المقالات

23 فبراير 2025

انجيل قداس أحد الرفاع الكبير

تتضمن الحث على الصوم واثباته من أقوال الله مرتبة على قوله تعلى بفصل الإنجيل"متى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين. فانهم يغيرون وجوههم لكى يظهروا للناس صائمين ( مت ٦ : ١-١٨ ) نتعلم من فصل إنجيل اليوم أيها الأحباء أربع فضائل الأولى الصدقة. وقال فيها السيد له المجد " أحترزوا من أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكى ينظروكم. وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم "الثانية الصلاة وقال فيها: " متـــــى صـليـــت كالمرائين فإنهم يحبون أن يصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس" الثالثة عدم الحقد وقال فيها: " إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضاً ابوكم السموى وإن لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم أبوكم أيضاً زلاتكم والرابعة فضيلة الصوم وقال السيد له المجد فيها " متى صمتم فلا تكونوا كالمرائين فإنهم يغيرون وجوههم لكى يظهروا لللناس صائمين الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا أجرهم وأما انت فمتى صمت فادهن رأسك واغسل وجهك لكي لا تظهر للناس صائماً بل لأبيك الذى يرى في الخفاء فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية هذه هي الأربع فضائل التي ورد ذكرها بفصل انجيل هذا اليوم. وبما اننا غداً نبتدئ صوم الأربعين المقدسة فوجب علينا أن نجعل فضيلة الصوم موضوعاً لعظتنا إن الله جل وعز خلق آدم وحواء ووضعهما في جنة عدن وأوصاهما أن يأكلا من جميع شجر الجنة ماعدا شجرة " معرفة الخير والشر " فلا يأكلان منها لأن يوم يأكلان منها موتا يموتان ولكن الشيطان دخل في الحية وخدع حــواء بقوله لها " أحقاً قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة فقالت المرأة للحية من ثمر شجر الجنة نأكل وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا فقالت الحية للمرأة لن تموتا بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر فأخذت المرأة من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضاً معها فأكل هكذا تمكن الشيطان بواسطة الحية فأسقط الجدين الأولين آدم وحواء في الفساد وها هو ينصب شراكه للجنس البشرى كل يوم ليلبسه الخلاص الذي ناله بتجسد ابن الله وموته حتى يهوى به إلى مقر التعب والشقاء وها هو يغرى صدور الناس تارة بأن الصوم ليس وصية من الله وتارة أن يضر الصحة وتارة غير ذلك حتى قام البعض في هذه الأيام ينكر ويحتقر الصوم ويقول إنه لم يذكر ضمن الوصايا العشر ولا أوصى به السيد المسيح ولا الرسل القديسون وما هو إلا ترتيب بعض النساك والزهاد من الرهبان المقيمين فى الجبال والبراري وان من صام حسنا يفعل ومن لم يصم لا يخطئ فهم إذن لا يعترفون بأن الصوم لازم للخلاص ويجب علينا حتما أن نثبت لهم خطأهم فنقول: أولا - من الطبيعة كما أن العود الطيب الرائحة لا تفوح رائحته إلا بالنار هكذا الإنسان لا تفوح منه روائح الفضائل إلا بكبحه بالصوم والبكاء والنوح وكما أن العود الرطب لا تؤثر فيه النار حتى تنزع منه الرطوبة هكذا الانسان الشبعان لا تؤثر فيه نار محبة الله حتى يجف بالصوم. ثانيا من كتاب العهد القديم : إن الله أمر موسى النبي ان يقدس نفسه بالصوم ويقدس الشعب معه ايضا قبل ان يدنو جبل سينا لأخذ الوصايا ونقــــرأ فيه أن الصوم كان معمولا به فى اورشليم وغيرها في عهد إرميا النبي وإيليا النبي صام اربعين يوما واربعين ليلة ويهوديت كانت تصوم كل ايام حياتها ماعدا السبوت ورؤوس الشهور والأعياد وأهل نينوى صاموا وصام ايضا بنو اسرائیل وقت دفن شاول الملك وبنيه وقد أمر الله بالصوم على لسان يوئيل النبي بقوله: " قدسوا الصوم. نادوا بالاعتكاف ". ثالثا - يثبت الصوم من العهد الجديد: إذ انه يخبرنا بصوم المسيح نفسه اربعين يوما واربعين ليلة ويقول: " ومتى صمتم فلا تكونوا كالمرائين ويقول إيضا: " إن هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلوة والصوم " والقديس بولس الرسول يحرض المؤمنين على الصوم بقوله: فلنظهر انفسنا كخدام الله بالصبر والصوم رابعا - يثبت الصوم من اعتباره سنة لازمة عند جميع طوائف البشر على اختلاف مذاهبهم ماخلا الذين قد جعلوا آلهتهم بطونهم أما وقد ثبت أن الصوم قديم جدا يتصل الامر به ببدء تكوين العالم و معمول به بموجب وصية الله جل وعز للأنسان الأول فى جميع أنحاء المعمورة رغم اختلاف طقوس وعوائد الناس ولكن مما يوجب الأسف والاستغراب معا أنك إذا سألت ذلك الذي يحتقر الصوم وينكر الوصية الالهية الصادرة به قائلا ما هي الوصية الأولى الالهية لآدم ؟ لأجابك حالا وبدون تردد بأنها وصية " الامساك عن الاكل " التي هي الصوم ولكنه يعود حالا فينكر ما قرره محتجا بعدم ذكر الصوم ضمن الوصايا العشر ولذا فهو لا يصوم ويجعل نفسه قدوة لغيره من البسطاء مهلا مهلا أيها المسيحي المعتمد بالماء والمتقدس بالروح القدس قل لي لماذا تنكر الصوم وتزدرى به وأنت عارف بأن مخالفة آدم وحواء لوصية الصوم إنما هي التي جرت على الجنس البشرى هذا الشقاء الذى يعقبه الموت لعلك تنكر وصية الختان أيضا المعمول بها لدى جميع البشر بموجب الوصية الإلهية القديمة الصادرة لإبراهيم أب الآباء وهى " هذا هو عهدى الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك يختن منكم كل ذكر ولعلك تحتج قائلا إنما لم تذكـــر ضمن الوصايا العشر أو لعلك تقول إنها وصية وقتية وانتهى أمرها بانتهاء زمانها فنقول لك أرجع بنا إلى قوله تعالى" فيكون عهدي في لحمكم عهدا أبديا " نعم أنه بختان المسيح قد بطل رسم الختان الحقيقي الذي كان الختان القديم رسما له ولكن هذا لا يدعو إلى القول بابطال الوصية كما أنه لا يصح أن يكون حجة للذين يعبدون بطونهم لان الانسان بجحده للشيطان وكل أعماله وقت العماد يختتن في غرلة الجسد أى تقطع عنه جميع الشهوات الجسدية وكل أباطيل العالم وبإعتماده بتغطيسه في الماء يدفن مع المسيح انسان الخطية القديم فيخرج المعتمد من جرن المعمودية مختتنا ختانا غير مصنوع بيد بشرية ومطهرا من كل خطية بنعمة المسيح إلهنا هذا هو الختان الحقيقى الذى كان الختان اليهودى رمزا له وهو ليس وقتيا كما يزعمون بل ثابتا إلى أخر الدهور كلها ها قد علمتم أن وصية الصوم كوصية الختان أما إذا كنت تريد معرفة السبب في عدم ذكر هاتين الوصيتين ضمن الوصايا العشر فإنما ذلك لأن هاتين الوصيتين كانتا قد تسلمتا قبل اعطاء الوصايا العشر أى أن الوصية الأولى الخاصة بالصوم أعطيت لآدم والثانية الخاصة بالختان أعطيت لإبراهيم وقــــد عمل بهاتين الوصيتين عند جميع طوائف الامم حتى الوثنين أيضا وليس اليهود وحدهم هم الذين كانوا يختتنون ويصومون كما يشهد بذلك صوم أهل نينوى وصوم كرنيليوس القائد الوثنى ولهذا السبب لم تذكر ضمن الوصايا العشر وجميع الانبياء تقريبا تكلموا على فضيلة الصوم وبالاخص زكريا النبي الذي أثبت أن الصوم كان في اوقات معينة ولم يكن موقتا كما يزعم البعض وهذا هو قول النبي " هكذا قال رب الجنود إن صوم الشهر الرابع وصوم الخامس وصوم السابع وصوم العاشر يكون لبيت يهوذا ابتهاجا وفرحا وأعيادا طيبة " إن الصوم قديم جدا ومعمول به قبل المسيح بأجيال عديدة فإننا نرى في الكتاب المقدس أن موسى النبي صام اربعين يوما وأربعين ليلة والسيد المسيح لم ينقض الصوم بل ثبته بصومه هو نفسه أربعين يوما واربعين ليلة ثم وضع ترتيب الصوم موبخا المرائين اولئك الذين يتظاهرون أمام الناس بكثرة الصلوات والصوم كذبا والرسل ايضا كانوا يصومون كثيرا وفي أوقات محددة إذ يقول عنهم الكتاب: " لما مضى زمان طويل وصار السفر في البحر خطرا إذ كان الصوم أيضا قد مضى جعل بولس ينذرهم " وبولس نفسه يقول " أهـــــم خــــدام المسيح. اقول كمختلى العقل فأنا أفضل في الاتعاب أكثر في الضربات أوفر في السجون أكثر في جوع وعطش في أصوام مررا كثيرة " فلا عذر أذن للذين لا يصومون بل ويزدرون بالصوم قائلين إنه من اختراعات البشر لانه قد ثبت مما تقدم أن الأمر به يتصل عهده بيدء تكوين الأنسان وأما انت ايها الحبيب يامن تهرب من الصوم خوفا على صحتك فأرجوك ان لا تنظر إلى ما هو تحت بل إلى ما هو فوق لان الله خلقك مستقيما فأمن فقط إيمانا وثيقا بذلك الذى قوى موسى بعد أن صام اربعين يوما واربعين ليلة على النزول من أعلى الجبل وعلى سحقه العجل الذهبي وتذريته في الماء وكن واثقا بذلك القادر على كل شئ الذى جعل إيليا النبى يمشى اربعين يوما واربعين ليلة ولم يأكل في تلك المدة سوى أكلة واحدة بسيطة جدا لانها مركبة من خبز وماء فقط فإذا وثقت تمام الوثوق بقدرة الله على منحك الصحة والعافية وكل ما تريده فلا شك أنه يعطيك جميع ذلك ويساعدك في كل عمل صالح فآمن يا أخى وسلم الامر لله على الصوم طائعا مختارا فإن قوة الغذاء وكل قوات الطبيعة هي تحت سلطان الله ونواميسها في يده يفعل بها كيفما شاء إن الصوم يفيد الجسد والنفس يفيد الجسد لأن الصوم الاربعيني يأتينا دائما في الوقت الذي تكثر فيه الحميات والامراض الصعبة بسبب غليان الدم مع بقية الاخلاط التي يؤثر الصوم عليها أكثر من سواه فيخمدها. أما فائدة النفس من الصوم فهي مصالحتها مع الله وتقربها اليه وهاك الدليل أن موسى بعد صومه طلب من الله ان يريه وجهه بقوله " إن كنت وجدت نعمة فأرني مجدك " وأما آدم فلمـــــا خالف واكل اختفى ولم يقدر أن يرى الله فسبيلنا ايها الاحباء أن يكون صومنا نقيا لا ان نصوم عن أكل لحم الحيوان ونأكل لحم اخينا الإنسان ولا ان ننقطع عن بعض المأكولات ونضبط أوراق الظلم على القريب ولا أن تمون معدتنا فارغة من الطعام وقلبنا مملوءا من كل حقد وبغضة وخصام ولا أن نصوم عن الخمر والزيت ونهضم حق الأجير ونشرب دم الفقير بل ليكن صومنا نقيا مقبولا لدى الله حتى لا يوجه الينا قوله تعالى بلسان أشعياء النبي " لا اختار مثل هذا الصوم " وإننا نتوسل إليه تعالى أن يجعل هذا الصوم مباركا عليكم وعلى جميع المسيحيين الارثوذكسيين وان يتقبل اتعابكم واصوامكم وصلواتكم وصدقاتكم وقرابينكم ويبلغكم إلى يوم الفصح المجيد والقيامة المقدسة ويغفر لكم خطاياكم برحمته ورأفته ويحفظكم لمثل هذا العام وإلى أعوام عديدة بالسلام والعافية في اجسادكم وأرواحكم وينجيكم من فخاخ العدو المناسب ويبارك زراعاتكم ومتاجركم وكل تصرفاتكم وان ينيح نفوس أمواتنا جميعا الذين رقدوا على الايمان القويم وان يؤهلنا جميعا لسماع صوته الفرح القائل " تعالوا يا مباركى ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم. بشفاعة سيدتنا كلنا البتول الطاهرة مريم وجميــع مصاف الملائكة والشهداء والقديسين آمين. القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
22 فبراير 2025

الله لَمْ يُعطِنَا رُوح الفشل

مِنْ سِفر التَثْنِيَة 28 : 12 – 13[ يفتحُ لَكَ الرَّبُّ كنزهُ الصَّالِح السَّماء لِيُعطِيَ مطر أرضِكَ فِي حِينهِ وَلِيُبارِكَ كُلَّ عملِ يَدِكَ فَتُقرِضُ أُمماً كَثِيرةً وَأنتَ لاَ تقترِضُ . وَيجعلُك الرَّبُّ رأساً لاَ ذنباً وَتَكُونُ فِي الاِرتِفاعِ فقط وَلاَ تَكُونُ فِي الاِنحِطاطِ إِذا سَمِعْتَ لِوَصَايا الرَّبِّ إِلهك الَّتِي أنَا أُوصِيكَ بِهَا اليومَ لِتَحْفَظَ وَتَعْمَلَ ] مُمكِنْ يُعَرَّض الإِنسان لِفشل رُوحِي أوْ دِراسِي أوْ لِتجرُبة فشل فِي أي مجال فَيُسيطِر عليه رُوح الفشل وَتَتَراكمْ عَلَى النَّفْس رُوح الأحزان وَتأتِي رُوح الفشل الماضِي فَيُصبِح فِي الإِنحِطاط وَالنَّفْس دَائِماً تمِيل لإِحساس الذنب وَدَائِماً يُحِب الإِنسان أنْ يَكُون ضِد نَفْسه وَيُظهِر خطأها وَلَوْ إِستخدِم هذَا الإِحساس بِإِسلُوب خَاطِئ سَيَتَوَلَّد عَنَّه رُوح فشل . كَيْفَ نَتَخَلَّص مِنْ رُوح الفشل ؟ فِي سِفر التَثْنِيَة وجدَ الله الشَّعْب أثناء الرِحلة لِكنعان يدور حولَ نَفْسه وَيُضَيِّعُون وقت وَجهد فَقَالَ لَهُمْ [ كَفَاكُمْ دَوَرَانٌ بِهذَا الجبلِ تَحَوَّلُوا نَحْوَ الشِّمَالِ ] ( تث 2 : 3 ) كَفاك دوران حول نَفْسك بِنَفْس الدائِرة بِنَفْس الرُّوح دَائِماً الإِنسان يسِير فِي حياته مسار دَائِرِي مُغلق لَيْسَ بِهِ تَقَدُّم أي فِي نَفْس الأُمور وَنَفْس السقطات وَالضعفات وَالتجرُبة وَالتراخِي هذَا أُسلُوب دَائِرِي كَفاك دوران تَحَوَّل نحو الشمال كَفاك رُوتِين عَقِيم لاَ تعِيش مُستعبد لِحياة رُوتِينِيَّة وَإِنْ حاوِلت التغيير تقُول لاَ أستطِيع لاَ تَحَوَّل نحو الشمال سِر نحو كنعان وَالله قَادِر أنْ يقُودنا وَيُرشِدنا وَيُغَيِّر أُسلُوب حياتنا رَائِع سِفر دَانِيال الَّذِي يَقُول [ وَهُوَ يُغَيِّرُ الأوقاتَ وَالأزمِنَةَ ] ( دا 2 : 21 ) أي هُوَ قَادِر أنْ يُغَيِّر الأوقات وَالأزمِنة لِصالحك وَيجعله زمن نجاح وَمجد وَيجعلك رأس لاَ ذنب وَتَكُون فِي الإِرتِفاع وَلاَ تَكُون فِي الإِنحِطاط إِذا سمعت وصايا الله . بعض النصائِح كي لاَ تعِيش رُوح الفشل :- 1- لاَ تنشغِل بِالفشل الماضِي :- لاَ تضع الفشل أمامك وَتنشغِل بِهِ لِئلاَّ يدخُلك فشل فوقَ الفشل كَثِيراً مَا يُزعِج الإِنسان الفشل الماضِي لاَ تندم عَلَى فُرص ضَائِعة وَكَمَا يقُول المثل [ لاَ تبكِي عَلَى اللبن المسكُوب ]عدم التذكُّر فِي التجارُب السلبِيَّة السابِقة مُهِمْ جِدّاً صَمُوئِيل النَّبِي قَالَ لَهُ الله إِمسح لِي شَاوِل مَلِك وَبعد ذلِك عَاشَ شَاوِل فِي ضعف وَتَعَدَّي وَصَايا الله وَهذَا الأمر جعلَ المملكة فِي ضعف فَحَزَنَ صَمُوئِيل عَلَى مسح شَاوِل مَلِك لأِنَّهُ جعلَ أولاده فِي ضعف فَقَالَ لَهُ الله [ فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ حَتَّى مَتَى تَنُوحُ عَلَى شَاوُلَ وَأنَا قَدْ رَفَضْتُهُ عَنْ أنْ يَمْلِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ اِمْلأ قَرْنَكَ دُهناً وَتَعَالَ أُرسِلْكَ إِلَى يَسَّى البيتلحمِيِّ لأِنِّي قَدْ رَأيتُ لِي فِي بَنِيهِ مَلِكاً ] ( 1صم 16 : 1) إِلَى متى العمل السلبِي إِلَى متى الحُزن ؟ إِعمل عمل إِيجابِي إِملأ قرنك دُهن عِندما جاءَ يَشُوع لِلأردُن تَحَيَّر وَحزن فَقَالَ لَهُ الله أُعبُر الأردُن تَخَطَّىَ الفشل وَاعمل عمل إِيجابِي أحياناً يُرسِل لَكَ الله رِسالة قَائِلاً حَتَّى متى تنُوح عَلَى تجرُبة سَابِقة فَاشِلة ؟!! وَلِنرىَ دَاوُد كَمْ جلب أفراح وَإنتِصارات أكثر مِنْ خسائِر شَاوِل لَكِنْ يوجد شِئ إِسمه تفكِير إِيجابِي البعض يَمِيل لِلسلبِيَّة وَالحُزن وَيقُول لَيْسَ بِالإِمكان أفضل مِمَّا كان إِحذر رُوح الإِحباط الله قَادِر أنْ يجعل الفشل كَمِياه عبرِت الله يُرِيد أنْ ينظُر النَّاس نظرِة فرح [ وَأُعَوِّضُ لَكُمْ عَنِ السِّنِينَ الَّتِي أكلهَا الجَرَادُ الغَوْغَاءُ وَالطَّيَّارُ وَالقَمَصُ ] ( يؤ 2 : 25 ) " الغوغاء " ( الجراد فِي أخطر مَرَاحله ) " الطَّيَّار "( الجراد فِي طُور الطيران ) " القَمَص "( الجراد أوِل مَا يخرُج مِنْ البِيضة )الله قَادِر أنْ يُعَوِّض لِذلِك قِيلَ فِي سِفر يُوئِيل أنَّ هُناك أربعة أشياء أكلوا الثِمار وَهُمْ القمص وَالطيار وَالغوغاء وَالجراد وَهؤلاء هُمْ أربعة مراحِل لِحياة الجراد وَهُمْ مُخَرِّبِين لِلمحصُول وَالله قَادِر أنْ يُعَوِّض الخسائِر بِكُلَّ أنواعها وَمراحِلهَا كَبِيرة كانت أوْ صَغِيرة هذَا لاَ يُعطِي رُوح يأس وَحُزن فَنُعَوَّض عَنْ خسائِر الماضِي وَالله يُثَّبِت ذلِك فِينَا عِندما نقرأ سِفر أيُوب نَجِد فِي آخر إِصحاح أنَّ الله عَوَّضه الضِعف عَنْ كُلَّ خِسارة نظرِة الخسائِر نظرة مؤلِمة لَكِنْ الله يرى [ أرُدُّ عَلَيْكِ ضِعْفِيْنِ ] ( زك 9 : 12) وَبُولِس الرَّسُول يَقُول[ أنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ ] ( في 3 : 13) التَّفَكُّر فِي خسائِر الماضِي يَجلِب مشاكِل وَتعب . 2- كَفىَ ضياع جهد وَوَقت :- كَفىَ ضياع جهد وَوَقت وَأعمال فَاشِلة أي إِنْ كُنت فِي دَائِرة أكرَّر نَفْس الفِعل فَكَفىَ ذلِك التَلاَمِيذ ظلُّوا اللِيل كُلَّه فِي الصِيد وَلَمْ يُثمِرُوا شِئ الله يُرِيدنِي أنْ أتعلَّم مِنْ فشلِي الإِتِكال عليه لِذلِك يسمح لِي بِالفشل يُرِيد أنْ يِعَلِّمنِي أنْ لاَ أثِق فِي قُدراتِي لِكي أقُول لَهُ " أنتَ يَا الله إِنْ لَمْ يَكُنْ الأمر مِنْكَ لاَ أفعل " كَفىَ أعمال فَاشِلة حَتَّى مُحاولات التوبة إِذا لَمْ تَكُنْ مسنوده عَلَى نِعمة الله وَليست مِنْ ذاتِي وَقُدراتِي فَلَنْ تَكُون ناجِحة الَّذِي يقُول أنَّهُ قَدْ أخذَ عهد عَلَى نَفْسه أنْ لاَ يفعل خَطِيَّةٍ مَا فَهُوَ مُخطِئ قُل إِحفظنِي يارب لأِنِّي عليك توكلت ( مز 15 – مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) أنَا غِير قَادِر فَإِفعل أنتَ الله يُرِيد أنْ يِعَلِّمنِي مِنْ خِلاَل جِهادِي إِنِّي غِير قَادِر وَلاَبُد أنْ أخلِي نَفْسِي لِيَكُون هُوَ[ لِمَاذَا أنتِ حَزِينة يَا نَفْسِي وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ تَرَجَّيِ الله لأِنِّي بعدُ أحمدُهُ خَلاَصَ وَجهِي وَإِلهِي ] ( مز 42 – مِنْ مَزَامِير الثَّالثة ) هُوَ يِسَهِّل كُلَّ الأُمور لاَبُد أنْ تكتشِف خِبرة الإِتِكال عَلَى الله وَأنْ تِفَرَّط فِي فِكرك[ وَأمَّا مُنْتَظِرُوا الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً . يرفعُونَ أجنِحةً كَالنُّسُورِ يركُضُونَ وَلاَ يتعبُونَ يمشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ ] ( أش 40 : 31 ) لاَ يتعبُونَ مِنْ الجِهاد لأِنَّهُمْ مُتَكِلِين عليه وَرجاءهُمْ فِيهِ هُوَ المُحَرِّك لَهُمْ وَالسند وَالمُعِين كَفىَ فشل إِتَكِل عليه وَاستشِيره مُوسى النَّبِي فِي رِحلة البَرِّيَّة مِنْ توهانه كَانَ يقِف وَلاَ يَتَحَرَّك وَيَقُول لَهُمْ إِذا لَمْ يَكُنْ وجه الله أمامِي لَنْ أتَحَرَّك المُعَرَّض لِلفشل لاَبُد أنْ يَتَكِل بِالأكثر عَلَى الله حَتَّى لاَ يفشل مرَّة أُخرى كَفىَ ضَياع فِي سِفر حَجَّي توجد مُعاتبة مِنْ الله لِلشَّعْب فَيَقُول لَهُمْ أنتُمْ رجعتُمْ بعد السبي فوجدتُمْ المدِينة خَرِبة وَكَانَ يَجِب عليكُمْ أنْ تبنُوا بيتِي أوَّلاً لَكِنَّكُمْ إِنشغلتُمْ بِبُناء بيوتَكُمْ وَجعلتمُوهَا مُزَيَنة وَنسيتُمْ بيتِي لِذلِك أنَا سأنزع البركة مِنْ حياتكُمْ تزرعُون وَلاَ تأكُلُون لديكُمْ مِياه وَتعطشُون[ تأكُلُونَ وَلَيْسَ إِلَى الشَّبَعِ تشرَبُونَ وَلاَ تَرْوُونَ تكتَسُونَ وَلاَ تَدْفَأُونَ وَالآخِذُ أُجرةً يأخُذُ أُجرةً لِكِيسٍ منقُوبٍ ]( حج 1 : 6 ) أحياناً نضع أنْفُسنَا فِي هذِهِ التجرُبة وَهيَ أنْ نهتم بِأنْفُسَنَا وَنترُك الله إِنْ تَبَقَّى لَهُ وقت مِنْ إِهتِمامنَا وَتَكُونَ النَتِيجة فشل وراء فشل حَتَّى نعُود إِليهِ الله لاَ يُرِيدنَا هَكَذَا هُوَ يُرِيد لَنَا البركة لَكِنَّنَا لَمْ نُرَتِب أولَوِياتنا بِطَرِيقة صَحِيحة لاَبُد أنْ نُعِيد أولَوِيات حياتنا [ لأِجلِ بيتِي الَّذِي هُوَ خراب وَأنتُمْ رَاكِضُونَ كُلُّ إِنسانٍ إِلَى بيتِهِ لِذلِكَ مَنَعَتِ السَّمواتُ مِنْ فوقِكُمُ النِّدى وَمَنَعَتِ الأرضُ غَلَّتَهَا وَدعوتُ بِالحَرِّ عَلَى الأرضِ وَعَلَى الجِبالِ وَعَلَى الحِنْطَةِ وَعَلَى المِسْطَارِ وَعَلَى الزَّيْتِ وَعَلَى مَا تُنْبِتُهُ الأرضُ وَعَلَى النَّاسِ وَعَلَى البهائِمِ وَعَلَى كُلِّ أتعابِ اليدينِ ] ( حج 1 : 9 – 11 )عِندما ينشغِل الإِنسان بِنَفْسه وَينسىَ الله يترُكه الله يِتعب لَكِنْ بِدُون ثمر وَيستمِر الفشل حَتَّى يجعل الله أوِل إِهتِمَامَاته إِنتَبِه لِماذا تأخُذ أُجرةً إِلَى كِيسٍ مثقُوب ؟ لِماذا تِتنَاوِل وَتعترِف وَتُوَاظِب عَلَى الكَنِيسة بِدُون تَقَدُّم ؟ لِماذا تُجَاهِد دُونَ تَقَدُّم ؟ إِسأل نَفْسك سَتَجِد خلل مُعَيَّن فِي حياتك وَالله قَادِر أنْ يكشِف ذلِك الخلل وَيُعَالِجه . 3- عدم الإِكتِفاء بِالعطايا الصَغِيرة :- لاَ تكتفِي بِعَطَايا صَغِيرة كَفىَ إِكتِفاء بِعَطَايا صَغِيرة نقُول ليتَ صومنا يَكُون صُوم مقبُول وَإِذا وضعنَا لإِنْفُسَنَا هدف أنْ نحضر عدد مِنْ القُدَّاسات وَكَفىَ لَنْ نُثمِر شِئ لِيَكُنْ لديكَ رجاء فِي أنْ يُعطِيك الله قداسة وَعِفَّة وَبِر وَنَقَاوة وَ طِلبات عالية قَدْ تَجِدهَا فِي صَلَوَات الأجبِية لأِنَّ الكَنِيسة تُرِيد أنْ ترفعك فوقَ خيالك لَكِنَّنَا أحياناً نَكتفِي بِالقَلِيل عِندما تأخَّر نسل أبُونَا إِبرَاهِيم تَعَجَّل هُوَ وَسارة زوجته فَزَوَّجته هَاجِر جَارِيتهَا وَأعطاهُ الله إِسماعِيل فَفَرَحَ بِهِ جِدّاً وَقَالَ لله [ لَيْتَ إِسمعِيلَ يَعْيشُ أمامكَ ] ( تك 17 : 18 ) إِبرَاهِيم إِكتفىَ بِعَطِيَّة إِسماعِيل – عَطِيَّة صَغِيرة – لَكِنْ قَالَ الله لَهُ سَأُعطِيك مِنْ نسلك لَمْ يُصَدِّق إِبرَاهِيم فَقَالَ لَهُ الله أنَا قَادِر أنْ أُعطِيك مِنْ مُمَاتِة سارة ( رو 4 : 19 ) فَآمن وَأعطاهُ الله إِسحق ثِق أنَّ الله قَادِر أنْ يفعل إِبرَاهِيم إِكتفىَ بِإِسماعِيل لَكِنْ الله يُرِيد أنْ يُعطِيه الأعظم إِسحق الفرق بينَ إِسماعِيل وَإِسحق 13 سنة أي فرق كَبِير لَكِنْ إِبرَاهِيم كَانَ لديهِ إِيمان تَقُول لإِنسان نُرِيدك أنْ تَكُون مُتَفَوِّق فَنَجِده يضحك وَيَقُول المُهِمْ النَّجاح أوْ يَكفِي النَّجاح هذَا الشخص لَنْ يَتَفَوَّق لأِنَّهُ مهزُوز وَالَّذِي يجعلنَا مُقَيدِين رُوحِياً أنَّنَا مُتَزَعزِعِين وَلَيْسَ لَنَا طُموح رُوحِي المفرُوض أنَّنَا نقُول لَهُ " قلب نقِي إِخلِق فِيَّ يَا الله وَرُوح مُستقِيم جَدِّدهُ فِي أحشائِي "( مز 50 )هذَا لَيْسَ ضِد الإِتِضاع بَلْ هُوَ طُموح رُوحِي يُوسِف الصِّدِّيق وَهُوَ فِي السِجن أقصى شِئ كَانَ فِي ذِهنه أنْ يخرُج مِنْ السِجن وَيَكُون حُر لِذلِك قَالَ لِرَئِيس السُقاه أرجُوك أُذكُرنِي أمام المَلِك ( تك 40 : 14) هل كَانَ يحلم أنْ يَكُون ثَانِي رَجُل فِي مصر ؟ لَمْ يَكُنْ يحلم أنَّ الله يُرِيد لَهُ ذلِك أحياناً نكتفِي بِالقَلِيل مُمكِنْ الله يُرِيد أنْ يُعطِينَا الكَثِير دَاوُد النَّبِي وَالمَلِك عِندما دعا مِفيبوشث إِبن يُونَاثان قَالَ لَهُ أُرِيد أنْ أرُد لَكَ مِيراثك وَأنْ تجلِس معِي عَلَى مَائِدَتِي كَلاَم كِبِير عَلَى إِبن يُونَاثان الَّذِي كَانَ كُلَّ هَمَّه وَطُموحه أنْ لاَ يقتُله دَاوُد وَلَيْسَ أنْ يرُد لَهُ مِيراثه وَيُعطِيه عطايا عَظِيمة لَمْ يَكُنْ يَتَخَيلهَا عِندما كَانَ بُطرُس الرَّسُول يصطاد قَالَ لَهُ يَسُوع أُدخُل إِلَى العُمق وَعِندما إِصطاد الكَثِير مِنْ السمك فرح لَكِنْ الله رفعهُ مِنْ الإِنشِغال بِالسمك وَقَالَ لَهُ سأجعلك صَيَّاد لِلنَّاس وَبِالفِعل أصبح رسُول وَالله يَضُم بِسَبَبه مؤمِنِين كَثِيرِين وَيِفرِد شَبكته فَيصطاد لله أُلُوف البشر فِي يوم الخمسِين إِصطاد 3000 نَفْس بِعِظة وَاحِدة فَرد الشبكة الرُّوحِيَّة وَأدخلهُمْ السَفِينة أي الكَنِيسة إِصطادهُمْ مِنْ بحر العالم أحياناً نَكتفِي بِعَطَايا قَلِيلة لَكِنْ لِنعلم أنَّ الغِير مُستطاع عِندَ النَّاس مُستطاع عِندَ الله( لو 18 : 27 ) لاَبُد أنْ نَثِق أنَّهُ قَادِر أنْ يفعل بُولِس الرَّسُول يحكِي عَنْ تجرُبة فَاشِلة لَهُ فِي كُورنثُوس وَعِندما نقرأهَا نقُول هذَا لاَ يُمكِنْ أنْ يحدُث لِبُولِس فَنَجِده يَقُول [ فَإِنَّنَا لاَ نُرِيدُ أنْ تجهلُوا أيُّهَا الإِخوةُ مِنْ جِهَةِ ضِيقتنَا الَّتِي أصَابتنَا فِي أسِيَّا أنَّنَا تَثَقَّلنَا جِدّاً فوقَ الطَّاقَةِ حَتَّى أيسنَا مِنَ الحيوةِ أيضاً لكِنْ كَانَ لَنَا فِي أنْفُسِنَا حُكْمُ الموتِ لِكي لاَ نَكُونَ مُتَّكِلِينَ عَلَى أنْفُسِنَا بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأمواتَ الَّذِي نَجَّانَا مِنْ موتٍ مِثْلِ هذَا وَهُوَ يُنَجِّي ] ( 2كو 1 : 8 – 10 ) مُمكِنْ يجعلك الله تدخُل تجرُبة فَاشِلة حَتَّى اليأس حَتَّى تِفرَّط فِي نَفْسك وَتقُول لاَ أنَا بَلْ أنتَ يَا الله . 4- تَعَلَّم مِنْ أخطاء الماضِي :- هل تُرِيد أنْ تَتَخَلَّص مِنْ الفشل ؟ تَعَلَّم مِنْ أخطاء الماضِي لاَ تُفَكِر فِي التجارُب السَابِقة بِإِسلُوب يُزِيد حُزنك بَلْ تَعَلَّمْ مِنْهَا بِطَرِيقة إِيجَابِيَّة قَالَ أحد الآباء لِتلمِيذه لِماذا أنتَ حزِين ؟ فَأجابَ التلمِيذ مِنْ كثرِة الفشل فَقَالَ الأب [ ثِق يَا ابنِي أنَّكَ إِنْ لَمْ تعرِف الرُّوح الَّذِي يقتُل فَلَنْ تعرِف الرُّوح الَّذِي يُحيِى ] أي أحياناً يحتاج الإِنسان أنْ يعرِف كَيْفَ يُغلب لِكي يعرِف كَيْفَ ينتصِريسمح لَنَا الله أحياناً بِتَجَارُب فَاشِلة لِنَتَعَلَّم كَيْفَ ننجح وَعِندما نجتاز التجرُبة نشعُر بِمعونة الله وَلِنَتَخَيَّل فِي مجال الدِراسة في كُلَّ فِترة دِرَاسِيَّة نِكَرَّر نَفْس سِيناريو الخطأ وَهُوَ ترك الإِستِذكار حَتَّى قُرب الإِمتِحَانات عِندَئِذٍ نبدأ فِي الإِستِذكار فَنَجِد كميات كَبِيرة مِنْ الأوراق وَالكُتُب لَمْ تُستذكر وَنشعُر بِضِيق الوقت وَتمُر الإِمتِحَانَات وَفِي الفِترة الدِرَاسِيَّة التَالِية نَجِد أنفُسَنَا لاَ نَتَعَلَّم مِنْ أخطائنَا بَلْ نِكَرَّر نَفْس الموقِف عِندما وُضِعت فِي معصرة وَتعبت فِي الإِمتِحان لَمْ تُرَاجِع نَفْسك أينَ خطأك ؟ أمَّا فِي مجال الحياة الرُّوحِيَّة فَنبدأ نستهتِر بِالصَلاة وَالكِتاب المُقَدَّس ثُمَ نترُك أنفُسَنَا لِبعض الأُمور الصَغِيرة مِثْل الأحَادِيث وَالأصِدقاء وَالتِلِيفِزيُون وَ ثُمَ السقُوط العظِيم وَنَعُود نتوب ثُمَ نِكرَّر نَفْس الأحداث نستهتر مرَّة أُخرى وَهَكَذَا يَتَكرَّر السقُوط بِالإِستهتار وَلاَ نَتَعَلَّم مِنْ الماضِي لاَ جَاهِد وَتَعَلَّم مِمَّا سبق وَاصلِح أخطاء الماضِي وَلاَ تُكَرِرهَا الله لَمْ يُعطِينَا رُوح الفشل يجعلك رأس لاَ ذنب فِي الإِرتِفاع لاَ الإِنحِطاط لِترى مَا هِيَ أخطاء الصَلاَة عِندك لاَ تقُل أنَّ فِكرك ينشغِل بِأُمور أُخرى أوْ حدِيث شخصٍ مَا يُؤثِر عَلَى صَلاَتك أوْ تِلِيفِزيُون وَتصمُت دُونَ أنْ تُصلِح مِنْ صَلاَتك لاَ عَالِج الأمر وَاجعل صَلاَتك بِتركِيز وَفِي وقت مُبَكِر وَلاَ تنشغِل بِأي أُمور أوْ أحَادِيث قبلهَا مُمكِنْ يَكُون عِندك خطأ فِي الإِعتِراف مِثْل أنَّهُ لَيْسَ بِهِ رُوح صَلاَة أوْ نَدَامة أوْ جلسِة مُحاسبِة نَفْس عَالِج أخطاءك وَلاَ تُكَرِرُهَا قَدْ تحضر القُدَّاس بِطَرِيقة رُوتِينِيَّة دُونَ أنْ تَتَقَدَّم عَالِج الأمر لاَبُد أنْ يَكُون الصُوم بِفِكر رُوحِي عَالِج أفكارك رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك
المزيد
21 فبراير 2025

مائة درس وعظة (٦٤)

الطفولة في الكتاب المقدس "هوذا البنون ميراث من عند الرب" (مز ۳:۱۲۷) عندما اختلف التلاميذ فيما بينهم عن من فيهم الأعظم أقام السيد المسيح طفلاً في الوسط وقال لهم" إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات" أولا: من هم الأطفال الصغار ١- عطايا إلهية " هوذا البنون ميراث من عند الرب ثمرة البطن أجرة (مز ۳:۱۲۷). ٢- زهور ارضية عندما اذهب إلى مكان ما وتقدم لي زهور بواسطة أطفال أداعبهم بقولي " الورد يجيب الورد" لأن الأطفال زهور هذه الحياة، فهم مبعث الفرح للإنسانية. ٣- قامات الأبدية الأطفال قامات الأبدية، وسوف يقيس الله كلا منا على قامة الطفل وروحه ٤- رجاء البشرية قد يكون الطفل الذي تخدمه أحد المؤثرين في البشرية كلها، فقد يكون أحد المخترعين أو أحد الذين لديهم قدرة على حل المشاكل . إن من يقضى طفولة سعيدة يصبح مواطناً صالحاً ضعه في أي مكان في المجتمع تجده ينجز العمل على أكمل وجه.الكتاب المقدس ملئ بقصص الطفولة، فالأطفال هم من استقبلوا السيد المسيح عند دخوله أورشليم، ونحن نعمد الأطفال وهم رضع، ونشجعهم على دخول فرق الكورال ونرشم الأولاد منهم شمامسة. ثانيا: ما هي معاني كلمة طفل ١- الصغير في السن وهؤلاء الذين قال السيد المسيح عنهم "دعوا الأولاد يأتون إلى" ٢- الصغير في المعرفة وأقرب مثال هو ركا العشار، فلم يكن قصيراً في القامة فقط بل كان قصيراًفي المعرفة أيضاً. ٣- الصغير في الصوت ولا أقصد الحنجرة، ولكن من ليس لهم صوت في المجتمع مثل المهمشين والفقراء فالمهمشون قالت عنهم الأمم المتحدة "الذين يعيشون على حافة الحياة" ٤- الصغير في القلب ويعنى الإنسان المتواضع الوديع، لذلك قال السيد المسيح "وتعلموا منى لاني وديع ومتواضع القلب" (مت ۲۹:۱۱)، فهو الشيء الذي طلب منا أن نتعلمه منه الوداعة والتواضع والقامة والطفولية وهى القامة السماوية التي يبحث عنها الله في الإنسان ثالثاً: ماذا نقدم لأطفالنا؟ ١- الحب نقدم لهم الحب بكل أشكاله. ٢- القدوة هل تعلمون لماذا يقول الطفل "لا" في المنزل لأنه ببساطة شاهد الأب يقول "لا" للأم، فالطفل يسجل كل ما يسمعه او يراه دون أن يفهم، ونحن نظن أنه طفل عنيد ولكن الحقيقة أن القدوة غابت عنه قدم القدوة بكل اشكالها. بالإنصات والنظرات أطفالنا افضل جهاز تسجيل في العالم يقومون بتسجيل كل تصرفاتك دون أن تدرك لذلك اجتهد أن تقدم له القدوة بكل اشكالها. ٣- الحنو جرح الطفولة يستمر ويدوم. كالقهر وسوء المعاملة والحرمان فالاب الذي يحابى بين أولاده ويفضل أحداً منهم على الآخرين، فهو بذلك يسلب شخصية ابنه عندما تخصص دولاباً للطفل لا تقم بفتحه دون إذن منه، أضف إلى ذلك الاعتداءات الجسدية التي تنال الطفل، والتي تبقى آثارها سنوات وسنوات وربما لا تنتهي إلا بالوفاة، الله يعطينا أطفالنا مسئولية وأمانة يجب أن نحافظ عليها ٤-الامتلاء مسئوليتنا أمام أولادنا أن نملاهم روحياً هل يملك انجيلاً ويقرأ فيه هل يصلى بالأجبية أيها الخدام لا تقصروا في الخدمة أو الافتقاد أو الممارسات الروحية. قداسة البابا تواضروس الثانى عن كتاب صفحات كتابية
المزيد
20 فبراير 2025

خلاف تحديد الفصح

من تاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م) الفصل الثانى والعشرون الأساقفة الذين أشتهروا وقتئذ فى السنة العاشرة من حكم كومودس أرتقى فيكتور الأسقفية خلفاً لأليوثيروس الذى شغلها 13 سنة، وفى نفس السنة، بعد أن أكمل يوليانوس سنته العاشرة أؤتمن ديمتريوس على أيبروشية الأسكندرية، وفى ذلك الوقت كان لا يزال سرابيون (الثامن بعد الرسل) معروفاً جداً كأسقف كنيسة أنطاكية، وترأس ثيوفيلس فى قيصرية فلسطين، وكان نركسيوس السابق ذكرة لا يزال مؤتمناً على كنيسة أورشليم وفى نفس الوقت كان باتسيلوس أسقفاً فى كورنثوس باليونان، وبليكراتس أسقفاً على إيبروشية أفسس، وعلاوة على هؤلاء كان هنالك آخرون كثيرون بارزون بطبيعة الحال، ولكننا دونا فقط أسماء من وصلت إلينا كتابة صحة إيمانهم. الفصل الثالث والعشرون المسألة التى أثيرت وقتئذ بخصوص الفصح 1 - وقد أثيرت وقتئذ مسألة ليست هينة، لأن جميع إيبروشيات آسيا أعتقدت - بناء على تقليد قديم - أن اليوم 14 القمرى، هو اليوم الذى أمر فيه اليهود أن يذبحوا خروف الفصح، هو الذى يجب أن يحفظ كعيد فصح مخلصنا لذلك كان يجب أن ينتهى صومهم فى ذلك اليوم، بغض النظر عن وقوعه فى أى يوم من ألأسبوع ولكن لم تجر العادة فى سائر كنائس العالم إنهاء الصوم فى ذلك الوقت لأنه جرت عادتهم، التى تسلموها من التقليد الرسولى، والتى لا تزال سارية إلى ألان، أن لا ينهوا أصوامهم فى أى يوم آخر سوى يوم قيامة مخلصنا. 2 - ولهذا السبب عقدت المجامع وأجتمع الأساقفة، واتفق الكل برأى واحد، بعد تبادل الرسائل، على أصدار أمر كنسى بأن سر قيامة الرب يجب أن لا يحتفل به فى أى يوم آخر سوى يوم الرب، وأننا يجب أن تختم الصوم الفصحى فى هذا اليوم فقط، ولا يزال موجوداً ما كتبه أولئك الذين أجتمعوا فى فلسطين وقتئذ، الذين رأسهم ثيوفيلس أسقف قيصرية، ونركيسوس أسقف أورشليم، ويوجد ايضاً مكتوب عن الذين أجتمعوا فى روما لبحث نفس المسألة، وهو يحمل أسم ألأسقف فيكتور، وأيضاً ما كتبه أساقفة بنطس الذين رأسهم بالماس بإعتبارهم اكبر منه سناً، وأساقفة ايبروشيات بلاد الغال التى كان إيريناوس أسقفاً لها، وأساقفة أواسراهونى 3 - ورسالة شخصية لباتشسلوس أسقف كنيسة كورنثوس، ورسائل لأشخاص آخرين كثيرين نطقوا بنفس الرأى والحكم، وأعطوا أصواتهم بنفس المعنى، وكان ما تقدم هو رأيهم الجماعى. الفصل الرابع والعشرون النزاع فى آسيا 1 - على أن أساقفة آسيا - يتزعمهم بوليكراتس - قرروا التمسك بالعادة القديمة المسلمة إليهم، وقد كتب هو نفسه رسالة وجهها إلى فيكتور وإلى كنيسة روما بين فيها التقليد الذى تسلمه، وذلك فى الكلمات التالية: 2 - " أننا نحتفل باليوم المضبوط دون أضافة أو حذف، لأنه قد رقد فى آسيا أيضاً أنوار عظيمة ستقوم ثانية فى يوم مجئ الرب عندما يأتى بمجدمن السماء ويطلب جميع القديسين، بين هؤلاء فيلبس، أحد الرسل الأثنى عشر، الذى رقد فى هيرابوليس، وأبنتاه العذراوان الطاعنتان فى السن، وأبنه أخرى عاشت فى الروح القدس، وتستريح ألان فى أفسس. 3 - وعلاوة على هؤلاء يوحنا الذى كان شاهداً ومعلماً، والذى أتكأ فى حضن الرب، وإذا كان كاهنا لبس الصدرة المقدسة، وقد رقد فى أفسس. 4 - وبوليكاريوس أسقف أزمير الذى كان اسقفاً وشهيداً، وثريس وهو أسقف وشهيد من بومينيا، الذى رقد فى أزمير. 5 - وهل هناك حاجة لذكر ساجارس الأسقف والشهيد الذى رقد لادوكية، أو المغبوط بابيروس أو ميليتو الخصى الذى عاش كلية فى الروح القدس ورقد فى ساردس منتظراً الأسقفية من السماء عندما يقوم من الأموات. 6 - جميع هؤلاء أحتفظوا باليوم 14 من الفصح وفقاً للأنجيل، ولم ينحرفوا، بل متبعين قاعدة الإيمان، وأنا أيضاً بوليكراتس، أصغركم جميعاً، أتصرف حسب تقليد أقربائى، الذين اتبعت بعضهم عن قرب، لأن سبعة من أقربائى كانوا أساقفة، وأنا الثامن، وكان أقربائى دائماً يحتفلون اليوم الذى كان الشعب يرفعون فيه الخمير. 7 - لذلك فإننى أيها الأخوة، أنا الذى عشت 65 سنة فى الرب، وإلتقيت بالأخوة فى كل العالم، وتصفحت كل سفر من الكتاب المقدس، لا أفزع من الكلمات المخيفة، لأن من هم أعظم منى قالوا: يجب أن نطيع ارب الإله أكثر من الناس. 8 - بعد ذلك كتب عن جميع الأساقفة الذين كانوا حاضرين معه وفكروا نفس تفكيره وهاك كلماته: - " وفى أستطاعتى ذكر الأساقفة الذين كانوا حاضرين، الذين أستدعيتهم كرغبتكم والذين لو كتبت أسنائهم لجمعت سفراً ضخماً، أما هم، وقد راوا حقارتى، فقد وافقوا على الرسالة، عالمين أننى لم احمل شعرى ألبيض عبثاً، بل كنت دوماً أضبط حياتى بالرب يسوع. " 9 - عندئذ حاول فيكتور رئيس كنيسة روما، أن يقطع كل أيبروشيات آسيا فى الحال من وحدة الكنيسة العامة، وكذا الكنائس التى وافقتهت كهراطقة، وكتب رسائل أعلن فيها: حرم جميع ألأخوة هناك. 10 - ولكن هذا لم يرضى جميع الأساقفة، فطلبوا إليه أن يراعى ما هو للسلام، وأن يراعى وحده ومحبة الجوار، ولا تزال كلماتهم موجودة، وفيها توبيخ عنيف لفيكتور. 11 - من بينهم إيريناوس، الذى أرسل رسائل بإسم الأخوة فى بلاد الغال، الذى كان يترأس عليهم، مصرحاً بأن سر قيامة لارب يجب أن يحفظ فقط فى يوم الرب، وحقاً فعل، إذ نصح فيكتور بأن لا يقطع كنائس لله برمتها حافظت على تقليد عادة قديمة، وبعد كلمات كثيرة يستأنف الحديث قائلاً: 12 - " لأن النزاع ليس محصوراً فى اليوم فقط، بل يتعلق أيضاً بطريقة الصوم، فالبعض يظنون أنهم يجب أن يصوموا يوماً واحداً، وغيرهم يومين، وغيرهم أكثر، والبعض يحسبون يومهم 40 ساعة نهاراً وليلاً. 13 وهذا الإختلاف فى حفظ الصوم لم ينشأ أيامنا، بل فى أيام آبائنا قبل ذلك بوقت طويل، ويبدوا أنهم لم يراعوا الدقة التامة، وهكذا تركوا لأنسالهم عادة تتفق مع بساطتهم وطريقتهم الخاصة، ومع ذلك فقد عاش جميع هؤلاء فى سلام، ونحن أيضاً نعيش فى سلام مع بعضنا بعضاً، وعدم الأتفاق فى صوم يؤيد الأتفاق فى الإيمان. 14 - ويضيف إلى هذه الكلمات التالية الخليقة بإثباتها: " وبين هؤلاء كان المشايخ قبل سوتير رئيس الكنيسة التى تدبرها أنت الآن، نعنى انيسيتوس وبيوس وهيجينوس وتلسفوروس وزيستوس، وهم لا حفظوه بأنفسهم ولا سمحوا بذلك لمن بعدهم، ومع أنهم لم يحفظوه فكانوا فى سلام مع من أتى إليهم من الأيبروشيات التى حفظته، وبالرغم من أن حفظه كان يقاوم جداً ممن لم يحفظوه. 15- " ولكن لم يبعد أحداً قط من الكنيسة لهذا السبب، فالمشايخ قبلك الذين لم يحفظوه أرسلوا العشاء الربانى لمن حفظوه فى الإيبروشيات الأخرى. 16 - وعندما كان المغبوط بوليكابوس فى روما، وفى وقت أنيسيتوس، وأختلفا قليلاً فى بعض امور أخرى، حل السلام بينهم فى الحال، دون أن يتشاجرا بصدد هذا الأمر، لأن أنيسيتوس عجز عن أن يقنع بوليكاربوس بالعدول عن أتباع ما كان يمارسه دوماً مع يوحنا رسول ربنا وباقى الرسل الذين أختلط بهم، وكذلك عجز بوليكاربوس عن إقناع أنيسيتوس لحفظه، إذ قال أنه يجب أتباع العادات التى مارسها المشايخ فبله. 17 - ورغم أن الحالة على هذا الوجه فقد أحتفظا بعشرتهما معاً، وتنازل أنيسيتوس عن خدمة العشاء الربانى فى الكنيسة إلى بوليكاربوس، كعلامة إحترام، وأفترقا فى سلام، من حفظ ومن لم يحفظ، محتفظين بسلام كل الكنيسة " 18 - هكذا صار إيريناوس - وحسناً سمى بهذا الأسم، صانعاً سلام فى هذه الناحية، إذ قدم النصائح وأرسل الرسائل اللازمة على هذا الوجه من أجل سلام الكنائس، وتبادل الرسائل، فى هذه المسألة التى كانت تحت البحث، ليس فقط مع فيكتور بل ايضاً مع أغلب قادة الكنائس " الفصل الخامس والعشرون كيف وصل الجميع إلى أتفاق بخصوص عيد الفصح؟ أما الذين فى فلسطين السابق ذكرهم مؤخراً، ذركيسوس وثيوفيلس ومعهما كاسيوس أسقف كنيسة صور، وكلاروس أسقف كنيسة بتولمايس، ومن أجتمعوا معهم فإنهم إذ ذكروا أموراً كثيرة عن التقليد الخاص بالفصح الذى وصل إليهم بالتعاقب من الرسل، أضافوا الكلمات التالية فى ختام ما كتبوه:" إجتهدوا أن ترسلوا نسخاً من رسالتنا إلى كل كنيسة، لكى لا نعطى فرصة لمن يخدعون نفوسهم بسهولة، ونعرفكم بأنهم فى الأسكندرية يحفظونه فى نفس اليوم مثلنا، لأن الرسائل قد حملت منا إليهم ومنهم إلينا، حتى لأننا نحفظ اليوم المقدس بنفس الطريقة وفى نفس الوقت "
المزيد
19 فبراير 2025

أنا وحدي

ظَنَّ إيليا النبي في وقت ما، أنه الوحيد الذي يعبُد الرب، وقال له "وبقيت أنا وحدي لأعبدك"، فرد عليه الرب أنه توجد سبعة آلاف ركبة لم تنحن للبعل ما أخطر الشعور، بأننا الوحيدون الذين يعبدون الرب، والوحيدون أصحاب المبادئ!! وننسى أن هناك 7000 ركبة (وهي مُضاعفات عدد كامل) تعبد الرب، ونحن لا نعرف هناك من يدينون الجيل كله، ويحكمون على كل الشعب بالضياع والفساد!! وينسون هناك مختارين للرب، قد لا يعرفونهم، ولكن الله يعرفهم كان الكتبة والفريسيون يظنون أنهم هم وحدهم، حَفَظَة للناموس، وهم وحدهم المدققون في أمور الشريعة، لذلك أصيبوا بالكبرياء وعجرفة القلب والتعالي على الآخرين، وصاروا يدينون غيرهم ويصفونهم بأنهم خطاة حتى السيد المسيح نفسه، اتهموه بأنه كاسِر السبت، وناقِض الناموس، وانتقدوه لأنه كان في اتضاع يجلس مع العشارين والخطاة لما حورِب الأنبا أنطونيوس بالبر الذاتي، وظنَّ أنه وحده الراهب، أرسله الله إلى حيث القديس الأنبا بولا السائح، ليريه أن هناك مَنْ هو أفضل منه، وإن كان من الـ7000 ركبة غير الظاهرين ولما حورِب القديس مكاريوس الكبير بنفس الحرب، أرسله الله إلى امرأتين متزوجتين في الإسكندرية، قال له إنهما في نفس درجته الروحية، أي أنه ليس وحده.. وهاتان كانتا من الـ7000 ركبة المخفية ما أصعب هذه الخطية، أن يظن إنسانًا أنه هو وحده الخادم الأمين، هو وحده الذي يصلح للقيادة والرئاسة، وليس غيره! إن المُحِب يفرح بوجود كثيرين مثله، وحتى أفضل منه كما قال موسى "يا ليت جميع شعب الله أنبياء" "يَا لَيْتَ كُلَّ شَعْبِ الرَّبِّ كَانُوا أَنْبِيَاءَ" (سفر العدد 11: 29) أما مُحِب ذاته (في أنانية) فإن هذا الأمر يتعبه، وعلى الأقل لا يفرحه..! يظنها منافسه له، لأنه لا يهتم بما لله، بل بما لنفسه..! قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الثانى
المزيد
18 فبراير 2025

اذكروا المقيّدين

«اذكروا المقيّدين كأنّكم مُقَيَّدون معهم، والمُذَلّين كأنّكم أنتم أيضًا في الجسد» (عب13: 3) وَرَدَت هذه الآية الجميلة ضمن الوصايا الختاميّة في رسالة القديس بولس الرسول إلى العبرانيين وهي في مجملها وصايا تحثّ على التمسُّك بالمحبّة العمليّة فلماذا يطلب مِنّا الرسول أن نذكر المقيّدين بمثل هذه المشاعر الأخويّة الحارّة..؟! 1- الحقيقة أنّ المحبّة الأخويّة تبدأ بالإحساس بالآخَر الإحساس بمشاعره وظروفه واحتياجاته، إذ أنّنا أعضاء في جسد واحد، وأعضاء بعضنا لبعض (1كو12) فالمحبّة تربطنا ببعض، مثل الأعصاب التي تربط كلّ أعضاء الجسد ببعضها وتوصِّل الإحساس بينها فإذا غابت المحبّة سيفقد الإنسان الإحساس بالآخَر، وبالتالي ستفقد الممارسات الروحيّة معناها، بل وتكون غير مقبولة أمام الله وينطبق علينا قول الكتاب: «أنّ لك اسمًا أنّك حيّ، وأنت ميّت» (رؤ3: 1). 2- التلامس مع المتألّمين هو تلامس مع المسيح شخصيًّا تلامس مع أعضائه المجروحة، كما حدث مع توما فاشتعل قلبه وأضاء بنور الإيمان وصرخ: «ربّي وإلهي» (يو20: 28) وهذا التلامس مع المقيّدين قد يكون في زيارة لمسجون أو افتقاد لمريض في مستشفى، أو اهتمام بأحد كِبار السنّ مِمّن أقعدتهم الشيخوخة والأمراض مع تقديم مساهمة في احتياجات كلّ هؤلاء 3- المقيّدون ليسوا هم فقط المحبوسين والمربوطين بأمراض جسديّة صعبة، ولكنّهم أيضًا المقيّدون بالخطيّة بعادات رديئة بمحبّة ضارّة بعلاقات شرّيرة هؤلاء يحتاجون أن نذكرهم في صلاتنا، ونهتمّ بخلاص نفوسهم قدر طاقتنا، ونقدِّم لهم شخص المسيح الذي يحرِّر من كلّ قيد نقدّم لهم الحُبّ والإرشاد وكلام الإنجيل المُحيي، بروح الاتضاع والحكمة. 4- كما علّمنا السيّد المسيح، وأعطانا نفسه مثالاً، هكذا ينبغي أن نسلك فكما تألّم لأجلنا وحمل أوجاعنا، هكذا نحن يلزمنا أن نذكر المقيّدين والمُذلِّين، متذكّرين الآية الجميلة التي جاءت في رسالة غلاطية: «احملوا بعضكم أثقال بعض، وهكذا تمِّموا ناموس المسيح» (غل6: 2) فكما حمل المسيح أثقالنا، هكذا نحن ملتزمون بهذا المنهج، أن نحمل أثقال الآخرين متمثّلين بإلهنا ومخلّصنا. 5- عندما نذكر المقيّدين والمُذَلِّين، فنحن نخرج خارج ذواتنا، ونكسر طوق أنانيّتنا، فتتّسع دوائرنا وننفتح على الآخرين وهذا يساعد على نموّنا النفسي ويُثري شخصيّتنا وهو ما أوصانا به الإنجيل أيضًا: «لا تنظروا كلّ واحد إلى ما هو لنفسه، بل كلّ واحد إلى ما هو لآخرين أيضًا» (في2: 4). 6- يلزمنا أن نضع في حساباتنا دائمًا أنّ الجسد ضعيف ما أسهل أن يَمرَض أو يتألّم أو يُجرَح أو يُكسَر لذلك إذا كُنّا بصحّة جيِّدة ولا نعاني من أمراض أو قيود صحّيّة، فهذه مرحلة لن تدوم ومادام الله قد أعطانا الآن نعمة الصحّة والقوّة، فلنترفّق بالمقيّدين والمُذَلِّين، ونمدّ لهم يد المساعدة، ونحاول أن نرفع معهم بعض أثقالهم. 7- لا يظُنّ أحدٌ أنّ التلامس مع المقيّدين والمُذلِّين يولِّد غمًّا في القلب، بل العكس هو الصحيح، فإن العطاء في هذا الاتجاه بمحبّة يولِّد في القلب فرحًا وسعادةً حقيقيّة كما قال السيّد المسيح «السعادة في العطاء أكثر من الأخذ» (أع20: 35) لأنّ العطاء يحرِّك الروح القدس داخلنا، فعندما يفرح الروح بنا، فإنّه بدَورِهِ يملأ قلوبنا بالفرح والبهجة..! القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء شيكاغو
المزيد
17 فبراير 2025

الضيقات.. واختبار الله (1)

من المزامير التي تعزينا ونحن نمر بضيقات متكررة هي كلمات مزمور «الرب نوري وخلاصي»، فالمزمور يتكلم عن الآلام والضيق، وفي ذات الوقت يتكلم عن اختبارات التعزية في الألم، ففي وقت الضيق نستطيع أن ندرك كيف أن الله يخبّئنا في مظلته. فالله يسمح لنا أن نقابل تجارب وضيقات، ولكن بركة هذه الضيقات تمنح الإنسان خبرات جديدة في حياته الروحية. فكثيرًا ما تقابلنا تجربة خطية.. أو تجربة الضيقة.. أو خبرة تنفيذ الوصية، وفي جميعها علينا أن نضع في قلوبنا أننا ينبغي أن نخرج من كل منها بخبرة روحية جديدة في حياتنا، لأنه بدون الضيقات لا يمكننا أن ننال اختبارات أو تعزيات جديدة.. أولًا: تجربة الخطية عندما تمر حياتنا بتجارب واختبارات وحروب العدو بالخطايا المختلفة، هذه التجربة القاسية تمنحنا أن نختبر تعامل الله معنا بحب وحنو، وكيف يقودنا في طريق النصرة، وكيف نصنع توبة، وكيف نتجنب طرق الشر، وكيف نتجنب العثرة، وكيف نكمّل توبتنا بحرص.. وهذه نماذج من الكتاب المقدس 1- داود النبي: قبل أن يسقط داود ربما شعر أنه هو المرتل الحلو وقائد الجيوش وصاحب القيثارة الذي قلبه بحسب قلب الله.. أمّا سقوطه فجعله يراجع نفسه، ويبلّل فراشه بدموع مُرة، وارتعشت ركبتاه من النُسك، وبدأ يتعلم الانسحاق وينال بركة الاتضاع.. ولم يكرّر داود خطيته لأنه تعلم منها.. نعم أخطأ مرة أخرى عندما عدّ الشعب، ولكنه تعلّم من هذه الخطية أيضًا ولم يكررها مرة أخرى. 2- يعقوب أبو الآباء: كان يعقوب ابنًا محبوبًا، إلّا أنه خدع أباه وخدع أخاه عيسو ليحقق مكاسب، لكنه أيضًا في خطيته جُرِّب إذ خُدِع من خاله لابان وتغرّب لسنوات طويلة في أرض غريبة وتعرّض لغضب أخيه.. ولكن من هذه التجارب تعلم يعقوب أن يتضع، فسجد أمام أخيه الذي خدعه من قبل واعتذر له. 3- بطرس الرسول: عندما أنكر اختبر محبة الرب وغفرانه عندما نظر إليه وقت محاكمته، وتعلّم قبول الله له كخادم عندما دعاه للخدمة مرة أخرى على بحيرة طبرية.. وهذه الخبرة الروحية سندته طوال حياته وحتى استشهاده في نهاية حياته. ونحن في كل مرة نمرّ بتجربة ضعف وخطية ننال خبرة النصرة والاتضاع والتدقيق ومراجعة الذات والحرص من أخطاء السان. نتعلم متى نصمت ومتى نتكلم.. نتعلم الأسلوب الليّن، ونتعلم أن نضع حارسًا لفمنا، وندقق في كلماتنا لئلا تؤذي الآخرين مدى الحياة، ونتعلم أن نبتعد عن مجال العثرة سواء قراءات أو أصدقاء، ونتعلم جدية السلوك والحرص على النقاوة. نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا
المزيد
16 فبراير 2025

انجيل قداس الأحد الثاني من شهر أمشير

تتضمن وجوب القاء الرجاء على الله دون سواه مرتبة على فصل اشباع الخمسة الاف رجل من الخمسة أرغفة والسمكتين( يو ٦ : ٥-١٤ ) إن السيد المسيح له المجد لما سمع بقطع رأس يوحنا المعمدان ترك أورشليم وأتى إلى برية قريبة من بيت صيدا ليستريح مع تلاميذه انفراد فتبعته جموع كثيرة فتحنن عليهم وعلمهم ثم شفى مرضاهم بدون أن يطلب منه ذلك ولما صار المساء تقدم إليه تلاميذه قائلين "الموضع خلاء والوقت قد مضى اصرف الجموع لكي يمضوا إلى القرى ويبتاعوا لهم طعاما فقال لهم يسوع لا حاجة لهم ان يمضوا أعطوهم أنتم ليأكلوا وصنع لهم هذه الآية العظيمة التي سمعتم خبرها بفصل اليوم فأكل نحو أكثر من خمسة آلاف رجل ماعدا النساء والاولاد وشبعوا ورفع ما فضل عنهم اثنتا عشرة قفة مملوءة وذلك من خمسة أرغفة وسمكتين وهي أعجوبة عظيمة وبرهان مقنع على تحنن فادينا وباعث قوى لاحياء الثقة التامة داخل قلوب البشر وإلقاء رجائهم على الله دون سواء فالرجاء ينشأ مع نشوء الانسان وهو طبيعي في قلوب البشر الرجاء هو تعزية المريض أثناء مرضه لانه يأمل الشفاء العاجل تجد الرجاء في القلب النوتي عند مصادفة أهوال البحار فإنه يعلل نفسه بالرجاء لنجاته من الغرق فلولا الرجاء لما زرع زارع أرضا ولا صنع صانع شيئا لان كل الأشياء إنما تعمل على يقين الرجاء فالرجاء هو الذي جعل هاتيك الجموع الكثيرة تمضى وراء السيد بدون زاد لانهم عرفوا أن القادر على شفائهم عن أمرضهم قادر أيضا على اشباعهم خبزا الرجاء هو تعزية الانسان في عالم الاتعاب والاحزان وقد خلقه الله فينا ليكون هو جلت قدرته موضوع رجائنا غير أن فريقا من الناس يلقون رجاءهم على الناس والاموال وما اشبه ذلك فاسمع توبيخاته تعالى لامثال هؤلاء قال: "ماذا يصنع أيضل لكرمى وأنا لم أصنعه له وقال: "يا أورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمــــة المرسلين اليها كم مرة أردت أن اجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا وقال أيضا: "ربيت" بنين ونشأتهم أما هم فعصوا على" وقال أيضا: بسطت يدى طول النهار إلى شعب متمرد سائر في طريق غير صالح وراء أفكاره وقال أيضا: "ملعون الرجل الذي يتكل على الانسان ويجعل البشــــر ذراعه وعن الرب يحيد قلبه هذا بعض من أقواله تعالى فلماذا لا نثق بها ونضع رجاءنا عليه ونذوق عذوبة خدمته قبل ان نذوق خدمة العالم ؟ لاسيما وهو يقول لنا بلسان نبيه داود ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب طوبى للرجل المتوكل عليه وإلا فقولوا لى بحقكم أى شئ لم يصنعه لنا إلهنا ليستميل قلوبنا إليه وها هو يتراءف على البشر بكل هيئة ويخاطبهم بأنواع كثيرة أحيانا كمبشر يبشر المساكين في كل مدينة ويلقى الصلح والسلام وأحيانا كسامري يعزى الحزاني ويشفى المرضى ويسكن الامواج ويهدئ العواصف وتارة كراع إذا وجد خروفا ضالا حمله على أكتافه وقال لاصدقائه افرحوا معى لانى وجدت خروفي الضال وتارة كأب شفوق يعانق أولاده ويباركهم قائلا: "دعوا الأولاد يأتون إلى ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات" فما بالنا نترك إلهنا الشفوق علينا ونلقى رجاءنا على بشر مثلنا مائتين مع علمنا اننا بفقدهم نفقد حمايتهم أيضا فتضيع علينا مصالحنا وربما يصيبنا أذى من أعدائهم بسبب انتسابنا اليهم وما الذى يمنعنا من استدراك خطايانا والعودة إلى صوابنا فنلقى رجاءنا على إلهنا ونتكل عليه دون سواه عملا بقوله تعالى"لا تتكلوا على الرؤساء ولا على ابن آدم حيث لا خلاص عنده و طوبى لمن إله يعقوب معينه ورجاؤه على الرب إلهه" ولنعد على اسماعكم ذكر بعض الحوادث لتعلموا أن إلهنا رؤوف ورحيم بعباده المتكلين عليه وفى كل حين يعينهم ويجيب طلبتهم قال الكتاب المقدس: مرض حزقيا ملك أورشليم للموت فجاء اليه اشعياء النبى وقال له هكذا قال الرب أوص بيتك لانك تموت ولا تعيش فوجه وجهه إلى الحائط وصلى إلى الرب قائلا: آه يا رب أذكر كيف سرت أمامك بالامانة وبقلب سليم وفعلت الحسن في عينيك وبكى حزقيا بكاء عظيما ولم يخرج إشعياء إلى المدينة الوسطى حتى كان كلام الرب إليه قائلا أرجع وقل لحزقيا رئيس شعبى هكذا قال الرب إله داود أبيك قد سمعت صلاتك قد رأيت دموعك هأنذا أشفيك في اليوم الثالث تصعد إلى بيت الرب وأزيد على أيامك خمس عشرة سنة وأنقذك من يد ملك أشور مع هذه المدينة وأحامى عن هذه المدينة من أجل نفسى ومن أجل داود عبدى فها قد أثبتنا اليكم أيها الاحباء من موسى والانبياء وأخبار الملوك وجوب القاء الرجاء على الله دون سواه فسبيلنا أذن أن نتواضع تحت يده القوية لكى يرفعنا في حينه. ملقين كل همنا عليه لأنه هو يعتنى بنا لأننا بدونه لا نقدر أن نفعل شيئا ) ولنتمسك بإقرار الرجاء الموضوع أمامنا كمرساة أمينة للنفس وثابتة تدخل إلى ما دخل الحجاب غير حائدين عن اعتراف رجائنا فإن الذي وعد هو أمين له المجد والاكرام والعزة والسجود إلى الأبد أمين. القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
15 فبراير 2025

أطلق عبدك بسلام

عيد دخول السيد المسيح الهيكل تذكار الأربعين المقدسة إللى دخل فيها ربنا يسوع للهيكل حسب طقس وتقليد اليهود كقول معلمنا لوقا في إنجيله "كما هو مكتوب في ناموس الرب أن كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوسًا للرب ولكي يقدم قربانا كما قيل في ناموس الرب زوج يمام أو فرخي حمام وكان إنسان إسمه سمعان في أورشليم وكان هذا الرجل بارًا تقيا ينتظر تعزية إسرائيل والروح القدس كان عليه وكان قد أعلم بوحي من الروح القدس أنه لا يرى الموت قبل إن يعاين المسيح الرب فأتى بالروح إلى الهيكل وعندما دخل بالطفل يسوع أبواه ليصنعا له كما يجب في الناموس أخذه سمعان على ذراعيه وبارك الله قائلاً الآن تطلق عبدك بسلام حسب قولك لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام جميع الشعوب نور إعلان للأمم ومجدا لشعبك إسرائيل وقال سمعان بعد أن باركهما أن هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل ولعلامة تُقاوم وأنت أيضًا سيجوز في نفسك سيف الشك لتُعلن أفكار من قلوب كثيرة.. ولما أكملوا كل شيء حسب ناموس الرب رجعوا إلى الجليل إلى مدينتهم الناصرة". من ناحية التأمل في الموضوع ده ففيه تأملات كتيرة أولاً في اليوم الثامن ختنوا الصبي حسب عادة اليهود أيضًا ودعي إسمه يسوع ولما جه اليوم الأربعين نفذوا الناموس، بيقول إيه الناموس ؟ يقول إن فيه ذبيحة، ذبيحة تطهير للست إللى ولدت لأن في العهد القديم كانوا بيعتبروا كل ما تعلق بالولادة والدم والحاجات دي؛ كلها أمور تحتاج إلى التطهير فيقدم عنها ذبيحة تطهير ففي يوم الأربعين راحوا ووقفوا في الصفوف بتاعة بقية البشر الست العذراء وهي تعلم تماما وتعلم علم اليقين إن هذه الذبيحة لا تنطبق عليها، لأنها تعلم إن الروح القدس حل عليها طهرها ، وأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس، فكيف إن العذراء مريم تسمح لنفسها إنها تقف في صفوف الناس إللى جايين يتطهروا ! دي ناحية جميلة لما يبقى الواحد يعلم إنه هو مش زي الناس دول؛ لكن يرضى يقف معاهم وهو ده اللى عمله ربنا يسوع، إن وهو إله ولكن صار إنسان مثلنا عشان يعيش في وسطينا وعشان يشابهنا في كل شيء، فدخلت في صفوف الناس إللى محتاجين للتطهير مع إنها كلية الطهارة القديسة مريم. الأمر التاني إنه واضح إن ذبيحة التطهير تختلف من إنسان لإنسان حسب درجة غناه أو إمكانياته، حسب ما إيده تقدر تمتلك تمتلك إيه العدرا ؟ ويمتلك إيه يوسف ؟ ده هما من الطبقة الفقيرة فقدموا فرخي حمام أو زوج يمام وهنا نفتكر الآية إللى قالها معلمنا بولس الرسول إن المسيح رب المجد إفتقر ليغنينا إفتقر ليغنينا يعني هو صاحب الغنى الكامل؛فأخذ جسدنا فصار مثلنا فقير ولما صار مثلنا فقيرًا؛ شاركنا في كل شيء، شاركنا في اللحم والدم ولما إشترك في الفقر بتاعنا؛ شاركنا أيضًا في مجده، في مجد عظمته، ومجد غناه،ومجد قيامته ومجد قداسته ومجد طهارته، فهو إفتقر ليغنينا كمان سمعان الشيخ ده كان رجلاً بارًا متوقعًا تعزية إسرائيل وفي نفس الأصحاح بيقول إن هو كان مع المنتظرين فداء إسرائيل مع حنة بنت فنوئيل ودول مجموعة من الناس كرسوا حياتهم في إنتظار مجيء المخلص، لأن العلامات كانت بتشير إن مجيئه قريب وزي ما قولت أكثر من مرة إن دايمًا ربنا بيدي حسب نية الواحد يعني الناس إللى كانوا منتظرين الخلاص؛ إستحقوا إن هم يحسوا به لما جه لكن حتى الناس إللى علموا على الخلاص زي الكتبة والفريسيين ورؤساء الكهنة لكن ما كانوش منتظرين الخلاص فما حسوش به لكن سمعان الشيخ ده قصته معروفة إن هو كان واحد من إللى كانوا بيترجموا الكتاب المقدس الترجمة السبعينية ولما جه في (إشعياء ۷: ١٤) إللى تقولها العذراء تلد إبنا وتدعو إسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا، فهو قال لأ مش معقول يكون دي عذراء فحب إن هو يغير كلمة العذراء ويحط بدالها هوذا إمرأة تلد إبنا ويدعى إسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا وبينما هو في هذا التفكير إذ وقع عليه سبات وأعلن له إنه لن يرى الموت قبل أن يعاين المسيح الرب وفيه البعض بيفسروا إنه إتعمى فعلاً وما فتحش غير لما شال المسيح لكن سمعان الشيخ ده يمثل عيّنة لذيذة جدا واختبارية عملية واحد مستني خلاص ربنا فأول لما لاقاه جه ماسكه وحضنه وقاله بس كفاية بقى وأظن على ما أذكر تاني يوم في ترتيب الكنيسة تبقى بتعيد بنياحة سمعان الشيخ، لأنه مفروض بعد ما شال المسيح مات علطول يعني هو بالعربي كدة يعني هو واحد عايش مالوش لازمة في الدنيا أبدا؛ إلا إنه بس يشوف المسيح فلما شافه قال خلاص فبيدي صورة حلوة إن إمتى يبتدي الإنسان ينطلق من العالم لما يشوف المسيح ويشيله؛ خلاص يبقى عاوز إيه من الدنيا.؟!! يعني الحادثة دي بالذات بتدي مفهوم جميل للفترة إللى إحنا بنعيشها على الأرض عشرين ثلاثين أربعين خمسين ستين سبعين ثمانين سنة طولت قصرت مفروض ربنا بيدي كل واحد الوقت لغاية لما يحس إن هو أبصر خلاص الرب يقوله خلاص ياللا مَشّي لما يحس إن هو حمل المسيح على ذراعيه يقوله ياللا خلاص فسمعان الشيخ بيدينا فكرة جميلة على إيه هو العمر بتاعنا إللى إحنا عايشينه على الأرض وإمتى ينتهي في مفهوم ربنا إمتى ينتهي.؟ ينتهي أول لما الإنسان يشوف خلاص الرب ويعيشه وكمان يقول إن سمعان الشيخ إنه لما شاف المسيح مش شافه بس بعينيه لكن حمله على ذراعيه وهنا المسيح ده حاجة عجيبة خالص المسيح ده إيه ؟ ده الله إللى صار في الجسد، إللى أخذ جسد وبقى في إمكانياتنا كلنا، فأصبح دلوقت مقدم لينا عشان نشيله وعشان نحضنه، وعشان نقبله هو ده مسيحنا يا أحبائي يتشال على الإيدين، ويأخذه الواحد على صدره كدة ويحتضنه ويشبع منه، ويقوله بس بقى أطلق عبدك بسلام لأن عيني قد أبصرتا خلاصك المسيح عجيب خالص في متناول إيدين أي واحد مننا سهل جدًا أهو داخل الهيكل يقدر أي واحد مننا يمسكه ويحضنه ويقبله ويقوله مش عاوز أكثر من كدة من الدنيا دي كلها سمعان قال كدة قالها من قلبه ، ياريت كلنا نحس هذا الإحساس إن أنا لو مسكت المسيح وشيلته على إيدي وحطيته على صدري؛ يبقى أنا مش عاوز حاجة من الدنيا بعد كدة وزي ما باقولك إن الكنيسة بترتب نياحة سمعان الشيخ في اليوم التالي للحادثة دي يعنى بعد بكرة يبقى أو عشية بكرة يبقى مثلاً نياحة سمعان الشيخ لأن هو ليه يعيش بقى.؟ آه صحيح السؤال إللى دايما الإنسان بيسأله ليه إحنا عايشين في العالم ؟ وليه فلان ده عمره بيطول وليه فلان ده ما بيعيش قد فلان ؟! ساعة ربنا لما يحس إن فلان أبصر خلاص الرب، ووصل للدرجة إنه حمل المسيح على ذراعيه وشبع منه ؛ يقوله خلاص أو الإنسان يقول لنفسه أنا عايش بقى ليه خلاص ما خلصت رسالتي يقولوا رسالة الإنسان إيه في الحياة ؟ يفضل عايش البني آدم لغاية لما يشيل المسيح على إيديه ويحضنه ويقوله أطلق عبدك بسلام لأن عيني قد أبصرتا خلاصك دول مين اللى عملوا كدة.؟ قولتلك في أكثر من مرة إن كان فيه ناس موجودين إسمهم المنتظرين فداء إسرائيل، منهم حنة بنت فنوئيل ٨٤ سنة بتصلي منتظرة، منهم سمعان الشيخ كبر كبر بمئات السنين وبقى منتظر بس منتظر حاجة واحدة بس إنه يشيل المسيح ودي كمان نقطة جميلة توريلك إن ربنا يسوع المسيح النهاردة غير ربنا بتاع العهد القديم، إللى هو كدة في مكانه مهوب ومخوف ومرهوب وقال لموسى ماحدش يقدر يراني ويعيش دلوقت مسيح العهد الجديد الله في الجسد في المذود الغلبان المسكين المكسر إللى هو أنا وإنت حياتنا دي وجسدنا ده مذود غلبان ومذود وسخ وقذر وتعبان، ويسوع جواه يسوع في عهد النعمة يتحمل على الصدر ويتحضن، مش بس كدة؛ ده يتاكل أيضًا ويسكن فينا وجسده ودمه صار طعام لينا يسوع في عهد النعمة مش هو الإله إللى الناس واقفة وخايفة بعيد عنه لا ده هو الإله إللى نزل عشان يدور علينا يسوع إتحول من إله العهد القديم إللى هو في نظر الناس واقف في حالة إستاتيكية كدة، إلى يسوع إللى هو بيلف حوالين البني آدم واقف ويقرع على الباب سمعان تكلم بالروح شوية إتكلم عن المسيح وشوية إتكلم عن العدرا إتكلم عن المسيح قال إن ده جاي عشان قيام وسقوط كثيرين ولعلامة تقاوم، وقال للعدرا إن إنت يجوز في قلبك سيف من ناحية الأفكار الكثيرة إنت محتملة إزاي كل ده. ؟! الأفكار دي كلها إزاي إنت محتملاها .! من أجل ذلك إنت يجوز في قلبك سيف، سيف شك أما من ناحية المسيح فقال إن ده جه لقيام وسقوط كثيرين التاريخ بتاع العالم إتغير بميلاد المسيح البشرية لها بداية في تاريخها من يوم ما اتولد آدم بالولادة الترابية مش دايما الميلاد بيبقى بالولادة ميلاد البشرية وبداية التاريخ بميلاد آدم التاريخ ده كله إتمسح بميلاد المسيح لأنه ولد البشرية ولادة من فوق ولادة جديدة زي ما بتقول الكنيسة غير الزمني صار تحت زمان فدخل في الزمن، وإتولد ولادة جديدة، ودخل التاريخ رغم إن هو فوق التاريخ؛ لكن دخل التاريخ، وبدأ التاريخ من أجل ذلك جاء لقيام وسقوط كثيرين واتلخبطت الدنيا إللى قائم سقط، وإللى سقط قام، وكل قوانين القيام والسقوط القديمة، وكل قوانين الناموس القديمة، وكل قوانين وترتيبات العهود القديمة، وكل الحاجات دي كلها إللى قام وإللى سقط وابتدينا بداية جديدة عصر النعمة ولاد لربنا "جاء لقيام وسقوط كثيرين ولعلامة تقاوم" وسيظل لأنه إبتدأ الملكوت بتاعه بميلاده فأعلن علامة للملكوت إللى هو صليبه لأن الصليب كان في المذود واضح جدًا كما كان وضع على الصليب في الجلجثة فهذه العلامة التي تقاوم هي علامة الصليب، وسيظل طول الأجيال يقاوم المسيحيين من أجل حملهم لهذه العلامة لأن سمعان الشيخ بيقول كدة "جاء هذا لقيام وسقوط كثيرين ولعلامة تقاوم" إيه هي العلامة إللى ها تقاوم غير صليب ربنا يسوع المسيح.!! قال عنها مرة المسيح " حينئذ تظهر علامة إبن الإنسان" فالمسيح له علامة إللى هو الصليب وأول لما تشوف الصليب تقول آه ده مسيحي فالصليب جاءلا لقيام وسقوط كثيرين، عند اليونانيين جهالة وعند اليهود عثرة عند الكثيرين الصليب شاغل إنتباه الناس كلها كل العالم بيتكلم عن الصليب اليهود إللى ما بيحبوش المسيح بيتكلموا عن الصليب المسلمين إللى ما بيآمنوش بالصليب بيتكلموا عن الصليب أيضًا المسيحيين بيتكلموا عن الصليب الصليب موضوع إنشغال الكل الكل مشغول بالصليب البعض موافق والبعض مش موافق البعض بيقاومه، والبعض مش بيقاومه، والبعض راضي به والبعض بيحمله بشكر، والبعض ما بيحملهوش وفي حياتنا الشخصية أيضًا يظل الصليب أيضًا واضح مش ممكن يستخبى إللى يقاومه، وإللى يحتمله، واللى يقبله بفرح، وإللى يرفضه لكن هو الصليب موضوع إنشغالنا ولعلامة تقاوم ولقيام وسقوط كثيرين والمسيح رب المجد لما يدخل في حياة إنسان يوقع حاجات ويقوم حاجات ويخلقلنا مقاومات كثيرة، واللى يدخل المسيح في حياته يجتاز أيضًا صليب، ويقاوم أيضًا يحمل وصية الإنجيل يقاوم من العالم يقاوم من الناس يقاوم من مبادئ الإنجيل يقاوم من رأي العالم فيه يقولوا عنه إيه، وما يقولوش عنه إيه أهو هو ده المسيح بتاعنا أصله المسيح خلي بالك لازم يحرك العالم كله سواء إللى يقبلوه أو إللى يرفضوه لازم كلهم يلفوا حواليه، لازم يقلب الزمن، لازم ينهي على القديم ويبدأكل شيء جديد، لازم هو ده مسيحنا من أجل هذه العلامة التي تقاوم التف حوله الكثيرون وقال إن أنا إرتفعت أجذب إلى الجميع، وقاومه الكثيرون أيضًا وسيظل الصليب أمس واليوم وإلى الأبد حتى نراه في السماء خروف كأنه مذبوح سيظل الصليب بالنسبة لأولاد ربنا رمز الحرية ومكان الحب، وسيظل الصليب للعالم موضوع الجهالة والإحتقار إيه الإله إللى طلع على الصليب ده.؟! وموضوع الضعف وسيظل الصليب بالنسبة لأولاد ربنا أعظم إعلان للقوة، وسيظل الصليب بالنسبة للعالم أكبر مظاهر الضعف والمهانة والذل والمسكنة هذه العلامة العجيبة العجيبة جدًا ستقاوم دايمًا دي نبوة سمعان الشيخ جه ده لقيام وسقوط كثيرين عايز أقول قيام وسقوط كثيرين يعني دَرْبِك الدنيا.! إبتدأ التاريخ بداية جديدة الكنيسة إتنشأت على أنقاض الزمن القديم أنهى على القديم وبدأ وقال أصنع كل شيء جديدًا فصنع كل شيء جديد، وكانت الست العدرا تحفظ هذه الأمور في قلبها نرجع لموضوعنا الأصلي إن في يوم الأربعين كان لازم تقدم ذبيحة تطهير المزامير كلها بتتكلم عن الذبيحة بيقول "إذبحوا ذبيحة التسبيح" "ذبيحة التسبيح تمجدني""هناك الطريق حيث أريك خلاصي" "قطعت قيودي فلك أذبح ذبيحة التسبيح " ده أظن المزمور بتاع الليلة "أوفي للرب نذوري في بيت الرب" مزمور باكر بكرة "أدخل بيتك بالمحرقات وأوفيك النذور "أقرب لك محرقات مع بخور وكباش" فيه ذبيحة إيه الذبيحة دي؟ قال دي ذبيحة فداء فداء ! آه فداء.قال آه كل فاتح رحم أمه يعني الولد البكر - ده يبقى بتاع ربنا فأمه ما تاخدوش أبدًا لازم تسلمه لربنا، شوف إزاي معناها ربنا إدى الأم دي إبن وهو البكر بتاعها تديه لربنا والباقي تاخده، لكن يعني ربنا عارف إن الإنسان مش هايقدر يحتمل دي قوي قال طيب يقدموا فداء عنه فهم راحوا يقدموا ذبيحة تطهير وكل أيضًا فاتح رحم يقدم عنه ذبيحة ذبيحة فداء، ووصلت الفكرة دي في ذهن الشعب في العهد القديم إن حتى الحيوانات أيضًا البكر بتاعها يقدم عنه أيضًا ذبيحة فداء، أقولك يعني حاجة صعبة يعني إن حتى الحمار في العهد القديم البكر بتاعه يُفدى بخروف، والإنسان أيضًا يُفدى بخروف فكرة الفداء دي فكرة أساسية يعنى إحنا بنتكلم على نقطتين.. ١- التطهير:- وده إتكلمنا عنه وماكانش مفروض العدرا تقدم تطهير لكن الذي لم يصنع خطية ولا وجد في فمه غش؛ صار خطية لأجلنا فهي وقفت في وسط الصفوف بتاعة الناس إللى رايحة تتطهر مع إن العدرا مقدسة من الروح القدس. ٢- الفداء:- أما فكرة الفداء فهذه الفكرة كما أحس؛ أودعها الله في قلب الإنسان فمثلاً لغاية النهاردة اليهود يقولوا هانبني الهيكل، وها نقدم ذبيحة، ونعمل فدية الذبيحة القديمة ولغاية النهاردة إخواتنا المسلمين يروحوا برضه في عيد الضحية يقدموا ذبيحة، ويمكن إنت تقول ده بيذبحوها عشان ياكلوها أبدًا.! ده بيقولك حتى في الموسم بتاع الحج ده كانوا بيذبحوا آلاف آلاف من الذبائح لدرجة يسيبوها تنتن وسببت أمراض كتير إنما لازم فكرة الفداء موجودة ولازم فكرة التضحية موجودة أنا باقول إن ربنا حط الفكر ده في قلب الإنسان عشان خاطر أولاً يكشف دايمًا عن حقارة الإنسان إذا كان الحمار لما بيجيب البكر بتاعه بيفدى أيضًا؛ إن الإنسان لابد أن يُفدى لأن هو في حد ذاته ما يستحملش غضب ربنا نمرة إتنين أراد الله أن يستودع قلب الإنسان بلا إستثناء في كل الأجيال، وفي كل الديانات فكرة الفداء ودي نقطة نلتقي فيها كلنا حتى مع الوثنيين أحيانًا إللى بيقدموا أيضًا فداء وجميل جدًا إن موضوع الفداء ده يتفتح فتجد إن كل واحد يتكلم عن الفداء فعلاً، فالمسيح راح عشان يتفدي ولكن ما كانوش عارفين إن كل ده إن دم العجول، ودم التيوس، ودم الثيران، وكل هذه الأمور لا يمكن أبدًا أن تؤدي إلا إلى طهارة الجسد إلى حين لكن طهارة النفس وفداء الخطية لا يمكن إن هو يكون موجود أبدا إلا بدم من حمل بلا عيب بدم يسوع المسيح فمين يفدي العالم ده؟ مين يقدم فداء ؟ مين يقدم فداء عن خطايا البشرية دي كلها ؟ إذا كانت خطية واحدة أجرتها موت طب أنا عملت كام خطية، فهاموت كام مرة ؟ مين يقدم الفداء ده ده الإنسان واحد أمال البشرية دي كلها مين يقدر . ؟ صحيح كل الحاجات بتاعة العهد القديم ده كانت كلها رمز للفداء الحقيقي وبالحق يا أحبائي قد إيه المسيحيين غناي جدًا لإنهم وصلوا للفداء الحقيقي في شخص الحمل الذي بلا عيب، الدم الطاهر دم يسوع المسيح، لأنه لا يمكن أبدًا إن دم الخرفان ولا دم الثيران تؤدي إلى الفداء للإنسان بالحقيقة يا جماعة إحنا المفروض نقف وقفة كبيرة قدام الفداء ده وسيظل الصليب قدام عينينا إللى الناس تعتبره مرة جهالة، ومرة تعتبره عثرة سيظل هو مكان الفداء الحقيقي إللى مش يتفدي الإنسان بخروف؛ لكن ربنا يفدي البشرية كلها بدم حمل بلا عيب دم يسوع المسيح لكن ربنا جه عشان يتمم الناموس كله كل الحاجات القديمة دي تممها حرفيًا عني وعنك لأن لابد أن تقدم ذبيحة تطهير، لابد أن يقدم ذبيحة فداء، وكل ده قدمه المسيح ينبغي أن نكمل كل بر واختتن في اليوم الثامن مع إن الختان ده معمول لإللى يتولد عشان يبقى بعد كدة إبن لربنا مع إنه هو إبن ربنا بالطبيعة؛ لكن لما شاركنا في طبيعتنا؛ وقف معانا خارج المحلة حاملين عاره، وتقدم لكي يُختَتَن عشان يصير إبن الله؛ مع إنه الإبن الوحيد الجنس إللى هو في حضن الآب.! ولكنه لما أخد جسدنا وقف نيابة عننا لكي يفتح لنا باب البنوة ولما نزل في الأردن نزل بجسدنا نيابة عن البشرية كلها عشان يتقال من السماء " هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" فالفداء دلوقت عقيدة راسخة في أعماق الناس، ويجب إن إحنا نتكلم عنها كتير كتير خالص، وإذا زمايلك أو أخوك أو أي واحد كلمك عن شيء يختص بمسيحيتك؛ قوله كلمني الأول أول لما تكلمني كلمني عن الفداء مين يفدي الإنسان ؟ هل دم الخروف إللى يتذبح في العيد ده هو ده اللى يفدي الإنسان ؟ هل هو ده الضحية التي تقدم لله؟! ولكن نحن نُفدى بدم حمل بلا عيب دم يسوع المسيح قدموا الذبيحة وسمعان الشيخ إنت عارف قصته زي ما قولتلك كان منتظر، ما أجمل النفوس المنتظرة. ما أجمل النفوس المشغولة بخلاصها يا سلام إللى تيجي وتشتكيلي وتقولي فيه فتور يا أبونا مش عارف ها أعرف أبتدي إزاي ؟! أنا بعيد عن ربنا أرجع إزاي ؟! هل ممكن أرجع ولا مش ممكن أرجع؟ لكن بص كل نفس مشغولة بخلاصها ها يجيلها المسيح لغاية حدها ويعطيها إمكانية فوق ما تتوقع أو تنتظر، يعطيها إنها تحمل المسيح على ذراعيها، ولما تحمل المسيح على ذراعيها ؛ يبقى مش عايزة حاجة من الدنيا آدي معناها الآن ياسيد تطلق عبدك بسلام"... مادام أنا أخدت يسوع تبقى الدنيا كلها إترمت تحت رجلي فاهمين؟! مادام أخدت يسوع يبقى تطلق عبدك بسلام ولكن نحن ممكن ناخد التأمل ده ونعيشه ساعة المناولة لما نتناول، نقوله خلاص مش عايزين حاجة بعد كدة، ياريت تطلق عبدك بسلام لأن عيني قد أبصرتا خلاص الرب لما تقف تصلي في مخدعك خد يسوع على ذراعيك وإحمله وما تبطلش صلاة لغاية لما تحس إن يسوع بين إيديك رغم إن هو الآب السماوي محوطك بدراعاته وبعدين بعد كدة ترمي نفسك في حضنه وتقوله أطلق عبدك بسلام وده الإنجيل إللى إختارته الكنيسة عشان نقوله بإستمرار في صلاة النوم وأخد بالك " وإذا إنسان كان بأورشليم هذا الإنسان كان بارًا تقيا متوقعًا تعزية إسرائيل، قد أعلم بوحي إنه لا يرى الموت قبل إن يعاين مسيح الرب، فلما دخل بالطفل أبواه ليصنعا عنه كما يجب في الناموس حمله سمعان على ذراعيه وقال ياسيد الآن تطلق عبدك بسلام" خليتلنا الكنيسة الإنجيل ده يتقرأ كل ليلة في صلاة النوم، ليه بقى ؟ عشان تقول هي الصلوة إللى تنفع إن الواحد ياخد المسيح في حضنه ويقول إيه ؟ يقول مش عاوز حاجة بعدك يا ربنا يعطينا هذا التأمل إن إحنا لما نقف قدام ربنا نحمل يسوع في حياتنا ونقوله أطلق عبدك ، يعني مش عاوز حاجة بعدك لإلهنا المجد الدائم أبديًا آمين. المتنيح القمص بيشوى كامل
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل