المقالات
23 ديسمبر 2018
المسيح شبع النفس
يقول الكتاب في قصة المرأة السامرية ” وكان نحو الساعة السادسة فجاءت امرأة من السامرة لتستقي ماء . فقال لها يسوع أعطيني لأشرب لأنَّ تلاميذه كانوا قد مضوا إلى المدينة ليبتاعوا طعاماً فقالت له المرأة السامرية كيف تطلب مني لتشرب وأنت يهودي وأنا امرأة سامرية لأنَّ اليهود لا يُعاملون السامريين أجاب يسوع وقال لها لو كنتِ تعلمين عطية الله ومَنْ هو الذي يقول لكِ أعطيني لأشرب لطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماءً حياً “ ( يو 4 : 6 – 10 ) النفس عميقة جداً وجوهر الإنسان في نفسه الجسد سهل والروح لا نعرف كيف نصل لها أعمق جزء في الإنسان هو نفسه واحتياجات النفس كثيرة جداً لأنَّ الجسد يحتاج طعام لكن النفس تطلب أكثر النفس تشتهي الكثير ودائماً تطلب واحتياجاتها كثيرة لا تنتهي ولا نستطيع أن نُقيِّم احتياجاتها حتى أنَّ الكنيسة تذكرها قبل الجسد فتقول في القداس ” أمراض نِفوسنا اشفيها والتي لأجسادنا عافيها “ لأنَّ النفس أصعب من الجسد لو إنسان مُصاب بمرض جسدي فمرضه واضح المهم المرض الغير واضح وهو يأتي من النفس لذلك المهم أن تشبع النفس وتفهمها وتُطورها معظم أمراض الجسد قد يكون سببها انحراف النفس ومعظم التقدُّم الروحي يسبِقه استقرار نفسي لذلك لابد أن تشبع النفس وكما يقول الكتاب ” النفس الشبعانة تدوس العسل “ ( أم 27 : 7 ) المرأة السامرية كانت تعرف ستة رجال ولم تشبع لأنَّ رقم " 6 " يُشير للنقص رقم ناقص أي احتياج لنا بدون المسيح لا يُشبِع دخل ربنا يسوع رقم " 7 " في حياة السامرية فشبعت .
ما هي احتياجات النفس ؟
لها خمسة احتياجات :-
1. الأمن :-
الإنسان يريد أن يشعر أنه آمِنْ وليس لديه اضطرابات الإنسان له احتياج أن يكون له بيت فِرَاش مكان آمِنْ مُستقر الإنسان يعيش خائف تسمع نشرة الأخبار تخاف تسمع كلام الناس تخاف أمور الحياة صعبة اضطراب أمراض أوبئة قلق على المستقبل وعلى الامتحانات وعلى دائماً يعيش الإنسان في قلق ودائماً القلق يرتبط بالقُدرة الإنسان الغني لا يخاف من الغلاء مثل الفقير والإنسان ذو المركز المرموق قد يشعر بأمان أكثر لذلك كثيراً ما يعيش الإنسان في قلق أحياناً الغِنَى والمركز يُسبِّب قلق أيضاً هيرودس الملك خاف على مُلكه عندما عرف أنه وُلِدَ طفل وسيكون ملك على إسرائيل وفقد صوابه وأخذ قرار وحشي بقتل كل الأطفال لأنه جعل أمانه بمركزه هكذا شاول اضطرب من داود الأمان في المسيح المسيح هو المُعطي الأمان لنرى الغلاء وإن جلسنا نحسب بالعقل عندما يكبر الشاب ويريد الارتباط كم يكون ثمن الشقة وكم يتكلف في ارتباطه نضطرب ونخاف فكَّر في المجموع الذي تحصل عليه في الثانوية وما هي الجامعة التي تلتحق بها وتخاف وتضطرب فكَّر لو فقدت شخص عزيز عليك ستضطرب مَنْ يعطي الأمان وسط كل هذه المُتغيرات العنيفة ؟ ربنا يسوع هو يدبر أمرك في الغلاء وإن شعرت بالجوع هو يُشبِعك حتى لو فقدت شخص مهم غالي هو يعوضك إن كان الناس يعتمدون على قُدراتهم فأنا أعتمد على الله كُليّ القدرة خالق الكل مُعطي الغِنَى والسند إذاً احتياجي النفسي مُشبِع لأنَّ الله إلهي وأنا أثق في رعايته المرأة المُمسكة في ذات الفِعْل ربنا يسوع وضعها خلفه ووقف هو أمامها يحامي عنها ضد راجميها نعم أنا خاطي لكنه يُحامي عني لذلك أشعر فيه بالأمان لذلك أشتاق للرجوع لحضنه مهما كانت خطاياي هو يقبلني لذلك يقول داود النبي ” أُعظِّمك يارب لأنك احتضنتني “( مز 29 ) مادُمت خارج المسيح لن تشبع ولن تستقر كثيرون مُصابون بأمراض نفسية لأنهم فاقدين الأمان لذلك المسيح هو طريق الأمان ولا توجد حياة روحية سليمة بدون ما تُبنَى على نفسية سليمة .
2. التقدير :-
الإنسان يحب التقدير تخيل إنسان يُلام ويُوبَخ دائماً صعب الإنسان محتاج للتقدير ويحاول دائماً أن يُعبِّر عن نفسه لكي يُقدَّر الذي لا يُقدَّر تصغُر نفسه جداً ويحاول أن يكون كبير بأي وسيلة وقد يُعبِّر عن ذلك بانحراف شهواني أو عاطفي أوأي انحراف عندما هاجمت الجموع ساكبة الطِيب قال عنها السيد المسيح ” حيثما يُكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يُخبر أيضاً بما فعلته هذه تذكاراً لها “ ( مت 26 : 13) ربنا يسوع يريد أن يرفعنا ويُعطينا مجد ويُزيننا ونحن نتضع من أفضل الأمور التي تُعطي الإنسان تقدير أن يسمع اسمه يُنادى وجدنا ربنا يسوع يُعامل زكا بتقدير والمولود أعمى بتقدير و الإنسان محتاج أن يشعر أنه مهم وغالي ويشعر أنَّ أعماله صحيحة تُقدَّر ولنرى التقدير من وجهة نظر الناس الناس تعرف اللوم فقط وإن فَعَلْ شخص شيء مهم لا يُقدِّره مَنْ حوله بحجة أن لا يتكبر إن فَعَلْ شيء خاطئ الجميع يلومه ويوبخه نحن لا نُجيد التعبير وأحياناً لا نريد التعبير ودائماً الذي يُجيد التقدير لا يُريده ليتكم تُقدِّرون بعضكم بعض وتُقدِّمون لبعضكم البعض كلمات الشكر والتشجيع على أي شيء ولو بسيط مجرد مجيئكم لبعضكم قدِّموا عنه كلمات شكر شجعوا أي سلوك ولو بسيط ودائماً التقدير تزداد قيمته بِمَنْ يُقدِّمه لذلك نحن تقديرنا عند المسيح له المجد هو يُقدِّرني وأنا غالي جداً عنده وكرامتي هي عنده وكما يقول الكتاب ” لمدح مجد نِعمتِهِ “ ( أف 1 : 6 ) لمَّا أتى وتجسَّد بجسدي هذا أعظم تقدير لي لمَّا دُعِيَ اسمه عليَّ وصار اسمي مسيحي هذا أعظم تقدير لي لمَّا بذل نفسه لأجلي قدَّرني جداً ليتنا نتمتع بهذه التقديرات العظيمة ونتمتع بتقديره جداً في التوبة لأنه فيها يقبلني ويحبني رغم أنَّ كل الناس تنظر لي على إني خاطي .
3- الحرية :-
الإنسان لا يُحب الأسر لو وضعت نسر في قفص ووضعت أمامه طعام كثير لن يأكل مهما طالت فترة حبسه في القفص لأنه غير حُر هكذا الإنسان يحب أن يشعر أنه حُر قد يبنون في الخارج سجون عالية التجهيز وبها كل احتياجات الإنسان حتى الترفيهية لكن الإنسان يشعر فيها بالضيق لأنه محبوس من الاحتياجات النفسية المهمة للإنسان أن يشعر أنه حُر في سلوكه لأنَّ الذي يفعله بدون حرية يُولِّد فيه الكبت حتى حضور الكنيسة إن كان بأمر وبدون رغبة داخلية يُولِد كبت ودائماً التغصُّب يزول بزوال المؤثِر لذلك لابد أن يتعلم الإنسان كيف يختار الكنيسة تُربيك لكي تعرف كيف تعيش حُر كل شاب مُعرَّض لأن يلتحق بجامعة خارج مدينته ويتغرَّب فيها إن لم يكن قد تربَّى على المسئولية لن يشعر بالمسئولية إن تربَّى على الكبت والأوامر في المواعيد والاستذكار وسينحرف في غربته ويجدها فرصة للخروج من قيود الأوامر والكبت لذلك لابد أن تشعر بحرية وأنك تفعل الأمور باقتناع أنت محتاج أن تحترم الضوابط والثوابت وهذا يأتي من الحرية حتى الروحيات تحتاج حرية حتى لو تغصبت فأنا أتغصب بحريتي لأنتقل إلى درجة روحية أجمل الكنيسة تُربيك على الحرية وتُعطيك المشورة فقط لذلك الحرية تصنع اتزان واحترام وإن لم أنال حريتي في بيتي والمجتمع ؟ أقول لك أنَّ الله يُعطيك الحرية الحرية ليس معناها أن أسلُك كما أشاء لا بل الحرية من الداخل ” إن حرَّركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً “( يو 8 : 36 ) أصعب شيء العبودية للخطية هي أشرس من العبودية لسيد قاسي ربنا يسوع أعطانا الحرية ” يارب أنا عبدك ، أنا عبدك وابن أمتك “” قطعت قيودي “ ( مز 115 – من مزامير التاسعة )أنا عبد لك يارب لأنك أنت الذي حللت قيودي كانت شريعة العبد في العهد القديم تسمح بأن يُفك العبد بعد فترة من العبودية لكن إن أحبَّ العبد سيِّده وفضَّل أن يكون في خدمته كل أيام حياته كانوا يأتون به عند مدخل المدينة وهو بنفسه يثقُب أُذُنه ليُعلن أمام الجميع أنه بإرادته يريد أن يكون في خدمة سيِّده أعظم حرية نأخذها على الصليب وفي الاعتراف نأخذ الحِلْ ويقول الحِلْ ” قطَّع يارب كل رباطات خطايانا “ معلمنا بولس الرسول كان يُسمي نفسه سفير في سلاسل وهو حُر داخلياً لأنه حُر من الخطية أصعب عبودية هي العبودية لخطية أو عادة أوبينما أفضل حرية هي أن تتخذ قراراتك في ضوء الوصية .
4- الانتماء :-
دائماً تشتاق أن يكون لك انتماء لشيء مهم وقوي لبيت لبلد لدين لجنس لعمل لفكرة وأصعب انتماء هو الانتماء الديني والذي بواسطته قد تخرب بلاد لذلك إن أرادوا تقسيم بلد يزرعون فيها بُغضة دينية وهذا سهل جداً في البلاد قليلة الثقافة إحساس الانتماء إحساس قوي عند الإنسان لذلك جيد أن تشعر أنك مُنتمي ولكن بتعقُّل وليس بتشدُّد أنا محتاج لهذا الإحساس وليس هناك انتماء أجمل من الانتماء لجسد المسيح للكنيسة هو قال أنتم لحم من لحمه وعظم من عِظامه ( تك 2 : 23 ) أي انتماء أعظم من هذا ؟اشعُر بانتمائك للمسيح وللكنيسة ولإخوتك والذي يعيش بدون انتماء يكون بلا هوية والذي بلا هوية نفسيته فقيرة والإنسان يحب الانتماء لشيء قوي مُميز لأنه محتاج أن يشعر أنه قوي ومُميز وينال بذلك نشوة ونُصرة وكفاه احباط اشعر أنك مُنتمي للمسيح مصدر سعادتك وقُوَّتك ” رعية مع القديسين وأهل بيت الله “ ( أف 2 : 19) أنت مُنتمي له وعائلتك هي القديسين لأنَّ الانتماء للعائلة يُشبِع النفس جداً والنفس محتاجة للشبع وكلما كانت النفس جوعانة كلما كانت الخطية أسهل والانحراف أسهل .
5- الحب :-
الإنسان يحب أن يشعر أنه محبوب وغالي ومُشبَّع بأمور كثيرة ومن أكثر الأمور التي ترفع الإنسان للسماء أنه يشعر أنه محبوب لذاته ذَوِي المعاش يشعرون بالاحباط إن لم يسأل عنهم أحد لأنهم يشعرون أنهم كانوا محبوبون ليس لذواتهم بل لمراكزهم الحب عطاء وكما تُعطي تأخذ كثيراً ما نشكو أننا غير محبوبين لا في البيت ولا في الكنيسة الإنسان يحب أن يكون مُميز لنفرض أنَّ الكنيسة أرسلت رسائل مُعايدة لأولادها بالطبع يفرحون بها لكن الذي يفرَّح أكثر أن تكون كلمات الرسالة خاصة بك أنت وتحمل اسمك هذا يُسعِدك لأنك تشعر أنك مُميز ومحبوب الإنسان يحتاج الحب الشخصي ودائماً احتياج الحب يسبِق أي احتياج فسيولوچي سواء طعام أو نوم أوالتقدير والحب أهم ولا نأخذ إحساس الحب من الناس لأنهم مُتقلبين ذَوِي مزاج مُتغير وصعب تجد إنسان يسير بخط واحد حياته كلها لذلك خذ الحب من الله تسمع مَنْ يقول أنا منذ " 30 " سنة كنت أحب والدتي ومن " 15 " سنة كنت أحب زوجتي والآن أحب أولادي .. هذا لأنه كان محتاج لأُمه منذ " 30 " سنة واحتاج لزوجته منذ " 15 " سنة أكثر من أُمه والآن محتاج لأولاده هذا حب مبني على الأنانية والأخذ أمَّا ربنا يسوع فقد أحبنا بلا سبب أحبنا أولاً ” هكذا أحبَّ الله العالم “( يو 3 : 16) أي بلا سبب أمَّا نحن فنحبه لأنه أعطانا عطايا وله صفات جميلة وكلما تأملت في عطاياه وصِفاته كلما أحببته أكثر صليبه يُشبِعك لأنه يُشعِرك أنك غالي عليه يقول الشيخ الروحاني ” أقسمت بحبك أن لا أحب وجه آخر غير وجهك “ ” مَنْ رآك واحتمل قلبه ألاَّ يراك “ التقدير منه الحرية فيه الانتماء له الحب هو القادر أن يُشبِعك به لن تستطيع أن تكون مُشبِع وغني ومُستقر إلاَّ به فخذ احتياجاتك كلها منه والذي يحب يسوع يجد الكنز يقول القديس أوغسطينوس ” مَنْ امتلكك شبعت كل رغباته “ هو دعاني للحرية والحب والانتماء والتقدير وتقابل مع المرأة السامرية فأعطاها الشبع وأنساها ماضيها وبدأت حياة جديدة فليكن هدفك هو الشبع من يد المسيح هو كنزك وغايتك هو الكل لأنَّ له ومنه وبه كل شيء ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين.
القس أنطونيوس فهمى
كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك الأسكندرية
المزيد
22 ديسمبر 2018
التَّسْبِحَةُ الكِيَهْكِيّة أيْقُونَةٌ صَوْتِيَّةٌ
التسبحة القبطية هي مستودع خبرات الكنيسة، وهي ليست بهيِّنة، وكل من اختبرها وذاقها وفهم معانيها تأخذه، بحيث لا يجد ما يماثلها في الشمولية والدسم والعمق المستيكي الروحاني... ولغة التسبحة فن فنون بمعنى الكلمة. فن الآباء العظام وتقواهم وخبرتهم... لهذا أُلقي علينا نِير الفهم (تعالَ وانظر!!!) كلمة ولحنًا وعمقًا وسجودًا وتضرعًا وانسكابًا، في حضرة الله وسط شعبه وفي مسكنه ومحل موضعه المستعد.
ويكشف قالب التسبحة الأبعاد الكتابية واللاهوتية والعقيدية والروحية، كسيمفونية إيمان الكنيسة وتراثها الحي المُعاش عبر الأجيال، الذي ينقلنا بالفهم الروحي لمعرفة الحق متجاوزين الحرف إلى الروح المحيي، وإدراك الحكمة عند شركة الطغمات السماوية وجماعة المؤمنين وملامسة حضور العريس السماوي، بعين الإيمان حسب وعده الصادق. وبهذا الإيمان عينه نسبحه ونمجده ونسجد له ونباركه ونتضرع إليه بيقين، لأنه معنا وفيما بيننا كائن ويكون، حيث يجتمعا الماضي والمستقبل ليلتقيان في الحاضر المكرَّس.
يأتي الشكل الليتورچي للتسبحة الكيهكية دليل تثبيت لمعاينة سر التجسد الإلهي، عبر التعبير النطقي ونصوص الإبصلمودية التي تنطق بالحكمة والمعرفة الإلهية المقترنة باتفاق نغمات الخلاص في لغة صياغات مَحكية معبرة عن الحدث الخلاصي، وفي لغة مرنَمة موزونة ومفعمة بروح التعزية على قيثارات النفوس، داخلة إلى العمق في حضرة مجد الله... وفي نُسك فكري لتقديم الفكر وبقية العقل كذبائح معقولة لله، عبر تصوير نغمي مختبئ بين النغمات والخلايا الصوتية الموسيقية.
ويتضمن الإطار الليتورچي للتسبحة كل أنواع الصلوات: التوسلات (Intercessions)، الصلوات (Prayers)، التشفعات (Supplications)، التشكرات(Thanksgivings) فهي مشحونة بالتضرعات والالتماسات والتوسلات والتعهدات والنذورات والتشفعات لأجل الكائنات وجميع الناس (١ تي ١:٢). لهذا تنسكب التسبحة كذبيحة عقلية غنية بالاصطلاحات والمعاني المليئة بالسمو، مثل لهيب لا يمكن إدراكه، ملتهم كل شيء حتى يصل ويُعلَم لدَى الله.
في التسبحة الكيهكية نتجه إلى الله إله الكنيسة، نتضرع إليه ونناجيه بالإلهامات والإبداع في التعابير الليتورچية والمديح العبقري، عندما نخاطبه قائلين: يا الله مخلصنا/ الأزلي قبل الأدهار/ الكائن في مجد أبيه/ المهتم بنا والمدبر كل الأمور/ حامل خطية العالم/ الرب المرهوب/ الضابط الكل محيي الأرواح والنفوس/ إله خلاصنا/ الملك الديان/ الرب المعبود/ رب القوات/ الستار وحيد الآب مسياس/ النور الحقاني/ معدن الغفران/ رب الأرباب الفادي الكريم/ مدبر مختاريه/ الكائن في حضن أبيه، ابن الله الكلمة/ المشتاق لخلاص خليقته/ رب جميع البشرية، ملك المجد الواحد من الثالوث/ الله القدير/ رب وإله آبائنا مخلص كل أحد/ إله الرحمة وحياة كل إنسان محب البشر الصالح/ رب الدهور الحي بغير زوال/ الله الآب والابن والروح القدس ثالوث إله واحد رب جميع الآلهة/ الله المتعالي سيدنا القوي الكثير الرحمة/ ابن الله المُنزَّه/ مخلصنا الوسيط يسوع المسيح/ مسيا الرؤوف/ إله الآلهة عمانوئيل إلهنا/ ملك الملكوت الواحد من الثالوث/ المتكئ في حضن أبيه الذي هو فوق كل رئاسة/ صانع الخيرات الأزلي ذو الجلال الدائم إلى الأبد/ إله جميع الأحقاب ذو الاسم المرتفع/ إله إبراهيم الذي بسط يمينه، والجمع الممسوك مع آدم رفعه إليه/ الله المستريح في قديسيه/ الراعي العظيم الذي جمع المؤمنين وألَّفهم مع الملائكة وصيَّرهم وارثين لملكوته الأبدية/ الذاتي مع أبيه من جوهر الإله/ غير المنظور والغير المدنو منه/ المتسربل بالنور والساكن في النور الذي لا يُدنى منه/ ملاك المشورة العظمى/ الكائن والذي كان والذي أتى وسيأتي/ آدم الثاني المسيح الملك/ عمانوئيل مخلص العالم.
وبمناداتنا بلجاجة على الله نلتحف بالفرح من أجل حضرته بالسلام والنصرة والحلاوة والبشرَى والكرامة، ومن أجل نوالنا رتبة الفرح والسرور بسرّ التجسد الإلهي الذي حوّل لنا العقوبة خلاصًا... من الحسرة والحيرة وحزن آدم النادم واكتآب الأرض المقفرة الذي صار لنا بالتدبير حُرية وبنوية ومجدًا وخلاصًا ونجاة من ضيق الجنوس ورِقّ الشيطان، والذي به بلغنا أرض الميعاد، وانمحَى الرِقّ وتمزق الصك ونلنا المراد.
من أجل هذا نتهلل بالتسبيح والمديح اليسير، وتفرح نفوسنا التي كانت بهيمية (حيوانية)، وقد صارت الآن روحانية، واستمدّت قوام حياتها من قوة الحياة الإلهية، وتتزود زادًا روحانيًا يدسم روحها بدسم سماوي يملأها فرحًا ولسانًا ونعيمًا، فنتقوَى على من بنا يمكرون... وتتقوى شجرة الكنيسة بالتسبيح في السر والإجهار، حاملين هدايا مُرّ البخور والرضا، ولبان التسبيح، وذهب توبة النفوس لنبلغ مذود الملك المولود الآتي... غير المتجسد الذي تجسد، وغير الزمني الذي صار تحت الزمن... الحاضر معنا، وفيه قد خلصنا من الفساد، وتربّينا على معرفة إرادة الله. الكائن بذاته الذي أتى إلى الوجود في ملء الزمان ونلنا به التبني... وهو الملء الذي أخلى نفسه ليكون لنا نصيب في ملئه.
القمص أثناسيوس چورچ
كاهن كنيسة مارمينا – فلمنج - الاسكندرية
المزيد
21 ديسمبر 2018
المسيح تهليل الصديقين
أقرأ اليكم يا أحبائى من سفر الرؤيا الأصحاح الخامس
"6 وَرَأَيْتُ فَإِذَا فِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَالْحَيَوَانَاتِ الأَرْبَعَةِ وَفِي وَسَطِ الشُّيُوخِ خَرُوفٌ قَائِمٌ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ، لَهُ سَبْعَةُ قُرُونٍ وَسَبْعُ أَعْيُنٍ، هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ الْمُرْسَلَةُ إِلَى كُلِّ الأَرْضِ.
7 فَأَتَى وَأَخَذَ السِّفْرَ مِنْ يَمِينِ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ.
8 وَلَمَّا أَخَذَ السِّفْرَ خَرَّتِ الأَرْبَعَةُ الْحَيَوَانَاتُ وَالأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ شَيْخًا أَمَامَ الْخَروفِ، وَلَهُمْ كُلِّ وَاحِدٍ قِيثَارَاتٌ وَجَامَاتٌ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوَّةٌ بَخُورًا هِيَ صَلَوَاتُ الْقِدِّيسِينَ.
9 وَهُمْ يَتَرَنَّمُونَ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً قَائِلِينَ: «مُسْتَحِقٌ أَنْتَ أَنْ تَأْخُذَ السِّفْرَ وَتَفْتَحَ خُتُومَهُ، لأَنَّكَ ذُبِحْتَ وَاشْتَرَيْتَنَا للهِ بِدَمِكَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ وَأُمَّةٍ "
والأهم فى تلك التسابيح انها تسابيح جماعية وليس تسابيح فرديه فعندما نرتل ونقول " قدوس الله قدوس القوي قدوس الحي الذي لا يموت " تكون تسبحة جماعية هكذا السماء يا أحبائى تهليل الصديقين عندما يعيش الأنسان بهذه الصورة تكون النتيجه ان هذه الحياة تتحول الى تسبيح وتهليل ومن لا يعيش فى الأمانة لا يعرف أن يقدم تسبيح ولا تهليل ونحن نحتفل باحتفالية بمئوية مدارس الاحد يوجد ركن مهم جدًا وهو ركن التسبيح والترنيم والكتاب المقدس مليء كثيرًا باالتسابيح التى لا تعد وكنيستنا مملؤة بهذا التهليل والتسبيح. نرى التسبيح دعوة لحياة الامانة والكتاب ممتليء بحياة التسبيح والتهليل لكننا نفررح بتهليلنا الحقيقي واكثر شيئ يفرح قلبنا .
اولًا : الله يفرح بتوبة الانيسان
السماء تفرح بخاطيء واحد يتوب فنحن نمارس حياتنا وخدمتنا لكن قبل كل شيء يجب ان يكون لنا قلب نقى وتهليل الصديقين سوف يأتى من أين لأن قلبه كله خطية والخطية تمنعة من هذا التسبيح. وأذكرك بشيء مرة جابوا للمسيح انسان اعمى واخرس ومجنون وجابوا له المسيح ليشفيه ويقول الكتاب انه بلمسة الاعمى فتح والاخرس تكلم والمجنون عقل وهذه المعجزة توضح لنا الخطية تحرمنى من ايه ؟
1- الخطية تحرم الانسان من العقل : فتجعله غير عاقل وتصرقاته كلها خطية والخطية منعته من التفكير وعندما فاه المسيح أصبح له عقل.
2- الخطية نحرم الانسان من النطق : فتجعله لا يعرف كيف يسبح او يتكلم مع ربنا عنده حنجرة واحبال صوتية وله صوت عالى لكنه لا يعرف ان يتكلم مع الله .
3- الخطية تحرم الانسان من الرؤية : تجعله أعمى لا يستطيع أن يرى الله فى قلبه .
أذًا يا أخواتى الاحباء لكى ما تكون من ضمن الصديقين الذين يقدموا التسبيح والتهليل يجب ان يكون لك توبه قلبك وغير ذلك تكون كالمجنون والاعمى والاخرس المحروم من العقل والنظر لله والصلاة والتكلم مع الله .
ثانيًا : تساعد أخرين للعودة بالتوبة
فى واحد لما بيتوب بيساعد الاخرين على التوبه وكلنا عارفين المثل الشعبى اللى بيقول "فاقد الشيء لا يعطيه " كيف تستطيع أن تتوب اخواتك او زوج وزوجة او اولادك هتفرحوا ازاى ،أعرفوا معادلة بسيطة جدًا توبة يعنى فرح خطية يعنى كأبه وعندما تجد مكان كله نكد تعرف على طول انه كله خطيه ولما تدخل بيت وتلاقيهم فرحانين تعرف انهم تائبين دائمًا التائب كله فرح فأول شيء تتوب أنت فتبقى من ضمن تهليل الصديقين ، تساعد أخرين على التوبة تبقى من ضمن تهليل الصديقين اللى بنقول عليها ضمن قطعه نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة, والدة الإله, لأنك ولدت لنا مخلص العالم, أتى وخلص نفوسنا المجد لك يا سيدنا و ملكنا المسيح, فخر الرسل, إكليل الشهداء, تهليل الصديقين.
ثالثًا : فرح العطاء
الأنسان الأناني لا يعرف ان يتوب اما الانسان الذى يعرف ان ينفتح على الأخرين ويقدم الخدمة بأمانة واخلاص تكون النتيجة انه يشعر بفرح وكلنا عارفين الاية " الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ" الانسان الذى يخرج من أنانيته وينظر الى خليقة الله كأنها من يد الله يستطيع أن يخدم ويحب كل أحد دون النظر الى أعتقاد او سن او نوع او جنس وعلشان كده عايشين فى مجتمع حتى يخدم كل واحد أخيه ، وأتذكرمرة قرأت قصه لطيفه من قصص علم الاجتماع بتقول ان الانسان قبل ما أن يخرج من البيت صباحا يكون قد تعامل مع 300 شخص كيف هذا؟ والبيت فيه الأسرة فقط ، عندما تفتح حنفية المياه فالمياه قادمة من محطة مياه وبها مهندسين وفنيين وعندما فتحت الكهرباء بالمثل ولما تفتح التلفزيون علشان تشوف صباح الخير يامصر التلفزيون بيشتغل فيه عشرات الالاف وهكذا لما بتفطر وتقطع رغيف الخبز وهكذا هناك شخص زرع القمح وشخص نقله وشخص طحنه وخبزه وهكذا لما عندما تفتح الجريدة تقرأها هناك الاف من الناس لتصل نسخه فى ايدك ولذلك الانسان الذي يريد أن يفرح يجب أن يخدم الاخرين والقديس موسى الأسود يقول " اعطى المحتاجين بسرور ورضا لئلا تخجل بين القديسين وتحرم من امجادهم."
رابعًا : الفرح فى الضيقات
هناك ضيقات كثيرة تواجه الأنسان لكن القديس بولس الرسول يعلمنا ويقول " "آية (يع 1: 2): اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ،" هناك اتعاب كثيرة وهناك أشواك والمسيح قال "العالم قد وضع فى الشرير " طول ما الانسان عينه على السماء يكون فرح ويفضل ضمن تهليل القديسين وتهليل الصديقين أنسان يفرح بالله دائمّا وبعشرته ، داود النبى قال آية (مز 16: 8): جَعَلْتُ الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ، لأَنَّهُ عَنْ يَمِينِي فَلاَ أَتَزَعْزَعُ. وقال أيضًا " أعْطَيتَ سُرُوراً لِقلْبِى أوْفَرَ مِنَ الذِينَ كَثُرتْ حِنْطَتهُمْ وخَمْرُهُم وزَيتُهُم ، حنطه يعنى قمح وخمرهم يعنى عنب وزيتهم يعنى زيتون يعنى أرض مثمرة ،أفرح بحضور الله وأفرح بكنيستك وافرح بانجيلك وبتوبتك وافرح بخدمتك وبحياتك فمكان مثل هذا خدم فيه قديسين وأبرار وخدم فيه عشرات من الناس مثل النماذج التى تم تكريمها فى الحفل وهذه مجرد نماذج ولكن يوجد المئات الذين يخدموا بقلب وأسيوط كانت مركز من مراكز خدمة مدارس الاحد ربما كانت مركز الرئيس للخدمة فى الصعيد كله ، مسيحنا هو أكليل الشهداء وفخر الرسل وأكليل الشهداء وتهليل الصديقين وأجتماعنا النهاردة هو تهليل الصديقين وأجتماعنا النهاردة مش فرحة لأحتفالية مدارس الاحد فقط بل بالاجيال والقصص زى ما قدموها أولادنا من أيام الأرشيدياكون حبيب جرجس وأبائنا البطاركة والخدام العظام وكل واحد له دور وهذه الأسماء التى ذكرت هى سبب فرحنا ثم يدخلوا فى تهليل الصديقين فرحانين لأنهم أدوا خدمتهم ورسالتهم ربنا يفرحكم ويبارك حياتكم لألهنا كل المجد والكرامة.
قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
20 ديسمبر 2018
الكتب المسماة بالرؤى المنسوبة للرسل
رؤيا بطرس:
وترجع إلى ما قبل 180 م.، وتختلف عن رؤيا بطرس الغنوسية. وقد لاقى هذا الكتاب بعض الاعتبار سواء وقتيًا أو محليًا في بعض الجهات. وقد ورد ذكرها في الوثيقة الموراتورية مع التعليق عليها بأن البعض لا يؤيدون قراءتها في الكنيسة. وهكذا نجد أن التحفظ عليها قديم منذ العصور الأولي. ويشير إليها ثاوفيلس الإنطاكي، ويقتبس منها أكليمندس الإسكندري، ويسجل سوزومين في القرن الخامس أنها كانت مازالت تقرأ في الكنائس سنويًا في يوم جمعة الصلب. ولكن في الجانب الآخر نجد يوسابيوس يرفضها مع غيرها من الكتب الأبوكريفية عن بطرس، ويرفض معها أيضًا راعي هرماس ورسالة برنابا وأعمال بولس، ويعتبرها من الكتب الزائفة. ومع ذلك لقي الكتاب رواجًا في الشرق والغرب، وانتقلت الأفكار التي به إلى غيره من المؤلفات مثل الأقوال السبيليانية ورؤيا بولس ورؤيا توما حتى عصر دانتي وكوميدياه الإِلهية. ويستدل من كتابات الآباء على أن الكتاب يرجع إلى القرن الثاني، ويحتمل أنه يرجع إلى النصف الأول منه.
وقد وجد العلماء لها قصاصة في أخميم سنة 1886 م. باليونانية مع جزء من إنجيل بطرس. وفي 1910 م. اكتشفت نسخة باللغة الحبشية، وثبت أنها هي رؤيا بطرس من مقارنتها بما جاء بكتابات الآباء من اقتباسات منها. كما توجد أيضًا قصاصتان أصغر من هذه(89).
والنسخة الحبشية تكاد تتفق في طولها مع ما ذكره أنيسفورس والفهرس في المخطوطة الكلارومونتانية، ولعلها تقدم لنا المحتويات الأصلية لهذه الرؤيا، ولو انه من الواضح أن النص قد عاني من نقص معرفة المترجم باللغة اليونانية والقصاصة الأخميمية أقصر جدًا وتسرد المعلومات في ترتيب مختلف.
وتبدأ بسؤال التلاميذ ليسوع على جبل الزيتون عن علامات مجيئه وانقضاء الدهر، وبعد أن حذرهم من المضلين، ذكر لهم مثل شجرة التين، وفسره له بناء على التماس بطرس. ويبدأ الجزء الثالث بالقول: "وأراني في يمينه صورة لما سيحدث في اليوم الأخير". وإذ رأي كيف سينوح الخطاة في شقائهم، يذكر بطرس القول: "كان خيرًا لهم لو لم يولدوا" (انظر مرقس 14: 21)، فيوبخه المخلص بالقول: "سأريك أعمالهم التي فيها أخطأوا"، ثم يصف له المخلص في حديث نبوي، العذابات التي سيقاسيها المحكوم عليهم. وهي نموذج من المفاهيم التي ظل يتناقلها الناس حتى العصور الوسطى (وللفصل المقابل في القصاصة الأخميمية، مقدمة صغيرة تحوله إلى رؤيا للقديس بطرس). ثم بعد ذلك وصف موجز لنصيب الأبرار (الإصحاحان 13 و14)، ويعقبهما فصل مقابل لقصة التجلي كما جاءت في الأناجيل (تحولت في القصاصة الأخميمية إلى وصف للفردوس). وبعد صدور الصوت (مت 17: 5 )، أخذت سحابة يسوع وموسى وإيليا إلى السماء (وهذا الجزء الأخير غير موجود في اليونانية)، ثم نزل التلاميذ من الجبل وهم يمجدون الله.
رؤيا توما، إعلان توما:-
ذكرها القديس جيروم في أواخر القرن الرابع وذكرت في قانون البابا جلاسيوس. وتتكلم عن الأمور التي ستحدث في الأيام الأخيرة، فسيكون هناك مجاعات وحروب وزلازل في أماكن مختلفة ويبني فكره بالدرجة الأولى على ما جاء في حديث الرب عن نهاية العالم على جبل الزيتون ولكنه يضيف أمورًا كثيرة لا وجود لها في أحاديث المسيح مثل الثلج والجليد، وملوك ثيرين سيقومون وأضداد أو ضد للمسيح.. إلخ.
رؤيا استفانوس، إعلان استفانوس:-
هذا العمل مبني أساسا على ما جاء في سفر الأعمال عن استشهاد رئيس الشمامسة استفانوس (أع6:5 – 8:2) (90)، واضطهاد شاول الطرسوسي للمسيحيين، فيقول أنه بعد صعود المسيح بسنتين أجتمع رجال من بلاد كثيرة يحتجون عن المسيح، فوقف استفانوس أمامهم على مكان عالٍ وراح يكلمهم عن المسيح وميلاده من عذراء وامتلاء العالم بنوره ومعجزاته وموته وقيامته وصعوده، كما تكلم عن عمل الروح القدس، فصاح جمع من الناس وقالوا تجديف وقبضوا عليه وأوقفوه أمام بيلاطس مطالبين بموته وطالب قيافا رئيس الكهنة بضربه حتى يسيل منه الدم، فصلى استفانوس أن لا يفعلوا ذلك حتى لا تحسب لهم هذه الخطية،. وتقول الرؤيا ورأينا كيف أن الملائكة خدمته، وفي الصباح أعتمد بيلاطس وزوجته وأبناه وشكروا الله لذلك. ثم تقول وأجتمع ثلاثة آلاف رجل وجادلوا استفانوس ثلاثة أيام وثلاث ليال فأتوا بشاول الطرسوسي مضطهد المسيحية. ثم تتكلم عن استشهاده وهو يصلي لله أن لا يقم لهم هذه الخطية ثم يقول أنه ينظر السموات مفتوحة ويسوع قائما عن يمين الله وفي هذه الرؤيا نرى كيف ينسب لبيلاطس أنه تعمد هو وزوجته وأبناه مثل الكثير من الكتب الأبوكريفية التي قالت بمثل ذلك، كما أنها تتكلم عن استفانوس بشكل أسطوري، وتتكلم عن قتل هيرودس لأطفال بيت لحم بشكل أسطوري وتذكر أن عددهم كان 144000 طفلٍ (91)!! وقد أدانها مرسوم البابا جلاسيوس في القرن الرابع كعمل أبوكريفي، وكانت مستخدمة عند الهراطقة المانيين بل واهتموا بها كثيرًا.
الرؤيا الأولى ليعقوب، الإعلان الأول ليعقوب:-
والتي وجدت ضمن مجموعة نجع حمادي وكتبت في نفس القترة التي كتبت فيها بقية المجموعة، وتتكلم عن الفترة السابقة لاستشهاده وتقدم بعض التنبؤات عما سيحدث، فتصف المسيح في ظهوره وحديثه ليعقوب: "وقبل (المسيح) فمي، واستحوذ علي قائلًا: أنظر يا حبيبي، سأكشف لك تلك الأشياء التي لا يعرفها الذين في السماء ولا الذين على الأرض".
* الرؤيا الثانية ليعقوب، الإعلان الثاني ليعقوب:-
والتي وجدت أيضا في نجع حمادي وتصف آلام وموت يعقوب بالارتباط مع هذه النبوات المذكورة في الرؤيا الأولى. وهي عبارة عن حديث أعلاني للمسيح القائم من الأموات.
رؤيا بولس:-
يقول لنا أبيفانيوس أسقف سلاميس أن القاينيين زيفوا كتاب مليء بأمور فاسدة وغير لائقة باسم الرسول بولس – يستخدمها المدعوون بالغنوسيين أيضًا،ويسمونها صعود بولس متخذين تلميحهم من قول الرسول أنه صعد إلى السماء الثالثة وسمع كلمات لا ينطق بها ولا يقولها إنسان" (92). بينما يضحك أغسطينوس من حماقة الذين زيفوا رؤيا بولس المليئة بالأساطير وتدعي أنها تحتوى على أشياء لا ينطق بها التي سمعها الرسول(93). ويقول عنها المؤرخ الكنسي سوزومين: "الكتاب المنتشر الآن كرؤيا بولس الرسول، الذي لم يره أحد من القدماء قط قد أدين من معظم الرهبان، ولكن البعض يقولون أنه وجد في الحكم الذي كتب (لثيودوسيوس). لأنهم يقولون أنه بالإعلان الإلهي قد وجد في صندوق رخامي تحت الأرض في طرسوس بكيليكيا في بيت بولس، وقد كان هذا الكتاب. على أية حال عندما استفسرت عن ذلك أخبرني كاهن من كيليكيا بطرسوس أن ذلك كذب. وهو رجل يدل شعره الأشيب على عمر كبير وقال أنه لم يحدث شيء مثل هذا في مدينتهم، وتعجب عما إذا كان العمل قد تم بواسطة هراطقة" (94). كما ذكر هذا العمل في قانون البابا جلاسيوس (496م) ضمن الكتب الأبوكريفية.
وقد نال هذا العمل شهرة وانتشارا كبيرًا في القرون المسيحية الأولى وخلال القرون الوسطى. لأنه يركز على تجربة النشوة السرية التي ذكرها القديس بولس بنفسه. فهو مبني بالدرجة الأولى على ما جاء في رسالة كورنثوس الثانية قوله: "انه لا يوافقني أن افتخر. فأني آتي إلى مناظر الرب وإعلاناته. اعرف إنسانا في المسيح قبل أربع عشرة سنة أفي الجسد لست اعلم أم خارج الجسد لست اعلم. الله يعلم. اختطف هذا إلى السماء الثالثة. واعرف هذا الإنسان أفي الجسد أم خارج الجسد لست اعلم. الله يعلم. انه اختطف إلى الفردوس وسمع كلمات لا ينطق بها ولا يسوغ لإنسان أن يتكلم بها" (2كو12:1-4). ومن ثم تبدأ الرؤيا بقوله: "وبينما أنا في الجسد اختطفت إلى السماء الثالثة، وجاءتني كلمة الرب قائلة: "قُل لهذا الشعب: "حتى متى ستمضون في العجز، مضيفين خطيئة إلى خطيئة ومجربين الرب الذي صنعكم؟" أنتم أبناء إبراهيم، لكنكم تعملون أعمال الشيطان: وأنتم تؤمنون بالمسيح، بسبب اضطرابات العالم تذكروا إذًا وأعلموا أن الجنس البشرى من كل المخلوقات التي تخدم الله، وحده يرتكب الخطيئة بأمر كل شيء مخلوق، ويخطئ أكثر من كل الطبيعة مجتمعة!".
كاهن كنيسة العذراء الأثرية بمسطرد
من كتاب هل هناك أسفار مفقودة من الكتاب المقدس؟
المزيد
19 ديسمبر 2018
قساوة القلب
قساوة القلب قد تظهر في قساوة المعاملة بالكلمة القاسية والنظرة القاسية والعقوبة القاسية والتوبيخ القاسي وقد تكون القسوة علي الجسد في تعليمه أو قد تكون القسوة علي النفس في إذلالها وسحقها والتشهير بها والعنف في معاملتها وعكس القسوة الرحمة والحنو والعطف والإشفاق وهكذا فإن الله يدعو دائما إلى الحنان والعطف ويحذر القساة من أنهم سوف يلاقون المثل وبنفس المعاملة التي يعاملون بها غيرهم قد يقعون في نفس الجزاء. فليحترص القساة إذن وليخافوا علي أنفسهم من قساوة أنفسهم أن القساوة حرب شيطانية ومن يتصف بها يشابه الشيطان في بعض صفاته وبديهي أن القسوة ليست من صفات الله بل أن الله -تبارك اسمه- رحيم باستمرار شفوق علي الكل وواضح أن القلب الطيب قريب من الله انه مثل عجينة لينة في يد الله يشكلها مثلما يشاء بعكس الأشرار الذين لهم قلوب صخرية صلبة قاسية لا تخضع لعمل الله فيها وهو سبحانه ينظر إلى الخطية علي اعتبار أنها قساوة قلب لأن القلوب الحساسة لا تعاند الله مطلقا ولا تغلق أبوابها في وجوه الناس أنها حساسة لصوت الله ولدعوته سريعة الاستجابة له تتأثر جدا بمعاملات الله وبعمل نعمته وان بعدت عنه تحن إلى الرجوع إليه بسرعة اقل حادثة تؤثر فيها وكل كلمة روحية تذيب قلبها وتقربه إلى حياة الحنو والشفقة وعكس ذلك كان فرعون في قساوة قلبه إذ كان لا يلين مطلقا ولا يتوب مهما كانت الضربات شديدة القلب القاسي إذن توبته ليست سهلة وتأثره بوسائط النعمة ضئيل جدًا ووقتي وسريع الزوال بل قد لا يتأثر علي الإطلاق القلب القاسي يعيش في جو من اللامبالاة والكلمة الروحية لا تترك تأثيرها في قلبه بل قد يسخر ويتهكم ويرفض السماع وقد يرفض المجال الذي يقال فيه كلام روحي وتصبح وصايا الله ثقيلة عليه بينما الثقل في قلبه وهكذا فإنقساوة القلب تقود إلى العناد والمقاومة ربما تنصح شخصا مخطئًا وتبين له خطأه لمدة ساعات وكأنك لم تقل شيئا فهو مصر علي موقفه ويرفض أن يعترف بالخطأ قلبه صخري لا يستجيب وهكذا إذا استمرت قساوة القلب قد تقود إلي تخلي النعمة عن هذا الخاطئ فيضيع الإنسان الحساس دموعه قريبة أما القاسي فيندر أن تبتل عيناه مهما كانت الأسباب لأن الدموع دليل علي رقة الشعور بينما القاسي لا رقة في مشاعره في كل معاملاته والقاسي قد تقوده قسوته إلى الحدة والغضب، أن مشاعره تشتعل ضد الآخرين بسرعة فيحتد ويثور ويهدد وينذر ولا يحتمل أن يمسه أحد بكلمة وفي الوقت نفسه لا يراعي مشاعر الآخرين بل يجرح غيره في سهولة! وفي لا مبالاة ولا مانع من أن يهين ويشتم ولا يتأثر من جهة وقع الألفاظ الشديدة علي من يسمعها فهو قد يجمع بين أمرين متناقضين فيكون حساسا جدا من جهة المعاملة التي يعاملها بها الناس أما من جهة وقع معاملته علي الآخرين فلا إحساس له بها علي الإطلاق هو إذا وبخ غيره بحق أو بغير حق يكون كثير التوبيخ وعميقا في قسوته لا يحتمل أحدًا ويريد أن يحتمله الكل وباختصار فإن القسوة منفرة ومن يستسلم لحروب القسوة يخسر الناس ويفشل في حياته الاجتماعية وقد يقسي القلب أحيانًا بسبب صحبة شريرة لها تأثيرها عليه وقد تدخل هذه الصحبة القساوة إلى قلبه وتقنعه بأهمية السلطة والكرامة ووجوب خضوع الناس لهم وأصدقاؤه قد يدخلون في قلبه معاني عديدة عن القوة والبطولة أو عن الحرية الخاطئة وهكذا يثور علي كل سلطة ورئاسة سواء في البيت أو المدرسة أو الشارع بل قد يثور أيضًا علي النظام وعلي القانون ويري أن الرجولة هي في فرض رأيه وكثير من الشباب في بلاد الغرب يرفضون الخضوع لآبائهم حينما يقولون بحجة الحرية الشخصية! ويعتبر الشاب أن نصيحة والده له هي مجرد رأي قابل للصحة والخطأ يمكن أن يأخذ به أو لا يأخذ وفي ذلك يعتز برأيه الخاص ويعتد به ويصر علي انه صاحب القرار مهما كان حدثا أو قليل الخبرة في الحياة أننا نحتاج أن نُرَبّي أولادنا منذ طفولتهم المبكرة حتى لا تتلقفهم أفكار جديدة عليهم تقسي قلوبهم بل قد تدفعهم إلى الجدل في البديهيات ورفض كل شيء لمجرد الرفض الأفكار التي تصور لهم الطاعة ضعفا والخضوع خنوعا والهدوء خوفا وجبنا وفي تقسية قلوبهم تقلب لهم كل الموازين فيفرحون بهذا إحساسًا بقوة الشخصية وان تكلمنا عن اثر الصحبة الشريرة في تقسية القلب لا نقصد بهذه الصحبة مجرد أشخاص وإنما أيضًا الكتب والمطبوعات وكل وسائل الإعلام الخاطئة والوسائل السمعية والبصرية التي يجب أن نتأكد من سلامتها خاصة ما نقوله عن الصغار يمكن أن نقوله عن الكبار أيضًا في محيط الأسرة مثلا مثال ذلك زوجة تقسي قلب زوجها علي أولاده من زوجة سابقة وتظل تحدثه عن أخطائهم وخطورتهم حتى يثور عليهم ويقسو في معاملتهم أو مثل أم تظل تصب في إذن ابنها المتزوج أحاديث عن أخطاء زوجته أو إهانات هذه الزوجة لها حتى تتغير معاملته لزوجته ويقسو عليها فعلي كل إنسان أن يكون حريصًا ولا يسمح للقسوة أن تزحف إليه من الآخرين أو من أي تأثير خارجي وعليه عدم تصديق كل ما يسمعه وقد يكون من أسباب قسوة القلب الكبرياء وقد يكون سببها طباعا موروثة وقد تكون هناك أسباب أخرى ليس الآن مجالها إنما ذكرنا ما قد ذكرناه كمثال.
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
18 ديسمبر 2018
ثلاثة حروب احرص منها في فترة الصوم
فترات الصوم في الكنيسة هي فترات للانتعاش والنمو الروحي لأولاد الله المحبين له والسائرين في الطريق بتدقيق، ولكنها أيضًا فترات يسعى فيها الشيطان باجتهاد أن يعرقل جهادك ويفقدك بركاتها بكل الطرق.وهذه ثلاثة حروب أدعوك أن تنتبه لها في فترة الصوم..1) حرب التشكُّك: فالشيطان يسعي بكل اجتهاد ليجعلك تشك في كل شيء وأي شيء. وأنت صائم: فهل الصوم ضروري لخلاصي؟ وماذا يهم الله من صومي؟ تجتهد أن تحيا في التوبة: فهل أنا أحيا في التوبة حقًا أم لا؟ وهل قَبِل الله توبتي فعلًا أم لم يقبلها؟ تتقدم للأسرار وأنت في شك: هل أنا مستحق أم غير مستحق؟ تحب أن تحيا لله: فهل أسلك طريق البتولية أم الزواج، طريق الخدمة أم طريق الوحدة؟ ارتبطت بأب اعتراف: فهل يناسبني أم يجب أن أغيره؟ تجتهد أن تحيا في الفضائل فيشكك في وداعتك ونقاوة هدفك وهدوئك ومدى نفعها كمناهج للحياة..!! وحرب التشكيك تجعل الإنسان ينقسم على نفسه في الداخل، فيواجه أفكارًا صعبة تجعله يفقد سلامه. وهنا انتبه للوصية الكتابية: «كونوا راسِخينَ، غَيرَ مُتَزَعزِعينَ» (1كو15: 58)، ولا تقبل شكًّا بل أخضع كل فكر لطاعة المسيح (2كو10: 5). قِسْ كل فكر على ضوء الوصية لأنك إن سلّمت نفسك لشكوكك قد تفقد وقتك وتوبتك وحياتك.. فيضيع عمرك في السلبيات، وتبقى واقفًا في مكانك لا تتقدم في الطريق.. بل في وقت الشكوك تمسك بهذه الثلاثة: الصلاة، وقياس فكرك على الوصية الكتابية، والمشورة الروحية.2) إلباس الخطية ثوب الفضيلة: فالشيطان دائمًا يحارب بصور ملتوية.. فقد تسخر من الآخرين وتستهزء بهم وتسيء إليهم ظانًا أن هذا نوع من اللطف!! وقد تشاهد مناظر غير عفيفة وتقول إن هذه محبة للفن ورغبة في توسيع المدارك!! وقد تستهين بوقار ملبسك وتقول إن هذا لون من النظافة والأناقة!! وقد تغطّي على الخطأ معتبرًا أن هذه هي الحكمة والكذب الأبيض!! وقد تقبل تعاليم غير صحيحة بدعوي أنها مواكبة للتطور المجتمعي!!وفي هذه الحرب على الإنسان أن يحرص ليكون أمينا مع ذاته، متضعًا أمام عيني نفسه، واحرص ألّا تعتبر نفسك الأكثر معرفة في الإيمان والروح والفضائل والوصايا، فوقتها ستصبح أقرب جدًا للسقوط، لأنك ستصبح قريبًا جدًا من الكبرياء، بل راجع نفسك أين أنت من الطريق الصحيح، ولا تسمح لذاتك أن تكون بارًا في عيني نفسك.3) فقدان فضيلة لاكتساب أخرى: فقد تفقد وداعتك ظانًا أنك تدافع عن الحق!! وقد تستمع إلى أمور معثرة ظانًا في نفسك أنك ترشد وتوجه!! وقد تسعى لتصالح الآخرين فتفقد سلامك!!وفي هذه الحرب احرص أن تقدم ذاتك قدوة بالحياة لا بالكلام. واعلم أنك تحتاج إلى الحكمة والإفراز لكيما يرشدك الرب في طريق الخلاص.في بداية الصوم كن حريصًا من هذه الثلاثة، ليكون صومك مثمرًا ونقيًا أمام الله.. فصوم القلب أمر آخر غير صوم البطن.
نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا
المزيد
17 ديسمبر 2018
المسيح ابن الآب
يتساءل البعض لماذا يُسمى السيد المسيح ابن الآب؟ وهل بنوته للآب كمثل بنوتنا نحن لله؟
المسيح هو ابن الآب لأنه مولود من الآب قبل كل الدهور، كما قيل في الآية المُقدَّسة "كُلُّ مَنْ يُحِبُّ الوالِدَ يُحِبُّ المَوْلودَ مِنهُ أيضًا" (1يو5: 1). والتعبير (مولود) يعني أن الابن خارج من الآب بطريقة يسميها الوحي المقدس (الولادة)، أما الروح القدس فهو خارج من الآب بطريقة أخرى اسمها (الانبثاق). وردت في (يو15: 26) وولادة الابن من الآب هي ولادة مستمرة وبدون انفصال، ولذلك قال السيد المسيح "ألستَ تؤمِنُ أني أنا في الآبِ والآبَ فيَّ؟ صَدقوني أني في الآبِ والآبَ فيَّ" (يو14: 10، 11)"لكَيْ تعرِفوا وتؤمِنوا أنَّ الآبَ فيَّ وأنا فيهِ" (يو10: 38)"في ذلكَ اليومِ تعلَمونَ أني أنا في أبي، وأنتُمْ فيَّ، وأنا فيكُم" (يو14: 20) "ليكونَ الجميعُ واحِدًا، كما أنَّكَ أنتَ أيُّها الآبُ فيَّ وأنا فيكَ، ليكونوا هُم أيضًا واحِدًا فينا، ليؤمِنَ العالَمُ أنَّكَ أرسَلتني" (يو17: 21) "أنا فيهِمْ وأنتَ فيَّ ليكونوا مُكَمَّلينَ إلَى واحِدٍ، وليَعلَمَ العالَمُ أنَّكَ أرسَلتني، وأحبَبتَهُمْ كما أحبَبتَني" (يو17: 23) وولادة الابن من الآب لم تكن تستلزم زواجًا (حاشا)، لأن الآب ليس عاجزًا عن ولادة الابن، ولا يحتاج إلى آخر يساعده.. بل الابن مولود من الآب قبل الدهورولا يوجد فارق زمني بين الآب والابن، لأنه الآب كائن منذ الأزل، وهو آب منذ الأزل، لذلك فله ابن أيضًا منذ الأزل.. لأن الله لا يتغير "في البَدءِ كانَ الكلِمَةُ، والكلِمَةُ كانَ عِندَ اللهِ، وكانَ الكلِمَةُ اللهَ. هذا كانَ في البَدءِ عِندَ اللهِ" (يو1: 1-2) "الرَّبُّ قَناني أوَّلَ طريقِهِ، مِنْ قَبلِ أعمالِهِ، منذُ القِدَمِ. منذُ الأزَلِ مُسِحتُ، منذُ البَدءِ، منذُ أوائلِ الأرضِ" (أم8: 22-23) "الذي هو قَبلَ كُل شَيءٍ، وفيهِ يَقومُ الكُلُّ" (كو1: 17) "والآنَ مَجدني أنتَ أيُّها الآبُ عِندَ ذاتِكَ بالمَجدِ الذي كانَ لي عِندَكَ قَبلَ كونِ العالَمِ" (يو17: 5) فالسيد المسيح كائن في الآب ومعه منذ الأزل، ومساو له في الجوهر والألوهة، ولأنه غير منفصل عن الآب والروح القدس فلذلك للثلاثة أقانيم جوهر واحد ولاهوت واحد، وهم الله الواحد "لكن لنا إلهٌ واحِدٌ: الآبُ الذي مِنهُ جميعُ الأشياءِ، ونَحنُ لهُ. ورَبٌّ واحِدٌ: يَسوعُ المَسيحُ، الذي بهِ جميعُ الأشياءِ، ونَحنُ بهِ" (1كو8: 6)"فإنَّ الذينَ يَشهَدونَ في السماءِ هُم ثَلاثَةٌ: الآبُ، والكلِمَةُ، والرّوحُ القُدُسُ. وهؤُلاءِ الثَّلاثَةُ هُم واحِدٌ" (1يو5: 7) والسيد المسيح خارج من الآب يحمل نفس جوهر الآب.. فالبشر يلدون بشرًا، وكل كائن يلد كائنًا آخر من نفس النوع، لذلك فالابن المولود من الآب (الله) هو أيضًا (الله)، ولكن الفرق هنا أن الآب والابن المولود منه ليسا شخصان منفصلان، وإلاَّ وقعنا في تعدّد الآلهة، بل هما أقنومان متحدان بدون انفصال منذ الأزل وإلى الأبد، ولهما روح واحد هو الأقنوم الثالث "الروح القدس"لذلك نهتف في الكنيسة: "واحد هو الآب القدوس.. واحد هو الابن القدوس.. واحد هو الروح القدس". فلنا آب واحد له ابن وحيد، والاثنان لهما روح واحد.. لذلك فهُم إله واحد، نسجد له في وحدانية الجوهر.
نيافة الحبر الجليل الانبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة
المزيد
16 ديسمبر 2018
التصالح مغ الله
معلمنا بولس الرسول يقول في رسالته الثانية لأهل كورنثوس ” الله كان في المسيح مُصالحاً العالم لنفسهِ غير حاسبٍ لهم خطاياهم وواضعاً فينا كلمة المُصالحة “ ( 2كو 5 : 19) عمل المسيح الرئيسي خدمة المصالحة أي يصالحنا مع الله أيوب الصديق قديماً صدر منه أنين يقول” ليس بيننا مُصالح يضع يده على كلينا “ ( أي 9 : 33 ) ألا يوجد شخص يقول للخاطئ إعتذر وللمُخطئ إليه إقبل اعتذاره وصالحه ؟ هكذا فعل معنا يسوع أعطانا خدمة المصالحة لكنها كلفته الكثير صليبه ودمه لذلك ربنا يسوع لما صُلِب تعلق بين السماء والأرض وبسط يديه الإثنين ليُقدم خدمة المصالحة أفقي ورأسي عرضي وطولي تصالحوا مع الله أن نتصالح مع الله لذلك لابد أن نعرف أن :-
الخطية خصومة :-
الخطية ابتعاد عدو الخير لا يعنيه كثيراً أن نُخطئ لكنه يهمه أن نبتعد وأن تحدث فجوة وخصومة لم يكن هدفه أن يأكل آدم من الشجرة لكن كان همه ما حدث بعد الأكل من الشجرة إبتعد خاف فصار فجوة كبيرة بينه وبين الله لذلك كان هدفه الإبتعاد أين أنت يا آدم ؟ يقول ” سمعت صوتك في الجنة فخشيت “ ( تك 3 : 10 ) كيف وأنت معتاد صوت الله ؟ صار مطرود من حضرة الله ما يعني عدو الخير ليس خطايانا بل ابتعادنا عن الله ويعنيه بالأكثر ليس تكرار الخطية بل زيادة الإبتعاد والشعور باليأس لذلك يقول ” كل من يفعل الخطية يفعل التعدي أيضاً “ ( 1يو 3 : 4 ) لأنه انتهت الوحدة بيني وبين الله بالخطية خسرت ثلاثة أمور خسرت الله ونفسي والسماء هذه الثلاثة تحدث في لحظة يا للخطية مُهينة ومُذلة جداً إبتعاد وخصومة وإفساد الصورة والطبيعة مزيد من الإبتعاد والخصومة ويصير صوت الله غريب ويصير التسبيح ثقيل والتوبة ثقيلة فيزداد الإبتعاد وتزداد صعوبة التوبة أكثر وهذا هدف عدو الخير إبتعاد الإنسان عن خالقه لأنه أصلاً هو كان طغمة سماوية فهو أفضل واحد يعرف معنى القرب من الله لذلك هو طُرِد من حضرة الله ويريد أن نُطرد نحن أيضاً مثله ونبعِد عن خالقنا لأننا لما نقترب من الله كأننا نأخذ مكانه فيغار الخطية خصومة وابتعاد الخطية خاطئة جداً ( رو 7 : 13) .
الخطية صنعت شرخ بيننا وبين الله :-
عدو الخير يجعلني أصنع الخطية لكي يُفسد علاقتي بالله ويصير القداس بالنسبة ليَّ ثِقَل لا أستطيع أن أتمتع به والإنجيل والصلاة لا أفهمها وتتكون طبقات عازلة بيني وبين الله إهانة مع الوقت تصنع الخطية قساوة وفجوة وقد تكون عداوة لكن العداوة يصنعها العدو إنه يجعل الفجوة تزداد وتيأس من نفسك ومن مراحم الله لترى الخطية وسلطانها وتأمل آثار الخطية في حياتك وقلبك والضعف الذي سببته لإيمانك وما فعلته في وحدِتك مع الله وفي آذانك الروحية وجسدك ونفسك ومشاعرك إهانة .
الصُلح بالصليب :-
لكي نتصالح لابد أن نعرف ونكتشف الضرر الذي وقع علينا من الإبتعاد ومدى المهانة والمذلة القديس يوحنا ذهبي الفم يقول ” إن العبودية لسيد قاسي أهون من العبودية للخطية “ سيد قاسي أي يأمر وينتهر ويضرب ورغم ذلك الخطية أقوى من ذلك لذلك علينا أن نكتشف هذا الهوان أنت يا الله رأيت أولادك بيتعدوا ويُهانوا ماذا فعلت ؟ يقول أنا خدمت خدمة المصالحة أنا كراعي صالح سعيت في طلب الضال كان عملي الأساسي أن أرد آدم وبنيه للفردوس أن أعمل المصالحة عن طريق الصليب دبر الله الخلاص والصلح للإنسان كيف يُعيده للوحدة معه ويُعيد له الصورة الإلهية وللإتحاد الإلهي والبركة الإلهية ولا يجعله بعيد عن حضرة الله ويُذيب الفوارق والجمود الذي حدث له فتجسد ناب عنا أخذ جسدنا لحمنا ودمنا وصار كواحد منا وحمل خطايانا وتراءى أمام الآب ببره وبذبيحة نفسه فوجد لنا فداء أبدي كل واحد منا اليوم يريد أن يصطلح ماذا يفعل ؟ يدخل للمسيح ويتقابل مع الآب في المسيح ينال وأنا وأنت قبول الآب للمسيح وليس لنا لأننا خطاة فصرت أنا مُصالح من خلال دمه الإلهي من خلال ذبيحة نفسه صار صليبه وسيلة الإتحاد ودمه وسيلة المغفرة إن كان دم الخروف أعطى نجاة رش على العتبة العليا والقائمتين فيمر الملاك المُهلِك ويجده فيعبر عن هذا البيت فكم يكون دم ابن الله الذي قدمه بروح أزلي ؟ ” صنعت خلاصاً في وسط الأرض كلها أيها المسيح إلهنا عندما بسطت يديك الطاهرتين على عود الصليب “ الخطية إهانة تخيل أشعياء يقول على لسان الله طول النهار بسطت يدي إلى شعب عنيد مُعاند مقاوم ( أش 65 : 2 )الخطية إهانة عناد طول النهار تخيل إنك تمد يدك لشخص لتُصافحه فلا يمد يده لك نقول لعله لم ينتبه وتمد يدك مرة أخرى ولا يُصافحك يا لخجلك طول النهار بسطت يدي لشعب معاند مقاوم فماذا فعل على الصليب ؟ بسط يديه وسمَّرهم لكي يقول لنا أنا دائماً فاتح باب الصلح لكم هذا هو الصلح الذي تم بالصليب صرنا مقبولين ومصالحين مع الله بدم المسيح وخلاصه وصليبه لذلك كل من لا يصطلح مع الله ولا يتوب يرفض الصليب في حياته لأنه لا يشترك في نعمة الصليب لأن الصليب كان للصلح والخلاص نقول له ” صالحت الأرضيين مع السمائيين “ ” العداوة القديمة هزمتها “ ” جعلت الاثنين واحداً “ ” الحائط المتوسط هدمتهُ “ صالحنا بدمه صارت تعدياتنا لا يراها الآب وخطايانا أيضاً لا يراها لأنها وقعت على الحمل الذي بلا عيب وهو يرى دم الحمل الذي بلا عيب فيعطينا خلاص نقول تشبيه لأولاد الخدمة لنفرض إننا وضعنا في نهاية قاعة عشرة مصابيح مُضاءة بألوان مختلفة ونقف من بعيد نرى كل مصباح بلونه لكن لو نظرنا للمصابيح من خلال لوح زجاجي أحمر سترى كل المصابيح لونها أحمر لأنها تعكس لون اللوح الزجاجي نحن خطايانا الكثيرة تقع كلها على دم المسيح والله الآب يرى خطايانا من خلال دم ابنه مُبرره لنفرض أن مصباحك لا يقع على هذا اللوح الزجاجي الأحمر تصير منك له يراك مباشرةً من صالحنا ؟ دم المسيح كيف ترفض هذا الصلح ؟ أعطانا خدمة المصالحة وأعطانا الفداء وضع يده على كلينا هو منتظرك تعال تتقدم له بتردد يقول المسيح للآب هذا ابني هو صورتي لكنه خاطئ يقول المسيح لأجل دمي يضع يده على كلينا ويصالحنا هذا عمل المسيح وكل من ذاق المصالحة مع المسيح إشترك في خدمة المسيح خدمة المصالحة فيقول ما فعلته إفعله إنت إن رأيت شخص بعيد عني لا تتركه صالح الكل صالحنا لنفسه ” الله كان في المسيح مُصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعاً فينا كلمة المُصالحة “ ( 2كو 5 : 19) لذلك صالحنا نقض العداوة الله يريد أن يصنع بيننا وبينه عهد صلح .
نرى عهود صلح كثيرة في العهد القديم :-
قوس قزح كان عهد صلح .
دم الذبائح كان عهد صلح .
وفي النهاية قال سأعطيكم عهد جديد بدم عهدي أطلق أسراكم بدمي أنا هذا هو دم العهد الجديد هذا هو العهد الذي نقول عنه ( إن تين نوڤي ) نوڤي = جديد عهد جديد دم المسيح الكاهن يمسك الكأس ويقول ” خذوا اشربوا منه كلكم لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يُسفك عنكم وعن كثيرين لمغفرة الخطايا “ يقول ” يُعطى لمغفرة الخطايا “ في القداس في صورة نداء قوي تنبيه ويقظة ” حياة أبدية لكل من يتناول منه “ نحن نفرح بهذا الصلح الله دخل العالم بعهد جسده ودمه المكسور والمسفوك على المذبح في العهد القديم كان هناك اسلوب للصلح في عهد أبينا إبراهيم لما يكون هناك ملوك متنازعة يحضروا حيوانات وتُشق من النصف ويضعوا النصفين مقابل بعضهما البعض الحيوانات المشقوقة يمر بينها الملكين المُتنازعين مُمسكين بأيدي بعضهما البعض وهي ملطخة بدم هذه الحيوانات وكأنه يقول الذي ينقُض هذا العهد الله يشقه من وسطه مثل هذه الحيوانات عهد بالدم لذلك ربنا يسوع لما تكلم عن العبد الغير أمين قال " يشقه من وَسَطه " ( مت 24 : 51 ) المسيح صالحنا بذبيحة نفسه وهو أمسك يدنا ومر بينها الصليب صنع المصالحة إقترب من الصليب تقترب من المصالحة وتشعر إنك بدأت تستمتع بهذه البركة لذلك استمرار الخطية هو رفض لعمل الصليب ويجلب قساوة ورفض المصالحة يجلب أخطر شئ التعدي وعداوة والنفس ترفض عمل الله ونداءاته المتكررة وعمل صليبه أمر لا نحتمله تخيل لما تقف أمام الله ويقول لك صليبي ويدي المبسوطتين ودمي المسفوك أنت رفضتهم كيف ؟ لذلك يقول ” كيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصاً هذا مقداره “ ( عب 2 : 3 )" خلاص هذا مقداره " أي الصليب كيف ؟ لا يمكن إذا كان الإنسان في خطاياه وتعدياته ممكن لمجرد إنه يصطلح بشق حيوان هو يقول لك أنا كسرت جسدي من أجلك وأشق لك جسدي لكي أصالحك وتدخل معي في عهد أبدي لذلك يقول أن الله جهِّز وليمته ودعى مدعويه وأعطاهم أن يدخلوا في عشاؤه صنع عُرسه وأعطاهم أن يدخلوا في جنبه وجسده هذا هو الصليب .
كيف أتمتع بالصليب ؟
بالتوبة والتناول هذا الصلح ينتقل لحياتي عملياً بالتوبة والتناول الرجوع الدائم والتمتع بالحضن الأبوي كنت بعيد وصرت قريب ” أنتم الذين كنتم قبلاً بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح “( أف 2 : 13) صالحنا وقربنا ورجعنا لكرامتنا وجعلنا نشعر بكرامتنا الجديدة التي فقدناها في الإبتعاد ويقول لك تعال أنت مُكرم جداً عندي مصالحة لنرى الكرامة التي أخذها الابن الضال لما عاد له الحُلة الأولى والعِجل المُسمن تعال ألبِسك الحذاء والخاتم تعال أرد لك كل ما سُلِب منك تعال أعيد لك المجد المفقود والصورة وقع على عنقه وقبَّله الآباء في شروحاتهم قالوا أن هذا الابن لما عاد كانت ملابسه ممزقة وجسده مجروح فقبَّل أبيه آثار جراحه آثار الخطايا فينا ربنا يسوع يقبلنا بها ويُقبِّلها ويقول ” تعال واقترب مني لكي تتبرر من خطاياك “ تعال رجوع الإنسان للمصالحة ” أدركتهُ ببركة صلاحك “ الله يُدركنا بها لذلك الرجوع هو تحقيق خدمة المصالحة نعيش كل يوم المصالحة كل يوم عهد جديد كل يوم توبة كل يوم تمتع ببركات صلاح الله وغفرانه وحضنه الأبوي لا تكن المصالحة بالنسبة لك كلمة ولا فكرة ولكي تعيش المصالحة تمتع بها في التناول القداس هو الوليمة السماوية التي تأخذ فيها قوة وفعل الصليب في حياتك الكنيسة نجحت أن تكون البركات المعطاة ملموسة الإعتراف بركة الغفران تنتقل إليك الصليب بركة الصليب تنتقل إليك لكي لا يكون الغفران والخلاص أفكار بل فعل يُنقل الكنيسة استودع فيها بركات الخلاص كلها وائتمنها من خلال وكلاء الأسرار ليعطوا الأسرار لكي تصير بركات الخلاص والصليب والقيامة والروح القدس والحياة الأبدية لا تكون أفكار بل أفعال تنتقل إلى حياتنا لذلك الصلح هو التوبة من خلال الكنيسة لذلك بداية القداس نصلي صلاة الصلح لكي نصطلح مع الله ” إجعلنا مستحقين كلنا يا سيدنا أن نُقبِّل بعضنا بعضاً بقبلة مقدسة لكي ننال بغير وقوع في دينونة من موهبتك غير المائتة السمائية بالمسيح يسوع ربنا “ أبونا يقف في صلاة الصلح يديه عريانة رمز للخطية والعُري وبعد صلاة الصلح يغطي يديه باللفائف رمز لأنه سُتِر ببر الله ويقف يديه مبسوطة لله بر الله انتقل إلينا بالمصالحة التوبة بر الله ينتقل إلينا بالمصالحة تنتهي باتحاد كامل وبذلك صرنا لسنا أعداء ولا خطاة ” إذاً لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح “ ( رو 8 : 1) ” صيرنا أطهاراً بروحك القدوس “ ” القُدسات للقديسين “ صرنا قديسين مقبولين من خلال توبتنا وصُلحنا وصرت أنا لست أنا صرت أنا داخله وقبولي أمام الله الآب من خلال قبول الابن صلح حالة القلق والخوف انتهت لأننا صُولحنا في سفر أشعياء يقول ” ليتك أصغيت لوصاياي فكان كنهرٍ سلامك وبرك كلجج البحر “ ( أش 48 : 18) يا ليت تدخل في الصلح ليتك نداء بركات كثيرة يريد الله أن يعطيها لنا يعرض عليك صلح .. عارض عليك سلامه وبره لذلك عمل الله في حياتنا أن نقترب ونصطلح وكل قريب أن يثبُت والبعيد يقترب والثابت ينمو حتى الأبدية ليس لها حدود غمر يُنادي غمر ( مز 42 : 7 )كلما دخلت للعمق كلما كشف لك مجهول فتتمتع .
التوبة هي انتقال لفعل الصلح :-
إصطلح مع الله” إن تصالحت مع الله تصالحت مع السماء والأرض “الخطية تُفسد علاقتنا بالله وعلاقتنا بأنفسنا وعلاقتنا بالآخرين صارت فجوة كبيرة بيني وبين الله ولا أحب نفسي ولا أحب الآخرين أقترب إلى الله ويحدث وِد بيني وبينه وأجد نفسي قابلها وآراها جميلة من علامات علاقتك بالله الحلوة أن تحب الجلوس مع نفسك أحد القديسين يقول ” إجلس إلى ذلك الإنسان الذي أنت تجهله “ أي مع نفسك لماذا أحبَّ القديسين الوحدة ؟ لأنه لما يجلس مع نفسه يرى الله داخل نفسه ويكتشف أخطاؤه ويراها مقبولة في المسيح ويرى الصلح والبركة وأخطاؤه تُقرِّبه لله لما أجلس مع نفسي وأرى خطاياي لا أيأس بل بالعكس كلما اكتشفت خطايا أكثر كلما ارتميت عليه أكثروأشعربقبولي أكثر لأني لما أجلس أجلس مع نفسي في حضرتهِ ويُبارك الجلسة الصلح تمتع به بينك وبين الله البر يُعيد الوحدة بينك وبين الله وبينك وبين نفسك وبينك وبين الناس البعيد عن الله يدين كل الناس حتى الآباء الكهنة والأساقفة ولما تقترب من الله ترى الكل أبرار وأنت أكثر خاطي فيهم علامة أمينة عن اقترابك لله تشعر إن الله ساتر الكل ومتأني على الكل ولما أقول" الخطاة الذين أولهم أنا " هذه ليست عبارة مجازية بل حقيقية أنا أول الخطاة بالفعل أنت يا الله تعرف الخفايا الصلح مع الله يجعل الإنسان يقترب بالتوبة يوماً فيوماً ويتجدد يوماً فيوماً .
الثبات في التوبة :-
من أجمل الأمور التي نتعلمها في علاقتنا بالله هي أن نثبُت الآباء يعلمونا كلمة جميلة هي " ثبات العزم " سمِعت كلمات وتأثرت نشكر الله إستمر وإن سقطت أثبُت وأستمر الذي يواجه مشكلة في حياته لا يترك الأمر بل يستمر ويحاول يتفادى هذا الأمر الثبات ممكن شخص يدرس كورس طويل لكي يثبُت في عمله أو ينال مركز معين تعب إذاً أين الملكوت ؟ هذه حياتنا الأبدية مجرد أن نقابل مشكلة نتراجع لا ثبات العزم الإنسان يثبُت في محبة الله الإستمرار والتدقيق أحد الآباء يقول لو انتظمت في قانون روحي " 40 " يوم متواصلة النعمة ترقِّيك درجة لكن أي تقصير في يوم إحسبه بخصم عشرة أيام إنتظم في صلاة مرتين في اليوم وإصحاح إنجيل وتناول مرة في الأُسبوع إنتظم على ذلك القانون أربعين يوم حتى إن فعلته بروتين لن تفعله روتين أربعين يوم قد يكون بذلك عشرة أيام ثم تبدأ الروح تعمل والآباء يقولون ” إن صلاة الروح تبدأ بصلاة الجسد “ ” الصلاة التي بطياشة تؤدي إلى الصلاة التي بلا طياشة “ الصلاة التي بطياشة وعدم تركيز تؤدي إلى صلاة بلا طياشة القديس مكسيموس المعترف سأله تلاميذه ما الذي وصَّلك إلى الصلاة الدائمة ؟ أجابهم أمرين أهمهما الإستمرار والثبات ” الصلاة هي التي علمتني الصلاة “ من الأب الروحي الذي علمك الصلاة ؟ أجابهم الشيطان ” حروبي أوجاعي ضيقاتي آلامي “ حروب العدو علمتني الصلاة كنت أصرخ لأنه لا يُضرب أحد ولا يصرخ حروبي علمتني الأنين في الصلاة ولا يمكن لشخص متألم أن يصرخ بتكاسل ” والشيطان هو الذي علمني الصلاة “ علمني كيف أتمسك برجائي لأنه قوي ولما مسكت في الله صرت أقوى ففرحت وتقويت الثبات واستمرار التوبة والتدقيق نعيش أيام ثم نتكاسل لا إثبت في شئ قليل ” القليل المستمر خير من الكثير المُتقطع “ وضعت في قلبي ثبات عزم ضعيف ! قل له يارب اسندني أريد أن أستمرإصطلحت مع شخص هل تخاصمه مرة أخرى ؟ لا وطَّد العلاقة واحضِر هدايا وكفى ما مضى ما الهدية التي نقدمها لله ؟ ” ثمر شفاهٍ مُعترفة باسمهِ “ ( عب 13 : 15) صلاة سجدة عمل رحمة تقدم غيرك عن نفسك الله ينتظر هذه الهدايا ويفرح بها جداً ويحفظ جميع محرقاتك كل صلاة تصليها بإخلاص على الأرض محفوظة لك في السماء داود النبي أدرك ذلك الأمر وشعر أن دموعه تُفرِّح الله فقال ” اجعل أنت دموعي في زقك “( مز 56 : 8 ) ليس زق إذاً بل أوعية تُبت إثبت واترك التوبة اللحظية والعاطفية والمهزوزة أنا عرفت كيف أتعبتني الخطية وأذلتني جداً وأبعدتني وأفقدتني سلامي وبري وملكوتي وغيري الآن أرجع لك يا الله من كل قلبي أرجع طالب الصلح وأوطد الصلح بأعمال التوبة يومياً كل يوم جدد عهد محبتك لله ذهب تلميذ لأبيه الروحي وقال الطريق صعب جداً ولا أستطيع أن أستمر سأله أبوه كم سنة لك ؟ أجاب أربعة سنوات قال أبيه الروحي أنا لي أربعين سنة أشكو مما تشكو منه أنت فيَّ نفس الوجع أليس جسدي مثل جسدك ؟! لكني أثبُت الفرق بينك وبين غيرك إنه هو ثابت ولأنه ثابت فحروب عدو الخير أقل لأنه مُمسِك بأسلحة أقوى جيد أن يكون لنا كل يوم توبة لكيما تصير حياتنا توبة وتوبتنا حياة أحد الآباء يقول ” جيد جداً أن لا تُخطئ وإن أخطأت فجيد جداً أن لا تؤخر التوبة وإن تبت فجيد جداً أن لا تعود للخطية مرة أخرى وإن لم تعد للخطية مرة أخرى فجيد جداً أن تعلم أن هذا بفضل نعمة الله وليس بفضلك “ سلسلة إختبر الحياة مع الله تجد نفسك بدأت تُحقق القصد الإلهي من حياتك لماذا خلقك الله ؟ لتمجده وترث معه الملكوت هو خلقنا وينتظرنا في الأبدية منذ الأزل ” رثوا الملكوت المُعد لكم منذ تأسيس العالم “ ( مت 25 : 34 ) لا يوجد أب يحب أن يكون في مكان وأولاده في مكان آخر وكلما وجد مكان جميل مُفرح يحب يأخذ أولاده معه الله صنع الملكوت ليس لنفسه بل لنا يريدنا أن نحيا معه نشترك معه في بره وفي قداسته ونخلِّد معه نعيش في محفل القديسين والملائكة مدعوين لعشاء عُرس الخروف تخيل أن نخيب من هذه الدعوة كم هو مؤلم على قلب الله لما يقول له واحد منا لا أريد عُرسك أريد أن أكون مع أصحابي يقول له يا ابني تعال رِث المُلك هذه أرض يسكن فيها البر ويكون الله في وسطهم يمسح كل دمعة من عيونهم إقرأ صفات أورشليم السماوية في سفر الرؤيا يلتهب قلبك شوقاً لها تِعرف كيف تحافظ على الملكوت الذي صمم الله أن يعطيه لك ” لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سُرَّ أن يُعطيكم الملكوت بيعوا ما لكم وأعطوا صدقة “ ( لو 12 : 32 )لا تحزن لما يوسف كان في مصر دعا أهله لأن يعيشوا معه فقالوا له عندنا بعض الممتلكات فقال لهم لا تحزنوا على أثاث مصر لا تحزن على ما تفقده لأنك ستنال الكثير والكثير هناك أمور حِفظها مُكلف عن قيمتها الله يقول لك لا تجعل أمور الدنيا تُعيقك لأنها لا قيمة لها بل استخدمها فقط إثبت في الصلح وعِش كل يوم بثبات لذلك يقول ” ليس من انتصر إلا من حارب وليس من كُلل إلا من انتصر “ لن ينال الإكليل إلا من انتصر ولا ينتصر أحد إلا إذا حارب نحن مدعوين أن نعيش على مستوى إرضاء الله كل يوم بصلح جديد وإن أخطأت إصطلح بسرعة هل تفضَّل إن إبنك إن أحزنك متى يصالحك هل في نفس اليوم أم بعد سنة ؟ في نفس اليوم لذلك عِش التوبة اللحظية إن أخطأت بفكرك الآن تُب إليه الآن ولا تنتظر حتى لا تزداد الفجوة الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسباً لهم خطاياهم واضعاً فيهم كلمة المصالحة إثبت لكي يضع فيك كلمة صلاحه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين.
القس أنطونيوس فهمى
كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك الأسكندرية
المزيد
15 ديسمبر 2018
سَهَرَاتُ كِيَهْك فِي التَّقْوَى الشَّعْبِيَّة
التقويم الليتورجي الذي تأسس في الكنيسة صار طريقنا التقليدي الرسمي للدخول في عمق الروحانية الأرثوذكسية... وقد صارت التسبحة الكيهكية فرصة لخبرات روحية وتأملية عميقة، وفيضًا لملء داخلي نناله، وتظل يُنبوعًا باقيًا في مسيرة الكنيسة... ذبيحة الروح المنكسر... ذبيحة البر... ذبيحة التسبيح ومحرقات سمينة مع بخور وكِباش تستقيم قدام الله الذي أعطانا روح البنوة لنسبحه ونباركه ونزيده علوًا إلى الأبد.
في كنيستنا - (كنيسة التسبيح والترتيل والترنُّم) - صارت سهرات الشهر المريمي ممارَسة تَقَوية شعبية، نجتمع فيها بالأحْقاء الممنطَقة والسُرُج الموقدة مع كل الجموع الساهرة العابدة من عبيد الله القوي المتعالي، الذي غُلِب من تحننه، وأرسل لنا ذراعه العالية وأشرق لنا جسديًا... نسهر بنور اليقظة التي لا تغلبها الظلمة، منتظرين إشراقة رب الأرباب ومُنشئ الأكوان. ناهضين مع كل بني النور لنسبح رب القوات الذي اتخذ شكل العبد، ومجد ربوبيته غير منفصل عنه، نستقبل ميلاده في مجيئه إلى الأرض القفرة كي يفدينا ويهزم حِيَل الشيطان.
لقد صارت سهرات كيهك متجذرة في التقوى الشعبية القبطية، حيث نقف جميعًا في وسط الجماعة في كنيسة العهد والوعد، سفينة النجاة لنسبح ربوات مضاعفة، ومسيحنا يقود قلوبنا قبل أصواتنا، لأنه هو المركز في وسط خورس المسبِّحين... نجتمع اثنين أو ثلاثة بل وألوف، حيث يأتي العريس للمنتظرين مجيئه الوشيك. وهكذا يكون شهر ديسمبر (كيهك) بجملته زمنًا يأخذ مَنحىً استعداديًا بالصوم والتسبيح، كي يأتي ويحل ملكوت الابن الوحيد الكلمة المتجسد... هذا الملكوت الذي نتدرب عليه في الكنيسة ونبدأه منذ الآن، بعد أن دخل المسيح إلى التاريخ بتجسده الإلهي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا، لا ليلغي إرادتنا بل ليسند ضعفنا ويحيطنا بوصاياه المعطية الحياة. لم يأنَف من مشاركتنا بشريتنا، لكنه أهَّلنا لشركة ميراث النور... إنه (الألف) الذي جاء لتحقيق (الياء) بتدبير الخلاص الثمين، وليخلصنا من خطايانا ويكون لنا عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا.
تفيض سهرات كيهك بالتسبيح والمدائح. نعترف ونمجد ونشكر فضل إنعام المسيح مخلصنا الذي رفع شأن طبيعتنا، وصار آية ومعجزة خلاصنا، عندما أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له... كذلك نمجد كورة الفرح، الملكة المشتملة بالنور والحُلة، وننطق بطوباوية سيدة الأكوان، ست الأبكار على العشرة أوتار، لأنها أول مذبح في التاريخ... ونقول لها: يا أمنا يا عذراء إحنا ولادك. ونمدحها قائلين: سَبَاني حبك يا فخر الرتب، لأنكِ عَجَب من عَجَب... ومدحك زاد قلبي فرحًا وجعل نفسي تنشرح... فمَن يمدحكِ شطرًا تشفعي فيه ألوفًا.
وتأخذنا الكنيسة في تسبيحها الليتورجي إلى البشارة والميلاد، بداية الأعياد وأساس كل المحطات في طريق خلاصنا، حيث تجسد المسيح وأتى إلينا، وينتظر إرادتنا وقبولنا وتجاوبنا مع نعمة تجسده، ليصير واقعًا شخصيًا وكنسيًا وكونيًا... نلهج الهوسات والثيؤطوكيات والمدائح والطلبات والطروحات... نسجد مع الرعاة ونقدم هدايا المجوس للملك المولود، ونسبح (الذوكصا) مع القوات السماوية، ذكصولوجية مجد الله وسلام الأرض ومسرة الناس والرأي الحسن، وسط الأخبار السارة لاستعلان ظهوره في هذا العالم مُعلنين مجده كإله مولود في الجسد من عذرا بسر عجيب.
يختبر الساهرون دسمًا وزخمًا روحيًا وقلبيًا عندما يتجاوبوا متأملين حضور المسيح فيهم وقبولهم معرفة السر، فبالتجسد الإلهي بطُلت الأفكار الفلسفية التي تجعل الله في حيِّز المبدأ والفكرة... وأن ما تربطه بالإنسان مجرد شريعة أو تعاليم، متذوقين عظمة سر التقوى في عبادة وفرحة عقلية... لأن آدم الحزين استرد رئاسته/ لأن آدم خلص من الغواية وحواء عُتقت من طلقات الموت/ لأن آدم الأول من التراب دخل إلى الفردوس وسُر خاطره/ لأن زلة آدم قد انحلت وتم خلاص ما قد هلك، بل وصار آدم مدنيًا في السموات/ لأن آدم الأول صار مردودًا إلى الفردوس دفعة أخرى، وصار الصلح به موجودًا، وقد كمل السر المعهود/ لأن كتاب عبودية آدم وحواء قد تمزق، وهما قد تحررا/ لأن الخطية عندما كثرت تزايدت النعمة وتفاضلت/ لأن بيت لحم مدينة الأنبياء ولدت آدم الثاني، والمغارة قد أشرق منها مجد اللاهوت الذي لخالق الأدهار.
وتُدخل عبادة السهرات الكيهكية فرحة العبادة وبهجتها في نفوس العابدين بتعزية وتثبيت وتقوى ورجوع بغير ترفع... نعطي التسبيح والسجود لعظمة إلهنا العجيب الصانع الإحسان الذي يعول كل أحد بكل نوع... من اجل سر تجسده الناطق، مسبحين علانية بأحلى لهجة وبصحيح اليقين نفسًا وعقلاً ولسانًا، مرنمين بقيثارات روحية للثالوث القدوس، ناطقين بتماجيد حسنة متفقة مع الأجناد النورانية والطغمات الروحانية، مُصَلين من أجل الحُضَّار والغياب، بالأصوات الشجية والمديح الحسن بفنون.
إن شعبنا التقي الساهر المحب لكنيسته - (قُم وانهضْ يا مسكين، وإلبس ثوب اليقين) - يستعد للعيد العذروي البتولي بالفرح الروحاني مع تهليل الخليقة بمجيء المخلص وكمال كل المكتوب... جاعلين الخدمة حية بقانون الصلاة وفكر إيمان الكنيسة المجتمعة، التي نُقيمها ونذوقها... فتذوب المسافات وتتحد الأجيال وتلتقي النبوات والمواعيد وتتجمع الأزمان والأوقات في ذلك اليوم... الذي فيه تلد البتول الفائق الجوهر، والأرض تقرب المغارة لمن هو غير مقترب منه، ونتطلع إلى المضجع في المذود، ونبصره كإله مالك لكل شيء، الضابط الكل، ساهرين مرنمين بالمشيئة الصالحة... شاهدين بعبادتنا (رأينا وشهدنا) شهود لله، لأنه شاء لنا ان نكون له شهودًا حتى يكون هو لنا بدوره شاهدًا ومخلصًا ومدافعًا من ضربات المكار.
القمص أثناسيوس چورچ
كاهن كنيسة مارمينا – فلمنج - الاسكندرية
المزيد