المقالات
07 يناير 2025
لسقوط وقيام كثيرين
كانت نبوءة من سمعان الشيخ عن السيد المسيح إنه : " لسقوط وقيام كثيرين ولعلامة تقاوم " ( لو2 : 34 ) فمتي تحققت هذه النبوءة ؟ وهل كانت عن مناسبة الميلاد فقط ، أم امتدت إلى نهاية هذا الدهر ؟
كون مجئ المسيح لقيام كثرين ، هذا أمر معقول يقبله لكل ولكن عجيبة حقاً هي عبارة " لسقوط كثيرين " فكيف ذلك ؟
سنشرح كيف تمت هذه العبارة ، ولنضرب المثل الأول : إن كان المجوس قد فرحوا فرحاً عظيماً لما رأوا النجم الذي أرشدهم إلى مكان الرب ( مت1 : 10 ) ، فذهبوا وقدموا له هداياهم فإنه في نفس الوقت قيل عن هيرودس الملك إنه لما سمع عن ميلاد المسيح " اضطرب وجميع أورشليم معه " ( مت2 : 3 ) كان ميلاد المسيح سبب فرح للمجوس ، وسبب اضطرب ! أهو ملك حقاً ؟ وهل يوجد ملك غيري ؟! وكيف أتركه يملك ؟! إن هذا مستحيل . لذلك اضطرب وفكر أن يقتل المسيح !مسكين أنت يا هيرودس ! هل ظننت في جهلك أن السيد المسيح قد جاء لينافسك في ملكك ! حقاً إنه ملك الملوك ، ولكن مملكته ليست من هذا العالم ( يو18 : 36 ) هل أنت خائف منه لئلا يهو عرشك ويسلبك تاجك ؟ اطمئن إن لعبة التيجان تليق بالصغار أمثالك يتلهون بها أما السيد المسيح فهو اسمي من التيجان واسمي من العروش السماء هي عرشه والأرض بما فيها عرشك ـ هي موطئ قدميه ( مت5 : 34 ) لقد جاء السيد المسيح من أجلك أيضاً ، ليحررك : يحررك من عبودية الذات ، ومن عبودية الشهوات، ويحررك من إغراء التيجان والعروش يجعل نفسك طليقة تعلو في السماء كالنسور تعلو مستوي التيجان والعروش والنياشين لو كان هيرودس يفكر في خلاص نفسه ، لفرح بمجئ المسيح وكان يمكنه أن يفرح أيضاً ، لو كان يهمه خلاص العالم ، أو على الأقل كان يفرح لأن النبوءات تحققت في عهده ولكنه كان أحد الذين سقطوا لأنه تمركز حول ذاته لذلك فكر أن يقتل المسيح أراد أن يقتل من بيده مفاتيح الحياة والموت ، الذي حياة هيرودس معلقة بمشيئته ولإرادة هيرودس لم تكن عن جهل ، بل عن معرفة ، بعد أن سأل الكهنة والكتبة وسمع النبوءة . وفي غضبه تحدى الله فهل أنت يأخى كهيرودس ـ تخاف أن يكون المسيح ملكاً ؟ فترفض أن يملك عليك ، لئلا يحطم اصناماً داخل ذاتك . وتري أن ملك المسيح هو صليب سوف تحمله ، يقف ضد رغباتك الخاطئة هل تخاف أن حريتك بدخول المسيح في حياتك . وتقول خير لي أن المسيح لا يوجد ، لكي أوجد أنا [ حسب منطق الوجوديين ] ؟! كان المسيح لقيام كثيرين كيوحنا المعمدان الذي قال : " ينبغي أن ذاك يزيذ وأني أنا أنقض " ( يو3 : 30 ) . وكان لسقوط كثيرين مثل هيرودس الذي انطبقت عليه عبارة : " من وجد نفسه يضيعها " ( مت10 : 39 ) كثيرون لا يفرحون بمجيء المسيح لأنهم غير مستعدين للقائه لو عرفوا أن المسيح قد جاء يخافون أن يكشفهم ، أو يضبطهم في خطية ، أو يحرمهم من مشغوليات تبهجهم ، وهم غير متفرغين له !
كذلك في المجيء الثاني سيكون المسيح لسقوط وقيام كثيرين ! سيفرح المؤمنين الحقيقيون بمجيء الرب ، إذ يأخذهم معه على السحاب في المجد ، ويكونون مع الرب كل حين بينا آخرون " يقولون للجبال غطينا ، وللتلال اسقطي علينا " ( رؤ6 : 16 ) لأنه " مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي " ( عب10 : 31 ) إنها ساعة يتقرر فيها المصير ، مثل عبور البحر الأحمر ، كان سبب خلاص أولاد الله ، وسبب هلاك فرعون وجنوده .
من الذين سقطوا بمجيء المسيح ؟ لاشك أولهم الشيطان قال الرب عنه : " أبصرت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء " ( لو10 : 18 ) نعم إن كل ما فعله الشيطان ـ وما سيفعله ـ ضيعه الرب كله حينما قال على الصليب قد أكمل فصار تعب الشيطان باطلاً بالنسبة إلى المفديين . وختم الرب على هذا السقوط بقوله : " رئيس هذا العالم قد دين " ( يو16 : 11 ) . وعبارة سقوط كثيرين لا تعني الشيطان فقط بل كل جنده أيضاً ، إذ قد طرح الذي كان يضل العالم " وطرحت معه ملائكته " ( رؤ12 : 7 ـ 9 ) من الأعداء الكثرين الذين يسقطون : الإنسان العتيق إن الرب بتجسده وفدائه ، منح نعمة للمؤمنين ينالونها في المعمودية ، إذ يسقط الإنسان العتيق ، يموت ويدفن ( رو6 ) ؟ ويقوم إنسان آخر في " جدة الحياة " قد لبس المسيح ( غل3 : 27 ) حقاً في المعمودية سقوط وقيام كثرين .
ومن الأمثلة الجميلة للسقوط القيام ، شاول وبولس : سقط شاول الطرسوسي الذي كان يضطهد الكنيسة ، يجر رجالاً ونساء إلى السجن ، وقام مكانه بولس الرسول الذي تعب في الكرازة أكثر من الجميع وصنع معجزات ، وأسس الكنائس ، وأرسل الرسائل ، ونال إكليل الشهادة .
وسقط كهنة اليهود ، ليقوم كهنة على طقس ملكي صادق قال السيد المسيح في تغيير هؤلاء الوكلاء : " إن ملكوت الله ينزع منكم ، ويعطي لأمه تصنع ثماره " ( مت21 : 43 ) . وبالمثل فعل مع الناموسيين والصدوقيين ، وشهد العالم سقوط وقيام كثيرين . وقام كهنوت على طقس ملكي صادق .
سقط المعلمون الكذبة وفي مقدمتهم الكتبة والفريسيون والشيوخ سقطت هيبتهم في أعين الناس ، وسقط تعليمهم ، وسقطت كبرياؤهم وافحمهم السيد المسيح في كل مناقشة ، وأثبت للكل فساد ما يفعلون به ورأي الناس أنه قد قام معلم عظيم " بهتوا من تعليمه " يعلمهم بسلطان وليس كالكتبة . وأخيراً تحطم الكتبة والفريسيون بقول السيد لهم في ( مت23 ) : " ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراءون " حيث شرح في تفصيل شديد كل أخطائهم وانتهوا من تاريخ اليهود ، ليقوم مكانها معلمون آخرون اختارهم الرب .
وفي سقوط كثرين نذكر أيضاً الوثنية بكل رجالها كل فلسفاتها قد سقطوا ، سواء مدرسة الإسكندرية الوثنينة التي سقطت بقيام مدرسة الإسكندرية اللاهوتية التي أقامها مارمرقس . أو مثلما حدث في قصة أسطفانوس الشماس الأول الذي قيل عنه إنه وقفت ضده مجامع الليبرتينيين ، والقيروانيين ، والإسكندريين ، مع الذين من كيليكيا وآسيا " ولم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به " ( أع6 : 9 ، 10 ) وقامت المسيحية منتصرة في صراعها مع الأديان الأخري قال السيد المسيح : " ما جئت لألقي سلاماً على الأرض بل سيفاً " أي الصراع الذي يقوم بين الإيمان وكل معارضية أما الذي سقط في هذا الصراع فهو الأديان الأخري كلها : الأديان الرومانية بزعامة جوبتر ، والأديان اليونانية بزعامة زيوس ، والأديان المصرية بزعامة رع ، وأديان أخري كثيرة في الشرق ، مع عبادات الأرواح والنار والأجداد وسقطت الوثنية وكل فلسفتها وكل حكمتها وشهد العالم فترة من الكرازة ومن الاستشهاد ، ظهر فيها سقوط وقيام كثيرين وتحقق قول الرسول : " اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء . واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء . واختار الله أدنياء العالم والمزدري وغير الموجود ليبطل الموجود " ( 1كو1 : 27 ، 28 ) .
وإذا بالصبا الأمي يقف أمام اساطين مجمع السنهدريم ، ليقول لهم في شجاعة " ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس " . ويقف السيد المسيح ليقول : " أحمدك أيها الآب لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء ، وأعلنتها للأطفال " ( مت11 : 25 ) وشهد التاريخ في إنتشار المسيحية سقوط وقيام كثيرين لذلك كان المتواضعين في مقدمة الذين قاموا لقد تحققت تسبحة العذراء التي قالت فيها : " انزل الأعزاء عن الكراسي ، ورفع المتواضعين " ( لو1 : 52 ) هنا انزال ورفع : سقوط وقيام هذه العذراء المسكينة اليتيمة التي سلموها لنجار يرعاها ، أصبحت جميع الأجيال تطوبها . ومزود البقر مزاراً للعالم كله ، مكاناً مقدساً ، تنحني أمامه رؤوس الأباطرة والملوك تطلب بركة ترابه . والصيادون الفقراء صاروا قادة العالم وكهنته ورعاته ومعلميه " الأشياء العتيقة قد مضت . هوذا الكل قد صار جديداً " ( 2كو5 : 17 ) .
ومن الكثرين الذين سقطوا ، مفاهيم كثيرة ...
مفاهيم الناس السابقة عن العظمة والقوة والحرية وما أشبه ، تغيرت إلى العكس سقطت وأقام السيد مكانها مفاهيم جديدة . فلم يعد القوي هو الذي يضرب غيره على الخد والخد الآخر . إنما القوي هو الذي يحتمل ، كما قال الرسول : " يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتل ضعفات الضعفاء " ( رو15 : 1 ) و العظمة صارت في الاتضاع وليس في الكبرياء . ووضع الرب هذه المبادئ الجملية " من رفع نفسه يتضع . ومن وضع نفسه يرتفع " " من وجد نفسه يضيعها . ومن أضاع نفسه من أجلي يجدها " إننا على أبوابها عام جديد . ونريد أن تنطبق علينا عبارة " قيام كثيرين " فيقيمنا الرب بنعمته وبروحه القدوس ، وبعمله الدائم فينا . يقيمنا عن يمينه ويقول لنا : " تعالوا يا مباركي أبي ، رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم " ( مت25 : 34 ) إنه أقام كثيرين لا نستطيع أن نحصي عددهم ، ربوات ربوات وألوف ، اولئك الذين ينشدون للرب أغنية جديدة في ملكوته . فلنكن من هؤلاء .
بقي أن نقول إن السقوط والقيام على الأرض هو بصفة مؤقته يمكن أن تتغير بعد حين ، لتعد لسقوط أو قيام أبديين . وليت الجمع يهتمون بأبيتهم من الآن وليتنا نتناول باستحقاق في بداية هذا العام ولنعرف : إن التناول هو أيضاً وسقوط كثيرين قيامهم في حالة الاستحقاق ، إذ يثبتون في الرب ( يو6 : 56 ) السقوط في حالة عدم الاستحقاق ، إذ يتناولون دينونة لأنفسهم ( 1كو11 : 29 ) .
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
06 يناير 2025
الرسالة البابوية لعيد الميلاد المجيد
باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين.
أهنئكم أيها الأحباء بالعام الميلادي الجديد وعيد الميلاد المجيد. أهنئكم من أرض مصر، من أرض القديس مارمرقس الرسول كاروز مصر وأهنئكم بهذا العيد وأرسل التهنئة باسم كل الأقباط في مصر إلى كل الإيبارشيات والكنائس القبطية الموجودة في ربوع العالم أهنئ الآباء المطارنة والآباء الأساقفة والآباء الكهنة، القمامصة والقسوس وأهنئ مجالس الكنائس والشمامسة وأهنئ كل الشعب القبطي الذي يحتفل بعيد الميلاد بحسب التقويم الشرقي الذي يوافق يوم ٧ يناير التأملات كثيرة جدا في عيد الميلاد المجيد وربما يكون السؤال المهم الذي يشغلنا جميعًا "أين هو المسيح؟" العالم فيه الكثير من الاضطرابات والحروب والنزاعات ولكن السؤال المطروح منذ تجسد السيد المسيح هو " أين نجد يسوع؟"الرعاة عندما ظهر لهم الملاك وبشرهم بقوله" أبَشِّرْكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشعب" (لوقا ٢ :١٠) ، كانوا رعاة يعملون عملاً بسيطا جدا ولكنهم في نفس الوقت يهتمون بالرعية وكانوا في البادية في الصحراء وكانوا في الليل يحرسون القطعان التي يرعونها ثم نجد أن هؤلاء الرعاة عندما أشار إليهم الملاك بهذا الفرح العظيم، ينتقلون إلى المذود ويرون السيد المسيح طفلاً مقمطا بأقمصة صغيرة وكان هذا فرحهم وبعد ما رأوا المسيح انصرفوا نفس السؤال كان مطروحاً مع حكماء المشرق المجوس الذين أيضاً بحسب كتبهم وعلمهم وبحثهم في النجوم، عندما يظهر نجم له مواصفات خاصة ويتحرك من الشرق الى الغرب، تكون النتيجة إنهم يصلون الى ملك اليهود الذي يولد حديثا وقد أرهقوا في السفر وكلنا نعلم جميعًا إن إمكانيات السفر قديمًا كانت محدودة للغاية يستغرقون في الطريق أسابيع وشهورًا ويصلون إلى بيت الملك المولود في بيت لحم ويجدونه ويقدمون له هداياهم، ذهبا ولبانًا ومرا نفس السؤال " أين نجد المسيح المولود؟" ، شغل هيرودس ملك اليهودية ولكن كان قلبه شريرا فأراد ان يبحث عن الصبي وتظاهر إنه يريد أن يكرمه باعتباره ملكًا ولكنه في الحقيقة كان يضمر شرا ونسمع بعد ذلك إن هيرودس هو الذي أمر بقتل أطفال بيت لحم قلبه كان شريرًا السؤال الذي يشغلنا ونحن نحتفل بالميلاد "أين نجد المسيح؟"ربما نبحث عن المسيح في البيوت الكبيرة والأماكن الغالية الغنية والأماكن التي تعيش في رفاهية التكنولوجيا بكل صورها أو في المواضع التي نظن أن المسيح يسكن فيها كأماكن القصور والأماكن صاحبة المعيشة العظمى ولكن الحقيقة إن المسيح نجده في أماكن ربما لا نتوقعها ربما نجده في مكان مثل بيت لحم وهي قرية صغيرة مغمورة لا أحد يعرفها ونجده ليس في مساكن البشر ولكن في مذاود الحيوانات نجده في مكان لا نتوقع أن يوجد فيه هذا المكان يتميز بالبساطة وبالنقاوة ولذلك عندما تريد أن تبحث عن المسيح، ابحث عنه في الأماكن البسيطة والأماكن النقية والأماكن التي تتميز بالطهارة وبالنقاوة وبالبراءة في الحياة نجد المسيح في القلوب الضعيفة. ابحث عنه ولذلك أيها الحبيب، إذا أردت أن تحتفل بعيد الميلاد، الاحتفال ليس مجرد الثياب الجديدة والطعام وشجرة الميلاد والزينات الكثيرة هذا احتفال مفرح ولكنه على المستوى الاجتماعي أما على المستوى الروحي فيجب أن تبحث عن المسيح، وتجد في أثره تبحث عنه لتراه وتفرح به تبحث عنه في كل إنسان متواضع القلب تبحث عنه في كل إنسان يبحث عن السلام ابحث عنه في كل إنسان يريد أن يخدم الآخرين ابحث عن المسيح أتذكر إنه في يوم من الأيام جاءت مجموعة شباب من أستراليا وطلبوا أن يخدموا فأرسلتهم إلى قرية صغيرة بمحافظة البحيرة، قريبا من الإسكندرية ولما رجعوا الشباب من خدمة هذه القرية، التعبير الوحيد اللي قالوه قدامي هو: "إننا هناك وجدنا المسيح" لذلك احتفال الكريسماس ليس هو احتفال الأخذ هو احتفال العطاء، أنك تقدم تقدم جهدك ووقتك وفكرك ومالك وخدمتك و من خلال هذه التقدمات الكثيرة سوف ترى المسيح فلا تعش لذاتك ولا تعش بمفردك أنانيتك ولكن عش من أجل الآخرين وابحث عن كل النفوس التي فيها ضعف النفوس التي تعاني من ضيقات أو أمراض أو متاعب، أو ثقيلي الأحمال، كما يعبر الكتاب المقدس اجعل الكريسماس ليس مجرد وقت ميلاد المسيح الذي تحتفل به في نهاية شهر كيهك لكن اجعل الكريسماس طوال السنة بينما أنت تبحث عن المسيح في كل مكان وستكون النتيجة إنك ستجد فرحًا كبيرًا يملأ قلبك أتذكر قصة جميلة عن إنسان كان يبيع أشجار عيد الميلاد عندما أراد أن يبيع الأشجار الأخيرة التي معه في ليلة الكريسماس، لم يتقدم أحد لشرائها فشعر بخيبة أمل انه سيرجع البيت بدون دخل كاف ليس لديه ما يكفي أن يحضر به طعامًا أو يقدم به هدية لابنته فاقترحت عليه ابنته بما ان الكريسماس على وشك الانتهاء، خذ هذه الأشجار وقدمها هدايا للآخرين فابتدأ يختار بعض البيوت الموجودة في الحي الذي يسكنه فذهب إلى البيت الأول وقدم شجرة هدية فاستقبله أصحاب البيت، رجل وامرأته مريضة بشدة، وفرحوا جدا بتلك الشجرة ثم ذهب إلى البيت الثاني ليقدم لهم شجرة ووجد أن الأم في هذا البيت فقدت ابنتها فكانت في حالة حزن ولا تحتفل بالكريسماس فلما قدم لها الشجرة هدية، عادت إليها فرحة عيد الميلاد ثم ذهب للبيت الثالث ليقدم لهم شجرة فوجد زوجا وزوجة في خلاف والزوجة على وشك الطلاق فلما قدم الشجرة، فرحوا بالشجرة وفرحوا بعيد الميلاد وكانت النتيجة الجميلة ان البيت الأول الذي كان فيه الزوج مع زوجته المريضة إنهم أرادوا أن يعبروا عن فرحتهم فقدموا طعامًا لهذا الرجل ثم بعد قليل في البيت الثاني، أرادت الأم التي فقدت ابنتها أن تعبر عن فرحتها وتقدم له هدية فكانت تشغل بيديها معطفا لابنتها التي توفيت فاخذت المعطف وقدمته هدية للرجل فأخذه الأب وقدمه هدية لابنته والبيت الثالث الذي كان على وشك الطلاق، لما جاءت إليهما شجرة الميلاد، ابتدأ الزوج والزوجة يراجعان نفسيهما ومزقا ورقة الطلاق وعاد البيت في سلام وبعد رجوعهما لبعضهما، قدما عطايا لهذا الرجل ففرح هذا الرجل وابنته بالطعام وبالهدايا وبالعطايا
المادية وكانت هذه فرحتهما في عيد الميلاد أنا سعيد أن أرسل إليكم هذه الرسالة إلى كل كنائسنا وإيبارشياتنا إنني سعيد بأننا نلتقي عبر هذه الرسالة في احتفالنا بعيد الميلاد المجيد وأرجو لكم فرحا وسعادة تملأ قلوبكم في هذا الميلاد مع بداية العام الجديد وأكرر تهنئتي الى جميعكم، إلى كل الكنائس والإيبارشيات والأديرة وإلى كل المدارس والإكليريكيات وهذه التهنئة أرسلها لكم من أرض مصر التي تباركت بزيارة العائلة المقدسة في القرن الأول الميلادي وتباركت بالنبوات التي نقرؤها في سفر إشعياء وتباركت أيضا بكرازة القديس مارمرقس الرسول ربنا يحافظ عليكم ويكون معكم كل سنة جديدة وأنتم بخير وعيد ميلاد مجيد.
قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
05 يناير 2025
انجيل قداس الأحد الرابع من شهر كيهك
تتضمن ميلاد يوحنا المعمدان ثم نتأمل في رحمة الله مرتبة على قول البشير بفصل اليوم "وأما اليصابات فتم زمانها لتلد فولدت ابنا وسمع جيرانها واقرباؤها أن الرب عظم رحمته لها ففرحوا معها ( لو ١ : ٤٧ - ٨٠ )أيها الأحباء يخبرنا البشير بفصل انجيل هذا اليوم عن ميلاد طفل عجيب لأنه ولد على طريقة خارقة العادة ليكون بشيرا أمام المسيح بمدينة يهوذا ونذيرا بقرب قدومه ونورا مضيئا فى الكنيسة وهذا الطفل هو يوحنا المعمدان الذي يقول عنه بعض الآباء أنه وإن لم يكن من تخوم بيت لحم حيث قتل الأطفال بأمر هيرودس الملك إلا أنه كان يخشى عليه بسبب شهرة ميلاده. ولذا قد هربت به أمه اليصابات الى البرية واختفيا في مغارة وبعد أربعين يوما ماتت أمه وكان يعوله ملاك الرب إلى يوم ظهوره لاسرائيل وقيل إن اختفاءه كان سببا لقتل أبيه زكريا بأمر هيرودس بين الهيكل والمذبح وقد سمعتم قول البشير عــن اليصابات " أن الله عظيم رحمته لها " وهو قول حق. إنه لولا مراحم الله لما بقيت سالمة إلى ساعة الولادة ولما أمكن لها أن تصير أما ليوحنا المعمدان الذي قال عنه سيد البرايا " أنه ليس بني أعظم منه بين المولودين من النساء " فالرب قد عظم رحمته لاليصابات بقصد اتمام نبوة ملاخى النبى القائل " هأنذا ذاك أرسل ملاكي فيهي الطريق أمامي فيهئ الطريق أمامي) ونبوة أشعياء القائل " صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب أن الله كثير الرحمة لكل الداعين إليه ومراحمه على كل أعماله فتأملوا في العالم تروا ذلك من تلك التأثيرات الظاهرة في كل مكان فتشوا الكتاب المقدس تجدوا في إحدى زوايا الفردوس آدم وحواء عريانين خائفين ورحمة الله متجلببة بشعائر المحبة وتدعوهما كأم حنون لتكسوهما وتطمنهما وأيضا يسمعون في البرية شرقي عدن صوت الرحمة الإلهية ينادى قايين القاتل لأخيه هابيل قائلا له " أين أخاك " تنبيها له لكى يتوب فيغفر له ويطمنه بقوله " كل من قتل قايين سبعة أضعاف ينتقم منه " تشجيعا لضعفه ليرجو الغفران وماذا نرى أيضا في الكتاب المقدس؟ نرى رحمة الله توعز إلى نوح البار أن ينذر الماس الاشرار ويصنع فلكا لخلاص من يريد النجاة من مياه الطوفان ونرى رحمة الله تفتش على عشرة أبرار فقط في تلك المدينة الفاسقة حتى لا تباد بالنار ونرى الرحمة في برية سيناء تناجى موسى من وسط عليقة في شبه نار لتبعث به إلى ارض جاسان لإنقاذ الاسرائيلين من عبودية فرعون ونرى رجلا واقعا بأيدى اللصوص في طريق أريحا ورحمة الله تضمد جراحه كطبيب ونرى ذلك الولد الشاذ الذي بدد أمواله في الخمور والشرور ورجع تائبا إلى بيت أبيه قد قبل وأقيمت له كل ولائم السرور فما أعظم رحمة الرب وعفوه للذين يتوبون إليه قال أرستوتالس الفيلسوف " إن سهولة الغضب تصدر من الضعف "نعم فإننا نرى الضعيف أسرع إلى الغضب من القوى والمرأة أسرع من الرجل كما أن الشيخ أسرع من الشاب والفقير أسرع من الغنى وهكذا وهاكم مثالا على ذلك ما قاله أدريانوس لمن كان قد أهانه قبل أن يصير ملكا وهو : " لقد نجوت يا أنسان لأني أنا الآن قد صرت ملكا " إن الهنا أقوى من أدريانوس قيصر يمقدار لا يقع تحت حصر وقدرته العظيمة دليل على رحمته الكثيرة فإذا عاقب أثيما فانما يكون ذلك لمصلحته لأنه كالجراح الذي لا يستعمل الكئ بالنار في جسم العليل إلا بعد تحققه من عدم نجاح الادوية البسيطة فيا لعظم رحمة إلهنا التي نراها كل يوم تهطل سحبها على قلوب الخطاة فترويها لتثمر ثمار التوبة وتشرق شموسها على بصائر الصالحين فتردهم إلى سبل الهدى إن الله يدعونا إيها الاحباء فهلم نعود إليه بالتوبة والاعتراف بالذنوب لأن هذا هو الزمان المقبول فلا تقسوا قلوبكم ولا تصموا آذانكم عن سماع صوت الرحمة لئلا يصيبكم ما أصاب ديوجانس من طيباريوس قيصر الذي طلب قبل أن يصير ملكا مقابلة ديوجانس فأجابه بأنه لا يمكنه مقابلته إلا بعد سبعة أيام وقبل انتهاء هذه المدة صار طيبارويس ملكا فخاف الفيلسوف وسعى لدى الوزراء بقصد مقابلة الملك فكان سعيه باطلا إذا جاءه الجواب ليس إلى سبعة ايام كجوابه للملك بل إلى سبع سنين فسبيلنا أيها الاحباء أن لا نؤخر الرجوع إلى الهنا بل نبادر بالاعتراف والندامة ومناولة الاسرار ولا نتباطاً من يوم إلى يوم فإن غضب الرب ينزل بغتة ويستأصل في يوم الانتقام مفتدين خطايانا بالصدقات منظفين قلوبنا بالدموع لننال الغفران فنحظى بملكوت ربنا الذى له المجد إلى آباد الدهور كلها أمين.
القديس يوحنا ذهبي الفم
عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
04 يناير 2025
الأحد الرابع ميمر ميلاد يوحنا المعمدان للقديس يوحنا ذهبي الفم
أريد الآن أن أشرح لكم مديح القديس يوحنا المعمدان فأقول أنا الناقص طوباك أيها المغبوط يوحنا المعمدان ولوالداك زكريا الذي طلب من الله فرزق بك طوباك أيها القديس يوحنا وطوبى لوالدتك اليصابات التي ولدتك وأرضعتك لبن ثدييها الطاهرين أي لسان جسداني يقدر أن ينطق بميلادك كما يليق بكرامتك فانه لا يستطيع لسان ملائكي أن ينطق بكمال سيرتك الا من كان الله معه طوباك أيها القديس يوحنا لأنك بالحقيقة قلت الحق طوباك أيها القديس يوحنا وطوبى لوالدتك اليصابات التي ولم تغير في أقوالك ولم ترجع عن الحق أشاء اليوم يا كاهن الله العلى أن أتكلم بقدر يسير من فضائلك وحسن سيرتك وتأخرت عن ذلك لاني انسان و عاجز وثقيل اللسان كثير الخطايا فليس لى أن اكمل سيرتك أو أن أسرد نسكيات فأنا أعرف ضعفى وعدم معرفتي يا سيدي يوحنا ان سيدك متحنن ورؤوف وقبل من الأرملة المسكينة الفلسين اللذين القتهما فى الخزانة أكثر من أموال الأغنياء فلتقبل منى تقدمتى الحقيرة في خزائنك المملوءة غنى من الخيرات الدائمة لأنك غنى بالرب ولا تحتاج الى أقوال هذا العالم فان السيد مدحك ودعاك الملاك المرسل أمام وجهه فما تحتاج الى مديح البشر لأن سيرتك تشبه سيرة الملائكة ،ومن في جميع الأبرار والرؤساء يستطيع أن يصف ما يليق بك ؟ من فى الحكماء والفلاسفة يستطيع أن ينطق أقوالا توافق كرامتك ؟ وتطابق جنسك الكريم أيها النبي الصادق والكاهن الحقيقى المتقدم أمام عمانوئيل والكارز القوى ، والبتول العفيف الذى لا يعرف شهوات العالم ان قلت أنك ملاك فأنت الملاك الجسداني ،والانسان الروحاني لأنك تشبهت بسيرة الملائكة ،وان قلت انك نبي فأنت أفضل من نبى كما شهد عنك ربك وسيدك ،وان قلت أنك شهيد فأنت أول شهيد في العهد الجديد قد قطعت رأسك وان قلت انك ناسك فأنت أول من سكن البرية وتنسك فيها بالحياة الشظفة ،وان قلت انك راهبا فأنت رئيس الرهبان وأول من لبس ثوب البر على جسده وتمنطق بمنطقة على حقويه وان قلت انك رسول ومنذر ومبشر فأنت أول من كرز وبشر بمجيء السيد المسيح عمانوئيل فكنت تقول للجميع "أنا أعمدكم بماء للتوبة ولكن يأتى بعدى من هو أقوى منى الذي لست أهلا أن أحمل حذاءه هو سيعمدكم بالروح القدس ونار " ( مت ۳ : ١١) لقد كنت مبشرا قدامه ولم تستح أن تقول الحق لهيرودس حتى الموت لم ترهب سطوته فماذا أقول وفكرى منذهل ومتعجب،ومن أهلا في هذا العالم أن يشاركني مديحك أو يفهمني الكلام الذي يليق بك ! أريد غبريال الملاك الذي ابتدأ يمدحك بقوله عنك لزكريا أبيك ( يكون عظيما أمام الرب وخمرا ومسكرا لا يشرب ومن بطن أمه يمتلىء من الروح القدس ) ( لو ١ : ١٥ ) وقال عنك أنك تتقدم الابن الكلمة بالروح بقوة ايليا فترد قلوب الآباء الى الأبناء ، والعصاة الى عالم الأبرار وتعد للرب شعبا مستقيما احتاج اليوم الى جبرائيل الملاك وزكريا ليمدحوك عنك ( وانت أيها الصبي نبي العلى تدعى لانك تتقدم أمام وجه الرب لتعد طرقه لتعطى شعبه معرفة الخلاص بمغفرة خطاياهم » ( لو ١ : ٧٦ - ٧٧ ) احتاج اليوم الى جبرائيل الملاك وزكريا ليمدحوك بالسنتهم الصادقة ، الواحد ناري من السماء ،والآخر انسان من الأرض ملاك الرب النار المتقدة ،وكاهن العلى خادم الهيكل المقدس فقد مدحك السمائيون والأرضيون لا سيما سيد الخليقة جميعها قال عنك للجموع « لم يقم في مواليد النساء أعظم من يوحنا المعمدان » فأهل الأرض لا يستطيعون مديحك ،وأنا المسكين لا أستحق أن أذكر اسمك الطاهر على شفتى النجستين وانما تجاسرت بشرح اليسير من سيرتك لأجل فرح الشعب المجتمع معنا اليوم في تذكارك متهللا فرحا مسرورا طالبين شفاعتك والرحمة من الله لأجل اسمك فان كنتم تحبون يوحنا المعمدان فاسمعوا أقواله توبوا فقد اقترب منكم ملكوت السموات اعملوا أعمالا تليق بالتوبة أيها الرعاة ارعوا رعية الله التي دفعت اليكم بمحبة وفرح لكيما اذا ظهر رئيس الرعاة تفتخرون لديه أيها الرهبان احبوا النسك مع الصوم والصلاة لتكونوا أولادا ليوحنا المعمدان البار والكارز المختار فرح البراري والقفار أيها النساء أحببن الطريق المستقيمة لتكونوا بناتا لاليصابات البارة أيتها البنات ،والعذارى أحببن الطهارة والنقاوة لكيما تكن بنات لمريم القديسة العذراء أيتها الأرامل أحببن الله من كل قلوبكن واخد منه بمخافة لتكن بنات لحنة النبية بنت فنوئيل فانها أقامت أربعة وثمانين سنة ملازمة الهيكل ليلا ونهارا كونوا محبين بعضكم بعضا مصلين بعضكم لأجل بعض شاكرين عمانوئيل الهنا الذى بمجد أبيه وروح قدسه له المجد الدائم الى الأبد آمين .
المتنيح القمص سمعان السريانى
عن كتاب روحانية قراءات شهر كيهك
المزيد
03 يناير 2025
مائة درس وعظة (٤٣)
أعياد الميلاد «خلاصي بك »
"لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب نور إعلان للأمم، ومجدا لشعبك إسرائيل"
(لو ٣٠:٢-٣٢)
فترة أعياد الميلاد تستمر اربعين يوماً من عيد الميلاد إلى عيد دخول السيد المسيح إلى الهيكل، وتشمل خمسة أعياد ولها معان في حياتنا
اولا عيد الميلاد بداية جديدة (٧ يناير۲۹ كيهك)
الله في محبته يعطينا باستمرار فرص البداية.
١- الصلاة وتعبر عنها في بداية صلواتنا ونقول "فلنبدا بدنا حسنا" ٢- الأمل البداية تعنى للإنسان الأمل والتفاؤل والرجاء وتعنى أيضا روح الحماس والاستبشار بالخير.
٣- الفرح في عيد الميلاد بشر الملاك الرعاة بفرح عظيم لم تختبره البشرية من قبل وهذا الفرح يكون لجميع الشعب فرح يحوي في داخله النور والمجد مع الميلاد ابدا بدءاً جديداً ضع أمامك تعهداً أو وعداً جديداً.
ثانيا عيد الختان السمة الجديدة (١١يناير ١ طوبة)
١- العهد كان الختان علامة في الجسد للذكور فقط من الشعب اليهودي، وفيها سفك الدم، والعهد الذي يتم بالدم هو عهد لا ينقض، وكان هو العلامة المسيرة للشعب اليهودي وفيه لقطع جزء من الجسد ويرمز للختان الروحي فالقلب المختون يعني القلب المخصص أو المكرس.
٢- التكريس فقلبي يصير مخصصاً لله . الختان يعنى انك تقيم عهداً جديداً مع مسيحك وتمتلك قلباً جديداً.إنزع منى القلب الحجرى وأعطنى قلبا جديدا لحميا يشعر ويتأثر ويكون حساسا للخطية أسع ان يكون لك قلب جديد توجد أصنام كثيرة ممكن أن تحتل القلب مثل التكنولوجيا أو العمل
٣- العضوية الختان يعطى المختتن أن يكون عضواً في شعب الله، فالختان يعنى السمةالجديدة والاسم الجديد
ثالثا: عيد الغطاس: الولادة السمائية (١٩ يناير ١١ طوبة)
١- باب الأسرار بدون المعمودية لا يستطيع الإنسان أن يأخذ أي سر من أسرار الكنيسة ونكرر في هذا العيد "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت (مت ٧١:٣) وتنقسم العبارة إلى جزءين
الأول "هذا هو ابني الحبيب" ويرمز إلى سر المعمودية والثاني "الذي به سررت "ويرمز إلى سر التوية والاعتراف الذي هو تجديد المعمودية. ٢- الثوب الأبيض عيد الغطاس هو عيد تمارس فيه تذكار معموديتنا، والمعمودية تعنى امتلاك الثوب الأبيض، وصارت رحلة الإنسان أن يحافظ على هذا الثوب الأبيض نقيا. ٣- بداية الطريق المعمودية كانت أول الطريق.بينما التوبة هي طول الطريق وهذه التوبة هي التي تحول كل الخطاة إلى أبرار وتسمى سر التوبة معمودية ثانية، لأن من علامات التوبة الحقيقية دموع التوبة،وهي من الماء أيضا. رابعا عيد عرس قانا الجليل الأسرة الجديدة (٢١ يناير ١٣ طوية)
١- عرس مفتوح حضر المسيح العرس في قانا الجليل وتمت المعجزة ولم يذكر اسم العريس أوالعروس، فهو عرس مفتوح لكل البشرية.
٢- كنيسة جديدة يصير للإنسان الأسرة الجديدة في الكنيسة.
٣- مسئولية جديدة الإنسان لا يستطيع أن يعيش بمفرده، بل يحتاج إلى مجتمع، فيصير الإنسان عضواً في أسرة جديدة فيها روح الله. عيد عرس قانا الجليل عيد يجدد عضويتنا في كنيستنا وهو أيضا عيد لكل أسرة.
خامسة عيد دخول المسيح الهيكل الأبدية السعيدة (١٥ فبراير - ۸ أمشیر)
١- - الخلاص المنظور، لأن عيني قد ابصرتا خلاصك نظر سمعان الشيخ خلاص المسيح على الصليب وهذا الخلاص لجميع الشعوب الفرح يكون نورا للامم ومجدا لليهود
٢- السماء المفتوحة الهيكل يرمز إلى السماء إذا ما وقفنا في هيكلك المقدس نحسب كالقيام في السماء، إذا انشغل الإنسان بالسماء تهون عليه كل مشاكل الأرض
٣- النصيب الأبدى الإنسان الذي ينظر نصيبه الأبدي كل يوم وإذا سرت في حياتك بحسب هذه الأعياد الخمسة يكون لك هذا النصيب في السماء.
قداسة البابا تواضروس الثاني
المزيد
02 يناير 2025
مصالحة السماء والأرض
أول شئ نتذكره في ميلاد الرب هو عمق محبته للناس . فمن أجل محبته لهم سعي لخلاصهم . ومن أجل محبته لهم أخلي ذاته ، وأخذ شكل العبد ، ونزل من السماء ، وتجسد وصار في الهيئة كإنسان ( في2 : 7 ، 8 ) إن التجسد والفداء ، أساسهما محبة الله للناس . فهو من أجل محبته لنا ، جاء إلينا . ومن أجل محبته لنا ، مات عنا . لهذا يقول الكتاب : " هكذا أحب حتى بذل إبنه الوحيد " ( يو3 : 16 ) أنظروا ماذا يقول : " هكذا أحب حتى بذل " نحن إذن في تجسده ، نذكر محبته التي دفعته إلى التجسد وإعترافاً منا بهذه المحبة ، نتغنى بها في بدء كل يوم ، إذ نقول للرب في صلاة باكر : " أتيت إلى العالم بمحبتك للبشر ، وكل الخليقة تهللت بمجيئك " . قبل ميلاد السيد المسيح ، كان هناك خصومه بين الله والناس فجاء السيد المسيح لكي يصالحنا مع الله ، أو جاء لكي نصطلح معه هو قبل مجيئه كانت هناك خصومة بين السماء والأرض . ومرت فترة طويلة كانت فيها شبه قطيعة بين السمائيين والأرضيين : لا رؤي ، ولا أحلام مقدسة ، ولا أنبياء ، ولا كلام من الله للناس ، ولا ظهورات مقدسة ولا أية صلة واضحة !! كانت الأرض بعيدة عن السماء طوال تلك الفترة كانت خطايا الناس كاليالي الشتاء : باردة ومظلمة وطويلة وكانت تحجب وجه الله عنهم . وكانت الخصومة بينهم وبين الله ، يثلها في الهيكل الحاجز المتوسط اليذ لا يستطيع أحد من الشعب أن يختاره إلى قدس الأقداس وزادت خطايا الناس ، وأحتدم غضب الله عليهم ، وإستمر القطيعة ولم يحاول البشر أن يصطلحوا مع الله ثم جاء السيد المسيح ، فأقام صلحاً بين الناس والأرض ، وأرجع الصلة بينهما . وبدأت تباشير الصلح تظهر ورجعت العلاقات كما كانت من قبل وأكثر ولكي أوضح الأمر لكم أقول : تصوروا أن دولتين متخاصمين ، قد رجع الصلح بينهما ، فماذا تكون النتيجة : طبعاً ترجع العلاقات كما كانت : يعود التمثيل السياسي بينهما ، وإرسال السفراء والقناصل وفي ظل المودة الجديدة تبرم أتفاقية اقتصادية ، إتفاقية عسكرية المهم أنه توجد علاقة وصلة . كذلك لنفرض أن شخصين متخاصمين قد إصطلحا ، في ظل الصلح نري العلاقات قد بدأت ترجع ، تعود التحيات والابتسامات والزيارات والأحاديث ، وتعود المودة هكذا حدث بين السماء والأرض وبدأت تباشير الصلح تظهر بمجئ السيد المسيح أو في خطوات وممهدات مجيئه .
تباشير الصلح .
وأول شئ شاهدناه من تباشير هذا الصلح هو كثيرة نزول الملائكة إلى الأرض في مجئ السيد المسيح وقبيل مجيئه إزداد ظهور الملائكة بشكل واضح ظهورات متوالية ، فردية وجماعية ، كسفراء للرب وتهلل الملائكة بفرح عظيم ، وأرادوا أن يشتركوا في هذا الحدث العجب وهو تجسد الرب وميلاده فظهر ملاك يبشر زكريا بولادة يوحنا ( لو1 : 11 ) ، وملاك يبشر العذراء بولادة السيد المسيح ( لو1 : 26 ) ، وملاك ظهر ليوسف في حلم يخبره بحبل العذراء ( مت1 : 20 ) وملاك ظهر للرعاة يبشرهم بالميلاد الإلهي ( لو2 : 9 ) وملاك ظهر ليوسف في حلم وأمره أن يهرب بالطفل يسوع وأمه إلى مصر ( مت2 : 13 ) بالإضافة إلى هذا جمهور من الملائكة الذين ظهروا مسبحين الله وقائلين : ط المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة " ( لو12 : 23 ، 14 ) إن ظهور الملائكة بهذه الكثرة ، يدل على أن العلاقات بدأت ترجع بين السماء والأرض ، وتدل على فرح الملائكة بالخلاص المزمع ، وإشتراكهم مع الأرضيين في هذا الفرح وظهور الملائكة في فترة الميلاد كان مجرد طلائع للملائكة الذين ملأوا العهد الجديد ملائكة كانوا يخدمون الرب على جبل التجربة ( مر1 : 13 ) ، وملائكة القيامة الذين ظهروا لنسوة ، ومثل الملاكين اللذين طمأنا الرسل وقت صعود الرب ( أع1 : 10 ) كان هؤلاء جميعاً طلائع نعرف بهم الملائكة غير المرئيين المحيطين بنا إن ، الذين قال عنهم القديس بولس الرسول : " أليس جميعهم أرواحاً خادمة ، مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص " ( عب1 : 14 ) ولم يكتف السماء في صلحها مع الأرض بظهور الملائكة ، بل إمتدت إلى الأحلام المقدسة بما فيها من توجيه ومن إعلان إجتمع الأمران معاً بالنسبة ليوسف الصديق : ملاك ظهر له في حلم يخبره بالحبل المقدس ( مت1 : 20 ) وملاك ظهر له في حلم يأمره بالذهاب إلى مصر ( متت2 : 13 ) ثم بعد ذلك ظهر له ملاك في حلم أرض مصر يأمره أن يرجع إلى بلدة لأنه " قد قام الذين كانوا يطلبون نفس الصبي " ( مت2 : 20 ) ولما خاف أن يذهب إلى اليهودية بسبب أن أرخيلاوس كان يملك هناك ، " أوحي إليه في حلم " أن ينصرف إلى نواحي الجليل ، فذهب وسكن في الناصرة ( مت2 : 22 ) هؤلاء الملائكة الذين ظهروا ليوسف الصديق في الأحلام ، يعطوننا فكرة عن سمو مكانه العذراء فالعذراء ظهر لها الملائكة عياناً في صحوها ، رأتهم بعينيها وسمعتهم بأذنيها ، أما يوسف الصديق فرأي وسمع في الأحلام . إن هذا يذكرنا بالفرق الكبير بين مركز موسي النبي ومركز هارون ومريم اللذين وبخهما الرب عندما تقولا على موسي ، فقال لهما : " إن كان منكم نبي للرب ، فبالرؤيا إستعلن له ، في الحلم أكمله وأما عبدي موسي فليس هكذا بل هو أمين في كل بيتي فماً إلى فم وعياناً أتكلم معه " ( عد12 : 6 ـ 8 ) لقد كلم الملائكة يوسف الصديق عن طريق الأحلام وهكذا حدث أيضاً مع المجوس إلى هيرودس ، فانصرفوا إلى كورتهم " ( مت2 : 12 ) وحديث المجوس يذكرنا بظهورات مقدسة أخري صاحبت حديث الميلاد ، ونقصد أولاً النجم الذي ظهر للمجوس ، وأرشدهم إلى مكان المزود المقدس( مت2 : 1 ـ 12 ) لم يكن ذلك النجم عادياً ـ كما شرح القديس يوحنا ذهبي الفم ـ بل كان قوة إلهية أرشدتهم ذلك أن مساره كان غير عادي من المشرق إلى الغرب ، وكان يظهر حيناً ، ويختفي حيناً آخر ، ويقف حيناً ثالثاً كذلك يقول عنه أنه : " وقف حيث كان الصبي " هذا النجم كان ظهوراً مقدساً ولم يكن نجماً كباقي النجوم وفي صلح السماء مع الأرض الذي جبلته بركة الميلاد لم تقتصر الصلة على ظهور الملائكة والأحلام المقدسة والظهورات المقدسة ، بل أيضاً رجعت روح النبوة مرة أخري ، ورجع عمل الروح القدس في الناس وامتلاؤهم منه نقرأ عن يوحنا المعمدان في بشارة الملاك عنه أنه : " من بطن أمه يمتلئ من الروح القدس " ( لو1 : 15 ) ونقرأ في بشارة الملاك للعذراء قوله لها : " الروح القدس يحل عليك ، وقوة العلي تظللك " ( لو1 : 35 ) ونقرأ في زيارة العذراء للقديسة اليصابات أنه : " لما سمعت اليصابات سلام مريم ، إرتكض الجنين في بطنها ، وإمتلات اليصابات من الروح القدس " ( لو1 : 41 ) . ونقرأ عن زكريا الكاهن ـ بعد إنقضاء فترة صمته ـ " وامتلأ زكريا أبوه من الروح القدس وتنبأ قائلاً " ( 1 : 67 ) . ونقرأ أيضاً عن سمعان الشيخ أنه كان رجلاً باراً : " والروح القدس كان عليه وكان قد أوحي إليه بالروح القدس " ( لو2 : 25 : 26 ) عجيب جداً هذا العمل الواسع للروح القدس في الناس في تلك الفترة المقدسة وعجيب هذا الإمتلاء من الروح القدس وهذا الحلول ، وهذا التنبوء أيضاً لقد تنبأ زكريا الاهن ، وتنبأت إمراته اليصابات ، وتنبأ سمعان الشيخ ، وتنبأت حنة بنت فنوئيل ( لو2 : 36 ) وبدا أن الله رجع يتكلم في أفواه الأنبياء وكل ذلك كان من بوراد إنتهاء الخصومة بميلاد السيد المسيح ، أو كانت هذه هي تباشير الصلح الذي تم على الصليب وكان من تباشير الصلح أيضاً رجوع المعجزات والمعجزات دليل عمل يد الله مع الناس كان إنفتاح رحم اليصابات العاقر هو المعجزة الأولي وكان صمت زكريا الكاهن ثم إنفتاح فمه بعد تسعة أشهر معجزتين أخريين وكانت معجزة المعجزات هي ولادة السيد المسيح من عذراء وكان إرتكاض الجنين بإبتهاج في بطن اليصابات تحيه الإله الذي في بطن العذراء هو معجزة أخري . ولا نستطيع أن نحصي المعجزات التي رافقت ميلاد المسيح وطفولته . أما معجزاته في أرض مصر ، فلعل أبرزها هو ما يشير إليه أشعياء النبي قائلاً : " هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر فترتجف أوثان مصر من وجه ، ويذوب قلب مصر داخلها " ( إش19 : 1 ) وفعلاً سقطت أوثان مصر بدخول الرب إليها كل هذا يدل على أن يد الرب قد بدأت تعمل ، وأن ميلاد السيد المسيح كان مقدمة لصلح السماء مع الأرض ، الصلح الذي قلنا إن أولي تباشيره كان ظهور الملائكة ويحسن أن نقف وقفة تأمل بسيطة عند ظهورات الملائكة هذه
أول ملاك ظهر وذكره الإنجيل المقدس ، كان هو الملاك الذي ظهر لزكريا الكاهن إنها لفته كريمة من الرب يعطى بها كرامة للكهنوت ، فيكون ظهور الملائكة اولاً للكهنة ، بعد فترة الإحتجاب الطويلة ولفته كريمة أخري للكهنوت ، أن يظهر الملاك في مكان مقدس : " واقفاً عن يمين مذبح البخور " وفي لحظة مقدسة عندما كان زكريا البار يكهن للرب ويرفع البخور أمامه ( لو1 : 8 ـ 10 ) جميل من الرب أنه عندما أرسل خدامه السمائيين أولاً إلى بيته المقدس وإلى خدام مذبحة الطاهر ولا شك أن هذا كله يشعرنا بجمال المذبح الذي وقف الملاك عن يمينه في أول تباشير الصلح . كم بالأكثر جداً مذبح العهد الجديد في قدسيته الفائقة للحد ، حيث ملاك الذبيحة الصاعد إلى العلو يحمل إلى الله تضرعنا نعود إلى الملاك الطاهر الذي ظهر لزكريا الكاهن كان ملاكاً يحمل بشارة مفرحة . لقد عاد الرب يفرح وجه الأرض التي حرمت كثيراً من أفراحه في فترة القطعية والخصومة . وهل هناك فرح أعظم من تبشير زوج العاقر بأنها ستلد إبناً : ط لم يقم بين المولودين من النساء من هو أعظم منه " ( مت11 : 11 ) ، إبناً سيكون : " عظيماً أمام الرب " ( لو1 : 15 ) !! عبارات : " الفرح " تدفقت من فم الملاك ، فقال : " لا تخف يا زكريا ، لأن طلبتك قد سمعت ، وامرأتك اليصابات ستلد لك إبناً ، وتسميه يوحنا ، ويكون لك فرح وإبتهاج ، وكثيرون سيفرحون بولادته " وكانت إيحاءه جميلة من الرب في تباشير هذا الصلح ، أن يسمي الطفل " يوحنا " وكلمة يوحنا معناها : " الله حنان "!! وكأن الله يقصد أنه وإن تركنا زمناً ، إلا أن محبته دائمة إلى الأبد ، " مياة كثيرة لا تستطيع أن تطفئها " ( نش8 : 7 ) وأنه وإن حجب وجهه حيناً ، فإنه لا يحجب قلبه الحنون . فعلي الرغم من فترة القطيعة بين السماء والأرض التي سبقت ميلاد السيد المسيح ، وعلى الرغم من الخصومة القائمة ، كان الله ما يزال كما هو ، كله حنان وشفقة " الله حنان " أو " الله حنون " لعل هذا يذكرنا بقول الرب من قبل : " لأنه كإمراة مهجورة ومخزونة الروح دعاك الرب ، وكزوجة الصبا لحيظة تركتك ، وبمراحم عظيمة سأجمعك بفيضان الغضب حجبت وجهى عنك لحظة وبإحسان أبدي أرحمك "( إش54 : 6 ـ 8 ) إنها نبوءة أشعياء عن مصالحة الرب لشعبه وكنيستة ، قد بدأت تتحقق تلك النبوءة العجيبة ، الجميلة في موسيقاها ، التي بدأها الرب بنشيده العذب : " ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد " ( إش54 : 1 ) تري أكاذيب اليصابات : " العاقر التي لم تلد " رمزاً للكنيسة في إفتقاد الرب لها ؟ وهل كان إسم إبنها يوحنا : " الله حنان " رمزاً أيضاً لمصالحة الله لكنيستة ؟ وهل ترنم اليصابات : " العقر التي لم تلد " كان بشيراً يتحقق باقي مواعيد الله إذ يقول لكنيسته في نفس النشيد :" كما حلفت أن لا تعبر بعد مياة نوح على الأرض ، هكذا حلفت أن لا أغضب عليك ولا أزجرك فإن الجبال تزول ، والآكام تتزعزع ، أما إحساني فلا يزول عنك ، وعهد سلامي لا يتزعزع ، قال راحمك الرب " أيتها الذليلة المضطربة غير المتعزية ، هأنذا أبني بالأثمد حجارتك ، وبالياقوت الأزرق أؤسسك وأجعل شرفاتك ياقوتاً ، وأبوابك حجارة بهرمانية ، وكل تخومك حجارة كريمة وأجعل كل بنيك تلاميذ الرب ، وسلام بنيك كثيراً " ( إش54 : 11 ـ 13 ) هل كان هذا الإصحاح الرابع والخمسون من نبوءة اشعياء موضع تأمل القديسة اليصابات في خلاص الرب القريب ، طوال الستة أشهر التي مرت ما بين بشارة الملاك لزكريا وبشارة الملاك للعذراء ؟! إن هذه الفكرة تملأ قلبي ، وتضغط على عقلي بإلحاح شديد ولا شك أن هذه القديسة الشيخة التي كانت تحمل إبناً نذيراً للرب في أحشائها ، كانت تشعر أنه ليس بأمر عادي هذا الذي حدث لها وإذ نتأمل في هذا الفصل من اشعياء ـ الذي ينطبق عليها وعلى الكنيسة ـ يهز كيانها كله هذا " النبي الإنجيلي " إذ يقول : " ها العذراء تحبل وتلد إبناً وتدعو إسمه عمانؤئيل " ( إش7 : 14 ) قلنا إنه من تباشير الصلح بين السماء والأرض كان ظهور الملائكة للبشر . وكان الملاك الأول هو الذي بشر زكريا الكاهن .
أما الملاك الثاني ، فكان جبرائيل ، الذي بشر السيدة العذراء نلاحظ أن هذا الملاك كان له مع العذراء أسلوب معين لقد بدأها بالتحية ، بأسلوب كله توقير وإحترام لها في بشارة زكريا لم يبدأه الملاك بالتحية ، وإنما قال له " لا تحف يا زكريا فإن طلبتك قد سمعت " أما في بشارة العذراء فقال لها الملاك : " السلام لك ايتها الممتلئة نعمة الرب معك " وعندئذ ـ بعد هذه المقدمة ـ بدأ الملاك في إعلان رسالته وحتى هذه الرسالة أدمجها بعبارة مديح أخري فقال : " لا تخافي يا مريم ، لأنك قد وجدت نعمة عند الله " ثم بعد ذلك بشرها بالخبر الذي جاء من أجلة : " ها أنت ستحبلين وتلدين إبناً وتسمينه يسوع " إنه اسلوب إحترام عجيب يليق بالتحدث مع والدة الإله الممجدة ، المملكة الجالسة عن يمين الملك لم يستطع رئيس الملائكة جبرائيل أن ينسى أنه واقف أمام أقدس إمرأة في الوجود ، وإنه واقف أمام أم سيده ، التي ستكون سماء ثانية لله الكلمة فخاطبها بأسلوب غير الذي خوطب به الكاهن البار زكريا هنا نلاحظ أنه لم يبدأ فقط صلح بين السمائيين والأرضيين ، بل بدأ تقدير وتوقير من سكان السماء لسكان الأرض في شخص أمنا وسيدتنا العذراء مريم فمرحباً بهذا الصلح .
أما الظهور الثالث ، فكان ظهور ملاك الرب للرعاة هنا نجد تقدماً ملموساً في العلاقات ، إذ لم يقتصر الأمر على أن " ملاك الرب وقف بهم " بل يقول الكتاب أكثر من هذا : " ومجد الرب أضاء حولهم " . وبعد أن بشرهم الملاك " بفرح عظيم " يكون " لجميع الشعب " ، وبولادة " مخلص " ، " ظهر بغتة ـ مع الملاك ـ جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين : " المجد لله في الأعالي ، وعلى الأرض السلام ، وبالناس المسرة " وهنا نسمع عبارات الفرح ، والمسرة ، والسلام ، والخلاص وبدلاً من ظهور ملاك واحد ، نري جمهوراً من الجند السماوي يسبحون إنها تباشير الصلح العظيم ، المزمع أن يتم على الصليب ونلاحظ أن هذا الصلح قد بدأه الله لا الناس أول ما نتذكره في هذا المجال ، هو أن الله يسعى لخلاص الإنسان ، حتى لو كان الإنسان لا يسعى لخلاص نفسه نلاحظ هذا منذ البدء : عندما أخطأ آدم وسقط ، لم يسع لخلاص نفسه ، بل نراه ـ على العكس من ذلك ـ قد هرب من الله ، وخاف من الله ، وإختفي ، بل نراه . لم يحدث أنه سعي إلى الله ، طالباً الصفح والمغفرة ، وطالباً النقاوة والطهارة بل إنه : " لما سمع صوت الرب الإله ماشياً في الجنة " اختبأ هو وإمراته من وجه الرب " تك3 : 8 ) . وهكذا أوجد حجاباً وحاجزاً بينه وبين الله . وبدأت الخصومة من الذي سعي لخلاص آدم ؟ إنه الله نفسه ، دون أن يطلب آدم منه ذلك آدم شغله الخوف عن الخلاص أو حتى عن مجرد التفكير فيه وهكذا بحث الله عن آدم وأعطاه وعداً بأن نسل المرأة سوف يسحق رأس الحية ( تك3 : 15 ) لقد أعتبر الله أن المعركة الدائرة هي بينه وبين الشيطان ، وليست بين الشيطان والإنسان أعتبر أن قضيتنا هي قضيته هو وإذا بنسل المرأة الذي يسحق رأس الحية هو الله نفسه الذي أتي في ملء الزمان من نسل المرأة هو الله إذن الذي دبر قصة الخلاص كلها ، لأنه : يريد أن الجميع يخلصون ، وإلى معرفة الحق يقبلون " ( 1تى2 : 4 ) هو يريد خلاصنا جميعاً ويسعى إليه ، حتى إن كنا نحن ـ في تكاسلنا أو في شهواتنا ـ غافلين عن خلاص أنفسنا ! في قصة الخروف الضال ، نرى أن هذا الخروف الضال لم يسع لخلاص نفسه ، وإنما تائهاً وبعيداً والراعي الصالح هو الذي جرى وراءه هو الذي فتش عليه وسعي إليه ، وهو الذي تعب من أجله إلى أن وجده ، وحمله على منكبيه فرحاً ، ورجع به سالماً إلى الحظيرة وفي قصة الدرهم المفقود ، نجد نفس الوضع أيضاً فإن تعطل خلاص الإنسان ، يكون السبب بلا شك راجعاً إلى الإنسان ذاته وليس إلى الله وهذا الأمر واضح في تبكيت الرب لأورشليم ، إذ قال لها : " يا أورشليم يا أورشليم ، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها . كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ، ولم تريدوا " ( مت23 : 37 ) أنا أردت ، وأنتم لم تريدوا مثال أخر هو عروس النشيد الله هو الذي سعي لخلاصها " طافراً على الجبال ، وقافزاً على التلال " وقال لها : " افتحي لي يا أختي يا حبيبتي يا حمامتي يا كاملتي ، لأن رأسي قد إمتلأ من الطل وقصصي من ندي الليل " ( نش5 : 2 ) وتكاسلت النفس في الإستجابة ، وتعللت بالأعذار فماذا كانت النتيجة كانت أنها عطلت عمل النعمة فيها بعض الوقت وصاحت في ندم : " حبيبي تحول وعبر " تأكد أنك إن كنت تريد الخلاص من الخطية ، فإن الله يريد ذلك أضعافاً مضاعفة المهم إنك تبدي رغبتك المقدسة هذه هناك عبارة لطيفة قالها أحد القديسين قال : [ إن الفضيلة تريدنا أن نريدها لا غير ] يكفي أن نريد ، إرادة جادة ، والله يتولي الباقي بل حتى هذه الإرادة هو يمنحها لنا ، لأجل خلاصنا ومن القصص العجيبة عن سعي الله لخلاصنا ، ما يقوله الله ـ في سفر حزقيال النبي ـ للنفس الخاطئة الملوثة : " مررت بك ورأيتك مدوسة بدمك وقد كنت عريانة وعارية . فمررت بك ورأيتك وإذا زمنك زمن الحب فبسطت ذيلي عليك ودخلت معك في عهد ـ يقول السيد الرب ـ فحممتك بالماء ، وغسلت عنك دماءك ، ومسحتك بالزيت وجملت جداً جداً ، فصلحت لمملكة " ( خر16 ) تلك النفس المسكينة ـ لو تركت لذاتها ـ لبقيت على حالها مطروحة وملوثة ، عريانة وعارية ولكن الله فعل من أجلها الكثير ، وأنقذها مما هي فيه ولكن ليس معني سعي الله لخلاصنا ، أننا نتكل على ذلك ونكسل ! كلا وإلا فإنه يتحول ويعبر كما حدث مع عروس النشيد إنما يجب أن تتحد إرادتنا بإرادته . وعملنا بعمله هو ينزل إلى عالمنا ، ونحن نقدم له ولو مزوداً ليستريح فيه إن الله يسعى لخلاصنا ، ويسعى ليصالحنا معه الصلح يبدأ من جانب الله إنه درس لنا حينما تكبر قلوبنا على أخوتنا الصغار ، فلا نسعي لمصالحتهم بحجة أننا الكبار !!الكبير يسعى لمصالحة الصغير في كل تباشير الصلح التي ذكرناها نرى أن الله هو الساعي لمصالحة البشرية النور الذي لا يدنى منه ، يسعى لمصالحة التراب والرماد ! ملك الملوك ورب الأرباب يتقدم ليصالح عبيده نراه أنه هو الذي أرسل الملائكة للبشر وهو الذي بعث إليهم برسائل في الأحلام . وهو الذي أرجع لهم روح النبوة ، وهو الذي عمل على إعادة العلاقات كما كانت بل هو الذي أرسل إليهم إبنه الوحيد ليخلصهم ، من فرط محبته لهم وكما قال القديس يعقوب السروجي : [ إنه كانت هناك خصومة بين الله والإنسان فلما لم يتقدم الإنسان لمصالحة الله نزل الله ليصالح الإنسان ] ولم يحدث هذا في الميلأد فقط ، وإنما كان هو دأب الله دائماً نراه وهو الكبير العالي غير المحدود يسعى لمصالحة الإنسان . يقول : " أنا واقف على الباب وأقرع . من يفتح لي أدخل وأتعشى معه " ( رؤ3 : 29 ) . ونحن نتساءل في عجب : كيف يارب تقف على الباب وتقرع . البشر هم الذين أذهب إليهم . أنا لست أبحث عن كرامة لي ، وإنما أبحث عن خلاصهم هم ، ولا أستريح حتى أطمئن على خلاصهم حقاً ، ما أعجب قلب الله المحب ، وما أعجب تواضعه الله يرسل الأنبياء والرسل لكي يصالحوه مع البشر . يعترف القديس بولس الرسول بهذا فيقول : " نسعي كسفراء عن المسيح ، كأن الله يعظ بنا ، نطلب عن المسيح : تصالحوا مع الله " ( 2كو5 : 20 ) حقاً : هل كان هناك عمل آخر للأنبياء سوى عقد صلح بين الله والناس والله هو الذي طلب الصلح فأرسل أنبياءه ! بل ما أعجب الرب في سعيه للصلح إذ يقول :" بسطت يدي طول النهار ، إلى شعب معاند ومقاوم " ( رو10 : 21 ) مازال الرب باسطاً يده ، يطلب صلحاً معنا ويقول : " هلم نتحاجج " ( إش1 : 18 ) الله هو الذي صالح يونان النبي لما إغتم وإغتاظ ، مع أنه غضبه لم يكن حسب مشيئة الرب . أعد له يقطينه : " فارتفعت فوق يونان لتكون ظلاً على رأسه ، لكي يخلصه من غمه " وظل يجاذبه الحديث قائلاً له : " هل اغتظت بالصواب ؟ " ويونان يجيب : " اغتظت بالصواب حتى الموت " لم يزل به حتى أقنعه وصالحه ( يون4 ) والسامرة التي أغلتق أبوابها في وجهه ، لأن وجهه كان متجماً نحو أورشليم ، لم يتضايق من تصرفها هذا ، ولم ينزل ناراً من السماء ليحرقها كما لإقترح التلمذان ، بل ذهب إليها ليصالحه ، وهي المخطئة وبذل من حبه حتى أصلحها وصارت له ( يو4 ) . وفي قصة الابن الضال ، نرى أن الإبن الكبير لما غضب ورفض أن يدخل ، ورفض أن يشترك في الفرح برجوع أخيه ، مع أن غضبه لم يكن مقدساً ، ومع أن إرادته كانت ضد إرادة إلآب ، إلا أن الآب ذهب إليه ليصالحه وفي ذلك يقول الكتاب : " فخرج أبوه يتول إليه " ( لو15 : 28 ) مع أن كلام هذا الإبن كان قاسياً في حديثه مع أبيه ، وكانت إتهاماته كثيرة وظالمة ، إلا أن الأب إحتمله ، وأطال أناته على حتى صالحة ولم يقل له كيف وأنت صغير تكلمني هكذا ! ولما أخطأ القديس بطرس وأنكر السيد المسيح ، لم ينتظر الرب حتى يأتي القديس بطرس تائباً ومعتذراً ، بل هو الذي بداه بالكلام ، وسهل الأمر عليه ، وأرجع العلاقات كما كانت ، بنفس الدالة إن الرب لا يرى في سعيه للصلح إنقاصاً لقدرة أو إضاعة لكرامته ، بل على العكس إنه يبرهن على محبه وعلى وتواضعه فيزداد حب الناس له وإن كان الله بميلاده قد جاء ليصالحنا ، فإذهب أنت يا أخي وصالح غيرك لا تقل كيف أذهب أنا ؟ هم الذين يأتون كلا ، فإن الذي يقوم بالصلح ، هو الذي ينال بركته ولا تقل كيف أصالح ابني ، أو أخي الأصغر ، أو خادمي ، أو مرؤوسى ، وأنا الكبير ؟! إعرف أن الكبير هو الكبير في قلبه وفي حبه ، في فضائله وفي احتماله . والله لا يقيس الناس بمقياس السن أو المركز ، بل بنقاوة القلب ومهما كنت كبيراً ، فلن تكون مطلقاً في درجة الله الذي سعي لمصالحة عبيده ومخلوقاته ! وحاذر من أن تطلب إحتراماً يليق بك ، حتى لو كان يليق بك المجد والكرامة !! بل أطلب محبة الناس وبركتهم وفي ذكري الميلاد تذكر تواضع الرب الذي نزل من سمائه إلينا ، فكيف لا نتنازل بعضنا للبعض وفي مصالحة الناس ، لا تفكر في خطية غيرك ـ كبيراً كان أم صغيراً ـ وإنما فكر في نقاوة قلبك ، وضع أمامك تواضع الرب في مصالحته للبشر .
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
01 يناير 2025
الأحد الثالث ميمر زيارة العذراء مريم لمار يعقوب السروجي
الممجد بين الصفوف اللابس البهاء النور المرعب الكاروبيم تجسد بالعذراء مريم ماليء الكل نزل وحل فيها السموات كرسيه ومريم العذراء أمه أتت هذه البتول العظيمة الممتلئة نعمة لتفرح مع العجوز العاقر اليصابات التقت الممتلئة نعمة بابنة اللاويين ،والدة المكروز به ووالدة الكارز تكلمت بلسانها سلاما نقيا حسن المريم أن تتكلم بالسلام لأنها زرعت السلام للبعيدين والقريبين وصارت كالكنز الممتلىء سلاما للبشر ،والوقت أدرك هذا الطفل داخلها وبدأ يتحرك بابتهاج فى بطنها أعطت العذراء السلام كما قبلت السلام من العلو ليصحب العالم جميعه وحسنا قالت لأن السلام فى بطنها فأعطت السلام بشفتيها حيث تعظم التابوت تحرك داود بفرح قلب قدامه ولم بحفظ طقس تاجه العظيم ،ويوحنا أيضا تحرك وهو جنين أكثر من داود اذ لم يحفظ الوقت الى زمانه فالعذراء صارت تابوتا للاهوت لأن سيد الأسرار حل داخلها لقد تحرك الجنين ببهجة فى بطن أمه وكأن هذه الكلمات كانت تقال من يوحنا عندما تحرك من أجل سیده ها مصور جميع الأطفال صار طفلا ،والعظيم المالى السموات حل في بطن البتول هذا الآتى انه حمل اللاهوت الذي سيقدم ذاته عن الخطاة هذا هو حامل خطايا العالم كله الذي سيعتق جنس البشر من العبودية هذا المشرق نوره لظلام الجحيم والذي يخرج آدم من الهلاك هذا الذى سيحل اللعنة بميلاده الجديد هذا الحال فى البطن الصغير لا تحده السموات الطفل في بطن أمه عرف بالروح القدس انه هو الابن الوحيد بشر به فى المكان المخفى لأنه سیکرز به بین الجموع أظهر أنه عرفه وقبل أن يخرج بشر العالم لكى لا يهرب أحد عندما يشهد بكرازته شهد للابن أنه سيد الخليقة كلها دهش متضاعف بالعجوز التي صار طفلها كارزا ،وبالعذراء البتول التي حبلت حبلا طاهرا دون أن تعرف رجلا وبغير زواج سلام مريم دخل الى أذن اليصابات وسمعه الجنين في البطن فعرف سيده وبدأ يتحرك ابن البتول ملأ يوحنا وهو في البطن من عطاياه أرسل له الروح القدس فملأه قوة وكرازة بسلام مريم امتد روح ابنها اليه وهو داخل البطن ذلك الذي أعطى الروح القدس لتلاميذه الاثنى عشر ورسله المكرمين ،والذى لا يستطيع أحد ما أن يأخذ شيئا الا به الروح القدس افتقد اليصابات وبدأت تلك العجوز تتكلم بالنبوة سمعت السلام فقبلت الروح ،وسجدت أمام العذراء وقالت بمحبة لها مباركة أنت في النساء أيتها المباركة،ومباركك هو الثمر الحال في بطنك المقدس مبارك هو حضن بتوليتك ومن أين لي أن تأتى الى المباركة الحاملة للعظيم الذى شاء أن يأتى صغيرا ،وهل لي أن أتكلم يا أم الملك فأمجد الحال فيك الذي أتى ليفتقد مسكنتي أيتها الطوباوية الذي فيك هو من يخافه السمائيون بطنك متلىء من ذلك اللهيب الذى به تضمحل سائر أشواك الأرض منك يخرج الأسد الذي عندما تنظره الذئاب تفر منه حملت الشعاع الذى يضيء المسكونة ،وبه يضمحل حزن العالم النور انحجب في داخل بتوليتك أيتها البتول من أين لي أن تأتى الى الرب هو ابنك قالت مريم حسنا تكلمت لأن ذلك الحبل مدهش جدا من أظهر لك هذا السر هل غبريال الملاك حين تكلم معى فقالت اليصابات أن غبريال لم يظهر لى السر بل الطفل الذي في هو ابن سر ذاك الذي تحملينه فمن حين نظرتك وقبلت سلامك تحرك فى الجنين بفرح من أجل سيده الآتي اليه
فقالت مريم تعظم نفسى الرب وتبتهج روحي بالله مخلصی لأنه نظر إلى اتضاع أمته فهوذا منذ الان جميع الأجيال تطويني قدس القديسين صار فى بيت الكاهن العظيم وفيه خدمت تلك العظيمة بالاتضاع كل الأفراح صارت هناك تبتهج العاقر بحركة طفلها المدهش ،وتفرح البتول بالحبل المقدس الذي فيها الكلمة فى مريم ،والصوت في اليصابات اختار البتول التي بلا زواج ليشرق منها جسدياً ،وأرسل الصوت بالزواج ليتقن الطريق ويهيىء السبيل قبل أن يأتي لأن الصوت يتقدم الكلمة عند السماع ويقرع به ليفتح الباب فتدخل الكلمة فاذا ما بلغت بشارة الكلمة الى باب الآذان تبقى داخله من داخل البطن أسرع يوحنا النور ولم يتقدم يوحنا صار صوتا لكلمة سيده عرف حده من أين وأين بكمل صنع بدء كرازته داخل البطن ،وكمل عند معمودية الأردن أخذ خبز العريس ببهجة عند أمه ،ومضى ليشرق في أذني العروس بشر للجموع فدخل العريس وخدم الأسرار اذ صار يوحنا صوتا كما تنبأ عنه اشعياء النبى ، لهذا تحرك قدام الكلمة بفرح عظيم انه رسول الكلمة وصوتها المبشر بها كاروز مرسل قدام الكلمة ، وحين سأله العبرانيين من أنت أجاب انه الصوت المرسل ليكرز بالكلمة فلم يدع نفسه ايليا أو نبياما نظر الى عمله ان الكلمة هو الذي أرسله كالصوت أنا صوت صارخ ،ويأتى بعدى أذ بعد الصوت تسرع الكلمة الى سماعها ،واذ أرعبته الكلمة في بطن أمه تحرك بالتبشير ،والكلمة والصوت صارا بهما دهشا عظيما فمبارك هو الابن الكلمة الذي كرز به ذلك الصوت عند ظهوره ولالهنا المجد الدائم الى الأبد . آمين
المتنيح القمص سمعان السريانى
عن كتاب روحانية قراءات شهر كيهك
المزيد
31 ديسمبر 2024
يا ملك السلام
يا ملك السلام أعطنا سلامك قرر ﻟﻨا سلامك واغفر ﻟﻨا خطايانا نشكرك یارب لأنك أعطیتنا ھذا العام المنصرم وأتیت بنا إلى نھایته، وھا نحن نستعد لاستقبال عامًا جدیدًا من یدك الحانیة عالمین أن عینك علینا من أول السنة إلى آخرھا تقود خطواتنا وتھیئ طریقنا لأنك إله خلاصنا نشكرك یارب یا محب البشر على عطایاك الكثیرة في كل صباح نشكرك یارب على كل حال ومن أجل كل حال
وفي كل حال نشكرك یارب لأنك سترتنا وأعنتنا وحفظتنا وعضدتنا وأتیت بنا إلى ھذه الساعة
رأیناك یارب صانع الخیرات في حیاتنا وعنایتك بنا واضحة في عطایاك من ھواء وماء وشمس وطبیعة وفلك ونھار ولیل وأشجار ونباتات تزین حیاتنا وتمنحنا الطعام والغذاء لنا ولكل الكائنات الحیة التي تعطینا طعامًا حسنًا في حینه أعطیتنا الصحة والقدرة والبركة في حیاتنا وأرضنا وبیوتنا وكنائسنا وبلادنا ونحن نراجع حیاتنا سقطنا في أخطاء وخطایا وسھوات وأفعال وأفكار لا ترضي صلاحك یا محب البشر بإرادتنا وبغیر إرادتنا صنعنا خطایانا الخفیة والظاھرة وكثیرًا یارب ما أھملنا حیاتنا الروحیة والنفسیة والجسدیة وكثیرًا یارب ما تعدینا وصایاك أو نسیناھا وكثیرًا یارب ما بردت محبتنا نحو بعض الناس أقرباء أو أصدقاء أو زملاء ونسمع صوتك وعتابك لنا " عِنْدِي عَلَیْكَ أَنَّكَ تَرَكْتَ مَحَبَّتَكَ الأُولَى "فَاذْكُرْ مِنْ أَیْنَ سَقَطْتَ وَتُبْ" (رؤ ۲: 4 ,5) ھا نحن نأتي عند قدمیك طالبین عفوك ورضاك راجین رحمتك وتحننك على كل ضعفاتنا واثقین أنك یاربي وأنت على عود الصلیب تسفك دمك الثمین من أجل خطایانا وضعفاتنا ودمك یطھر كل خطیة
یارب اسمع..
یارب أصغِ..
یارب استجب..
یا سیدنا الصالح..
لقد تعبنا في أیام كثیرة وصارت الضیقات تكاد تخنقنا ولكننا في رجاء وإیمان نرفع قلوبنا طالبین
یدك الحانیة كي ما تؤازرنا وتسندنا وتقیمنا ومرات یارب نتعب من بعض الناس وتصرفاتھم نحونا أو نحوك یارب ونصرخ إلیك إلى متى یارب تنسانا فلا تصرف وجھك عنا بل تحنن علینا ولا تعاملنا بحسب ضعفنا یا إلھنا الصالح ضابط الكل الصغیر والكبیر البعید والقریب اضبط أفكارنا وشھوات قلوبنا الردیئة، واضبط ھذا العالم المضطرب بأمواج العنف والحروب والصراعات التي تنزع كل سلام من القلوب ارحمنا یارب من قساوة القلوب والتي لا تمجد اسمك أیھا الخالق العظیم ارحم العالم من ھؤلاء البشر الذین تجبرت قلوبھم وكانوا سببًا في إیذاء الناس نساءً وأطفالاً ورجالاً في أي مكان لقد جئت یا سیدنا الصالح لتعطي الناس مسرة وفرح وسعادة في كل مكان، وجئت لتكون مصدر السلام والطمأنینة لكل محتاج،وجئت وحللت في أرضنا حبًا فینا في كل إنسان خلقته، وجئت لكي نشعر ونقترب إلى حبك العظیم وحضورك البھي في حیاتنا وإشراقة النور في قلوبنا ولكن خطایانا جلبت لنا الظلمة والقساوة حتى تھنا في ھذه الحیاة ولكننا نعود ونطلبك یا نور العالم لكي ما تنیرالقلوب والعیون وتعطي نورك لكل نفس ضائعة أو تائھة أو ناسیة وجودك أیھا الإله العظیم ننادیك یارب بدموع قلوبنا من أجل المجروحین والفاقدین الرجاء والذین أضاعوا حیاتھم بلا منفعة وابتعدوا عن خلاصك اذكر یارب سلام العالم وسلام كنیستك والخدمة في كل مكان اذكر یارب سلام بلادنا وأرضنا مصر وكل الشعب وكل المسؤولین الأمناء الذین یقودون حیاتنا نصلي إلیك من أجل المرضى والمتعبین والثقیلي الأحمال والذین في ضیقة أو شدة، ومن
أجل أولادك وبناتك الصغار والفتیان والشباب ومن أجل كل أسرة لكي تحفظھا في مخافتك وتدبر أمور حیاتھم وتبارك أعمالھم وحیاتھم نصلي إلیك من أجل الآباء المطارنة والآباء الأساقفة والآباء الكھنة والشمامسة والخدام والخادمات والمكرسین والمكرسات والرھبان والراھبات نصلي إلیك من أجل النفوس الضعیفة والغیر قادرة من أجل النفوس المشتاقة إلیك وإلى الحیاة معك والتمتع بخلاصك وفدائك یا ربي یسوع المسیح یا حبیب النفس ورفیق الحیاة اشمل العالم برحمتك حنن قلوب المتولین علینا واحفظنا في اسمك القدوس الذي ھو برج حصین لكل من یحتمي فیك اذكرنا يارب بشفاعة أمنا القديسة مريم فخر جنسنا والقديس مارمرقس الرسول شفيع أرضنا وكافة القديسين والأبرار والصديقين وبركة هذه الأيام المقدسة وحضورك وتجسدك ومن أجل خلاص كل البشر لك ﻛﻞ ﻣﺠد و كرامة وسجود إﻟﻰ الأبد آمين.
قداسة البابا تواضروس الثاني
المزيد
30 ديسمبر 2024
الحياة الهادفة
الجلوس مع النفس وتقرير المصير ..
فى نهاية عام ميلادي وبداية عام جديد وفى المناسبات الهامة فى حياتنا علينا أن نجلس مع أنفسنا ونتأمل فى ماضينا وهل نحن راضون عما صنعناه فيه، وهل لو عاد بنا الزمان للوراء فهل سنختار نفس النمط من الحياة أو هل كنا نعمل على تغيير أهداف حياتنا؟. علينا أن نتعلم من دروس النجاح أو التعثر فى الماضي ونأخذ دروس منه للحاضر ونبنى عليها للمستقبل الأفضل على المستوى الشخصي أو الاسرى او الكنسي او حتى على المستوى العام يجب ان لا نحيا على ذكريات الماضي أو ننشغل بالمعارك الجانبية او نهدر وقتنا فيما لا فائدة منه حتى نواصل الحياة بنفسية سوية وان نكون مسرعين الى الاستماع لنتعلم من خبرات الاخرين ونكون مبطئين فى التكلم او الغضب لنتجنب الكثير من الاخطاء { ليكن كل انسان مسرعا في الاستماع مبطئا في التكلم مبطئا في الغضب. لان غضب الانسان لا يصنع بر الله}( يع 19:1-20) ان اليوم هو الفرصة المتاحة أمامنا للتفكير والتغيير والاصلاح ويجب ان نشمر عن سواعدنا للبناء والتجديد الروحي والفكري والاجتماعي. يجب ان نقدم فى يومنا توبة عن أخطاء الماضي ونعرف ارادة الله لنا ونعملها { ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة} (رو 12 : 2) علينا ان نحيا سعداء بعطايا ونعم الله المتنوعة التي بين أيدينا مادام امامنا المستقبل فيجب علينا ان نفكر فيه وكيف وماذا نريد ان نكون عليه {ايها الاخوة انا لست احسب نفسي اني قد ادركت ولكني افعل شيئا واحدا اذ انا انسى ما هو وراء وامتد الى ما هو قدام} (في 3 : 13). علينا ان نخطط ماذا نريد ان نكون بعد سنه وعشرة سنوات وعشرون سنه ان منحنا الرب العمر ونتابع بصدق وأمانة عملنا للوصول الى أهدافنا وننمو فى حياتنا. فهل يمكن لسائق مركبة ان يصل الى مدينة معينة فى زمن محدد ان لم يسلك فى طريق الوصول اليها بدقة ؟ ان حياتنا هكذا لا يمكن ان ننجح فيها ونصل الى ما لا نريد ان لم تكون حياة هادفة لتصبح ذات قيمة ومعنى ونصل فيها الى العيش السعيد والحياة الابدية لا يستهين أحد منا بقدراته وإمكانياته فنحن فى يد الله نستطيع ان نكون قوة وبركة فخمسة ارغفة صغيرة لدى فتى قدمها ليد الرب القدير أشبعت خمسة الاف رجل ماعدا النساء والأطفال ورجل غريب فى بلد بعيد قديما هو يونان النبي الهارب قاد المدينة كلها للخلاص { واختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الاقوياء واختار الله ادنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود (1كو 1 : 27-28) . لقد تعلل موسى النبي عندما كلمة الله ان يذهب الى مصر لاخراج الشعب من العبودية بانه ثقيل الفم واللسان ورفض المهمة وعاد الله يلح عليه ويقدم له البراهين حتى أقنعه وهل كان الله عاجز عن إخراج الشعب بغير موسى؟ كلا طبعا ! ولكن الله يريد ان يشركنا معه فى العمل. كما رفض إرميا النبي الدعوة محتجا بصغر سنه {فقلت اه يا سيد الرب اني لا اعرف ان اتكلم لاني ولد. فقال الرب لي لا تقل اني ولد لانك الى كل من ارسلك اليه تذهب وتتكلم بكل ما امرك به. لا تخف من وجوههم لاني انا معك لانقذك يقول الرب. ومد الرب يده ولمس فمي و قال الرب لي ها قد جعلت كلامي في فمك. انظر قد وكلتك هذا اليوم على الشعوب وعلى الممالك لتقلع وتهدم وتهلك وتنقض وتبني وتغرس}( ار5:1-10). واستخدم الله ارميا النبي بقوة لينادى فى الشعب بالرجوع الى الله بالدموع والكلمة والحكمة والمثل. وانت ايضا مدعو للاشتراك مع الله فى كل عمل صالح .
أهداف مرحليه فى حياتنا:-
الاهداف المرحليه فى حياتنا هي أهداف تؤدى وتخدم الاهداف الاساسية وتقود للوصول اليها . نحن نسعى الى النجاح فى الدراسة أو العمل. أو نسعى الى تطوير أنفسنا أو الى التقدم فى مجال عملنا، او حتى علاج المشكلات التي نواجهها وحلها والتغلب على الأزمات التي نتعرض اليها ، وقد نسعى الى تقوية علاقاتنا القائمة او ايجاد علاقات ومجالات جديده. او قد نسعى الى جمع المال أو الوصول الى وظيفة أو منصب معين. وقد يسعى البعض الى تكوين أسرة سعيدة أو مساعدة الابناء فى حياتهم ونجاحهم وقد يكون هدف البعض منا النمو فى المال الروحي أو العملي أو الإجتماعى او الوطني ونسعى لتأمين مستقبل أفضل لنا ولمن هم حولنا. ويجب ان تكون غاياتنا وأهدافنا المرحلية واقعية وقابلة للتحقيق ونعمل لإمتلاك الامكانيات والمهارات اللازمة للوصول اليها كما يجب ان تكون وسائلنا سليمة غير خاطئة حتى نصل الى اهدافنا ان نجاحنا فى تحقيق اهدافنا فى الحياة يتأتى من تحديدنا لهذه الاهداف، ولهذا يجب ان تكون اهدافنا واضحة ومحدده ومخططه ثم نخضعها للمتابعة والمراجعة والتقييم والتصحيح فليس من العيب التراجع عن قرار خاطئ او طريق لا نجد فيه أنفسنا بل العيب هو ان نعاند أنفسنا ونكون ما يريد البعض منا ان نكون. يجب ان نكون ايجابيين لا ندع الايام تقودنا كيفما يشاء القدر بل نصنع حياتنا بانفسنا على قدر طاقتنا. ونجاحنا يبدأ من الداخل ومن معرفة الانسان لإمكانياته وتطويرها يجب ان نعمل ما نراه فى الاتجاه السليم لتحقيق غاياتنا والسير حسب ارادة الله لنا بما يوافق طبيعتنا ويناسب ظروفنا. ويجب ان لا ننهزم امام الخطية والشر أو الفشل فى بعض محطات الطريق وان يكون لدينا الاصرار على بلوغ وتحقيق أهدافنا ونناضل من اجلها ولنسعى ان نكون ناجحين فى كل شئ {ايها الحبيب في كل شيء اروم ان تكون ناجحا وصحيحا كما ان نفسك ناجحة} (3يو 1 : 2).
الاهداف الاساسية المراد بلوغها:-
ان لكل منا رسالة فى الحياة يجب ان يؤديها { ظاهرين انكم رسالة المسيح مخدومة منا مكتوبة لا بحبر بل بروح الله الحي لا في الواح حجرية بل في الواح قلب لحمية}(2كو 3 : 3). كما انه يجب ان تفوح منا رائحة المسيح الذكية وسيرة المقدسة كسفراء للسماء { ولكن شكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان. لاننا رائحة المسيح الذكية لله في الذين يخلصون وفي الذين يهلكون. لهؤلاء رائحة موت لموت ولاولئك رائحة حياة لحياة ومن هو كفوء لهذه الامور} (2كو 2 : 14- 16). ولكل واحد وواحدة منا مهام يجب ان يقوم بها ويتاجر بالوزنات المعطاة لنا من الله ويربح ليسمع الصوت الحلو { نعما ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك }(مت 25 : 21). يجب ان ناخد من نور السيد المسيح ونستنير وننير الطريق للغير ونكون ملحاً جيداً يعطى مذاقة روحية لغيرنا ويكون كلامنا واعمالنا شهادة حسنة على اننا اناس الله القديسين. فلنختبر أنفسنا وهل نحن نسير فى الطريق الصحيح للتوبة والحياة مع الله والنمو فى حياة الفضيلة والإيمان للوصول الى القداسة والاتحاد بالله {جربوا انفسكم هل انتم في الايمان امتحنوا انفسكم ام لستم تعرفون انفسكم ان يسوع المسيح هو فيكم ان لم تكونوا مرفوضين }(2كو 13 : 5). لنبنى أنفسنا على ايماننا الاقدس {واما انتم ايها الاحباء فابنوا انفسكم على ايمانكم الاقدس مصلين في الروح القدس} (يه 1 : 20) يجب ان نمتد وننمو فى محبة الله وتعميقها فى النفس ويقاس ذلك بمدى حرصنا على ارضاء الله وعدم خيانته بالانحياز الى الشيطان وحيله وأفعاله الشريرة. والحرص على الايجابية المسيحية في صلاة وصوم وخدمة ومحبة للاخرين وسعى الى خلاص النفس وصداقتها لله وارتباطها به وبإنجيله والعمل بوصاياه {الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني والذي يحبني يحبه ابي وانا احبه واظهر له ذاتي} (يو 14 : 21) فى سعينا نحو الاهداف الأساسية يجب ان نسعى الى حياة القداسة {اتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التي بدونها لن يرى احد الرب }(عب 12 : 14) ونحرص ان يكون لنا نصيبا وميراثا مع القديسين فى ملكوت الله . فماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه {لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه (مت 16 : 26). وفى هذا نسعى الى معرفة الله والنمو فى محبته {وهذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته} (يو 17 : 3) علينا الإهتمام بخلاصنا الابدي عالمين ان ملكوت الله ليس أكلا وشرب {لان ليس ملكوت الله اكلا وشربا بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس} (رو 14 : 17) ان ملكوت الله ليس عنا ببعيد بل ان إقتراب الله الينا بالتجسد الإلهي وحلول المسيح بالإيمان فى قلوبنا جعلنا سعداء { ملكوت الله داخلكم }(لو 17 : 21). فحياتنا فرصة عظيمة كل يوم لتنمية نفوسك وعلاقاتنا بالآخرين سواء فى محيط الأسرة الصغيرة أو العائلة او الكنيسة او العمل او المجتمع الذى تنتمى اليه ، نحبهم ونخدمهم ويكون لدينا فرصة للنمو فى محبة الله الى ان نصل الى الشركة والصداقة الدائمة معه أحبائي داخل كل منا فراغ كبير لا يملائه الا الله ، قد يكون من الاهداف المرحلية ان نحصل على السعادة والحياة الفاضلة الكريمة، وقد يخطأ البعض فى اهدافهم نحو إشباع هذا الفراغ بالماديات والمراكز او اللذات او اشباع غرور الذات بالمناصب والشهوات ويظل الجوع الانساني والحاجة الى الواحد الذى هو الله فى حاجة الى الاشباع لقد خلقت نفوسنا على شبه الله ومثاله ولن تجد راحتها ولا سعادتها الا فيه وعندما تستريح معه وتكتشف من جديد الغنى الروحي والجوهرة الكثيرة الثمن داخلها فهي على استعداد للجهاد والعمل الدؤوب وعدم التوقف لتحقيق ارادة الله بها وفيها { لاننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها}(اف 2: 10)، أمين.
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد