المقالات

27 مايو 2023

انجيل عشية يوم الأحد السادس من الخمسين المقدسة

تتضمن تبكيت الذين يتجاسرون على قراءة الكتـب الالهية . ويحرفون ألفاظها ويغيرون معانيها . وتوبيـخ الذين يتقدمون إلى الكهنوت وهم غير عارفين بأمور الشريعة . مرتبة على قوله تعالى : " اسمع يااسرائيل الرب إلهنا رب واحد ( مر ۱۲ : ٢۸-٣٤ ) إذا كان واجبا علينا من الطريقة الشرعية والآداب العقلية أن نحـب خالقنـا ورازقنا ومدبر حياتنا والمتحنن على جنسنا والباذل نفسه عنـا . مـن كـل قلوبنـا ونفوسنا وافكارنا وضمائرنا . وأن نحب القريب في الإيمان كما نحب أنفسـنا . فمـا بالنا نوجد في الأول مقصرين . وعن الثاني متغافلين . فإن قلت وهل يوجد بيننا الآن من لا يحب الله تعالى . قلـت إنكـم تحبونـه ولكن ليس كما ينبغي . اسمعوا قوله لليهود : " يا مراؤون حسنا تنبأ عنكم إشعياء قائلا . يقترب هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه وأما قلبه فمبتعد عنـى بعيـدا فإننا لو أحببناه كما أحبنا لبذلنا أيضا في العمل بوصاياه وفرائضه . ووقفنا دائما يديه بالقلوب الطاهرة والعقول الصافية والمحبة الكاملة وتقدمة القرابين المختارة وأمثال ذلك . وابتعدنا عن جميع النقائص والعيوب غير اللائقة بجلاله تعالى . فإذا كان الذين يقدمون له خروفا مريضا أو اعرجـا أو نـاقص الخلقـة أو اعوارا يرذلون عنده ويهانون إذ انهم لم يكرموه كما ينبغى . لأن المحبـة الخالصـة تقتضي الإهتمام بتقديم أشرف ما يوجد من المخلوقات لخالق البرايا . فما بالك أنـت تتقدم اليه بجسد مدنس بالخطايا ملطخ بالأوزار . ه وإذا كانت أحاديث القبائل وأخبار الملوك وأشعار البلغـاء . إذا قرئـت فـي المحافل تختار لقراءتها أصحاب الدراية الذين يفهمون أقوالهم ويتدربون في تـلاوة ألفاظهم . إجلالا للقائلين . واحتفالا بمكانة السامعين . فما بالنا نحن نســـــتهين بـأقوال ربنا ولا نحتفل بأوامره حتى يتقدم إلى قراءتها الأغبياء العاجزون ؟ وإذا كان الذين يغلطون في إنشاد قصائد الملوك ويحرفون الألفاظ يــهانون ويذمون من الحاضرين . فماذا أن يصيبك ايها المجترئ على كـــلام خـالقك المفسد معانی کتبه ؟ عسی فإن كنت تريد بقراءتك التقرب من الله والمديح من النــاس . فقـد انقلبـت خاسرا للأمرين جميعا . وفضلا على ذلك اكتسبت الذم والنقيصة والوصف بالجهالـة والرجوع بالخيبة . اسمع ياهذا قول القانون المقدس : وأمـا الذيـن يتقدمـون إلـى الكهنوت فينبغي أن يختبرهم كبير القسوس ومقدم الشمامسة . هل هم مـاهرون فى قراءة الكتب ولهم خبرة بسنن الكهنوت وعارفون بحقوق الكنيسة . فإذا ثبت عندهمـا أنهم مستحقون الكهنوت يقدمون حينئذ ويقبلون . ويقول أيضا في باب الكهنة : وكلهن يقر ويكفر يجب أن يمنع من القراءة . وإذ زاد فليخرج لئلا يسجس الناس . أو يـروه غير متأدب ولا واقف عند حده . ويقول أيضا ولا يصير أحد كاهنا وهو لا يعـرف كلام الكتب الالهية جيدا . وأيضا يقول : وكاهن لا يعرف الشـريعة ولا يعمـل بـها فيسقط من درجته . وإذا كان الله بقول الذين يقدمون الخروف الذي به عيب : إنكـم تغضبونـی وتهينون اسم قدسي . فماذا عساه يقول الذين يفسدون أقوال شريعته . ويحرفون كـلام كتبه ويتجاسرون عليه ولا يخجلون ؟ فسبيلنا أن نتأدب بما سمعناه . ونحترم أقوال ربنا . الذي له المجد إلى الأبـد . آمین . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
20 مايو 2023

تقرأ بعد انجيل عشية يوم الأحد الخامس من الخمسين

تتضمن تبكيت الذين يصنعون الأعـراس بـالطبول والزمور والأغاني فانهم يغضبون الله بهذا الصنيع . مرتبة على قوله تعالى : " الذى عنده وصايـاى ويحفظـهـا فـهـو الذى يحبني " ( يو ١٤ : ٢١-٢٦ ). إذا كان ربنا له المجد قد وعد الذين يحبونه ويحفظون وصاياه بأن يحبهم ويظـهر لهم ذاته ويأتى إليهم ويتخذ له منزلا عندهم . ونحـن نعلـم أن البـارئ الصـادق الوعـد القادر على الوفاء الجزيل العطاء . فما بالنا لا نحبه بكل اسـتطاعتنا . ونقـدم لـه ذواتنـا . ونبذل في طاعته نفوسنا . ونتشوق إلى رؤيته بعقولنـا وقلوبنـا وضمائرنـا وجميـع حواسنا كما ينبغي اسمع ياهذا قولا لكتاب : وخرج يعقوب هاربا من عيسـو أخيـا وسار إلى سوريا إلى لابان خاله . وكان للابان ابنتان تسمى الواحد ليئـة والأخـرى راحيل . ولما رأى يعقوب راحيل أحبها حبا شديدا واشتهى أن تكون زوجة له . ولمـا سمع لابان قال له أرع غنمي سبع سنين وأنا أزوجك بها . فبادر إلى قبول ذلك بأشـد رغبة وخدم الاغنام سبع سنين . وكانت عنده كايام قليلة لأجل محبته الفتاة . فإذا كـان هذا الصديق اختار أن يتعبد عدة سنين شوقا إلى رؤية الجارية . التي من شـأنها أن تموت وتتلاشي هي وحسنها وتسقط زهرة جمالها . وكابد لأجلها التعـب والخـوف والسهر وحر الصيف وبرد الشتاء ومخاطر اللصوص . فما بالك لا تشتاق إلى رؤيـة باريك ومبدعك . الذي انعم عليك بأنواع الخيرات وأصناف المسرات والسعادة التـى لا تزول ؟ ولم يكلفك أن تحتمل المشقات عدة سنين كما احتمـل يعقـوب . بـل أن تتمسك بوصاياه وتتبعه في كل تصرفاتك . وإذا كان لابان الكافر بالله العابد الأوثان . لما أكملت ايام خدمة يعقوب له لـم يرد أن يزف ابنته إليه بالطبول والابواق والملاهي وأمثال ذلك . مـع وجـود هـذه الاشياء وكثرة الإشتغال بها في زمانهم . بل أنه جمع العشيرة وصنـع لـهم طعامـا وزفها إليه بحضرتهم . فما بالك أنت أيها السامع الكلمات الالهية . المثقف بالشـرائع المسيحية . المأمور بترك الملاهي العالمية . تستبيح أن تزف ابنتك إلى الختن بمحفـل من الشياطين . وكيف لا تخجل من حالتك حين تدخل إلى منزلك السفهاء واصحـاب الخلاعة والمجون بينما إخوة المسيح يتضورون جوعا ويتحرقون عطشا ؟ وما بالك تستهل صرف الأموال وبذل الجهود وتهون عليك التكاليف في إعـداد مثـل هـذه الولائم السمجة ؟ ولا تفعل ذلك في الاحتفال بالضعفاء والمساكين . بل لو جاءك احـد اخوتك عاريا أو جائعا أو ملهوفا أو مريضا . وطلب منك شيئا يســرا مـن هـذه النفقات الكثيرة لرددته خائبا كئيبا . وقابلته بوجه عابس وكلام غليظ قائلا : إنكم قـد اتخذتم التسول عادة وغلب عليكم الطمع في أموال الناس . وإذا كان الفضلاء يحجبون أولادهم عن سماع الاقوال السفيهة والاحــــاديث السمجة . والحضور في مجالس الهزل والخلاعة خوفا من فساد عفافهم وأدبهم . فمـا بالك أنت تستحسن أن تسمع ابنتك وجوهرتك وعروس المسيح الاقـوال الخبيثـة وألفاظ الخلاعة وسوء الأدب التي تحرك بلابل الضمير وهواجس الأفكار الرديـة ؟ وكيف لا تخاف افتتان الختن بسماع تلك الالفاظ الوقحة وشغفه بمنـاظر اللعـب المصنوعة لاستهواء ذوى الصيانة والعفاف ؟ وكيف لا تفكر أن بعض الراقصـات والمغنيات قد تشغفه بتثنى أعطافها وتخدعه بعذوبة كلامها فتخمد نار شـوقه إلـى القرينة الطاهرة . وتشتعل نحو تلك الفاسدة ؟ وحينئذ تنتشب بينـه وبيـن قرينتـه المخاصمات والفتن . وتنتزع من بينهما المحبة والإلفة فيعيشان عيشة مر شـــريرة . فإن قلت إليس إن هذه الأعمال صارت عادة وسنة تجرى عليها جميـع النـاس ولا سبيل إلى إبطالها ؟ قلت حينئذ لا يتوجه اللوم إلى الزاني والسارق والقـاتل وعـابد الاصنام وأمثالهم . لانهم يقولون كيف يمكن أن نترك عوائدنا المألوفة . وإذا كان رجوع هؤلاء عن عوائدهم الردية ممكنا . فأسهل منه وأكثر إمكانـا رجوعك عن عادات تنال بتركها القرب من الله والمديح من الناس . وحلول البركـات الكثيرة وتوفير النفقات الجزيلة . وتجعلك بإتخاذها غاضبا شريرا . بعيدا عن رحمـة الله قريبا من الابالسة . فسبيلنا أن نهرب من العوائد الرديـة . ونجعـل أفراحنـا أدبيـة واعيادنـا ومواسمنا روحية . لننجو من الاشراك الشيطانية . ونفوز بسعادة النعيم الابدية . بنعمـة وتحنن ربنا الذي له المجد إلى الابد . آمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
13 مايو 2023

تقرأ بعد انجيل عشية يوم الأحد الرابع من الخمسين

تتضمن الحث على طهارة النفس قبل التقدم إلـى الاسرار الالهية . مرتبة على قولـه تعـالي بفصــل الانجيل : " كما أرسلني الأب الحـي وأنـا حـى بالاب فمن يأكلني فهو يحيا بى" ( يو ٦ : ٥٧-٦٩ ). يجب أن نهرب ايها الأحباء من محبة المال والشراهة وطلب الإكثـار مـن حطام الدنيا . لأن المريض بهذا الداء يشتهى أن تمطر السماء ذهباً وتثمـر الأرض سبائك . وتنبع العيون فضة . وتستحيل الجبال معادن . ويبغض الأغنياء حسداً علـى مالهم . ويكره الفقراء خوفاً من الجود عليهم . وينكر الأهل والأقـارب لئلا يثقلـوا عليه . وبذلك يستعد لعقوبة عظيمة من الله . فإن يهوذا الذي كان تلميذا ورسولا للسيد المسيح وكان مشاهداً عجائبه ومعجزاته . لما أصيب بمحبة المال سلب منه هذا الـداء صحته . فصار عديم العقل مظلم البصيرة . وحشى الطباع . ردئ السريرة . عارياً من الايمان . غارقا في بحار الغدر والخيانة . بائعا سـيـده بـأبخس ثمـن . مخلـدا مع الشياطين في الدركات الجهنمية . أما تلك الأمرأة الصحيحة العزم فانها لما اسـتهانت بمالها استحقت أن تمس قدمى يسوع الطاهرتين وتبلهما بدموعها وتمسحها بشـعرها فنالت مغفرة خطاياها الكثيرة . وإذ قد عرفنا الآن سبب سقوط يهوذا وإنتشال هذه الخاطئة . فلنجتـهـد فـى إجتناب محبة المال والهروب من كل رذيلة . وأن لا نتقدم إلى جسد سيدنا كما تقـدم يهوذا الخائن ونحن متمسكون بحب الفضة . مظهرون الورع . مضمـرون الخبـث والحسد . فنكون بذلك مذنبين إليه ونأخذ أعظم دينونة . إن الذين يريدون شرب الدواء لإزالة أمراضهم يأمرهم الاطباء أولا بالحمية والإمتناع عن تناول الأطعمة الرديئة . ويكلفونهم استعمال المنضجـات والأغذيـة اللطيفة ويحددون لهم أوقات الغذاء وأوقات الرياضة . لكي تنقطع الأخلاط اللزجـة وتتلطف الفضلات الكثيفة وتتفتح المجاري المقفولة . وبعـد ذلـك يصرحـون لـهم استعمال الدواء . لعلهم أن الدواء إذا استعمل على خلاف مقتضـــاه يـشـوش نـظـام الطبيعة ويثير الأخلاط الساكنة ويعرض البدن لحدوث أمراض أخرى . كذلك الذيـن يريدون زرع اراضيهم فانهم يتقدمون أولا بحرثها وإصلاحها وتنقيتها من الأشـواك والحجارة . وبعد ذلك يلقون بذارهم فيها وهم مطمئنون . كذلك الذين ينتظرون زيـارة الملوك لهم فإنهم يتقدمون أولا بتنظيف الاوساخ وإخـراج الزبالـة . ثـم يفرشـون الابسطة والطنافس ويصففون أواني الأشربة . ويزخرفــون المجـالس بقـدر مـا يستطيعون وإلا فيعتريهم الخجل والهوان . فإذا كان الذين يريدون شرب الدواء ، والذيـن يبـذرون الـزرع . والذيـن يضيفون الملوك يتقدمون بهذا الاحتياط والاهتمام . وكل فريق منهم يخشى أن يكـون قد قصر في عمل الواجب عليه . فما بالنا نحن نتقدم لتناول الجسد الإلهي من غـير أن نطهر ذواتنا وننقى قلوبنا من الآثام . ونتزين بالصفات الكاملة اللائقة بإقتبالنا هـذا السر العظيم ؟ وكيف لا نذوب وجلا وخجلا إذا تقدمنا إلى المسيح وتعرضنا لتنـاول جسده الطاهر ونحن ملطخون بأقذار الخطايا ؟ أسمع ايها الحبيب ما يقوله بولـــس إن من يأكل من هذا الخبز ويشرب من هذا الكأس وهو غير مسـتحق لذلـك فـهو مذنب إلى جسد ربنا ودمه الكريم وإنما يأكل دينونة لنفسه إذا لم يميز جسـد الـرب ولذلك تكثر فيكم الأمراض والعلل والذين يموتون بغتة فليمتحــن الانسـان نفسـه ويصلحها وحينئذ يأكل من هذا الخبز ويشرب من هذا الكأس والقانون المقـدس يقول : إذا تكاملت الصلوات كلها فليقل القسيس أو أحد الشمامسة . من كـان طـاهراً فليدن من الأسرار الطاهرة ومن كان غير طاهر فلا يدن منها لئـلا يـحـترق بنـار اللاهوت ومن كانت له عثرة مع أخيه أو كان فيه فكر زنـى أو كـان سـكيراً أو غاصباً أو غير ذلك من أهل المعاصي فلا يدن منها . ويقول الروح القـدس علـى لسان النبي للخاطئ : " قال الله لماذا أنت تخبر بعدلى وتأخذ عهدي بفمك . وأنت قـد أبغضت التأديب وألقيت كلامي خلفك . إذا رأيت سارقا تجرى معـه ومـع الفاسـق جعلت نصيبك وفمك يكثر من الشر ولسانك يخترع غشاً وإذا جلست تتكلم على أخيك . يقال إن أحد القديسين مكث سائحاً في الجبال والبراري والمغاير أكثر مـن أربعين سنة حتى أظهر الله له الخفايا وأنست به الوحوش الضارية وخدمته السـباع الهائلة . وبعد ذلك اشتاق إلى تناول الأسرار الطاهرة . فوقف أمام الله وصلى ليــأذن له في الذهاب إلى بعض الديورة ليتناول الجسد المقدس . فأتاه صوت مـن السـماء قائلا اختبر ذاتك . فإن وجدتها كعمود النور الصافي الذي لا دنس فيه فاذهب وتناول القربان المقدس . فما بالنا نحن نتسابق إلى تناول جسـد الـرب ودمـه كالأطفـال ونتزاحم كالوحوش ونتدافع كالمجانين . ينبغي لنا أن ننتبه من غفلتنا . ونتقـدم بقلـب نقى وغيمان وثيق إلى جسد ربنا كما قال الرسول : ويجب أن تكون قلوبنا مرشـومة نقية من الهواجس الردية وأجسادنا مغسولة بالمياه الصافية متمسـين بـالاعتراف برجائنا غير حائدین يا للعجب من أن أحدنا إذا عزم على مخاطبة الملك فإنه يجتمع أولا ببعـض رجال دولته ليهتبر أخلاق الملك وعاداته . ليهذب أخلاقه طبقاً لذلك . وإذا لـه فـي الدخول يسير برهبة ويقف خائفاً مرتعداً . وإذا أشار عليه أحد رجاله بـأن لا يقـدم على الملك لأجل قذارة ثيابه أو لأجل ما يبلغ الملك عنه من رداءة سيرته فانه يشكر ذلك المشير لأنه حذره ونصح له قبل وقوع المكروه به لأنه لو دخل الملـك وهـو غير أهل لذلك لخرج مطروداً مهاناً . وأنت أيها العزيز يقول لك الكاهن الـذي هـو أحد رجال دولة المسيح : لا تتقدم اليه لئلا تحترق بنار اللاهوت لأنـه بلغنـى أنـك فاسق أو سارف أو سكير أو غير ذلك فتغضب من كلامه ولا تلتفت إلى نصيحتـه . فكيف تغضب من كلام النصوح المحب لك المشفق عليك ؟ اسمع قول الله لموسـى النبي في القرابين المأخوذة من شحم الحيوان : إن كل نفس تتقدم إلى المذبـح وهـى غير طاهرة تهلك تلك النفس من شعبها " . وإذا كان الطبيب يمنع المريـض مـن تناول الدواء بدون استعداد إشفاقا عليه ، والكاهن من تناول الاسرار بدون استحقاق إشفاقاً على من يريد أن يتناولها وخوفاً من حلول العقوبة به . فكيف يغضب الجـهلاء من الذين ينصحونهم ويعرضون أنفسهم للبلاء العظيم . فإن كنت ياهذا جاهلا قيمـة جسد سيدك فاسمع يوحنا مخاطباً الكهنة حيث يقول : أي يد تتجاسر على الدنو مـن هذه الذبيحة ؟ وأي نظر يستطيع أن ينظر عظم شرفها ؟ وكيف لا يجب أن تكـون أبهى من الشمس وأرفع من السماء . بعيدة من كل نقيصة ولهذا تكون عقوبتكم غـير صغيرة لأنكم لم توزعوا هذه الذبيحة بحرص شديد لأنك إذا عرفت عن إنسان أنـه ردئ السيرة وسمحت له بتناولها فدمه يطلب منك . ولو كان رئيساً أو حاكما أو قـائد جيش أو صاحب تاج أو أرفع شأنا من ذلك لأنك قد أعطيت السلطان على التصرف في هذه المائدة . وإذ كان سلطانها مسلماً إليك هكذا فلماذا لا تكون وكيلا أمينا ؟ فسبيلنا أن نطهر سرائرنا وننقى ضمائرنا قبل التقدم إلى الجسد الطاهر لكـى نفوز بملكوت ربنا الذي له المجد إلى الأبد . آمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
06 مايو 2023

انجيل عشية يوم الأحد الثالث من الخمسين

تتضمن الحث على طلب العلـوم وتفتيـش الكتـب وتبكيت السحرة والمنجمين والذين يمتبون الحـروز . مرتبة على قوله تعالى : " إن كنت أشهد لنفسى ( یو ۸ : ۱۲-۲۰ ) . إذا كان سيدنا له المجد قد بكت الذين أهملوا البحث في الكتب بقوله لهم : " فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حيوة أبدية . وهي التـى تشـهد لى " وقوله : " لأن موسى كتب عنى . وامثال ذلك . فماذا عساه يبكت المؤمنيـن ؟ ومعنى ذلك هو أنكم لو قرأتم كتب الشريعة قراءة المتفهمين لها . لعلمتم أننـي أنـا المنتظر . لا غيرى . ولأغنتكم شهادة الأقوال الإلهية عن سواها . لمطابقة المكتـوب قديما على الواقع . فما بالنا نحن الآن نعرض عن البحث والتفتيش . حتى صرنا عند المخـالفين لنا في الأيمان أضحوكة وخزيا . ويصدق علينا قول الكتاب : " هلـك شـعبي لعـدم المعرفة - وإذا كنا إلى الآن نوجد هكذا جهلاء من شدة الكسل . فينبغي لنا أن نبدأ لكـم من الشريعة القديمة بالأسهل والأقرب . وما يصلح للأطفال لا للكاملين . حتى يمكنكـم بهذه الواسطة أن ترتقوا إلى فهم المعاني الخفية والنبوات الرمزية . وكما أن الفلاح إذا نظر إلى قوة الأرض . فأنه يبذر الحبوب بكـثرة . هكـذا نحن إذا رأيناكم إلى فهم ذلك تسارعون . ولإحرازه ترغبون . أما الآن فاسمعوا قـول الله تعالى في أول التعاليم الالهية : " أنا الرب الهك لا يكن لك ألهة أخرى أمامي لا تنطق باسم الرب الهك باطلا . لأن الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلا أكـرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الـرب إلـهك . لا تقتـل . لا تزن . لا تسرق . لا تشهد على قريبك شهادة زور . لا تشته بيت قريبك . ولا أمراتـه ولا عبده ولا أمته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئا مما لقريبك"" لا تلعن رئيسا في شعبك . لا تؤخر ملء بيدرك وقطر معصرتـك . وأبكـار بنيك تعطيني . كذلك تفعل ببقرك وغنمك . سبعة أيام يكون مع أمه وفي اليوم الثـامن تعطيني أياه . وإذا صادفت ثور عدوك أو حماره شاردا ترده إليه . إذا رأيت حمـار مبغضك واقعا تحت حمله .. فلابد أن تحل معه " لا تأخذ رشوة في القضاء . لأن الرشوة تعمى المبصريـــن وتعـوج كـلام الابرار . وإن وجدت ضالة لا تعرف مالكها فضمها إلى منزلك لتكون عندك إلـى أن يطلبها صاحبها . لأنه لا يحل لك أن تتغافل عن الضال ومن أخطأ في فعـل واحدة من مناهى الله . أو فعل ما لا يحل يقدم عن خطيته قريابا . وإن خان أحـد صاحبه في وديعة أو أمانة ، أو غصبه شيئا . أو أخذ ماله ظلما وحلف كاذبـا علـى شئ فليرد كل واحدة من هذه ويزيد عليه خمسة ويعطيه إلى صاحبه . ويقرب قربانـا عن خطيته لا تكشف امراة في وقت حيضها . ولا تتنجس بزوجة صاحبك . ولا تضـاجع الذكور . ولا يتدنس أحد من الرجال والنساء بشئ من البهائم. لا تلتقط ماسقط مـن حصاد أرضك . ولا من ثمار كرمك . بل ترك ذلك للمسكين والغريب لا تؤخر أجرة الأجير عندك للغد . ولا تشتم الاصم . وقدام الأعمى لا تجعـل معثرة . لا تتفاءلوا ولا تقصروا شعوركم . ولا تفسدوا لحالكم ولا تخدشوا وجوهكـم وابدانكم على أمواتكم . وكتابة وشم لا ترسموا علي أعضائكم ولا تظلموا الغريــب الساكن بينكم لا تسمعوا للمنجمين والعرافين والمشعبذين . لأني أنا الله ربكـم ولا تفعلوا غشا في الحكم . ولا في القياس ولا في الوزن . ولا في الكيل . بل تكون لكـم موازين واقساط عادلة الزاني والزانية يقتلان معا " . وكذلك من يتنجس ببهيمـة يقتـل الانسـان والبهيمة رجما . ومن جامع حائضا فليقتل مع المرأة . والمشعوذ والعـراف يقتـلان رجما بالحجارة ويكون دمهما على عنقهما " ولا يوجد فيكم عراف ولا سـاحر ولا متفائل . ولا من يرقى رقية ولا من يسـأل جانـا أو تابعـه . ولا مـن يستشيرا الموتى. ومن وجد هكذا فليخرج من الجماعة . واما الذي يسألهم ويخالطهم . أو يدخلهم إلى بيته أو يدخل هو إلى بيوتـهم . أو يأكل من طعامهم ويشرب من شرابهم . فأن كان كاهنا فليقطع ويمنع من مخالطـة المؤمنين وإن كان غير كاهن فليخرج خارج الجماعة إلى ان يرجع ويتـوب عـن ردی عمله. إن كان لرجل ابن عاص مارد لا يطيع أوامر أبيه وأمـه فليخرجـاه إلـى المشائخ . ويقولا لرجال تلك المدينة : أن ابننا هذا عاص متمرد علينا يلعب ويســـــــر ولا يطيع أوامرنا . فيرجمه جميع أهل المدينة بالحجارة حتى يمــوت . واعزلـوا جميع الاشرار من بينكم . ولا تلبس المرأة ثياب الرجل . ولا الرجل ثيـاب المـرأة . فـإن هذه الأفعال مرذولة عند الرب إلهك . أعمل درابزين لسطحك لئلا يقع أحد منه فيموت ويكون قتيلا في منزلك إياك أن ترابي أخاك . لا بربا الورق . ولا ربا الطعـام . ولا ربـا جميـع الأمـور . ليباركك الرب إلهك في جميع أعمالك . وإن نذرت للرب نذرا فلا تؤخر وفاءه ، فـإن الرب إلهك يطلبه منك ويكون عليك إثم . احفظ ما يخرج من شفتيك . واعط ما تكلـم به فمك لتجازي بالحسنى . إن كان لك دين على صاحبك . فلا تدخل إلى بيته لتأخذ منه رهنا . بل تقيــم خارجا . وإن كان فقيرا فإياك أن تنام في رهنه . بل رد اليه الثـــوب عنـد غـروب الشمس لينام فيه . لتجد رحمة امام الرب ألهك لا تحـف علـى الضعيـف فـي القضاء . ولا تسترهن ثوب الأرملة وكونوا قديسين لأنى أنا قدوس وإذ قد علمنا أن هذه الأقوال الأولى القريبة المأخذ والسـهلة العمـل متعذرة على الاكثرين منا . فكيف والحالة هـذه تكـون شـريعة الكمـال الموافقـة والمطابقة لعقول الفضلاء ؟ فسبيلنا إيها الأحباء أن نتيقظ من غفلتنا . ونتفهم معـــانى كلام ربنا . لنأخذ أكاليل الغلبة . ونحظى بسعادة ملكوت مخلصنا يسوع المسيح . الـذي له المجد والوقار إلى ابد الآبدين آمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
29 أبريل 2023

انجيل عشية يوم الأحد الثاني من الخمسين

تتضمن الحث على سماع التعاليم الإلهيـة . مرتبـة على فصل انجيل مشى السيد علـى البحـر وقولـه لتلاميذه : " انا هو لا تخافوا " ( يو ٦ : ١٦-٢٣ ). يجب علينا ايها الأحباء أن نتمسك بالايمان الوثيق والأعمال الفاضلة وننتبـه من سنتنا . ونسارع إلى طاعة إلهنا . لنقدر على تسكين رياح المحن وتلاطم أمـواج المعاندين . لاننا اذا تركنا الاهتمام بالأشياء الحاضرة واللذات الزمنية . ووقفنا امـام ربنا كل حين فإنه حينئذ يجود علينا بالممالك السمائية والكنوز الأبدية . ويسمح بالخلود في النعيم . وكما أن الأباء الجسدانيين إذا أحدق بهم الأولاد من كـل جـانب وتركوا لعبهم وانعطفوا إلى طاعتهم بكل قلوبهم . يقبل عليـهم الأبـاء أتـم قبـول ويمنحونهم الأموال والهدايا والعطايا الجزيلة . هكذا يكون الأباء الروحيون . وكذلـك أكون أيضاً اليوم إذا رأيتكم مجتمعين اجتماعاً روحياً . مسرعين إلى سماع التعــــاليم الألهية بمحبة ونشاط . محافظين على العمل به مسرورين . معرضين عن الاهتمـام بالأمور الجسمانية . متهافتين للجلوس على المائدة الروحانية . فأنى اسر أن امنحكـم التعاليم المنقذة للنفوس وكما أن الفلاح إذا نظر إلـى جـودة الأرض ونقاهـا مـن الأشواك والأوساخ والحشائش الردية يروم إن يزرع الحبوب بكثرة . هكـذا يـكـون حالي أنا الأن فأني إذا رايت أراضي نفوسكم قد تنقت من الاهتمام بالسكر والبـذخ وطيشان الأذهان وهيمان الأفكار الشريرة وتكون عقولكم ناظرة إلى السماء وممتـدة نحو الباقيات ومستولية على قهر الطبيعة الجسمية . فأني اسارع إلى وضع البـذاربكثرة . حيث لا اشواك تخنقه . ولا طيور تلقطه . ولا عابر طريق يقلعه . أين هذا ايها الأحباء إذ كنا لا نسمع كلام الله ولا نعمل به ؟ الا نعلم كما أن الإيمان بدون عمـلى لا يجدي نفعا . كذلك سماع كلمة الله بدون فهمها والعمل بها لا يفيدنا شيئا فالذي يسـمع ولا يعمل يشبه ذلك الجاهل الذي بنى بيته على الرمل . لهذا أتضرع اليكم ايها الأحباء . ان يكون سماعكم للأقوال الألهيـة كسـمع الفاهمين لها والباحثين عن معانيها المسارعين إلى العمل بأوامرها . الحذريـن مـن مخالفتها . الخائفين من العقاب عن اهمالها . لنشابهوا الذي حفـر الأسـاس وأجـاد . ووضع الحجر على الصخرة مقدما النظر نحو ملاقاة الرياح ومصادمـة الأمواج وإلا يكون سماعكم كسمع المهملين الذين يضيعون أتعابهم باطلا . حيث يتعبون فـى جمع الحجارة وأبتياع الآلات وصرف نفقات الفعلة والبنائين ثم يضعـون الأسـاس على الرمل أسمعوا ربنا له المجد حيث يقول : " من يسمع أقوالي ويعمل بها أشـــبه برجل عاقل بنى بيته على الصخر فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبـت الريـاح ووضعت على ذلك البيت فلم يسقط . لأنه كان مؤسسا على الصخرة " مت٢٤:٧-٢٥ وقال ايضـا " وكل من يسمع أقوالي هذا ولا يعمل بها يشبه برجل جاهل بنى بيته علـى الرمـل . فنزل المطر وجاءت النهار وهبت الرياح وصدمت ذلك البيت فسقط وكان سـقوطه عظیما مت٢٦:٧-٢٧ فسبيلنا إذن أن نقلع عن التلاهي بـــــــالزائلات وأعمالـها النجسـة كالـهزء والضحك وسماع الاصوات الخبيثة وما شبه ذلك . ولنتمسك بأعمال المحبة والرحمـة والرأفة والاتضاع والصدقة على المحتاجين والأفراج عـن المتضـايقين وأفتقـاد المسجونين.والأنشغال بالأمور العقلية المثمرة لهذا . كالصلوات والقـراءات وغـير ذلك . ونقف قدام ربنا بوجوه مشرقة وأعمال مضيئة . فنأخذ أكليـل الظفـر ونفـوز بنعمة ربنا والهنا يسوع المسيح الذي له المجد إلى الأبد أمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
22 أبريل 2023

انجيل عشية يوم الأحد الأول من الخمسين

تتضمن الحث على الاعراض عن العالميات وتذكـر القيامة والمجازاة . مرتبة على قوله تعـالى بفصـل الانجيل : " ولما جاءوا السفينتين إلى البر تركـوا كـل شئ وتبعوه " ( لو ه : ۱-۱۱ ). إذا كان الذين سمعوه أقوال ربنا زمناً يســراً تركـوا كـل شـئ وتبعـوه متزرعين بسلاح الشجاعة . ومسرعين إلى السماع بـــــــالقبول وقـد ظـهرت أثـار تصديقهم وثمرات إيمانهم فأنهم القوا انفسهم في البحار الزاخرة . وصـادموا أهـوال تلاطيم الأمواج وعواصف الرياح . ومشوا على المياه الكائنة في الأعماق . وقـاوموا الملوك وقهروا الفلاسفة . وجذبوا سلاطين العالم إلى العمل بمرادهم فما بالنا نحـن الذين نسمعه يخاطبنا دائماً . تارة بذاته وتارة برسله . وتارة بأنبيائه . وتـارة بعظـات التابعين له . ونحن مع ذلك لا نتيقظ من غفلتنا ونسارع إلى ما فيه خلاصنا وحتـى م لا نبتعد عن الميل إلى التنعم والسكر وحب الغني والاهتمام بأجسامنا الباليـة . إذا لا ينبغي لنا أن نقر معترفين بالدخول تحت نير المسيح ونوجد مخالفين له . لأنـه قـد أشترط على مطيعيه أن يكفروا بذواتهم ويهملوا شهوات نفوسهم ويتبعـوه حـاملين صلبانهم ومعلوم أنه حيث يكون الكفر بالنفس فلا لذة توجد هناك ولا سـكر ولا غنى وغير ذلك من المحبوبات العالمية . وحيث يوجد الميل مع الشـهوات واللـذات الدنياوية فهناك توجد المناقضة لشروط المسيح . وإذ نقصنا شروط ربنـا خالفناهـا بأعمالنا الأثيمة . فكيف نوجد بهجين مسرورين ؟ وهل نكون فـى حالتنـا تلـك إلا بمنزلة الأطفال الذين يخالفون آباءهم ويفعلون ما يشتهون ؟ وهم مع ذلـك غـافلون ذاهلون عن عقوباتهم الواقعة بهم وشيكاً . وإلا فكيف يحسن بالعقلاء الإلتــذاذ بنيـل الشهوات الخسيسة مع الخلود في عذاب الجحيم . وكيف اننا لا نصور فـى عقولنـا دائماً إنقراض آجالنـا ؟ وانقطـاع حياتنـا بسـرعة . وفسـاد أجسـامنا . وتفـرق أوصالنا ورهيب مجلس القضاء . وجلوس الديان للمحاكمة . واجتماع الأمم . ودوام سعادة المطيعين . وطول شقاوة العاصين . فنتيقظ من ثق نومنا ونفعل مراد ربنا . فإن قلت ياهذا اني فعلت جرائم كثيرة ولا اعلم كيف اتخلص منها ؟ قلت : أنـا أرشدك إلى مسالك الخلاص . وهو أن تستحضر خطاياك في ذهنـك وتعدهـا فـى فكرك . ثم تهرب من قبحها وتبتعد عن سماجتها وتقرع باب رحمة المسيح بالبكـاء والندم والصوم والصلاة والعفة والطهارة والرحمة والمحبة وأمثال هذه . ثـم تذكـر واحدة واحدة من خطاياك أمام الكاهن وتسارع إلى فعل اضدادهـا . فتقـابل الزنـا بالعفة . والدعارة بالطهارة . والكبرياء بالتواضع . والطمع بالقناعة . والغضب بـالحلم . والحسد بالمحبة وهلم جرا . ثم تضبط الشهوات وتبتعد عن الزوجة وقتاً محدداً البكاء والصلوة والصوم . وإن كنت اقتنيت مالا بطريق الظلم فتصدق بقدره اضعافـاً من حاصل قناياك . وإن كنت اتبعت الشهوات الأخرى . ولبسـت الثيـاب الفـاخرة . ونوعت ألوان المآكل وسكرت من الخمر ونظرت إلى النساء بعين الفسق فاسـتعمل الأصوام والصلوات والتقشف في المآكل . والتزهد عن رفيع اللباس . وغض الطـوف و عن النظر إلى النساء دائماً . وإن كنت قد اسأت إلى غيرك فاصفح عـن المسيئين اليك وبارك لاعنيك . إياك وأن تهمل شيئاً من ذلك لأن حالات النفوس المهملة مـن التقويم والادب كحالات الاجسام وأعراضها . فكمـا ان الانسـان إذا اهمـل أمـور جسمة . وأستعمل الإكثار من الطعام طيباً ورديئاً . ثم أعرض عن استعمال الأدويـة النافعة والمسهلات اللازمة . تولدت العفونة واحترقت الاخلاط داخله . وتفاقمت الامراض عليه . وعزت المداواة وآل حاله إلى الهلاك . كذلك حال النفوس فإنـها إذا لم تقوم بالتعليم والادب . وتتريض بالطهارة والعفة . تغرق بسر عة في بحار الذنـوب وتتلوث بأوساخ المساوئ " وتكثر من الخطايا المميتة كــالمرأة الصدئـة التـي لا يمكن للصاقل صقلها فإذا علمنا مما تقدم أن الأدب نافع لنا وعائد بالخير علينـا . فـلا نضجـر والحالة هذه من تأديب ربنا . لأنه كما أن الأب الشفوق يؤدب ولده المحبـوب عنـده لخيره وفائدته . محبة منه وشفقة عليه كذلك الآب السماوى فإنه يؤدبنا لكـى نرجـع إليه . وندخل في طاعته ليترأءف علينا ويرحمنا ويهبنا سعادة الملكوت والنعيم بنعمـة ربنا يسوع المسيح الذي له المجد والوقار . إلى الأبد آمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
01 أبريل 2023

انجيل عشية يوم الاحد السادس من الصوم الكبير

تتضمن توبيخ الذين يعرضون عن مسالك الفضيلـة . مرتبة على قوله تعالى بفصل الانجيل : " اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق . فـإنى أقول لكم إن كثيرين سيطلبون أن يدخلوا ولا يقدرون "( لو ۱۳ : ٢٢ - ٣٥ ). عن سيدنا له المجد كان يطوف المدن والقرى ويدخل المجـامع والمحـافل ليعلم الجاهلين ويوقظ الغافلين ويرشد الضالين ويجذب السائرين في هوى نفوسـهم . فما بالك أنت لا تجتهد في تعليم ولدك ولا تعتنى بمصـالح أخيـك ولا تبـالغ فـى إصلاح سيرتك كما ينبغي . ويا للعجب من كوننا نسمعه دائما يقول : " اجتهدوا أن تدخلوا مـن البـاب الضيق فإني أقول لكم إن كثيرين سيطلبون أن يدخلـوا ولا يقدرون " ونحـن لا نزدجر ولا نرتدع . بل نفعل ضد ذلك ونجتهد دائما في الإبتعاد عنه بكل قوتنـا . وإلا فلماذا توجد الآن بعد سماع هذه الأقوال الإلهية مسارعا إلى اللهو . محبا للملـذات متهافتا على نيل الشهوات . مواصلا لنقائص كثيرة . اسمع ياهذا قوله تعالى : " ادخلوا من الباب الضيق . لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك . وكثيرون هم الذين يدخلون منه . ما أضيـق البـاب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحيوة وقليلون هم الذين يجدونـه . فالارديـاء والجهال وناقصوا الرأي والمائلون إلى الشهوات إذا سمعوا قوله : " ادخلوا من الباب الضيق " يستصعبون ذلك ويتكرهون منه . ويقولون لنقص عقولـهم : كيـف نـهجر ذواتنا.ونبتعد من مسراتنا . ونقضى أعمارنا بالأحزان . وأجالنا بالأتعــاب . ونتكبـد مشقات الصوم . ونحتمل مضض العبادة . وأموراً أخرى كثيرة يطول شرحها ؟ وكأنهم بلسان حالهم يقولون : كيف لا نأخذ من الحاضرات حظنا . ونتلذذ في الحياة بما أمكن من نعيمها ؟ لأنه من من الموتى قام من قبره بعد الموت وأخبرنـا أن الناس يقومون وان البشر يحاسبون ؟ . فقل لهذا المؤمن : يا جاهل إن كنت لا تصدق قول سيدك ولا رأيـت بـأن أحداً من الأموات قام . فاعتبر على الأقل بما تضمنته الأخبار المقدسة فـى العـهد القديم من أظهار الجميل للزاهدين حال حياتهم . وحلـول الغضـب الالـهى علـى العاصين حين حصولهم على ملذاتهم . وبهذا الأمر الواقع المصدق بـه مـن الكـل يمكنك أن تحكم على صحة هذا الإعتقاد المعتبر . أعنى بعد قيامة الموتى . لأنـه إن كان الله في هذا العالم يجازي بعضاً على أعمالهم سواء كانت صالحة أو طالحـة . فبالضرورة يلزمنا أن نتيقن بأنه أعد لهم مجازاة عامة تتــم بإقامـة الجميـع مـن الأموات والحكم على كل واحد بحسب أعماله . فانظر الآن أيها المرتاب إلى كيفيـة قبوله الزاهدين وشديد عقابه للمتنعمين . وتأمل كيف يظهر جميل للطـائعين الذيـن دخلوا من الباب الضيق في حال حياتهم وتبصر كيف أصعد أخنوخ وإيليا إلـى السماء أحياء وخلص نوحاً من الهلاك العظيـم . وأنقـذ لوطـاً مـن مدينـة الفاسقين وحفظ ابراهيم من الهلاك في البـلاد الغريبـة . وبـارك اسحق . وحرص دانيال من الاسود . وأطفأ عن الفتية الثلاثة لهيب الاتون و اما الأدلة على هلاك الأثمة العاصين السائرين بهوى نفوسهم الداخلين من الباب الواسع . فإنه أهلك قوماً منهم بالطوفان وآخرين بالوحوش الضارية وغيرهم بالصواعق المهلكة وبالحريق والغرق . اما سمعت قول الكتاب : إن الشـعب جلس للأكل والشرب ثم قاموا للعب . فسقط منهم ثلاثة آلاف . وللزنـى فسـقط منهم في يوم واحد ثلاثة وعشرون الفا وقوله ايضاً : " أمثل هذا يكـون صومـا أختاره " . وأمثال ذلك . ارايت كيف يذم العيشة البذخة ؟ وكيف يبكت المائلين إليها ويعدهم بعقوبـة هذا عظم مقدارها ؟ وهل رأيت عاقبة الضاحكين وسوء منقلب المسرورين وشـقاوة الداخلين من الباب الواسع . وكيف أنهم لم ينتفعوا بلذيذ المأكل ولا برفيع الملابـس . ولا بسمو المناصب ولا باللهو والسكر والغني . ولا بأمثال هذه . وأما من جهة تأكيد قيامة الأموات والحضور في مجالس القضـاء وعظـم سعادة الطائعين وطول شقاوة العاصين . فاسمع قوله على لسان النبـي : " لذلـك لا تقوم الاشرار في الدين ولا الخطاة في جماعة الأبرار . لأن الـرب يعلـم طـريـق الأشرار فتهلك "وقوله أيضاً : " يا رب من ينزل من مسكنك . من يســكـن فـى جبل قدسك" . يجيب الروح القدس قائلاً "السالك بالكمال والعامل الحق والمتكلـم بالصدق في قلبه . الذي لا يشى بلسانه ولا يصنع شراً بصاحبه ولا يحمـل تعبـيراً على قريبه .. فضته لا يعطيها بالربا ولا يأخذ الرشوة على البرئ . الذي يصنع هـذا لا يتزعزع إلى الدهر ". وقوله ايضاً : " اقوالكم اشتدت على قال الـرب . وقلتـم ماذا قلنا عليك . قلتم عبادة الله باطلة وما المنفعة من أننا حفظنا شعائره واننا ســـلكنا بالحزن قدام رب الجنود . والآن نحن مطوبون المستكبرين ! فالذين يعملـون الخطية يحزنون الله دائماً ويوبخون بهذه الكلمات ". واسمع قوله ايضاً : " كلـم متقـو الرب كل واحد قريبه والرب أصغى وسمع وكتب أمامه سفر تذكـره للذيـن اتقـوا الرب وللمفكرين في اسمه ويكونون لي قال رب الجنود في اليوم الذي أنـا صـانع خاصة وأشفق عليهم كما يشفق الانسان على ابنه الذي يخدمه فتعـودون وتمـيزون بين الصديق والشرير . بين من يعبد الله ومن لا يعبده " . وقوله ايضاً : " هوذا يـأتى المتقد كالتنور وكلا المستكبرين وكل فاعلى الشر يكونون قشاً ويحرقهم اليوم الآتى قال رب الجنود فلا يبقى لهم أصلا ولا فرعا " ' " ولكم ايها المتقون اسمى تشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها فتخرجـون " وتنشأون كعجور الصيرة وتدوسون الاشرار لانهم يكونون رمادا تحـت بطـون أقدامكم يوم أفعل هذا قال رب الجنود . أسمعت ياهذا كيف دخل العريس مع الابرار إلى نعيمــه الـذي لا يـزول وأغلق الباب ؟ ارايت قوله لأولئك الخائبين . الحق أقول لكم لا أعرفكـم مـن أيـن أنتم ؟ ارايت عاقبة المتلذذين والمتنعمين والمعرضين عن مسالك الفضيلة ؟ أعـاينت كيف لم يلتفت إلى اعترافهم ولا إلى تعليمه لهم . ولا جلوسه في اسواقهم . حيث لـم يطيعوه كما ينبغى . أرايت كيف كان وقوفهم خارجا خائبين باكين . صـارخين إلـى الملك متلهفين يندبون وينوحون لعظم مصابهم . ويتنهدون ويحزنون لشدة عقاب وما لزم وجوههم من الخزى وعلا هاماتهم من العار . أرايت كيف يجمع الطــائعين له من المشارق والمغارب ومن الشمال والجنوب . ويقبل بهم إلى حضـن ابراهيـم . ويمسح الدموع من اعينهم . ويزيل الثقل عن مناكبـهم . ويكللهم بأكـاليل المجـد ويجلسهم على الكراسي متهللين . فسبيلنا أيها الأخوة أن نحافظ على الدخول من الباب الضيق . ونبتعـد عـن السلوك في الطريق الرحب . لنجد السبيل إلى المسالك القبيحة والنعم التي لا تـزول . بنعمة ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح . الذي له المجد إلى الأبد . آمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
25 مارس 2023

انجيل عشية يوم الأحد الخامس من الصوم الكبير

تتضمن الحث على الصلـوات والعنايـة بخـلاص النفوس . مرتبة على فصل انجيل قاضي الظلم . ( لو ۱۸ : ۱-۸ ). إن سيدنا له المجد لأجل رأفته به وشفقته علينا . يحثنا على ما فيه خلاصنـا . فيطلب منا أن نصلي دائما . وان نطلب نعمته طلبا متواتـرا . لتكـون رحمتـه لنـا واحسانه علينا بطريق الإستحقاق . ويضرب لنا على ذلك الأمثال بقـاضي الظلم والملتمس الخبز من صديقه بإلحاح " وغير ذلك . وينهض عزمنـا ويضـرم نـار شوقنا . ويبكت نفوسنا المتراخية في حقيقة الطلب . ويقول إذا كـان هـذا القـاضي الظالم الزمني الأخذ بالوجوه المرتشي في الأحكام . البعيد عن الخوف من الله وعـن الحياء من الناس . لما أضجرته تلك المرأة الخالية عن الحقوق الموجبة الانتقام مـن خصمها بالالحاح وتكرار الطلب . قام لها هذا الالحاح مقام الرجال والمال . وكـانت كأنها أجبرت حاكم الأرض على الإنتقام لها من غريمها . فكيـف لا يعطينـا ملـك الملوك ورب الأرباب الحاكم على جميع البرايا كل مطلوباتنا . إذا كنا نطلب منه دائما باجتهاد ؟ وإذا كان لنا جسد مائت . ونفس خالدة . ودار تزول . وأخرى تــــــدوم فكيف تهتم بالمائت والزائل . ونترك الخالد والدائم ؟ إذا مرض خادم لأحدنا فأننا نهتم بدعوة الطبيب وعندمـا يحضـر ويـأمر بالأدوية التي يراها لشفائه ويرتب له الأشربة والأغذية والمضجع والـهواء . فإننـا جميعا ننتبه إلى وصايا الطبيب كلها . ونحرص على إعطاء المريض الأدويـة فـي أوقاتها . ونوكل به من يتولى المحافظة عليه باهتمام إلى ان يبرأ . فإذا كان هذا مبلغ اهتمامنا بالعبيد والخدم لأنهم يخدمون أجسادنا المائتة . فما بالنا نرى النفس الخالدة تتألم بأشد أنواع الأمراض ولا نهتم بمداواتها ؟ فإن قلت هل النفس تمرض ؟ أقول نعم ويعلوها الصدأ والسـواد والظلمـة . وإن قلت ما هي أمراضها ؟ أجبتك : أنها تمرض : تارة بحب الغنى . وتارة بالانهماك في التنعم . وتارة بالفسق والخلاعة . وتارة بالسكر والإسراف . وتارة بالظلم . وتـارة بالغضب . وتارة بالحسد . فإن قلت ومن هو طبيبها ؟ أجبتك : ليس لها طبيب واحد بـلى كثيرون . وهم ليسوا ممن يطلبون أجرة ولا يقبلون هدية . ولا يكلفون شراء الأدويـة . بل يعالجون مجانا . فإن طلبت معرفة هؤلاء الأطباء فهم : متـى ومرقـس ولوقـا ويوحنا . وبطرس وبولس ويعقوب وبقية الرسل والأنبياء . وأعلم ياهذا أن أقولها تثقل عليك أولا لانهم يأمرونك بما لا يوافـق هـوى نفسك . كما يثقل على المريض بالجسد قول الأطباء الذين يأمرونـه بإجتنـاب أكـل اللحوم والفواكه وتقليل الغذاء والإقتصار على أكل البقول . كذلـك أولئـك الامنـاء أطباء النفوس فإنهم يأمرونك بإجتناب اللذات الجسدية ومقاومـة هـوى الطبيعـة . فيقولون لك : لا تزن . لا تسرق . لا تنظر نظر المشتهى . لا تحسـد . لا تبغـض . لا تسكر . لا تذم أخاك . لا تظلم . ثم استعمل لمداواة نفسك الغاليـة الصـوم والصـلاة والصدقة والزهد في العالميات وغير ذلك . فإنك تنفر اولا من هذه النصائح . ولكنـك إذا استعملتها وسرت بموجبها فستحمد العاقبة كما يحمدها المريـض عنـد شـفاء مرضه الجسدى . ويشكر فضل الطبيب وإذا كنت إلى الآن مهملا معالجـة نفسـك فمتى تعتنى بها ؟ أبعد خروجها من الجسد ؟ كلا . فإن ذلك الوقت وقـت الندامـة لا وقت المداواة . وكما أن مداواة مرض الأجسام إنما تكون ما دامت الـروح فيـها . وكـذا الملاحون فإنهم يعتنون بسياسة السفينة وهي مشحونة بحمولتها جاريــة فـي لجـة البحر . .. ويراعون سلامة الآلات والقلوع وحفظ الأمتعة المشحونة فيـها وينهضون الرجال للعمل ويميزون هبوب الرياح ويحذرون التطوح وملاقاة الصخور . وأمـا إذا غرقت السفينة فإنهم لا يعملون شيئا من ذلك . كذلك النفس فانه ينبغي الاهتمام بـمداواة أمراضنا مادامت في هذا العالم . وأما بعد مفارقتها له فلا حيلة تنتفع بها هناك . فسبيلنا أن نعتنى دائما بمداواة أمراض نفوسنا . ونـــــترك الإهتمـام بزينـة أجسادنا لنجد رحمة أمام ربنا وإلهنا . الذي له المجد إلى الأبد . آمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
11 مارس 2023

انجيل عشية يوم الاحد الثالث من الصوم الكبير

تتضمن الحث على العناية بتطهير النفوس . مرتب على قول الكتبة والفريسيين للسيد المسـيـح بفصـل الانجيل : " لماذا يتعدى تلاميذك تقليـد الشـيوخ . فانهم لا يغسلون أيديهم حينمـا يـأكلون الخبز " ( مت ١٥ : ۱-۲۰ ) يجب علينا أن نترك الاهتمام أجسادنا ونبتعد عـن الامـور التـي تنجـس نفوسنا . نرى الآن جماعة من المؤمنين يتنـاظرون عنـد الذهـاب إلـى الكنيسـة ويتفاخرون بلبس الثياب الفاخرة . والتضمخ بالطيوب والاعطار . ويغفلون عن زينـة النفوس الناطقة . فإن قلت الا يجوز الإهتمام بتنظيف الاجساد ؟ أجبتك نعـم . ولكـن ليس بالماء وحده . بل إن أردت أن تغسل فمك نقياً . فيجب أن تصونه عـن الـهزل والسفاهة والنميمة والكذب والشتيمة والتجديف والحلف . وتزينه بتــــلاوة المزامـير والتسابيح وقراءة الكتب الروحية والصدق والإرشاد : وإلا فما بالك تحتمل الاتعـاب باطلا إذا تجتهد في تنقية الفم واللسان بالمياه وهما متدنسان بأقذار الخبائث ، وهكـذا أقول في تطهير اليدين والرجلين وظاهر البدن كله ، فينبغي أن تبعدها عن نجاسـات السرقة والخيانة والنجاسة والظلم والخطف وان تغسلها بمسـاه الصدقـات وإعانـة الضعفاء والتفريج عن المتضايقين . وأمثال هذه من الاعمال الصالحة التي يرضــى بها الرب . إن اللسان للنفس بمنزلة الفرس للراكب . فكما أن الفرس إذا اهتم به الراكـب وضبطه باللجام ونبهه بالمهماز وعلمه أن ينقل خطواته بنظام . ويمشى مشية مرتبة .أمن به من القلق والعثار وخطر السقوط . كذلك اللسان أيضا إذا ضبطـه الإنسـان وقيده عن الكلام الذي لا يليق . وعلمه أن يلهج بالتسابيح والاقوال الصالحـة . فإنـه يكون أهلا لحلول الروح القدس في القلب . اسمع كلام سيدنا له المجد : " بكلامك تتبرر وبكلامك تـدان . ويعقـوب الرسول يقول : " هكذا اللسان أيضاً هو صغير ويفتخر متعظماً . هوذا نار قليلـة أي وقود تحرق . فاللسان نار . عالم الإثم . هكذا جعل في أعضائنا اللسان الـذي يدنـس الجسم كله ويضرم دائرة الكون ويضرم من جهنم . لان كل طبع للوحوش والطيـور والزحافات والبحريات يذلل وقد تذلل للطبع البشرى . وأما اللسان فلا يستطيع من الناس أن يذلله . هو شر لا يضبط مملؤ سماً مميتا . به نبارك الله الآب وبه نلعـن الناس الذين قد تكونوا على شبه الله وإذا كان الذين يستعدون لملاقاة الملك يزينون أجسادهم وأعمالهم جميعـاً . فكيف لا نستعد نحن لملاقاة ملك الملوك ؟ . وكيف يجوز أن نهمل العنايـة بـالنفس الناطقة ونهتم بالاباطيل . فإن قلت وما هي زينة النفس ؟ أجبتك من قول سـيدنا لـه المجد : إنها الرحمة والمحبة واللين والاناة والتواضع والبساطة والاعـراض عـن أضداد هذه الامور . فسبيلنا أن نجتهد في تطهير نفوسنا الباقية . لا أجسـادنا الباليـة . لنسـتحق المديح من سيدنا القادر على خلاص نفوسنا . له المجد إلى الابد . آمين . القديس يوحنا ذهبى الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل