المقالات

27 أبريل 2019

سبت الفرح (يوم الرجاء)

في انتظار قيامة المخلص(1) باكر: يقول الكاهن صلاة الشكر أمام الهيكل ويرفع البخور النبوة: إش 55: 2-الخ. وأما أنتم فتأتون بفرح وتقبلون بالسرور (فرح القيامة) البولس 1 كو 5: 7-الخ لنعيد لا بالخمير العتيق ولا بخمير الشر والخبث بل بفطير البر والطهارة(2). المزمور 87: 4، مز 43: 23، 26، مز125: 2، 3 قم يا رب لماذا تنام حينئذ امتلأ فمنا فرحًا ولساننا تهليلًا. الإنجيل: مت 27: 62-66... فمضوا وضبطوا القبر وختموه مع الحراس. الثالثة: حزن صالبيه وألمهم أر 13: 15-22 أفلا تأخذك الأوجاع كالمرأة التي تلد وإن قلت كيف أصابني هذا فهو من أجل كثرة ظلمك. مز 15: 10، 11 لا تترك نفسي في الجحيم ولا تدع قدوسك يرى فسادًا (سيقوم المخلص بجسد ممجد لا يعتريه الفساد). الإنجيل:مت 16: 24-الخ الحق أقول لكم أن قومًا من القيام هاهنا لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيًا في ملكوته (إشارة إلى قيامته وظهوراته لتلاميذه). الساعة السادسة: التمجد مع المخلص إش 50: 1-الخ، 51: 1-8 أنظروا إلى النور (نور القيامة) توكلوا على اسم الرب. تقووا بالله. مز 129: 1، 141: 7.. اخرج من الحبس نفسي لكي أشكر أسمك يا رب (نبوة عن قيامة المخلص من حبس وظلمة القبر). الإنجيل:مت5: 3-13 طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات افرحوا وتهللوا فإن أجركم عظيم في السماوات (تطويب وفرح وتهليل المتألمين من أجل المسيح). ملحوظة: بعد الساعة السادسة يقرأ الشعب سفر الرؤيا على الزيت المخصص لذلك (أبو غالمسيس)، وبعد قراءة سفر الرؤيا يدهن الكاهن الشعب بالزيت ثم يبدأون في صلوات: الساعة التاسعة: بعد أن يلبس الكاهن والشمامسة ملابس الخدمة الخاصة بالقداس الإلهي. إش 45: 15-20 أنت هو الله ولم نعلم يا اله إسرائيل المخلص: (فالمسيح هو إله إسرائيل الذي خلصهم بصلبه وموته عنهم). أر 31: 31-34 لأني أصفح عن ظلمهم ولا أذكر خطيتهم منذ الآن (المسيح مات لأخل خطايانا وقام لأجل تبريرنا) مز 40: 10، 5 وأنت يا رب ارحمني وأقمني (عن قيامة المخلص). الإنجيل:يو 5: 21-30 عن قيامة الأموات التي صارت قيامة المخلص برهانًا وعربونًا لها. فصول قداس سبت الفرح تتحدث كلها عن ثمار قيامة المخلص المرتقبة البولس 1 كو 15: 1-22 قيامة المسيح هي عربون قيامتنا. قد قام المسيح من بين الأموات وصار باكورة الراقدين كذلك في المسيح سيحيا الجميع كل واحد في رتبته. الكاثوليكون 1بط 1: 1-9 الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء دخول الحياة بقيامة يسوع المسيح من بين الأموات، لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السماوات لأجلكم. الأبركسيس أع 3: 12-21 رئيس الحياة قتلتموه. هذا الذي أقامه الله (اللاهوت أقام الناسوت) من بين الأموات. هذا الذي نحن شهود له. (مز 3: 3، 5)، (مز 81: 8) أنا اضطجعت ونمت ثم استيقظت (موت المسيح وقيامته). الإنجيل:مت 28: 1-الخ بشارة الملاك للنسوة بقيامة المخلص.
المزيد
26 أبريل 2019

قراءات يوم الجمعة العظيمة (يوم الصلب)

محاكمة المخلص وصلبه وموته ودفنه الساعة الأولى: محاكمة المخلص. النبوات: تث 8: 19 الخ 9: 1-24 أنكم تهلكون لا محالة كبقية الأمم التي أبادها الرب من أمام وجهكم. إش 1: 2-9 ربيت بنين ونشأتهم أما هم فعصوا عليّ... تركتم الرب وأغضبتم قدوس إسرائيل إش 2: 10-21 سيذل ارتفاع البشر ويتعالى الرب وحده. أر 22: 29 الخ و 23: 1-6 ها أنذا أنتقم منكم حسب أعمالكم الشريرة. أر 18: 2-6، 20: 2، 3 ، زك 11: 11-14 كنتم مع آبائكم مقاومين للحق وأولادكم الذين يأتون بعدكم يصنعون خطية أشر منكم لأنهم يثمنون الذي ليس له ثمن ويؤلمون الذي يشفي الأمراض ويغفر الذنوب يأخذون الثلاثين من الفضة التي اشترط عليها بنو إسرائيل ويدفعونها في حقل الفخاري. إش 24: 1-13 اللعنة تأكل الأرض لأن سكانها أثموا... كف فرح الطبول وصوت القيثارة وفني تعاظم المنافقين. حك 2: 12-22 يقاوم أعمالنا ويرذلنا بسبب مخالفتنا للناموس ويظهر علينا خطايا العصيان وعنده علم من عند الله ويسمى ابن الله. أي 12: 18 الخ، 13: 1 الذي يكشف أعمال الظلمة زك 11: 11-14 إن حسن لديكم فأعطوني أجرتي... فقرروا أجرتي ثلاثين من الفضة وقال لي الرب القها في الخزانة (كما فعل يهوذا تمامًا). ميخا 1: 16 ، 2: 1-3 ويل للذين يفكرون بالظلم ويخترعون شرورًا على مضاجعهم ثم في نور النهار يتممونها. ميخا 7: 1-8 لا يفرح بي أعدائي فإني إذا سقطت سأقوم أيضًا. وإن جلست في الظلمة فالرب سينير لي (أنها نبوة عن قيامته المؤكدة بعد موته ودفنه). المزمور 26: 12، 34: 11، 12 لأنه قام علي شهود زور وكذب الظلم لذاته... جازوني بدل الخير شرًا صارّين عليّ بأسنانهم. الأناجيل: مت27: 1-14 ولما كان الصباح تشاور جميع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب (مجمع السنهدريم) على يسوع لكي يقتلوه (محاكمة دينية رسمية). مر 15: 1-5 أوثقوا يسوع وأخذوه وأسلموه إلى بيلاطس (المحاكمة المدنية الأولى). لو 22: 66 الخ، 23: 1-12 لما علم بيلاطس أن يسوع من سلطنة هيرودس (الجليل) أرسله إلى هيرودس إذ كان هو أيضًا في تلك الأيام في أورشليم فازدراه هيرودس وهزأ به (المحاكمة المدنية الثانية). يو 18: 28 الخ... أني لا أجد علة في هذا الإنسان (ظهور براءة المسيح في المحاكمة المدنية الثالثة). ملحوظة: بعد الانتهاء من الساعة الأولى من الجمعة العظيمة (باكر الجمعة العظيمة) يضعون دكة الصلبوت في مكانها المعتاد في الخورس الثاني من الكنيسة وعليها أيقونة الصلبوت وأمامها المجامر والصلبان والشموع وحنوط وورود الدفنة ثم يزينون دكة الصلبوت كلها بأغصان الأشجار والورود والرياحين. ثم يبتدئون بصلاة الساعة الثالثة. الساعة الثالثة: الحكم على المخلص بالصلب. النبوات: تك 48: 1-19 مد إسرائيل يمينه ووضعها على رأس افرام وهو الصغير ويساره على رأس منسى وخالف يديه (جعلهما على شكل صليب) وباركهما. إش 50: 4-9 بذلت ظهري للضرب وخدي للطم ولم أرد وجهي عن خزي البصاق. إش 3: 9-15 ويل لنفوسهم لأنهم تآمروا قائلين لنوثق البار لأنه غير نافع لنا. إش 63: 1-7 من ذا الآتي من أدوم وثيابه حمراء من بصرة. بهي هكذا في حلة الاعتزاز بالقوة. أنا المتكلم بالعدل وحكم الخلاص. ما بال ثيابك حمراء (ملطخة بالدم) ولباسك كدائس المعصرة. إني دست المعصرة وحدي ومن الشعوب لم يكن معي أحد (هروب تلاميذه). عا 9: 5-10 إني أثبت عيني عليهم للشر لا للخير واجعل الأرض تضطرب عندما ألمسها وينوح جميع الساكنين فيها (عقاب الأشرار المقاومين). أي 29: 21-الخ، 30: 1-10 - هزأ بي أصاغر الناس... ابغضوني وابتعدوا عني ولم يشفقوا عليّ وبصقوا في وجهي. المزمور 37: 17، مز21: 15 أما أنا فمستعد للسياط (جلد المخلص) ووجعي مقابلي في كل حين. قد أحاطت بي كلاب كثيرة وزمرة الأشرار أحدقت بي. الأناجيل: مت 27: 15-26 وفيما هو جالس على كرسي الولاية (بيلاطس) أرسلت إليه امرأته قائلة لا تصنع شيئًا بذاك البار لأني تألمت كثيرًا هذه الليلة في حلم من أجله. مر 15: 6-25 أخذه الجند إلى داخل دار الولاية ودعوا كل الكتيبة عليه وألبسوه ثوبًا أرجوانيًا وضفروا أكليلًا من شوك ووضعوه على رأسه، وابتدأوا يسلمون عليه قائلين السلام يا ملك اليهود وكانوا يضربون رأسه بقصبة ويبصقون في وجهه... لو 23: 13-25 ألحوا بأصوات عالية طالبين منه (من بيلاطس) أن يُصلب وكانت أصواتهم تشتد فحكم بيلاطس أن تكون طلبتهم... وأسلم يسوع كإرادتهم (للصلب). يو 19: 1-12 بيلاطس حكم بصلب يسوع وهو عالم أنه بريء وبار "إني لست أجد فيه علة". الساعة السادسة: صلب المسيح النبوات: عدد 21: 1-9 قال الرب لموسى اصنع لك حية من نحاس وارفعها على سارية حتى إذا لدغت الحية إنسانًا ينظر إلى الحية النحاس فيحيا. وهذه الحية النحاسية الخالية من السم والمرفوعة على السارية ترمز للمسيح البار الذي رفع على خشبة الصليب (كما رفع موسى الحية في البرية). إش53: 7 الخ مثل خروف سيق إلى الذبح وكحمل صامت أمام الذي يجزه هكذا لم يفتح فاه... أسلم نفسه للموت وأُحْصِيَ مع أثمة وهو قد حمل خطايا كثيرين... إش 12: 2-الخ، 13: 1-10 هوذا الله خلاصي (الخلاص تم بالصليب) مجدي وتسبيحي هو الرب وقد صار لي خلاصًا (نزيد هذه العبارة على تسبحة البصخة ابتداء من ليلة الجمعة العظيمة). عا 8: 9-12 تغيب الشمس وقت الظهيرة (نبوة عن الظلمة التي حدثت وقت الصلب من الساعة 12 للساعة 3) ويظلم النور على الأرض في النهار. البولس غل 6: 14-18 الافتخار بالصليب: وأما من جهتي فحاشا لي أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وأنا أيضًا صلبت للعالم... حامل في جسدي سمات الرب يسوع (آلامه وجراحاته). المزمور 21: 16، 17، 8، 9 ثقبوا يدي ورجلي وأحصوا كل عظامي. اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي القوا قرعة (نبوات واضحة وصريحة عن صلب المسيح واقتسام ثيابه). الأناجيل: مت 27: 27-45 ولما صلبوه اقتسموا ثيابه بينهم. مر 15: 26-33 وصلبوا معه لصين واحدًا عن يمينه والآخر عن يساره. لو 23: 26-44 ولما بلغوا المكان المسمى الأقرانيون kranion صلبوه هناك. يو 19: 12-27 فأخذوا يسوع ومضوا به فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يقال له الجمجمة وبالعبرانية يسمى الجلجثة حيث صلبوه. الساعة التاسعة: موت المخلص على الصليب النبوات: أر11: 18-الخ، 12: 1-13 وأنا كحمل بلا عيب يساق إلى الذبح... تشاوروا عليّ مشورة رديئة قائلين تعالوا نستأصله من أرض الأحياء... ها أنا أرسل عليهم هلاكًا فيسقط شبانهم بالسيف وبنوهم وبناتهم يموتون بالقحط. زك 14: 5-11 وفي ذلك اليوم لا يكون نور (الظلمة التي حدثت) ويكون ذلك اليوم أن ماء حيا يخرج من أورشليم (الماء الذي نزل من جنب المخلص عند طعنه)، وفي ذلك اليوم يكون الرب ملكًا على الأرض كلها (قولوا في الأمم أن الرب ملك على خشبة). يؤ 2: 1-10، 3: 11 لأن يوم الرب قريب. يوم ظلمة وقتام وغمام وضباب... قدامه النار تأكل وخلفه اللهيب يحرق.. (دينونة الله على الأشرار) ونبوة عن الظلمة التي حدثت من الساعة السادسة إلى الساعة التاسعة. البولس فيلبي 2: 4 - 11 ... وإذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع ذاته وأطاع حتى الموت موت الصليب. المزمور: 68: 19... غرقت في حمأة الموت. الأناجيل: مت 27: 46: 50 صرخ يسوع بصوت عظيم وأسلم الروح: مر 15: 34-37 صرخ يسوع بصوت عظيم وأسلم الروح. لو23: 45، 46 قال يا أبتاه في يديك استودع روحي ولما قال هذا أسلم الروح. يو 19: 28 - 30 قال قد أكمل وأمال رأسه وأسلم الروح. الساعة الحادية عشر: الخلاص بموت المسيح النبوات: خر 12: 1-14 عن ذبح خروف الفصح ورش دمه على القائمتين والعتبة العليا (مثال الصليب) ونجاة أبكار الإسرائيليين من ضربة الملاك المهلك. لا 23: 5-15 في الشهر الأول في اليوم الرابع عشر وقت المساء فصح للرب يأمرهم الله بعمل الفصح تذكارًا لخلاصهم ونجاتهم من الملاك المهلك ومن يد فرعون. المزمور: 142: 6، 7 ثم مز 30: 3، 4 بسطت يدي إليك (على الصليب) في يديك أستودع روحي (موته المحيي). الأناجيل: مت 27: 51-56 انشقاق حجاب الهيكل معلنًا انتهاء العهد القديم. "وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل". مر 15: 38-41 إيمان قائد المائة "ولما رأى قائد المائة أنه أسلم الروح قال حقًا كان هذا الإنسان ابن الله". لو 23: 47-49 قرع الصدور ندمًا وخوفًا "وكل الجموع الذين أتوا لما عاينوا ما حدث رجعوا وهم يقرعون صدورهم". يو 19: 31-37 الطعنة "لكن واحدًا من العسكر طعن جنبه بحربة. وللوقت خرج دم وماء (بالدم كان الخلاص وبالماء صار التطهير" الماء يشير للمعمودية والدم يشير إلى الافخارستيا. الساعة الثانية عشرة: تكفين المخلص ودفنه النبوات: مرا 3: 1- الخ أجلسني في مواضع مظلمة مثل الموتى (دفنه) سيج عليّ حتى لا أخرج وضاعف ربطي (قفل القبر وختمه). يون 1: 10 - الخ، 2: 2-7 حملوا يونان وطرحوه في البحر... فأعد الرب حوتًا عظيمًا لابتلاع يونان. عظيمًا لإبتلاع يونان. فكان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال. (يونان في بطن الحوت يرمز للمسيح في بطن القبر ولنفس المدة) المزمور 87: 6، 22: 4، 44: 6 جعلوني في جب سفلي في مواضع مظلمة وظلال الموت (دفن المسيح بعد موته على الصليب) وإن سلكت في وسط ظلال الموت فلا أخشى من الشر لأنك معي. كرسيك يا الله إلى دهر الدهور. قضيب الاستقامة هو قضيب ملكك (الذي مات ودفن هو الإله المتجسد صاحب كرسي المجد الدائم وقضيب الاستقامة أي قضيب الملك). المر والميعة والسليخة من ثيابك (نبوة عن الحنوط والأطياب التي وضعت على جسد المخلص عند تكفينه ودفنه). الأناجيل: مت 27: 57-61 أخذ يؤسف الجسد ولفه بلفائف من الكتان النقي ووضعه في قبره الجديد. مر 15: 42 الخ و 16: 1 اشترى يوسف لفافة من الكتان ثم أنزله ولفه بها ووضعه في قبر كان منحوتًا في صخرة ودحرج حجرًا على باب القبر. لو 23: 50 الخ أبصر النسوة القبر وكيف وضعوا فيه جسده فرجعن وأعددن حنوطًا وأطيابًا. يو 19: 38-الخ جاء يوسف وحمل جسد يسوع وجاء أيضًا نيقوديموس ومعه حنوط مر وصبر نحو مائة رطل. فأخذا جسد يسوع ولفاه في لفائف كتان مع الأطياب كعادة اليهود أن يكفنوا. وكان في الموضع الذي صلب فيه يسوع بستان وفي بستان قبر جديد... وهناك وضعا يسوع. ملحوظة: شاءت إرادة الله أن يوضع في قبر جديد ليس فيه موتى حتى إذا قام لا يختلط الأمر ويقال أن الذي قام شخص آخر غير يسوع المسيح.
المزيد
25 أبريل 2019

سواعي يوم خميس العهد (يوم الوداع)

تتحدث قراءات هذا اليوم عن الفصح الأخير، وإعداد فصح العهد الجديد (سر التناول المقدس) وتتحدث قراءات اللقان عن غسل الأرجل الذي يشير إلى التطهير بالتوبة قبل التناول من جسد ودم الرب الأقدسين. أما قراءات سواعي المساء فتتحدث عن حوادث القبض على المخلص. الأولى (باكر الخميس): أمر المخلص لتلاميذه بأعداد الفصح. خر 17: 8 ألخ خر 15: 23-الخ، 16: 1-3 اش 58: 1-9 حز 18: 20-30 بعد النبوات يقول الشعب ثوك تى تي جوم 12 مرة كالعادة ثم يبدأون برفع بخور باكر. البولس أف 2: 13-18 أنتم الذين كنتم قبلًا بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح لأنه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحدًا ونقض الحاجز المتوسط وأبطل العداوة بجسده... ملحوظة: في الطقس حاليًا لا يُقال هذا البولس. ويقال البولس في قداس خميس العهد. أما في رفع البخور فيقال فصل الأبركسيس أع 1: 15-20 وفيه كلام بطرس الرسول عن يهوذا الاسخريوطي الذي صار دليلًا للذين قبضوا على يسوع... الذي سقط على وجهه وأنشق من وسطه فانسكبت أحشاؤه كلها مزمور باكر 54: 21، 12 كلامه ألين من الزيت وهو نصال (سيف مسلول) عن يهوذا الاسخريوطي الذي سلم سيده لليهود بقوله "يا سيدي وقبله" وكانت هذه علامة ماكرة. إنجيل باكر لو 22: 7-13 أرسل بطرس ويوحنا قائلًا امضيا واعدا لنا الفصح لنأكله... حتى يكمل ناموس وطقوس العهد القديم قبل أن يؤسس ناموس وطقوس وأسرار العهد الجديد، عهد النعمة والكمال. الثالثة: اقتراب وقت صلبه خر32: 30-الخ، 33: 1-5 انتم شعب صلب الرقبة. سي 24: 1-15 زك 9: 11-15 وبدم عهدك أطلق أسراك من الجب... لأن دم المسيح يطلقنا من أسر الخطية والهلاك، وبدمه خلص الذين كانوا قد ماتوا على الرجاء ونزل إلى الجحيم وأطلق أسرى الرجاء من جب الجحيم إلى فردوس النعيم. أم 29: 27 ألخ، 30: 1 يا أبني اسمع كلامي واقبله وتب... سماع كلام الله والعمل به والتوبة عن الخطية أمور لازمة قبل التناول من جسد ودم مخلصنا الصالح. مز 93: 21، 23 يلقون إلى الحكم دمًا زكيًا (دم المسيح). مت 26: 17 - 19 المعلم يقول إن زماني قد اقترب... السادسة: مكان إعداد الفصح وتأسيس سر الشكر المقدس. أر 7: 2-15 إذا قومتم طرقكم وأعمالكم... أسكنكم في هذا الموضع. حز 20: 39-44 هناك أطلب قرابينكم وباكورات مرفوعاتكم مع كل مقدساتكم وبرائحة البخور أقبلكم. سي 12: 13الخ، 13: 1 مز30: 18، 13 لتصر خرساء الشفاه الغاشة المتكلمة على الصديق بالإثم (مثل شفاة يهوذا واليهود). مر14: 12-16... فهو يريكما عليّة كبيرة مفروشة معدة هناك اعّدا لنا. قلب المؤمن يجب أن يكون مثل هذه العلية كبير وحكيم ومفروش بالفضائل وحياة التوبة ثم هو عال عن الدنايا والخطايا والشهوات وبذلك يستحق أن يتقبل جسد المسيح ودمه الأقدسين. التاسعة: إعداد الفصح وتجهيزه تك22: 1-19 خذ ابنك الحبيب الذي تحبه اسحاق... واصعده لي محرقة. اسحاق ذبيح النية وحيد أبيه وحبيبه هو رمز لابن الله الوحيد الحبيب الذي قدم نفسه ذبيحة عن خطايانا. اش 61: 1-6 روح الرب عليّ لأنه مسحني لأبشر المساكين وأرسلني لأشفي المنكسري القلوب... نبوة عن عمل المسيح. تك14: 17-20 أخرج ملكي صادق ملك ساليم خبزًا وخمرًا لأنه كان كاهن الله العلي وبارك أبرام... ذبيحة ملكي صادق من الخبز والخمر ترمز لذبيحة العهد الجديد المكونة من خبز وخمر يتحولان إلى جسد ودم عمانوئيل إلهنا. أي 27: 1-الخ، 28: 1-13 ما دامت نسمتي فيّ وروح القدس في أنفي لن تنطق شفتاي أثمًا ولا تتلو نفسي ظلمًا. مز 22: 1 الرب يرعاني فلا يعوزني شيء... به نشبع ونرتوي. مت 26: 17-19 فعل التلاميذ كما قال لهم يسوع وأعدوا الفصح. قراءات اللقان يوم خميس العهد بعد إتمام صلاة الساعة التاسعة تقام صلوات اللقان الخاص بخميس العهد، وتقال هذه الصلوات على ماء اللقان لذلك نجد أغلب القراءات يذكر فيها الماء. النبوات: 1- تك18: 1-23 فليؤخذ قليل ماء واغسلوا أرجلكم 2- أم9: 1-11... الحكمة (المسيح) بنت بنيها (الكنيسة) دعمته بسبعة أعمدة (أسرار الكنيسة السبعة)... كلوا من خبزي (جسد المسيح) واشربوا من خمري التي مزجتها (دم المسيح) اتركوا الجهالات فتحيوا (التوبة أم الحياة وهي لازمة قبل تناول جسد ودم المسيح إلهنا). 3- بعض آيات من أصحاحي 14، 15 من سفر الخروج حينما عبر إسرائيل البحر الأحمر وداست أرجلهم البحر وانطمس اعداؤهم في العمق 4- يشوع 1، 2، 3 ملخص للأصحاحات الثلاثة عن عبور نهر الأردن بقيادة يشوع بن نون 5- إش 4: 1-4 "لأن الرب يغسل أعمال بني البشر وأولاد صهيون". 6- إش 55: 1-13، 56: 1 أيها العطاش اذهبوا إلى المياه... لتأكلوا وتشربوا بلا فضة ولا ثمن. 7- حز 36: 25-28 إني سأنضح عليكم ماء مختارًا فتطهرون من جميع خطاياكم وآثامكم. 8- حز 47: 1-9 ثم حملني الروح وأدخلني إلى باب البيت وإذا ماء خارج من المشرق. البولس من تيموثاؤس الأولى 4: 9-16، 5: 1-10 وتدعى أرملة إن لم تكن أقل من ستين سنة إمرأة رجل واحد ويكون مشهودًا لها في أعمال صالحة وتكون قد ربت الأولاد وأضافت الغرباء وغسلت أرجل القديسين... (غسل الأرجل بالماء). مز 50: 7-10 تنضح على بزوفاك فأطهر وتغسلني فأبيض أكثر من الثلج. يو 13: 1-17... قام عن العشاء (عشاء الفصح) وخلع ثيابه واتزر بمئزرة ثم صب ماء في مغسل وابتدأ يغسل أرجل تلاميذه ويمسحهما بالمنشفة فأن كنت أنا ربكم ومعلمكم قد غسلت أرجلكم فيجب أن يغسل بعضكم أرجل بعض. ملاحظات: 1- نعمل لقان خميس العهد تذكارًا لغسل المسيح أرجل تلاميذه ولقان عيد الرسل تنفيذًا لوصية المسيح يجب أن يغسل بعضكم أرجل بعض، وغسل الأرجل كما يعني الطهارة والنقاوة يعني أيضًا عمق الاتضاع لأن غسل الأرجل أصلًا من عمل العبيد والخدم. 2- بعد قراءة الإنجيل يكمل الكاهن الأواشي والطلبات وقداس اللقان كما هو مدون في كتاب اللقان والسجدة ثم يغسل الكاهن أرجل كل الحاضرين، الكهنة ثم الشمامسة ثم الرجال واحدًا واحدًا، أما النساء فيرشمهن الكاهن بلفافة مبلولة بماء اللقان في جباههن وأيديهن فقط. 3- غسل المخلص أرجل تلاميذه قبل أن يؤسس سر الشكر هو كناية عن ضرورة التوبة والاعتراف لغسل الروح والقلب والفكر قبل التقدم للتناول من جسد المسيح ودمه الأقدسين في سر الشكر "الأفخارستيا". قداس خميس العهد بعد انتهاء اللقان وغسل الأرجل يدخل الكاهن إلى الهيكل ويبدأ القداس الإلهي باختيار الحمل وصلاة الشكر. قراءات القداس البولس 1 كو 11: 23-الخ لأني تسلمت من الرب ما سلمته إليكم أن الرب يسوع في الليلة التي أسلم فيها أخذ خبزًا وشكر وكسر... وكذلك الكأس أيضًا بعد العشاء قائلًا هذه الكأس هي العهد الجدد بدمي ثم يورد بعض الشروط والمحاذير اللازمة عند التقدم للتناول من هذا السر العظيم المخوف. ملاحظة: لا يوجد كاثوليكون ولا أبركسيس``Pra[ic لأن الرسل لم يكونوا قد خرجوا للكرازة. مز22: 4، 5 - مز 40: 8 هيأت قدامي مائدة مقابل الذين يضايقونني... الذي يتناول من مائدة جسد ودم المسيح باستحقاق ينال قوة بها يغلب أعداءه وكل مضايقيه ويحيا حياة الغلبة والنصرة. الإنجيل مت 26: 20-29 أخذ يسوع خبزًا وباركه وقسمه وأعطى تلاميذه وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي. وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلًا اشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك عن كثيرين لمغفرة الخطايا... وهكذا أسس الرب سر التناول من جسده ودمه الأقدسين "فصح العهد الجديد". الساعة الحادية عشر: خروج يهوذا عند بدء التناول يقفل الكاهن ستر الهيكل ويبدأون في صلوات وقراءات الساعة الحادية عشرة (بدل التوزيع). النبوات اش52: 13-الخ، 53: 1-الخ يصف آلام المسيح وجراحاته من أجل خلاصنا. إش 19: 19-25 يكون للرب مذبح في وسط أرض مصر. تقدم عليه ذبيحة التناول التي أسسها الرب في هذا اليوم ووجود المذبح في أرض مصر يعني دخول الأمم إلى الإيمان بالمسيح وهو أيضًا نبوة عن تأسيس الكنيسة القبطية. زك 12: 11-الخ، 13 كله، 14: 1-3 أقول له، ما هذه الجروح التي في يديك فيقول لي هذه التي جرحت بها في بيت أحبائي... أضرب الراعي فتتبدد الخراف. مز 49: 17، 18 وأنت قد أبغضت أدبي وألقيت كلامي خلفك. إذا رأيت سارقًا سعيت معه ومع الفسقة جعلت نصيبك (نبوة عن يهوذا الاسخريوطي). يو13: 21-30... غمس اللقمة وأعطاها ليهوذا سمعان الاسخريوطي. بعد اللقمة دخله الشيطان... فخرج لوقته وكان ليلًا. ملاحظات: 1- اللقمة التي أخذها يهوذا هي لقمة الفصح اليهودي وليس التناول لأن التناول ليس فيه لقمة بل جسد وليس فيه غمس بل أعطي تلاميذه جسده أولًا ثم دمه ثانيًا كلًا على حده. 2- بعد أن تناول يهوذا اللقمة الفصح دخله الشيطان ثم قام وخرج ولم يحتمل أن يبقى مع المسيح وتلاميذه الأطهار، وبذلك لم يحضر تأسيس سر التناول ولم يتناول من جسد ودم المسيح لأنه غير مستحق لهما. 3- خرج يهوذا في سواد الليل لكي يفعل فعلته السوداء بأن ذهب إلى رؤساء كهنة اليهود وقائد جند الهيكل لكي يصطحبهم إلى بستان جثسيماني لكي يقبضوا على السيد المسيح ويحاكموه محاكمات ظالمة ثم يصلبوه ليتخلصوا منه حسب مؤامرتهم وخطتهم المرسومة. سواعي ليلة الجمعة العظيمة تدور القراءات حول أحداث القبض على المخلص، وقد رتبت الكنيسة ابتداء من هذه الساعة أن تتلوا أربعة أناجيل في كل ساعة من سواعي البصخة. الساعة الأولى: النصائح والوصايا الوداعية لتلاميذه، ويشملها الخطاب الوداعي الأخير الذي ألقاه الرب على تلاميذه عقب خروج يهوذا الاسخريوطي لإتمام القبض على المخلص، وهذا الخطاب يقع في خمسة إصحاحات من بشارة يوحنا الإنجيلي 13، 14، 15، 16، 17، وقد قسمته الكنيسة إلى أربعة أقسام تتلوها في هذه الساعة وتسمى "فصول البارقليط" أي المعزي، لأنه يتكلم فيها كثيرًا عن الروح القدس المعزي الذي سيرسله إلى تلاميذه ولأن فيها كلمات تعزية كثيرة يطمئن ويثبت بها تلاميذه. النبوة أر 8: 17- الخ، 9: 1-6 من يعطي لرأس ماء ولعيني ينبوع دموع فأبكي على هذا الشعب ليلًا ونهارًا... كل واحد يتعقب تعقبًا وكل واحد يسعى بالنميمة... رياء على رياء ومكر على مكر. المزمور 101: 1، 8 الحانقون عليّ تحالفوا عليّ. يو 13: 33 - 14: 25 يو 14: 26 - 15: 25 يو 15: 26 - 16: 33 يو 17: 1-26 صلاة المسيح الشفاعية القوية. ملحوظة: فصول أناجيل هذه الساعة أطول فصول في قراءات البصخة كلها. الساعة الثالثة: شكوك التلاميذ ومحاولة علاجها. النبوة: حز 36: 16-36 صببت غضبي عليهم من أجل الدم الذي سفكوه على الأرض... مز 108: 1، 2، 3 ...فم الخاطئ وفم الغاش قد انفتحا عليّ وبكلام بغض أحاطوني وحاربوني مجانًا (بلا سبب). الأناجيل: مت 26: 30-35 الخروج إلى جثسيماني: ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون حيث يوجد بستان جثسيماني. مر 14: 26-31 شكوك التلاميذ وتبدد الرعية: قال لهم يسوع كلكم تشكون فيّ في هذه الليلة لأنه مكتوب إني أضرب الراعي فتتفرق الخراف. لو 22: 31-39 الشيطان يغربل إيمان التلاميذ: الشيطان قد طلبكم لكي يغربلكم مثل الحنطة، ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك... يو18: 1-2 استعداد المخلص للقبض عليه خرج مع تلاميذه إلى وادي قدرون حيث كان في ذلك الموضع بستان فدخله يسوع مع تلاميذه. ويهوذا كان يعرف أيضًا ذلك المكان... لم يخف يسوع ولم يختف ولكنه خرج إلى ذلك المكان المكشوف وهو عارف بكل تفاصيل المؤامرة التي تحاك للقبض عليه. السادسة: صلاته الحارة الحزينة في البستان النبوة: حز 22 : 23 - 28 لم يميزوا بين البار والفاجر وبين النجس والطاهر... ورؤساؤهم في وسطها كالذئاب الخاطفة. المزمور 58: 1، 68: 20 خلصني من أعدائي يا الله ومن الذين يقومون عليّ أنقذني هذا المزمور يوافق صلاة الرب في البستان: يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس. الأناجيل: مت26: 36-46 حزن المسيح: ابتدأ يحزن ويكتئب. مر 14: 32-42 حث تلاميذه على الصلاة: امكثوا هنا واسهروا... اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة. لو 22: 40-46 عرقه يتصبب كقطرات دم: وحدث وهو يصلي بأشد لجاجة جاثيًا على ركبتيه أن صار عرقه كلون الدم نازلًا على الأرض. يو 18: 3-9 مجيء يهوذا للقبض عليه: وأن يهوذا أخذ الجمع وخدامًا من عند رئيس الكهنة والفريسيين وجاء إلى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح. الساعة التاسعة: القبض على يسوع النبوات: أر 9: 7-15 لسانهم سهم حاد وكلمات أفواههم غاشة. يتكلم مع قريبه كلامًا سلاميًا والعداوة في قلبه. كل هذا الكلام ينطبق على يهوذا الخائن الذي سلم سيده بقبله غاشة قائلًا "السلام لك يا سيدي". حز21: 28-32 الرب يجازي الأشرار على شرهم: أيها السيف المسلول للذبح، المصقول للنهاية، قم وابرق... لتقطع أعناق المخالفين الذين قربت أيامهم وكمل زمان ظلمهم. المزمور 27: 3، 4 المتكلمون مع أصحابهم بالسلام والشر في قلوبهم. إعطهم يا رب حسب أفعالهم وفعل شر أعمالهم (نبوة عن يهوذا الاسخريوطي). المزمور 34: 4 فليخز وليخجل جميع الذين يطلبون نفسي وليرتدوا إلى الوراء ويفتضح الذين يتآمرون علي بالسوء الليلويا. الأناجيل: مت 26: 47-58 القبلة الغاشة: وللوقت تقدم (يهوذا) إلى يسوع وقال له السلام يا معلم وقبل فاه... مر 14: 43-54 القبض على يسوع: فالقوا أيديهم عليه وأمسكوه. لو22: 47-55 قطع أذن العبد: وضرب واحد منهم عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمنى... فلمس يسوع أذنه وأبرأها ونهى الرب تلميذه عن استخدام العنف. يو 18: 10-14 الذهاب بيسوع إلى رؤساء الكهنة: ... جاءوا به أولًا إلى حنان لأنه كان حما قيافا رئيس الكهنة. الساعة الحادية عشرة: محاكمة المخلص أمام رؤساء اليهود. النبوة: إش 27: 11-الخ و 28: 1-15. مجازاة الأشرار: لذلك لا يرحمه خالقه ولا يتراءف عليه جابله... اللعنة تأكل مشورتهم لأنها جور. المزمور 2: 1-3 لماذا ارتجت الأمم وهزأت الشعوب بالباطل: قام ملوك الأرض والرؤساء، اجتمعوا على الرب وعلى مسيحه (قبضوا عليه واجتمعوا لمحاكمته). الأناجيل: مت 26: 59-الخ مر 14: 55-الخ لو22: 56-65 يو 18: 15-27 وتحوي هذه الأناجيل محاكمة المخلص أمام حنان ثم أرسله موثقًا إلى قيافا حيث تمت المحاكمة الثانية وهناك أنكر بطرس سيده وصاح الديك فخرج بطرس خارجًا وبكى بكاء مرًا، كما تم الاستهزاء بيسوع فكانوا يهزءون به ويضربونه ويجدفون عليه ثم اجتمع أعضاء مجمع السنهدريم ليلًا في بيت قيافا رئيس الكهنة في جلسة طارئة وغير عادية لمحاكمة المخلص "وأما رؤساء الكهنة والمجمع كله فكانوا يطلبون شهادة زور على يسوع ليقتلوه، ولما وجدوها حكم الجميع على يسوع أنه مستوجب الموت، وهكذا حكموا عليه بالموت.
المزيد
24 أبريل 2019

يوم الأربعاء من أحداث أسبوع الآلام

مت3:26-5، 14-16 + مر1:14-2، 10، 11+ لو1:22-6 بنهاية أمثال الرب فى (مت25) تنتهى تعاليم الرب وأعماله. وإنتهت بنهاية يوم الثلاثاء أيام عمل مكثف للرب وكان يوم الأربعاء يوم راحة للرب قضاه مع تلاميذه بالقرب من بيت عنيا فى هدوء يشرح لهم حقيقة صلبه (مت26 : 1). وقطعا كان تلاميذه فى حاجة لهذه الجلسة الهادئة ليتهيأوا للأحداث الجسام والتى ستبدأ فى الغد، يوم الخميس. وكان الرب يسوع قد أخبر تلاميذه بحقيقة الصلب عقب إعتراف بطرس بأن المسيح هو إبن الله. والمرة الثانية كانت بعد التجلى، والمرة الثالثة كانت قبل دخوله الملوكى إلى أورشليم (مت20 : 17 - 19). وبينما كان الرب يخبرهم فى المرات السابقة بخبر الصلب على أنه شئ فى المستقبل، لكنه الآن يخبرهم بميعاد الصلب. ولنا أن نتصور كيف جلس تلاميذه حوله فى حزن وإضطراب إذ أخبرهم بأنه سيسلم ويصلب فى الفصح بعد يومين، فهم أحبوه حقيقة ما عدا واحدا منهم كان قلبه قد إمتلأ بالظلمة. فحين خرجت محبة يسوع من قلب يهوذا دخله الشيطان. بالنسبة للسيد المسيح فقد اعتزل في هذا اليوم. غالبًا في بيت عنيا. وفي هذا اليوم إجتمعت السلطات الدينية معًا ليدبروا قتل المسيح، وتآمر معهم يهوذا. وتهتم الكنيسة بهذا الأمر وتكرس يوم الأربعاء على مدار السنة فيما عدا أيام الخمسين، لكي يصوم المؤمنون تذكارًا لهذا التشاور الرديء. وفي يوم أربعاء البصخة تقرأ القراءات عاليه مع قصة المرأة التي سكبت الطيب على قدمي المسيح وهي مريم أخت لعازر، ليظهر الفرق بين ما عملته مريم وما عمله يهوذا. بنهاية أمثال الرب فى (مت25) تنتهى تعاليم الرب وأعماله. وإنتهت بنهاية يوم الثلاثاء أيام عمل مكثف للرب وكان يوم الأربعاء يوم راحة للرب قضاه مع تلاميذه بالقرب من بيت عنيا فى هدوء يشرح لهم حقيقة صلبه (مت26 : 1). وقطعا كان تلاميذه فى حاجة لهذه الجلسة الهادئة ليتهيأوا للأحداث الجسام والتى ستبدأ فى الغد، يوم الخميس. وكان الرب يسوع قد أخبر تلاميذه بحقيقة الصلب عقب إعتراف بطرس بأن المسيح هو إبن الله. والمرة الثانية كانت بعد التجلى، والمرة الثالثة كانت قبل دخوله الملوكى إلى أورشليم (مت20 : 17 - 19). وبينما كان الرب يخبرهم فى المرات السابقة بخبر الصلب على أنه شئ فى المستقبل، لكنه الآن يخبرهم بميعاد الصلب. ولنا أن نتصور كيف جلس تلاميذه حوله فى حزن وإضطراب إذ أخبرهم بأنه سيسلم ويصلب فى الفصح بعد يومين، فهم أحبوه حقيقة ما عدا واحدا منهم كان قلبه قد إمتلأ بالظلمة. فحين خرجت محبة يسوع من قلب يهوذا دخله الشيطان. يهوذا كان يهوذا التلميذ الوحيد الذى من اليهودية، أما الباقون فكانوا من الجليل. وكان لكفاءته المالية والإدارية قد أعطاه السيد أمانة الصندوق (كانت كفاءته هذه هى وزنته) ولكنه تحول إلى لص وخائن. وهناك سؤال لماذا ترك السيد الصندوق معه بعد أن إكتشف أنه يسرق؟ هو لم يكن هكذا أولا لكنه مع الوقت ومع اليأس من إشهار المسيح نفسه كملك فيحصل هو على منصب كبير، بدأ فى إستغلال القليل الذى فى الصندوق. وربما بدأ اليأس يزداد فى قلبه من حصوله على نصيب كبير بعد ملك المسيا بعد سماع طلب أم إبنى زبدى بمراكز كبيرة لإبنيها، وطلب بطرس نصيبه الذى سيحصل عليه إذ ترك كل شئ. لقد إختاره الرب لكفاءته، وتركه بعد أن علم بالسرقة أولا لرحمته وطول أناته، وثانيا حتى لا يدفعه لليأس والعزلة وقد يدفعه هذا للإرتداد عن المسيح فيخسر المسيح هذه النفس. إذاً بداية مشكلة يهوذا كانت فساد داخلى والرب أعطى له فرصة للتوبة ولكن الفساد ظل ينمو داخليا حتى وصل للسقوط المروع. وزنته أو موهبته كان من الممكن أن يمجد بها الله لكنه إنحرف داخليا بسبب المال فكانت موهبته سبب هلاكه. إلتحق يهوذا بالمسيح فى بداية تجمع التلاميذ حول المسيح وكله أمل فى منصب مغرى له ماديا. وأعجب بتعاليم الرب ومعجزاته وسلطانه على الأرواح النجسة، بل صار له هو أيضا سلطان على الأرواح النجسة مع بقية التلاميذ. ورأى خضوع المعمدان للمسيح وسمع شهادة المعمدان عنه. ولكن مع الوقت بدأ اليأس والإحباط يدب فى قلبه، فقد إستشهد يوحنا ولم ينتقم له المسيح، بل أن المسيح إنسحب من المكان. ثم رفض المسيح الملك إذ طلب الشعب أن يملكوه. ثم يطلب الفريسيين منه آية من السماء لإثبات أنه المسيا فيرفض. ويطلب إخوته منه النزول إلى أورشليم ليظهر نفسه فيرفض. ثم إصراره على أنه سيصلب ويموت. وكان كل هذا ضد طموحاته التى جعلته يسير وراء المسيح. وربما بدأ الشك يملأ قلبه وخميرة الفريسيين تنمو داخله ويصدق أن المسيح يعمل معجزاته بواسطة بعلزبول. ومع أنه قد إتضح للكثيرين أن مملكة المسيح هى مملكة روحية تصادم هذا مع أحلام يهوذا فى مملكة مادية وسلطان ومكاسب مادية. وربما دخله الإحباط عندما لم يصعد إلى جبل التجلى وفشله مع بقية التلاميذ فى شفاء الولد المجنون. وهنا نجد أن الإحباط داخله إزداد وتحول لكراهية للمسيح. وهكذا كل منا معرض لتلك التجربة حينما لا يسمح الله بتحقيق أحلامنا المادية فيقودنا الإحباط إلى ظلمة القلب. وربما مع تأكيد المسيح المتكرر بأنه سيصلب قال يهوذا فلأخرج بأى مكسب وتوجه لرؤساء الكهنة، وكانوا مجتمعين يدبرون المؤامرة لقتل المسيح. وتكون الإجتماع من قيافا ورؤساء الكهنة والسنهدريم والرؤساء. وكان هؤلاء هم حلقة الوصل بين الشعب وبين السلطات الرومانية. وهذا المجمع كان يجتمع فى حالة الجرائم السياسية مثل هذه التى يريدون إلصاقها بالمسيح، وليس فى القضايا الصغيرة. وباع يهوذا نفسه وقال لهم "ماذا تريدون أن تعطونى". وباع سيده فى مقابل 30 من الفضة وهى ثمن العبد، فالمسيح صار عبدا لفدائنا. وأخذوا الثلاثين فضة من نقود الهيكل المخصصة لشراء الذبائح العامة فى المواسم والتقدمات اليومية النهارية والليلية. وهكذا صار المسيح ذبيحة لأجلنا. ويا لبؤس يهوذا الذى فى ضيقته لم يجد أحدا بجانبه فهو ترك المسيح ولم يقف بجانبه رؤساء الكهنة ولا أحد، ولم تنفعه الفضة بل رماها وذهب لمصيره المشئوم. لماذا طلب الرب عن بطرس ولم يطلب عن يهوذا المسيح قال لبطرس ليلة الخميس أنه سأل عنه لكى لا يهلك. والرب سأل عنه لأنه فتيلة مدخنة لا يطفئ، بينما لم يسأل عن يهوذا فلم يكن هناك داخله فتيلة مدخنة بل وصل للكراهية الكاملة للرب يسوع. الرب يسوع لم يجد فيه فتيلة مدخنة. ولقد إستنفذ معه الرب كل الوسائل بلا فائدة، ولكنه كان قد ترك أبواب قلبه مفتوحة للشيطان فملأ الشيطان قلبه وساده الظلام تماما (يو13 : 27) ولكن نلاحظ أن الرب نادى بطرس بإسمه القديم قائلا "سمعان سمعان" (لو22 : 31 ، 32) إذ كان يخاطب الإنسان العتيق الذى بداخله. فإنكار بطرس للمسيح شئ ينتمى للإنسان العتيق الذى فيه. حنان وقيافا (من كتاب إدرشيم العالم اليهودى المتنصر) وهو حنان السيئ السمعة فى العهد الجديد. وظل هو وإبنه فى رياسة الكهنوت حتى تولى بيلاطس البنطى ولاية اليهودية. وتبعه قيافا زوج إبنته فى رياسة الكهنوت. وفى الهيكل تجد الصيارفة الذين يتواجدون وبكثرة فى المواسم وبالذات الفصح. فكانت أعداد الحجاج بمئات الألوف من كل أنحاء الدنيا. وبحسب الشريعة كان على كل واحد ما عدا الكهنة تسديد ضريبة للهيكل نصف شيكل. ومن يرفض دفع النصف شيكل يتعرض للحجز على بضائعه. لكن حجاج اليهود الآتين من بلاد مختلفة كان الموجود معهم عملات بلادهم. فكان عليهم أن يذهبوا للصيارفة لتغيير نقودهم إلى العملة اليهودية أى الشيكل ليدفعوا الضريبة السنوية للهيكل. وشرع الصيارفة لأنفسهم نسبة أرباح لهم من تغيير العملات، وكان ما يحصلون عليه مبالغ ضخمة. بل كان هؤلاء الصيارفة يدخلون فى صفقات وحوارات مع كل من يأتى إليهم للحصول على أكبر كم من الربح. وكان هناك غش كثير فى الموازين. كل هذا سبب أرباحا ضخمة لهؤلاء الصيارفة. ويقال أن "كراسوس" إستولى من هؤلاء الصيارفة فى الهيكل ذات مرة على مليونين ونصف إسترلينى (هذا الرقم مقدر من أيام تأليف هذا الكتاب فى منتصف القرن التاسع عشر). يضاف لهذا تجارة المواشى والطيور التى تقدم كذبائح فى الهيكل. وحتى فى هذه التجارة إنتشر الغش بسبب الشرط أن يكون الحيوان الذى يقدم بلا عيب. وكان التلاعب فى هذا الموضوع سببا فى أرباح عالية بالإضافة للمغالاة فى أسعار الذبائح. وتصور الحال فى هيكل العبادة لله، مع كل هذا الكم من الطمع والغش والخداع والتجارة والمشاحنات بين الصيارفة وبائعى الحيوانات والطيور (والفصال فى الأثمان) والمشاحنات بين الناس ومن يقوموا على الكشف على الحيوان ليتأكدوا من خلوه من العيوب. وكان هناك أيضا تجارة السكائب وكل ما يقدم كتقدمات فى الهيكل. وفى أيام المسيح كان من يقومون بهذه التجارة هم أولاد حنان رئيس الكهنة. وكانت المحال التى يتم فيها هذه التجارة تسمى "بازار أولاد حنان". وحقا كان التجار والصيارفة يكسبون مكاسب ضخمة من هذه التجارة. ولكن كان المكسب الأكبر للكهنة الذين يحصلون على جزء من الأرباح. والمعروف وقتها أن عائلة رئيس الكهنة تربح من كل هذه التجارة أرباح خيالية. بل صارت عائلة رئيس الكهنة مشهورة بالشراهة والجشع والفساد. وبعد كل هذا ... هل يصح أن يكون هذا بيت صلاة؟! بل صار مغارة للصوص كما قال الرب. ولقد صوَّر فساد هذه العائلة يوسيفوس المؤرخ وكثير من الربيين الذين أعطوا صورة مرعبة عما كان يحدث. وقال يوسيفوس عن حنان الإبن وهو إبن حنان رئيس الكهنة أنه كان خزينة للنقود، وإغتنى غناء فاحشا. بل كان يغتصب بالعنف حقوق الكهنة الشرعية. وسجل التلمود اللعنة التى نطق بها (آبا شاول) أحد الربيين المشهورين فى أورشليم على عائلة حنان رئيس الكهنة وعائلات رؤساء الكهنة الموجودين، والذين صار أولادهم وأصهارهم مساعدين لهم فى جباية الأموال، وصار خدامهم يضربون الشعب بالعصى. وهم يعيشون فى رفاهية ونهم وشراهة وفساد وسفه فى صرف أموالهم. وقال التلمود عنهم "لقد كان الهيكل يصرخ فى وجوههم .. أخرجوا من هنا يا أولاد عالى الكاهن لقد دنستم هيكل الله". وهذا كله يساعد على فهم ما عمله يسوع فى تطهير الهيكل، وسبب عداء رؤساء الكهنة له. وهذا أيضا يعطى تفسير لماذا لم يعترض الجمهور الموجود على ما عمله يسوع. وخاف المسئولون عن مواجهته أو القبض عليه من هياج الجماهير والحامية الرومانية على بعد خطوات فى قلعة أنطونيا. [أضف لذلك هيبة المسيح التى أخافت الجميع كما حدث ليلة القبض عليه، فالمسيح حين يريد تظهر هيبته وإذا إستسلم لهم يكون هذا بإرادته]. ولكنهم خزنوا حقدهم ضد المسيح ليوم الصليب. وعند محاكمة المسيح إقتاده الجند الرومان وخدام الهيكل مقيدا إلى قصر حنان حما قيافا رئيس الكهنة الرسمى. وهم ذهبوا إلى حنان فهم يعلموا أنه الرجل القوى على الرغم من وجود قيافا فى المركز الرسمى. وكان حنان غنيا جدا هو وأولاده وإستخدم نقوده فى عمل علاقات قوية مع السلطات الرومانية. وكان صدوقيا متفتحا بلا تزمت قادر على إرضاء السلطات الرومانية. ولم يسجل التاريخ اليهودى رجلا فى قوة وغنى ونفوذ حنان. وعمل ثروته مستغلا الهيكل. وكان حنان قد تولى رئاسة الكهنوت لمدة 6 أو 7 سنوات وجاء بعده قيافا زوج إبنته ثم ليس أقل من 5 من أبنائه وأحد أحفاده. وكان فى مكانه أفضل من رئاسة الكهنوت الرسمية، فهو يدبر ويخطط بلا مسئوليات ولا قيود رسمية. وطبعا كان إلتفاف الشعب حول المسيح سوف يسبب خسائر جسيمة مادية لكل هؤلاء الرؤساء. وطبعا كان حنان من ضمن الذين قرروا موت يسوع. ولكن المذكور فى الكتاب أن قيافا هو الذى أشار بذلك. وذهب الجند الرومان بالرب يسوع إلى حنان مباشرة كإختيار واقعى عملى فهو صاحب القرار عمليا وهم يعرفون هذا. وذهب الرب يسوع لرؤساء الكهنة هؤلاء ليقدموه ذبيحة فصح حقيقية وكآخر ذبيحة مقبولة يقدمونها ككهنة. (مت3:26-5): "حينئذ اجتمع <="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;"> رؤساء الكهنة والكتبة وشيوخ الشعب إلى دار رئيس الكهنة الذي يدعى قيافا. وتشاوروا لكي يمسكوا يسوع بمكر ويقتلوه. ولكنهم قالوا ليس في العيد لئلا يكون شغب في الشعب." <="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;"> رؤساء الكهنة أي مَنْ يمثلون الكهنة. حنان وقيافا+ رؤساء الفرق (فرق الكهنة الأربعة والعشرين). وشيوخ الشعب هم رؤساء العائلات ومنهم نجد مجمع السنهدريم أي المجمع الأعظم الذي له السلطة العظمى في كلا الأمور الروحية والمدنية. قيافا= هو رئيس الكهنة الفعلي. وكان حنان الذي عزله بيلاطس هو حما قيافا. ولكن غالبًا كان حنان له تأثير ونفوذ كبير. ولذلك في محاكمة المسيح فحصه حنان أولًا أي سأله عن تلاميذه وخدمته، ثم أرسله إلى قيافا. وقيافا هذا كان صدوقيًا. قالوا ليس في العيد= ولكن الله دبَّر أن يكون صلبه أمام يهود العالم كله لينتقل الخبر للعالم كله. ولماذا لم يكتشف <="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;"> رؤساء الكهنة شخص المسيح ويفرحوا به كرئيس الكهنة الأعظم؟! كان هذا بسبب اهتمامهم بالكرامات الزمنية وخوفهم على مصالحهم الشخصية ومكاسبهم المادية وشكلية عبادتهم. وهذا قد فهمه بيلاطس أنهم "أسلموه حسدًا" (مر10:15). فالحسد أعمى عيونهم. (مت14:26-16): "حينئذ ذهب واحد من الاثني عشر الذي يدعى يهوذا الاسخريوطي إلى <="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;"> رؤساء الكهنة. وقال ماذا تريدون أن تعطوني وأنا أسلمه إليكم فجعلوا له ثلاثين من الفضة. ومن ذلك الوقت كان يطلب فرصة ليسلمه." ثلاثين من الفضة= ثمن شراء العبد حسب الناموس (خر32:21) المسيح بيع كعبد لكي يحررنا من العبودية. وتحققت بهذا نبوة زكريا (13:11). وكان الهدف من خيانة يهوذا أن يسلمه منفردًا بعيدًا عن الجموع (لو6:22)، إذ هو يعرف الأماكن التي ينفرد فيها مع تلاميذه سرًا. لقد أعمىالطمع أعين التلميذ، أمّا مريم فقد فتح الحب قلبها. وغالبًا فقد كان<="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;"> رؤساء الكهنة قد دبروا أنهم يلقون القبض على المسيح بعد الفصح ولكن عرض يهوذا سهل عليهم الأمر وعدلوا خطتهم لتصير قبل الفصح. وربما هم اهتموا بأن يتعجلوا القضاء عليه، حتى لا تثور الجماهير ويملكوه فيثير هذا الرومان ويسلبوا الرؤساء اليهود ما تبقى لهم من سلطة. (مر1:14-2): "وكان الفصح وأيام الفطير بعد يومين وكان <="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;"> رؤساء الكهنة والكتبة يطلبون كيف يمسكونه بمكر ويقتلونه. ولكنهم قالوا ليس في العيد لئلا يكون شغب في الشعب." الفصح وأيام الفطير= ارتبط العيدان في أذهان اليهود وكأنهما صارا عيدًا واحدًا. وكان يستخدم تعبير عيد الفطير ليشمل الفصح أيضًا، كما يطلق اسم الفصح على عيد الفطير. (مر10:14-11): "ثم أن يهوذا الاسخريوطي واحدًا من الاثني عشر مضى إلى <="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;"> رؤساء الكهنة ليسلمه إليهم. ولما سمعوا فرحوا ووعدوه أن يعطوه فضة وكان يطلب كيف يسلمه في فرصة موافقة." كان يهوذا محبًا للمال وطامعًا في مركز كبير حين يصير المسيح ملكًا. ولكن حديث المسيح عن صليبه خَيَّبَ أماله، وربما فهم أن ملكوت المسيح سيكون روحيًا وهذا لن يفيد أطماعه بشيء، بل هو سمع أن تلاميذه عليهم أن يحتملوا الإهانات وهذا لا يتفق مع أماله في العظمة والغنى. فباع المسيح. (لو1:22-6): "وقرب عيد الفطير الذي يقال له الفصح. وكان <="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;"> رؤساء الكهنة والكتبة يطلبون كيف يقتلونه لأنهم خافوا الشعب. فدخل الشيطان في يهوذا الذي يدعى الاسخريوطي وهو من جملة الاثني عشر. فمضى وتكلم مع <="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;"> رؤساء الكهنة وقواد الجند كيف يسلمه إليهم. ففرحوا وعاهدوه أن يعطوه فضة. فواعدهم وكان يطلب فرصة ليسلمه إليهم خلوا من جمع." دخل الشيطان في يهوذا ليس إكراهًا بل لأنه وجد الباب مفتوحًا لديه، وجد فيه الطمع ومحبة المال بابًا للخيانة. ثم بعد اللقمة دخله الشيطان (يو27:13). كان يهوذا قد سلّم نفسه للشيطان، صار إناءً له، ومع كل فرصة ينفتح الباب بالأكثر للتجاوب مع إبليس كسيد له يملك قلبه ويوجه فكره ويدير كل تصرفاته. أي أن يهوذا كان كل يوم ينمو في تجاوبه مع الشيطان فيملك عليه بالأكثر. لذلك علينا أن لا نفتح للشيطان أي باب يدخل منه، حتى لا يسود علينا. لذلك قال السيد المسيح "رئيس هذا العالم آتٍ وليس لهُ فيَّ شيء" إذ لم يقبل منه شيء خاطئ (راجع التجربة على الجبل) والعكس فمن يتجاوب مع الروح القدس يملأه (رؤ10:1+ 2:4). فروح الله يشتاق أن يحل في قلوب أولاده بلا توقف ليملأهم من عمله الإلهي. وأيضًا إبليس يحاول أن يملأ ويسود على من يتجاوب معهُ ويُصَيِّرَهُ أداة خاضعة له. وكل إنسان حر أن يختار ممن يمتلئ. يهوذا بدأ سارقًا وانتهى خائنًا للمسيح.
المزيد
23 أبريل 2019

بيان يوم الثلاثاء من البصخة المقدسة

فلما رجع السيد المسيح له المجد من بيت عنيا في صباح يوم الثلاثاء إلى المدينة ورأى التلاميذ أن التينة التى لعنها قد يبست تعجبوا(1) فكلمهم عن الايمان(2)وحينما دخل يسوع الهيكل سأله الفريسيون بمكر بأى سلطان تفعل هذا ومن أعطاك هذا السلطان فأجابهم على سؤالهم قائلا لهم عن معمودية يوحنا(3)ثم ضرب لهم مثل الابنين(4)ومثل الكرامين الاشرار(5)ومثل عرس ابن الملك(6) وبعدئذ سأله الفريسيون عن جواز إعطاء. الجزية لقيصر(7)والصدوقيون عن القيامة والناموسي عن الوصية العظمي(8)ثم سأل الفريسين عن اعتقادهم فيه وأظهرلهم رياءهم(9) ثم حذر الجموع وتلاميذه من خبث الكتبة والفريسين(10)ثم أعطى الويل للكتبة والفريسيين ورثى أورشليم(11) ثم مدح الارملة المسكينة التى ألقت فى الخزانة الفلسين وكانا كل ما تمتلك(12) ثم طلب أناس يونانييون أن يروه ثم تكلم قليلا مع الجمع وترك الهيكل وفيما هو خارج منه أشار تلاميذه إلى فخامة وعظمة أبنية الهيكل فأنبأهم بخرابه واضطهاد اليهود لهم إذ رثى أورشليم لاجل خرابها (13) ولما صعد إلى جبل الزيتون جلس هناك وابتدأ أن يشرح لبطرس ويعقوب ويوحنا واندراوس ترتيب الحوادث وعلامات مجيئه وخراب أورشليم وقلب الامة اليهودية إزالة نظامها(14) ومجيئه الاخير فى يوم الدينونة والحث علي السهر (15) ومثل العشر العذارى ومثل الوزنات وكان ذلك على جبل الزيتون(16) ولما أكمل يسوع هذه الاقوال كلها قال لتلاميذه أنه بعد يومين يكون الفصح وابن الانسان سيسلم للصلب(17) ثم مضى إلى بيت عنيا ليستريح فيه وفى هذا المساء تشاور رؤساء اليهود علي قتله(18) ويحسن بنا أن نصنع هنا عجالة تاريخية عن بناء الهيكل وهدمه وها هى بنى سليمان الهيكل الاول سنة 1005 قبل الميلاد فى اليوم الثاني من الشهر الثانى من السنة الرابعة لملكه فى أورشليم فى جبل المريا حيث تراءى الرب لداود أبيه حيث هيأ مكاناً فى بيدر ارنان اليبوسى(19) حيت أقام جدراناً عالية من بطن وادى يهوشافاط إلى قمة الجبل وملأ الفراغ الكائن بين القبة والجدران بالتراب والحجارة. وقل يوسيفوس المؤرخ انه كان طول بعض تلك الحجارة خمساً وأربعين قدماً وعرضه ستاً وسمكه خمساً وانه كان أكبر الحجارة فى الجانب الشرق. وزين سلمان كل ما بناه بالهيكل من غرف ودور وأروقة وأعمدة و أبواب وكانت هذه جميلة مغشاة بالفضة والذهب وأحدها من النحاس الكرنتى . و بالاجمال فأنه قدر رصع البيت بحجارة. كريمة بهية الجمال(20) وشغل بينائه مدة سبع سنين ونصف واستخدم في عملية بنائه 183300 شخصا منهم 30000 من اليهود و كانوا يخدمون بالدور 10000كل شهر ومنهم 153300 من الكنعانيين فتعين منهم 70000 لحمل الحجارة والاخشاب وغيرها و 80000 من النحاتين والنجارين و 3300 ناظراً و كانت المود تشغل علي بعد من مكان البناء فلم يسمع فى البيت عند بنائه منحت ولا معول ولا اداة حديد 1مل 7:6 وكان مقدم الهيكل نحو الشرق وخلفه بناء يقل عنه ارتفاعاً وكان على جانبى هذا البناء غرف صغيرة يدخل اليها من الخارج بواسطة باب من خشب الصندل وفوقها غرف مغشاة بالذهب لا يسمح لاحد الا للملوك أن يصعدوا اليها 1 مل 6: 8وبقى هيكل سليمان 424 سنة الي أن هدمه نبوخذ ناصر سنة 584 فبل الميلاد(21) و بنى زربابل الهيكل الثانى عز3 : 81 مكان الاول بعد سبعين سنة من هدمه فكان دون الهيكل الاول فى الزينة والبهاء ولم يكن فيه تابوت العهد اذ فقد فى السبي ولم تظهر فيه سحابة المجد. ولا كاروبا المجد ولا اوريم ولا تميم ولاروح النبوة مع ذلك فأنه قد فاق الاول مجداً وكرامة لدخول السيد المسيح فيه(22) وكثراً مادنس هذا الهيكل ملوك الامم الذين استولوا علي أروشليم وخربوا منه جانباً. وأخذ هيرودس الكبير يرممه ويصلحه ليستميل اليه قلوب اليهود وابتدأ بعمل ذلك فى السنة الثامنة عشر لملكه وذلك كان قبل الميلاد بعشرين سنة وشغل بترميمه نحو عشرة آلاف من مهرة البنائين وظل خلفاؤه يصلحونه ويبدلون فيه بعضه حتى صح قول اليهود للمسيح انه " بنى فى ست واربعين سنة " (23) وكانت فسحة الهيكل مربعة عرض كل من جدرانها اربع مائة ذراع. وكان فى ذلك الهيكل اربع أدور (الاولى) دار الامم وفي الجانب الشرقى من هذه الدار باب الهيكل الجميل(24) ويحيط بها اروقه وعلى جوانبها غرف لسكن اللاويين. فى أحد تلك الجوانب مجمع أو مدرسة لعلماء اليهود وفى تلك المدرسة جلس فيها يسوع وهو ابن اثنتى عشرة سنة فى وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم (25) وفى تلك الاورقة خاطب يسوع الشعب. وفيها كان يجتمع التلاميذ كل يوم بعد صعوده(26) و أشتهر أحد هذه الاروقة اكثرمن غيره بنسبته الي رواق سليمان(27) وكان علو هذا الرواق سبعمائة قدم وهناك جرب الشيطان المسيح بان يطرح نفسه من سطحه الى أسفل(28) وكان فى تلك الدار موائد للصيارفة وباعة الحمام وامثالهم. وسميت بدار الامم لانه لم يكن لغير اليهود ان يجاوزها الى الداخل. ولم يكن فى هيكل سليمان دار للامم فما كان فيه سوى دار للكهنة والدارالعظيمة(29) (الثانية) دار النساء ونسبت الى النساء لا لانها مختصة بهن بل لانه لم يجز لهن أن يتعدينها الى داخل فكن يأتين اليها ليقدمن القرابين. وهى أعلى من الدار الاولى فكانوا يصعدون اليها بتسع درجات وفصلوا بين الدارين بجدار من حجر علوة ذراع واقلموا قرب الدرجات عمداً من الرخام كتبوا عليها باليونانية واللاتينية انذرات للامم خلاصتها أن من جاوزها منهم الى لداخل يقتل(30) واتهم بولس انه أدخل يونانيين الى الهيكل ودنس ذلك الموضع المقدس(31) وكان اليهود يمارسون العبادة العادية فى تلك الدار (32) وكان فى جوانبها ثلاثة عشر صندوقاً يضع العابدون قرابينهم فيها(33) (الثالثة) دار اسرائيل أى دار ذكور الاسرائيلين وكانت الدار العظيمة فى هيكل سليمان تشتمل على هذه الاقسام الثلاثة(34) وهى أرفع من دار النساء وكانوا يصعدون اليها بخمس عشرة درجة وفصلوا بينهما بجدار علوه ذراع فيه ثلاثة أبواب(الرابعة)دار الكهنة شرقى داراسرائيل وفيها مذبح المحرقة والمرحضة. وغربى هذه الدار الهيكل الحقيقى وهو أعلى منها وكانوا يصعدون اليه باثنتى عشرة درجة وكل قدامه رواق متجه إلى الشرق علو قمته مائة وتسعون قدماً وفى مدخله عمودان أسم أحدهما ياكين والثانى بوعز وقسم إلى قسمين الاول القدس وطوله ستون قدماً وعرضه ثلاثون قدماً وفيه المنارة الذهبية ومائدة خبزالوجوه ومذبح البخور والثانى قدس الأقداس وهو مربع طول كل من جوانبه الاربعة ثلاثون قدماً. وكان الفاصل بينه وبين القدس حجاباً نفيساً(35) وهدم هذا الهيكل في حصارتيطس أورشليم بعد الميلاد بسبعين سنة كما تنبأ عنه السيد له المجد(36) واجتهد الأمبراطور يوليانوس أن يبنيه سنة 363 ب. م فذهب اجتهاده هو واليهودية باطلا الذين كان يسرهم اعادة بنائه غير أنه لما حفروا الاساس حدثت انفجارات شديدة وظهرت كرات نارية كسرت أدوات الشغل وثارالغبار والدخان حتى أظلم المكان ولما عادو اليهود العمل فيه ثانياً أندفعوا بقوة غير عادية والقوا جميع أدواتهم تاركين الشغل يائسين. ذكر دخول الروم إلي قدس الاقداس ذى العظمة والفخار وأحراقهم أياه بالنار(37) لما كانت الحرب قائمة بين الروم واليهود أمر تيطس أصحابه ومن جاء اليه من الجموع من سائر الامم أن يحيطوا بمدينه أورشليم ويحاصروها ويضيقوا على من بقي من أهلها فيخضعوا من غير أن يتعرضوا لمحاربتهم ففعلوا كذلك فلما طال الحصار على اليهود مات أكثر من تبقى ثم جاء من هربوا إلى تيطس فقبلهم ثم دخل الروم إلى المدينة و إلى بيت الله عز وجل. فملكوه ولم يبقى من يمنعهم عنه وآمنوا جميع من كانوا يخافونه من اليهود وكان تيطس قد أوصى أصحابه وأكد عليهم ألا يحرقوا القدس فقال له رؤساء الروم انك إذا لم تحرقه لا تستطيع أن تملك اليهود ولاتقهرهم لانهم لا يفترون ولا يكفون عن القتال لاجله ما دام باقياً فاذا حرقته ذهب عزهم و لم يبق لهم مايقاتلون عنه فتنكسر قلوبهم ويذلون فقال لهم تيطس قد علمت ذلك ولكن على كل حال لاتحرقوه حتى آمركم بحرقه وكانت الطريق إلى القدس الاجل عليها باب عظيم مصفح بصفائح فضية وكان مغلقاً لان اليهود كانوا قد أغلقوه بأحكام فجاء بعض الروم الي هذا الباب فاحرقوه ليأخذوا الفضة التى عليه. فلما أحرقوه وجدوا سبيلهم إلى القدس فدخلوا اليه وتوسطوه ثم نصبوا أصناهم فيه وقربوا ذبائحهم لتيطس سيدهم ورفعوا أصنامهم بمدحه والثناء عليه واقبلوا يفترون على البيت ويتكلون بالعظائم فلما علم من بقى من اليهود ذلك لم يصبوا فخرج قوم منهم فى اليل إلى الروم الذين فى القدس فقتلوهم فبلغ الخبر إلى تيطس فجاء بجنوده إلى القدس فقتل أولئك وهرب من بقى منهم إلى جبل صهيون فأقاموا فيه فلما كان الغد أجتمع الروم واحرقوا باب قدس الاقداس وكانت كلها مغشاة بصفائح الذهب فلما سقطت الابواب صرخوا صراخاَ عظيماً فعلم تيطس بذلك فجاء مسرعاً إلى قدس الاقداس لينعهم من احراقه فلم يتم له ذلك فان الناس كثيروا و اجتمع فيه خلق كثير من الروم وغيرهم من الامم التى كانت تعادى اليهود وتطلب التشفى منهم فغلبوا تيطس على رأيه وهو يصرخ باعلى صوته ليمنعهم. وقبل أنه قتل فى ذلك اليوم جماعة من أصحابه وذلك انهم دخلوا إلى القدس بحنق عظيم وحدة شديدة وغيظ مفرط فخرج الامر من يد تيطس ولم يقدر على منعهم. ويقال أيضاً أنه صاح فى ذلك اليوم إلى أن بح صوته ولم يسمع كلامه ولما رأى قدس الاقداس وشاهد حسنه وتفرس فى عظم بهجته ورائق جماله وكثرة زينته تحير وتعجب وقال حقاً أن هذا البيت الجليل ينبغى أن يكون بيتاً الله اله السماء والارض ومسكن جلالة ومحل نوره وأنه يحق لليهود أن يحاربوا عنه ويستقتلوا لاجله. وفد أصابت الامم وأحسنت أعظامها لهذا البيت واجلالها له وحملها له الهدايا و الاموال وانه لاعظم من هيكل روميه ومن جميع الهياكل التى شاهدناها وبلغنا خبرها والشاهد على هوالله انى لم أشأ أحراقه ولكن القوم قد فعلوا ذلك من فرط شرهم وعظم الحاحهم. ثم اشتعلت النار فى القدس واحرقت جميعه واذ علم من بقى من الكهنه بدخول الروم إلى قدس الاقداس ليحرقوه جاءوا مستقتلين فحاربوا الروم إلى أن لم تبق لهم حيلة ولا قدرة على محاربته فلما غلبوا علي أمرهم ورأوا أن البيت قد احترق قالوا بعد احتراق قدس الله مالنا وللحياة وأى عيش يطيب لنا بعد فزجوا بانفسهم فى النار فأحترقوا باجعهم وكان حريق القدس في اليوم العاشر من الشهر الخامس مثل اليوم الذى أحرق فيه الكلدانيون البيت الاول. ولما علم اليهود الذين تبقوا فى المدينة بأن قدس الاقداس قد أحترق مضوا إلى جميع ما فى المدينة من القصور الجليلة والمنازل الحسنة والابواب الملوكية فأحرقوها مع جميع ما كان فيها من الذخائر الكثيرة العدد والاموال. ولما كان غد اليوم الذى أحرق فيه القدس ظهر رجل بين اليهود يدعى النبوه قائلا إن هذا البيت يبنى كما من غير أن يبنيه إنسان لكنه يبنى بقدرة الله عز وجل فثابروا على ما أنتم عليه من مقارعة الروم والامتناع عن إطاعتهم. ولما سمع كلامه من بقي من اليهود اجتمعوا وقاتلوا الروم فظفر الروم عليهم وقتلوهم عن آخرهم وقتلوا أيضاً جمعاً كبيراً من أمة اليهود ممن كانوا قبل ذلك قد رحموهم وأحسنوا اليهم ا.ه (ذكر أشياء جرت قبل خراب القدس دلت على خرابه) كان قد ظهر على القدس قبل مجئ وسباسيانى كوكب عظيم له نور قوى شديد وكان القدس يضئ بذلك الكوكب كضوء النهار تقريباً. فأقام ذلك مدة سبعة أيام عيد الفصح ثم غاب ففرح به أعوام الناس وجهلاؤهم وأغتم العلماء واهل الفضل والمعرفة. وكانوا قد احضروا الى القدس فى ذلك العيد بقرة ليقربوا بها فلما طرحوها ليذبحوها ولدت خروفاً فأستشنعه الناس واستنكروه ومن ذلك أن باب القدس الشرقى كان باباً عظيماً ثقيلاً ولم يقدر يفتحه إلا جماعة من الرجال فلما كان فى تلك الايام كانوا يجدونه كل يوم مفتوحاً فكان الجهال يفرحون بذلك واهل العلم والمعرفة يغتمون له. وظهر بعد ذلك على بيت القدس فى الهواء صورة وجه انسان شديد الحسن عظيم الجمال والبهاء ساطع النور والضياء. وظهر فى الجو ايضاً في تلك الايام صور ركبان من نارعلى خيل من نار يطيرون فى الهواء قريباً من الارض وكان ذلك يري على أورشليم وعلى جميع أرض اليهود. وبعد ذلك سمعت الكهنة فى القدس لية عيد العنصرة حس جماعة كثيرة يذهبون ويجثون ويمشون فى الهيكل من غير أن يروا شخصاً أصيلا كانوا يسمعون حسهم. ثم كانوا يسمعون صوتاً عظيماً يقول أمضى بنا حتى نرحل من هذا- البيت وقبل خراب القدس بأربع سنين ظهر فى المدينة انسان من العامة كان يمشى بين الناس كالمجنون ويصيح بأعلى صوته قائلاً صوت فى المشرق صوت في المغرب صوت فى أربع جهات العالم صوت على أورشليم صوت على الهيكل صوت على الحصن صوت علي العروس صوت على جميع الناس الذين بأورشليم. وكان الناس يمقتونه وينتهرونه ويستثقلونه ويتصورونه بصورة متوسوس ولم يكن هو يفتر من هذا فلم يزل على ذلك حق أحاط الروم بالمدينة. فلما كان فى بعض الايام والحرب على المدينة ابتدأ أن يتكلم بما كان يتكلم به على عادته فرمى بحجر على هامته فمات. ووجد حجر قديم فى ذلك الزمان مكتوب إذا كمل بنيان القدس وصار مربعاً عند ذلك يخرب. فلما كان بعد ذلك هدم تيطس البنيان الذى كان إلى جانب القدس المسمى بالعبرانيه أنطونيا فأنه تم سور القدس بهدمه وذلك أن اليهود بنوه بنياناً جيداً وأضافوه إلى جملة القدس فصار مربعاً وكانوا قد نسوا ذلك المكتوب الذى وجدوه على الحجر. فلما رأوا القدس وقد تربع تذكر و ذلك. ووجدوا أيضاً في جانب حيط قدس الاقداس حجراً مكتوب عليه اذا صار الهيكل مربعاً يملك حينئذ علي اسرائيل ملك ويستولى علي سائر الارض فقال بعض الناس هو ملك اسرائيل وقالت الحمكاء والكتبه بل هو ملك الروم.
المزيد
22 أبريل 2019

شجرة التين غير المثمرة (مت18:21-19،[20-22] + مر12:11-14)

هناك عدة تساؤلات في موضوع التينة 1- المسيح هنا جاع وطلب أن يأكل من شجرة تين رأى أوراقها عليها خضراء ولماّ لم يجد ثمرًا لعنها فيبست!! والسؤال هل هذا الموقف يمكن تفسيره بطريقة بسيطة؟ وهل المسيح الذي صام من قبل 40 يومًا ورفض أن يطلب من الآب أن يُحوِّل له الحجارة خبزًا، حينما لا يجد تينًا على الشجرة يلعنها لأنه جائع. 2- والأعجب أن الوقت ليس وقت إثمار التين (مر13:11). من هذين السؤالين نفهم أنه لا يمكن تفسير هذه القصة إلاّ رمزيًا. فشجرة التين تشير لإسرائيل (لو6:13-9+ هو10:9+ يؤ7:1+ يه12). فالمسيح لا يشبع من التين بل من الثمار الروحية المباركة التي يراها في المؤمنين (يو31:14-35). ومنها نفهم أن المسيح يفرح بإيمان البشر، هذا ما يشبعه + أش11:53). وكان المسيح يتمنى أن يؤمن به اليهود فيشبع ولكنه كان يعلم أنهم لن يؤمنوا، فهذا ليس وقت إثمار شجرة التين اليهودية أي إيمان اليهود، فالمسيح "جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله" (يو1 : 12) . والمسيح لعنها إشارة لهدم القديم لتقوم شجرة التين المسيحية أي الكنيسة، ينتهي عهد قديم ليبدأ عهد جديد. لا يمكن أن تقوم مملكة السيد إلاّ بهدم مملكة الظلمة. ولاحظ أن لعن الأمة اليهودية كان بسبب عدم إيمانهم بالمسيح وصلبهم للسيد. بعد أن قدَّم لهم السيد كل إمكانيات الإثمار من ناموس وشريعة وأنبياء. لكنهم ظل لهم الورق، أي منظرًا حلوًا فهم لهم طقوسهم وهيكلهم وناموسهم لكنهم للأسف بدون ثمار، والثمار التي يريدها الله هي إيمانهم وأعمالهم الصالحة. والأوراق بدون ثمر تشير للرياء والرياء هو أن يظهر الإنسان غير ما يبطن مثل من له صورة التقوى ولكنه ينكر قوتها وهو بلا ثمر (2تي5:3). وتذكرنا أوراق التين، بما فعله آدم حين غطى نفسه بأوراق تين فلم تستره، لكن الله قدًّم له الحل في ذبيحة تشير لذبيحة المسيح وستره بها. وهذا يعني أن كل من يحاول أن يستر نفسه بأعمال تدين ظاهري دون ثمار إيمان داخلية، إيمان بصليب المسيح وفدائه يكون قد فعل كآدم ولم يستر نفسه. علينا أن نعترف بخطايانا ولا نكابر كآدم فيستر المسيح علينا. قارن (مت19:21 مع مر20:11) فنرى أن متى قال أنها يبست في الحال بينما أن مرقس يذكر أنهم رأوا هذا في الغد فما تفسير ذلك؟! هذا يذكرنا بأن الله قال لآدم "يوم تأكل.. تموت" ولكنه عاش أكثر من 900سنة وبهذا نفهم أن وقت أن لعن السيد التينة انقطع عنها تيار الحياة ولكن بدأ يظهر عليها هذا الانحلال في غد الثلاثاء. (هذا يشبه من يقول أنه لو تم فصل التيار الكهربي عن مروحة لا بُد وستقف، ولكننا حين نفصل التيار تظل دائرة لمدة بسيطة ثم تقف) هكذا في موضوع آدم فهو يوم أخطأ بدأ يسرى فيه تيار الموت والانحلال ومات بعد مدة، ويوم لعن السيد التينة انقطع عنها تيار الحياة وقوة الحياة في الحال. وظهر عليها علامات الموت في اليوم التالي. وهذا ما حدث مع اليهود فهم يوم صلبوا المسيح لُعِنوا وانقطع عنهم تيار بركة الله وحمايته وظهر هذا بعد أقل من 40سنة على يد تيطس حين خرّب أورشليم وهكذا كل إنسان يخطئ تسرى فيه عوامل الموت فورًا وإذا لم يقدم توبة ويتناول ليحيا، ستظهر عليه علامات الخراب سريعًا. والعكس فمن يكون في خطيته محرومًا من بركة الله فحينما يقدم توبة ستعود له هذه البركات بالتأكيد حتى وإن تأخرت (حب17:3-18). (مت18:21-22) آية (21): "فأجاب يسوع وقال لهم الحق أقول لكم إن كان لكم إيمان ولا تشكون فلا تفعلون أمر التينة فقط بل إن قلتم أيضًا لهذا الجبل انتقل وانطرح في البحر فيكون." لقد جفت تينة اليهود بسبب عدم إيمانهم، ولكن بإيمان الأمم إنطرح الجبل الحقيقي وإنطرح وسط بحر الأمم (أش6:49). ونحن إن كان لنا الإيمان بالسيد المسيح سيجفف تينة إنساننا العتيق، ويدخل إلى داخلنا كما ينطرح الجبل (حياة المسيح وسلامه) في البحر (قلبنا المضطرب) ليكون خلاص لنا. بالإيمان ننعم بكل شيء في المسيح يسوع مادمنا نناله فينا، أي تكون لنا حياة المسيح فينا (غل20:2). وهناك معنى آخر فإن الجبل إشارة للمسيح. والبحر= إشارة للعالم الوثني المضطرب. = والمعنى فإن المسيح (الجبل) سيؤمن به العالم (البحر) . وهذا ما فعله التلاميذ بعد ذلك فعلا، فهم بكرازتهم آمن الأمم (البحر) بالمسيح (الجبل) . بإيمان التلاميذ وكرازتهم صار الحجر الذي قطع بغير يد جبلًا كبيرًا ملأ كل العالم (دانيال 2) . أي أن التلاميذ طرحوا المسيح الجبل وسط بحر الأمم، ليصير الأمم المؤمنين جبالًا، وهو ثابت على رأس هذه الجبال (إش2 : 2) . آية (22): "وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه." فمن يطلب وهو متشكك لا يستجاب له.. ولكن إن كان لنا إيمان قدر حبة الخردل ووقفنا نصلي يستجيب الله فيزداد إيماننا، فنصلي بإيمان أكثر وحينما يستجيب يتزايد وينمو إيماننا وينزاح وينطرح جبل الشك في البحر ونصير مؤمنين فالله يداوي ويعالج عدم أو ضعف إيماننا. ملاحظات على موضوع التينة: • انتشرت وسط اليهود أيام المسيح أفكار وثنية مفادها أن هناك إله للخير وإله للشر، وفي موضوع لعن التينة نرى أن المسيح يلعن التينة وكانت المرة الأولى والوحيدة التي تخرج من فم الرب يسوع كلمات لعنة، وهو بهذا أظهر أن هناك إله واحد يجازي بالخير ويدين أيضًا ويعاقب بالشرور، هو القادر على كل شيء فهو يقيم لعازر من الأموات وهو يلعن الأمة اليهودية التي لها مظهر التدين لكنها بلا ثمر، وسيصل شرهم لأن يصلبوه. وطالما أظهر قدرته على فعل الخير وإلحاق الشر بمن يريد، فهو كان قادرًا أن يلحق الشر بصالبيه والجنود الذين أتوا ليلًا ليلقوا القبض عليه لكنه لم يُرِدْوسلَّم نفسه طواعية وهو القادر. • التلاميذ رأوا صباح الثلاثاء التينة يابسة وبعد دقائق سألوا المسيح عن علامات الأياّم الأخيرة فقال لهم أن إحدى العلامات "أن شجرة التين يصبح ورقها أخضر، وربما نفهم هذا عن الأمة اليهودية التي ظلت في خراب حوالي 2000 سنة وبدأت منذ سنوات تظهر كدولة مرة أخرى. (راجع مت 24). تطهير الهيكل مت12:21-17 + مر11:11، 15-19+ لو45:19-48+ 37:21، 38. • في بداية خدمة السيد المسيح طهَّرَ الهيكل (يو14:2-17). وهنا نسمع أنه يكرر تطهير الهيكل. ولكن نلاحظ فرقًا واضحًا بين متى ومرقس في ترتيب الأحداث فالإنجيلي متى يورد القصة كأنها حدثت بعد دخول المسيح إلى أورشليم مباشرة. أما مرقس فيذكر التفاصيل بصورة دقيقة. ففي يوم الأحد، يوم الشعانين عقب دخول السيد المسيح إلى أورشليم اتجه مباشرة للهيكل (مر11:11). ولم يفعل شيئًا سوى أنه نظر حوله إلى كل شيء. ثم نجد أن المسيح يذهب للهيكل صباحًا وفي طريقه إلى الهيكل لعن شجرة التين ثم ذهب للهيكل لتطهيره (مر15:11-19). ولا يوجد تناقض في هذا فمتى يكتب لليهود ويقدم لهم المسيح على أنه ابن داود الملك الذي دخل أورشليم كملك واتجه مباشرة إلى هيكله ليطهره، هنا متى لا يهتم بالترتيب الزمني بل بالمعنى أو الهدف من دخول أورشليم أن يذهب المسيح كملك إلى قصره. فكل ملك يدخل إلى قصره ولكن لأن المسيح ملك سماوي، بل هو الله فقصره هو الهيكل بيت الله أبيه. أمّا مرقس فأورد القصة في مكانها الزمني ولكن بطريقة تسترعى الانتباه فهو دخل للهيكل عقب دخوله أورشليم مباشرة كما قال متى، ولكنه لم يفعل شيئًا سوى أنه نظر كأنه يعاتب، ألم أطهر هذا المكان من قبل، وذكرت قصة تطهير الهيكل الأولى في (يو2: 13-22).. ما الذي حدث إذن؟ وترك الهيكل ومضى. ولكنه في الغد أتى وطهًّره بطريقة شديدة. وهكذا مع كل منّا قبل أن يطهر المسيح حياتنا بعنف يعاتب ويحذر ثم يتدخل بعنف. (مت12:21-17) متى يورد القصة مباشرة بعد دخول المسيح أورشليم، فمتى يريد أن يشير لملك المسيح الروحي على قلوبنا، فحين يدخل قلوبنا يطهرها ويملك عليها فهو الملك الإلهي. فإذ يدخل الرب أورشليمنا الداخلية إنما يدخل إلى مقدسه، يقوم بنفسه بتطهيره. والسوط الذي يستخدمه قد يكون صوت الروح القدس الذي يبكت على خطية وقد يكون بعض التجارب والآلام. (ونلاحظ أن الوحيد الذي أشار لموضوع السوط هو يوحنا إصحاح 2). آية (12): "ودخل يسوع إلى هيكل الله واخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام." يبيعون ويشترون= كانت هناك أماكن مخصصة لتغيير العملة ليدفع منها العابدين الجزية (ضريبة نصف الشاقل المقررة على كل يهودي. والشاقل هو العملة اليهودية وهي بدون صور)، ولما كان أناس يهود يأتون من كل العالم ومعهم عملاتهم كان لا بُد من تغييرها بالعملة المحلية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). وكانوا يبيعون الطيور لتقديمها كذبائح. ولكن الموضوع تطور ليصير تجارة تدر عائدًا ضخمًا على حنان وقيافا بل أن المكان الذي كان مخصصًا لصلاة الأتقياء من الأمم خصصوه للتجارة. ويرى البعض أنهم كانوا يقدمون قروض في مقابل هدايا عينية إذ أن الربا ممنوع. بل صاروا يتاجرون في كل شيء في الهيكل. والأسوأ من كل هذا الغش والسرقات التي صنع منها رؤساء الكهنة ثروات ضخمة. آية (13): "وقال لهم مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعى وانتم جعلتموه مغارة لصوص." (أش7:56+ أر11:7+ 1مل29:8+ نح17:11) آية (14): "وتقدم إليه عمي وعرج في الهيكل فشفاهم." هذا هو المسيح الذي أتى ليشفي ويطهر ليُعِدَّنا للملكوت السماوي. آية (15): "فلما رأى <="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;"> رؤساء الكهنة والكتبة العجائب التي صنع والأولاد يصرخون في الهيكل ويقولون أوصنا لابن داود غضبوا." عجيب أن يصنع السيد المسيح ما فعله في الهيكل وهو شخص وحيد منبوذ بلا اعتبار، مكروه من <="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;"> رؤساء الكهنةوالكهنة، بل هو في قلبه لموائد باعة الحمام والصيارفة يهاجم مصالح <="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;"> رؤساء الكهنة المادية وشاهدوا دمار مكاسبهم. ولكن يبدو أن جلالًا إلهيًا كان يبدو على ملامحه ونظراته أرعبتهم فسكتوا، ولم يستطيعوا أن يفعلوا شيئًا سوى أنهم غضبوا. وفي المقابل اكتشف الأطفال في براءتهم حلاوة وجهه ففرحوا به وسبحوا، أمّا من أعمتهم شهوات قلوبهم فرأوا فيه إنسانًا مُضِّلًا للشعب. والأطفال لم يفهموا ما يقولونه لكنهم كانوا يرددون ما سمعوه من الكبار بالأمس= أوصنا لابن داود. الأطفال الذين بلا معرفة انفتح قلبهم وسبحوا أمّا دارسي النبوات فإنغلق قلبهم وعيونهم فلم يروا. والذي يريد أن يعرف كيف يسبح عليه أن يرجع ويصير مثل الأطفال في بساطتهم وبراءتهم وتصديقهم لما يسمعونه. آية (16): "وقالوا له أتسمع ما يقول هؤلاء فقال لهم يسوع نعم أما قرأتم قط من أفواه الأطفال والرضع هيأت تسبيحًا." (مز2:8) أما الحكماء في أعين أنفسهم كالفريسيين فستكون لهم النبوات مجرد معلومات غير مفرحة ولا معزية. (مر11:11، 15-17) آية (11): "فدخل يسوع أورشليم والهيكل ولما نظر حوله إلى كل شيء إذ كان الوقت قد أمسى خرج إلى بيت عنيا مع الاثني عشر." نظر كل شيء= هو الإله الغيور الذي لا يطيق في بيته فسادًا أو شرًا، بل عيناه تجولان وتفحصان كل شيء لتفرز المقدسات عن النجاسات وتطرد الأخيرة. والمسيح ينظر ويحذر ويعاتب وينذر قبل أن يمسك السوط ليؤدب ويطهر. ونلاحظ أن المسيح الوديع نراه حازمًا كل الحزم مع من يفسد هيكله (1كو17:3). ونلاحظ أننا هياكل الله والروح القدس يسكن فينا (1كو16:3). (الوحيد الذي ذكر موضوع السوط هو يوحنا). آية (15): "وجاءوا إلى أورشليم ولما دخل يسوع الهيكل أبتدأ يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام." نلاحظ أن المسيح بعد ذلك بأيام استسلم لصالبيه بلا مقاومة، بينما نراه هنا يستخدم سلطانه في غضب ضد الذين أفقدوا الهيكل قدسيته. إذًا هو له القدرة أن يفعل هذا مع صالبيه ولكنه بإرادته لم يفعل. آية (16): "ولم يدع أحدًا يجتاز الهيكل بمتاع." تحول رواق الأمم إلى سوق. وصار كل من يريد أن يعبر من المدينة إلى جبل الزيتون، عوضًا عن الدوران حول الهيكل، كان يعبر من داخل دار الأمم أو رواق الأمم، فحُرِم الأمم الأتقياء من وجود مكان لهم للصلاة في الهيكل. والمسيح منع الناس من استخدام الهيكل كممر أو معبر. آية (18): "وسمع الكتبة و<="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;"> رؤساء الكهنة فطلبوا كيف يهلكونه لأنهم خافوه إذ بهت الجمع كله من تعليمه." لاحظ أن قوة غربية كانت تخرج منه فخافوه ويقول البعض أن وجهه أنار. مرقس هنا هو الوحيد الذي قدم تفسيرًا لماذا لم يهاجم الكهنة والجنود المسيح إذ أفسد تجارتهم وقلب موائدهم= خافوه. وطبعًا هو مرقس الذي يشير لهذا فهو يقدم المسيح القوي للرومان محبي القوة. (لو45:19-48): "ولما دخل الهيكل أبتدأ يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه. قائلًا لهم مكتوب أن بيتي بيت الصلاة وأنتم جعلتموه مغارة لصوص. وكان يعلم كل يوم في الهيكل وكان <="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;"> رؤساء الكهنة والكتبة مع وجوه الشعب يطلبون أن يهلكوه. ولم يجدوا ما يفعلون لأن الشعب كله كان متعلقًا به يسمع منه." لاحظ أن عمل التطهير يشمل عملين [1] عمل سلبي فيه طرد الرب الباعة وطهر الهيكل [2] عمل إيجابي قام فيه الرب بالتعليم. مغارة لصوص = تاجر الكهنة و<="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;"> رؤساء الكهنة داخل الهيكل بالغش فاغتنوا جدًا. فكان الكهنة يفحصون الخراف التي يقدم منها ذبائح في الهيكل ويختموا ما يجدونه بلا عيب (يو6: 27) ويرسلونه للرعاة المتبدين (لو2:8) الذين يرعون هذه الخراف المختومة. ومن يريد أن يقدم ذبيحة يذهب ليشترى منهم ويأخذه للهيكل. فيفحصه الكهنة ثانية ويدعون أن به عيب، ويدفعون للرجل ثمن بخس ويشترونه منه. ويعود الرجل ليشترى خروفا آخر. وهكذا وبمثل هذه اللصوصية اغتنوا جدًا. تعليق على الآية (مر17:11) حين دشن سليمان بيت الله صلى أن يستجيب الله كل صلاة توجه من هذا المكان والرب قال له قد سمعت صلاتك (1مل30:8، 35، 38، 41، 42+ 1مل3:9) أما الكهنة و<="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;"> رؤساء الكهنة فكانوا يتاجرون ويسلبون ما استطاعوا سلبه من عطايا الناس.
المزيد
21 أبريل 2019

تأملات في الأسبوع السابع من الصوم الكبير - الشعانين

الدخول في شركة الآم ربنا وقيامته. وهذا هو نهاية الرحلة، رحلة الصوم توصلنا إلى رحلة جديدة أكثر تركيزًا في مشاركة الرب يسوع في آلامه وقوة قيامته. هذه الرحلة تبدأ من أورشليم إلى الجلجثة. خاتمة: لقد كان القصد الإلهي من تجسد ربنا أن يغير طبيعتي ويشاركني طبيعته الإلهية فأعمل أعماله: تواضعه - محبته - تسامحه - غفرانه - بذله... حتى أصير مثل المسيح تمامًا، وهذا هو موضوع جهاد الكنيسة طول الصوم. الكنيسة تكلمنا دائمًا عن المحبة، وعدم الإدانة، والتسامح، والصوم والصلاة، وقبول التجربة بقلب مفتوح لله، وتكلمنا عن المياه الحية التي تشبع النفس... حتى نصل في النهاية إلى رؤية الله ثم مشاركته التي هي إتمام قصد الله فيناوأخيرًا سيأتي العيد... فمن صام صومًا مقبولًا ودخل في آلام ربنا سيعيَّد عيدًا روحيًا ويتمتع ببهجة قيامة الرب. بينما تك ون خسارة عظيمة للنفس التي ضيعت الصوم في الكسل والفتور. الذين صاموا صومًا مقبولًا ستتغير حياتهم إلى شكل المسيح القائم من بين الأموات، ويقولون بفرح نحن قد قمنا مع المسيح... قمنا من ضعفنا... قمنا مع المسيح بقوة عظيمة آمين. ملكوت ابن محبته: يبدأ هذا الأسبوع بدخول المسيح ليملك على أورشليم راكبًا أتانًا وجحش ابن أتان- وينتهي بأن يملك عل خشبة في الجلجثة ويجذب إليه الجميع- جميع الأبناء- ليملكوا معه في ملكوت أبيه... "ها نحن صاعدون إلى أورشليم وإبن الإنسان يسلّم إلى رؤساء الكهنة" (مر 10: 33). "ينبغي أن إ بن الإنسان يتألم كثيرًا" (مر 8: 31). "وأ ن ا إن ارتفعت أجذب إلىَّ الجميع" (يو 12: 32). "هذه هي ساعتكم وسلطان الظلمة" (لو 22: 53). "قد أكمل" (يو 19: 30) "في يديك أستودع روحي" (لو 23: 46). أسبوع الطيب : إن أحداث الأسبوع الأخير مشحونة بمشاعر حب الله لنا إلى المنتهى، ومشحونة بعواطف آلام نفسه الحزينة حتى الموت... هذه اللانهائيات في عاطف الرب نحو الإنسان عجز الكلام عن التعبير عنها. لذلك بدأ الوحي الإلهي بإبدال لغة الكلام بلغة الطيب ... الطيب يفوح وينتشر بسرعة ويحمل معه نشوة رقيقة هي أدق ما يعبر عن حب الله اللامتناهي من نحونا في وسط شدة آلامه. فسكب الطيب عمل مقابل للبذل، والبذل هو سكب للنفس، وعندما تنسكب النفس يفح منها طيب عطر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. هكذا صنع الرب في هذا الأسبوع ففاحت رائحة ذبيحته في المسكونة كلها... إذًا من فوق الصليب بذل ابنه الحبيب... وهذا صنع الشهداء ففاحت منهم رائحة يسوع الزكية... واليوم علينا أن نصنع شيئًا... نسكب ونبذل... لقد سكب الرب ذاته... وكسر جسده وأعطاه لتلاميذه ولنا!!! وسكب ذاته... فوضع نفسه عند أرجل تلاميذه ليغسلها!!! وسكب حبه... حتى مع الخائن أعطاه اللقمة!!! وعلى الصليب سكب ذاته من أجل الذين عروه، وطعنوه، وبصقوا في وجهه، وجلدوه... من أجلهم مات ومن أجلهم طلب الغفران. عشية أحد الشعانين : في يوم السبت- كقول الإنجيل: "قبل الفصح بستة أيام" (يو 12: 1- 3)... سكبت مريم الطيب على قدمي الرب. ويتكرر هذا الحادث في بيت عنيا "وكان الفصح وأيام الفطير بعد يومين... وفيما هو في بيت عنيا في بيت سمعان الأبرص... " (مر 14: 1- 5). من هنا نرى أن الترتيب الإلهي أن يتكرر سكب الطيب في بداية رحلة الجلجثة... وفي منتصف الطريق... وأن يكرز بهذا العمل مع الكرازة بالإنجيل. لكي ما تعطر هذه الخدمة المسكونة كلها، وتعلمنا في عبادتنا الروحية دروسًا خالدة... القصد الإلهي من الرحلة بكل تأكيد إن قصد الله من تجسده وحياته على الأرض ودخوله أورشليم وصلبه هو أن يحررنا من عدونا إبليس ، ثم يملك على قلبنا فندخل في ملكوته ونتمتع بالحياة معه- نصير أولاده- أولاد الملك. هذا هو موضوع رحلتنا من دخوله أورشليم ملكًا وديعًا على جحش- إلى ارتفاعه على الصليب ليملك على خشبة" (مز 95: 10- الأجبية)، ويجذب إليه الجميع. أحـد الشعانين عندما دخل ربنا... استقبلوه كملك بالسعف وفرشوا الثياب، وهتفوا أوصنا لملك إسرائيل ... فالرب دخل المدينة ليملك... وهذا المُلك ليس أمرًا سهلًا لان: 1- العدو شرس. 2- العدو إمكانياته مادية ومُلك المسيح روحي. 3- المعركة على أرض العدو "رئيس هذا العالم". 4- العدو ملكه منظور ومُلك المسيح غير منظور... لكنه حقيقي. "لأن الأمور التي ترى وقتية أما التي لا ترى فأبدية ". وعندما نتأمل في حياة الرب كلها على الأرض نراه ملكًا في كل مراحل تجسده.
المزيد
20 أبريل 2019

أسبوع الآلام

أسبوع الآلام هو أقدس أيام السنة, وأكثرها روحانية…. هو أسبوع مملوء بالذكريات المقدسة في أخطر مرحلة من مراحل الخلاص, وأهم فصل في قصة الفداء. وقد اختارت الكنيسة لهذا الأسبوع قراءات معينة من العهدين القديم والحديث, كلها مشاعر وأحاسيس مؤثرة للغاية توضح علاقة الله بالبشر. كما اختارت له مجموعة من الألحان العميقة, ومن التأملات والتفاسير الروحية. ويسمونه أسبوع الآلام, أو أسبوع البصخة المقدس, أو الأسبوع المقدس. ففي اللغة الإنجليزية يقولون عنه The Holy Week (الأسبوع المقدس), وكل يوم فيه هو أقدس يوم بالنسبة إلى أسمه في السنة كلها. فيوم الخميس مثلًا يسمونه The Holy Thursday أي الخميس المقدس. ويوم الجمعة يسمونه The Holy Friday أي الجمعة المقدسة, وهكذا… كان هذا الأسبوع مكرسًا كله للعبادة, يتفرغ فيه الناس من جميع أعمالهم, ويجتمعون في الكنائس طوال الوقت للصلاة والتأمل. كانوا يأخذون عطلة من أعمالهم, ليتفرغوا للرب ولتلك الذكريات المقدسة. ولا يعملون عملًا على الإطلاق سوى المواظبة على الكنيسة والسهر فيها للصلاة, والاستماع إلى الألحان العميقة والقراءات المقدسة…. ما أكثر الناس الذين يأخذون عطلة في الأعياد والأفراح, وفي قضاء مشاغلهم. ولكن ما أجمل أن نأخذ عطلة لنقضيها مع الله في الكنيسة. الملوك والأباطرة المسيحيون كانوا يمنحون عطلة في هذا الأسبوع. كانوا يمنحون جميع الموظفين في الدولة عطلة ليتفرغوا للعبادة في الكنيسة خلال أسبوع الآلام. وقيل إن الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير كان يطلق الأسرى والمساجين في هذا الأسبوع المقدس ليشتركوا مع باقي المؤمنين في العبادة, لأجل روحياتهم وتكوين علاقة لهم مع الله. ولعل ذلك يكون تهذيبًا لهم وإصلاحًا. وكان السادة أيضًا يمنحون عبيدهم عطلة للعبادة. فإن كان الوحي الإلهي قد قال عن اليوم المقدس "عملًا من الأعمال لا تعمل فيه", فإنه قال أيضًا "لا تصنع عملًا ما, أنت وابنك وابنتك, وعبدك وأمتك وبهيمتك, ونزيلك الذي داخل أبوابك" (خر10:20). حقًا إن عبدك وأمتك لهما أيضًا حق في أن يعبدا الله مثلك, وأن يشتركا في قدسية تلك الأيام. من حق الخدم أن يتفرغوا أيضًا من أعمالهم لعبادة الرب. وهكذا حتى في أعمق أيام الرق, لم تسمح الكنيسة بأن تكون روحيات السادة مبنية على حرمان العبيد. بل الكل للرب, يعبدونه معًا ويتمتعون معًا بعمق هذا الأسبوع وتأثيره ……وقوانين الرسل -في أيام الرق- كانت تحتم أن يأخذ العبيد أسبوع عطلة في البصخة المقدسة, وأسبوعًا آخر بمناسبة القيامة. فهل أنت تعطل خدمك وموظفيك خلال أسبوع الآلام؟؟ ومن المعروف طبعًا, أن الناس إن تفرغوا للعبادة في هذا الأسبوع, وعاشوا خلاله في نسك, فسوف لا يحتاجون إلى خدم يخدمونهم. وكانت مظاهر الحزن واضحة تمامًا في الكنيسة. أعمدة الكنيسة ملفوفة بالسواد. الأيقونات أيضًا مجللة بالسواد. وكذلك المانجليا, وبعض جدران الكنيسة ……الألحان حزينة, والقراءات عن الآلام وأحداث هذا الأسبوع. المؤمنون جميعًا بعيدون عن كل مظاهر الفرح. السيدات تحرم عليهن الزينة خلال هذا الأسبوع. فلا يلبسن الحُلى, ولا يتجملن, ولا يظهر شيء من ذلك في ملابسهن….الحفلات طبعًا كلها ملغاة. الكنيسة كلها في حزن, وفي شركة الآم المسيح. فهل نحن نحتفظ بهذا الحزن المقدس خلال هذا الأسبوع؟؟؟ أو على الأقل هل نحتفظ بوقارنا فيه؟؟ أم نحن نقضى أوقات كثيرة منه في عبث ومرح ولهو. ونكون خارج الكنيسة في وضع يختلف عن وضعنا داخل الكنيسة؟؟!! وكانت الكنيسة في هذا الأسبوع تعيش في نسك شديد. بعض النساك كانوا يطوون الأسبوع كله. أو يطوون ثلاثة أيام ويأكلون أكلة واحدة. ثم يطوون الثلاثة أيام الباقية. وكثير من المؤمنين كانوا لا يأكلون شيئًا من الخميس مساءًا حتى قداس العيد. وغالبيتهم كانوا لا يأكلون في أسبوع الآلام سوى الخبز والملح فقط وإن لم يستطيعوا, فالخبز والدقة. أما الضعفاء, فعلى الأقل كانوا لا يأكلون شيئًا حلو المذاق من الطعام الصيامي كالحلوى والمربى والعسل مثلًا. لأنه لا يليق بهم أن يأكلوا شيئًا حلوًا وهم يتذكرون آلام الرب لأجلهم. كما كانوا لا يأكلون طعاما مطبوخًا. بسبب النسك من جهة, ولكي لا يشغلهم إعداد الطعام عن العبادة من جهة أخرى. وفي كل هذا النسك كانوا يذكرون آلام السيد المسيح. غالبية الأسرار كانت تعطل ما عدا سرى الاعتراف والكهنوت. ما كانوا يمارسون المعمودية ولا الميرون في أسبوع الآلام, وما كان يرفع بخور ولا تقام قداسات, إلا يوم خميس العهد وسبت النور. وطبعًا من الاستحالة ممارسة سر الزواج. أما سر مسحة المرضى, فكانت تقام صلواته في جمعة ختام الصوم, قبل أسبوع الآلام. كذلك لم تكن تقام صلوات تجنيز في هذا الأسبوع. ومن ينتقل فيه لا يرفع عليه بخور, بل يدخل جثمانه إلى الكنيسة ويحضر صلوات البصخة, ويقرأ عليه التحليل مع صلاة خاصة. وصلوات الأجبية كانت تعطل في أسبوع الآلام. ويستعاض عنها بتسبحة البصخة. وذلك لأن صلوات الأجبية تقدم لنا مناسبات متعددة, ونحن نريد أن نتفرغ لآلام المسيح فقط….فمثلا صلاة باكر, نتذكر فيها ميلاد المسيح, وصلاة نصف الليل نتذكر فيها مجيئه الثاني, وصلاة الساعة الثالثة نتذكر فيها حلول الروح القدس….ونحن نريد في هذا الأسبوع أن نركز على آلام المسيح فقط. وحتى صلاة الساعة السادسة التي تذكرنا بصلبه, وصلاة الساعة التاسعة التي تذكرنا بموته, نؤجلها إلى يوم الجمعة الكبيرة, لأننا نريد أن نتتبع المسيح في هذا الأسبوع خطوة خطوة. ومن جهة المزامير ننتقى منها في هذا الأسبوع ما يناسب. ونترك باقي مزامير التي تشمل معاني كثيرة غير الآلام وغير أحداث هذا الأسبوع المقدس. لماذا سمى هذا الأسبوع بأسبوع البصخة؟؟ كلمة بصخة معناها فصح ومأخوذة من قول الرب في قصة الفصح الأول "لما أرى الدم, أعبر عنكم" (خر 13:12). كانت النجاة بواسطة الدم في يوم الفصح الأول. والفصح يرمز إلى السيد المسيح "لأن فصحنا أيضًا المسيح قد ذبح لأجلنا" (1 كو 5). ونحن في هذا الأسبوع نذكر الآم السيد المسيح الذي قدم نفسه فصحًا لأجلنا, لكي حينما يرى الآب دم هذا الفصح يعبر عنا سيف المهلك, فلا نهلك. نتذكر أن دمه كان عوضًا عنا. وأنه لا خلاص إلا بهذا الدم, كما حدث يوم الفصح الأول (خر 12). إنها أيام مقدسة أيام البصخة هي أيام مقدسة, أو هي أقدس أيام السنة. فما الذي نقصده بأنها أيام مقدسة؟؟ المفروض طبعًا أن كل أيام حياتنا مقدسة…. وفى كل يوم يمر علينا، نصلى في صلاة الشكر قائلين: "احفظنا في هذا اليوم المقدس وكل أيام حياتنا بكل سلام….". نقول هذا في كل يوم من أيام حياتنا، لأن حياتنا التي أشتراها الرب بدمه، أصبحت حياة مقدسة، قدسها الرب بهذا الدم. ومع ذلك لا ننكر أن هناك أيامًا مقدسة أكثر من غيرها….. ولعل أول إشارة لذلك هي تقديس يوم للرب كل أسبوع. وعن ذلك يقول الكتاب في قصة الخليقة: "وبارك الرب اليوم السابع وقدسه" (تك3:2). ثم أمر الإنسان قائلًا: "أحفظ يوم السبت لتقدسه" (تث 12:5). أنه يوم الرب، يوم مقدس يوم باركه الرب وقدسه, وطلب إلينا أيضًا أن نقدسه…. يسمونه في اليونانية (كيرياكى) أي الخاص بالرب، أي يوم الرب…. هو يوم مخصص للرب، لا نعمل فيه عملًا من الأعمال حسب الوصية. وكذلك في كل الأيام المقدسة التي أشار إليها الرب (لا23). أنها أيام لها قداسة غير عادية، ليست كباقي الأيام. الحياة كلها مقدسة. ولكن أيام الرب لها قداسة غير عادية، تفوق قداسة باقي الأيام. لأنها مخصصة للرب. وهناك أوقات لها قدسية خاصة، لاعتبارات روحية معينة. فمع أن الحياة كلها مقدسة، لكن أوقات الصلاة مثلًا, أوقات التأمل، أوقات الرؤى والاستعلانات…. هي أوقات لها قدسية من نوع خاص غير عادى…. وهناك أيام مقدسة في حياة كل إنسان. فاليوم الذي ظهر فيه الرب لشاول الطرسوسي (أع 9)، هو يوم له قدسية خاصة. واليوم الذي رأى فيه القديس يوحنا الحبيب رؤياه التي سجلها في سفر خاص، هو أيضًا يوم له قدسية خاصة. وأيام الأعياد كذلك لها قدسيتها. وكذلك أيام الصوم هي أيام غير عادية. وإن كانت أيام الصوم الكبير هي أقدس أيام السنة، وأسبوع البصخة هو أقدس أيام الصوم الكبير، يمكننا إذن أن نقول: إن أسبوع البصخة هو أقدس أيام السنة. الصوم فيه أعلى درجات النسك أكثر من أي صوم آخر، والعبادة فيه على مستوى أعمق، حيث يجتمع المؤمنون معًا في الكنيسة طوال الأسبوع يرفعون الصلوات بروح واحدة، ويستمعون إلى قراءات منتخبة من العهدين القديم والجديد، مع ألحان لها تأثير خاص، وطقس كنسي ينفرد به هذا الأسبوع المقدس. وذكريات هذا الأسبوع عميقة في تأثيرها، نتبع فيها السيد المسيح خطوة خطوة، ونحن نرتل له تسبحة البصخة المعروفة "لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين، يا عمانوئيل إلهنا وملكنا". والمشاعر الروحية في هذا الأسبوع، لها عمقها الخاص. الناس يكونون فيه أكثر حرصًا وتدقيقًا وجدية، وأكثر تفرغًا لله. طبعًا التفرغ الكامل هو الوضع الأساسي. فإن لم يتوفر، يتفرغ الإنسان على قدر إمكانه، ويعطى الوقت لله…. إنه أسبوع ندخل فيه في شركة الآم المسيح. نضع أمامنا كل آلامه من أجلنا، في انسحاق قلب، وفي توبة صادقة، لكي نستعد للتناول في يوم الخميس الكبير، اليوم الذي أعطى فيه الرب عهده المقدس لتلاميذه الأطهار، وأسس هذا السر العظيم….. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
19 أبريل 2019

طقس جمعة ختام الصوم

طقس جمعة ختام الصوم يشبه طقس آحاد الصوم وليس طقس الأيام، وعُرف هذا اليوم بجمعة ختام الصوم لأن به نختم صوم الأربعين المقدسة. + تسبحة نصف الليل في جمعة ختام الصوم تشبه تمامًا تسبحة نصف الليل في آحاد الصوم فيقال الهوس الكبير بالصيامي والأبصاليات الخاصة بالهوسات الأربعة والمجمع والذكصولجيات. + طريقة المجمع والذكصولوجيات واللبش ثم مرد الابركسيس ومرد الإنجيل ثم التوزيع في نهاية القداس تكون على وزن: طوبى للرحماء على المساكين فإن الرحمة تحل عليهم. وهي المستعملة في آحاد الصوم الكبير دون الأيام. + قبل ثيئوتوكية الجمعة تقال ابصالية واطس للصوم الكبير من الابصلمودية السنوية. + في القداس يقال لحن ميغالو megalo بعد السنكسار cuna[arion كما هو متبع في آحاد الصوم الكبير + قبل بدء القداس يقام سر مسحة المرضى "قنديل عام" لجميع المؤمنين ويدهنون بالزيت لشفائهم مما يكون قد ألم بهم من تعب من فترة الصوم والنسك وحتى يدخلوا إلى أسبوع الآلام والعيد بصحة نفسية وجسدية أعظم. + ويعمل القنديل في هذا اليوم في الكنيسة حتى يأخذ وضعه بين بقية الأسرار التي تعمل كلها في الكنيسة، أما هذا السر فيعمل دائمًا في منازل المرضى. + يعمل القنديل العام في هذا اليوم وقبل الدخول في أسبوع الآلام لأنه ممنوع عمل قناديل للمرضى في أسبوع الآلام وهو من هذه الناحية يشبه الجناز العام الذي يعمل بعد قداس أحد الشعانين لأنه لا يجوز عمل جنازات ورفع بخور في اسبوع الآلام. + سر مسحة المرضى (القنديل) هو طقس تنفرد به جمعة ختام الصوم على مدار السنة كلها. قراءات جمعة ختام الصوم تدور قراءات هذا اليوم حول يوم الدينونة العظيم عند نهاية العالم والمجيء الثاني للمسيح الديان العادل الذي يجازي كل واحد كحسب أعماله وكأن القراءات تربط بين نهاية الصوم (ختام الصوم) ونهاية العالم. النبوات: 1- تك49: 33 - 50: 1-26 النهاية الصالحة لجهاد المؤمنين. تبين النهاية السعيدة لحياة يعقوب رجل الله "مات وانضم إلى قومه". 2- أم 11-27الخ، 12: 1-22 مكافأة الأبرار. البار بالجهد يخلص. البار ينال رضا الرب. لا يصيب الصديق شر. 3- أش 66: 10-24 فرح الأبرار ودوام ذكرهم افرحوا مع أورشليم وابتهجوا لكي ترضعوا وتشبعوا من نعمة الرب. كمن تعزيه أمه هكذا أعزيكم أنا. هكذا يثبت نسلكم واسمكم. 4- أي 42: 7-17 الآخرة الصالحة للأبرار المتمسكين بكمالهم. كما حدث مع أيوب الذي احتمل المرض والخسارة وتعيير اصحابه وسامحهم وضحى لأجلهم "فرفع الرب أيوب جدًا وبارك الرب آخرة أيوب أكثر من أولاه". مزمور باكر 97: 5، 6 تهليل الأبرار عند مجيء المسيح الثاني. هللوا للرب يا كل الأرض. هللوا ورتلوا. انجيل باكر لو17: 20-36 مجيء المسيح الثاني وفرز الأبرار عن الأشرار. كما حدث في أيام نوح وأيام لوط. لذلك يجب الجهاد والاستعداد. قراءات القداس (البولس 2 تي 3: 1 الخ، 4: 1-5) تتضمن الحث على الخدمة وحياة القداسة ليكون المؤمنون مستعدين لملاقاة المسيح الذي سيدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته. ثم يقول: استيقظ في كل شيء. احتمل الآلام. أعمل عمل المبشر. تمم خدمتك. (الكاثوليكون يع 5: 7-16) الصبر وانتظار مجيء الرب تأنوا أيها الأخوة إلى مجيء الرب.. لأن مجئ الرب قد اقترب هوذا الديان واقف على الأبواب قد سمعتم بصبر أيوب ورأيتم عاقبة الرب معه. كذلك يتضمن هذا الفصل حث المؤمنين على ممارسة سر مسحة المرضى (القنديل) بمناسبة عمل القنديل العام، فيقول: أمريض أحد بينكم فليدع قسوس الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب. فإن صلاة الإيمان تشفي المريض والرب يقيمه وإن كان قد فعل خطية تغفر له. (الإبركسيس: أع 5: 1 - 18) افتقاد الأمم لخلاصهم. افتقد الله الأمم ليأخذ منهم شعبًا على اسمه. (المزمور 97: 8 ، 9) الدينونة العامة. الرب يأتي ليدين الأرض. يدين المسكونة بالعدل والشعوب بالاستقامة. (الإنجيل لو13: 31 - 35) المجيء الثاني والدينونة العامة. لا ترونني منذ الآن حتى تقولوا مبارك الآتي باسم الرب. (عند المجيء الثاني) كما يشير إلى الشفاء الذي يمنحه السيد المسيح للمرضى الملتجئين إليه: ها أنذا أخرج شياطين وأتمم الشفاء وذلك بمناسبة عمل القنديل العام لشفاء المرضى.
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل