، والشيخ قائم ثابت ومستيقظ ليكون شاهدًا ببقائه لسيد الأزمان، لأن الكلمة حفظه في الطريق حتى يأتي الذي يأتي؟ مار يعقوب السروجي لماذا تتوانى؟... قم خذ الطفل من سمعان الشيخ واحمله أنت أيضًا على ذراعيك فتفوح من جسدك المائت رائحة الحياة التي من جسده المقدس. القديس يوحنا سابا انفتحت عينا سمعان لرؤية الطفل، وانفتحت بصيرته الداخلية لإدراك سرّ الخلاص ، وانفتح لسانه بالتسبيح والنبوة واراد ان يكتب للامم ها فتاة لئلا يشكوا فى النص واتاه صوت ترجم كما قرات وعاش 300 سنه ينتظر تحقيق وعد الله متمسك بوعد الله تمسك بكلمه الله إمسك بالحياة الابدية التى إليها دعيت الروح القدس كان عليه اتى بالروح عرفه بالروح كيف تعرفت على المخلص لم تراه فى سلطانه اللاهوتى سر من اسرار سمعان( ليس المعجزة هى التى تجعل الإنسان يؤمن ها هو يرى طفلا لم يرى أحد معجزات مثل فرعون امام موسى) كيف إعترفت بالوهيته تسبحته إطلق عبدك إحمل المسيح وتحتضنه هذا هو الطريق الوحيد للخروج من هذا العالم اتى بالروح إلى الهيكل هل اتينا بالروح اين الخشوع فى الصلاة والتناول حمله على ذراعيه الرافع كل الجهات بقدرته كان الكاهن يحمل الطفل ويرددة فى اربع جهات المسكونه وباركهما ككاهن احمله فى التناول وكلمته وذراعيك هما محبه الله والقريب وهما كلمه الله فى العهدين الآن إذ حمله سمعان الكاهن على ذراعيه ليقدَّمه أمام الله أدرك أنه ليس هو الذي يقدَّمه، بل سمعان يُقدِّم لله بواسطته. فالابن لا يقدِّمه العبد لأبيه، إنما بالحري الابن يقدِّم العبد لربِّه... الذي ينطلق لله بسلام إنما يُقدِّم تقدِمة للرب كان المسيح إذن نورًا ومجدًا لإسرائيل، ومع أن بعض اليهود ضلُّوا الطريق وجهلوا الكتب وأنكروا المسيح، إلا أن قومًا منهم خلصوا وتمجَّدوا بيسوع وكان على رأسهم الرسل المقدَّسون الذين أضاءوا بنورهم مصباح الإنجيل في أقاصي الأرض. والمسيح مجد إسرائيل أيضًا لأنه يُنسب إليهم حسب الجسد مع أنه "على الكل إلهًا مباركًا إلى الأبد" (رو 9: 5).القدِّيس كيرلس الكبير: أولاً: يعلن عموميّة الخلاص وجامعيّة الكنيسة، فإنَّ كان شعبه إسرائيل الذي تجسّد منه وحلّ في وسطه قد تمجَّد، وقبِل بعض اليهود الإيمان به خاصة الاثنى عشر رسولاً، لكن إسرائيل الجديد ضم من كل الأمم، إذ أعلن انفتاح ذراعيّ الله بالحب العملي على الصليب لأجل كل الأمم، إذ يقول: "لأن عينيّ قد أبصرتا خلاصك (صليبك)، الذي أعددته قدَّام وجه جميع الشعوب.نور إعلان للأمم" [30-32].هذه النظرة الروحيّة تلقَّفتها الكنيسة بفرح، فقد قيل: علّق على الشجرة ذاك الذي يجمع الكل فيه. إذ فقدناه خلال شجرة، فبالشجرة أيضًا أُعلن للجميع، مظهرًا نفسه الارتفاع والطول والعرض والعمق، وكما أخبرنا أحد السالفين أنه أعاد الاتِّحاد بين الشعبين في الله خلال انبساط يديه. فقد كانت هناك يدان إذ وُجد شعبان منتشران إلى أقاصي الأرض، ووُجدت رأس واحدة، إذ يوجد إله واحدإن كانت الكنيسة في بهجتها بالتسبحة الملائكيّة (المجد لله في الأعالي...) صارت تترنَّم بها كل صباح، فإنَّ في فرحها بهذه التسبحة التي لسمعان الشيخ (الآن يا سيِّد تُطلق عبدك...) صارت تتغنَّى بها في تسبحة نصف الليل كما في تسبحة النوم. ثانيًا: إذ سمع يوسف والقدِّيسة مريم هذه التسبحة كانا يتعجَّبان، لأنه ما أعلنه لهما الله عند البشارة صار معلنًا لسمعان الكاهن والشيخ بصورة واضحة. وإذ تمتَّعا ببركة سمعان الكاهن، الرجاء مهما طال الزمن إطلق عبدك بسلام لاخرج ابشر به سكان الجحيم اطلقنى محمول بكلمتك هل انا فى حاله استعداد لان اخرج من الجسد عينى ابصرت خلاصك رأى بعين الايمان والنبوة رغم انه بار ولكن الناموس لا يكفى ولا يبرر رغم انه من جهه الناموس بلا لوم النبوة وقال لمريم وضع لسقوط وقيام كثيرين انت المخلص كيف سقوط من جه قبول الايمان انا احكم على نفسى من يقبل يسوع المسيح قد ختم ان الله صادق المسيح هو الحجر من يسقط علي يتردد ومن سقط هو عليه يسحقه كل من يؤمن به لا يخزىإذن السيِّد المسيح الذي هو حجر الزاويّة المختار الكريم الذي أقامه الآب في صهيون، لكي من يؤمن به لن يخزى (رو 2: 9)، إذ سقط علي غير المؤمن سحقه، وإن سقط غير المؤمن عليه يترضَّض (لو 20: 18). هذا الحجر الكريم يُعلن في صهيوننا الداخليّة، فيحطِّم فينا كل فسادٍ ويسحق كل شرٍ، لكي يقوم بناء الله الداخلي في استقامة وبرّ. إنه الحجر الذي لا يقوم علي أساس خاطئ، لذلك به "يسقط ويقوم كثيرون"! صليب المسيح معثر صخرة عثرة لعلامه تقاوم الصليب علامة ابن الانسان امتدت نبوته حتى مجىء المسيح كان الله الآب قد أرسل ابنه لخلاص العالم (يو 3: 16) خلال علامة الصليب، لكن ليس الكل يقبل هذه العلامة ويتجاوب مع محبَّة الله الفائقة، بل يقاوم البعض الصليب ويتعثَّرون فيه. هذا ومن ناحية أخرى فإنَّ سقوط وقيام الكثيرين يشير إلى سقوط ما هو شرّ في حياتنا لقيام ملكوت الله فينا، فعمل السيِّد المسيح أن يهدم الإنسان القديم ليُقيم الإنسان الجديد؛ يقتلع الشوك ليغرس في داخلنا شجرة الحياة. هذا الفكر من جهة سقوط وقيام كثيرين في إسرائيل، أي سقوط الجاحدين وقيام المؤمنين، وسقوط الشرّ فينا لقيام برّ الله داخلنا قد وضَّح في كتابات الآباء، إذ جاء فيها: "لأننا رائحة المسيح الزكيّة لله في الذين يخلُصون وفي الذين يهلَكون" (2 كو 2: 15). يقول سواء في الذين يخلُصون أو الذين يهلِكون يستمر الإنجيل في عمله اللائق؛ وكما أن النور وإن كان يحسب عَمَى بالنسبة للضعيف لكنه يبقى نورًا. والعسل في فم المرضى مُرّ لكنه في طبعه حلو؛ هكذا للإنجيل رائحته الزكيّة حتى وإن كان البعض يهلك بسبب عدم إيمانهم به، لأنه ليس هو السبب في هلاكهم إنما ضلالهم هو السبب... بالمخلِّص يسقط ويقوم كثيرون لكنه يبقى هو المخلِّص حتى وإن هلك ربوات... فهو لا يزال مستمرًا في تقديم الشفاء. وانتى ايضا يجوز فى نفسك سيف يوسف يشك واليهود وتامر اليهود على ابنها الصليب ابتعاد اولاد المسيح عنه ماذا يعني بقوله "لتُعلن أفكار من قلوب كثيرة" [35]؟ إن كان السيف - سواء الألم أو كلمة الله - يجتاز نفس القدِّيسة مريم، فإنَّ هذا يفضح فكر الكثيرين وقلوبهم، مثل الكتبة والفرِّيسيِّين الذين يتظاهروا بحفظ الناموس والغيرة علي الشريعة، فإنَّهم أمام الله مع القدِّيسة مريم تنفضح حقيقتهم الداخليّة، ويظهر رياءهم الباطل

شخصية مفيبوشث

مفيبوشث عادة إذ يستريح الإنسان ويستقر ينسى الماضي بآلامه ويتجاهل مشار الغير، أما داود النبي والملك صاحب القلب الكبير فنجاحه واستقراره دفعه بالأكثر إلى بحثه عن راحة الآخرين. لقد أراحه الله من جميع أعدائه، بعد موت شاول ويوناثان بحوالي ١٥ سنة لم ينس داود عهده مع يوناثان (١صم ٢٠: ١٤-١٧)، فبدأ يسأل إن كان قد بقى أحد من بيت شاول لكي يصنع معه إحساناً من أجل يوناثان. سمع عن مفيبوشث بن يوناثان، الأعرج الرجلين، فاستدعاه ليرد له حقول جده شاول ويقيمه ضيفاً دائما يأكل معه على مائدتة كأحد أفراد أسرته. ١ – داود يستدعي مفيبوشث ١-٦ ٢ – داود يرد له حقول شاول ٧-١٣ ١ – داود يستدعي مفيبوشث من العادات القديمة أن يقتل الملك الجديد كل نسل الملك السابق لئلا يقاوموه ويطلبوا المُلك لأنفسهم (٢مل ١:١١)، أما داود النبي فأدرك أنه لم يستلم المُلك من يد إنسان بل من الله، ولأنه لم يضع قلبه على المجد الزمني بل مجد الله لذا لم يخف على كرسيه ولا طلب قتل نسل شاول، إنما على العكس إذ استقر بدأ يبحث عمن بقى من نسل شاول ليصنع معه معروفاً (٢صم ١:٩). استُدعى صيبا عبد شاول ووكيله قبل موته، فامتثل أمام داود الملك وأخبره بينه يوجد بعد ابن ليوناثان أعرج الرجلين (٢صم ٣:٩)، وأنه في بيت رجل غني يدعى ماكير بن عمِّيئيل في لودبار بجلعاد شرق الأردن ["ماكير" معناه "مُبتاع"]. "صيبا" اسم آارامي يعني "غصناً" ، كان خادماً أو عبداً للملك شاول. حُرر ربما في وقت تغلب الفلسطينيين على شاول. وكان أباً لعائلة كبيرة واقتني عبيداً. ٢ – داود يرد له حقول شاول كان داود النبي والملك نبيلاً للغاية في تعامله مع مفيبوشث، كريماً في عطائه له: ‌أ. تحدث معه وهو صبي صغير السن وأعرج كإنسان معجب به، يُسر بالحديث معه، ذي كرامة ... لقاء داود معه كان أثمن بكثير وأعظم من الحقول التي رُدت إليه، إذ أعطاه مايريح نفسه الداخلية ويشبعها، الأمر الله لا تقدر كل مقتنيات العالم أن تهبها للإنسان. هذا مادفع القديس بولس أن يطالبنا بتقديم قلبنا (الحب) للمحتاجين قبل تقديم الأموال أو العطايا المادية. يقول الرسول: "وإن أطعمت كل أموالي وإن سلمت جسدي حتى إحترق وليس لي محبة فلا أنتفع شيئاً" (١كو ٣:١٣). ‌ب. يبدو أن مفيبوشث كان خائفاً أن يقتله الملك، لذا طمأنه داود قائلاً له: "لا تخف، فإني لأعملن معك معروفاً من أجل يوناثان أبيك" (٢صم ٧:٩). ‌ج. لم يأت ليدان بل ليفرح ويأمن ويخلص ‌د. مازرعه يوناثان من حب وإخلاص وأمانة في صداقته لداود يجنيه ابنه مفيبوشث بعد موت أبيه بسنوات. ‌ه. قدم داود حباً عملياً له: "أرد إليك كل حقول أبيك" (٢صم ٧:٩)، وطلب من صيبا (يبدو أنه رجل طماع وخبيث أراد فيما بعد عندما طُرد داود أن يغتصب هذه الممتلكات) أن يعمل هو وبنوه وعبيده في حقول شاول لحساب حفيده مفيبوشث. ‌و. أخيراً حسبه كأهل بيته: "وأنت تأكل خبزاً على مائدتي دائما" (٢صم ٧:٩) ... لم يحتمل مفيبوشث هذا الكرم الشديد والحب المتدفق والرقة غير المتوقعة حتى وهو أعرج" سجد وقال: من هو عبدك حتى تلتفت إلى كلب ميت مثلي؟!" ٢(صم ٨:٩). سبق أن سجد داود ليوناثان بكونه ولي العرش (١صم ٤١:٢٠)، وها هو ابن يوناثان يسجد لداود كملك. داود في سخائه يرمز للسيد المسيح ، الذي يدعونا إليه لنلتقي معه كأحباء؛ ينزع عنا الخوف، ويرد إلينا ما فُقد منا (الطبيعة الصالحة التي خلقنا عليها) كما وهبنا أن نجلس على مائدته السماوية نتناول جسده ودمه المبذولين سر خلاص وتمتع بالحياة الأبدية. المقيم المسكين من التراب الرافع البائس من المزبله هذا نصيبنا فى ملكنا السماوى يريد أن نقيم معه أن نأكل على مائدته نفوسنا الصغيرة المشوهه المطروده الذليله (يكون للذلليل رجاء )نفوسنا التى قطعت الرجاء فى العلاقه مع داود وظنت أن داود عدواً لها ماذا تصع حين تدرك أنه يبحث عنا ويطلبها ليكرمها إنه يعمل من أجل بره وصلاحه ليس من أجلنا وإن كانت أثامنا تشهد علينا إعمل من أجل إسمك إختار المذدرى وغير الموجود إنه إله الضعفا معين من لا عون له رجاء من لا رجاء له العجب أنت تسال عنى وأنا ظننت أنك نسيتنى أنت تطلب تقابلنى وأنا هارب من وجهك أنت تريد أن تكرمنى وأنا أظن أنك تريد أن تقتلنى كيف كان هذا اللقاء وكم به من عجائب وحب وكرامه ياللكرامه التى يريد أن يعطيها الله لاولاده يدعونا تعالوا خذوا كلوا رثوا كونوا معى فى بيتى أجعلكم من عائلتى من خاصتى المقربين المحبوبين الثالوث يدعوك أن يقيم عندك وأنت تتردد الملائكه ترفعك على أجنحتها وأنت تتنهد أحيانا الإنسان لا يصدق العطيه من وفرتها ويستكثر على نفسه ولا يعلم أن هذا سخاء العاطى وليس إستحقاق –ونحن نتقدم للتناول نتعجب من تنازل وموهبه الله حتى نكاد نتراجع (نقول غير مستحق ولكنى محتاج) القداس يتلخص فى كلمه إجعلنا مستحقين – أعطيتنا ما تشتهى الملائكه أن تتطلع عليه الإله يعطى مأكلاً بالحقيقة –موهبه ليس لها مثيل الكاهن فى القداس يخاطب الله (إمنحنى أن أفهم ما هو عظم الوقوف أمامك) كان صيبا يطمع في اغتصاب أملاك مفيبوشث بن يوناثان غير مكتف بأن يقوم هو وبنوه وعبيده بإدارتها، وقد وجد الفرصة سانحة لإثارة داود ضد مفيبوشث حتى يصدر داود أمره بنقل الملكية إليه عوض مفيبوشث. لقد أدرك صيبا أن داود رجل حكيم وقوي، وأن الضيقة التي يجتازها عابرة، وأن الانتصار حليفه في النهاية، لذا أسرع إلى اللقاء معه وسط الضيقة حينما كان داود على قمة جبل الزيتون حيث قدم له حمارين مشدودين عليهما مائتا رغيف خبز ومئة عنقود زبيب ومئة قرص تين وزق خمر. قال له أن الحمارين لبيت الملك كما أن الأكل والشرب لمن يصاب بإعياء في البرية ... سأل داود عن مفيبوشث و في مكر أجاب صيبا: "هوذا هو مقيم في أورشليم، لأنه قال: اليوم يرد لي بيت اسرائيل مملكة أبي" (٢صم ٣:١٦). هكذا شوه صيبا صورة سيده أمام داود الذي قدم كل إحسان وحب وتكريم لمفيبوشث. كلمات صيبا غير مقبولة، لأنه لم يكن ممكنا لمفيبوشث الأعرج أن يستلم الحكم من أبشالوم بكل جماله وقوته وسلطانه الذي عرف كيف يغتصب الحكم من داود الملك. لكن داود كان مهتماً بأمور كثيرة وعاجلة، مدركاً أن مفيبوشث لن يمثل خطراً عليه أو على ابنه، وإنما في عجلة وبغير تدقيق اغتاظ وحسب مفيبوشث خائناً وناكراً للجميل، وأصدر قراره لصيبا: "هوذا لك كل ما لمفيبوشث" (٢صم ٤:١٦). سجد له صيبا وقال: "ليتني أجد نعمة في عينيك يا سيدي الملك" (٢صم ٤:١٦). لقد سمح الله لداود أن يجتاز هذه التجربة القاسية، وهو شعوره بخيانة مفيبوشث ضده، الأمر الذي لم يكن يتوقعه قط، وكان ذلك لخيره وبنيانه من جوانب كثيرة، مهنا: ‌أ. كان لابد لداود أن يشرب من ذات الكأس التي ملأها بيده، فقد خان رجله الأمين أوريا الحثي ونام ضمره زماناً، لذا أراد الله أن يذوق داود مرارة الخيانة، وهاهو يذوقها بخيانة ابنه له، وأيضاً أخيتوفل، وهوذا مفيبوشث وغيرهم كثيرون. الذين أحسن إليهم يسيئون إليه أكثر مما أساء إليه الأعداء! ‌ب. استخدم الله هذه التجربة لخيره، فقد كان داود ومن معه في حاجة إلى هذه الهدية، التي قدمها صيبا له. الله يعولنا بكل الطرق، عال إيليا بغراب، وعال داود ورجاله خلال خبث صيبا وخداعه! اكتشف داود فيما بعد خداع صيبا له، وتعلم ألا يصدر أحكامه بعجلة. لقد أدان مفيبوشث وغضب عليه وحرمه من ممتلكات جده ظلماً. شمعي وصيبا يلتقيان بداود أرسل شمعي وصيبا لمقابلة داود، الأول سب عند هروبه من أورشليم (٢صم ١٦: ٥-١٣)، والثاني كذب عليه حينما ادعى أن مفيبوشث يطمع في الكرسي الملكي (٢صم ١٦: ١-٤). خرج الأول معه ألف رجل من بنيامين وجاء الثاني معه بنوه الخمسة عشر وعبيده العشرون. خاضوا الأردن ليلتقوا بالملك. رأى أبيشاي أن الوقت مناسب للانتقام من شمعي، أما داود فحسب أن الوقت هو وقت فرح وتضميد جراحات واتساع قلب للجميع، وقت حب وسماحه وعفو! ماأعجب شخصية داود، مع كل نجاح أو نصرة لا يطلب سلطة وإن نالها لا يسئ استغلالها، بل يحول السلطة إلى حب ورعاية: يري في الكرسي الملوكي مجالاً للجمع والمصالحة والاتحاد لا لإثارة تصديع وانشقاقات. بعفوه عن شمعي كسب كل سبط بنيامين بل واستراحت قلوب الأسباط الأخرى من أجل هذه الروح السمحة! إن كان هذا بالنسبة للملك، فماذا نقول عن الأسقف أو الكاهن أو أي قائد روحي؟! الكهنوت أبوة ورعاية وليس سلطة ودكتاتورية! الكهنوت حب في المسيح وليس عجرفة وكرامة زمنية! إن شرف الكهنوث عظيم، لكن إن أخطأ الكهنة فهلاكهم فظيع. لايخلص الكاهن لأجل شرفه، إنما إن سلك بما يليق بشرفه. القديس إرونيموس ٤ – مفيبوشث يلتقي بداود نزل مفيبوشث من بيته في جبعة بنيامين إلى أورشليم ليلتقي بالملك داود، حيث لم يعتن برجليه ولا بلحيته منذ ترك داود الكرسي، فوجد باب الملك مفتوحاً أمامه! كان قلب داود مفتوحاً وأبواب قصره مفتوحة للجميع حتى بالنسبة لمقاوميه والمسيئين إليه. التقى بشمعي الذي سبه وصيبا الذي خدعه وها هو يلتقي بمفيبوشث الذي أوضح الأمر أمامه مؤكداً أن صيبا خدعه إذ أخذ أحد الحمارين وتركه وهو أعرج بلا مطية (٢صم ١٦: ١-٤). لقد عاتبه داود عن عدم خروجه معه، لكنه ترك له المجال للدفاع دون أخذ حكم مسبق، وحينما أدرك أن صيبا قد وشى بسيده صفح عن مفيبوشث وحكم بتقسيم الحقول – ربما قصد محاصيل الحقول – بين مفيبوشث وصيبا. لم يحكم ضد صيبا ولا طرده من خدمته لأنه صنع معه معروفاً وقت شدته.2صم 28:19 تأثر مفيبوشث من كلمات داود وحواره الملك فأعلن اهتمامه بمجئه لا برد نصف الممتلكات إليه. حسب رجوع الملك إلى أورشليم لا يقارن بأية مكاسب أخرى. كان داود رمزاً للسيد المسيح الذي جاء إلى عالمنا خلال مزود بقر بلا أبواب ومتاريس، مفتوح للجميع لكي ندخل ونحاوره، وإذ نسمع صوته نحسب مجيئه إلى أورشليمنا الداخلية أفضل من كل بركة أو مكسب نناله! حلوله فينا أعظم من أن يقارن بأية بركة مهما كانت قيمتها! مسيحنا يسكن في قلوبنا بيشبع كل احتياجاتنا. نحب الله ليس لعطاياه ولكن له نسجد له يكفينى حبك ويغنينى أنى إبنك أنت تشبع أعماقى وأنت كفايتى وشبعى إن أعطيت فهذا حق وإ، أخذت فهذا حق ما أجمل النفس الشبعانه ما اجمل النفس التى تعرف ما تريد الذى لى فى السماء معك لا أريد شيئاً على الأرض –أنت نصيبى كفايتى وشبعى –كان نصيب اللاوى هو الرب ولا يرث أرضاً لأنهم موهوبون له موهبه أريد خلاصك سلامك غفرانك من يقتفى أثارك لن يضل قط ومن إمتلكك شبعت كل رغباته معك لا نحتاج لشىء ننسى أنفسنا لأنك أنت الكنز أنت المعطى جميع الخيرات كيف نطلب غيرك وكيف نطلب ما لأنفسنا وأنت أعطيتنا كل شىء

شخصية يهوشافاط الملك

الملك يهوشافاط ( 2أخ 19 : 4 ) ، ردّهُمْ إِلَى إِله آبائِهِمْ ، لِتكُنْ هيبة الرّبّ عليكُمْ ( 2 أخ 19 : 7 ) ، فِى سلسلِة نسب المسيح ، ( 1 مل 22 & 2 مل 2 ) ، رابِع ملِك مِنْ ملُوك يهُوذا ، وهب حياته كُلّها مِنْ أجل شريعة الله ، رحبعام ، أبيَّا ، آسا ، يهُوشافاط تولّى المملكة وَ عُمره 35 سنة ، مكث ملِكاً 25 سنة ، عمل المُستقيِم فِى عينىَّ الله ، كلِمة " يهُوشافاط " تعنِى " يهوه يدين أوْ يهوه يقضِى " ، وَ قيِل عَنْ المسيح أنّهُ أعطى الحُكمْ كُلّه للإِبن ( يو 5 : 22 ) ، فهو إِشارة واضِحة للديان ، الكلام الّذى تكلّمت بِهِ يُدِينكُمْ ( يو 12 : 48 ) ، عاش يهُوشافاط طوال حياته واضِع كلِمة الله أمام عينيهِ ، يسلُك بِها وَ يُِدين بِها أبيهِ آسا عمل إِصلاحات هُوَ أكملها ، عاش فِى بيت تقِى ، إِبنه يهُورام شخص شرّير ، حزقيا ملِك تقِى ، إِبن آحاز ملِك شرّير أغلق أبواب الهيكل ، الإِنسان يُمكِنهُ أنْ يغلِب الظرُوف المُحيطة إِنْ أراد نهضِة يهُوشافاط أبوه آسا زال الأصنام وَ ترك المُرتفعات ، أمّا هُوَ أكمل عمل أبيه ، تقّوى قلبه فِى طريق الرّبّ ، أزال المُرتفعات وَ السوارِى ، إِنْ أردت أنْ تُحدِث نهضة فِى حياتك أزِل المُرتفعات مِنْ قلبِك هذِهِ هى الخطوة الأُولى لإِزالِة الملل وَ الروتينيَّة ، بِلاَ فرح . أزِل المُرتفعات لِتُحدِث نهضة فِى داخِلك أبونا يعقُوب تغرّب فِى أرض لابان ، وَ حِين فكّر فِى الرجُوع إِلَى بيت إِيل قال إِنزعُوا الألِهه الغريبة مِنْ وسطكُمْ ، لاَ يُمكِنْ نرجع إِلَى بيت إِيل وَ الشرِكة مَعَْ الله وَ داخِلنا آلِهه غريبة حزقيا الملِك قال إِخرجُوا النجاسة مِنْ القُدس ، هذِهِ بِدايِة النهضة ، فتِّش داخِلك ، كبرياء ، حسد ، شهوة ، لاَ تزرعُوا فِى الأشواك ( أر 4 : 3 ) ، كُلّ ما تأخُذهُ يُفقِدنِى الأشواك ، النجاسة ، الآلِهه الغريبة ، هذا جانِب سلبِى لابُد أنْ يتبعهُ جانِب إِيجابِى ، إِهتم بِالشريعة ، لاَ توجد نهضة رُوحيَّة تحدُث فِى حياتنا بِقدر إِهتمامنا بِالإِنجيل أحضر الكهنة وَ اللاويين ( 2 أخ 17 : 9 ) ، أرسلهُمْ علِّمُوا فِى يهُوذا ، جالوا فِى جميع مُدن يهُوذا يعلِّموا الشَّعب ، ( 2 أخ 19 : 4 ) خرج هُوَ أيضاً بين الشَّعب مِنْ بِئر السبع ( أقصى الشمال ) إِلَى جبل أفرايم ( أقصى الجنُوب ) ، وَ ردّهُمْ إِلَى الرّبّ إِله أبائِهِمْ ، هُوَ بِنَفْسَه خرج يكرز ، آمِن بِكلِمة هُوشع النبِى هلك شعبِى لِعدم المعرِفة يسُوعَ قال لِلصدُوقيُون تضِلّون إِذْ لاَ تعرِفُون الكُتب (مت 22 : 29 & مر 12 : 24 ) ، هُوَ أدرك أهمية الكلِمة ، يُوحنا المعمدان يُعِد الطريق ، بأنْ يُعطِى شعبه معرِفة الخلاص ، هُوَ أحبّ كلِمة الله ، لِذلِك أراد أنْ ينقِلها لِلشَّعب ، هُوَ أولاً يُحِب وَ يقتنِع ، مَنَ يُحِب التسبيِح يُعلِّم النَّاس كيف يُحِبُّونها ، أوْ أىّ أمر يبدأ هكذا أيَّام عِزرا ، نسى النَّاس الشريعة أثناء السبى ، عِزرا جمع الأسفار ، وقف يُعلّمِهُمْ وَ عمل منبر وَ علّم الشَّعب ، أبونا بيشُوى عمل نهضة بِالإِنجيل ، أيَّام عِزرا فرحوا فرحاً عظيِماً لأنّهُمْ فهموا الكلام الّذى علّموهُمْ بِهِ ، كلِمة الله تهِب النَفْسَ فرحاً ، إِقرأ . إِحفظ . إِدرس كثيراً ، ألَمْ يكُنْ قلبنا مُلتهِباً فِينا إِذْ كان يُكلّمنا فِى الطريق ( لو 24 : 32 ) ، السبب كلِمة الله ، الكلِمة تُلهِب القلب بِنار الحُب الإِلهِى إِليشع النبِى رأى أنّ يهُوشافاط مُتحالِف مَعَْ يهُورام إِبن آخاب الملِك الشرّير ، تحالُف بين النور وَ الظُلمة ، إِحتدت رُوحه فيه ، فَلَمْ يعرِف أنْ يتكلّم بِكلِمة الله ، فقال إِئتونِى بِعّواد ( 2 مل 2 : 3 ) ، وَ لمّا ضرب العّواد كانت عليهِ يد الرّبّ العُود لهُ أوتار كثيرة ، وَ العوَّاد الماهِر يُخرِج مِنهُ لحن جميل ، الكِتاب المُقدّس أوتار كثيرة ، أسفار كثيرة تبدو مُتفرِقة ، تحتاج عوِّاد ماهِر ، يشعُر بِها مُجتمِعة ، لحن جميل ، العهدين بِأسفارهُمْ مُجتمِعة كِتاب واحِد ، تسمع تمتلىء سلام وَ هدوء قال الرّبّ لِحزقيال النبِى ها أنت لهُمْ كشعر أشواق ( حز 33 : 32 ) ، يُشّوِق لله ، لِجميل الصوت يُحسِن العزف فيسمعون كلامك الخادِم لابُد أنْ يمتلىء بِمعرِفة الكلِمة ، يُعلِّم بِها ، صالِح للتعليِم ، الدسقوليَّة تُوصِى الأُسقُف أنْ إِمحو الإِثم بِالتعليِم ، مارِمرقُس عمل مدرسة لاهُوتيَّة لِلعلُوم اللاهُوتيَّة ، كانت الإِسكندرية مدينة عِلم ، وجهها لِمعرِفة كلِمة الله ، اللّذين يُفصِلُون معهُ كلِمة الحق بإِستقامة ، ناس فرِحة بِالإِنجيل ، مُشّبعين بِالإِنجيل ، تحت ظِله إِشتهيت أنْ أجلِس ، ثمرته حُلوه لِحلقِى ( نش 2 : 3 ) ، يسُوعَ يُعرِّفك أسرار الخلاص ، نبتهِج وَ نفرح بِك فيلُبُس عرّف الخصى أسرار الكلِمة ، إِبتهج الرجُل ، مضى فِى طريق الخلاص ، مضى فرِحاً ، تحت ظِله أشتهِى أنْ أجلِس عِند قدميهِ مِثل مريم ، ثمرته حُلوه فِى حلقِى ، كلِمتك تُفرِحنِى ، حُلوه لِنَفْسِى الحيوان الطاهِر يجتر ، يأكُل كثيراً ، يبتهِج ، يضع فِى البلعُوم ثُمّ يجتر ، يسترجِع ، يتلذّذ بِهِ ، كذلِك نحنُ مَعَْ كلِمة الله ، أسترجِع . أردِد . أتلذّذ . يهُوشافاط خرج يُعلّمهُمْ منظر جميع اللاويين ، تحت أيديهُمْ دُرج الكِتاب يجُولوا ، بِماذا تكرِز ؟ إِحمِل إِنجيلك فِى الخدمة ، جالوا الأرض ، حرثوا الأُمم بِمحراث الصليب يهُوشافاط قال عَنْ إِليشع ، عِنده كلِمة الرّبّ ، أراد أنْ يستشيره ، ما أجمل عِنده كلِمة الرّبّ ، ماذا عندك أنت ؟! نُشّجِع بعض بِالكلِمة ، نُشدّدهُمْ ، قّوِموا الأيادِى المسترخيَّة ، كى لاَ يعتسِف الأعرج بل بِالحرى يُشفى ( عب 12 : 12 – 13 ) ، نذكُر حُبك أطيب مِنْ الخمر ، نجلِس معاً ، نتحدّث بِكلِمة الله عاش بِالكلِمة ، عمل وَ علّم ، هُوَ عاش بِها وَ سلك بِها ، رُوح وَ حياة ، أحضر القُضاه لِيحكُموا بِالشريعة ، لِيحيوا بِالكلِمة ، أدرك أنّ لهُ رِسالة فِى الحياة ، أشبع بِكلِمة الله ، أعيش بِها ، أعلِّم بِها ، بِدون ذلِك لاَ يكون معنى أوْ رِسالة يحيا مِنْ أجلِها ، نحميا يحيا لِرِسالة ، لَمْ يكُنْ لهُ وقت يُبدِل ثيابه ، إِنِّى عامِل عملاً عظيماً ، كُلّ دقيقة لها ثمن ، مخلُوقين لأعمال سابِقة سبق الله وَ أعدّها لنا صلّى بِكلِمة الله ، أحب . عاش . صلّى . هجم عليه ثلاثة جيُوش ( 2 أخ 20 : 3 ) ، جعل وجههُ لِيطلُب الرّبّ ، تكلّم بِوعد الله لأبونا إِبراهيِم ( تك 13 : 15 ) ، يُكلِّم الله ، وعُوده ، تكلّم بِوعد ثانِى أعطاهُ لِسُليمان فِى بُناء الهيكل - فإِنَّك - ( 2 أخ 6 : 22 ) فإِنَّك تسمع وَ تُخلِّص ، ( 2 أخ 7 : 14 ) فإِنِّى أسمع مِنْ السَّماء ، أُذكُر يارب لِعبدِك كلامك ، ذكّر الله بِوعُوده ، شيك لاَ تستفيِد بِهِ ، الثمرة فرح ( 2 أخ 20 : 15 ) لاَ تخافوا ، لاَ ترتاعُوا ، إِثبتوا، أُنظُروا خلاص الرّبّ ، فِى كلِمة الله إِنتصارك ، سلامك ، فرحك قام اللاويُون يُسّبِحُون ، رغم أنّهُمْ لَمْ يبدأوا الحرب ، نزلوا الحرب زادوا فِى التسبيِح ، إِنكسر أعداؤهُمْ ، ساعد بعضهُمْ على إِهلاك بعض ،[ أولاد الله يُقاوِمون الشيَّطان وَ هُمْ يرقُصُون ] ( القديس يُوحنا فم الذهب ) ، الرّبّ فرّحهُمْ على أعدائهُمْ لِماذا تُجاهِدون وَ وجوهكُمْ عابِسة ؟ أُتركُوا العبُوسة لِلأشرار ، أمَّا نحنُ ورثِة الملكُوت ، لنا أنْ نفرح لأنّنا نستمتِع بِالرّوحيات [ كما أنّ الأشجار إِنْ لَمْ تتشرّب الماء لاَ تنمو ، كذلِك النَفْسَ ما لَمْ تتقّبل الفرح السَّماوِى لاَ يُمكِنها أنْ تنمو ] ( القديس أنطونيوس ) ، إِفرح بِالرّبّ وَ كلِمته حتَّى وَ لو فِى سقوط ، إِنّ فرح الرّبّ قوّتكُمْ فِى أكثر مِنْ موقِف لَمْ يسلُك بِحسب كلِمة الله ، ناسب آخاب الشرّير ، حارب مَعَْ آخاب ، عمل أسطول مَعَْ إِبن آخاب ، تحالف مَعَْ يهُورام ، رُبما كان خجُول ، إِنخدع ، ظنّ أنّهُ بِذلِك يُوّحد المملكتين فِى هذا الأمر لَمْ يرجع لِكلِمة الله ، فِى النِهاية هُوَ تقِى فِى عين الله ، وَ تغنّى كبُعد المشرِق عَنْ المغرِب أبعد عنَّا معاصِينا ، وَ كما يتراءف الآب على البنين يتراءف الرّبّ على خائفيه ( مز 103 : 12 )

شخصية المرأة الشونمية

المرأة الشونمية 2مل عبر اليشع إلى شونم وكانت هناك إمرأة عظيمة فأمسكته ليأكل خبز 1 روح الخدمه –العطاء –تقدم ماعندها ميمه الخدمه ماتملك قدراتها مواهبها الحياة فى المسيح يسوع لا تعرف الإنغلاق ولا العزله ولا الأنانية الله ينظر كيف يقدم كل واحد (أمسكته)تعرف قيمه الضيف والغريب والمحتاج دون أن يسأل الخادم لا ينتظر تكليفات بل يششعر بالغيرة تجاة أبسط عمل ولم تكتفى بمجرد الضيافه قالت تصنع له عليه (خدمه الميل الثانى) 2 الإكتفاء ماذا يصنع لكى ليطلب من الملك أو إلى رئيس الجيش فقالت إنما أنا ساكنه وسط شعبى فقال جيحزى ليس لها إبن هى لم تطلب الكفايه من الداخل قد يوجد شىء ينقص ولكن لا نشعر بالاحتياج اليه غننا كلما إقتربنا من هذه الإمرأة إكتشفنا عظمتها- تدربت أن أكون مكتفياً بما عندى 3 إيمانها أضجعته على سرير رجل الله وقالت سلام أسلام لك ولزوجك وللصبى أجابت سلام إيمان الشدائد – الثقه بما يرجى الإيقان بأمور لا ترى لها سلام من الله الذى يفوق كل عقل فقالت إننى لا أتركك الثقه العجيبه إمرأة كانت منزعجه من جبل تكن أمامه وصلت لله أن ينقل الجبل وأعطت فرصه لله ولم ينقل الجبل فقالت أنا كنت متأكدة أنه سوف لا ينقله الطفله التى صلت من أجل المطر وخرجت هى وأمها لتنظر المطر فقالت لامه لنأخذ معنا الشمسيه لانه سوف تمطر إيمان عجيب جداً رأيناه فى هذة المرأه كما رأينا فى قائد المائه الذى قال لا تتعب المعلم قل كلمه ليرأ الغلام والمراة الكنعانيه ياسيد يابن داود إرحمنى إنها نماذج رائعه فى الإيمان اللذين بالإيمان قهروا ممالك رأينا فى هدم أسوار أريحا الدوران فقط يسقط الأسوار الحصينه إقامه الصبى الموت والقيامه والصعود وحلول الروح القدس 4 الشكر أتت وسقطت عند رجليه وسقطت إلى الأرض إحسانات الله تلهينا عن الشكر لا تنسى كل حسناته الذى يشكر الواهب يحثه على عطايا أعظم ليست عطيه بلا زيادة إلا التى بلا شكر

تأملات فى حياة أبونا يعقوب ج2

أبونا يعقوب ج2 حُرِم يعقوب من رؤية أمه وأبوه وعاش غريب عشرون سنة عبد .. لأن الأُسلوب البشري نتيجته عقوبة .. ولكن سنرى أبونا يعقوب وهو خارج من بيت أبيه في سفر التكوين .. ” فخرج يعقوب من بئر سبع وذهب نحو حاران .. وصادف مكاناً وبات هناك لأن الشمس كانت قد غابت .. وأخذ من حجارة المكان ووضعهُ تحت رأسهِ فاضطجع في ذلك المكان .. ورأى حُلماً وإذا سُلم منصوبة على الأرض ورأسُها يمس السماء .. وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها .. وهوذا الرب واقف عليها فقال أنا الرب إله إبراهيم أبيك وإله إسحق .. الأرض التي أنت مُضطجع عليها أُعطيها لك ولنسلك .. ويكون نسلُك كتراب الأرض وتمتد غرباً وشرقاً وشمالاً وجنوباً .. ويتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الأرض .. وها أنا معك وأحفظك حيثما تذهب وأردُّك إلى هذه الأرض لأني لا أتركك حتى أفعل ما كلَّمتُك به .. فاستيقظ يعقوب من نومه وقال حقاً إن الرب في هذا المكان وأنا لم أعلم .. وخاف وقال ما أرهب هذا المكان .. ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء “ ( تك 28 : 10 – 17) . خرج يعقوب من بئر سبع – مكان بيت أبيه – .. إن الله عندما رأى أبونا يعقوب فعل هذه الحيلة أراد أن يؤدبه فأرسله إلى بيت خاله لابان لكي يذوق من نفس الكأس الذي أعطاه لأبوه وأخوه عيسو .. وهو كأس الغش والخداع . إن الله أحبَّ يعقوب وأراد أن يعدُّه لكي يكون إسرائيل الله .. لكي يكون رئيس الآباء .. فعندما أراد عيسو أن يقتل يعقوب وجدنا أن أبونا إسحق بارك يعقوب ولم يُعاتبه وأطلقه بسلام .. فرأى أبونا إسحق أن ما حدث هو مشيئة إلهية هو لا يعلمها . بدأ أبونا يعقوب لأول مرة يشعر بالوحدة بعد خروجه من بيت أبيه .. وهو يشعر أنه مطرود .. خرج وهو هارب من أخيه .. في الخلاء يشعر بضيق ونفسية مُتعبة .. وبغروب الشمس بدأ يتسلل له الخوف وظهرت أمامه الصحراء بصعوبتها .. فأخذ حجارة ليسند عليها رأسه لينام .. هنا وجدنا الله الحنون الذي يعرف متى يظهر لكي يسند أولاده ولا يتخلى عنهم .. إلهنا الذي يعرف متى يؤدب ومتى يُشجع .. فإنه رأى أن يعقوب ليس في وقت تأديب ولكنه يحتاج إلى تشجيع . إيليا النبي ذات مرة ضغُف إيمانه وهرب من وجه إيزابل .. فخرج وهرب إلى جبل في الصحراء .. وهذا الفعل أغضب الله جداً .. فقال الله له أنه سيُقيم أليشع نبي عِوضاً عنه ولكن ليس في وقت خوفه .. ففي وقت الخوف أرسل له ملاك يعوله ويُشجعه . وإذا رجعنا ليعقوب الذي أراه الله سُلم ويقف الله أعلى السُلم ليسند ضعفه ويُشجعه لأنه رآه حزين وخائف وكان عليه أن يُطمئنه ويقول له أنه قُوَّته وتِرسه .. يرى سُلم عليه ملائكة صاعدة وملائكة تنزل .. وكما يعلمنا الآباء القديسين أننا في وقفة الصلاة يوجد سُلم عليه ملائكة صاعدة بالطِلبات وملائكة نازلة بالنِعَم .. وعد الله يعقوب أن يعطيه الأرض له ولنسله .. في الوقت الذي كان لا يعرف يعقوب مصيره . أحياناً تكون الضيقات هي وسيلة حديث الله معنا .. وتكون هي الوسيلة الوحيدة لأخذ البركات والنِعَم . عندما كان أبينا يعقوب عايش مُرفَّه في بيت أبوه .. وكانت أمه هي التي تعوله وتجذبه وتدبر له حياته كان لا يمكن أن يرى السُلم الذي بين الأرض والسماء ولم يأخذ الوعد بالبركات .. ولكن عندما عاش تجربة التخلي عن الأرض والأحباء وعن ذاته ويكون غريب ليس له سند هنا يُعلن الله نفسه ويقول له إنه تُرس له . أحياناً الإمكانيات البشرية تعوق نِعَم الله .. يرى الإنسان الأرض وهو بمفرده مُتألم .. الله بيضع لنا مناهج نسلُك بها .. لابد أن يكون في حياتنا تجارب وضيقات واختبارات وحدة .. يقول أرميا النبي ” يجلس وحده ويسكت “ ( مرا 3 : 28 ) ..لكي نُعطي الفرصة لله لكي يُحدثنا . فرح أبونا يعقوب بهذه الرؤية وتعزى جداً وقال ” حقاً إن الرب في هذا المكان “ .. فما أجمل أن نقول نحن هكذا عندما نشعر بوجوده بجانبنا . ” أخذ الحجر الذي وضعهُ تحت رأسه “ .. فإن الحجر إشارة إلى الرب .. ” وأقامهُ عموداً وصبَّ زيتاً على رأسهِ ودعا اسم ذلك المكان بيت إيل “ ( تك 28 : 18 – 19) .. كأنه يُدشن مذبح ويُقيمه باسم الله الحي .. وهذا تقليد أخذته الكنيسة وسلِّمته للأجيال . بعدها قام يعقوب وذهب إلى أرض بني المشرق .. إن الله يعطينا تعزيات في الطريق وليس لكي نتكبر ونتكاسل ولكن لكي نسعى بنشاط .. وفي طريقه رأى بئر يستخدمونه الناس لتسقي الغنم والمواشي .. فدائماً البئر في الكتاب المقدس إشارة للمعمودية .. فسأل يعقوب عن لابان وعرف أن ابنته ستأتي لتسقي الأغنام .. وعندما جاءت راحيل قام يعقوب ودحرج الحجر من على البئر وسقى غنم لابان خاله . يعقوب مثال للسيد المسيح .. وراحيل إشارة للكنيسة .. والغنم إشارة إلينا نحن .. وجميل أن نرى السيد المسيح يدحرج الحجر لكي يسقينا من ينبوع النِعَم .. فعند المعمودية ربنا يسوع يدحرج الحجر لكل نفس لكي تلتقي بينابيع المياه الحية . أخبر يعقوب راحيل بأنه ابن رفقة فركضت وأخبرت أباها فخرج لابان للقاءهِ .. بعد الرؤية وجدنا نشاط من يعقوب .. رأى محبة وعمل الله .. نفس البئر الذي التقى فيه يعقوب براحيل هو نفس البئر الذي شاهد فيه أليعازر الدمشقي رفقة وخطبها لإسحق .. لأن هذا البئر ( المعمودية ) يخطب فيها المسيح النفس للروح .. مصدر كل النِعَم . في البداية سقى يعقوب الغنم باختيارهِ ( مجاملة ) .. ولكن بعد ذلك كان يسقي الغنم بإجبار ( مشقة ) .. بعد أن أتم يعقوب شهر في بيت خاله وهي فترة الضيافة في العهد القديم سأل لابان يعقوب عن أجرته لأنه سيعمل عنده . ذكر الكتاب المقدس أن ليئة الأخت الكبرى لراحيل وقال عنها ” وكانت عينا ليئة ضعيفتين “( تك 29 : 17) .. أما يعقوب فأحبَّ راحيل وطلب من لابان أن يعمل عنده سبع سنوات لكي يأخذها لأنه أحبها .. كانت في عينيهِ كأيام قليلة ( تك 29 : 20 ) . إن المحبة تجعل الصعب سهلاً والزمن يسير والتعب قليل .. لذلك يقول لنا الرب يسوع أننا سنعيش معه فترة على الأرض فبماذا نخدمه ؟ نخدمه بالملكوت .. ” نصيبي هو الرب قالت نفسي “ ( مرا 3 : 24 ) . عندما يشعر بالتعب يقول في نفسه أنه سيأخذ راحيل .. وعلينا نحن أن نقول هذا عندما نتعب في الأرض .. علينا أن نعرف أننا سنحصل على السماء وسيكون المسيح نصيبي وحياتي .. لذلك يقول معلمنا الأنبا أنطونيوس ” يا أولادي وصايا الله ليست ثقيلة ولا صعبة “ .. إن الوصية تكون صعبة على الذي لا يعرف المكافأة .. إن راحيل ليست مجرد إمرأة ولكنها شرِكة ميراث المسيح .. مكافأة الله له . بعد مرور السبع سنوات قال يعقوب للابان ” أن أيامي قد كمُلت “ ( تك 29 : 21 ) .. وعندما دخل عليها في الصباح وجدها ليئة .. هذه هي تأديبات الله له بأن يخدعه – لابان – ويعطيه ليئة .. وهنا نقول لماذا أشار الكتاب المقدس لليئة وعينيها الضعيفتين ؟ لأن ليئة إشارة إلى الناموس والعهد القديم ذات القدرة الضعيفة على اكتشاف المسيا .. أما راحيل إشارة إلى العهد الجديد فكانت حسنة المنظر وحسنة الصورة . ” وفي الصباح إذا هي ليئة .. فقال للابان ما هذا الذي صنعت بي .. أليس براحيل خدمت عندك .. فلماذا خدعتني .. فقال لابان لا يُفعل هكذا في مكاننا أن تُعطى الصغيرة قبل البكر .. أكمل أُسبوع هذه فنعطيك تلك أيضاً بالخدمة التي تخدمني أيضاً سبع سنينٍ أُخر .. ففعل يعقوب هكذا" ( تك 29 : 25 – 28 ) .. ليئة ( العهد القديم ) يعمل أولاً ثم يأخذ .. أما راحيل ( العهد الجديد ) تأخذ أولاً ثم تعمل .. إن الناموس في العهد القديم يعمل الإنسان .. يجاهد كثيراً حتى يحصل على نعمة .. أما العهد الجديد يعطيك النعمة لتجاهد بها .. نحصل على المعمودية في البداية – نعمة – ثم نجاهد بها طول الحياة .. أي النعمة مُقدماً . إكتشف النِعَم والفضائل التي حصلت عليها من الله .. وبدأ الصراع بين الزوجات .. وجعل الله ليئة تُنجب .. أراد الله أن يسند ضعفها لأنها غير جميلة فأعطاها نسل .. لكنها كانت مكروهة ففتح رَحَمْهَا .. أما راحيل فكانت عاقراً .. ما أجمل عدلك يارب !! الله لم يترك أحداً صغير النفس .. لا يمكن أن يكون ديان الأرض لا يصنع عدلاً !! ولدت ليئة أربعة أولاد ثم أعطت راحيل جاريتها بلهة ليعقوب وأتى منها بولدين .. ثم أعطت ليئة جاريتها زلفة ليعقوب وجاءت منه بولدين .. وأصبح عدد الأولاد عشرة بنين .. وبعدها أنجبت راحيل يوسف وبنيامين وأصبح العدد إثنى عشر ولد . هذا هو عمل نعمة الله في أولاده .. ويوسف الذي ختم به المواليد كأنه اشتياقنا للحياة السماوية ورحلتنا في العالم حتى نتمتع بنور الأبدية . هذا جزء من حياة أبونا يعقوب الطويلة ونطلب من الله أن يكمل نقائصنا ولا يُعاملنا بحسب خطايانا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل