المقالات

18 نوفمبر 2018

شفاء الإرادة الضعيفة

معلمنا بولس الرسول يقول لنا في رسالته لأهل رومية أصحاح " 7 ، 8 " آيتين عن الإرادة تُعبِّر عن حالته قبل أن يعرف المسيح ﴿ ليس ساكن فيَّ أي في جسدي شيء صالح لأن الإرادة حاضرة عندي وأما أن أفعل الحُسنى فلستُ أجد لأني لستُ أفعل الصالح الذي أُريده بل الشر الذي لستُ أُريده فإياه أفعل ﴾ ( رو 7 : 18 – 19) لماذا ؟ لأني لم أعرف بعد المسيح لكن بعد معرفتي للمسيح الأمر تغيَّر تماماً ﴿ لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح ﴾ ( رو 8 : 1) الإرادة هي طاقة الفعل طاقة القرار طاقة الحركة في الإنسان الذي يحرك الفعل هو الإرادة إنسان بدون إرادة مثل جهاز بدون موتور نعم مظهره جيد مُتكامل لكن ليس بموتور إذاً صار قطعة ديكور إذاً إرادتنا هي المُحرك الفعلي لقرارتنا وكل ما نقتنع به يُترجم لفِعْل معروف أن إرادة الله لنا هي قداستنا ﴿ الذي يريد أن جميع الناس يخلُصون وإلى معرفة الحق يُقبلون ﴾ ( 1تي 2 : 4 )﴿ هذه هي إرادة الله قداستكم ﴾ ( 1تس 4 : 3 )إذاً الله يريد لي فماذا أريد أنا ؟ إن قلت له أنا أيضاً أريد القداسة يقول لي إذاً إرادتي وإرادتك تلاقيا تقول له هل أنت يا الله منتظر إرادتي ؟ يقول لي نعم أنا قادر على كل شئ لكن لكي أُخلِّصك لابد من إرادتك أنت يقول القديس أوغسطينوس ﴿ الله الذي خلقك بدونك لا يريد أن يُخلِّصك بدونك ﴾ وفي ترجمات أخرى يقول " لا يستطيع " يوم أن خلقك لم تكن موجود لكن يوم أن يُخلِّصك لابد أن يُخلِّصك بك أنت لابد أن تقول له أنا أريد أنا محتاج إذاً تعال هو يعطيك دعوة أن تدخل إلى عرسه لكن عليك أنت أن تُلبي الدعوة هو مشتاق أن تأتي إليه لأنه أعطاك الدعوة وهو يقول لك " ليتك تأتي لأني سأحزن إن لم تأتي إلى عُرسي " وأنت أيضاً تقول له أنا مشتاق أن آتي إلى عُرسك وهو يقول أنا منتظرك وتدخل إلى عُرسه وتجد فرحة لا تُوصف الإرادة تتكون من :- العقل الإقتناع . الميل والإحتياج صراع أو اتفاق بينهما . الهدف مثل طالب له هدف واقتناع وميل واحتياج لأمر مُعيَّن ومستقبل مُعيَّن . الميل والإحتياج موجودان والعقل مُقتنع والهدف موجود إذاً الإرادة حاضرة وجيدة . 1. العقل :- الأنبا أنطونيوس قال ﴿ أن الخطية هي الجنون هي اختلال العقل ﴾ لماذا ؟ لأن الخاطي هو من يضحي بأمر غالي جداً مقابل أمر رخيص فيُثبِت أن عقله غير سليم هل رأيت شخص معه خاتم سوليتير قيمته مائة ألف جنية ويأتي شخص آخر يقول له أعطني هذا الخاتم مقابل جنيهان فيعطيه له ثم يسأله إحذر أن يكون الجنيهان مُزوران ولا تخدعني ولما يأخذ الجنيهان يشعر أنه قد كسب ويشتري بهما أمور تافهة ويشعر أنه سعيد هكذا الخطية أمر أفعله ألهو به الآن ولكنه يُسبب لي خسارة كبيرة أمر دفع فيه ثمن غالي جداً أبيعه بخدعة وأتنازل عن الغالي بالرخيص لذلك أطلق الأنبا أنطونيوس على الخطية اسم " الجنون والإختلال " أما العقل فهو البِر ماذا أريد أنا وماذا أرتب لحياتي ؟ هل تعلم أن الخطية دمار ؟ البعض مقتنع أن الخطية دمار والبعض مقتنع أنها لذيذة مُمتعة المقتنع أن الخطية مُمتعة هو شخص إرادته ضعيفة ولم يصل إلى درجة الإقتناع أن الحياة مع الله أفضل جداً لم يصل إلى درجة الإقتناع بأن الخطيئة مدمرة جداً لنفسه وجسده وروحه لم يعرف الأضرار النفسية والروحية والجسدية المؤذية له باستمراره في الخطية وطاعتها القديس أوغسطينوس قبلما يتوب كانوا يطلبون منه أن يتوب لأن الخطية ضارة جداً كان يقول لهم أن الخطية لذيذة وليست ضارة قالوا له قل لله اشفِ إرادتي الضعيفة وقف أمام الله وقال له أن الخطيئة ألذ منك لكن لو أنت تريدني فلتكن أنت ألذ من الخطية ﴿ إني أجد في الخطية لذة عنك وإن أردتني تائباً فاعلن لي لذِّتك فإني أريد أقول لك ربما أريد أن أتوب ولكن ليس الآن ﴾ لما شخص يُعلن لذته بالخطية كيف تكلِّمه عن الإرادة مادام هو غير مقتنع لذلك ضع داخلك قناعة كاملة أن الخطية مدمرة وأنها أبعدتك عن الله وعن نفسك وعن الآخرأحد القديسين قال لله ﴿ أن الخطية جعلتني أخسرك وأخسر نفسي وأخسر السماء ﴾ خسرت ثلاثة الله ونفسي والسماء فهل هناك خسارة أفظع من ذلك كارثة لذلك يقول ﴿ عار الشعوب الخطية ﴾ ( أم 14 : 34 ) كارثة الشعوب الخطية لذلك إخوتنا في الغرب وأمريكا يضعون مُسميات أخرى للخطية ليهربوا من خزيها فيقولون عن أمور مُهينة لله جداً ومُهينة للإنسان إنها أمور فسيولوچية أو مشاعر طبيعية أو ميول إنسانية لأنه لم يستطِع أن يتواجه مع دناءِة نفسه ويريد أن يقنع نفسه بالخطية فيضع عناوين تعطيه مُسكِّن الإقتناع أو العقل من أهم مكونات الإرادة إنسان يريد أن يعمل رچيم فكَّر أن جسمه زائد في الوزن وشكله العام ردئ وسيُضَر صحياً وسيزداد النوم و إقتنع بدأ الرچيم بكل خطواته لكن لابد أن يقتنع أولاً بفكره الآن هل اقتنعت أن الحياة مع الله أفضل جداً ؟ هل وصلت إلى هذه الدرجة أم لا ؟ هل اقتنعت أن الحياة مع الله أفضل جداً جداً من الحياة مع العالم أو مع الناس أو مع ميولي أو مع شهواتي ورغباتي أم لا ؟ لذلك يقول أحد القديسين قبل أن تنام اسأل نفسك ثلاثة أسئلة مهمة :- أ‌- هل يا الله توجد محبة في قلبي أكثر منك من أي نوع ؟ مال أو عمل أو محبة زوج لزوجته أو أُم لأولادها أو صديق لصديقه أو أي نوع من المحبة في قلبي أكثر منك ؟ ب‌- هل توجد خطية مدفونة داخلي وصامت عنها أو متصالح معها ؟ نعم أنا خاطئ لكني رافض لكن هل توجد خطية داخلي راضي عنها ؟ ج- هل أرضيت الله في يومي هذا ؟ لو أجبت عن هذه الأسئلة الثلاثة بنعم " كُل قليلاً واسترِح ونام " إن أجبت عنهم بالخطأ أو عن أحدهم بالخطأ قِف وقفة مع نفسك " لا تأكل ولا تنام "محتاج أن تأخذ قرارعقلك يرفض أن تستمر في ذلك قل لا محتاج أقدم توبة العقل هل أنا مقتنع بحياتي مع الله ؟ مقتنع بحياتي في العالم ؟ مقتنع بما أفعله ؟ زِد درجة اقتناعك بالبِر لتدخل في الدرجة الأعلى رقم ( 2 ) . 2. الإحتياج والميل :- تُواجه بأمر آخر في الإرادة وهما أمران الإحتياج والميل لأن في كثير من الأحيان وخاصة في البِر يكون الميل عكس الإحتياج أو الإحتياج عكس الميل صراع شديد بينهما لكي تشفي إرادتك لابد أن يصطلح الميل مع الإحتياج لابد أن يتفق ميلك مع احتياجاتك واحتياجاتك مع ميولك إنسان محتاج للحياة فيأكل ليس له ميول كبيرة للأكل لكنه لابد أن يأكل لأنه محتاج أن يأكل إنسان محتاج للدراسة يدرِس لأنه محتاج للدراسة حتى لو لم يكن له ميول للدراسة إنسان محتاج للعمل فيعمل حتى لو لم يكن له ميول للعمل صراع بين الإحتياج والميل كل الأمور النافعة تجد نفسك تحتاجها ولا تميل إليها مثلاً تصوم أو تأكل ؟ تقول آكل تأخذ أجازة أم تذهب للعمل ؟ تُجيب أجازة تستيقظ أم تنام ؟ تُجيب أنام كل الأمور النافعة تجد نفسك ضدها تجلس للكمبيوتر للعب أم التعليم ؟ تُجيب ألعب دائماً تهرب مما هو مفيد وكأن الله واضع حافز أو مكافأة لمن يتعب والذي لا يتعب لا يأخذ فتجد ميولك تميل للأمور السهلة واحتياجاتك تفوق ميولك محتاج للصلاة ولا تميل لها محتاج للصوم ولا تميل له محتاج لله جداً ولا أستطيع أن أقول إني لا أميل له لكن أعمالي تُعلن إني لا أميل له مثل قصة قالها الشباب أن فتاة أرسلت إلى خطيبها تقول له أنت غالي عندي جداً لكنك تُطيل مكالماتك التليفونية وأنا أكون محتاجة للنوم وتتكلم في أمور غير شيقة بالنسبة لي ولا تعرف إن كنت مُهيأة للحديث في هذه الأمور أم لا ؟ وظلت تنتقده وفي نهاية القصة يقول الشباب هكذا نحن مع الله نقول له يارب نحن نمِل من الوقوف معك ولا نريد الحديث معك ونحن نكون مُتعبين ويا ليتكَ تتركنا نحن نتكلم ولا تتكلم أنت وليتكَ تتركنا نتحدث معك وقت ما نريد نحن وفي النهاية نقول له نحن نحبك كيف ؟ الميل والإحتياج أميل إلى الله موسى النبي لما رأى العُليقة مشتعلة قال ﴿ أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم ﴾ ( خر 3 : 3 ) أميل للتسبيح أميل لحضور القداس مبكراً متى يحدث ذلك ؟ عندما تشفي إرادتي عندما يتفق احتياجي مع ميولي متى ؟ عندما أشعر بالإحتياج لله لأن دائماً الميل والإحتياج ضد بعضهما ويحتاجان وقت طويل ليتفقا الخطية هي ميل دون احتياج أُمنا حواء رأت الشجرة بهجة للعيون شهية للأكل مالت للأكل منها دون أن تحتاج لم تكن محتاجة للأكل بل للعكس كانت محتاجة أن لا تأكل لتظل في وضعها الأفضل لكنها مالت دون أن تحتاج هكذا الخطية ميل دون احتياج داود النبي مال لامرأة أوريا الحثي هل عنده احتياج ؟ لا بل كانت له زوجات كثيرة مال دون أن يحتاج فكان العار وكانت الخطية الخطية هي ميل دون احتياج البِر هو احتياج يبدأ حتى لو دون ميل إلى أن يتفق الميل والإحتياج . 3. الهدف :- ماذا أريد ؟ يارب أريد الأبدية إذاً نمِّي ميلك للأبدية يارب أريد أن أحيا في سلام يارب أريد أن أحبك ما هو هدفك ؟ جيد عندما أحب أبونا يعقوب راحيل فقالوا له اعمل بها سبعة سنوات فقال هي تستحق التعب من أجلها وعمل من أجلها سبعة سنوات لكنهم أعطوه ليئة واعترض فقالوا له لا تحزن لكن لكي تأخذ راحيل اعمل سبعة سنوات أخرى ووافق لكنه ارتبط براحيل أولاً ثم عمل سبعة سنوات أي أنه تزوج بليئة وبعد أسبوع تزوج براحيل لكنه صار مديون للابان بسبعة سنوات أخرى هذا هو الفرق بين العهد القديم والعهد الجديد كما قال القديسين العهد القديم أتعب لكي أنال ليئة والعهد الجديد آخذ نعمة كي أتعب بها أي النعمة مُقدِّمة للتعب بينما العهد القديم أتعب لكي أنال يعطيك الروح القدس يعطيك إنسان جديد يعطيك راحيل ويقول لك هيا إتعب إرضيها لما تكون راحيل معه ويتعب من أجلها كلما نظرها يقول لها تستحقين التعب من أجلِك﴿ وكانت في عينيهِ كأيامٍ قليلةٍ بسبب محبتهِ لها ﴾ ( تك 29 : 20 )هدف هل توجد راحيل في حياتك تتعب من أجلها ؟ تخيل عندما تتعب بدون هدف أمر ليس له داعي سَتَمَلْ هل توجد أهداف في حياتك ؟ هل تريد فضائل مُعيَّنة تقتنيها في حياتك ؟ هل تريد أن تُرضي الله ؟ هل الأبدية تشغِلك ؟ فِكْر الأبدية هل هو مغروس في حياتك تريد أن تسعى من أجله ؟ هل تحب أن تعيش في إرضاء الله ؟ ربنا يسوع قال﴿ أنا مجدتك على الأرض العمل الذي أعطيتني لأعمل قدأكملتهُ ﴾ ( يو 17 : 4 )هدف أنا مجدتك على الأرض له أهداف أحد الفلاسفة قال ﴿ لا تحزن إن لم تُحقق هدفك لكن احزن إن كنت بلا هدف ﴾ إحزن للمشكلة أن أكون بلا هدف وبلا طموح وآمال قديماً في السباقات كانوا يضعون عَلَمْ أو راية ويجرون في السباق وأول من أمسك العَلَمْ هو الفائز تخيل شخص لا يجري في اتجاه العَلَمْ أكيد عينه بها مشكلة لأنها لا ترى العَلَمْ يقولون له إتجاه العَلَمْ هنا إجري اتجاهه بكل قوتك تخيل أن عينك ليست على الهدف أو نريد أن تكون إرادتنا قوية ونحن ليس لنا هدف في أي اتجاه سنجري ولماذا أصلاً نجري مادام ليس لنا هدف ؟إذاً لماذا إرادتي ضعيفة ؟ لأنه ليس لي هدف لذلك أقل الأمور تُحزنني وتتعبني نقول صلي يُجيب الشخص الذي بلا هدف أفعل أي أمر إلاَّ الصلاة صُم يقول الصوم مُتعب إحضر قداس يقول القداس مبكر جداً إقرأ كلمة الله يقول لا أفهمها إذاً تعال قدم توبة يُجيب ليس لها داعي ليس له هدف لذلك الأمور بالنسبة له ثقيلة أحد القديسين قال قد تصل الأمور الروحية على الإنسان إلى درجة أنها أشقى من الجَلْد أي يحتمل الجَلْد أكثر من الأمور الروحية مسكين ليس له هدف " 3 " مكونات للإرادة أخطر من بعضهم العقل الميل والإحتياج الهدف . كيف تُشفَى إرادتي ؟ إبدأ وصلي . إجتهِد . إستمِر . 1. إبدأ وصلي :- إبدأ إن أردت أن تُقوِّي إرادتك إبدأ الآن أحد الشباب اختفى فترة شهور ثم رأيته وكان شكله قد اختلف كثيراً عما سبق فقد تحول إلى شاب رياضي له جسم مفتول العضلات وعرفت أنه كان يذهب إلى النادي ( چيم ) ويلعب ويتدرب يومياً ثمانية ساعات في تمارين شاقة إقتنع بالفكرة فكان يتدرب يومياً تمارين شاقة وله أطعمة مُعيَّنة وإن عرفنا مقدار الأطعمة التي يأكلها نندهش لكنه اقتنع بالفكرة ومارسها وتعب فيها وفي النهاية فرح بنفسه عندما رأى نتيجة جهاده في هذا الأمر نريد أن نُقوي إرادتنا إن كان الجسد له عضلات أيضاً الروح لها عضلات إن كان الأنبا بيشوي نحيل الجسد لكنه كان يُمارس كمال أرواح وليس كمال أجسام كان يقول لجسده لا تنام ولن تنام لن تأكل ستستيقِظ وتصلي وتقف باعتدال ودرَّب جسده لطاعة روحه وتقوَّت بالتدريج إلى درجة أن روحه صارت في قامات مرتفعة جداً الروح تحتاج تقوية تريد تغذية على كلمة الله وعلى جسد ودم يسوع يريد تدريب على وقفات صلاة كثيرة لم يفرح من أول مرة لا بل قاومه جسده كثيراً لم يرى ثمر سريع أمور كثيرة تُعيقه لكنه استمر إبدأ وصلي أُطلب إرادة قوية كيف تطلب إرادة من دون مصدر الإرادة ؟ كيف يُشفَى الإنسان بدون طبيب ؟ عندما تشعر بالتعب يزداد تحتاج لطبيب وكلما كان المرض أصعب كلما احتاج لطبيب ماهر وقد يقول له طبيبك في القاهرة ويحتاج حجز بعد شهرين ويستجيب لأنه محتاج هل معنى أن يقول لماذا أذهب إلى القاهرة ولماذا أنتظر شهرين إنه ليس مريض أو لا يشعر بمرضه ؟! مادام لا يشعر بمرضه لن يتعب إن أردت أن تبدأ لابد أن تكون وصلت إلى قناعة كاملة أنك محتاج أن تبدأ الآن القديس أوغسطينوس قرأ آية في رسالة رومية غيَّرِت حياته كلها ﴿ أنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور ﴾ ( رو 13: 11 – 12)آية أقامت ثورة في حياة القديس أوغسطينوس " أنها الآن ساعة لنستيقظ " لنبدأ إن أردت أن تبدأ برفع اليدين إبدأ الآن محتاج أن أشعر أنها ساعة مقدسة لأستيقظ فأبدأ إن أردت أن تُقوِّي إرادتك سأُعطيك تدريب صغير قد تستخِف به لكن به تقوية إرادةعندما تصلي :- قِف باعتدال . إرفع يديك فترة طويلة . هذه هي الإرادة هذا الذي يقف كذلك يُعلن إرادة قوية في القداس تظهر الإرادة القوية والضعيفة صاحب الإرادة القوية ظاهر وإرادته لم تقوى في اللحظة بل تدرَّب كثيراً تدرَّب على إخضاع جسدك لروحك وابدأ الآن في بيتك تدرَّب على وقفات صلاة أطول بجسد مستقيم بأيادي مرفوعة لا تؤجل ولا تؤخر إن أردت أن تشفي إرادتك أُشعر بالخطر وابدأ الآن أحد القديسين عندما كان يصلي كان يخاطب جسده ﴿ إعلم أمام من أنت واقف الآن أنت واقف أمام من له سلطان أن يُلقيك في جهنم فاعتدِل وتعقَّل ﴾ يحفز جسده أن يقف في وضع صلاة مستقيم لذلك إبدأ الآن بممارسة كل الأعمال الروحية بحماس صوم لابد أن يكون صوم لأنه خطوة مهمة في تقوية إرادتك وخُذ فترات انقطاع تستيقظ مبكراً وتقول محتاج للإفطار وكوب نسكافيه لن أستطيع أن أبدأ يومي بدونه أقول لك هذا ما تحتاج أن تقول له " لا " إن أردت أن تشفي إرادتك لابد أن تقول لجسدك " لا " يُقام برنامج لمراهقين أمريكا اسمه " كيف تقول لا " رأوا أن الأولاد يسيرون في طريق انحلالات عجيبة وفقدوا هويتهم وميولهم المدنية والسياسية والأخلاقية أنا أيضاً محتاج أعمل لنفسي برنامج لأتعلم كيف أقول " لا " إن لم أعرف كيف أقول " لا " لنفسي لن أعرف كيف أقول " لا " لصديقي أو" لا " للتليفزيون أو النِت إبدأ خذ فترة صوم انقطاعي وعندما تشتاق للطعام قُل لجسدك ليس الآن أنت لست صاحب القرار إرادة تُشفَى إجعل الجسد مُروض وروحي وخاضع واجعله يسجد في الصلاة مرات وهو في الصباح كان صائم والآن واقف في الصلاة باعتدال ولا تستسلم لكسله فصار الجسد خادم للبِر ووسيلة أربح بها الملكوت صار الجسد وسيلة مجد وخلاص صار معي وليس ضدي لأن المسيح لما تجسد قدِّس الجسد روِّض نفسك للتقوى ﴿ أدرب نفسي ليكون لي دائماً ﴾ ( أع 24 : 16) . 2. إجتهِد :- لا تتخيل أن إرادتك تُشفَى من صلوة أو من لحظة لا هذه بداية لكن البداية لابد أن تُراعى وتُربَّى الآباء القديسون يقولون ﴿ إعطِ دماً لكي ما تأخذ روحاً ﴾ لكي تتقوى إرادتك المنهارة وتشعر برضى على نفسك أنك تفعل ما تريده هذا يحتاج تعب لما الإنسان دائماً لا يفعل ما يريده فيصير مُحبط وفاشل وفاقد هدفه وعدو الخير يحرِمه من أي بدايات وأي متعة ويسيطر عليه تماماً ويفقده مصداقيته ويُشعِره أنه وهو جالس مع نفسه جسده يقول له إنسى لن تستطيع أن تفعل أمر جيد أو تبدأ ما تعرفه كلام فقط إرادة ضعُفت جداً المُقعد ظل " 38 " سنة مُقعد أي نسى السِير الذي يظل فترة شهر لا يُحرك رِجله عندما يبدأ السِير نفسياً يخاف لأنه لا يثِق في رِجله ويسير بعَرج فما بال الذي كان مُقعد " 38 " سنة ؟ مهما كانت قيود الخطية الله قادر أن يجعلها لا شئ إتعب دائماً وليس يوم أو اثنين لابد أن يكون عندك مبدأ التعب في حياتك لأن أي شئ مفيد لن تناله بدون تعب ﴿ الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالإبتهاج ﴾ ( مز 125 – من مزامير الغروب ) كيف أجني ثمر بدون أن أزرع أو أتعب ؟ مثل شخص عاد لزوجته في نهاية اليوم حزين يقول لها كل الناس أرضهم أثمرت قمح كثير إلاَّ نحن فسألته هل زرعت أنت قمح ؟ أجابها لا فقالت كيف تجني قمح دون أن تزرعه ما جناه الناس كان تعب عام كامل إتعب واجتهد لكي تشفي إرادتك لابد أن تُنميها وتُروضها وتُعلِّمها الخضوع للنعمة لأنه شئ طبيعي أن يخلق الله الجسد بهذه الطبيعة لكي يكون وسيلة الحياة الأرضية لكي يقوتك ويتعب ويعمل ووضع فيه هذه الميول ليكون سبب المحافظة على حياتك كون أن الجسد صار محصور في هذه الميول الأرضية فهذا يحتاج منك أن تجذبه إتعب التعب لذيذ تخيل شخص يدرب جسده فيتقوى يفرح ويشعر بالرضى .. هكذا لما تروض جسدك لميولك الروحية وتنمو روحياً تشعر بالرضى ليس رِضى من ذاتك بل لأن الله عمل فيك إتعب القديس العظيم أبو مقار قال ﴿ أخبروني عن بطَّال جمع مال أي بطَّال جمع مال وأي عطَّال ثروته لم تنفذ ﴾ لذلك لابد أن يكون جسدك عمَّال أي مداوم على التعب ليصل لدرجة مثل القديس بولا الطموهي الذي من شدة التعب والنسك صار جسده يابس كورقة الشجر حتى أن المسيح ظهر له وقال ﴿ كفاك تعباً يا حبيبي بولا ﴾ تخيل ؟ حتى أنه قال للمسيح ﴿ ماذا يكون تعبي أمام تعبك ومحبتك ودمك الذي سفكته من أجلي ﴾ من أكثر الأمور التي تُضعِف الإرادة الكسل جيلنا كسول لأن كل وسائل الراحة بجانبه كل الأمور يحركها بالريموت فهذا جعلهُ كسول الكسل الجسدي أثَّر على الحياة الروحية وصار الإنسان يريد أن يصلي بالريموت الريموت والسيارة والتكييف وجعل الإنسان كسول جداً والكسول لن يعطي ثمر روحي الآباء القديسين يقولون عن الراهب المجاهد الراهب العمَّال أي لا يتوقف عن العمل كن عمَّال ولا تنتظر بركات تهبِط عليك من السماء وأنت مُستلقي على ظهرك لا لابد أن تتعب وتجاهد وتصوم يُقال عن القديسين مكسيموس ودوماديوس أنهما لم ينامان قبل أن يغلبهما النوم أثناء صلاتهما لذلك يُقال إحذر أن تطاوع احتياجاتك بل اضبُطها كي تشفي إرادتك لا تطيع الجسد في طعام أو كلام بل فكَّر قبل أن تتكلم كما كان ينصح البابا كيرلس السادس أن تفكر في كلامك قبل أن تقوله هذا أمر ليس بسهل لأن الإنسان مُندفع يريد أن يتكلم ويُثبِت نفسه إذاً الأمر محتاج تدريب ﴿ لا تأكل إلاَّ إذا جعت ولا تنام إلاَّ إذا نعِست ﴾ إذاً الأمر محتاج تدريب ﴿ ولا تتكلم إلاَّ إذا سُؤِلت ﴾ أُناس ضبطت نفسها تمام يُقال أن 60 % من طعامنا غير ضروري ولا نحتاجه أي ممكن نعيش بـ 40 % مما نأكله بينما نحن نأكل أثناء الترفيه وعندما نعود للبيت نتعشى لما تدخل فِراشك وأنت بك طاقة أنت أعطيت عدو الخير مجال خصب لا تتكلم إلاَّ إذا سُؤِلت هذه مبادئ ممكن تكون عالية علينا لكن على الأقل كُل عندما تبدأ تشعر بالجوع لا تنام وأنت مملوء طاقة عالية لأن هذا معناه أنك لم تستثمِر طاقتك أثناء اليوم وأكلت كثيراً وإن سهرت فهل عملت عمل مفيد قِف مع نفسك وقفات . 3. إستمِر :- إن أردت أن تتقوى إرادتك خذ لنفسك هدف إسعى إليه واستمر مشكلتنا أننا سمعنا عظة وفرحنا بها نعود لمنزلنا نصلي هذه إرادة رائعة لكن هذا لا يُغيِّر الذي يُغيِّر الإستمرارالإنسان كيان مُرَّكب مُعقَّد ميول وعقل واتجاهات وجسد وعواطف لكي يخلُص هذا الكيان محتاج متابعة واستمرارلكي يتخلَّص هذا الكيان من ارتباطات محتاج قرارات ونعمة واستمرار لأن الخطايا لن تقف وجسدي مستمر إذاً العوامل الخارجية مستمرة إذاً عوامل التقوية لابد أن تكون مستمرة ربنا خلقنا كائن جائع محتاج للطعام دائماً هكذا روحياتي محتاجة تغذية دائماً الإستمرار لكي تشفي إرادتك يوجد علاج لكن أستمر فيه نحن كمصريين لدينا طبع عدم الإستمرار في أي أمر لو شخص لديه نظام تخسيس يقول له يوم حُر في الشهر لكنه يأخذ الشهر كله حُر لا الأمر محتاج استمراروالنتيجة تنالها بعد فترة طويلة الآباء يعطونا تدريب يقولون خذ تدريب ولو بسيط واستمر عليه أربعين يوم مثلاً نتفق على صلاة عشرة دقائق صباحاً وعشرون دقيقة مساءً إصحاحين في الإنجيل وتناول مرة في الأسبوع إستمِر أربعين يوم متواصل الأربعين يوم التالية ستتذوق هذا التدريب بمذاق آخر والمسيح يضمن ذلك والنعمة تضمن ذلك الكنيسة تجعلنا نصوم أربعين يوم رقم " 40 " هي حاصل ضرب 4 * 10 رقم " 4 " رقم أرضي جهات الأرض الأربعة و"10 " رقم سماوي وهو نهاية الأرقام أي رقم " 40 " هو عمل أرضي أنال به فضيلة سماوية يتحد الأرضي مع السماوي في الأربعين أنت إثبت على أربعين يوم بشرط لو تكاسلت يوم إخصِم عشرة أيام من التدريب إن أردت أن تقتني فضيلة إثبت تجد نفسك في أول أربعين يوم تتعوَّد الصلاة تقول لكني لا أفهم ولا أشعر بالصلاة لكن استمر ووعد من نعمة الله والكتاب المقدس أنك لن تقف للصلاة أربعين يوم بأمانة دون أن تنال نعمة إستمر وستجد الأربعين يوم التالية لها مذاق آخر الأول تتذوق صلاة الشفتين ثم تتذوق صلاة العقل ثم صلاة القلب ثم صلاة الروح وبعد ذلك ؟ ليس هناك حدود إستمِر ربنا يسوع صام أربعين يوم والفترة من القيامة للصعود أربعين يوم وخدم أربعين شهر وعاش على الأرض أربعمائة شهر موسى النبي ظل أربعين يوم والشعب ظل في البرية أربعين سنة حياتك فترة غُربة على الأرض إقضيها أربعينات ستجد الله يصعد بك وإرادتك تُشفَى وتكون نموذج إرادة مقدسة تشفي إرادات أخرى كيف أُشفَى ؟ أبدأ بصلاة وأعمال روحية وأجتهد وأستمِر سأجد إرادتي تُشفَى يوم مع يوم بالنعمة الشافية ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين. القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك الأسكندرية
المزيد
04 نوفمبر 2018

دوافع الخدمة

مِنْ سِفْر أرْمِيَا النَّبِي ﴿ قَدْ أقْنَعْتَنِي يَارَبُّ فَاقْتَنَعْتُ وَألْحَحْتَ عَلَيَّ فَغَلَبْتَ صِرْتُ لِلضَّحِكِ كُلَّ النَّهَارِ كُلُّ وَاحِدٍ اسْتَهْزَأَ بِي لأِنِّي كُلَّمَا تَكَلَّمْتُ صَرَخْتُ نَادَيْتُ ظُلْمٌ وَاغْتِصَابٌ لأِنَّ كَلِمَةَ الرَّبِّ صَارَتْ لِي لِلعَارِ وَلِلسُّخْرَةِ كُلَّ النَّهَارِ فَقُلْتُ لاَ أذْكُرُهُ وَلاَ أنْطِقُ بَعْدُ بِاسْمِهِ فَكَانَ فِي قَلْبِي كَنَارٍ مُحْرِقَةٍ مَحْصُورَةٍ فِي عِظَامِي فَمَلِلْتُ مِنَ الإِمْسَاكِ وَلَمْ أسْتَطِعْ ﴾ ( أر 20 : 7 – 9 ) الله كَلَّفْ أرْمِيَا بِإِنْذَار وَتَأدِيبَات الشَّعْب إِذَا إِسْتَمَرَ فِي شُرُورِهِ وَأنَّهُ سَيَسْمَح لَهُمْ بِالسَبْي وَالعُبُودِيَّة وَأنَّ الهِيكَل سَتَزُول مِنْهُ الذَّبَائِح وَالتَّقْدُمَات وَبَدَأَ أرْمِيَا النَّبِي يَتَكَلَّمْ لكِنُّه كَمَا قَالَ * صِرْتُ لِلهِزْءِ وَالسُّخْرَة وَالعَار كُل النَّهَار * أي لاَ إِسْتِجَابَة فَقَالَ ﴿ لاَ أذْكُرُهُ وَلاَ أنْطِقُ بَعْدُ بِاسْمِهِ فَكَانَ فِي قَلْبِي كَنَارٍ مُحْرِقَةٍ مَحْصُورَةٍ فِي عِظَامِي فَمَلِلْتُ مِنَ الإِمْسَاكِ ﴾ نَعَمْ لأِنَّهُ لاَ فَائِدَة مِنْ الشَّعْب لِذلِك سَأصْمُت لكِنْ لَمْ أسْتَطِع لِمَاذَا يَا أرْمِيَا ؟ لأِنَّ إِسْم الله كَالنَّار فِي قَلْبِي مَحْصُورَه فِي عِظَامِي مِنْ خِلاَل مَا نَرَاه فِي أرْمِيَا النَّبِي نَجِد أنَّ دَوَافِعْ الخِدْمَة عِنْدُه كَانَتْ دَوَافِعْ مَحَبَّة كَبِيرَة لله وَأنَّهُ يُوْجَدٌ عِنْدُه مَسْئُولِيَّة وَغِيرَة وَأنَّ إِسْم الله دَاخِلُه مَحْصُور فِي قَلْبُه وَعِظَامُه لِذلِك سَنَتَكَلَّمْ عَنْ أرْبَعِة كَلِمَات مُهِمَّة لاَبُدْ أنْ يَخْتَبِرْهَا الخَادِم لِيَعْرِف هَلْ خِدْمِتُه تَسِير فِي الطَّرِيق الصَّحِيح أم لاَ :- 1- أنْ تَكُون مَحَبِّتُه لله أمِينَة:- الَّذِي تَذَوَّق مَحَبِّة الله بِأمَانَة لاَ يَسْتَطِيع أنْ يَكْتَفِي بِهِ وَحْدُه الَّذِي تَذَّوَق صَلاَح الله وَغُفْرَانُه لَنْ يَكْتَفِي بِهَا لِنَفْسُه بَلْ تِلْقَائِي يَخْدِم لِذلِك مِنْ أجْمَل تَعْرِيفَات الخَادِم أنَّهُ تَائِب يَقُودٌ تَائِبِينْ كُلَّمَا كَانَ الخَادِم أمِين فِي تُوبْتُه وَمُتَجَدِّد كُلَّمَا إِسْتَطَاعَ أنْ يَقُودٌ مَخْدُومِيه لاَبُدْ لِلخَادِم أنْ يَكُون مُخْتَبِر مَحَبِّة الله وَيَشْعُر أنَّ الله يَحْمِلُه وَيُعْطِيه الأدْوِيَة المُؤدِيَة إِلَى الحَيَاة وَيَحْتَوِيه وَيُخَلِّصُه إِخْتِبَار مَحَبِّة الله عَلَى المُسْتَوَى الشَّخْصِي مُهِمْ جِدّاً وَكَمَا قَالَ بُولِس الرَّسُول ﴿ الَّذِي أحَبَّنِي وَأسْلَمَ نَفْسَهُ لأِجْلِي ﴾ ( غل 2 : 20 ) بِدُون هذَا الإِخْتِبَار خِدْمِتِي خِدْمَة شَكْلِيَّة غِير فَاعِلَة لأِنَّهَا لَيْسَتْ نَابِعَة عَنْ حُبْ وَاخْتِبَار وَتُوبَة وَبِذلِك تَكُون خِدْمَة عَقْلِيَّة قَدْ يَكُون الخَادِم قَدِير فِي كَلِمَاتُه لكِنُّه غِير مُؤثِّر بَيْنَمَا الخَادِم المُخْتَبِر مَحَبِّة الله قَادِر أنْ يَنْقِل الكَلاَم وَيِعَيِّشُه لِلمَخْدُوم لأِنَّهُ إِخْتَبَر الأمر وَبَدَلاً مِنْ أنْ يَقُول * المَجْدُ لَك يَا مَنْ تَحْتَمِلْنِي * يَسْتَطِيع أنْ يَقُول * المَجْدُ لَك يَا مَنْ تَحْتَمِلْنَا * الإِحْتِمَال إِنْتَقَل مِنْ إِخْتِبَارِي الشَّخْصِي أنَا إِلَى إِخْتِبَار المَخْدُومِين وَبِذلِك يَسْتَطِيع الخَادِم أنْ يِوَصَّل صُورِة الله المَحْبُوب الغَالِي لِلمَخْدُوم وَيِعَرَّفُه أنَّهُ مَوْضِع سَعْي الله وَلَذِّتُه حَتَّى وَإِنْ كَانْ شَخْص مُتْعِب مَفْقُود خِدْمِة الحُبْ مُهِمَّة إِخْتِبِر مَحَبِّة الله هُنَاك كَلِمَة وَإِنْ كَانَتْ كَلِمَة مُسْتَهْلَكَة لكِنَّهَا إِخْتِبَار مُهِمْ جِدّاً عَلَى المُسْتَوَى الشَّخْصِي وَهيَ * إِنَّنَا نُحِبْ الله * الحُبْ يَنْمُو بِالعَطَايَا وَالعَوَاطِف وَاللِقَاء النَّاس تَنْمُو بَيْنَهَا المَحَبَّة بِاللِقَاءَات المُسْتَمِرَّة بَيْنَهُمْ وَعِنْدَمَا يَتَذَوَقُوا الإِخْتِبَار الشَّخْصِي لِبَعْضِهِمْ يَزْدَاد الحُبْ بَيْنَهُمْ هكَذَا اللِقَاءَات الدَّائِمَة مَعَ الله تُنَمِّي المَحَبَّة فِي القَلْب وَمَا أرْوَع تَشْبِيهَات القِدِيس يُوحَنَّا الدَّرَجِي عِنْدَمَا قَالَ ﴿ لِيُقَبِّلَك ضَمِيرِي كَمَا قَبَّل يَعْقُوب حَبِيبُه يُوسِف ﴾ تَخَيَّل لِقَاء أبِينَا يَعْقُوب بِحَبِيبُه يُوسِف بَعْد أنْ كَانَ يَعْرِف أنَّهُ مَات ثُمَّ عَرَفْ أنَّهُ حَي يَقُول الكِتَاب ﴿ بَكَى عَلَى عُنُقِهِ زَمَاناً ﴾( تك 46 : 29 ) تَخَيَّل أنَّ لِقَاءَك بَالله عَلَى مُسْتَوَى لِقَاء يَعْقُوب بِحَبِيبُه يُوسِف !! لِقَاء حُبْ عَمِيق جِدّاً صَلِّي كَثِيراً وَتَعَانَق مَعَ يَسُوع فِي صَلَوَاتَك سَتَجِد أنَّكَ قَدْ صِرْت مُتَأنِّي وَمُحِبْ وَلأِنَّكَ إِنْ لَمْ تَأخُذ مِنْ مَحَبِّة الله وَتَشْبَع سَتَكُون خِدْمِتَك مُذَبْذَبَة لأِنَّ العَوَاطِف البَشَرِيَّة مُذَبْذَبَة وَتُحِبْ الإِسْتِهْلاَك وَلَهَا عَوَائِق لكِنْ مَحَبِّة الله مَحَبَّة بَاذِلَة ثَابِتَة . 2- أنْ يَمْتَلِئ بِمَحَبِّة الله:- المُرْوَى يُرْوِي إِنْ عِشْت مَعَهُ يَصْعَد كَلاَمُه مِنْ قَلْبَك إِلَى فَمَك﴿ مِنْ فَضْلَةِ القَلْبِ يَتَكَلَّمُ الفَمُ ﴾ ( مت 12 : 34 ) سَتَجِد أنَّ كَلاَمَك وَفِكْرَك هُوَ كَلاَم وَفِكْر الْمَسِيح عِشْ خِدْمِة التَّشَبُّع بِالْمَسِيح تَجِد أنَّ كُل مَا فِيك مِنْهُ تَجْلِس مَعَهُ كَثِيراً فَتَأخُذ مِنْهُ كَثِيراً وَتَتَلَذَّذ كَثِيراً وَتُرِيدْ أنْ تُعْطِي مَنْ حَوْلَك مِمَّا تَذَوَقْتَهُ السَّامِرِيَّة تَحَوَّلَتْ مِنْ خَاطِئَة إِلَى تَائِبَة إِلَى كَارِزَة التُوبَة وَالكِرَازَة خَطْوَة وَاحِدَة تِتُوب وَتِكْرِز قَالَتْ تَعَالُوا لأُِكَلِّمَكُمْ لاَ عَنْ نَفْسِي بَلْ عَنْهُ عَنْ خَطِيِتِي وَغُفْرَانُه عَنْ قُبْحِي وَحَلاَوْتُه السَّامِرِيَّة كَانَتْ تَعْرِف سِتَّة رِجَال كَمَا قَالَ الكِتَاب وَرَقَمْ " 6 " هُوَ رَقَمْ يُشِير لِلنَقْص مَنْ الَّذِي دَخَل رَقَمْ " 7 " ؟ الْمَسِيح يَسُوع تَوِّبْهَا وَمَلأهَا فَلَمْ تَنْظُر لآِخَر﴿ مَنْ إِمْتَلَكَك شَبَعَتْ كُل رَغَبَاتُه ﴾ بَعْد أنْ شَبَعِت كَرَزِت لِذلِك خِدْمِتْنَا هِيَ دَعْوَة لأِوْلاَدْنَا أنْ يَتُوبُوا فِي ثِقَة أنَّ الله سَيَقْبَل كَمَا نَتُوب نَحْنُ وَهُوَ يَقْبَل نَحْنُ لَسْنَا أصْحَاب فَضْل وَكُلَّمَا نَتُوب كُلَّمَا إِسْتَطَعْنَا أنْ نَدْعُو أوْلاَدْنَا أنْ لاَ يَسْتَثْقِلُوا خَطَايَاهُمْ عَلَيْهِ لأِنَّهُ فَعَلَ مَعَنَا وَعَمَلُه وَاضِح فِي حَيَاتْنَا الخَادِم لَهُ إِخْتِبَارُه وَلَهُ حَيَاتُه لِذلِك عِنْدَمَا يَعْرِف الخَادِم الْمَسِيح يَجِبْ أنْ يَتَزَايِد فِي مَعْرِفَتُه فَيَجْلِس مَعَ الإِنْجِيل أكْثَر وَمَعَ التَّسْبِيح أكْثَر وَعَلاَمِة الخِدْمَة الصَّحِيحَة هِيَ أنْ تُحِبْ الجُلُوس مَعَ الْمَسِيح أكْثَرهذَا يُعْلِنْ أنَّ خِدْمِتَك لَيْسَت ذَاتِيَّة وَنُعْلِنْ أنَّنَا عَرَفْنَا الْمَسِيح وَالمَخْدُوم يُعْلِنْ أنَّهُ عَرَفْ الْمَسِيح عِنْدَمَا عَرَفَك وَأنْتَ تَقِلْ وَالْمَسِيح يَزْدَاد عِنْدَ المَخْدُوم إِمْتَلِئ وَغَمْر يُنَادِي غَمْرالحَيَاة مَعَ الله لَيْسَ بِهَا إِكْتِفَاءوَكَمَا يَقُول الأبَاء﴿ يَسْتَقْطِبْهُمْ بِالكَمَال وَلاَ يَسْتَطِيعُوا أنْ يَسْتَقْطِبُوه ﴾أي الحَيَاة مَعَ الله لَيْسَ بِهَا إِنْتِهَاء تَخْرُج مِنْ قُدَّاس وَأنْتَ مُنْتَظِر قُدَّاس اليُوْم التَّالِي تَخْرُج مِنْ إِصْحَاح فِي الإِنْجِيل مُشْتَاق لِلإِصْحَاح التَّالِي تِنْهِي وَقْفِة الصَّلاَة وَإِنْتَ مُشْتَاق لِوَقْفِه صَلاَة أُخْرَى وَإِنْتَ دَاخِلَك تَتَمَنَّى ألاَّ تَنْتَهِي هذِهِ الوَقْفَة المُشْبِعَة فِي حُضُور الله لأِنَّ الحَيَاة تُعْطِي جِدَّة وَكُل يُوْم فِي العِلاَقَة الحَيَّة يُوْجَد تَجْدِيد . 3- أنْ تَكُون عِنْدُه غِيرَة عَلَى خِدْمِة الله:- الخَادِم لاَبُدْ أنْ تَكُون لَهُ غِيرَة عَلَى كُل عُضْو﴿ نُحْضِرَ كُلَّ إِنْسَانٍ كَامِلاً فِي الْمَسِيحِ يَسُوع ﴾ ( كو 1 : 28 )﴿ مَنْ يَعْثُرُ وَأنَا لاَ ألْتَهِبُ ﴾ ( 2كو 11 : 29 ) تَشْتَاق أنْ تُعَرِّف كُل شَخْص عَلَى الْمَسِيح وَتَحْزَن إِنْ غِيرَك لَمْ يَعْرِفُه بَعْد حَتَّى وَإِنْ كَانْ غِير مَسِيحِي سَتَجِد نَفْسَك تَرْفَع قَلْبَك لله لِكَيْ يِعْرَّفُه طَرِيقُه وَكَمَا قَالَ أرْمِيَا ﴿ فَقُلْتُ لاَ أذْكُرُهُ وَلاَ أنْطِقُ بَعْدُ بِاسْمِهِ فَكَانَ فِي قَلْبِي كَنَارٍ مُحْرِقَةٍ مَحْصُورَةٍ فِي عِظَامِي فَمَلِلْتُ مِنَ الإِمْسَاكِ وَلَمْ أسْتَطِعْ ﴾ نَار وَغِيرَه دَاخِلُه المُتَنَيِح أبُونَا بِيشُوي كَامِل كَانَ يَنْظُر لِلخِدْمَة فَيَعْرِف مَنْ مِنْ المَخْدُومِين لَمْ يَأتِي فَيَذْهَب لِيُحْضِرُه قَلْبُه مُلْتَهِب يَقُول فِي نَفْسُه خِسَارَة أنْ لاَ يَعْرِف أحَدٌ الله خِسَارَة إِنْ فُلاَن لَمْ يَأتِي اليُوْم لِيَتَعَرَّف عَلَى الْمَسِيح أكْثَر فَيُحِبُّه أكْثَر فَيِتْعَب وَيِبْذِل مِنْ أجْل أنَّ الكُلَّ يَعْرِفُه تَعَبْ الخِدْمَة يُعْلِن مِقْدَار المَحَبَّة لله يُقَال عَنْ أبِينَا يَعْقُوب أنَّ السِّنِين الَّتِي عَمَلَ فِيهَا مِنْ أجْل رَاحِيل ﴿ وَكَانَتْ فِي عَيْنَيْهِ كَأيَّامٍ قَلِيلَةٍ بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ لَهَا ﴾ ( تك 29 : 20 ) غِيرَه القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِي الفَمْ قَالَ ﴿ إِنْ كُنْت تَقُول لِي أنَّكَ مَسِيحِي وَلاَ تَشْعُر أنَّ لَكَ إِلْتِزَام أنْ تَخْدِم أرَى أنَّكَ كَمِثْل مَنْ يَقُول أنَّ الشَّمْس لاَ تُعْطِي شُعَاع وَحَرَارَة إِذاً لَيْسَت شَمْس تَقُول لِي إِنَّهَا خَمِيرَة وَلاَ تُخَمِّر إِذاً لَيْسَت خَمِيرَة كَأنَّكَ تَقُول لِي عِطْر وَلاَ يُعْطِي رَائِحَة إِذاً لَيْسَ عِطْراً ﴾ هذَا هُوَ الْمَسِيحِي هُوَ شَمْس تُعْطِي شُعَاع وَحَرَارَة هُوَ خَمِيرَة تُخَمِّرهُوَ عِطْر يُعْطِي رَائِحَة الْمَسِيح الذَّكِيَّة لَمْ أسْتَطِع الإِمْسَاك لِذلِك الخَادِم يَفْتَقِد وَيَسْأل وَيَعْرِف هذَا وَذلِك وعِنْدُه غِيرَه﴿ هَلاَك وَاحِدٌ كَهَلاَك مَدِينَة ﴾ .. نَعَمْ هذَا هُوَ الخَادِم وَالمَخْدُوم لِذلِك أمر خَطِير جِدّاً أنْ تَشْعُر أنَّهُ لاَ يُوْجَد شِئ يُحَرِّكَك لِلخِدْمَة لأِنَّ هذَا مَعْنَاه أنَّكَ لَمْ تَذُق وَلَمْ تَخْتَبِر مَحَبِّة الله وَلَمْ تَشْعُر أنَّهُ إِلْتِزَام القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِي الفَمْ يَقُول ﴿ حِينَمَا أرْعَى شَعْبِي أشْعُر أنَّ إِبْرُوشِيَتِي هِيَ عَالَمِي وَلكِنْ عِنْدَمَا أتَحَلَّى بِرُوح الكِرَازَة أشْعُر أنَّ العَالَم هُوَ إِبْرُوشِيَتِي ﴾فَرْق كَبِير بَيْنَ الإِبْرُوشِيَّة هِيَ عَالَمَك وَالعَالَمْ هُوَ إِبْرُوشِيِتَك كَمَا إِسْتَلَمَ القِدِيس إِغْرِيغُورْيُوس إِبْرُوشِيِتُه وَبِهَا سَبْعَة عَشَر أُسْرَة مَسِيحِيَّة وَتَنَيَّح وَبِهَا سَبْعَة عَشْر أُسْرَة غِير مَسِيحِيَّة غِيرَه﴿ مَنْ يَضْعُفُ وَأنَا لاَ أضْعُفُ ﴾ ( 2كو 11 : 29 ) جَمِيل فِي الطَقْس أنَّهُ عِنْدَ صَرْف الذَّبِيحَة أنَّهَا لاَ تُصْرَف قَبْل أنْ يَجْمَع الأب الكَاهِن الجَوَاهِر الَّتِي تُمَثِّل النِّفُوس البَعِيدَة الأعْضَاء الَّتِي تَاهَت مِنْ الجَسَد وَيَطْلُب مِنْ الشَّمَاس أنْ يَفْحَص مَعَهُ وَكَأنَّهُ لاَ يَعْتَمِد عَلَى نَفْسُه فَيَطْلُب المُسَاعَدَة وَلاَ يَهْدأ حَتَّى يَجْمَع كُل الجَوَاهِر لِلجَسَد الوَاحِدٌ لِذلِك لَيْتَكَ تَشْعُر يَا خَادِم الله أنَّ كُل مَخْدُوم جَوْهَرَة تَائِهَة فَلاَ تَهْدأ حَتَّى تَشْعُر أنَّ الجَسَد كُلُّه تَجَمَّع مَعاً . 4- أنْ يَكُون مُطِيع لِلإِنْجِيل:- كَمْ مَرَّة قَالَ إِذْهَبُوا إِكْرِزُوا نَادُوا بَشَّر؟ الكِتَاب مُمْتَلِئ بِهذِهِ الكَلِمَات﴿ هَأنَذَا أرْسِلْنِي ﴾ ( أش 6 : 8 ) .. إِذاً هِيَ طَاعَة وَأمر إِنْجِيلِي فَلاَ تَشْعُر أنَّكَ مُتَفَضِّل أنَّكَ تَخْدِم بَلْ هِيَ طَاعَة لأِمرأنْتَ جُنْدِي فِي جِيش الْمَسِيح وَعَلَيْكَ أنْ تُطِيع﴿ يَنْبَغِي أنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أيْضاً ﴾ ( 1يو 2 : 6 ) تَخْدِم فِي كُل الحَالاَت وَكُل الأوْقَات وَفِي كُل الأوْسَاط المَرْأة المُمْسِكَة فِي ذَات الفِعْل كَانَت فِي الفَجْر أي أنَّ يَسُوع كَانَ يَخْدِم فِي اللِيل مَعَ السَّامِرِيَّة كَانَتْ خِدْمِتُه السَّاعَة الثَّانِيَة عَشْر ظُهْراً عَلَى الجَبَل فِي البَحْر فِي المَجْمَع أثْنَاء المَسِير قَالَ أسْرَار حَتَّى فِي لَحَظَات الإِسْتِرْخَاء يُقَال عِلْمِياً أنَّ المَعْلُومَة لاَ تَثْبُت إِلاَّ وَالنَّاس مُهَيَّأة بَعْد الفِصْح إِتَّكأ أي إِسْتَرْخَى وَأعْطَاهُمْ السِّر﴿ خُذُوا كُلُوا هذَا هُوَ جَسَدِي ﴾ ( مت 26 : 26 ) أهَمْ المَعْلُومَات أعْطَاهَا حَتَّى فِي وَقْت الإِسْتِرْخَاء حَتَّى عَلَى الصَّلِيب كَانَ يَخْدِم وَيَطْلُب مِنْ أجْل صَالِبِيه وَكَرَز لِلِّص اليَمِين وَيَفْتَح لَهُ بَاب الفِرْدُوس الخِدْمَة طَاعَة أنْ تُطِيع أمر الْمَسِيح وَتَسْلُك بِحَسَبْ أمْرُه وَالخِدْمَة وَاجِبْ رَاجِع نَفْسَك فِي هذِهِ الدَّوَافِع حَتَّى لاَ تَكُون قَدْ دَخَلْت الخِدْمَة مِنْ أجْل شَخْص أوْ أصْحَاب أوْ تَكُون قَدْ دَخَلْت فِي مَاكِينِة الخِدْمَة وَهُنَاك دَوَافِع أُخْرَى كَثِيرَة لِلخِدْمَة وَبِحَسَبْ مِقْدَار مَحَبِّتَك لله وَامْتِلاَءَك وَغِيرْتَك وَطَاعْتَك تَعْرِف نَجَاح خِدْمِتَك وَأي خَلَلْ فِي هذَا المِيزَان يُعْلِنْ أنَّ الخِدْمَة بِهَا أخْطَاء مُجَرَّدٌ أنْ تَمِل مِنْ الخِدْمَة أوْ تَشْكُو مِنْ الأوْلاَدٌ أوْ الوَقْت أوْ حَتَّى لَوْ لَمْ تَأتِي إِلَى الخِدْمَة لاَبُدْ أنْ تُتَابِع مِنْ الخَارِج خِدْمِتَك تَابِع تُوبِة أوْلاَدَك وَاعْتِرَافْهُمْ وَتَنَاوُلَهُمْ و أسَاسِيَات الحَيَاة مَعَ الله لَوْ لَمْ تَعِشْهَا لَنْ تَعْرِف كَيْفَ تَخْدِم وَلاَ تَكُون الخِدْمَة عِلاَقَة شَخْصِيَّة فَقَطْ بَلْ أسَاسِيَات الحَيَاة الرُّوحِيَّة حَتَّى تُحْضِرَهُمْ لِلْمَسِيح حَتَّى وَلَوْ بِالصَّلاَة بِرِحْلَة بِقُدَّاس الإِنْسَان الَّذِي عِنْدُه الغِيرَه الغِيرَه تِغْلِب الصِّعَاب رَبِّنَا يُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُل ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك الأسكندرية
المزيد
14 أكتوبر 2018

الخادم ومحبته لإخوته الخدام

المحبة هي أهم علامات أننا تلاميذ السيد المسيح «بهذا يَعرِفُ الجميعُ أنَّكُمْ تلاميذي: إنْ كانَ لكُمْ حُبٌّ بَعضًا لبَعضٍ» (يو13: 35). المحبة هي مكان سكنى واستقرار المسيح، بل هي علامة وجوده... لهذا فقبل أن تفكر في متطلبات الخدمة فكر أولًا في محبتك لكل من حولك وبخاصة لإخوتك الخدام... أقوى درس سيبقى في نفوس المخدومين هو المحبة التي يلمسها المخدوم بين الخدام بعضهم لبعض... وفي غياب المحبة يبطل كل شيء... يبطل التعب وتبطل المعرفة وتبطل الأنشطة... وكأنك ألقيت ماء في كيس مثقوب. والمحبة تُلحَظ دون كلام وتُفهَم دون تفسير، لذلك فهي تسري في النفس، وتعلّم أكثر من التعاليم، وتبقى أكثر من الدروس. فإن حضر إلينا المخدومون ورأوا ولمسوا المحبة الحقيقية، فقد سلمناهم أسمى التعاليم، وإن لم يروا المحبة فقد أعثرناهم في جميع التعاليم. فكيف نتكلم عن الله ونحن لا نحب بعضنا بعضًا، فهذا يقدم دليلًا قاطعًا لعدم معرفة الله «مَنْ لا يُحِبُّ لَمْ يَعرِفِ اللهَ، لأنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ» (1يو4: 8)، «مَنْ يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ أخاهُ أيضًا» (1يو4: 21)، لأنَّ مَنْ لا يُحِبُّ أخاهُ الّذي أبصَرَهُ، كيفَ يَقدِرُ أنْ يُحِبَّ اللهَ الّذي لَمْ يُبصِرهُ؟ فرق كبير بين المحبة التي مصدرها المبادئ الإنسانية، أو المبادئ الإلهية. فرق بين المحبة المحدودة بالمبادئ البشرية، والمحبة التي ينبوعها محبة الله نفسه، هذه المحبة التي تكلم عنها لسان العطر بولس أنها تحتمل كل شيء، وتصدق كل شيء، وترجو كل شيء، وتصبر على كل شيء. هذه المحبة التي مصدرها الله، وعلى مثال محبة الله التي تجعل القلب أكثر اتساعًا من السماء، وتخترقه حتى يصير بلا جدران، لأنه «إنْ كانَ اللهُ قد أحَبَّنا هكذا، يَنبَغي لنا أيضًا أنْ يُحِبَّ بَعضُنا بَعضًا» (1يو4: 11). فمن أراد أن يأخذ فضيلة المحبة لا يتعب كثيرًا ولا يذهب بعيدًا، بل ينظر إلى مقدار فيض محبة وقبول الله له هو شخصيًا، ويدرك كم سامحه الله، كم تأنى عليه، كم أعطاه وهو لا يستحق، فيمتلئ بها ويشبع بها ويفيض على الآخرين، إذ أن «اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لنا، لأنَّهُ ونَحنُ بَعدُ خُطاةٌ ماتَ المَسيحُ لأجلِنا» (رو5: 8). ماذا يفيد تعب الخدمة ومواهب الخدام وأنشتطهم دون محبة؟ أحبائي... الله يسكن حيث المحبة، والمحبة أهم إعلان عن الله، وتسلمنا من معلمينا أن المحبة في الخدمة أهم من الخدمة أيها الرب القدوس المستريح في قديسيك، هب لنا حبًا يليق بخدامك وسفرائك الذين هم خدام محبتك، فنعبّر عن فيض محبتك التي انسكبت في قلوبنا بروحك القدوس المعطى لنا. القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك الأسكندرية
المزيد
05 أغسطس 2018

حياة البتولية

نجِد أنّ الله يمدحها جِدّاً وَلَمْ يشاء أنْ يتجسّد إِلاّ مِنْ عذراء ، العذراء أُم البتوليين وُلِد مِنها مِنْ ناحية الجسد ، نجِد أنّ العذراء قبلت الخُطوبة لأنّها علمت أنّها سواء تزّوجِت أمْ لَمْ تتزّوج فهى لله ، قبِل أنْ يأتِى مِنْ بتول وَيُعين البتوليّة ، وَيُؤمِن يُوحنا البتُول على العذراء لأنّهُ يعرِف أنّها بتوليّة نَفْسَ ، فرّغت نَفْسَها بالكامِل لله 0 [ إِنِّى أعطيهُمْ فِي بيتِي وَفِي أسوارِي نُصُباً وَإِسماً أفضل مِنَ البنين وَالبنات 0 أُعطِيهُمْ إِسماً أبديّاً لاَ ينقطِعُ ] ( أش 56 : 5 ) ، ليس معنى أنّهُ بتُول أنّهُ لاَ يُنجِب أوْ ينقرِض ، لاَ00بل سيكُون لهُ إِسم أفضل مِنْ البنين وَالبنات ، لهُم إِسم أبدِى المائة وَالأربعة وَالأربعين ألفاً البتوليين غير الدنسين مُتميِّزين بِحُبٍ فائِق ينطِق فيهُم بِتسبيح لاَ يعرِفهُ أحد ، الحُب الّذى فيهُم يُعطيهُم معرِفة التسبيح نجِد أنّ النَفْوس التّى أعطت لله كُلَّ حياتها تُقدِّم لله كُلّ كيانها وَقلبها وَعواطِفها وَميراثها ، هؤلاء يحفظُون صورة الله فِي سمو رُوح وَإِرتفاع نَفْسَ ، هؤلاء يحافظُوا على نُور الرّبِّ فِي قلُوبهُم بِطريقة لاَ تنطفِىء وَ لاَ تهدأ وَ لاَ تسكُت يوجد تشبيه فِي العهد القديم فِى سِفر الخرُوج إِصحاح 30 يتكلّم عَنْ مذبح البُخُور فِى القُدس ، هذا المذبح لاَ تُقدّم عليه ذبائِح وَيوجد قُدّام تابُوت العهد الّذى هُوَ الحُضور الإِلهِى ،[ وَتصنع مذبحاً لإِيقادِ البُخورِ0مِنْ خشبِ السَّنطِ تصنعهُ000وَتُغشّيهِ بِذهبٍ نقىٍّ سطحهُ وَحِيطانهُ حواليهِ وَقُرُونهُ0وَتصنعُ لهُ إِكلِيلاً مِنْ ذهبٍ حواليهِ000وَتجعلهُ قُدَّام الحِجاب الّذى أمام تابوت الشَّهادة0قُدَّام الغِطاء الّذى على الشَّهادة حيثُ أجتمِعُ بِكَ0فيُوقدُ عليهِ هرُونُ بخُوراً عطِراً كُلَّ صباحٍ0حين يُصلِحُ السّرُج يُوقِدُهُ 000] ( خر 30 : 1 – 8 ) كُلَّ يوم يوقد عليهِ بُخور عطِره ، لِذلِك يُسمّى مذبح غير دموِى ، وَالقديسين يقُولُون أنّهُ البتوليّة ، هى ذبيحة غير دمويّة تُقدّم ذبيحة عطِره كُلَّ يوم ، وَتوجد قُدّامه وَكأنّ مذبح البُخُور مُتقدِّم على مذبح المُحرِقة وَهذا هُوَ المذبح الذهب وَالذهب لهُ صِفتان ، أولاً هُوَ نقِى ، وَثانياً غالِى وَلهُ بريق جميل ، الكاهِن وَهُوَ يقُول سِر البولس يُقدِّم بُخور وَيقُول لله أنّهُ يجعلها قُدّامه صعائِد بركة وَبُخور رُوحانِى يدخُل لِموضع قُدس أقداسه ، صعائِد بركة وَبُخور رُوحانِى ذبائِح ناطِقة غير دمويّة ، لِذلِك النَفْسَ التّى تُقدِّم حياتها لله كذبيحة هُوَ يشتّمها كرائِحة بُخور تُعطِى لهُ سرور وَرِضا عَنْ نَفْسَها وَعَنْ الشّعب ، لِذلِك طلب الله مِنْ هارُون أنْ يكُون على المذبح بُخور لاَ ينقطِع هكذا جِهاد النَفْسَ جِهاد لاَ ينقطِع ، الذهب غالِى لاَ يفسد بالأيَّام وَيشِع إِشعاع الشّمس بِبريقه وَلمعانه ، هكذا النَفْسَ التّى تحيا لله لاَ تشيخ ، مُهابة مِنْ الكُلّ ، محبُوبة مِنْ الكُلّ ، النَفْسَ التّى تُقدِّم نَفْسَها على مذبح المحبّة بِدون عيب وَ لاَ دنس وَالله يرضى عنها وَيشتّم صلواتها كبخور ، يقُول فِى سِفر الرؤيا أنّ الكهنة معهُم مجامِر ذهب بِها بُخور هُو صلوات القديسين ، هذِهِ المجامِر هى نِفْوس مَنَ قدّموا حياتهُم لله [ وَلمّا أخذ السِّفروَلهُم كُلِّ واحِدٍ قِيثاراتٌ وَجاماتٌ مِنْ ذهبٍ مملُوَّةٌ بخُوراً هى صلواتُ القِدِّيسينَ ] ( رؤ 5 : 8 ) فِى عصر الإِستشهاد إِشتهى الكُلّ الإِستشهاد ، وَبعد إِنتهاء هذا العصر جاء الملِك قُسطنطين وَفتح الكنائِس وَكرّم القديسين ، وَلكِن ظلّ النّاس بِهُم شُعلة حُب لله ، وَلِكى يُعبِّروا عنها لله بدل الإِستشهاد عاشُوا البتوليّة ، لِذلِك عصر ما بعد الإِستشهاد هُوَ أزهى عصُور الرهبنة ، لِماذا ؟ لأنّهُم هُمْ الّذين عاصروا الإِستشهاد وَإِشتهوه ، وَلمّا لَمْ يُحقِّق الله لهُم شهوتهُم قدّموا ذواتهُم فِي الرهبنة كظِل للإِستشهاد ، لِذلِك يُسّمون الرُهبان الشُهداء البيض ، لأنّهُمْ يُقدِّموا لله ذبيحة مِنْ أجسادهُم وَعقُولهُم وَأفكارهُم ، يتمسّكُون بالحُب لِيحفظُوا أنَفْسهُمْ ذبيحة حُب دائِمة لله ، وَإِنْ فتر يعيش مُعذّب لأنّهُ أصبح فِي حالة لاَ يهواها ، لأنّ مذبح البُخور ليس لهُ سِوى ذبيحة البُخور فِي أحد المرّات ذهب الملِك قُسطنطين إِلَى الأنبا بيشُوى وَروى لهُ رؤيا قَدْ رآها أزعجتهُ ، وَهى أنّهُ رأى السّماء وَرأى أماكِن الأبرار ، وَتوّقع أنّ لهُ مكان بين هؤلاء لأنّهُ عمل للكنيسة ما لَمْ يفعلهُ آخر ، فهُوَ كرّم أجساد الشُهداء ، وَفتح الكنائِس ، وَإِكتشف الصليب ، وَأطلق المسجونين المسيحيين وَرأى مكانه فِي الرؤيا وَلكِن ليس كما توّقع ، وَسأل الأنبا بيشُوى تُرى مَنَ هؤلاء الأبرار أصحاب هذِهِ الأماكِن الجميلة ؟؟ ، فقال لهُ إِنّهُم البتوليين الّذين حرموا أنَفْسهُمْ مِنْ نصيب الأرض ،لِذا قال عنهُم فِى أشعياء أنّ لهُمْ نصيب فِى بيتِهِ وَفِي أسوارِهِ أفضل مِنْ البنين وَالبنات[ إِنِّى أُعطيهُمْ فِي بيتِى وَفِي أسوارِى نُصُباً وَإِسماً أفضل مِنَ البنين وَالبنات 0أُعطِيهُمْ إِسماً أبديّاً لاَ ينقطِعُ ] ( أش 56 : 5 ) ، عِندئِذٍ قال الملِك قُسطنطين أنّهُ أول مرّة يشعُر بِندم أنّهُ أصبح ملِك وَلَمْ يُصبِح راهِب أكبر خِدعة فِى إِيماننا أنّنا نعيش فِي المرأيّات وَننسى السّماويّات ، هؤلاء الّذين فكّروا فِي المجد السّماوِى أفضل مِنْ مجد الأرض ، هؤلاء قدّموا أنَفْسهُمْ ذبيحة بخُور لاَ تنقطِع كُلّ يوم ، يُضيفوا جِهاد على جِهادهُم حتّى يكُونُوا سبب بركة للعالم كُلّه مِنْ الأشياء التّى نتعجّب لها فِى قِصّة إِقامِة لِعازر فِي يوحنا 11 فِى وصف القرية قال[ وَكان إِنسان مريضاً وَهُوَ لِعازر مِنْ بيت عنيا مِنْ قريِة مريم وَمرثا أُختها0 وَكانت مريم التّى كان لِعازر أخوها مريضاً 000] ( يو 11 : 1 – 2 ) نَفْسَ مريم تُمثِل البتوليّة التّى جلست تحت أقدام المسيح فكانت مُكرّمة عِندهُ ، فدعى القرية بإِسمها كأنّهُ إِرتاح فِي هذِهِ القرية كُلّها فِي مريم حتّى أنّهُ نسب لها لِعازر ، وَليست هى لِلعازر لأنّهُ كان يشعُر أنّهُ أقرب لِمريم يُريد أنْ يقُول أنّ مريم جذبت قلبِى لها فشعرت إِتجاهها بِمحبّة فصارت القرية كُلّها محبوبة لِى بِسبب مريم ، إِنّها سبب فرحِى لِكى أذهب للقرية ، وَعِندما جلست عِند أقدامِى مدحتها وَجعلتنِى أتكلّم مَعَْ أُختها مرثا وَأقُول لها أنّ الحاجة إِلَى واحِد ، أىّ تمثّلِى بأُختِك النَفْسَ المُتّبتِلة أعطت لله كُلّ ما عِندها ، البتوليّة غلبة للجسد وَهى مازالت حيّة ، هى تقترِب إِلَى حالِة عديم الأجساد ، وَكأنّ الإِنسان غلب سُلطان الجسد ، يقُول أحد الآباء القديسين [ مَنْ غلب جسدهُ فقد غلب طبيعتهُ وَمَنْ غلب طبيعتهُ فقد صار فوقها وَمَنْ صار فوقها صار كالملائِكة ] لِذلِك للبتوليّة جعالة على الأرض ، إِنّهُ يشعُر أنّهُ يُشبِه الملائِكة وَهُوَ مازال على الأرض ، وَيشعُر أنّ جسدهُ ليس جسد بل مذبح ، وَلابُد أنْ يكُون لنا نَفْسَ الشُعور ، وَأنْ نُقدِّم على مذبح الجسد بخُور عطِره يتجدّد كُلّ يوم ، هذِهِ هى النَفْسَ وَشعورها نحو الله البتوليّة مُكرّمة وَمُهابة جِدّاً ، حتّى غير المؤمنين يحتقِروُن البتوليّة ، وَالهراطِقة أيضاً يحتقِروُها وَيتعجّبوا مِنها وَيُهاجِمُوها وَيعتبِرونها لُون مِنْ ألوان الضعف ، وَلكِنّها مُكرّمة للإِنسان الّذى فِكره يقترِب مِنْ السّماء لِذلِك البتوليّة هى التّى جعلتنا نرِث شجرِة الحياة ، وَهى التّى أتكأت على صدر المُخلِّص فِي شخص يُوحنا ، وَأهِلِت للمسيّا عَنْ طريق يُوحنا المعمدان ، وَهى أمطرت السّماء مُتمثِّله فِي إِيليَّا النبِى البتوليّة قريبة لِكُلّ شخص ، وَهُوَ فِكر عذراوِى لابُد أنْ يُقدّم مِنْ كُلّ شخص ، إِنّهُ قُدس لله وَكُلّ ما فِيهِ مِلك لله ، البتوليّة إِعلان مُلك الله على النَفْسَ ، إِذاً هى تفتح السّماء وَتُغلِقها وَتعرِف أسرار السّماء ( عَنْ طريق يُوحنا الحبيب ) هى حالة ممدوحة جِدّاً ، هى حالِة نَفْسَ وضعت قُدراتها وَنَفْسَها وَنصيبها فِي الله وَتقُول داخِلها نصيبِى هُوَ الرّبّ ، لِذلِك أسرار السّماء تُعطى للبتُول ، عظمِة السّماء وَالأكاليل المُعدّة للبتوليين كانت شاغِل للعذارى مُعلّمِنا بولس الرسُول أراد أنْ يكُون الإِنسان بِلاَ هم ، وَأنْ يحفظ عذراءه ، وَأنْ يُقيم نَفْسَه راسِخاً أمام الله لِكى يُقدِّم نَفْسَه مذبح بُخور لله ، عذارى لله ، يُريد مِنْ الكنيسة أنْ تعيش كُلّها نَفْسَ الطريق ، ثُمّ قال إِنّهُ ليس أمر بل رأى كُلّما نقترِب مِنْ سِر محبِّة الله كُلّما نقترِب مِنْ الحقيقة كيف نُقدِّم أنفُسنا لله ، وَكيف نكُون مذبح لله ، وَكيف تكُون ذهب حتّى لو إِرتبطنا وَأنجبنا بنين كيف نُقدِّم البنين لله ، وَيكُونُوا هُم أدوات مجد لله ، وَيكُونُوا موضِع إِفتخارنا أمام الله كوزنات رابِحة ، هذِهِ هى النَفْسَ التّى تقترِب لله رأينا سيِّده تتّوسل للعذراء كى تُعطيها طِفل لِتُقدّمهُ للإِستشهاد وَيكُون بالفعل القديس البابا بُطرُس خاتِم الشُهداء ، وَكان يوم فرحها يوم إِستشهاد إِبنها ، هل هذِهِ السيِّدة مُتزّوِجة ؟ نعم وَلكِنّها مُرتفِعة عَنْ الزواج ، هذِهِ نَفْسَ تفُوق المُتزّوجين وَالمُتبتّلين قيل عَنْ عذراء فِى أحد الأديُرة أنّها فِى أحد المرّات ضعُفت وَسقطت فِى خطيّة الزِنا وَحكمت على نَفْسَها أن تخرُج مِنْ الدير ، وَلكِن مُدّبِرة الدير لَمْ تسمح لها وَأعطتها قانُون توبة شديد ، فظلّت سنين فِى نُسك وَتوبة وَحُزن شديد ، وَلكِن الأُم الرئيسة كانت مُتحيِّرة فِي أمرِها هل تُعامِلها كراهِبة أمْ كساقِطة ؟ أهى فِي المجمع أم خارِج المجمع ؟ هل ستثبُت فِى الطريق أم تخرُج ؟ وَفِي أحد المرّات كانت الأُم الرئيسة تُصلِّى مِنْ أجل هذا الأمر جاءها صُوت يقُول " أنّها أكرمتنِى بِتوبتِها أكثر ممّا أكرمتُمونِى جميعكُم بِبتوليتكُمْ " ، هذا يُثبِت أنّها ليست حالِة جسد بل حالِة نَفْسَ إِتحدت بالله القديس مُوسى الأسود كان فِي البِداية غير مُتبتِّل ، أيضاً القديس أُوغسطينوس ، لكِن أعمال التوبة أعطتهُمْ بتوليّة ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين0 القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس – محرم بك - الأسكندرية
المزيد
27 أكتوبر 2019

ملابس رئيس الكهنة ج4

ثَالِثاً الأُورِيمَ وَالتُّمِّيمَ ﴿ وَتَجْعَلُ فِي صُدْرَةِ الْقَضَاءِ الأُورِيمَ وَالتُّمِّيمَ لِتَكُونَ عَلَى قَلْبِ هَارُون عِنْدَ دُخُولِهِ أَمَامَ الرَّبِّ . فَيَحْمِلُ هَارُون قَضَاءَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى قَلْبِهِ أَمَامَ الرَّبِّ دَائِماً ﴾ ( خر 28 : 30 ) . وَصْف الأُورِيمَ وَالتُّمِّيمَ :- كَانَ الله يُعْلِنْ بِهُمَا مَقَاصِدَهُ وَإِرَادَتَهُ فَيُقَدِّم المَشُورَة الإِلَهِيَّة بِوَاسِتَطْهُمَا وَلاَ يُعْرَفْ بِالضَّبْط طَبِيعِة الأُورِيم وَالتُّمِّيم وَلكِنَّنَا سَوْفَ نَسْتَعْرِض عِدِّة إِجْتِهَادَات مِنْهَا :- أنَّهُمَا حَجَرَيْنِ كَرِيمَيْنِ أحَدُهُمَا مَصْقُول وَالآخَر غِير مَصْقُول لِيَدُل الوَاحِدٌ عَلَى الإِيجَاب وَالآخَر عَلَى السَلْب أوْ أنَّهُمَا قِطْعَتَيْنِ مِنْ الذَّهَبْ أوْ المَاس مَكْتُوب عَلَى إِحْدَاهُمَا " نَعَمْ " وَالأُخْرَى " لا " أوْ أنَّ نُورا كَانَ يَسْطَعْ عَلَيْهُمَا فِي حَالِة الإِيجَاب وَقِيلَ أيْضاً أنَّهُمَا مَادَّتَان غَيْر مَعْرُوف نَوْعِيَتَهُمَا أعْطَاهُمَا الله لِمُوسَى وَمَتَى وَضَعْهُمَا الحَبْر الأعْظَمْ فِي الصَدْرَة أُعْلِنَتْ لَهُ إِرَادِة الله بِصَوْتٍ مَسْمُوع وَيَقُول البَعْض أنَّ الأحْجَار الكَرِيمَة الَّتِي تُوضَعْ عَلَى الصَدْرَة هِيَ نَفْسَهَا تُعَبِّر عَنْ الأُورِيم وَالتُّمِّيم حِينَمَا يَسْطَعْ عَلَيْهَا أنْوَار القُدْس بِوَاسِطَة ضَوْءاً بَاهِراً يَتَألَّقٌ مِنْهَا وَقِيلَ أيْضاً أنَّهُمَا حَجَرَيْن كَرِيمَيْنِ وُضِعَا دَاخِل الجُزْء المَثْنِي مِنْ الصَدْرَة وَأكْثَر الأرَاء قَبُولاً هُوَ أنَّ الأُورِيم وَالتُّمِّيم كَانَا قِطْعَتَيْنِ مُقَدَّسَتَيْنِ تَدُل إِحْدَاهُمَا عَلَى الإِيجَاب وَالرِّضَا أوْ التَّأيِيدْ وَتَدُل الأُخْرَى عَلَى الإِجَابَة بِالسَلْب أوْ عَدَمٌ التَّأيِيدْ . لُغْز الأُورِيم وَالتُّمِيم :- وَهُنَا نَكْتَشِفْ أنَّ الوَحْي لَمْ يُرِدٌ أنْ يُعْطِي شَرْحاً وَافِياً لِطَبِيعِة الأُورِيم وَالتُّمِّيم فَمِنْ الألْيَقٌ أنْ نَصْمُتْ حَيْثُ يَصْمُتْ الله وَلاَ نُنْكِر أنَّنَا الآنْ نَعْلَمُ بَعْضَ العِلْم وَلكِنَّنَا سَنَعْرِفْ الكُلَّ مَتَى جَاءَ الكَامِل عِنْدَمَا يَتَضِحٌ النَّهَار وَتَنْهَزِم الظِّلاَل وَمِنْ الوَاضِح أنَّهُمَا يُشِيرَان إِلَى الله ذَاتُه لِذلِك قِيلَ عَنْهُمَا ﴿ تُمِّيمُكَ وَأُورِيمُكَ ﴾ ( تث 33 : 8 )أي يَخُصَّانْ الله ذَاتُه وَيَرَى القِدِيس كِيرْلُس الكَبِير ﴿ أنَّ حَجَرَيَّ الأُورِيم وَالتُّمِّيم بِوَضْعِهِمَا فِي وَسَطْ الأحْجَار الكَرِيمَة الإِثْنَى عَشَر المَنْقُوشَيْنِ عَلَيْهَا أسْمَاء الأسْبَاط الإِثْنَى عَشَر وَالَّتِي كَانَتْ مُعَلَّقَة عَلَى صَدْرِة رَئِيسُ الْكَهَنَة تِلْكَ الَّتِي كَانَتْ قِطْعَة مِنْ ثِيَابِهِ الخَاصَّة بِهِ فَقَطْ وَالَّتِي يَتَمَيَّز بِهَا إِنَّمَا تُمَثِّل فِي لُغْز رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح الَّذِي هُوَ عَمَانُوئِيل إِلَهْنَا فِي وَسَطْ تَلاَمِيذُه الإِثْنَى عَشَر القِدِّيسِينْ وَحَيْثُ أنَّهُ هُوَ الإِسْتِعْلاَن وَالحَقٌّ الَّذِي أعْلَنْ الحَقٌّ الكَامِلٌ فَأبْطَل العِبَادَة لله بِالرُّمُوز وَالظِّلاَل ﴾ . طَلَبْ المَشُورَة بِالأُورِيمَ وَالتُّمِّيمَ :- كَانَ إِسْتِخْدَام الأُورِيم وَالتُّمِّيم فِي مَعْرِفَة إِرَادِة الله فِي مَوَاقِفْ هَامَّة وَتَمِس الأُمور الكَهَنُوتِيَّة أوْ السِيَاسِيَّة نَذْكُر مِنْهَا :- يَقُول الله لِمُوسَى عَنْ يَشُوع ﴿ فَيَقِفَ أَمَامَ أَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ فَيَسْأَلُ لَهُ بِقَضَاءِ الأُورِيمِ أَمَامَ الرَّبِّ. حَسَبَ قَوْلِهِ يَخْرُجُونَ وَحَسَبَ قَوْلِهِ يَدْخُلُونَ هُوَ وَكُلُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ مَعْهُ كُلُّ الْجَمَاعَةِ ﴾( عد 27 : 21 ) وَفِي حَرْب الفِلِسْطِينِيِّين مَعَ شَاوِل حَيْثُ خَافَ وَاضْطَرَبَ قَلْبَهُ جِدّاً ﴿ فَسَأَلَ شَاوُلُ مِنَ الرَّبِّ فَلَمْ يُجِبْهُ الرَّبُّ لاَ بِالأَحْلاَمِ وَلاَ بِالأُورِيمِ وَلاَ بِالأَنْبِيَاءِ ﴾ ( 1صم 28 : 6 ) وَأيْضاً فِي سِفْر عَزْرَا﴿ وَقَالَ لَهُمُ التِّرْشَاثَا أَنْ لاَ يَأْكُلُوا مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ حَتَّى يَقُومَ كَاهِنٌ لِلأُورِيمِ وَالتُّمِّيمِ ﴾ ( عز 2 : 63 ) وَيُرَجَحٌ أنَّ الله ظَلَّ يُجِيبَهُمْ بِالأُورِيم وَالتُّمِّيم مُبَاشَرَةً مُدِّة العِبَادَة بِالخَيْمَة وَلكِنْ بَعْد إِقَامِة الهَيْكَل كَانَ يُكَلِّمَهُمْ بِالأنْبِيَاء . الْمَسِيح وَالأُورِيمَ وَالتُّمِّيمَ :- كَلِمَة " أُورِيم " جَمْع " أُورْمِي " العِبْرِيَّة وَمَعْنَاهَا " أنْوَار " وَ" التُّمِّيم " جَمْع " تَمْ " وَمَعْنَاهَا " الكَمَالاَت " وَقَدْ وُرِدَتَا فِي التَّرْجَمَة السَّبْعِينِيَّة " الإِعْلاَن وَالحَقٌّ "وَهذَا يُوَجِه أفْكَارْنَا فِي الحَال إِلَى شَخْص رَبَّنَا يَسُوع المُبَارَك الَّذِي فِيهِ كُلَّ الأنْوَار وَكُلَّ الكَمَالاَت كُلَّ النِّعْمَة وَالحَقٌّ هُوَ النُّور هُوَ بَهَاء مَجْدٌ الله هُوَ وَحْدُه الَّذِي أعْلَنْ لَنَا الآب وَبِحَسَبْ تَعْبِير القِدِيس إِغْرِيغُورْيُوس فِي القُدَّاس الإِلَهِي ﴿ الَّذِي أظْهَر لَنَا نُور الآب ﴾ . مَعْرِفِة النُّور وَالحَقَّ :- إِذْ كَانَ رَئِيسُ الْكَهَنَة وَالأُورِيم وَالتُّمِّيم فِي صَدْرَتِهِ المَوْضُوعَة عَلَى قَلْبِهِ هِيَ الوَاسِطَة لإِظْهَار أفْكَار الله وَمَقَاصِدَهُ فَهُوَ يَحْمِل جَمِيعْ قَضَايَاهِمْ وَضِيقَاتِهِمْ فِي قَلْبِهِ لِيَعْرِضْهَا أمَام الله طَالِباً الحُكْمٌ وَالإِرْشَادٌ بِشَأنَهَا وَرَبِّنَا يَسُوع رَئِيسُ الْكَهَنَة الأعْظَمْ إِذْ هُوَ النُّور الحَقِيقِي يُعْلِنْ لِقِدِّيسِيه كُلَّ أفْكَار الله وَمَقَاصِدُه وَمَشُورَاتُه وَهُوَ أيْضاً الحَقٌّ وَالمَحَبَّة وَالقَدَاسَة وَجَمِيعَهَا مُتَحِدَة وَغَيْر مُنْفَصِلَة فَإِنْ كَانَ رَئِيسُ كَهَنِة العَهْد القَدِيم قَدْ أخَذَ وَظَائِفْ هَامَّة وَخَطِيرَة وَعَظِيمَة القِيمَة فَلَنَا كُلَّ هذِهِ الأُمور بِكَمَالِهَا الإِلَهِي وَلَيْسَ رُمُوزْهَا فِي شَخْص رَئِيسُ كَهَنَتْنَا الأعْظَمْ يَسُوع الْمَسِيح الَّذِي إِجْتَازَ السَّموَات فَهُوَ يَحْمِل قَضَاء شَعْبِهِ عَلَى قَلْبِهِ دَائِماً كَمَا أنَّهُ بِالرُّوح القُدُس يُعْلِنْ لَنَا فِكْر الله مِنْ جِهِة جَمِيعْ قَضَايَانَا الَّتِي نَجْتَازَهَا يَوْمِياً فَفِي الْمَسِيح نَجِدٌ التَّحْقِيقٌ الكَامِل لِكُلَّ مَعَانِي الأُورِيم وَالتُّمِّيم فَهُوَ الَّذِي قَالَ عَنْ نَفْسِهِ﴿ أنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ . مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ ﴾ ( يو 8 : 12) وَهُوَ أيْضاً الَّذِي قَالَ عَنْ نَفْسِهِ ﴿ أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاة . لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي ﴾( يو 14 : 6 ) وَقَالَ أيْضاً ﴿ تَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ ﴾ ( يو 8 : 32 ) فَهُوَ ﴿ الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ ﴾ ( كو 2 : 3 ) وَهكَذَا بِثَبَاتِنَا فِي الْمَسِيح رَئِيسُ الْكَهَنَة الحَقِيقِي نَعْرِفُ الحَقَّ ( التُّمِّيم ) وَنَسِير فِي النُّور ( الأُورِيم ) وَنَتَقَبَّل مِنْهُ جَمِيع كُنُوز الحِكْمَة وَالعِلْم وَفِي سِفْر الرُؤْيَا حَيْثُ كَمَال إِسْتِعْلاَن مَجْدٌ الْمَسِيح الَّتِي تُعَبِّر عَنْ التُّمِّيم نَجِدَهُ مَاشِياً وَسَطْ المَنَائِر الذَّهَبِيَّة وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبُ نَارٍ الَّتِي تُعَبِّر عَنْ " الأُورِيم " حَيْثُ أنْوَارُه وَكَمَالاَتُه تَفْحَص طُرُقٌ الجَمِيعْ حَتَّى أنَّهُ يُنَادِي كُلُّ وَاحِدٌ ﴿ أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ ﴾ ( رؤ 2 : 2 ) حَقّاً إِنَّهُ أبُو الأنْوَار " الأُورِيم "الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ " التُّمِّيم " ( يع 1 : 17) . الأُورِيمَ وَالتُّمِّيمَ وَنِعْمَة العَهْد الجَدِيد :- فَإِنْ كَانَ الله قَدِيماً جَعَلَ إِعْلاَن مَشُورَتَهُ وَكَلِمَتَهُ عَنْ طَرِيقٌ الأُورِيم وَالتُّمِّيم المَوْضُوعَان عَلَى صَدْرَة رَئِيسُ الْكَهَنَة فَقَطْ عَنْ دُونْ جَمِيعْ أفْرَادٌ الشَّعْب وَأيْضاً جَعَلَ كَلِمَتَهُ تُعْلَنْ مِنْ خِلاَل الكَارُوبَان المَوْضُوعَان عَلَى غِطَاء التَّابُوت دَاخِل قُدْس الأقْدَاس ثُمَّ جَعَلَ كَلِمَتَهُ فِي فَمْ الأنْبِيَاء إِلَى أنْ أرْسَلَ لَنَا كَلِمَتَهُ فِي إِبْنِهِ بِحَسَبْ تَعْبِير القِدِيس بُولِس الرَّسُول ﴿ اللهُ بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ ﴾ ( عب 1 : 1 – 2 ) . أُورِيمِي وَتِمِّيمِي :- جَعَلَ الله رُوحُه القُدُّوس النَّاطِقٌ فِي الأنْبِيَاء يَسْتَقِر فِي كُلَّ أفْرَادٌ الكَنِيسَة المُقَدَّسَة فَلَمْ يَعُدْ هُنَاك فَرْداً وَاحِداً لَهُ أُورِيم وَتِمِّيم عَلَى صَدْرِهِ بَلْ كُلُّ فَرْدٍ لَهُ أُورِيماً وَتِمِّيماً دَاخِل قَلْبِهِ لَيْسَ خَارِجَه فَأعْطَانَا رُوح البُنُّوَة وَجَعَلَ كَلِمَتَهُ تُرْشِدْنَا وَتُعَزِّينَا فِي دَاخِلْنَا تُحَكِّمْ خَطَوَاتْنَا وَتُنِير سُبُلَنَا إِنَّهَا نِعْمَة العَهْد الجَدِيد الَّتِي لاَ يُعَبَّر عَنْهَا فَجَعَلَنَا نَتَمَتَّعْ بِسَمَاع صَوْت مَشُورَتِهِ مِنْ المَذْبَح المُقَدَّس الَّذِي تُحِب الكَنِيسَة أنْ تَدْعُوه " النَّاطِقُ السَّمَائِي "وَأيْضاً نَسْمَعْ صَوْتَهُ مِنْ خِلاَل القِرَاءَات الكَنَسِيَّة الَّتِي تُحِبْ الكَنِيسَة أنْ تَدْعُوهَا " فَمْ الْمَسِيح " فَنَسْمَعْ مَا تَسْتَرِيح إِلَيْهِ قُلُوبْنَا .. وَأيْضاً أعْطَانَا آبَاء مُرْشِدِينْ نَلْتَمِس مِنْهُمْ تَأيِيدْ الصَوْت الدَّاخِلِي .. حَقّاً إِنَّهَا إِحْسَانَات العَهْد الجَدِيد حَيْثُ التَّمَتُّعْ الكَامِل بِالأُورِيم وَالتُّمِّيم الدَّاخِلِي الَّذِي يَجْعَل أبْنَاء العَهْد الجَدِيد يَعْرِفُونَ الحَقَّ وَكَيْفَ يُمَيِزُون بَيْنَ الأُمور المُتَخَالِفَة وَلاَ يَنْقَادُون وَرَاء أي رُوحٌ غَرِيب وَلاَ يَلْتَمِسُون مَشُورَة غَيْر مَشُورِة صَوْت الله السَّاكِنْ وَمُسْتَقِر دَاخِلْهُمْ فَلَمْ يَعُدْ يُقَال " أُورِيمَك وَتِمِّيمَك " بَلْ " أُورِيمِي وَتِمِّيمِي " . القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك الاسكندرية عن كتاب مَلاَبِس رَئِيس الكَهَنَة
المزيد
03 نوفمبر 2019

ملابس رئيس الكهنة ج5

وَصْف الجُبَّة :- ﴿ وَتَصْنَعُ جُبَّةَ الرِّدَاءِ كُلَّهَا مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ . وَتَكُونُ فَتْحَةُ رَأْسِهَا فِي وَسَطِهَا . وَيَكُونُ لِفَتْحَتِهَا حَاشِيَةٌ حَوَالَيْهَا صَنْعَةَ الْحَائِكِ . كَفَتْحَةِ الدِّرْعِ يَكُونُ لَهَا . لاَ تُشَقُّ ﴾ ( خر 28 : 31 – 32 ) الجُبَّة ثَوْب وَاسِعْ طَوِيلٌ يَصِل إِلَى القَدَمَيْن بِدُون أكْمَام وَتَنْتَهِي أذْيَالُه بِرُّمَانَات مِنْ أسْمَانْجُونِي وَأُرْجُوَان وَقِرْمِز وَجَلاَجِل مِنْ الذَّهَبْ الخَالِص وَتُسَمَّى " جُبَّة الرِّدَاء "لأِنَّ الرِّدَاء يُلْبَس فَوْقَهَا وَكَانَتْ كُلَّهَا مِنْ أسْمَانْجُونِي " أزْرَق سَمَاوِي " إِشَارَة إِلَى الصِفَة السَّمَاوِيَّة لِرَئِيس الْكَهَنَة الَّتِي تَتَنَاسَبْ مَعَ رِسَالِة الكَهَنُوت إِذْ كَانَ لاَبُدْ أنْ يَتَحَلَّى بِالصِفَات السَّمَاوِيَّة لأِنَّهُ خَادِم الأُمور السَّمَاوِيَّة بَلْ قِيلَ عَنْ رَئِيسُ كَهَنَتْنَا الأعْظَمْ أنَّهُ إِجْتَازَ السَّموَات وَصَارَ أعْلَى مِنَ السَّموَات ( عب 7 : 26 ) وَجُبَّة الرِّدَاء يَلْبِسْهَا رَئِيسُ الْكَهَنَة تَحْتَ الرِّدَاء مُبَاشَرَةً وَكَأنَّهَا تُشِير إِلَى طَبِيعِة الكَاهِن الدَّاخِلِيَّة حَيْثُ الفِكْر السَّمَاوِي الَّذِي يَتَأصَّل فِي الدَّاخِل فَنَجِدُه يُقَدِّم السَّمَاء المُعَاشَة دَاخِلِياً لَيْسَ مُجَرَّدٌ مَادَّة لِلوَعْظ وَلكِنَّهَا تَمْلأ قَلْبُه وَفِكْرُه وَكُلَّ أحْشَائُه وَكَانَتْ قِطْعَة وَاحِدَة مَنْسُوجَة كُلَّهَا مِنْ فَوْق لاَ تُشَقّ وَعَدَم شَقَّهَا إِشَارَة إِلَى أنَّ السَّمَاوِي فِي طَبِيعَتِهِ غِير مُنْقَسِمْ فِي كَمَالُه وَهذَا مَا يُرِيدْ أنْ يُعَلِّمْنَا إِيَّاه رَئِيسُ كَهَنَتْنَا الأعْظَم أنْ تَكُون أفْكَارْنَا وَمَشَاعِرْنَا وَاتِجَاهَاتْنَا تُعَبِّر عَنْ أشْوَاق سَمَاوِيَّة غِير مُنْقَسِمَة فَنُقَدِّم كُلَّ القَلْب وَالقَلْب الوَاحِدٌ ( Single Heart ) فِي مَحَبِّتُه وَمَخَافَتُه . شَقّ الجُبَّة :- فَتْحَة وَحَاشِيَة :- وَكَانَ لِفَتْحَتِهَا حَاشِيَة حَوَالِيهَا صَنْعِة الحَائِك لِتَكُون قَوِيَّة حَتَّى أنَّهَا تُشَبَّه بِفَتْحِة الدِّرْع وَالدِّرْع مِنْ أدَوَات الحَرْب إِذْ تُوضَعْ بِهَا حَوَاشَي مَتِينَة لِتَقْوِيَتْهَا وَكَأنَّ مَلاَبِس رَئِيسُ الْكَهَنَة هِيَ كَالأسْلِحَة الَّتِي ذَكَرَهَا مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول الدِّرْع ( الجُبَّة ) الخُوذَة ( الْعَمَامَة ) المَنْطِقَة إِنَّهَا تُعَبِّر عَنْ حَالِة الإِسْتِعْدَادٌ الكَامِل لِلدُخُول فِي الحَرْب مَعَ أجْنَادٌ الشَّر الرُّوحِيَّة وَهكَذَا لاَ تُوْجَدٌ أيَّة قُوَّة تَسْتَطِيعْ أنْ تُؤَثِّر عَلَى تِلْكَ الجُبَّة الكَهَنُوتِيَّة المَتِينَة فَلاَ تَتَمَزَق بِسَبَبْ لِبْس الجُبَّة وَخَلْعِهَا إِذْ كَانَ مَحْظُوراً تَمْزِيق هذِهِ الجُبَّة .. وَكَانَتْ عَاقِبَة هذَا الأمر المَوْت . لاَ تَشُّقُوا ثِيَابَكُمْ :- هكَذَا نَجِدٌ فِي سِفْر اللاَّوِيِّين ﴿ وَقَالَ مُوسَى لِهَارُون وَأَلِعَازَارَ وَإِيثَامَارَ ابْنَيْهِ لاَ تَكْشِفُوا رُؤُوسَكُمْ وَلاَ تَشُقُّوا ثِيَابَكُمْ لِئَلاَّ تَمُوتُوا وَيُسْخَطَ عَلَى كُلِّ الْجَمَاعَةِ ﴾ ( لا 10 : 6 ) وَهُنَا نَجِدٌ إِبْدَاع الوَحْي الإِلهِي فِي تَحْقِيقٌ قَصْدٌ الله مِنْ إِنْتِهَاء مُمَارَسَة كَهَنُوت العَهْد القَدِيم رَأيْنَا أنَّ قِيَافَا رَئِيسُ الْكَهَنَة رُبَّمَا دُونَ أنْ يَشْعُر أثْنَاء مُحَاكَمِة رَبَّنَا يَسُوع يَشُقٌ جُبَّتَهُ ( مر 14 : 63 ) .. فَكَانَ إِعْلاَناً عَلَى أنَّ قِيَافَا لَمْ يَعُدٌ رَئِيسُ الْكَهَنَة .. وَكَأنَّهُ يُشِير إِلَى قِيَام كَهَنُوت آخَر جَدِيد عِوَض هذَا المَحْكُوم عَلَيْهِ بِالمَوْت لأِنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ المَكْتُوب ﴿ لاَ تَشُقُّوا ثِيَابَكُمْ لِئَلاَّ تَمُوتُوا ﴾ .. فَجَاءَ يَسُوع رَئِيسُ كَهَنَتْنَا الحَقِيقِي الَّذِي لَمْ تُشَقٌ ثِيَابُه .. إِذْ هُوَ حَي كُلَّ حِينٍ .. وَسُنُوهُ لاَ تَفْنَى وَكَهَنُوتُه لاَ يَنْتَهِي .. وَأتَى لَنَا بِكَنِيسَتَهُ المُقَدَّسَة الَّتِي هِيَ عَرُوسُه الحَقَّانِيَّة الَّتِي تَحْمِل صِفَاتُه فَنَجِدٌ أنَّ كَنِيسَتُه أهَمْ مَا يُمَيِزُهَا أنَّهَا وَاحِدَة وَحِيدَة .. إِنَّهَا تُمَثِّل ثَوْب يَسُوع الَّذِي قِيلَ عَنْهُ ﴿ بِغَيْرِ خِيَاطَةٍ مَنْسُوجاً كُلُّهُ مِنْ فَوْقُ ﴾ ( يو 19 : 23 ) . رُمَّانَات وَجَلاَجِل :- وَضْع الرُّمَانَات وَالجَلاَجِل :- ﴿ وَتَصْنَعُ عَلَى أَذْيَالِهَا رُمَّانَاتٍ مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ وَأَرْجَُوَانٍ وَقِرْمِزٍ . عَلَى أَذْيَالِهَا حَوَالَيْهَا وَجَلاَجِلَ مِنْ ذَهَبٍ بَيْنَهَا حَوَالَيْهَا . جُلْجُلَ ذَهَبٍ وَرُمَّانَةً جُلْجُلَ ذَهَبٍ وَرُمَّانَةً عَلَى أَذْيَالِ الْجُبَّةِ حَوَالَيْهَا . فَتَكُونُ عَلَى هَارُون لِلْخِدْمَةِ لِيُسْمَعَ صَوْتُهَا عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى الْقُدْسِ أَمَامَ الرَّبِّ وَعِنْدَ خُرُوجِهِ لِئَلاَّ يَمُوتَ ﴾ ( خر 28 : 33 – 35 ) .. وَالجُبَّة تُوضَعْ عَلَى أذْيَالُهَا رُمَّانَات وَهيَ عِبَارَة عَنْ كُرَات صَغِيرَة مَصْنُوعَة مِنْ خُيُوط مَجْدُولَة مُلَوَنَة بِذَات الألْوَان البَدِيعَة الَّتِي لِلرِّدَاء .. وَجَلاَجِل أي أجْرَاس صَغِيرَة مِنْ الذَّهَبْ وَكَانَتْ الرُّمَانَات وَالجَلاَجِل تُوضَعْ بِالتَّوَالِي حَوَالَي ذَيْل الجُبَّة .. وَيُقَال أنَّ عَدَد كُلٍّ مِنْهَا كَانَ إِثْنَيْنِ وَسَبْعِين . رَمْز الرُّمَانَات :- وَهُنَا نَتَعَجَّبْ لِمَاذَا يَهْتَمْ الله بِهذِهِ التَّفَاصِيل الدَّقِيقَة وَالعَجِيبَة .. إِلَى أي شَيْءٍ تَرْمُز الرُّمَانَات وَجَلاَجِل الذَّهَب ؟ الرُّمَان مَذْكُور فِي الكِتَاب المُقَدَّس بِصِفَة خَاصَّة كَثَمَر لأِرْض المَوْعِد وَهذَا مَا يُدْرِكَهُ الشَّعْب جَيِّداً .. وَحِينَ أرْسَلَ مُوسَى النَّبِي جَوَاسِيس إِلَى أرْض المَوْعِد أحْضَرُوا مَعَهُمْ ثَمَر الرُّمَان .. ﴿ شَيْءٍ مِنَ الرُّمَانِ وَالتِّينِ ﴾ ( عد 13 : 23 ) .. وَمِنْ المَعْرُوف أيْضاً عَنْ الأرْض الجَيِّدَة الَّتِي أدْخَلَهُمْ الرَّبَّ إِلَيْهَا أنَّهَا ﴿ أَرْضِ حِنْطَةٍ وَشَعِيرٍ وَكَرْمٍ وَتِينٍ وَرُمَّانٍ . أَرْضِ زَيْتُونِ زَيْتٍ وَعَسَلٍ ﴾ ( تث 8 : 8 ) .وَالمُلاَحَظْ أنَّ هذِهِ الثِّمَار لاَ تُذْكَر عَنْ أرْض مِصْر بَلْ يُذْكَر ﴿ الْقُِثَّاءَ وَالْبَطِّيخَ وَالْكُرَّاثَ وَالْبَصَلَ وَالثُّومَ ﴾ ( عد 11 : 5 ) .. وَهيَ ثِمَار تَظْهَر عَلَى سَطْح الأرْض مُبَاشَرَةً أوْ فِي بَاطِنْهَا .. فَطَعَام مِصْر مِنْ مَصَادِر أرْضِيَّة مُنْخَفِضَة .. بَيْنَمَا ثَمَر الأرْض المُقَدَّسَة مُرْتَفِعْ فَوْقَ الأرْض .. يَنْضُج فِي الهَوَاء النَقِي وَالرُّمَان يُشِير إِلَى الحَيَاة المُثْمِرَة العَامِلَة يَحْتَوِي عَلَى حَبَّات صَغِيرَة يُحِيطُ بِهَا سَائِل أحْمَر حُلْو المَذَاق قَدْ تُشِير إِلَى مَفْعُول دَمٌ الذَّبَائِح فِي حَيَاة الخَاطِئ وَبِالتَّالِي تَرْمُز إِلَى دَمٌ الْمَسِيح الَّذِي أعْطَى حَيَاة لِكُلَّ العَالَمْ . رَمْز الجَلاَجِل الذَّهَبِيَّة : تُشِير لِلتَّسْبِيح وَالكِرَازَة الَّتِي يَسْمَعْهَا العَالَمْ .. وَرَئِيسُ الْكَهَنَة حِينَ يُصَلِّي وَيُسَبِّح يَسْمَعَهُ الشَّعْب وَيُصَلِّي وَرَاءَهُ فَلاَ يَمُوْت .. وَهكَذَا فَمَنْ يَحْيَا سَمَاوِيّاً يَكُون لَهُ ثَمَر يِفَرَّح الله ( رُمَّانَات ) وَتَسْبِيح وَكِرَازَة فَيُنْقِذ أُلُوف مِنْ مُوْت مُحَقَّقٌ . إِقْتِرَان الرُّمَانْ بِالجَلاَجِل : الرُّمَانَات مِنْ أسْمَانْجُونِي وَأُرْجُوَان وَقِرْمِز وَبُوصٌ مَبْرُومٌ .. إِنَّهَا تُعَبِّر عَنْ ثِمَار نَقِيَّة صَادِرَة مِنْ إِنْسَان سَمَاوِي .. وَبَيْنَ كُلُّ رُمَّانَتَيْن هُنَاكَ جِلْجِل ذَهَبْ فَكَانَ الصَوْت الذَّهَبِي يَقْتَرِنْ بِالثَمَر الشَهِي وَإِقْتِرَان الرُّمَان بِالأَجْرَاس إِشَارَة إِلَى إِقْتِرَان السُلُوك بِالشِّهَادَة .. وَالشَّهَادَة بِالحَيَاة فَلَوْ نَظَرْنَا إِلَى خِدْمِة رَبَّ المَجْد يَسُوع نَجِدٌ أنَّ كُلَّ مَا عَلَّمَ بِهِ عَمَلَ بِهِ .. فِي الحُبْ .. وَالإِتِضَاع وَالبَذْل .. وَالصُّوم وَالصَّلاَة وَالسَّهَر هكَذَا وَجَدْنَا رُمَّان مُتَفِقٌ مَعَ جَلاَجِل .. وَهكَذَا يَجِبْ فِي أوْلاَدٌ الله أنْ يَقْتَرِن كَلاَمَهُمْ بِأفْعَالِهِمْ وَإِلاَّ يَنْطَبِقُ عَلَيْهِمْ قَوْل أبُونَا إِسْحَق لِيَعْقُوب ﴿ الصَّوْتُ صَوْتُ يَعْقُوبَ وَلكِنَّ الْيَدَيْنِ يَدَا عِيسُو ﴾ ( تك 27 : 22 ) .. وَ" اليَدَيْن " تُشِير إِلَى الأعْمَال .. فَلْنَحْرِص عَلَى ألاَّ نَحْيَا هذَا التَنَاقُض .. بَلْ لِيَكُنْ لَنَا صَوْت يَعْقُوب وَأيْضاً يَدَيّ يَعْقُوب ( رُمَّان وَجَلاَجِل ) . رَنِينْ القَدَاسَة وَالسَّلاَم : وَسَبَقٌ أنْ ذَكَرْنَا أنَّ رَئِيسُ الْكَهَنَة لاَ يَدْخُل بِهذِهِ المَلاَبِس إِلَى قُدْس الأقْدَاس بَلْ كَانَ يَدْخُل لِيَرُش الدَّمٌ يَوْم الكَّفَّارَة العَظِيمْ لاَبِساً ثِيَاب كِتَّان فَقَطْ وَلَيْسَ ثِيَاب المَجْد وَالبَهَاء وَبِذلِك لَمْ تَكُنْ هُنَاك جَلاَجِل دَاخِل قُدْس الأقْدَاس وَمِنْ هُنَا فَالإِعْتِقَادٌ السَائِدٌ بِأنَّ هذِهِ الجَلاَجِل لِيَطْمَئِنْ الشَّعْب أنَّ رَئِيسُ الْكَهَنَة لاَ يَزَال حَيّاً هُوَ إِعْتِقَادٌ خَاطِئ بَلْ بِحَسَبْ النَّص ﴿ لِيُسْمَعَ صَوْتُهَا عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى الْقُدْسِ أَمَامَ الرَّبِّ وَعِنْدَ خُرُوجِهِ لِئَلاَّ يَمُوتَ ﴾ ( خر 28 : 35 ) .. أي أنَّهُ إِذَا لَمْ يَسْمَعْ صَوْت الجَلاَجِل أمَام الله فَإِنَّهُ يَمُوْت وَلَيْسَ لِكَيْ يَعْلَمْ الشَّعْب أنَّهُ لَمْ يَمُتْ .. وَهكَذَا كَانَ هَارُون يُزَوَدٌ بِتِلْكَ الجَلاَجِل الذَّهَبِيَّة الَّتِي تُعْطِي رَنِيناً إِلَهِيّاً عَذْباً عِنْدَمَا يَدْخُل إِلَى القُدْس .. فَلاَ يَكُون صَوْت خَطَوَاتُه كَصَوْت إِنْسَانٍ عَادٍ بَلْ يُعَبِّر عَنْ سُلُوك سَمَاوِي لِئَلاَّ يَمُوْت .. وَهكَذَا فِي خُرُوجِهِ إِلَى المَحَلَّة كَانَتْ خَطَوَاتُه تُعْلِنْ نَفْس الحَقّ فَيَكُون سُلُوكُه مُبَارَكاً فِيهِ رَنِينْ القَدَاسَة وَالسَّلاَم وَيُعَلِّقٌ العَلاَّمَة أُورِيچَانُوس عَلَى عَمَل هذِهِ الجَلاَجِل قَائِلاً .. ﴿ هذِهِ الجَلاَجِل الَّتِي يَنْبَغِي أنْ تُعْطِي صَوْتاً كُلَّ حِين كَانَتْ مُثَبَتَة حَوْل ذِيل جُبَّتِهِ وَالغَرْض مِنْ ذلِك كَمَا أظُنْ هُوَ أنَّهُ يَنْبَغِي ألاَّ تَصْمُتُوا قَطٌ عَنْ الكَلاَم عَنْ الأيَّام الأخِيرَة وَالدَّيْنُونَة .. بَلْ يَلْزَم أنْ تُذِيعُوا دَائِماً هذِهِ الأُمور .. وَبِهذَا يَصِير إِنْسَانَكُمْ الدَّاخِلَي مُزَيَناً مِثْلَ رَئِيسُ الْكَهَنَة الَّذِي يُمْكِنَهُ أنْ يَدْخُل لَيْسَ فَقَطْ إِلَى القُدْس بَلْ أيْضاً إِلَى قُدْس الأقْدَاس .. وَهكَذَا يَقْدِر أنْ يَقْتَرِبْ مِنْ كُرْسِي الرَّحْمَة حَيْثُ الشَّارُوبِيم وَحَيْثُ يَتَرَاءَى لَهُ الله وَيُكَلِّمَهُ .. وَقَدْ يَكُون القُدْس هُوَ تِلْكَ الأشْيَاء الَّتِي يُمْكِنْ الحُصُول عَلَيْهَا فِي الزَّمَنْ الحَاضِر بِالسُلُوك المُقَدَّس فِي العَالَمْ الحَاضِر .. أمَّا قُدْس الأقْدَاس الَّذِي يَدْخُلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَة مَرَّة وَاحِدَة فَقَطْ فَهُوَ الطَّرِيقٌ إِلَى السَّمَاء حَيْثُ كُرْسِي الرَّحْمَة وَالكَارُوبَيْنِ قَائِمَيْن .. حَيْثُ يُمْكِنْ أنْ يُسْتَعْلَنْ الله لأِنْقِيَاء القُلُوب ﴾ . ثَمَر الرُّوح : وَالْمَسِيح حِينَ دَخَلَ لِلسَّمَاء حَلَّ الرُّوح القُدُس فِي دَاخِلْنَا فَكَانَ صَوْت كِرَازِة الرُّسُلٌ الذَّهَبِي وَكَانَ حُلُول الرُّوح القُدُس فَكَانَتْ الحَيَاة لِلعَالَمْ وَثِمَار حُلُول الرُّوح القُدُس فِينَا .. وَلاَحِظْ أنَّ لُونْ عَصِير الرُّمَان الأحْمَر الَّذِي سَبَقٌ وَتَكَلَّمْنَا عَنْهُ إِشَارَة لِدَمٌ الْمَسِيح الَّذِي سُفِكَ مِنْ أجْل شَعْبِهِ .. فَأرَادَ شَعْبُ الْمَسِيح أنْ يَسْفِكُوا دِمَائِهِمْ حُبّاً لأِجْلِهِ .. فَهُوَ عَصِير الحُبْ .. وَكَثِيراً مَا نَجِدٌ الرُّمَان وَالكُرُوم فِي الكِتَاب المُقَدَّس يُخْبِرَان عَنْ ثِمَار مَحَبِّة الله .. فَنَجِدٌ مُنَاجَاة لِعَرُوس النَّشِيد ﴿ هَلْ أَقْعَلَ الْكرْمُ هَلْ نَوَّرَ الرُّمَانُ ﴾( نش 6 : 11 ) .. وَأيْضاً يَقْتَرِن عَصِيرَهُمَا مَعاً .. ﴿ أَسْقِيكَ مِنَ الْخَمْرِ الْمَمْزُوجَةِ مِنْ سُلاَفِ رُمَّانِي ﴾( نش 8 : 2 ) .. هذِهِ هِيَ الثِّمَار الَّتِي تُبْهِجُ قَلْبَ الحَبِيبْ .. وَهيَ تَرْمُز إِلَى ثَمَر الرُّوح الَّذِي هُوَ ﴿ مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ ﴾ ( غل 5 : 22 – 23 ) .. وَكَأنَّ هذِهِ الثِّمَار مُجْتَمِعَة مُرْتَبِطَة مَعاً كَمَا فِي عَنْقُودٌ وَاحِدٌ وَلِذلِك تُسَمَّى ثَمَر الرُّوح وَلَيْسَ ثِمَار الرُّوح . صُوْت الكِرَازَة وَالثَّمَر : وَهكَذَا نَجِدٌ أنَّهُ فِي صَوْت الكِرَازَة نَجِدٌ رَنِينْ الفَرَحٌ الَّذِي لاَبُدْ أنْ يَقْتَرِن بِالثَّمَر المُفْرِح ( الرُّمَان ) أرَادَ الله أنْ يَذْكُر جِلْجِل ذَهَبْ وَرُمَّانَة بِهذَا التَّرْتِيبْ الإِلَهِي فَكَأنَّ الشِّهَادَة الصَّحِيحَة لِحَقَائِق الإِنْجِيل لاَبُدْ أنْ تُنْشِئ فِينَا أثْمَاراً صَالِحَة لِمَجْدِهِ وَخِدْمَتِهِ .. مِنْ هُنَا نَرَى أنَّ صَوْت الرُّوح القُدُس أوَّلاً وَنَتِيجِة الإِسْتِجَابَة ثِمَار مُفْرِحَة وَهذَا مَا رَأيْنَاهُ يَحْدُث مَعَ الأبَاء الرُّسُلٌ الأطْهَار حِينَ سُمِعَ صَوْت الجَلاَجِل فِي يَوْم الخَمْسِين فِي الشِّهَادَة الَّتِي أعْطَاهَا رُوح الله عَلَى أفْوَاه الرُّسُلٌ وَكَانَتْ تِلْكَ الشِّهَادَة مُقْتَرِنَة أيْضاً بِثَمَر الرُّوح فِي حَيَاة وَسُلُوك الَّذِينَ آمَنُوا بِوَاسِطَة تِلْكَ الشِّهَادَة .. فَنَجِدٌ أنَّ كِرَازِة الأبَاء الرُّسُلٌ أي صَوْت جَلاَجِلْهُمْ بَلَغَتْ إِلَى أقَاصِي الأرْض لِمَجْد الله وَنَشْر مَلَكُوتُه .. فَأتَتْ بِثِمَار كَثِيرَة وَلاَزَالَتْ الكَنِيسَة تَدُق أجْرَاسُهَا عَلَى الدَوَام رَمْزاً لِعَدَمٌ سُكُوت الْكَهَنَة عَنْ الكِرَازَة وَالتَّحَدُّث عَنْ التَوْبَة وَالرُّجُوع إِلَى الله . الجُبَّة رِدَاء المُلُوك :- وَنُلاَحِظْ أنَّ الجُبَّة كَانَتْ أيْضاً مِنْ مَلاَبِس المُلُوك ( 1أخ 15 : 27 ) وَهذَا يُؤَكِّدْ أنَّ الله أرَادَ أنْ يَجْعَل مَقَام رَئِيسُ الْكَهَنَة فِي مَقَام المُلُوك وَالرُّؤَسَاء .. وَهذَا الأمر لاَ يَتَحَقَّقٌ بِدَرَجَة مُطْلَقَة إِلاَّ فِي الْمَسِيح .. فَهُوَ فِي ذَاتُه المَلِك وَالكَاهِن فَهُوَ الَّذِي جَاءَ مِنْ سِبْط يَهُوذَا ( يَخُص المُلُوك ) وَأيْضاً عَلَى رُتْبِة مَلْكِي صَادِق ( الكَهَنُوت ) .. إِذْ لَهُ المَجْدٌ المُلُوكِي وَلَهُ أيْضاً القَلْب الكَهَنُوتِي . القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك الاسكندرية عن كتاب مَلاَبِس رَئِيس الكَهَنَة
المزيد
09 ديسمبر 2018

إختبار قيادة الله لحياتى

إنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا لوقا إصحاح " 6 " يقول لهم مَثَل{ هل يقدر -أعمى أن يقود أعمى أما يسقط الاثنان في حفرة } ( لو 6 : 39 ) . 1- القدوة :- هذا الكلام يخاطبهم به الرب يسوع ويُوجهه إلى الأمة اليهودية وإلى الذين يعيشون في عصر هذه الأمة ورأى أن الناس يتعلموا على أيدي معلمي اليهود ويرى أيضاً أن اليهود يمشون في طريق كله رياء وكله مظهرية وكله شكلية إذاً الجيل الذي يتعلم ماذا سيتعلم ؟ يقول لهم هذا " أعمى يقود أعمى " بهذه الطريقة الإثنين يقعون في حفرة ماذا تريد أن تقول يا ربي يسوع المسيح ؟ في الحقيقة يريد الرب أن يقول كلمة ولكنه يريد أنهم هم الذين يستنتجونها ماذا يقول ؟ يريد أن يقول تعلموا مني ( مت 11 : 29 ) لأنه يقول لهم " أن أعمى يقود أعمى كلاهما يسقطان في حفرة "وهنا يقول حينما إنسان يُعلِّم إنسان ويكون كله نقائص كيف يُعلمه ؟ { لماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها } ( لو 6 : 41 ) " القذى " هي جزء من خشبة القذى هي التي يقول عليها إنها السِّلاية يريد أن يقول أن الأمة اليهودية وهي تُعلم الناس تُكلمهم على السِّلاية التي في أعينهم في حين أنهم في أعينهم خشبة ربنا يسوع المسيح يريد أن يقول تعلموا مني وفي نفس الوقت يريد أن يقول حينما تتعلموا من شخص يكون بلا عيب لا يكون في عينه خشبة من هو الذي ليس بعينه خشبة ؟ لا يوجد أحد سواه ربنا يسوع المسيح يا أحبائي يريد أن ننصت إليه هو يريدنا أن نتعلم منه هو مصدر معرفتنا هو نموذجنا يقول لنا { تاركاً لنا مثالاً لكي تتبعوا خطواته } ( 1بط 2 : 21 ) ترك لنا الإنجيل ترك لنا شخصه ترك لنا تعاليمه ترك لنا سلوكه أحياناً أحبائي الإنسان يمشي وراء تعليم غريب وأحياناً الإنسان يضع لنفسه تعاليم ليسلك بها وأحياناً الإنسان يتبع أي اتجاه ربنا يسوع يقول لك " أعمى يقود أعمى " إحذر من المفترض أن أكون عيني عليه هو قائد حياتي من المفترض إني أمشي وراء كلامه هو أمشي وراء تعاليمه هو { سراج لرجلي كلامك } ( مز 119 : 105) أنا أمشي وراء كلمتك معلمنا بطرس الرسول قال له { على كلمتك أُلقي الشبكة } ( لو 5 : 5 ) أنا أرى كلامك وأمشي وراءه جميل أن الإنسان أحبائي يعرف من هو قائده جميل الإنسان الذي يعلم يُطيع من ويسلك بحسب قانون من نحن ؟ لنا قانون إلهي قانون سماوي الكنيسة تقول لربنا يسوع المسيح { إننا لا نعرف آخر سواك }أنت قائدنا . 2- المشورة الصالحة :- جميل اختبار الإنسان حينما يختبر قيادة الله في حياته لا يعمل أي شئ بدون أن يصلي حينما يقع في تجربة يصوم عندما يريد معرفة مشورة ربنا يقرأ في الإنجيل جميل الإنسان الذي يلتمس مشورة ربنا في حياته بكثرة السجود وكثرة الأصوام وكثرة الصلوات جميل الإنسان المتحير في أمر معين في حياته يقول سوف أحضر عدة قداسات وأسمع الإنجيل من فم الكنيسة وأرى ماذا سوف تقول لي الكنيسة جميل الإنسان الذي يضع ورقة على المذبح ويقول له يارب أنت تقودني أنت تخاطبني أنت ترشدني كثيراً ما نسمع في سنكسار الكنيسة يقول لك أنه كان يوجد قديس يريد أن يعرف مشورة ربنا في أمرٍ ما يقول لك " فأتى إلى الكنيسة وسمع ما استراح إليه قلبه " جميل الإنسان الذي يضع ورقة على المذبح ويحضر القداس بروح تضرع ويقول له يارب ارشدني أنا لا أعرف لنا ثقة أحبائي أن المذبح ناطق سمائي " ناطق " تعني أنه يتكلم المذبح ليس مجرد حجرالمذبح يعني ذبيحة والذبيحة ذبيحة حية جميل الإنسان الذي لا يلتمس مشورة خارج الله ولا يلتمس فكرة يشك فيها إلا عندما يتأكد أنها تأتي إليه من عند مصدر المشورة الصالحة هو ربنا يسوع المسيح هو المُعلم الصالح . 3- قيادة الله لشعبه :- الله أحبائي درب شعبه منذ القديم على أنه هو القائد تجد ربنا يقول لأبونا إبراهيم { اذهب من أرضك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أُريك } ( تك 12 : 1 ) إلى أين تذهب يا بونا إبراهيم ؟ أنت معك أُناس كثيرين ومعك غنم ومعك بقر ومعك غلمان ذاهب بهم إلى أين ؟ تعال نسأل أبونا إبراهيم ذاهب إلى أين ؟ يقول لك أكذب عليك لو إني أعرف ذاهب إلى أين إلى أين أنت ذاهب بنا ؟ أنا أمشي وراء إلهي لأنه عوِّد الشعب في البرية أنهم يسلكون وراءه يعطيهم عمود نار في الليل وعمود سحاب في النهار يقول لك عندما يرتفع العمود يرتحلوا وعندما يستقر يستقروا عندما يظهر يقوموا بتحضير العِدة ويمشون وعندما يرتفع العمود يرتحلون وعندما لا يظهر العمود يظلوا مستقرين في مكانهم كم من الأيام يوم أو اثنين أو ثلاثة ؟ لا نعلم واحد يذهب لموسى النبي يقول له أنت قائدنا كم من الأيام نكون مستقرين ؟ تخيل أن موسى النبي قائد الشعب يقول له صدقني أنا لا أعرف كم من الأيام نكون مستقرين يقول له إذا كان رئيسنا لا يعلم كم يوم نكون هنا !! يقول له أنا لا أعلم كم يوم نكون مستقرين أنا لا أقدر أن أحدد لك كم يوم يمكن أن نمشي الآن ويمكن أن نمشي غداً ويمكن أن نمشي بعد سنة أنا لا أعلم كم يوم الله كان يريد أن يدربهم أنه هو القائد الفعلي لهم جميعاً من قائدهم ومن كبيرهم إلى صغيرهم ما رأيك أن تختبر هذا الإختبار في حياتك ؟!! ما رأيك فعلاً أن تقول { لأننا لا نعرف آخر سواك } . 4- إلتماس قيادة الله لحياتي :- جميل جداً عندما كان الشعب يقع في ضيقة ويصرخوا إلى ربنا لكي يقولوا له ماذا نفعل ما أجمل عندما يقولوا له { نحن لا نعلم ماذا نعمل ولكن نحوك أعيننا } ( 2أخ 20 : 12) لا نعلم ماذا نفعل عيوننا نحوك نحوك أعيننا هو القائد إلتمس قيادة الله لحياتك إلتمس أن تسلك بحسب مشورته إلتمس رأيه من الإنجيل يقول له { تهديني يدك وتمسكني يمينك } ( مز 139 : 10) حقاً يارب إني أمتلك عقل وحقاً أمتلك حرية لكني سأُقدم لك عقلي وسأقدم لك حريتي وسأقدم لك كل ما ليَّ لكي ما تقودني أنت ما أجمل الكلمة التي نقولها في القداس { أُقدم لك يا سيدي مشورة حريتي } أنا أضعها في يديك أنت أنا عندي أمنيات وعندي طموحات وعندي أفكار وعندي اشتياقات كثيرة لكن كل هذا سأضعه في يديك لأجل هذا أحبائي ربنا يريد أن يقول لك إحذر من تسليم نفسك لأعمى واحذر من تسليم نفسك لنفسك واحذر من تسليم نفسك للظروف واحذر من تسليم نفسك للمجتمع إحذر أن تمشي بلا هدف يقول لك خلي بالك هنا يقول لهم " هل يستطيع أعمى أن يقود أعمى "إلتمس قيادة الله في حياتك إختبره كل يوم ما أجمل ما يُقال عن تلاميذ رب المجد يسوع عندما يقول { كانوا معاً }( أع 2 : 44 ) كانوا معه ذاهبين إلى أي مكان ؟ لا يعلموا وكم يوم يمكثون في هذا المكان ؟ لا يعلموا وما هو مكان إقامتنا في هذه الليلة ؟ لا يعلموا كانوا معاً لأجل هذا معلمنا بولس الرسول يقول { شكراً لله الذي يقودنا في موكب نُصرتهِ } ( 2كو 2 : 14) هو يمشي ونحن نمشي وراءه ودائماً عيوننا عليه فنحن دائماً في أمان وحيث إني عيني عليه نكون في أمان وحيث إني عيني تراقبه حيث إني عيني تاخد بالها منه أكون في أمان أنا أمشي صح حاول عينك لا تنزل من على شخصه حاول أن لا تشعر أبداً أنك واثق من نفسك وتعلم الطريق – أبداً – إلتمس مشورته باستمرار حتى لو شعرت بفكرة تبدو أنها صحيحة يقول لك " توجد طرق تبدو أنها مستقيمة "( أم 14 : 12) – تبدو – . 5- إحتياجي إلى الله :- القديس أبو مقار أتت له فكرة أنه يتوحد في الجبل أتت له فكرة أن يختبر الآباء السواح وهو رجل ذو قامة عالية أبو مقار رجل ليس بقليل لا نقدر أن نقول أنه أقل من السواح يقول لك عندما أتت له هذه الفكرة خاف أن تكون هذه الفكرة من عقله أو من فِكره البشري خاف أن تكون هذه الفكرة هي تشبُّع بسيرة أحد ويريد أن يُشابهه ويريد أن يتأكد هل هذه من ربنا أم ليست من ربنا يقول لك أن القديس أبو مقار إختبر هذه الفكرة لمدة ثلاثة سنوات ثلاثة سنوات يختبر هذه الفكرة هل يدخل إلى البرية الداخلية ويجرب يارب هل هذه الفكرة من عندك أم ليست منك ؟ أعطيني لها سلام أنا سأستمر في الصلاة جميل إني ألتمس من خلال إحتياجاتي الشخصية إحتياجي إلى الله وأحوِّل إحتياجاتي إلى إحتياج إلى الله جميل قبل التقدم إلى أي خطوة في حياتي أن أحتاج إلى بركته أحتاج إلى كلمته أحتاج إلى صوته أحتاج إلى إني أعرف هذا الأمر منه ولاَّ مني أعمى يقود أعمى ربنا يريد أن يضمن لنا الحياة المستقيمة يريد أن يضمن لنا حياة بحسب قصده يريد أن يضمن لنا أننا نمشي في الطريق الذي يمشي فيه جميل الإنسان الذي يسأل نفسه باستمرار إختبار قيادة الله لحياتي إختبار إنه هو في مراعي خُضر يربضني هو الذي يأخذني ويجلسني ويقول لي أنت هنا تأكل وهنا تجلس هنا تمشي هنا تبيت هنا تنام هنا تسلك هنا تعمل جميل أحبائي قبل اتخاذ أي قرار في حياتي سواء شُغل أو سفر أو إرتباط أن ألتمس مشورة ربنا جميل إني أنا حتى في إسلوب تربيتي لأولادي أصلي أقول له يارب ارشدني كيف أتعامل مع هذا الموقف ؟ جميل أننل نتعود كلنا كبيت عندما يكون عندنا أمر محتاجين فيه أن نسمع صوت ربنا نقرأ الإنجيل مع بعض نصلي مع بعض نحضر القداس مع بعض نريد نطمئن أننا نمشي بحسب قصده هو بحسب إرادته هو يقولك " أعمى يقود أعمى " . 6- المشورة الخاطئة :- أحياناً واحد أحبائي يلتمس مشورة حياته للأسف من أعمى واحد يكون لا يسلك بحسب الله لا يسلك بحسب الوصية أريد أن أسمع كلامه وآخذ كلامه كمُسلِمات واحد يكون في حياته مشكلة يجد واحد يقول له تعال أذهب بك إلى واحد يعرف أن يحل لك المشكلة يُفاجأ أن هذا الرجل بتاع سحر وبتاع دَجَل يقول لك إحذر سيحدث كذا ويحدث كذا أعمى يقود أعمى نجد هذا الشخص دخل في متاهه يقول لك قال لي إني معمول لي كذا عمل وابتدى يعيش في اضطراب ويعيش في قلق ويعيش في خوف أعمى يقود أعمى هو سلِّم نفسه لفكرة عمياء وسلِّم نفسه لإنسان أعمى أنت محتاج أن تلتمس مشورة الله من داخل قلبك ومشورة الله تملأك سلام حتى لو كان طريقها صعب لو طريقها صعب فإنك مملوء سلام من ناحيتها وممكن المشورة التي للأعمى هذا يكون طريقها سهل لكنك مملوء اضطراب أقول لك من علامات طريق ربنا إنك تكون فرحان وتكون في سلام وتكون مطمئن حتى لو كان الباب ضيق أعمى يقود أعمى . 7- أقدم أفكاري لك :- تأكد في كل خطوة من خطوات حياتك إنك تسلك بحسب إرادة الله جميل إني لا أثق في مشورة نفسي وأضع فكري أمام ربنا وأطلب منه هل هذه الفكرة من عندك أم لا ؟ جميل إني أقول لربنا العبارة التي نصليها في الأجبية " يارب لا تتركني ومشورة نفسي لأنك أنت تعلم الصالح لي أكثر مني "جميل الإنسان الذي يلتمس إرادة الله في حياته لا يُسلم نفسه أبداً لأي فكر غريب يقول لك " أعمى يقود أعمى كلاهما يسقطان في حفرة " كم مرة أحياناً يمشي الإنسان وراء مشورة نفسه ووقع في حفرة ؟ حفرة وراء حفرة وراء حفرة ربنا يريد أن يقول لك تعلَّم تعلَّم تعلَّم إنك تكون مطمئن تكون ممتلئ سلام لأنك عندما تمشي ويدك تمسك في يده بقوة أنت تضمن أن تعيش في الطريق السليم لأجل ذلك أحبائي كل من اتكل على مشورته وكل من اتكل على يده لا يُخزى ويقول لك { الرب فادي نفوس عبيده وكل من اتكل عليه لا يُعاقب } ( مز 34 : 22 )فادي نفوس عبيده حتى لو إنت تمشي في طريق خطر هو يفديك { الذي يفدي من الحفرة حياتك } ( مز 103 : 4 ) هو كان أمامه حفرة وهو أعمى ويمشي لوحده كان يجب أن يقع لكن لو أنا أمامي حفرة لكن مُمسِك في يده هو سينجيني من الحفرة هو الذي سينجيك من الحفرة إلتمس قيادة الله في حياتك تكون مطمئن ما الذي يجعل الإنسان يعيش مضطرب ما الذي يجعل الإنسان يعيش في قلق ما الذي يجعل الإنسان يعيش فاقد معنى حياته ؟ لأنه يعيش بلا هدف لأنه يعيش لا يتكل على ذراع إلهه غير واثق إنه يوجد قيادة لحياته تعطي له الأمن والأمان الكافي لأجل ذلك أحبائي يقول لك " أعمى يقود أعمى "أقول له لا يارب أنت الذي فتَّحت عيون العميان وأنت مصدر كل أبوة صالحة ومصدر كل عطية إلهية فائقة أنا واثق إني أنا ماشي معك واثق إنك إنت الذي تأمِّن رجلي من الزلل واثق إنك إنت اللي تأمِّن عقلي من أي فكرة غريبة واثق ومطمئن تماماً أنك أنت ستقودني في موكب نصرتك إنت اللي تدَّخلني معاك إلى المجد الأبدي ربنا يعطينا أحبائي حياة هادئة في اطمئنان كامل إننا في يده محمولين على ذراعه نسلك بحسب مشورته بحسب إنجيله نصرخ إليه في كل ضيقتنا أن يهدينا وأن يرشدنا وأن يمسك بخطواتنا فيحميها من أي زلل وينجينا من كل حفرة ومن كل فخ ومن كل سهم ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين. القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك الأسكندرية
المزيد
03 فبراير 2019

التكامل بين الخادم وإخوته الخدام

سبق وتكلمنا عن ضرورة وجود محبة روحانية بين الخدام ليكونوا سفراء لإله المحبة، ولكن بالتأكيد سيكون بين الخدام اهتمامات مختلفة وتباين في المواهب والطباع والشخصيات، ولكن في نضوج الحب تصبح هذه الاختلافات بمثابة أوتار القيثارة التي تعزف أجمل الألحان، فنردّد: "هوذا ما أحلى وما أحسن أن يسكن الإخوة معًا"... فهؤلاء هم الذين ألّفهم الروح مثل قيثارة. فليس علينا أن نقبل الفروق بيننا فحسب، بل أن تكون لنا سبب فرح وابتهاج، لأن الاختلاف تنوع، والتنوع ثراء. وندرك أن كلًّا منا خليقة فريدة خرجت من يد الله، سبق وأوجدها الله لتتمم أعماله، وليس أحد يشبه الآخر تمامًا، لذا أرسل السيد المسيح رسله للخدمة، اثنين اثنين أمام وجهه (لو10: 1)، يعمل الاثنان معًا في الرب الواحد، ويسرّا قلبه، ويصنعا مشيئته...فيجد كل منهما كمال حياته وخدمته ونجاحه وشهوة قلبه في كمال أخيه، لأننا جميعًا مشتركين في غنى عمل نعمة الله الفائقة، ولنا رب واحد وإيمان واحد ومعمودية واحدة. الخادم الحقيقي هو الذي يجد كماله في كمال كل إنسان، ويدرك أننا نسعى لهدف واحد. فكيف لا تفرح نفسه وتتهلّل عندما يجد زميله الخادم يسلك طريق الكمال، وكل ما يعمله ينجح فيه؟! الخادم الذي لا تتهلّل نفسه بنجاح زميله وكماله في حياته وخدمته، حتمًا هو خارج المسيح الذي يريد خلاص العالم كله ومجد كل نفس بشرية، ومخلصنا اشتهى أن يموت لنحيا نحن، فكيف لا نشتهي أن ننقص نحن ويزيد هو فينا كما في زملائنا الخدام. سر نجاح خدمة القديس يوحنا المعمدان هو إدراكه لحقيقة رسالته، أن يعد الطريق للعريس السماوي. إدراكنا لحقيقة رسالتنا يوجّه علاقتنا مع إخوتنا الخدام لنعمل جميعا بروح واحدة، إذ يدرك الخادم رسالته كصديق للعريس، ويفرح ويتهلّل بنجاح رسالته بطريق أو آخر، لا ينشغل بتصرفات زملائه، بل أن يزيد الرب في حياته كما في حياة من حوله، بقدر ما يختفي هو! على جبل التجلي اجتمع حول العريس أصدقاؤه من العهد القديم مُمثَّلين في موسى وإيليا، وأصدقاؤه من العهد الجديد مُمثَّلين في بطرس ويعقوب ويوحنا، وكأن الشيخ موسى قد تهلل إذ سلم مسيرة العروس من البرية لترى بالرجاء أورشليم العليا (سفر الرؤيا) على يد الشاب يوحنا. هذه هي علامة الكنيسة الحية، حين يفرح الشيوخ لنجاح الخدام الشبان الذين يحقّقون بروح الرب ما لم يقدروا هم على عمله! وهكذا يرى كل خادم إخوته الخدام على أنهم ليسو مجرد أشخاص بل أعضاء مكملين له... القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس – محرم بك - الأسكندرية
المزيد
06 يناير 2019

سر التجسد

1 - عيد الميلاد المجيد عيد سيدي كبير يسبقه برامون (إستعداد) اليوم السابق للعيد يكون صوماً للإستعداد لبركة العيد بصوم من الدرجة الأولي (إلي الغروب) وفي هذا العام عيد الميلاد يوافق 7 يناير (29 كيهك) وهو يوم الأثنين ويسبقه يوم الأحد، ولا يجوز فيه الصوم الإنقطاعي ويسبقه يوم السبت ولا يجوز فيه الصوم الإنقطاعي أيضاً لذلك يكون البرامون ثلاثة أيام السابق للعيد وهي: الجمعة والسبت والأحد" يصام فيها صوماً من الدرجة الأولي الجمعة للصوم الإنقطاعي والسبت والأحد بدون دسم إذ تتكرر في الثلاثة أيام القراءات والألحان كبرامون للعيد المجيد. 2 – يصلي برامون العيد وعشيته بالطقس السنوي مع مراعاة الإبصاليات والذكصولوجيات والألحان في مكانها ويسبق قداس البرامون يوم الجمعة صلاة مزامير السواعي كاملة من الساعة الثالثة إلي صلاة النوم ويضاف عليها في الأديرة صلاة الستار، وفي يومي السبت والأحد يسبق القداس الإلهي صلاة الساعة الثالثة والساعة السادسة فقط إذ ليس فيها صوماً إنقطاعياً. 3 – يصلي قداس عيد الميلاد المجيد بالطقس الفرايحي شاملاً عشية العيد وباكر العيد كرفع بخور باللحن الفرايحي. ويزف الحمل (القرابين) بلحن إبؤرو ويقدم الحمل بدون مزامير للتركيز علي المناسبة الجليلة فقط الخاصة بالعيد، والهيتنيات وتضاف "هيتينية" للقديس يوسف النجار والقديسة سالومي (بصلوات الشيخين المباركين يوسف النجار والقديسة سالومي....) ثم مرد الإبركسيس: (السلام لبيت لحم مدينة الأنبياء..) وبعد قراءة الإبركسيس يقال القطعة الرومي "إي بارثينوس" (اليوم البتول تلد الفائق الجوهر ....) ثم يقال "بي جين ميسي" (الميلاد البتولي والطلقات الروحانية....) ثم يقال برلكس الميلاد بلحنه المعروف "جيه نيثيليون" (ميلاداً عجيباً ومولوداً عظيماً....) ثم يقال لحن "أبينشويس" (يا ربنا يسوع المسيح الذي ولدته العذراء في بيت لحم اليهودية كالأصوات النبوية" الى آخره). ثم يصلي لحن آجيوس الفرايحي وأوشية الإنجيل، ويقال مرد المزمور: الليلويا الليلويا يسوع المسيح إبن الله ولدته العذراء في بيت لحم اليهودية كالأصوات النبوية الليلويا الليلويا، وأمّا مرد الإنجيل: "نجم أشرق في المشارق....) وبعد صلاة الصلح يقال الأسبسمس الآدم "أيها الحمل الحقيقي.....) وبعد مستحق وعادل الإسبسمس الواطس: "قدموا له هدايا....." ويستكمل القداس الإلهي إلي التوزيع حيث تُصلى ألحان التوزيع فرايحي والمدائح ... 4 – الفترة بين عيدي الميلاد والختان تكون الصلاة فيها باللحن الفرايحي كفترة متصلة لأن الرب المتجسد إختتن في اليوم الثامن من ولادته طاعة للشريعة المقدسة.. أما الفترة بين عيدي الختان والغطاس المجيدين، فهي غير متصلة لأن عماد السيد المسيح كان بعد 30 عاماً من ولادته المقدسة ولذلك تصلى باللحن السنوي العادي. «قد تركت بيتي، رفضت ميراثي، دفعت حبيبة نفسي (نفسى الحبيبة) ليد أعدائها» ( أر 7:12) هذه النبوة التى وردت فى سفر إرميا النبى الأصحاح الثاني عشر، شرحت عظمة سر التجسد الإلهى، ولنفهمها لابد أن ندرك أن المتحدث هنا هو الكلمة المتجسد، الذى نزل إلى أرضنا ليدفع حياته فى يد الأعداء ذبيحة لخلاصنا، إذ يقول : « قد تركت بيتى ....". لاحظ إذاً أن ذاك الذى هو فى «صورة الله» (فيلبى 2 : 6) جالس فى السموات، وانظر إلى بيته الذى يفوق السموات، الجالس فوق الشاروبيم، الساكن فى الأعالى ترك بيته وأتى إلينا على الأرض. ورفضت ميراثى: إذ أن ميراثه هو كل ما لله، لأنه هو الابن الوحيد الذى «جعله وارثاً لكل شىء» (عب 2:1) ..... رفض ميراثه من مجد لاهوته، لأنه أخفى مجد لاهوته داخل ناسوته، وحجب مجده داخل حجاب جسده، إنه أخفى لاهوته ليكمل لنا الفداء، رفض ميراثه.. فوجدناه يجوع ويعطش ويتعب ويبكى ويتألم بل ويموت، وهو الغير المائت الأزلى. وجدناه يرفض ميراثه ويأخذ شكل العبد، وليس شكل العبد فقط بل وطبيعه ووظيفة العبد، إذ ظهر في صورة نجار بسيط في أسرة فقيرة في بلد حقيرة، فقدم صورة العبد التى أرضت قلب الله عن كل جنس البشر. أ- رفض ميراثه وصار في شبه الناس: ولكنه يختلف عن أي إنسان آخر.. لأنه هو الإنسان الوحيد الذي بلا خطية. ب- لأنه هو الإنسان الوحيد الكامل ج- لأنه ليس إنسانًا كاملاً بلا خطية فقط، بل لأنه هو الله ذاته. إذ وُجد في الهيئة كإنسانٍ: التشبيه «كإنسانٍ» يعلن لنا إنه ليس مثل أي إنسان. إنه إنسان بالحقيقة، لكنه يختلف عن كل البشر: وضع نفسه وأطاع مشيئة الآب. أطاع حتى الموت: ودفع نفسه ليد أعدائها وهو البار القدوس الذي لم يفعل خطية، جاز في الموت لأنه حمل خطايانا وآثامنا. فلنبارك الذى وضع على ذاته نسب طبيعتنا الفاسدة، ودبر أن يأتى من نسب زناة ومحتقرين ليرحم ويرفع جنسنا، ويشفق على ضعفنا ويترأف على فسادنا فلا نشعر باغتراب، عن إله أحب أن يقترب ويشفى محبوبه الإنسان. ليس لنا إلا أن نبتهج ونفرح بتدبير التجسد المجيد الذى كشف لنا مقدار مكانتنا ودالتنا فى أحشاء رحمة إلهنا، فلنسبح ونمجد الذى ترك ميراثه ليرد لنا ميراثنا .... ونتضرع إليه قائلين (أحوجناك إلى الذى لنا، من أجل عظيم نفاقنا، فلا تحرمنا من الذى لك، من أجل جزيل رأفاتك). القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك الأسكندرية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل