المقالات

24 ديسمبر 2023

تعظم نفسى الرب

اليوم هو الاحد الثالث من كيهك، وشهور كيهك كلها تتكلم عن الحادث العظيم الذي تم للبشريه وهو كيف افتقد الله الإنسانيه بتجسده المبارك، وكيف أتخذ من طبيعتنا صوره يخفي فيها لآهوته، وكان هذا الاتحاد بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير حتي يمكن أن يخلصنا. حادث في منتهي القوه، حتي تجدوا أن السماء كانت ترسل دائماً سواء ملائكه أو عمل روح ربنا، مثل إليصابات ويوحنا المعمدان حين يخرج ويكرز للعالم يكرز بقوه الروح القدس. شخصيه العذراء هي شخصيه فريده جداً أنه لم يكن أبداً إختيار عشوائي، كانت تحمل قوه وعمق، ولكن الشئ الآخر والعمق الآخر هو خدمتها، تخيلوا الملاك ينزل ويبشرها أنها هي التي ستحمل ابن الله الكلمه المتجسد ويبشرها أنها ستكون هي محور التجسد لآنها ستحمل الآهوت في أحشائها وستدعي أم الله، كان يجب أن تحتجب وتخدمها الملائكه كما تخدم العرش الإلهي، وكان يجب أن تشعر أنها صارت مكرمه وعاليه، ليس من باب تكريمها الشخصي فقط ولكن من باب أنها تحمل الآهوت، ولكن ما أن سمعت أن إليصابات نسيبتها العجوز حبلت حتي عبرت الجبال وسارت مسافه كبيره جداً وهي فتاه صغيره حتي تخدم هذه المرأه العجوز، هذا القلب المملؤء حب وخدمه لا يبالي أبداً إلا بالحب الذي يقدمه لا يهتم بصوره الكلام ولا الناس ماذا ستقول، وهذا ما جعل العذراء ترجع بعد ثلاثه شهور لان علامات الحمل ظهرت، لكن قلبها كان مملؤء خدمه وأحبت كل من كان حولها، حتي أنها تعبت لآجلهم. وجود العذراء في حياتنا وجود حقيقي وحينما نكلمها نكلمها بشخصيتها، لابد أن ندرك أن القديسين يتفاعلوا معنا بشخصيتهم، بصورتها التي تخدم الكل التي تتعب لاجل إليصابات هي هي التي نكلمها قلبها الحنون جداً وصلواتها التي تقدمها لآجلنا بنفس طريقه الخدمه. في إنجيل اليوم يقول أمتلآت إليصابات من الروح القدس ما أن سمعت صوت العذراء، لم تمتلئ إليصابات إلا في وجود العذراء، وهذا شئ مهم تزداد قناعتنا لفكره الشفاعه، إن وجود العذراء عمل هذا الحلول الآهوتي، كانت تحمل المسيح في أحشائها لذلك هي كانت سماء وعرش، " ما أن سمعت صوت سلامك في أذني حني ارتكض الجنين بإبتهاج في بطني، هذا معناه إن العذراء وجودها لشخصي له قوه وعمق، ولا تظنوا أن العذراء حينما صعدت للسماء لم تعد موجوده معنا لكن بالعكس، صارت لها قوه أعظم لانها تخلت عن قيود الجسد وارتفعت من الارضيات وصارت في قوه أعظم لذلك نحن نتشفع بها،:" هوذا منذ الآن جميع الآجيال تطوبني"، فمن لا يؤمن بتطويب القديسين وشفاعتهم لا يتمم كلمات الكتاب المقدس، وحينما ارتكض الجنين اللفظ الذي استخدمه مارلوقا معناها رقص، فرح شديد لدرجه أنه رقص، ومارلوقا أخذ هذه الاحداث من العذراء نفسها، والذي عرفنا ذلك الايقونه التي رسمها للعذراء، وقال في مقدمه إنجيله " إذا تتبعت من البدء من كانوا معينين وخدام للكلمه" . انفتحت أعين إليصابات وقالت كيف تاتي إلي أم ربي وهذا إعلان لآهوتي مبكر، لم تكن إليصابات مستنتجه الفكره ولكن اعلن لها، ببساطه الملاك كلم العذراء ولم ينتشر الخبر نهائي حتي يوسف النجار ظهر له الملاك واخبره، لكن كان روح الله يريد ان تكون إليصابات أول من يعلن عن لآهوت المسيح، فتقول :"أم ربي"، وكأنها تعلن أنها تحمل الذي سيعلن عن المسيح في اليهوديه، فحينما تتقابل أم يوحنا المعمدان لابد أن تقدم نفس الصوره، فمن احشاء إليصابات سيعلن أن هذا هو حمل الله الذي سيحمل خطايا العالم كله" فتعلن إليصابات أن الذي في أحشاء العذراء هو الرب المتجسد ثم وكأنها أمام عرش سماوي بلحن يتم فيه مرابعه، إليصابات كانت تقدم المجد للمسيح المتجسد في أحشاء العذراء، فترد عليها العذراء بتسبحه تكشف لنا أنها تعلمت الناموس وحفظت النبوات ، كل كلمه في تسبحه العذراء لها أصول في النبوات، ولكنها قالت جمله مهمه:" تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي" قليل جداً حينما نجد أحد يتكلم عن النفس والروح، إلي هذا الحد كانت هذه الفتاه تحمل نضجاً وعمقاً وفكراً أيضاً، هي تدرك تماماً أن هناك فرق بين النفس والروح، النفس هي الكيان الحيوي للماده، الحيوان به نفس ولكن ليس فيه روح، الانسان فقط هو الكيان المادي الوحيد الذي يحمل روح، والروح الانسانيه تسكن كل كيان الجسد وتتحد بالنفس أيضاً فتكون كل أعمال الجسد مروحنه وكلك كل أعمال النفس، بمعني أن النفس المتحده بالروح الانسانيه مختلفه عن النفس الحيوانيه. النفس الحيوانيه إمكانياتها محدوده وهي تعطي فقط للحيوان عمله الحيوي وبعض الملامح في بعض الحيوانات تأخذ صوره معنويه مثل الشمبانزي الذي عندهم بعض الذكاء، ولكن مهما وصلت لا تصل أبداً للنفس الانسانيه لانها متحده بالروح الانسانيه، الروح الانسانيه عملها هي الاتحاد بالله، لذلك هي لاتشبع إلا بالله، مثلما قال القديس اغسطنينوس:" لقد خلقتنا متجهين إليك يا الله لذلك ستظل نفوسنا قلقه حتي تجد راحتها فيك، ولكن انظروا الدقه قالت:" تعظم نفسي الرب" وهذا معناه العقل والمشاعر، التعظيم يأتي برؤيه، " وتبتهج روحي بالله مخلصي" الفرح الروحاني هو فرح غير مدرك أحياناً، يكون فوق العقل ميتافزيقيا. الاتحاد الذي تم في أحشائها اعطي روح العذراء إمكانيات أعلي من البشر، فصارت روح العذراء تنفتح علي الكيان الإلهي فيقول أحد الاباء:" أن صوره الرب تزداد بهاءً فينا فحينما نخطئ تبهت الصوره وحينما نقترب تتضح الصوره". " لانه نظر إلي اتضاع أمته" اختارها لانها متضعه " هوذا منذ الآن جميع الاجيال تطوبني" وكان هذا التطويب تدركه تماماً أنه ليس لاجل شخصها ولكن لاجل الابن المتجسد فيها. العذراء كانت تحمل قوه روحيه كبيره كما أنها تحمل داله أيضاً كبيره، وبينما نحن ننظر إلي سر التجسد أنه سر خاص بالبشريه ولكننا كلما نمجد الرب لانه تجسد ننحني إحتراماً وتقديراً للعذراء لانها حملت في أحشائها المسيح واحتملت هذا الالم الكبير سواء علي مستوي مواجهه مجتمع أو أن ابنها يصلب أمامها علي الصليب. لذلك العذراء لها شفاعه كبيره ووجودها كان له عمق سواء بوجودها الشخصي مع المسيح أو سواء فيما بعد أمام العرش الالهي في الصلاه، ونحن أيضاً حينما نري هذا العمل العظيم في التجسد وحينما نسأل نفوسنا إذا كانت العذراء قبلت أن تحمل باتضاع الابن جنيناً. ولكن من منا يسعي كي يحمل المسيح في داخله أيضاً، وأن كان المسيح في تجسده من العذراء قد أخذ طبيعتنا أيضاً، ولكن حينما نحمله نحن في داخلنا يأخذ هو طبيعتنا، يتحد بنا، فالحرص علي وجود المسيح في داخلنا يجب أن يكون حرص الوجود " نكون أو لا نكون"، فحينما يكون المسيح فينا فنوجد بالحقيقه، وحينما لا نكون المسيح فينا تكون حياتنا عدم.لآلهنا كل مجد وكرامه إلي الآبد أمين القمص أنجيلوس جرجس كاهن كنيسة أبي سرجة مصر القديمة
المزيد
28 أغسطس 2022

استعدادات النهاية..

بسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد أمين الإنجيل في نهاية شهر مسري يتكلم عن نهاية الأيام، وتنظر الكنيسة إلي نهاية التقويم إنه مؤشر أيضاً لنهاية الأزمنة.وذكر ربنا يسوع المسيح بعض الملامح حتي نُدرك أن النهاية قريبة.وكل الذين يعرفون كلام الرب ويفحصونه جيداً يدركوا أننا اقتربنا جداً من النهاية، ومن نهاية كل شئ، ومن نهاية هذا الكون كله.والتغير الذي قال عنه مار بطرس أن عناصر الطبيعة تحترق، وتكون أرضاً جديدة وسماء جديدة، ونفس الحالة قالها سفر الرؤيا، وحتي النظريات العلمية تذكر أن الكون لا يمكن أن يظل للأبد، وسيتم احتراق ونهاية لعناصر الكون. أما متي وكيف لا نعرف بالتحديد، بل الأزمنة بقوانينها وصورتها التي خلقها الله ...في سلطان الإله فقط، حتي يغلق تماماً علي آي إنسان يمكن أن يُعلن عن ميعاد محدد لنهاية الأيام، وإن كان الإبن يشترك مع الآب في جوهرة اللآهوتي "كل ما للآب للإبن" لأنه "واحد مع الآب في الجوهر" ولكن يقصد المعرفة الإعلانية، الآب هو الذي سيُعلن هذا. لأبد أن نُدرك أيضاً أن الملامح واضحة، وكما أننا نراقب النهاية يراقب الشيطان أيضاً النهاية "أن إبليس عدوكم نازل إليكم وفيه غضب عالماً أن له زماناً يسيراً".قال للسيد المسيح، "هل أتيت قبل الوقت لتهلكنا؟" فكرة الوقت تشغله، أنه يسكن في زماننا إمكانية الوجود والشر ولكن في نهاية الأزمنة سيطرح إبليس وجنوده في الهاوية والبحيرة المتقدة ناراً لينهي علي كل ما هو شر، وكل ما هو ضد إرادة الله، وتحيا الخليقة الجديدة في تدبير إلهي.كل الملامح تدل علي نهاية الأزمنة حتي هياج الشيطان علي الكنيسة في عصرنا، وأنه الورقة الأخيرة ليضل حتي المختارين بآيات ومعجزات، وأنه سيخترق العمل الكنسي ليدمر الإيمان..نحن في زمن الغربلة الذي قال عنه: "عله حينما يأتي يجد الإيمان علي الأرض" كل يوم يظهر شخص يحاول أن يهد في الإيمان من داخل الكنيسة ومن خارجها، كيانات ضخمة بهيئات كبيرة بتمويلات كبيرة كل همها كسر الإيمان وتشويهه.. وماذا إذاً؟؟ التوبة، قد تكون تلك الأزمنة هي النهاية، وقد يكون زمني أنا قد اقترب "يا غبي اليوم تؤخذ نفسك منك" في أي زمن تكون النهاية؟ لا يعلم أحد، البعض تخيل أن أموالهم أو مراكزهم تسندهم وفجأة ماتوا.حينما نسمع هذا الصوت ماذا سيكون ردنا، أننا انتظرنا هذة اللحظة كثيراً وكنا ساهرين ومنتظرين، أم نطلب فرصة أخري لم نعيش بعد.إن كان لنا اليوم فنجعله زمن توبة، بل إن كان لنا دقائق معدودة فلتكن دقائق التوبة. يجب أن نفحص نفوسنا جيداً ونحن ننظر علامات النهاية.يقول أبو مقار: "يجب أن تتوجع بسبب فقرك وتتضرع إلي الرب ليلاً ونهاراً لأنك سقطت في ثأر الخطية، اسأل الرب بالصلاة والتوسل حتي تأخذ الكنوز السماوية".لا توجد حالة بدون توبة، لا يوجد إنسان غير مدعو للتوبة حتي في اللحظات الأخيرة، اللص اليمين مثالاً قوياً لم يكن لديه سوي دقائق ويموت وعلي صليب بجانب الرب يسوع ولكنه وجد أنها فرصة جديدة قد يقدمها وتُقبل فقال له: "اذكرني يا رب متي جئت في ملكوتك" وكانت عيني الرب تفحص قلبه جيداً فوجده صادقاً نادماً تائباً، فقال له: "اليوم تكون معي في الفردوس" إن كنا صادقين في التوية وكانت لنا دقائق معدودة سنحسب كهذا الذي أخذ الإكليل وعبر.يقول ذهبي الفم: "إن الله يجول طالباً حججاً يستطيع أن يخلصك بها من جهنم، فاعمل ما امكنك، فإذا تحسرت عيناك فقط ولو بدمعه خاطفة يخطفها بإسراع شديد ويجعلها حجة لخلاصك"."لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا" هو يريدك أن تدخل في زمن التوبة كي يعطيك زمن الحب، ولكن النفوس التي تحيا بقساوة ولا تريد التوبة، والتي لا تنظر إلي الأبدية وتنظر فقط إلي الزمن الحاضر والأمور المادية، كيف يكون لها شركة؟ كيف يمكن أن تدخل في زمن الرحمة وأنت لم تعلن توبة؟. ـ التوبة هي رفض الخطية في حال إمكانية صنعها. التوبة ليست الفضيلة المفروضة، ولكنها رفض الشر، ورفضها ليس لأجل الذات ولكن لأجل المسيح. "إن خطاياي هي الشوك الذي يؤخذ رأسك المقدس"ولأننا خلقنا علي صورته وشبهه، فالخطية تجرحه وتهينه، الخطية موجه إليه.فإن كنا نحبه فلنقدم توبة، ونحفظ الوصية، فلتنازل حتي عن الأمور التي نراها تشبعنا ولكنها في الحقيقة خطيئة.إنه واقف علي أبواب العام الجديد ينتظر التائبين كي يجدد عهده أيضاً.فلنكن نحن من هؤلاء الذين يجددون العهد بالتوبة وبالإتحاد بجسد المسيح ودمه.لإلهنا كل مجد وكرامة إلي الأبد أمين القمص أنجيلوس جرجس كاهن كنيسة أبي سرجة مصر القديمة
المزيد
31 يوليو 2022

المسيح هو الحياه في مواجهة الموت ووراثة الخطية

تحدثنا الكنيسة في هذة الفترة عن عمل ربنا يسوع المسيح داخل الكنيسة، وعمل الكنيسة في وسط العالم، وعن قوة الحياة التي بدأت حينما تجسد ربنا يسوع المسيح، وصار علي الأرض، الإله الذي هو خالق كل شئ، اراد أن يدخل إلي ضعفنا وطبيعتنا وصورتنا، ليكون مشاركاً لنا. هذا الحال الذي هو السجن، والذي صرنا فيه من بعد السقوط والخطية المسيح هو الحياة "أنا هو القيامة والحياة"، والإله الصانع كل شئ هو عمق الحياة، فحينما يوجد الإله توجد الحياة، وخارج الوجود الإلهي موت، فلذلك الخطية هي موت، لأنها رفض الوجود والحياة مع الله، الخطية هي عمل دخيل علي الطبيعة الإنسانية، لأنه حينما خلق الله الإنسان، خلقة يحمل شبهه ومثاله، الشبه هو الحياة. الوجود الإلهي ضد كل ما هو موت تحمل الكنيسة سلطان الحياة من وجود المسيح فيها، فحينما يوجد المسيح لا يوجد موت، بل تتحول كل صور الموت إلي صور حياة حينما يحل الروح القدس علي مياة المعمودية، تتحول المياة من مجرد أمور مادية زائلة، إلي إمكانية وجود حياة، فنولد من جديد. وحينما يحل المسيح بذاته علي المذبح، ويتخذ المادة التي علي المذبح بصورة جديدة، تتحول تلك المادة من مجرد ترابيات، إلي المسيح الذي يعطي الحياة، فتكون الأفخارستيا والتناول هو الحياة. آتي المسيح لكي يواجه الموت وجهاً لوجه "معجزة إقامة لعازر" مواجهة الموت لم تكن فقط في القبر، لأنه ليس كل الأموات مدفونين في القبور، هناك أموات مدفونه في الصدور والقلوب، وفي الأفكار، هناك أموات تحمل أكفاناً مزركشة، وملامح قد يراها الآخرين أنها جميلة، ولكنها تخفي الموت. جاء المسيح لكي يغير تلك الصورة، ويعطي للحياة إمكانية الوجود والصمود أمام الموت الذي في داخلنا وينهشنا.كان الموت فينا، وفي كل من يولد "بالخطية ولدتني أمي" والخطية هو صورة الموت، لأننا نولد ونحن نحمل صورة الموت. ولذلك الكنيسة في طقوسها، تري أن المرأة التي تحمل دم سواء جنين، إنه دم يحمل موت، وتقول للأم: "فلتطهر من نجاساتها" لم تقصد الكنيسة هنا نجاساتها الشخصية، أو صورة خطية، أو النجاسة بمعني النجاسة الفعلية، ولكنها هنا هي دم الإنسان الذي يولد، وهو يحمل صورة الموت ففي العهد القديم ذكر الله هذة الفكرة يقول "تصير نجسة سبعة أيام، ثم تطهر من نجاساتها"، تكلم عن المرأة التي في داخلها هذا الدم، الذي هو بداية فكرة تكوين الإنسان في رحمها وفي احشائها، يقول عنها أنها نجاسة وهؤلاء الأشخاص الذين لا يفهموا غير الأمور السطحية ويقولوا: وهل الله يخلق نجاسة؟ يقصد الله بالنجاسة هي ميراث الخطية نفسها. الدم هنا يحمل ميراث الخطية؟ رو13:5 "من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلي العالم، وبالخطية الموت، وهكذا إجتاز الموت إلي جميع الناس، إذ أخطأ الجميع"الترجمة العربي ضعيفة، بينما الترجمة اليوناني مع الأصل القبطي متطابقة جداً وتقول: "وهكذا اجتاز الموت إلي جميع الناس، إذ جميعهم أخطأوا فيه "في آدم" وبمعني آخر "بسبب الذي فيه "آدم" اخطأوا الجميع".الذي فيه "إنختف" باللغة القبطية (في كيانه)، أخطأ الجميع. ففي عقيدتنا نحن نولد ونحن نرث خطيئة، نحن جميعنا طبيعة أخطأت. هرطقة البيلاجية التي ظهرت في إنجلترا بداية القرن الخامس ترفض تماماً ميراث الخطية، و نتيجة الحوار بين القديس أغسطينوس، والقديس جيروم والأباء في هذة الفترة، والمجامع التي حرمت هذة الهرطقة، صار ما يُسمي "نصف بيلايجة" ينادوا بأنهم لم يرثوا خطية آدم، ولكن ورثنا نتيجة الخطية.بيينما إيمان الكنيسة وتعليمها أننا ورثنا الخطية، يقول البابا أثناسيوس"لم يكن مستطاعاً لأحد أن يرد البشر عن الفساد الذي حدث، غير كلمة الله الذي خلقهم منذ البدء،فهو وحده الذي يليق بطبيعتة ان يجدد خلقة كل شئ".إيماننا أننا نولد ونحن نرث الخطية، فقد ورثنا حالة كاملة، خطية بنتائجها، فلا يمكن أن أرث النتيجة دون أن أرث الطبيعة الخاطئة، نحن نولد وقد ورثنا طبيعة أخطأت في آدم، لم يكن آدم وحواء أفراد، ولكنهم طبيعتنا الأولي.لذلك تجسد المسيح ليحمل طبيعتنا، ويحمل هذة الصورة، ولأنه هو الحياة، لم يكن ممكناً ابداً للموت أن يغلبه، لأنه مصدر الحياة. "فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس"رو 17:5 "الذين ينالون فيض النعمة وعطية البر سيملكون في الحياة بالواحد يسوع المسيح""صارت الهبة إلي جميع الناس لتبرير الحياة" هو جاء ليقف أمام الموت في داخلنا، نحن نحمل طبييعة مائتة لأننا نحمل طبيعة خاطئة وساقطة، أما هو فقد جاء لكي يضخ في هذا الخاطئ الذي هو أنا، سواء بطبيعتي الأولي فأعطاني الفداء والمعمودية، أو بسواء بخطيئتي المتجددة عن ضعف، فيأتي ويقف أمام الموت الذي في داخلي، ويدخلني إلي شركة الكنيسة، فأدخل في شركة الحياة بالأفخارستيا.رو 23:6 "لأن أجرة الخطية موت، أما هبة الله فهي حياة أبدية".1كو53:13 "لأن هذا الفاسد يلبس عدم فساد، هذا المائت يلبس عدم موت".هذا الفاسد والمائت هو أنا، وهذا الذي نحمله في داخلنا يبتلع موتنا هو المسيح نفسه. رو 9:5 " ونحن متبررون الآن بدمه، نخلص من الغضب".كل من يحتمي فيه، ويتحد به، يخلص من الغضب.كو13:1 "الذي أنقذنا من سلطان الظلمة، ونقلنا إلي ملكوت إبن محبته" عب 15:9 " لأجل هذا هو وسيط عهد جديد، لكي يكون المدعون ( بمعني إكلسيا أو كنيسة) إذ صار موت لفداء التعديات الذي في العهد الأول، يناولوا وعد الميراث الأبدي. 1بط 24:2 "الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده علي الخشبة، لكي نموت عن الخطايا فنحيا في البر".إذاً الموت في داخلنا يعمل في كل أمور حياتنا، فالذي يحيا بدون المسيح، يحيا في الموت، وتنتهي حياته إلي لا شئ، أما الذي في المسيح، تتغير الحياة. هذا المائت الذي ولد بطبيعة مائتة، يمكنه أن يصير قديساً "نظير القدوس الذي دعاكم، كونوا قديسين". يقول القديس كيرلس الكبير:"كان يلزم لأجل خلاصنا أن كلمة الله يصير إنساناً، لكي يجعل جسد الإنسان الذي تعرض للفساد، خاصاً له لكونه هو الحياة، ليبطل الفساد الذي فينا".من يريد الحياة، فليأخذ المسيح.كان الأنبا أنطونيوس يقول لأولادة: "تنسموا المسيح دوماً".هكذا عاش القديسيون، وهكذا تحول الموت الذي كان هو حالة رعب وبكاء دائم إلي فرح أبدي. نحن ننظر إلي الموت الآن، أنه المعبر إلي الحياة الأبدية، فلم يعد الموت شر، ولا حالة العدم التي يخاف منها المريض، ولا الذي يدخل يعاني من الشيخوخة، ويظن أن أيامه أنتهت، بل أيامه ستبدأ حينما يدخل في الحياة الأبدية. يقول القديس أغسطينوس: "إني أشتهي الموت لكي آراك".ويقول الأنبا أنطونيوس: "الموت يحررنا من الأمراض التي نخضع لها في هذة الحياة".لم يقصد أمراض الجسد، ولكن أمراض الخطية. يقول ذهبي الفم: "هذا هو حال القيامة، إنه مات لكي لا نموت".يقول الشهيد كبريانوس: "بالموت نترك الأتعاب المؤلمة، ونتخلص من أنياب الشياطين السامة، نذهب إلي دعوة المسيح، نحن متهللون بالخلاص الأبدي".لم يعد الموت هو هذة الأمور التي نرتعب منها، بل صار الموت هو طاقة النور التي ننتظرها لنعيش فيها، صار الموت هو الجسر الذهبي الذي يعبر بنا من أرض متعبة مزعجة، وأمور كلها تدخلنا في صراعات والآلام إلي الراحة الأبدية، إلي الوجود مع المسيح "لا يكون موت بعد، ولا بكاء، ولا ألم، ويمسح الله كل دمعة من عينونكم".نحن ننتظر أن نعبر لأننا نؤمن بأن المسيح قد أعطانا حياة أبدية.لإلهنا كل مجد وكرامة إلي الأبد أمين. القمص أنجيلوس جرجس كاهن كنيسة أبي سرجة مصر القديمة
المزيد
24 يوليو 2022

التقليد هو تسليم الكنيسه من المسيح

إنجيل اليوم هو عن عمل ربنا يسوع المسيح وكيف بارك الخمس خبزات والسمكتين، والتي بهم أشبع كل الجموع.وتختار الكنيسة هذا الفصل اليوم، لتعلمنا بتفصيل مهم في هذة المعجزة، وهو إن ربنا يسوع المسيح لم يعطي بنفسه هذة البركة، ولكنه هو الذي اعطي للتلاميذ والرسل أن يُعطوا للآخرين، وهذا ما تؤكده القراءات، فيقول في البولس "إن كان أحد يُعلم تعليماً آخر ولا يقبل كلمات يسوع المسيح، والتعليم الذي للتقوي، فقد تصلف" التعليم التي يعلمها بولس الرسول هي تعاليم السيد المسيح نفسه، ولس لأحد الحق تحت أي مسمي وبأي صورة وتحت أي رتبة أن يٌعلم تعليماً خاصاً، هذا ليس لأن الكنيسة لا تمنح حرية التفكير، ولكن لأن الإيمان مسلم هي كنيسة واحدة، لها تعليم محدد، وإيمان محدد، وتقليد واحد. تصلف: بمعني أنه صار يتكلم بما لا يُدرك. ويقول في الكاثوليكون: "لاتكونوا معلمين كثيرين يا أخوتي".وفي الإبركسيس: يتكلم عن عمل الكنيسة وسط اليهود، وأنهم قدموا المسيح للعالم كله، وكرز بولس الرسول في العالم المتحضر، وقدم التعليم الذي استلمه من المسيح..هذا ما ندافع عنه "التقليد المسلم" يقول بولس الرسول: "ما تسلمته مني بشهود كثيرين، أودعه أنت أناس أمناء، ليكونوا أكفاء أن يسلموا أخرين". هذة هي الكنيسة: ما سمعته مني: عصر الرسل. بشهود كثيرين: الأباء المعاصرين لعصر الرسل. أودعه أنت: تلاميذ الرسل (الآباء الرسوليين). أناس أمناء يكونوا أكفاء: الجيل الذي بعد الآباء الرسوليين، وأغلبهم كانوا أباء مدافعين أو شهداء. أن يسلموا أخرين: جيل المجامع هذة الآية تلخص فكرة التقليد وكيف وصل إلينا، التعليم من المسيح نفسه الذي قال " اذهبوا تلمذوا جميع الأمم وعمدوهم بإسم الآب والإبن والروح القدس، وعلموها أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" قد حمل الآباء الرسل تعليماً واحداً قدموه لكل الكنائس، وأوصوا أن يحفظ الجميع هذا التعليم يقول المؤرخ روفينوس "يروي لنا أجدادنا أن الروح القدس بعد صعود السيد المسيح، ولما استقر علي كل واحد منهم بهيئة ألسنة نار، تلقوا أمراً من السيد المسيح بأن يتفرقوا ويذهبوا إلي جميع الأمم، ليبشروا بكلمة الله، وقبل أن يغادروا وضعوا معاً قاعدة للبشارة، التي ينبغي أن يعلنوها حتي إذ ما تفرقوا لا يكون عليهم خطر، أن يعلموا تعليماً مختلفاً للذين يجذبونهم إلي الإيمان المسيحي" كل ما هو مسلم له توثيق في الكتاب المقدس، أما ما تعلمناه ليس فقط ما هو مكتوب، لأن التقليد الكنسي يشمل أيضاً ما صار معاشاً وغير مكتوب، لذلك أسمه "التقليد"، مثل تقليد عيلة، ليس له وثيقة مكتوبة، ولكنه مُعاش. فالقداسات في كل كنائس العالم من أيام بولس الرسول، ولمارمرقس ليتورجيا، ولماريعقوب ليتورجيا، لأن القداس تقليد شفوي. وكان العالم كله يعتمد بثلاثة تغطيسات، ونرفض من يُعمد بالرش، فقد استلمناه تقليد. في القرن الأول خرج الأباء الرسل يحملوا تقليد إيماني، وتقليد كنسي حياتي، استلمنا قداس، واستلمنا الكتب المقدسة أع3:1 "كان يظهر لهم أربعين يوماُ يتكلم عن الأمور المختصه بملكوت الله".1كو 23:11 "لأني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضاً أن الرب في الليلة التي اسلم فيها، أخذ خبزاً وكسر وشكر وقال لهم: خذوا كلوا هذا هو جسدي، كذلك الكأس الذي للعهد الجديد بدمي" في قصة بولس الرسول ظهر له السيد المسيح وقال له: صعب عليك أن ترفس مناخس، فقال له: ماذا أفعل يارب؟، فقال له: أذهب إلي دمشق إلي حنانيا وهناك يقال لك ما ينبغي أن تفعله". لأبد أن يستلم تعليم ..وهذة هي الكنيسة تسلمت من الرب: أننا نؤمن أن الكنيسة تحمل كل ما هو إيماني وحياة استلمناه من المسيح نفسه.يقول جيروم "إن قانون إيماننا وحياتنا نقله لنا الرسل" وقد نقله الأباء الرسل بالأربع أناجيل والرسائل وسفر الرؤيا، ونقلوه أيضاً بالكرازة بكنيسة أسسوها، وسلموا ما تسلموه حياتياً شفهي أو مكتوب يقول بولس الرسول لتلميذه تيطس "من أجل هذا تركتك في كيريت لكي تقيم قسوساً" يقول مارأغناطيوس "المسيحيون حاملي الإله، حاملي المسيح، حاملي الهيكل، لا يُري المسيحي فردياً بل في إتحاد مع جمهور، وفي ممارسة أسرار الكنيسة" لا يمكن أبداً لأي مسيحي أن يكون له علاقة شخصية بالمسيح دون أسرار كنسية يو 12:16 يقول: "لي أمور كثيرة لأقول لكم، ولكن لا يستطيعوا أن تحتملوا الآن، أما متي جاء ذاك روح الحق، فهو يرشدكم إلي جميع الحق"يعطي الآباء الرسل إرشاد للحياة المسيحية "لأنه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بأمور آتيه" لا يوجد عمل لأي أقنوم دون الأقانيم الأخري، ما يتكلم به الروح القدس هو ما صنعه المسيح خلاصياً، وهو ما دبره الآب لخلاصنا أيضاً.اعطي السيد المسيح كل النعم للكنيسة، التي يحملها الآباء الرسل، لذلك في معجزة الخمس خبزات والسمكتين، اخذ التلاميذ من يده، واعطوا الجموع.كانت الكنيسة تحفظ تعاليم المسيح بصورة محددة وقوية جداً.يو 25:21 "أشياء كثيرة صنعها يسوع، لو كتبت واحدة واحدة، لا أظن أن العالم نفسه يسع الكتب، أما ما كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو إبن الله".بقية المسيحية هي كنيسة، هي العمل الذي استلمناه.أع 27:15 "أرسلنا يهوذا وسيلا يخبرانكم بنفس الأمور شفاهاً"1يو 3:1 "الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به". 1كو 34:11 "أما الأمور الباقية عندما أجي أرتبها"عاشت الكنيسة وستعيش بهذا الإيمان المسلم مرة للقديسين.1تس5:2 "اثبتوا إذاً أيها الأخوة وتمسكوا بالتعليم الذي تعلمتوه سواء بكلام أو برسلاتنا" حينما نتكلم عن التقليد الكنسي، فإننا نتكلم عن تقليد محدد.2تيمو 6:3 "أوصيكم أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التعليم المسلم منا".يقول القديس أكليمندس: "لقد حافظ هؤلاء الأشخاص علي التقليد المسلم مباشرة من الرسل القديسين بطرس ويعقوب ويوحنا، كما كان الإبن يتسلم من أبيه".يقول القديس أغسطينوس:" كل التقليد الذي في الكنائس مستلم من الرسل".ويقول ذهبي الفم "الرسل لم يكتبوا كل شئ في رسائلهم، ولكن علموا أمور أخري غير مكتوبة"إن ضاع الكتاب المقدس المكتوب، يمكننا أن نجمعه من أقوال الآباء في القرن الثاني. يقول القديس باسيلوس الكبير "إذا حاولنا أن نحذف التقليد غير المكتوب، نجعل الإنجيل بدون مُسمي".يقول القديس إيرينؤس:"الكنيسة مبعثرة في كل أرجاء المسكونة، ولكن لها إيمان واحد، سُلم من الرسل، ثم إلي تلاميذ الرسل، وعل الرغم من أختلاف البشر واللغات والأماكن، إلا أن جوهر التقليد واحد في كل مكان".إيرينؤس وهيبوليتوس هم من سجلوا التقليد الكنسي، فقد استلمت الكنيسة أناجيل ورسائل، وأسرار وطقوس، وصورة مسيحية، هذا هو التقليد المسلم.لإلهنا كل مجد وكرامة إلي الأبد أمين. القمص أنجيلوس جرجس كاهن كنيسة أبي سرجة مصر القديمة
المزيد
17 يوليو 2022

مسيحنا يعين الضعفاء

نري اليوم مشهد رائع جدا وتخلده لنا كلمات ربنا يسوع المسيح، كان التلاميذ يظنون بالحسابات البشريه أن الاعظم هو الأقوي، أو من يحمل سلطة، أو من يملك أموالا، أو من له إمكانية أن يكون فوق الجميع، لكن حينما سأل التلاميذ السيد المسيح: "من هو الأعظم في ملكوت السموات؟" وكانوا يظنون ان مقاييس الملكوت حسب رؤيتهم البشرية، ولكنه علي خلاف كل الذي سمعوه قبلا، أقام طفلا وقال لهم: إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال، لن تدخلوا ملكوت السموات.لا يستطيع أحد أن يدخل الملكوت، الا من يحمل روح الطفولة، والبراءة والبساطة، والمحبة المنطلقة دون حسابات، وروح الطفولة التي بلا شر ولا تعرف التمييز.الأعظم له حسابات وصورة، فكلما اقترب الإنسان من المسيح، كلما كان عظيما، ولكن السيد المسيح قال جميلة في غاية الأهمية: " من يقبل صبيا بإسمي، فقد قبلني، ومن اعثر أحد هؤلاء الصغار، فخير له أن يعلق في عنقه حجر وطرح في البحر". لم يجبهم عن الأعظم، ولكن وضح لهم طريقا للعظمة - قبول الصبي لا يعني قبول الطفل في حالته، ولكن قبول الطفولة - الطفل ليس له إمكانية الأعتماد علي نفسه، ولا يمكنه ان يعتني بذاته، ويحتاج دائما لمن هو كبير.ويقصد السيد المسيح بالكبير هو من يعتني بالأخر، العظيم هو من يفتح حضنه ويأخذ الجميع في أحضانه.من يقبل طفلا: الطفل قد يتوه في الطريق، وهو لا يدري من يقوده، ومن يحميه، ومن يعطيه الامان.من يقبل طفلا: هو من يعطي الآمان للآخرين، من يحب دون أن ينتظر من الطفل أن يبادله حبا، ولكنه يحب بأبوه، يحب لأنه كبير... هذا هو العظيم.وبالعكس الذي يعثر الاخرين، ولا يحمل في قلبه رحمة، ومن يقسو علي من هو ضعيفا " فخير له لو وضع في عنقه حجر رحي وطرح في البحر".لأن العثرة هنا تعني عثرة كيان.فالإنسان الذي لا يستطيع أن يقف علي قدمه لأنه ضعيف، ويأتي من يسقطه قاصدا ... هذا يعني عثرة كيان.الإنسان الذي يحتاج إلي حب، ولكنه لا يجد إلا كراهية... عثرة كيان.الإنسان الذي يحتاج لمن يقف معه في محنته، ولا يجد... عثرة كيان.الذي يأتي طالبا رحمة، ويجد بدلا منها قساوة... عثرة كيان.أننا نؤمن بمسيح يرثي للضعفاء، ولا يحكم علي الإنسان بصورته الخارجيه.فالمرأة التي امسكت في ذات الفعل، وآتوا بها إليه، طالبين ان يأمر برجمها بقساوة، قال لهم " من منكم بلا خطية فليرمها بأول حجر".هي خاطئة، ولكنه يعلم أن الضعف ليس شرا، فالضعيف يحتاج إلي من يحتضنه ويقف بجانبه، وليس من يسقطه أكثر، ويدخله في دائرة الإدانة أكثر.حينما سقط أدم وحواء، وكان الحكم العادل هو موتا تموت، أما هو فقد وضع لهم ناموسا آخر وهو: " نسل المرأة يسحق نسل الحية"، أنه سيأتي ويخلص.بينما كان الحكم أن يتعري أدم وحواء من النعمة المعطاه لهم، أما الرحمه فقد ألبسهما أقمصة من جلد.كان الشعب السائر في البرية قاسي القلب، ولم يكن يحمل إيمانا ويستحق الموت، أما هو فقد اعتني بحتي الذين قد تذمروا عليه مرارا كثيرة، ولم يقدموا إيمانا، بل كانوا قساة القلوب والرقبة، اعطاهم منا، وطلبوا لحما اعطاهم سلوي، طلبوا مياة، فأنفجرت من الصخرة مياة كثيرة، وكان أمامهم كعمود نار ليلا، لئلا يخافوا من ظلام البراري، وبالنهار كسحابة لئلا تحرقهم الشمس، هؤلاء تذمروا عليه، ولم يقدموا له حبا، ولا ايمانا.ولكنه يعتني ويسند ويحمي، حتي وإن أخطأنا فهو يغفر، وإن كنا مستعبدين هو ينجي.ونظير هذا يجب ان نفعل هكذا ببعضنا البعض، أما الذين ليس في قلوبهم رحمة، ويشعروا بسلطة، ولأجل ذواتهم يجب أن ينحني لهم الاخرون، ويشعر الاخر بتصاغر أمامهم، فهؤلاء لهم حسابا عسيرا جدت.ذات مرة ذهب أبو مقار الكبير ليبيع عمل يديه، وكان عمره قد تجاوز الثمانين عاما، حمل السلال علي كتفيه، لم يحب ان يعمل أحد التلاميذ بدلا منه، ولا كان يحب ان يخدمه أحد، هذا هو القديس أبو مقار الذي كانت الملائكه تصاحبه، ويأتي له الشاروبيم والسيرافيم.وهو يحمل السلال جلس علي حجر ونظر إلي الله وقال له: أنت تعلم أنه لم يعد في قوة، فوجد سحابة حملته.هو لا يحتمل أن يرانا تعابي، ولا يحتمل أن يري دموعنا. في أحد مزامير المصاعد المزمور ١٢١ يقول: رفعت عيني إلي الجبال من حيث يأتي عوني، معونتي من عند الرب الصانع السماء والأرض. لا يدع رجلك تزل، لا ينعس ولا ينام حارس إسرائيل. الرب يحفظك من كل شر. الرب يحفظ دخولك وخروجك من الآن وإلي الأبد.وانت ترفع عينك في الصلاة لا تعمل حسابا أنك خاطيء، ولك تاريخ في الخطية، لان خالقك يعلم تماما، أنك تحمل ضعفا... أما هو فيحمل حبا.يعرف أنك تحمل طبيعة قابله للكسر، أما هو فيحمل يدا تخلق وتعيد مرة أخري ما كسر تماما.لإلهنا كل مجد وكرامة إلي الأبد أمين. القمص أنجيلوس جرجس كاهن كنيسة أبي سرجة مصر القديمة
المزيد
10 يوليو 2022

تدبير الكنيسة في العهد الجديد

اليوم هو الأحد الأول من شهر أبيب، تتحدث فيه الكنيسة عن تدبير الكنيسة في العهد الجديد، وإرسالية السيد المسيح للآباء الرسل التي بها كان العمل والسلطان والتكريس الكامل لهم. وعمل الله يحذر أيضاً من فقدان النعمة، ويحذر ليس فقط من يرفض ولكن من يخون أيضاً، فعمل ربنا يسوع المسيح أن كل إنسان يولد يكون له فرصة في الحياة الأبدية، وأن الكنيسة تحمل هذا العمل وهذا السلطان من خلال الآباء الرسل، الذين تحولت حياتهم من حياة عادية إلي هدف ورسالة. "ويل لك يا كورزين ويل لك يا بيت صيدا، لأنه لو صنعت في صور وصيدا القوات المصنوعه فيكم لتابتا قديماً جالستين في الرماد والمسوح" لو 13:10 رفض النعمة علي اي مستوي له دينونة، علي مدار التاريخ نجد هناك من يرفض ومن يخون أيضاً، هو يعرف الضعف ولكنه لا يسمح بالخيانة، الخيانة هي التدبير ضد المسيح، فعل ليس فقط عن ضعف ولكن عن تخطيط، بيما ارسل السيد المسيح التلاميذ والرسل وكلهم كانت لهم نفس النعمة إلا أنه كان فيهم خائن، وهذا الخائن كان يدرك تماماً أنه يسلم المسيح.الخيانة ليست فقط موقف وإنما صورة حياة، الخيانة كسر المحبة.. كسر العلاقة مثل: قايين، وشعب بني إسرائيل، وبني قورح وداثان وأبيرام، إبشالوم.....إلخ الخيانة هي رفض المسيح إما من أجل الذات أو محبة العالم، ولكن أسوأ وأبشع خيانة هي الهرطقة، لأنها تؤدي إلي هلاك أخرين، كم من نفوس هلكت لأنها صارت وراء مهرطق، لأنه أسائوا إلي التسليم الرسولي قصداً وعمداً، والخائن هنا هو خائن شيطاني لأنه يدرك تماماً أنه يكسر ما تسلمناه من إيمان ويسلم النفوس إلي مسيح آخر وإنجيل آخر لأجل أن يطلق عليه لفظ قائد وصنع طائفة جديدة، من أجل ذاته يخرب الكنيسة، تلك الخيانة اسؤا خيانة. لذلك لم يتهاون الآباء أبدا في آي حرف من التسليم الابائي، وكانت الكنيسة حاسمة جداً في قطع كل مهرطق ولم تشفق علي آي منهم، واطلقت عليهم أنهم ذئاب وثعالب ووحوش مفترسة نهشوا القطيع.إن اردتم أن تحتفظوا بالأمانة وبعمل المسيح في داخلكم لأبد أن تحتفظوا بالإيمان قويماً أرثوذوكسياً.لإلهنا كل مجد وكرامة إلي الأبد أمين القمص أنجيلوس جرجس كاهن كنيسة أبي سرجة مصر القديمة
المزيد
03 يوليو 2022

المحبة قانون المسيحية...

إنجيل اليوم هو الكلمات الذهبية، التي غير بها ربنا يسوع المسيح وجه الإنسان، الذي كان يحيا وهو يظن أن ما يريده الله هو "عين بعين، وسن بسن"، ولكن هذا هو قضاء بشر، وعدل أرض، أما ما يريده الرب حقيقة، فقد رسم أيقونة في غاية الإبداع والروعة، هي أيقونة الحب والخير، تخيلوا هذا المجتمع الذي يريده ربنا يسوع المسيح، يسوده الحب قانوناً، أعلي من قانون العدل، يكون الحب والرحمة هما الصورة التي تحكم المجتمع، حتي الأعداء لا نكرههم، المحبة التي تسود المجتمع تجعل لا أحد يدين أحد، بل تجعل هذا الحب الذي يحتوي الخاطئ، لا تبحث العيون عن الأخطاء، ولا تفحص الداخل، ولا تنظر إلي أخطاء الآخرين، مجتمع شعاره "ما تريدوا أن يفعل الناس بكم، افعلوا أنتم أيضاً بهم". كلما نريد أن تحكمنا العلاقات بيننا وبين الآخر، ننظر إلي نفوسنا، ماذا نريد من الآخر؟ وماذا يمكننا أن نفعل له؟ لا ننظر إل الخاطئ أنه مرفوض ومرذول، بل أنه يحتاج إلي حب أكثر. "من سخرك ميلاً أذهب معه أثنين"القضية هنا ليست في الميل أو الأثنين، بل في الذي يريد أن يُسخر، الذي يشعر بأن له سلطان أن يقهر، نقول له: سلطانك قد يجعلني أسير ميل واحد، أما محبتي التي في الداخل، تجعلني أسير أثنين، فلم أطيع السخرة، بل أطيع الحب. "احبوا بعضكم بعضاً كما احببتكم"كما احببتكم هذة، لا يمكننا أن ننظر إلي أمور ليست فيها الصليب، أنه أحبنا بالصليب، "ونحن خطاه بعد مات المسيح لأجلنا"، يقول السيد المسيح:"أنتم أحبائي إن فعلتم ما أوصيتكم به""بهذا أوصيتكم بأن تحبوا بعضكم بعضاً"تخيلوا هذا المجتمع، إذا كنا لا نستطيع أن نصنع مجتمع في الخارج بهذة الصورة، فلنحب بعضناً بعضاً داخل الكنيسة، وداخل بيوتنا، إن كان هذا أيضاً صعباً!! يكون المسيح قد تغرب في كنيسته وفي بيوتنا.جاء ذات مرة إلي الأنبا أنطونيوس مجموعة تطلب الرهبنة، تركوا كل شئ، في عصر كانت البرية القاحلة، ليس هناك أي نوع من الرفاهية، القلالي هي مغاير، الأكل خبزة كل الأيام، البرية مليئة بالوحوش والثعالب، فحينما يترك الإنسان حياته ويذهب إلي البرية، يطلب المسيح، نراه وقد وضع قدمية علي طريق القداسة، ولكن الأنبا أنطونيوس كان يُدرك تماماً أن أي جهاد يخلو من الحب ليس له معني، فسألهم: لو ضربك أحدهم علي خدك هل ستحول له الآخر؟ فأجابوه: صعب. فسألهم: إذا أخطأ إليك أحد، هل ستسامحه وتقدم له حب؟ فأجابوه: صعب فسألهم: هل تغفروا له. فأجابوه: صعب. فنظر الأنبا أنطونيوس لتلميذة، وقال له: جهز لهم مائدة وأصرفهم.حتي وإن صنعوا كل الجهادات، وقدموا كل الأصوام، ولكن بدون محبة، لم يصل هذا إلي عمق الوجود في المسيح.المحبة هي التي تجعلنا نشعر بأن المسيح قائم في قلوبنا وكنيستنا وبيوتنا.حينما علمنا أن نصلي قال: "أغفرلنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا"وكأنه لا يمكن أبداً أن يضئ وجهه علينا، ويغفر خطيئتنا، وهو يرانا نمسك خطايا بعض، ولا نحب بعض. يقول في مت23:18: "هكذا أبوكم السماوي يفعل بكم، إن لم تتركوا من قلوبكم كل واحد لأخيه زلاته" كل من يسقط يشعر أن أحضان الكنيسة تأخذه، وتغطي خطيئته، والبيت يحبه ولا يلفظه. المشكلة الكبيرة هي الذاتية علي كل المستويات، نحن نريد أن الآخرون يعاملوننا بصورة ليس بالضرورة نحن نصنعها، لا نريد أحد أن يديننا، ولكننا ندين، لا نريد أحد أن يقترب منا، ولكن يمكننا أن نجرح ونطعن في الخلف. "بالمحبة اخدموا بعضكم بعضاً، لأن كل الناموس في كلمة واحدة يكمل تحب قريبك كنفسك" غلا 13:5 1يو 18:3 "لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق" كثيرون احترفوا الكلمات الرنانة بالحب، كثيرون قالوا كلمات ملؤها الحب الكبير، وكانت أفعالهم هي الشر الكبير. 1يو7:4 "من يحب قد ولد من الله ويعرف الله" الخطورة الشديدة في القياس: "من لا يحب لم يعرف الله، لأن الله المحبة". لا يعرف الله مهما كانت درجته وصورته ونسكياته . 1كو13 "المحبة تتأني وترفق" محبة بدون قساوة. يقول ذهبي الفم: "الزمن الذي نحن فيه ليس زمن الدينونة بل الرحمة، ليس فيه أن نطلب الحساب، بل نظير الحب لا نرفع الدعاوي بل نتنازل عنها، ليس وقت الأنتقام بل وقت الرحمة". "المحبة تفرح بالحق، المحبة تحتمل كل شئ، تصدق كل شئ، ترجو كل شئ".ذات مرة تفاجأ أخيين رهبان، بكاهن وثني يطرق بابهم ويطلب منهم أن يعرف المسيح، فسألوه: ماذا حدث؟ فحكي لهم: أنا كاهن وثني، ولي شيطان يخدمني، ويصنع لي كل ما أطلبه، ولكني طلبته بالأمس وأصريت وصنعت كل ما استطيع، لأعرف لماذا لم يأتيني ليلاً؟ وعند الفجر أتي ذليلاً، وسألته لماذا لم تأتي وقد كنت طول الليل أطلبك؟ فقال الشيطان: لقد كنت أعذب بأمر الرب، بسبب أخيين رهبان، فقد طلب الأكبر من أخيه أن يسرج القنديل، فلم يستجب الأخ الأصغر سريعاً، فأغتاظ الأخ الأكبر، وصفع أخية الأصغر وكسر المصباح، أما الأخ الأصغر فصنع لأخية الأكبر ميطانية، وقال له: أخطيت لأني لم أسمع كلامك. وقد كنت أنا الشيطان، الذي أهاج الأخ الأكبر ليصنع ذلك، فرأي الرب عمل الأخ الأصغر، فأمر أن أعذب طول الليل.وقال لهم الكاهن الوثني: حينما عرفت هذا أتيت لكي أعرف المسيح. المحبة تحرق الشيطان. الذي يحمل مسيحاً حقيقياً، هو الذي يذهب لأخيه ويأخذه في أحضانه، هو الذي يغطي ضعفاته وليس الذي يفضح. المحبة تصبر علي كل شئ. المحبة لا تحسد. المحبة لا تتفاخر، ولا تقبح. حتي إن استطعنا أن نقدم خبزنا كما في أش 58 أن تكسر خبزك للجائع. يقول الأنبا بيمن المتوحد: "من يحب يضحي من أجل قريبه، فإن سمع كلاماً جارحاً، وكان في إستطاعته أن يبادله بالمثل ولم يفعل، أو أن ظلم وتحمل ولم يبادل ظلماً بظلم، فهذا الإنسان يضحي من أجل قريبه" المحبة لا تظن السوء، هذا المجتمع الذي يحمل سمات المسيح لا يقبح ولا يتفاخر ولا يظن السوء. المحبة تغير جوهر الأشياء، القبلة التي وضعها يهوذا علي خد سيده، كان شكلها محبة ولكن داخلها خيانة، أما المحبة الحقيقية فهي أن نحتمل الآلام بعض. يقول أحد الآباء: "لن يفيدنا أفتخارنا بأصوامنا، ولا قرائتنا في الكتاب المقدس، إن لم نصل إلي محبة الله ومحبة القريب".يقول الفيلسوف باسكال:"كل الأجساد مجتمعة، كل الأرواح مجتمعة، كل ما في العالم لا يوازي بادرة محبة".إن كنا نريد أن نكون مسيحيون فلنحب، والذي لا يحب ليس مسيحياً فقط، ولكنه لا يعرف الله كاملاً.لإلهنا كل مجد وكرامة إلي الأبد أمين. القمص أنجيلوس جرجس كاهن كنيسة أبي سرجة مصر القديمة
المزيد
26 يونيو 2022

الله صنع إنسانية حسب إرادته

الله اعطي الكنيسة سلطان التغيير والخلاص، وصنع إنسانية حسب إرادته لا تجرح لا تكره لا تدين ولهاعلاقة قويه بالإله الذي أحبها حتي مات لأجلها، وعلاقه قويه بيننا وبين بعض، وكانت كلمات ربنا دائماً هي بناء إنسانية جديده يصلح فيها ما قد فسد.نحن ولدنا ترابيين ولكن في المسيح نحيا سمائين، ولدنا زمنين ولكن في المسيح نعبر من هذا الزمن إلي الأبديه، ولدنا يعمل فينا الفساد ولكن بالمسيح نستطيع أن نغلب هذا الفساد، "هم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم ولم يحبوا حياتهم حتي الموت" فتلك الغلبه هي التي نأخذها لفعل الروح القدس وبدم المسيح وبأسرار الكنيسه.حتي تفيض علينا نعمة الله، ويعمل فينا روحه االقدوس لأبد أن يتوافق الأنسان الداخلي مع عمل الله، فمن يواجه أعمال الله برخاوه أو بعدم أهتمام كيف يمكن أن يعمل فيه الروح القدس، فالذي يريد أن يخلص لأبد أن يجاهد بقوه.البدايات القويه مع المسيح تًلزم نعمة الله أن يعمل، الذي يبدأ بقوة يأخذ قوه أيضاً.الأنبا بولا بدأ بقوه ولم يحسب آي شئ حينما ذهب للبريه، ولكن تلك البداية القوية ألزمت نعمة الله أن تعمل معه.الأنبا موسي الأسود بداية التوبة قوية جداً، إنسان كان شرس جداً في طباعه يحمل كل شهوات الأرض، يحمل صورة فاسده علي كل المستويات، ولكن القوه أنه ترك هذا حقيقة وذهب في برية، البديات القوية تُلزم النعمة بعمل قوي داخل النفس مهما كانت الشخصية فاسده. الحب هوالذي نقدمه في العباده وليس خوفاً من العقاب، هذه صوره عبد لا يحمل لسيده حباً بل خوفاً، والصورة الأخري هي أبن يحب أبوه ولا يطيق أبداً البعد عنه، نحن نحبه لأننا أحبه قبلاً، لأننا نري أعماله في كل حين، كنا تراب فجعلنا بشر نحمل شبهه وحينما سقطنا لم يتركنا لحالنا لنموت ولكن تجسد وصلب ومات كي يعطينا حياة أبدية، وحينما صعد إلي السماء لم يتركنا ولكن ارسل روحه القدوس ليمكث معنا، وهو يزال في كل يوم مراحمه متجدده في كل صباح، كيف لا نحبه وهو الأمين الوحيد بينما الطبيعة كلها خائنه.الذي يريد أن يأخذ نعمة الله حقيقة يأخذها حينما يحبه، حينما يراه في كل يوم عريس سماوي، العشق الإلهي واللذه الروحيه، حينما تكلمه كأنك تكلم حبيب وليس فرضاً أو قسراً أو خوفاً.أن اردت أن تأخد نعمة الله استمر بحب، ولتكن ثقتك فيه هي التي تحميك من الحروب، قبل أن يحاربك الشيطان يكسر إيمانك ويهز ثقتك فيه، مثلما قال لأدم وحواء "أحقاً قال لكم الله؟" لو استجبت له يأخذ سلطان ولكن لو قلت له: لينتهرك الرب، إذا كان عندك ثقه وإيمان في عمله دائماً أنك محمول علي الكتفين حتي وأن كنت تدخل في تجارب أيضاً محبوب عنده. قال له داود النبي: "لا اصعد للرب محرقات مجانيه" إن كنت تريد أن تقدم ذبيحة فالذبيحة ألم وضيق، فأقبل الصليب والتجربة أقبلها كذبيحة تقدمها من حياتك ومن جسدك ومشاعرك لأنه قبلاً حمل صليباً "إن كانوا هكذا فعلوا بالعود اللين فكم يفعلوا بكم" يقول بولس الرسول"لست احتسب لشئ ولا نفسي ثمينه عندي لأتتم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع" حتي تأتي نعمة الله وحتي يعمل فينا روحة القدوس يجب أن ندرك هذا جيداً، أننا لأبد أن نبدأ بقوة ونستمر بحب ونحتمي بالإيمان.لإلهنا كل مجد وكرامة إلي الأبد أمين القمص أنجيلوس جرجس كاهن كنيسة أبي سرجة مصر القديمة
المزيد
19 يونيو 2022

عظة تأسيس الروح القدس للكنيسة

إنجيل اليوم هو الأحد الأول من صوم الرسل، ويتحدث عن تأسيس الروح القدس للكنيسة علي مستوي العالم كله، فالكنيسة هي وحدة الخلاص وهي عمل ربنا يسوع المسيح علي الأرض، ولم يؤسس ربنا عمل عام فقط ولكنه كان يؤسس ملكوته الخاص داخل كل منا، فالكنيسة هي ملكوت الله الذي به يخلص العالم كله إذ وضع فيها أسراره وتعاليمه ووضع فيها ذاته شخصياً، ولكنه أيضاَ كان يؤسس الملكوت الداخلي شخصياً في كل واحد فينا. "كل مملكة إذا أنقسمت علي ذاتها تخرب أو كل بيت إذا أنقسم علي ذاته لا يثبت " هو يتكلم عن وحدة العمل، الشيطان لا يمكن أبداً أن ينقسم لأن له هدف محدد سواء علي مستوي الحرب الكنسية أو الحرب الشخصية لكل منا.وهذا مبدأ مهم، لكي ندرك أن كل من يسعي لأهداف، لأبد أن يكون له هدف ثابت وواحد، هدف الكنيسة هو الملكوت، وإن كان القلب الذي يحمل ملكوت الله له أهداف أخري غير الملكوت يسقط.الوحدة هي صورة دائمه لكل ما هو عميق، فالأنقسام يؤدي إلي التشتيت وإلي السقوط، حتي أن علماء النفس يصفون النضج أنه وحدة الشخصية، الأنسان الناضج هو الذي كيانة ليس به صراعات، والمرض يبدأ حين تستمر الصراعات داخل النفس، لذلك التوبة هي وحدة الهدف، فحينما يسقط الأنسان في خطايا متعددة يسقط أيضاً في داخله احترامه لنفسه، وكرامته، فيأتي المسيح ويعيد مرة أخري كرامة الأنسان ويصالحه علي نفسه، ليعيش الأنسان مرة أخري في وحدة داخلية مستقيمة الحياة بالمسيح.وكذلك البيوت والأسر المنقسمه تؤدي إلي حياة غير سوية، فالأب والأم الذين في حالة صراع دائم علي الذات، ومنقسمين لأجل أمور مادية أو نفسية يحيوا دائماً في حالة ضيق وتعب، في علم التربية لأبد أن يصدر قرار تربوي واحد في الأسرة، فوحدة الأسرة تؤدي إلي بناء الكل.ولكن الأخطر والأهم هو وحدة الكنيسة، ونحن في هذة الأيام نسمع دعوات تصل إلي حد التراشق بفكر الوحدة، والبعض ينظر إلي الوحدة أنها قبول الأختلاف ودخول في شركة المختلفين ..لن تكون بذلك كنيسة. وحدة الكنيسة هي التقليد المقدس، هي الأيمان المسلم، وكل من ينشق من هذا الأيمان المسلم لا يمكن أن يعتبر كنسياً بل يخرج للخارج، لتظل الكنيسة وحدتها هي إيمانها هي تقليدها، هي الصورة الثابته التي رسمها السيد المسيح، يقول بولس الرسول: "كنيسة واحدة..إيمان واحد ..معمودية واحدة"، لا يمكن أن تكون هناك عقائد مختلفه ونقبل لأجل الوحدة، لن تكون وحدة، لأن الوحدة معناها الأيمان الثابت.هناك من يتشدق بكلمات الوحدة السطحية، وقبول مناسبات وأعياد التي تظهر أمام الجميع أننا نقبل بعض. قبول الأختلافات الإيمانية تعني الأنقسام وليس العكس. الوحدة هي الحفاظ علي الكنيسة وعلي الإيمان. الوحدة هي رفض كل ما هو غير مسلم. لذلك كان الأباء يدافعون عن الإيمان بدمائهم، لأن دخول إيمان آخر داخل الكنيسة يعني أنشقاقها من الداخل، ولم يعد المسيح جسد واحد.خارج الكنيسة الواحدة الوحيدة الجامعة الرسولية لا يوجد مسمي يُدعي كنيسة.فالكنيسة الوحيدة هي ما تسلمناه، هي مارمرقس والرسل، هي كل ما هو مسلم إيماني، وكل ما بنُي علي الإيمان الرسولي.لذلك حينما اجتمع الأباء في المجامع المسكونية لم يقبلوا آريوس ونسطور، وكان القرار طرد هؤلاء الذين يدخلون إيمان آخر، كان قرار الكنيسة كلها، من لا يريد أن يخضع للإيمان الرسولي يخرج خارجاً، أما الكنيسة فهي وحدة واحدة.يقول القديس كيرلس الأورشليمي: "يامن تحملون مشاعل الأيمان احتفظوا بها في أيديكم غير مُطفئة"كل إهتمام الشيطان أن يكسر الوحدة، تحت مسمي قبول الآخر، نقبل بعض علي مستوي شخصي، ولكن علي مستوي كنسي لا قبول أبداً لآي صورة من صور الأنشقاقات، حينما ارسل السيد المسيح تلاميذه قال لهم: "اذهبوا إلي العالم أجمع واكرزا بالأنجيل وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" لم يقل هناك مناهج كثيرة وكلها تؤدي إلي الخلاص.أحد الآباء يدعي روفينوس الأكلاوي في القرن الثالث يقول: "يروي لنا أجدانا أن الروح القدس بعد صعود السيد المسيح لما استقر علي كل واحد من الرسل مثل ألسنة نار لكي يفهمهم بكل اللغات، تلقوا أمراً من السيد المسيح أن يذهبوا إلي جميع الأمم لكي يبشروا بكلمة الله، وقبل أن يغادروا وضعوا معاً قاعدة للبشارة التي ينبغي أن يعلنوها حتي إذ ما تفرقوا لا يكون هناك خطر من يعلم تعليماً مختلفاً للذين يجذبونهم إلي الأيمان المسيحي، إذ كانواجميعاً ممتلئين من الروح القدس كتبوا هذا المختصر الوجيز لبشارتهم المستقبله بما لكل واحد منهم مقرين بعقيدة واحدة وقاعدة واحدة يسلمونها للمؤمنين، وكانت هذة تسمي قانوناً، من يخالف الأيمان الرسولي فليخالف، ولكن لا يدخل الكنيسة، فالكنيسة لها إيمان واحد ثابت مسلم لا يمكن التنازل عنه".يقول ماربولس لتلميذه تيموثاوس: "ما تسلمته مني بشهود كثيرين اودعه أناس أمناء ليكونوا أكفاء ليعلموا أخرين".فأن كانت الكنيسة تقبل أختلاف الآراء والأفكار والعقائد فما الداعي لهذة الوصية "احفظ الوديعة".يقول القديس جيروم: "أن قانون إيماننا ورجائنا نُقل لنا من الرسل" يقول مار أغناطيوس: " أن المسيحيون حاملوا الإله وحاملوا المسيح وحاملوا الهيكل، وأن المسيح لا يوجد فردياً بل في أتحاد مع جمهور المؤمنين وممارسة الكنيسة، الحياة المسيحية ليست كتاباً أوراقاً وكلمات وحبر بل حياة متفقة داخل الكنيسة، كل أعضائها يحملون سمات المسيح وقوة الروح القدس بالأسرار الكنسية"من يقول أن الخلاص ليس بالأسرار، أو أن المسيح طبيعتين منفصلتين، أو يخلص المؤمن دون الحفاظ علي الأيمان الرسولي.. لا نعتبره مسيحي أصلاً.فالمسيحية هي الأيمان الرسولي المسلم مرة للقديسين، وقرار المجامع المقدسة كل من يخالف الأيمان الرسولي فليفرز ويخرج خارجاً.إذاً الوحدة هي وحدة الخلاص كنسياً ووحدة الملكوت داخلياً التي بها نستطيع أن نخلص.لإلهنا كل مجد وكرامة إلي الأبد أمين القمص أنجيلوس جرجس كاهن كنيسة أبي سرجة مصر القديمة
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل