المقالات
25 أغسطس 2025
القديسة مريم في الأعياد
خلال تجسد ابن الله من العذراء مريم انفتحت أمامنا أبواب السماء، وصارت أيامنا كلها أعياد. من أجل هذا وضعت الحان مريمية تناسب كل عيد خلالها نتذكر أننا قد تقبلنا فرح الله في حياتنا خلال يسوع المسيح، ابن العذراء.
فيما يلي نذكر بعض النصوص والألحان المريمية التي تستخدم في أعياد معينة.
1- عيد الميلاد:
سبق أن شرحنا أنه منذ بدء شهر كيهك حتى عيد الميلاد (29 كيهك) تضع الكنيسة برنامجا مريميا، حتى تسحب أفكارنا نحو ميلاد المسيح العذروي.
بجانب النصوص المريمية العادية يستخدم في قداس العيد نصوص مريمية وأخري تخص السيد المسيح لها اتجاه مريمي، نذكر على سبيل المثال:
+ اليوم أشرق لنا نحن أيضا النور الحقيقي،
من مريم العذراء العروس النقية.
مريم ولدت مخلصنا محب البشر الصالح.
في بيت لحم اليهودية كأقوال الأنبياء...
+ طأطأ سماء السماوات،
وأتى إلى بطن العذراء.
وصار إنسانا مثلنا بدون الخطية وحدها...
+ تعالوا جميعا لنسجد لربنا يسوع المسيح،
الذي ولدته العذراء وبتوليتها مختومة...
ذكصولوجيات عيد الميلاد
+ اليوم البتول تلد الفائق الجوهر،
والأرض تقرب مغارة لغير المقترب إليه.
الملائكة مع الرعاة يمجدون،
والمجوس مع النجم في الطريق سائرين،
لأنه من أجلنا ولد صبيا جديدا الإله الذي قبل الدهور.
بعد قراءة الأبراكسيس
+ افرحي (السلام) أيتها السماء الجديدة،
التي أشرقت لنا منها شمس البر،
رب جميع البرية.
أسبسمس (آدام)
+ المولود من الآب قبل كل الدهور،
ولدته الملكة، وبتوليتها مختومة.
أسبسمس (واطس)
2- عيد البشارة:
+ افرحي (السلام) يا والدة الإله،
تهليل الملائكة.
افرحي أيتها العفيفة،
كرازة الأنبياء.
افرحي أيتها الممتلئة نعمة،
الرب معك.
افرحي يا من قبلت من الملاك فرح العالم!
أسبسمس (آدام)
3- الأعياد المريمية:
في الأعياد المريمية يقال عادة اللحن المريمي الجميل الذي يدعى
"الأوتار العشرة".
+ داود حرك الوتر الأول في قيثارته، صارخا قائلا:
قامت الملكة عن يمينك أيها الملك (مز45: 9).
وحرك الوتر الثاني من قيثارته، صارخا قائلا:
اسمعي يا ابنتي وانظري،
وأميلي سمعك،
وانسي شعبك وبيت أبيك (مز45: 10).
وحرك الوتر الثالث...، قائلا:
كل مجد ابنة الملك من الداخل،
مشتملة بأطراف موشاة بالذهب (مز45: 13)
وحرك الوتر الرابع...، قائلا:
يدخلن إلى الملك عذارى خلفها (مز45: 14).
وحرك الوتر الخامس...، قائلا:
عظيم هو الرب،
ومسبح جدا في مدينة إلهنا،
على جبله المقدس (مز45: 1).
وحرك الوتر السادس...، قائلا:
أجنحة حمامة مغشاة بفضة،
ومنكباها بصغرة الذهب (مز68: 13).
وحرك الوتر السابع...، قائلا:
جبل الله، الجبل الدسم،
الجبل المجبن، الجبل الدسم (مز68: 15).
وحرك الوتر الثامن...، قائلا:
أساساته في الجبال المقدسة،
أحب الرب أبواب صهيون (87: 1، 2).
وحرك الوتر التاسع...، قائلا:
تكلموا من أجلك بأعمال كريمة يا مدينة الله (مز78: 3).
وحرك الوتر العاشر...، قائلا:
اختار صهيون، ورضيها مسكنا له (مز 132: 13).
اشفعي فينا أمام الرب...".
كما يقال لحن مريمي آخر في تكريم القديسة مريم ويمكن أن يستخدم في أي عيد آخر:
"افرحي يا والدة الإله العذراء،
يا شفيعة في العالم عند المخلص، إلهنا...
افرحي يا والدة الإله العذراء،
والدة عمانوئيل،
يا من غير متزوجة،
افرحي يا طقس الملائكة.
افرحي يا شفيعتنا عند الآب إلهنا، نعظمك...
4- الصوم الكبير:
بين تسابيح وألحان الصوم الكبير المتنوعة التي تركز على التوبة والصوم كإعداد لعيد الفصح (القيامة)، يقال لحن مريمي خاص بهذه الفترة يسمى"ميغالو" أي "العظيم". هذا اللحن في حقيقته مقدم للسيد المسيح. ابن العذراء، ننشده قبل "الثلاث تقديسات"، وكأن الكنيسة تريد أن تعلن ارتباط ميلاد المسيح البتول بقيامته.
"رئيس الكهنة الأعظم إلى الآباد،
الطاهر، القدوس الله.
على طقس ملكي صادق الكامل، قدوس القوي.
المتجسد من الروح القدس ومن القديسة مريم البتول بسر عظيم،
قدوس الذي لا يموت، ارحمنا..."
ويكمل هذا اللحن بلحن رئيسي آخر يسمى "آبنشويس" (ربنا)،
فيه يقول:
"ربنا يسوع المسيح، صام عنا أربعين يوما وأربعين ليلة،
حتى خلصنا من خطايانا...
البخور الذي بطنها.
البخور الذي تلده كي يغفر لنا خطايانا.
فلنسبح مع الملائكة، صارخين، قائلين:
مستحقة (اكسياس)،
مستحقة،
مستحقة يا مريم العذراء".
5- أسبوع البصخة:
في هذا الأسبوع تطفئ كل "القناديل" (السرج) الموضوعة أمام أيقونات القديسين ولا يقدم بخور أمام الأيقونات، بل ولا يذكر المجمع في قداس خميس العهد، إذ يلزم أن نوجه أنظارنا إلى أحداث هذا الأسبوع الأخير قبل القيامة. ومع هذا فإن الألحان المريمية تجد لها موضعا وسط طقس هذا الأسبوع وذلك بسبب التلازم بين التجسد الذي تحقق خلال البتول وسر الصليب.
ففي كل ليلة قبل قراءة الطرح (تفسير الإنجيل)، نردد:
"افرحي (السلام) يا مريم الحمامة الحسنة،
التي ولدت لنا الله الكلمة".
وفي الجمعة العظيمة، قبلما ننشد "الثلاث تقديسات"، نردد لحن جميل يدعى "مونوجانيس (الابن الوحيد)". فيه تذكر الكنيسة شخص المصلوب الذي ظهر في الضعف، وهو بعينه المولود من العذراء، إذ أخلي الله ذاته وصار إنسانا من أجلنا" (في2: 7).
"أيها الابن الوحيد الجنس،
وكلمة الله الذي لا يموت، الأزلي،
والقابل كل شئ لأجل خلصنا،
المتجسد من القديسة والدة الإله،
الدائمة البتولية مريم،
بغير استحالة،
المتأنس، المصلوب،
المسيح الإله.
بالموت داس الموت،
أحد الثالوث القدوس،
الممجد مع الآب والروح القدس،
خلصنا".
6- عيد القيامة (الفصح):
يرى الأباء القديسون تشابها بين أحشاء القديسة مريم وقبر الرب، فكما ولد الرب من القديسة مريم وبقيت بتوليتها مختومة، هكذا قام الرب وأختام القبر كما هي.
في الطقس البيزنطي الخاص بخدمة عيد الفصح، يقال: د
" أيها المسيح، الذي لم يكسر باب البتول بميلاده،
قمت من بين الأموات،حفاظا على الأختام كما هي،
فاتحا لنا أبواب الفردوس".
وفي الطقس القبطي يقال في عيد الفصح النص المريمي التالي:
"استنيري، استنيري، أيتها العذراء مريم".
أسبسمس (آدام)
فالقديسة مريم وقد حفظت في قلبها الأحداث العجيبة الخاصة بابنها (لو2: 19) قد استنارت ببهاء الرب القائم من الأموات وأدركت سره في أكثر الكمال.
القمص تادرس يعقوب ملطى كاهن كنيسة مار جرجس سبورتنج
عن كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي
المزيد
24 أغسطس 2025
انجيل قداس الأحد الثالث من شهر مسرى
تتضمن الحث على عدم سماع مشورات الشيطان وفي القيامة والمجازاة مرتبة علة قة له تعالى من يصنع مشيئة الله هو أخى وأختى وأمى "( مر ٣ : ٢٢-٣٥ )
قد سمعتهم ايها الاحباء أن السيد له المجد لما قالوا له " هوذا أمك وأخوتك خارجا يطلبونك فأجابهم قائلا من أمى واخوتى ثم نظر حوله إلى الجالسين وقال ها أمي وإخوتي لأن من يصنع مشيئة الله هو أخي وأختى وأمى "إذن يجب علينا حتما أن نطيع الله ونسلك حسب مشيئته فلا نغتر بمواعيد الشيطان الكاذبة التي لا يقصد أن يعطيها لنا بل ليعدمنا ما هو أعظم كثيرا بجنوحنل اليه ويدبر على الاضرار بنا حيلة المختلفة فيحسن لنا إمتلاك الأموال من الخطف لنعدم ملكوت العدل ويحرصنا على أن نكنز أموالنا في الأرض لنسلب المكنوز في السماء ويجب لنا الغنى الزائل لنفتقر من الغنى الدائم وإن لم يمكنه أن يضيع علينا الآخرة بغنى الدنيا قاتلنا بالفقر وهكذا قاتل أيوب ( لأنه لما لم يقدر أن يقهره في حال غناه اراد أن يقهره بالفقر )إلا من استطاع أن يكون فى غناه عفيفا غير متنعم ولا متعظم مشاركا فى الانتفاع به المحتاجين فانه يحتمل الفقر بشهامة تامة ومن لم يشغف بغناه ولا حصله بكد وشره كثير من حرام وحلال وثبت ضابطا له مانعا لغيره من الإنتفاع له ولا استأثر بالتنعم والتبذخ فيه والصلف به ولم يتلهف على فقده وهذه كانت حالة أيوب ولما قدر الشيطان أن يسلبه أمواله لم يتمكن من أن يسلبه حبه الله لكن صار سببا في ظهور حبه ولما رأى انغلابه فيما جاهده به بادر إلى سلاحه القديم الذي اعتاد النجاح به إلا وهى المرأة فجعلها تندب مصائبه وتظهر الاشفاق عليه وتتصنع في خلاصه وتشير عليخه بتلك المشورة المهلكة له بالحقيقة إلا أن أيوب السعيد قد عرف خدعة عدوه اللدود وأصمت المتكلمة بحكمته فسبيلنا أن لا نقبل مشورة الشيطان ولو جاءتنا على لسان امرأة أو ولد أو والد أو أخ أو قريب أو صاحب فإنه يختفى لصيدنا ويهجس لنا ما يوافق شهواننا ليصطادنا والله تعالى المحب لنا يؤدبنا لما فيه خيرنا ويأمرنا بما يخلصنا ويظهر ذلك عنه بالفعل والقول فقد قال الرسول " الذى يحبه الرب يؤدبه " فينبغي لنـــــا أن نتوجع ونرتاع كثيرا إذا اخطأنا وثبتنا في الخطأ ولم ينلنا تأديب حذرا من أن تجتمع جرائمنا فنعاقب عليها عقابا صارما فإنه تعالى إينما يمهلنا على جرائمنا مرة بعد أخرى لنرجع فإذا لم نقلع عنها أدبنا عن جملة ما تقدم منها وقد ظهر هذا في فرعون فإنه تعالى وامهله عدة مرات فلما ثبت عصيانه ولم يقلع عن طغيانه عاقبة أخيرا عقابا مرا ونبوخذ نصر أدى في آخر عمره ما استحق عن كل جرائمه السابقة والغنى لما لم يقابل في الدنيا عن شروره قبل مجازاته في الآخرة صار أشد الناس فقرا إلا ان اناسا لا فهم لهم قد يتوهمون عدم المجازاة اخيرا فيالعظم غباوتهم إذ لا يقيسون ليفهموا الا يرون كيف يوصى من حضرته الوفاة على من كانت له عليه خدمة ؟ أفما يشاهدون الملك كيف ينعم على خواصه والسيد كيف يخص لجوده وإكرامه عبده الملازم خدمته المحافظ عليها الخادم له حسب غرضه ؟ وكل واحد من الناس يكافئ من يحبه ومن يطيعه ومن يخدمه بحسب قدرته أفيكون الله وحده الصالح الجواد المقتدر وحده لا يكافئ محبيه والعاملين بحسب مراده والمحتملين الآلام من أجله مثل تلاميذه والمستشهدين على اسمه والمتعبدين عمرهم كله لما يقربهم منه تعالى ؟ حاشا فإن قيل فمن جاء من الناس من هناك وعرفنا بما هو حاصل قلت لو جاءنا إنسان لكذب فى ما يقوله لجواز ميله إلى غرضه ولو لم يكن حقا أو تفخيمه في ما يصفه أو نسيانه أو جهله لأن هذه كلها وأمثالها تعرض للأنسان فأما وقد جاءنا يسوع العالم بكل شئ الصادق وحده الذي لا يعرض له نقض ووصف لنا ان تلك المجازاة دائمة ولا توصف بقول لإرتفاعها عن الوصف فما بقى غلا التصديق بذلك والعمل بمقتضاه وأخبرنا أنه قد أعد النعيم لمن يطيعونه والجحيم لمن يخالفونه ولو أزمع أمه ليحاكمنا ويجازينا كل واحد بحسب عمله لما طالبنا في هذه الدنيا بالواجب له علينا ولكى نصدق بالمحاكمة والمجازاة لم يطالب كل واحد في هذه الدنيا بما يجب عليه بل قدم بمعاقبة البعض عن بعض جرائمهم ليحصل التصديق بالمجازاة وبسياسته تعالى للعالم وليظهر كذب من قال إن العالم مهمل ولو كان تعالى يهمل أعمالنا بأسرها فلا يسوسها ههنا ولا يجازى عنها هناك لما عاقب في هذه الدنيا أقواما وأحسن إلى آخرين وها نحن نراه مشرقا شمسه منبتا أرضه ضابطا بحره مصرفا براياه بما شرعه لطبائعها من أجل خدمتنا وإذا كان الله قد اهتم بما أوجده لمنفعتنا وخدمتنا فهل يهمل الإهتمام بنا لاسيما في شدائدنا ؟ وإذا كان قد أكرم طبيعتنا بإستخدام طبائع جميع الحيوانات الأخرى لها فهل يتركنا بعد انقضاء عمرنا معدومين مثل البهائم مطروحين مع الجماد والنبات ونحن الذين قد أوجدنا الله على صورته وساسنا بشريعته وجاد علينا بأن وصلنا بذاته كلا لابد من قيامة أجسادنا ومقابلتنا مقابلة عادلة عن جميع أفكارنا وآمالنا واقوالنا وأعمالنا فسبيلنا اذن ان نتوسل اليه تعالى ليوفقنا جميعا ويعبننا على ما يرضيه قبل الوقوف في مجلس القضاء الرهيب بنعمة وتحنن ربنا يسوع المسيح الممجد مع ابيه والروح القدس دائما آمين.
القديس يوحنا ذهبى الفم
عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
23 أغسطس 2025
تحويل مركز الحياة من أنا إلى المسيح
من رساله معلمنا بولس الرسول الى اهل غلاطية اصحاح 2 عدد 20 بركاته على جميعنا امين المسيح صلب احيا لا انا بل المسيح يحيا في فما احياه الآن في الجسد فأنما احياة في الايمان ايمان ابن الله الذي احبني واسلم نفسه لاجلى نعمه الله الاب تحل على ارواحنا جميعنا امين معلمنا بولس الرسول يعطينا شعار لحياتنا مبدأ لحياتنا ما الحياه التي نعيشها قال احيا لا انا بل المسيح يحيا فيا كيف احيانا لا انا ؟! انا تكون داخل المسيح انا ملكي تكون محفوظه في المسيح عايشه للمسيح وعايشه بالمسيح احيا لا انا بل المسيح يحيا فيا احبائي هدف حياتنا ان لا نحيا نحن بل يحيا المسيح فينا نحن عايشين ونجاهد ونصوم ونصلى ونذهب الى الكنيسه لكي لا نعيش نحن بل يعيش المسيح بداخلنا في الحقيقه انا عايش انا لا المسيح انا كل حاجه عندي انا اهم شيء انا اكل اشرب انام اخرج اروح اجي اتفسح انا انا اين المسيح؟! دائما نعيش انا لا المسيح انظر الى البرنامج اليومي لديك اين هو المسيح؟! كرامه المسيح فعلا في حياتك ؟! ما هي ما الوقت الذي تقضيه مع المسيح تجد نفسك مشغول اصبحت انت الذى تعيش وليس المسيح تفكر في المسيح كم من الوقت؟! تعطي المسيح مساحه ماهى؟! المسيح في حياتك قد ايه حجم المسيح في حياتك وبداخلك انت قد ايه فأصبحت لا مثل معلمنا بولس عندما قال احيا لا انا بل المسيح بل احيا انا لا للمسيح ما اصعب احبائي ان اكون انا محور الحياه ما اصعب اكون انا مشغول جدا بالأرض و بنفسي مشغول جدا بالزمن مشغول جدا بالماديات وبالعلاقات اين المسيح ؟! في الحقيقه قليل جدا ممكن ان يكون غائب احبائي كيف ينقل مركز الحياه من انا الى المسيح؟! كيف اقول فعلا به نحيا ونتحرك ونوجد كيف اقول حقيقي منه وبه وله كل شيء كيف اقول حقيقيا ان المسيح هو محور حياتي وليس انا الحياه منه هو العمر منه هو الايام منة هو المال منه كل شيء منه طالما منه لابد ان يكون له منه وله معلمنا بولس يضع كلمة اخرى بة منه وله وبة كل الاشياء احيا لا انا بل المسيح فكر بفكر المسيح عايش بحياه المسيح عايش باهتمامات المسيح ولادك في المسيح شغلك في المسيح بيتك في المسيح كلامك في المسيح نظراتك في المسيح صحتك في المسيح مالك في المسيح يكون صاحب الفضل عليك في كل شيء احبائي الحياه بتاعتنا ليست ملكنا احبائي لكنها ملكه هو احيا لا انا ما اخطر الحياه التي للذات ما اخطر الحياه التي مركزها انا انا ثم انا دائم التفكير فى حياتى كيف ان اعيشها كيف ان استمتع بها كيف ان اتلذذ بأمور الحياة دائم التفكير في نفسى الحياه في المسيح ليست كذلك احبائي بل لابد ان تشعر ان متعتك في المسيح ولذتك في المسيح وكرمتك في المسيح وذاتك في المسيح وفرحك في المسيح تتحول حياتك بعد ما كنت تكسب المال لكي تتلذذ به نفسك اصبحت تكسب مال لكي تعيش به لكن المال تمجد بي الله وتشكر بي الله وتعطي به الله وتساعد غيرك لان المال وسيله لمجد الله الحياه عندما تكون للمسيح الكيان باكمله يتغير التفكير يتغير الاهتمامات تتغير الاولويات تختلف احياء لا انا بل المسيح الانسان عندما يعيش لنفسه يكون في هم شديد جدا الناس التي تعيش لنفسها تجدهم ليست مبسوطين حزناء الحياه من اجل الذات الحياه من اجل الارض الحياه من اجل الزمن لا تأخذ منها الا الهم والحزن والضيق والاكتئاب معلمنا بولس يقول احيا لا انا بل المسيح العمر الذي انا اعيشوا الان ليس عمري بل عمر المسيح لان المسيح عندما مات من اجلي مات هو لكي اعيش انا مات هو و اعطاني حياته هو فالحياه التي انا اعيشها الان هي في الحقيقه هي حياته هو انا عايش حياه المسيح وله الفضل في حياتي المفروض ان اعيش المسيح على الارض احبائي الانسان الذي عايش بداخل نفسه مخنوق مهموم حزين مكتئب لانه عايش لذاته هو انسان عايش لنفسه لان الإنسان ليس بالسهولة ان يشبع او يكتفى لانة عايش لذاتة عايش يقول انا عايش لاجل الناس ان تكبروا الناس تحترموا دائما لا يجد توقعاته يجد الناس ليست تكبره ولا تحترمة فتجدوا دائما في ضيق اكتئاب وحزن مراره نفسه تصعب عليه لانه ليس لنفسة بولس قال ما احيا الان في الجسد ليس لي انا بحياه من اجل الذي احبني واسلم ذاته لاجله ليست حياتي انا ايمان ابن الله الذي احبني واسلم ذاته لاجلى هو مات لاجل الجميع لكي يعيش الاحياء فيما بعد لا لانفسهم بل للذي مات من اجلهم وقام اصبح انا الان اعيش حياه الذي مات لاجلي وقام احيا لا انا بل المسيح يحيا فيا احيانا الانسان يمر بأربع مراحل اولا انا لا المسيح وممكن الانسان يتقدم بعدها يقول انا والمسيح لكنة هو الاول مرحله ثالثه المسيح وانا اما مرحلة معلمنا بولس لا انا بل المسيح فكر وابحث انت تنتمى لاى مرحله فيهم هل لاغى المسيح من حياتك ولا تعطيه وقت ولا فكر ولا اولويه ولا اي شيء ؟! انا ثم انا ممكن اكون انا في هذه المرحله عندما يتقدم الانسان في النعمة يصبح المسيح وأنا لابد عندما أبدا يومى ان اصلى عندما اصوم او احضر قداس اكون فرح وعندما اطبق الوصيه اكون مبسوط المسيح وانا لا انا بل المسيح معلمنا بولس الرسول في سفر اعمال الرسل يقول ولا نفسي ثمينة عندي الانسان في المسيح يسوع احبائي يصل لمرحلة ان يقول على نفسه انا ليس مهم بل المسيح هو الاهم المسيح هو كل شيء قال به نحيا ونتحرك ونوجد لابد أن ننقل مركز الحياه من انفسنا الى المسيح انظر الى ابنك على انه ليس ابنك بل المسيح معطية لك انظر الى فلوسك انها ليست مالك ده خير المسيح لك المسيحي مؤتمن على المال ولا يمتلك المال الله يأتمنا على المال ولا يدع المال ملك لنا انت مجرد امين على المال مجرد امين على ابنك انت امين على زوجتك انت امين على بيتك انت امين على ايامك انت امين على عمرك لكن انت في الحقيقه لا تملك اي شيء من هذا معلمنا بولس الرسول قال ااخذ أعضاء المسيح واجعلها اعضاء زانية حاشا اعضاء المسيح هى اعضائى انا هذا جسد المسيح ملك المسيح اذا انا بتعامل مع المسيح فى جسمى ووقتى وعمرى وايامى اصعب شيء احبائى عندما ينظر صاحب الشئ الى الشى على انة بيتهان الوصية موجودة في الانجيل احبائي لكى تسندنا وترفعنا قوم خطواتى كقولك فلا يتسلط عليا اى اثم احيا لا انا بل المسيح يحيا في انقل مركز وجودك من ذاتك الى المسيح لكى تشعر بطعم جديد فى حياتك عندما اعيش المسيح ليس اعيش انا حياتى سوف تختلف حالة من الرضا ومن السرور والسعادة نفس ذاهدة للعالم من اقوال القديس يوحنا ذهبي الفم لا يستطيع أحد أن يؤذيك ما لم تؤذى انت نفسك ربنا يعطينا بركه الايام المقدسة لامنا العذراء نقول جميعنا مع معلمنا بولس احيا لا انا بل المسيح يحيا فيا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولربنا المجد الدائم الى الابد امين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس بمحرم بك - الاسكندرية
المزيد
22 أغسطس 2025
مختارات حلو الكلام
1- نحن نعیش في زمن إن سمعواعنك خیرًا أخفوه، وإن سمعوا عنك شرًا أذاعوه، وإن لم یسمعوا عنك
أي شيء اخترعوه. (جبران خلیل جبران)
2- كل صباح لابد أن تختار البحث عن الفرح ولا تنتظر قدومه.
3- لا ینبغي أن یكون الجمال في الجسد بل في الروح.
4- السعداء لا یملكون كل شيء بل مقتنعین بكل شيء.
5- تبرد قھوتك إذا غفلت عنھا.. فما بالك بمن تحب..
6- إن لم نكن في الأماكن التي نحبھا، فنحن غرباء أینما كنا.
7- اللي یخاف ربنا لا یتخاف منه ولا یتخاف علیه.
8- كل الأصوات في سمعي إلا صوتك في قلبي.
9- الأھداف ھي أحلام نحولھا إلى خطط وخطوات عملیة لتحقیقھا.
10- مھما كانت الظروف حین نرى الورد.. نبتسم.
11- عش حیاة سعیدة: لا تتباھى، تحدث أقل، تعلم یومیًا، ساعد الآخرین، اضحك أكثر، وتجاھل التفاھات.
12- من أرقى أنواع رفاھیة الروح أن یكون انفرادك بنفسك ھو متعتك الحقیقیة، فمن لا یأنس بذاته لا
یستطیع أن یأنس بشيء آخر
13- أھم قاعدة للفشل ھي إرضاء كل الناس.
14- الغایة النبیلة لا تتحقق بوسیلة فاسدة.
15- یتلاشى الجمیع ولا یبقى إلا المبدعون.
16- لا یتكبر إلا من كان عالمًا بنقصه.
17- الأسوار القویة الجیدة تصنع جیرانًا طیبین.
18- الماء یبقى ماء سواء قدمته بأكواب من ذھب أو من فخار، فكن أنت كالماء: لا تتأثر بالمظاھر. كن
جوھرة ذاتك.
19- علمتني الحیاة أن الصدمة: تضعفك لحظة وتقویك عمر.
20- رفیق السوء مثل البعوض، لا تحس به إلا بعد اللسع.
21- لا یتحدث في ظھرك بسوء إلا من یكره نجاحك.
22- البعض أحیانًا لا یفھمك، لیس لصعوبتك، لكن لأنك أكثر بساطة مما یتوقعون.
23- لا تتوقف إلا أن تصبح فخورًا بنفسك.
24- الأخلاق والأدب ھي ثوب الروح الأنیق، مخطئ من یظن أن المظاھر تجعل الإنسان أنیقًا.
25- طلب حكیم من مدخن أن یطفئ سیجارته في ثوبه، فقال المدخن وھل أنا مجنون حتى أحرق ثوبي،
فرد الحكیم بھدوء: وھل ثوبك أغلى من صدرك یا صدیقي؟
26- سقیت الشجر فأثمر، وسقیت البشر فأنكر.
27- لا تصدق أصحاب مقولة "سرك في بیر" لأن البئر یسقي كل أھل القریة.
28- أقوى وأخطر صرخة للمرأة عند صمتھا.
29- إن لم ترفعك أخلاقك لن یرفعك منصبك.
30- علمني أھلي الكلام وعلمني الناس الصمت. (مثل تشیكي)
31- الغضب ریح قویة تطفئ مصباح العقل. (مثل أمریكي)
32- التخمة أشد فتكًا من الجوع. (مثل ألماني)
33- من یقرض ماله لصدیقه یخسر الاثنین. (مثل فرنسي)
قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
21 أغسطس 2025
لماذا وُلد المسيح من إمرأة أو عذراء؟
قال القدّيس أغسطينوس فى عظة بهذا العنوان:
لو تجنّب الميلاد منها، لظننا كما لو كان الميلاد منها ينجِّسه، مادام جوهره لا يتدنّس فلا خوف من الميلاد من امرأة. بمجيئه رجلاً دون ولادته من امرأة، يجعل النساء ييأسْنَ من أنفسهن متذكّرات الخطيّة الأولى... وكأنه يخاطب البشريّة، قائلاً: ينبغي أن تعلموا أنه ليس في خليقة الله شرًا، إنّما الشهوة المنحلّة هي التي أفسدت الخليقة. انظروا، لقد وُلدت رجلاً، ووُلدت من امرأة، فأنا لا احتقر خليقتي، بل ازدري بالخطيّة التي لم أجبلها... لنفس السبب نجد النساء هن أول من بشرن بالقيامة للرسل. ففي الفردوس أعلنت المرأة عن الموت لرجلها، وفي الكنيسة أعلنت النساء الخلاص للرجال.
لماذا كان يسوع فى بطن العذراء؟
1- لاتمام نبؤات العهد القديم
2- لاتمام العملية التى خطط الله لها منذ سقوط آدم وهى الفداء
إن تجسد ابن الله الأزلي حسب الكتاب المقدس ليس حادثة ضرورية أو إضطرارية في ذاتها وإنما هو إتضاع إختيارى وحب إلهى للإنسان. فإن الله لأجل فداء البشر بذل إبنه الوحيد الذي أتي إلي العالم ليخلصنا من خطايانا واشترك في اللحم والدم لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس ويعتق أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية (عبرانيين 2: 15). وهذا التجسد وإن لم يكن ضرورياً في ذاته كان ضرورياً لفداء البشر لأنه ليس من طريقة أخرى معلنة لنا يمكن خلاص الناس بها. وذلك يوافق تعليم الكتاب المقدس الواضح أن اسم المسيح هو الاسم الوحيد الذي يقدر البشر أن يخلصوا به (أعمال الرسل 4: 12) وأنه لو أمكن نوال البر علي طريقة أخري لكان المسيح قد مات حسب قول الرسول بلا سبب (غلاطية 2: 21) وأيضاً أنه لو كان الناموس قادراً أن يحيي لكان بالحقيقة البر بالناموس (غلاطية 3: 21).
بما أن القصد بتجسد المسيح وتتميمه عمل الفداء هو مصالحتنا مع الله سمي المسيح وسيطنا لأنه دخل بيننا وبين الله يكفر عن خطايانا ويشفع فينا. وبما أن المسيح قد كفر عن الخطية ولا يقدر غيره علي ذلك يكون هو الوسيط الوحيد بين الله والناس وصانع السلام (أفسس 3: 16)، (تسالونيكى الأولى 2: 5).
لماذا إختار الله يوسف النجار لكى يكون هو خطيب مريم العذراء؟
يرد القدّيس جيروم ويقول:
كانت الخطبة ليوسف البار أمرًا ضروريًا، لأسباب كثيرة منها:
1- كان يوسف رجلاً بارا قديساً رأى الله فية الشخص المناسب المؤتمن على سر الحبل الإلهى.
2- لكي يُنسب يسوع للقدّيس يوسف قريب القدّيسة مريم، فيظهر أنه المسيّا الموعود به من نسل داود من سبط يهوذا.
3- لكي لا تُرجم القدّيسة مريم طبقًا لشريعة موسى كزانية، فقد سلّمها الرب للقدّيس البار الذي عرف برّ خطيبته، وأكّد له الملاك سرّ حبلها بالمسيّا المخلّص.
4- وجود يوسف بجانب العذراء كان ضرورياً لها فى أمور حياتها مع إبنها يسوع: فى الهروب إلى مصر والرجوع منها، وفى إعالتها والإنفاق على معيشتها
5- يوسف النجار هو حفيد للملك داود، ولو إستمر الملك لكان يوسف النجار هو ملك بنى إسرائيل، وعندما تمت خطوبة مريم العذراء ليوسف، ثم تمت ولادة المسيح بعد ذلك، وقيدة يوسف النجار فى السجلات الرسمية عند الإكتتاب بأنه هو أبية (الأب الشرعى) وسمى يسوع إبن يوسف، تم تحقيق النبؤات بأن المسيح هو الملك ويملك على بيت يعقوب:
+ (لوقا 1: 32-33) 32هَذَا يَكُونُ عَظِيماً وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ. 33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».
ولذلك خطوبة مريم العذراء ليوسف النجار كان لابد منها، وفيها تم تحقيق النبؤات، بأن المسيح هو الوريث كملك لكرسى داود أبيه، لأن الملك عند اليهود يورث عن طريق الأب وليس عن طريق الأم، كما أن الملك يكون هو الإبن البكر لأبية، وقد كان يوسف من بيت الملك داود، ولو إستمر حكم بنى إسرائيل لكان يوسف النجار هو ملك بنى إسرائيل، ولكنة كان نجاراً فقيراً، بل وأفقر أحفاد داود الملك، وعندما ظهر له الملاك فى حلم ذكرة بجدة الملك داود قائلاً يا يوسف إبن داود:
+ (متى 1: 20) يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ
ومعلوم أن يوسف كان هو الأب الشرعى ليسوع، وهذا يجعل وراثه الملك شرعيه وصحيحة، وبذلك تحقق قول الملاك جبرائيل للعذراء:
+ (لوقا 1: 32-33) 32هَذَا يَكُونُ عَظِيماً وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ. 33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».
وهنا لا يصح أبداً القول بوجود أولاد ليوسف النجار من زواج سابق وأن زوجتة توفت وأصبح أرمل ثم بعد ذلك خطب السيدة مريم العذراء، لأنه لو كان له أولاد من صلبة لأصبح البكر منهم هو الوريث الرسمى والشرعى لكرسى الملك داود حسب الشرع الإلهى، بصفتة الإبن البكر والإبن العصبى ليوسف النجار (الخارج من صلبة)، وجهل البعض بهذا الأمر يجعلهم يتهمون الله بدون علم منهم بأنه غير عادل وان كلام الوحى غير صادق (حاشاً)، ولكن نقول مع إبراهيم: "ادَيَّانُ كُلِّ الارْضِ لا يَصْنَعُ عَدْلا؟» (تكوين 18: 25).
المزيد
20 أغسطس 2025
نؤمن برب واحد
ويبدأ بعد ذلك الكلام عن الابن وأول ذلك نؤمن برب واحد يسوع المسيح كلمه رب معناها سيد، ومعناها إله، مثلما نقول في صلواتنا يا رب بمعنى "يا الله"وقد استخدمت كلمه رب في قانون الإيمان بمعنى إله والسيد المسيح أطلقت عليه كلمه (رب)، في الإنجيل المقدس بتعبير يدل على لاهوته مثال ذلك قوله عن يوم الدينونة الرهيب: "كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب، أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين ، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟! فحينئذ أصرح لهم إني لم أعرفكم قط. اذهبوا عني يا فاعلي الإثم" (مت7: 22-23) واستخدم نفس اللقب (يا رب) في الدينونة واضح في (مت25: 37، 44). قيل له ذلك وهو جالس على كرسي مجده ليدين (مت25: 31) كذلك قال له القديس اسطفانوس في وقت استشهاده أيها الرب يسوع اقبل روحي (أع7: 59). وكذلك استخدم لقب (رب) في مجال الخلق تعبيرًا عن لاهوته. فقال الرسول "ورب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء ونحن به" (1كو 8: 6). وقيل أيضًا إنه "رب السبت" (مت 12: 8) وقيل أيضًا أنه "رب المجد" (1كو 2: 8) واستخدم لقب (رب) بالنسبة إلى السيد المسيح في مجالات المعجزة ومن أجمل ما يقال في هذا المجال أن ربنا يسوع المسيح لم يلقب بكلمة رب فقط، إنما أيضًا رب الأرباب (رؤ 19: 16) وتكرر ذلك أيضًا في (رؤ17: 4) "رب الأرباب وملك الملوك" وهذا اللقب خاص بالله وحده كما قيل في سفر التثنية "لأن الرب إلهكم، هو إله الآلهة، ورب الأرباب، الإله العظيم الجبار المهوب" (تث10: 17) ولئلا يظن البعض أن استخدام كلمة (رب) بدلا من كلمة (إله) هو أن السيد المسيح أقل من الآب!! نرد قائلين:
1- قانون الإيمان ذكر اللقبين بالنسبة إلى السيد المسيح رب وإله فكما قيل "نؤمن برب واحد يسوع المسيح" قيل بعدها "إله حق من إله حق" وهذا يذكرنا بقول القديس توما له بعد القيامة "ربي وإلهي" (يو 20: 28).
2- كما أن كلمة (رب) أطلقت على كل من الأقانيم الثلاثة كما أطلقت على الابن أطلقت أيضًا على الآب وعلى الروح القدس فعن الآب قيل "فدخل الملك داود وجلس أمام الرب وقال يا رب من أجل عبدك داود وحسب قلبك فعلت كل هذه العظائم يا رب ليس مثلك، ولا إله غيرك" (1 أي 17: 16، 19، 20) وقيل عن شاول الملك "وذهب روح الرب من عند شاول وبغتهُ روح رديء من قبل الرب" (1صم 16: 4) أنظر أيضًا (أش 61: 1) وفي قانون الإيمان قيل أيضًا عن الروح القدس "الرب المحيي" إن كل واحد من الأقانيم الثلاثة رب وإله.
3- عبارة "نؤمن بإله واحد الله الآب" يمكن أن تفهم بأننا نؤمن بإله واحد، الذي هو الثالوث القدوس ثم بعد ذلك يدخل قانون الإيمان في تفاصيل الثالوث فيقول الله الآب، ثم بعد ذلك رب واحد يسوع المسيح
نؤمن برب واحد يسوع المسيح كلمه يسوع معناها مخلص وقد قيل في البشارة بميلاده "وتدعو أسمه يسوع، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (مت 1: 21) أما كلمه المسيح فتعني رسالته باعتباره ملكًا وكاهنًا ونبيًّا وقد ورد عنه في نبوءة أشعياء "روح السيد الرب علي لأن الرب مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأعصب منكسري القلوب لأنادى للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق" (أش 61: 1) وكلمة (مسيح) كانت تُطْلَق على كل من يُمْسَح بالزيت المقدس بواسطة الأنبياء سواءً كان كاهنًا أو ملكًا أو نبيًا
فهارون رئيس الكهنة مسح كاهنا بواسطة موسى النبي حسب أمر الرب له "وتلبس هرون الثياب المقدسة وتمسحه وتقدسه ليكهن لي وتقدم بنيه وتلبسهم أقمصة، وتمسحهم كما مسحت أباهم ليكهنوا لي" (خر 40: 13-14) وهكذا فعل موسى "صب من دهن المسحة على رأس هرون ومسحه لتقديسه" (لا8: 12) وكان الملوك أيضًا يمسحون بدهن المسحة كما مسح صموئيل شاول ملكا، فحل عليه روح الرب" (1صم 10: 1، 10) وكما مسح أيضًا داود ملكًا، فحل عليه روح الرب كذلك (1 صم 16: 13 ) ومن أمثله مسح الأنبياء أمر الرب لإيليا النبي "وامسح أليشع نبيًّا عوضًا عنك" (1مل 19: 16) وكان كذلك وكل من هؤلاء الممسوحين كان يدعى مسيح الرب ولما اضطهد شاول الملك داود وأراد أن يقتله ثم وقع في يد داود وأشار أصحاب داود عليه أن يقتل شاول، امتنع عن ذلك وقال "حاشا لي من قبل الرب أن أعمل هذا الأمر بسيدي مسيح الرب فأمد يدي إليه لأنه مسيح الرب هو" (1صم 24: 6) والسيد الرب لقب هؤلاء بكلمة (مسحائي) وهكذا قال الرب "لا تمسوا مسحائي، ولا تسيئوا إلى أنبيائي" (مز105: 15) أما ربنا يسوع المسيح، فلم يكن مجرد مسيح، أي أحد المُسَحَاء بل كان المسيح وكانوا يسمونه أيضًا (المسيا) وهكذا قالت المرأة السامرية "أنا أعلم أن المسيا الذي يقال له المسيح يأتي فمتي جاء ذاك يخبرنا بكل شيء ( فقال لها: أنا الذي أكلمك هو) (يو4: 25-26) ثم قالت المرأة لأهل السامرة "هلموا انظروا إنسان قال لي كل ما فعلت ألعل هذا هو المسيح" (يو4: 29) ولما استمع إليه أهل السامرة قالوا "نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم" (يو4: 42) والسيد المسيح تميز عن كل أولئك المسحاء بأنه "مسح بزيت البهجة أفضل من رفقاءه" (عب 1: 9) وبأنه جمع الوظائف الثلاثة الخاصة بالمسحاء فكان ملكًا وكاهنًا ونبيًا في نفس الوقت كما أنه كان المسيح يسوع أي مخلص العالم اليهود كانوا ينتظرون المسيا (المسيح المخلص) وهكذا أراد القديس يوحنا الرسول بمعجزاته التي انفرد بها أن يثبت أن يسوع هو المسيح فقال في أواخر إنجيله "وآيات آخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه" (يو 20: 30-31) وطبعًا هذا المسيح الذي ينتظرونه هو الذي تتركز فيه كل نبوءات العهد القديم ورموزه نلاحظ أن السيد المسيح لم يلقب نفسه باسم يسوع المسيح، إلا في يوم خميس العهد، في حديثه الطويل مع الآب قبل ذهابه إلى بستان جثسيماني (يو 17: 3) أما الآباء الرسل، فقد كرروا هذا اللقب كثيرا في الحديث عنه فكانوا يقولون "يسوع المسيح ربنا" (رو1: 4) "نعمه ربنا يسوع المسيح تكون مع جميعكم" (2كو 13: 14) "يسوع المسيح له المجد إلى الأبد آمين" (رو16: 27 ) "بولس الرسول يسوع المسيح" (2كو 1: 1) والأمثلة كثيرة جدا، لا داعي لحصرها عجيب أن البعض لا يدعو السيد الرب إلا بكلمة (يسوع) ناسيا لاهوته وأمجاده كلها، وربوبيته، وأنه المسيح ولكن الرسل كرروا كثيرًا عبارة "ربنا يسوع المسيح" ونحن نقول في مقدمة قراءة الإنجيل في الكنيسة "ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا ربنا يسوع المسيح الذي له المجد إلى الأبد، آمين لذلك نرجو إجلالا للرب أننا لا نستخدم مجرد كلمة يسوع نتابع قانون الإيمان إذ يقول نؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد.
يسوع المسيح ابن الله الوحيد
عبارة (الوحيد) لتمييزه عن بنوتنا نحن لله. فهو الوحيد الذي هو ابن الله من نفس طبيعته وجوهره ولاهوته وقد وردت عبارة ابن الله الوحيد في الآيات الآتية (يو 1: 18) "الآب لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خَبَّر" أي أعطَى خبرًا عنه أي عرفنا به، إذ يقول "مَنْ رآني فقد رأى الآب" (يو 14: 9) (يو 3: 16) "هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد. لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 18) "الذي يؤمن به لا يدان. والذي لا يؤمن به قد دين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد" (1 يو 4: 9) "بهذا أظهرت محبة الله فينا: أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به (يو 1: 14) "والكلمة صار جسدًا وحل بيننا. ورأينا مجده كما لوحيد من الأب مملوءًا نعمة وحقًا"، أي باعتباره وحيدًا للآب عبارة (ابن الله الوحيد) تميزه عن جميع البشر الذين دعوا أبناء الله، وهم ليسوا من طبيعته فنحن أبناء الله بمعنى المؤمنين به كما قيل في بدء إنجيل يوحنا "وأما كل الذين قبلوه، فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه" (يو 1: 12) أو دعانا الله أبناء له، من فيض محبته لنا وهكذا يقول القديس يوحنا الرسول "انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله" (1 يو 3: 1) أو أن بنوتنا لله هي نوع من التبني. كما قال القديس بولس الرسول "ولما جاء ملء الزمان، أرسل الله أبنه مولودًا من امرأة، مولودا تحت الناموس، ليفتدى الذين تحت الناموس، لننال التبني" (غل4: 3، 5) أنظر أيضًا (رو8: 23) ولكننا لسنا أبناء من طبيعة الله ولسنا من جوهره الوحيد الذي هو من طبيعة الله ومن جوهره ومن لاهوته هو ربنا يسوع المسيح لذلك دعي أيضًا (الابن) مجرد كلمة (الابن) تعني ابن الله الوحيد وهكذا قيل في إنجيل يوحنا "الله يحب الابن، وقد دفع كل شي في يده الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية والذي لا يؤمن بالابن، لن يري حياة بل يمكث عليه غضب الله" (يو 3: 35-36) وقيل في نفس المعنى "لأن الأب لا يدين أحدًا بل قد أعطَى كل الدينونة للابن لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب" (يو 5: 22-23) وقيل أيضًا "كما أن الآب يقيم الأموات ويحيي، كذلك الابن أيضًا يحيي من يشاء" (يو 5: 2) وكلها -كما هو واضح- آيات تدل على لاهوت الابن يؤكد نفس المعنى بلاهوته (عن طريق عبارة الابن) قول الرب في حواره مع اليهود "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارًا" (يو 8: 36 ) وقيل أيضًا "من له الابن، فله الحياة ومن ليس له ابن الله، فليست له الحياة" (1 يو 5: 12) وهكذا قال الرب عن نفسه "كل شيء دفع إليَّ من أبي ليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب ولا من هو الآب إلا الابن، ومَنْ أراد الابن أن يعلن له" (لو 10: 22) وبهذا استخدمت عبارة (ابن الله) للدلالة على ربنا يسوع المسيح وحده كما ورد في (1 يو 5: 12). وكما ورد في سؤال السيد المسيح للمولود أعمي "أتؤمن بابن الله؟" فأجاب "مَنْ هو يا سيد لأؤمن به؟" فقال له "قد رأيته والذي يتكلم معك هو هو" فقال الرجل "أؤمن يا سيد وسجد له" (يو 9: 35 -38) هذه إذن بنوة تستدعي الإيمان والسجود، وليست بنوة عادية كباقي المؤمنين إنها بنوة من جوهره، بنوة الابن الوحيد وكان الجميع يفهمون وصفه ابن الله بهذا المعنى ولذلك في معجزات الصلب، من حيث أن "حجاب الهيكل انشق، والأرض تزلزلت والصخور تشققت قيل" وأما قائد المئة والذين معه فلما رأوا الزلزلة وما كان خافوا جدًا وقالوا حقًا كان هذا ابن الله" (مت 27: 51 -54) وطبعًا ما كانوا يقصدون بنوة عامة كسائر البشر، إنما بنوة إلهية، تعني أيضًا ابن الله الوحيد وبسبب هذا طوب الرب اعتراف بطرس الرسول لما سأل الرب تلاميذه قائلًا "وأنتم من تقولون إني أنا؟" فأجاب سمعان بطرس وقال "أنت هو المسيح ابن الله الحي" فطوبه الرب قائلًا "طوبى لك يا سمعان بن يونا إن لحمًا ودمًا لم يُعْلَن لك لكن أبي الذي في السموات وأنا أقول لك أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني بيعتي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها" (مت 16: 13-18) أي على صخرة الإيمان بأنني ابن الله حتى الشيطان نفسه كان يعرف معني عبارة (ابن الله) وكان يدرك تمامًا أنها لا تدل مطلقًا على بنوة عامة كبنوة سائر المؤمنين، إنما هي بنوة فيها قوة المعجزات لذلك قال له في التجربة على الجبل "إن كنت ابن الله، فقل أن تصير هذه الحجارة خبزًا" (مت 4: 3) ونفس أعوان الشيطان من الأشرار كانوا يفهمون عبارة (ابن الله) بنفس هذا المعنى اللاهوتي المعجزي وهكذا قيل له أثناء صلبه "إن كنت ابن الله، فانزل عن الصليب" (مت 27: 40) ونفس هذه الحقيقة هي التي قصدها مجمع السنهدريم حيث أجتمع رؤساء الكهنة والشيوخ والمجمع كله في محاكمة الرب وقال له رئيس الكهنة "استحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله" (مت 26: 59 -63) فلو يقصد بنوة لله بالمعنى العام، ما كان يستحلفه ليجيب ولما أجاب الرب بالإيجاب وقال له أنت قلت "حينئذ مزق رئيس الكهنة ثيابه قائلًا قد جَدَّف ما حاجتنا بعد إلى شهود" (مت 27: 65) إن الإيمان بأن السيد المسيح ابن الله، يعني ليس فقط أنه أن نتبع هذا الأمر بشيء من التبسيط فتقول إنه قال لليهود "قبل أن يكون إبراهيم، أنا كائن" (يو 8: 56) فهو لاهوتيًا كان قبل إبراهيم من جهة الزمن ومع إنه قد قيل عنه بالجسد إنه "ابن إبراهيم بن داود" الابن الوحيد، بل يحمل صفات أخرى إنها بنوة أزليه، لا ترتبط بزمن، وليس فيها فارق زمني، كما يحدث في البنوة البشرية ولا يعني ما يقوله شهود يهوه وأمثالهم من الأريوسيين إنها بنوة أخذها مكافأة على طاعته، أو أخذها فقط وقت العماد!!
كلا، بل هي بنوة طبيعية، كما يولد الشعاع من الشمس، وكما يولد النور من النار إنها لا ترتبط بزمن، بل كما نقول في قانون الإيمان (المولود من الآب قبل الدهور) هو ابن الله بمعنى أنه اللوجوس أي عقل الله الناطق، ونطق الله العاقل. وعقل الله هو موجود في الله - بطبيعة الله منذ الأزل وبولادة العقل الإلهي من الذات الإلهية، سمي الآب أبًا وهذه البنوة كانت قبل كل الدهور.
المولود من الآب قبل كل الدهور
سنحاول أن نتبع هذا الأمر بشيء من التبسيط فنقول إنه قال لليهود " قبل أن يكون إبراهيم، أنا كائن" (يو 8: 56) فهو لاهوتيًا كان قبل إبراهيم من جهة الزمن ومع أنه قد قيل عنه بالجسد إنه ابن إبراهيم بن داود"، إلا إنه قال "أنا أصل وذرية داود" (رؤ 22: 16) فهو أصله من جهة لاهوته وهو ذريته من جهة الناسوت إذن لاهوتيًّا كان قبله بل أنه قال للآب في مناجاته معه التي سجلت في (يو 17) "مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك، بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم" (يو 17: 5) وكونه كان قبل كون العالم، هو أمر طبيعي، لأن "العالم به كُوِّن" (يو 1: 10) بل إن "كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يو 1: 3) وقال عنه بولس الرسول إن الآب "كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي به أيضًا عمل العالمين" (عب 1: 2) فخالق العالمين (أي السماء والأرض)، لا بُد أنه كان قبل كل الدهور أي كان منذ الأزل وعن ذلك قال الرب في سفر ميخا النبي عن بيت لحم أفراته "منك يخرج لي الذي يكون متسلطًا على إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل (مي 5: 2) يخرج من بيت لحم في ميلاده الجسدي ولكنه مولود من الآب قبل كل الدهور، منذ أيام الأزل وهو الذي قال عنه دانيال النبي "تتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة سلطانه سلطان أبدي، ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض" (دا 7: 14).
نور من نور
نور بالمعنى اللاهوتي، وليس بالمعنى المادي قال عن نفسه "أنا نور العالم من يتبعني لا يمشي في الظلمة، بل يكون له نور الحياة" وطبعًا المقصود بالنور هنا تعبير غير مادي وقيل عن الله "أن الله نور" (1 يو 1: 5) وقيل أيضًا عن الآب "ملك الملوك ورب الأرباب ساكنًا في نور لا يُدني منه، الذي لم يره أحد من الناس.." (1 تي 6: 15-16) إذن الآب نور والابن المولود منه نور من نور ولعل البعض يسأل لقد قال الرب "أنتم نور العالم" (مت 5: 14)، كما قال عن نفسه "أنا نور العالم" (يو 8: 12) فما الفرق إذن في المعنى؟ الفرق يظهر كما في مثال الشمس والقمر وقيل عنهما في قصة الخليقة "فعمل الله النورين العظيمين النور الأكبر لحكم النهار، والنور الأصغر لحكم الليل" (تك 1: 16) هما الشمس والقمر ولكن الشمس نور بذاتها والقمر ليس له نور في ذاته إنما هو ينير بانعكاس نور الشمس عليه هكذا السيد المسيح هو "النور الحقيقي الذي يُنير كل إنسان" (يو 1: 9) أما نحن فنصير نورًا بقدر ما نأخذ منه بنوره نعاين النور هو ينيرنا فننير وهكذا قيل عن يوحنا المعمدان "هذا جاء للشهادة ليشهد للنور، ليؤمن الكل بواسطته لم يكن هو النور بل ليشهد للنور" (يو1: 7-8) ونحن -في صلاة باكر- نقول للرب "أيها النور الحقيقي الذي ينير لكل إنسان آتٍ إلى العالم"، ونقول أيضًا "أنر عقولنا وقلوبنا وأفهامنا يا سيد الكل" الرب بطبيعته "نور لا يُدني منه" ولكنه لما أخذ جسدا وحل بيننا، استطعنا أن نقترب إليه ماذا يقول عنه أيضًا قانون الإيمان؟ يقول إله حق من إله حق.
إله حق من إله حق
إله حق، أي له طبيعة الله بالحق وليس مثل الذين دعوا آلهة بمعنى سادة، وليسوا هم آلهة بالحقيقة مثل موسى النبي الذي قال له الله "جعلتك إلها لفرعون" (خر 7: 1) كلمة إله هنا لا تعني أنه خالق، أو أنه أزلي، أو أنه قادر على كل شيء!! كلا، بل إن موسى قال عن نفسه "لست أنا صاحب كلام، لا اليوم ولا أمس ولا أول من أمس أنا ثقيل الفم واللسان" (خر 4: 10) وقال "أنا أغلف الشفتين فكيف يسمع لي فرعون؟!" (خر 6: 30) فقال له الرب "جعلتك إلها لفرعون" (خر 7: 1) بمعنى سيدًا له ومتسلطا عليه وليس بمعنى أنه إله حقيقي وبنفس الوضع قال الرب لموسى الثقيل الفم واللسان إنه قد أعطاه هرون أخاه، ليكون له فما فقال له "تكلمه وتضع الكلمات في فمه وأنا أكون مع فمك ومع فمه هو يكلم الشعب عنك هو يكون لك فما وأنت تكون له إلها" (خر 4: 15-16) تكون له إلها، بمعنى أن توحي إليه بما تريد أن تقول وليس بمعنى إله حقيقي يخلق فهرون كان أكبر سنا من موسى وكان موجودا قبل موسى
كذلك استخدمت كلمة (آلهة) عن آلهة الأمم، وعن كثير من البشر الذين دعوا أبناء الله فقيل في مزمور 82 "الله قائم في مجمع الآلهة في وسط الآلهة يقضى إلى متى تقضون ظلمًا وترفعون وجه الأشرار"؟! ولا شك أن هؤلاء الظالمين لم يكونوا آلهة حقيقيين!! ولكنهم تصرفوا كما لو كانوا آلهة! ويقول في نفس الإصحاح "ألم أقل إنكم آلهة وبني العلي تدعون ولكنكم مثل البشر تموتون، وكأحد الرؤساء تسقطون" (مز 82: 6-7) وطبعًا الذين يموتون ويسقطون، ليسوا هم آلهة بالحقيقة، ولكنهم دعوا كذلك أيضًا قيل في المزامير "الرب إله عظيم، ملك كبير على كل الآلهة" (مز95: 3) أي من يسميهم الأمم آلهة، وهم ليسوا آلهة حقيقيين وأيضًا قيل "الرب عظيم وممجد جدًا، مهوب من كل الآلهة لأن كل آلهة الأمم شياطين" (مز 96: 4-5) وقيل في ترجمه أخرى "لأن كل آلهة الشعوب أصنام"، ومع ذلك أخذوا لقب آلهة ليسوا آلهة حقيقيين ولكن السيد المسيح هو إله حق، أي له كل صفات الألوهية فهو أزلي خالق، قادر على كل شيء، موجود في كل مكان، غير محدود فاحص القلوب والكلى، قدوس، رب الأرباب، غافر الخطايا إلى آخر كل تلك الصفات الخاصة بالله وحده وذلك حتى لا أكرر الكلام وحيث تثبت للسيد كل هذه الصفات الإلهية، سواء ما ذكر عنها الإنجيل، أو ما برهنت عنه أعماله إلهية انظر كمثال ( رو9: 5)، (يو 1: 1)، (1تي 3: 16)، (أع 20: 28) وما قيل عنه من حيث هو الأول والأخر (رؤ 1: 8، 11، 17) إلخ.
إله حق من إله حق.
أي أنه إله حق، مولود من الآب الذي هو أيضًا إله حق فكلًا من الآب والابن إله حقيقي له كل صفات الألوهية، وكل قدراتها، وكل المجد والقدرة، إلى أبد الآبدين وليست كلمة (إله) هنا مجرد لقب كما قيل عن آلهة الأمم أو كما قيل عن بعض البشر.
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن كتاب قانون الإيمان
المزيد
19 أغسطس 2025
النبؤة بميلاد المسيح من العذراء
جاء فى سفر نبؤة اشعياء النبى 14: 7 "ولكن يعطيكم السيد نفسه آيه ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعوا أسمه عمانوئيل" والآيه تركز على أربعة نقاط هامة:
1 آيه "يعطيكم السيد نفسه آيه".
2 العذراء..من هى؟
3 العذراء تحبل وتلد ابناً.
4 المولود هو عمانوئيل.
1- الأيه
والأية المقصودة فى هذا الفصل الإلهى أو المعجزة مزدوجة، فهى أولآ تعنى ان "عذراء" او "العذراء" ستحبل وتلد ومع ذلك تظل "عذراء" لأنه يتكلم عنها كعذراء سواء قبل الحبل أو اثناؤه او بعد الميلاد "ها العذراء تحبل وتلد" فالأيه تنص على ان العذراء ستحبل وان العذراء ستلد وبذلك تنص ضمنآ على أنه ستظل بعد الحبل والولادة عذراء ايضاً لأنه يدعوها "بالعذراء" معرفة بأداء التعريف والأيه ليست معطاه من بشر أو بواسطة بشر ولكن معطاة من الله ذاته "ولكن السيد نفسه يعطيكم أيه"، السيد نفسه وليس مخلوق هو معطى الأيه ولكن كيف تتم هذه الأيه؟
وهذا ما سألته العذراء مريم نفسها للملاك قائله:
"كيف يكون لى هذا وأنا لست اعرف رجلاً"؟.
أى كيف أحبل وأنا عذراء وقد نذرت البتوليه وليس فى نيتى التراجع؟ ويجيب الملاك أن هذا الحبل لن يمس بتوليتك ولن يضطرك للتراجع عما نذرتيه وسوف تظلين بتول إلى الأبد. وأما عن الكيفيه فهذا عمل الله حده: "الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله".
الروح القدس هو الذى سيتولى هذه المهمه الآلهيه لأن المولود هو القدوس ذاته. وقوه الله هى التى تظللها أى تحل عليها، تسكن فيها، لذلك لن تحتاج إلى رجل، لن يكون المولود من زرع بشر لأنه القدوس، بل لابد أن يولد من عذراء بحلول الروح القدس على العذراء وكان برهان المعجزة، معجزة حبل العذراء هو حبل اليصابات العاقر المتقدمه فى الأيام وأمراه الشيخ والتى لم تنجب فى شبابها ولكن أراد الرب أن تحبل وتنجب فى شيخوختها عبر هنا على قدرته التى ليست لها حدود.
2- العذراء
وكلمه "العذراء" المستخدمه هنا فضلاً عن أنها تشير إلى دوام البتوليه كما قلنا – وكما سنبين فى الفصول التاليه – وجاءت فى اللفظ العبرى "عولما – Alma" ونعنى فتاه ناضجه، وهو مشتق من أصل بمعنى "ناضج جنسياً" كما يعنى عذراء كامله الأنوثه، كما تشير إلى أمرأه فى سن الزواج ولكن لم تلد أطفال ويرادفها فى اليونانيه (neanis) نيانيس – فتاه). وقد تكررت هذه الكلمه سبع مرات فى الكتاب المقدس وكلها ترجمت بمعنى فتاه (أو عذراء) غير متزوجه. وهى كالأتى جاء فى تك 23: 24،44 "فها أنا واقف على عين الماء وليكن أن الفتاه (عولما) التى تخرج.. هى المرأه التى عينها الرب لأبن سيدى" والفتاه المقصوره هنا هى التى ستكون عروس لأسحق، أى أنها عذراء غير متزوجه وجاء فى نش 3: 1 ".. أسمك دهن مهراق لذلك أحبتك العذارى" والعذارى هنا جمع (عولما).
وقع نش 8: 5 "احلفكن يا بنات أورشليم أن وجدتن حبيبى". وبنات هنا جمع (عولما) والمقصود عذارى فى مرحله الحب قبل الزواج وقيل عن أخت موسى العذراء "فذهبت الفتاه ودعت أم الولد" خر8: 2 والفتاه هنا (عولما) وجاء فى ام 19: 30 "طريق رجل بفتاه". والفتاه هنا (عولما) والمقصود بها العروس التى احضرت توا ولم يدخل بها العريس" أى ما زالت عذراء وجاء فى مزمور 25: 68 عن ضاربات الدفوف اثناء التسبيح للرب "فى الوسط فتيات ضاربات الدفوف" والفتيات هنا جمع (عولنا) والمقصود بهن العذارى او الفتيات غير المتزوجات والكلمة السابعة هى ماجاء عن العذارء نفسها فى نبؤة أشعياء النبى. وهذا يدل على ان كلمة "عولما" المقصود بها فى اللغة العبرية على الأقل فى زمن الأيات المذكورة والتى يرجع تاريخ احداثها إلى سنة 1000 قبل الميلاد الفتاة العذراء غير المتزوجة ولكنها فى سن النضوج والزواج كرفقة عروس اسحق وعذارى سفر النشيد وأخت موسى العذراء التى لم تكن قد تزوجت بعد وعروس وعروس النشيد وضاربات الدفوف فى فريق التسبيح للرب وهناك لفظ عبرى أخر هو "بتول" وهو مشتق من لفظ عبرى بمعنى يفصل، وتعنى عذراء منفصلة لم تعرف رجلآ قط، ومرادفها باليونانية "بارثينوس thenospar) وقد اختار الوحى الكلمة الأولى "عولما" للعذراء مريم فى سفر اشعياء النبى للدلاله على انها كانت فتاة ناضجة وفى سن الزواج، كما إنها كانت ستكون تحت وصايا خطيب وذلك حسب الترتيب الإلهى لحمايتها عند الحمل والولادة ولكن الوحى أيضاً الهم مترجمى الترجمة السبعينية فترجموا كلمة "ها العذراء(عولما).." إلى "ها العذراء (بارثينوس).." اى ترجموها "بارثينوس" عذراء منفصله لم تعرف رجلآ قط ولم يترجمها "نيانيس" للدلاله على انها ستكون عذراء دائمآ ولن تعرف رجلآ قط لأن محتوى الأية يدل ويؤكد على هذا المعنى وأن الفتاة المقصودة وإن كانت ستكون ناضجة وتحت وصايا خطيب إلا إنها ستكون عذراء لم ولن تعرف رجلآ قط "بارثينوس" رغم خطبتها ليوسف.
3- العهد الجديد والعذراء
وقد سار العهد الجديد على هذا النهج وأطلق على العذراء لقب "بارثينوس" واقتبس القديس متى فصل نبؤة اشعياء النبى وكتبها هكذا: "هوذا العذراء (بارثينوس) تحبل وتلد". وكذلك القديس لوقا لم يستخدم عن العذراء مريم سوى "العذراء بارثينوس" "ارسل جبرائيل إلى عذراء (بارثينوس9 مخطوبة".
"وأسم العذراء (بارثينوس) مريم" وهكذا أيضاً صار أباء الكنيسة داعين القديسة مريم بالعذراء "بارثينوس" والدائمة البتولية "إيبارثينوس" ومما يذكر يبطل زعم اليهود ومن تبعهم بقولهم لم يكتب فى نبؤة اشعياء "عذراء" بل كتب "فتاة" محاولين النيل من بتولية العذراء سواء قبل الحبل أو بعده.
وإلى جانب ماذكر يضيف القديس كيرلس أورشليمى براهين اخرى لتفنيد رأى اليهود ودحض حجتهم قائلاً "لكن اليهود يعارضوننا فى ذلك (ومقاومة الحق عادة قديمة عندهم) إذ يقولون إن لم تكتب "العذراء" بل الفتاة. فليكن، لنسايرهم، وهكذا سنجد الحقيقة، إذ فى وسعنا أن نسألهم: متى تصرخ الفتاة المغتصبة طالبة النجدة. قبل الأعتداء أم بعده؟ وإذا كان الكتاب يقول فى موضع اخر: "صرخت الفتاة فلم يكن من يخلفها" ، أفلا يتكلم هنا عن عذراء؟ ولكى تعلم بوضوح ان العذراء فى الكتاب المقدس تدعى فتاه، اسمع ما جاء فى سفر الملوك عن ابيشاج الشونميه "كانت الفتاة جميلة جداً" لابد من التسليم إنها اختيرت بسبب بتوليتها".
4- عمانوئيل
والنقطة الهامة فى هذا الموضوع من ستحبل به هذه العذراء وتلده، انه "عمانوئيل" أى "الله معنا"أى ان الذى ستحبل به العذراء هو "إيل الله" الذى اتحد بالناسوت داخل احشائها، انها ستلد الإله المتجسد، الله الظاهر فى الجسد، ستلد الناسوت المتحد باللاهوت "الذى فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً" ولذلك كان لابد ان تكون عذراء وتظل عذراء لأنها لم تلد مجرد مخلوق بل ولدت الإله المتجسد الذى حل فى أحشائها تسعة اشهر واتخذ جسداً داخل احشائها، وتغذى على غذائها فكان لابد ان تحبل وهى عذراء وتظل عذراء وتلد وتظل عذراء، فالمولود هو الخالق ذاته.
المتنيح القمص عبد المسيح بسيط
عن كتاب التجسد الإلهى و دوام بتولية العذراء
المزيد
18 أغسطس 2025
القديسة مريم في الليتورجيات القبطية
تحتل النصوص والتسابيح المريمية مركزا ساميا في ليتورجياتنا، وقد نظمت معانيها الروحية ونغماتها بطريقة جميلة تتفق مع المناسبات المختلفة وفيما يلي أمثلة لمركز النصوص المريمية في بعض الليتورجيات القبطية:
1- ليتورجيا الأفخارستيا (القداس الإلهي)
(ا) قبل تقديم الحمل يقال اللحن التالي: "السلام لمريم الملكة،الكرمة غير الشائخة، التي لم يفلحها فلاح،
ووجد فيها عنقود الحياة!ابن الله الحقيقي تجسد من العذراء وجدت نعمة أيتها العروس،كثيرون نطقوا بكرامتك،لأن كلمة الأب تجسد منك!
أنت هي البرج العالي،الذي وجدوا فيها الجوهرة..." يحمل هذا اللحن معاني تتناسب مع الموقف، فإن الكنيسة في هذه اللحظات تستعد لتقديم الحمل، بعد أن يختاره الكاهن وهو واقف عند الباب الملكي أي الباب السماوي، هذا الحمل هو الملك. لهذا فإن القديسة مريم في هذا اللحن تدعى الملكة، لتذكرنا بالملك السماوي، ابنها الذي بذل حياته لنكون واحدا مع هذه الملكة جالسين عن يمين الملك.
دعيت أيضا بالعروس، لأن ليتورجيا الأفخارستيا في الحقيقة تمثل سر اتحاد العريس السماوي والكنيسة، تمثل سر الزيجة الروحية بين المسيح المصلوب ونفوسنا.
لقبت أيضا بالبرج العالي، إذ استطاعت الدخول في الفردوس في استحقاق ابنها، تنتظرنا هناك.
وأخيرا فإن هذا اللحن خاص بسر التجسد الذي تحقق في أحشاء القديسة مريم، السر الذي يقودنا للتناول من جسد الرب ودمه الاقدسين.
(ب) في أثناء تقديم البخور يترنم الشعب باللحن التالي:
"المجمرة الذهب النقي،
الحاملة العنبر،
في يدي هرون الكاهن،
يرفع بخورا فوق المذبح".
وفي أيام الصوم يقال:
"المجمرة الذهب هي العذراء،
وعنبرها هو مخلصنا،
ولدته وخلصنا،
وغفر لنا خطايانا.
وفي أيام الصوم الكبير يقال:
"أنت هي المجمرة الذهب النقي،
الحاملة جمر النار المبارك".
تعلن هذه الألحان أن عملية تقديم البخور هي رمز لسر التجسد،
إذ قدم الإله المتجسد نفسه عنا ذبيحة طيبة، مقبولة لدى الأب.
في الطقس الأثيوبي حين يقدم بخور لأيقونة القديسة مريم، يقول الكاهن:
"أنت هي المجمرة الذهب،
التي حملت جمر النار الحي...
مبارك هو هذا، الذي تجسد منك!
الذي قدم ذاته لأبيه تقدمة بخور مقبولة"،
وخارج الأيقونستارسز (حامل الأيقونات) يقول أيضا:
"المجمرة هي مريم،
والبخور هو هذا الذي في أحشائها،
رائحته ذاكية.
البخور هو هذا الذي حملت به،
أتى وخلصنا،
الدهن الطيب،
يسوع المسيح..."
(ج) عند تقديم البخور أمام أيقونة القديسة مريم، يقول الكاهن القبطي العبارات التالية:
"أفرحي أيتها الحمامة الحسنة،
التي حملت الله الكلمة من أجلنا.
نعطيك السلام مع جبرائيل الملاك قائلين:
الفرح لك، أيتها الممتلئة نعمة،
الرب معك".
"الفرح لك أيتها العذراء، الملكة الحقيقية،
السلام (الفرح) لفخر جنسنا"
ولدت لنا عمانوئيل".
"نسألك أيتها الشفيعة المؤتمنة أن تذكرينا أمام ربنا يسوع المسيح،
لكي يغفر لنا خطايانا".
(د) قبل قراءة الأبراكسيس يقال:
"الفرح لك يا مريم، الحمامة الحسنة،
التي ولدت لنا الله الكلمة!".
يرنم هذا اللحن الذي فيه توصف القديسة مريم كحمامة حسنة قبل قراءة فصل من سفر أعمال الكنيسة (أعمال الرسل)، لأن القديسة هي مثال الكنيسة التي بلا غصن التي تقبلت القداسة من يدي الله خلال يسوع المسيح، الإله المتجسد،
هذا وأننا نلاحظ أن جميع الألحان المريمية التي ترنم خلال القراءات (قداس الكلمة) تركز على التجسد الإلهي، وكأننا لسنا فقط نسمع عن كلمة الله المقروءة بل نتقبل الكلمة كشخص يسكن في نفوسنا كما يسكن في أحشاء القديسة.
(ه) بعد صلاة الصلح، عادة يقال اللحن التالي:
"أفرحي يا مريم العبدة والأم،
لأن الذي في حجرك، الملائكة تسبحه.
والشار وبيم يسجدون له باستحقاق،
والسيرافيم بغير فتور.
ليس لنا دالة، عند ربنا يسوع المسيح،
سوى طلباتك وشفاعتك يا سيدتنا كلنا، يا والدة الإله".
هكذا إذ تمت المصالحة التي تحققت بالمسيح يسوع، صارت مريم مثالا للكنيسة، لها أن تفرح.
كما نطلب شفاعتها عنا، خلال المصالحة التي صنعها يسوع!.
(و) بعد تقديس القرابين إذ تتحد الكنيسة في المسيح يسوع نذكر القديسين لكي يسندوننا بصلواتهم. وكان طبيعيا أن نذكر القديسة مريم في مقدمة كل القديسين:
"وبالأكثر العذراء كل حين، والدة الإله،
المملؤة مجدا،
الطاهرة مريم،
التي ولدت لنا الله الكلمة".
المجمع الباسيلي
(ز) عند التناول من الأسرار المقدسة، يقال لحن (بي أويك) أي "الخبز":
"خبز الحياة الذي نزل إلينا من السماء،
وهب الحياة للعالم.
وأنت أيضا يا مريم،
حملت في بطنك المن العقلي الذي أتى من الأب".
ولدته بغير دنس،
وأعطانا جسده ودمه الكريم،
فحيينا إلى الأبد".
2- سر الزيجة:
خلال سر الزيجة المقدس يلزم أن تتجه أنظار الكاهن والشماس وكل الشعب إلى حفل العرس الأبدي الذي يقوم بين السيد المسيح والكنيسة لهذا فلا عجب أن قدمت الألحان خاصة بتجسد السيد المسيح أي مجيء العريس، كما ركزت على شخص القديسة مريم مع أنها بتول لم تتزوج!
نذكر على سبيل المثال ما ورد في الجزء الأول من هذه الخدمة أي "عقد الأملاك"، إذ يسمع الحاضرون الإنجيل الخاص بتجسد الله الكلمة، أي تجسد عر يسهم السماوي (يو1: 1- 17)يترنم الكل في لحن شعانيني (دخول المسيح أورشليم) المرد التالي، كأنهم يستقبلون العريس الداخل إلى أورشليم الداخلية:
"الفرح للخدر المزين بكل نوع للعريس الحقيقي، الذي أتحد بالبشرية".
هذا وتمدح القديسة مريم كمثال للكنيسة، العروس السماوي، نذكر على سبيل المثال:
(أ) بعد تقديم صلاة الشكر يتقدم الشمامسة باللحن "هذه هي المجمرة..."، وعند الصلاة على الأكاليل يترنمون "العذراء هي المجمرة الذهب..."
(ب) خلال صلوات الزيجة يقول الشمامسة المردات التالية:
"باب المشارق هو مريم العذراء،
الخدر الطاهر الذي للختن النقي".
كل ملوك الأرض يسيرون في نورك،
والأمم في بهائك،
يا مريم أم الله.
سليمان يدعوك في نشيد الأناشيد، قائلا:
أختي، حبيبتي، مدينتي الحقيقية أورشليم".
مضيئة أنت أكثر من الشمس،
أنت هي ناحية المشرق،
التي يتطلع إليها الأبرار بفرح وتهليل: .
يا للعجب، بينما يسأل الكهنة الله ثلاثا أن يهب العروسين مضجعا (خدرا) طاهرا، وحياة مطوبة خلال اتحادهم معا، إذا بالشمامسة والشعب يعلنون فرحهم بالخدر المقدس أي أحشاء البتول، حيث اتحد العريس هناك ببشريتنا. بهذا صارت القديسة مريم "الشرق" الذي يضئ فيه شمس البر على العالم كله، ويأتي كل ملوك (المؤمنين) الأرض بفرح إلى هذا السر.
(ج) في نهاية خدمة سر الزيجة يتغنى الشمامسة بهذا النشيد:
السلام للعروس المضيئة،
أم الذي يضئ،
السلام للتي قبلت إليها الكلمة،
الكائن في أحشائها،
السلام للتي هي أكرم من الشار وبيم،
السلام للتي ولدت لنا مخلص أنفسنا،
المجد للآب والابن والروح القدوس.
هكذا فإن خدمة سر الإكليل في الطقس القبطي_ من بدايته وحتى النهاية يجتذبا نحو القديسة مريم كعروس مضيئة، وكأنه يريدنا أن نتهيأ نحن أيضا لنكون عروس المسيح الأبدية.
3- خدمة سر المعمودية:
قبل تقبل نعمة العماد، يعلن طالب العماد أو اشبينه، أمام الأسقف أو الكاهن ايمانه بالميلاد العذروي للسيد المسيح كجزء أساسي في قانون الإيمان المسيحي.
4- سر مسحة المرضى:
يكرر الكاهن سؤاله أثناء ليتورجية المسحة طالبا صلوات القديسة مريم وشفاعتها عنا لغفران خطايانا، ملقبا إياها" أم الخلاص". أن الكنيسة تسأل أعضائها المنتصرين الصلاة عن الأعضاء المجاهدين حتى يشفي أرواحهم ونفوسهم وأجسادهم.
"...بشفاعة العذراء أم الخلاص،
التي نسبحها قائلين:
مباركة أنت بين النساء،
ومباركة هي ثمرة بطنك..."
"... بشفاعات والدة الإله، وطلبات الملائكة، ودم الشهداء،
وصلوات القديسين..."
"أيتها العذراء القديسة والدة الإله بغير زرع بشر،
اشفعي من أجل خلاص نفوسنا".
5- ليتورجية حميم الطفل:
الكنيسة القبطية كأم تهتم بأطفالها حتى قبل العماد، ففي اليوم الثامن من ميلاد الطفل يشترك الكاهن والشمامسة مع الأسرة في طقس خاص يسمى "حميم الطفل"، فيه يقدمون الشكر للرب من أجل عطية هذا الطفل، ويسألونه أن يعده للميلاد الروحي. في هذه المناسبة تذكر الكنيسة عائلة الطفل بابن الله الوحيد الذي ولد من القديسة مريم، إذ يردد الكل:
"لأن غير المتجسد تجسد،
والكلمة تجسم.
غير المبتدئ صار مبتدأ،
غير الزمني صار تحت الزمن..."
يا مريم سيدتنا، والدة الإله،
يا مريم أم مخلصنا،
اشفعي فينا ليغفر لنا خطايانا".
أخيرا فأنني أحسب أنه يسهل جدا إدراك مركز القديسة مريم في كل الليتورجيات الخاصة بالكنيسة القبطية التي لم أتحدث عنها.
القمص تادرس يعقوب ملطى كاهن كنيسة مار جرجس سبورتنج
عن كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي
المزيد
17 أغسطس 2025
انجيل قداس الأحد الثاني من شهر مسرى
تتضمن الحث على الصوم والتزين بالفضائل مرتبة على قوله تعالى "لا يحتاج الأصحاب إلى طبيب بل المرضى" ( لو ٥ : ۲۷-۳۹ )
إذا كان المرضى هم الذين يحتاجون إلى المداواة ويحتملون مضض العلاج وقد حضر إلى مدينتنا الطبيب الفاضل الماهر والحكيم العالم القادر فما بالنا لا نعتنى بمداواة أمراض نفوسنا ونجتهد في تطهير سائرنا وعقولنا ما دام لنا وقت يصلح للمعالجة؟ وكيف لا نبالغ في الاهتمام ما دام العريس حاضرا، قبل أن يدخل إلى خدره ويغلق الباب ونكون نحن خارجا خائبين وإذا كان أطباء الأجسام إذا ما عزموا على العلاج يأمرون المريض أولا بالحمية وثانياً بتنقية الأخلاط الرديئة وثالثاً بالإمتناع عن الاشياء المضرة وذلك حتى يصادف الدواء في الأبدان محلا قابلا ويأتى بالفائدة المطلوبة وهم يحمدون على ذلك ويشكرون فكيف لا يكون هذا العزم أولى بنا نحن إذا عزمنا على تناول الأدوية الروحانية بأن نظهر أجسادنا ونزكى نفوسنا وننقى سرائرنا قبل سماع أقوال ربنا والمفاوضة فى منافع الصوم المقدسة لأن الأجسام إذا تقلت بالمآكل وغرقت العقول بالسكر من الخمر. مالت الحواس إلى الشهوات الخبيثة فأى كلام يسمعون؟ وأى فهم يفهمون؟ أو أية قباحة أشد وأية شناعة أعظم مما يحدث عن الذين يأكلون من الطعام فوق طاقتهم ويواصلون شرب الخمر ليلاً ونهاراً وهم يتنفسون من السكر ويشتمون ويتقيأون ويتقلبون كالأفعى فيضحك عليهم العبيد والخدم ويصيرون هزءاً للأخرين مع علمهم أن الخروج في كل شئ عن الحد يستوجب السخط من الله لان الرسول يقولك " أم لستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله لا تضلوا لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون يرثون ملكوت الله ويقول ايضاً " أن محبة العالم عداوة الله " فمن يكون أشقى ممن يعاقبون عن الملاذ الحقيرة بالبعد عن أبواب الملكوت الأبدية وإذا كان الإنسان الأول بأكله واحدة سقط من ذلك المجد وطرد من فردوس النعيم فكيف يكون عقوبة المذنبين؟ أرايت ايها الحبيب كيف أنه بعلة الشره من البدء دخل الموت إلى العالم وكثرت شقاوة البشر ؟ وبأعمال الفضائل ظهر الخلاص للفاضلين واليك ما جاء في الكتاب الإلهى من أخبار العصاة البذخين كبني اسرائيل واهل الطوفان وأهل سدوم وعمورة ومن قصص الفائزين كنوح وابراهيم وموسى وإيليا ودانيال وأخنوخ واهل نينوى لان أولئك بالإدمان على الأعمال الرديئة لنيل الشهوات الخبيثة قد عذبوا بالعقاب العظيم وهؤلاء بالأصوام الطاهرة والاعمال الفاضلة قهروا الملوك وغلبوا جيوش الأعداء وسدوا أفواه الأسود وأخمدوا لهيب النار ودفعوا مواقع الغضب واستعدوا للخلود في النعيم ومالي أقول عن هؤلاء ولا أذكر فضل صوم المسيح ربنا فقد صام أربعين يوماً وأربعين ليلة ثم خرج لجهاد الشيطان الخبيث وصنع لنا بذاته مثالا ورسما لكي نقتدي نحن بآثاره الطاهرة وهو القائل " تعلموا منى لانى وديع ومتواضع القلب فسبيلنا الآن أن نتدرع بحلل الصوم ونتزين بأعمال الفضائل ونحمل سلاح الامانة ونشجع نفوسنا ونطهر قلوبنا ونخرج لقتال عدونا لنفوز بالغلبة والظفر فنصل إلى ملكوت ربنا الذى له المجد إلى الأبد. آمين.
القديس يوحنا ذهبى الفم
عن كتاب العظات الذهبية
المزيد