العظات
القديسة تكلا أولى الشهيدات
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين.
تقرأ علينا الكنيسة يا احبائي في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا مرقس الإصحاح (٣) والكنيسة اليوم تحتفل بتذكار نياحة القديسة تكلا تكلا هي تلميذة لمعلمنا بولس الرسول والكنيسة تعتبرها شهيدة لأنها تعرضت لعذابات شديدة جداً وأليمة فالإنجيل اليوم يقول أتوا وقالوا له هوذا أمك واخواتك خارجاً يطلبونك فأجابهم وقال "من أمي وإخوتي ثم نظر إلى الجالسين حوله وقال ها أمي وإخوتي لأن من يصنع إرادة الله هذا هو أخي وأختي وأمي" وكأن الكنيسة اختارت هذا الفصل تحديداً لتكرم به القديسة تكلا صاحبة تذكار هذا اليوم وكأن ربنا يسوع المسيح يقول هذه أختي الذي يصنع مشيئة الله هذا هو أخي وأختي وأمي القديسة تكلا تعتبرها الكنيسة أنها أولى الشهيدات أي أنها بالنسبة للشهداء هي أول الشهداء نحن جميعاً نعرف أول الشهداء وهو القديس اسطفانوس وأولى الشهيدات هي القديسة تكلا فلها كرامة كبيرة جدًا في الكنيسة والسنكسار يقول عنها والسير الكثيرة المكتوبة عنها لأنها أخذت اهتمام كبير وخاصة في كنائس أوروبا يقولون عن القديسة تكلا أنها كانت جميله جداً وكانت من عائلة ثرية جداً ومن الأشراف وتعيش حياة عادية وطبيعية ومخطوبة بمعنى أن أمورها تسير بطريقة عادية ثم جاء معلمنا بولس لزيارة البلد التي تعيش بها وذهبت من باب الفضول لتسمع ما يقوله هذا الرجل فسمعت كلام أول مرة تسمعه وهذا الكلام دخل إلى داخل قلبها جداً فبدأت تتبع بولس الرسول كل مكان يعلم فيه تذهب إليه إلى أن تغير قلبها وبدأ الكلام يقتحمها وبدأت تنوي الحياة مع المسيح وبالطبع كانت من عائلة وثنية ومن الأشراف ومخطوبة فبالطبع عندما عرفت والدتها هذا الكلام لم تقبله لأنها وجدتها تقول لها أنا سوف أترك خطيبي لماذا تتركين خطيبك؟! لأنني عرفت المسيح من المسيح هذا؟! فبدأت تحدثها عنه ولكن أمها لم تقبل الكلام فبدأت تضغط عليها عندما وجدت أنها لا تستطيع أن تثنيها عن إيمانها فبدأت تشي بها إلى حاكم البلد فتعرضت لعذابات كثيرة وفي النهاية كان الله ينقذها أريد أن أتحدث اليكم في أربعة مراحل في حياة القديسة تكلا:-
١- مرحلة ما قبل الإيمان .
٢- مرحلة الإيمان .
٣- مرحلة الكرازة .
٤- مرحلة النياحة ومجدها .
أولا: مرحله ما قبل الايمان:-
بنت جميله عادية تعيش الحياة الطبيعية والحياة الطبيعية هي تعني أن تكون مشهورة أي عندما تذهب إلى مكان تأخذ فيه كرامتها بنت عادية جداً لكن عندما بدأ أن يكون هناك نور يدخل حياتها استجابت له وأريد أن أقول لكم هيا نتخيل حياة فتاه مثل القديسة تكلا من الممكن أنها كانت أكملت حياتها بشكل عادي جداً كيف يكون عادي؟! عادي بنت جميلة بنت ناس أغنياء ومن أشراف المدينة تم خطبتها ثم تزوجت وأنجبت وعملت ثم ماتت وانتهى الأمر فمن كان سيعرفها؟! فتاه من القرن الأول الميلادي المسيحي أي أن الكلام الذي نقوله تقريبًا في سنة 50م التي هي وقت رحلات معلمنا بولس الرسول منذ عام 50م إلى عام 60م اذا كانت فتاه تعيش منذ عام ٥٠م هل كنا سوف نتذكرها إلى الآن؟! بالطبع لا لكن عندما تبعت المسيح ترى المجد الذي تأخذه وترى الذكر الأبدي الذي تأخذه ترى الحياة التي تتحول تعالى وأنظر إلى أي شخص في حياته العادية تجده عاش حياة عادية ماذا يعني عادية؟ بمعنى انه يعيش يتعلم ويتزوج وينجب ويعمل ويشتري سيارة ويسكن في بيت كبير و .... و .... إلخ، كل هذا جيداً وأولاده يصبحون في مراكز مرموقة ثم بعد ذلك ماذا يحدث؟! لا شيء بعد 50 أو 60 سنة هل أحد يتذكره؟! فهل نحن نتذكر أحد عاش منذ 100 سنة قبل ذلك؟! ابدا الذي يقول لك اليوم تذكار جدي تقول له كم سنة يقول لك التذكار ال٢٤ يقول لك لا غير معقول! 24 سنة ولازلت تتذكر! أكثر من ٢٠سنة أي أن الإنسان إلى العدم إلى النهاية لكن ما الذي يبقى؟!ذكرى الصديق يبقى هل هي عاشت حياة عادية؟ لا ليست عادية لكنها انتصرت على هذا المعتاد.
ثانياً مرحلة الإيمان:-
هل تظنوا أن معلمنا بولس الرسول عندما كان يدخل مدينة ويعظ أو يتحدث عن المسيح وخلاص المسيح وعمل المسيح وصليب المسيح والخليقة الجديدة معلمنا بولس كان جبار في إقناعه ولكن هل تظن أنه كان هناك جموع كثيرة تقتنع؟! لا ليس كثير مجموعة تقتنع ومجموعه أخرى لا تقتنع فقد كان هناك كثيرين عندما يحضروا عظة بولس ينقلبوا عليه فهناك أشخاص كانوا يقولون أن هذا الرجل جاء لكي يفسد صناعتنا فنحن كنا بلد أصنام فنحن نبيع الأشياء الخاصة بالأصنام نحن نبيع تماثيل لأرطاميس وهذا الرجل جاء يقول العبادة الحقيقية وهذه الهياكل مصنوعة بأيدي الناس فتكون ليست هياكل حقيقية فبذلك هذا الرجل ينقض صناعتنا فكان كثيرين من الجموع يهاجمونه أو يسجن أو يكون مطارد من اليهود أو مطارد من الدولة الرومانية في كل الأحوال لكن هل هناك أشخاص تبعته؟ نعم فالقديسة تكلا سمعت كلامه ودخل إلى داخل قلبها وأثمر فيها جعل بداخلها ثورة لكن أنا مخطوبة؟! لايهم وماذا عن أهلي؟! يارب أنرعيونهم ليكونوا معي وماذا إذا لم يأتوا؟! لايهم وماذا عن الأيام القادمة والحياة ليست سهلة وسوف تتعذبين ولن يتركونك أنت سوف تتأذين أيضاً فلم تدخل الإيمان أيضاً ببعض المغريات العجيب في طريق ربنا يسوع المسيح يا أحبائي أن الذي يريد أن يدخل في الطريق يقال له أن الباب ضيق فهل هناك أحد يدخل بداية الطريق فيقولون له الباب ضيق؟!فمن المفترض أن يكونوا يريدون أن يقنعوه أن الحياة جميلة وحلوة وسوف تأخذون امتيازات كثيرة لا بل على العكس فهو يقول العالم يفرح وأنتم تحزنون فالباب ضيق وقليل هم الذين يجدونه ومن أضاع نفسه من أجلي يجدها بمعنى هل نأتي معك لنضيع؟! قال لك نعم سوف تأتي معي لتضيع فمن هذا الذي يذهب معه ويعرف أنه سوف يضيع؟! يقول له تعالى فقط أنت تعالى فيقبله.
قبول كلمه الله يا أحبائي يحتاج إلى تصديق فنحن عندما نذهب مع المسيح نجد أنفسنا كثيراً في طريق ضيق قال لك لا تحب العالم قال لك لا تعيش حياه التنعم لا تعظم في ذاتك لا تعظم نفسك لا تكن كل طموحاتك طموحات ارضية لا أبدا بل ارفع عينك وغير من نفسك من أسفل إلى أعلى فاذا لم تكن مقتنع فلا تستطيع لأنها حياة ضد الطبيعة فالحياة في المسيح ضد الطبيعة ليس كما يظن الانسان لافهي فيها خسارة ما كان لي ربحا حسبته نفاية هذا ما قاله معلمنا بولس لذلك عندما سمعت تكلا هذا الكلام لم يكن على مستوى الإعجاب العقلي لا فهو اختراق قلب هل كلمة الله اخترقت قلوبنا يا أحبائي؟ هل اخترقت قلوبنا لدرجة مغيرة؟ هل اخترقت قلوبنا لدرجة أنني أقول أنا لن أعيش مثلما كنت ولن اعيش مثلما أريد لكن أعيش مثلما يريد المسيح، هل حدث لي هذا التغييرأم لا؟! إذا حدث هذا التغيير سأصبح انسان آخر سوف أعيش مثلما المسيح عايش مثلما المسيح يريد وأقول أحيا لا أنا وانتبه من كلمة "لا أنا" لا أنا بل المسيح يحيا في وهذا ما قيل عنه في المزمور "بجبروت خلاص يمينه"أي الشخص يصبح شخصاً آخر فتكلا تغيرت قالوا لها تعالي أنتي بنتنا وحبيبتنا ونحن نفعل معك كل ما تريدين قالت لهم وأنا عرفت المسيح تركت خطيبها وتركت الدنيا وبدأوا معها في طريق عذابات تعرضت لثلاثة حالات أو ثلاثة سلاسل من العذابات،أول مرحله أنهم أحضروها وهددوها وحرقوها وبالطبع أنتم تعلمون أنه عندما تكون بنت تكون ضعيفة وجميلة بل وأيضاً رقيقة فبنت جميلة ورقيقة وغنية تحرق لكن الله أنزل مطر وأطفأ الحريق فقالوا هذه البنت فيها شيء غريب فأطلقوا صراحها مرة أخرى وضعوها في السجن ومره ثالثة ألقوها للوحوش يقول لك تصور أنه خرج أحد الوحوش وأفترس بقية الوحوش الأخرى ودافع عنها هذه معجزة عجيبة فكانوا الذين يعذبونها يندهشون فيخرجونها ويخافون منها المرحلة الرابعة وضعوها في وسط أفاعي لكي ترتعب لكنها لم تخاف ولم يلمسوها فأخرجوها وقالوا لها شرط ألا تظلين في هذه البلد فأنت ليس لك حل معنا وظلت تكرز باسم المسيح وعندما تجد مكان به بولس تذهب له وتسمع وتكرز بولس كان يفعل مدارس للكرازة لكي عندما يذهب هو من المدينة هم يخدمون لذلك كانت كرازتها قوية جدًا وأثمرت كثيراً وبالطبع عندما ترى فتاة صغيرة أو سيده هذه البنت الجميلة فتقول هذه تعرضت للحرق والله انقذها فهي وضعت وسط وحوش والرب أنقذها فهذه الفتاه إلهها إله حقيقي أنا أريد أن أتبع إله تكلا فكانت خدمة تكلا خدمة مثمرة جداً جلبت آلاف للمسيح المجد لك يارب أي أنه إذا كانت تكلا عاشت حياة عادية كانت الآن لا ذكر لها فما معنى ان فتاه ملامحها جميلة وعاشت مجموعة من السنين فقط لكن لا فهي جميلة للمسيح قوية بالمسيح غيرت جموع كثيرة لذلك آخر شيء أقوله لك أنظر المجد والكرامة الذي أخذتهم فهي استحقت لقب أولى الشهيدات المسيحية أخذت لقب تلميذة بولس الرسول فهي اسمها القديسة تكلا تلميذة بولس الرسول يقولون عنها أنها زينة العفاف وأنها أولى الشهيدات أثمرت لخدمتها وأتت بنفوس كثيرة للمسيح عندما ينظر الشخص لما عاشه على الأرض ٥٠ أو ٦٠ أو ٧٠ عاماً ماذا فعل بهم؟! كم مرة مجد الله في حياته؟! كم من النفوس أتت للمسيح بسببه؟! الله أعطاك غنى جمال ثقافة عائلة مرموقة أي عطية أنعم بها الله عليك نأتي بها عند قدميه ونخدمه بها حينئذ تصبح لحياتنا معنى هذه هي حياة القديسة تكلا ربنا يعطينا يا أحبائي أن نتقابل معه مقابلة حقيقية أن ننسى كل شيء ونتبعه أن نترك كل شيء ونتبعه أن نرتفع أن تؤثر في كل من حولنا لكي ما نأتي بأبناء كثيرين إلى المجد يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته، لإلهنا المجد دائمًا أبديا أمين.
بصبركم تقتنون انفسكم
بسم الاب والابن والروح القدس إله واحد أمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها أمين.
تقرأ علينا الكنيسة يا احبائي في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا مار لوقا الإصحاح (21) وهو يتحدث عن الضيق والاضطهاد لأن اليوم تذكار استشهاد 30ألف مسيحي في مدينة الإسكندرية آية واحده فقط نريد أن نقف معها قليلاً عندما يقول لنا "بصبركم تقتنون انفسكم" من المعروف عن الإنسان أنه متسرع ومعروف عنه أنه يحتاج لنتائج سريعة وليس لديه صبر لكن هنا يقول لنا بصبركم تقتنون أنفسكم دائمًا الانسان يريد نتائج سريعة يقول في الحقيقة أنا صليت وأنا جاهدت في فضيلة معينة لكن لا توجد نتيجة وبالتالي لا يوجد فائدة فيكون بذلك انتهى الأمر ويترك الإنسان الأمر ولكن لا يقف عند حد معين لكن يزداد سوءاً وهذه تكون الخطورة ويظل الانسان يميل إلى نتيجة سريعة ولكن للأسف لا يأخذ نتيجة سريعة وهنا الآية تقول "بصبركم تقتنون أنفسكم"ماذا يعني بصبركم تقتنون أنفسكم لابد أن الانسان يتأنى ولابد أن يصبر أيوب الصديق يقول "إن كنت لا تراه فالدعوى قدامه فاصبر له" ما معنى الدعوى قدامه؟ أي أنه يرى كل شيء وكلمة الدعوى تعني الشكوى فأين الشكوى؟الشكوى قدامه فماذا تفعل؟ اصبر له في سفر الرؤيا يقول هنا الذين حفظوا إيمان وصبر يسوع هنا صبر القديسين بصبركم تقتنون أنفسكم تجد في الزراعة النبات الذي ينمو سريعًا جداً يكون ثمنه قليل جداً والنبات الذي ينتظر أكثر يكون أغلى والنبات الذي يكون بطيء جداً يكون أغلى وأغلى فمثلاً إذا زرعت جرجير يمكن أن ينمو في يوم أو يومين لكن هذا قليل الثمن لكن إذا زرعت نباتات ثمينة وغالية مثل المكسرات فإنها تأخذ سنين على أن تأتي بالثمر بصبركم تقتنون انفسكم لا أحد وهو يجاهد يقول لا توجد نتيجة لا بل جاهد واستمر هل أرجع للوراء؟! لا ولكنني لا أشعر بنتيجة! يقول لكم بصبركم تقتنون انفسكم هنا صبر القديسين هنا الذين حفظوا إيمان وصبر يسوع في رسالة تسالونيكي معلمنا بولس يقول لهم"صبر المسيح" وفي رسالة العبرانيين يقول لهم "ولنحاضر بالصبرفي الجهاد الموضوع أمامنا" كذلك قال "وإن كنا لا ننظره فعلينا ان نتوقعه بالصبر" اصبر له ذات مرة شخص دخل في حياة الرهبنة فوجد عليه حروب كثيرة ومشاكل كثيرة فظل هكذا ثلاثة أو اربعة سنوات ثم ذهب ليشتكي لأبوه الروحي وقال له أنا تعبان وهناك أفكار تحاربني وخيالات تحاربني وتذكارات من الماضي وقلق على أهلي وأنا اشعر أن هذا الطريق ليس مناسب لي قال له ما رأيك أن أترك الدير وأعود مرة أخرى للعالم فقال له ما المدة التي قضيتها في الدير فأجاب وقال له ثلاثة أو أربعة سنين فقال له أنت تشكو من ثلاثة أو أربعة سنين! فأنا لي 4٠سنة لم أنجو يوماً واحداً مما تشتكي به لا يوجد يوماً واحداً نجيت طوال40سنة من الذي أنت تشكو منه فهو يريد أن يقول له اصبر ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا لكن الأهم هل أنت بالفعل شهوة قلبك أن تصل لله؟!.
ذات مرة شخص يسأل أبوه الروحي أنا لا أعرف هل أنا أريد الله أم لا؟! هل أنا سأذهب للسماء أم لا؟! فأنا مشتت فقال له كلمتين مهمين جداً قال له أول شيء هل يمكن أن أسألك ماهو اتجاه قلبك؟ وثاني شيء الخطية ساكنة في قلبك أم أنك تجاهد ضدها؟ هل هي محبوبه لقلبك بمعنى إذا كان لديك هاتين الرغبتين فجاهد واصبر واطمئن انا اقول لك اطمئن أول شيء اتجاه قلبك اتجاه قلبي السماء ثاني شيء لا يوجد خطيه جدرها داخل قلبي بل كلها خطايا تأتي علي وأنا أقاومها وأرفضها ولاأحبها ولا أريد أن أسقط فيها لكن قد أسقط ثم أسقط ولكن عن ضعف وليس عن رغبة اذا هذين نقطتين اطمئن على نفسك فيهم وصلي من أجلهم كثيراً ما المقصود بكلمة كثيراً؟ أي عمرك كله لم تقاوموا بعد حتى الدم حتى النهاية ما هم النقطتين؟ اتجاه القلب بمعنى شخص خرج من منزله يعرف إلى اين يذهب؟ فالذي يذهب إلى العمل له إتجاه والذي يذهب إلى المصيف له إتجاه آخر والذي يذهب إلى الكنيسة له إتجاه آخر كل مكان له إتجاه فأنت اتجاهك إلى أين؟! وثاني شيء جدر الخطية في القلب موجود أم لا؟ وإذا كان موجود هل أنت صامت أم تتركه أم أنك تغذيه إتجاه القلب ولنحاضر بالصبرفي الجهاد الموضوع أمامنا اصبر بصبركم تقتنون أنفسكم سقطت في ضيق أو مشكلة أو لديك ازمة أو لديك شيء يزعجك أو لديك شيء يتعبك اصبر بصبركم تقتنون أنفسكم لكن الأهم أن تجاهدوا وأهم ان أكون متمسك بربنا تعرف أن يوسف صديق منذ وقت أن باعوه إخوته إلى أن تقابل مع أبوه يعقوب مرة أخرى كم كانت هذه الفترة؟ 17سنة من المرار، 17سنة من المشاكل إخوته باعوه ثم ذهب إلى بيت فوطيفار وظل هناك فتره ليست بقليلة ثم أن حدث قصة امرأة فوطيفار التي تعرفونها جيداً وهوداخله ألم نفسي بسبب أن إخوته باعوه فهو لم يكن مخدر لكنه رأى الموقف بنفسه ان إخوته باعوه إخوته يلقوه في البئر ثم يخرجوه ويبيعوه موقف مؤلم نفسياً جداً وبعدها وضع في السجن والله سمح بذلك ولم يذكره أحد 17 سنة من المرار بصبركم تقتنون أنفسكم تخيل إذا كان يوسف الصديق في وسط هذه المشاكل تراجع عن عبادة الله وقال الله لم يفعل لي شيء بل على العكس الله أتعبني قال لك لا أبدا "فكان الرب مع يوسف فكان رجلاً ناجحاً" في كل ما يصنع ينجح فيه أحياناً الله يتأخر عن مواعيده الشعب ظل تائها في البريه 40سنة يا إلهي! بصبركم تقتنون أنفسكم من الذي يدخل؟! الذي داخل قلبه شهوة كنعان شهوة أرض الميعاد فالذي بداخله شهوة أرض الميعاد هذا يدخل أرض الميعاد بصبركم تقتنون أنفسكم قال هكذا "لأنكم تحتاجون إلى الصبر"محتاجين جداً إلى الصبر هيا نجاهد بصبر هيا نجاهد ونحن أعيننا على السماء هيا نحفظ أنفسنا من أي عثرة الذي يقلقنا أننا نرى أن الخطايا دخلت إلى داخل قلوبنا وغيرت إتجاه القلب هذا ما يقلقنا لكن غير ذلك أنت تسير في الطريق وبنعمة ربنا تصل ويكون هناك مكسب هناك ربح هذا ما يجب أن تكون مطمئناً عليه مثلما تصلي الكنيسة وتقول نصل إلى الميناء غانمين ورابحين ربنا يعطينا أن نثبت في الصبر لأن بصبركم تقتنون أنفسكم يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا ابديا أمين.
توبوا انه قد اقترب ملكوت السماوات
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
تحتفل الكنيسة اليوم بتذكار نياحة أحد الاثني عشر تلميذ من تلاميذ السيد المسيح وهو القديس يعقوب أخو الرب هو في الحقيقة مشهور جداً بنسكه وتقواه وقد كان أسقف على أورشليم بعد صعود ربنا يسوع المسيح وحلول الروح القدس وأورشليم هي كبلد هي المركز هي القلب وهي التي بها العبادة وفي الحقيقة أيضاً أن الحياة اليهودية بها مسيطرة على الشعب فكانت مهمة القديس يعقوب مهمة كبيرة جدًا ونجح فيها القديس يعقوب الرسول وكان معروف باسم أخو الرب لكي يميزوا بينه وبين القديس يعقوب الآخر الذي هو يعقوب الكبير الذي استشهد أول الآباء الرسل والقديس يعقوب هو الذي كتب الرسالة التي نقرأها في الكتاب المقدس التي تحتوي على كلام جميل عن الإيمان وعن الأعمال وعن اللسان وعن محبة المال يقول كلام كثير وجميل أتمنى أن تقرأوا رسالته فهي جميلة وعملية جداً الكنيسة عندما تقرأ لنا اليوم فصل من بشارة معلمنا متى وهو عن ارسالية ربنا يسوع المسيح للتلاميذ قال لهم ماذا يفعلوا؟ هي آية واحدة فقط نريد أن نتوقف عندها قال لهم قولوا كلمة واحدة فقط لا تكثروا في الكلام فماذا نقول فإن هذا الموضوع كبير؟!ما الذي نذهب ونقوله للناس في أي بلد؟! قال لهم قولوا هاتين الكلمتين فقط فإذا قبلوكم فهذا حسنا وإذا لم يقبلوكم أتركوهم وامضوا لكن ما هما الكلمتين؟ قال لهم قولوا"توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات" واذهبوا آية عجيبة جداً توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات فإذا قبلوا حسنا وإذا لم يقبلوا فهذا قرارهم فهي رسالة عليكم أن تقولوها وكفى.الحقيقة يا أحبائي تخيلوا أن هذه الرسالة لازالت إلى الآن تجذب نفوس وقلوب ناس كثيرة جدًا وغيرت العالم كله توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات لكن الذي قال هذا الكلام لم يقوله وهو يجلس ويراقب ضعفات الناس لا لكنه قال هذا الكلام وهو قد فداهم قال هذا الكلام وهو مات من أجلهم قال هذا الكلام وهو أحبهم إلى المنتهى رسالة توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات بها ثلاثة معاني:
١- تحذير.
٢ـ توبة.
٣ـ اقتراب ملكوت السموات.
أولا تحذير:-
توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات كمثل الذي يقول لك اجتهد وذاكر لأنه قد اقترب ميعاد الامتحانات اقترب تعني تحذير ربنا يسوع كلامه كان به حنان كثيراً جداً ولطف كثيراً جداً لكن كان كثيراً أيضاً ما يكون فيه تحذير لك وغير ذلك قال "إن لم تتوبوافجميعكم كذلك تهلكون"، كلام واضح جداً أن فيه تحذير، فيه انذار، أنه يريد أن يقول للجميع ارجعوا عن طرقكم الشريرة، قدموا توبة، لماذا؟ لأنه قد اقترب ملكوت السموات، كفى لهو في هذه الحياة، كفىضياع للوقت، كفى زيغان، كفىتيهان، تخيلوا يا أحبائي أن الآباء الرسل والكنيسة لازالت تقول لناجميعاً توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات، تحذير لأنه أحياناً الإنسان يكون تائه، غافل عن خلاصه، تحذير لأن الإنسان كثيراً ما يكونمنشغل ومهموم بالأرض والأمور الأرضية أما ملكوت السموات فلا يشغله كثيراً وتوبته لا تشغله كثيراً ويكون أهم شيء لديه هو أن يأكل ويشرب وينفق ويتنزه ويذهب ويأتي فقط قال لك لا بل أنا أريدك أن تتوب لأنه قداقترب ملكوت السموات أنا أريدك أن ترجع إلى الله أنا أحذرك لا أحذرك لكي أرهبك لكن أحذرك لأني أحبك أحذرك لأني أقول لك انتبه لأني أخاف عليك لأن الامتحان اقترب فذاكر يكفي لعب يكفي مضيعة وقت يكفي لهو هذه هي الرسالة توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات تخيل أن ربنا يسوع المسيح ينذرنا تخيل أن ربنا يسوع المسيح ينادينا يقول لنا توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات عندما نقف أمام الله ونقول له نحن كنا ضعفاء وكنا نعيش في زمن صعب يقول لك هل أنا لم أنذرك؟! هل أنا لم أنادي عليك؟! هل أنا لم أحاول أن أقول لك انتبه؟! اقترب! تب!هل أنا لم أحاول أن أقول لك أن الملكوت اقترب؟! لم أحاول أن أقول لك انتبه!انتبه! انتبه! أحد القديسين يقول " أن كل سكان الجحيم كانوا لديهم النية أن يتوبوا ولكنهم كانوا يأجلوا" كل منهم يقول ليس الآن لازال هناك وقت لكن ثم ماذا بعد؟ إلى متى نظل نقول ليس الآن؟ الإنجيل يقول لنا أنه "الوقت وقت خلاص واليوم يوم مقبول إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم" لذلك كان يحذرهم لدرجة أنه قال لهم إذا قبلوا فليكن حسنا وإن لم يقبلوا فحتى الغبار الذي لصق بأرجلكم انفضوه كأنه يقول لهم أننا لا نريد حتى تراب مدينتكم لكن قال لهم كلمة صعبة جدًا أنه ستكون لسدوم وعمورة حالة أكثر احتمالاً مما لكم ما هذا؟! سدوم وعمورة اللذان احترقا بالنار قال لهم صدقوني أنه ماسيكونون أكثر راحة لماذا يارب؟!قال لك لأن سدوم وعمورة لم يأتي إليهم ابن الله فهما جاء إليهم ملاكين لكن أنتم لا فقد جاء لكم المسيح بنفسه جاء لنا آباء رسل فنحن لدينا كنيسة نحن لدينا جسده ودمه نحن لدينا سر التوبة والاعتراف نحن ينادي علينا الله كل يوم وكل لحظة فتخيل إذا لم نسمع له قال لك سيكون لسدوم وعمورة حالة أكثر احتمالاً مما لكم لذلك يا أحبائي يجب ألا نهمل نداءات ربنا يسوع لا نستلمها بلامبالاة لا نقل هذا كلام للجميع لا بل قل هذا كلام لي أنا اقترب ملكوت السموات يقول لك نعم اقترب قريب جداً كل يوم نودع أحباء يومياً يومياً نودع أحباء يومياً يأتي لنا انذارات باقتراب نهاية العالم ما هي هذه الإنذارات؟ مجاعات زلازل حروب أوبئة غلاء أليست كل هذه هي العلامات؟ إذن ماذا نفعل؟! هل نتمسك بالأرض أكثر أم نقول يارب أعطينا توبة مقبولة؟ هذا هو التحذير أحد القديسين قال"انتبه إن الذي يظل يتودد إلينا الآن ويظل يتوسل إلينا الآن سيطالبنا بثمن توسلاته السابقة" تخيل شخص يقول لك أنا كثيراً ما توسلت إليك سيطالبنا بثمن توسلاته السابقة.
ثانياً توبة:-
ارجع عن طريقك الشرير توبة تعني ميطانية تعني تغيير اتجاه غير اتجاهك غير اتجاه قلبك غير اتجاه افكارك عندما أراد معلمنا بولس الرسول أن يحدثنا عن التغيير قال لنا "تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم"الذهن لابد أن يتغير ما معنى الذهن؟ أي ما هي أكثر الأشياء التي تقتنع بها في تفكيرك وفي توجهاتك؟ الدنيا العالم المال الرغبات الممتلكات هذه أكثر أشياء مسيطرة على ذهنك فقم بتغيير ذهنك ليست هذه هي الأشياء التي تعطيك ضمان تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم توبة توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات تب بمعنى تغير عندما يظل الإنسان كثيراً يسمع يسمع يسمع ولا يتغير فماذا يكون؟! عندما يسمع الإنسان كثيراً وليس فقط يسمع بل أيضاً يعرف وليس فقط يعرف فيمكن أيضاً أن يعظ لكن لا يتغير فماذا يكون؟! فتكون توبته هذه ينقصها الكثير.
ثالثاً اقتراب ملكوت السموات :-
من الأمور الجميلة والعجيبة والتي لابد أن نعرفها أن ملكوت السموات قريب جداً الإنسان الذي يعيش في محبة ومخافة الله يشعر أن الملكوت قريب جداً والإنسان الذي يعيش بعيد جداً عن الله يشعر أن الملكوت بعيد جداً أذن شخص يشعر أن الملكوت قريب جداً والآخر يشعر أن الملكوت بعيد جداً فهل الملكوت قريب أم بعيد؟! هو قريب من القريبين وبعيد عن البعيدين أذن لكي أقترب من الملكوت أنا لابد أن أقترب من الله وكلما اقتربت كلما صدقت أن الملكوت قريب في سفر صفنيا قالوا "طالت الأيام وخابت كل الرؤى" أي أن كل ما يقوله الأنبياء كلام ثم كلام ولا شيء يتحقق ومرة أخرى قال "أن الرب لا يحسن ولايسيء" أي لا يفعل شيء جيد أو سيء لا يحسن ولا يسيء لهذه الدرجة؟! قال لك نعم الإنسان عندما يتقسى قلبه يقول ذلك عن الله لا يحسن ولا يسيء أي - معذرة جداً في الكلمة–كمثل عدمه لكن عندما تقترب تشعر أن الملكوت قريب جداً إذن ماذا علي أن أفعل؟ استعد أحاول أن أعتق من ربطات كثيرة تخيل عندما قال معلمنا بولس الرسول: "الذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه" اسمع كلام بولس الرسول وتعمق معه وأقرأ هذا الكلام في كورنثوس الأولى الإصحاح (٧) يقول لك "الذين يشترون كأنهم لا يملكون" ما هذا الكلام الصعب؟ أي أنك تكون اشتريت هذا المكان أو هذا البيت أو هذه السيارة ولكن لا تشعر بملكيتها الذين يشترون كأنهم لا يملكون الذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه استعمال ما معنى استعمال؟ شيء استخدمه فقط ليس أكثر كمثل قلم أكتب به مقعد اجلس عليه فقط ليس أكثر استعمال معلمنا بولس يريدنا أننا في هذا العالم كله نستعمله فقط لكن من الذي يفعل هذا؟ الذي يشعر أن الملكوت قريب فالذي يشعر أن الملكوت قريب يشعر أنه يجلس بضعة أيام يشعر أنه ضيف لذلك يقول لك "لنسلك بلياقة كما في النهار" بلياقة أي نسلك باعتدال لابد يا أحبائي أن نذكر أنفسنا كثيراً جداً أن الملكوت قريب "قريب هو الرب من الذين يترجونه" الله قريب جداً من الذين يدعونه قريب جداً من الذين يؤمنوا به قريب جداً قريب الرب من المنكسري القلوب ربنا قريب جداً نشعر أن الله يمكن أن يأتي اليوم لا ليس اليوم فهو يمكن أن يأتي الآن الكنيسة يا أحبائي عندما تجعلنا نصلي باستمرار ونقول ليأتي ملكوتك فهي كلمة تتطلب إيمان كلمة تتطلب إحساس آمين يارب ليأتي ملكوتك تعال شاهد إذا الرسل أتوا الآن ليكرزوا لنا فهل نحن نستجيب أم لا؟ هل إذا جاء الآن وقال توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات سأصدق أم لا؟ عندما يوجه لي الرب اليوم رسالة ويقول تب لأنه قد اقترب ملكوت السموات هل أقول له نعم أم أقول له لا أنا سأظل مثلما أنا؟ إذن متى تتوب؟ ليس الآن لكن هذا الكلام يا أحبائي يقسى القلب ويبعدنا عن الملكوت يأتي الملكوت يجدنا في غفلة في توان في تأجيل في رخاوة لذلك يا أحبائي عندما تقرأ الكنيسة علينا قراءات فهي ليست قراءات بل هي أفعال هي ليست مجرد قراءة وليست مجرد نصيحة لا هي فعل تغيير من أجل أننا بالفعل نتهيأ لاستقبال الملكوت توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات هي رسالة تحذير رسالة توبة رسالة يقين أن الملكوت قريب ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين.
بل شعور رؤوسكم ايضا جميعها محصاة
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في تذكارات الشهداء فصل من بشارة معلمنا لوقا الإصحاح (11) عندما يقول "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد" وهنا يقول لنا آية صغيرة أود أن نقف عندها قليلاً لأن الكلام كثيراً وجميل لكن هنا قال لهم "أليست خمسة عصافير تباع بفلسين واحدة منها لا تنسي قدام الله بل شعور رؤوسكم أيضاً محصاة جميعها فلا تخافوا إذا" شعور رؤوسكم محصاة هل أحد منكم يعرف كم عدد شعر رأسه؟! أي أن الشخص نفسه لا يعرف كم شعرة لديه لكن الله يعلم فهل الله يعلم عدد شعور شخص أو اثنين فقط؟ لا فهو يعرف عدد شعور رؤوسنا جميعاً كيف ذلك؟! هذا أمر عجيب يريد أن يقول لنا أنتم تظلوا تفكروا كثيراً والتفكير الكثير يخيفكم ويجلب لكم ازعاج وتظلوا تأتوا بأفكار من هنا ومن هناك هذا غير ما يسوقه علينا عدو الخير من أجل انزعاجنا ونظل نتجاوب مع كل ما هو مزعج ونخاف ونضطرب وهو يقول لنا شعور رؤوسكم جميعها محصاة الكنيسة في تسبيحها تقول كلمتين أيضاً مثل هؤلاء لكن أجمل تقول "قطرات الأمطار معدودة بين يديك أيضا رمل البحار كائن أمام عينيك" كيف ذلك؟! تخيل إذا أحضرت مجموعة من رمال البحر وقلت لك قم بعدهم فهذا اختبار صعب جداً كذلك تخيل إذا وضعت يدك على المطر وقلت لك كم نقطة نزلوا على يدك فنحن نرى في مجال ضيق جداً مجال يدي فقط لكن لا أعرف أن أعدهم من كثرتهم لكن أنت يارب تعرف شعور رؤوسنا تعرف قطرات الأمطار تعرف رمل البحار أنت يارب لهذه الدرجة كل شيء أمام عينيك؟! يقول لك نعم جداً فأنا الخالق أنا ضابط الكل عمل عدو الخير أن يزرع فينا أفكار مقلقة يريد أن يخيفنا هناك عبارة أريدك أن تحفظها جيداً "عدو الخير يريدنا نموت قبل أن نموت" يريدنا نعيش في قلق فاقدي السلام فاقدي الهدوء غير مستمتعين بخلقة الله وعظمة الله يريد أن كل شيء يجعلنا نكون مضطربين ومنزعجين قال لك لا بل شعور رؤوسكم محصاة أبونا بيشوي كامل- الله ينيح نفسه - جميعكم تعرفوا كم هو رجل بركة وقديس عندما جاء له مرض السرطان كان يأخذ العلاج الكيماوي الذي يجعل الشعر يتساقط فكانت تاسوني أنجيل حزينة على شعر أبونا الذي يسقط فكان إذا وضع يده على شعره يسقط في يده بعض الشعر ففعل كذلك وسقط في يده بعض الشعر مما جعل تاسوني أنجيل تبكي فعندما بكت وهو الروح الذي داخله أقوى من الجسد وأقوى من الألم سليمان الحكيم يقول "روح الإنسان تحتمل مرضه أما الروح المكسورة فمن يحملها" عندما تكون الروح قوية تستطيع حمل المرض فهو روحه قوية فأمسك بعض الشعر وقال لها هل تستطيعين أن تقومي بتعداد هؤلاء يا أنجيل؟!فقال لها لا يوجد واحدة من هؤلاء ساقطة بدون أذن من الله شاهد الإيمان! كم نحن ينبغي أن نسلك بالإيمان لا بالعيان إلى أي درجة عندما تأتي لنا أفكار مقلقةلابد أن نجيب عليها فماذا نقول؟ نقول ضابط الكل نقول لتكن إرادتك نقول فهل أنا أعلم أكثر منك؟! هل أنا الذي سأكون مدبر الكون؟! هل أنا الذي أعرف أمنع المصائب أو أمنع الكوارث؟! من فترة كان يقال أن البحر في البلاد الساحلية به اضطرابات والأمواج عالية وأنه ستأتي أمواج عالية تقتحم المدن الساحلية والناس تخاف وتنزعج يقول لك فنحن ماذا في أيدينا أن نفعل وقتها تقول له يارب لتكن إرادتك لتكن مشيئتك في كل حين نافذة ونحن لها خاضعين ما تريده أنت يارب هل أنا المعطي لنفسي الحياة من أعطاني الحياة؟ أنت يارب قال لنا ذلك "ألستم أنتم أفضل من عصافير" يريد أن يقول لك أن الرجل الذي كان يبيع العصفورتين بدرهم فهو يبيع الخمسة بدرهمين أي أنه يعطيك عصفور إضافي كعرض للبيع فيريد أن يقول لك هذه العصفورة الإضافية التي فوق البيعة التي أخذتها دون ثمن هل تظن أنها منسية أمام الله؟! فهو يريد أن ينبهنا أكثر أن نعيش حياة التسليم شعور رؤوسنا محصاة عندما تخاف أو تضطرب تذكر آية تعطيك طمأنينة عندما تخاف أو تنزعج ارشم على نفسك علامة الصليب ارفع عينك للسماء أنظر إلى زهرة معينة تنموفي صحراء أنظر لجبل أنظر لبحر القديسين كانوا يقولون ذلك يقول لك أربع أشياء شاهد فيهم الله هم السماء البحر الزرع الصحراء أنظر لهم كثيراً قد يكون ليس لدينا كثيراً صحراء لكن من الممكن أن يكون لديك سماء تشاهدها من منزلك زرع أي زرعة أنظر لها أنظر للزرع حوالي خمس دقائق تأمل وقل ما هذا؟ لا بل وكل نبات يخرج نبات غيره وداخل هذا النبات يكون فيه أثمار وهذه الثمار تصلح للأكل تدخل فمنا وجسدنا تخيل ثمرة جاءت من الطين تدخل جسمي كيف؟! قال لك لا تخف أنا أفعل لك قشرة صغيرة تمنع التلوث لا تقلق مجرد فقط أن تأخذ هذه الطماطم اغسلها ببعض الماء لكن أنا فعلت لها قشرة تجعل لا شيء يدخل داخلها أبدا لا تخف ولا تقلق فكان من الممكن أن هذه القشرة التي صنعها الله تجعل الطين يدخل داخلها فكان حينئذ الفواكه والخضروات التي نأكلها إذا كانت القشرة غير محكمة نستاء أن نأكل منها وكنا لا نود أن نأكل منها قال لك لا بل أنا يهمني أنكم تأكلون كيف يارب أنت ضابط الأمور هكذا؟ كيف يارب أنت كذلك؟ لذلك الكنيسة تقول لك "الذي خلق السماء والأرض والبحر وكل ما فيها" ماذا يفعل فينا هذا؟ هذا يجعل إيماننا ينمو معلمنا بولس قال "لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان" شعور رؤوسكم محصاة عندما تأتي لنا أفكار مزعجة عندما نخاف عندما نضطرب لابد أن نمسك في ربنا جداً ونقول له أنت ضابط الكل أنت الذي أوقفت البحار والأنهار عند حدود لكي لا تتجاوزها تأتي عند جزء معين ولا تتعداه فيكون بدايته من قارة أخرى لكن يأتي عند جزء معين ويقف لذلك حتى في القداس يقول"من أجلي ألجمت البحر" أي كأنه فعل له فرامل من أجلي ألجمت البحر قال لك هذه قدرتي أريدكم أن تشاهدوها أريدكم تتأملوها لكي عندما تأتي لكم أفكار مزعجة لا تخافوا لا تخافوا ولا تنزعجوا يوجد ضابط الكل يوجد إله عدو الخير يحب جداً أن يفزعنا وينزع سلامنا وينزع حتى ثقتنا في الله فهو يريد ذلك ويكون سعيد جداً عندما يشعر أن علاقتنا بالله اهتزت وبدأنا نقلق ونشك هذا هو عمل عدو الخير لكننا نقول له لا بل ما تريده أنت يا رب لتكن إرادتك ذات مرة القديس أبو مقار كان يصلي والشيطان مغتاظ مغتاظ جداً كان أبو مقار يرفع يديه ويده تشع نور ولسانه وكأنه يصل للسماء فجاء له الشيطان في شكل شخص يمسك سكين وجاء مندفع عليه بالسكين لكي يقطع له يده فأبو مقار لم ينزل يده فالشخص الآخر ازعجه المنظر وقال له هل أنت غير خائف أنا سأقطعها أؤكد لك أني سأقطعها تعرف ماذا قال له أبو مقار؟!قال له أن أمرك الله أن تقطعها فتقطعها إذا هو قال لك أقطعها فأقطعها أترون مقدار الثقة؟! شاهد إلى أي درجة يثق بالله لذلك يا أحبائي شعور رؤوسكم محصاة عندما يدخل عليك الخوف يدخل عليك القلق عندما تأتي لك أفكار مزعجة خاصة بالمستقبل ويأتي عدو الخير ويريد أن يلعب على نقاط ضعفنا التي هي صحتك مثلاً أو أولادك أو زوجتك يريد أن يفسد عليك سلامك الآن ويجعلك تعيش مكتئب بدون سبب لايوجد سبب لكن يجعلك مكتئب بدون سبب فهناك دراسات كثيرة تقول لك أن معظم مخاوف الإنسان لا تتحقق فهو يريدنا أن نعيش في دائرة من سجن القلق والخوف إذن ماذا نفعل؟ ما المطلوب؟ المطلوب أنني أقول له يارب فمنك وبك ولك كل الأشياء فأنت ضابط الكل أنت خالق السماء والأرض والبحر كل الأشياء صنعت بقدرتك بكلمة منك أنت فقط يارب أنت قلت ليكن نور فكان نور فأنت تقول كلمة فقط كافية بأنها تصنع خلقة جديدة في الكون كله بكلمة واحدة منك الجلد السماء البحار النور الحيوانات كل هذا يأتي بكلمة منك فلماذا يدخل لي شعور القلق؟! كلما يأتي لك فكر قلق أو خوف ارشم على نفسك علامة صليب وتأمل كثيراً في قدرة الله وتأمل كثيراً في عمل الله وثق أن كل الأشياء قائمة بقدرته هو لكن ماذا علينا؟ علينا أننا نخضع علينا أننا نقول له نحن نثق فيك يارب تقول لي لكن يا أبونا أيضاً هناك أمراض أيضاً هناك موت أيضاً هناك تجارب أيضاً هناك أمور مزعجة يقول لك حتى إذا وجد كل ذلك أنا أعرف أنه يوجد ذلك بالفعل لا أستطيع أن أقول لك لا يوجد فالقديسين الذين نحتفل بهم الذي يقول لك شعور رؤوسكم محصاة في النهاية قطعت رقبتهم فمن أين تقول لي محصاة؟! أقول لك لا انتبه فهو لا يقصد أننا سنعيش للأبد لا لكن عندما يقول لك المزمور"يحفظ الرب جميع عظامهم واحدة منها لا تتكسر" وتجد القديسين تعذبوا وبهم عظم تكسر تقول لي فأن الإنجيل به خطأ! كيف يحفظ جميع عظامهم ونجد عظمه تكسر؟! فيوجد لدينا قديس اسمه القديس يعقوب المقطع فهو قطعوا له يديه الاثنين ورجليه الاثنين وأصبح لا يوجد به شيء غير بطن وصدر أي أنه أصبح ثلث إنسان تقول لي اذن أين يحفظ الرب جميع عظامهم؟! أقول لك انتبه ليس المقصود بها أن يحفظها هكذا لا بل يحفظ جميع عظامهم أبديا أي لا يمس نفوسهم من الداخل لا يمس إيمانهم وفي الأبدية يكونوا كاملين لا يوجد لديهم الأجزاء المقطعة نحن كذلك وعود الله لنا هي وعود أبدية ليست فقط للزمن فالله يعلم أن الزمن سينتهي وأن أجسادنا ستنتهي لذلك يا أحبائي يقول لك شعور رؤوسكم محصاة عندما تأتي لك أفكار قلق لا تصمت بل ارشم علامة الصليب ردد اسم يسوع قل آية تجد أنه حدث أنك تشددت وبدأت قوة تدخل لك وبدأت تكون غالب باسم ربنا يسوع المسيح ولست مغلوب ربنا يعطينا ثقة ثبات إيمان لا نخاف ونقول له يارب نحن ملقين كل همنا عليك لأنك أنت تعتني بنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين.
جذور الرحمة
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا متى الإصحاح (25) يقول "متى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه"عندما يكون هناك مشهد للدينونة لليوم الأخير"فحينئذ يجلس على عرش مجده وتجتمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن يساره" فعلى أي أساس يميز من يجلس عن يمينه ومن يجلس عن يساره؟ وبالطبع اليمين هم المقبولين واليسار هم المرفوضين فحينئذ يقول الملك للذين عن يمينه "تعالوا إلي يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم" لماذا؟ من أجل الوصايا التي نحفظها جميعاً وهي "لأني جعت فأطعمتموني عطشت فسقيتموني كنت غريباً فآويتموني عريانا فكسيتموني مريضاً فزرتموني محبوسا فأتيتم إلي"وكأن ربنا يسوع يعلمنا إن الإنسان عندما يفعل رحمة فقد تكون أكبر شفيع له أن يدخل السماء لكن الأمر ليس كما هو ظاهر أنه شيء بسيط ليس مجرد شخص أعطى لشخص لقمة خبز أو أعطى شخص بعض النقود لا فالأمر أكبر من ذلك بكثير لا أحد يستطيع أن يعيش فضيلة العطاء إلا عندما يكون في داخله رحمة الرحمة هي الفضيلة الأساسية تظهر في شكل عطاء الفضائل فيها جزء من الداخل وجزء من الخارج فعلى سبيل المثال التواضع هذا من الداخل يظهر من الخارج في شكل وداعة الرحمة هذه من الداخل تظهر في الخارج في شكل عطاء فالعطاء جذره الرحمة بينما الرحمة تولد في داخل الإنسان من أين؟ والتواضع يولد في داخل الإنسان من أين؟ لا فهو عمل نعمة كبير الرحمة لكي تتولد داخل الإنسان تريد أن يكون الإنسان ممتلئ جداً بربنا مشبع جداً بربنا.
أقول لكم ثلاثة كلمات:
١- لابد أن يكون غالب نفسه.
٢ـ لابد أن يكون غالب العالم.
٣ـ لابد أن يكون لديه إيمان بالأبدية.
أولا: غالب نفسه:-
لابد أن يكون غالب نفسه لا يكون مثل الذي يعطي أحد شيء يقول لك ولكن أنا أحتاجها يقول لك فهل الذي معي يكفيني من الأساس ثم أنا أريد وأريد إلخ،أنا أريد أن أشتري وأشتري نريد أن نتنزه ونذهب ونشتري فهو يكون مغلوب من نفسه وعبد لنفسه فالمغلوب من نفسه لا يستطيع أبدا أن يعطي لأنه يبحث عن كيف يأخذ ليس كيف يعطي فأول شيء لكي يكون الشخص لديه رحمة لابد أن يكون غالب لنفسه لابد أن يقول مع معلمنا بولس الرسول "أحيا لا أنا بل المسيح يحيا في" من أكثر الأشياء المؤذية للإنسان أنه يعيش لنفسه أن أهم شيء لديه هو أنا وطلباتي ورغباتي واحتياجاتي أنا ثم أنا ثم أنا الأنا يا أحبائي تميت الإنسان لذلك القديس يوحنا ذهبي الفم ذات مرة كتب مقالة لأحد أولاده من تلاميذه ليشكو له من الحياة وما فيها والظروف فقال له لا يستطيع أحد أن يؤذيك ما لم تؤذي أنت نفسك، بأي شيء أؤذي نفسي؟! أني أكون عبد لنفسي أني أريد وأريد ثم أريد وهكذا وبالطبع هذه الحياة تجعل الإنسان يعيش في ضيق يعيش رافض لظروف الحياة يعيش متألم يعيش ينظر لغيره يعيش ويظل يحقد ويحسد ويظل يرى الناس التي تشتري وتذهب وتأتي وهو يظل يتألم لأنه مغلوب من نفسه معلمنا بولس تقرأ عنه في سفر الأعمال الإصحاح (٢٠) يقول كلمة جميلة كانوايقولوا له لا تذهب لأورشليم لأنهم سوف يقتلوك هناك فقال لهم "أني لست أحتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي" تريد أن تبدأ الحياة مع الله بطريقة صحيحة ضع الله قبل منك لا تجعل ذاتك هي الإله لا تجعل ذاتك هي المركز هي المحور لا تجعل حتى الله تريده أن يكون خدام لذاتك كثيراً يا أحبائي تكون فكرتنا عن الله أنه يلبي طلباتنا أي أنه حتى الله أخضعناه لأهوائنا فهل من المفترض من يكون من أجل من؟ أنا من أجل الله أنا عبد عنده أنا أسجد له أنا أباركه أنا أخضع له أنا أسجد له أحياناً نحن نريد أن الله هو الذي يخضع لنا نقول له افعل وافعل ثم افعل وهكذا لذلك يا أحبائي أول شيء اغلب ذاتك معلمنا بطرس يقول "لأن ما انغلب منه أحد فهو له مستعبدا"، الأشياء التي نغلب لها نكون لها عبيد ومعلمنا بولس يقول "أنتم عبيد لما تطيعونه" بمعنى أن الشيء الذي تطيعه فأنت عبد له فإذا كنت دائمًا تطيع الجسد وتسمع كلامه وتلبي كل طلباته فأنت عبد لمن؟ للجسد أيضاً المال إذا كنت دائمًا تسمع كلامه ودائماً تخضع للمال فأنت دائمًا عبد للمال، إذن صار هو إلهك وليس الله، أنت بذلك إلهك هو المال أنت بذلك إلهك ذاتك أنت بذلك إلهك جسدك ألهذه الدرجة قد يكون الإنسان عايش وهو تائه؟! قال لك نعم لذلك الإنسان لا يوجد طعم لحياته لذلك الكآبة تغلب الإنسان والحزن والظروف والقلق والخوف والتردد والأخبار والأمور المؤلمة لأنني قلق على نفسي فالإنسان الذي يعيش العطايا يعيش الرحمة منذ وقت قريب كنا نحتفل بعيد الأنبا ابرآم وهو رجل ليس مغلوب من نفسه في شيء عندما يقول الكلمة المشهورة له التي جميعنا نحفظها جيداً وهي"لا حوزنا ولا عوزنا" لا حوزنا أي ليس نحوذ على شيء لم نستحوذ على شيء لم نمتلك شيء الإنسان الحر من نفسه إنسان من داخله آخذ حرية مجد أولاد الله.
ثانياً: أغلب العالم:-
ما هو العالم؟ الذي يغلب نفسه يستطيع أن يغلب العالم الذي غلب نفسه من الداخل يستطيع أن يغلب نفسه من الخارج ما هو العالم؟ الطلبات المغريات الأمور المستحدثة كل فترة أشياء جديدة وبالطبع العالم يتاجر برغبات الإنسان ويجعله دائمًا يعيش وهو رافض واقعه ودائماً ناقم على الأشياء التي لديه ويريد أن يغيرها و يريد المزيد والمزيد هذا هو العالم لذلك معلمنا بولس الرسول قال العالم بالنسبة لي مصلوب تعرف ما معنى مصلوب؟ أي به مسامير أي ليس جذاب لا يلفت أنظاري وبعدما قال العالم مصلوب لي قال أنا أيضاً مصلوب للعالم فنحن اثنين مصلوبين أي لسنا منجذبين لبعض هو لا يجذبني ولا أنا منجذب له ما هذا؟ غلب العالم قال "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم" كل يوم نقول هذا الكلام لكي أعيش الرحمة ولكي أعيش العطاء التي تقول لي الكنيسة اليوم هل أنت خدمتني؟! أنت حقاً عندما وجدتني جائع وعندما وجدتني عطشان عندما وجدتني محبوسا وعندما وجدتني مريضاً وعندما وجدتني غريب أنت بالفعل أشفقت علي أم أنك قلت ليس لي علاقة أم أنك قلت دعني في نفسي وكفاني، لذلك جعل هؤلاء عن اليمين وهؤلاء عن اليسار لذلك قالوا له متى رأيناك جوعانا أوعطشانا أو محبوسا أو مريضاً أو غريباً متي رأيناك؟ قال لهم لا فأنتم بذلك غير فاهمين أنه بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر فأنتم عندما فعلتم بأحد فأنتم فعلتم بي أنا الله كأنه يقول لنا أنا أترك لكم مرضى كثيرين وعطاش كثيراً وغرباء كثيرين وأيتام كثيرين ومحبوسين كثيرين ومحتاجين كثيرين أنا أقول لكم هؤلاء بالنسبة لكم فرصة ذات مرة أحد القديسين يقول ذلك نحن نتصارع على الفقراء كما يتصارع الأطفال على قطع الحلوى بمعنى نتسابق في خدمتهم نتسابق في تقديم احتياجاتهم تخيل عندما يغير الله فينا ويجعل قلبنا كذلك فتجد الفرد يقول ما كل كمية الملابس هذه التي لدي ما كل كمية الطعام التي أريد أن أكله فأنا أريد وأريد وأريد فنحن يمكننا بأقل من ذلك بكثير أن نكون راضيين وشاكرين وعندما يشعر الإنسان بغيره فهو يشعر بفرحة وسعادة لأن أكثر شيء يؤذي الإنسان هي مركزيته لنفسه والنفس لا تشبع أبدا القديسين قالوا هذا أن النفس هي بئر من الرغبات لذلك عندما أغلب نفسي لابد أن أعرف أغلب العالم لا أكون منجذب للعالم ليس كلما يتم إنتاج شيء أنا أتهافت عليه لا أبدا بل أشكر الله على ما عندي والقليل الذي لدي فيه بركة وأشكر الله عليه جداً وأنا راض وقانع أقرأ في رسالة معلمنا بولس الرسول لأهل فليبي يقول لهم "أنا تدربت أن أجوع وتدربت أن أشبع تدربت أن أنقص وتدربت أن أستفيض" مرة يكون معي كثيراً ومرة يكون معي قليل ولكن في النهاية يقول أجمل كلمة"وتدربت أن أكون مكتفيا بما عندي" ما الذي عندك يا بولس؟ فيوم أن كان داخل عليك شتاء قلت لتلميذك "العباءة التي تركتها في ترواس أحضرها معك" أي أنه يريد أن يرتدي شيء ليدفئه لأن الجو بارد وهو ليس لديه غير عباءة واحدة فيحضرها له من سفر فهو إذا كان معه عباءة أخرى لم يكن يطلبها تخيل أنت قصة اليوم عن القديس الذي كان جميل المنظر ثم أن العالم جذبه فبدأ يحب المظاهر فاشترى آواني فضية فآتى له صديقه كضيف وهو القديس أبيفانيوس فقال لأضع له في الأواني الفضية لكي يعرف إلى أي درجة نحن أشخاص أغنياء نحن لسنا بقليلون فوضع له في هذه الأواني الفضية فحزن صديقه عليه وشعر من تصرفاته أن العالم قد غلبه وأن المادة سيطرت عليه فصلى لكي يرشده الله ماذا يفعل؟ فبعدما ذهب من عنده قال له أنا في الدير وسوف يأتي لي ضيوف وأنا قد أعجبتني الأواني الفضية التي لديك فأرسلها لي لكي أرحب بها لهؤلاء الضيوف فقال له نعم بالطبع فأرسلها له فبعد عدة أيام لم يردها له مرة أخرى فطلبها منه فقال له أنا قد بيعتها وأعطيت ثمنها للفقراء فحزن وذهب ليجلسوا مع بعضهما قال له ما الذي حدث لك هذا؟ قال له أنا لا أعرف ماذا حدث لي يقول لك أن الله أرسل له تجربة صعبة جدًا وهي أنه جعله لا يرى أي ضربه بالعمى فذهب له القديس أبيفانيوس وصلى له فكان من المفترض أن تنفتح عيناه لكن الله فتح له عين واحدة فقط قال له لكي تظل متذكر الضعف الذي كنت فيه وهذه الله تركها لك مجرد تذكرة يقول لك بعد ذلك أصبح ليس لديه أواني فضية لكن أصبح يبيع ما لديه ويعطيه للفقراء نحن يا أحبائي لا نقول نبيع ما لدينا ونعطي الفقراء لكن أتمنى أن نكون مكتفين بما لدينا وأتمنى أن نشعر باحتياجات البعض وأتمنى أن الإنسان يعيش الشكر والرضا.
ثالثا لديه إيمان بالأبدية:-
يفهم جيداً جداً أنه ليس يعيش هنا فقط ليست عدة سنوات سوف نعيشها ونريد أن نعيش في تنعم ونأكل ونشرب ونستريح ونفعل ونملك. إلخ لا أبدا فهناك أبدية والأبدية يكون معيارها من يجلس عن اليمين ومن يجلس عن اليسار الذي يجلس عن اليمين الذي قال عنهم كنت جائع فأطعمتموني وكنت عطشان فسقيتموني.. إلخ، الذي يجلس عن اليمين الذي أكرمه وهو على الأرض لذلك هناك آية صعبة قليلاً تقول "ليست رحمة لمن لا يستعمل الرحمة" أي أن الذي لا يعيش الرحمة الآن لا يرحم تقول له ارحمني يقول لك وهل أنت رحمت؟! أنت لم تستعمل الرحمة فليست رحمة لمن لا يستعمل الرحمة لذلك يا أحبائي نحن نقول يارب اعطينا في فرصة الحياة التي نعيشها الآن وفي أيام غربتنا أعطينا فرصة أننا نربح الملكوت نغلب ذواتنا نغلب العالم ونؤمن بالأبدية نعطي أخوتنا ونرحم بعضنا البعض ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين.
غاية تدبير خلاصنا إرسال الروح القدس
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
من غاية تدبير خلاصنا هو إرسال العطية العظمى علينا وهي عطية الروح القدس، حيث أن ربنا يسوع المسيح في تدبيره أن يرد الإنسان إلى رتبته الأولى،في تدبيره أن يردنا للفردوس الذي طردنا منه،لكن لكي نرد للفردوس نحتاج أمور كثيرة يفعلها من أجلنا، أخذ شكلنا وأتى إلى عالمنا وتجسد وعاش في وسطنا هذه كانت نقطة مهمة جداً لكن هذا لم يكن كافي كان لابد أن يفدينا، وأن يدفع ثمن خطايانا وتعدياتنا وتجاوزتنا، فسلم نفسه لتدبير الصليب، وصلب عنا فبذلك دفع ثمن الخطية لكن مات، فقام لكي ما يغلب الموت ويكون بذلك دفع ثمن الخطية وغلب الموت أيضاً،فماذا بعد؟ عندما قام أثبت قيامته بظهورات كثيرة وظل أربعين يومًا يظهر للتلاميذ وللمؤمنين وفي النهاية جمعهم معا وصعد أمام أعينهم لكي يقول لهم أنا أتيت من عند الآب ولابد أن أرجع للآب،فأمام أعينهم ارتفع وصعد للسماء لكي يقول لنا مثلما جئت لأجلكم وصلبت ومت من أجلكم وقمت من أجلكم، أنا الآن أصعد من أجلكم لكي أرتب لكم مكان معي في السماء، إذن فما هي المرحلة التي نحن فيها الآن؟ أن المسيح أكمل تدبير الفداءوصلب ومات وقام وصعد، وعندما صعد أصبح أولاده دائمًا يتذكرون هذا المنظر، ودائماً أعينهم مرفوعة إلى فوق،فهذه هي الحالة التي نحن فيها الآن، أن المسيح صعد ونحن قلبنا ارتفع معه، المسيح صعد ونحن أعيننا شاخصة إلى فوق،المسيح صعد لكي يقول لنا أنا ذاهب لأعد لكم مكان، لكن ونحن نعيش في هذا العالم بدأت أعيننا تنظر لأسفل وبدأنا نضعف قليلاً وبدأنا ننسى قليلاً وبدأت السماء لا تشغلنا وبدأ حدث صلب وقيامة وموت ربنا يسوع المسيح أصبح ماضي وقليلاً وننساه، قال لنا لا فأنا لم أفعل كل هذا لكي أكون ذكرى في حياتكم فقط،فماذا تفعل يارب؟ قال أعطيكم الشيء الذي يثبت فيكم كل هذا، التي تساعدكم على فهم وتذكر كل هذا، التي تعطيكم غلبة على الجسد،التي تجعل لكم غلبة على الموت، التي تعطيكم غلبة على الزمن، ما هو هذا يارب الذي تعطيه لنا والأشياء التي تنقصنا؟!بعدما تجسدت وبعدما عشت في وسطنا وبعدما مت وصلبت وقمت وصعدت،فما المتبقي؟!فكل هذا فعلته من أجلنا فهذا يكفي،قال لك لا أبدا فهناك شيء كأنه ختم لكل هذا، ما هو؟ قال لك هو الروح القدس، هذا يعطيه لنا لكي يقول لك كلما سبق هذا لا تستطيع أن تستفيد به إلا بالروح القدس، تعرف عندما شخص يكتب لك ورقة وتكون عليها إمضاء مثلاً وزير أو ما إلى ذلك فتكون بذلك ورقة مميزة وجميلة جداً، الورقة وإمضاء وزير لكن تحتاج إلى ختم وهذا الختم يعطي مصداقية لكل كلمة مكتوبة، إذا أنت رأيت هذه الورقة بدون ختم من الممكن أن تشك فيها رغم أن كل الناس تقول لك هذه إمضاء الوزير، يقول لك معذرة لكن يجب أن يكون هناك ختم، الروح القدس هو الذي ختم على كل ما سبق الذي يعطيه لنا لكي يكون الصليب فينا حقيقة فاعلة والصعود فينا حقيقة فاعلة،لكي تكون كلمة الله فاعلة فينا،هذا هو الروح القدس، شاهد حال الكنيسة الآن التي تنتظر بعد يومين لكي تأخذ الذي قال عنها ربنا يسوع المسيح أنها العطية العظمى،هذه هي الأيام التي ننتظر فيها العطية العظمى، لكن هذا ماذا يفعل فينا؟ قال لك يبكتكم على الخطية وعلى دينونة، ستجد أن الروح القدس داخلنا ساكن فينا وعندما نفعل شيء ليس جيد أو غير مضبوط تجد فيك شيء يوبخك ويؤنبك فهذا هو الروح القدس،وماذا أيضاً؟ قال لك هذا الذي يذكركم بكل ما قلته لكم، أنا أريدك أن تتخيل معي مثلاً الموعظة على الجبل، الموعظة على الجبل هي ثلاثة إصحاحات كاملة من إنجيل متى (٥، ٦، ٧) عندما حضرها التلاميذ مع السيد المسيح سمعوا هذا الكلام فهل أحدنا يستطيع أن يتذكر شيء بعد أربعة أو خمس أو ستة أو سبعة سنوات وربما عشرة سنوات، فإن أكثر بشارة كتبت مبكرًا قليلاً هي بشارة معلمنا مرقس حيث كتبت سنة ٥٢ ميلادية أي بعد صعود ربنا يسوع المسيح تقريبًا بعشرين سنة،فهل يمكن لشخص أن يتذكر كلام قيل بعدعشرين سنة ويكتبه كاملاً بالنص؟ نحن جميعاً نعرف أننا لا نتذكر ما يحدث في نفس اليوم أو بعد أسبوع أو أسبوعين ليس ما يكتب في ثلاثة إصحاحات كاملة، يقول لك لا ليس ذاكرته هي التي قالت هذا، من الذي ذكره بهذا الكلام بتفاصيله؟ الروح القدس، الروح القدس ذكر التلاميذ وذكرالآباء وذكر متى الرسول أنه يكتب كلمة كلمة في الموعظة على الجبل، تخيل عندما يقول "طوبى لكم إذا طردوكم وعيروكم وقالوا فيكم كل كلمة شريرة من أجلي، افرحوا وتهللوا، ..... إلخ"، كيف يكتب كل هذا الكلام؟ بالروح القدس، "فهو يذكركم بكل ما قلته لكم"، ما الذي يجعل حياة المسيح ثابتة داخلي؟، ما الذي يجعل أقوال ربنا يسوع المسيح منقوشة على قلبي؟، ما الذي يجعلني أتذكر الآية عندما أكون في موقف ضعف؟ أقول لك الروح القدس،هل الروح القدس يفعل في كل هذا؟ قال لك نعم يذكركم بكل ما قلته لكم، الروح القدس هو الذي يعزي، هذا هو المرشد، هذا هو الذي يصلي، هذا هو الذي يوبخ على الخطايا، هذا هو الذي يشجع،هو الذي يوبخ، نعم الروح القدس يفعل فينا كل هذا، لذلك يقول لك كل تدبير الفداء الذي فعلته أنا أختم عليه بعطية مهمة جدًا والتي تجعل عملي دائم وفاعل فيكم وهو الروح القدس لذلك يا أحبائي الكنيسة تهيئنا لاستقبال عطية الروح القدس باشتياق ولهفة، قال لهم "لا تبرحوا أورشليم"،لا تذهبوا بل كونوا هناك مجتمعين هكذا، لأن بالطبع التلاميذ عندما اجتمعوا وبعد ذلك ربنا يسوع المسيح صعد أمام أعينهم فإنهم شعروا أن فرصة أنهم يقابلوه قد انتهت،وكان من الممكن أن يقابلوه قبل ذلك، كل فترة يقولوا هو ظهر، هو ظهرفكانوا مجتمعين لكن عندما صعد أمام أعينهم كان من الممكن أن كل فرد منهم يذهب ليرى مصالحه أو يسافر بلد معينة لا بل قال لهم "لا تبرحوا أورشليم قبل أن تلبسوا قوة من الأعالي"، هذا يا أحبائي نصيبنا من عطية الروح القدس، أننا الآن لابد أن يكون لدينا ترقب واشتياق، كان الآباء يعطوا تدريب جميل جداً يقول لك صلي قطع الساعة الثالثة حتى إذا لم تكن الساعة الثالثة، بمعنى أنك تقول "أيها الملك السمائي المعزي روح الحق الحاضر في كل مكان والمالئ الكل كنز الصالحات ومعطي الحياة هلم تفضل وحل في وطهرني من كل دنس"، هلم تفضل، يقولون أن الروح القدس ضيف غني، ضيف جميل، ضيف مفرح لكن لديه نقطة لابد أن تكون موجودة في الذي يستضيفه، ما هي؟ أن يتمسك به جداً وبشدة،الروح القدس اعتبره ضيف جميل غني مفرح لكن من الممكن تجاوزا نقول كلمة والروح القدس يسامحني ويسامحنا كلنا اعتبروه خجول، ما معنى خجول؟ أي يأتي ويقف من بعيد ويظل يفكر كثيراً هل يطرق أم لا؟!هل يطرق أم قد يكونوا لن يفتحوا؟!،فينتظر قليلاً لا يطرق ثم يقول سأطرق خفيفا ثم يطرق خفيفا يجد الناس لا تفتح فماذا يفعل؟ ينتظر وينتظر مدة ثم يطرق خفيفا هو كذلك، الروح القدس يحتاج الذي يقول له هلم تفضل تعالى، لا بل تفضل هنا، لابد أنا تمسك فيه، هل تعرف عندما يقول عن تلميذي عمواس فألزماه، لابد أن تلزم الروح القدس، فيدخل وعندما يدخل لا يجلس إلا عندما تقول له اجلس هو كذلك، إذ لم تقل له اجلس لا يجلس، لكن أنت أمسكت به وأدخلته وأجلسته بعد ان أجلسته لابد أن تحضر له شيء لتقدمه له هو كذلك، وعندما تحضر له شيء تقدمه له لابد أن يقول لك في الأول شكراً هو كذلك، فلابد أن يكون الروح القدس تتودد إليه، لابد أن تقل له كثيراً هلم تفضل وحل في، جميعكم تعرفون ثمار الروح القدس وهي محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، ثمار جميلة، لكن هذه الثمار لا يقدمها لك إلا عندما تمسك فيه إذن القترة التي نحن فيها الآن اليوم وغدا وبعد الغد لابد أن نبدأ نقول كلمة"هلم تفضل وحل في وطهرني من كل دنس"، "وهذا لا تنزعه منا أيها الصالح"، لأنه انتبه معلمنا بولس قال عنه كلمتين أو ثلاثة مهمين جداً قال لك "لا تطفئوا الروح"، ومرة أخرى قال لك "لا تحزنوا الروح"، فهو ينطفئ ويحزن فأنا قلت لك منذ قليل أنه حساس، أنه خجول هو كذلك، إذن الشيء الذي ينطفئ لابد أن تحيط عليه قليلاً، وأيضاً الذي يحزن، لا تحزنوا الروح القدس، فلابد أن تخاف على مشاعره، هو ذلك، الروح القدس كذلك، لذلك يا أحبائي ونحن ننتظرعطية الروح القدس فهي فترة فيها رفع قلب،وفيها انتظار واشتياق،وفيها ترقب، وفيها طلب، وفيها إدراك لمعنى الروح القدس لذلك ربنا يسوع المسيح عندما صعد وأرسل الروح القدس على الكنيسة، آخر نقطة أقولها لك، شاهد ماذا حدث في الكنيسة، شاهد ماذا حدث في التلاميذ، فهؤلاء الذين كانوا خائفين، فهؤلاء الذين كانوا تعليمهم بسيط،من هؤلاء؟! من هؤلاء لكي يكتبوا هذا الكلام؟!أنا أريدك أن تقرأ رسالة معلمنا بطرس وترى الجمال والتعبير اتوا الفلسفة الموجودة لديه، أليس هذا هو الصياد؟!لابل عليك أن تنسى كل هذا، ما الذي حدث؟ هذا هو الروح القدس، شاهد بطرس الذي أنكر وهو يقول عظته يوم الخمسين بكل مجاهرة، الذي كان يخاف من امرأة جارية، ستجد في قسمة صلاة القداس في فترة صوم الرسل يقول لك "والذي أنكرك أمام جارية اعترف بك أمام ملوك وولاة"، هكذا تغيروا تماماً وأصبحوا ليس كما هم بل أن الروح القدس صنع فيهم عجائب في الكرازة، في الكلمة، في قوة الاحتمال، في المجاهرة باسم ربنا يسوع المسيح، في الشهادة لاسم ربنا يسوع المسيح، رغم أنهم اضطهدوهم جداً، وعذبوهم جداً، واتعبوهم جداً، قالوا لهم سوف نجلدكم فلا تتكلموا باسمه مرة أخرى، فالذي سينطق باسمه مرة أخرى أنتم تعرفون ماذا سيحدث له، فقالوا لهم لا يمكننا أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا، افعلوا فينا ما تريدوه وعندما عذبوهم وضربوهم يقول لك "وخرجوا فرحين لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه"، هذا الكلام كله من ثمرة الروح القدس، تريد أن تتغير بالفعل تودد للروح القدس وقل له أنا ضعيف جداً، أنا عاجز جداً، أنا فشلت كثيراً، كثيرا جداً، أنا مللت من كثرة المحاولات،أنا لا توجد مني فائدة، يقول لك لا بل تعالى فأنا افعل منك شيء عظيم، هل ستكون أضعف من هؤلاء؟ أنا أحب أن اختار هؤلاء الناس، لماذا؟! لكي يكون الفضل لعملي فيهم، لذلك يا أحبائي هذه الفترة هي فترة جميلة نجلس ونتودد فيها للروح القدس ونقول له "هلم تفضل وحل فينا"ربنا يعطينا أن نكون مؤهلين لهذه العطية،مشتاقين إليها،رافعين قلوبنا، ودائماً مستعدين لقبول هذه العطية يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين.