المقالات

29 مارس 2024

نسكاُ للرهبان والراهبات

قال الله: "قَدْ جَعَلتُ قُدَّامَكَ الحَیَاةَ وَالمَوْتَ البَرَكَةَ وَاللعْنَةَ فَاخْتَرِ الحَیَاةَ لِتَحْیَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ إِذْ تُحِبُّ الرَّبَّ إلِھَكَ وَتَسْمَعُ لِصَوْتِه وَتَلتَصِقُ بِه لأَنَّهُ ھُوَ حَیَاتُكَ وَالذِي یُطِیلُ أَیَّامَكَ لِتَسْكُنَ عَلى الأَرْضِ التِي حَلفَ الرَّبُّ لآِبَائِكَ إِبْرَاھِیمَ وَإِسْحَاقَ وَیَعْقُوبَ أَنْ یُعْطِیَھُمْ إِیَّاھَا" (تث ۳۰: 19-20) " نسكاُ للرهبان والراهبات" نتابع تأملنا في مجموعة الصلوات القصیرة ونصل الیوم إلى ھذه الطلبة المتخصصة الثانیة.موضوع النسك ینطبق على الرھبان والراھبات وعلى المكرسین والمكرسات أیضًا، وكل من ھو في باب التكریس. والرھبنة غیر مرتبطة بالكھنوت، وھي لأي إنسان یعیش في دیر أو مكرس بأي صورة.كلمة "نسك" ھي كلمة قلیلة الاستخدام في اللغة العربیة، ولكنھا عمیقة المعنى جدًا. ما الفرق بین الفقیر والناسك؟ ھناك فرق كبیر بین الناسك والفقیر. فالفقیریرغب في الغنى ولكنه لا یستطیع أن یحقق أمنیته،أما الناسك فھو یتعفف ویضبط نفسه في كل شيء بإرادته والنسك المسیحي الأصیل ھو ضبط للجسد بمیزان حساس، لأن النسك بدون إفراز وتمییز وتدبیر حسن ھو سلاح قاتل للنفس. ونحن في أصوامنا نقول: لقد تعلمنا أن نضبط أجسادنا ونفوسنا ورغباتنا لا أن نقتل أجسادنا. والرھبنة القبطیة ھي رھبنة معتدلة. تأمل في كلمة "نسك" كلمة "نسك" تشمل الأعمدة الثلاثة للحیاة النسكیة: النقاوة، والسھر، والكتاب المقدس. ن: نقاوة، نقاوة الإنسان نفسًا، جسدًا، فكرًا،عاطفةً، وشعورًا: "قَلْبًا نَقِیًّا اخْلُقْ فِيَّ یَا اللهُ وَرُوحًا مُسْتَقِیمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي" (مز ٥۱: 10) والنقاوة لابد أن تكون داخلیة وخارجیة. س: سھر، السھر الروحي بكل أشكاله ھوالعلامة الممیزة لحیاة النساك. والسھر معناه الاستعداد في انتظار ملكوت السموات. ك: كتاب مقدس، "اَلْكلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِه ھُوَرُوحٌ وَحَیَاةٌ" (یو ٦: 63) وحیاة النساك ھي قراءة الكتاب وحفظه والتعلم منه والحیاة بالوصیة. بعض العلامات المھمة للنسك ۱- الشركة: الناسك لا یستطیع أن یسیر في طریقه إلا بمشورة أب روحي، وتنشأ شركة بین الأب وابنه الروحي، ویبدأ الابن یتعلم النسك الخالي من التطرف بالتدریج. أما من یسلك بدون مشورة فیقع. ۲- التوبة: النسك ھو وسیلة تساعد على التوبة وقد بدأ ربنا خدمته بقوله: "تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ" (مت4: 17) ۳- التوازن: النسك ھو وسیلة توازن لأنه یقلل الارتباط بالأرض ویزید الاشتیاق للسماء یقول الشیخ الروحاني "طوبى للنفس التي جمعتْ ذاتھا من شرود الذھن ودخلتْ داخل نفسھا وأغلقتْ أبوابھا علیھا"، وقیل في العظة على الجبل "ادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ" (مت ٦:6). ٤- العلاج: النسك ھو وسیلة علاج من النھم في الطعام، والتواجد وسط الناس، إلخ وھو یحرر الإنسان من الرباطات الأرضیة، ویساعد على السھر على خلاص النفس، ویضع حرّاسًا للفكر والعینین والفم والقلب وكل الحواس أما الذي امتلأت بطنه فلا یقدر أن یفرغ عقله لمتطلبات ملكوت السموات یقول معلمنا بولس الرسول "لَكِنِّي أَرَى نَامُوسًا آخَرَ فِي أَعْضَائِي یُحَارِبُ نَامُوسَ ذِھْنِي وَیَسْبِینِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِیَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي وَیْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ یُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ ھَذَا الْمَوْتِ؟" (رو ۷: 22-24)،ویقول أیضًا "وَكُلُّ مَنْ یُجَاھِدُ یَضْبِطُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ"(۱كو ۹ :25) ٥- النمو: النسك وسیلة قویة لنمو القامة الروحیة. قال أحد الآباء: "لا ینمو الراھب إلا على الصلیب من یصلب نفسه یضع نفسه ویصنع علامة الحب" فالنسك یجعل الإنسان ینحصر في الصلیب فیعرف العلاقة بین محبة الله ومحبة الإنسان فالإنسان الذي یعیش في النسك ویتخلى عن الخیوط الرفیعة والغلیظة التي تربطه بالأرض، ینفتح على السماء فیكون له نصیب فیھا. عبارات آبائیة: "طوبى للراھب الذي یرى بفرح وابتھاج خلاصه وخلاص الآخرین" (إفاجریوس البنطي). "سأل أخ الأب دروثیئوس: كیف أحفظ قلبي؟ فأجاب: إنك لا یمكنك أن تحفظ قلبك مادام فمك وبطنك مفتوحین". "نسك النفس ھو بغض التنعم، ونسك الجسد ھوالعوز" (القوي القدیس موسى الأسود). "السماء بكل نجومھا لیست في جمال بریة مصر بكل نساكھا" (یوحنا ذھبي الفم). طبیعة النسك أو مجالاته تُصلى على الراھب صلاة الراقدین باعتباره مات عن العالم، فالراھب لا یملك شیئًا ولا یسعى لشيء ولا یفكر في شيء على الأرض ویعتبركالمیت. ۱- الملبس: ملابس الراھب تتمیز بالبساطة الشدیدة، واللون الأسود رمز للموت عن العالم والجسد والشھوات. والصلیب الذي یلبسه یكون من جلد حیوان میت. ویلبس قلنسوة علیھا صلبان. قیل عن الأنبا أرسانیوس أنه حین كان في العالم كان رداؤه أنعم من أي إنسان آخر، وحین كان في الإسقیط كان رداؤه أحقر من الجمیع. ۲- المسكن: قلایة الراھب یجب أن تكون بسیطة لتجعل الراھب یشعر برھبنته وأنه یقترب إلى السماء. ۳- الأكل والشرب: لو عاش الإنسان في الشره یفقد الراحة ووجود أنواع متعددة ومعینة من الطعام یثیر داخل الإنسان الشھوات لابد أن تظھرعلى الراھب الحیاة الناسكة. "البطنة" ھي محبة الامتلاء، و"الحنجرة" ھي محبة الأنواع، وكلاھما أعداء للنسك ویقول بولس الرسول "فَإِنْ كَانَ لَنَا قُوتٌ وَكِسْوَةٌ فَلْنَكْتَفِ بِھِمَا"(۱تي ٦: 8 ) قال مار فیلوكسینوس "احذر من امتلاء البطن لأن امتلاء البطن لا یلد عقلاً روحانیًا". ٤- الصمت: عندما سُئِل الأنبا یوسف: أیھما أفضل الصمت أم الكلام؟ قال "إذا كان الكلام من أجل الله فھو جید، وإذا كان الصمت من أجل الله فھو جید" وعندما ذھب للقدیس الأنبا أنطونیوس مع آخرین كانوا یسألون القدیس ظل ھو صامتًا،وقال: "یكفیني النظر إلى وجھك یا أبي" كان آباء الرھبنة یحرصون على الھدوء فیستخدمون أشیاءً لا تصدر صوتًا حتى لا یزعجوا غیرھم ولا یجرحوا سكون البریة، فعالم البریة ھوعالم الصمت وھناك تدریب رھباني یقول "الخلطة تجیب الغلطة" لابد أن یجِّد الراھب في حیاة النسك طلبًا لملكوت السموات. أقوال آباء عن الصمت: "ما الفائدة من النسك الذي أنت عملته بصوم الفم لكنك لم تدرب نفسك على صوم اللسان؟" "الساكن (الھادئ) مكانه عند الله في زمرة الملائكة" (الأنبا أنطونیوس). "إن أردت أن تعرف رجل الله فاستدل علیه من دوام سكوته" (مار إسحق). "الصمت ھو بدایة تطھیر النفس" (القدیس باسیلیوس الكبیر). مرة زار الأنبا أنطونیوس مجموعة من الأخوة تكلموا كثیرًا، فلما انصرفوا قال: "ھم ممتازون ولكن منزلھم بلا باب". ٥- المال: الرھبنة ھي حیاة فقر اختیاري،فالراھب نذر نفسه للفقر إن دخول الأموال في الحیاة الرھبانیة أمر محفوف بمخاطر شدیدة جدًا. أقول لكل راھب: احترس من ھذا العدو الراھب الذي یمتلك مالاً یجرح رھبنته وسیرته، والذین سقطوا في محبة المال صنعوا شرورًا أكثر،وضاعت رھبنتھم وفشلوا "لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُور" ( ۱تي ٦: 10). الخلاصة: النسك (النقاوة والسھر والإنجیل) ھو عمادالحیاة الرھبانیة السلیمة الرھبنة ھي خزانة الحیاة الروحیة فاختبارات الحیاة الروحیة ھي اختبارات آباء البریة صلِ ھذه الطلبة "نسكًا للرھبان والراھبات"،لأنه كلما ازداد الراھب في نسكه كلما ازداد لمعانًا وجمالاً وجاذبیة في حیاته. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
28 مارس 2024

بدعة سيمون الساحر

بدعة السيمونيه: نسبة إلى سيمون الساحر هذا الذى كان يستعمل السحر ودُهش به شعب السامره ثم لما آتى الرسولان بطرس ويوحنا إلى السامره ليمنحا الروح القدس للمعمدين قال لهم " اعطيانى أنا أيضاً هذا السلطان هتة أى من وضعت عليه يدى يقبل الروح القدس " (أع19: 8) فأنتهره بطرس قائلاً: لتكن فضتك معك للهلاك لأنك ظننت أن تقتنى موهبة الله بدراهم ليس لك نصيب ولا قرعه فى هذا الأمر لأن قلبك ليس مستقيماتً أمام الله "(أع 8: 21،20) وقد عرفت الكنيسه شناعة هذه الخطيه فأطلقت أسم السمونيه على كل من يتاجر فى الوظائف الكنسيه أو الحصول على درجات الكهنوت مقابل المال واتباع سيمون يدعون السيمونيون لأنهم عبدوا سيمون كالإله الأول وربط به امرأه تدعى هيلانه التى أدعى سيمون أن فكره الأول تجسد منها وكانت هيلانه امراه عاهره تتجول معه ظهرت البدع في المسيحية منذ عصر الرسل أنفسهم إذ يروي لنا سفر أعمال الرسل عن أول بدعة في المسيحية في إصحاحه الثامن عندما يؤرخ لنا القديس لوقا أن عندما اعتنق سيمون الساحر السامري المسيحية واعتمد أراد أن يشتري موهبة الروح القدس بالمال فزجره الرسول بطرس وطرده: " فَانْحَدَرَ فِيلُبُّسُ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ السَّامِرَةِ وَكَانَ يَكْرِزُ لَهُمْ بِالْمَسِيحِ وَكَانَ الْجُمُوعُ يُصْغُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِلَى مَا يَقُولُهُ فِيلُبُّسُ عِنْدَ اسْتِمَاعِهِمْ وَنَظَرِهِمُ الآيَاتِ الَّتِي صَنَعَهَا لأَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ الَّذِينَ بِهِمْ أَرْوَاحٌ نَجِسَةٌ كَانَتْ تَخْرُجُ صَارِخَةً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَكَثِيرُونَ مِنَ الْمَفْلُوجِينَ وَالْعُرْجِ شُفُوا فَكَانَ فَرَحٌ عَظِيمٌ فِي تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَكَانَ قَبْلاً فِي الْمَدِينَةِ رَجُلٌ اسْمُهُ سِيمُونُ يَسْتَعْمِلُ السِّحْرَ وَيُدْهِشُ شَعْبَ السَّامِرَةِ قَائِلاً: «إِنَّهُ شَيْءٌ عَظِيمٌ!» وَكَانَ الْجَمِيعُ يَتْبَعُونَهُ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ قَائِلِينَ: «هَذَا هُوَ قُوَّةُ اللهِ الْعَظِيمَةُ» وَكَانُوا يَتْبَعُونَهُ لِكَوْنِهِمْ قَدِ انْدَهَشُوا زَمَاناً طَوِيلاً بِسِحْرِهِ وَلَكِنْ لَمَّا صَدَّقُوا فِيلُبُّسَ وَهُوَ يُبَشِّرُ بِالْأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَبِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدُوا رِجَالاً وَنِسَاءً وَسِيمُونُ أَيْضاً نَفْسُهُ آمَنَ. وَلَمَّا اعْتَمَدَ كَانَ يُلاَزِمُ فِيلُبُّسَ وَإِذْ رَأَى آيَاتٍ وَقُوَّاتٍ عَظِيمَةً تُجْرَى انْدَهَشَ وَلَمَّا سَمِعَ الرُّسُلُ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ أَنَّ السَّامِرَةَ قَدْ قَبِلَتْ كَلِمَةَ اللهِ أَرْسَلُوا إِلَيْهِمْ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا اللَّذَيْنِ لَمَّا نَزَلاَ صَلَّيَا لأَجْلِهِمْ لِكَيْ يَقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَلَّ بَعْدُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ - غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا مُعْتَمِدِينَ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ حِينَئِذٍ وَضَعَا الأَيَادِيَ عَلَيْهِمْ فَقَبِلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ وَلَمَّا رَأَى سِيمُونُ أَنَّهُ بِوَضْعِ أَيْدِي الرُّسُلِ يُعْطَى الرُّوحُ الْقُدُسُ قَدَّمَ لَهُمَا دَرَاهِمَ قَائِلاً: «أَعْطِيَانِي أَنَا أَيْضاً هَذَا السُّلْطَانَ حَتَّى أَيُّ مَنْ وَضَعْتُ عَلَيْهِ يَدَيَّ يَقْبَلُ الرُّوحَ الْقُدُسَ» فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «لِتَكُنْ فِضَّتُكَ مَعَكَ لِلْهَلاَكِ لأَنَّكَ ظَنَنْتَ أَنْ تَقْتَنِيَ مَوْهِبَةَ اللهِ بِدَرَاهِمَ لَيْسَ لَكَ نَصِيبٌ وَلاَ قُرْعَةٌ فِي هَذَا الأَمْرِ لأَنَّ قَلْبَكَ لَيْسَ مُسْتَقِيماً أَمَامَ اللهِ فَتُبْ مِنْ شَرِّكَ هَذَا وَاطْلُبْ إِلَى اللهِ عَسَى أَنْ يُغْفَرَ لَكَ فِكْرُ قَلْبِكَ لأَنِّي أَرَاكَ فِي مَرَارَةِ الْمُرِّ وَرِبَاطِ الظُّلْمِ» فَأَجَابَ سِيمُونُ: «اطْلُبَا أَنْتُمَا إِلَى الرَّبِّ مِنْ أَجْلِي لِكَيْ لاَ يَأْتِيَ عَلَيَّ شَيْءٌ مِمَّا ذَكَرْتُمَا». وجاء في بعض الكتب الأبوكريفية أن سيمون سافر إلى روما فعظم شأنه يقول القديس يوستينوس الذي إلى السامرة أن أتباع سيمون كانوا كُثراً وانهم اعتبروه الإله الأعلى وأشركوا معه أنوية Ennoia الفكر الذي انبثق عنه فتجسد في امرأة اسمها هيلانة. وجاء في الدفاع ضد هذه الهرطقة للقديس ايريناوس أن سيمون قال بإله ذكر أعلى Sublimissima Virtus وبفكر Ennoia منبثق عن هذا الإله الأعلى انثى موازية له وأن أنوية هذه خلقت الملائكة الذين خلقوا العالم وأن هؤلاء الملائكة حبسوا أنوية في جسم امرأة وأوقعوا بها أنواعاً من الإهانات وأن أنوية هذه هي هيلانة امرأة مينيلاوس الزانية في صور ومما قاله سيمون بموجب رواية القديس ايريناوس أن الإله الأعلى أظهر نفسه بصفة الابن بيسوع بين اليهود وبصفة الآب بين السامريين في شخص سيمون وفي بلاد أخرى بصفة الروح القدس ومما نقله أفسابيوس المؤرخ عن هيغيسبوس أن مينانذروس الكبَّاراتي وذوسيثفس وكليوبيوس جميعهم ادعوا الإلوهية في القرن الأول وعلّموا مثل ما علّم سيمون الساحر. ويرى البعض أن مينانذروس تتلمذ على يد سيمون وعلّم في السامرة وأنطاكية. بدعة السيمونية من اخطر البدع التى واجهت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية سِيمون شراء موهبة الرب بدراهم من أخطر البدع التى واجهت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وتغلغلت فيها وعصفت بها فى بعض الأزمنة أثناء الإضطهاد الإسلامى الشديد حيث كانوا يلزم الولاة بطاركة القبط بمبالغ ضخمة من المال فكانوا يضطرون إلى الجولان على بيوت الأقباط فى الوجه البحرى ثم القبلى لجمع هذه الأموال وقد يضطرون إلى بيع مراكز الأساقفة بدراهم وهذا لتسديد ما طلب منهم للوالى أو الخليفة وقد أنشأ هذه البدعه سيمون الساحر وقد أنضم إلى الكنيسة الأولى أملاً فى الحصول على القوة الإلهية عارضاً مالاً على الرسل ظاناً منه أن قوة الرسل الإعجازية إنما هى قوة سحرية يتعلمها ويمارسها مع الناس للحصول على المال كما كان يفعل قبل إيمانه، وقد أطلق أسم السيمونية فيما بعد على بيع مراكز الأسقفيات كما سبق واوضحنا من قبل ومن الآباء البطاركة الذين أشتهروا بالسيمونية - كيرلس الثالث [75] كان يدعى داود بن لقلق - حاول بكل السبل [بالرشاوى والوسائط والحيل أن يرسم بطريركا ] - وبسببه ظل الكرسي خاليا 20 سنة، ونجح أخيرا في الوصول لغايته إذ دفع 3 آلاف دينار للحكومة - رسم باسم كيرلس الثالث - أعاد السيمونية. - استولى على أموال الأديرة. - وأخيراً أجبره الأساقفة على عقد مجمع قدموا فيه طلباتهم لتحديد إختصاصاته . من هو سيمون؟ سيمون هو ساحر أدهش شعب السامرة بسحره، فكانوا يقولون أن سحره شيء عظيم، وكان يرضى شهوة نفسه من العظمة وترديد الناس لإسمه كما كان يجنى أرباحاً طائلة من سحرة فقداعتقدأهل السامرة أن قوة إلهية عظيمة حلت فيه! وذهب فيلبس الرسول والشماس يكرز بالإنجيل في السامرة ورأى سيمون المعجزات التي تجري على يد فيلبس، فأيقن أنها تجري بقوة أعظم من سحره، فآمن واعتمد ولازم فيلبس مندهشاً من المعجزات التي يجريها ويبدو أن إيمانه لم ينشأ عن إقتناعه بقوة إلهية حقيقية إنما كان عن خداع فقد ظن أن في المسيحية قوة سحرية أقوى من قوة سحره. وقد ردت قصة سيمون في الإصحاح الثامن من سفر الأعمال (9-24) وسمعان هو اسم عبراني معناه ((السامع)) وسمع بطرس ويوحنا عن عمل الله في السامرة، فنزلا إليها. وأجرى الرب بهما معجزات أخرى شبيهة بتلك التي حدثت يوم الخمسين (أعمال 2) فأندهش سيمون أكثر، وأسرع طالباً معرفة تلك القوة السحرية العظيمة مقدماً المال ثمناً لذلك، فوبخه بطرس بشدة وطلب منه أن يتوب وقد عرفت الكنيسة الأولى شناعة هذه الخطيئة فأطلقت اسم السيمونية على كل من يتاجر في الوظائف الكنسيةوقد واجه الكارزون الأولون بالمسيحية مقاومة من السحرة، مثلما جرى مع عليم الساحر الذي قاوم بولس الرسول (أعمال 13: 6 و 7). ولكن قوة معجزات التلاميذ هزمت السحرة كما هومت قوة الرب التى حلت فى موسى سحرة فرعون . هل السيمونية فئة من البدعة الغنوسية؟ وقد كان لسيمون أتباع أعجبوا بقوة سحرة أطلق عليهم اسم السيمونيون اعتبروا سيمون نبياً لهم . وهم شيعة صغيرة من شيع الغنوسيين يقول اوريجانوس عنهم أنهم ليسوا مسيحيين لأنهم يعتبرون سيمون مظهر قوة إلهية ويقول ايريناوس أن سيمون هذا هو أبو الغنوسيين،ولكن لم يتأكد ألعلاقة بين السيمونية والهرطقة الغنوسية فهى علاقة غير معروفه تماماً. وذلك لسبب بسيط هو أن السيمونية تعتمد على السحر فى الإنتشار أما الغنوسية فتعتمد على الفلسفة ولعل الصواب جانب الآباء المسيحيين الأولين الذين ربطوا بين سيمون الساحر (أعمال 8) مع فكرة الغنوسية. إيمان سيمون الساحر "وكان قبلاً في المدينة رجل اسمه سيمون، يستعمل السحر، ويُدهش شعب السامرة، قائلاً أنه شيء عظيم" كان استخدام السحر أمرًا شائعًا في العالم القديم. في البداية كان السحرة يدرسون الفلسفة وعلم التنجيم والأفلاك والطب الخ. لكن صار اسم "السحرة" يشير إلى الذين يستخدمون معرفة الفنون بغرض التعرف على المستقبل، بدعوى أن ذلك يتحقق خلال تحركات الكواكب، ويشفون المرضى بالتعاويذ السحرية (إش 2: 6؛ دا 1: 20؛ 2: 2). وقد حرّمت الشريعة ذلك (لا 19: 31؛ 20: 6) "وكان الجميع يتبعونه، من الصغير إلى الكبير، قائلين: هذا هو قوة اللَّه العظيمة" يرى بعض الدارسين أن سيمون هذا هو الذي أشار إليه المؤرخ يوسيفوس، الذي وُلد في قبرص، وكان ساحرًا. استخدمه فيلكس الوالي لكي يغوي دروسللا Drusilla أن تترك زوجها عزيزوس Azizus وتتزوجه لكن رفض بعض الدارسين ذلك، لأن سيمون هنا غالبًا ما كان يهوديًا أو سامريًا، كرَّس حياته لدراسة فنون السحر درس الفلسفة في الإسكندرية، وعاش بعد ذلك في السامرة ادعي أنه المسيح، ورفض ناموس موسى، وكان عدوًا للمسيحية، وإن كان قد اقتبس بعض تعاليمها لكي يجتذب بها البعض "وكانوا يتبعونه لكونهم قد اندهشوا زمانًا طويلاً بسحره" إذ رأى عدو الخير كلمة الله يتجسد، وربما أدرك أن مملكته تنهار، بذل كل الجهد لإقامة العقبات في كل موضع، فحث سيمون على عمل السحر زمانًا طويلاً، وخدع الجميع من الصغير إلى الكبير كان سيمون الساحر (ماجوس) شخصية خطيرة، لها سمعتها في الأوساط التاريخية والعلمية، استخدم وسائل شيطانية كثيرة، وحسبه الجميع قوة الله العظيمة. وبحسب القديس إيريناوس كان يجول بامرأة تدعى هيلانة، تُدعي أنها من تجسد سابق من إله العقل، أو من فكر الإدراك الإلهي الذي خرجت منه كل القوة الملائكية والمادية. ويقدم القديس هيبوليتس تقريرًا شاملاً لمنهجه القائم على أساس غنوسي، دعاه "الكشف الأعظم"ويروي الشهيد يوستين كيف استطاع هذا الساحر أن يجتذب أشخاصًا يكرسون حياتهم لنظامه بواسطة قوة السحر، ليس فقط في السامرة، بل وفي إنطاكية أيضًا وروما. وقد عُمل له تمثال في روما نُقش عليه: "تذكار لسمعان الإله المقدس" وقد أثار الحكام في روما ضد المسيحيين ويُقال أنه دخل في صراعٍ مريرٍ مع القديس بطرس انتهي بدحره وبتقرير العلامة أوريجينوس بقت جماعة السيمونيين تخرب في الكنيسة حتى منتصف القرن الثالث "قوة الله العظيمة"، وتعني: "الله القوي" أو "يهوه الجبار" جاء في كتاب اليوبيل (أبوكريفا يهودي) أن الشعب في مصر كان يخرج وراء يوسف ويصيحون El- El wa abir El، ومعناه "الله والقوة الذي من الله" ويرى البعض أن الترجمة الدقيقة لعبارة "قوة الله العظيمة" هي: "هذا هو قوة الله، الإله الذي يُدعى العظيم" تسبب سيمون في عزل بيلاطس بنطس، فقد أعلن أنه سيذهب إلى جبل جرزيم، ويستخرج من تحت أنقاض هيكل جرزيم الآنية التي كان يستخدمها موسى نفسه. فانطلقت وراءه الجماهير، مما اضطر بيلاطس أن يرسل حملة من الجنود فحدثت مذابح رهيبة اشتكى السامريون للحاكم الروماني في سوريا، فأبلغ روما التي استدعت بيلاطس بلا عودة يروي هيبوليتس أنه في استعراض له بروما طلب أن يدفنوه حيًا، مدعيًا أنه سيقوم في اليوم الثالث، فدُفن ولم يقم "ولكن لمّا صدقوا فيلبس، وهو يبشّر بالأمور المختصّة بملكوت اللَّه، وباسم يسوع المسيح، اعتمدوا رجالاً ونساء"يقول لوقا البشير: "ولكن لما صدقوا فيلبس"،وكأنهم قارنوا بين الحق الذي شهد له فيلبس الرسول، والسحر والأعمال المبهرة التي مارسها سيمون، فأعطى الروح القدس قوة لكرازة فيلبس حطمت أباطيل إبليس وجنوده يقرن القديس فيلبس ملكوت السماوات بالعماد باسم يسوع المسيح في عرضٍ رائعٍ، يقدم لنا الشهيد كبريانوس خبرته بخصوص معموديته، قائلاً: [إنني مثلك، ظننت مرة إنني كنت حرًا، مع إنني كنت أسيرًا، مقيدًا في ظلمةٍ روحيةٍ. نعم كنت حرًا، أحيا كيفما أشاء. ولكنني كنت في فراغٍ إلي زمنٍ طويلٍ. كنت أبحث على الدوام عن شيءٍ أؤمن به مع تظاهري بأنني واثق من نفسي، كنت كموجةٍ تلطمها الريح. كنت أيضًا أنجذب إلي كل أمور هذه الحياة معتزًا بالممتلكات والسلطة بينما كنت أعرف في قلبي أن كل هذه الأمور ليست إلا كفقاعةٍ علي البحر، تظهر الآن ثم تتفجر لتزول إلي الأبد مع تظاهري باليقين الخارجي، كنت أعرف أنني مجرد تائه في الحياة، ليس لي خطة أسلكها، ولا مسكن تستقر فيه نفسي يمكنك أن ترى إنني لم أعرف شيئًا عن الحياة الحقيقية، الحياة الجديدة المقدمة لنا من فوق لأنني كنت أبحث عن الحق خلال خبراتي الذاتية، معتمدًا علي طرق منطقي الذاتي، لذا بقي الحق مراوغًا وإذ اعتمدت علي فهمي الخاص، كان نور الحضرة الحقيقية لله مجرد إشراقة بعيدة سمعت أن رجالاً ونساءً يمكنهم أن يُولدوا من جديد، وأن الله نفسه أعلن طريق تحقيق هذا الميلاد الجديد بالنسبة لنا، وذلك لمحبته للخليقة التائهة مثلي في البداية ظننت أن هذا مستحيل كيف يمكن لشخص مثلي عالمي وعنيف أن يتغير ويصير خليقة جديدة؟ كيف يمكن لمن هو مثلي أن يعبر من تحت المياه ويعلن أنه قد وُلد من جديد؟ هذا بالنسبة لي أمر غير معقول، أن أبقى كما أنا جسمانيًا، بينما يتغير صُلب كياني ذاته، وأصير كأنني إنسان جديد لم أرد أن أترك عدم إيماني، ومقاومتي لهذه الفكرة بأنني أولد من فوق. لقد اعترضت: "نحن من لحمٍ ودمٍ، مسالكنا طبيعية، غريزية، مغروسة بحق في أجسامنا إننا بالطبيعة نقدم أنفسنا على الغير، ونسيطر ونتحكم ونصارع لكي نغلب الآخرين مهما كانت التكلفة توجد بعد ذلك عادات اقتنيناها حتى وإن كانت تضرنا، صارت هذه العادات جزًء منا، كأنها أجسامنا وعظامنا كيف يُمكن لشخصٍ أحب الشرب والولائم أن يصير ضابطًا لنفسه ومعتدلاً؟ كيف يمكنك أن تستيقظ صباحًا ما وبمسرةٍ ترتدي ثوبًا بسيطًا وقد اعتدت علي الملابس الفاخرة وما تجلبه من الأنظار والتعليقات؟ كيف يمكنك أن تحيا ككائنٍ متواضعٍ بينما قد نلت كرامة في أعين الجماعة؟هكذا كان تفكيري الطبيعي، إذ كنت في عبودية لأخطاء لا حصر لها تسكن في جسدي. بالحقيقة يئست من إمكانية التغيير فقد تكون تلك العادات ضارة لي، لكنها كانت جزءً مني. لذلك كان التغير مستحيلاً، فلماذا أصارع؟ فإنني كنت أشبع رغباتي بتدليلٍ ولكن في يومٍ أخذت خطوة وحيدة بسيطة وضرورية متجهًا نحو الله تواضعت أمامه وكطفل قلت: "أؤمن" نزلت تحت المياه المباركة فغسلت مياه الروح الداخلية وسخ الماضي، وكأن بقعة قذرة قد أُزيلت من كتانٍ فاخرٍ، بل وحدث ما هو أكثر أشرق نور عليَّ كما من فوق اغتسلت في سلامٍ لطيفٍ تطهرت في الحال قلبي المظلم يتشبع بحضرته، وعرفت عرفت أن الحاجز الروحي القائم بيني وبين الله قد زال تصالح قلبي وقلبه أدركت الروح، نسمة الآب، قد حلّ فيّ من هو فوق هذا العالم وفي تلك اللحظة صرت إنسانًا جديدًا منذ ذلك الحين وأنا أنمو في معرفة كيف أحيا بطريقٍ ينعش حياتي الجديدة المعطاة لي ويعينها ما كنت أتشكك فيه صار لازمًا أن أتعامل معه بكونه الحق واليقين ما كنت أخفيه يلزم أن يخرج إلي النور بهذا ما كنت أسيء فهمه بخصوص الله والعالم الروحي بدأ يصير واضحًا وأما عن عاداتي الخاصة بإنساني القديم، فقد تعلمت حسنًا كيف تتغير حيث تُعاد خلقة هذا الجسد الأرضي بواسطة الله في كل يوم أنمو علي الدوام، صرت أكثر قوة، وحيوية في روح القداسة الآن أخبرك ببساطة الخطوة الأولي في طريق الروح: قف أمام الله كل يومٍ بوقارٍ مقدسٍ، كطفلٍ بريءٍ ثق فيه. هذا الاتجاه يحمي نفسك يحفظك من أن تصير مثل الذين ظنوا أنهم متأكدون أنهم يخلصون، فصاروا مهملين. بهذا فإن عدونا القديم، الذي يتربص دومًا، أسرهم من جديد لتبدأ اليوم أن تسير في طريق البراءة، الذي هو طريق الحياة المستقيمة أمام الله والإنسان. لتسر بخطوة ثابتة أقصد بهذا أنك تعتمد علي الله بكل قلبك وقوتك ألا تشعر به، الآب، إذ هو موجود حولك؟ إنه يود أن يفيض عليك فقط اذهب إليه وأنت متعطش للحياة الجديدة افتح الآن نفسك واختبر نعمته، التي هي الحرية والحب والقوة، تنسكب عليك من أعلى، تملأك وتفيض افتح نفسك أمامه الآن، هذا الذي هو أبوك وخالقك كن مستعدًا أن تنال الحياة الجديدة وتمتلئ بها هذه التي هي الله نفسه "وسيمون أيضًا نفسه آمن، ولمّا اعتمد كان يلازم فيلبس، وإذ رأى آيات وقوات عظيمة تُجرى اندهش" استطاع سيمون في البداية أن يميز بين الحق والباطل، وما هو من الله وما هو من الشيطان، فآمن وصار مرافقًا لفيلبس الرسول. لقد أبهرته الآيات والقوات العظيمة، وللأسف اندهش فاشتهاها، وصمم أن يشتريها بالمال القديس أغسطينوس يقول: " عندما نسمع: "من آمن واعتمد خلص" (مر 16: 16)، فبالطبع لا نفهم ذلك على من يؤمن بأيّة طريقة، فالشيّاطين يؤمنون ويقشعرّون (يع 2: 19). كما لا نفهم ذلك على من يتقبّلون المعموديّة بأيّة طريقة كسيمون الساحر الذي بالرغم من نواله العماد إلا أنه لم يكن له أن يخلص. إذن عندما قال: "من آمن واعتمد خلص" لم يقصد جميع الذين يؤمنون ويعتمدون بل بعضًا فقط، هؤلاء الذين يشهد لهم أنهم راسخون في ذلك الإيمان الذي يوضّحه الرسول: "العامل بالمحبّة" (غل 5: 6). "القديس كيرلس الأورشليمي: " حتى سيمون الساحر جاء يومًا إلى الجرن (أع 13: 8) واعتمد دون أن يستنير، فمع أنه غطس بجسمه في الماء، لكن قلبه لم يستنر بالروح. لقد نزل بجسمه وصعد، أما نفسه فلم تُدفن مع المسيح ولا قامت معه (رو 4: 6، كو 12: 2) ها أنا أقدم لكم مثالاً لساقطٍ حتى لا تسقطوا أنتم. فإن ما حدث كان عبرة لأجل تعليم المتقرّبين لهذا اليوم (يوم العماد) إذن ليته لا يكون بينكم من يجرب نعمة اللَّه، لئلا ينبع فيه أصل مرارة ويصنع انزعاجًا (عب 15: 12)! ليته لا يدخل أحدكم وهو يقول: لأنظر ماذا يعمل المؤمنون! لأدخل وأرى حتى أعرف ماذا يحدث؟! (أي يدخل لمجرد حب الاستطلاع) أتظن أنك ترى الآخرين وأنت (في نيتك أن) لا ترى؟! أما تعلم إنك وأنت تفحص ما يحدث معهم، يفحص اللَّه قلبك؟! " وللحديث بقية
المزيد
27 مارس 2024

اذكر يا رب اجتماعاتنا، باركها

ليست اجتماعاتنا هي التي نجتمع فيها مع بعضنا البعض، إنما التي نجتمع فيها مع الله، وحينما نجتمع مع بعضنا البعض، يكون الله في وسطنا حسب وعده الصادق"حيثما اجتمع اثنان وثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم" (مت18: 20) اجتمع الله مع آدم وحواء في الجنة، فكانت أول كنيسة. واجتمع مع نوح وأسرته في الفلك، وكان في وسطهم. وكذلك كان في وسط الثلاثة فتية في أتون النار. واجتمع الرب مع موسى فوق الجبل، وكان اجتماعًا مباركًا، أضاء فيه وجه موسى بالنور لأنه اقترب من النور الحقيقي وفى العهد الجديد، كان الرب يجتمع مع تلاميذه، في أي مكان على الجبل، في بيت حيث شفى المفلوج، وفي البرية حيث بارك الخمس خبزات، أو بين الحقول، وفي جلسة خاصة على بئر يعقوب، وفي بيت مريم ومرثا ومن أجمل الصور التي قدمها لنا سفر الرؤيا الرب في وسط المنائر السبع، في وسط كنيسته إنها صورة الله في وسط شعبه، وفي يده اليمنى ملائكة الكنائس سبقها الرب باجتماعه مع تلاميذه أربعين يوما بعد القيامة "يحدثهم عن الأمور المختصة بملكوت الله"ودعاهم إلى ذلك الاجتماع بقوله للمجدلية "اذهبي إلى أخوتي وقولي لهم أن يمضوا إلى الجليل هناك يرونني"إن مجرد رؤيته يمكن أن تكون هدفا في ذاتها إذ قال لهم قبلًا "أراكم فتفرح قلوبكم. ولا يستطيع أحد أن ينزع فرحكم"ونحن نجتمع مع الله في بيته، لذلك نفرح بالذهاب إلى بيت الرب، كما فرح المرتل قائلًا "فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب" (مز121) وكان الله يجتمع مع الناس في البيوت وكان أول البيوت التي صارت كنائس، بيت مارمرقس (اع12: 12)، وفي عليته حل الروح القدس، وتعلم قديسنا مارمرقس مثالية الاجتماعيات، وعلمنا إياها. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
26 مارس 2024

كيف نصوم الصوم الأربعيني ؟

نود أن نجيب على هذا السؤال فى اختصار وتركيز مشيرين إلى العناصر الهامة الآتية :- 1- بجدية وإخلاص قلب ليس الصوم مجرد شكليات، إنه مضمون قبل أن يكون شكلا ، إنه حياة قبل أن يكون طقسا وترتيباً ، فالامتناع عن اللحم والشحومات والتسليات هو الجانب السلبي للصوم ، وأما الجانب الإيجابي فهو الحياة الروحية النشطة التي فيها التوبة وقرع الصدر والندم والمطانيات، فيها الصمت والهدوء ، وفيها النسك والتقشف ، فيها فحص النفس والتأمل الباطني وفيها أيضا التعمق في كل ما يختص بالحياة الداخلية إنه من الأيسر للإنسان أن يحول كل ما هو روحى إلى ما هو شكلى ثم يبحث بعد ذلك عن الروحانية وراء الشكليات ، أما الصوم الكبير فهو قوة روحية ونبع فياض لكل من تلامس مع جوهره ومضمونه السرى . إن الكنيسة الكاثوليكية والهيئات البروتستانتية فى الغرب اختصروا الصوم ثم تخلصوا منه نهائياً فى أماكن كثيرة من العالم وقد نعيب عليهم هذا الضعف والهزال الروحي ، ولكن إذا كانت الأرثوذكسية تفتخر بعدم تعديلها مواعيد الأصوام فإنها تحتاج في هذه الأيام أن تتمم التزام الصوم بجدية وعمق إن أخطر ما يهدد الجدية في الصوم المظهرية والشكلية والفريسية والاكتفاء بما هو خارجي دون التعمق في الداخل يقول الرب يسوع " وأما أنت فمتى صمت فـادهن رأسك واغسل وجهك لكى لا تظهر للناس صائماً بل لأبيك الذى فى الخفاء فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية " ( مت ٦ : ١٧، ١٨) .أن نأخذ الصوم بجدية هذا يعنى أن ننظر إليه على أنه تحد روحى يستلزم تهيئة واستعداداً وصلاة ثم فحصاً وعزيمة وتصميما ثم نضالاً ودأبا وجهادا للنصرة على أعداء المؤمن الثلاث الشيطان والعالم والذات ٢ بتوبة وتذلل مع فرح داخلى يقول الوحى على لسان يوئيل النبى " ارجعوا إلى بكل قلوبكم وبالصوم وبالبكاء والنوح ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا إلى الرب إلهكم لأنه رؤوف ورحيم " ( يوئ ۲ : ۱۲ ، ۱۳ ) ، ويقول داود النبي " أذللت بالصوم نفسى (مز ٢٣:٣٥) وعندما تاب أهل نينوى وقدموا صوماً وتذللا قبلهم الرب ، وعندما صام آخاب الملك الشرير وقدم توبة وندما رضى الرب عنه . فالصوم الكبير هو مجال متسع للتوبة ، لهذا نجد قراءات الكنيسة في أغلب مناسبات هذا الصوم تقدم نصوصاً وشروحات عن حياة التوبة الأسبوع الأول دعوة إلى احتقار أباطيل العالم ورفض لمحبة المال ،والأسبوع الثاني دعوة إلى الصلاة والأمانة وعدم الريـاء ومواجهة العدو في كل تجاربه ، والأسبوع الثالث سيرة الابن الضال كأحسن مثال لحياة التوبة ، أما الأسبوع الرابع فأننا نقابل السامرية التي قدمت توبة مذهلة وتغيرت حياتها بفعل الكلمة وإنجيل الخلاص ، وفى الأسبوع الخامس تبرز لنا الكنيسة أهمية الإيمان في التجديد وخطورة النكسة الروحية فى التوبة عندما تقدم لنا نموذج المخلع ، وأما أحدالتناصير فهو أسبوع توبة ، وأما أحد التناصير فهو أسبوع توبة المعمودية والتوبة المقصودة هنا هي التغير الكامل في الداخل والأعماق والأهداف ويقول اللاهوتي شممان إن أعمق تغير يحدثه الصوم الكبير في النفس البشرية هو أنه يغير اتجاه الشخص واتجاه الجماعة فبدلاً من أن يكون الخبز ولقمة العيش محور اهتمامهم يصبح الكلمة هو مصدر حياتهمولكن يلزمنا أن نشير إلى أن التوبة فى المسيحية خالية من الحزن المرير وفي هذا يقول المطران جورج خضر : " إن التوبة والتذلل يلزم أن يرفع عنها الحزن المرير لأن المسيح رفع عنا حزن الخطية وعقوبتها ، فالصوم في المسيحية ليس تكفيرا ولا قصاصاً ولا نحيباً وإنما هو وسيلة وطريقة صلاة واستدعاء للروح وحنين إلى الفردوس ومنطلق من قيامة المسيح ومرتقب لهذه القيامة لأجل هذا طلب منا المسيح ألا نكون عابسين بل أن ندهن رؤوسنا ، أن نمتلئ من بهجة الخلاص وفرح الروح ، فرح العريس الذي يحضر مع أبيه بفعل روحه القدوس ، يكفينا في توبتنا أن نمتلئ فرحاً وعزاء وسلاماً عندما نسمع مع المرأة الخاطئة القول الإلهى " مغفورة لك خطاياك اذهبي بسلام " . ٣- باعتكاف وصمت وهدوء وتقشف الصوم أسلوب حياة ، إنه سعى نحو الحياة الباطنية متخلصة من كل مشتت خارجي ، المجتمع الخارجي يسعى إلى تبديد قوانا الجسمية والنفسية والعقلية والروحية ، والحياة الروحية هي سعى نحو تجميع هذه القوى وإخضاعها للروح ، بدون تفهم ، معنى الصوم الكبير أنه رحلة إلى أعماق الإنسان فإن الصوم يفقد معناه ويبتعد كثيرا عن جوهره الأصيل الصوم الكبير مجال واسع للتأمل والتعمق واكتشاف سطحيتنا وزيف علاقاتنا مع الناس والأشياء ، فالابتسامات السطحية والحياة القائمة على " معلهش ، صهين ،کله زى بعضه ، الدنيا ماشيه كده وغيرها من الشعارات التي نتبعها في حياتنا وتشير إلى النفاق والغش والدبلوماسية والخلو من العمق والصدق والالتزام . هذه كلها لا تنكشف إلا فى الهدوء " بالرجوع والسكون تخلصون ، بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم " ( أش ٣٠ : ١٥ ) الصوم الكبير زمن للنسك والتقشف ورفض للمسرات مثل الملاهي والمأدب والزيارات الكثيرة للمجاملات وسعى نحو الانضباط الداخل لكي تفحص الحياة الباطنية فحصاً دقيقاً ، ومن خلال هذا الفحص تكتشف كل الصفات وتقدم النفس التوبة وتطلب النعمة للتغير والتحول ، في الصوم الكبير مجال للسيطرة على كلامنا وثرثرتنا إن ألفاظنا في طوفان الأحاديث قد فقدت معناها وبالتالى قوتها المسيحية تعيد إلى الكلمة قدسيتها وسلطانها ، إن الصوم يضبط اللسـان حتى لا ندان " بكلامك تتبرر وبكلامك تدان " ، الثرثرة غالباً ما تأتى من العجب والزهو الباطل والرغبة في مديح الناس ، الثرثرة تفتح أبواب النفس وتجعل الحرارة والخشوع يهربان من القلب " الثرثرة تفتح أبواب النفس وتجعل الحرارة والخشوع يهربان من القلب ، الثرثرة تخرج الإنسان عن نفسه والأحاديث الباطلة تغرس الخصومات والنزاع وتجلب البلادة ، وكثرة الكلام لا تخلو من معصية ، الصمت كما علمنا آباؤنا . القديسون هو قوة عظيمة نستعين بها فى محارباتنا الروحية ، هو سلاح للنصرة وعلامة الحكمة الروحية وسر الحياة الباطنية فى الصوم الكبير نتذوق ثمرة الصمت الشهية فنتدرب على التجمع الداخلي وبطلان التمزع والتشتت، العالم الآن يحتاج إلى شهادة لا بالوعظ والكلام الكثير بل بقديسين يحملون نورا وفرحا وعمقاً وجدية وحبا ولهم سر الصمت وقوة الهدوء كدلالة أكيدة على حضور الله فيهم ٤- بعطاء وبذل تقول مديحة الصوم الكبير الشهيرة " طوبى للرحماء على المساكين ، فإن الرحمة تحل عليهم ، والمسيح يرحمهم فى يوم الدين ويحل بروح قدسه فيهم " وليس غريباً على الصوم أن يقترن بعمل الرحمة ، في هذا يقول زكريا النبي : " هكذا تكلم رب الجنود قائلا احكموا حكم الحق واصنعوا الرأفة والمراحم كل إنسان إلى أخيه ، لا تظلموا الأرملة ولا اليتيم ولا الغريب ولا البائس ولا تفكروا شرا الواحد على أخيه " ( زك ٧ : ٨ ) . وهناك قول رائع لأشعياء النبى وإيضاح جميل لمعنى الصوم وفهم أصيل لارتباطه بالرحمة والبذل : " أليس هذا صوماً أختاره : حل قيود الشر، فك عقد النير وإطلاق المسحوقين أحراراً وقطع كل نير ؟ أليس أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك ، إذا رأيت عريانا أن تكسوه وأن لا تتغاضى عن لحمك " ( اش ٥٨ ، ٣ - ٧ ) وقديما كان آباؤنا يصومون ليعطوا أكثر للفقراء والمحتاجين لأن " الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هى هذه افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم " ( يع ۱ : ۲۷ ) ، والرسول بولس يعبر عن العطاء للفقير بالذبيحة المقبولة إذ يقول : " ولكن لا تنسوا فعل الخير والتوزيع لأن بذبائح مثل هذه يسر الله " ( عب ١٣ : ١٦ ) فإذا كان الصوم بذلاً داخلياً فإن الرحمة والعطاء تعبير أكيد عن الحركة الروحية الداخلية الحادثة بفعل الصوم والنسك المسيحي الأصيل . ماذا يحدث لو لم أصم ؟ المسيحى الحقيقى عضو في جسد المسيح السرى الذى هو الكنيسة ، وهو لا يشذ عن الجماعة لأن العضو إذا خرج عن الجسد يفسد ويسبب للجسد آلاماً مبرحة المؤمن يصوم لأن الكنيسة تصوم ، فهو منها ومعها وفيها ، الذى لا يصوم الصوم الأربعيني يخطئ إلى نفسه ويخطئ إلى الكنيسة أيضا لأن الروحانية الأرثوذكسية ليست روحانية فردية وإنما هي روحانية شركة ، وقديما كانت كنيسة الرسل تحيا حياة الشركة هذه إذ كان المؤمنون يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات ، وإذ هم يكسرون الخبز فى البيوت كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب مسبحين الله ولهم نعمة لدى جميع الشعب ، وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس " افرزوا لى برنابا وشاول ولما صلوا تزعزع المكان وامتلأ الجميع من الروح القدس " ( اع ٢ ، أع ٤ ) .في هذا يقول المطران جورج خضر " إن الكنيسة بأسرها كجسم واحد يجب أن تكون مصلوبة عن أهواء الجسد عن طريق قمع جموحه وشراسته وأن تأخذ بعين الجد قضية آلام ربها " . ويعلمنا الرسول بولس عن الجماعة في الجهاد الروحي قائلاً : " فقط عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح حتى إذا جئت ورأيتكم أو كنت غائباً أسمع أموركم أنكم تثبتون في روح واحد مجاهدين معا بنفس واحدة لإيمان الإنجيل " ( فی ۱ : ۲۷). من هذا المنطلق نستطيع أن نفهم أهمية الشركة فى الصلاة ، والصوم ، والتناول ، والعبادة كلها ، ذلك لأن الاختبار الروحى أرثوذكسيا وإن كان له البعد الشخصي الذي يركز على العلاقة الشخصية بين المؤمن والله ، ألا أنه يتميز بالطابع الكنسى الذى في إطاره لا يستطيع المؤمن أن يخلع نفسه عن وحدة المؤمنين العابدين الذين يصلون عنه ويصلى هو معهم وعنهم والجميع يلفهم جو روحى وجهاد مشترك. نيافة الحبر الجليل مثلث الرحمات المتنيح الانبا بيمن أسقف ملوى وأنصنا والاشمونين عن كتاب الصوم الكبير لاهوتيا و كنسيا وروحيا
المزيد
25 مارس 2024

يوم الاثنين من الأسبوع الثالث( لو ١١: ٣٣ - ٣٦)

لَيْسَ أَحَدٌ يُوقِدُ سِرَاجاً وَيَضَعُهُ فِي خِفْيَةٍ، وَلَا تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ، لِكَيْ يَنْظُرَ الدَّاخِلُونَ النُّورَ . سَرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَمَتَى كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّراً، وَمَتَى كَانَتْ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ يَكُونُ مُظْلِماً. انْظُرْ إِذَا لِئَلَّا يَكُونَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظُلْمَةٌ. فَإِنْ كَانَ جَسَدُكَ كُلُّهُ نَيْراً لَيْسَ فِيهِ جُزْءٌ مُظْلِمٌ، يَكُونُ نَيِّراً كُلُّهُ، كَمَا حِينَمَا يُضِيءُ لَكَ السِّرَاجُ بِلَمَعَانِهِ . العين البسيطة إنجيل هذا الصباح يتكلم عن موضوع مهم للغاية، يُعتبر من أخطر المواضيع التي تقابل الإنسان الروحي في جهاده الروحي، وهو: العين البسيطة. هذا معيار مسيحي من الدرجة الأولى، ويُعتبر امتيازاً عالياً للإنسان الروحي. في الحقيقة لو أننا أخذنا التشبيه على أنه العين البشرية؛ لخرجنا تماماً عما يقصده المسيح الرب هنا لا يقصد العين البشرية. لأسباب كثيرة: أولاً : هي عين واحدة وليست عينين، فهنا يتجه المعنى ناحية عملها وليس ناحية الشكل أو الصفة. ثم هي عين بسيطة، وكلمة بسيطة في اللغة اليونانية تعني معاني قوية جداً، ولكن لا معنى منها يتفق مع الجسد. أول هذه المعاني إنها مفردة أي ليست مركبة، فهي لا تحتمل التعقيد أو الثنائية،بمعنى أنها لا يمكن أن تنقسم إلى رؤيتين. الصفة الثانية: هي عين مستقيمة، في اتجاه أمامي، وليس تعريجاً بين يمين ويسار. وصفة ثالثة : أنها صحيحة، أي ليست مريضة وليس بها شوائب. ثم هي واضحة أو صافية ليس فيها تعتيم، وآخر صفة لتلك العين البسيطة هي إنها مكشوفة، ليس فيها أشياء مخفية. إذن، كما رأينا، لا تنطبق واحدة من كل هذه الصفات على العين الجسدية. إذن ما هو المقصود بالعين البسيطة؟ إنها العين الروحية، إنها العين البصيرة، والبصيرة ليست الإبصار، إنها إدراك الحق وتمييزه وليس كالبصر الذي يرى فقط الظواهر الخارجية. فالعين التي يقصدها المسيح هي إدراك الحق والتمييز ما بين الحق وغير الحق والحق في المفهم اللاهوتي والإنجيلي هو النور، والباطل هو الظلمة. وعندما نقول: النور، فالمقصود هو شخص الرب يسوع الذي قال عن نفسه: «أنا هو نور العالم». فالعين البسيطة هي التي انفتحت بصيرتها على المسيح والحياة الأبدية. بعكس العين الشريرة التي انفتحت على الشر.وعندما نقول أنها عين بسيطة مفردة فنقصد أنها لا تقبل غير المسيح، وترفض أن يكون له بديل. ثم هي عين مستقيمة، أي أن اتجاهها هو ناحية المسيح، لا تميل عنه يمنة ولا يُسرى. وهي عين صحيحة، أي ليس بها سقم غوايات وشهوات الجسد، وتستطيع أن ترى المسيح بصفاء وبدون تشويش. ثم، هي أخيراً عين مكشوفة وصريحة، بمعنى أن كل شيء أمامها واضح.العين الروحية موقعها عند المسيح أعلى شيء عند الإنسان، وأهم عضو من أعضائها، والذي عليه كل التركيز في فهم الإنجيل. يقول عن تلميذي عمواس إنه: «فتح ذهنهم ليفهما المكتوب». لقد انفتحت العين الروحية على الحق ودخلها نور المسيح دخلها الحق؛ فانكشف لها كل شيء عن المسيح. انظروا كم هي مهمة، لذلك جعلها المسيح مثل المنارة التي يضعونها في أعلى مكان في البيت.لو كانت العين الروحية سليمة؛ فإن نور المسيح ونور الله سيدخل ويضيء كل أعضاء الإنسان المنظورة وغير المنظورة، يضيء الفكر والضمير والعواطف والمشاعر والقلب، وتبتدئ كلها تستنير وتعمل الحساب النور. فإذا كان النور البشري المصنوع عنده القدرة أن يعمل في الجسم ويطهر من الميكروبات ويُظهر الخفيات؛ فما بالك بالنور الروحي، نور المسيح الفائق الفاعلية، عندما يدخل ويستقر في الإنسان كم هو قادر أن يميت الخطية، ويطهر الفكر والقلب والضمير من الأعمال الميتة.لو كانت عينك الروحية سليمة؛ فإن النور الإلهي يدخلها وينفذ فيها،الأمر الذي يسميه المتصوفون: التحديق في النور الإلهي، أي الشخوص في نور المسيح.الإنسان الذي دخله شعاع النور من خلال العين الروحية يستطيع أن ينفذ أيضاً من خلالها لينظر ويتأمل في الله. وهذه عملية من أروع ما يمكن، ذلك لأن كلما تأمل الإنسان في الله أكثر ؛ كل ما انسكب فيه النور أكثر.فهنا التحديق في نور الله في الحق الإلهي في شخص يسوع المسيح، هذا يزيد العين جلاء واستنارة.ولكن لاحظ أنه في بداية التأمل يحصل صراخ، فبمجرد أن العين تتأمل في الأمور الإلهية ترتد العين سريعاً، ثوان قليلة وتعود أدراجها، لا تستطيع أن تحدق، لماذا؟ لأن العين ليست سليمة، لابد لها من تطهير وغسيل أكثر وأكثر. ولكن كلما داوم الإنسان في النسك وفي العبادة والقراءة؛ كلما راقت العين وصفت، ويستطيع بعد هذا أن يحدق في النور أكثر، ويوجه ذهنه نحو آية من الآيات أو صفة من صفات الله، ويركز فيها الذهن مع القلب والمشاعر مع الفكر، فلابد له هنا أن يخرج بغنيمة، ولا يمكن أن يخرج فارغاً أبداً. المتنيح القمص متى المسكين
المزيد
24 مارس 2024

أحد التجربة

إنجيل هذا الصباح المبارك يا احبائي هو أحد التجربة على الجبل ،كلنا نعلم الثلاث تجارب التى جُرب بها رب المجد يسوع يسوع عندما جرب، ما كانش هو المقصود بالتجربة لكنه اخضع نفسه الى التجربه كنائب عن الجنس البشري بأكمله ،يسوع داخل يتجرب بدل عنا يسوع سمح لعدو الخير ان يحاربة في نقاط سبق وان الانسان اتهزم بها عشان زي ما الانسان الاول بل والخليقه كلها انهزمت من عدو الخير في حروبة والمتعدده ،جاء ربنا يسوع يحول الهزيمه الى انتصار يحارب عنا ،ويحارب بدل منا ،فكنائب عننا بيتحارب ،وعدو الخير متجاسر لا يوجد له حدود، لا يخجل ولا يستحي،القديس ابو مقار يقول عنه انها بلا حياء عامل زي الذباب لما تيجي تهش الذبانه ما تتكسفش، تبصي تلاقي تيجي ثاني تهشها ثاني تيجي ثاني ،عدو الخير بلا حياء ،جاء متجاسر يجرب رأس الخليقه باكملها تارك ممالك الأرض كلها بيخضع نفسه النهارده للتجربه، عشان يقول لنا انا النهارده باجرب وعاوزه احول هزيمتكم الى انتصار اول حرب حرب الخبز قال لة قول للحجارة ان تصير خبز، ماقالهوش الكلام ده في الاول لكن قال له الكلام ده عندما جاع،تركة لحد ما يجوع،وبعدين قال له انت جعان اشفق على نفسك ،انت تقدر تجعل الحجاره تبقى خبز قول للحجارة ان تصير خبز،جاء ليحارب رب المجد يسوع بتجربه الأكل تجربه الطعام، نفس التجربه اللي سقط فيها ابونا ادم وامنا حواء وقال لهم كلوا من الشجره الأكل وكأن عدو الخير خبير بطبع الإنسان انه يميل الى اشباع احتياجاته وعارف نقاط ضعفه ،بيقول لك كده ربنا سمح ان الإنسان يكون كائن جائع ،لو كان ربنا اراد ان يخلقنا بطريقه ان احنا ما ناكلش كان ممكن ، يوجد خليقه لربنا ممكن تكون بتتغذى بطرق غيري طرق الاكل،مش كان ممكن نمشي بالطاقه؟ نمشي كان ممكن نمشى بالتمثيل الضوئي كان ممكن لكن اللة خلق الانسان كائن جائع لية؟؟ لكي ما يتحول الطعام الى وسيله حب بيننا وبين الله،ابونا ادم وأمنا حواء قبل السقوط عارف اللي كان بيحصل ؟ كان ربنا بيطعمهم بيده كانوا ياخذوا الطعام بيد ربنا وللاسف عدو الخير غار، وحسد، وقال لهم بدل ما تأكله من يده هو، كلوا من ايدي انا، كانت النتيجه كلنا عارفين ،فجاي ربنا يسوع يقول،انت جاي ثاني ،تحاربني بحرب الطعام ،عاوزني اكل من يدك انت،لا لأنة مكتوب ليس بالخبز واحده يحيا الإنسان،بل بكل كلمة تخرج من فم اللة ولحد الان احبائي عدو الخير بيحارب الانسان بتجربه الخبز الجوع ولو تنظر الى موضوع الاكل فى الكتاب المقدس هتلاحظ انة كان سبب لسقوط كثيرين تلاقي واحد زي عيسو يبيع بركه كبيره بأكله ،يقول له بعلى باكوريتك قال له يا سيدي وماله بلا باكورية بلا بتاع، انا ماضي الى موت، هتنفعني بأيه البكوريه اعطيني الاكل البكوريه دي يعنى الكبير بتاع البيت،ياخذ ميراث الضعف،ويأخذ بركه ابوه والنسل باسمة وامتداد لبركه ابوه وهو كاهن البيت،هو ده كبير البيت قال له كل الكلام ده لا يعنيني بحاجه،يعنيني اني اكل دلوقتي ،الانسان بيسقط من الجوع من احتياجاته ،عشان كده تلاقي ربنا يسوع جاي يقول لك لا انا هحاول كنيستي كلها الى كنيسه صوامه،تحب الصوم،يقول لعدو الخير.انظر الى ولادى وبناتى انظر الى كنيستى كلها صائمه غلبوا الاكل وغلبوا شهوه البطن واحتياجاتهم، وقالوا نحن لا نحيا بالخبز وحده، تعال كدانظر الى شعب بني اسرائيل الخبز عمل فيهم ايه قالوا عاوزين نأكل فين الأكل بتاع ارض مصر، وقالولوا عاوزين البطيخ والكرات والثوم والبصل، الاكل بتاع مصر ،وخذ بالك الثمار بتاعه ارض مصر كانت ثمار تنمو على الارض ثمار ارضيه لكن ثمارارض الميعاد ثمار سماويه العنب والتين والرمان والحاجات اللي فوق، لكن الانسان شهواني بطبعه،مغلوب من بطنه من الاكل ،جاء ربنا واعطاهم المن، قالوا برضه مش عاجبنا ،قد سئمت انفسنا هذا الطعام السخيف.الطعام احبائي وسيلة لغلبه الإنسان ،لدرجه ان الاباء القديسين يقول لك على البطن يسموها كده سيده الاوجاع عشان كده احنا في الصوم بنغلب شهوة الأكل الاباء القديسين يقولوا بطن امتلئ بالاطعمه لا يوجد مكان لمعرفه اسرار الله،ويقول لك عود نفسك ان تأكل ما تحتاجه وليس ما تشتهية البطن الصائمة تسجن جميع الرزائل بتموتها عدو الخير جاء يحارب رب المجد بالطعام، لكنة غلبه لم ينغلب للاحتياجات الطعام رغم انه جاع لانه كان يمثلنا كأنسان كان بشرى حقيقي ،جسد حقيقي يقولك اذا شارك الاولاد فى اللحم والدم اشترك هو ايضا فيهما فهو ايضا كان لحم ودم وبيجوع فجاع وقال لة مش هخضع لك ابدا إحنا في الصوم احبائي هذه البركه لابد ان تنتقل إلينا انني اشعر بالجوع، لكنة جوع مقدس الجوع الذي يهيئني ان أكل من طعام الملائكه الجوع الذي يهيئني ان اكل من خبز اخرهو غذاء كلمه اللة تخيل انت لما تجوع وتلاقي نفسك رددت مزمور تلاقي نفسك شبعت كلنا احبائي ممكن نكون صايمين فتره طويله ونحضر قداس ونتناول نخرج مش عاوزين نأكل رغم ان احنا جعانين ،شهوه تبدلت بشهوه اخرى في احتياج سد احتياج في غذاء بدل غذاء ربنا يسوع جاء ليعلمنا هذا جاء يعلمنا في الصوم انه ما نخضعش ابدا الى احتياجتنا يقول لك عن واحد من الاباء القديسين ،مره اخذ تدريب يصوم فتره انقطاع لفتره طويله شويه وبعد ذلك جاع فقال خلاص ما فيش حاجه لو اكلت دلوقتي يلا هأكل فبدا يجهز الأكل وبعدين ضميرة تعبه ،قال وبعدين ده انا كنت هصوم لحد الغروب دلوقتي الساعه 3:00 وانا كنت هصوم لحد سته وبعدين قال بس انت جعان، يلا وبعيد فاق فبيقول لك اخذ يخاطب معدته،بس اللي معدته قال لها ما دومتى قد طلبتي الذي في غير ميعاده ،فلن اعطيكى الذي في ميعاده طالما انتي قولتي ااكل بدري ،انا بقى مش هأاكلك في الميعاد اللى كنا متفقين علية هازود كمان طالما قد طلبتي الذي في غير ميعاده فلن اعطيكى الذي في ميعادة ناس غلبت هدف الصوم زي ما ربنا يسوع المسيح صام ولم ينغلب الى شهوه الطعام عدو الخير يتفنن في الوسائل عشان كده احبائي حرب الأكل دي يا ما بتبعد الناس تبص تلاقي الخبزاسمة اكل العيش تلاقي الانسان شقيان و تعبان يقول لك اكل العيش منصرف عن اللة يقول لك اكل العيش الحكايه جايه منين جايه اساسها من الاكل من الطعام فحين ان الإنسان لو شاف احتياجه من الأكل هيلاقي اقل بكثير جدا من ما بياكل يقولوا ان معده الانسان قد قبضه يده كل واحد فينا يشوف قبضه يده مساحتها قد ايه يبقى دي معدته شوف قبضه اليد دي تملئها قد اية من الأكل؟! يعني الاحتياج بتاع الانسان بسيط جدا لكن الانسان هل بيأخذ احتياجه بس ولا بيتبع شهواته ؟ عشانةكدة احبائي هتلاقي الصوم فرصه جميله جدا لضبط الاحتياجات والتفانى بالروح على حساب الجسد فيخضع الجسد الى الروح ،عشان كده احبائي زي ما ابونا ادم وأمنا حواء كانوا بياكلوا من يد الله فى حالة الفردوس احنا دلوقتي بنصوم ونتناول عشان نقول احنا مش هناكل من يد الشيطان ونرفض ان احنا ناكل اي حاجه ابدا هناكل من ايدك انت يا رب يسوع ناكل وبدل ما الاباء الاولانيين اكلوا من ايد عدو الخيرأكلوا وسقطوا وحزنوا وانصرفوا وتعروااحنا ناكل ونسبح ونشكر ونسترونشعر ببهجه شديده دخلت الى انفسنا هي دي تجربه الطعام ثاني حاجه قال لة طيب انت نجحت في الاولانيه فى حرب بيني وبينك من زمان انا جاى اخذ حق اولادي اللي انت غلبتهم من زمان وعمال تغلب فيهم قال له طيب تعال فأخذوا معة على جناح الهيكل قال له ان كنت ابن الله شوف التشكيك إلقى بنفسك، لانه مكتوب،انة يوصى ملائكته بك فيحملونك خذ بالك ،حرب التشكيك عدو الخير بيشكك في رب المجد يسوع المسيح نفسه بيقول له ان كنت انت ابن الله فاكر انت لما قال لامنا حواء أحقا قال لكم الله اصل عدو الخير من شغلته الرئيسيه انه يشكك الانسان فحقيقه وجوده وحقيقه خالقتة وحقيقه الفداء وحقيقه الخلاص وحقيقه انه ابن الى الله، وحقيقه كرامته كأنسان الى الله حقائق كثيره جدا عدو الخير بيحاول ان يشقق الانسان فيها اكيد بتحتك بالانسان و يقول لك فين ربنا اقنعني ما فيش حاجه اسمها ربنا كل حاجه يشكك فيها عدو الخير حربه لا زالت الى الان ولا زال الى الان يصطاد ألوف من البشر في حرب التشكيل يشكك في مواعيده يشكك في رعايته في اهتمامه بك عدو الخير دة شغلة جاى لرب المجد يسوع نفسه يقولة ان كنت انت ابن الله اذا كان تجاصر على رب المجد بنفسة وبيشككة مش هيجي يشككني انا اكيد هيجي يشككني لكن يا ترى لما يجي يشككني بخضع له ولا بحاربه بالمكتوب قال له لا تجرب الرب الهك لا تخيل انت كده عندما ياتي عدو الخير يحربك ويقول لك فكرك ربنا فكرك اقول له اه فاكرني ده مكتوب اننى نقشتكم على كفى من يمسكم يمس حدقة عيني فكرك ربنا هيهتم بك وبمستقبلك وباولادك دة بكره لو الدنيا تغيرت الاولاد تضيع وانت يجرى لك ويجرى لك اقول ازاي بقى ملُقين كل همكم عليه لانه هو يعتني بكم لا تهتموا للغد تخيل انت كده لما ترد على العدو الخير بكلمه يتكسف ويتخزي متى عدو الخير بيتصلت احبائي ؟ لما يلاقيني اضعف وعمال اخد وادى معاة واقولة اه صحيح هنروح فين ونيجى منين اكتر الحروب اللى عدو الخير يهاجم بها الانسان بكرة المستقبل لما الانسان يكون واثق في يد ربنا يقول له كل الاشياء تعمل معا للخير ان عيشنا للرب نعيش وان مُتنا فللرب نموت ان عشنا او متنا للربنا نحن اقول لك طب ممكن حد من احبائك اللى ان متكل عليه يفرقك لو هيفارقني يبقى دي اراده ربنا ولو فارقني يبقى هو راح السما وذاك افضل جدا تخيل انت كده ان اى حرب ومهما كانت ضرباتهاعدو الخير يحربك بها يلاقيك بترد عليه بآيه ،،يبقى ايه الموقف اهو ربنا بيعلمنا كده نقطه ثانيه بيقول لك ارمي نفسك من فوق وتيجي ملائكه وتشيلك قصده ايه قصده يعمل استعراض كده هنشوف بقى هتيجي ملائكة هتشيلك ولا لا هو وربنا يسوع المسيح قادر دي سهله جدا يا سلام من غير ملائكه ماتشيلك ماهو صعد على السحاب ودخل والابواب مغلقه مش على الميه كانت هتفرق معاة كثير يعني لو كان نزل من على جناح الهيكل قالك اولا انا ماانفذلهوش كلامه وثانيا مش هخضع لة وثالثا ايه لازمه ان انا ارمي نفسي من فوق دلوقتي ايه لازمتها لو درست فى معجزات ربنا يسوع المسيح كلها ما تلاقيهوش ولا مره يعمل معجزه لمجرد الاستعراض لا لا فكرك يعني واخد ال 5,000 وطالع بهم الجبل عشان في الاخر يبقى يأكلهم لا دة عندما جاعوا...قال لهم اعطيهم ليأكلوا قالوا ما عندناش طب هاتوا اللي عندكم اعطوهم اللى عندكم يأكلون فاكلوا ايه اللي خلاه يعمل المعجزه الاحتياج الحب اية اللى جعلة يقيم الموتى اية اللى جعلة يشفى المرضى مش مجرد انه عاوز يستعرض فى ناس يا احبائي فكرها ان اهم حاجه يحصل له معجزه في حياته فى ناس بتنمى ايمانها على المعجزه فقط قال لك لا تصور انت ان لما تيجي تدرس في معجزات ربنا يسوع المسيح كلها تلاقي انه ما شفاش كل المرضى شفى نوعيات من المرضى عاوز يقول لك انا شفيت ابرص لأجل ان افديكم من نتن الخطيه اقمت موتى عشان احيكم واخلصكم شفيقت يد يابسه لكي اعلمكم كيف تكون يدكم مبسوطه للعطاء وكيف ترفعون أيادي طاهره للصلاه كل نوعية من المعجزات انا بفك بها مرض مش معنى كده انى بشفى كل المرضى لا في ناس احبائي عاوزه تبني ايمانها على المعجزه فقط لو ماكنش ربنا يعمل يبقى ربنا مش صح القديس اغسطينوس يقول لك ان المعجزه هي آيه لغير المؤمن المعجزه هي آيه لغير المؤمن احنا عندنا إيمان بربنا حتى لو ما عملش معجزه احنا اعظم معجزة بالنسبه لنا انه تجسد وفدانا اعظم معجزه بالنسبه لنا انه صلب ومات وقام وصعد اعظم معجزه بالنسبه لنا انة ارسل لنا الروح القدس اعظم معجزه انه جسدة ودمه مسفوك على المذبح جسد حقيقي ودم حقيقي عاوزين ايه اعظم من كده معجزة مش عاوزين معجزة لما جم يقولوا له اعطيناه آية عاوزين نشوف منك آيه قال لهم اه لا تعطى لكم ايه الا ايه يونان النبي لية يونان ايه اللي جاب ده لدة قال لهم زي ما اهل نينوى تابوا بمنادات يونان هوذا اعظم من يونان هنا عاوز معجزه استجيب لكلمه ربنا وتوب بها وانت تتغير وتشوف اعظم معجزه في حياتك القديس العظيم الانبا باخوميوس قالوا له اعمل لنا معجزه يا ابانا احنا عارفين انك رجل قديس قال لهم مااعرفش عمل معجزه قالوا له تبقى زي قديس لما انت ما بتعملش معجزات ازى قديس قال لهم هو القديس فقط الذى يعمل معجزه.. قالوا له هو ده اللي احنا نعرفه قال لهم مين اللي قال لكم انتم كلهم قديسين ازاي قال لهم اذا أنت بديت بكلمه الله وتاب انسان انت قد اقمت ميتا اذا انت كلمت انسانا بكلمه الله ونخس في قلبه انت قد فتحت عيني اعمى اذا انت علمت انسانا متمسك بالمال حب العطاء انت قد شفيت يدا يابسة ثانيه اذ انت نقلت انسان من الغضب الى الهدوء والوداعة انت قد اخرجت شيطانا فكرك ان انا المعجزه واحد بيصرخ قدامه يصلى وخرج منه الشيطان يبقى دة كدة قديس مش هو ده بس الدليل لا عشان كده ربنا يسوع ما استجبش لحكايه انه يرمي نفسه من فوق لا اية الداعى منظر؟! والناس تسقف لة لا مش هو ده الاحتياج. 1\ الخبز 2\ التشكيك ومن خلال التشكيك بيقول له القي نفسك اخر تجربه والاخيره. 3\ قال له طيب انت نجحت في الاولانيه والثانية تعالا نشوف الثالثه هعطيك كل ممالك العالم بس اطلب منك طلب صغير خالص ان انت تخر وتسجد لي قاله لا دة انت ما عندكش حدود ده انت جايلى مره والثانيه والثالثه بتطلب مني طلب زي ده خذ بالك اوعى تفتكر ان عدوه الخير ما تحاربش الشخص بالفكر ده لا دة راجل كبير ولا ما تحاربش الست دي بالموضوع ده ابدا اذا كان رايح لرب المجد يسوع بيقول اسجدلى مابيقفش عند احد ابدا ولا يشفق ابدا ابدا اذا كان حارب داود النبي اللى قلبة بحسب قلب الله بشهوة اذا كان سليمان الحكيم صاحب كنز الحكمه دي كلها يحاربة بالغنى وبالنساء أوعى تفتكر ان الحرب لها سن اوعى تفتكر ان الحرب لها مده ابدا اوعى تفتكر ان الحرب لها نوع بس لا دى انواع ،وعمال اللي ما يجيش الاولانيه يجي بالثانيه اللي ما يجيبوش بالاكل والطعام يجيبه بنمره اثنين بالتشكيك اللي ما يجيش دول يجيبوا بنمره ثلاثه انه يسجدلى اخضع لى عيش خاضع لى قال له لا للرب الهك تسجد وإياه وحده تعبد عدو متجاسرعدو جاء ليخضع رب الكون كله لنفسه هو كده كم واحد النهارده بيخضعوا لعدو الخير كثير وحروب وفخاخ وحيلة زى مابنقول في صلاه جحد الشيطان كل حيلك الرضية و المضله و كل جيشك وكل نفاقق بنجحده فرب المجد يسوع النهارده بيجحد لنا الشيطان اللي غلبنا قبل كده قال له خلاص مش هتغلب ولادى تانى ابدا خلاص الموضوع ده كان زمان انا دلوقتي بنتصر ليهم وبنقل لهم النُصره دى جاى تقول لي اسجد لك؟! لا تشوف عدو الخير تلاقية يريد الإنسان أن يسجد للمال عاوز الانسان يسجد لشهوته عايز الانسان يسجد لمحبه العالم عايز الانسان يخضع لكل ما هو ارضي وكل ما هو ترابي الإنسان الارضى يقول له ابدا هو الاهى فقط ما فيش حاجه ابدا تقدر تقدرني ولا تقدر ابدا تبعدني عنك لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي فى العالم اسجد لها ابدا انا غالب من جواى بنعمتك انت يا ربي سلطان احبائي يا بخت الانسان الذى يغلب شهواته يا بخت الإنسان اللي غالب طبعة يابخت الانسان اللي عايش منتصر يقولك جاءت الملائكه وتخدمه الملائكه عندها استعداد ان هي تخدمك بس لازم تجتاز الحرب مفيش حد ابدا هينتصر الا لما يحارب يقول لك كده لا يُكلل الا ما انتصر ولا ينتصر الا من حارب لازم تحارب اذا كان ربنا يسوع نفسه اتحارب لازم تتحارب وملكوت الله لا يأخذ براحه ابدا قال ان للرب حرب مع عماليق في كل الاجيال وكل الاعمار وكل المراحل هتلاقي عدو الخير مجهز الفخ بتاعه المملوء بكلمه الله والمملوء باليقين بالخلاص المليان بنعمه اللة وقوته يقدر يغلب نطرح عنا الخطيه المحيطه بنا بسهوله نطرحها اكتر شي يغلب الإنسان بها هى نفسه واحد من القديسين يقول لك انا ليس لي عدو الا ذاتي ولا اكره الا خطاياي ماليش عدو إلا ذاتى ولا اكره الا خطاياي عشان كده احبائي الإنسان اللي بيتغلب بيتغلب من نفسه واللي بيغلب بيغلب من نفسه القديس يوحنا ذهبي الفم بيقول لا يستطيع احد ان يؤذيك مالم تؤذى انت نفسك ما حدش يقدر يأذيك ابدا شوف الإنسان المنتصر إنسان قوي غالب اختم كلامي يقول لك عن القديس باسيليوس اسقف قيصريه كان زمان المضهدين لما يحبوا يضطهدوا الشعب يطهدوا الاسقف فكان تملى اول واحد يستشهد في الشعب هو الاسقف عشان كده معلمنا بولس يقول لك ان اشتهى احد الاسقفية فهذا امرا حسنا دى حاجه مش وحشه اصل ما حدش كان يريد يصبح اسقف لاجل منظر دة هيكون اسقف عشان هو عارف كويس جدا وفي يوم من الايام قريب او بعيد هيصبح شهيد فكان يأتون برمز المسيحية اللي هو رئيس الشعب الاسقف ويذلوا ويطهدواويضربوه لحد ما تقطع راسه او يعزبوا بأي لون من الوان العذاب كنوع من انواع مذلة لباقى الشعب فأتوا بالقديس باسيليوس و قالوا له ممكن اعمل فيك حاجات كثير جدا فياريتك تنكر الإيمان الاول عشان مش عاوز اضايقك قال له حضرتك اللي عاوز تعمله اعمله قال له لا ده انا اقدر اعمل معاك حاجات كثير قوي اقدر اجردك من كل ثرواتك قال لة حضرتك ما عندكش فكره ان انا ما عنديش اي حاجه اساسا تجردني منها ما عنديش اى ثروة خالص ولا حاجه الانسان احبائي لما يقولوا لة هنجردك من ثروتك دى كلمه مرعبه لكن اللى ماعندهوش اساسا حاجة مايخفش قال له طيب لو ما عندكش حاجه انا ممكن انفيك انا هنفيك فى بلد ثانيه قالوا له ومالة وديني بلد ثانيه انا لما اروح بلد ثانيه هاشوف ايه هشوف الخليقة لان للرب الارض وملئها المسكونه وجميع السكان فيها انا هشوف خليقه الله وابارك الله وأسبح الله فى كل مكان هجد ربنا قال له ما تخلينيش اضطر ان اسجنك قال له وما له لو تسجنى انا الحياه اللي انا عايشها دي حياتي الخاصه اقصى من الحياه اللي انت بتعملها مع المساجين بتوعك لو نظرت الى القلايه بتاعتي واللبس بتاعي والأكل بتاعي هيُحسب ان السجن عندك ترفيها بالنسبه لى ما فيش حاجه تأذيني قال لة يعني انت ما فيش حاجه نافعه معاك ابدا هنضربك ؟ قال لة هو انا استاهل اني اوهان من اجل اسم سيدي هو انا اطول دى ببركه كبيره ليا واضح ان انت ما فيش حاجه نافعه معك واضح ان احنا لازم نقضي عليك دلوقتى قال لة ليتك لا تردد ان حياتي كلها في اشتياق لهذة الحظه فليتك لا تتردد وتعجل بأمري امتى الانسان احبائي بيترعب؟ لما يكون مهزوم من جواة يلا نغلب من جوانا نغلب ازاي بالمسيح يسوع ربنا اللي غلب النهارده غلبه المسيح دي مش للمسيح مش عشان نقول انا انتصرت على الشيطان طب ما هو معروف انه هو كل رئيس مل سياده أومال هو انتصر ليه عشان النصره دي تنتقل الى اولاده ويعيشوا منتصرين لو كلمك عن رجوع تقول له ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان يشكك قولة له ابدا لى يقين وليا ايمان يجي يقول لك اطلب اية قولة انا ما عنديش اية غير انى انسان بتمتع بالخلاص وليا مواعيد الملكوت ومتاكد منها لو حاول يقول لك اسجد لي فى شهوه ولة فى مال قولة انا لايوجد شهوه الا شهوه محبته ربنا قادر احبائي ان ينقل هذه النصرة إلينا لنحيا منتصرين بالمسيح وللمسيح يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد الى الابد امين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
23 مارس 2024

إنجيل عشية الأحد الثاني من الصوم الكبير( مر ۱ : ١٢ - ١٥ )

وللوقت أخرَجَهُ الرّوحُ إِلَى البَرِّيَّةِ، " وكان هناك في البَرِّيَّةِ أربعين يومًا يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيطان وكان مع الوحوش. وصارَتِ المَلائِكَةُ تَخدِمُهُ وبعدما أُسلم يوحنا جاء يسوع إلى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله " ويقول قد كمَلَ الزَّمانُ واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل ". التجربة على الجبل: الأحد الثاني هو أحد التجربة بحسب ما رتب آباء الكنيسة، وفيه يُقرأ إنجيل التجربة على الجبل، لما صام المسيح عنا أربعين نهارًا وأربعين ليلة وقد أورد الإنجيليون مار متى ومار لوقا عينات من هذه التجارب - تجربة الخبز، وتجربة مجد العالم وتجربة إلقاء المسيح نفسه من على جناح الهيكل - وقد صرعه المسيح في كل تجاربه وكسر شوكته عنا واستخلص لنا بصومه المقدس نصرة على جميع سهام الشرير الملتهبة نارًا ولكن إنجيل العشية بحسب ما كتبه القديس مرقس البشير قد اختزل تجربة المسيح وأوردها في آية واحدة: "أن الروح أخرجه إلى البرية ليُجرّب من إبليس أربعين يوما وكان مع الوحوش وكانت الملائكة تخدمه".وإذ أحجم مارمرقس عن أن يدخلنا إلى تفاصيل التجارب وطبيعتها وهو يكتب بالروح القدس فهذا معناه أن الأمر يفوق حدود العقل والإدراك البشري، فالعدو رئيس هذا العالم هو روح الظلمة الكذاب وأبو الكذاب المعاند والمقاوم لله، شرس غاية الشراسة وقد كان من البدء قتالاً للناس فبأي كيفية حارب القدوس وإلى أي مدى كانت هذه الحرب وتلك التجارب وما هي طبيعتها وما هى أعماقها، فهذه أمور تعلو إدراكنا وتتجاوز معرفتنا الضعيفة.ولكن لأن المسيح صام عنا ومن أجلنا، ولم يفعل شيئًا إلا لحسابنا فبكل تأكيد أن ما خرج به المسيح منتصرا على كل تجارب العدو كان لحسابنا بل أعطاه المسيح لنا وأجزل لنا العطاء . ونحن نقترب إلى ما سجّله مارمرقس نلمس فيه نصيبنا لأن المسيح وهو متحد بطبيعتنا البشرية، صام بها وحارب بها وانتصر بها لحسابنا ومن أجلنا. أولاً : فإن قيل إن الروح اقتاده فاعلم أنه قد تسجل لنا هذا ميرانا في المسيح، وقد تم هذا بعد المعمودية مباشرة حين جاء صوت الآب من السماء شاهدًا "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت"، وحين حل الروح عليه بهيئة جسمية كاملة بشكل حمامة. فصار فيما بعد أن الذين ينقادون بروح الله،فأولئك هم أبناء الله.فبدءًا بمعموديتنا حين يُنادى أننا صرنا أولاد الله وحين نقبل نعمة البنوة إذ نتحد مع المسيح بشبه موته وننال نعمة الروح المعزي الحال فينا والساكن فينا حينئذ يتسلم الروح القدس قيادتنا.فالذي يقتاد بروح الله فقد ختم أن الله أبوه وهو ابن الله. الروح هو الذي يرشد إلى جميع الحق، يُعلم وينصح ويعزي ويشفع فينا بأنات لا ينطق بها ويأخذ مما للمسيح ويعطينا ويذكرنا بكل ما قاله السيد، وهو يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة، ويفحص كل شيء حتى أعماق الله. فإن كان الإنسان ينقاد بالروح في العمل والكلام ويسلك بالروح ولا يطفئ الروح ولا يحزن الروح، ويكون مراضيًا للروح مادام في طريق الحياة يسلك. يصير الإنسان محمولاً منقادًا بروح الله وحسبما يسير الروح يسير. ثانيا : وهنا تأتي التجارب ويتقدم المجرب لأن التجارب في حياة أولاد الله حتمية ولا مفر لأن العدو متربص ويوم أن ننحاز إلى المسيح فقد أعلنا الحرب عليه. إن بداية معموديتنا أننا جحدنا الشيطان وكل قواته الشريرة وكل نجاساته وكل حيله الردية والمضلة.فبعد أن خرج الشعب مع موسى من أرض العبودية واعتمدوا جميعهم في البحر الأحمر صارت الحرب مع عماليق. فالحرب بعد أن استعلن المسيح ابن الله بصوت الآب وحلول الروح صارت الحرب والتجارب وانتصب المجرب للصراع. إذن التجربة نتيجة طبيعية لالتصاقنا بالمسيح واتحادنا معه ودخولنا إلى شركة معه وفيه بالروح القدس. لم تخل حياة أحد من القديسين على مر العصور من التجارب، فتش في حياة القديسين جميعًا، هل خلت حياة أحدهم من التجارب ؟ جميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يضطهدون". فالرسل الأطهار كم قاسوا من التجارب والتشريد والحبس والسجون والاضطهادات والضيقات والأحزان شيء مهول ولكن في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا. وهكذا الشهداء والأبرار الصديقون والنساك سكان البراري ورجال الإيمان والآباء ، كم قاسوا وحملوا الصليب وتجربوا وطافوا معتازين مذلين مكروهين من العالم مجربين. ولكن الذي يحلو لنا أن نتفكر فيه أن النصرة في المسيح وبالمسيح شيء أكيد لا يقرب منه الشك.فالمسيح سحق الشيطان وأذل فخره، ورجع الشيطان مكسورًا مهانًا مذلولاً خائبًا. فالتمسك بالمسيح والحياة فيه، يزكي فينا الشعور بالنصرة ووعد المسيح قائم أنه أعطانا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو الشرير وهكذا ندرك أنه مهما طالت التجارب وتنوعت ومهما بدا أن الشيطان متقو علينا ولكن الغلبة النهائية هي لحساب المسيح. وما بناه الشيطان في سنين وسنين يهدمه المسيح بكلمة، لأن ابن الله قد جاء لكي ينقض أعمال إبليس.وهكذا يدخل أبناء الله التجارب وهم حاملون للنصرة في داخلهم كتلميذ يدخل الامتحان ونتيجة الامتحان والفوز في جيبه. "ثقوا أنا قد غلبت العالم"، وخرج غالبًا ولكي يغلب". وهذا الشعور في القديسين هو الذي قادهم إلى الاتضاع الحقيقي، لأنهم أدركوا أن النصرة ليست بقوتهم ولا بذراع البشر، ولا اعتمدوا على عملهم ولا على قدرتهم بل على الله وحده. فكان إذا انتصروا على الشيطان وأذلوا فخره، كانوا يزدادون اتضاعا وإنكارًا لذواتهم ويزدادون ثقة في الذي يقويهم "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني"، أنا ما أنا ولكن نعمة الله التي معي". ثالثًا: كان مع الوحوش. في الواقع أن المسيح استعاد لنا صورتنا الأولى ومجدنا الأول وأعادنا إلى الفردوس حيث كانت الوحوش أليفة صديقة للإنسان من غير أذى فلما سقطنا من رتبتنا صارت العدواة واستعلن الطبع الوحشي في حيوانات البرية فإن كان بالفعل قد استؤنست الوحوش وخضعت للقديسين في المسيح، مثل ما نرى في أيقونة مارمرقس وكيف أن الأسد تحت رجليه، والقديس بولس الرسول نفض وحش الثعبان في النار ولم يتأذ بشيء ، والقديس برسوم العريان عـاش مـع ثعبان كبير، والبابا زخارياس لما ألقى للسباع لم توذه مثل دانيال في جب الأسود هذا هو زمن المسيح يرعى الأسد مع الخروف وهذا هو قول المسيح: "أرسلكم كحملان في وسط ذئاب" في المسيح يسوع، وفي صوم المسيح عنا، تذلل الطبع الوحشي على أن ليس المسيحي هو الذي يخضع وحوش الأرض مثل مروّضي الوحوش، بل هناك في إنساننا العتيق ما يماثل الوحوش في طباعها مثل الغضب، والاحتداد والعنف، والانتقام، والشراسة، والمكر ، والخبث ومحبة الزني والأنانية كلها طباع حيوانية وحشية ويمكننا بالمسيح وبشركة صومه أن نصير مع الوحوش بغير أذى لقد تذلل الطبع الوحشي، فلم تعد هذه الطبائع الوحشية تسود علينا، بل على العكس صرنا بالروح تميت أعمال الجسد ونخضع أجسادنا ونستعبدها كقول الرسول. رابعا : صارت الملائكة تخدمه. صوم المسيح أدخلنا إلى هذه الشركة الروحية مع الملائكة صارت الملائكة بالنسبة لنا أرواحا خادمة للعتيدين أن يرثوا الخلاص.صحبة الملائكة في الصوم هى الحياة السماوية بكل ما تعني. كأن الإنسان الصائم مع المسيح برغم التجارب الكائنة يشعر أنه يحيا حياة ملائكية سماوية. ويحيا معانا من القوات السماوية، مثلما أعان الملاك إيليا النبي حينما صام أربعين نهارًا فقد أيقظه من نومه وأطعمه، فسار بقوة هذه الأكلة أربعين يوما إنها أسرار مخفية عن الحكماء ولكنها تعلن للبسطاء وأنقياء القلب. المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
22 مارس 2024

أعطى بهاء للإكليروس

قال السید المسیح لتلامیذه: "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهٌ عَلَى الأَرْضِ یَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَه ٌعَلَى الأَرْضِ یَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ"(مت ۱۸:18) المسیح ھنا یسلِّم سر الكھنوت لتلامیذه وھو الذي امتد بعد ذلك عبر الأجیال. نصل في سلسلة الطلبات التي تبدأ بعبارة "نعم نسألك أیھا المسیح إلھنا ثبت أساس الكنیسة" إلى بدایة الطلبات المتخصصة،وسنأخذ كل مرة شریحة أو قطاعًا في الكیان الكنسي. نبدأ بالإكلیروس: "أعط بھاءً للإكلیروس". إﻛﻠﻴﺮوس كلمة "إكلیروس" من أصل یوناني وتعني: "نصیب الرب"، فھم من اختاروا الله نصیبًا لھم، وخصصوا كل وقتھم لخدمة لله، ولا یعملون عملاً آخر. كلمة "إكلیروس" تجمع كل من یقوم بعمل الكھنوت وإقامة الأسرار (الكھنة یقومون بإقامة الأسرار ماعدا التدشین والسیامات، لكن الأسقف یقوم بالتدشین وبسیامة الكھنة والشمامسة). وعنصر الكھنوت مستمد من الكتاب المقدس بتفاصیل كثیرة،وھو للرجال فقط. فقد اختار السید المسیح كل تلامیذه من الرجال (ال ۱۲ وال ۷۰ ). لكنه كرَّم أمنا العذراء التي تمثِّل كل جنس المرأة،واختارھا كنموذج جمیل لذلك نسمیھا فخر جنسنا،أما الرجال فھم الذین یخدمون الخدمة الشاقة. الإﻛﻠﻴﺮوس ﻓﻲ كنيستنا ثلاث رتب: 1- رتبة الشماسیة كلمة "شماس" من كلمة قبطیة قدیمة ھي "شمشي" بمعنى "خادم". ھذه الرتبة مكونة من درجات متدرجة ومرتبة وكل درجة لھا وظیفة. تبدأ من درجة "إبصالتس" وتعني مرتل، ثم "أغنسطس" وتعني قارئ، ثم "إبیدیاكون" أي مساعد شماس،و"دیاكون" أي شماس كامل، و"أرشي دیاكون" أي رئیس شمامسة.درجة الدیاكون والأرشي دیاكون للمتقدمین في العمر وینطبق علیھما قوانین الكھنوت.من ھم في رتبة الشموسیة یكونون إما متزوجین أومتبتلین. شمامسة ذكروا في الإنجیل: الشمامسة السبعة الذین اختارھم الآباء الرسل (انظر أع ٦: 1-5)،وكانوا یقومون بالخدمة ویبشرون ومنھم إستفانوس وفیلبس (انظر أع 6-8) ۲) رتبة القسیسیة القسیسیة درجتان: ۱- قس (بریسفیتیروس): ومعناھا "مصلي" أو"شفیع"وفي كنیستنا نستخدم له اللقب الجمیل "أبونا". كلمة "القسیسیة" أحیانًا تترجم في الكتاب المقدس بكلمة "شیوخ"، لكن المقصود بھا القسیسیة كرتبة كھنوتیة. ۲- قمص: تعني "المدبر"، وھي درجة أعلى،ویقام للتدبیر أي الإدارة Administration من مر علیه سنوات في خدمة القسیسیة یترقى للقمصیة بصلوات كثیرة. والترقیة في مفھوم الكنیسة تختلف عن مفھوم العالم، فمن یترقى في الكنیسة ینزل أي یتضع أكثر، وأكبر ترقیة ھي رتبة غسل الأرجل التي عملھا المسیح مع تلامیذه قبل الصلب وفي عرف الكنیسة من ھم في رتبة القسیسیة والقمصیة یكونون كلھم متزوجین ما عدا الرھبان منھم. ۳- رتبة الأسقفیة (الأسقف، المطران، البطریرك) أي رئاسة الكھنوت في الكنیسة ھم غیر متزوجین لكي یكونوا متفرغین، ویكون كل وقتھم مخصصًا للرعیة. درجة الأسقف: كلمة "أسقف" تعني "الناظر من فوق"، فھو مثل المایسترو الذي یقف على قاعدة مرتفعة لكي یرى كل العازفین في فریق موسیقي كبیر. درجة المطران: الأسقف بعد سنوات طویلة(30/40 سنة) یترقى لدرجة مطران والمطران ھو من یكون مسئولاً عن المدینة الكبیرة، ویمكن أن یكون معه بعض الأساقفة المساعدین. درجة البطریرك: كلمة "بطریرك" تعني "أب الآباء". وفي كنیستنا القبطیة بدأ لفظ "بابا" أي "الأب الكبیر" منذ زمن مبكر، ثم أخذت روما اللقب بعد ذلك. ما الفرق بين اﻟﺒابا واﻟﺒطريرك؟ البابا شخص عنده إمكانیة رسامة بطاركة، أما البطریرك فیرسم أساقفة. وبابا الإسكندریة لقبه "صاحب القداسة (لأنه بابا الإسكندریة) والغبطة (لأنه بطریرك الكرازة المرقسیة)". ما ﻫﻲ وظيفة الإﻛﻠﻴﺮوس؟ ۱- الأبوة: وھي عنصر رئیسي. وكلمة "أبونا" (للكاھن أو الأسقف) ھي سبب بقاء المسیحیة في مصرنا وامتدادھا للخارج. الأب ھو الذي یبدأ تكوین الأسرة، وأبونا الذي سیقوم بالخدمة ھو بدایة تكوین كنیسة إن وظیفة الإكلیروس (الكاھن، الأسقف،الشماس) ھي الأبوة والرعایة بالحب. ۲- الأمانة المطلقة: وشعارھم "كُن أَمِینًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِیكَ إِكْلِیلَ الْحَیَاةِ" (رؤ۲: 10) الإكلیروس یكونون أمناء على النفوس، والتعلیم،والإیمان، وحتى على تدبیر مال الكنیسة، وإن بَعُدَأحدھم یومًا عن الأمانة تصبح خدمته غیر سلیمةوغیر صحیحة. ۳- الشفاعة: فھو مصلي وشفیع. لا تستھینوابالأوراق التي یقدمھا لكم الشعب للصلاة من أجلھم، لا تستھینوا بكلمة "ربنا معك". ٤- المعرفة: لا بد أن یكون على قدر من المعرفة،وتكون له قراءات، ویؤھل نفسه، فرجل الإكلیروس ھو مُعلِّم. ٥- الإدارة بالحب: یجب أن تكون إدارة الكنیسة صحیحة، والكل یعرف دوره بالتحدید. وھناك علوم إدارة تساعد في ذلك. بهاء كلمة "بھاء" ھي إحدى كلمات اللغة العربیة القویة،والكلمة تضم معنیین: ۱- النقاوة الداخلیة، ۲- اللمعان الخارجي وھي تقال في أدبیات اللغة العربیة على الماس. صفات الماس التى تنطبق ﻋﻠﻰ الإﻛﻠﻴﺮوس ۱- نادر: "الْحَصَاد كَثِیرٌ وَلكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِیلُونَ"(مت۹: 37) "فَمَن ھُوَ الْوَكِیلُ الأَمِینُ الْحَكِیمُ الَّذِي یُقِیمُهٌ سَیِّدُهُ عَلَى خَدَمِه لِیُعْطِیَھُمُ الْعُلُوفَةَ فِي حِینِھَا" (لو12: 42) كلمة "بھاء" تعني الندرة وھذا ھو سبب ارتباطنا كشعب بمن یقوم بخدمتنا. ۲- لامع: في صلوات سیامة الكاھن نقول: "أرسل من السماء نعمتك على عبدك ھذا لكي یستحق من قبلك أن یكمل كھنوتك بغیر اعوجاج لیفوز بمراحمك مع الذین أرضوك منذ البدء". یكون له ھذا اللمعان لأنه یأخذ من المسیح. ۳- بسیط: البساطة ھي من تعابیر الكتاب عن النقاوة. والماس ھو كربون یتجمع بروابط كیمیائیة معینة مع ضغط عالٍ لزمن طویل "الرب الإله رأس الرئاسات، وأساس السیادات، واھب الكرامات، مرتب درجات الكھنوت على الأرض كما ھي في السماوات، یعینك ویعضدك ویساعدك ویؤیدك بقوته على القیام بفرائض خدمتك". ٤- یعكس النور: الإكلیروس أشخاص یعكسون نور المسیح، یأخذونه عن طریق الصلوات (بكل أشكالھا) والقراءات (وفي قمتھا الكتاب المقدس) ثم یقدمونه للآخرین. ٥- من الأرض: الأرض ھي تعبیر رمزي عن السجود والمیطانیات، والكاھن مرتبط بالسجود. لذلك فإن الكاھن في بدایة القداس یقول سرًا: "أنت یا سید تعلم إني غیر مستحق ولا مستعد ولا مستوجب لھذه الخدمة لیس لي وجه أن أقترب وأفتح فمي أمام مجدك المقدس، بل ككثرة رأفاتك لي أنا الخاطئ امنحني أن أجد نعمة ورحمة في ھذه الساعة لكي أبدأ وأھیئ وأكمل كما یرضیك" ویقول أیضًا: "اذكر ضعفي أنا الخاطئ واغفر لي خطایاي الكثیرة، وحیث كثر الإثم فلتكثر ھناك نعمتك، من أجل خطایاي خاصة ونجاسات قلبي لا تمنع شعبك من نعمة روحك القدوس." الخلاصة الإكلیروس ھو نصیب لله والبھاء ھو: ۱-النقاء الداخلي (الأفكار الصالحة والمشاعرالحیة الروحیة من الداخل مع كل خدمة یقوم بھا). ۲-اللمعان الخارجي (السیرة العطرة، وملاحظة الحیاة، وأن یعیش في مخافة لله على الدوام).فھو یخدم ویحمل مسئولیة شدیدة وخطیرة أمام الله على الأرض وفي السماء، وعلیه دائمًا أن یحافظ علیھا.في صلاتك الخاصة قل "أعط بھاءً للإكلیروس"،أعطھم نعمة یقدرون بھا أن یكملوا خدماتھم. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
21 مارس 2024

بدعة كيرينثوس

كان يهودياً منتصراً، تحكم بحمة المصريين، قدم إلى اورشليم فى زمان الرسل، وأقم فيه بعض الوقت ثو انتقل إلى قيصرية لسطين فأنطاكيه وعلم فيها وحط رحاله أخيراً فى أفسس التى كانت حقل خدمة يوحنا الرسول . وقد علم كيرنيثوس أن العالم لم يخلقه الله، بل قوة خارجه عن الأله الأعلى وأن إلهاً آخر الذى هو اله اليهود، أعطى الشرائع والناموس وظهر أيضاً في القرن الأول كان يهودياً من مصر جاء إلى أورشليم في أيام الرسل و ثم انتقل إلى قيصرية فلسطين ومن ثم أنطاكية وعلّم فيها ومما دوّنه القديس ايريناوس عنه أنه أزعج يوحنا الحبيب بتعاليمه وضلاله. وأسماه القديس يوحنا ب "عدو الحق" وقال أيضاً القديس ايريناوس عنه أنه حفظ يوم السبت والاختتان وغيرها من فروض الناموس وادعى بأن السيد المسيح هو ابن يوسف ومريم وأن ملاكاً من الملائكة خلق الكون وآخر الذي هو الله إله اليهود أعطى الشرائع والناموس وأن شيئاً من الروح القدس المنبثق من الإله الأعلى حلّ على يسوع عند اعتماده في نهر الأردن فرافقه حتى الصلب وأضاف القديس هيبوليتوس أن كيرينثوس نفى قيامة المسيح بعد الصلب وجعلها مع قيامة "جميع الأتقياء" كورنثيوس هو يهودى تعلم الفلسفة بالأسكندرية وبدأ فى نشر بدعته سنة 73 م - وقد أنشأ ديانة جديدة أثناء حياة يوحنا الرسول ألفها بخلط تعاليم السيد المسيح ومبادئة السامية مع تعاليم الكنوسسيين ويقول القس منسى يوحنا : " تعاليم الكنوسسيين بنيت على خرافات البليروما (أى العالم العلى) والأيون (أى الأشخاص السماوية الخالدة بنو الأرواح) ودميورج (أى خالق العالم الذى يختلف عن الإله الأعظم) ولكنه أظهر مبادئة بصورة لا ينفر منها اليهود فعلم أن الذى سن الشريعة اليهودية هو خالق العالم وهو ذو مناقب حميدة وصفات شريفة مكتسبة من الإله الحق، ولكن هذه الفضائل لم تلبث أن تدنست فأراد الله أن يلاشى سلطان مشترع اليهود بواسطة أيون مقدس أسمه المسيح ويسوع هو رجل يهودى كامل وقدوس وأبن بالطبيعة ليوسف ومريم، فهذا حل فيه المسيح بنزوله عليه على هيئة حمامة عند عماده من يوحنا فى نهر الأردن وعندما أتحد المسيح بيسوع قاوم إله اليهود (خالق العالم) بشجاعة وعندما رأى إله اليهود مقاومة المسيح يسوع فقام بتحريض أتباعه اليهود فقبضوا عليه ليصلبوه، فلما رأى المسيح أنهم قبضوا على يسوع طار إلى السماء وترك يسوع وحده يصلب ولهذا أوصى كورنثيوس أتباعه بإحترام الإله الأعظم أبى المسيح وبإحترام المسيح، وأمرهم بعدم إتباع شريعة اليهود ورفض مبادئ الناموس الموسوى، وأوصاهم بالسير على نظام المسيح معلماً إياهم بأنه سيعود ثانية ويتحد بالإنسان يسوع الذى حل فيه قبلاً ويملك مع تابعيه على فلسطين ألف سنة، ثم وعدهم بقيامة أجسادهم وتمتعها بأفراح سامية فى مدة ملك المسيح ألف سنة وبعد ذلك يدومون فى حياة سعيدة فى العالم السماوى ويقول يوسابيوس القيصرى: " كيرنثوس زعيم الهراطقة 1- وقد أعلمنا أنه فى هذا الوقت ظهر شخص يدعى كيرنثوس مبتدع شيعة أخرى،وقد كتب كايوس الذى سبق أن أقتبسنا كلماته (ك2 ف 6و 7) فى المساجلة المنسوبة إليه ما يلى عن هذا الرجل: 2 - ويقدم أمامنا كيرنثوس أيضاً - بواسطة الرؤى التى يدعى أن رسولاً عظيماً كتبها - أموراً عجيبة يدعى زوراً أنها أعلنت إليه بواسطة الملائكة، ثم يقول أنه عند قيامة الأموات سوف يقوم ملكوت المسيح على الأرض، وأن الجسد المقيم فى أورشليم سوف يخضع ثانية للرغبات والشهوات، وإذ كان عدو للأسفار الإلهية فقد أكد - بقصد تضليل البشر - أنه ستكون هناك فترة ألف سنة (رؤ 20: 4) لحفلات الزواج " 3 - أما ديونيسوس الذى كان أسقفاً لأيبروشية الأسكندرية فى أيامنا، فإنه فى الكتاب الثانى من مؤلفه عن "المواعيد " حيث يتحدث عن رؤيا يوحنا بأمور أستقاها من التقليد، يذكر نفس هذا الرجل فى الكلمات ألآتية (راجع ك7 ف 40) " 4 - " ويقال أن كيرنثوس مؤسس الشيعة المسماة بأسمه (الكيرنثيون) إذ أراد أن يعطى قوة لشيعته صدرها بأسمه وكانت التعاليم التى نادى بها تتلخص فيما يلى: أن ملكوت المسيح سيكون مملكة أرضية. 5 - " ولأنه هو نفسه كان منغمساً فى الملذات الجسدية، وشهوانياً جداً بطبيعته، توهم أن الملكوت سوف ينحصر فى تلك الأمور التى أحبها، أى فى شهوة البطن وشهوة الجسد والشهوة الجنسية، أو بتعبير آخر فى الأكل والشرب والتزوج، والولائم والذبائح وذبح الضحايا، وتحت ستارها ظن أنه يستطيع الإنغماس فى شهواته بباعث أفضل " هذه كلمات ديونيسيوس " 6 - على أن إيرناوس، فى الكتاب الأول من مؤلفه " ضد الهرطقات " يصف تعاليم أخرى أشد قبحاً لنفس الرجل، وفى الكتاب الثالث يذكر رواية تستحق أن تدون هنا، فيقول، والحجة فى ذلك بوليكاربوس: أن الرسول يوحنا دخل مرة حماماً ليستحم ولكنه لما علم أن كيرنثوس كان داخل الحمام قفز فازعاً وخرج مسرعاً، لأنه لم يطق البقاء معه تحت سقف واحد، ونصح مرافقيه للأقتداء به قائلاً: " لنهرب لئلا يسقط الحمام، لأن كيرنثوس عدو الحق موجود بداخلة "
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل