المقالات

15 أكتوبر 2023

شفاء المفلوج الأحد الأول من شهر بابة

طُول الشَّهْر المَاضِي ( تُوت ) نَتَكَلَّمْ عَنْ التُّوبَة اليُّوم نُدْخُل فِي شَهْر جِدِيد هُوَ شَهْر بَابَه فَفِي شَهْر بَابَه يُكَلِّمْنَا عَنْ السَيِّد الْمَسِيح وَقَبُولُه لِلخُطَاة وَيَتَكَلَّمْ أيْضاً عَنْ ثِمَار التُّوبَة فِي تُوت تَكَلَّمْ عَنْ المَرْأة الخَاطِئَة اليُّوم نَتَكَلَّمْ عَنْ المَفْلُوج فَهُوَ يُقَدِّم نَفْسُه لِلْمَسِيح اليُّوم نَتَكَلَّمْ عَنْ شِفَاء المَفْلُوج وَعَمَل أعْظَم مِنْ الشِّفَاء وَقَالَ لَهُ مَغْفُورَةٌ لَك خَطَايَاك ( مر 2 : 5 ) وَقَالَ أعْظَمْ مِنْ ذلِك إِحْمِل سِرِيرَك وَامْشِي ( مر 2 : 9 ) كُلَّ أُسْبُوع مِنْ الآحَادٌ يَتَكَلَّمْ عَنْ الخُطَاة وَمَعْرِفَتْهُمْ لِشَخْص يَسُوع :- الأحَد الأوَّل زَكَّا وَصُعُودُه عَلَى شَجَرِة الجِمِّيز . الأحَد الثَّانِي مُعْجِزِة صِيد السَّمَك وَارْتَبَطِتْ بِتَغْيِير بُطْرُس . الأحَد الثَّالِث شِفَاء المَوْلُودٌ الأعْمَى الأخْرَس . الأحَد الرَّابِع إِقَامِة إِبْنَة أرْمَلِة نَايِين . الْمَسِيح هُوَ شَافِي الأمْرَاض قَادِرٌ عَلَى كُلَّ شِئ لَهُ سُلْطَان عَلَى المَرَض وَالشِّفَاء وَالبَّحْر وَالمُوْت لَهُ سُلْطَان عَلَى الشَّيْطَان الْمَسِيح مُجَرَّدٌ إِنَّك تِعْرَفُه يُعْطِيك القُدْرَة مِنُّه هُوَ عَلَى تَرْك الخَطَايَا وَعَلَى المَرَض وَالسُّلْطَان وَالشَّيْطَان وَهذَا هُوَ مُخْتَصَر رُوحِي عَنْ الخَطْ الرُّوحِي لِشَهْر بَابَه فِي مُقَابَلَة الْمَسِيح لِزَكَّا لَمَّا عِرِفْ إِنْ يَسُوع حَيْمُر مِنْ أرِيحَا كَانْ فِي هُنَاك زَحَام شِدِيد مِنِينْ يَسُوع يِكُون مَوْجُودٌ يِكُون هُنَاك زَحَام لأِنُّه مُحِبْ مُرِيح غَافِر قَادِرٌ وَالنَّاس تَتْبَعُه أيْنَمَا يَمْضِي النَّاس بِتِنْسَى شُغْلَهَا وَتِنْسَى أكْلَهَا وَشُرْبَهَا مِثْل مُعْجِزِة إِشْبَاع الجُمُوع عَلَى الجَبَل فَالنَّاس قَعَدِت ثَلاَثَة أيَّام مِنْ غِير ما يَأكُلُوا أوْ يَشْرَبُوا إِلَى أنْ قَالَ التَّلاَمِيذ لِيَسُوع إِصْرِف الجُمُوع لِيَذْهَبُوا لِيَأكُلُوا( مت 14 : 15) هذَا إِخْتِبَار يَشْعُر بِوُجُودُه الإِنْسَان فَجَاذِبِيِة الْمَسِيح فِي حَيَاة الإِنْسَان تَرْفَعُه فُوق نَفْسُه فُوق جَسَدُه فُوق قُدْرَات جَسَدُه وَنَفْسُه وَمُتَطَلِبَاتْهَا – فَاجْتَمَع كَثِيرُون – فَالْمَسِيح لَدَيْهِ رُوح جَذَّابَة الإِنْسَان الَّذِي لَدَيْهِ رُوح الْمَسِيح المَفْرُوض يِكُون لَدَيْهِ نَفْس الجَاذِبِيَّة البُولُس مِنْ رِسَالِة بُولِس الثَّانِيَة إِلَى أهْل كُورُنْثُوس ﴿ إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ ﴾ ( 2كو 5 : 17 ) وَأنْتُم الرُّوح الذَّكِيَّة الَّتِي تَجْذِب كَذلِك أوْلاَدٌ الْمَسِيح لَدَيْهِمْ جَاذِبِيَّة لِلآخَرِينْ فَالإِنْسَان الَّذِي لَدَيْهِ رَائِحِة الْمَسِيح الذَّكِيَّة فَهُوَ يَجْذِب الآخَرِينْ فِيهِ لَوْ وُجِدٌ الْمَسِيح فِي إِنْسَان يَصِير لَدَيْهِ جَاذِبِيِّة الْمَسِيح يَسُوع وَيَجْذِب النَّاس حَوْلُه وَيَأتِي بِالآخَرِينْ أيْضاً إِلَى الْمَسِيح فِي المَكَان المَوْجُودٌ فِيهِ الْمَسِيح فَيَكُون سَبَبْ شِفَاء وَبَرَكَة لِكُلَّ مَنْ مَعَهُ كَانَ الرَّبَّ يَسُوع يُخَاطِبَهُمْ بِالكَلِمَة فَالإِنْسَان الَّذِي لَدَيْهِ رُوح رَبِّنَا كَلاَمٌ رَبِّنَا يِتْكَلِّمْ عَلَى شَفَتِيه الإِنْجِيل شَبْعَان مِنُّه مُتَغَلْغِل فِيه فَلَمَّا يِتْكَلِّمْ يِتْكَلِّمْ مِنْ أفْكَار الإِنْجِيل جَمِيلٌ هذَا الإِنْسَان الَّذِي يَكُون الإِنْجِيل مُنْسَاب عَلَى شَفَتَيْهِ فَيَكُون العَقْل مِتْشَبِّعْ بِالكَلِمَة وَحَيَاتُه سِرَاج لِكَلِمَة رَبِّنَا مِنِينْ يَسُوع مَا يِجْتِمِع تِلاَقِي النَّاس حَوَالِيه الفَلَجٌ هُوَ حَالِة شَلَلْ كَامِلٌ فِي جَمِيع الأعْضَاء هذَا هُوَ حَال الإِنْسَان اللِّي فِي الخَطِيَّة فَالسَيِّد الْمَسِيح لَمْ يَكْتَفِي بِحَالِة الشِّفَاء فَقَطْ بَلْ قَالَ لَهُ مَغْفُورَة لَك خَطَايَاك الْمَسِيح رَبَطْ بِين غُفْرَان الخَطَايَا وَشِفَاء الفَلَج وَهُوَ لَمْ يَبْدَأ بِشِفَاء المَرَض الظَّاهِر بَلْ المَرَض المَخْفِي فَالخَطِيَّة هِيَ الَّتِي أحْدَثِتْ الفَلَج فَهذَا هُوَ حَال الإِنْسَان فَنَحْنُ مُحْتَاجِينْ أنْ نَقُول لَهُ حِلِّنِي فُكِّنِي جَمِيلٌ إِنْ الإِنْسَان يُقَدِّم ذَاتُه لِلْمَسِيح كَمَرِيض وَهُوَ الطَّبِيب الشَّافِي فَهُوَ عَمَل عَمَل عَظِيم فَهُوَ حَلِّنَا مِنْ رَبَاطَات خَطَايَانَا المَزْمُور يُعَبِّر عَنْ فَرَحٌ المَفْلُوج ﴿ أُبَارِكُ الرَّبَّ فِي كُلِّ وَقْت وَفِي كُلَّ حِينٍ تَسْبِحَتُه فِي فَمِي بِالرَّبَّ تَفْتَخِر نَفْسِي يَسْمَع الوُدَعَاء وَيَفْرَحُون ﴾ ( مز 34 : 1 – 2 ) الرَّجُل المَفْلُوج فَرْحَان بِعَمَل الله فِي حَيَاتُه فَهُوَ شَفَانِي فَالإِنْسَان الَّذِي يُسَبِّح وَيَشْكُرالله فَهُوَ شَاعِر بِغُفْرَان خَطَايَاه أنَا مِنْ غِيرَك مَفْلُوج وَلكِنَّك إِقْتَرَبْت مِنِّي وَقُلْتَ لِي لاَ تَخَفْ فَأنْتَ زَعْزَعْت مِنْ دَاخِلِي صُخُور وَأوْجَاع وَاضْطِرَابَات ﴿ فِي كُلَّ حِينٍ تَسْبِحَتُه فِي فَمِي بِالرَّبَّ تَفْتَخِر نَفْسِي ﴾ يُوم الإِفْتِخَار نَفْتَخِر بِالرَّبَّ﴿يَسْمَع الوُدَعَاء وَيَفْرَحُون ﴾ فَنِسْمَع مَا يَعْمَلُه الرَّبَّ مَعَ أوْلاَدُهٌ فَنِفْرَح المَدَاخِل إِذَا كَانِتْ كُلَّهَا إِتْسَدِت عَنْ الْمَسِيح نُحْمَل إِلِيه أنَا مُشْتَاقٌ أنْ أُحْمَل إِلِيه فَهُوَ لاَ يُهْمِلْنِي فَهُوَ تَرَك كُلَّ شِئ وَتَبَعْ الْمَسِيح فَلَمَّا رَأى الْمَسِيح إِيمَانْهُم قَالَ لَهُ ﴿ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ ﴾عَجِيب عَمَل رَبِّنَا يَسُوع الأوِّل يَسْمَع الوُدَعَاء وَيَفْرَحُون وَآخَرُون يُجَدِّفُوا إِنْسَان يَرَى عَمَل الْمَسِيح فِي حَيَاتُه فَيَفْرَح وَآخَر لأِنَّهُ لاَ يَعْرِف أنْ يُدَافِعْ عَنْ نَفْسُه فَهُوَ يَأخُذ الأُمور بِتَجَادِيفْ فَهُوَ يَسْمَع الوُدَعَاء وَيَفْرَحُون وَيَفْرَح هُوَ مَعَهُمْ رَبِّنَا يَسُوع قَالَ لَهُ إِحْمِل سِرِيرَك وَامْشِي لَمَّا يِحِبْ يَسُوع يِعْمِل مُعْجِزَة يُعْطِي عَلاَمَة يِشْفِي المَفْلُوج قُدَّام النَّاس وَيَقُول لَهُ إِحْمِل سِرِيرَك إِنَّ عَضَلاَتُه كُلَّهَا يَابِسَة لكِنْ لِيَقُوم وَيَحْمِل سِرِيرُه فَهذِهِ قُدْرِة يَسُوع فَهُوَ يُرِيدْ أنَّ قُدْرِتُه تُعْلَن وَكُلَّ المَوْجُودِين يِقُولُوا بِالحَقِيقَة صَارَ فِينَا إِله الأهَمْ عَنْد السَيِّد الْمَسِيح إِنْ يِفُكُّه مِنْ القُيُودٌ الدَّاخِلِيَّة أنْ يُحَرِّك قَلْبُه نَحْو الله أنْ يَشْفِي العَقْل رَبِّنَا يَسُوع شَفَى الأوِّل المَرَض الحَقِيقِي وَبَعْدَهَا شَفَى الأعْرَاض فَنَزْع الخَطِيَّة هُوَ أسَاس الشِّفَاء دَاوُد النَّبِي قَالَ ﴿ الَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ الَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ ﴾( مز 103 : 3 )فَهُوَ طَلَبْ مِنْ الرَّبَّ أوَّلاً أنْ يَغْفِر الخَطَايَا وَالذُّنُوب ثُمَّ يَطْلُب الشِّفَاء مِنْ مَرَضُه فَالخَطِيَّة تَجْعَل الإِنْسَان عَاجِز عَنْ التَّحَرُّك نَحْو السَّمَاء وَعَنْ التَّعْبِير عَنْ إِشْتِيَاقَاتُه إِلَى السَّمَاء وَالحَيَاة الأبَدِيَّة وَالعِشْرَة مَعَ الله كَمْ مَرَّة تَقُول أنَا نِفْسِي أصَلِّي لكِنْ مِشْ بِتْصَلِّي أنَا نِفْسِي أتَضِعْ وَلكِنْ لاَ أعْرِفْ الخَطِيَّة تَجْعَل الإِنْسَان عَاجِز عَنْ الحَرَكَة وَتَسْلِبْ إِرَادْتُه وَالإِنْسَان العَاجِز النَّاس تِحْمِلُه شِمَال وَيِمِين القِدِيس يُوحَنَّا الإِنْجِيلِي فِي أوَاخِر أيَّامُه كَانْ لاَ يَسْتَطِيعْ الحَرَكَة تَمَاماً فَكَانَ يُوضَعْ عَلَى نَقَّالَة وَسَطْ أي كِنِيسَة لِيَعِظْ وَهُوَ قَاعِدْ عَلَى نَقَّالَة وَيُوصِيهُمْ بِوَصِيَّة جِدِيدَة ﴿ وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً ﴾( يو 13 : 34 )حَرَكِة الرِّجْلِينْ وَالإِيدِينْ مِشْ مُهِمَّة زَي حَرَكِة اللِّسَان وَالقَلْب زَي بُولِس الرَّسُول لَمَّا كَانْ مَسْجُون فِي سِجْن فِيلِبِّي فَهُوَ كَانْ مَرْبُوط فِي مَقْطَرَة وَلاَ يَسْتَطِيعْ الحَرَكَة وَعَاجِز عَنْ التَّحَرُّك وَلكِنْ قَلْبُه وَلِسَانُه فِي الكِنِيسة ( أع 16 : 23 – 24 ) لَمَّا إِبْتَدأ الرَّبَّ يَسُوع فِي الشِّفَاء إِبْتَدأ بِالقَلْب وَاللِّسَان جَمِيلٌ الإِنْسَان أنْ يَتَحَرَّر مِنْ قُيُودٌ الخَطِيَّة الدَّاخِلِيَّة فِي قَلْبُه وَلِسَانُه أحَد الآبَاء القِدِّيسِينْ يُعَبِّر عَنْ حَالِة الهَوَان وَالذُّل لِلخَطِيَّة فَقَالَ﴿ لَيْسَ لِي قُدْرَة عَلَى القِيَام وَلَيْسَ لِي مَسَرَّة بِالسُّقُوط ﴾وَيَسْمَع الوُدَعَاء فَيَفْرَحُون فَهُوَ يُقِيم مَيْتٌ وَيَقُول لَهُمْ حِلُّوه وَاتْرُكُوه يَمْضِي يُقِيم بِنْت مَيِتَة وَيَقُول إِعْطُوهَا لِتَأكُل وَتَأكُل أي كُلَّ الأجْهِزَة المُتَوَقِفَة إِشْتَغَلِتْ فَلَّمَا شَفَى حَمَاة سِمْعَان فِي الحَال قَامَتْ وَخَدَمَتْهُمْ( لو 4 : 38 – 39 ) " قَامَتْ خَدَمَتْهُمْ " هذِهِ هِيَ قُدْرِة عَمَل الْمَسِيح فَأنَّهُ يُعْطِي قُدْرَة لاَ نِهَائِيَّة عَلَى العَطَاء الإِنْسَان التَّائِبْ تَأخُذْ مِنْهُ عَلاَمِة شِفَاء وَنُمُو وَصِحَّة مِثْل القِدِيس أُوغُسْطِينُوس فَأنَّهُ لَمْ يَتُبْ فَقَطْ بَلْ أصْبَح أُسْقُف فَهُوَ أعْظَمْ مَنْ كَتَبْ تَفَاسِير فِي الكِتَاب المُقَدَّس القِدِيس العَظِيمْ الأنْبَا مُوسَى الأسْوَد فِي المَدِيح الخَاص بِه نِقُول ﴿ القَاتِل أصْبَح بَار ﴾ فَهُوَ إِتْغَيَّر مِنْ رَئِيس جَمَاعِة لُصُوص إِلَى رَئِيس جَمَاعِة رُهْبَان هذِهِ هِيَ عَلاَمِة الصِّحَة وَالقُدْرَة فَهُوَ يُرِيدْ أنْ يَرَى عَلاَمَة لِلتُّوبَة فَلاَزِم تِحْمِل سِرِيرَك وَتِمْشِي وَتَأكُل طَعَام رُوحِي إِسْتِقَامِة مَسِيرَة تَغْيِير الإِنْسَان الدَّاخِلِي فِي مُعْجِزِة صِيد السَّمَك لَمَّا قَعَدٌ طُول اللِّيل يِصْطَادٌ التَّلاَمِيذ فَفَشَلُوا فِي الصِيد وَلكِنْ لَمَّا لاَقَهُمْ يَسُوع وَقَابِلْهُمْ وَمَلأُوا الشِّبَاك بِالسَّمَك فَهُمْ تَرَكُوا شِبَاكُهُمْ وَتَبَعُوه المَقْصُودٌ بِذلِك بِإِنَّك تِتْغَيَّروَكَيَانَك يِتْغَيَّر وَإِهْتِمَامَاتَك تِتْغَيَّر زَكَّا لَمَّا تَغَيَّر وَزَّع نِصْف أمْلاَكُه عَلَى الفُقَرَاء وَرَدَّ أرْبَعَة أضْعَاف لِلَّذِينَ أخَذْ مِنْهُمْ فَالله يَنْظُر لِلتَغْيِير فِي الفِكْر وَالسُّلُوك فَالسَّامِرِيَّة رِجْعِت وَقَبَلِتْ الْمَسِيح بِفِكْرَهَا وَرَاحِتْ بَشَّرِتْ المَدِينَة كُلَّهَا بِسُلُوكْهَا التُّوبَة تَعْنِي * مِيطَانْيَا * أي تَغْيِير إِتِجَاه فَهْيَ عَلاَمِة حَيَاة عَلاَمِة قُدْرَة بُولِس الرَّسُول فِي كِرَازْتُه فِي مَدِينِة أفَسُس كَانْ مِنْتِشِر فِيهَا السِحر جِدّاً وَأهْل هذِهِ المَدِينَة مِنْ شِدِّة تَأثُّرَهُمْ بِكَلاَمُه وَجَمَال دَعْوِتُه أحْضَرُوا لَهُ كُلَّ كُتُبْ السِحر وَحَرَقُوهَاعَلاَمِة تُوبْتُه عَايِز يِحْرَقْهَا وَيِقُولْ كَارِهِين الشَّر ( رو 12 : 9 ) فَلاَ تَشْتَرِكُوا فِي أعْمَال الظُّلْمَة بَلْ بِالحَرِيِّ وَبِّخُوهَا( أف 5 : 11) فَتَكُون بِدَاخِلُه يِوَبَخْهَا فَهُوَ يُرِيدْ أنْ يَعِيش فِيك وَكَلاَمَك يِتْغَيَّروَاهْتِمَامَاتَك تِتْبَدِّل وَتَسْلُك بِالرُّوح فِي كُلَّ أُمور حَيَاتَك فَتِتْغَيَّرالخَوَّاف يِتْغَيَّر وَيُصْبِح شَهِيدٌ عَايِز تِبْدأ فِعْلاً بِالتَغْيِير تَرَى أنَّكَ تَغَيَّرْت فِي كَلاَمَك وَسُلُوكَك وَحَرَكَاتَك وَاحْتِمَالَك لِلآخَرِينْ وَطَرِيقِة تَعَامُلَك مَعَ المَال وَالوَقْت تَغَيَّرَت أُمور كَثِيرَة نُقَدِّمْهَا لله تَدُل عَلَى تَغَيُّرْنَا فَهُوَ يُرِيدْ أنْ يَسْتَخْدِمْنَا نَحْنُ كَشَاهِد لِعَمَلُه ﴿ اِذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ ﴾ ( مر 2 : 11 ) رَبِّنَا عَايْزَك تِتُوب عَلَشَانْ تِشْهَدٌ لُه إِنُّه قَادِر أنْ يُغَيِّر وَيِبَدِل وَتُمَجِّدُوا الله فَنَتَقَدَّم إِلِيه وَاثِقِينْ مِنْ شِفَائْنَا وَأنَّهُ يُحَوِّلْنَا مِنْ مَرِيض غِير قَادِرٌ عَلَى المَشْي إِلَى إِنْسَان سَلِيم يَحْمِل سَرِيرُه وَيَمْشِي رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلَهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
08 أكتوبر 2023

المرأة الخاطئة

تقرأ علينا الكنيسة ياأحبائى اليوم فصل من أجمل قراءات الكنيسة وهو إنجيل المرأة الخاطية ومن كثرة حب الكنيسة لهذا الإنجيل تقرأه لنا كل يوم فى صلاة نصف الليل فإن كان الإنسان قد قضى كل حياته فى الخطايا إلاّ أنّه له باب مراحم عند الله وهو فصل مملوء بالمعانى وبالتأملات وبنعمة ربنا سأتكلّم معكم فى ثلاث نقط :- 1- دموعها:- فالمرأة الخاطية يمكن أنها الوحيدة فى الكتاب المقدس التى قدّمت توبة بدون كلام فاللص اليمين قال " وأمّا نحن فبعدل لأننّا ننال إستحقاق ما فعلنا" ( لو23: 41 ) ، ونجد المرأة التى أُمسكت فى ذات الفعل وقالت له إرحمنى والعشار وقف من بعيد ولم يشأ أن يرفع رأسه وقال " اللهم إرحمنى أنا الخاطى "ولكنها لم تقل كلمة ولكن بكت أتت من وراءه باكية وبكاء بغزارة ومن كثرة البكاء صارت دموعها تغسل رجليه فالإنسان بيبكى عندما يكون فى موقف صعب جداً ولم يقدر أن يحتمله وكانت مشاعرها كلها مُجتمعة وبتخرج فى صورة دموع فالدموع أكثر تعبيراً من الكلام لغة الدموع أقوى من لغة الكلام ولذلك إستحقت الغُفران من ربنا يسوع دموعها شفعت فيها فنحن نعرف عن المرأة الخاطية أنهّا كانت إمرأة سيئة السيرة وسيرتها بطاّلة فهى واحدة مشهورة بالدنس وبالخلاعة " وإذا إمرأة فى المدينة كانت خاطئة" .تخيّلوا ياأحبائى عندما يدخل الإنسان إلى حضرة ربنا وهو كلّه دنس إلاّ أنّه لو قدّم لربنا دموع فإن ربنا يغفر له كل خطاياه ولذلك فى سفر نشيد الأناشيد ربنا يسوع يقول للعروس " حوّلى عنى عينيك لأنهّما قد غلبتانى "فالإنسان الذى يبكى أمام الله هو بيستمطر مراحم الله بمجرد دمعة واحدة فقط فالمرأة الخاطية قد رسمت لنا طريق التوبة فهو ليس بالكلام فقط ولكن بالدموع أيضاً وهى عارفه طريقها فقط إتجهت نحو يسوع وقد شعرت أنّها ليس لها إستحقاق أن تسكُب طيب على رأسه ولكن قالت انا طيبى يستحق أقدامه إنظروا عندما يشعر الإنسان أنّ خطيته ثقيلة عليه وعجزه يُشعره بثقل الخطية0فماذا يفعل ؟!! فإنه يبكى ويُعبّر عن حزنه ببكاءه ولذلك ياأحبائى كم أنّ صلاة الدموع محبوبة وكريمة عند ربنا داود النبى يقول لربنا " إجمع دموعى فى زق عندك " ، " زق " أى إناء فعندما أطلع فى السماء فوق تكون دموعى شاهدة لى وشاهدة لتوبتى يا ترى زقى كم يكون فيه ؟! فالدموع تحتاج لتوبة تحتاج لإنسان مُنسحق0تحتاج لإحساس مثل المرأة الخاطية الشاعرة بمقدار دنسها وآتية عند أقدام يسوع ونتيجة لمشاعرى الداخلية وصدق توبتى تأتى الدموع ونحن نُصلى إنجيل المرأة الخاطية فى نصف الليل ولذلك بعده نُصلّى قطعة نقول فيها " أعطنى يارب دموع كثيرة كما أعطيت منذ القديم للمرأة الخاطية0وإجعلنى مُستحقاً أن أبل قدميك اللتان إعتقتانى من طريق الضلالة وأقدّم لك طيباً فائقاً وأقتنى لى عمراً نقياً لكى أسمع أنا ذلك الصوت المملوء فرحاً إنّ إيمانك قد خلّصك " فنحن غرنا منها وغرنا من توبتهاومن جمال مشاعرها أحبائى جميل جداً أن ندخل فى داخل الأحداث ونعيشها ونقول له يارب لعلّ المرأة الخاطية حياتها كلها دنس والإنجيل لا يذكر لنا عنها إلاّ موقف توبتها إلاّ أنّ باب مراحمك كان مفتوح أمامها ، فالقديس أرسانيوس يُقال عنه انّه " لا يُرى إلاّ باكياً " ففى دير البراموس ببرية شيهيت يوجد عمود الأنبا أرسانيوس فكان يقف وراء العمود ويبكى حتى لا تمدحه الناس فعندما يعطى ربنا للإنسان عطية ويفتخر بها فإنّ ربنا يسحبها مباشرةً ولدرجة تجدوا فى العمود يوجد حُفرتخيلّوا أنّ الدموع حفرت الخرسانة فإنّ كانت الدموع حفرت الخرسانة ألّم تدخل إلى قلب ربنا الذى كُلّه مراحم ولذلك فإنّه يقول أنّ دموعك قد غلبتنى فحزقيا عندما صلّى وكان يبكى ، يبكى قال له الرب " ها قد سمعت صلاتك وقد رأيت دموعك " لدرجة داود النبى يقول له " أنصت يارب إلى دموعى " فهل الدموع بتتكلّم ؟!!ويقول أيضاً " صارت دموعى خبزاً " فقد صارت الدموع بدلاً من الأكل والشرب ، ويقول " أعّوم فى كل ليلة سريرى " ما هذه التوبة الجبارة !مع أنّ داود النبى قد فعل خطية واحدة إلاّ أنّه قدّم عنها توبة طوال عمره بإستمرار هو بيقدّم عنها توبة مُتجددة بالرغم من أنّ ناثان النبى قال له " أنّ الرب قد نقل عنك خطيتك " إلاّ أنّ القلب الحساس الذى كلّه محبة نحو ربنا بيشعر أنّه أهان الله ويشعر كم أنّه إحتقر الله تخيلّوا أنّ الخطية هى إحتقار لله فالله فى سفر صموئيل يقول : أنت إحتقرتنى فالمرأة الخاطية اليوم بحياتها تعرّفنا اللغة التى يليق بنا أن نكلّم بها ربنا لدرجة رب المجد يسوع قال لنا هكذا " طوبى لكم أيها الباكون الآن لأنكّم ستضحكون " فالذى يبكى هنا سيضحك فوق والذى يضحك هنا سيبكى فوق فلابد أننّا سنبكى فأيهما نختار نبكى هنا أم نبكى فوق ؟ فأنا أبكى هنا لأنّ هناك سيكون البكاء وصرير الأسنان إلى الأبد ، ولذلك يا أحبائى البكاء نتعلّمه من المرأة الخاطئة فثقل الخطية يُشعرنا بعجز كامل ولم يجد الإنسان وسيلة يُعبّر بها عن العجز الكامل إلاّ بالبكاء ولذلك المرأة الخاطية عندما بكت إستحقت الغفران لأنها قدّمت توبة بهذه المشاعر المتدفقة القديس مارأفرآم يُقال عنه " لا يُرى إفرآم إلاّ وعينيه ممُتلئتين " الإنسان يا أحبائى الذى عنده مشاعر حساسه نحو ربنا وهو بيقف بيتضرع لربنا وإحساسه بدنسه بيجد نفسه بطريقة تلقائية بيبكى 2- أنها أتت من وراءه:- فلنفرض أنّ رب المجد يسوع كان مُتكأ فى المجلس فهى شعرت أنها بخطيتها ودنسها لم تحتمل أن ترى وجهه فهى أتت من وراءه وإنحنت عند رجليه ودموعها بتنزل على رجليه 0وصارت تمسح رجليه بشعرها فأجمل إحساس ياأحبائى فى التوبة أنّ الإنسان يشعر بإنكسار وإنسحاق وأنّه ليس له إستحقاق أن يقف أمام ربنا وليس إستحقاق أن يرى ربنا فالعشار لم يشأ ان يرفع رأسه فهو غير قادر أن يرفع رأسه تخيلّوا الإنسان الذى يأتى لربنا بهذه المشاعر ويقول له يارب إرحمنى ما أصعب يا أحبائى الإنسان الذى يتعامل مع ربنا وكأنّ ربنا بيشتغل عنده وكأنّه مستحق وشاعر أنّه أحسن وأنّه أفضل من غيره ولكن نحن يارب ليس لنا حق أبداً ليس لنا إستحقاق أبداً نحن سنأتى من وراءك فالمرأة الخاطية شاعرة أنّ عيون الناس كلّها بتدينها ولذلك كانت آتية وكلها خزى فى سفر عزرا يقول " لك ياسيد البر أمّا نحن فلنا خزى الوجوه " فماذا نقول لك يارب نحن لم نقدر أن نرفع أعيننا عارفين يا أحبائى إحساس المجرم الذى ذنبه ثبت عليه وقد أُدين وأصبح أمر فاضح فالإنسان لابد أن يشعر بذنبه ويشعر أنّه يريد أن يأخذ شىء لم يستحقه فالغفران شىء لا يستحقه ولكن هو من مراحمك يارب يوجد قديس إسمه مارإسحق يقول " إنّ الذى يعرف خزيه يعرف كيف يطلب النعمة " ، فالإنسان الذى يعرف خطيته ويعرف ثقلها فهو الذى ياخذ الغفران ولكن لو لم يعرف خزيه فإنّه يقول أنا أظل مثل باقى الناس فإن كنت تريد أن تعرف الإنسان الذى يعيش مع ربنا تستّدل عليه من إنكساره وربنا عندما يرى إنكساره يُمطر عليه بمراحمة داود النبى يقول " القلب المُنكسر والمتواضع لا يرذله الرب " ، الله لا يرذله مستحيل أبداً أنّ الله يرفض القلب المملوء بالإنكسار والإتضاع المرأة الخاطية عرّفتنا كيف ندخل ليسوع والإنسان لا يُبالى بأحد فكانت هى الوحيدة المستفيدة من الوليمة فالتى ليس لها حق للوليمة صارت هى التى إستفادت بالوليمة فحتى وإن كُنّا ليس لنا إستحقاق للعُرس ولكن ممكن الله يعطينى إستحقاق إن أتيت بإنكسارفقد عرفت ما الذى يليق بإكرام أقدامه فقد سكبت عليه دموع وسكبت عليها طيب ومسحتهما بشعر رأسها فالذى يأتى لربنا بقلب مكسور فهو يريد أن يأتى لربنا بأى درجة 3- محبتها :- لقد سكبت على قدميه قارورة الطيب وهى ثمن كل الذى كسبته من الخطية فهى إشترت أجمل وأغلى عطر والعطر فى وقتها كان عطر مرّكز وكلّه عطر طبيعى وكأنّها تقول له يارب : أنا سأسكب طيبى عند أقدامك لأنها هى الوحيدة التى تحتمل دنس كم أنّ الإنسان عندما يقرأ قصتها يمتلىء غيرة منها فهى قصة حياة وقصة توبة مُتجددة لكل إنسان راغب بنعمة ربنا أن يتغيرالحب يا أحبائى الذى نمارس به التوبة يجعل الإنسان لا يبالى بالناس ولا يبالى بآراء الناس فهى عرفت أنّ يسوع فى هذا المكان فلابد أن أذهب إليه فهى تعلم بنظرات الناس كيف ستكون نحوها وبعتاب الفريسى وكأنّها تقول إن كان الفريسى سيمنعنى إلاّ أنّ يسوع سوف لا يمنعنى المرأة الخاطية آتية وهى كلّها ثقة أنّه سوف لا يرُذلها مهما كانت خاطئة فكما يقول أحد القديسين " إن لم تستطع أن تصل إلى رأس يسوع أقدم إلى أقدامه برأسك " ، فهذا هو طريق التوبة فإن كان الإنسان غير شاعر أنّه خاطىء فكيف يأتى وكيف يبكى وكيف يأتى وراءه وكيف يكون عنده إحساس بالخزى والخجل فإحساس الخزى والخجل هو الذى يؤتى بالحب الفائق وأن أشعر بقوة غفرانة فلو أنا شاعر إنى خاطىء بقدر بسيط فسيكون غفران ربنا لىّ بقدر بسيط فأحبّه بقدر بسيط ولكن لو أنا حاسس بخطيتى بقدر كبير سأشعر بخزى كبير وسأشعر بغفرانه الكبير وسأشعر بحبه الكبير فأقول له أنت يارب مُنقذ حياتى من الفساد نحن نستحق الموت ولكن هو رفع الموت عنّا ديننا كبير ومادام ربنا رفع ديننا الكبير فإن محبتنا له تكون كبيرة فإن كان قد أعطانى شىء بسيط فإننى ممكن أنساه ولكن لو أنا حاسس بخطيتى التى غفرها وبيغفرها وسيغفرها فأكون بإستمرار حاسس بدين كبير وبحب كبير والمرأة تاجها وكرامتها فى شعرها تخيلّوا أنها تفعل ذلك بشعرها فهى بتمسح به أقدامه ، إنظروا كيف أنّ مكان الكرامة والزينة جعلته كمنشفه فالمفروض أنّ كرامتى لا أضع لها إعتبار مثل المرأة الخاطية وهات شعرك وكنزك والشىء الغالى عليك وإمسح به أقدامه فهذا هو طريق التوبة فعندما أحب كثير فإنّه يغفر لى كثير فهنا أستحق الغفران الذى بلا ندامة ولذلك هى فعلت هذا والوليمة كانت تمر عادى والناس تهمهم عليها وهى مستمرة فى البكاء ومستمرة فى سكب الطيب فهى الآن ليست مع الناس ولكن غفران يسوع هو موضع شغلها فلم تشعر بكلام الناس والعجيب أنّ ربنا يسوع قال للفريسى " إنى منذ دخلت بيتك لم تُقبّل فمى أمّا هى فمنذ دخلت بيتك لم تكُف عن تقبيل قدمّى بزيت لم تدهن رأسى أمّا هى فقد دهنت بالطيب قدمّى" فأخذ يوصف كل الأمور التى فعلتها فهل أنت يارب مُنتبه من كل شىء فعلته المرأة فى رجليك فأنا شاعر بكل نقطة دموع بتنزل أنا حاسس بكل قُبلّة بتقدّمها لأقدامى أريد أن أقول لك أنّ كل أعمال التوبة التى تعملهاربنا بيتذكّرها وحاسس بها فمزمور يقول " يذكر لك جميع ذبائحك " ، ربنا يريد ذبائح التوبة ذبائح الحمد ذبائح رفع القلب ذبائح الشفتين ربنا ناظر لعبارات التوبة وناظر لدموعك وإن كان يحدث فى الخفاء إلاّ أنّ كل أعمالك ربنا يسوع فاكرها لك وإن كنّا لا نشعر بأنّه عمل يستحق الإكرام ولكن ربنا يسوع بيعطى له كل الإكرام هو راصد كل دموعى صدقونى كل كلمة بنقولها بقلب نقى هو بيذكرّها وبيجعلها دليل على التوبة فلابد أن نأخذ طريق المرأة الخاطية فإن كان ربنا يسوع تارك للمرأة الخاطية أقدامه لتقبلّها فهو لم يترك لنا فقط أقدامه ولكن تارك لنا جسده ودمه وليس لكى نأخذه من الخارج فقط ولكن لكى نأخذه داخلنا ونتحد به لإحذرى أن تدخلى الكنيسة وتركّزى على غيره فلا تُركّزى إلاّ عليه هو فقط فأدخل إليه بإحساس الإنسان الذى يريد أن يتطهّر من أدناسه ربنا يسند كل ضعف فينا ولإلهنا المجد دائماً أبدياً أمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
24 سبتمبر 2023

سلطان الكلمه فى الكنيسه الاحد الثانى من توت

الاحد الثاني من شهرتوت المبارك بيركزعلى ان التلاميذ رجعوا من الكرازه بفرح ان الناس قبلت الكلمه اللي بشروهم بها وكان انعكاس هذاعلى ربنايسوع تهلل يسوع بالروح القدس وقال اشكرك ايها الاب رب السماء والارض لانك اخفيت هذاعن الحكماء والفهماء واعلنتها للاطفال نعم ايها الاب لانة هوذا صارفى المسره امامك خط روحي من قراءات الكنيسه احبائي لابدان ندركة لاجل ان نفهم فكرالكنيسه الكنيسه تؤمن احبائي ان المنجليه هي فم المسيح الفصل اللي بيقرا لسان المسيح الذى يعلم في الكنيسه كأن ربنايسوع المسيح لازال يقف امام الجموع ويفتح فاة ويعلمهم الكنيسه بتؤمن ان الراعيه وربنايسوع والمعلم هوربنايسوع المسيح والذبيحه هي ربنايسوع والكاهن هوربنا يسوع المسيح الكنيسه بتاعته كلما يفعل بهاويفعل فيها يفعل به فتعليم الكنيسة هومن ربنايسوع المسيح عشان كده لازم نعرف الكنيسه عايزه تقول لناايه بلسان المسيح هنجد ان كل يوم فى الكنيسة تقراعلينا فصول والفصول دي لية؟؟؟ده اللى المسيح عاوزيقولوا لك النهارده ده التعليم اللي المسيح عاوز يثبته في قلبك النهارده وكل يوم بتبان عن المرة اللي قبلها وكأن يتدرج فيك من البدايه للنهايه البدايه التوبه والنهايه المجئ الاحاد الاخيره من شهرمسرى والاحدالاخيرالاثنين كانوابيتكلموا عن المجئ الاحدالاول والاحدالثاني بيتكلم عن قبول الكرازه فى شخص المسيح يبقى الاول اقبل الكرازه توصلني للدرجه انه انا استعد للقبول في النهايه اذا في خط روحي الكنيسةعاوزنى اعرفة وهوالتوبه ومعرفه المسيح الحياه من اجل المسيح الحياه بحسب المسيح توصلني للنهايه الى الاستعداد جوة لمسيح الكنيسه احبائي الخط الروح فيهاخط متكامل وبنسمي الكتاب اللي بنقرامنه اسمه..قطمارس..قطا يعني حسب مارس نصيب . كل مره تسمع فيها قطمارس دةفي نصيب اليوم نصيب اليوم من الكتاب المقدس اونصيب اليوم من تعليم المسيح اوماذاسيقول للمسيح اليوم وكان الكنيسه كل مره المؤمنين جايين فيهامنتظرين وجبة دسمه ياكلوا ويشبعوا بها اكلها واشبع بها عشان كده وجبه القطمارس هي الوجبه اللي بتهيئني للتناول بتهيئك للعجل المثمن بتهيأ للذبيحه الحقيقيه تملي نقول لك تحضر القراءات عشان تتناول ماينفعش تتناول وانت ماحضرتش القراءات لانها الوجبه اللي بتاخذها اللي بتهيئك وبتغزيك وبتسندك عشان كده بنقول ان الخط فيها متكامل تلاقي الكنيسه عامله قراءات لكل يوم كل يو م في قراءه أثناء الايام مختلفه عن ايام الاحاد اثناء الايام القراءات متركزه حوالين قديس اليوم وكأن الكنيسه عاوزه تقول لك احنا النهارده هنفرح بالقديس بتاع اليوم يعني احنا النهارده لوما كناش يوم احد كنا قرانا قراءه الملائكه النهارده تذكارالملاك 12 توت كل يوم 12 من الشهرالقبطى بيبقى تذكار الملاك فالنهارده الاحد نقول له لا مانقدرش امال يبقى ايه يبقى حوالين محور تدبيرالخلاص الاحد له قراءات مختلفه عن باقي الاسبوع ايام الاسبوع بتتركزعلى قديس اليوم لكن يوم الاحد بتركزعلى تدبير الخلاص عمل ربنا يسوع المسيح الخلاصي بيتسمى يوم الاحد ده يوم كامل اليوم الثامن يوم البدايه الجديده يوم الثامن ده اللي هو يوم الخلاص احيانا الاباء بيسموه يوم الابد فالنهارده ده يوم الابد اليوم الثامن تقرا في قراءات تخص شخص ربنا يسوع المسيح وتعليمه وتدبيره للخلاص كل يوم عاوز يقول لك ايه نبتدي معاك بالتوبه التوبه تودينا لمعرفه المسيح معرفه المسيح تودينا للتمتع بنعمتة توبتة معرفتة اخذتة نعمتة بعد كده اخذت روحه والقدوس فأظهرت فأستعديت دي السنه كلهاعلى بعضها تلاقي كل شهرله قصد احياناالاباء القديسين يقول لك عشان بدل ماتتلخبط ممكن عباره كلنا حافظينها هي دي قراءه يوم الاحد محبه الله الاب ونعمه الابن الوحيد وشركة وعطيه الروح القدس يوم الاحد بتمثل التدبيرالخلاصي للانسان اللي عمله الله ليتمتع بة الإنسان مححبه الله الاب نشوفها في قراءات يوم الاحد نشوف مبادراته للانسان نعمه الابن الوحيد تلاقيه معجزه الشفاء تلاقي عطايا الله للانسان حب الله وعطف الله للانسان كل ده بنشوفه يوم الاحد شركة وعطيه الروح القدس عمل الروح القدس في الانسان هوده الخط الروحي بتاع يوم الاحد عشان المؤمن يجي يوم الاحد يبقى مشتاق للحداللي بعده الكنيسه هتقول لي ايه هاخد الكلمه وادخلها جوه قلبي تثمر وتعالا اسبوع ورا اسبوع الكنيسه القراءه فيها احبائي مش مجرد كلام الكنيسه القراءه فيها كلمه حيه فعاله تدخل القلب تستقرجوايا تعمل مفعولها لماتحضرالكنيسه وقت قراءة الانجيل ده اصغى وانصت وهيء ذهنك وقلبك واخضع للكلمه وصلي من اجل الكلمه تثمر في حياتك عشان كده اللي يحضرالقداس وهومتجاوب مع فكرالقداس يبقى متلزز ونلاقي ان البوليس مع الكاثيليكون مع الابركسيس مع الانجيل بيمثلوا خط متكامل لوحده متكامله فتلاقي البولس يركزعلى عمل النعمه البولس عمل الله في الانسان الكاثيليكون بيركزعلى دورالانسان في افتبال النعمه قرات البولس ابتدالي بالبولس الاول ابتدالى بالنعمةالاول يقول لي خلي بالك النعمه مش هتقدر تعمل حاجه غيرلما انت تعمل قرأ البولس وبعدما الكاثيليكون يقولك دورك انت ايه في اقتبال هذه النعمه وعلى قد ما تكون امين في دورك على قد ما النعمه تبقى فعاله فيك البولس النعمة الكاثيليكون الجهاد دورالانسان والاثنين بيكملوا بعض ماحدش ابدا يقول ان جهاد من غير نعمة يصلح ولا احد ابدا يقدريقول ان النعمه بدون جهاد تصلح الاثنين تملي الاباءالقديسين يقولوا لنا ان النعمه تزكي الجهاد والجهاد يدين النعمه بمعني لما اجاهد النعمة ترفع الجهاد بتاعى يجعل النعمه مستمره دةالبولس والكاثيلكون البوليس والكاثيلكون يفرزه الابراكسين الابراكسيس اللي هو ايه ثمره تجاوب النعمه مع الجهاد ده عمل الروح قدس في الانسان الابركسيس اعمال الرسل ده كله مجاش من فراغ جاء من نعمه وجهاد فأثمروا عطيه الروح القدس عشان كده تلاقي الرسل بيتكلموا بسلطان وتلاقى اعملهم عمل قوي وربنا بيسند كلمتهم مؤثره وناس كثيربتتوب ده ايه ده ده عمل الروح القدس البولس مع الكاثيليكون مع الابركسيس يعملك فاصل يقولك هنشرحلك نموذج عملي اللي هوايه السنكسار شوف الراجل ده والقديسه دي والشهيد ده ده تجاوب مع النعمه جاهد وتفاعل مع عطية الروح القدس فصارقديسا فأحتكرمناهج العالم فأقبل على الاستشهاد بسرور ترك غناة فترك منصبه ازاي مايجيش من فراغ جاي من انسان اخذ نعمه وجاهد واستحق عطية الروح القدس فتاجر واصبحت عشان لما تقرأ السيره من غيرماتفهم اللي قبل منها تشوفها صعبه ازاي الواحد يعمل الكلام ده كله زي القديسين دول متعجب ما تتعجبش لان دول عايشين الانجيل . الانجيل سندهم الانجيل قواهم الانجيل هواللي صنع منهم قديسين فالكنيسة تقرأ لناالسنكسار تأتى بعد ذلك الكنيسه تختم بالمزمور والانجيل صوت الله للانسان في هذااليوم الكنيسه عاوزه تخبرني بة النهارده الايه اللي صنعت قديس الايه اللي قربتنا من ربنا الفكره اللي استقطبت كياني وفكري سرتقديسى سر حياتي ونموي وثباتي هوكلمه الانجيل علشان كده لما ربنا يسوع المسيح راجعوا الية التلاميذ وقالوا له ان الناس قبلت الكلمة بفرح تهلل يسوع بالروح اية يارب اللي يخليك تتهلل الناس تجاوبك مع كلامي لماربنا يسوع المسيح يلاقي فينا نفوس تائبة نفوس مقدسه نفوس اتفطمت من محبه العالم وشهوات ومسرات العالم واعلنت ان محبتها فية زلذتها فيه وعشقها له واوقاتها لة ساعتهايقول لك تهلل يسوع بالروح احمدك ايها الاب لان هذا قد صار بالمسرة امامك اخفيت للاطفال هذاعن الحكماء واعلنتة للاطفال الصغارلان الناس المتعالية بفكرهم واللى بيرفضوا كلمة ربنا اللي يقول لك ده كلام بتاع عصره واللي يقول لك متكبرودة اناني هذا تخفى عنة الكلمه الكلمه تبقى قدامه بس مخفيه عن عينيه مفعولها وقوتها وسحرها وجاذبيتها مش لة يعلنها لمين للاطفال الصغار المتواضعين البسطاء الل يبيقبلوه الكلمه بفرح اللي بياخذ الكلمه ويخبيها ويجعلها سراج لحياته ده اللي هوايه ده اللي قالك اخفيتها عن الحكماء واعلنتها للاطفال اعلنتها للبسطاء والمتواضعين تلاقي كده الذى يصغى للانجيل باتضاع الانجيل ينسكب امامه القديس اغسطينوس قرأ الانجيل اكثرمن مره لكن للاسف لما كان يقرا الانجيل كان يقراه عشان هو يقيم الانجيل عشان يقول رايه في الانجيل بيقراها عشان يشوف الكلام ده كويس ولا لا الكلام ده مناسب ولا مش مناسب كان بيقراهاعشان يقول رايه في الانجيل ماكانش بيستفيد فبيقول لك بعد لما ابتدى يتوب ويعرف يقول لك الانجيل كان بيصدنى وكانه بيكرشني كانه بيقول لي امشي اطلع بره لكن لما ادركت خضعت لاياغروري وغباوتي التي حجبت حكمتك عني انا لما كنت باقرا بتعالى ماكنتش افهم لما قراته دلوقتى بانسحاق ابتدات اكتشف اسرار عشان كده اقدراقول لك اخفيت هذا عن الحكماء واعلمتها للاطفال تأتى الكنيسة وانت خاضع وكل كلمه بتتقال تقول له امين يارب اعطينى ان اسحق ان اسمع واعمل اناعاوز انفذ الايه دي عايزاخذالايه بتاعه النهارده اسمع واعمل واخدها بقلب طفل وبساطه وبطاعه وخدوع بثقه مش قادر اعملها اقولة اعطيني انت نعمه عشان اعملها اعطيني انت قوة دى اكبرمني اصل انا طفل اصل انا ما باعرفش يا سلام على النعمه ياسلام على النعمه اللى ربنا يعطيها للبسطاء دول عشان كده الحكماء الكتبة والفريسيين كانوا بيسمعوا عظات ربنا يسوع المسيح ولايتاثروا بشيءابدا لدرجه ان يسوع فرحان ويقول لهم ده انتم طوبى للعيون التى تنظر وانتم نتظرون وانبياء اشتهوا ان يروا وانتم ترون ولم يروا يسوع متهلل جدا واحد طلع له عشان يجربه وسال وقال له اذ ناموسى قام ليجربة وقال ايهاالمعلم ماذااصنع لارث الحياه الابديه ده وقت تسأل بتحدي؟! ده ربنا يسوع متهلل جدا بالاستجابه اللى شفها. بس ده مش من البسطاء ولامن الاطفال واقف بيسمع الكلام ده كله لكن بيسمعة مش من اجل الاستفادة بيسمعوا لاجل ان ينقدالمسيح بيسمع عشان يجربوا قالة اعمل ايه لاجل ان ارث الحياة الأبدية قال له ماهوالمكتوب في الناموس عاوزيقولة انت حافظ انت عارف يرجع يساله كيف تقرأ هي الحكايه حكايه حفظ؟!الحفظ ده ممكن يكون اللي منعك ان انت تاخذ خطوه للحاله الابديه قال له انت لازم تكون عايش الكلام ده ومتجاوب معه بقلبك وفكرك انت بتقرا ازاي بتقرا كده وخلاص قرأءة بلسان الحكايه مش حكايه مجرد قراءة معرفه.. لما اقول لك قول الوصايا ترصهم لا كيف تقرا السؤال ده ربنا يسوع المسيح بيقولوا لكل واحد فينا كم ايه احنا حافظينها كم ايه احنا بنرددها بتلاوه سريعه جدا خبزنا كفى فينا اعطينا اليوم كل شويه بنقولها طيب كيف تشعربها واثق ان ربنا يسوع بيعولك؟! بتقول خبزنا كفافنا كما في السماء كذلك على الارض هل عندك الثقه دي حافظها وبتعملها كيف تقرا؟! هنا ربنا يسوع المسيح بيسال السؤال ده وبيقول لك حاجات كثيره عرفتها وحاجات كثيره قراتها وحاجات كثيرمش بس عرفتها وقراتها لكن حفظتها لكن في فجوه فى فجوة احبائي بين الانجيل وحياتنااول ما بنقرا بالروح بنخضع بالروح وهنلاحظ نفسنا ان مانقرا نفعله ومانفعله هو ماقرءناة جميل جدا الانسان احبائي ان يصيرالانجيل بالنسبه له حياه حتى ما تصيرحياته انجيلا ان يصيرالانجيل بالنسبه له حياه حتى ماتصيرحياته انجيلا يعني ايه يعني انت نفسك آيه انت نفسك شهاده انت نفسك كرازه بدل ما نكلم الناس كثيربكلام نكلمهم بحياه كيف تقرا ازاي الايه تدخل جوة وجدانى ومشاعرى وتختلط بى فتفعل فى سلوكي وتظهرعلى حياتي كيف تقرا بتقرا ازاي اجابه وقال له تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك حافظ كل ده فربنا يسوع المسيح قال له بالثوب اجبت قال له شاطررغم انك حافظ انا بسالك باقول لك ماذا افعل لارث الحياه الابديه قال له هتقول لي ايه المكتوب سمعني قال له في حاجه مهمه جدا افعل هذا فتحيا فجوه بين المعرفه والحياه فجوه بين ما اقرب والسلوك الاباءالقديسين يقولك جهادالانسان كله هو لتضييق هذه الفجوه ما يجب ان افعله ومافعلا افعله جهاد لتقليل المسافه بين المفروض والواقع الواقع بتاعي انى بعيد والمفروض حاجه ثانيه المفروض جهادى اعمل ايه؟اقلل المسافه بين المفروض والواقع بين مااقراه وما افعله قرب المسافه افعل هذا فتحيا تعال كل واحد فينا يفكر ايه اول خطوه اعملهاعشان ابتدى اعمل الكلام الي بسمعه اقعد مع نفسك راقب سلوكك اول حاجه هل هذا سلوك يتفق مع روح الله يتفق مع الانجيل يتفق مع التعليم اللي انت بتسمعه مع ماترجوا لنفسك؟؟ تقولى ابدا اناحاسس انى وحش خالص اقول دى اول خطوه خطوه جميله طب حسيت ان انت وحش المفروض تعمل ايه الذى يعرف انة مريض يروح للدكتور .يكتب له دواء يكتب له تحاليل اكتشفنا ان احنا بعيد يلا نقرب افعل هذا فتحيا خذ خطوه فعلية لاتكتفي ابدا بالمعرفه بل اجعل المعرفه محرك لك هنا قال لة ان تحافظ كويس بس ماتحفظش بس افعل هذا فتحنا جميل جدا جميل جدا الكنيسه تصلى لنا اوشيه مخصوص قبل الانجيل عشان تصلى وترفع قلبنا بعمق وحرارة ان نستحق ان نسمع ونعمل يلانسمع ويلانحفظ لكن بنعملش ايه اللي يَسرقلبك يارب ان انت تعمل اللي يسر قلبي ان انت تعمل والذى يعلن انك بلحقيقه تلميذليا وبهذايعرف الجميع انكم تلاميذي ان كان لكم حب بعضكم نحوبعض شهاده لعمل الله انه عمل قوي ومقتدر الناس اللي تشوفك تلاقي سلوكك اتغيرفيخروا ساجدين ان الله بالحقيقه فيك ليه ربناغيرك غيرك على مستوى سلوكك اللي كان الاول انسان بيكذب كان الاول انسان بيشتهي مال غيرة ..اللى كان وكان خلاص دة اتغير بقى حاجه ثانيه افعل هذا فتحيا كلمه ربنااحبائي مقتدره كلمه ربنا فيها قوه مفعول حياه عامله بالضبط كده زي البذره شكلها كده ان هي جماد لكن هي حيه في جواها حياه تخترق تربه وتخترق قشره وتخرج من الظلم الى النوركلمه ربنا كده عشان كده اقدراقول لك كلمه ربنا محبة افعل هذا فتحيا.. عشان كذا انسان يحضرمعجزه ربنا يسوع وشايف عمل وللاسف يكون هوفي قلبه بيدين يسوع اوهوفي قلبه ينقض الفعل اويقول لك هوليه عمل كده فى سبت انت المفروض الفعل اللي انت شفته ده يكون لمس قلبك وغير كيانك وفرحك ازاي انت بتفكرالتفكيرده وانت جالس فى الكنيسه ارفع قلبك وشوف نفسك انظرالى نفسك فى ضوءالنعمه وضوء الذبيحه وضوءعمل الله تلاقي نفسك في جهاد كثيرمنتظرك في نعمه كبيره منتظراك المسيح يريد أن يفرحك وعاوزيغنيك عشان كده اقدراقول لك المسيح عاوزيتهلل بالروح لمايشوف فينا الثمار واللى يفرح قلب ربنا يسوع المسيح هى توبتنا وقبولنا للكلمه وتفاعلنا مع الكلمة والسلوك بحسب الكلمه والثماربالكلمه عشان كده الكنيسه كل يوم محضرنا ايه واثنين وعشره بتقول لك خذ وعيش لغايه ما الانجيل يبقى بالنسبه لك منهج يبقى بالنسبه لك سلوك وحياه ربنا قادريجعلنا ان نسلك بحسب الانجيل افعل هذافتحيا ربنا يكمل ناقصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهناالمجد الى الابد امين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
17 سبتمبر 2023

أعظم مواليد النساء

الأحد الأول من السنة القبطية يوافق تذكار إستشهاد القديس العظيم يوحنا المعمدان لذلك يقرأ علينا إنجيل معلمنا لوقا بفم ربنا يسوع المسيح الطاهر عندما قال ﴿ أقول لكم إنه بين المولودين من النساء ليس نبي أعظم من يوحنا المعمدان ﴾ ( لو 7 : 28 ) لماذا يا الله ؟ لماذا جعلت يوحنا المعمدان أعظم شخص رغم أنه يوجد أبرار كثيرين وقديسين كثيرين ؟ لماذا يوحنا المعمدان بالأخص أعظم مواليد النساء ؟ يقال عن يوحنا المعمدان أنه الجسر الذي يربط بين العهدين القديم والجديد هو حلقة الوصل بين العهدين كل الأنبياء تنبأوا عن ربنا يسوع أما يوحنا المعمدان فرأى وتنبأ كل الذين تنبأوا لم يروا لكن يوحنا تنبأ ورأى في أوشية الإنجيل نقول ﴿ إن أنبياء وأبرار كثيرين إشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا ﴾ تنبأوا عن أمور لم يروها يوحنا المعمدان رأى ربنا يسوع مشتهى كل الأمم رآه بل وشهد عنه وإن كان كل الأنبياء قد تنبأوا عن ربنا يسوع لكن عمل يوحنا المعمدان كان بمقدار جميع الأنبياء لأنه كان يعد للرب لمجيئه المباشر وكأنه يريد أن يقول كل ما سمعتموه من الأنبياء سترونه الآن كل ما تعلموه عن المسيا سترونه الآن هذا سر عظمة القديس يوحنا المعمدان أعظم مواليد النساء لم يتنبأ فقط بل تنبأ وشهد ورأى كنا ندرس في سفر العدد الذي يقول أن البعض ذهب ليتجسسوا أرض الميعاد واحد من كل سبط أي ذهب إثني عشر رجل ليتجسسوا ويروا ما هي طبيعة الأرض وطبيعة سكانها وثمارها وقال لهم موسى النبي إحضروا من ثمار هذه الأرض لكي يرى الشعب ويفرح ويتعزى بأن هذه الأرض تفيض لبن وعسل بحسب قول الرب فذهبوا وتجسسوا وأحضروا معهم عنقود عنب كبير جداً ولكي يحملوه حملوه على عصا خشبية الآباء يقولون عندما تأملوا هذا المنظر أن الخشبة هي الصليب والعنقود هو المسيح له المجد كان عنقود العنب ثقيل جداً ولكي يحمل على الخشبة كان يجب أن يحمله مجموعتان مجموعة من الأمام ومجموعة من الخلف والعنقود محمول على الخشبة في الوسط المجموعة الأمامية التي تحمل العنقود يحملون لكنهم لا يرونه نعم هم يحملون الخشبة على أكتافهم لكن لايرون العنقود لأنه خلفهم بينما المجموعة الخلفية يحملون العنقود بالخشبة على أكتافهم وهم يرون العنقود أمام عيونهم هكذا يوحنا المعمدان تنبأ ورأى مثل المجموعة الخلفية بينما كثيرون تنبأوا ولم يروا مثل المجموعة الأمامية – فرق كبير – نحن أولاد العهد الجديد نرى * طوبى لعيونهم لأنها تبصر * لذلك عندما تكرم الكنيسة السيدة العذراء تقول من ضمن ألقابها – لو فهمنا الإنجيل – * الحاملة عنقود الحياة * هذا هو العنقود لذلك يوحنا المعمدان أعظم أنبياء العهد القديم إن قيل عن موسى النبي أنه كليم الله وإن كان إليشع النبي أكثر الأنبياء عمل معجزات وإن كان أشعياء النبي تنبأ عن تفاصيل ميلاد ربنا يسوع وصليبه وإن كان دانيال النبي قيل عنه أنه المحبوب من الله وأنه صديق الملائكة كل هؤلاء لكن يوحنا المعمدان هو أعظم لذلك الكنيسة تضع يوحنا المعمدان بعد السيدة العذراء مباشرةً تطلب شفاعة السيدة العذراء والملائكة ويوحنا المعمدان وتطلب صلوات سائر القديسين عندما تقول |iten ni`precbi`a * أي بشفاعة * تقولها للعذراء والملائكة ويوحنا المعمدان بينما تقول |iten nieuxh * أي بصلوات * للقديسين والشهداء والنساك و كيف يوضع يوحنا المعمدان مع السيدة العذراء والملائكة ؟ كيف وهو بشر مثل سائر البشر ؟ لكن الكتاب المقدس يقول هو أعظم مواليد النساء أحياناً في بعض الأيقونات الطقسية يُرسم يوحنا المعمدان بأجنحة لماذا ؟ يقول لأنه يمكن أن يوضع مع الطغمات السمائية وهكذا وضعته الكنيسة في هذا المقام أعظم مواليد النساء في مجمع القداس يوضع يوحنا المعمدان بعد السيدة العذراء نتكلم عن يوحنا السابق الصابغ والشهيد لماذا ؟ تقول الكنيسة لأن هذا مكانه الحقيقي لماذا الكنيسة متحمسة ليوحنا على أنه أعظم مواليد النساء ؟ لأن مقاييس ومفهوم العظمة عند الناس هي أن يكون الشخص ذو جاه كبير ومال كثير ويسكن القصور وإن وضعنا يوحنا المعمدان بحسب هذه المقاييس نجده غير عظيم بل سيظهر مسكين ليس له ما يرتديه أو يأكله يعيش في قفار هل هو عظيم ؟ نعم عظيم بل أعظم مواليد النساء لأن مفهوم العظمة عند الناس غير مفهوم العظمة عند الله نحن العالم جعلنا نقيس بمكياله وهذا لا يليق بمقاييس الله إن كنا نقيس بمقاييس العالم سيكون ربنا يسوع المسيح ليس عظيم فهو مولود في مذود تربى في بيت فقير نشأ في أسرة بسيطة عاش حياة بسيطة في مجتمع فقير مظهره بسيط فهل ربنا يسوع ليس عظيم ؟ لاعظيم جداً لذلك لابد أن يدخل أذهاننا مفهوم جديد للعظمة ولكي تستوعب هذا المفهوم الجديد للعظمة إفهم يوحنا المعمدان لكي تعرف ما هي العظمة هل تريد أن تكون عظيم ؟ تمسك بيوحنا المعمدان الذي رأى والعنقود أمام عينيه وأعد طريق الرب عظمة يوحنا المعمدان لها مجالات كثيرة جداً لو تكلمنا عن عظمته في الخدمة نحتاج سلسلة فهو أعد طريق الرب عصره كان عصر مظلم جداً في المعرفة والتقوى كان عصر شرير وربنا يسوع قصد أن يفتقد البشرية ويأتي لها وهي في قمة جهلها عندما أتى ربنا يسوع ليلاً لم يكن يقصد الليل في حد ذاته فهو كان يمكنه أن يسهل الأمر ويأتي بالنهار ولكن قصد أن يولد في الليل ليعرفنا أنه ولد في أحلك ظلمة مر بها العالم ولننتبه أن ليل شهر كيهك ظلامه دامس والمسيح ولد في 29 كيهك ومع ذلك نوراً أشرق في الظلمة فمن الذي يستطيع أن يعد الطريق في هذه الظلمة ؟ قد يكون الناس في عصور قبل ذلك أكثر تمهيداً يوحنا المعمدان أتى ليعد طريق الرب ﴿ لكي يهيئ للرب شعباً مستعداً ﴾ ( لو 1 : 17 ) ﴿ توبوا ﴾﴿ أعدوا طريق الرب إصنعوا سبله مستقيمة ﴾ ( مت 3 : 2 ؛ 3 ) كان يوحنا يعمد بمعمودية التوبة وبالآف كانوا يعمدون من يوحنا عظيم كان يوبخ الكتبة والفريسيين كان الكتبة والفريسيين في حرفية شديدة جداً عندما تواجهوا مع ربنا يسوع يوحنا وبخهم ولم يخافهم الكتبة والفريسيين وصلوا لدرجة من الحرفية والجهالة في أمور الشريعة إلى قمتها قد كانوا في عصر موسى النبي عندما إستلم الشريعة غير متشددين مثلما كانوا في عصر ربنا يسوع كلما قدمت الشريعة كلما تمسكوا بحرفيتها ونسوا روحها حتى أنهم عشروا النعناع والشبث( مت 23 : 23 ) في أيام موسى النبي مع بداية الشريعة لم يفعلوا ذلك لكن كلما إزدادت الحرفية كلما إزدادوا في الشكلية ﴿ لأن الحرف يقتل ولكن الروح يحيي ﴾ ( 2كو 3 : 6 ) تخيل يوحنا المعمدان دخل وسط هذه الحرفية وخدم إن قلت لآخر تكلم عن السيد المسيح وسط هؤلاء يقول لا أستطيع أن أكلمهم عن المسيح لأنهم رافضون وقلوبهم مغلقة وبدلاً من أن يتوبوا سيلوموني أنا وبالفعل لاموا يوحنا المعمدان عظيم في خدمته عظيم في حياته عظيم في شهادته للحق يقف ويوبخ الملك الناس كلهم صامتون لكن يوحنا يوبخ الملك وكما قال يوحنا ذهبي الفم ﴿ يوحنا المعمدان فضَّل أن يكون بلا رأس عن أن يكون بلا ضمير ﴾ – فضَّل أن يكون بلا رأس – الناس تعرف أن هذه الأمور خاطئة لكنهم صامتين لأن قوة الحق التي فيهم لا تستطيع أن تصعد إلى هذه الدرجة من الإعلان عنها تجرد يوحنا المعمدان كان إنسان متجرد قيل عن زكريا الكاهن عندما علم بقتل أطفال بيت لحم دون السنتين أنه خاف لأن يوحنا كان من ضمن هؤلاء الأطفال الذين كان يجب قتلهم حسب أمر الملك فماذا فعل ؟ سأل الرب وأتته فكرة أن يضع الطفل يوحنا في الهيكل وتركه إن قبضوا عليه وقتلوه فهذه إرادة الله وإن حفظه الله فهذه أيضاً إرادة الله فأتى ملاك الله وخطفه إلى البرية وهو إبن دون السنتين إلى حين ظهوره وظل تقريباً ثمانية وعشرون سنة في البرية هذا إن قلنا أنه ظهر في عمر الثلاثين كيف تربى ونشأ وعاش ؟ تربى بعناية سماوية كانت الملائكة تقوته لما ظهر كان شكله مختلف كان شخص العالم بالنسبة له لا يساوي شئ الأكل والشرب والملبس بالنسبة له شئ مختلف ومحتقر يقول لك تعال عيش معي يوماً واحداً في البرية أنا الله أعالني في البرية وأنت تتكلم عن إني لا أعرف أن آكل وأشرب لا تشك في قدرة الله وعمله تعال إختبر معي وعش معي أسبوع أو شهر في البرية لترى كيف يعولني الله لذلك كان يوحنا المعمدان قوي شديد عظيم الله أعده في مدرسة البرية لكي يكون شخص عظيم يعد له طريقاً كان متجرد كان يرتدي ملابس غريبة كان يرتدي وبر الإبل ويأكل جراد وعسل بري عندما إنتهت فترة البرية كان يوحنا محروم من الأكل والشرب لكنه الآن فليأكل ويشرب كما يشاء لكنه قال سأظل كما أنا فكان يأكل أبسط الأطعمة ويرتدي أبسط الملابس لم يغير من مظهره هذه عظمة يوحنا المعمدان عظيم في تجرده مشكلة الناس كما يقول الكتاب أن ماذا نأكل وماذا نلبس( مت 6 : 31 ) يوحنا لم يهتم بماذا نأكل وماذا نرتدي كان يأكل أبسط الأطعمة ويرتدي أبسط الملابس الأكل شهوة واحتياج وغريزة وحق إنساني إن إمتنع مجموعة في سجن أو أي مجتمع عن الطعام يهيج العالم لأنه أمر خطيرالأكل احتياج يوحنا غلب شهوة البطن ولنتذكر أن عدو الخير عرف أنه من أكثر إحتياجات الإنسان هو الطعام لذلك تجاسر وحارب ربنا يسوع بشخصه القدوس وقال له إن كنت تريد أن تأكل فقل للحجارة أن تصير خبز ( مت 4 : 3 ) أراد أن يدخل لربنا يسوع من ثغرة الطعام وشهوة البطن جيد هو الإنسان الذي يغلب في داخله شهوة البطن حتى أن الآباء يقولون أن البطن سيدة الأوجاع إن عانى الإنسان من أوجاع كثيرة فليعلم أن البطن سيدة هذه الأوجاع أمها البطن بداية شهوات كثيرة وتحرم الإنسان من عطايا كثيرة وتعبر عن أنانية الإنسان يوحنا المعمدان كان طعامه بسيط ولا ننسى أن الإنسان طُرد من الفردوس وباع الفردوس من أجل شهوة الأكل حتى أن القديسين تكلموا كثيراً عن كيف يضبط الإنسان بطنه وأكله حتى أنه يوجد تعبير في كتب الآباء عن الشخص الذي يحب الطعام يقولون عنه أنه حنجراني ما معنى * حنجراني * ؟ يقولون أن الطعام كل لذته تكون في جزء من الثانية عندما يمر على منطقة الحنجرة بعدها كل الأطعمة تتساوى داخل البطن لذلك الذي يستمتع بهذه الثواني القليلة يسمى حنجراني أي يريد أن يتلذذ بحنجرته ولو لحيظات يوحنا المعمدان غلب شهوة البطن التجرد عند يوحنا المعمدان كان سر عظمة داخلية وليس أمر خارجي ربما الكلام عن الطعام يظهر كأنه فوق قامتنا لكن أقول لك لا تكن مثل القديسين في درجة نسكهم الشديد لكن على الأقل لا تكن مستعبد ولا تكن لك طلبات كثيرة بل كن بسيط كان المتنيح أبونا بيشوي كامل يمكنه أن يأكل مرة واحدة في اليوم وأبسط الأطعمة يمكن أن يتخيلها في أي مكان يمكن أن يقول أنه يريد أن يأكل نحن لا نستطيع أن نقول لأحد هذا الطلب حتى لا نكلفه أكثر من طاقته أبونا بيشوي يسأل ماذا عندكم ؟ يقولون كذا وكذا و فيختار صنف واحد فقط وأبسط صنف مثلاً البعض الذين عاصروا أبونا بيشوي يقولون أنه قد يذهب إلى زيارة أحدهم حوالي الساعة السادسة مساءً ولم يكن قد تذوق الطعام بعد ويقولون له عندنا أطعمة كذا وكذا و ثم ماذا ؟ فيتعجبون هل كل هذه الأطعمة لا تعجبه فماذا يطلب إذاً ؟ ثم يسألهم هل لديكم فاكهة ؟ فيقولون نعم فيطلب ثمرة واحدة فقط من أحد أصناف الفاكهة الموجودة يسألوه هل تكفيك ؟ يجيب نعم لا أريد أكثر من ذلك لكي أكمل يومي هذا الأمر تعلمه من سيده ربنا يسوع الذي لما جاع ماذا فعل ؟ ذهب إلى شجرة التين ( مت 21 : 18 – 19) هل إنسان جوعان يذهب لشجرة تين ليأكل ؟ نحن تعودنا أن يكون الأكل عبارة عن مجموعة أطعمة وبكميات لا هو مر على الشجرة ليأخذ منها ثمرة تين أو ثمرتين ويشكر الله أبهذه البساطة ؟ نعم وهكذا علم تلاميذه ففي أحد المرات جاع التلاميذ ومروا على حقل ووجدوا بعض السنابل فأخذوا من هذه السنابل وأكلوا ( لو 6 : 1) ناس تأكل زروع بسيطة إنسان يهتم بما يأكل وبما يشرب وإنسان إرتفع فوق هذا الأمر هذا غير أن الطعام هو الذي غيَّر مصير البشرية فغلبوا الأكل لذلك الكنيسة علمتنا أن نقوت الجسد ونربيه وعلمتنا أيضاً أن نضبطه . يوحنا المعمدان عظيم في تجرده يعيش في البرية فماذا تجد في البرية ؟ لا يوجد شئ يُشتهى القديس مارإسحق يقول ليتنا نتمتع بالنظر في البرية نجيبه ماذا نجد في البرية هل بها مباني شيك أو سيارات قيِّمة أو ؟ لا أريدك أن تتمتع برؤية البرية لماذا ؟ ﴿ لأن النظر إلى البرية يميت الشهوة من النفس ﴾ قفار يوحنا المعمدان تربى من صغره على ذلك فماتت شهواته وليس لديه طلبات يطلبها من أخطر المشاكل في عصرنا هذا مع التطورات الشديدة ومع الإبتكارات ومصارعة الأسواق على تسويق ما هو ضروري وما هو غير ضروري صرنا لا نرى شئ ونستطيع أن نقول له لا ولو درسنا في الأسواق العالمية نجد أن المجتمع يستهلك أمور كثيرة جداً لا فائدة لها في العالم كله وأنه مهما ساد الكساد فإن الناس لا تستطيع أن تضبط أمر الإقتناء رغم ضعف الدخل المادي هذا يعني أنه يوجد ضعف داخلي زائد الإنسان الشبعان داخلياً وإن كان يعيش في قفر لا يمكن إصطياده الشخص السهل إصطياده لابد أن يكون له نقطة ضعف تمسكه منها يوحنا المعمدان الذي كان يحيا في القفار لماذا هو فقط الذي وبخ هيرودس ؟ لأن قوة الحق داخله ولأنه أيضاً لا تربطه شهوة ولا يوجد شئ يستطيع هيرودس أن يربطه به لكن الذي يحب العالم وشهواته يقول ماذا أقول لهيرودس ؟ أنا أعلم أنه مخطئ لكن إن كلمته قد يحرمني من كذا أو كذا أو يفعل معي كذا الذي يخاف على شئ لا يستطيع أن يشهد للحق لذلك وبخ كتبة وملك لأنه لا مال ولا مركز ولا زوجة ولا يخاف عليه لذلك قال القديس يوحنا ذهبي الفم ﴿ لا يوجد شئ يستطيع أن يؤذيك ما لم تؤذي نفسك أولاً ﴾ لا يوجد ملك يستطيع أن يؤذيك لا شئ يؤذيك إن لم تؤذي نفسك أنت ضعفت داخلياً فتغلب من الخارج حتى وإن كنت ذاهب إلى الموت لا يستطيع الموت أن يؤذيك إلا إن كنت أنت خائف الموت فتكون أنت من آذيت نفسك يقال أنك لو ألقيت طفل رضيع عمر شهر في الماء فإنه يسبح إذاً ما الذي يجعل شخص يغرق في الماء ؟ خوفه من الماء يغرقه لا يستطيع أحد أن يؤذيك ما لم تؤذي نفسك هذا هو القديس العظيم يوحنا المعمدان شخص غير متعلق بشئ يستطيع أن يوبخ ملك بل والعالم كله يشهد للحق ويقول لا يحل لك ( مت 14 : 4 ) نعم إن العالم مبهر ومملوء مغريات لكن الشخص الذي يرى المسيح أمامه دائماً تهون عليه مغريات العالم وبقدر ما يختفي ربنا يسوع عن عيوننا بقدر ما تزداد المغريات قيمة في عيوننا – وهذا خطأ – القديس يوحنا المعمدان مثال لنا في التجرد والكتاب المقدس يقول ﴿ إن كان لنا قوت وكسوة فلنكتفِ بهما ﴾ ( 1تي 6 : 8 ) يقال عن معلمنا بولس الرسول أنه تم القبض عليه فجأة ووضع في السجن وكان الطقس بارد جداً والشتاء قد إقترب فماذا يفعل ؟ كتب رسالة لتلميذه تيموثاوس نسمعها كثيراً في الكنيسة يقول له فيها ﴿ الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس أحضره متى جئت ﴾( 2تي 4 : 13) لأني أشعر بالبرد فإحضر العباءة معك لماذا ؟ لأنه لا يملك غيرها لذلك قال﴿ تعلمت أن أكون مكتفياً بما أنا فيه تدربت أن أشبع وأن أجوع وأن أستفضل وأن أنقص ﴾( في 4 : 11 – 12 ) الذي يتعب الإنسان رغباته الذي يجعل الإنسان غير مستريح رغباته الإنسان الشبعان بالمسيح وعقله مسبي بمحبة المسيح يصير العالم له تافه ويعلم أنه مهما أخذ من العالم لن يفرح العالم غير مشبع وغير مفرح العالم خداع ويستنفذ عمر الإنسان كله دون أن يشبعه وكأنه يعطيه سموم وهو يأكلها فيموت رغم أنه يأكل منها بلذة يحكى عن فأر وجد نقطة دماء على طرف سكين فلعقها وكان كلما لعق الدماء كلما إزداد الدم وهو يزداد في لعق الدم دون أن يعلم أنه يلعق دمه هو حتى نفذ دمه ومات هكذا العالم يجري الإنسان وراء شهوات تجعله يخسر خلاصه وهو يجري ولا يشبع ولا ينتهي إلا بهلاك نفسه كيف ؟ لذلك يقول الكتاب ﴿ لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم ﴾ ( 1يو 2 : 15 ) ليتنا نتشفع بإبن الموعد يوحنا المعمدان ونتمثل بصفاته وعظمته وقوته وتجرده ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
10 سبتمبر 2023

الزمن والأبدية

تُعَوِدْنَا كِنِيسِتْنَا يَا أحِبَّائِي فِي آخِر أسَابِيع قِبْطِيَّة فِي السَّنَة أنْ تُذَكِّرْنَا بِنِهَايِة العَالَمْ وَكَأنَّ الكِنِيسَة تَعِيش مَعَنَا يُوم بِيُوم وَسَاعَة بِسَاعَة وَلَحْظَة بِلَحْظَة وَكَأنَّ الكِنِيسَة تُرِيدْ أنْ تَنْقِل لَنَا مَشَاعِر مُعَيَّنَة فَنَحْنُ بِنَسْتَقْبِل سَنَة جِدِيدَة وَالكِنِيسَة تَقُول لَنَا إِسْتَفِيدُوا بِالسَّنَة فَالأيَّام بِتِجْرِي حَاوْلُوا أنْ تَسْتَفِيدُوا بِفُرْصِة الحَيَاة الَّتِي أعْطَاهَا لَكُمْ الرَّبَّ إِجْعَلُوهَا فُرْصَة لِبِرُّكُمْ وَلَيْسَ لِهَلاَكَكُمْ حَاوْلُوا أنْ تَغْلِبُوا الزَّمَنْ فَعِيشُوا فِي الزَّمَنْ وَلكِنْ لاَ تَعِيشُوا تَحْت سُلْطَان الزَّمَنْ وَلِذلِك المَزْمُور يَقُول ﴿ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ سِنُوكَ مِنْ قِدَمٍ أسَّسْتَ الأرْضَ وَالسَّموَاتُ هِيَ عَمَلُ يَدَيْكَ هِيَ تَبِيدُ وَأنْتَ تَبْقَى وَكُلُّهَا كَثَوْبٍ تَبْلَى كَرِدَاءٍ تُغَيِّرُهُنَّ فَتَتَغَيَّرُ وَأنْتَ هُوَ وَسِنُوكَ لَنْ تَنْتَهِي ﴾( مز 102 : 24 – 27 ) رَبِّنَا يَقُول لَنَا أنَّهُ هُوَ غَالِبْ الزَّمَنْ هُوَ فَوْقَ الزَّمَنْ وَارْتَفَعْ فَوْقَ الزَّمَنْ رَبِّنَا يَسُوع يَا أحِبَّائِي عِنْدَمَا تَجَسَد بَارَك الزَّمَنْ وَحَوِّل الزَّمَنْ المَيْت إِلَى زَمَنْ خَالِدٌ وَحَوِّل سَاعَات اليُوْم إِلَى سَاعَات مُبَارَكَة وَمُقَدَّسَة وَحَوِّل كُلَّ لَحْظَة إِلَى لَحْظِة مَجْدٌ وَلَحْظَة خَالِدَة رَبِّنَا يَسُوع لَمَّا جَاءَ عَلَى الأرْض مَلأ الزَّمَان وَلَمْ يَكُنْ هذَا فَقَطْ فِي الفِتْرَة الَّتِي عَاشَهَا عَلَى الأرْض وَلكِنْ مَلأهُ إِلَى الإِنْقِضَاء فَقَدْ قَدَّس الزَّمَنْ وَبَارَكَهُ كُلَّ مَا عَمَلَهُ رَبَّنَا يَسُوع فَقَدْ عَمَلَهُ لأِجْلِنَا فَهُوَ وُلِدَ لأِجْلِنَا وَصُلِب لأِجْلِنَا رَفَعْنَا فَوْقَ الزَّمَنْ فَالإِنْسَان الَّذِي يَعِيش فِي مَحَبِّة رَبِّنَا وَمَخَافِة رَبِّنَا يَكُون بِذلِك غِير مَغْلُوب مِنْ الزَّمَنْ وَلاَ يَقَعْ تَحْت وَطْأة أوْ سُلْطَان الزَّمَنْ فَعِنْدَمَا يَقُول لَهُ أحَدٌ إِنَّ الأيَّام بِتِجْرِي لاَ يَخَاف وَلاَ يَرْتَبِك لأِنَّهُ غَالِبْ الزَّمَنْ مِنْ أجْمَل العَطَايَا الَّتِي سَيُعْطِيهَا لَنَا الرَّبَّ يَسُوع فُوق فِي السَّمَاء أنَّهُ لاَ يُوْجَدٌ زَمَنْ فَعَلَى الأرْض هُنَا الزَّمَنْ بِيِغْلِبْ الإِنْسَان وَبِيِضْغَطْ عَلِيه وَلِذلِك نَجِدٌ أنَّ النَّاس تُحِبْ المَال لِكَيْ تُؤمِّنْ المُسْتَقْبَل وَهذَا نَاتِج مِنْ ضَغْط الزَّمَنْ فَالزَّمَنْ هُوَ الَّذِي يُقْلِقٌ الإِنْسَان وَيُخِيفُه أحْيَاناً عِنْدَمَا يَفْقِد إِنْسَان أحَدٌ أحِبَّائُه نَجِدُه حَزِينْ جِدّاً لأِنَّهُ يُوْجَدٌ زَمَنْ سَيَعِيشُه مِنْ غِيرُه وَعِنْدَمَا يَكُون الشَخْص الَّذِي تَوَفَّى صَغِير نَجِد أنَّ النَّاس تِحْزَن أكْثَر لِمَاذَا ؟ لأِنَّ الزَّمَنْ الَّذِي كُنَّا نَتَوَقَعُه أنْ يَعِيشُه مَعَنَا هُوَ كَثِير وَلكِنْ هُوَ عَاش فِتْرَة قَصِيرَة وَلِذلِك فَإِنَّ الزَّمَنْ يُسَبِّب حُزْن وَتَوَتُر وَحُبْ المَال رَبِّنَا يَسُوع جَاءَ عَلَى الأرْض وَقَدَّس الزَّمَنْ وَجَعَلْنَا غَالِبِينْ الزَّمَنْ عَلَى الأرْض وَفِي الأبَدِيَّة لاَ يُوْجَدٌ زَمَنْ فَالكِتَاب المُقَدَّس يَقُول أنَّ السَّمَائِيين سَيَظَلُّوا يُسَبِّحُون وَيُمَجِّدُون بِلاَ إِنْقِطَاع فَهَلْ سَيَشْعُرُون بِالمَلَلْ ؟ لاَ لأِنَّهُ لاَ يُوْجَدٌ زَمَنْ هُنَاك وَلِذلِك لاَ يُوْجَدٌ مَلَلْ فَإِنَّ عَطِيِة غَلْبِة الزَّمَنْ هِيَ أنْ أشْعُر إِنْ رَبِّنَا مَالِئ الكُون وَمَالِئ الزَّمَنْ وَجَعَلَنِي أعِيش فِي حَيَاة أعْلَى مِنْ الزَّمَنْ وَلاَ أعِيش تَحْت سُلْطَان السَّاعَة وَلاَ أكُون قَلِقٌ وَجَدْنَا رَبَّنَا يَسُوع يَتَكَلَّمْ عَنْ الزَّمَنْ أنَّهُ سَاعَة تَكَلَّمْ عَنْ الصَّلِيب بِأنَّهُ سَاعَة فَيَقُول ﴿ قَدْ أتَت السَّاعَة ﴾ ( يو 12 : 23 ) فَعِنْدَمَا تَكَلَّمْ عَنْ الأبَدِيَّة قَالَ ﴿ لَيْسَ لَكُمْ أنْ تَعْرِفُوا الأزْمِنَةَ وَالأوْقَات ﴾ ( أع 1 : 7 ) وَكَأنَّ الله يَقُول لَك لاَ يَصِح أنْ أجْعَلَك تِعِيش تَحْت سُلْطَان الأزْمِنَة فَلاَ تَعِدٌ السَّاعَات فَهَدَف رَبِّنَا هُوَ أنْ يَجْعَلْنَا فَوْقَ سُلْطَان الزَّمَنْ وَيَدْفَعْنَا إِلَى ذلِك فَفِي يُوم الخَمِيس( خَمِيس العَهْد ) أخَذَ يِكْسَر الجَسَد وَيَقُول لِتَلاَمِيذُه ﴿ خُذُوا كُلُوا هذَا هُوَ جَسَدِي ﴾( مت 26 : 26 ) مَعَ أنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ تَمَّ الصَلْب فَكَيْفَ يَكُون ذلِك ؟ رَبَّنَا يَسُوع يَقُول لَنَا أنَّ الزَّمَنْ هُوَ يَكُون عِنْدَكُمْ أنْتُمْ عِنْدَكُمْ مَاضِي وَحَاضِر وَمُسْتَقْبَل أمَّا أنَا فَإِنِّي أعِيش فِي المِلْء فَلاَ يُوْجَدٌ عِنْدِي زَمَنْ مُجَزَّأ مَا أجْمَل إِنْ الإِنْسَان يَأخُذْ غَلْبِة الزَّمَنْ وَكُلَّ يُوم عِنْدُه يَكُون يُوم مُبَارَك وَمُقَدَّس وَجُمْلِة حَيَاتُه تَكُون حَيَاة مُبَارَكَة وَلاَ يَكُون الزَّمَنْ ضَاغِطْ عَلَى الإِنْسَان وَغِير مُخِيف لِلإِنْسَان وَهذَا يَجْلِب لِلإِنْسَان فَرَح دَائِم وَلاَ يَشْعُر الإِنْسَان بِرُعْب وَعِنْدَمَا يِكْبَر الإِنْسَان لاَ يَشْعُر بِخُوف أوْ قَلَقٌ فَالسَيِّد الْمَسِيح عِنْدَمَا تَجَسَد قَدَّس الزَّمَنْ وَلِذلِك أنَا بَعِيش الزَّمَنْ وَأنَا مَرْفُوع فَوْقَ الزَّمَنْ وَلِكَيْ يُعْلِنْ لَنَا رَبَّنَا يَسُوع سُلْطَانُه فَوْقَ الزَّمَنْ نَجِدٌ فِي قِصِّة يَشُوع بْن نُون أنَّهُ عِنْدَمَا دَخَلْ فِي حَرْب وَاللِّيل بَدَأ يُخَيِّمْ عَلَى المَكَان وَكَانَ يَشُوع لاَ يُرِيدْ أنْ يُؤجِل الحَرْب إِلَى يَوْمٍ آخَر لأِنَّ جِيشُه كَانَ مُرْتَفِع عَلَى أعْدَائُه فَكَانَتْ لَهُ طِلْبَة عَجِيبَة مِنْ الرَّبَّ وَهيَ أنَّ الدُنْيَا تَظَلْ مُنِيرَة وَقَالَ يَارَب إِجْعَل الشَّمْس تَدُوم عَلَى جَبْعُون ( يش 10 : 12) وَفِعْلاً حَدَث ذلِك لَكَ اللِّيل يَا الله وَلَكَ النَّهَار وَاحِدٌ إِسْمُه حَزَقِيَّا المَلِك أرْسَل إِلِيه رَبِّنَا أشْعِيَاء لِكَيْ يَسْتَعِدٌ وَقَالَ لَهُ ﴿ أوْصِ بَيْتَكَ لأِنَّكَ تَمُوتُ وَلاَ تَعِيشُ ﴾ ( أش 38 : 1) وَحَزَقِيَّا المَلِك هذَا كَانَ رَجُل بَار وَتَقِي وَقَدْ هَدَم مُرْتَفَعَات الأوْثَان المَوْجُودَةٌ فِي البَلَد وَقَامَ بِإِصْلاَح الهِيكَل وَعِنْدَمَا سِمِعْ ذلِك أخَذَ يَبْكِي لِكَيْ يُطِيل لَهُ الرَّبَّ عُمْرُه حَتَّى يِزَوِدٌ مِنْ الإِصْلاَحَات الَّتِي كَانَ يَقُوم بِهَا وَكَانَ الله يَعْرِف أنَّ هذَا هُوَ أجْمَل وَقْت يَأخُذْ فِيهِ حَزَقِيَّا فَهُوَ كَانَ فِي قِمَّة الإِسْتِعْدَادٌ .. وَكَانَ يَعْمَل أعْمَال جَمِيلَةٌ فِي الهِيكَل كَانَ سَيَذْكُرْهَا لَهُ الله فَقَالَ لَهُ الرَّبَّ ﴿ قَدْ سَمِعْتُ صَلاَتَكَ . قَدْ رَأيْتُ دُمُوعَكَ هَأنَذَا أُضِيفُ إِلَى أيَّامِكَ خَمْسَ عَشَرَةَ سَنَةً ﴾( أش 38 : 5 ) فَيَالِفَرْحِة حَزْقِيَّا وَفِي ألـ 15 سَنَة أنْجَبْ حَزَقِيَّا إِبْن إِسْمُه مَنَسَّى وَمِنْ المُؤسِفْ جِدّاً أنَّ مَنَسَّى أفْسَد كُلَّ مَا عَمَلَهُ أبُوه وَأعَادَ عِبَادِة الأوْثَان وَصَنَعْ الشَّر أمَام الرَّبَّ لإِغَاظَتِهِ ( 2مل 21 : 1 – 9 ) وَجَعَل عِبَادِة الأوْثَان تَكُون بِدَاخِل الهِيكَل وَلكِنْ رَبِّنَا أذَلْ مَنَسَّى وَقَادَهُ إِلَى أرْض السَبْي وَتَاب وَرِجِعْ وَقَدْ مَلَك مَنَسَّى 55 سَنَة عَلَى المَمْلَكَة وَأضْعَفْ مُلْك أبِيهِ كُلَّ هذَا حَدَث عِنْدَمَا حَدَثِتْ مُحَاوَلَة فِي تَغْيِير الزَّمَنْ وَلِذلِك عَلَيَّ أنْ أقُول لِلرَّبَّ إِنَّ هذَا الزَّمَنْ هُوَ مِلْكَك وَأنْتَ قَادِر أنْ تُسَخِّرُه فَسَخَّرُه لِخَلاَص نَفْسِي فَكُلَّ إِشْرَاق جَدِيد وَكُلَّ دَقِيقَة وَكُلَّ ثَانِيَة هِيَ فُرْصَة لِمُتَاجَرَة لِخَلاَص نَفْسِي مِثْل العَذَارَى الحَكِيمَات وَالجَاهِلاَت الجَاهِلاَت ظَنُّوا أنَّ الزَّمَنْ سَيَظَلْ بِلاَ تَغْيِير وَأنَّهُ مُمْكِنْ أنَّ العَرِيس لَنْ يَأتِي فَصَارَ صُرَاخ هُوذَا العَرِيس قَدْ أقْبَل ( مت 25 : 6 ) فَالعَذَارَى الحَكِيمَات وَالجَاهِلاَت كَانُوا مُتَشَابِهِينْ وَصَرَخُوا وَلكِنْ صُرَاخ الحَكِيمَات هُوَ صُرَاخ الفَرْحَة لأِنَّ العَرِيس جَاءَ فَالَّذِي كَانُوا يَسْتَعِدُّونَ لَهُ قَدْ جَاءَ وَلكِنْ الجَاهِلاَت كَانُوا يَصْرُخُون صَرَخَات الحَسْرَة وَالرُعْب فَالزَّمَنْ أحْيَاناً يَكُون لِخَلاَص الإِنْسَان وَأحْيَاناً لِهَلاَك الإِنْسَان وَلِذلِك يَقُول لَنَا الرَّبَّ أنَّ السِّنِينْ بِتْمُر فَهَلْ تَقْضِي الزَّمَنْ بِحِكْمَة أم أنَّهُ ضَاغِطْ عَلِيك ؟ فَعِنْدَمَا تَقُول أنَا أعِيش فِي دَوَامَة وَكُلَّ يُوم مُشَابِه لِلَّذِي قَبْلُه فَإِنَّهُ بِذلِك يَكُون الزَّمَنْ مِسَيْطَر عَلِيك وَلَنْ تُقَدِّس الزَّمَنْ إِنْسَان آخَر يُقَدِّس الزَّمَنْ وَمِحَدِّدٌ أوْقَات لِلصَّلاَة فَهُوَ بِذلِك يَجْعَل الزَّمَنْ زَمَنْ أبَدِي وَمُبَارِك الزَّمَنْ وَمِسْتَفِيد مِنُّه حَيَاتْنَا يَا أحِبَّائِي مِحْتَاجَة لِهذِهِ النِّعْمَة وَهيَ نِعْمِة غَلْبِة الزَّمَنْ وَرَبِّنَا يُرِيدْنَا أنْ نَنْتَقِل مِنْ مَجْد إِلَى مَجْد وَلاَ يَمُر الزَّمَنْ فِي لَهْو بَلْ فِي يَقَظَة مِثْل طَالِبْ فِي المَدْرَسَة نِحَدِّدٌ لُه فِتْرَة قَبْل الإِمْتِحَان مَثَلاً 6 شُهُور وَهذَا الزَّمَنْ مَحْسُوب عَلِيه وَلِكَيْ لاَ يُظْلَم الطَّالِبْ قَدْ أعْطُوه هذِهِ الفِتْرَة فَإِنْ قَضَاهَا فِي إِجْتِهَادٌ سَيَكُون فِي نَجَاح فَهكَذَا رَبِّنَا قَدْ أعْطَانَا الزَّمَنْ الَّذِي نَعِيشُه الآنْ لِكَيْ نَرْبَح بِه وَلَوْ قَارِنَّا هذَا الزَّمَنْ بِالأبَدِيَّة فَسَنَجِدُه مِثْل نُقْطَة فِي مُحِيط وَسَنَجِدٌ أنَّ عُمْرِنَا هذَا تَافِه جِدّاً وَأنَّهُ سِنِينْ لاَ قِيمَة لَهَا فَنَحْنُ أكْثَر شِئ يِشْغِلْنَا هُوَ الزَّمَنْ الحَاضِر وَرَبِّنَا أكْثَر شِئ يِشْغِلُه هُوَ الأبَدِيَّة رَبِّنَا يِقُولَّك نِفْسِي أُعْطيك زَمَان الأبَدِيَّة إِتْعَب شِوَيَّة عَلَى الأرْض إِجْتَهِدٌ إِسْتَفَادٌ مِنْ كُلَّ وَقْت القِدِّيسِينْ يِقُولُوا إِنْ العُمْر قَصِير وَمَهْمَا إِجْتَهَدُوا وَتِعْبُوا يَقُولُوا نَحْنُ لَمْ نَتْعَبْ فَأحَدٌ القِدِّيسِينْ كَانَ يِتْعِبْ نَفْسُه جِدّاً فَجَاءَ لَهُ الشَّيْطَان وَقَالَ لَهُ لاَ تِتْعِبْ نَفْسَك كُلَّ هذَا التَّعَبْ فَأنْتَ بَاقِي لَك عَشَر سِنِينْ سَتَقْضِيهَا فِي الأرْض فَقَالَ لَهُ القِدِيس بَاقِي لِي عَشَر سِنِينْ فَقَطْ ؟!! فَأنَا عَلَيَّ أنْ أُضَاعِفْ مِنْ جَهْدِي وَتَعَبِي فَالإِنْسَان الَّذِي يَعِيش فِي إِسْتِهْتَار يَكُون عُمْرُه سَبَبْ دَيْنُونَة عَلِيه وَمَا هِيَ وِجْهِة نَظَر الله لِحَيَاتْنَا ؟ إِنَّ الغِنَى وَالفَقْر وَالصِّحَة وَمَا إِلَى ذلِك هِيَ أُمور لاَ تَشْغِل الله وَإِنَّمَا الأُمور الَّتِي تَشْغِلُه جِدّاً جِدّاً جِدّاً هِيَ الأبَدِيَّة وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ذلِك فَإِنَّهُ بِذلِك يَخْدَعْنَا وَحَاشَا أنْ يَكُون الله هكَذَا وَكَأنَّ الله يَقُول لَك أنَا لِكَيْ أكُون مُخْلِص مَعَك عَلَيَّ أنْ أأمِنْ لَك الأبَدِيَّة فَعِنْدَمَا تَنْشَغِل بِأُمور صَغِيرَة تَافِهَة رَبِّنَا يَقُول لَك أنْتَ لَمْ تَسْتَطِعْ أنْ تَفْهَمْ أحْكَامِي بَعْد أتَذَكَّر سَيِّدَة ذَهَبَتْ لِلطَّبِيب لِتِعْمِل عَمَلِيَّة فِي القَلْب وَقَالَتْ لَهُ أُرِيدْ أنْ تَفْتَح لِي فَتْحَة صَغِيرَة فَالَّذِي يَشْغِلْهَا هُوَ أمر صَغِير تَافِه أمَّا الَّذِي يِشْغِل الطَّبِيب هُوَ العَمَلِيَّة وَهذَا مَا نَفْعَلُه نَحْنُ فَنَحْنُ بِنَنْشَغِل بِأُمور تَافْهَه صُغَيَّرَة مِثْل الغِنَى وَالمَال وَالمُقْتَنَيَات وَالصِحَّة أمَّا الله فَيُرِيدْنَا أنْ نَهْتَمْ بِالأهَمْ وَهُوَ الدَّاخِل فَالأُمور الخَارِجِيَّة هِيَ أُمور بَسِيطَة وَزِيَادَة وَالأُمور الدِنْيَاوِيَّة أُمور فَانِيَة عَابِرَة عَلَيْنَا أنْ نَهْتَمْ بِالأبَدِيَّة فَالله مَعَهُ مَفَاتِيح الأبَدِيَّة وَيُرِيدْنَا أنْ نَعِيش فَوْقَ الزَّمَنْ وَبِالزَّمَنْ القَصِير نِرْبَح أبَدِيَّة سَعِيدَة رَبِّنَا يُعْطِينَا أنْ نَقْضِي حَيَاتْنَا فِي رِضَاه رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
03 سبتمبر 2023

علامات مجئ ربنا يسوع المسيح

تتعّود الكنيسة ياأحبائى فى ختام سنة قبطية أن تُكلّمنا عن مجىء ربنا يسوع الثانى اليوم هو أخر أحد فى السنة والكنيسة تتعّود فى نهاية السنة وبداية سنة جديدة أن تكلّمنا عن نهاية العالم والكنيسة بتعمل ترتيب وتنظيم لأيام حياتنا لدرجة انها تعمل لنا دورات فى حياتنا لتُذكّرنا بالخلاص ففى كل يوم وكل أسبوع تعمل لنا دورات للخلاص وفى كل مناسبة وكل سنة أيضاً ففى كل يوم نتذكر قيامة ربنا يسوع ونتذكّر موته على الصليب ودفنه والدينونة ومجيئه الثانى ففى اليوم الواحد بنعيش تذكار حياة ربنا يسوع وفى الأسبوع يوم الأربعاء نتذكّر المحاكمة وفى الجمعة نعيش تذكار موته الكنيسة بتتأكد من دخولنا لأعماق الإنجيل من خلال الممارسات البسيطة ففى القداس ربنا يسوع يقدّم لنا نفسه كخبز مكسور وكدم مسفوك وفى نهاية القداس أبونا يرش الماء كتذكار صعود ربنا يسوع فكل أحداث الخلاص الكنيسة بتضعها أمامنا لكى نعيشها حية جديدة الكنيسة تريد أنّ هذا الأسبوع لا يمر إلاّ وأن نتذكّر نهاية العالم ولذلك المزمور يقول " لك السماوات لك أيضاً الأرض المسكونة وملؤها أنت أسستها " إنظروا كم جيل مر وكم سنة مرت فكلمة " سنوك " جمع سنة فيقول له " فمن جيل إلى جيل أنت أسست الأرض "يريد أن يقول له يارب كل شىء يمكن أن يبُاد ولكن أنت تبقى فكم سنة أنت أعطيتها لنا ؟!! فالكنيسة تريدنا أن نستقبل السنة بروح جديدة وبفكر جديد وهذا الفكر هو حقيقة مجىء ربنا يسوع وأن يكون لنا الإحساس أنّ الرب آتٍ وأنّ مجيئه على البواب وأنّه توجد دينونة بنعمة ربنا أريد أن أتكلّم معكم فى ثلاث نقط :- 1- حقيقة مجىء ربنا يسوع المسيح:- لابد أن نؤمن أنّه يوجد مجىء ثان لربنا يسوع0لأنّه كان يوجد مجىء أول وهو مجىء التجسّد وهو تجسّد فى ملء الزمان00والمجىء الثانى هو مجىء الدينونة00الله الذى سيأتى ويظهر فيه ويدين المسكونة بالعدل0ويدين كل واحد كنحو أعماله وربنا يسوع كان يؤكد لنا فى تعاليمه بإستمرار على مجيئه الثانى0وكان يتكلّم عن مجيئه ويقول إنتبه أنت تعيش فى فترة مؤقتّة0وأنا سا آتى ولذلك قال لهم مثل الكرّامين فيريد أن يقول أنا سا آتى أحاسبك0فماذا فعلت فى الكرم الذى أعطيته لك ؟ فبولس الرسول يقول : " وأنتم متوقعون إستعلان مجيئه " فهو يتكلّم وكأّن مجيئة أمام عينيه الأن 0 نحن ننتظر مخلّصاً0فهو جالس ومنتظر ربنا يسوع يأتى فى أى لحظة وبطرس الرسول فى الكاثوليكون اليوم يقول : " منتظرين وطالبين سرعة مجيئة " ، نريده أن يأتى بسرعة وأخر آية فى الكتاب المقدس فى سفر الرؤيا تقول : " والروح والعروس يقولان تعال " ، فلم يجد آية يختم بها الإنجيل إلاّ " تعال " الكنيسة تؤمن أننا الأن ونحن فى الكنيسة متوقعين مجيئة0والكتاب يقول : " هوذا يأتى على السحاب وتنوح عليه كل قبائل الأرض " فعندما يأتى إبن الإنسان " هل سيجد الإيمان على الأرض " 0فهو يؤكّد أنّه سيأتى00نحن فى فترة إنتظار0وفى فترة توقّع لمجىء ربنا يسوع0فلا ننساها أبداً0 لأنها هى ركيزة تجعلنا نحافظ على حياتنا ونعيش فى البر0فحقيقة أنّه سيأتى ويجازى هى حقيقة موجودة فى الكتاب المقدس0 " لأنّ الرب نفسه بهُتاف بصوت رئيس الملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات فى المسيح سيقومون أولاً00سنُخطف00فى السحب لملاقاه الرب فى الهواء " ، سيبصروا إبن الإنسان آتٍ على السحاب0فالمفروض أن نتوقع مجيئه0ولكن هو أبتدأ يعطى علامات لمجيئه0لدرجه أنّه عندما كان يكلّم تلاميذه عن المجىء كانوا يمتلأون حيوة0فأعطاهم كلمات فيها شىء من التدقيق وفيها شىء من الوضوح والغموض رب المجد يسوع لا يريد أن يضع تحديد دقيق للمجىء0وأى إنسان يا أحبائى يتكلّم عن المجىء بأوقات مُحددّة إعلموا أنّ هذا ليس من المسيح0رب المجد يسوع نفسه قال " إنّ ملكوت الله لا يأتى بمراقبة " 0فليس لأنّه حدثت مجاعة أو حدثت حروب فإنّه سيأتى0فالملكوت لا يأتى بمراقبة0فهو حب أن يُخفى هذه الساعة لكى تكون حياتنا كلها توقّع لظهوره0حتى لا ألهو وأمرح إلى أن يأتى0فهو قصد أن يكون مجيئة غير معلوم الوقت0لأنّ التحديد سيتنافى مع قصد الله0ويتنافى مع قصد عمل التوبة0وسيكون فيه دعوة للإستهتار والتكاسل والتهاون0والناس ستنغمس فى إرتباطات العالم0 لذلك نحن علينا ألاّ نتزعزع0ولا نأخذ بالتحديدات 0فأنا قرأت كتاب لشخص كان يتكلّم بمنتهى القوة0وبمنتهى الثقة وكان يحدّد المجىء أنّه سنة 94م0وقد مرّت هذه السنة ولم يحدث شىء0ومرة كان التحديد فى سنة 97م 0وواحد قال إن الأصح سنة 2000م ، وسنة 2000 مرّت00فسنجلس نحسب حسابات ونتوه ويضيع منّا الهدف0فالعلامات كلها أمامنا وبتتحقق0فنحن علينا أن نتوقّع إستعلان مجيئة0 فالعلامات لا يوجد فيها شىء جديد علينا0ولقد عاشها الأجيال السابقين0ولكن ممكن أنها بتتضح أكثر0فمن هذه العلامات :0 2- علامات مجيئه:- أ‌- إضطهاد المؤمنين:- وهو موجود منذ زمن بعيد0ولا يوجد عصر إلاّ وكانت فيه الكنيسة مُتأّلمة000فمنذ عصر الرسل وكانت الكنيسة مُتألّمة0كما قال لنا ربنا يسوع " ستكونون مُبغضين من الجميع من أجل إسمى"0 ب‌- قيام مُسحاء كذبة:- كثيراً ما نسمع عن ناس تتكلّم عن إسم المسيح ويجعلونا نتيه عن المسيح0ما أكثر الطوائف التى تكلّمنى عن المسيح ولا تثبتنّى فى الأسرار0فهم مُسحاء كذبة فالذين يجعلونى أتوه عن المغفرة والتوبة0وإن الخلاص حدث فى لحظة فهم مُسحاء كذبة ويضلونى عن الجهاد0ويقولوا بالإيمان خلُصت00فالطريق السليم هو طريق الذبيحة وطريق الإتحاد بالجسد والدم00وطريق الإتحاد بالقديسين والكنيسة0وهم يوجد بينهم ناس ممكن أن يصنعوا آيات وعجائب0فالكنيسة تعيش فى صراع عنيف ورب المجد يسوع أنذر وبينذر منهم فما أكثر الحروب والإضطرابات والقلاقل فى العالم0فلا يوجد مكان فى العالم مستقر00فالدنيا متقلّبة جداً ويوجد فيها تغيرات سريعة وعنيفة00فكل العلامات موجودة00فتوجد علامات فى الشمس وعلامات فى القمر0وتوجد تغييرات فى طبقات الجو العُليا00وفى الغُلاف الجوى00فى الحقيقة إنّ رب المجد يسوع قد تكلّم عن هذه الأمور كعلامات لمجيئه ومن العلامات التى نحب أن نقف عندها هى : ج- الإرتداد:- فهو ليس فقط المقصود به الناس التى تترك المسيح ولكن توجد ناس مع المسيح ولكن ليست مع المسيح0فهم بالشكل مع المسيح ولكن بالجوهر ليسوا مع المسيح فعندما يرتّد إنسان ممكن نبكى ونتألم على شىء كهذا0ولكن يوجد ناس كثيرين فى الكنيسة ولكن تاركين المسيح0فالإرتداد يزيد عندما يعيش الإنسان فى الملاهى بعيداً عن وصية الله00وقد يبدو أنّ الناس فى العصر الحديث قد وجدوا أنّ الحياة مع الله هى من الموضة القديمة التى يجب أن يتحرر منها الإنسان0فالإرتداد هو بالقلب فيوجد أعداد رهيبة من المسيحيين ولكن كم منهم لو وقع فى إختبار فى المحبة0ولبذله0ولعطاه سينجح0فممكن أن نكون موجودين فى الكنيسة ولكن مرتّدين عن المسيح تخيلّوا أنّ الغرب كله وأمريكا عندما يحتفلوا بالأعياد ومناسبة الكريسمس يكون فيها مظاهر للإحتفال عجيبة ويكون فيها أمور كثيرة جداً جداً ولكن تتعجبّوا أنّ فى كل هذا لا يُذكر إسم يسوع0ولا يتذكّروا نعمة ربنا ولا محبة ربنا ولا بذل ربنا وقد حولّوه إلى مناسبة إجتماعية وكأنّه كعيد الثورة تخيلّوا ياأحبائى مشاعر ربنا كيف تكون عندما يكون العيد بإسمه وهو ذكرى لتجسّده ولا يُذكر إسمه0فإحذر من أن تكون مع المسيح بالشكل ومرتدّ عنّه0إحذر من أن تكون مع المسيح بالشكل فقط00والعلامة الثانية الخطيرة هى :0 د- تفتُر محبة الكثيرين:- فكلّما تكثُر الخطايا تبرُد محبتنا لربنا0فعندما يهين واحد أنسان كثيراً0فإنّه تفتُر المحبة بينهم وعندما يشعر الإنسان الذى يهين صديقه أنّ هذا شىء لا يوجد فيه خطأ 0وأنّه شىء عادى فإنّ ذلك يجرح شعور صديقه0فما أكثر الناس التى تخطأ وتشعر أنّ ذلك ليس خطأ0فتتعّود الآثام0ويشربون الإثم كالماء0 فسبب كثرة الإثم تبرُد محبة الكثيرين00فستبرُد المحبة بيننا وبين بعض وستبرُد المحبة بيننا وبين ربنا0 فكل إنسان يفكر فى نفسه0ولذلك نجد تفكك العائلات وبذلك سنعيش فى جيل ليس فيه حنو ولا مراحم 0وذلك بسبب كثرة الإثم فما الذى يجعل الإنسان غير قادر على أن يقف وقفة صلاة ؟!000كثرة الإثم000وما الذى يجعله غير قادر أن يتوب ؟! كثرة الإثم0وذلك لأنّ الخطية هى السائدة عليه0فربنا يريد أن يقول لك إنتبه لئلاّ تكون كثرة الإثم جعلت محبتك تضعف وتكون عايش معه بالشكل فقط0 3- الإستعداد لمجيئه:- فالعلامات كلها تتحقق0فماذا نحن ننتظر ؟! فلابد أن نستعد الأن0وكأنّه سيأتى الأن فالقديسة سارة تقول : " أننى أضع رجلى على السلّم لأصعد فأتصّور الموت قُدّامى قبل أن أنقل الرجل الثانية " فهى فى كل لحظة بتنظر مجىء الرب وواحد من الأباء يقول أنّه فى كل يوم ينظر للسرير ويقول له أنت ممكن أن تكون كمرقد لى فإن كنت أنت لا تعرف الوقت0فربما المسيح يأتى لىّ الأن0ولذلك يقول لنا : " طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين " ولذلك من الأمور التى تحاول الكنيسة أنّ أولادها يتقنوها هو السهر 0فليس فقط يعيشوها ولكن يتقنوها00فإقضى ساعة وإثنين وثلاثة فى الصلاة00" فى الليالى إرفعوا أيديكم إلى القُدس وباركوا الرب " حولّوا الليل إلى نور وليس إلى ظلام0فالآباء فى برية مصر وصلوا الليل بالنهار0ولم يكن عندهم نوم 0ولم يكن عندهم ظلمة00فكل يوم هو مجىء لربنا يسوع0فأستعد بالتوبة0وأكف عن خطاياى0وأراجع نفسى فربنا ممكن أن يأتى ويجدنى غير مستعد فأهلك0ربنا لا يسمح بذلك0فلا نكون مصممين على الخطية0ونقدّم توبة حقيقية0وأقول له يارب إنت سامحنى00يارب إنت إرحمنى فبولس الرسول فى رسالته لأهل رومية يقول آية جبّارة : " إنها الآن ساعة لنستيقظ "( إنها الآن )0فهذه الآية هى التى غيّرت القديس أوغسطينوس وزلزلت قلبه " قد تناهى الليل وتقارب النهار "00فالظلمة قد إنتهت0فإحذر أن يكون المجتمع قد فرض عليك الشر وأنت مصمم أن تعيش فيه0فلابد أن تكُف عن هذا الشر0فالمجىء ممكن أن يأتى الآن0ونحن كأباء كهنة بإستمرار نسمع عن حالات وفاة ولم تكن هذه الساعة متوقعّة أبداً أبداً00ونقف نقول له يارب لا تأخذنى فى غفلة وأنا ساهى عن نفسى00" لأنّ العمُر المنُقضى فى الملاهى يستوجب الدينونة " فالكنيسة تعلّمنا أنّ كل يوم هو أخر يوم فى حياتنا0وكل يوم لىّ هو يوم الدينونة بالنسبة لىّ0ولذلك فى صلاة نصف الليل نقول : " هوذا الختن يأتى فى نصف الليل طوبى للعبد الذى تجده مستيقظاً "فهل أنا سأكون سهران00أم سأكون سهران أمام التليفزيون00والوقت يمر منّا0فى حين أنّه وقت كان لكى أكون سهران فيه0فلابد أن أعيش يقظة فى الذهن0ويقظة فى القلب0ويقظة فى الضمير فالشماس تيموثاوس كان متزوج من 15 يوم وكان المسيحيون فى وقتها يصلّون فى البيوت لأنّ الكنائس قد هُدمت0ولأنّ المضطهدين لا يعلمون البيت الذى يصلّون فيه فإبتدأوا يفكّروا بفكرة من الشيطان بأنهم يأخذوا كتب القراءة وعدّة المذبح حتى يمنعوهم من الصلاة0والشماس تيموثاوس كان معه الكتب والأوانى فقبضوا عليه00ورفض أن يعطيهم الكتب والأوانى فعذّبوه ولكن لم يتأثر بذلك0فوجدوا أنّ أفضل وسيلة للتأثير عليه هى أن يأتوا بعروسته و تتزّين وتقول له نحن مازلنا صغار ولابد أن نتمتع بشبابنا0وفعلاً أتت إليه وقالت له ذلك فنظر إليها وإنتهرها وجعلها تفيق بكلمتين منه00فوجدوها هى أيضاً مُصممة على نفس الفعل فعذّبوهم الأثنين0فوجدها تيموثاوس بتغفل من كثرة التعب0فكان يقول لها إصحى لئلاّ يأتى ويجدنا فى غفلة 0ونيام وقد كان من شعارات الكنيسة عندما بسلّم الناس على بعضهم يقولوا " ماران آثا " أى " الرب قريب " الكنيسة ياأحبائى تتوقع مجىء الرب فى كل لحظة0الرب قريب من نفوسنا ومن حياتنا وربما يأتى الآن0فسيأتى الصوت : " يا غبى الذى أعددته لمن يكون اليوم تُاخذ روحك منك " المسيح آتٍ وسيجازى كل واحد بحسب أعماله0فهو سيأتى وسيدين نحن نفوسنا مُشتاقة لمجيئك0نحن نفوسنا كلّت من الخطايا0فالموت هو ربح وربنا يسند كل ضعف فينا ولإلهنا المجد دائماً أبدياً أمين0 القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
27 أغسطس 2023

من يعمل مشيئة الله

إنجيل هذا الصباح المبارك يتكلم عن موقف من مواقف حياة ربنا يسوع المسيح المباركة ربنا يسوع جالس وحوله الجموع الغفيرة وجاءوا وقالوا له أن السيدة العذراء وأولاد خالته خارجاً يدعونه – وكان أولاد الخالة وأولاد العم والعمة يُقال عنهم إخوة – إذاً أولاد خالة ربنا يسوع بالنسبة له إخوته جاءت السيدة العذراء وأختها مريم التي لإكلوبا وأولادها وقالوا له هوذا أمك وإخوتك خارجاً يطلبونك بالطبع السيدة العذراء لها كرامة كبيرة والمفروض أن ربنا يسوع يعمل حساب للقرابة﴿ وكان الجمع جالساً حوله فقالوا له هوذا أمك وإخوتك خارجاً يطلبونك فأجابهم قائلاً من أمي وإخوتي ثم نظر حوله إلى الجالسين وقال ها أمي وإخوتي ﴾ ( مر 3 : 32 – 34 ) من هي أمي وإخوتي ؟ هل أنا أتيت لأعيش في حيز عائلة ضيق ؟ لا أنا لم آتي لذلك إذاً من هي أمك وإخوتك ؟ فقال ﴿ لأن من يصنع مشيئة الله هو أخي وأختي وأمي ﴾ ( مر 3 : 35 ) الموقف هنا به وضوح شديد من ربنا يسوع أنه لم يضع إعتبار لنسب الجسد بل أهم شئ عنده هو النسب الروحي فضَّل حِفظ الوصايا عن أمه وإخوته وهنا نتكلم في :- 1- حِفظ الوصايا :- تخيلوا أن السيدة العذراء موجودة خارجاً وهو يقول لا يهمني وجود السيدة العذراء خارجاً لا تعتبر السيدة العذراء أمي العذراء التي نقول عنها خزانة حاوية أسرار اللاهوت والتي حل عليها الروح القدس وظللها التي المولود منها يُدعى إبن الله المباركة في النساء التي قيل عنها﴿ نساء كثيرات نلن بركات أما أنتِ ففقتِ عليهنَّ جميعاً ﴾السيدة العذراء بكل كرامتها عندما أتت لرب المجد يسوع قال من هي أمي وإخوتي ؟ إذاً ربنا يسوع رفع مستوى حِفظ الوصايا فوق مستوى قرابة الجسد رفض أن تُكرم العذراء لأنها أمه بل هو لا يود ولا يحب أن يُكرم العذراء لأنها والدته بل تكريم السيدة العذراء جاء من حفظها للوصايا لأنها صنعت إرادة الله لأنها صنعت إرادة الله فلذلك هي التي تنال الكرامة والمجد هذا هو سر الكرامة الذي يحب رب المجد يسوع أن يكرم به عبيده وأولاده في أحد المرات سمعت إمرأة كلام ربنا يسوع وأُعجبت جداً بحديثه وتعاليمه وبدأت تتأثر وانجذب قلبها لروعة كلامه وله .. فقالت له بانفعال ﴿ طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما ﴾( لو 11 : 27 ) طوباها من حبلت بك لكنه رفض هذا التكريم أيضاً وقال لها ﴿ بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه ﴾( لو 11 : 28 ) حِفظ كلام الله والسمع لوصاياه أفضل من أن تكون العذراء أمه بالجسد كرَّم جداً حافظي وصاياه وحقهُ أكثر جداً من الذين لهم قرابة بالجسد له ﴿ وقال ها أمي وإخوتي ﴾ نحن نستحق أن يكون لنا علاقة برب المجد يسوع وميراث غالي وثمين ينتظرنا لكن بشرط مهم وهو أن نكون حافظين لوصاياه لدرجة أنه لما قالوا له ها أمك وإخوتك خارجاً قال لهم ﴿ من أمي وإخوتي ﴾﴿ ثم نظر حوله إلى الجالسين ﴾ نظر إلى كل من حوله وقال الجالسين حولي هؤلاء هم أمي وإخوتي الذين يسمعون كلامي ﴿ كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم ﴾ ( يع 1 : 22 ) والكنيسة تقول لنا ﴿ أما أنتم فطوبى لأعينكم لأنها تُبصر ولآذانكم لأنها تسمع فلنستحق أن نسمع ونعمل بأناجيلك المقدسة ﴾عندما نسمع ونعمل بأناجيله أصير أنا أخوه وأخته وأمه وأستحق أن أدخل في رعية أهل الله كما قال معلمنا بولس الرسول ﴿ فلستم إذاً بعد غُرباء ونزلاء بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله ﴾ ( أف 2 : 19) أي من رعوية أهل بيته أي أسرته وعائلته أي أفراد عائلته المقدسة هذا من يصنع مشيئته لذلك عندما نكون من عائلة رب المجد يسوع ونصنع مشيئته نصير كما قال﴿ عظم من عظامي ولحم من لحمي ﴾ ( تك 2 : 23 ) صرنا أعضاء في جسده شرف لا نستحقه أبداً عندما نعمل بوصاياه نصير أعضاء حية في جسده الحي المبارك الكريم هذه هي الكنيسة مجتمعة الآن وتؤمن أننا جسده أعضاء حية ثابتة لسنا أقاربه فقط بل نحن فيه في كيانه لذلك داود يقول ﴿ أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت وشريعتك في وسط أحشائي ﴾ ( مز 40 : 8 ) كون إني أعمل مشيئتك يا إلهي أفرح﴿ شريعتك في وسط أحشائي ﴾ الأحشاء تدل على أعماق الإنسان أي أنت يارب كلمتك داخلي ساكنة كما قال بولس الرسول ﴿ لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنىً ﴾ ( كو 3 : 16) – تسكن بغنى – كما قال أيضاً داود النبي ﴿ أُخبر باسمك إخوتي في وسط الجماعة أُسبحك ﴾ ( مز 22 : 22 ) صرت واحد من العائلة أمجد وأسبح الله وأكرمه حِفظ الوصية ليس حِفظ للتلاوة بل فِعل وأمانة وسلوك وحياة هذا ما يكرم الإنسان ويعطيه شرف الإنتساب لربنا يسوع لذلك في سفر أشعياء يقول ﴿ ليتك أصغيت لوصاياي فكان كنهرٍ سلامك وبرك كلجج البحر ﴾ ( أش 48 : 18) لو سمعت وصاياي واتبعت تعاليمي وعرفت قيمة تعاليمي لكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر – حِفظ الوصايا – من أخي وأختي وأمي ؟ الذي يسمع كلام الله ويحفظه هؤلاء من لهم التطويب هؤلاء الذين لهم شرف الإنتساب لله معلمنا بولس الرسول كان يقول لهم ﴿ شكراً لله أنكم كنتم عبيداً للخطية ولكنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها ﴾ ( رو 6 : 17) الأمين لله يسمع التعليم فيطيع من القلب هذه هي الطاعة التي تعطيني إنتساب لرب المجد لذلك هناك آية جميلة في عرس قانا الجليل أن السيدة العذراء قالت للمدعوين ﴿ مهما قال لكم فافعلوه ﴾ ( يو 2 : 5 ) وكأنه نداء السيدة العذراء للمتكئين في العرس المدعوين كلهم تقول لهم مهما قال لكم إفعلوه وصايا رب المجد يسوع مهما قال لنا نفعل حتى لو لم يكن لي قرابة معه لا إبن خالته أو عمته ولا يربطني جسد لكن أفعل الوصية فأصير قريبه أخوه أخته وأمه هذا ما يعطيني شرف النسب . 2- نسبنا لرب المجد يسوع :- نسبنا مع المسيح ليس نسب دموي جسدي بل روحاني ماذا يفيد إبن لأبيه لكنه كاسر لكلام أبيه ولا يشعر إتجاهه بأي محبة بل قد يجد الأب من إبنه خاصةً كل مقاومة وبغضة ماذا تفيد هذه البنوة ؟ هذه بنوة لا تفيد بل قد تكون مُضرة بالإنسان لذلك ربنا يسوع ينبه أذهاننا لنوع أرقى من بنوة الجسد وهو بنوة الروح وهنا قال ﴿ الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله ﴾( رو 8 : 14)عندما أنقاد بروح الله أكون إبنه وهذا أجمل ما في علاقتنا والنسب بيننا وبين الله صدقوني يا أحبائي من كثرة محبتنا لله وكثرة تنفيذنا لوصاياه سنشعر بالفعل أنه محب ألصق من الأخ وتشعر فعلاً أنه أب بل كلمة أب قليلة عليه تشعر فعلاً أنه يسد كل إحتياجاتنا ومُغنينا ومشبعنا هذه هي عظمة نسبنا لربنا يسوع ليس عظمة نسبنا ليسوع مجرد علاقة شكلية أو علاقة جسد ودم لا ﴿ الذين ولدوا ليس من دمٍ ولا من مشيئة جسدٍ ولا من مشيئة رجلٍ بل من الله ﴾( يو 1 : 13) هذه هي العلاقة التي تربطنا بربنا يسوع لأن حقيقةً كان اليهود عندهم النسب الجسدي سبب إفتخار واعتقدوا أن هذا الأمر يكفي عندما نقرأ رسالة رومية التي قد يقول البعض أنها رسالة صعبة غير مفهومة نجد أن الإثنى عشر إصحاح الأوائل منها تدور حول هذا الأمر أن اليهود يفتخرون على الأمم ويقولون لهم أنتم أقل منا بكثير فمن عرفكم بالمسيح وبالأسرار الإلهية ؟ اليهود الذين دخلوا الإيمان وصاروا مسيحيين يحتقرون الأمم الذين دخلوا الإيمان كانوا يتواجدون معاً في كنيسة واحدة ويصلوا معاً لكن اليهودي يشعر أنه أفضل بكثير من الأممي ويقول له أنت جديد في الأمر من أنت ؟ يقولون نحن أبناء إبراهيم الذين أخذنا الوصايا والعهود والإشتراع نحن أبناء الموعد المبارك جاء معلمنا بولس الرسول وقال لهم ما معنى أنكم أولاد إبراهيم ؟ هل عندما بارك الله إبراهيم كان ذلك قبل الختان أم بعده ؟ فصمتوا قال لهم أريد أن أسمع منكم الله بارك أبونا إبراهيم قبل الختان إذاً ما فضل اليهودي وما نفع الختان إن كان الله قد باركه قبل الختان إذاً هو أب للجميع اليهودي والأممي فلا تقل أن أبوك إبراهيم أبوك أنت وحدك فقط وليس أب للأممي إذاً يا معلمنا بولس أنت لغيتنا إغتاظ اليهود وقالوا له سنقول لك أمر آخر لا تستطيع أن تجادل فيه وهو أن المسيح جاء من نسلنا نحن جاء من الأسباط فما رأيك إذاً ؟ فقال لهم معلمنا بولس بحكمة واستنارة روح أعلم أنه أتى منكم بحسب الجسد نعم أنتم إسرائيليون ولكم المجد والتبني والعهود ولكم العبادة والمواعيد ولكم الأباء ومنكم المسيح بحسب الجسد ثم يقول ﴿ لأن ليس جميع الذين من إسرائيل هم إسرائيليون ولا لأنهم من نسل إبراهيم هم جميعاً أولاد بل بإسحق يُدعى لك نسل ﴾ ( رو 9 : 6 – 7 ) إذاً من إسماعيل ؟ هو إبن إبراهيم لكن قال ليس كل من هو من نسل أبونا إبراهيم يكون إبنه ليس كل من هو من نسله هو مبارك .. يوجد إنسان مبارك وإنسان غير مبارك فقال لهم ليس كل من في النسل يدخل الوعد إذاً قد يكون إنسان في النسل وليس في الوعد أي إنتبهوا نعم المسيح جاء من نسلكم لكن قد تكونوا في النسل لكن ليس في الوعد هذه النقطة قد لا تكون كافية لكم﴿ بإسحق يُدعى لك نسل ﴾ ثم قال لهم كلمة أصعب ﴿ بل رفقة أيضاً وهي حُبلى من واحدٍ وهو إسحق أبونا قيل لها إن الكبير يُستعبد للصغير ﴾ ( رو 9 : 10 ؛ 12) لو قلتم أن إسماعيل هو إبن هاجر ولا تدخلنا في مقارنة بين هاجر وسارة لكن رفقة كان في بطنها إثنان يعقوب وعيسو وهي حبلى من رجل واحد هو أبونا إسحق وقال ﴿ أحببت يعقوب وأبغضت عيسو ﴾ ( رو 9 : 13) إذاً أمر نسب الجسد لا تكفي لأنه قد يكون إبن لأبيه بحسب الجسد لكن لا يكون إبن مبارك لأنه غير سالك بحسب الدعوة الأمر خطير جداً لأنه ليس لأني منتسب للمسيح أكون مسيحي الأمر خطير لأنه ينطبق علينا الآن لأنه ليس كل شخص مُعمد هو مسيحي ليس كل شخص مُعمد سيرث الملكوت المفروض أن كل معمد يرث الملكوت لماذا ؟ لأن شرط ميراث الملكوت أن تحفظ الوصايا فماذا يفيد العماد بدون حِفظ الوصايا ؟ ماذا يفيد إني أكون إبن لإسحق لكني شريرهل سيشفع فيَّ إسحق ؟ لا بل بالعكس ستصير بنوتي لإسحق سبب دينونتي لأنها نعمة لم أعمل بها لو أنا غير عامل بالمعمودية ستصير المعمودية دينونة عليَّ لأنها نعمة لم أعمل بها ووزنة وإمكانية وعطية إلهية أعطاني الله إياها ولم أعمل بها إلى هذه الدرجة ؟ نعم لذلك الأمر يحتاج إنتباه منا حتى لا تتخيل أن كل إنسان إسمه مسيحي وأن المسيحية صانعة قديسين وأنه ينتمي لشخص المسيح المبارك المصلوب المقام الممجد يكتفي بذلك فقط ويشعر أنه أفضل إنسان في العالم وينظر للديانات الأخرى بإحتقار لا ليس كوني مسيحي يكفيني لأرث الملكوت بل لابد أن أكون عامل بمسيحيتي لابد أن أكون من ضمن الذين سيرثون ليس بالشكل بل بحفظ الوصايا والعمل بها إذاً كل إنسان يحتاج أن يتشرف بنسبه للمسيح يتشرف بحفظ الوصايا الأب الكاهن له طِلبة على المذبح في القداس الكيرلسي يقول فيها ﴿ نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر لا تخزنا بخزي الأبدي ولا تطرحنا نحن عبيدك ولا تصرفنا عن وجهك ولا تقل لنا إنني لست أعرفكم ﴾ مشكلة لو كنا معمدين وحوله في الكنيسة ويقول لنا لا أعرفكم كيف يارب وأنا معمد أنا إبنك وكنت دائماً في الكنيسة وكذا و يقول لا أعرفك كيف ؟ يقول لك لأنك لم تحفظ العهد والوصايا حياتنا تحتاج إنتباه منا تحتاج أن تنقاد بروح الله لكي نستحق أن نكون أبناء الله . 3- التطبيق العملي :- عندما أراد ربنا يسوع أن يسلم أمه السيدة العذراء لإنسان يحفظها سلمها ليوحنا الحبيب وقال له﴿ هوذا أُمك ﴾ ( يو 19 : 27 ) رغم أنها ليست أمه بالجسد إذاً قد تكون السيدة العذراء أمي وهي ليست أمي بالجسد بل بالروح – لكن بشرط – فمن تمتع بشرف أن تكون السيدة العذراء في بيته وتكون أمه ؟ الذي تبع رب المجد يسوع إلى الصليب من تبع ربنا يسوع حتى الصليب إستحق أن تكون السيدة العذراء في بيته ضيفة مباركة إتبع ربنا يسوع حتى الصليب تأخذ السيدة العذراء أُماً لك ليس بالكلام بل بالفعل كل التلاميذ أحبوا السيدة العذراء لكن من تبع المسيح حتى الصليب ؟ يوحنا الحبيب لذلك أخذها وقال له * هوذا أمك * ( يو 19 : 27 ) الإنسان يحتاج أن ينتقل من المعرفة إلى الفعل يحتاج أن ينتقل من المسيحية بالإسم إلى المسيحية بالفعل – مسيحية حقيقية – لابد أن أقيس نفسي على عمق وواقع الوصية أين أنا من الوصية ؟ الإنجيل يقول لنا وصايا ونحن حقيقةً بعيدين عنها عندئذٍ يقول لك أنت لم تحفظ وصيتي أنا لا أعرفك من هي أمي وأخي وأختي ؟ من يصنع إرادة الله لا فائدة من أي شفاعة بدون أن أكون عامل بمشيئة الله لا فائدة من أي علاقة أو أي نسب أو أي شرف أكتسبه وأقول كان لي وأنا قرأت وأنا أعرف و أبداً إحفظ عهد وصاياه تأخذ بنوته وتأخذ بركته وشرف إنتسابك له ويقول عنك هم أولادي لذلك من ألقاب ربنا يسوع أنه * أخونا البكر * * بكر الخليقة * ( كو 1 : 15) ربنا يسوع هو أخونا الكبير جعلنا عندما نصلي كلنا نقول له ﴿ يا أبانا الذي في السموات﴾ رفع المستوى الشكلي والنسب وجعله أبونا﴿ الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله ﴾( رو 8 : 16) صار أبي وأصبحت أعرف صوته وأميزه ويعرفني صار أبي السماوي هذه هي العلاقة التي أراد ربنا يسوع أن يكرمنا ويشرفنا بها أين أنا من وصية ﴿ لا تهتموا للغد ﴾ ( مت 6 : 34 ) ؟ حياتي ممتلئة قلق على غداً وبعد غد بل وإلى عشرة أعوام قادمة إذاً أنا لا أعمل بالوصية بل أعرفها فقط أين أنا من وصية ﴿ أحبوا أعداءكم ﴾ ( مت 5 : 44 ) ؟ أين أنا من الباب الضيق ﴿ إجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق ﴾ ( لو 13 : 24 ) ؟ عندما يعيش البعض أي تجربة يرفضها ويتذمر يريدون الباب الواسع لكن المسيح لم يذكر الباب الواسع بل كلمنا عن الباب الضيق ومدح السالكين فيه وصايا كثيرة تحتاج من الإنسان مراجعةعندما يقول ﴿ اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تُزاد لكم ﴾ ( مت 6 : 33 ) وصايا كثيرة نعرفها لكن نكسرها ولا نعيش جوهرها كحقيقة عندئذٍ يقول لك ما فائدة أنك عرفت الوصايا هل عشتها ؟ مثل الشاب الغني الذي قال له ما هو المكتوب ؟ فقال الشاب ﴿ هذه كلها حفظتها منذ حداثتي ﴾ ( لو 18 : 21 ) أين أنا من وصية صلوا كل حين ولا تملوا ( لو 18 : 1) ؟ أين أنا من السلوك بالروح ؟ من ﴿ صلوا بلا انقطاع ﴾( 1تس 5 : 17) ؟ أين أنا من ﴿ إسهروا وصلوا ﴾ ( مت 26 : 41 ) أين أنا من الأمانة ومن تحديد الهدف ؟ أين أنا من وصية ﴿ لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم ﴾ ( 1يو 2 : 15) العالم إبتلعنا ونسينا أنفسنا وفكرنا أننا بهذا نكتفي وأننا نرضي الله أين ومتى نرضيه ؟ هل نرضيه على مستوى الشكل كما نفعل ؟ المفروض أن حياتنا تنتقل نقلة جديدة لحياة جديدة كواقع ملموس من الأمور التي عندما يقرأها الإنسان يحزن على نفسه وعلى ما فعله هؤلاء الموقف الذي نقرأه في سفر الخروج 31 ، 32 الله أخذ موسى النبي على الجبل لكي يعطيه العهد والوصايا ويعلن عن ميثاق حب بينه وبين الإنسان يقول له إفعل هذا ﴿ تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك ﴾ ( مر 12 : 30 ) ولا تشتهي لا تسرق أعطاه وصايا يضمن له بها الحياة والبر والتقوى تخيل الإنسان موضع حب الله وانشغاله !! الله أخذ موسى النبي على الجبل يكتب له الوصايا بأحرف من نور والشعب أسفل الجبل قال أن موسى النبي تأخر ويشتكي لهارون فقال لهم هارون ماذا تريدون أن أفعل لكم ؟ قالوا نصنع عجل مثل آلهة الأمم التي حولنا وجمعوا ذهبهم وعملوا به عجل وصرخوا له قائلين هذه آلهتك التي أخرجتك من أرض مصر( خر 32 : 4 ) وصاروا يسجدون للعجل ويصرخون هذا هو الإله الذي أخرجنا من أرض مصرفي الوقت الذي فيه يصنع الله حب الإنسان يصنع بغضة في الوقت الذي فيه الله مشغول بخلاص الإنسان وحياته الأبدية ويريد أن يربطه معه بعهد حب لا ينفصل نجد الإنسان منصرف تماماً عن الله أحياناً نشعر من قسوة هذه القصة وهذا التناقض إن الأمر ينطبق علينا نحن الآن رب المجد يسوع على المذبح يصرخ ﴿ خذوا كلوا هذا هو جسدي ﴾ والإنسان مُصر على خطاياه﴿ يُعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا ﴾ والإنسان مُصر على خطاياه ويقيم لنفسه إله آخرإله من المادة وإله من الذات والشهوة أقام لنفسه إله آخر يعبده ويقول لنفسه هذا هو إلهك أنا إلهي المادة وذاتي إلهي سلطاني وأولادي وعملي أقمنا آلهة أخرى في الوقت الذي فيه الله مذبوح لأجل خطايانا ولأجل تبريرنا كم نحن محتاجين أن ننتقل نقلة عميقة في حياتنا لنستحق شرف الإنتساب لرب المجد يسوع ربنا يسوع يقبلنا كأولاده وإخوته وأمه ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
20 أغسطس 2023

لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب الأحد الثانى من مسرى

نقرأ في إنجيل لوقا البشير أصحاح 5 : 27 – 39{ وبعد هذا خرج فنظر عشاراً اسمه لاوي جالساً عند مكان الجباية فقال له اتبعني فترك كل شيءٍ وقام وتبعهُ وصنع له لاوي ضيافةً كبيرةً في بيتهِ والذين كانوا مُتكئين معهم كانوا جمعاً كثيراً من عشارين وآخرين فتذمر كتبتهم والفريسيون على تلاميذه قائلين لماذا تأكلون وتشربون مع عشارين وخطاةٍ فأجاب يسوع وقال لهم لا يحتاج الأصحاء إلى طبيبٍ بل المرضى لم آتِ لأدعو أبراراً بل خُطاةً إلى التوبة وقالوا له لماذا يصوم تلاميذ يوحنا كثيراً ويُقدمون طلباتٍ وكذلك تلاميذ الفريسيين أيضاً وأما تلاميذك فيأكلون ويشربون فقال لهم أتقدرون أن تجعلوا بني العرس يصومون ما دام العريس معهم ولكن ستأتي أيام حين يُرفع العريس عنهم فحينئذٍ يصومون في تلك الأيام وقال لهم أيضاً مثلاً ليس أحد يضع رقعة من ثوبٍ جديدٍ على ثوبٍ عتيقٍ وإلا فالجديد يشقه والعتيق لا تُوافقهُ الرقعة التي من الجديد وليس أحد يجعل خمراً جديدةً في زقاقٍ عتيقةٍ لئلا تشق الخمر الجديدة الزقاق فهي تُهرق والزقاق تتلف بل يجعلون خمراً جديدةً في زقاقٍ جديدةٍ فتُحفظ جميعاً وليس أحد إذا شرب العتيق يُريد للوقت الجديد لأنه يقول العتيق أطيب } هذا الجزء يتحدث عن مقابلة ربنا يسوع المسيح مع متى أو لاوي العشار الذي كان يجلس في مكان الجباية معروف عنه أنه ذو سمعة رديئة في المجتمع قديماً الشعب اليهودي كان مُستعمر من الرومان وهؤلاء الرومان كانوا يأخذون ضرائب باهظة من الشعب اليهودي ولأن تحصيل الضرائب يأتي بتمرد من الشعب عليهم فأمر الرومان بعض اليهود بتحصيل الضرائب من جميع اليهود ثم قسَّم الرومان البلاد إلى أحياء لجمع الضرائب وأسندوا التحصيل إلى أحد اليهود ليُحصِّل كما يريد ويُعطيهم ما يطلبون كان مُحصِّل الضرائب يأخذ ضِعف الضريبة من الشعب لكي يعطي الرومان ثم يأخذ هو الباقي وبسبب ذلك كان هذا الشخص مكروه جداً عند الشعب ومنهم " لاوي " لأنه كان مُحب جداً للمال ومكروه جداً عند الشعب الرب يسوع رأه يجلس عند مكان الجباية يحصَّل من الناس الضرائب فقال له اتبعني عندما شاهد اليهود هذا تذمروا جداً كيف يقول له هذا مع أنه شخص خائن ومُحب للمال { فتذمر كتبتهم والفريسيون على تلاميذه قائلين لماذا تأكلون وتشربون مع عشارين وخطاةٍ فأجاب يسوع وقال لهم لا يحتاج الأصحاء إلى طبيبٍ بل المرضى لم آتِ لأدعو أبراراً بل خُطاةً إلى التوبة } أحياناً الإنسان يظن أن الله يقف مع الأبرار وأن الله يترفق أكثر بالأبرار في حين أن الإنجيل يقول لنا أن الله يترفق أكثر بالخطاة من ألقاب ربنا يسوع المسيح أنه طبيب أنفسنا وأجسادنا وأرواحنا إنه يعرف أن يُداوي كل جراحات النفس كل الأثقال وكل الأمراض والعِلل إنه خبير في معالجة الجنس البشري كلما زاد المرض كلما زاد الإحتياج إلى طبيب يقول الأباء القديسين { كل ما كان المرض أصعب كل ما أُعلِنت قدرة الطبيب في حياتك لأن الطبيب يُمدح بمرضاه } يرى كذلك الرب يسوع أن كل ما زادت الخطية كلما زاد الخاطئ إحتياجه للرب يسوع فإنه يُعلن قدرته فينا مهما كانت الخطايا كلما وقفت أمامه بثقة في شفاؤه ومرضي يأتي إليَّ بانكسار أو مذلة كل ما قدرة سيدي تُعلن في حياتي فالخطية لا تفصل عن المسيح بل تأتي به إلى المسيح فأصعب إختبار أن أقف أمامه وأنا أعرف إني خاطئ وأعترف له بإني غير مستحق لكني أثق في محبته فإن قدرة الطبيب أقوى من قوة المرض الرب يسوع أحب أن يُعلن قدرته في نوعيات من الخطاة ذات خطايا كبيرة وكثيرة مثل لاوي الرجل الذي يُحب العالم ( مال ، سلطة ) ثم يتحول " لاوي " إلى " متى " أحد التلاميذ وأحد المُبشرين الأربعة ويُحدثنا عن الملكوت ويكتب إنجيله فكيف يارب يتحول شخص من جابي ضرائب إلى إنسان يتكلم عن الملكوت ؟ فإن أروع ما كُتب عن أمثال الملكوت كان إنجيل متى خاصةً أصحاح " 13 " عن ملكوت السموات كيف يُقيم الله المسكين من التراب والبائس من المزبلة ؟ فإنها عظمة قُدرته كطبيب الله قادر أن يُعلن مجده فينا قادر أن يغيَّر القلب والإهتمامات قادر أن يصنع بنا مجداً حتى لو كنا في الخطايا كذلك صنع مع زكا العشار الصارم مُحب المال فأنت تعرف أن الشخص اليهودي عنده عِشق للعالم والمال والأرض فيأتي الرب يسوع ويفطم الشخص عن طبعه الأصلي وخطاياه تخيل شخصية زكا عندما يقول { ها أنا يارب أُعطي نصف أموالي للمساكين وإن كنت قد وشيت بأحدٍ أرد أربعة أضعاف } ( لو 19 : 8 ) فإن قصة الأربع أضعاف هذه كانت في الشريعة هذه هي نعمة السيد نعمة وقدرة الطبيب الطبيب الحقيقي يقول لزكا { أسرع وانزِل لأنه ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك } ( لو 19 : 5 ) أيضاً السامرية المرأة المُلوثة والخاطئة التي لا تستطيع أن تواجه الناس وخرجت في الظهيرة حتى لا يراها أحد بسبب حرارة الجو فيقول لها أنا أواجهك إذا كان العالم كله رفضِك أنا أقبلِك إنه جذبها بطريقته الشافية لأنه يحب أن يُعلن قدرته في مرضاه يأتي أيضاً بشاول المُضطهد والمُتعب المغرور المُتكل على عصاه وغِناه فيجعله إناء مختار له { لأني سأُريه كم ينبغي أن يتألم من أجل اسمي } ( أع 9 : 16) يأتي بالإمرأة المُمسكة في ذات الفعل لا يوجد أكثر من هذا إنسان مربوط برباطات ثقيلة ويقول لها " أما دانِك أحد " ( يو 8 : 10 ) هل نحن لدينا الثقة في شخص ربنا يسوع المسيح بهذا المقدار ؟ مهما كانت ضعفاتنا ومهما كانت خطايانا فإن عدو الخير يحاول أن يقنعنا إنه لا رجاء ولا شفاء وأن خطايانا أثقل من أن تشفي وتغفر ما أجمل أن يقول { والمحتاجون إلى الشفاء شفاهم } ( لو 9 : 11) وكان يضع يديه على كل واحد منهم فيشفيهم وجميع الذين لمسوه نالوا شفاءً الإنجيل يجعلني متمسك بالمواعيد أحد الأباء القديسين وهو يصلي – القصة موجودة في بستان الرهبان – كان يقف هذا الراهب ويقول " هل أنت يارب إله قديسين فقط ؟ هل أنت إله أبرار فقط ؟ إن كنت تقف مع القديسين فما الحاجة وإن كنت تقف مع الأطهار فليس بجديد ولكن إظهِر مجدك فيَّ أنا المحتاج إلى نعمِتك " هذه هي قدرة وتغيير ربنا يسوع المسيح في حياتنا إقرأ في سفر الملوك عن منسى الملك أنه صنع الشر أمام عيني الرب لإغاظتهِ فإنه بنى مرتفعات في داخل الهيكل لعبادة الأصنام وأضل الأمة كلها ( 2مل 21 : 1 – 7 ) هل هذا يمكن أن تكون له رحمة توبة ؟ " 55 " سنة أفسد المملكة تماماً وأضل شعب الله قيلَ عنهُ إنه أُخِذَ في سبي ولمجرد إنه رفع قلبه ربنا قَبَل توبته وبعدها رجع إلى مملكته لكي يُعلن إنه يقبل توبة الخطاة هذه هي قدرة السيد لافتقاده لأولاده عظيمة هي مراحمه في الخطاة ثق في هذه القدرة مهما تثاقلت عليك الأخطاء ومهما ضعُفت نفسك لذلك نحن نصلي لله ونقول { يا من زعزع صخور الأوجاع المضادة وهدَّأت أمواج الشهوات الثقيلة } لذلك يقول لنا الرب أحياناً " أريد أن أُعلن قدرتي فيك قدرة شفائي " فأحد الأباء القديسين يعاتبنا على لسان ربنا ويقول { تدعوني الطبيب الحقيقي ولا تثق في شفائي }هو يريد أن يشفيك وأنت تبتعد وتلتمس الأعذار{ تدعوه سيداً ولا تُطيعوه تدعوه أباً ولا تُكرموه تدعوه ملِكاً ولا تُمجدوه } إظهِر جراحاتك للطبيب وهو يشفيك لاوي وهو يجلس عند مكان الجباية كان مغموس في الشرور أجمل شئ في الرب يسوع إن صلاحه يُدركك في أي مكان حتى لو كنت بعيداً هو يُكلمك مثل ما فعل مع شاول وهو ذاهب لاضطهاد الكنيسة ويكلم السامرية وهي في عمق خطاياها ينادي للممسوكة في ذات الفعل وهي في أعماق الخطية ينادي علينا الله ويقول إنه مازال هناك رجاء في الشفاء فلبِّي دعوة الشفاء ويُعلن قدرة الطبيب في حياته أصعب شئ أن يصل المريض إلى حالة من اليأس وعدم رغبة في الشفاء وأخطر منها المريض الذي لا يعرف مرضه وأن يكون المرض قد تأصل والإنسان في غفلة على المريض أن يعرف أن المرض أفسد أشياء كثيرة منها اتصاله بالله وأفسد رحمة النفس ورِبح الملكوت ويجعل الإشتياق لربنا ضئيل فهناك مرض لأن الخطية تضرب جذورها في الأعماق بالتدريج ولا تكتفي بمرحلة ولكن قدرة الطبيب تجعلني أقول " يارب أنا عرفت إلى أي مدى الموقف خطير ولكن أنت الرب القدير إن كان مرضي صعب فإن قدرتك أعظم من ذلك "الشخص الذي يُعالج عند طبيب يحتاج شروط بسيطة جداً :- 1- أشعر بالمرض . 2- رغبة في الشفاء . 3- ثقة في الطبيب . 4- تسليم وطاعة كاملة . كل يوم إظهِر جراحاتك تقف أمامه وتقول أنت هو الطبيب الحقيقي عندما نرى ما هي أكثر الخطايا التي تضرب الإنسان هم عدة خطايا يترك الإنسان نفسه فيهم :- 1- جمع المال . 2- الإنشغال بالسلطة والكرامة . 3- الشهوات والملذات . الكل مُستعبد للخطية والحل في الطبيب الحقيقي الخطورة أن يكون الإنسان مضروب بكل هذه الضربات ولا يشعر وعندما تُكلمه على الدواء يقول لك إنه غير محتاج للدواء لا تتساهل مع الأمور الصغيرة حتى لا تكبر داخلك كل هذه الأمور إنسان لا يستطيع الصلاة ولا التسامح وغير قادر أن يفكر في الأبدية والإستعداد لها ولا يستطيع أن يمارس أي عمل روحي يُقال على الثعلب الصغير أنه أخطر من الثعلب الكبير لأن الصغير يدخل من أي مكان حتى لو كان صغيراً وهذا الثعلب الصغير يأكل أكثر من الثعلب الكبير فإنه يأكل بغشامة من كل جزء حتى يفسد كل الكرم الخطية البسيطة عندي مثل الرياء والكسل وإلخ هي التي تُفسد الكرم أو حياتي لأنها تأكل في كل شئ التساهُل مع الخطية أو قبول المرض يحتاج الطبيب فلا تؤجل العلاج حتى لا يصير حاله إلى حال أردأ ما أجمل ما نقوله في القداس { هب لنا يا غني بالمراحم إشفي أيها الرؤوف نفوسنا الشقية بمراحم وأسرارك المُحيية } هذا هو عمل ربنا وجميل أن يكون عند الله أدوية لكل أسقامنا عندما تقف أمامه وتقول له على سبيل المثال إنك مُحب للمال فيقول لك أن العلاج في العطاء مثلما قال للشاب الغني { بِع كل مالك } ( مر 10 : 21 ) الدواء عكس المرض لأنه يقتل المرض وإن كان أحد مُحب للسلطة ويعيش من أجل الذات وأهم ما في الدنيا كرامته دواءه هو " من أراد أن يكون أولاً فليكن آخر الكل " ( مر 9 : 35 ) ضع نفسك تحت الكل وأنت تحيا من لديهِ حُب للعالم وملذات العالم دواءه " العالم يمضي وشهواته معهُ " ( 1يو 2 : 17) على الإنسان أن يعرف ضعفه ويعترف أمام المسيح أنه يخضع للوصية فالوصية قادرة أن تعطينا شفاء من كل أمراضنا من أجل هذا عندما يشعر إنسان أن جسده يثور عليه فعليهِ أن يخضع جسده وأن يذلّه بالصوم ويقف للصلاة لأنها علاج للجسد وعندما يكون إنسان أناني يعطي غَيْرُه جميل أن يكتشف الإنسان ضعفه والأجمل أن نثق في الطبيب حتى إن كانت خطايانا ثقيلة وكثيرة الجميل في لاوي أنه ترك كل شئ وتبعه فحاول أن تعرف ما هي إمكانية الحياة والتغيير حاول أن ترفض الماضي كله لأن هذا هو أجمل وأكبر إختبار تعيشه في حياتك أن ترفض كل أثقال الماضي الله القادر كما غيَّر موسى الأسود السامرية لاوي زكا قادر أن يغيَّرنا نحن أيضاً الله هو الذي يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
13 أغسطس 2023

مثل الكرم والكراميين الأحد الأول من مسرى

إنجيل هذا الصباح يا أحبائى , فصل من بشارة , مُعلمنا مار لوقا الإصحاح ال20, مثل من ضمن الأمثال التى كان يُعلم بها ربنا يسوع المسيح , "مثل الكرم و الكراميين". كان وصل ربنا يسوع المسيح , فى أحاديثه مع اليهود إلى حد إنهم يُريدوا أن يصطدموا به , يُريدوا أن يوقعوه فى الخطأ , يُريدوا أن يصطادوه بكلمة , يسألوه عن الجزية , يسألوه عن موسى , يسألوه عن يوحنا المعمدان , يُريدوا أن يأخذوا منه أى شئ , يمسكوا منها زريعة , على إن هذا يكون مُخالف . فرأينا ربنا يسوع بحكمة شديدة , يُكلمهم عن مثل الكرم و الكراميين و الجميل فى ربنا يسوع , أحيانا عندما كان يُسأل سؤال يرُد عليه بسؤال , فيسألوه عن الجزية يقول لهم أعطونى عملة , لمن هذة العملة , :" قالوا لقيصر " فقال لهم :" أعطوا ما لقيصر لقيصر و مال الله لله , لم يستطيعوا أن يوقعوه , ثم يسألوه :" من إين أتيت؟؟" فقال لهم :" معمودية يوحنا كانت من الله أم من الناس " فقالوا فى انفسهم :ط إذا قُلنا لهمن الله فسوف يقول لنا ,:" و لماذا لم تؤمنوا بها , و إن قُلنا من الناس , كل الناس ستهيج علينا , لأن الناس تُحب يوحنا المعمدان كثيرا , فقالوا له :" لا نعلم " فقال لهم :" أنا أيضا لا أعلم " , فهنا أيضا هم يُقاوموا سُلطانه , فيسألوه بخصوص الجزية , يسألوه بخصوص القيامة , فرأينا إنهم ينكروا سُلطانه ,و لهذا ربنا يسوع أعطاهم هذا السُلطان البديع , ما هذا المثل , قال لك , إنسانا غرس كرما و سلمه لكرامين و سافر زمانا طويلا " فالكرم هو العالم و الله هو الذى يرعى العالم , فأرسل كراميين لهذا الكرم , ليرعوا كرمه , يرعوا خليقته , فقال لك بعد ذلك أول عبد جاء ليُعطيه من ثمر الكرم , فهوا الذى عمل لهم الكرم و هو الذى أعطاه لهم , فيُريدأن يأخذ منهم ثمر الكرم , فيقول لك :" جلده الكرامون و أرسلوه فارغا , خُذ بالك كل مرة كانت أخف من الذى قبلها , أى هذة كانت أخف واحدة , دربوه و مشوه " فعاد و أرسل إليهم عبد آخر , فجلدوه و أهانوه و أرسلوه خائبا" ففى المرة الأولى جلدوه فقط , هُنا جلدوه و أهانوه " ثم عاد فأرسل إليهم الثالث , فجرحوه و أخرجوه , فقال صاحب الكرم , ماذا أفعل ؟؟ ,أرسل ابنى لعلهم يخجلون منه , فلما رآه الكرامون تآمروا فيما بينهم و قالوا هذا هو الوارث , هلم نقتله لكى يصير لنا الميراث , فأخرجوه خارج الكرم و قتلوه " فما الذى يفعله صاحب الكرم بعد كل هذا ؟؟ " يأتى و يُهلك هؤلاء الكراميين و يُعطى الكرم لآخرين" فلما سمعوا هذا الكلام قالوا :" حاشا " هم دائما يُحبون النقض , فيقول لنا الكتاب " أما هو فنظر إليهم حتى يفهموا لئلا يكونوا لم يفهموا بعد , و تظاهروا بعدم الفهم , فنظر إليهم و قال لهم :" إذا ما هو هذا المكتوب , الحجر الذى رذله البناؤون هذا صار رأسا للزاوية " و يقول لنا الكتاب المقدس :" إنهم عرفوا إنه قال هذا المثل عليهم " فما حكاية هذا المثل يا أحبائى؟؟ , هذا المثل يُمثل عمل الله مع الجنس البشرى منذ بداية الخليقة , الله أنشأ كرمه و هذا هو عمله و هذة هى خليقته و خليقته غالية عليه , سوف لا يتركها , فعملها و جهزها و عمل فيها كل شئ جميل , و لكنه سار و تركها , و لكن لماذا تركها , تركها أو سافر و تركها , معناها إنه يُريد أن يرى , ما الذى سيفعلوه بدون ضغط , يُريد أن يرى , إختيار حريتهم و رغبتهم , هذا هو الذى عمله بنا ربنا يسوع , يخلقنا , و يُعطينا بركات و يُعطينا مواهب الروح القدس , و بعد ذلك , ينتظر و يرى مننا جهادنا , النتيجة , الثمرة , فما الذى يفعله , يأخذ جنب بعيد شوية , لأنه لا يُريد أن يقول لك كل وقت , :" هيا صلى " و إذا لم تُصلى سوف يحصل لك , و يحصل لك , لا ربنا لم يفعل هذا . ربنا يتركك , و هو إختبار لحرية الإنسان الحقيقية :" ماذا تُريد , ما هى مشيأة قلبك ؟؟" , فإن كلمة سافر معناه إن ربنا يُريدنا أن نعبده بحب , برغبة , بإرادة صالحة , بنية طاهرة . فكثيرا يا أحبائى , أناس تفهم كلمة سافر بطريقة خطأ , أى إن ربنا أختفى , ربنا تركنى , و لكن فى الحقيقة , هو لم يتركنى , فنحن كرمه , نحن غنم رعيته و لكنه تاركنا بحريتنا . فربنا يترك كل واحد يعبد الذى يُريده , الذى يُريد أن يعبد الأصنام , يُعبد الأصنام , او البقر أو الفيلة أو النار أو الذى يُريد أن يعبد عجل , الذى يُريد أن يُجدف على الله , فإنه غرس الكرم و تركك أنت بحريتك لأنه سيأتى وقت و يطلب منك الثمر , سيطلب منك الثمر لكى يقول لك :" أنا أريد أن أرى , هل أنت كُنت تعبدنى بحب و فرح أم لا , أنا سأسندك و سأعطيك كل الإممكانيات و سأعطيك كل القدرة على إنك تعمل و إنك تُثمر و لكن يجب أن أتركك , لكى أختبر حُريتك , و لهذا القديس أوغسطينوس قال :" الله تركك بدونك , لا يخلصك بدونك ". ربنا يسوع يا أحبائى يرقُب تصرفاتنا و يمدح الجيد منها و يُوبخ الردئ منها و لكنه لا يتدخل و لا يقهر , لا يؤيدك , و لهذا فى القداس نقول :" أكلت بإرادتى و تركت عنك ناموسك برأيى " لأنه قال له :" لا تأكل " و تركه , هُنا أيضا خلق الكرم و سافر , و لكنه لم يكتفى بكلمة سافر فقط و لكنه قال زمانا طويلا , الزمن الطويل من الممكن ان نعتبره إنه فترة خلقة العالم كله و لكن بالنسبة لى انا هى فترة حياتى على الأرض , فأعطانى إمكانيات الخلاص و أعطانى النعمة و أعطانى الروح القدس و أعطانى كنيسة و أعطانى اسرار و أعطانى الكتاب المقدس و سافر , و تركنى , لكى أحقق خطة الله فى حياتى و هة إننى أعيش بحسب إنجيله . و لكن هُناك مشكلة حدثت فالكرام عندما سافر زمن طويل , الناس الذين فى الكرم شعروا إن هذا الكرم ملكهم و لكن فى الحقيقة هو ليس ملكهم , و هذة فى الحقيقة هى مُشكلة حياتنا , إن ربنا من أجل إنه أعطانا حرية و لأنه تركنا فترة طويلة , أنا أتخدع و أظن إن هذة الحياة ملكى و هذة هى كارثة الحياة يا أحبائى , إن الإنسان ينسى إن الحياة ليست ملكه , نحن مؤتمنين عليها فقط , و لكن من أجل الحرية , شعر الإنسان إن الحياة ملكه و هذة هى أكبر خدعة من الشيطان , الحياة ليست ملكنا , أنت آمين على هذة الحياة , هى ليستملكك أنت مؤتمن عليها فقط , و هو سافر زمانا , ولكن ليس معنى إنه سافر زمانا , إنها ملكك و هو مش من حقه و سوف لا يُحاسبك , لا , هى ملكه و من حقه و سيُحاسبك , لأن هذا هو كرمه , فالجسد مثلا من الذى قال إنه ملكى , النسمة التى نتنسمها , الروح التى فينا , من قال إن هذا ملكنا , هذة يا أحبائى إمكانيات الله أعطاها لنا لكى نٌتاجر و نربح بها الخلاص , هذة يا أحبائى الحياة و هذا هو الجسد و هذا هو كرمنا , فعندما سافر الرجل و غاب زمان , الكراميون , أعتقدوا إن ثمر الكرم ملكهم , يتصرفوا فيه مثلما يُريدوا و لكنهم تفاجؤا بعبد اتى إليهم يقول لهم :" سيدى صاحب الكرم يُريده" فهم فيما بينهم قالوا :" ما هذا الكرم الذى يُريده هذا , هذا ليس كرمه , هذا كرمنا نحن , نحن وضعنا أيدينا عليه " و هذة هى يا أحبائى مُشكلة الإنسان , إننا نقول , من هو الله , و من الذى قال إن هذة الحياة ملكه , و ما الذى يُريده مننا ؟؟ من المفترض إنه يتركنا لكى نعيش مثلما نُريد , و لكنه يقول لك :" احذر إنها ليست ملكك " فبعث ثلاثة من عبيده " و بعد الثلاثة , رأينا إنه يبعث ابنه , فالآباء عندما شرحوا هذا , قالوا إن الثلاثة الذين بعثهم الله للبشرية هم فترات فى حياة البشرية , قد تطول إلى 700 سنة , فتقريبا كل فترة فيها , تقريبيا 700 سنة . و هم أولا , فترة الناموس الطبيعى :- هى فترة الإنسان , أى ضمير الإنسان , إنها فترة العبد الأول , ما الذى عمله الإنسان فى ضميره الطبيعى , أماته , أهانه , ما الذى عمله الضمير الطبيعى بين قايين و هابيل , قايين قتل هابييل , بالضمير الطبيعى هذا كلام غير مقبول , و هل تعتقد أنت إنك لا تشعر إن هذا الكلام خطأ , لم تكن هُناك شريعة فى ذلك الوقت , تقول لا تقتل و لكن ضميره الطبيعى , تجعله يكون مُتألم على هذا الوضع و لهذا ظل هاربان طوا عمره و ظل خائف طوال عمره و ربنا عاقبه و قال له :" تظن إنه كل من وجدك يقتلك " فتظل هاربان . إذا فالناموس الطبيعى هى درجة الضمير فى حياة الإنسان , التى قد تفيد أحيانا و لكنها لا تُنجى , و لهذا ربنا بعث للإنسان الضمير , فكثيرا ما نسكت الضمير . كثيرا ما نقول له :" ما الذى نفعله فكل الناس تعمل هذا , فالضمير يا أحبائى درجة من الممكن جدا أن تُحسن الإنسان , لأنها إن لم تكن تُحسن الإنسان , لم يكن قد بثعه الله و استخدمه , و لكن الله يُريد أن يقول لك :" أنا راعيتك بكل الأدوية , المؤدية إلى الحياة " مثل بالضبط , عندما لا يُفلح ولد فى كلية , فيدخلوه كلية ثانية , و إذا لم يفلح فى تلك الكلية , يدخلوه كلية أخرى , و ابوه يصرف و يقول له :" لا تهتم يا بنى , أنا أهم شئ عندى إنك تنجح و تُصبح إنسان نافع " و الولد كل مرة يُدخل كليةة يخزى ابوه و الثانية يخزى ابوه و الثالثة يخزى ابوه و ابوه يصرف عليه كل الذى يطلبه , فهذا هو يا أحبائى الذى فعله الله مع البشرية , أعطاه الضمير , فالضمير هو قبل الناموس , هذا هو العبد الأول , الذى جلده الكرامون و ارسلوه فارغا . ما الذى عمله الضمير للبشرية , هل خلصت البشرية , قدرت أن تجعل الإنسان ناحية البر , لا لم يقدر , رأينا الإنسان يا أحبائى يميل إلى الشر " رأينا أيام سدوم و عمورة, رأينا أيام عندما رأى أولاد الله إن بنات الناس حسنات و رأينا الدنس الذى كان أيام سدوم و عمورة و رأينا الكوارث التى كانت أيام نوح " و كلهم كان لديهم ضمير و بعد ذلك تركهم فترة , و بالطبع عندما تركهم الفترة الثانية , بدأول يشعروا بملكية أكثر , كأنهم بعثوا لصاحب الكرم يقولوا له :" إياك أن تبعث أحد آخر , و إلا سيكون مصيره مثل مصير هذا " و بالفعل بعث لهم العبد الثانى . ثانيا, الناموس:- ربنا يُريد أن يُصلح كرمه , و وجد إن الضمير لا يُصلح الناس , فقال :" سوف أعطى لهم ناموس" , و ما هم الناموس ؟؟ أى إننى سأقول لهم بالضبط إذا كانوا لا يفهموا , ما الذى تفعله و الذى لا تفعله , لدرجة إنه يقول لهم :" ما الذى تعملوه يوم السبت و ما الذى لا تعملوه يوم السبت و الزنى , حالات الزنى , إذا فتحت سفر العدد , ستجد حالات كثير للزنى , و كل واحدة من هذة الطرق لها طريقة , فالله يُريد أن يُعيدهم إليه و لا يتركهم بُعاد عنه و يرتقى بهم و ينقذهم , فنجد شرائع , و أحكام الناموس " ناموس موسى " فما الذى فعله الناموس ؟؟ بل رأينا الإنسان يكسر الناموس و لكنه كان واضع عقوبات شديدة فى الناموس , ففى البداية , الضمير الطبيعى , لم يكن فيه رقابة , و لكن الناموس , كان يقول لك :" ستُرجم " . فإذا ما الذى يفعله الإنسان الآن ؟؟ يعمل الخطأ أيضا و يهرب من العقوبة , و لكن إذا وقع و ظبط , يتعاقب . و لكن إذا هُناك واحد يُزنى و رأى واحد يُرجم ,فما الذى تفعله ؟؟ من المفترض إنها تسكت عن هذا تخاف , لأ إنها أيضا مُستمرة , فالناموس للأسف يا أحبائى , لم يحل الخطية , لم يُعطى بر . فأهانوا الناموس , كل الذى إستطاعوا أن يعملوه فى الناموس , هو إنهم يحفظوه حرفيا , و كأن ربنا يُريد أن يقول لهم :" هل هذا هو قصدى من الناموس , فأنا أقول لك اجعله عصائب بين عينيك , فأنت تقوم بعمله لى على أورتك و تلف به عمتك و أنت كاتب الناموس و بهذا سوف يكون أمام عينيك , هل هذا هو الذى أنا أقصده ؟؟ " تكلم به حين تمشى و حين تنام , فتأتى أنت فى ذيل جلبيتك , تكتب الناموس و تُخيط عليه , فهل هذا هو قصد الله!!!!؟؟؟؟ فأنا كان قصدى هو إنك تضع كلمتى أمامك بإستمرار و لم يكن قصدى هو إنك تفعل هذا , عندما أقول لك :" اجعلها عصائب بين عينيك , كان قصدى إنك تجعل كلمة ربنا هى التى تُحكمك , و عندما أقول لك :" تكلم بها حين تمشى " أى إنك تجعل كلمة ربنا سراج لطريقك , فرأينا الإنسان , أكثر ما أستطاع أن يفعله فى الماكوس , إنه يحفظه بالنص و يتباهى بهذا , أو إنه تمسك بحرفيته بشكل مريض , فيُعشر النعناع , يعشر الليمون , يُعشر الشذا , فعلوا الخفيف و تركوا أثقل الناموس , تركوا الحب و الرحمة , فهذا هو الناموس, هذا هو العبد الثانى , فما الذى فعلوه بالناموس ؟؟ قالوا إن الناموس سيُعطلنا :" سنكسر الناموس " فيقول لك :" أهانوه و أسلوه خائبا " فهو لم يحل المشكلة , حولوه من الروح إلى الحرف و رأيناهم يهتموا فقط بالأشكال , فنرى إنهم غيرانين جدا على الشريعة و لكن نجد إنهم قتلوه و أفسدوه , ولهذا مُعلمنا بولس الرسول فى رسالته إلى روميا قال لهم الناموس عندما أتى جعل الإنسان الخطية بالنسبة له تظهر أكثر , لأنه بدأ يقول له :" لا تسرق و لا تقتل و لا تزنى " ثم وجدنا الإنسان يسلرق و يقتل و يزنى , فمُعلمنا بولس الرسول يُجاوب على هذا ببراعة شديدة و يقول :" فعاشت الخطية و مُت أنا " . فالناموس لم يُنهى الخطية , و لكن جعل الإنسان هو الذى ينتهى , فكل الذى قدر عليه الناموس إنه يُحكم على الإنسان , فما الذى فعله الناموس ؟؟ أدان الإنسان و لكنه لم يحل المشكلة و بالطبع الناموس , أصبح يقف أمام رغبة الإنسان و جعل الإنسان يقف أمام الناموس , "فعاشت الخطية و مُت أنا " فلم ينفع معهم الضمير الطبيعى و لم ينفع معهم الناموس , فقال الرب , سأدخل معهم فى مرحلة ثالثة . ثالثا, الأنبياء:- سأرسل أنبياء أقوية جدا , يُنادوا بالتوبة و بصوت الحق و يُعلموا الشعب و ينذروه و يُمثلوا , فكان يقول لحزقيال النبى , يعمل تمثيل أمامهم , لأرميا , لأشعياء , أنبياء , صوت الله بمنتهى القوة , فما الذى فعلوه فى النبياء , فأرميا رموه فى جُب , كانوا يُريدوا أن يُميتوه و هو حى , أشعياء نشروه , الناموس عجز و الأنبياء أيضا عجزوا و رأينا العبد الثالث الذى بعثه الله للبشرية , لم يحل المشكلة , فجلسوا يُهيأوكم على المسيا و يبدأ ضميرهم يشتاق , لكن أبدا , كان نصيب الأنبياء معظمهم , الضيق و القهر و السجن ," فجرحوه هذا أيضا و أخرجوه "فقال صاحب الكرم ماذا أفعل ؟؟ مازال فى أمل , أنا عندى آخر سلاح و أقوى سلاح و أجمل سلاح , فقال :" أرسل ابنى الحبيب لعلهم يخجلون منه " , فعندما وجد البشرية كلها مُنصرفة عنه و عندما وجد إن البشرية كلها تُريد أن تعيش فى الخطية , ارسل ابنه الحبيب , و ما الذى فعلوه فى ابنه , هل حملوه على الأكتاف, أم أكرموه , أم مجدوه ؟؟ أبدا , فهذا الوحيد الذى يقول عنه إنهم :" قتلوه " و لكن يقول لك فى المثل :" فلما رآه الكرامون , تآمروا عليه " و هذة هى مؤامرة اليهود على المسيح " و قالوا :" هذا هو الوارث هلم نقتله فيصير لنا الميراث ", فإخرجوه خارج الكرم و قتلوه , مثلما فعلوا بيسوع , خارج المحلة , فى الجلجثة " ما الذى يفعله صاحب الكرم الآن , ماذا يُصنع بكرمى و أنا لم أفعله , ما الذى يفعله صاحب الكرم إذا!!؟؟ هل يترك الكرم مع نفس الناس ؟؟ لا , سيأخذه منهم و سيتركهم و يُعطيه لآخر " فما هذا ؟؟ هة هى نعمة العهد الجديد يا أحبائى . فقدرة العهد القديم بطلت , إئتمانهم على الأسرار بطل و انقضى , أن يكونوا هم أبناء الموعد خلص , هذاكلام لم يستفادوا بالعكس أهانوا و ضربوا و جرحوا و عندما جاء ابنه الوحيد قتلوه, فقال :" الحجر الذى رذله البناؤون هذا صار رأسا للزاوية " , فهذا الذى رفضتوه , هو حجر الزاوية , هو الذى سيربط القديم بالجديد , فعمل المسيح معنا عجيب يا أحبائى , كل إنسان , يُحضر له الله كل الإمكانيات للخلاص , لكن عليه هو أن ينتهز هذة الفرص فعندما يوبخك صوت الله , تجاوب و لا ترفضه و لا تقتله بداخلك , عندما يقول لك ربنا :" قف للصلاة " قف و لا تؤجل , فالكرم ليس كرمك , أنت مؤتمن عليه , عندما يطلب منك ربنا طلب , عندما يُحفزك الإنجيل على الوصية , عندما يُنشطك روح الله تجاوب , لأن هذا الكرم هو كرمه و يجب أن يأخذ منه ثمر , فهو بالفعل هو معك و لكن إحذر فهذا إلى زمان , سوف لا يظل مُتأنى كثير , فلا تستهين بغنى لُطف الله غير عالم إن لُطف الله إنما يقتادك إلى التوبة , و لهذا يا أحبائى , هُنا فى مثل الكرم و الكرامين , فهموه اليهود و الفريسيون , و لكن للأسف رغم كل الكلام , لم يتحركوا أيضا , و أقاموا مؤامرات و اسلموه حسدا , فكثيرا نحن يا أحبائى فى داخلنا نتآمر على صوت الله لنقتله , بدل ما نُحييه و نمجده , و لهذا الذى يقول كلمة " قدوس قدوس " , الذى يسجد لله , هذا يخزى الشيطان , فالذى يسجد لله , يُعلن ملكية الله على حياته , الذى يُرتل و يُرنم و يُسبح لله يُعلن بهجة الخلاص فى حياته , و لهذا يا أحبائى حياتنا ليست ملكنا , نحن مؤتمنين عليها فقط , سنعيشها فترة , هو يقول لك :" انا مسافر فترة , اعمل فى حرية و لكن احذر إننى سأتى فى وقت و أقول لك :" أريد ثمر " . يقول لك :ط ارسل منجلك , لأن وقت الحصاد قد حضر " . فالعبد الجيد المُجتهد الأمين , يفرح بهذة اللحظة و يُقدم الثمر فى بهجة و يقول لربنا يا رب هذا هو ثمرك و الدر الذى أعطيته لى هو ملكك , فأنا أقدم لك من الذى لك , من الذى أعطيته لى , سأقدم لك وداعة و أقدم لك عفة و أقدم لك سلام و فرح و أقدم لك حُب . هذا هو الثمر الذى يُريده الله مننا يا أحبائى , فإذا أتى الله و لم يجد بنا ثمر , فيقول لك :" أنا اعطيتك كرم , أعطيتك روحى , أعطيتك إمكانيات , فما الذى فعلته به ؟؟ , أفسدته و أخذته لنفسك , لا فأنا سآخذه منك و أعطيه لآخر ربنا يُعطينا يا أحبائى أن نكون أمناء على كرمه , أن نكون أمناء للناموس الطبيعى , لصوت الضمير و أن نكون أمناء فى الوصية و أن نكون أمناء للأنبياء و النبوة و أن نكون أمناء لابنه الحبيب الذى أتى إلينا بنفسه لكيما يُعلمنا و يُنذرنا و يُوبخنا , لكيما نتبعه بكل قلوبنا ربنا يُكمل نقائصنا و يُسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل