المقالات
01 نوفمبر 2024
مائة درس وعظة (٥٢)
مهابة الكنيسة عليقة مشتعلة
فرحت بالقائلين لى إلى بيت الرب نذهب (مز ۱:۱۲۲)
تشعر بحضور الله القوى داخل الكنيسة وتأتي إلى الكنيسة مرنما فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب (مز ۱:۱۲۲)
أولاً: مصادر مهابة الكنيسة
١- كرامة الكلمة:
مهابة الكنيسة من مهابة الكلمة المقدسة التي تقال فيها، فالإنجيل المقدس يعطى كرامة ومهابة وما تسمعه في الكنيسة من كلمة مقدسة هي رسائل خاصة يرسلها لك المسيح، قد ينبهك من خطية أو يعطيك حكمة لتدير أمورك
٢- كرامة الكهنوت
الكهنوت سر من أسرار الكنيسة السبعة ويمكن أن تسمية سر الأبوة الكاهن أن سلك بامانة وفي مخافة الله، يصير صوتاً لله في خدمته.
الإكليروس تعنى نصيب الله وهي تشمل الشماس الكامل أو المكرس والكاهن والاسقف وكرامة الكنيسة ليست في مبانيها بل في الكاهن والكاهن ليس رئيساً أو مديراً أو إنساناً بعيداً عن شعبه فهو اب والأبوة تحمل في معانيها كل المعاني السامية وكرامة الكهنوت في كرامة الأبوة. وكرامة الكاهن تسمو بروح الأبوة التي فيه.
٣- كرامة التقليد
كنيستنا كنيسة تقليدية والتقاليد فيها معتبرة ومسلمة من جيل إلى جيل، فقد تسلمنا العقيدة من الآياء، وحفظ التقليد العقيدة وبالتقليد تسلمنا الطقوس مثل اتجاهنا في الصلاة نحو الشرق القبلة المقدسة في القداس ورشم
الصليب إلخ
٤- كرامة المكان:
الكنيسة مكان مدشن بالميرون والميرون هو سر تقديس وتكريس وتخصيص، فصار المكان مكاناً مقدساً بالفعل عند بناء كنيسة نضع صندوقاً به انجيل وبعض العملات، وصورة للأسقف وصورة البطريرك، وصورة الحاكم في ذلك الزمان، وتوجد قراءات لوضع حجر الأساس.ومن الجميل أن يشترك الجميع في بناء الكنيسة وليس واحد بمفرده .
٥- كرامة الزمان
الكنيسة لا تدشن بالميرون فقط ولكنها أيضا تدشن بالصلوات "محبوب هو اسمك يارب فهو طول النهار تلاوتي" وعندما تحتفل بمرور خمسين سنة مثلاً على بناء كنيسة، فنحن نحتفل بطول الفترة التي أقيمت فيها صلوات التقديس فالكنيسة تقدس الزمن.
ثانيا: مظاهر المهابة:- ١- الصمت والخشوع
الصمت نوع من التركيز، ويعطى الإحساس بالمهابة والخشوع
٢- إضاءة الشموع
نور الكهرباء يشتد العقل، فلا يليق بالكنيسة الكشافات الكبيرة.
٣- الحركة الساكنة
تتحرك في الكنيسة بحركة هادئة تماماً وتستخدم لغة الإشارة.
٤- الملابس الملائمة
بعض كنائس العالم تحضر القداس بملابس موحدة، يمكن أن يكون هذا غير مناسب لنا، لكن من المناسب ارتداء ملابس ملائمة بالكنيسة سواء قداس أو سر الزيجة أو سر المعمودية وأعلم أنك عندما تأتي إلى الكنيسة، فأنت تاتي لتقابل المسيح شخصيا.
٥- السجود والميطانيات
حارب السيد المسيح شكلية العبادة "بيتي بيت الصلاة يدعى" ( مت١٣:٢١).
قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
31 أكتوبر 2024
بدعة الناصريين
لم ينكر أتباع هذه الشيعة أن السيد المسيح ولد من عذراء ومن الروح القدس، ولكنهم مع ذلك رفضوا الإعتراف أنه كان كائنا من قبل لأنه هو كلمة الله، وحكمته وتمسكوا بعبادات ناموس موسى الجسدية وقد حافظوا على السبت وسائر نظم اليهود ولمتهم فى نفس الوقت حافظوا على أيام الرب مثلنا كتذكار لقيامة المخلص يوسابيوس القيصرى – تاريخ الكنيسة – ك3 ف 27 فقرة 3، 5 ص 156 ترجمة القمص مرقس داود وقد أشار إليها سفر الأعمال بأن بولس أتهم أنه مقدام شيعة الناصريين وقد نفى بولس هذه التهمة أعمال 24: 5
البدع والشيع والهرطقات اللآهوتية التى إنحرفت عن الطريق المستقيم
البدع والشيع والهرطقات اللآهوتية المسيحية هو الإيمان بالسيد المسيح، ولكن إختارت وإنتخبت وإعتنقت أفكار مخالفة للتسليم الرسولى منذ المجمع المسكونى الرسولى الأول الذى كان يعقوب الرسول رئيسة والمجامع المسكونية الكنسية التابعة له وهناك طوائف كثيرة والإختلافات قد تكون فى الغالب جوهرية وفى بعض الأحيان سطحية.
وألإختلافات الجوهرية هى:
4- العقيدة اللآهوتية: جوهر الرب الإله وطبيعته – لاهوت الإبن – لاهوت الكلمة – طبيعة السيد المسيح ومشيئته..
5- العقيدة الطقسية وغيرها من المسائل العقيدية مثل: الأسرار الكنسية، التقليد المقدس، شفاعة القديسين، ما يتصل بالآخرة والدينونة والثواب والعقاب..
6- عقيدة الطقس وترتيبات العبادة مثل: القداسات، والأصوام، والأعياد، وإقامة المذابح، والأحجبة، والصور، والأيقونات.. ألخ من شكل الكنيسة ومباشرتها وترتيبها.
حدة الكنيسة فى المجامع المسكونية
أولاً: المجمع الرسولى الأول
إنعقد المجمع المسكونى الأول فى أرشليم.. بسبب قوم إنحدروا من اليهودية وجعلوا يعلمون الإخوة أنه إن لم يختتنوا حسب عادة موسى لا يمكنهم أن يخلصوا: " وانحدر قوم من اليهودية وجعلوا يعلمون الاخوة انه ان لم تختتنوا حسب عادة موسى لا يمكنكم ان تخلصوا". أعمال 15: 1
" وقد أخبروا عنك (بولس) انك تعلّم جميع اليهود الذين بين الامم الارتداد عن موسى قائلا ان لا يختنوا اولادهم ولا يسلكوا حسب العوائد. أعمال 21: 21
أثارت هذه المناقشات ثائرة الرسل الذين إجتمعوا وتدارسوا فى الأمر طويلاً وأسفر النقاش بينهم عن قرار حاسم أبلغ إلى جميع الكنائس فى ألفاظ محددة ليس فيها لبس أو تشويش أو عمومية فقالوا: بل يرسل اليهم ان يمتنعوا عن نجاسات الاصنام والزنى والمخنوق والدم. أعمال 15: 20
" بل يرسل اليهم ان يمتنعوا عن نجاسات الاصنام والزنى والمخنوق والدم ". أعمال 20: 20
ان تمتنعوا عما ذبح للاصنام وعن الدم والمخنوق والزنى التي ان حفظتم انفسكم منها فنعمّا تفعلون.كونوا معافين أعمال 15: 29
واما من جهة الذين آمنوا من الامم فارسلنا نحن اليهم وحكمنا ان لا يحفظوا شيئا مثل ذلك سوى ان يحافظوا على انفسهم مما ذبح للاصنام ومن الدم والمخنوق والزنى. أعمال 21: 25
ثانياً: المجمع المسكونى الأول فى نيقية سنة 325م
إنعقد المجمع المسكونى الأول فى نيقية 325 م وحضره 318 أسقفاً من أساقفة العالم المسيحى لينظروا فى هرطقة آريوس وبالنسبة لهرطقة آريوس أعد المجمع قانون الإيمان: " بالحقيقة نؤمن بإله واحد.. "
ثالثاً: المجمع المسكونى الثانى فى القسطنطينية سنة 381م
إنعقد المجمع المسكونى الثانى فى القسطنطينية وحضره مائة وخمسون أسقفاً من أساقفة العالم، ليحكموا فى هرطقة مقدونيوس الذى زعم أن الروح القدس مخلوق وهرطقة مقدونيوس أكملت قانون الإيمان: " نعم نؤمن بالروح القدس.. ألخ "
رابعاً: المجمع المسكونى الثالث فى أفسس سنة 431 م
إنعقد المجمع المسكونى الثالث فى مدينة أفسس سنة 431 م وحضره مائتى اسقف من أساقفة العالم للنظر فى هرطقة نسطور الذى أنكر أن تسمى السيدة العذراء بوالدة الإله، بعد ان نادى بأن للسيد المسيح طبيعتين منفصلتين وهرطقة نسطور جائت إلينا بمقدمة قانون الإيمان: " نعظمك يا أم النور الحقيقى.. ألخ " وبعبارة القداس: " بالحقيقة أؤمن ان لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين.. ألخ "
أما هرطقة أوطاخى كانت سبباً فى وجود عبارة القداس: " وجعله (أى الجسد) واحداً مع لاهوته بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير.
المزيد
30 أكتوبر 2024
الوقت المناسب
قال الكتاب: "لكل شيء زمان ولكل أمر تحت السماء وقت" (جا3: 1) والعمل الروحي ينبغي أن يعمل في الحين الحسن الرب حينما تجسد، تجسد في "ملء الزمان" في أنسب وقت، بالنسبة إلى إكمال النبوات واستعداد العالم لقبول الكلمة وفهم عمل الفداء وعلمنا بهذا أن نضع الوقت المناسب في اعتبارنا في العمل، في الكلام، في الصمت، في الخدمة، في كل شيء مثل النباتات التي لا تزرع إلا في موسم معين، في الجو المناسب، حرارة وبرودة ورياحا ومن جهة الكلام يقول الكتاب:" للسكوت وقت وللتكلم وقت" (جا3: 7) وقيل أيضًا "تفاحة من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في وقتها"والإنسان الحكيم لا يتكلم في الوقت الذي يجب فيه الصمت، ولا يصمت في الوقت الذي يجب فيه الكلام إن عاتبت إنسانًا، تخير الوقت المناسب للعتاب، وإلا أتى عتابك بعكس ما تريد انتهز الوقت المناسب الذي يكون فيه غيرك مستعدًا لسماعك ومستعدا لقبول كلامك ولا تطلب من أحد شيئًا في وقت يكون فيه مشغولًا ومتعبًا ومتضايقًا فإن هذا ليس بالوقت المناسب الذي تطلب فيه شيئًا على أنه إن كان لكل شيء وقته المناسب، إلا أن التوبة بالذات يصلح لها كل وقت لا تقل: حينما يأتي زمان التوبة، سأتوب..! حينما أجد فرصة مناسبة سأتوب فالآن وقت مقبول، والآن ساعة خلاص كما يقول الرسول ومع ذلك، فهناك أوقات نعتبرها أكثر مناسبة وأكثر تأثيرًا "إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم"ولهذا هناك أشخاص نهازون للفرصة، لا يتركون الفرصة تفلت من أيديهم حينما تعمل النعمة فيهم إن تأثروا بكلمة سمعوها فهذا وقت مناسب مثلما سمع الأنبا أنطونيوس كلمة فغيرت حياته ورأى أمامه حادثة معينة (موت أبيه) فانتهزها، وأخذ منها كل ما فيها من تأثير جعله يزهد الحياة.
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
29 أكتوبر 2024
لماذا تختفى فى أذمة الضيق
عندما نمر بالضيقات ...
قال لي صديق عزيز علي نفسي وهو يمر بتجربةً صعبة ، لماذا يختفي الله في ازمنة الضيق؟ كما تسأل داود النبي قديما " يا رب لماذا تقف بعيدا لماذا تختفي في إزمنة الضيق" (مز 10 : 1) . وقد صرخ المرنم إلي الله طالباً الأنصاف " قم يا رب يا الله ارفع يدك لا تنس المساكين. لماذا اهان الشرير الله لماذا قال في قلبه لا تطالب. قد رايت لانك تبصر المشقة و الغم لتجازي بيدك، اليك يسلم المسكين امره انت صرت معين اليتيم"مز12:10-14.إن ما نمر به من تجارب صعبة سواء أمراض صعبة أو أضطهادات تتعرض لها الكنيسة ،او حتي أنقسامات داخل البيوت او الكنيسة او المجتمع .وما نتعرض له من أزمات نفسية أو اقتصادية أو اجتماعية ، وما يتعرض له البعض من ظلم او ضيقات أو أفتراء وتجريح كلها مدعاة للتسأول اين الله من كل هذا ؟ ولماذا يبدوا أنه حجب وجهه هنا وأختفي؟
حلول مختلفه لمشكلات قائمه...
تسألت النفس البشرية أو الكنيسة قديما فاجابها الرب سريعاً " و قالت صهيون قد تركني الرب و سيدي نسيني. هل تنسى المراة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها حتى هؤلاء ينسين و انا لا أنساك. هوذا على كفي نقشتك اسوارك امامي دائما"(أش 14"49-16).
كثيرين يقولون لماذا ولا يسمعون الأستجابة ؟ ويبقوا يصارعوا بمفردهم علْهم يجدون الحلول أو يلجاوا لحلول بشرية خاطئة وغير مدروسة ، البعض يهرب من مشاكله بالادمان أو يُعثر ويترك الإيمان ،والاخر يلجأ الي الهروب او التأجيل ، أخرون يقعوا في التذمر او الشكوى والبعض ينطوي علي ذاته او يقع في اليأس . البعض يعالج الضيقات بالصبر والعمل علي ايجاد أفضل الحلول ويبدأ بالعمل الأيجابي للوصل للحل والراحة . أن داود النبي تسأل هكذا لكنه وجد الاجابة داخله من الله ."لماذا انت منحنية يا نفسي و لماذا تئنين في ارتجي الله لاني بعد احمده لاجل خلاص وجهه" (مز 42 : 5)
أمثلة من الكتاب المقدس...
- لقد تأني الله علي أبو الاباء ابراهيم وهو يصلي من أجل ان يرزقه الله ولداً رغم وعد الله واستعجل ابونا ابراهيم وتزوج بهاجر ليرزق نسلاً لكن الله أعطاه النسل الموعود بعد تأخر الاستجابة لحوالي ربع قرن! ثم كبر الصبي وطلب الله منه ان يقدمه ذبيحة لله! أنه الاختبار الصعب لتخْتبر محبة أبراهيم لله ويكون مثالاً وأب المؤمنين في كل زمان.
- وايوب البار كان رجلا بارا كاملا في جيله وحسده الشيطان لبره وتقواه وهكذا سمح الله له بالتجارب الواحده تلو الاخري، فقد الممتلكات وموت الابناء والمرض الطويل والصعب ، وفوق كل هذا تقُول الاصدقاء وافترائهم عليه وحتي زوجته " فقالت له امراته الي متي أنت متمسك بعد بكمالك بارك الله و مت: (اي 2 : 9). وصبر إيوب الي ان رد الله له مافقده ازيد مما كان وعوضه بالنسل الصالح والعمر الطويل والابدية السعيدة ليكون مثالاً في الصبر والعمل الصالح والسيرة الحسنة.
- لقد حسد يوسف الصديق أخوته وارادوا التخلص منه ، فالقوهُ في بئر ثم باعوه عبدا وظنوا انهم بذلك قد تخلصوا منه ولكن ظلت ضمائرهم تبكتهم حتي عندما وقعوا في الضيقة " و قالوا بعضهم لبعض حقا اننا مذنبون الى اخينا الذي راينا ضيقة نفسه لما استرحمنا و لم نسمع لذلك جاءت علينا هذه الضيقة" (تك 42 : 21).ولعل يوسف البار كان يتسأل لماذا تختفي يارب في أزمنة الضيق ولماذا يظلمني أخوتي وفي بيت فوطيفار لم يخطئ يوسف ودُفع به ظلماً إلي السجن، إلي أن فسر أحلام ساقي وخباز الملك ثم أحلام فرعون نفسه ورفعه فرعون وكان سبباً لنجاة مصر وذويه من المجاعة ولقد كان يوسف نبيلا في تعامله مع أخوته وفهم خطة الله له " و لما راى اخوة يوسف ان اباهم قد مات قالوا لعل يوسف يضطهدنا و يرد علينا جميع الشر الذي صنعنا به. فاوصوا الى يوسف قائلين ابوك اوصى قبل موته قائلا: هكذا تقولون ليوسف آه اصفح عن ذنب اخوتك و خطيتهم فانهم صنعوا بك شرا فالان اصفح عن ذنب عبيد اله ابيك فبكى يوسف حين كلموه. و اتى اخوته ايضا و وقعوا امامه و قالوا ها نحن عبيدك. فقال لهم يوسف لا تخافوا لانه هل انا مكان الله. انتم قصدتم لي شرا اما الله فقصد به خيرا لكي يفعل كما اليوم ليحيي شعبا كثيرا" تك( 15:50-20 ). هكذا ان راينا ظلم الأشرار والضيقات تحيط بالصديقين والمؤمنين فلنصبر ونصلي ونطلب تدخل الله في الوقت المناسب "ان رايت ظلم الفقير و نزع الحق و العدل في البلاد فلا ترتع من الامر لان فوق العالي عاليا يلاحظ و الاعلى فوقهما" (جا 5 : 8)
- وهذا ايضا حدث مع زكريا الكاهن واليصابات وتأخر الله في أعطاهم نسل الي ان شاخا ليعلما ان غير المستطاع لدي الناس مستطاع لدي الله وانه في الوقت المناسب رزقهم الله بأعظم مواليد النساء..
- القديس بولس الرسول وتجاربة وجهاده وقداسته لم تمنع عنه الآلم حتي قال ذات مرة " فاننا لا نريد ان تجهلوا ايها الاخوة من جهة ضيقتنا التي اصابتنا في اسيا اننا تثقلنا جدا فوق الطاقة حتى ايسنا من الحياة ايضا" (2كو 1 : 8) لكن في ضعفه ويأسه لم يكن متروك " و لكن لنا هذا الكنز في اوان خزفية ليكون فضل القوة لله لا منا.مكتئبين في كل شيء لكن غير متضايقين متحيرين لكن غير يائسين. مضطهدين لكن غير متروكين مطروحين لكن غير هالكين. حاملين في الجسد كل حين اماتة الرب يسوع لكي تظهر حياة يسوع ايضا في جسدنا"(2كو7:4-10). ورغم انه كان بصلواته يشفي الكثيرين من أمراضهم الا انه قد أعطي شوكة في الجسد " و لئلا ارتفع بفرط الاعلانات اعطيت شوكة في الجسد ملاك الشيطان ليلطمني لئلا ارتفع. من جهة هذا تضرعت الى الرب ثلاث مرات ان يفارقني. فقال لي تكفيك نعمتي لان قوتي في الضعف تكمل فبكل سرور افتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحل علي قوة المسيح. " 2كو7:12-9
الله يعمل من أجلنا...
أن الله يعمل دائما من أجل خلاصنا وأبديتنا والاشجار المعمرة عندما تتعرض للرياح تذداد جذورها أمتدادا في التربة فتثبت وتتأصل ، والنخيل العالي الثمر يتعرض للقذف بالأحجار فيلقي بأطيب الثمر . اننا ان كنا خطأة فبالتجارب نتنقي وان كنا ضعفاء فبالتجارب نتقوي وان كنا صديقين فبالتجارب تذداد أكليلنا ومكأفاتنا لدي الله " ها نحن نطوب الصابرين قد سمعتم بصبر ايوب و رايتم عاقبة الرب لان الرب كثير الرحمة و رؤوف" (يع 5 : 11). لقد أنهارت الشيوعية والألحاد في الدول الشرقية بعد سبعين عاما من الأضطهاد ورجع الملايين للأيمان المسيحي والله الطويل الأناة يقول لنا صلوا واسهروا وأصبروا علي الضيقات " و ليس ذلك فقط بل نفتخر ايضا في الضيقات عالمين ان الضيق ينشئ صبرا. و الصبر تزكية و التزكية رجاء" (رو3:5-4).
لم ولن يختفي الله يا صديقي في أزمنة الضيق أنه موجود ويعمل وان اراد الناس بنا شراً فهو ضابط الكل قادر ان يحوله الي خيرنا لكن علينا ان نري يد الله الحنونة في الأحداث ولا نلجا الا اليه بالركب المنحنية والايدي المرفوعة والكتاب المقدس المفتوح والتوبة الدائمة .
نقول دائما ان الشمس قد غابت وان كانت الشمس لا تغيب لكن الأرض هي التي تعطي ظهرها للشمس ..نحن كثيراً ما نعطي الله القفا لا الوجه ونقول اين أنت يالله؟ ولماذا تتركني وحيداً أصارع الامواج وتيارات الأثم ؟ لماذا تترك الظالم والمفسد والخائن يرتع في الأرض ؟
يراقب الله جهادنا..
من القصص المؤثرة التي جاءت عن القديس الأنبا أنطونيوس انه ذات مرة تعرض لحرب قوية من أبليس ولما أشتدت الحرب ولم يستطع أن يحتمل صرخ إالي الله فجاء اليه ونصره وعندما تسأل القديس أين كنت يارب ؟ أجابه نعم كنت حاضر أراقب جهادك ولما طالبتني وصرخت نحوى وجدتني! فهل نطلب الله بثقة في محبته " أطلبوا الرب ما دام يوجد ادعوه و هو قريب" (اش 55 : 6).وهل نحتمل التأديب ونقول ان كل ما يقع علينا هو بسماح منه ولفائدتنا وخلاصنا أم نتذمر ونشتكي "أن كنتم تحتملون التاديب يعاملكم الله كالبنين فاي ابن لا يؤدبه ابوه" (عب 12 : 7).
إن صبرنا له أجر تام وان أحتمالنا وشكرنا في الضيق ينشئ لنا ثقل مجد أبدي وان مطالبتنا بحقوقنا وقيامنا بواجباتا لهو من صميم أيماننا .ان ايماننا بعداله قضايانا وبعدالة السماء يجعلنا نعمل بلا كلل ونصلي باستمرار ونطلب تدخل السماء "فاجبتهم و قلت لهم ان اله السماء يعطينا النجاح و نحن عبيده نقوم ونبنى" (نح 2 : 20)" ، أن حياتنا ستنتهي ولكن يا ليتها تنتهي من أجل عمل صالح وعندها سنقوم في قيامة الأبرار .
يستجيب لك الرب ...
يستجيب لك الرب في يوم شدتك ، ينصرك أسم إله يعقوب، يرسل لك عونا من قدسه، أقوياء قاموا علينا ، هم عثروا وسقطوا ونحن قمنا وانتصبنا، لان الرب لنا راعي فلا يعوزنا شئ ، في الضيق وجد شديدا . حقاً لولا انك يارب كنت معنا عندما قام الأشرار علينا لأبتلعونا ونحن أحياء . نجت أنفسنا من فخ الصياد، الفخ أنكسر ونحن نجونا، انتظر الرب و اصبر له و لا تغر من الذي ينجح في طريقه من الرجل المجري مكايد، أتقي الرب وأحفظ وصاياه واصبر علي التأديب فان الذهب يصفى بالنار والمختارين من الله في أتون التجارب . واعلم يا أخي اننا غرباء علي الأرض وحياتنا أشبار او كبخار يظهر قليلا ثم يضمحل ، فلتتطلع عيوننا نحو الله والسماء ومنها نستلهم الصبر والايمان والرجاء.
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
28 أكتوبر 2024
قضية العفة من منطلق مسيحى
لماذا العفة ؟
مفهوم العفة مسيحياً :
نقصد بالعفة هذا امتناع الانسان عن الشهوات الجسدية المنحرفة وكل انواع النشاط الجنسي الذي يتعارض مع السلوك الروحي حسب وصايا المسيح.
والعفة بالمنظار المسيحى ليست فضيلة سلبية كما يبدو من مفهومها اللغوى ولكنها في المسيحية فضيلة إيجابية لانها مرتبطة بالمحبة .. لذلك فهي تقوم على البذل والتضحية ، وحب المسيح هو سر القدرة على البذل والتضحية بشهوات الجسد. فشخص المسيح هو حجر الزاوية في حياة العفة ، والرب هو الذي يلهب بروحه القدوس قلب المؤمن بحب العفة وهو الذي يهدى الأعضاء
ويلهم البذل ويهون الاحتمال . . وطنا حب المسيح هو منطلق العفة ، فبالتالي حب الآخر أساس من اسس العفة المسيحية ،فالفتاة تحتشم وتتعفف لأجل للمسيح الذي أحبها وأعطاها وصية القداسة ؟ ولأن أخاها في الكنيسة أو المجتمع قد يعثر بسبب ملبس أو سلوك غير محتشم . والمحبة تضع تحاشى العثرة في المرتبة الأولى في السلوك الإنساني والعفة المسيحية أذن ليست فضيلة اجتماعية مصدرها التنشئة والتربية المنزلية فقط، وانما هي أولا وقبل كل شيء عمل من أعمال النعمة ومفاعيل الروح القدس هي ثمرة من ثمار الحياة الجديدة التي يقبلها الانسان في اطار الولادة التي من فوق .
سمات العفة المسيحية :
العفة المسيحية تتسم بالشمول، فهي ليست منحصرة في الدافع الجنسي فحسب ، وإنما تتعلق بكل ما يختص بالجسد من دوافع وميول واستعدادات وحواس وملبس ومأكل والعفة المسيحية عميقة فهي لا تقف عند حدود تعفف السلوك . وانما تتعداه إلى طهارة الوجدان وقداسة الفكر الداخل ، يكفى أن تشتهي في قلبك فتجرح العفة جرحاً عميقاً ، وتلوث الهيكل ، وتصبح ملوماً ومداناً أمام وصية المفة والعفة المسيحية حياة مستمرة لا تتوقف. إنها ليست متعلقة بسن معين وإنما هي حياة المؤمن طيلة جهاده على الأرض وهي نامية تزداد عمقاً بقدر ما يزداد الإنسان أمانة لروح الله وخضوعاً لمشيئته وطاعة الوصاياه وكلما دخل المؤمن في أعماق العغة كلما استراحت نفسه واستقرت حياته الداخلية إنه بها يتلامس مع الحق الذي فيه ، ويكتشف النور الذي في داخله ويتحسس الملكوت المعد له والخلود الذي خلق لأجله .
لماذا العفة إذن ؟
العفة أولا وقبل كل شيء وصية من وصايا الرب .يكفى أن الله أمرنا ان نكون قديسين كما هو قدوس . واعلن أنه بدون القداسة لن يعاين أحد الرب وإذا كانت الوصية في العهد القديم تملأ اليهودى رعباً ومخافة فكم بالحرى نحن الذين صولحنا مع الله بموته ، وأعطانا الخلاص بدمه ، ووهبنا الحياة الأبدية بحياته كيف لا نطيع من أحبنا وبذل ذاته لاجلنا ؟
يتكلم القديس العظيم الأنبا الطونيوس من أهمية الحقة فيقول" يا أولادي الأحباء فلنجاهد من أجل الطهارة حتى الموت . لنسع بالطهارة يا أخوتى ، فإن ثمر الطهارة هو نور وحق واستيقاظ . فلا تصيروا عبيداً للأوجاع الردينة المرذولة واللذات الشريرة النجسة أمام الله واكتبوا اسم الله على قلوبكم ليصرخ في داخلكم قائلا أنتم هيكل الله الحي ، وموضع راحة للروح القدس أما الذي يسعى في النجاسات فهو ممثلى بالمكر والغضب والمرارة، هو يشبه البهائم الفاقدة لكل معرفة أمام الله يا أولادى لنغض تلك العين الشريرة ونسعى في طلب الطهارة لأنها فخر ملائكة الله وأما القديس الناسيوس الرسول فيرفع حياة العفة الى درجة شهادة بقوله وقد يعرض أن يقول أحد أين هو زمان الاضطهاد حتى لكنت أصير شهيداً .. فأقول له الآن يمكنك أن تكون شهيداً ، إن أردت ... مت عن الخطية . امت اعضاءك التي على الأرض وبذلك تصير شهيدا باختيارك ، فأولئك الشهداء كانوا يقاتلون ملوكا ورؤساء جسديين أما أنت فإنك تقاتل ملك الخطية محتالا عنيداً وكما أن العفة وصية روحية فهي متطلب نفسى واجتماعي أيضا هي تلبية لحاجة عميقة في الإنسان، وملائمة لمقتضيات طبيعته الأساسية، وإسهامه في تحقيق ملء إنسانيته التي لا تكتمل إلا في الشركة والعطاء وإذا كان الإنسان الطبيعي يعجز عن تحقيق تكامل شخصيته لإن استعباده لاحدى الغرائز أو الدوافع الأولية يسقطه في النهم أو الإدمان أو العبودية ، فإن المسيحى الحقيقي تجرى كل غريزة عنده في مجراها ، لتسير بقوة تيارها الطبيعي ، فتخصب وتغنى الواحدة الأخرى ، دون أن تسيطر واحدة على المجال كله دون تضارب أو إنقسام أو عقد أو كبت فالعفة تسهل الحياة النفسية السوية على عكس ما يقوله الاباحيون من أن العفة كيت وانحصار وضيق وفي الحياة الاجتماعية ذاتها نجد العفيف ملجأ وحصنا لكثيرين إليه يلجأ كل متعب ليجد عنده حلا وإجابة لا يجدها في برية العالم التي يسرى فيها تيار الإثم العفة نور وكيف يوقد سراج ويوضع تحت مكيال ؟!
ان العقة المعاشة شهادة وكرازة حية في هذه الأيام تستطيع الكنيسة أن تواجه تحديات العالم ، إن كان أولادها قديسيين ، كتب أحد المدافعين المسيحيين في القرن الثاني الميلادي يقول : " إن وجدتم واحداً من المسيحين زانياً أو سارقاً أو سجيناً فخذونا كلنا لحما وعظماً " الكنيسة الطاهرة كالشمس مرهبة كجيش ذي ألوية.
نيافة الحبر الجليل مثلث الرحمات المتنيح الانبا بيمن أسقف ملوى وأنصنا والاشمونين
عن مجلة الكرازة العدد الثامن والثلاثون عام ١٩٧٥
المزيد
27 أكتوبر 2024
انجيل قداس الأحد الثالث من شهر بابه
تتضمن تقبيح رذيلة الحسد والنهى عنها مرتبة على فصل ابراء المجنون الاعمى والاخرس ( مت ۱۲ : ۲۲-۲۸ )
سمعتم اليوم إيها الأحباء فصل أبراء المجنون الأعمى والأخرس وقد عرفتم حكم العامة العادل وقولهم عن سيدنا له المجد: " ألعل هذا هو ابن داود . ثم ميلان الفريسيين عن العدل بقولهم عنه انه: " لا يخرج الشياطين إلا بيعلزبول رئيس الشياطين ولابد انكم تتساءلون فيما بينكم عن السبب الذي دفع الفريسيين لحكمهم هذا الحكم الفاسد فأجيبكم أنه الحسد وهو الحزن لخير يحرزه قريب الحسود ان سيدنا له المجد انار بصيرة الأعمى. والحسد أعمى بصيرة الفريسيين. فلا تتعجبوا من هذا لأن الأهواء النفسانية تظلم بصيرة الأنسان بقدر ما ينير الله ذهنه. فإن قلت لماذا لم يتفق العامة مع الفريسيين؟ أجبتك لأن العامة كانوا سليمين من داء الحسد أما الفريسيون فكانوا حسودين بكل معنى الكلمة إن الحسد أيها الأحباء هو ثانى الخطايا التي دخلت إلى العامل عن يد قايين القاتل الأول كما قال الكتاب المقدس: وحدث من بعد أيام أن قايين قدم من أثمار الأرض قرباناً للرب. وقدم هابيل أيضاً من أبكار غنمه ومن سمانها. فنظر الرب إلى هابيل وقربانه. ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر فاغتاظ قايين جداً وسقط على وجهه. فقال الرب لقايين لماذا اغتظت ولماذا سقط وجهك. إن احسنت إفلا رفع؟ وان لم تحسن فعند الباب خطية رابضة واليك اشتياقها وانت تسود عليها وكلم قايين هابيل أخاه. وحدث إذ كان في الحقل أن قايين قام على هابيل أخيه وقتله" هذه هي نتيجة الحسد. فأن قلت ما هو الحسد ؟ أجبتك أنه أختلاف قلب الحسود على الناس لكثرة أموالهم واغتمامه بسرورهم. أو هو حزن الحسود لخير يحصل لقريبه. وتمنيه بأن يكون له ذلك الخير دون سواه. ولكن البعض من الناس يخلطون الحسد بالغيرة وقد أخطأوا فى ذلك. لأن الغيرة إنما هي شئ داخلي يدفع الانسان إلى الاقتداء بالغير من ذو الفضل. نعم أن الغيور يحزن كما يحزن الحسود ولكن الفرق بين الاثنين عظيم لأن هذا إنما يحزن لحصول الخير لقريبة متمنيا أن يكون له كما سبق القول. أما الغيور فإنه يحزن على توانيه وعدم أحرازه لما احرزه غيره من الخير. فالحسد إذن رذيلة. والغيرة فضيلة لأن الله جل وعز قد غار على أورشليم وعلى صهيون غيره عظيمة والرسول بولس يقول: "حســـــنا هي الغيرة في الحسني" وهذا بخلاف الحسد الذى يقول عنه الحكيم: "من يقف قدام الحاسد" نعم أن الحسد هو جرثومة وأصل الشرور إذ منه ينبعث القتل والبغضة والنميمة والثلب . وإشتهاء الضرر للغير واشباه هذه. فمن منكم لا يعرف أن الأنسان بالحسد يصبح شبيه بابليس الذى بحسده دخل الموت إلى العالم أن الحسود من دأبه أن يفرح بنزول المصائب على قريبه ويحزن حينما يراه مسرورا هادئ البال. وبهذا صار كالحيوان البحرى الذي يسر ويلعب عند هيجان البحر ويحزن وينقطع صوته عند سكوته وهدوئه. فالحسد يجر إلى صاحبه غالبا شقا وحزنا وغما. كما أنه يزيد مركز المحسود ويرفعه إلى حيث لا يريد الحسود وها أنا مورد لكم ما يؤيد ذلك من الكتاب المقدس: كان يعقوب يحب ابنه يوسف أكثر من سائر أخوته ولذلك حسدوه وابغضوه وحدث أنه راى حلما وقصه عليهم فازدادت كراهيتهم له واشتد حنقهم عليه فارادوا قتله لولا رأوبين الذى أقنع اخوته بطرحه في بئر ثم نجا بواسطة قافلة الاسماعيليين الذين باعوه إلى فوطيفار خصى فرعون. وبالاجمال قد لاحظته العناية الالهية فصار سيدا على كل أرض مصر. وفي زمن اشتداد الجوع جاء أخوته وسجدوا له وهم لا يعرفون لمن يسجدون وقال الكتاب أيضا عن حسد شاول لداود: إنه حينما عاد داود من قتل الجبار جليات الفلسطيني خرجت النساء من جميع مدن اسرائيل بالغناء والرقص للقاء شاول الملك بدفوف وبفرح وبمثلثات. فأجابت النساء اللاعبات وقلن: ضرب شاول ألوفه وداود ربواته. فاحتمى شاول جدا. وساء هذا الكلام فى عينيه. وقال: أعطين داود ربوات وأما أنا فاعطينني الألوف. وبعد فقط تبقى له المملكة. فكان شاول يعاين داود من ذلك اليوم وقد حاول قتله بيده أكثر من مرة ثم بواسطة عبيده فلم يتمكن لا هو ولا عبيده من ذلك. لأن عين الله كانت عليه . أخيرا قضى شاول وصار داود ملكا مكانه وقال الكتاب أيضا إنه بسبب الحسد أمر الله الأرض ففتحت فاها وبلعت قورح وداثان وأبيرام وكل من كان لقورح مع كل الأموال قد ثبت إذن أن ما يتمناه الحسود لغيره من شر يعود عليه هو نفسه.فسبيلنا أيها الأحباء أن نظهر ذواتنا من هذه الرذيلة وأمثالها استجلابا لرضاء إلهنا وفادينا يسوع المسيح الذى له المجد إلى دهر الدهور كلها أمين.
القديس يوحنا ذهبى الفم
عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
26 أكتوبر 2024
مَحَبِّة الله
يَقُول بُولِس الرَّسُول { وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأِنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ المَسِيحُ لأِجْلِنَا } ( رو 5 : 8 )الله بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ أي أظهَرَهَا لَنَاهُنَا نَتَحَدَّث عَنْ عِدَّة نِقَاط هِيَ :-
1- ضَرُورِة مَعْرِفة مَحَبِّة الله :-
لاَبُد أنْ تَعْرِف أنَّكَ مَحبُوب مِنْ الله إِنْ لَمْ تَعْرِف ذلِك سَتَشعُر أنَّ الله خِصم وَعدو أوْ تَتَعَامل مَعَهُ كَمَجهُول أوْ مَفرُوض عَلْيكَ لاَ لاَبُد أنْ تَعْرِف مَحَبَّتَهُ لَكَ { وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ المَسِيحِ الفَائِقَةَ المَعْرِفَةِ } ( أف 3 : 19) مَحَبِّة الله صَعْب وَصفَهَا فَائِقة المَعْرِفة أكثر شِئ يِعَرَّفنِي الإِنْسَان مَحَبِّته وَأكثر شِئ لاَ يَجْعَلَنِي أُحزِن شَخْصٍ مَا إِنِّي أُحِبَّه وَأكثر شِئ يَبْنِي حَيَاتنَا مَعَ الله بِطَرِيقة صَحِيحة وَيَمْنَعنِي مِنْ الزَلل المَحَبَّة لَوْ أحببتَهُ سَتَعرِف كَيْفَ تَدْخُل فِي عِشرة مَعَهُ عِنْدَمَا يُحِب إِنْسَان شخص آخر لاَ يُحزِنه لأِنَّنَا نُحِب الله لاَ نُحزِنه كُلَّ جِهَادنَا ضِد الخَطِيَّة نَختَصِره عَنْ طَرِيق المَحَبَّة لَوْ أحببنَا الله حَسَاسِيِتنَا لِلخَطِيَّة تَزدَاد { المَحَبَّةُ الكَامِلَةُ تَطْرَحُ الخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ } ( 1يو 4 : 18) المَحَبَّة تَجْعل عِبَادتِي نَقِيَّة وَفَضِيلتِي فَضِيلة سَلِيمة لأِنَّهَا مبنِيَّة عَلَى المَحَبَّة أجمل شِئ إِكتِشَاف مَحَبِّة الله فِي القلب لِذلِك عدو الخِير يَجتَهِد أنْ لاَ يَجْعَلنَا نَشعُر بِمَحَبِّة الله فَنَجِد إِنْسَان يَقُول الله لاَ يُحْبُنِي وَلاَ يَرْضَى لِي الخِير لِمَاذَا يَفْعل عدو الخِير ذلِك ؟ لأِنَّنَا لَوْ إِكتَشَفنَا مَحَبِّة الله لَنَا سَنُحِبَّه نَحْنُ أيضاً وَتَخْتَلِف عِبَادِتنَا لَهُ وَعِلاَقِتنَا بِهِ الأنبَا أنطونيُوس كَانَ يَقُول لأولاده { يَا أولادِي أنَا لاَ أخاف الله لأِنِّي أُحِبَّه } { أحبِب الله وَافعل مَا شِئت }لأِنَّكَ تُحِب الله سَتَعرِف مَا هُوَ صَحِيح وَمَا هُوَ خَطَأ المَحَبَّة مَتَى إِقتَنَاهَا الإِنْسَان إِقتَنَى الجوهرة كَثِيرة الثمن عِنْدَمَا تُحِب الله تُقَدِّم لَهُ أثمن مَا لَدَيكَ عِنْدَمَا يَتَكَلَّم الآباء عَنْ مَحَبِّة الله يَقُولُون { عِنْدَمَا تَتَكَلَّم عَنْ مَحَبِّة الله إِخلع نَعْليكَ } أي إِنْزع عَنْكَ الخَوَاطِر الشِّرِّيرة لأِنَّكَ تَقتَرِب مِنْ الله جَيِّد هُوَ الإِنْسَان الَّذِي يَشعُر فِي مَحَبِّته لله بِغِنَى وَشَبع جَيِّد هُوَ الإِنْسَان الَّذِي يَتَأمَّل فِي مَحَبِّة الله أيضاً مُهِمْ فِي تَدبِيرك الرُّوحِي أنْ تَكْتَشِف مَحَبِّة الله لَكَ إِحْسَاس مُشبِع أنْ أشعُر أنَّ الله يُحِبُنِي أنَا أنَا محبُوبة { وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ المَسِيحِ الفَائِقَةَ المَعْرِفَةِ } مَحَبَّة لاَ تُوصف إِحْسَاسِي بَالله هُوَ إِنْعِكَاس لِمَحَبِّتِي لَهُ إِنْ أحببتَهُ جِدّاً سَأشعُر أنَّهُ يُحِبُنِي جِدّاً وَالعكس صَحِيح الكِتاب يَقُول { التِّلْمِيذُ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ }( يو 21 : 7 ) فَهَلْ كَانَ يَسُوع يُفَرِّق فِي المُعَامَلة ؟ لاَ لكِنْ لأِنَّ يُوحَنَّا كَانَ يُحِب يَسُوع جِدّاً فَكَانَ يَشعُر بِمَحَبِّة يَسُوع لَهُ قَوِيَّة رَد فِعل مَحَبَّة إِحْسَاسِي بِمَحَبِّة الله لِي هُوَ إِنْعِكَاس لِمَحَبَّتِي لَهُ إِذاً الأمر يَتَوَقف عَلَيَّ أنَا وَلَيْسَ عَلَى الله إِنْسَان يَشعُر أنَّ الله خِصم يَقِف لِمُحَاسَبَته عَلَى كُلَّ خطوة يَخطُوهَا وَآخر يَشعُر أنَّ الله صَالِح وَرَحِيم وَرَؤوف كُلَّ إِنْسَان خَاطِئ يَشْعُر أنَّ الله قَاسِي وَكُلَّ إِنْسَان تَائِب يَشْعُر أنَّ الله رَحِيم وَكُلَّ إِنْسَان مُحِب يَشْعُر بِمَحَبِّة الله القِدِيس يُوحَنَّا الحَبِيب أدرك مَحَبِّة الله لَهُ فَأحَبَّهُ أدرك مَحَبِّة الله هُناكَ مَنْ يَشْعُر أنَّ مَحَبِّة الله وَهمْ وَنَظَرِيات لِذلِك يَسْألُون كَيْفَ نُحِب الله ؟ نَقُول لَهُمْ كَمَا أحَبَّنَا نُحِبَّهُ نَحْنُ كَبَشر نَشْعُر بِالمَحَبَّة مِنْ هِدِيَّة أوْ كَلِمة طَيِبة فَهَلْ لَمْ يُعْطِيك الله هِدِيَّة ؟!!! أي شِئ لَمْ تأخُذَهُ مِنْ الله ؟ أعْطَانَا عِلْم مَعْرِفَته كُلَّ مَا هُوَ مَستُور عَنْ الحُكَمَاء وَالفُهَمَاء أعْلَنَهُ لَنَا هذِهِ مَحَبَّة عَمِيقة عِنْدَمَا أُدرِك مَحَبَّتَهُ لِيَّ أشْعُر بِمَحَبَّتِي لَهُ .
2- صِفات مَحَبِّة الله :-
أ - مَحَبَّة شَخْصِيَّة :-
جَيِّد أنْ يَشْعُر الإِنْسَان أنَّهُ كَشَخْص مَحبُوب لله أرْجُوك تَخلَّى عَنْ إِحْسَاس أنَّكَ كَمْ مُهْمِل أوْ أنَّكَ شِئ زَائِد لاَ الله يُحِبَّك أنْتَ وَأنْتَ بِالذَّات وَكَمَا يَقُول بُولِس الرَّسُول { الَّذِي أحَبَّنِي وَأسْلَمَ نَفْسَهُ لأِجْلِي } ( غل 2 : 20 ) – لأِجْلِي أنَا – حُب شَخْصِي وَمَا أجمل قَول الله فِي سِفر أشْعِيَاء { دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ أنْتَ لِي } ( أش 43 : 1 ) دَاوُد النَّبِي يَقُول { لَمْ تَخْتَفِ عَنْكَ عِظَامِي حِينَمَا صُنِعْتُ فِي الخَفَاءِ وَرُقِمْتُ فِي أعْمَاقِ الأرْضِ } ( مز 139 : 15 ) أنْتَ تَعْرِفُ عَدد عِظَامِي أنْتَ فَاحِصنِي جَيِّد أنْ تَشْعُر أنَّ مَحَبِّة الله لَكَ شَخْصِيَّة لِذلِك يَقُول الآباء أنَّهُمْ موضُوع حُبَّه يَشْعُرُون أنَّ الله مشغُول بِهُمْ مَحَبَّة شَخْصِيَّة وَلَيْسَ لأِنَّنَا فِي بَلَدٍ تِعْدَاد سُكَّانه عَالِي نَشْعُر أنَّنَا كَمْ مُهْمِل الله مَقَايِيسه غِير مَقَايِيس البشر كُلَّ إِنْسَان غَالِي عَلَى الله عِنْدَمَا نَتَنَاول مِنْ الجَسد تَخَيَّل أنَّهُ لَمَّا يَسْقُط مِنْهُ جُزء دَقِيق مِنْ الجَسد نَجِدَهُ يُوقِف القُدَّاس ( أي الكَاهِنْ ) لِيبحث عَنْهَا لأِنَّ هذَا الجُزء يُمَّثِل شَخْص ضَائِع وَلاَ تَقُل لَدَينَا غِيره كَثِيرُون لاَ كُلَّ إِنْسَان لَهُ كَرَامة خَاصَّة عِنْدَ المَسِيح لاَ تَتَخَيَّل أنَّ الله لاَ يَعْرِفك بِإِسمك أوْ لاَ يَعْرِف ظُرُوفك لاَ دَاوُد النَّبِي يَقُول لله { تَيَهَانِي رَاقَبْتَ } ( مز 56 : 8 )عِنْدَمَا نَزِيغ عَنْ الله لاَ يترُكنَا الله مِنْ عُمْق إِحْسَاسه بِنَا أنَّهُ عِنْدَمَا يَضِيع وَاحِد مِنَّا يَعُود بِالمسئُولِية عَلَى نَفْسه وَلَيْسَ عَلْينَا وَيَظهر ذلِك فِي مَثْل الرَّاعِي الصَّالِح عِنْدَمَا قَالَ أنَّ لَدَيهِ مَائة غَنَمه أضَاعَ مِنْهَا وَاحِد – أضَاعَ هُوَ الوَاحِد – إِذاً المسئُولِية عَلَى مَهَارِة الرَّاعِي وَلَيْسَ عَلَى الخَرُوف كَمْ أنَا مُهِمْ جِدّاً لَدَيهِ وَأنَا وَاحِد فِي القَطِيع لكِنِّي مُهِمْ لَدَيهِ أحياناً نَشْعُر أنَّنَا بِلاَ قِيمة أمام الله لاَ كَمَا يَقُول أحد الآباء { لَوْ لَمْ يوجد فِي العالم إِلاَّ أنَا لأتَى الله لأِجلِي } مَحَبَّة شَخْصِيَّة وَأكثر شِئ يِوَطِد تِلْكَ المَحَبَّة وَقفِة الصَلاَة { أنَا لِحَبِيبِي وَحَبِيبِي لِي }( نش 6 : 3 ) هُوَ مِلْك لِي وَأنَا مِلْك لَهُ الَّذِي لاَ تَسَعْه السَّماء وَالأرْض مِلْكِي أنَا وَأجِده يَتَمَلقنِي وَيَقُول لِي { كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبَتِي لَيْسَ فِيكِ عَيْبَةٌ } ( نش 4 : 7 ) زَكَّا العَشَّار ذَهْب لِيَرْى يَسُوع فَتَسَلَّق شَجرة الجِمِيز وَإِذْ بِيَسُوع يَقُول لَهُ يَا زَكَّا أسْرِع وَانْزِل يَنْبَغِي أنْ أمكُث فِي بِيتك ( لو 19 : 5 ) زَكَّا كَانَ يَتَخَيَّل أنَّ الله لاَ يَعْرِفه فَكَانَ يَكْتَفِي بِأنْ يَرَى هُوَ يَسُوع لَكِنْ لاَ الله يَعْرِفه بِإِسمه آه لَوْ نِعْرَف مِقْدَار مَحَبِّة الله لَنَا جَيِّد أنْ تَشْعُر أنَّكَ مَوضُوع حُب الله وَلَمَّا أسْلمْ نَفْسه عَلَى الصَلِيب فَتَحَ ذِرَاعيهِ لِيحتَوِينَا كُلِّنَا رَئِيس الكَهَنْة عِنْدَمَا كَانَ يَدْخُل قُدْس الأقدَاس كَانَ يَضْع صَدرة لاَ تنفَصِل عَنْ الرِدَاء وَهذِهِ الصَدرة بِهَا إِثني عَشر حَجْر 3 4 بِأسماء أسبَاط إِسْرَائِيل الإِثنى عَشر وَكَأنَّ الله يَقُول أنْتُمْ محفُورِين عَلَى قَلبِي وَعِنْدَمَا أقِف لَدى الآب أقِف بِكُمْ وَهذِهِ الصَدرة تُسَمَّى " صَدرِة القَضَاء " جَيِّد الله عِنْدَمَا نَظر لِلشَّاب الغَنِي كَانَ يُرِيد أنْ يُرِيه المَحَبَّة بِنَظرة لَكِنْ الشَّاب لَمْ يُدْرِكهَا( مت 19 : 16 – 22 ) لَوْ أحببنَا يَسُوع سَتَخْتَلِف عِبَادِتنَا وَتَوبِتنَا .
ب - مَحَبَّة مُشْبِعة :0
تَعَالُوا نِحِب يَسُوع وَسَنْرَى أنَّ كَيَانَنَا سَيشَبع وَعَوَاطِفنَا سَتَشبع وَنَغْتَنَي وَنَرْتَفِع كُلَّ حُب أرْضِي فَقِير إِنْسَان يَقُول أنَا لاَ يُحِبُنِي أحد هذَا إِنْسَان فَقِير فِي الحُب وَيَبحث عَنْهُ بَعِيد عَنْ الله مَحَبِّة الله مُشْبِعة تَطرُد أي إِحتِيَاجَات وَتَطرُد الخُوف الآباء القِدِّيسُون أصبَحُوا قِدِيسِين لأِنَّهُمْ شَبَعُوا بِالله كَانَ تِذْكار أبَادِير وَإِيِرَائِي قَرِيباً الشَهِيد أبَادِير كَانَ لَهُ مَرْكز كَبِير فِي الدولة مَا الَّذِي يَجْعل إِنْسَان لَهُ مَنْصِب يَخدِم المسجُونِين وَيِسَافِر مِنْ بَلد لآخر لِيستَشهِد ؟ لأِنَّ مَحَبِّة الله أشبَعِته وَعِنْدَمَا كَانُوا يَروه كَانُوا يَقُولُون لَهُ أنْتَ أبَادِير ؟ يَقُول لاَ كَي يستَشهِد هَلْ مَحَبِّة الله أشبَعِتك وَرَفَعِتك ؟ هَلْ أنْتُمْ فُقَرَاء أم أغنِياء بِالله ؟ مَحَبِّة المَسِيح تَجْعل الإِنْسَان يَنْسَى مَحَبِّة الأهْل وَالزُوج وَالزُوجة وَالإِخوة { لأِنَّ حُبَّكَ أطْيَبُ مِنَ الخَمْرِ لِذلِكَ أحَبَّتْكَ العَذَارَى }( نش 1 : 2 – 3 ) وَمَا أجمل المزمُور الَّذِي يَقُول { الرَّبُّ يَرْعَانِي فَلاَ يُعْوِزَنِي شَىء فِي مَرَاعٍ خُضرٍ يُسْكِنَنِي إِلَى مِيَاه الرَّاحة يُورِدَنِي هَيَّأتَ قُدَّامِي مَائِدَةً تِجَاه مُضَايِقِيَّ }( مز 22 – مِنْ مَزَامِير الثَّالِثة ) كُلَّ وَسَائِل الشَبْع مَاء زِيت مَائِدة كُلَّ شِئ هَيَّأهُ لِي الكِنِيسة الأُولَى كَانَ بِهَا تَقلِيد جَمِيل وَهُوَ أنَّ المُعَمَدِين الجُدُد كَانُوا يَدْخُلُون الكِنِيسة كَمَجموعة يُسَبِّحُون مَزمُور " الرَّبُّ رَاعِيّ " وَكَأنَّهُمْ القَطِيع الَّذِي يَتَغَنَّى بِمَحَبِّة الله جَيِّد الإِنْسَان الَّذِي يُدْرِك مَحَبِّة المَسِيح المُشْبِعة { وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئاً فِي الأرْضِ } ( مز 73 : 25 ) الشُهَدَاء لَمْ يَكُونُوا بُؤسَاء لِيذهَبُوا لِلإِستِشهَاد بَلْ كَانُوا مُشَبَّعِين بِمَحَبِّة الله أيضاً البَتولِيين لَيْسُوا أُناس مِعقَدِين بَلْ مُشَبِّعِين تَلاَمَسُوا مَعَ الحُب المُشبِع الله غَنِي وَيُرِيد أنْ يُشبِعنَا جَيِّد القِدِيس أُوغُسْطِينُوس الَّذِي قَالَ { مَنْ إِمتَلَكك شَبَعت كُلَّ رَغَبَاته } إِشبَعُوا بِالله وَمَحَبِّته القِدِيس يُوحَنَّا سَابَا يَقُول { نَعْم أيُّهَا الحُب الإِلهِي لَقْد سَلْبت مِنْهُمْ كُلَّ شَيء } حُب الله قَادِر أنْ يَدخُل فِيَّ وَيَسْلِب كُلَّ شَيء غَرَائِزِي وَشَهَوَاتِي.
ج - مَحَبَّة دَائِمة :-
مَعرُوف عَنْ الإِنْسَان التَقَلُّب بعض الوقت مُحِب وَوَقت آخر غِير مُحِب مُتَرَدِّد مَحَبِّة الإِنْسَان مَحَبَّة مُتَغَيِّرة لكِنْ مَحَبِّة الله دَائِمة أحياناً نَقِيس مَحَبِّة الله بِمِقيَاسنَا لَمَّا نِحِبَّه يِحِبِنَا لاَ الله لَيْسَ إِنْسَان مَحَبِّة الإِنْسَان مَحدُودة قَدْ لاَ تَحْتَمِل لكِنْ مَحَبِّة الله دَائِمة بِلاَ حُدُود لِذلِك مِنْ صِفات مَحَبِّة الله أنَّهَا بِلاَ سَبب وَبِلاَ ثَمْن وَبِلاَ حُدُود بِلاَ سَبب أي لَيْسَ لَدَيَّ أسبَاب يِحِبِنِي لأِجلِهَا { هكَذَا أحَبَّ اللهُ العَالمَ} ( يو 3 : 16 ) مَا هُوَ إِسْتِحقَاقِي لِمَحَبِّته ؟ لاَ يوجد أي مَحَبَّة تَتَغَيَّر وَتَهْتز إِلاَّ مَحَبِّة الله دَائِمة لَيْسَ لَهَا حُدُود أصعب شِئ أنْ يُحِبِّك إِنْسَان ثُمَّ يَتَخَلَّى عَنْ مَحَبِّته لَكَ إِحْسَاس مُر مَحَبِّة الله دَائِمة { مَحَبَّةً أبَدِيَّةً أحْبَبْتُكِ } ( أر 31 : 3 ) الله يُحِبُّك وَأنْتَ تَائِب وَأنْتَ خَاطِئ مَحَبِّته دَائِمة رَغم تَجَاوُزَاتِي الله لاَ يَتَغَيَّر مِنْ نَاحِيَتِي { لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ }( يع 1 : 17 ) هُوَ يَبقَى أمِين لِلنِهَاية مَحَبِّة الله دَائِمة آه لَوْ نُدْرِك مَحَبِّته الدَائِمة لَنَا لِنَرَى القِدِيس بُطرُس تَوقَّع أنَّ مَحَبِّة الله زَالِت عَنْهُ عِنْدَمَا أنْكره لكِنْ مَحَبِّة الله لَمْ تَزُول وَلَنْ تَزُول حَتَّى الإِنْسَان وَهُوَ فِي ضَعَفَاته وَفِي كُلَّ مَرَاحِل حَيَاته مَحَبِّة الله دَائِمة لَهُ وَإِنْ كَانَ يُعَبِّر لَهُ عَنْهَا بِطَرِيقة مُخْتَلِفة لكِنَّهَا ثَابِتة لاَ تَتَزعزع لَمَّا نُدْرِك مَحَبِّة الله سَنُحِبَّه لأِنَّهُ يَسْتَحِق كُلَّ حُب { نَحْنُ نُحِبُّهُ لأِنَّهُ هُوَ أحَبَّنَا أوَّلاً } ( 1يو 4 : 19 ) أحَبَّنَا بِلاَ سَبَبٍ لَوْ أدْركنَا مَحَبِّته لَنْ نُخْطِئ وَعِبَادتنَا سَتَخْتَلِف وَإِسْتِعدَادنَا لِلأبَدِيَّة يَزدَاد لأِنَّهُ مِنْ مَحَبِّته لَنَا أرَادَ أنْ نَكُون قَرِيبِين لَهُ { رِثُوا المَلَكُوتَ المُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأسِيسِ العَالَمِ } ( مت 25 : 34 )عِنْدَمَا خَلَقَنِي أحَبَّنِي وَعِنْدَمَا سَقطت أحَبَّنِي وَعِنْدَمَا فَدَانِي أحَبَّنِي وَسَنَظل طُول حَيَاتنَا نُدْرِك مَحَبِّته وَسَنُدْرِكُهَا بِالفِعل أكثر فِي الأبَدِيَّة رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِمَحَبِّته وَنِعْمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
25 أكتوبر 2024
مائة درس وعظة (٥١)
مكانة الكنيسة « سر فرح حياتي »
"مبنيين على أساس الرسل والأنبياء، ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية" (أف٢٠:٢)
يقول القديس كبريانوس "من لم يتخذ الكنيسة اما له لا يكون الله اباه" ومن هنا تأتي مكانة الكنيسة في حياة المؤمنين
أولاً: وظيفة الكنيسة
١- إعداد المؤمنين
تأخذ الكنيسة الإنسان منذ ولادته بصلاة الحميم وسر المعمودية وتمتد معه عبر الحياة إلى أن تودعه إلى السماء ونحن كخدام يجب أن نعي تماماً أن الهدف من الخدمة هو أن يكون لمخدومينا نصيب في السماء
٢- غرس القيم.
عندما كنا على مادية الغذاء مع البطريرك الروسي فتح حوار كيف يحارب الغرب التقاليد الإنسانية فمثلا يضغطون على البلاد المرهقة اقتصادياً ليقدموا لهما مساعدات نظير شيء غريب جداً نظير أنهم يوافقون على الشذوذ الجنسي يعنى بصورة أبسط الخطية في مقابل المساعدات الاقتصادية كيف يضل العالم لذلك يا إخوتي الارتباط بالكنيسة، والحياة بداخلها والتعلم منها، وتربية أولادنا وبناتنا وشبابنا داخل الكنيسة حسب وصايا الإنجيل كل هذه المفاهيم شيء مهم جداً نسمى كنيستنا بالارثوذكسية (الاستقامة) والأرثوذكسية هي الطريقة المستقيمة لتمجيد الله التي ليس فيها تحايل ولا تسيب نستخدم ما في العصر من تكنولوجيا وأدوات عصرية ولكن بمبادئ نقية
٣- تقديم الخلاص
اعرفوا يا إخوتي أنه" لا خلاص خارج الكنيسة " كما قال القديس أوغسطينوس وايضا يقول حينما كان المسيح ظاهراً في الجسد كانت الكنيسة مخفية فيه هو يعمل كل شيء لها وحينما صعد بالجسد صار هو مخفيا فيها وصارت تعمل کل شیء به ولأجله، والقديس يوحنا ذهبي الفم قال عبارة اجمل "الكنيسة هي أعلى من السماء وأكثر اتساعاً من الأرض، لأنها يمكن أن تحتضن الجميع".
ثانيا مكانة الكبيسة
١- احتیاج کیانی
نقرأ في العهد القديم عن كنيسة البرية وهي خيمة الاجتماع، والتي كانت تنتقل معهم من مكان لمكان فقد كانت هي مسكن الله مع الناس وكانت تتحد معهم ثم تطورت الفكرة وصارت ثابتة فانشي الهيكل في اورشليم وصار مبنی ثابتاً له فخامته وعظمته وتقسيماته الداخلية والخارجية، وهذا الهيكل في أورشليم هو الذي تهدم في الحادثة المعروفة باسم خراب اورشليم عام ٧٠ ميلادية بعد صعود ربنا يسوع المسيح ومازال مهدوما ومن الهيكل في العهد القديم نشات الكنيسة في العهد الجديد كانت الكنيسة في البداية صغيرة مبنية بخشب، بإمكانيات محلية قليلة جدا. نسمع عن الكنيسة المعلقة كانت معلقة فوق أحد الحصون وهو حصن بابليون فيها كمية اخشاب كثيرة ونسمع عن كنائس الأديرة كان النمل والسوس يهاجم الأخشاب ويسقطها، ولكن صارت الكنيسة مع بدايات القرون الأولى لها مبني وصارت تسمى كنيسة مسيحية، وانتشرت الكنيسة في العالم.صارت الكنيسة هي مسكن الله مع الإنسان في العالم كله، وابسط تعريف يقوله الأولاد الصغار (بيت ربنا).
وامتداداً لهذا الاحتياج الكياني المسيح يسكن في الكنيسة، فالمسيح يسكن في في الإنسان وصار المسيح فينا، وصرنا جميعاً نسمى اعضاء جسد المسيح والمسيح رأس هذا الجسد . ٢- حضور المسيح الكنيسة تمثل الحضور الدائم لشخص المسيح "ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (مت ۲۰:۲۸)، هو الحاضر في المؤمنين وقلوب المؤمنين تبني وتجتمع من خلال الكنيسة لهذا تعلمنا "اما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم" ( ١كو١٦:٣)، فيصير كل إنسان فينا هو كنيسة ولها مذبح، هو القلب قلبك هو مذبح كنيستك ومجموعنا كلنا يشكل كنيسة الله الحية، ولكنا نتناول على المذبح هذه هي الكنيسة، وهذا هو المسيح الذي يحيا فينا.
٣- نافذة الأبدية
نقول في كل قداس" يعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطابا، وحياة أبدية لمن يتناول منه" فتصير الكنيسة نافذة على السماء
نحن نصلي في اتجاه الشرق لأن أعيننا كلها على السماء وعندما يصرخ الكاهن اين هي قلوبكم، كلنا نجيبه هي عند الرب وعندما نرنم الترنيمة المشهورة كنستى هي بيتي هي أمي هي سر فرح حياتي فهذا تعبير أصيل عن مكانة الكنيسة في حياتنا، فهي بيتي كشخص، وهي أمي انا
هل جربت أن تدخل الكنيسة وهي خالية هل جربت أن تجلس في خشوع بعد ما تنير شمعة هل اختبرت هذه الخبرة الروحية وعشت.فيها بكل كيانك
كنيستنا تعلمنا أن حامل الايقونات فيه ايقونات للقديسين ينظرون إلينا، يتطلعون إلى الذين يجاهدون على الأرض، لأن الإنسان عندما يتطلع إلى السماء على الدوام تهون عليه الأرض ولا يتعلق بها أو تحيا بداخله، ويصير إنساناً
سماويا، وإذا سار بالأمانة يكون مستحقا النصيب السماوي.
قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
24 أكتوبر 2024
بدعة المصلون
المصلون Massalians
أو الأوخيطين Euchites
ويعرفون أيضاً بالأوخيطيين وهم طائفة تؤمن أن الصلاة الدائمة والعميقة فقط هى التى تزيل الآلام والرغبات التى يسيطر بها للشيطان على الإنسان. وهم يرفضون العمل ويعيشون على العطايا
. (Encyclopedia of Early Christianity)
المصلّون والراهب الكسندروس: المصلون هم الذي ظهروا في الأبرشيات الأنطاكية في الربع الأخير من القرن الرابع. لزموا الصلاة ولا سيما الذكسولوجية ورددوها دائماً لأنهم زعموا أن لكل إنسان شيطاناً لا يخرج إلا بالصلاة. وامتهنوا النسك والصيام والسهر والشغل ولازموا النوم وعاشوا بالصدقات. وادعوا أنهم بالصلاة والتجرد عن الأموال يتحدون بالله اتحاداً شديداً. ومن هنا اعتبارهم أنفسهم ملائكة وأنبياء ورؤساء ومسحاء وأشهر هؤلاء المصلون هو الراهب الكسندروس. بدأ حياته الرهبانية في سورية الشمالية وفي الجزيرة. فكان تارة يجول مبشراً بالإنجيل وطوراً يجمع الرهبان ليقيم معهم في مسكن دائم. وأَمَّ أنطاكية في أوائل القرن الخامس فدارت حوله الشبهات فطرد منها. وذهب إلى القسطنطينية حيث أصبح مشكلة المشاكل في عهد اتيكوس أسقفها.
المزيد