المقالات
22 يونيو 2019
الخادم والموضوعات اللاهوتية والعقائدية
من الملاحظ في جيل خدامنا الحالي الهروب من الموضوعات اللاهوتية والعقائدية إما عن خوف أو عن جهل أو عن تجاهل ..ومن المؤسف أصبح غالبية موضوعاتنا ومؤتمراتنا يختارها منظميها وخدامها بحبكة إعلامية أكثر منها ما يفيد أو ما يبنى فى تجاهل تام للأمور التى تمس المعرفة اللاهوتية أو العقائدية وفى هذا خطر شديد أي خدمة روحية وأي مؤتمروأى كرازة بدون معرفة لاهوتية وتأصيل عقيدي هي لا تعد أكثر من نشاط أخلاقي أو إجتماعي وفي إهمال الموضوعات اللاهوتية والعقائدية إحتقاراً لفحواها وقيمتها ... الأمر الذي سيؤل تباعاً إلي نسيانها وتجاهلها وتغييب دورها ... ويكون نتيجة لذلك أننا نجعل التعاليم البشرية والأرضية معياراً للأمور الإلهية والأبدية ... بدلاً من أن تكون المعرفة اللاهوتية والأبدية هى التى تقيس وتدين الأمور البشرية والزمنية ....
وإذا قصرنا في التعليم اللاهوتي والعقيدي نكون قد أجرمنا في حق اللاهوت والعقيدة والمخدومين ... ونكون بذلك جهلنهاهم عن لاهوتهم وعلقناه ... ربما عن جهل أو عن كسل ... وأصبحنا نميل إلي التعليم الفضائلي ... ربما لأنه يسهل تحضيره أو لأنه الأكثر طلباً من المخدومين فصرنا نساير ابنائنا ونجاريهم في ميولهم لما يسمعون ... وهذا خنوع وضياع وإنعدام رؤيا ...
كيف يستقيم الإيمان بدون تعليم ومعرفة لاهوتية وعقائدية سليمة ...
أري في هذا تنكر للاهوت وخدمة للشر ... لأننا حين نتجاهل اللاهوت ونعلقة نحن نصرح بشكل غير مباشر أنه لا ينفع ولايجدي .. وهنا نعلم أولادنا بدلاً من أن يمتزجوا بالمعرفة اللاهوتية أن يسايروا التعاليم الزمنية ..
هذه حقيقة لابد مواجهتها والسكوت عليها أو إغفالها يعد إنكاراً للإيمان بشكل خفي ...
علينا أن نستيقظ ونراجع أنفسنا كيف نخدم وماذا نرجو من خدمتنا ....
ربما تقديم اللاهوت والعقيدة بشكل تلقين المعلومات وذكر بعض الإصطلاحات بشكل جامد مثل الأقنوم والإنبثاق والجوهر ... صنع حاجزاً في أذهان المخدومين ... إذ كان يجب أن يلمس اللاهوت أعماق إحتياجاتهم .... أكثر مما يخاطب عقولهم ..
علينا أن نعمق التعليم اللاهوتى والعقيدى ونطور أساليبه بما يتناسب مع إحتاجات المخدومين ...
علينا أن نشجع علي القراءة والتنوير والمعرفة والتنقيب في كنوز كتابات الآباء ...
ولا نعتبر أن التعليم اللاهوتي يقتصر علي الراغبين والدارسين ... فكنيستنا القبطية استطاعت أن تجعل من بسطاء شعبها معلمين للاهوت من خلال نصوصها الليتورجية فى تسابيحها وصلواتها وحفظتهم من الهرطقات وقدمتهم شهداء علي مذبح الحب والإيمان فكيف ننحو نحن إن إهملنا تراثاً وتايخاً هذا مقداره ... علينا أن نعرف ونعلم ولا نسكت ولا ندعه يسكت ...
القس أنطونيوس فهمى
كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس بمحرم بك الإسكندرية
المزيد
24 فبراير 2019
الله لم يفشل فيك أبدًا
يحكي لنا الكتاب عن شاب صغير السن، وهو يوحنا المُلقَّب مرقس. هذا الشاب مثال لقوة الله التي تفتقد الضعف وتصنع منه جبار بأس. كان يوحنا من أسرة ميسورة الحال، وكانوا يمتكلون بيتًا كبيرًا يجتمع فيه الرسل بعد صعود المسيح (أعمال 12: 12)، وخاله هو برنابا، فهو من عائلة مؤمنة تعرف الرب جيدًا. وفي رحلة الرسول بولس الأولى أخذ مرقس لكي يخدم معهم (أعمال 12: 25)، ولكن في منتصف الرحلة تعثّر مرقس، ولا يذكر لنا الكتاب سبب تعثُّره، فقرّر أن يتركهم ويرجع إلى بيته في أورشليم (أعمال 13: 13). ولما رجع الرسولان من رحلتهما التبشرية قرّرا أن يقوما برحلة أخرى، فقال برنابا لبولس إنه يريد أن يأخذ مرقس مجدّدًا لكي يشجّعه مرة أخرى، لكن الرسول بولس رفض! ويقول الكتاب أنه حدثت بينهما مشاجرة بسبب مرقس (أعمال 15: 39)، وقال بولس إن الذي فارقهما من الأول لا يمكن أن يذهب معهما مرة أخرى (أعمال 15: 38). تخيّل رسولًا مثل بولس يرفض شابًّا متعثّرًا مثل مرقس! ولكن هل تركته نعمة الله؟ بالطبع لا! فالرب أب عظيم، يظل وراء الضغيف إلى أن يصنع منه شخصًا رائعًا. ويقول الكتاب إن برنابا أخذ مرقس وسافر إلى قبرس ليخدما هناك (أعمال 15: 39)، والعجيب أنه بعد فترة قصيرة من الزمان نرى الروح القدس يقود مرقس الشاب المتعثِّر إلى كتابة أول انجيل كُتِب وهو إنجيل مرقس سنة 55م! والعجيب أن الرسول بولس نفسه في نهاية حياته احتاج لمرقس وطلب أن يخدم معه بعد أن شدّده الرب، وقال إنه نافع له للخدمة (تيموثاوس الثانية 4: 11)، ثم في نهاية حياة ذلك الشاب المتعثِّر ذهب إلى مصر ليقدّم يسوع في كل أرض مصر، ثم اُستُشهِد هناك بسبب التبشير، وأُطلِق عليه "كاروز الديار المصرية". تخيل: مِن شخص متعثِّر مرفوض من قائده الروحي، إلى كاتب لأول إنجيل ومبشّر في مصر!وأنت؛ ربما تعثّرت كثيرًا من ضعف معين، ربما رفضك شخص روحي، لكن اطمئن! الرب يقبلك، وسيظل بجانبك إلى أن يُخرِج منك شخصًا عظيمًا بحسب قلبه.فمن عرف رحمة الرب لابد أن يتكل عليه في أصعب أزمنة حياته، واثقًا أنه في أمان لأن الرب لا يمكن أن يترك طالبيه. لذلك لاتخف، الرب يستحيل أن يتركك لأنك ابن له، أنت داخل هذا الملجأ فأنت في أمان. مها طال زمن الضيق الرب ملجأك، إلى أن يعبر بك إلى أرض الراحة.وأنت، ربما تعاني من عيب في شخصيتك، لاتخف! الرب يقبلك، وسيصنع بك شيئًا عظيمًا رغم ضعفك وعيوبك، فهو يحبك، بل هو يحامي عنك.
القس أنطونيوس فهمى
كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس – محرم بك - الأسكندرية
المزيد
11 فبراير 2019
الخادم والتكامل مع إخوته الخدام (ب)
أخي الخادم: المخدوم لا ينتظر أن يسمع منك درسًا بل أن يراك أنت درسًا..الله سمح بالتنوع، وجعل بيننا مواهب كثيرة كما ذكر معلمنا بولس الرسول: «فأنواعُ مَواهِبَ مَوْجودَةٌ، ولكن الرّوحَ واحِدٌ» (1كو12: 4)، فقد سمح الله أن يختار الأنبياء من مختلف الثقافات والطبقات والوظائف والاهتمامات والأماكن، وجعل من تباينهم أكبر منفعه لخدمة رسالتهم الإلهية، إذ مكّنتهم من توصيل رسالتهم لكل إنسان، لذلك ستجد النبي الباكي والناري والهادئ والقائد و... والله يستخدم هذا وذاك.+ فقد رأينا موسى النبي الذي لم يكن متكلمًا بارعًا ولكن الله أكّد له دعوته قائلًا: «مَنْ صَنَعَ للإنسانِ فمًا؟... فالآنَ اذهَبْ وأنا أكونُ مع فمِكَ وأُعَلِّمُكَ ما تتَكلَّمُ بهِ» (خر4: 10). وعندما بقي موسى متشكّكًا في قدرته، سمح لأخيه هارون بأن يرافقه لأنه كان فصيح اللسان... اعلم عزيزي الخادم أن الله قد يهبك أو يهب من حولك القدرات والمواهب التي تحتاجها خدمته، يكفي أن تكون توّاقًا لخدمته، وهو سيعمل بما لديك ويكمل بمن حولك. تعلمنا من أبينا المتنيح القمص ميخائيل إبراهيم منهجًا رائعًا نتمنى أن نردّده في قلوبنا دائمًا: "ليتمجد الله بي أو بغيري، ويُفضَّل بغيري".+ رأينا في التلاميذ الاثني عشر والآباء الرسل تنوعًا وتباينًا. فليس من مجال للمقارنة بين بطرس وبولس ويوحنا، بل بالأحرى أن نبارك الله الذي عمل بهم واستخدمهم ورأى في تنوعهم منفعة لخدمة وانتشار ملكوته السماوي، فكلٌّ له مذاقه الخاص وأسلوبه المميز الذي يؤثر في فئة سامعيه. نتعجب لمعلمنا بولس الرسول صاحب القلب الناري في خدمته حين يقول بغير خجل: « ولكن لَمّا جِئتُ إلَى ترواسَ، لأجلِ إنجيلِ المَسيحِ، وانفَتَحَ لي بابٌ في الرَّبِّ، لَمْ تكُنْ لي راحَةٌ في روحي، لأنّي لَمْ أجِدْ تيطُسَ أخي. لكن ودَّعتُهُمْ فخرجتُ إلَى مَكِدونيَّةَ» (2كو2: 12، 13). بولس الخادم الغيور صاحب القلب الملتهب، الذي انفتح له باب في الرب للكرازة التي هو موضوع لأجلها، لم يحتمل غياب أخيه تيطس، بالرغم من قوة شخصيته ومعاملات الله العجيبة في حياته وخدمته! هكذا يليق بالخادم ليس فقط أن يتعاون مع إخوته الخدام، وإنما لا يطيق العمل بدونهم! الهدف من مساعدة الآخر هو نمو الآخر ولو بتقديم بعض التضحيات.. فكم من إنسان احتاج في بداية الطريق إلى آخر يساعده؟ وإن درست تاريخ الكنيسة وآبائها ومعلميها وبطاركتها، ستدرك عظمة وسخاء روح الله الذي يقود الكنيسة في كل زمان بحسب ما تحتاج..الله يعمل في كل أحد وبكل أحد ويستخدم القدرات والمواهب والتنوع لصالح مجد خدمته.. ليتنا لا نرفض أحدًا ولا نحتقر أحدًا، فالله يريد أن يعمل بالقليل وبالكثير.
القس أنطونيوس فهمى
كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس – محرم بك - الأسكندرية
المزيد
03 فبراير 2019
التكامل بين الخادم وإخوته الخدام
سبق وتكلمنا عن ضرورة وجود محبة روحانية بين الخدام ليكونوا سفراء لإله المحبة، ولكن بالتأكيد سيكون بين الخدام اهتمامات مختلفة وتباين في المواهب والطباع والشخصيات، ولكن في نضوج الحب تصبح هذه الاختلافات بمثابة أوتار القيثارة التي تعزف أجمل الألحان، فنردّد: "هوذا ما أحلى وما أحسن أن يسكن الإخوة معًا"... فهؤلاء هم الذين ألّفهم الروح مثل قيثارة. فليس علينا أن نقبل الفروق بيننا فحسب، بل أن تكون لنا سبب فرح وابتهاج، لأن الاختلاف تنوع، والتنوع ثراء. وندرك أن كلًّا منا خليقة فريدة خرجت من يد الله، سبق وأوجدها الله لتتمم أعماله، وليس أحد يشبه الآخر تمامًا، لذا أرسل السيد المسيح رسله للخدمة، اثنين اثنين أمام وجهه (لو10: 1)، يعمل الاثنان معًا في الرب الواحد، ويسرّا قلبه، ويصنعا مشيئته...فيجد كل منهما كمال حياته وخدمته ونجاحه وشهوة قلبه في كمال أخيه، لأننا جميعًا مشتركين في غنى عمل نعمة الله الفائقة، ولنا رب واحد وإيمان واحد ومعمودية واحدة. الخادم الحقيقي هو الذي يجد كماله في كمال كل إنسان، ويدرك أننا نسعى لهدف واحد. فكيف لا تفرح نفسه وتتهلّل عندما يجد زميله الخادم يسلك طريق الكمال، وكل ما يعمله ينجح فيه؟! الخادم الذي لا تتهلّل نفسه بنجاح زميله وكماله في حياته وخدمته، حتمًا هو خارج المسيح الذي يريد خلاص العالم كله ومجد كل نفس بشرية، ومخلصنا اشتهى أن يموت لنحيا نحن، فكيف لا نشتهي أن ننقص نحن ويزيد هو فينا كما في زملائنا الخدام. سر نجاح خدمة القديس يوحنا المعمدان هو إدراكه لحقيقة رسالته، أن يعد الطريق للعريس السماوي. إدراكنا لحقيقة رسالتنا يوجّه علاقتنا مع إخوتنا الخدام لنعمل جميعا بروح واحدة، إذ يدرك الخادم رسالته كصديق للعريس، ويفرح ويتهلّل بنجاح رسالته بطريق أو آخر، لا ينشغل بتصرفات زملائه، بل أن يزيد الرب في حياته كما في حياة من حوله، بقدر ما يختفي هو! على جبل التجلي اجتمع حول العريس أصدقاؤه من العهد القديم مُمثَّلين في موسى وإيليا، وأصدقاؤه من العهد الجديد مُمثَّلين في بطرس ويعقوب ويوحنا، وكأن الشيخ موسى قد تهلل إذ سلم مسيرة العروس من البرية لترى بالرجاء أورشليم العليا (سفر الرؤيا) على يد الشاب يوحنا. هذه هي علامة الكنيسة الحية، حين يفرح الشيوخ لنجاح الخدام الشبان الذين يحقّقون بروح الرب ما لم يقدروا هم على عمله! وهكذا يرى كل خادم إخوته الخدام على أنهم ليسو مجرد أشخاص بل أعضاء مكملين له...
القس أنطونيوس فهمى
كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس – محرم بك - الأسكندرية
المزيد
20 يناير 2019
عرس قانا الجليل
" وفىِ اليوم الثالث كان عُرس فىِ قانا الجليل ، وكانت أُم يسوع هُناك 0 ودُعى أيضاً يسوع وتلاميذه إلى العُرس 0 ولمّا فرغت الخمر قالت أُم يسوع لهُ ليس لهُم خمر 0قال لها يسوع مالىِ ولكِ يا إمرأة0 لم تأتِ ساعتىِ بعد 0 قالت أُمّهُ للخُدّام مهما قال لكُم فافعلوهُ0 وكانت ستّة أجرانٍ من حِجارةٍ موضوعةً هُناك حسب تطهير اليهود يسعُ كُلّ واحدٍ مطرين أو ثلاثة0 قال لهُم يسوع إملأوا الأجران ماء0 فملأوها إلى فوق0 ثُمّ قال لهُم إستقوا الآن وقدّموا إلى رئيس المُتّكإ 0 فقدّموا0 فلّما ذاق رئيس المُتّكإ الماء المُتحّول خمراً ولم يكُن يعلم من أين هى0 لكنّ الخُدّام الذين كانوا قد إستقوا الماء علِموا0 دعا رئيس المُتّكإ العريس0 وقال لهُ 0 كُلّ إنسانٍ إنّما يضعُ الخمر الجيّدة أولاً ومتى سكِروا فحينئذٍ الدّون0 أمّا أنت فقد أبقيت الخمر الجيّدة إلى الآن0 هذهِ بِداية الآيات فعلها يسوعُ فىِ قانا الجليل وأظهر مجدهُ فآمن بهِ تلاميذهُ " ( يو 2 : 1 – 11 ) 0
فلتحلّ علينا نعمتهُ وبركتهُ من الآن وكُلّ أوان وإلى دهر الدهور آمين 0
تحتفل الكنيسة يا أحبائىِ بعيد من أعيادها السيّديّة الصُغرى عيد " عُرس قانا الجليل " ، رُبّما يتساءل البعض لماذ مُعجزة عُرس قانا الجليل تتحّول لعيد ؟ فربنا يسوع المسيح عمل مُعجزات كثيرة ، رُبّما يكون عمل مُعجزات أكبر منها ، فإِذا كان اقام موتّى ، فإِذا كان أقام لِعازر ، فإِذا كان فتح للأعمى عينيهِ 0
أولاً أتكلّم مع حضراتكُم فىِ ثلاث نُقط :-
أولاً : لماذا نحتفل بعُرس قانا الجليل كعيد :-
لأنّها أول مُعجزة ربنا يسوع المسيح عملها 0 فهى أول شىء يُعلن بِها نفسهُ أمام الناس00فقبل المُعجزة إن كان معروف فهو معروف لأخصائهُ الأقربين جداً مثل الست العدرا وتلاميذهُ لكن عِند عامة الناس لا يعرفوهُ فالست العدرا تعرف جيداً إمكانيات إبنها كون إن هى قالت ليس لهُم خمر فذلك لأنّ هى تعرف إمكانيات إبنها فطلبت المُعجزة هى أول مُعجزة يُستعلن فيها مجد لاهوت ربنا يسوع المسيح ، فالكنيسة تحتفل بِها وتجعلها بداية لحياة ربنا يسوع المسيح فتوجد كلمة فىِ الإنجيل " الثالث "فلِماذا اليوم الثالث ؟فهو اليوم الثالث بالنسبة للعِماد 0 فهو إعتمد فىِ 11 طوبة 0 فاليوم هو اليوم الثالث للعِماد ، فنجد قِراءات 12 طوبة لا تُقال قِراءات 12 طوبة لأنّهُ ثالث يوم عيد الغِطاس00وتُعطىِ لنا تعاليم خاصة بالعِماد 00فمازالت الكنيسة بتحتفل بالعيد ولكن توّج إحتفالنا بالعِماد بمُعجزة فالثالث تُشير لقوة القيامة 00قوة الحياة الجديدة00قوة الخلاص0
العيد يحمل معانى كثيرة :-
(1) إعلان إلوهيّة ربنا يسوع المسيح 0
(2) بداية كرازتةُ وخدمتةُ 0
فهو حب أن يتعرّف علينا فىِ عُرس لأنّ هو مصدر الفرح ، وبدأ خدمتهُ فىِ عُرس ، ربنا يسوع المسيح هو العريس الحقيقىِ فهو مُشتاق أن يخطُبنا لنفسهِ ويُقدّمنا لهُ كعذراء بلا عيب فإن كانت هذهِ المعرفة أولّها فىِ فرح فإنطبعت صورة مُفرحة مُعزّية قوية فىِ نفوسهُم ، لأنّهُ يُشركهُم فىِ حياتهُم ، فهو صديق لهُم ومُشاركاً لهُم فىِ حياتهُم ، فهو كان مُجامل وكان عاطفىِ وشاركهُم فىِ أحزانهُم وأفراحهُم والعُرس كان يأخُذ مُدّة من الزمن ، فكان يأخُذ على الأقل إن كانوا ناس بُسطاء يأخُذ إسبوع " وكانت أُم يسوع هُناك " فالسيد المسيح أتى ليُجامل والست العدرا كانت هُناك من قبلهُ بمُدّة ، وربنا يسوع ذهب فىِ نهاية العُرس ، فالعُرس فىِ التقليد اليهودىِ كان يُمثلّ أمر لهُ فرحة كبيرة جداً ، فبعض النساء تغيّرت أسمائهُم بعد عُرسهُم فهو يُمثلّ للشخص حياة جديدة وفىِ بعض تقليدات فىِ التقليد اليهودىِ إن هى بداية جديدة ، وغُفران للخطايا السابقة ، لذلك كانوا يحتفلوا بهِ بمراسيم طقسيّة وبِمُشاركة أهل أهل البلد ، لذلك ربنا يسوع هو أتى ليُعلن نفسهُ العريس والبشريّة هى العروس ، والعُرس معروف عنهُ البهجة والسرور وتجمّع الأقرباء والأحبّاء ، فهو جاء ليقول أنا أتيت فىِ وسط أحبائىِ لأصنع معهُم محبة ، وهو تنازُل رب المجد للبشريّة وإفتقادِهم0
الأعياد السيديّة هى الأعياد التى تمسّ الخلاص وفيها أحداث تمسّ الخلاص ، مثل الخِتان فهو مُناسبة خلاصيّة وهو إحتكاك للخلاص لذلك عُرس قانا الجليل الكنيسة بتعتبرهُ مُناسبة فيها رب المجد يسوع بيفتقد الجنس البشرىِ ، نحنُ نعرف أنّ من نتائج الخطية أنّ العقوبة التى وقعت على المرأة عامةً بأنّ بالوجع تلدين وأصبح الزواج مُرتبط بالوجع وبالأنين وبنتائج الخطية ، فهو جاء يحضر العُرس ليرفع العقوبة وليُزيل العداوة القديمة ، كما فىِ آدم يموت الجميع وكأنّ اليوم الكنيسة بتقول لنا عيشوا مع المسيح خدمتهُ ، فهو إتولد وإتختن وتعمدّ ، واليوم الكنيسة بتقول لكُم اليوم هو أول خطوة فىِ خدمة ربنا يسوع المسيح وربنا يسوع عارف أنّهُ عندما تبدأ المُعجزات تبدأ الحروب والضيقات والمكائد والصليب يظهر ، فقال لها لم يأتىِ الوقت بعد ، فالكنيسة بتعتبر أنّ المسيح أعلن مجد لاهوتهُ وسُلّطانهُ فىِ حياتنا ، وإفتقد حياتنا ويُحوّل حياتنا إلى خمر حقيقىِ0
ثانياً:التحّول:-
نحنُ نعرف أنّ الخمر عندما فرغ كان موقف مُحرج ، والست العدرا كانت بتشتغل معهُم ، والست العدرا شعرت بالموقف المُحرج فقالت لربنا يسوع " ليس لهُم خمر " 00ثُمّ قالت لهُم " مهما قال لكُم فإفعلوهُ " ، ليتنا عندما نقرأ الكِتاب المُقدس لا أقول إنّ هذهِ الآية ليس لىِ شأن بِها ولكن الآية تحتاج لوقفة ثُمّ قال لهُم " إملأوا الأجران ماء " فهو حّول الماء إلى خمر ، إنّهُ تحّول جوهرىِ ، فالماء عناصرهُ غير عناصر الخمر ، فالماء H2o هيدروجين وأوكسجين ، والخمر فيهِ كحُولّ فهو فيهِ كربون ، فكون الماء يتحّول ويتغيّر طبيعتهُ تماماً فهى مُعجزة 00مُعجزة خلق 00مثل مُعجزة الخمس خُبزات والسمكتين 00فهى مُعجزة خلق لأنّ ربنا يسوع هو قادر أن يُغيّر 00فهو قادر أن يُغيّر البرودة والجفاف إلى حرارة ونشاط00وقادر أن يُحّول طبيعتىِ الفاسدة وحتى وإن لم توجد إمكانيات التغيير ، أُريد أن أكون شىء لهُ قيمة ولهُ طعم مثل الخمر فلنفرض إن أنا لا يوجد فىّ برّ فهو قادر أن يخلق فىّ برّ " قلباً نقياً إخلق فىّ يا الله " ربنا يسوع المسيح جاء ليُحّول النفس الضعيفة الفاسدة إلى نفس حارّة فربنا يسوع المسيح لا يُجيز شُرب الخمر ، ولكن الناس هى التى تُفسد إستخدامهُ ، فالناس فىِ المناطق الباردة تشربهُ للتدّفئة ، فالمادة فىِ حد ذاتها ليست شراً ولكن الإنسان هو الذى يصنع الشر ، فهو يُريد أن يقول أنّهُ قادر أن يخلق قلب جديد نقىِ ربنا يسوع إستخدم فىِ إنجيلهُ كلمة " خمر" عندما قالت عذراء النشيد" أدخلنىِ إلى بيت الخمر " فهو يُشير إلى الشبع الروحىِ بالله ، وفعلاً الإنسان يا أحبائىِ بيصل لدرجة أنّهُ يسكر بمحبة ربنا ويوصل لدرجة أنّهُ يرتفع عن الفِكر البشرىِ ربنا جاء ليجعل بهذهِ المُناسبة إفتقاد لجمود الإنسان ، لأنّ الإنسان إبتعد عن ربنا تماماً وعاش فىِ حياة كُلّها توانىِ وكسل ، فربنا يُريد أن يُغيرّهُ ومن عظمة قُدرة التحّول أنّ رئيس المُتّكإ إندهش وقال لهُم من أين أتيتُم بهِ والأجران كانت ثقيلة جداً فهو قد إعتقد إن الخمر كان عندهُم وأتوا بهِ فىِ الأخر ولم يعرف بالتحّول ، كأنّ ربنا يسوع المسيح جاء ليقول أنا سأبطُل الخمر القديم وسأعطيكُم خمر جديد يُدهش عقولكُم الخمر القديم هو الناموس والخمر الجديد هو البرّ فىِ عهد ربنا يسوع المسيح فيوجد فرق كبير بين الذبائح وبين النعمة التى نحنُ فيها الآن ، فنحنُ موجودين والمذبح مفتوح وبنأخُذ الجسد والدم ، نحنُ فىِ عِز الآن ، فهو يُدهش ، جميل جداً أن ندرس العهد القديم ، فتوجد أهمية لدراسة العهد القديم ، ومنها أعرف اهمية الخمر القديم وما يُشير إليهِ فىِ العهد الجديد فما أجمل أن أعرف أنّ الشعب عندما كانت تلدغهُ الحيّات كان موسى يُعلّق الحيّة وينظُر إليّها الإنسان فيُشفى ، فهى قوة الصليب التى تُشفىِ الإنسان من لدغة الحيّة موسى عبر البحر الأحمر ولكن فىِ الخمر الجديد هو المعموديّة فكما أنّهُ غرق فرعون فىِ البحر الأحمر كذلك يُسحق الشيطان فىِ المعموديّة0
ثالثاً: سخاء يسوع :-
سألهُم وقال لهُم ماذا يوجد عندكُم ؟! فقالوا لهُ عندنا " ستّة أجران من حِجارة موضوعة هُناك 0حسب تطهير اليهود ، يسع كُلّ واحد مطرين أو ثلاثة " فىِ الحقيقة إنّ هذا الرقم وهو " ستّة أجران " فالجُرن الواحد يسع 100 لترأو أكثر ، وكُلّهُم يعملوا 600 لتر خمر ، فلو لتر فقط فإنّهُ يشربهُ خمسة أشخاص ، فالـ 600 لتر يكفوا لعدد كثير جداً 00فما الذى يحدُث ياأحبائىِ ؟! فهو سخاء يسوع يُحّول الخمس خُبزات والسمكتين لتُقدّم فىِ وليمة مُشبعة ويتبقّى إثنىِ عشر قُفّة " الذى يمنحكُم كُل شىء بغنى للتمتُّع "يوجد غنى ليس فقط على المستوى المادىِ ولكن على المستوى الروحىِ ، قدّم لهُ أجرانك وسترى ماذا سيفعل ، فيقول عن مُعجزة صيد السمك " أمسكوا سمكاً كثيراً جداً فصارت شبكتهُم تتخرّق " غنى تعال أنت فقط قُل لهُ " إملأ الأجران خمر " الخمر هو الحرارة الروحيّة ، ليس عندنا خمر ليس عندنا حرارة فىِ حياتنا الروحيّة ، ربنا يسوع بيقول قدّم ماءك فأحّولهُ لخمر حتى تقولوا كفانا كفانا 0ألّم تُجرّب أنّك فتحت الإنجيل ووجدت الكلام قوى جداً ومؤثّر جداً ، فإن كان عندك أجران أكثر لكان ملأها بمُجرّد فقط أننا نُعطىِ لهُ وهو يملأ ويملأ ألّم تُجرّب مرّة أنّك بتصلّىِ وتشعُر إن إنت فرحان وسعيد وغير مهموم وإرتفعت للسماء وغير قادر أن تختم000فهذا هو الماء الذى تحّول إلى خمر0الخمر سر حياة القديسين فهُم قدّموا ماء فصار خمر فسكروا 00الشيخ الروحانىِ يقول " لدرجة أنّهُم نسوا كُل شىء 00نسوا الأب والأخ والصديق وسعوا خلف الغنى بحُبهِ "الكنيسة بتقول لكُم تعالوا لربنا يسوع المسيح لكى يُقدّس حياتكُم ويُقدّم لكُم خمراً روحانياً ويُقدّم لنفسهُ شعباً مُبرّراً ربنا يسوع المسيح يتحنّن علينا وينظُر إلى مائنا ويُحّولهُ إلى خمر يُلهب قلوبنا ونفوسناربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين0
القس أنطونيوس فهمى
كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك الأسكندرية
المزيد
06 يناير 2019
سر التجسد
1 - عيد الميلاد المجيد عيد سيدي كبير يسبقه برامون (إستعداد) اليوم السابق للعيد يكون صوماً للإستعداد لبركة العيد بصوم من الدرجة الأولي (إلي الغروب) وفي هذا العام عيد الميلاد يوافق 7 يناير (29 كيهك) وهو يوم الأثنين ويسبقه يوم الأحد، ولا يجوز فيه الصوم الإنقطاعي ويسبقه يوم السبت ولا يجوز فيه الصوم الإنقطاعي أيضاً لذلك يكون البرامون ثلاثة أيام السابق للعيد وهي: الجمعة والسبت والأحد" يصام فيها صوماً من الدرجة الأولي الجمعة للصوم الإنقطاعي والسبت والأحد بدون دسم إذ تتكرر في الثلاثة أيام القراءات والألحان كبرامون للعيد المجيد.
2 – يصلي برامون العيد وعشيته بالطقس السنوي مع مراعاة الإبصاليات والذكصولوجيات والألحان في مكانها ويسبق قداس البرامون يوم الجمعة صلاة مزامير السواعي كاملة من الساعة الثالثة إلي صلاة النوم ويضاف عليها في الأديرة صلاة الستار، وفي يومي السبت والأحد يسبق القداس الإلهي صلاة الساعة الثالثة والساعة السادسة فقط إذ ليس فيها صوماً إنقطاعياً.
3 – يصلي قداس عيد الميلاد المجيد بالطقس الفرايحي شاملاً عشية العيد وباكر العيد كرفع بخور باللحن الفرايحي. ويزف الحمل (القرابين) بلحن إبؤرو ويقدم الحمل بدون مزامير للتركيز علي المناسبة الجليلة فقط الخاصة بالعيد، والهيتنيات وتضاف "هيتينية" للقديس يوسف النجار والقديسة سالومي (بصلوات الشيخين المباركين يوسف النجار والقديسة سالومي....) ثم مرد الإبركسيس: (السلام لبيت لحم مدينة الأنبياء..) وبعد قراءة الإبركسيس يقال القطعة الرومي "إي بارثينوس" (اليوم البتول تلد الفائق الجوهر ....) ثم يقال "بي جين ميسي" (الميلاد البتولي والطلقات الروحانية....) ثم يقال برلكس الميلاد بلحنه المعروف "جيه نيثيليون" (ميلاداً عجيباً ومولوداً عظيماً....) ثم يقال لحن "أبينشويس" (يا ربنا يسوع المسيح الذي ولدته العذراء في بيت لحم اليهودية كالأصوات النبوية" الى آخره). ثم يصلي لحن آجيوس الفرايحي وأوشية الإنجيل، ويقال مرد المزمور: الليلويا الليلويا يسوع المسيح إبن الله ولدته العذراء في بيت لحم اليهودية كالأصوات النبوية الليلويا الليلويا، وأمّا مرد الإنجيل: "نجم أشرق في المشارق....) وبعد صلاة الصلح يقال الأسبسمس الآدم "أيها الحمل الحقيقي.....) وبعد مستحق وعادل الإسبسمس الواطس: "قدموا له هدايا....." ويستكمل القداس الإلهي إلي التوزيع حيث تُصلى ألحان التوزيع فرايحي والمدائح ...
4 – الفترة بين عيدي الميلاد والختان تكون الصلاة فيها باللحن الفرايحي كفترة متصلة لأن الرب المتجسد إختتن في اليوم الثامن من ولادته طاعة للشريعة المقدسة.. أما الفترة بين عيدي الختان والغطاس المجيدين، فهي غير متصلة لأن عماد السيد المسيح كان بعد 30 عاماً من ولادته المقدسة ولذلك تصلى باللحن السنوي العادي.
«قد تركت بيتي، رفضت ميراثي، دفعت حبيبة نفسي (نفسى الحبيبة) ليد أعدائها» ( أر 7:12)
هذه النبوة التى وردت فى سفر إرميا النبى الأصحاح الثاني عشر، شرحت عظمة سر التجسد الإلهى، ولنفهمها لابد أن ندرك أن المتحدث هنا هو الكلمة المتجسد، الذى نزل إلى أرضنا ليدفع حياته فى يد الأعداء ذبيحة لخلاصنا، إذ يقول : « قد تركت بيتى ....". لاحظ إذاً أن ذاك الذى هو فى «صورة الله» (فيلبى 2 : 6) جالس فى السموات، وانظر إلى بيته الذى يفوق السموات، الجالس فوق الشاروبيم، الساكن فى الأعالى ترك بيته وأتى إلينا على الأرض.
ورفضت ميراثى: إذ أن ميراثه هو كل ما لله، لأنه هو الابن الوحيد الذى «جعله وارثاً لكل شىء» (عب 2:1) ..... رفض ميراثه من مجد لاهوته، لأنه أخفى مجد لاهوته داخل ناسوته، وحجب مجده داخل حجاب جسده، إنه أخفى لاهوته ليكمل لنا الفداء، رفض ميراثه.. فوجدناه يجوع ويعطش ويتعب ويبكى ويتألم بل ويموت، وهو الغير المائت الأزلى.
وجدناه يرفض ميراثه ويأخذ شكل العبد، وليس شكل العبد فقط بل وطبيعه ووظيفة العبد، إذ ظهر في صورة نجار بسيط في أسرة فقيرة في بلد حقيرة، فقدم صورة العبد التى أرضت قلب الله عن كل جنس البشر.
أ- رفض ميراثه وصار في شبه الناس: ولكنه يختلف عن أي إنسان آخر.. لأنه هو الإنسان الوحيد الذي بلا خطية.
ب- لأنه هو الإنسان الوحيد الكامل
ج- لأنه ليس إنسانًا كاملاً بلا خطية فقط، بل لأنه هو الله ذاته.
إذ وُجد في الهيئة كإنسانٍ: التشبيه «كإنسانٍ» يعلن لنا إنه ليس مثل أي إنسان. إنه إنسان بالحقيقة، لكنه يختلف عن كل البشر: وضع نفسه وأطاع مشيئة الآب.
أطاع حتى الموت: ودفع نفسه ليد أعدائها وهو البار القدوس الذي لم يفعل خطية، جاز في الموت لأنه حمل خطايانا وآثامنا.
فلنبارك الذى وضع على ذاته نسب طبيعتنا الفاسدة، ودبر أن يأتى من نسب زناة ومحتقرين ليرحم ويرفع جنسنا، ويشفق على ضعفنا ويترأف على فسادنا فلا نشعر باغتراب، عن إله أحب أن يقترب ويشفى محبوبه الإنسان.
ليس لنا إلا أن نبتهج ونفرح بتدبير التجسد المجيد الذى كشف لنا مقدار مكانتنا ودالتنا فى أحشاء رحمة إلهنا، فلنسبح ونمجد الذى ترك ميراثه ليرد لنا ميراثنا .... ونتضرع إليه قائلين (أحوجناك إلى الذى لنا، من أجل عظيم نفاقنا، فلا تحرمنا من الذى لك، من أجل جزيل رأفاتك).
القس أنطونيوس فهمى
كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك الأسكندرية
المزيد
31 ديسمبر 2018
إلهي عطشت إليك نفسي
كما أن قطعان الوعل تندفع نحو جداول المياه العذبة لتروي ظمأها... هكذا نفسي متعطشة اليك يا إلهي لتطفئ لهيب أشواقها.
نعم... ان نفسي ظمأى اليك يا ينبوع الحياة الدائم ... متى تسكرني نشوة عذوبتك!
متى أرحل عن أرض قفرة مجدبة لأتأمل قدرتك وجلالك وأرتوي من مياه رحمتك!
عطشت يا ربي.
عطشت يا إلهي.
متى أذهب اليك وأدنو منك!
متى تسعد نفسي بهذا اليوم يوم الفرحة واللقاء الذي صنعه الرب ليكون شهادة لنصرتي!
يوم مشرق لا يميل نهاره ولا تغرب شمسه... هناك يعوني صوت ينبعث من قلب رحيم مفعم بالحب قائلا:
أدخل الى فرح سيدك(متى 25) الى النعيم الخالد في هذا المسكن الدائم لإلهك حيث تتجلى آيات قدرته وعظمته.
أدخل الى فرح حقيقي تغمره السعادة الحقيقية ويطغى الخير على الشر ولا يتحالفان.
حياة هرب منها الحزن والكآبة والتنهد.
يا مسرة المسرات متى أدخل الى مسكن راحتي!
أميل الآن وأنظر هذا المنظر العظيم. خر3
من الذي أمسكني عنك!
إني لم أعتق بعد.
إلى متى أنتظر لأراك!
ما سر إنتظاري وانت مقصدي!
ننتظر مخلصنا الذي صالحنا الآن في جسم بشريته الممجد(فيلبي21) ننتظر عودته من العرس لكي يدعونا الى وليمته.
إلهي تعال ولا تتباطأ.
تعال واحمل الينا سلامك.
حرر نفوسنا لنتذوق حلاوة وجودك.
يا رجاء الأمم ومشتهي الشعوب أرنا وجهك فنخلص.
يا ضياء خلاصي تعال وخلص نفسي فتعترف باسمك المستوجب كل تسبيح.
سأظل من أجل شقائي المضطرب وسط أمواج فنائي رافعا إليك صوت تضرعي.
ليتك يا ربي تسمع مني صراخات الأسى حتى أبلغ ميناء السلام.
طوبى لمن لا تنزعج قلوبهم ولا تخشى العواصف الهوجاء.
الذين إستحقوا أن يجدوا عندك أمنهم وسلامهم يا صخرة خلاصي التي تتكسر عندها الامواج.
طوبى للذين في الحقيقة قد إجتازوا البحر الى البر.. وغادروا المنفى الى الوطن... وخرجوا من السجن الى السماء.
إنهم يستمتعون بلذة الراحة المنشودة.
سعداء هم الذين تخطوا الشرور... ولم يجردوا أنفسهم من الثياب التي خلعها عليهم السيد المسيح في ملكوته الابدي الممجد.
سلامك يسمو كل عاطفة
تسبح الملائكة في أنوارك وقد إنعكس على جباههم ضياء الفرح والابتهاج.
لا أنين ولا نواح.
لا خصام ولا عداء.
تملك الملائكة معك يا الله.
أنوارك وشاح لهم من بهاء كرداء ملوكي.
تيجانهم مرصعه بالآلي من نور لا ينطفئ بريقها.
يا عزاء القديسين وإكليل مجدهم.
في ديارك نعيم دائم.
أنوار ولا ظلام
سعادة ولا شقاء.
سلامة ولا ألم.
حركة بلا عناء.
خير ولا شر.
حياة ولا موت.
الحب عندك لا يفتقر.
الجمال لا يذبل.
القوة لا تقهر.
النصرة لا تخذل.
طوبى لمن يجتاز في سلام بحر هذا العالم المتلاطم الأمواج.
ولكن هل نستطيع أن نقود سفينتنا وحدنا الى بر الطمأنينة والأمان؟
إن بعدنا عن مينائك يا ربي هبت الرياح... ترنحت بنا السفينة ... تقاذفتها الأمواج ... وفغرت المياه أفواهها لتبتلعنا...
إن وطن الراحة ما زال بعيدا تفصلنا وإياه أميال طوال ... ومن ثم لا نستطيع أن نلوح للوطن ونحييه ونحن في عرض البحر نعاني الأهوال... ونذرف الدمع السخين ثمنا لبلوغه.
ربي يسوع رجاء الجنس البشري.
حصننا وقوتنا... أنوارك تضئ البحر.
هيجانه وعصيانه... وتلمع في أعيننا كنجم يهدي سبيل رحلتنا.
ذراعاك القويتان هما وصليبك دفة حياتنا وخلاصنا توجهنا وتحمينا.
شمس الحق تضئ كنجم الصباح على شاطئ الوطن وانت في لقائنا.
نضرع إليك وباسم الخلاص، ألا يفوتك ، أننا كنا مبيعين وبدمك الكريم اقتنيتنا وصالحتنا.
استمع الينا يا إله السلام ورجاء كل الارض وكل شواطئ البحار البعيدة.
نجنا ومجد إسمك لتبلغ سفينتنا ميناء الخلاص
القديس أغسطينوس
المزيد
30 ديسمبر 2018
هبنى يارب ان أبدأ
تحتاج إلى ثلاثة أمور
1- حاسب نفسك
2- قدس وقتك
3- لا تيأس
لحظة.... تخلوا فيها مع نفسك إجلس مع نفسك فى هدوءفى صدق فى أمانه فى توبة
لحظة.... أدخل إلى ذلك الإنسان الذى تجهله
لحظة.... تسلم فيها حياتك لألهك،
لحظة.... تقول فيها لا للشيطان،فيها تستوقف الزمن
لحظة.... فيها ترتقى فوق المال والذات والشهوات والكسل....
لحظة.... تشعر فيها أنك قد أبصرت نفسك بأمانه
لحظة.... تطلب فيها الخلاص من الخطايا المسيطرة والمتكررة والمحبوبه
لحظة.... تطلب فيها معونة إلهك بقلب واثقفى محبه الله،
لحظة.... لا تطلب فيها شىء سوى البدايه الجديدة
ُقَيِّم الماضى وخذ منه الخبرة، واندم على ما صدر فيه لا تقتصر على الندم، وانما والرجاء فى تحسين الحاضر.
جلسه.... جلسة حساب عتاب أو عقاب جلسة تخطيط للمستقبل في جو من الصلاة ، وعرض الأمر علي الله ، لكي تأخذ من الله معونة وإرشاداً ..
جلسة قاض عادل ، جلسة صريحة ، وحازمة وحاسب نفسك علي كل شئ :خطايا الفكر خطايا القلب و الرغبات و المشاعر خطايا اللسان خطايا الجسد خطاياك من جهة نفسك ومن جهة الآخرين ...
جلسه.... حاسب نفسك فى :علاقتك مع الله ، وتقصيراتك في الوسائط الروحية هل أنت تنمو روحياً أم حياتك واقفة ؟
2 - أبدأ الآن إنها الآن ساعة لنستيقظ أهم لحظه هى الآن
لحظة.... لا تسترجع الماضى، فأنت لا تقدر أن تصلحه ولكنك تستطيع ان نجعل اليوم أفضل منه..
لأن مراحم الرب جديدة في كل صباح من الرائع ان تكون راضي عن الامس، غير نادم.
. فإن كنت قد اخفقت، فإن الله يحول النتائج الى خيرك
مهما كانت الاسباب، ومهما كانت الاعراض.
3- لا تياس لكل الاحياء يوجد رجاء الله أعطانا زماناً جديداً لأنه ينتظرنا ويترجى توبنا
لا تستثقل خطاياك على حامل خطايا العالم لا تتشكك فى مواعيد الصادق والأمين إلهك ينتظرك ويترقب رجوعك لك الذبيحة والخاتم والحلة الأولى والحضن الأبوى ينتظرك فلا تتوانى
المزيد
23 ديسمبر 2018
المسيح شبع النفس
يقول الكتاب في قصة المرأة السامرية ” وكان نحو الساعة السادسة فجاءت امرأة من السامرة لتستقي ماء . فقال لها يسوع أعطيني لأشرب لأنَّ تلاميذه كانوا قد مضوا إلى المدينة ليبتاعوا طعاماً فقالت له المرأة السامرية كيف تطلب مني لتشرب وأنت يهودي وأنا امرأة سامرية لأنَّ اليهود لا يُعاملون السامريين أجاب يسوع وقال لها لو كنتِ تعلمين عطية الله ومَنْ هو الذي يقول لكِ أعطيني لأشرب لطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماءً حياً “ ( يو 4 : 6 – 10 ) النفس عميقة جداً وجوهر الإنسان في نفسه الجسد سهل والروح لا نعرف كيف نصل لها أعمق جزء في الإنسان هو نفسه واحتياجات النفس كثيرة جداً لأنَّ الجسد يحتاج طعام لكن النفس تطلب أكثر النفس تشتهي الكثير ودائماً تطلب واحتياجاتها كثيرة لا تنتهي ولا نستطيع أن نُقيِّم احتياجاتها حتى أنَّ الكنيسة تذكرها قبل الجسد فتقول في القداس ” أمراض نِفوسنا اشفيها والتي لأجسادنا عافيها “ لأنَّ النفس أصعب من الجسد لو إنسان مُصاب بمرض جسدي فمرضه واضح المهم المرض الغير واضح وهو يأتي من النفس لذلك المهم أن تشبع النفس وتفهمها وتُطورها معظم أمراض الجسد قد يكون سببها انحراف النفس ومعظم التقدُّم الروحي يسبِقه استقرار نفسي لذلك لابد أن تشبع النفس وكما يقول الكتاب ” النفس الشبعانة تدوس العسل “ ( أم 27 : 7 ) المرأة السامرية كانت تعرف ستة رجال ولم تشبع لأنَّ رقم " 6 " يُشير للنقص رقم ناقص أي احتياج لنا بدون المسيح لا يُشبِع دخل ربنا يسوع رقم " 7 " في حياة السامرية فشبعت .
ما هي احتياجات النفس ؟
لها خمسة احتياجات :-
1. الأمن :-
الإنسان يريد أن يشعر أنه آمِنْ وليس لديه اضطرابات الإنسان له احتياج أن يكون له بيت فِرَاش مكان آمِنْ مُستقر الإنسان يعيش خائف تسمع نشرة الأخبار تخاف تسمع كلام الناس تخاف أمور الحياة صعبة اضطراب أمراض أوبئة قلق على المستقبل وعلى الامتحانات وعلى دائماً يعيش الإنسان في قلق ودائماً القلق يرتبط بالقُدرة الإنسان الغني لا يخاف من الغلاء مثل الفقير والإنسان ذو المركز المرموق قد يشعر بأمان أكثر لذلك كثيراً ما يعيش الإنسان في قلق أحياناً الغِنَى والمركز يُسبِّب قلق أيضاً هيرودس الملك خاف على مُلكه عندما عرف أنه وُلِدَ طفل وسيكون ملك على إسرائيل وفقد صوابه وأخذ قرار وحشي بقتل كل الأطفال لأنه جعل أمانه بمركزه هكذا شاول اضطرب من داود الأمان في المسيح المسيح هو المُعطي الأمان لنرى الغلاء وإن جلسنا نحسب بالعقل عندما يكبر الشاب ويريد الارتباط كم يكون ثمن الشقة وكم يتكلف في ارتباطه نضطرب ونخاف فكَّر في المجموع الذي تحصل عليه في الثانوية وما هي الجامعة التي تلتحق بها وتخاف وتضطرب فكَّر لو فقدت شخص عزيز عليك ستضطرب مَنْ يعطي الأمان وسط كل هذه المُتغيرات العنيفة ؟ ربنا يسوع هو يدبر أمرك في الغلاء وإن شعرت بالجوع هو يُشبِعك حتى لو فقدت شخص مهم غالي هو يعوضك إن كان الناس يعتمدون على قُدراتهم فأنا أعتمد على الله كُليّ القدرة خالق الكل مُعطي الغِنَى والسند إذاً احتياجي النفسي مُشبِع لأنَّ الله إلهي وأنا أثق في رعايته المرأة المُمسكة في ذات الفِعْل ربنا يسوع وضعها خلفه ووقف هو أمامها يحامي عنها ضد راجميها نعم أنا خاطي لكنه يُحامي عني لذلك أشعر فيه بالأمان لذلك أشتاق للرجوع لحضنه مهما كانت خطاياي هو يقبلني لذلك يقول داود النبي ” أُعظِّمك يارب لأنك احتضنتني “( مز 29 ) مادُمت خارج المسيح لن تشبع ولن تستقر كثيرون مُصابون بأمراض نفسية لأنهم فاقدين الأمان لذلك المسيح هو طريق الأمان ولا توجد حياة روحية سليمة بدون ما تُبنَى على نفسية سليمة .
2. التقدير :-
الإنسان يحب التقدير تخيل إنسان يُلام ويُوبَخ دائماً صعب الإنسان محتاج للتقدير ويحاول دائماً أن يُعبِّر عن نفسه لكي يُقدَّر الذي لا يُقدَّر تصغُر نفسه جداً ويحاول أن يكون كبير بأي وسيلة وقد يُعبِّر عن ذلك بانحراف شهواني أو عاطفي أوأي انحراف عندما هاجمت الجموع ساكبة الطِيب قال عنها السيد المسيح ” حيثما يُكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يُخبر أيضاً بما فعلته هذه تذكاراً لها “ ( مت 26 : 13) ربنا يسوع يريد أن يرفعنا ويُعطينا مجد ويُزيننا ونحن نتضع من أفضل الأمور التي تُعطي الإنسان تقدير أن يسمع اسمه يُنادى وجدنا ربنا يسوع يُعامل زكا بتقدير والمولود أعمى بتقدير و الإنسان محتاج أن يشعر أنه مهم وغالي ويشعر أنَّ أعماله صحيحة تُقدَّر ولنرى التقدير من وجهة نظر الناس الناس تعرف اللوم فقط وإن فَعَلْ شخص شيء مهم لا يُقدِّره مَنْ حوله بحجة أن لا يتكبر إن فَعَلْ شيء خاطئ الجميع يلومه ويوبخه نحن لا نُجيد التعبير وأحياناً لا نريد التعبير ودائماً الذي يُجيد التقدير لا يُريده ليتكم تُقدِّرون بعضكم بعض وتُقدِّمون لبعضكم البعض كلمات الشكر والتشجيع على أي شيء ولو بسيط مجرد مجيئكم لبعضكم قدِّموا عنه كلمات شكر شجعوا أي سلوك ولو بسيط ودائماً التقدير تزداد قيمته بِمَنْ يُقدِّمه لذلك نحن تقديرنا عند المسيح له المجد هو يُقدِّرني وأنا غالي جداً عنده وكرامتي هي عنده وكما يقول الكتاب ” لمدح مجد نِعمتِهِ “ ( أف 1 : 6 ) لمَّا أتى وتجسَّد بجسدي هذا أعظم تقدير لي لمَّا دُعِيَ اسمه عليَّ وصار اسمي مسيحي هذا أعظم تقدير لي لمَّا بذل نفسه لأجلي قدَّرني جداً ليتنا نتمتع بهذه التقديرات العظيمة ونتمتع بتقديره جداً في التوبة لأنه فيها يقبلني ويحبني رغم أنَّ كل الناس تنظر لي على إني خاطي .
3- الحرية :-
الإنسان لا يُحب الأسر لو وضعت نسر في قفص ووضعت أمامه طعام كثير لن يأكل مهما طالت فترة حبسه في القفص لأنه غير حُر هكذا الإنسان يحب أن يشعر أنه حُر قد يبنون في الخارج سجون عالية التجهيز وبها كل احتياجات الإنسان حتى الترفيهية لكن الإنسان يشعر فيها بالضيق لأنه محبوس من الاحتياجات النفسية المهمة للإنسان أن يشعر أنه حُر في سلوكه لأنَّ الذي يفعله بدون حرية يُولِّد فيه الكبت حتى حضور الكنيسة إن كان بأمر وبدون رغبة داخلية يُولِد كبت ودائماً التغصُّب يزول بزوال المؤثِر لذلك لابد أن يتعلم الإنسان كيف يختار الكنيسة تُربيك لكي تعرف كيف تعيش حُر كل شاب مُعرَّض لأن يلتحق بجامعة خارج مدينته ويتغرَّب فيها إن لم يكن قد تربَّى على المسئولية لن يشعر بالمسئولية إن تربَّى على الكبت والأوامر في المواعيد والاستذكار وسينحرف في غربته ويجدها فرصة للخروج من قيود الأوامر والكبت لذلك لابد أن تشعر بحرية وأنك تفعل الأمور باقتناع أنت محتاج أن تحترم الضوابط والثوابت وهذا يأتي من الحرية حتى الروحيات تحتاج حرية حتى لو تغصبت فأنا أتغصب بحريتي لأنتقل إلى درجة روحية أجمل الكنيسة تُربيك على الحرية وتُعطيك المشورة فقط لذلك الحرية تصنع اتزان واحترام وإن لم أنال حريتي في بيتي والمجتمع ؟ أقول لك أنَّ الله يُعطيك الحرية الحرية ليس معناها أن أسلُك كما أشاء لا بل الحرية من الداخل ” إن حرَّركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً “( يو 8 : 36 ) أصعب شيء العبودية للخطية هي أشرس من العبودية لسيد قاسي ربنا يسوع أعطانا الحرية ” يارب أنا عبدك ، أنا عبدك وابن أمتك “” قطعت قيودي “ ( مز 115 – من مزامير التاسعة )أنا عبد لك يارب لأنك أنت الذي حللت قيودي كانت شريعة العبد في العهد القديم تسمح بأن يُفك العبد بعد فترة من العبودية لكن إن أحبَّ العبد سيِّده وفضَّل أن يكون في خدمته كل أيام حياته كانوا يأتون به عند مدخل المدينة وهو بنفسه يثقُب أُذُنه ليُعلن أمام الجميع أنه بإرادته يريد أن يكون في خدمة سيِّده أعظم حرية نأخذها على الصليب وفي الاعتراف نأخذ الحِلْ ويقول الحِلْ ” قطَّع يارب كل رباطات خطايانا “ معلمنا بولس الرسول كان يُسمي نفسه سفير في سلاسل وهو حُر داخلياً لأنه حُر من الخطية أصعب عبودية هي العبودية لخطية أو عادة أوبينما أفضل حرية هي أن تتخذ قراراتك في ضوء الوصية .
4- الانتماء :-
دائماً تشتاق أن يكون لك انتماء لشيء مهم وقوي لبيت لبلد لدين لجنس لعمل لفكرة وأصعب انتماء هو الانتماء الديني والذي بواسطته قد تخرب بلاد لذلك إن أرادوا تقسيم بلد يزرعون فيها بُغضة دينية وهذا سهل جداً في البلاد قليلة الثقافة إحساس الانتماء إحساس قوي عند الإنسان لذلك جيد أن تشعر أنك مُنتمي ولكن بتعقُّل وليس بتشدُّد أنا محتاج لهذا الإحساس وليس هناك انتماء أجمل من الانتماء لجسد المسيح للكنيسة هو قال أنتم لحم من لحمه وعظم من عِظامه ( تك 2 : 23 ) أي انتماء أعظم من هذا ؟اشعُر بانتمائك للمسيح وللكنيسة ولإخوتك والذي يعيش بدون انتماء يكون بلا هوية والذي بلا هوية نفسيته فقيرة والإنسان يحب الانتماء لشيء قوي مُميز لأنه محتاج أن يشعر أنه قوي ومُميز وينال بذلك نشوة ونُصرة وكفاه احباط اشعر أنك مُنتمي للمسيح مصدر سعادتك وقُوَّتك ” رعية مع القديسين وأهل بيت الله “ ( أف 2 : 19) أنت مُنتمي له وعائلتك هي القديسين لأنَّ الانتماء للعائلة يُشبِع النفس جداً والنفس محتاجة للشبع وكلما كانت النفس جوعانة كلما كانت الخطية أسهل والانحراف أسهل .
5- الحب :-
الإنسان يحب أن يشعر أنه محبوب وغالي ومُشبَّع بأمور كثيرة ومن أكثر الأمور التي ترفع الإنسان للسماء أنه يشعر أنه محبوب لذاته ذَوِي المعاش يشعرون بالاحباط إن لم يسأل عنهم أحد لأنهم يشعرون أنهم كانوا محبوبون ليس لذواتهم بل لمراكزهم الحب عطاء وكما تُعطي تأخذ كثيراً ما نشكو أننا غير محبوبين لا في البيت ولا في الكنيسة الإنسان يحب أن يكون مُميز لنفرض أنَّ الكنيسة أرسلت رسائل مُعايدة لأولادها بالطبع يفرحون بها لكن الذي يفرَّح أكثر أن تكون كلمات الرسالة خاصة بك أنت وتحمل اسمك هذا يُسعِدك لأنك تشعر أنك مُميز ومحبوب الإنسان يحتاج الحب الشخصي ودائماً احتياج الحب يسبِق أي احتياج فسيولوچي سواء طعام أو نوم أوالتقدير والحب أهم ولا نأخذ إحساس الحب من الناس لأنهم مُتقلبين ذَوِي مزاج مُتغير وصعب تجد إنسان يسير بخط واحد حياته كلها لذلك خذ الحب من الله تسمع مَنْ يقول أنا منذ " 30 " سنة كنت أحب والدتي ومن " 15 " سنة كنت أحب زوجتي والآن أحب أولادي .. هذا لأنه كان محتاج لأُمه منذ " 30 " سنة واحتاج لزوجته منذ " 15 " سنة أكثر من أُمه والآن محتاج لأولاده هذا حب مبني على الأنانية والأخذ أمَّا ربنا يسوع فقد أحبنا بلا سبب أحبنا أولاً ” هكذا أحبَّ الله العالم “( يو 3 : 16) أي بلا سبب أمَّا نحن فنحبه لأنه أعطانا عطايا وله صفات جميلة وكلما تأملت في عطاياه وصِفاته كلما أحببته أكثر صليبه يُشبِعك لأنه يُشعِرك أنك غالي عليه يقول الشيخ الروحاني ” أقسمت بحبك أن لا أحب وجه آخر غير وجهك “ ” مَنْ رآك واحتمل قلبه ألاَّ يراك “ التقدير منه الحرية فيه الانتماء له الحب هو القادر أن يُشبِعك به لن تستطيع أن تكون مُشبِع وغني ومُستقر إلاَّ به فخذ احتياجاتك كلها منه والذي يحب يسوع يجد الكنز يقول القديس أوغسطينوس ” مَنْ امتلكك شبعت كل رغباته “ هو دعاني للحرية والحب والانتماء والتقدير وتقابل مع المرأة السامرية فأعطاها الشبع وأنساها ماضيها وبدأت حياة جديدة فليكن هدفك هو الشبع من يد المسيح هو كنزك وغايتك هو الكل لأنَّ له ومنه وبه كل شيء ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين.
القس أنطونيوس فهمى
كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك الأسكندرية
المزيد