العظات

حياة الإستعداد

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور آمين . تعتاد الكنيسة يا أحبائي في تذكار القديسات والشهيدات أن تقرأ لنا إنجيل العذارى الحكيمات على أنهم فضلوا الاستعداد للحياة الأبدية عن حياة الترف أو التنعم أو الحياة الزمنية، سوف تجد كثيراً من هؤلاء القديسات أغنياء، وسوف تجد كثيراً منهن جميلات، وسوف تجد منهن كثيراً مرغوبات من أشخاص أصحاب سلطان مثل الأمير،والملك، وقائد الجيش، واليوم الكنيسة تعيد باستشهاد قديسة اسمها القديسة أنسطاسيا، يعلمنا الكتاب المقدس في مثل العذارى الحكيمات والجاهلات أننا نكون مستعدين، يقول لك هكذا "والمستعدات دخلن معه إلى العرس"حياتنا يا أحبائي إذا أردنا أن نختصرها في كلمة واحدة فقط كعنوان لحياتنا تكون هي الاستعداد،لماذا نحن نعيش الآن؟ لنستعد، بماذا نستعد؟ مثلما بالضبط الطالب الذي يعطوا له فترة يظل يستعد، يستعد إلى أن يأتي الامتحان هذه هي حياتنا، حياتنا هي فترة زمنية لكي ما نستعد لما بعد الحياة التي هي الحياة الأبدية، "المستعدات دخلن معه إلى العرس"، كل يوم يمر بنا دون أن نجمع زيت، كل يوم يمرعلى الطالب دون أن يذاكر هذا يقلل من درجاته،وكلما كان شغوف ويحصل على درجات عالية ويصبح من المتفوقين كلما تجده دائمًا يظل يذاكر، يذاكر، نقول له انتظر بعض الوقت لازال هناك وقت طويل على الامتحان يقول لا أنا أريد أن أحصل على مجموع عالي، لماذا أنت تأخذ الأمر بجدية هكذا؟ يقول لك أنا أريد أن أحصل على مجموع عالي، نحن أيضاً يا أحبائي كل يوم يمر بنا أقول أنا اليوم أريد أن اجمع زيت، أنا أريد أن استعد، آية جميلة في سفر عاموس أسفار الأنبياء الصغار يقول لك "استعد للقاء إلهك"الإنسان يا أحبائي الذي في قلبه شهوة الملكوت تجد الحياة الأبدية أمام عينه باستمرار، يقول لك جعلوا الأبدية في قلبهم، وكأنه باستمرار يفكر في الإكليل السماوي، باستمرار يفكر في آخر لحظات حياته، باستمرار يفكر في كيف يكون مرضي عند الله، باستمرار يفكر في كرامته في السماء، في مكانه في السماء، يقول لك هكذا عذارى حكيمات دخلوا، لماذا؟ لأنهم لم يكن معهم زيت فقط في المصابيح، لا فإن زيت المصابيح قليل، أتعرفون زيت المصابيح يكون مثل ماذا؟! يكون كمثل زيت اليوم، لكن الانسان لابد أن يكون معه زيت ليس فقط في المصباح ولكن لابد أن يكون معه آنية، أي يكون معه وعاء كبيرممتلئ زيت، كلما ينتهي الزيت من المصباح أو يقل يأخذ من الوعاء ويضع، آخذن مصابيحهن مع آنيتهن، الآنية ممتلئة، العذارى الجاهلات للأسف لم يكن معهم آنية كان معهم زيت يكفي لساعات فقط، وفيما هن ينتظرن العريس انتهى الزيت وناموا والحكيمات أيضاً ناموا،لكن ناموا وهم يعلمون أن مصابيحهن بها زيت وأيضا معهن آنية احتياطياً، نحن أيضا يا أحبائي حياتنا علي الأرض أن نجمع زيت، أن نستعد، عندما نأتي لنشاهد التلاميذ أوالطلبة يأتوا في تاريخ واحد وفي يوم واحد جميعهم يدخلوا الدراسة وجميعهم يأخذون منهج واحد وجميعهم يأتي لهم امتحان واحد، أي أن الدخول في فترة واحدة،وفترة الدراسة فترة واحدة، المنهج واحد، الامتحان واحد، لكن ما هو الفرق هنا ؟ الفرق هو في الطالب بين الذي اجتهد والذي لم يجتهد، نحن أيضا ندخل الحياة في وقت معين ونخرج منها في وقت معين ونأخذ منهج واحد الذي هو حياة القداسة والشر الذي أمامنا، جميعنا يعرض علينا نفس الشرور من شخص لشخص آخر، جميعنا يعرض علينا نفس البركات مثل التناول، الانجيل،الروح القدس الذي أخذناه في المعمودية، الأجبية،صلاة المزامير،شفاعة القديسين، الكنيسة، هذه البركات لنا جميعًا لكن الذي يذاكر أكثر يحصل على درجات أكثر، الذي يذاكر أكثر والذي يأخذ الأمور بجدية، أتعلمون ما هي المشكلة الكبيرة؟ الذي يقول لك لازال الوقت مبكرًا، تقول له ولكن راجع للامتحان يقول لك لازال الوقت مبكرًا نحن لا نذاكر من الآن، لذلك الكنيسة تجعلنا نقول كل يوم "العمر المنقضي في الملاهي يستوجب الدينونة" "توبي يا نفسي ما دمت في الأرض ساكنة"، هذه حياتنا، هيا نستعد، هيا نذاكر، هيا نذاكر لأنه لا يوجد شيء ينفعنا غير المذاكرة، كل الأعمال التي نعملها يمكن أن نقول عليها أعمال أو وسائل لكنها ليست أهداف، لا نعيش لأجلها، لا نعيش لكي نأكل ونشرب ونعمل، لا بل هناك أمور أعلى من ذلك التي هي الحياة الأبدية،شاهد ما هو مقدار الاستعداد الذي نفعله، شاهد ما مقدار اشتياقنا للأبدية، نجتهد، يقول لك "طوبى للذين يعملون الآن بكل قوتهم، فأن لحظة واحدة من ذاك المجد الذي هو المجد السماوي سوف ينسيهم كل أتعابهم"، تعالى وشاهد ولد حصل على مجموع كبير أو يكرم نقول له أنت سهرت وتعبت كثيراً يقول لك الحمدلله نشكر ربنا، الحمد لله لأنه قد نسي كل التعب، لماذا؟ لأن لحظة واحدة من ذاك المجد سوف ينسيهم كل أتعابهم لذلك يا أحبائي عدو الخير يريد أن يحاربنا بالكسل، والملل، وأنه لازال الوقت مبكرًا، وأنه هناك فترات في حياة الإنسان يريد أن يعيش كما يحلو له وبعد ذلك نستعد، أقول لك لا انتبه الذي لا يعرف أن يستعد الآن لن يعرف أن يستعد بعد ذلك لأن الخطية تصنع قيود على الإنسان، وأن عدو الخير يملك علي حياة الإنسان، كلما نتكاسل فترات طويلة نجد العدو تمكن مننا أكثر، لذلك لابد أن الإنسان يقول حقا أنه احتمال أن يكون اليوم أخر يوم في حياتي، صدقوني يا أحبائي من الممكن أنكم أنتم تسمعوا ونحن كآباء كهنة نودع شبان كثيرين، نجد أخبار صعبة يقول لك (فلان)، أقول لك ماذا به خير؟ هل انتقل حقا؟! توفي بسم الصليب ما الذي حدث؟!، من؟!، لماذا؟!،كثيراً ما نسمع على أشخاص بدون أي مقدمات، يقول لك فهو كان يجلس معنا!، أمس كان معنا!، الكنيسة تريدنا أن نجمع زيت، هيا الآن، معلمنا بولس الرسول يقول لك "اليوم يوم خلاص، الوقت وقت مقبول،إن سمعتم صوته لا تقسوا قلوبكم"،لا تقل فيما بعد أحد القديسين كان لديه يقظة روحية جداً جداً، وأراد الشيطان أن يجعله يخطئ،فقال له ما بالك تجاهد هذا الجهاد الشديد، لماذا تأخذ الأمور بجدية هكذا، تمهل على نفسك، حتى لكي لا تتعب صحتك، فالشيطان مخادع،وهو يريد أن يسقطه فيقول له أنت لازال أمامك ٢٠ أو ٣٠سنة على وفاتك فكن متأني واشفق على نفسك واشفق على صحتك، فهذا القديس كان يقظ جداً فقال له ألعلي أنا أمامي ٢٠ سنة فقط؟! أنا كنت أظن أن أمامي أكثر من ذلك فأنا لابد أن أجتهد أكثر، يقول لك في نفس هذه الفترة انتقل للسماء،وكان عدو الخير يريد أن يقول له لازال أمامك الكثير من الوقت الكنيسة تعلمنا أن نصلي ونقول له "لا تجعل العدو ألا يضغينا بواسع الأمل" أي لا يغلبنا بواسع الأمل،ما هو واسع الأمل؟ هو أننا نظل نقول لازال هناك وقت، وهناك كلمة أخرى تعلمها لنا الكنيسة هي تسويف العمر باطل، ما معنى تسويف؟ أي تأجيل، كل مرحلة تجد الذي يظل يقول لك ليس الآن، ليس بعد،أقول له لا اليوم يوم خلاص، الوقت وقت مقبول،إنجيل العذارى يعلمنا الاستعداد، هيا نستعد ربما يكون اليوم أخر يوم، ربما يكون اليوم الله يقول لي جهز نفسك للفترة القادمة،انتبه، اجمع زيت، ارضيني، قف أمامي، أريد أن تنطبع صورتي عليك،أريد فكري ينطبع عليك، أريد حياتي تنطبع عليك،فقل له موافق، كن مع العذارى الحكيمات لأنها كلمة صعبة جداً، لماذا لم يوافقوا الحكيمات أن يعطوهم من زيتهم؟! لأنه انتهى الوقت، لا يمكن،أغلق الباب، لا يمكن لأحد أن يفعل بر لأولاده أو لزوجته، لا انتهى، يعطي كل واحد كحسب أعماله ربنا يعطينا حياة الاستعداد واليقظة، وينجينا من الغفلة وينجينا من الاستهتار وينجينا من التأجيل، ويجعلنا كل يوم نقول له "هوذا أنا عتيد أن أقف أمام الديان العادل" ربنا يعطينا حياة الاستعداد باستمرار، ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

سمر خوفك فى لحمى

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان إلى دهر الدهور كلها آمين. تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا مارلوقا عن تذكار الشهداء، يقول لنا "لا تخافوا من الذين يقتلون جسدكم بعد ذلك ليس لهم أن يفعلوا شيء أكثر بل أعلمكم ممن تخافوا، خافوا من الذي بعد ما يقتل له سلطان أن يلقي في جهنم نعم أقول لكم من هذا خافوا" مرة قال لا تخافوا ومرة أخرى قال خافوا لا تخافوا من الذي يقتل الجسد نحن كنا نظن أنه يقول لنا لا تخافوا مثلاً من الزحام لا تخافوا من الظلام لا تخافوا أنه لا يوجد طعام أو شراب لا فهو قال لنا لا تخافوا من الذين سوف يقتلوا جسدكم فهذا أكثر شيء يمكن أن يخيف في الحياة هل هناك شيء يخيف أكثر من ذلك؟! لا يوجد شيء يخيف أكثر من ذلك بمعنى أن أكثر أمر يمكن أن يخيف في هذه الدنيا فإن الكتاب المقدس والسيد المسيح قال لا تخافوا منها أي أمور في هذه الدنيا لا تخفنا ليس العمل أو الناس أو الخطر أو .. إلخ، لا شيء يخيفك لكن عندما تريد أن تخاف فعليك أن تخاف من الذي له سلطان أن يلقي في جهنم أي خوف آخر ممنوع لكن الخوف الذي من المفترض أن يغرس فينا هو مخافة الله مخافة العقاب الأبدي قال لنا "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" ما هذا؟!، قال نعم هذا الذي يجب أن نخاف منه تصور أن الانسان لا يوجد شيء أبدا يمكن أن يجعله يتوب ويرجع عن خطيئته إلا الخوف،وفي الحقيقة نحن نحتاج أن نخاف كثيراً جداً نعلم أن الله جميل ورؤوف وطويل البال ومتأني رحيم،و... إلخ،فنحاول أن نلغي فكرة أنه يعاقب أقول لك نعم هو جميل وطيب ومتأني لكن هناك وقت يأتي فيه ويعاقب لابد أن نعلم هذا أي أنني لابد أن أقول له يارب أنا قصرت كثيراً قصرت كثيراً لكن لابد أن أضع الأبدية أمامي،ولابد أن يكون داخلي خوف الكنيسة تعلمنا أننا كل يوم نقول لله"هوذا أنا عتيد أن أقف أمام الديان العادل مرعوب ومرتعب من كثرة ذنوبي لأن العمر المنقض في الملاهي يستوجب الدينونة" فالكنيسة تذكرني كل يوم هل تعرفون معنى كلمة "عتيد" في اللغة العربية؟ معناها "قريباً أكيد"، أي"هوذا أنا قريبا أكيد"، ما أجمل عندما يشعر الإنسان أنه عن قريب أكيد سوف يقف أمام الله فهذا الشعور ماذا يفعل به؟! يجعله يتراجع عن أشياء كثيرة يشعر الإنسان أن العمر المنقضي في الملاهي يستوجب الدينونة الانسان المتراخي في حياته والمتهاون في حياته ويرى أن كل الناس تفعل الخطايا،ويرى أن الخطية سهلة،ويرى أنه لا يبالي بشيء إذا فعل الخطية فهذا يحتاج أن يقول لله سمر خوفك في لحمي المخافة مهمة جداً يا أحبائي أن الانسان يكون على علم أنه سيأتي يوم ويقف أمام الله،ويفحص الأعمال وتكشف الأفكار في صلاة الستار يقول "أية إدانة تكون إدانتي أنا المضبوط بالخطايا من يطفئ لهيب النار عني إن لم ترحمني أنت يارب؟"مثلما يقول لك هذا المتهم ضبط متلبساً بالجريمة أية إدانة تكون إدانتي أنا المضبوط بالخطايا؟ من يطفئ لهيب النار عني إن لم ترحمني أنت يارب ما أجمل الإنسان الذي يظل يقول هذا الكلام الآن أفضل من أنه عندما يأتي يوم الدينونة ويفاجئ أنه قد انتهى الأمر، تقول لي أهكذا انتهى الأمر؟! أقول لك نعم هكذا، فهناك وقت قال لك "أغلق الباب" فقال له أفتح لنا فقال له انتهت أغلق الباب انتهت ليست رحمة لمن لم يستعمل الرحمة طالما أنا لم استعمل الرحمة الآن هنا لم أظل اصرخ واقول له ارحمني فليس لي رحمة فوق في السماء،ولكن نحن لم نأخذ هذه الفكرة عن الله أقول لك لا لابد أن تنتبه جيداً جداً لابد أن تعرف ما الذي يخيفك نحتاج أن نخاف نحتاج إلى أن مخافة الله تتسمر داخلنا لكي لا يكون لدينا استهتار،ولا يكون لدينا تهاون،ونظل نقول ليس الآن بعد قليل ليس الآن لا لابد أن يكون هناك مخافة انتبه يظل الله يتحايل على الانسان يتحايل على الانسان لكن يأتي وقت ويقول لك انتهى الأمر انتهى أنظر ماذا تريده أنت؟! الله يريدك أن تختار طريق النجاة قال لك هناك طريقين ها أنا قد وضعت أمامك طريق الحياة وطريق الموت اختار الحياة لتحيا لاحظ أنه لذلك الكاهن في القداس يقول أكلت بإرادتي أنا الذي أكلت بإرادتي وتكاسلت عن وصاياك أنا جلبت على نفسي حكم الموت إذن الإنسان يحتاج أن يقول لله ارحمني يارب ارحمني ارحمني ارحمني أحداث الحياة يا أحبائي لا تظنوا أنها صدفة هل الحروب التي تدور حولنا ألا تعلمنا شيء؟! تعلمنا أن حياة الإنسان يمكن أن تنتهي في لحظة الزلازل البراكين المجاعات الغلاء الاضطراب الوباء هل كل هذه الأشياء لا توجه لنا أي رسالة لا هناك رسالة تقول لنا انتبه الحياة التي تعيشها غير آمنة غير مستمرة غير مستقرة ارفع عينك إلى فوق انتبه لأن الانسان من شعوره الزائد بالاطمئنان وشعوره بأنه يملك هذه الحياة يبدأ يتأذى ملك الحياة ليس لنا نحن بل هو ملك الحياة الأمان من عنده الثقة والرجاء فيه هو نحن لا نعرف أن نعطي لأنفسنا رجاء في شيء لذلك قال لنا من هذا أريكم ممن تخافوا أنا أقول لكم الأمور التي من المفترض أن تخافوا منها المفترض أنني أذكر نفسي كثيراً بالدينونة المفترض أنني أغمض عيني هكذا واتخيل نفسي أمام الديان العادل وأرى،وأشاهد يقول لك تطرح الأفكار وتكشف الأسرار تنكشف الأسرار وتنكشف أفكاري الخفية وتنكشف أعمالي وانتظر ماذا يفعل معي الرب على سبيل المثال قديسة من القديسات جميلة جداً وانسانة ممتلئة تقوى اسمها الأم سارة كانت تقول أنا لا أضع رجلي على السلم وأرفعها على الدرجة التي تليها إلا بعدما أفكر أن حياتي يمكن أن تنتهي ما بين درجة والدرجة التي تليها تظن أن حياتها يمكن أن تنتهي الآن أحياناً الإنسان يظن أن حياته طويلة جداً،ويظن أنه لايزال لديه وقت طويل جداً أقول لك لا انتبه فالكاهن وهو يصلي يقول لهن لا تجعل عدو الخير ألا يضغينا بواسع الأمل أنه يجعلك تقضي العمرمثلما يقولوا عليه تسويف العمر باطل،وتظل كل مرحلة تقول ليس بعد عندما أتقدم قليلاً في العمر،وتظل منشغل خطورة شديدة جداً إن الإنسان يقضي حياته في انشغال أقول لك عن ثلاثة مراحل في حياة الإنسان : ١- مرحلة الطفولة إلى سن حوالي ١٥سنة : في هذه المرحلة الإنسان يعيش ويكون لديه صحة ولديه وقت لكن ليس لديه مال . ٢- من ٢٠سنة إلى ٦٠سنة : الإنسان يكون لديه صحة ومال لكن ليس لديه وقت وهذه المرحلة التي أنتم فيها الآن، لديكم صحة ومال لكن ليس لديكم وقت بل منشغلين. ٣- مرحلة ما بعد الستين سنة : المرحلة الأخيرة في الحياة، لديه مال ولديه وقت لكن ليس لديه صحة، يقول لك أتمنى لو عرفت هذه الفكرة من البداية . أقول لك إذن انتبه فالحياة تحتاج إلى وعي، يحتاج الإنسان يعرف أن هذه الدنيا ليست دائمة، لابد أن يفعل للأبدية ولابد أن يؤمن مستقبله الأبدي،ولابد أن يخاف لابد أن يخاف ولابد أن تكون مخافة الله داخل قلبه وداخل افكاره هناك أشياء عندما تفكر أن تفعلها تقول لا مخافة الله لا يليق لا فماذا أقول لله عندما أقف أمامه؟! لا أنا لابد أن أتوب ولابد أن ارجع الآن فأنا لست ضامنا فمن الممكن أن يكون اليوم هو آخر يوم في حياتي أقول لك على شيء، كثيراً عندما أرى صور لأشخاص في اجتماعات أو صور في قداسات أقصد صور لتجمعات صدقني بعدما ترى هذا التجمع تأتي في السنة القادمة لتراه تجد فيه نسبة من الأشخاص ليست موجودة نفس الصورة تجد هناك بعض الأشخاص وقد وصلوا إلى السماء،وتتعجب وتقول إن فلان،وفلان كانوا شباب! نعم تأتي لتحصر العدد تجد دائمًا نسبة من ٥٪ إلى ١٠٪ ليسوا بموجودين فهذه طبيعة الحياة طبيعة الحياة أن كلنا لا نظل موجودين طول الدهر الله يقصد ذلك إذن طالما أن الحياة غير مستمرة فأنا ماذا أفعل؟ أفوق انتبه لذلك معلمنا بطرس قال كلمة قوية جداً أختم بها كلامي وهي في الحقيقة كلمة صعبة ليست سهلة أن يقولها قال "إنما نهاية كل شيء قد اقتربت فتعقلوا واصحوا" تعقلوا لكني اعتقد أنني إذا قلت لأي شخص فيكم كلمة اعقل فتكون عيبة جداً أليس كذلك؟! إذا شخص قال لي اعقل تكون عيب فهذه إهانة فهل أنت تراني مجنون؟! عندما يقول لكم كلمة تعقلوا نعم نحن نحتاج أن نسمع كلمة اعقلوا يا جماعة اعقلوا، القديس العظيم الأنبا انطونيوس قال عن الخطية هي الجنون لماذا جنون؟ قال لك لأنها تعبر عن شخص يبيع الغالي بالرخيص يبيع الحياة الأبدية باللذة الأرضية فهي زائلة هي ليست شيء تبيع أبديتك ميراثك في الملكوت الذي يقول لك "تعالوا إلي يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم من قبل تأسيس العالم" أنتم أولادي انا أعطيتكم مكان في السماء تعالوا خذوا مكانكم،وأنظر أجد نفسي أنا الذي أضعت هذا المكان بتهاون واستهتار ربنا يعطينا أن مخافته تكون متسمرة داخل قلبنا وداخل عقلنا قبل أن نفكر في أي شيء قبل أن الخطية تتملك علينا بالأكثر فالمخافة عندما تتسمر فينا تكون مانعة لنا عن أي شر ربنا يحفظنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

اراكم ايضا فتفرح قلوبكم

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان إلى دهر الدهور كلها آمين . تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي اليوم فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح 1٦،وسوف نتناول آية واحدة فقط ألا وهي عندما قال "أراكم فتفرحون ولا يستطيع أحد أن ينزع فرحكم منكم"، كلمة الفرح يا أحبائي كلمة مشتهاه جداً عند النفس،من المؤكد أن كل فرد فينا يقول أتمنى أن أفرح، الفرح كلمة جميلة، لكن في الحقيقة سنجد أنه لا يوجد فرح خارج المسيح، لا يوجد فرح حقيقي يقوي الإنسان، ويعطي له طاقة مستمرة وتدخل له بهجة داخلية غير المسيح، تعالى شاهد الناس التي تظل تبحث عن أسباب للفرح، يحضروا حفلات، يذهبوا لأماكن للتنزه، يسافرون، يأكلون، يشربون، لكن تجدهم من الداخل فقراء، ومن الممكن أن يكون كلما يسعوا إلى الفرح، يزدادوا اكتئاب، لماذا يزدادوا اكتئاب؟! لأن ما كانوا يتوقعوه لم يجدوه، فتجدهم يسيرون خلف سراب، مثلما قال هكذا أنهم يشربون من مياه مالحة، الذي يريد أن يشبع شهواته، فالشهوات لا تشبع، الذي يريد أن يخفف من آلامه الآلام لن تبرأ، الإنسان الذي يريد أن يأخذ مسرة أو تعزيات من الناس فإنه يأخذ خزي، يأخذ خصومة،يأخذ ابتعاد،أما الفرح الحقيقي فهو في المسيح يسوع، أراكم فتفرحون، كيف نراك يارب؟! أعطنا طريقة عملية، أقول لكم ثلاث نقاط سريعًا جداً: ١- لكي ترى الرب أول شيء تراه داخلك. ٢- في مخدعك. ٣- حولك. أولا داخلك :صدقني طالما نحن نبحث عن الله خارجنا لا نجده أبدا،الله داخلك في قلبك،الله ساكن داخلك أنت، "أنتم هياكل الله روح الله ساكن فيكم"، الله داخلك منذ يومين كنا نعيد للقديس أوغسطينوس الذي كان يقول على نفسه أنه كان غبي نسأله لماذا؟! يقول لأني كنت أبحث عنك خارجاً عني أظل أبحث عنك خارجي "لكن حين وجدتك فقد وجدتك في داخلي حين وجدتك فإني وجدتك عميقاً أعمق من أعماقي وعالي أعلى من علوي" أنت كنت معي ولكن أنا لم أكن معك أنا بغباوتي وشقاوتي لم أكن معك تريد أن تتقابل مع الله اجلس فترة هادئة وانظر إلى داخلك سوف تجد الله داخلك يقول لك أنا كنت أنتظرك منذ وقت بعيد أنت تعيش داخلك وتعيش مع نفس الشخص الذي هو أنت لكنك لم تجلس مع هذا الشخص أنت لا تدخل داخله عندما تريد أن تدخل داخل نفسك ستجد الله أحد القديسين كان يقول ادخل إلى ذلك الإنسان الذي تجهله من هذا الإنسان الذي يجهله؟! تتخيل يكون أنا نفسي نحتاج أن نتقابل مع الله داخلنا،وعندما يقابل الإنسان الله داخله يكون لديه متعة،ويتخلى عن أمور كثيرة،ويتخلى عن أشخاص عن مسرات عن العالم عن مباهج لأن الله هكذا تريد أن ترى الله أدخل داخلك سوف تجد متعة تجد كفاية تجد الله يشغلك بفرح قلبك تسألني هل هذا يحدث بالفعل؟! أقول لك نعم صدقني قم بالتجربة ذات مرة كان هناك مجموعة من الشبان في دير البراموس في خلوة،وجاء أب راهب متوحد عندما علموا كانوا بالطبع مبتهجين جداً،وقالوا لهم أنه سوف يجلس مع شباب بيت الخلوة فجلسوا معه،وهناك شاب سأله سؤال قائلاً له يا أبانا كيف حال قدسك في الوحدة؟ قال له نشكر الله فسأله ما هي أكبر مشكلة تواجهك في الوحدة؟ من المؤكد أن جميعنا نتوقع الملل حروب الشياطين الحر البرد الوحوش الحشرات الأصوات خوف الليل من المؤكد أننا نتوقع اجابات كثيرة،ولكن صدقوني كانت الإجابة أنه قال أن أكبر مشكلة تواجهني هي ضيق الوقت لماذا؟! أنت لا يوجد لديك شيء يقول لك لا فأنا اجلس لأقرأ الإنجيل وذلك يستغرق ساعتين أو ثلاث ساعات ثم جزء تسبحه أكون قد أعدت له ساعتين أو ساعتين ونصف ولكنه يستغرق أربعة ساعات،ثم سير الآباء وأقوالهم وحياتهم يستغرق بدلاً من ساعتين يمتد إلى ثلاث ساعات،وهكذا كل مرحلة تأخذ أكثر مما توقعت فإن الله عندما تجلس معه سوف تجد داخلك فرحة قالوا عنها القديسين أنها فرحة أكثر من فرحة الفردوس. ثانيا مخدعك : اجلس في المكان الذي تصلي فيه واسجد،وارفع يداك لفوق واصمت قليلاً،وتحدث مع الله قليلاً أراكم فتفرحون هو ينتظرك هو قال هكذا "إليه نأتي وعنده نصنع منزلاً" قال لك تعالى هكذا "أتعشى معه وهو معي" تعالى تعالى خذ من غذائي أنا خذ من دسمي أنا اجلس مع الله قليلاً عندما ننشغل في اليوم كله،ونظل نعطي كل حاجة حقها إلا الله نجد أنفسنا تائهين حزانى مكتئبين المشاكل تزداد الكراهية تزداد الابتعاد يزداد لأن الذي يبتعد عن الله تجد الجحيم بدأ بالنسبة له مبكراً هو كذلك القرب من الرب هو السماء أنت من الممكن أن تعيش من الآن السماء على الأرض مخدعك حاول أن يكون لك وقفة صلاة منتظمة يكون لك مكان محبب إلى قلبك تضع فيه صورة لربنا يسوع،وصورة لأمنا العذراء صورة للملاك ميخائيل صورة لشفعائك،واسجد وارفع يدك وصلي،وليكن بيتك بيت مبارك ألسنا نقول "بيوت صلاة بيوت طهارة بيوت بركة ." ثالثا حولك : ربنا موجود حولنا لكن من الممكن أن تكون أعيننا مغلقة قليلاً الله موجود في الطبيعة في الناس في الظروف في المشاكل في المرض في الموت الله موجود عندما يريد الانسان أن يرى الرب حوله صدقني الله سوف يعلن له نفسه حتى القديسين كانوا يقولون أتمنى أن تنظر كثيراً لأربعة أشياء السماء البحر الزرع الصحراء،ولكن هؤلاء ماذا نفعل بهم؟!يقول لك ترى الله فهل السماء هذه يستطيع أحد أن يصنعها أو يدركها كلما تنظر للسماء تقول المجد لك يارب أنت فيك أسرار الزرع البحر الصحراء إذن الله موجود يقول لك أنا هنا اجلس معي قليلاً شاهدني أنا أريد أن أراك أنا أفتقدك كثيراً تعالى تعالى ارفع يدك لفوق وتحدث معي الله موجود حولنا لكننا ليس لدينا وقت نحن منشغلين منهمكين في أمور كثيرة هل من الممكن أن ترى الرب حولك؟ أقول لك نعم كم مريض كم متألم كم جائع كم عطشان كم عريان مسجون فهو قال لنا ذلك "بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر فبي قد فعلتم" أي أنه موجود لكن يريدك أن تبحث عنه إذن يا أحبائي عندما قال لنا أراكم فتفرحون نحن تعجبنا كيف نراه؟! يقول لك تعالى شاهدني شاهدني داخلك في مخدعك حولك ربنا موجود لكننا نحن يمكن أن نكون مبتعدين عنه ربنا يعطينا أن نبحث عنه،ونجده،ونتمسك به ولا نرخيه يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

القديس يوسف النجار حارس الميلاد البتولى

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . اليوم ٢٦ أبيب وفيه تعيد الكنيسة بقديس في الحقيقة لم يأخذ منا الكرامة التي يستحقها وهو القديس يوسف البار الذي تقول عنه الكنيسة حارس الميلاد البتولي، أتحدث معكم في ثلاث نقاط :- ١- البار . ٢- حارس الميلاد . ٣- صمته وتسليمه . أولا البار:- معروف عن القديس يوسف أنه بار، هو رجل كبير، شيخ كبير، هناك بعض الأقوال والتي قالت أنه كان متزوج ولديه أبناء لكن هذه الأقوال لم تقرها الكنيسة، بل هو معروف عنه أنه كان متبتل،شيخ كبير، وعندما كان من الضروري أن السيدة العذراء تخرج من الهيكل فأرادوا أن يبحثوا لها عن أحد يعولها ويأويها، فالله هو الذي أرشدهم ليوسف عن طريق عصاه،الله أعطى عليها علامة أن هذا هو الذي يأخذ السيدة العذراء،وقد كان أميناً عليها جداً، السيدة العذراء عاشت أيام هادئة سالمة مفرحة مع القديس يوسف إلى أن جاء لها البشارة الإلهية من الملاك جبرائيل "ها أنت ستحبلين وتلدين ابنا والروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك"، في الحقيقة أن هذا الأمر فعل بعض الإزعاج عند يوسف،ما هذه الفتاة التي أتت له ووجدها حامل،فهو أيضاً لديه بر لم يود أبدا التحدث مع أحد،ولا أراد أبدا أن يجرحها، ولا أراد أبدا أن يتحدث،فهو أراد تخليتها سرا، أي أنه أراد أن يستر الأمر،فهو رجل بار،ما معنى بار؟ في الحقيقة بار هي كلمة كبيرة جداً لكن لكي نفهمها جيداً نستطيع أن نقول عليها عكس شرير، بار أي يخاف الله، بار أي له عشرة حلوة مع الله، بار أي مملوء فضائل، الكتاب المقدس قال لنا على سبيل المثال عن نوح أنه بار، عن أيوب أنه بار،عن أخنوخ أنه بار، فكلمة بار كانت تقال في الكتاب المقدس رمز للمسيح البار، فيوسف البار في الحقيقة كان قلبه مملوء بالبر وتصرفاته مملوءة بالبر، رجل مشهود له بالتقوى، مشهود له بمخافة الله، نتعلم من يوسف البر بمعنى أن الشخص يكون له خفاء وعشرة قوية مع الله، نتعلم من يوسف البار ما معنى أن يكون الشخص غير معروف عند الناس لكن معروف عند الله، يوسف كانت علاقاته صغيرة جداً، وجميعنا نعرف أن مهنته كانت مهنة بسيطة جداً وهي النجارة، وعندما يكون النجار تقدم في العمر تكون هذه المهنة غير مناسبة له لأنها تريد صحة قوية وتريد عضلات وتريد قوة جسدية،لكن عندما تكون القوة الجسدية غير موجودة تجد عمله أصبح ضعيفا جداً،فيقولون عن يوسف انه لم يكن يفعل عمل النجارة لكنه كان يصلح، معنى الذي يصلح أي أن حاله متعب جداً، يوسف النجار الرجل القليل والذي كان لا يوجد معه امكانيات تختاره السماء لكي يكون حارس الميلاد البتولي. ثانياً حارس الميلاد البتولي:- تخيل أنه عندما أراد تخليتها سرا وجدنا الملاك جاء وقال له لا تخف لأن الذي فيها من الروح القدس رغم أنه أمر غريب وأمر يفوق الإدراك ويفوق الطبيعة لكنه صدق هذا الأمر، وأيضا الله أرسل له شيء لكي يريحه من الكلام ألا وهي أن أوغسطس قيصر يأمر بالاكتتاب فهذا جعله يترك البلد، فكأن الله له تدبير أنه لا يجعل الناس ترى السيدة العذراء وهي حامل ويكثر الكلام فعندما كانوا في الطريق ناحية الاكتتاب جاء لها ألم الولادة وولدت في بيت لحم كما نعرف، وكأنها عندما تذهب مكان غريب عنها لا أحد يتسأل من هذه السيدة وهذا الرجل؟، ونحن نعرف القصة، لا بل الله بتدبير إلهي دبر الأمر حارس الميلاد البتولي ماذا كنت تفعل يا يوسف وأنت تشاهد ربنا يسوع المسيح طفل صغير؟! طوباك فأنت أخذت بركات كثيرة جداً،وأيضا تتحمل مسئولية أمنا السيدة العذراء والطفل رغم المخاطر، قم خذ الصبي واهرب إلى مصر هو رجل كبير رجل ليس لديه دخل رجل ليس فيه قوة،لكن تحمل المسئولية وكان هو الذي يعول أمنا السيدة العذراء وهو الذي يعول ربنا يسوع، رأى منه عجائب وآيات وأخذ بركات كثيرة لكن كان لديه روح المسئولية، كانوا في أرض مصر، يذهبوا من مكان لمكان،وأيضاً هناك بركات كثيرة جاءت لنا من أرض مصر لكن كان هناك حروب كثيرة جاءت علي العائلة المقدسة، وجميعنا نعرف أنهم لم يستطيعوا أن يستقروا في مكان، لأنهم كانوا عندما يذهبون إلى مكان كانت تصنع معجزات والوثنيين والأمم الذين هم أهل مصرالأصليين كانوا لا يحتملوا هذا فكانوا يهاجموا الطفل يسوع، فمن كان متحمل هذه المسئوليات كلها؟! هو يوسف البار، الملاك يظهر له ثانية ويقول له قد انتهى الأمر ومات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي، ارجع مرة أخرى إلى أرض مصر، رحلات كلها شقاء، كلها احتياجات، كلها ألم لكن يوسف كان يتحمل كل هذه المسئولية،كان طيب القلب،وهو الذي كان دائمًا يساند أمنا السيدة العذراء، ورأينا في موقف عندما غاب يسوع المسيح في الهيكل ثلاثة أيام قالت له "هوذا أناوأبوك كنا نطلبك"،فقد بدأت الناس لا تصدق قصة الروح القدس الذي حبلت بها فبدأت الناس تتعارف على أن الذي بالجسد أب لهذا الطفل، هذه أمه وهذا أبوه، فكان حامل لهذه البركة وحامل لهذا الشرف، قديس عظيم، تخيل نحن نظل نتحدث عن قديسين كانوا يصلوا ليسوع، ويصوموا ليسوع ويعبدوا ربنا يسوع، لكن هذا كان يعيش مع يسوع، هذا كان مسئول عن ربنا يسوع، هذا كان مرافق لربنا يسوع، فهو قد شاهدكل أعماله وكل معجزاته، لكن هو بالطبع تنيح قبل الصليب، والبعض يقول أنه تنيح وربنا يسوع المسيح عمره ما دون العشرين سنة، أي أنه أيضاً شاهد أجزاء كثيرة من حياة ربنا يسوع المسيح وهو ينمو، وهو يكبر، فمعلمنا يوسف البار هو خزنة ممتلئة بالأسرار، وممتلئة أمور مفرحة. ثالثاً صمته وتسليمه:- كم كان هذا الرجل صامت، كم كان هذا الرجل لديه تسليم، كم كان هذا الرجل هادئ، ما هي الكلمات التي قالها يوسف البار؟!، ابحث في الكتاب المقدس ستجد أنه تقريبًا لا يوجد كلام قاله يوسف البار، إذن ما الشهرة التي أخذها يوسف البار؟ في الحقيقة لا يوجد شهرة،بمعنى أنه عندما تقوم بإجراء بحث عن المجهولين في الكتاب المقدس،أي أشخاص مجرد ذكر اسمهم مرة أو ما إلى ذلك، على سبيل المثال تجد يعبيص، كالب،يفتاح،يمكن أن تجد هناك بعض شخصيات جاء ذكرها في أشياء صغيرة جداً، تصورعندما تجري بحث عن المجهولين في الكتاب المقدس تجد من بينهم يوسف البار، هل من المعقول؟! أنت حارس الميلاد البتولي وكنت مع ربنا يسوع والسيدة العذراء هذا الزمن كله تعتبر من المجهولين!، قال لك نعم لا أحب الشهرة، لا أحب الكلام الكثير،لا أحب الظهور،دعني هكذا، لكن في الحقيقة كرامته في السماء كرامة كبيرة جدًا، مجهول، هذا المجهول انسان من داخله لديه شبع، من داخله راضي،لا يريد مدح الناس،لا يريد رأي الناس،متى يصل الشخص لدرجة أنني أكون مكتفي ولدي شبع من داخلي؟، متى تكون الناس تريد أن تعطيني كرامة وأناأهرب منها؟،فالقديس مار اسحق قال "من يسعى وراء الكرامة تهرب منه ومن هرب منها تجري خلفه"،هذا هو القديس يوسف البار مجهول، صامت،لا تجد له كلام، لا يوجد له أحاديث،لا يوجد له كتابات، لا يوجد له تعليم،لم يكن يفتخر أنه على قدر المسئولية التي أخذها وعلى قدر هذا التعب يظل يحكي لهم ويقول لهم أنا فعلت،وفعلت، وذهبت، وجئت، وأنا حملت، وأنا أنفقت، وفعلت، أبدا لا يقول كلمة،مجهول وصامت،ولديه تسليم، تسليم، تعالى خذ هذه الفتاة تعيش لديك،الله اختارك، كان من الممكن أن يقول أنا رجل كبير ما هذه الفتاة التي تعيش لدي نعم هي بنت طيبة وجيدة وكل هذه الأمور لكن أنا شيخ كبير، الانسان عندما يكون أناني لا يريد أن يتحمل مسئولية غيره لكنهم قالوا له خذ هذه الفتاه قال إني آخذ بركة،تأتي هذه الفتاة تعيش لديه بعدها يعرف موضوع الحمل إذن ماذا بعد؟ تسليم، الملاك يحدثه يقول موافق، الملاك يقول له اذهب أرض مصر يقول موافق،يقول له ارجع ثانية يقول أيضاً موافق،أيضاً وهو معهم انتقلوا وقالوا نرجع ولكن ليس علي بيت لحم بل نرجع على الناصرة، كل مكان يجلس فيه ربنا يسوع تجده يواجه بحروب وضغوط فكان ينتقل منه، أي أن ربنا يسوع على قدر ما هو يعيش أسفل في اليهودية كانت معيشته معظمها فوق في الجليل، فوق تماماً، وكان نادرا ما ينزل أسفل لأورشليم في الأعياد لكن غالباً كان يعيش فوق، والجليل هم أمم، أريد أن أقول أن يوسف تحمل كل هذا، وأريد أن أقول أنه بتسليم وبإيمان اجتاز هذه المرحلة إلى أن أدى رسالته، وكم هو ذكره في السماء ممجد،كم كان قديس عظيم ممتلئ بركات، كل أحد فينا يحتاج أن يأخذ من يوسف شيء، تسليمه، إيمانه، صمته،أنه يقبل أن يعيش في الظل ليس شرط أن يكون معروف، كم يصدق المواعيد الإلهية،كم يرى أنه شاعر بمسئولية،كم هو رجل يعطي،كم هو رجل إيمان ربنا يعطينا من فضائل القديس يوسف البار ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

محبة والجهاد فى الحياة مع المسيح

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . الكنيسة يا أحبائي في هذا الأسبوع احتفلت بأربعة قديسين من آباء الرهبنة وهم علامات مضيئة، جميلة،قوية، الأنبا بيشوي الرجل البار الكامل حبيب مخلصنا الصالح الذي غسل أقدام ربنا يسوع الأنبا كاراس الذي قضى زمن طويل في الوحدة بالأمس كان قديس قوي جداً ومشهور جداً وله كتابات قوية وعميقة جداً اسمه القديس أشعياء الإسقيطي، واليوم قديس اسمه الأنبا سيشوي أو شيشوي ويجمعهم كلهم خط واحد وهو محبة شديدة وجهاد يفوق الوصف قديس اليوم يقول لك كان كبيراً في العمر لكنه كان يأكل كل يومين ويقولون استمر على هذا الحال أربعين سنة، شخص يصوم أربعين سنة الأنبا كاراس أكثر من أربعين سنة في البرية الداخلية الأنبا بيشوي جميعنا نعلم دموعه وصلواته وجهاده وأنه كان يربط شعره بالحبل لكي لا يغلبه النوم ذات مرة شخص غير مسيحي كان يحضر قداس تذكار وطوال القداس بما أنها صلاة لا تخصه كان يجلس غير منتبه ثم أنه في نهاية القداس اتجه ليعزي الرجل الذي أتى ليجامله فقال له لكن أنا هناك شيء جذب انتباهي فقال له الرجل وما هو هذا الشيء؟ فقال القصة التي قالها الأب الكاهن فقال له لم يكن هناك عظة في القداس أي أن أبونا لم يحكي قصة قال له لا بل حكى فهو كان يقصد السنكسار في الحقيقة وهو كان يسأل الرجل ويقول له هل هذه القصة حقيقية أم هي من خيال أو تفكير الكاهن؟ قال له لا حقيقية الذي يسمع سير القديسين أحياناً يتعجب، قال له لا فهو ولد سنة (......)، في بلد (......)،وترهب في سنة (......)،والده ووالدته كانوا أتقياء وعاش (.....)، وتتلمذ علي يد القديس(.....) أي هي قصة ليست من واقع الخيال لكنها حقيقة إذن ما الذي يجمع بين كل هؤلاء القديسين؟ قال لك هذه قصة حب عميقة هي علاقة قوية نستطيع نقول عنها أنها لا يعبر عنها بالكلام ولكن يعبر عنها بالأفعال في صورة تسابيح صلوات أصوام دموع،وجهاد لكن يارب ما هذا الكسل الذي نحن فيه؟يارب لماذا ينجذب الشخص للدنيا جداً هكذا،يارب لماذا لا نركز معك تماماً ونتذكرك للحظات،أقول لك عذراً ولكن لابد أن نتعلم كيف كان هؤلاء الناس هكذا؟،كيف كان قلب هؤلاء القديسين وحياتهم كلها لله؟ سوف أقول لك ثلاث كلمات :- ١- حب كبير . ٢- شعور دائم بالاحتياج . ٣- موقف ربنا يسوع من الأمر . أولا حب كبير:- حب فائق، كلما أدرك الإنسان كم هو مديون وعفي عنه كلما ازداد الحب كلما عرف الشخص مقدار الحب الذي أحبه به الله يحاول يرد هذا الحب فهو شخص ليس صاحب جميل مع الله فلا يصوم ويقول لله أنا أحسن من غيري فأنا أعطيك أكثر من حقك لا أبدا فهو يعطي لله طاقته كلها ويعتبر أن هذا قليل،لديه شعور وكأنه يقول لله أني أقبل يارب جهادي البسيط هذا أقبل جهادي في صلاحك أنت تقبله في حب كبير جداً متى يكون الحب بطئ؟ عندما لا يشعر الإنسان أن الذي أمامه يحبه لكن عندما يشعر الشخص بمقدار غنى الحب الذي أخذه عندما يشعر الشخص بمقدار المحبة الموجودة في الصليب من أجله في عطايا الله من أجله في غفران الله من أجله في صلاح الله من أجله في عطايا الله التي لا تحصى ولا تعد حينئذ أقول له حقا أنا مديون بكثير جداً بماذا أكافئ الرب عن كل ما أعطنيه؟!، قل لي يارب ماذا أفعل لكي أرد ولو جزء بسيط من عطاياك لي؟! لكن عندما يشعر الشخص أنه غير مديون بشيءوأن الله لم يعطيه شيءمن الأساس،وأنه ماذا غفر لي فهو غفر لجميع الناس،والصليب هذا للعالم كله فهو يبدأ ليس فقط ألا يعطي الله لا فهو يريد أن يلومه لكي يأخذ أكثر أنت تركتني أنت لا تعطني أنت لا تقف معي لا تفعل لي لا تحضر لي عندما يدرك الإنسان محبة الله تتغير حياته القديس يوحنا سابا أو الشيخ الروحاني يقول"حينما أدركوا مقدار محبته في قلوبهم ما صبروا أن يبقوا في أفراح العالم ساعة واحدة" عندما يدرك الإنسان محبة الله في قلبه عندما يعلم الإنسان كم هو مديون كم هو خاطئ كم هو بعيد كم هو محتاج المحتاج يتضرع حتي الآباء يعلمونا أنه عندما نقف نصلي نضع أيدينا أمامنا كأننا نستعطي لماذا؟! لأننا نقول له نحن نتقدم إلى حضرتك قارعين باب تعطفك واثقين في رحمتك عندما تكون محبتي بليدة فصلاتي بليدة المحبة لدي تكون بطيئة جداً فقلبي ومشاعري ناحية الله بطيئة جداً أنا متأخر كثيراً إذن كيف أحب الله؟ أقول لك لاحظ كم هو يحبك أنت؟لاحظ كم هو أعطاك؟لاحظ كم هو غفر لك؟ أحيانا الآباء يعطوا لنا تدريب يقول لك امسك ورقة وقلم وأكتب عطايا الله لك غافر خطايانا منقذ حياتنا من الفساد مكللنا بالمراحم والرأفات تخيل أن الله يقول لك تعالى وأنا سأعطيك مكان في الملكوت، الله يقول لك لا تحمل هم، الله يقول لك "ملقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم" يقول لك لا تهتموا بالغد يظل يقول لك أنت فقط أطلب ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم يظل يعطينا وعود وعود فالذي يصدق هذه الوعود ويمسك فيها يقول له أنا ليس لي أحد غيرك أنا تهت كثيراً بعيداً عنك أهدرت الكثير أهدرت عمر وأيام وتفكير وتيهان،وكأني في ساقية أظل اعمل من هنا وأحضر من هنا،وأجد الدنيا بها غلاء والذي معي لا يكفي أظل متضايق وأعمل ثانية لكي أحضر المال فأجده لا يكفي،فأعمل ثالثاً،وهكذا وكأني في ساقية، ولا يوجد رضا أو شكر أو وقت أو طاقة، يحتاج الإنسان أن يقف وقفة مع ذاته ويقول ماذا بعد؟! في سفر الخروج وسفر التثنية ذات مرة قالوا لهم كفاكم دوران حول هذا الجبل أنتم تعلمون أن بني إسرائيل تاهوا أربعين سنة في البرية وهم يظنوا أنهم يذهبون ناحية أرض الميعاد ثم وهم يسيروا التفت أحدهم وركز قليلاً قال لهم ألم نكن هنا في هذه المنطقة منذ عامين أو ثلاثة أعوام فنظروا وقالوا نعم بالفعل!ما هذا كيف نحن نسير؟! فهم كانوا لا يسيرون في خط مستقيم لكنهم كانوا يدوروا لكن لأن الجبل كبير جداً فإنهم وهم يسيرون يشعرون أنهم يسيرون في خط مستقيم هكذا هو الحال معنا في هذا العالم"كفاكم دوران حول هذا الجبل" نظل ندور حول دائرة الحياة أقول لك لا فالقديسين أدركوا كيف تكون العين مرفوعة لفوق،والقلب مرفوع لفوق،وكيف تكون حياته في محبة الله وإرضاء لله. ثانياً شعور دائم بالاحتياج:- فهل الشعور بإرضاء الله لا يعطي اكتفاء؟! أقول لك يعطي اكتفاء لكن باستمرار شاعر بالاحتياج باستمرار يشعر أن جهاده ضعيف تخيلوا أن القديس شيشوي قديس اليوم بعد أربعين سنة جهاد تعب قليلاً فالتف حوله الرهبان وأتوا ملائكة وقديسين يأخذوا روحه والرهبان رأوهم وشاهدوه وهو يحدث الملائكة فقالوا له في ماذا كنت تتحدث؟ قال لهم كنت أقول لهم أمهلوني بعض الأيام لكي أكمل توبتي هل أنت لازلت لم تكمل توبتك! هل أنت لازلت تريد أن يمهلوك بعض الأيام! يقول لك بعدها مباشرة جاء ربنا يسوع المسيح وقال لهم أعطوني هذا الإناء المختار أنا أريده أنا كنت أتركه لكم بركة أتركه لكي تتعلموا منه لكن كيف يكون هذا الشعور؟ أقول لك هو كذلك فالذي يعيش مع الله لا يشعر أبدا أنه وصل للكمال معلمنا بولس كان يقول لك "اسعي لعلي أدرك ذاك الذي أدركني" أحد القديسين قال يستقطبهم الكمال ولا يستطيعوا هم أن يستقطبوه بمعنى أنه هو يشدهم ويجذبهم ناحيته لكن هم لا يعرفوا أن يمسكوه الحياة مع الله هكذا أيضاً متجددة كيف تكون متجددة؟ لأنها لو غير متجددة الإنسان يقول لك أنا شعرت بالملل أنا صليت باكرعدة مرات هل أنا أظل طوال العمر هكذا أصوم وأصلي وأفعل شعرت بالملل لكن الحياة مع الله متجددة لأن دائما الانسان في حالة احتياج وعطش دائم عطشت نفسي إليك يارب قال لك تشتاق نفسي كما يشتاق الإيل إلى المياه يقول لك الأيائل عندما تأتي لتأكل تأكل عقارب فهذه العقارب تظل تأكل في بطنها فيحدث له وجع شديد جداً بعدها فلابد أن يشرب فتجده يجري على المياه ترى هذا الغزال يجري يجري يجري تقول هل يجري وراء فريسة لماذا يجري جداً هكذا وفي النهاية تجده وضع رأسه في الماء ويشرب هل هدأت؟ نعم هدأت تخيلوا داود النبي شبه نفسه بهم قال تشتاق نفسي إليك كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه هكذا عطشت نفسي إليك يارب فهل ونحن نصلي نكون مشتاقين لله هكذا نجري نجري لكي نصلي أم أننا نجري نفعل أي شيءإلا الصلاة أقول لك هيا بنا نراجع أنفسنا أحتاجك جداً يارب أنا أحتاجك،ولا أشعر أبدا أنني وصلت لشيء أبدا لا زال ينقصني كثيرا جداً فأنا ضعيف كيف ضعيف يا أنبا شيشوي؟ أمهلني أكمل توبتي إذا كنت أنت لم تتوب فنحن كيف نكون؟! هذه هي الحياة مع الله يقول لك عمر ينادي عمر لا يوجد شعور أبدا أنني قد وصلت لا باستمرار أشعر أنني أمامي كثيراً وأنني أحتاج كثيراً وأنني مقصر،وأنني ضعيف. ثالثاً موقف ربنا يسوع من الأمر:- سعيد، سعيد فهو يقول هو إناء مختار لي أعطوني هذا الإناء المختار الله يريد أن يحقق قصده فينا الله يريد أن يعلن مملكته بنا الله يريد أن ينتصر فينا ينتصر على ضعافات البشر فينا ينتصر على الشيطان فينا ينتصر على العالم فينا ينتصر على الموت فينا ينتصر على الخوف فينا كل ما يهدد الإنسان الله يريد أن يعطي نماذج يقول هل أنتم خائفين؟ هؤلاء لا يخافون، هل أنتم تخافون من الموت؟ هؤلاء لا يخافون من الموت هل أنتم تنهزموا من الشيطان؟ هؤلاء غلبوا الشيطان هل أنتم تنهزموا من الجسد؟ هؤلاء غلبوا الجسد لذلك ربنا يسوع يريد نماذج قال أرسلتكم تكونوا أنوار في العالم يريد نماذج يريد كل فرد في بيته يكون صورة للمسيح لا تقل أولادي يرفضوا الصلاة معي بل صلي أنت لا تقولي زوجي لا يقف للصلاة معي بل قفي أنت وصلي ارفعي يداك إلى فوق اركع في البيت حاولوا أن يكون بالفعل لكم علاقة حقيقية بالله ولو لم يستجيب أهل بيتك فستكون أنت بركة لهم لا بطريق مباشر بل عن طريق غير مباشر،وحتى عندما تشعر بالكسل قليلاً أكمل ولا ترجع للخلف الله يريد أن يعلن ملكوته في داخلنا فعندما يضعف الإنسان وينهزم ويتوه، وينجذب إلى أسفل في شهوات وطين ووحل، لماذا؟ لأن هذه هي خطة عدو الخير أن الإنسان ينشغل لكن عندما يكون منتبهلا فأنا ارفع عيني إلى فوق بدلاً من أن أقضي هذه الساعة مع كلام ليس له أي داعي أقضيها في قراءة إنجيل أقضيها وأنا أصلي أقضيها وأنا أرنم أقضيها وأنا أقرأ كتاب روحي أنا أريد خلاص نفسي لا يوجد لدي أغلي من خلاص نفسي لا يوجد لدي شهوة أغلي من شهوة الحياة الأبدية حينما أجد المسيح أجد معه كل سلام وكل فرح وأقول له ولكنني تهت عنك كثيرا جداً أنا جلبت لنفسي شقاء لماذا يا أحبائي جميع الناس في مصر وخارجها في اكتئاب؟ لماذا كل الناس حزينة؟ حتى الذي يظهر لك أنه يتنزه ويذهب في أماكن كثيرة تجده من داخله مكسور لماذا؟ لأنه بعيد عن الله البعد عن الله يجعل الانسان فاقد للمعني فاقد للصورة لذلك القديس أوغسطينوس كان يقول له"خلقتنا يارب لك،لا ولن ولم تطمئن نفوسنا إلا بالحياة معك" الله يعطي لنا نماذج في الكنيسة عندما تجد عيد لقديس اجلس قس نفسك وتظل تقول له أنا ضعيف جداً اشفع في علمني اجعلني افرح بصلوه اجذبني مثلما أنت انجذبت من العالم وارتفعت لفوق ارفعني أنا أريد أن اتشفع بك لأني لا أستطيع تنفيذ كلام الإنجيل على أكمل وجه، قد أستطيع بصلاتك أنت من أجلي قد أستطيع بقوتك أنت قد يكون عندما تجد شخص أحبك فتعطي له نعمة وقوة إضافية الكنيسة ممتلئة بالقديسين ليس لكي نضع صورهم فقط لا فهم نماذج حية لكي يقول لنا تعالوا أنها سحابة شهود تجعلنا نطرح عنا كل ثقل الخطايا الله يعطينامقدار حب نبادله به الله يعطينا شعور باحتياج ولا نكتفي أبدا الله يقبل جهادنا ومحبتنا وصلاتنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

مكانى فى السماء

نحن في الأسبوع الخامس من الخماسين المقدسة ويوم الخميس القادم سيكون عيد الصعود، فالكنيسة تمهدنا أننا نكون معه، تمهدنا أن مكاننا الحقيقي يكون فوق ما المقصود بفوق؟ أي بجانبه، فهنا يقول "أنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني"لماذا؟!"ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد"ما المقصود بكلمة "نحن"؟ أي الآب والابن، تخيلوا أن ما في قلب ربنا يسوع بالنسبة لنا أننا نكون واحد معه مثلما هو واحد مع الآب، تخيل مقدار كرامتنا لديه، تخيل مقدار محبته لنا،يقول لك أنا أريدكم تكونوا واحدا معي كما أن أنا والآب واحد، وكأنه يريد أن يدخلنا داخل هذه الشركة المملؤة مجد، المملؤة نعمة،المملؤة بركة، يقول لك تعالى أنا أريدك تكون في أنا وفي الآب، ثم يقول "أنا فيهم وأنت في ليكونوا مكملين إلى واحد، وليعلم الجميع أنك أرسلتني وأني أحببتهم كما أحببتني"، أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونوا معي حيث أكون أنا إلى هذا المقدار أنت تمجدنا يارب!. في حقيقة الأمر يا أحبائي أشياء كثيرة جداً إذا الإنسان أدرك فيها ما يريد الله له وعمل الله له يشعر بالخجل،يقول هل من المعقول يارب أنك تريد مني كل هذا!، هناك قديس اسمه القديس باسيليوس يقول أننا من فرط عطاياه صرنا لا نصدق، كأن شخص أعطاك هدية ذهب باهظة الثمن جداً فمن كثرة أنك لا تصدق تشك إذا كانت ذهب أم لا!،من فرط عطاياه صرنا لا نصدق،هو يقول لك تعال معي تكون بجانبي،تكون واحد في كما أنا واحد في الآب، أنا أحببتهم يكونوا معي، أنا لا أريدهم فقط معي لكن أنا أريدهم يكونوا في، هناك فرق بين أنك تكون معي وأنك تكون داخلي،هل كل هذه الكرامة يارب أنت تريد أن تعطيها لنا؟! يقول لك نعم، فلماذا أنا جئت إذن؟، الإنسان في طبعه الأول ممتلئ بالشر، ممتلئ بالانفصال عن الله، ممتلئ غرائز،ممتلئ شهوات،قال لك هذا "أنتم الذين كنتم قبلا"، ماذا كنتم؟ قال سالكين في الشرور، في الدعارة، في النجاسة، أنتم الذين كنتم مطرودين من حضرة الله، الإنسان بطبعه متمرد، الإنسان بطبعه عاصي، الإنسان طرد نفسه من الوجود في حضرة الله، فصار حتى غير مستحق لسكنى الأرض،الإنسان الغير مستحق حتى لسكنى الأرض سعى إليه الله، ونزل إليه إلى الأرض،وأتي إلى العالم ليرفعه إلى السماء ليرد ابينا آدم وبنيه إلى الفردوس، لاحظ المجد "كراع صالح سعيت في طلب الضال، كأب حقيقي تعبت معي أنا الذي سقطت"، قلت لي تعال،تعال، يقول لك أنا قد ابتعدت ولن أستطيع ولا أحب ولا أعرف، يقول لك تعال أنا سوف أردك، أنا سوف أجمعك مرة أخرى، أنا أرد لك كل ما فقد منك، أنظر ماذا يفعل الله في الإنسان!، صدقوني يا أحبائي نحن إذا أدركنا محبة الله لنا نخجل، إذا أدركنا مقدار الكرامة التي لدينا بالنسبة لله تقول أنا لم أكن أعرف هذا،أنا لم أكن أعرف أنني غالي عندك جداً هكذا،جئت تقول أنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني، أي أنت يارب تريد أن تمجد الإنسان والبشرية وتريد أن تمجد كل أحد فينا مثلما الآب يمجد الابن إلى هذه الدرجة!، شاهدوا كم يكون مقدار مجد الابن عند الآب يقول لك أنت أيضا مجدك مثل مجد الابن عند الآب، وأريدك تكون معي مثلما أنا مع الآب، وأريد أن يكون فيك نفس الحب الذي يحبه الآب للابن، ويريد أن يكون فينا وحدة كمانحن واحد، أنا فيهم وأنت في ليكونوا مكملين إلى واحد، ما هذا العجب لعمل الله، لذلك يقول لنا معلمنا بولس "وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات" قال لنا هيا تعالوا،تعالوا اجلسوا معي فوق هذا مكانكم، تعالى لتعلم أنه عندما تجسد المسيح كل أحد منا أصبح جزء داخل جسده، أعتبر نفسك مثلاً أنك أنت عقلة من أحد أصابعه، فعندما يذهب إلى مكان تكون أنت معه،هو يجلس أنت معه، عندما مات أنا كنت معه، كنت فيه عندما مات،وعندما قام أنا أيضا كنت فيه، إذن الموت معه والقيامة معه،وعندما صعد أنا أيضا كنت معه، إذن نحن فيه، عندما نكون نحن فيه هو أصعدنا معه إلى فوق، أجلسنا معه في السماويات، هل تعلم عندما يقول لك جلس عن يمين أبيه ماذا تعني؟ تعني جلسنا عن يمين أبيه، قال لك تعالى أنا لن أذهب إلى يمين أبي لكي أتمجد أنا لأنني من الأساس ممجد، هل أنا أنتظر مجد؟!، هل أنا أحاول أثبت أنني أقوي من الموت؟!،أنا أقوي من الموت بالفعل، أنا رئيس الحياة،أنا معطي الحياة، فمن أجل من أنا قمت؟ قمت لأجلكم أنتم، لماذا أنا اجلس عن يمين الآب؟! لكي أعطيكم أنتم هذه المكانة،لكي أجعل لكم مجدي أنا،مجدي أنا يكون مجدكم أنتم عند الآب،قال "نعم أني أحببتهم كما أحببتني،أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونوا معي حيث أكون أنا"على سبيل المثال عندما يريد شخص الذهاب إلى حفلة أو رحلة أو يذهب إلى مكان ما يأتي ليحجز فيقولوا له تم الحجز فما اسم حضرتك؟ يقول (فلان) فيخبروه بقيمة الاشتراك يقول لا ولكن أنا لن أذهب بمفردي أنا معي زوجتي وأولادي، نحن عشرة أفراد، لنفترض أنهم قال له لا يوجد مكان لعشرة أفراد يقول إذن أنا لا أذهب هذه الرحلة أنا لابد أن أخذهم معي جميعاً أنا أذهب مع أولادي،هو كذلك، أيضاً ربنا يسوع فعل ذلك عندما جاء لكي يردنا، جاء لكي يأخذنا جميعاً وجهز لنا هناك مكان، هو قال ذلك "أنا ذاهب لأعد لكم مكانا، وحيث أكون أنا تكونون أنتم"، من يصدق عطايا ربنا هذه، من يصدق كرامتنا هذه عند الله ومحبة الله لنا، عدو الخير يريد أن يخدعنا يقول لك أنت سيء، أنت خاطئ،أنت مرفوض، أنت الله لا يحتمل مجرد رؤيتك، تقول له كيف؟! كيف وأنا ابنه! مهما كان أنا ابنه، نحن يا أحبائي ليس علينا أن نثبت لربنا أننا جيدين لا نحن نريد أن نقترب له كأبناء، وهو قادر أنه يقبلنا كأب لنا، ونقول له اقتنينا لك يا الله مخلصنا لأننا لا نعرف آخر سواك، كل يوم نقول له يا أبانا الذي في السموات، أنت أبي،أنت تكون معي، أنت تسندني،وأنت تضمن لي مكان،وأنت حجزت لي مكان، وأنا أعيش مطمئن ليس لأنني جيدلكن لأنني ابنك، أنا متأكد أنني ابنك فأنت أيضاً لا تتركني لذلك عندما نكتشف كرامتنا لله أمورهذه الدنيا تصغر وتضمحل،عندما أعرف أنني لدي قصر كبير، عندما أعرف أنني غني جداً، عندما أعرف أنني لدي كرامة كبيرة جداً عند الله أنا لا أنتظر كرامة من الناس، ولا أنتظر مكان من الدنيا، معلمنا بولس قال "إن كان لنا قوت وكسوة فل نكتفي بهم"، أي مكان وأي شيء إلى أن نلتقي، إلي أن نتمكن من مكاننا الذي هو النصيب، قال لك "تعالوا إلي يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم قبل إنشاء العالم"، تعالوا رثوا المكان الذي جهزته لكم، لاحظ شكل كرامتنا عند الله، شاهد ما في قلب الله بالنسبة لنا،قال لك نعم فهم أولادي لا أتركهم، هم أغنياء، أنا أريد أن أرفعهم، أنا أريد أن أمجدهم، أنا أريدهم أن يصبحوا من ساكني السماء أحياناً نحن يا أحبائي لا نصدق عطايا الله وبركات الله لنا،يكون تفكيرنا أننا مطرودين، أننا ليس لنا مكان في السماء، وأننا مثل باقي الناس نعيش لنأكل ونشرب فقط يقول لك لا انتبه، نحن شكلنا مثل شكل الناس،نحن نعيش حياة البشرلكننا في الحقيقة لسنا مثل باقي البشر، نحن مختلفون، نحن ورثة الملكوت، نحن أبناء الملك المسيح الذي فدانا، وجدد طبيعتنا وغيرنا، وتعب من أجلنا جداً،وأتى إلى العالم، وأخذ شكل العبد،ووضع نفسه وأطاع حتي الموت موت الصليب،لماذا؟ لكي يرفعنا إليه،نحن أحياناً لا نستوعب كل هذا الكلام، ذات مرة أحد الآباء يقول تشبيه يقول لك تعلم عندما يحضروا نسر ويقوموا بتربية داخل قفص للدجاج، فينمو النسر على أنه دجاجة، حبيبي لكن أنت لست دجاجة،أنت تطير فوق جداً أنت نسر، لكنه تربى داخل قفص دجاج،لا بل نحن لابد أن نعرف أن شكلنا يمكن أن يكون قليلاً يشبه أهل العالم لكن الذي داخلنا ليس كذلك بل الذي داخلنا أقوى بكثير، أغلى بكثير، أثمن بكثير ربنا يعطينا يا أحبائي أن ندرك كرامتنا عنده ليست التي لم نأخذها بعد، لا بل نحن أخذناها بالفعل،شاهد عندما يقول لك أنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني عندما أنا أدرك هذا فلا أتكبر، أتكبر بماذا هذا مجد منه هو، ليكونوا واحد كما أننا نحن واحد أنا فيهم وأنت في، ليكونوا مكملين إلى واحد، إدراكنا لهذه الأمور أخر شيء أقوله لك فهل إذا أنا أهملت هذه الأمور،إذا أنا لم أفعل بها أكون مثل الذي معه كثيراً جداً جداً وأضاعه،أي أن كل الكلام الذي نقوله يكون كلام جميل جداً وحلو جداً ويمكن أن يرفع معنوياتنا جيداً، لكن ماذا يحدث إذا لم نفعل به، تصور أن معلمنا بولس الرسول يقول آيتان قال لك "كم تكون عقوبته أشر" من هذا؟! قال لك "الذي ازدرى بروح النعمة"، وقال كلمة أخرى قال "كيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصا هذا مقداره" لذلك يا أحبائي نحن لنا أننا باستمرار نمجد الله الذي ردنا، الذي أعطانا كرامة،الذي ينتظرنا في السماء، ونعيش كأبناء له خاضعين، نعيش تابعين له بكل قلوبنا، ونحن واثقين أنه يجهز لنا مكان حيث يكون هو ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

امنوا بى بسبب الاعمال

الأسبوع الرابع من الخماسين المقدسة تقرأ علينا الكنيسة فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح 10 والذي يتحدث عن الإيمان به، يقول "إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي، ولكن إن كنت أعمل فإن لم تؤمنوا بي فآمنوا بأعمالي لتعلموا وتؤمنوا أني أنا في الآب والآب في" آمنوا بأعمالي،حيث كان من ضمن أهداف ربنا يسوع المسيح في تجسده أن يعلن مجد ألوهيته وأن يعلن خلاصه للجميع، فكان يعلم وكان يوجد أشخاص كثيرة يقال عنهم أنهم بهتوا من تعاليمه، وأشخاص كثيرة تغيرت وتابت بسبب تعاليمه، لكن كان هناك أشخاص آخرين لم تكن التعاليم تؤثر فيهم بالدرجة الكافية، فكان يصنع آيات وعجائب،لكي عندما يعظ الجموع يتأثروا بالكلام،وبعد ذلك يروا أمامهم آيات قد تكون تأثيرها أكثر من الكلام، فما هي؟! يقول أريد أن أطعمهم، فيقولوا ليس لدينا أكثر من خمسة خبزات وسمكتين،هذا الموقف حضره كل الجموع فيحضر الخمسة خبزات والسمكتين ويبارك ويشكر ويوزع ويأكلوا ويشبعوا ويفضل عنهم اثنى عشر قفة مملؤة، فماذا يفعلوا؟ يمجدوا الله، يؤمنوا، فقال لهم أن لم تؤمنوا بالأقوال أمنوا بالأعمال هذه الرسالة يا أحبائي لنا وعبر كل الدهور، نحن لابد أن نؤمن بالأقوال والأعمال،الله يحدثنا كل يوم في الإنجيل وفي الكنيسة ويعظنا ويحدثنا وينبهنا ويشجعنا ويوبخنا في كل شيء الله يحدثنا، ولكن الذي لا يأتي بالكلام فهو يأتي بالأعمال، فعندما ترى الشمس تشرق صباحاً مبكراً في ميعاد معين يقول لك سوف تشرق الساعة الخامسة و٤٢دقيقة و١٣ثانية، في هذا التوقيت بالضبط تنظر فترى تجد الشمس أشرقت بالفعل،تقول المجد لك يارب، هل أنت تضبطها بميعاد؟! هل من المعقول أن الشمس تشرق بالثانية هكذا؟! يقول لك نعم،يقول لك هذا هو الشروق،لكن من أين جاءت، جاءت من أقصى أقصى المسكونة،وماذا عن البحر؟!، البحر الذي نراه ونقف عند الشاطئ ونجد الناس تقف وتلعب عنده هذا جاء من قارة أخرى، كيف يكون بحر قادم من قارة أخرى ويأتي عند نقطة معينة تقول له هنا النهاية The end))، قف هنا ما هذا العجب!، كيف تضع بذرة في الأرض فتنمو، وكل نوع بنوعه، ما هذا العجب!، آمنوا بالأعمال، إذن هناك معجزات تحدث سواء ربنا يسوع المسيح فعلها أو لازال يفعلها حتى الآن أو لازال القديسون يصنعوها،إذن ماذا نفعل؟ آمنوا بالأقوال وآمنوا بالأعمال، الله يريد الجميع يخلص، إلى معرفة الحق يقبل، يريد الجميع يرث ملكوت السموات،يريدنا جميعاً نكون معه في المجد فيريد أن يقول آمنوا، وإن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالأعمال ربنا يسوع المسيح يا أحبائي قصد في معجزاته أن تكون لها مقاصد، ربنا يسوع فعل معجزات كثيرة، لكن تجدهم يدوروا حول محاور معينة،أربعة محاوروهم:- ١- الغلبة علي الموت . ٢- الغلبة علي الشيطان . ٣- الغلبة علي الطبيعة . ٤- الغلبة علي المرض . معجزات كثيرة تضع تحت بند شفاء الأمراض، معجزات كثيرة تضع تحت بند الغلبة علي الطبيعة، معجزات إخراج شياطين، معجزات إقامة موتى أربعة أنواع من المعجزات، لماذا؟ لأن ربنا يسوع المسيح جاء ليفدي الإنسان الساقط، جاء ليفديه من الموت،ومن الشيطان،ومن المرض، وجاء ليخضع الطبيعة التي تمردت للسلطان الإلهي، إذن المعجزات لم تكن مجرد معجزات من أجل أن يشاهدها الناس فقط ويعجبون بها أو تصفق له، لا بل كان لها مقاصد إلهية خلاصية عميقة لكي إن لم يؤمنوا بالأقوال يؤمنوا بالأعمال يقولوا المجد لك يارب! له سلطان على الشيطان فهو يقول للشيطان أخرج فيخرج،يقول للمائت قم فيقوم،هو يفتح أعين الأعمى، تأتي لتقرأ في الكتاب المقدس نجد أنه لم يفتح أعين شخص واحد فقط ولكن ستجد معجزات كثيرة لتفتيح أعين عميان في الكتاب المقدس،ستجد نوعيات من المرض منهم ذو اليد اليابسة،والنازفة الدم، والمرأة المنحنية . إلخ، معجزات من أنواع أمراض كثيرة،لدرجة أنه يقول لك وكل الذين عندهم مرضى بأنواع أمراض كثيرة كانوا يقدمونهم إليه، أي كل الأشكال، أما هو فكان يضع يديه علي كل واحد منهم فيشفيهم وكانت الشياطين تصرخ، الشياطين!، الشياطين كانت تصرخ! يقول لك نعم آمنوا بالأعمال، وستجد معجزات ربنا يسوع المسيح متنوعة من حيث الغلبة علي المرض، الشيطان، الطبيعة،الموت، لا بل أيضا متنوعة مع الأفراد في مجموعات صغيرة ومجموعات كبيرة، أي على سبيل المثال معجزة صيد السمك الكثير هي معجزة من معجزات السلطان علي الطبيعة ولكن هذه المعجزة حدثت أمام مجموعة صغيرة وليس كثير الذين شاهدوها،أما معجزة إشباع الجموع لافهي حدثت أمام كثيراً جداً جداً جداً،لكن نرى معجزة مثل المرأة نازفة الدم قال لك كان هناك جمع، ازدحام وقال لهم هناك أحد لمسني فقالوا له الجموع مزدحمة، فهناك معجزات في ازدحام وهناك معجزات كانت في منازل صغيرة مثل المفلوج الذي أدلوه من السطح، قال لك مهما كان العدد أو الازدحام لكن أيضا يعتبر عدد محدود،صنع معجزات أمام جموع وأمام أفراد بقوة متنوعة بسلطان متنوع هدفها في النهاية أن تؤمنوا، ربنا يسوع يريدنا أن نؤمن به، هذا يا أحبائي قصد من مقاصده، تقول لي وهل ينفعنا الإيمان؟ أقول لك أهم شيء في حياتنا مع الله هو الإيمان،قال لك معلمنا بولس الرسول"بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه"، فأنا إذا لم أكن أثق في قدرته فكيف أعبده!، فأنا إذا لم أكن أثق في وعوده فكيف أصدقها!،كيف أصدق أن هناك أبدية،أن البر هو الذي سوف يكافئ عليه الإنسان، تخيل أنت عندما يكون إيماني بهذه الحقائق مهتز ماذا أفعل؟ سوف أعيش بحسب الجسد، أعيش بحسب الزمن،أعيش بحسب الناس، أعيش بحسب العتيق،لكن ماذاسيحدث حينئذ؟ سوف أنهزم وأضل لأن أساس الموضوع أنني لم أصدق، أنني لم أؤمن، لذلك قال لهم في العهد القديم "آمنوا تأمنوا"، تخيل أننا قد نجلس الآن في الكنيسة لكن إيماننا مهتز، لا فالله قادر، الله ضابط الكل، الله له سلطان،الله صاحب الحياة والموت، هو قال هكذا "أنا صاحب مفتاح مدينة داود أفتح ولا أحد يغلق وأغلق ولا أحد يفتح"، إذا كان إيماني راسخ أجد أنني عندما يقول لي على وصية أستجيب له وأقول نعم، عندما يقول لي على شيء به عقوبة أقول له أسف،عندما يقول لي "إن لم تتوبوا جميعكم هكذا تهلكون"أقول أخطأت سامحني،سامحني يارب أنا خاطئ سامحني، يارب كرحمتك يارب وليس كخطايانا،لأنني أصدق هذا الكلام، لكن للأسف عندما يضل الإنسان ولا يصدق يحدث حينئذ غفلة كبيرة جداً جداً، وتعب كبير جداً جداً، وضلال كبير جداً، وزيغان كثير جداً، لذلك قال لهم أمنوا بالأعمال الله أراد أن تكون أعماله شاهدة له من أجل الأشخاص الذين إيمانهم ضعيف ولا تصدق إلا بالملموس قال لهم أنا أيضا أعاملكم بالملموس، رغم أنه قال لتوما"طوبى لمن آمن ولم يرى"، الله يريدنا أن نؤمن سواء كنا نرى أو لم نرى، لكن نحن نقول له يارب نحن نؤمن وإن لم نرى،نحن نؤمن بقيامتك، ونؤمن بعملك، ونؤمن بسلطانك علي الموت والمرض والطبيعة،ونؤمن أنك ضابط الكل،نحن نؤمن بك بأقوالك وبأعمالك الله يعطينا في فترة الخماسين أن نتمتع بها،نتمتع بقيامته في حياتنا كقيامة حقيقية، انتصار على الموت وعلى الخطية وعلى الشيطان ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل