المقالات

14 فبراير 2024

الاعتراف والتوبة

سر الاعتراف في الكنيسة هو سر التوبة، ومن غير توبة لا يكون الاعتراف اعترافًا والتوبة هي اقتناع قلبي كامل بأنك قد أخطأت التوبة هي أن تدين نفسك وتحكم عليها وما الاعتراف سوى إعلان لإدانتك لنفسك ليس الأمر إذن مجرد كلمة (أخطأت) وسَرْد الخطايا، إنما الاعتراف الحقيقي يبدأ داخل القلب بثورة من الإنسان ضد نفسه، واحتقار ذاتي لمسلكه والذي يدين نفسه يقبل أي عقوبة تحل عليه من الله ومن الناس، ويشعر انه يستحقها أما التذمر على العقوبة، فهو دليل على عدم التوبة والتوبة تشمل أيضًا معالجة نتائج الخطية بقدر الإمكان مع رد الظلم الذي يكون قد وقع على الآخرين لذلك قال زكا العشار في توبته "وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ، أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ" (إنجيل لوقا 19: 8)، فعلى الأقل بالنسبة إليك ترد نفس الشيء والتوبة بدون رد لا تكفى والتوبة تحتاج إلى اتضاع قلب والذي يصر على الاحتفاظ بكبريائه وكرامته، لا يستطيع أن يتوب والذي يدافع باستمرار عن نفسه، ويبرر تصرفاته وأقواله، هو إنسان غير تائب، تمنعه الكبرياء من التوبة والأب الكاهن من المفروض أن يقول للمعترف (الله يحاللك) حينما يرى أنه تائب لأن التحليل لا يجوز أن يقال لغير التائبين وان سمع الشخص عبارة (الله يحاللك) فإنما المقصود بها الخطايا التي تاب عنها هذا الشخص إن المعترف الموقن تمامًا أنه خاطئ، وضميره يبكته بشدة على خطيته، هذا يمكنه أن يغير مسلكه ويتوب أما الذي يبرر نفسه، فما أسهل أن يستمر في خطاياه، لأنه لا يشعر بثقلها ولا تتعبه من الداخل كيف يتوب إنسان عن شيء هو غير مقتنع أنه خطأ!! الخطوة الأولى إذن أن يقتنع الإنسان بخطيئته إذن فالاعتراف هو خطوة تالية، وليس نقطة البدء وشتان بين اعتراف حقيقي، وآخر عن غير اقتناع. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
07 فبراير 2024

كلمة "أخطأت" بين الحقيقة والزيف

كثيرًا ما تُقال كلمة (أخطأت) من قلب منسحق صادق، فتدل على التوبة، وتنال المغفرة من الله مثال ذلك الابن الضال، حينما قال لأبيه "أخطأت إلى السماء وقدامك، ولست مستحقا أن أدعى لك ابنًا" (لو 15: 18)، فنال المغفرة، وذبح له العجل المسمن ومن أمثلة ذلك أيضًا، قول داود في المزمور الخمسين "لك وحدك أخطأت، والشر قدامك صنعت". ونحن نكرر هذه العبارة في كل صلاة من صلوات اليوم السبع. على أن هناك مناسبات أخرى، قيلت فيها عبارة أخطأت، ولم تدل على توبة ولم يقبلها الله..! لقد كرر فرعون هذه العبارة بلون السياسة، أكثر من مرة خوفاً، لكي يرفع عنه الرب العقوبة وما أن ترتفع الضربة عنه، حتى يرجع إلى قسوة قلبه كما كان!! في ضربة البرد، دعا فرعون موسى وهارون وقال لهما "أخطأت هذه المرة الرب هو البار وأنا وشعبي الأشرار صليا إلى الرب وكفى حدوث رعود الله والبرد فأطلقكم" (خر 9: 37)، ولما رفعت الضربة رجع إلى قساوته وفى ضربة الجراد قال لهما "أخطأت إلى الرب إلهكما وإليكم والآن اصفحا عن خطيتي هذه المرة فقط وصليا إلى الرب إلهكما ليرفع عنى هذا الموت" (خر 10: 16) كثيرون كفرعون يقولون (أخطأت) ويرجعون كرجوعه بلعام، الذي تحدث الكتاب عن ضلالته، قال لملاك الرب: "أخطأت" (عد 22: 34) وعاد وخالف وشاول الملك قال لصموئيل (أخطأت)، وكررها مرتين، لا عن توبة، وإنما لكي يكرمه النبي أمام الشعب (1 صم 15: 24، 30) وهلك شاول ورفضه الرب وعخان ابن كرمي قال ليشوع "أخطأت إلى الرب" (يش 7: 20) وهلك عخان، مثلما هلك بلعام من قبل، ومثلما هلك شاول الملك من بعد، على الرغم من عبارة (أخطأت) شمعي بن جيرا أيضًا قال لداود عبارة "أخطأت" (2 صم 19: 20) ولعله قالها بنوع من الخوف ومن التملق، ولمتقبل منه، وهلك شمعي بن جيرا وماذا أقول؟ إن يهوذا الخائن نفسه قال (أخطأت) قالها في يأس لرؤساء الكهنة والشيوخ، بعد فوات الفرصة "أخطأت إذ أسلمت دما بريئا" (مت 27: 4) ثم مضى وخنق نفسه، وهلك يهوذا بعد قوله (أخطأت). قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
22 نوفمبر 2023

الصلاة

الصلاة هي فتح القلب لله، لكي يتحدث معه المؤمن حديثًا ممزوجًا بالحب وبالصراحة هي عَرْض النفس أمام الله الصلاة هي صِلة، صلة بين الإنسان والله فهي إذن ليست مجرد حديث، إنما قلب يتصل بقلب الصلاة هي شعور بالوجود في حضرة الله هي شركة مع الروح القدس، والتصاق بالله الصلاة هي طعام الملائكة والروحيين، بها يتغذون ويذوقون الرب " ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (مز 34: 8) الصلاة هي ارتواء نفس عطشانة إلى الله "اشتاقت نفسي إليك كما يشتاق الأيل إلى جداول المياه" (مز 42: 1)، "باسمك أرفع يدي فتشبع نفسي كما من شحم ودسم" (مز 63: 5) الصلاة هي تسليم الحياة لله ليديرها بنفسه "لتكن مشيئتك" الصلاة هي اعتراف بعدم كفاية جهدنا، وعدم كفاية ذكائنا، ولذلك نلتجئ إلى قوة أعلى منا ونجد فيها رعايتنا الصلاة هي إلغاء لاستقلالنا عن الله هي التقاء مع الله نصعد إليه، وينزل إلينا هي تحويل النفس إلى سماء والى عرش الله ليست الصلاة فَرْضًا ولا أمرًا ولا مجرد وصية ولا مجرد تقوى وعبادة إنها رغبة وشوق وإلا كانت ثقيلة نمارسها بِتَغَصُّب من أجل الطاعة!! الصلاة ليست مجرد طلب فقد يصلي الإنسان ولا يطلب شيئًا إنما يتأمل جمال الله وصفاته المحببة إلى النفس هكذا صلاة التسبيح والتمجيد أسمَى من الطلب لا يستطيع أن يتمتع بالصلاة كما ينبغي، مَنْ له طلب آخر غير الله وحده الصلاة هي موت كامل عن العالم، ونسيان كلي للذات، حيث لا يكون في الفكر سوى الله وحده الصلاة هي السلم الواصل بين السماء والأرض هي جسر نعبر به إلى السماويات، حيث لا عالَم هناك إنها مفتاح السماء إنها مجموعة من مشاعر، تتجسد في كلمات وقد توجد صلاة بلا كلام، بلا ألفاظ خفقة القلب صلاة ودمعة العين صلاة وإحساس النفس بوجود الله صلاة في ظل كل هذه المعاني، أتراك حقًا تصلي؟! قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
15 نوفمبر 2023

درجات في الإيمان

قد يوجد إنسان "ضعيف في الإيمان" (رو 14: 1) أو "قليل الإيمان" (مت 14: 31) وآخر يحتاج أن يكمل "نقص إيمانه" (1 تس 3: 13). وثالث "بطيء القلب في الإيمان" مثل تلميذيّ عمواس (لو 14: 25) وعلى عكس هذا، توجد درجات في الإيمان إنسان مؤمن،وآخر "غير حديث في الإيمان" (1 تي 3: 6)،وثالث "إيمانه ينمو" (2 تس 1: 3)، وأنه "يزداد في الإيمان" (2 كو 8: 7)،ورابع "ثابت على الإيمان" (كو 1: 23)،وخامس "راسخ في الإيمان"(1 بط 5: 9)،وسادس "الأغنياء في الإيمان" (يع 2: 5)،وأعلى من كل هذا سابع "مملوء من الإيمان" (أع 6: 5)،وقال الرب عن البعض "عظيم هو إيمانك" (مت 15: 38).ويوجد إيمان قوي "تتبعه الآيات" (مز 16: 17)، وإيمان "ينقل الجبال" (1 كو 13: 2)، وإيمان أكثر من هؤلاء يستطيع كل شيء مستطاع للمؤمن" (مز 9: 22).وأمام كل هذا، ما هو وضعك الإيماني؟هل أنت مؤمن حقًا؟ هل لك "الإيمان العامل بالمحبة" (غل 5: 6) ؟ وهل تنمو في الإيمان؟ أم قوى وعظيم هو إيمانك؟ أم أنت تحتاج إلى صلوات "لكي لا يفنى إيمانك" (لو 22: 32)أيها الأخوة " اختبروا أنفسكم: هل أنتم في الإيمان؟ امتحنوا أنفسكم؟ " (2 كو 13: 5) إن كلمة الإيمان تحمل ولا شك معاني عميقة. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
08 نوفمبر 2023

بعض تداريب الصمت

من الصعب لمن يحيا في وسط المجتمع أن يصمت صمتا مطلقا ولكنه يتدرب على الصمت بما يلي: 1- الإجابات المختصرة القصيرة: فما تكفى كلمة وجملة للإجابة عنه،لا داعي للتطويل فيه والإسهاب وكثرة الشرح. تكفى الجملة الواحدة . 2- عدم الكلام في كل موضوع: هناك موضوعات ليست من اختصاصاتك، فلا داعي للكلام فيها، وبخاصة ما يتعلق بأسرار غيرك كذلك لا داعي للكلام في أمور ليست من تخصصك، كبعض أمور علمية عميقة، وبعض أمور فنية وسياسية تفوق معرفتك. 3- البُعْد عن أخطاء اللسان: مثل الإدانة، والتهكم، وكلام العبث، والثرثرة، والجدل غير النافع، وكلام الغضب والإهانة.. إلخ. 4- عدم البدء بالكلام إلا للضرورة: إذا كلمك أحد جاوب باختصار. وإن لم يكلمك، اصمت، إلا إذا كان هناك أمر يلزمك بالكلام، بحيث إذا ظللت صامتًا تقع في خطأ معين. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
01 نوفمبر 2023

فرح حقيقي وفرح زائف

الفرح الحقيقي هو ثمرة من ثمار الروح القدس في القلب، إذ يقول الكتاب أما ثمر الروح فهو محبة، فرح، سلام (غل 5: 22) وهى فرح في الرب كما قال الرسول على أنه توجد أمثلة كثيرة للفرح الزائف: مثل فرح يونان النبي باليقطينة التي ظللت على رأسه، ومثل فرح سليمان بكل تعبه الذي تعبه تحت الشمس، بينما وجد أخيرًا أنه باطل وقبض الريح، ومثل قوله في ذلك "قلب الجهال في بيت الفرح". ومن أمثلة الفرح الزائف قول الابن الأكبر لأبيه "قط لم تعطني جديًا لأفرح مع أصدقائي" على أن هناك فرحًا آخر، هو خطيئة من أمثلة قول الحكيم "لا تفرح بسقوط عدوك" (أم 24: 17) وعنه قال الرسول أيضًا في حديثه عن المحبة بأنها " لا تفرح بالإثم" (1 كو 13) وقد وبخ السيد المسيح تلاميذه لما فرحوا بخضوع الشياطين لهم، وقال لهم "لا تفرحوا بهذا بل افرحوا بالحري أن أسمائكم قد كتبت في ملكوت الله"الفرح الحقيقي إذن هو الفرح المقدس بالرب وفرح الحياة الروحية وبكل الوسائط الروحية أيضًا يقول المرتل "فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب"، ويقول أيضًا "فرحت بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة" ويقول "باسمك أرفع يدي فتشبع نفسي كما من شحم ودسم" وهكذا يرى فرحه في كل ما يقرب إلى الرب والإنسان أيضًا يفرح بالتوبة لأنها صلح مع الله وفى هذا الفرح بالخلاص، تشترك السماء أيضًا لأن "السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين لا يحتاجون إلى توبة" الرجاء أيضًا مصدر للفرح (فرحين في الرجاء) رو 12بل إن التجارب نفسها تفرح المؤمن "احسبوه كل فرح يا أخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة" (يع 1) وأعظم فرح هو بلقاء الرب في الملكوت حينما يقول للمؤمن: "ادخل إلى فرح سيدك". قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
25 أكتوبر 2023

التلمذة

التلمذة تبدأ في حياة الإنسان، ولكنها لا تنتهي وهذه التلمذة تأخذ في حياة الإنسان ألوانًا متعددة، تتنوع بحسب مراحل العمر التي يجتازها فمرحلة الطفولة تمثل التلمذة التي تصدق كل شيء التلمذة التي تطلب التعليم، وتسأل وتريد أن تعرف وتقبل كل شيء بلا جدل، وتلتقط بالاقتداء أشياء كثيرة وفى المرحلة الابتدائية والإعدادية مرحلة أخرى من التلمذة التي تفهم وتستوعب وفي المرحلة الثانوية التلمذة التي تناقش وتجادل وتختزن المعلومات بعد فحصها أما في المرحلة الجامعية، فنوع آخر من التلمذة التي تشترك في البحث وتحضير المعلومات، وتعتمد بعض الشيء على نفسها وبعد المرحلة الجامعية، تبدأ مرحلة أخرى من التلمذة على الحياة، حينما يدخل الشخص في خضم الحياة العملية مرحلة لا تحدد فيها المناهج، ولا تحدد مواعيد للامتحان، إنما يمتحن الإنسان عمليا في أي وقت، في أي شيء بلا سابق تحضير ولا استعداد وانتم تحتاجون أن تستعدوا لاختبارات الحياة ويمكنكم التلمذة على خبرات غيركم، وكذلك التلمذة على الكبار، على المرشدين والآباء الروحيين وكذلك يمكنكم التلمذة على الكتب يحتاج الإنسان أن ينهل من كل منابع المعرفة، بشيء من الحكمة والحرص والفحص وغربلة المعلومات تحتاجون أن تتعلموا الحياة وتعرفوا كيفية التصرف، وكيفية التعامل مع الناس ومع الرؤساء، وكيفية الكلام متى يتكلم الشخص، وكيف يتكلم، ومتى يكون حازما، ومتى يتساهل، ومتى يدقق، ومتى يعاقب، ومتى يسامح بل إن مُحِب التلمذة، يتتلمذ على كل شيء يتعلم النشاط من النملة، ويتعلم الإيمان من العصافير التي لا تزرع ولا تحصد ولا تخزن وأبوكم السماوي يقوتها سعيد مَنْ يعيش تلميذًا طول عمره يتعلم أكثر مما يعلم غيره ويزداد كل يوم علمًا ومعرفة ويكون له التواضع الذي يقبل به التعليم من كل أحد ومن كل شيء. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
18 أكتوبر 2023

الإنسان العملي

هناك أشخاص يعيشون في الخيال، يسبحون في آمال من خيال، ويبنون قصورا من خيال، ويعيشون في أحلام اليقظة، ولا يصلون إلى شيء لأنهم غير عمليين ويعكس ذلك أناس عمليون، يعيشون في الواقع ويتصرفون بما يناسب الواقع الذي يعيش في آمال الخيال ليس عملي وماذا أيضًا والذي يبكى على الماضي، دون أن يعمل للحاضر ليس هو عمليًا، أن البكاء لا يفيده شيئًا والذي ينظر إلى المشكلة فينهار، دون أن يفكر في حلها ليس هو عملي. إن الانهيار لا ينقذه والذي يتصرف لمجرد التصرف دون أن يفكر في نتائج عمله، وفيما تحدثه من ردود فعل، ليس هو عمليًا والذي يعامل الناس بعقليته هو دون أن يضع في اعتباره عقليتهم، ونوع فهمهم ليس هو عمليًا وكذلك من يصدق كل من يمدحه، ويصادق كل من يبتسم في وجهه، ويظن أنه مادام قد اقتنع بالأمر، فلابد أن هذا الأمر صحيح، والكل يقتنعون به! ليس هو عمليًا والذي يظن أن من حقه أن ينتصر وان يُطاع لمجرد أنه فلان ليس هو عمليًا الإنسان العملي يعيش في الواقع، بكل ما في هذا الواقع من ظروف، وبكل ما فيه من معوقات ومن مشاكل لا يتجاهل منها شيئًا والإنسان العملي يعامل الناس كما هم، وليس كما ينبغي أن يكونوا. لا يفترض مثاليات خيالية للناس الذين يتعامل معهم، إنما يعرف أنهم بشر، كسائر البشر بكل ما في البشرية من ضعفات ونقائص الإنسان العملي لا يعالج مشاكله بالبكاء ولا بالندب ولا بالضجيج ولا بشكوى من هذا الزمان ومن يعيش فيه إنما يقابل مشاكله بالفكر الرصين والحكمة والحلول العملية، ويطلب من الرب أن يبارك عمله وينجحه الإنسان العملي لا يعيش بكلمة (لو) ولا يفكر طول عمره في الماضي، وإنما يأخذ من الماضي دروسا، ويعمل للحاضر وللمستقبل، بكل جهده. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
11 أكتوبر 2023

لغتك تظهرك

كلامك يدل عليك، يظهر شخصيتك، يكشف ما في داخلك "بكلامك تتبرر، وبكلامك تُدان" والكلام ليس بالشيء الهين بالإدانة يمكن أن تدان وبكلمة "أحمق" تستحق نار جهنم وبعض الكلام ينجس الإنسان كما قال الرب ويعقوب الرسول يقول عن اللسان أنه "نار" وأنه "يضرم من جهنم"وأخطاء اللسان كثيرة، جعلت القديسين يحبون الصمت منها التجديف، والكذب، والشتيمة، والتهكم، وكلام الهُزء، وكلام القسوة والغضب والمرارة والحقد، وكلام الكبرياء والفخر، وكلام التملق والرياء والنفاق، وشهادة الزور ومقاطعة الآخرين، والمناقشات الغبية، والثرثرة إلخ. وهناك أخطاء قاصرة على صاحبها، وأخرى معثرة للغير مثل ما يصبه الشخص في آذان غيره، من أحاديث تتلف نقاوة قلوبهم وأفكارهم، وتتلف إيمانهم وسلامة معلوماتهم، وتتلف علاقاتهم بالآخرين وتوقع بينهم، وتجعلهم يغيرون فكرتهم عن أصدقائهم وكم من ضحايا الكلام!! والكتاب ينصحنا بالبطء في الكلام، على الأقل لنفكرقال يعقوب الرسول "ليكن كل إنسان مسرعًا إلى الاستماع، مبطئًا في التكلم، مبطئًا في الغضب"إن الذي يسرع في كلامه ويندفع فيه، عرضة للخطأ وقد يندم ولكن بعد أن يتكلم ويسجل كلامه عليه ولا يستطيع أن يسترجعه ومع كل هذا هناك كلام مفيد، وكان السواح يأتون إلى آبائنا من أقاصي الأرض طالبين كلمة منفعة هناك كلمات الروح، وكلمات النعمة، الكلمات التي يضعها الله في أفواه الناس لكي يبلغوها لهم "لستم أنتم المتكلمين، بل روح أبيكم" الناطق في الأنبياء ولهذا يقول المرنم "افتح يا رب شفتيّ فينطق فمي بتسبيحك" فهل الله الذي يفتح شفتيك؟ ومن الكلام الطيب كلمة البركة، وكلمة التعزية، وكلمة التشجيع، وكلمة الحل، وكلمة الإرشاد، وكلمة التعليم، بل أيضًا كلمة التوبيخ إذا قيلت بمحبة والكلمة التي من الله لا ترجع فارغة، بل هي قوية وحية وفعالة، تخترق القلب، وتأتى بثمر، وتغير النفوس تكلم إذن حين يحسن الكلام، واعرف كيف تتكلم ومتى. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل