المقالات

22 أبريل 2019

شجرة التين غير المثمرة (مت18:21-19،[20-22] + مر12:11-14)

هناك عدة تساؤلات في موضوع التينة 1- المسيح هنا جاع وطلب أن يأكل من شجرة تين رأى أوراقها عليها خضراء ولماّ لم يجد ثمرًا لعنها فيبست!! والسؤال هل هذا الموقف يمكن تفسيره بطريقة بسيطة؟ وهل المسيح الذي صام من قبل 40 يومًا ورفض أن يطلب من الآب أن يُحوِّل له الحجارة خبزًا، حينما لا يجد تينًا على الشجرة يلعنها لأنه جائع. 2- والأعجب أن الوقت ليس وقت إثمار التين (مر13:11). من هذين السؤالين نفهم أنه لا يمكن تفسير هذه القصة إلاّ رمزيًا. فشجرة التين تشير لإسرائيل (لو6:13-9+ هو10:9+ يؤ7:1+ يه12). فالمسيح لا يشبع من التين بل من الثمار الروحية المباركة التي يراها في المؤمنين (يو31:14-35). ومنها نفهم أن المسيح يفرح بإيمان البشر، هذا ما يشبعه + أش11:53). وكان المسيح يتمنى أن يؤمن به اليهود فيشبع ولكنه كان يعلم أنهم لن يؤمنوا، فهذا ليس وقت إثمار شجرة التين اليهودية أي إيمان اليهود، فالمسيح "جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله" (يو1 : 12) . والمسيح لعنها إشارة لهدم القديم لتقوم شجرة التين المسيحية أي الكنيسة، ينتهي عهد قديم ليبدأ عهد جديد. لا يمكن أن تقوم مملكة السيد إلاّ بهدم مملكة الظلمة. ولاحظ أن لعن الأمة اليهودية كان بسبب عدم إيمانهم بالمسيح وصلبهم للسيد. بعد أن قدَّم لهم السيد كل إمكانيات الإثمار من ناموس وشريعة وأنبياء. لكنهم ظل لهم الورق، أي منظرًا حلوًا فهم لهم طقوسهم وهيكلهم وناموسهم لكنهم للأسف بدون ثمار، والثمار التي يريدها الله هي إيمانهم وأعمالهم الصالحة. والأوراق بدون ثمر تشير للرياء والرياء هو أن يظهر الإنسان غير ما يبطن مثل من له صورة التقوى ولكنه ينكر قوتها وهو بلا ثمر (2تي5:3). وتذكرنا أوراق التين، بما فعله آدم حين غطى نفسه بأوراق تين فلم تستره، لكن الله قدًّم له الحل في ذبيحة تشير لذبيحة المسيح وستره بها. وهذا يعني أن كل من يحاول أن يستر نفسه بأعمال تدين ظاهري دون ثمار إيمان داخلية، إيمان بصليب المسيح وفدائه يكون قد فعل كآدم ولم يستر نفسه. علينا أن نعترف بخطايانا ولا نكابر كآدم فيستر المسيح علينا. قارن (مت19:21 مع مر20:11) فنرى أن متى قال أنها يبست في الحال بينما أن مرقس يذكر أنهم رأوا هذا في الغد فما تفسير ذلك؟! هذا يذكرنا بأن الله قال لآدم "يوم تأكل.. تموت" ولكنه عاش أكثر من 900سنة وبهذا نفهم أن وقت أن لعن السيد التينة انقطع عنها تيار الحياة ولكن بدأ يظهر عليها هذا الانحلال في غد الثلاثاء. (هذا يشبه من يقول أنه لو تم فصل التيار الكهربي عن مروحة لا بُد وستقف، ولكننا حين نفصل التيار تظل دائرة لمدة بسيطة ثم تقف) هكذا في موضوع آدم فهو يوم أخطأ بدأ يسرى فيه تيار الموت والانحلال ومات بعد مدة، ويوم لعن السيد التينة انقطع عنها تيار الحياة وقوة الحياة في الحال. وظهر عليها علامات الموت في اليوم التالي. وهذا ما حدث مع اليهود فهم يوم صلبوا المسيح لُعِنوا وانقطع عنهم تيار بركة الله وحمايته وظهر هذا بعد أقل من 40سنة على يد تيطس حين خرّب أورشليم وهكذا كل إنسان يخطئ تسرى فيه عوامل الموت فورًا وإذا لم يقدم توبة ويتناول ليحيا، ستظهر عليه علامات الخراب سريعًا. والعكس فمن يكون في خطيته محرومًا من بركة الله فحينما يقدم توبة ستعود له هذه البركات بالتأكيد حتى وإن تأخرت (حب17:3-18). (مت18:21-22) آية (21): "فأجاب يسوع وقال لهم الحق أقول لكم إن كان لكم إيمان ولا تشكون فلا تفعلون أمر التينة فقط بل إن قلتم أيضًا لهذا الجبل انتقل وانطرح في البحر فيكون." لقد جفت تينة اليهود بسبب عدم إيمانهم، ولكن بإيمان الأمم إنطرح الجبل الحقيقي وإنطرح وسط بحر الأمم (أش6:49). ونحن إن كان لنا الإيمان بالسيد المسيح سيجفف تينة إنساننا العتيق، ويدخل إلى داخلنا كما ينطرح الجبل (حياة المسيح وسلامه) في البحر (قلبنا المضطرب) ليكون خلاص لنا. بالإيمان ننعم بكل شيء في المسيح يسوع مادمنا نناله فينا، أي تكون لنا حياة المسيح فينا (غل20:2). وهناك معنى آخر فإن الجبل إشارة للمسيح. والبحر= إشارة للعالم الوثني المضطرب. = والمعنى فإن المسيح (الجبل) سيؤمن به العالم (البحر) . وهذا ما فعله التلاميذ بعد ذلك فعلا، فهم بكرازتهم آمن الأمم (البحر) بالمسيح (الجبل) . بإيمان التلاميذ وكرازتهم صار الحجر الذي قطع بغير يد جبلًا كبيرًا ملأ كل العالم (دانيال 2) . أي أن التلاميذ طرحوا المسيح الجبل وسط بحر الأمم، ليصير الأمم المؤمنين جبالًا، وهو ثابت على رأس هذه الجبال (إش2 : 2) . آية (22): "وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه." فمن يطلب وهو متشكك لا يستجاب له.. ولكن إن كان لنا إيمان قدر حبة الخردل ووقفنا نصلي يستجيب الله فيزداد إيماننا، فنصلي بإيمان أكثر وحينما يستجيب يتزايد وينمو إيماننا وينزاح وينطرح جبل الشك في البحر ونصير مؤمنين فالله يداوي ويعالج عدم أو ضعف إيماننا. ملاحظات على موضوع التينة: • انتشرت وسط اليهود أيام المسيح أفكار وثنية مفادها أن هناك إله للخير وإله للشر، وفي موضوع لعن التينة نرى أن المسيح يلعن التينة وكانت المرة الأولى والوحيدة التي تخرج من فم الرب يسوع كلمات لعنة، وهو بهذا أظهر أن هناك إله واحد يجازي بالخير ويدين أيضًا ويعاقب بالشرور، هو القادر على كل شيء فهو يقيم لعازر من الأموات وهو يلعن الأمة اليهودية التي لها مظهر التدين لكنها بلا ثمر، وسيصل شرهم لأن يصلبوه. وطالما أظهر قدرته على فعل الخير وإلحاق الشر بمن يريد، فهو كان قادرًا أن يلحق الشر بصالبيه والجنود الذين أتوا ليلًا ليلقوا القبض عليه لكنه لم يُرِدْوسلَّم نفسه طواعية وهو القادر. • التلاميذ رأوا صباح الثلاثاء التينة يابسة وبعد دقائق سألوا المسيح عن علامات الأياّم الأخيرة فقال لهم أن إحدى العلامات "أن شجرة التين يصبح ورقها أخضر، وربما نفهم هذا عن الأمة اليهودية التي ظلت في خراب حوالي 2000 سنة وبدأت منذ سنوات تظهر كدولة مرة أخرى. (راجع مت 24). تطهير الهيكل مت12:21-17 + مر11:11، 15-19+ لو45:19-48+ 37:21، 38. • في بداية خدمة السيد المسيح طهَّرَ الهيكل (يو14:2-17). وهنا نسمع أنه يكرر تطهير الهيكل. ولكن نلاحظ فرقًا واضحًا بين متى ومرقس في ترتيب الأحداث فالإنجيلي متى يورد القصة كأنها حدثت بعد دخول المسيح إلى أورشليم مباشرة. أما مرقس فيذكر التفاصيل بصورة دقيقة. ففي يوم الأحد، يوم الشعانين عقب دخول السيد المسيح إلى أورشليم اتجه مباشرة للهيكل (مر11:11). ولم يفعل شيئًا سوى أنه نظر حوله إلى كل شيء. ثم نجد أن المسيح يذهب للهيكل صباحًا وفي طريقه إلى الهيكل لعن شجرة التين ثم ذهب للهيكل لتطهيره (مر15:11-19). ولا يوجد تناقض في هذا فمتى يكتب لليهود ويقدم لهم المسيح على أنه ابن داود الملك الذي دخل أورشليم كملك واتجه مباشرة إلى هيكله ليطهره، هنا متى لا يهتم بالترتيب الزمني بل بالمعنى أو الهدف من دخول أورشليم أن يذهب المسيح كملك إلى قصره. فكل ملك يدخل إلى قصره ولكن لأن المسيح ملك سماوي، بل هو الله فقصره هو الهيكل بيت الله أبيه. أمّا مرقس فأورد القصة في مكانها الزمني ولكن بطريقة تسترعى الانتباه فهو دخل للهيكل عقب دخوله أورشليم مباشرة كما قال متى، ولكنه لم يفعل شيئًا سوى أنه نظر كأنه يعاتب، ألم أطهر هذا المكان من قبل، وذكرت قصة تطهير الهيكل الأولى في (يو2: 13-22).. ما الذي حدث إذن؟ وترك الهيكل ومضى. ولكنه في الغد أتى وطهًّره بطريقة شديدة. وهكذا مع كل منّا قبل أن يطهر المسيح حياتنا بعنف يعاتب ويحذر ثم يتدخل بعنف. (مت12:21-17) متى يورد القصة مباشرة بعد دخول المسيح أورشليم، فمتى يريد أن يشير لملك المسيح الروحي على قلوبنا، فحين يدخل قلوبنا يطهرها ويملك عليها فهو الملك الإلهي. فإذ يدخل الرب أورشليمنا الداخلية إنما يدخل إلى مقدسه، يقوم بنفسه بتطهيره. والسوط الذي يستخدمه قد يكون صوت الروح القدس الذي يبكت على خطية وقد يكون بعض التجارب والآلام. (ونلاحظ أن الوحيد الذي أشار لموضوع السوط هو يوحنا إصحاح 2). آية (12): "ودخل يسوع إلى هيكل الله واخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام." يبيعون ويشترون= كانت هناك أماكن مخصصة لتغيير العملة ليدفع منها العابدين الجزية (ضريبة نصف الشاقل المقررة على كل يهودي. والشاقل هو العملة اليهودية وهي بدون صور)، ولما كان أناس يهود يأتون من كل العالم ومعهم عملاتهم كان لا بُد من تغييرها بالعملة المحلية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). وكانوا يبيعون الطيور لتقديمها كذبائح. ولكن الموضوع تطور ليصير تجارة تدر عائدًا ضخمًا على حنان وقيافا بل أن المكان الذي كان مخصصًا لصلاة الأتقياء من الأمم خصصوه للتجارة. ويرى البعض أنهم كانوا يقدمون قروض في مقابل هدايا عينية إذ أن الربا ممنوع. بل صاروا يتاجرون في كل شيء في الهيكل. والأسوأ من كل هذا الغش والسرقات التي صنع منها رؤساء الكهنة ثروات ضخمة. آية (13): "وقال لهم مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعى وانتم جعلتموه مغارة لصوص." (أش7:56+ أر11:7+ 1مل29:8+ نح17:11) آية (14): "وتقدم إليه عمي وعرج في الهيكل فشفاهم." هذا هو المسيح الذي أتى ليشفي ويطهر ليُعِدَّنا للملكوت السماوي. آية (15): "فلما رأى <="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;"> رؤساء الكهنة والكتبة العجائب التي صنع والأولاد يصرخون في الهيكل ويقولون أوصنا لابن داود غضبوا." عجيب أن يصنع السيد المسيح ما فعله في الهيكل وهو شخص وحيد منبوذ بلا اعتبار، مكروه من <="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;"> رؤساء الكهنةوالكهنة، بل هو في قلبه لموائد باعة الحمام والصيارفة يهاجم مصالح <="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;"> رؤساء الكهنة المادية وشاهدوا دمار مكاسبهم. ولكن يبدو أن جلالًا إلهيًا كان يبدو على ملامحه ونظراته أرعبتهم فسكتوا، ولم يستطيعوا أن يفعلوا شيئًا سوى أنهم غضبوا. وفي المقابل اكتشف الأطفال في براءتهم حلاوة وجهه ففرحوا به وسبحوا، أمّا من أعمتهم شهوات قلوبهم فرأوا فيه إنسانًا مُضِّلًا للشعب. والأطفال لم يفهموا ما يقولونه لكنهم كانوا يرددون ما سمعوه من الكبار بالأمس= أوصنا لابن داود. الأطفال الذين بلا معرفة انفتح قلبهم وسبحوا أمّا دارسي النبوات فإنغلق قلبهم وعيونهم فلم يروا. والذي يريد أن يعرف كيف يسبح عليه أن يرجع ويصير مثل الأطفال في بساطتهم وبراءتهم وتصديقهم لما يسمعونه. آية (16): "وقالوا له أتسمع ما يقول هؤلاء فقال لهم يسوع نعم أما قرأتم قط من أفواه الأطفال والرضع هيأت تسبيحًا." (مز2:8) أما الحكماء في أعين أنفسهم كالفريسيين فستكون لهم النبوات مجرد معلومات غير مفرحة ولا معزية. (مر11:11، 15-17) آية (11): "فدخل يسوع أورشليم والهيكل ولما نظر حوله إلى كل شيء إذ كان الوقت قد أمسى خرج إلى بيت عنيا مع الاثني عشر." نظر كل شيء= هو الإله الغيور الذي لا يطيق في بيته فسادًا أو شرًا، بل عيناه تجولان وتفحصان كل شيء لتفرز المقدسات عن النجاسات وتطرد الأخيرة. والمسيح ينظر ويحذر ويعاتب وينذر قبل أن يمسك السوط ليؤدب ويطهر. ونلاحظ أن المسيح الوديع نراه حازمًا كل الحزم مع من يفسد هيكله (1كو17:3). ونلاحظ أننا هياكل الله والروح القدس يسكن فينا (1كو16:3). (الوحيد الذي ذكر موضوع السوط هو يوحنا). آية (15): "وجاءوا إلى أورشليم ولما دخل يسوع الهيكل أبتدأ يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام." نلاحظ أن المسيح بعد ذلك بأيام استسلم لصالبيه بلا مقاومة، بينما نراه هنا يستخدم سلطانه في غضب ضد الذين أفقدوا الهيكل قدسيته. إذًا هو له القدرة أن يفعل هذا مع صالبيه ولكنه بإرادته لم يفعل. آية (16): "ولم يدع أحدًا يجتاز الهيكل بمتاع." تحول رواق الأمم إلى سوق. وصار كل من يريد أن يعبر من المدينة إلى جبل الزيتون، عوضًا عن الدوران حول الهيكل، كان يعبر من داخل دار الأمم أو رواق الأمم، فحُرِم الأمم الأتقياء من وجود مكان لهم للصلاة في الهيكل. والمسيح منع الناس من استخدام الهيكل كممر أو معبر. آية (18): "وسمع الكتبة و<="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;"> رؤساء الكهنة فطلبوا كيف يهلكونه لأنهم خافوه إذ بهت الجمع كله من تعليمه." لاحظ أن قوة غربية كانت تخرج منه فخافوه ويقول البعض أن وجهه أنار. مرقس هنا هو الوحيد الذي قدم تفسيرًا لماذا لم يهاجم الكهنة والجنود المسيح إذ أفسد تجارتهم وقلب موائدهم= خافوه. وطبعًا هو مرقس الذي يشير لهذا فهو يقدم المسيح القوي للرومان محبي القوة. (لو45:19-48): "ولما دخل الهيكل أبتدأ يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه. قائلًا لهم مكتوب أن بيتي بيت الصلاة وأنتم جعلتموه مغارة لصوص. وكان يعلم كل يوم في الهيكل وكان <="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;"> رؤساء الكهنة والكتبة مع وجوه الشعب يطلبون أن يهلكوه. ولم يجدوا ما يفعلون لأن الشعب كله كان متعلقًا به يسمع منه." لاحظ أن عمل التطهير يشمل عملين [1] عمل سلبي فيه طرد الرب الباعة وطهر الهيكل [2] عمل إيجابي قام فيه الرب بالتعليم. مغارة لصوص = تاجر الكهنة و<="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;"> رؤساء الكهنة داخل الهيكل بالغش فاغتنوا جدًا. فكان الكهنة يفحصون الخراف التي يقدم منها ذبائح في الهيكل ويختموا ما يجدونه بلا عيب (يو6: 27) ويرسلونه للرعاة المتبدين (لو2:8) الذين يرعون هذه الخراف المختومة. ومن يريد أن يقدم ذبيحة يذهب ليشترى منهم ويأخذه للهيكل. فيفحصه الكهنة ثانية ويدعون أن به عيب، ويدفعون للرجل ثمن بخس ويشترونه منه. ويعود الرجل ليشترى خروفا آخر. وهكذا وبمثل هذه اللصوصية اغتنوا جدًا. تعليق على الآية (مر17:11) حين دشن سليمان بيت الله صلى أن يستجيب الله كل صلاة توجه من هذا المكان والرب قال له قد سمعت صلاتك (1مل30:8، 35، 38، 41، 42+ 1مل3:9) أما الكهنة و<="" font="" face="Times New Roman" color="#000000" style="box-sizing: border-box; font-size: 14pt;"> رؤساء الكهنة فكانوا يتاجرون ويسلبون ما استطاعوا سلبه من عطايا الناس.
المزيد
21 أبريل 2019

تأملات في الأسبوع السابع من الصوم الكبير - الشعانين

الدخول في شركة الآم ربنا وقيامته. وهذا هو نهاية الرحلة، رحلة الصوم توصلنا إلى رحلة جديدة أكثر تركيزًا في مشاركة الرب يسوع في آلامه وقوة قيامته. هذه الرحلة تبدأ من أورشليم إلى الجلجثة. خاتمة: لقد كان القصد الإلهي من تجسد ربنا أن يغير طبيعتي ويشاركني طبيعته الإلهية فأعمل أعماله: تواضعه - محبته - تسامحه - غفرانه - بذله... حتى أصير مثل المسيح تمامًا، وهذا هو موضوع جهاد الكنيسة طول الصوم. الكنيسة تكلمنا دائمًا عن المحبة، وعدم الإدانة، والتسامح، والصوم والصلاة، وقبول التجربة بقلب مفتوح لله، وتكلمنا عن المياه الحية التي تشبع النفس... حتى نصل في النهاية إلى رؤية الله ثم مشاركته التي هي إتمام قصد الله فيناوأخيرًا سيأتي العيد... فمن صام صومًا مقبولًا ودخل في آلام ربنا سيعيَّد عيدًا روحيًا ويتمتع ببهجة قيامة الرب. بينما تك ون خسارة عظيمة للنفس التي ضيعت الصوم في الكسل والفتور. الذين صاموا صومًا مقبولًا ستتغير حياتهم إلى شكل المسيح القائم من بين الأموات، ويقولون بفرح نحن قد قمنا مع المسيح... قمنا من ضعفنا... قمنا مع المسيح بقوة عظيمة آمين. ملكوت ابن محبته: يبدأ هذا الأسبوع بدخول المسيح ليملك على أورشليم راكبًا أتانًا وجحش ابن أتان- وينتهي بأن يملك عل خشبة في الجلجثة ويجذب إليه الجميع- جميع الأبناء- ليملكوا معه في ملكوت أبيه... "ها نحن صاعدون إلى أورشليم وإبن الإنسان يسلّم إلى رؤساء الكهنة" (مر 10: 33). "ينبغي أن إ بن الإنسان يتألم كثيرًا" (مر 8: 31). "وأ ن ا إن ارتفعت أجذب إلىَّ الجميع" (يو 12: 32). "هذه هي ساعتكم وسلطان الظلمة" (لو 22: 53). "قد أكمل" (يو 19: 30) "في يديك أستودع روحي" (لو 23: 46). أسبوع الطيب : إن أحداث الأسبوع الأخير مشحونة بمشاعر حب الله لنا إلى المنتهى، ومشحونة بعواطف آلام نفسه الحزينة حتى الموت... هذه اللانهائيات في عاطف الرب نحو الإنسان عجز الكلام عن التعبير عنها. لذلك بدأ الوحي الإلهي بإبدال لغة الكلام بلغة الطيب ... الطيب يفوح وينتشر بسرعة ويحمل معه نشوة رقيقة هي أدق ما يعبر عن حب الله اللامتناهي من نحونا في وسط شدة آلامه. فسكب الطيب عمل مقابل للبذل، والبذل هو سكب للنفس، وعندما تنسكب النفس يفح منها طيب عطر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. هكذا صنع الرب في هذا الأسبوع ففاحت رائحة ذبيحته في المسكونة كلها... إذًا من فوق الصليب بذل ابنه الحبيب... وهذا صنع الشهداء ففاحت منهم رائحة يسوع الزكية... واليوم علينا أن نصنع شيئًا... نسكب ونبذل... لقد سكب الرب ذاته... وكسر جسده وأعطاه لتلاميذه ولنا!!! وسكب ذاته... فوضع نفسه عند أرجل تلاميذه ليغسلها!!! وسكب حبه... حتى مع الخائن أعطاه اللقمة!!! وعلى الصليب سكب ذاته من أجل الذين عروه، وطعنوه، وبصقوا في وجهه، وجلدوه... من أجلهم مات ومن أجلهم طلب الغفران. عشية أحد الشعانين : في يوم السبت- كقول الإنجيل: "قبل الفصح بستة أيام" (يو 12: 1- 3)... سكبت مريم الطيب على قدمي الرب. ويتكرر هذا الحادث في بيت عنيا "وكان الفصح وأيام الفطير بعد يومين... وفيما هو في بيت عنيا في بيت سمعان الأبرص... " (مر 14: 1- 5). من هنا نرى أن الترتيب الإلهي أن يتكرر سكب الطيب في بداية رحلة الجلجثة... وفي منتصف الطريق... وأن يكرز بهذا العمل مع الكرازة بالإنجيل. لكي ما تعطر هذه الخدمة المسكونة كلها، وتعلمنا في عبادتنا الروحية دروسًا خالدة... القصد الإلهي من الرحلة بكل تأكيد إن قصد الله من تجسده وحياته على الأرض ودخوله أورشليم وصلبه هو أن يحررنا من عدونا إبليس ، ثم يملك على قلبنا فندخل في ملكوته ونتمتع بالحياة معه- نصير أولاده- أولاد الملك. هذا هو موضوع رحلتنا من دخوله أورشليم ملكًا وديعًا على جحش- إلى ارتفاعه على الصليب ليملك على خشبة" (مز 95: 10- الأجبية)، ويجذب إليه الجميع. أحـد الشعانين عندما دخل ربنا... استقبلوه كملك بالسعف وفرشوا الثياب، وهتفوا أوصنا لملك إسرائيل ... فالرب دخل المدينة ليملك... وهذا المُلك ليس أمرًا سهلًا لان: 1- العدو شرس. 2- العدو إمكانياته مادية ومُلك المسيح روحي. 3- المعركة على أرض العدو "رئيس هذا العالم". 4- العدو ملكه منظور ومُلك المسيح غير منظور... لكنه حقيقي. "لأن الأمور التي ترى وقتية أما التي لا ترى فأبدية ". وعندما نتأمل في حياة الرب كلها على الأرض نراه ملكًا في كل مراحل تجسده.
المزيد
20 أبريل 2019

أسبوع الآلام

أسبوع الآلام هو أقدس أيام السنة, وأكثرها روحانية…. هو أسبوع مملوء بالذكريات المقدسة في أخطر مرحلة من مراحل الخلاص, وأهم فصل في قصة الفداء. وقد اختارت الكنيسة لهذا الأسبوع قراءات معينة من العهدين القديم والحديث, كلها مشاعر وأحاسيس مؤثرة للغاية توضح علاقة الله بالبشر. كما اختارت له مجموعة من الألحان العميقة, ومن التأملات والتفاسير الروحية. ويسمونه أسبوع الآلام, أو أسبوع البصخة المقدس, أو الأسبوع المقدس. ففي اللغة الإنجليزية يقولون عنه The Holy Week (الأسبوع المقدس), وكل يوم فيه هو أقدس يوم بالنسبة إلى أسمه في السنة كلها. فيوم الخميس مثلًا يسمونه The Holy Thursday أي الخميس المقدس. ويوم الجمعة يسمونه The Holy Friday أي الجمعة المقدسة, وهكذا… كان هذا الأسبوع مكرسًا كله للعبادة, يتفرغ فيه الناس من جميع أعمالهم, ويجتمعون في الكنائس طوال الوقت للصلاة والتأمل. كانوا يأخذون عطلة من أعمالهم, ليتفرغوا للرب ولتلك الذكريات المقدسة. ولا يعملون عملًا على الإطلاق سوى المواظبة على الكنيسة والسهر فيها للصلاة, والاستماع إلى الألحان العميقة والقراءات المقدسة…. ما أكثر الناس الذين يأخذون عطلة في الأعياد والأفراح, وفي قضاء مشاغلهم. ولكن ما أجمل أن نأخذ عطلة لنقضيها مع الله في الكنيسة. الملوك والأباطرة المسيحيون كانوا يمنحون عطلة في هذا الأسبوع. كانوا يمنحون جميع الموظفين في الدولة عطلة ليتفرغوا للعبادة في الكنيسة خلال أسبوع الآلام. وقيل إن الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير كان يطلق الأسرى والمساجين في هذا الأسبوع المقدس ليشتركوا مع باقي المؤمنين في العبادة, لأجل روحياتهم وتكوين علاقة لهم مع الله. ولعل ذلك يكون تهذيبًا لهم وإصلاحًا. وكان السادة أيضًا يمنحون عبيدهم عطلة للعبادة. فإن كان الوحي الإلهي قد قال عن اليوم المقدس "عملًا من الأعمال لا تعمل فيه", فإنه قال أيضًا "لا تصنع عملًا ما, أنت وابنك وابنتك, وعبدك وأمتك وبهيمتك, ونزيلك الذي داخل أبوابك" (خر10:20). حقًا إن عبدك وأمتك لهما أيضًا حق في أن يعبدا الله مثلك, وأن يشتركا في قدسية تلك الأيام. من حق الخدم أن يتفرغوا أيضًا من أعمالهم لعبادة الرب. وهكذا حتى في أعمق أيام الرق, لم تسمح الكنيسة بأن تكون روحيات السادة مبنية على حرمان العبيد. بل الكل للرب, يعبدونه معًا ويتمتعون معًا بعمق هذا الأسبوع وتأثيره ……وقوانين الرسل -في أيام الرق- كانت تحتم أن يأخذ العبيد أسبوع عطلة في البصخة المقدسة, وأسبوعًا آخر بمناسبة القيامة. فهل أنت تعطل خدمك وموظفيك خلال أسبوع الآلام؟؟ ومن المعروف طبعًا, أن الناس إن تفرغوا للعبادة في هذا الأسبوع, وعاشوا خلاله في نسك, فسوف لا يحتاجون إلى خدم يخدمونهم. وكانت مظاهر الحزن واضحة تمامًا في الكنيسة. أعمدة الكنيسة ملفوفة بالسواد. الأيقونات أيضًا مجللة بالسواد. وكذلك المانجليا, وبعض جدران الكنيسة ……الألحان حزينة, والقراءات عن الآلام وأحداث هذا الأسبوع. المؤمنون جميعًا بعيدون عن كل مظاهر الفرح. السيدات تحرم عليهن الزينة خلال هذا الأسبوع. فلا يلبسن الحُلى, ولا يتجملن, ولا يظهر شيء من ذلك في ملابسهن….الحفلات طبعًا كلها ملغاة. الكنيسة كلها في حزن, وفي شركة الآم المسيح. فهل نحن نحتفظ بهذا الحزن المقدس خلال هذا الأسبوع؟؟؟ أو على الأقل هل نحتفظ بوقارنا فيه؟؟ أم نحن نقضى أوقات كثيرة منه في عبث ومرح ولهو. ونكون خارج الكنيسة في وضع يختلف عن وضعنا داخل الكنيسة؟؟!! وكانت الكنيسة في هذا الأسبوع تعيش في نسك شديد. بعض النساك كانوا يطوون الأسبوع كله. أو يطوون ثلاثة أيام ويأكلون أكلة واحدة. ثم يطوون الثلاثة أيام الباقية. وكثير من المؤمنين كانوا لا يأكلون شيئًا من الخميس مساءًا حتى قداس العيد. وغالبيتهم كانوا لا يأكلون في أسبوع الآلام سوى الخبز والملح فقط وإن لم يستطيعوا, فالخبز والدقة. أما الضعفاء, فعلى الأقل كانوا لا يأكلون شيئًا حلو المذاق من الطعام الصيامي كالحلوى والمربى والعسل مثلًا. لأنه لا يليق بهم أن يأكلوا شيئًا حلوًا وهم يتذكرون آلام الرب لأجلهم. كما كانوا لا يأكلون طعاما مطبوخًا. بسبب النسك من جهة, ولكي لا يشغلهم إعداد الطعام عن العبادة من جهة أخرى. وفي كل هذا النسك كانوا يذكرون آلام السيد المسيح. غالبية الأسرار كانت تعطل ما عدا سرى الاعتراف والكهنوت. ما كانوا يمارسون المعمودية ولا الميرون في أسبوع الآلام, وما كان يرفع بخور ولا تقام قداسات, إلا يوم خميس العهد وسبت النور. وطبعًا من الاستحالة ممارسة سر الزواج. أما سر مسحة المرضى, فكانت تقام صلواته في جمعة ختام الصوم, قبل أسبوع الآلام. كذلك لم تكن تقام صلوات تجنيز في هذا الأسبوع. ومن ينتقل فيه لا يرفع عليه بخور, بل يدخل جثمانه إلى الكنيسة ويحضر صلوات البصخة, ويقرأ عليه التحليل مع صلاة خاصة. وصلوات الأجبية كانت تعطل في أسبوع الآلام. ويستعاض عنها بتسبحة البصخة. وذلك لأن صلوات الأجبية تقدم لنا مناسبات متعددة, ونحن نريد أن نتفرغ لآلام المسيح فقط….فمثلا صلاة باكر, نتذكر فيها ميلاد المسيح, وصلاة نصف الليل نتذكر فيها مجيئه الثاني, وصلاة الساعة الثالثة نتذكر فيها حلول الروح القدس….ونحن نريد في هذا الأسبوع أن نركز على آلام المسيح فقط. وحتى صلاة الساعة السادسة التي تذكرنا بصلبه, وصلاة الساعة التاسعة التي تذكرنا بموته, نؤجلها إلى يوم الجمعة الكبيرة, لأننا نريد أن نتتبع المسيح في هذا الأسبوع خطوة خطوة. ومن جهة المزامير ننتقى منها في هذا الأسبوع ما يناسب. ونترك باقي مزامير التي تشمل معاني كثيرة غير الآلام وغير أحداث هذا الأسبوع المقدس. لماذا سمى هذا الأسبوع بأسبوع البصخة؟؟ كلمة بصخة معناها فصح ومأخوذة من قول الرب في قصة الفصح الأول "لما أرى الدم, أعبر عنكم" (خر 13:12). كانت النجاة بواسطة الدم في يوم الفصح الأول. والفصح يرمز إلى السيد المسيح "لأن فصحنا أيضًا المسيح قد ذبح لأجلنا" (1 كو 5). ونحن في هذا الأسبوع نذكر الآم السيد المسيح الذي قدم نفسه فصحًا لأجلنا, لكي حينما يرى الآب دم هذا الفصح يعبر عنا سيف المهلك, فلا نهلك. نتذكر أن دمه كان عوضًا عنا. وأنه لا خلاص إلا بهذا الدم, كما حدث يوم الفصح الأول (خر 12). إنها أيام مقدسة أيام البصخة هي أيام مقدسة, أو هي أقدس أيام السنة. فما الذي نقصده بأنها أيام مقدسة؟؟ المفروض طبعًا أن كل أيام حياتنا مقدسة…. وفى كل يوم يمر علينا، نصلى في صلاة الشكر قائلين: "احفظنا في هذا اليوم المقدس وكل أيام حياتنا بكل سلام….". نقول هذا في كل يوم من أيام حياتنا، لأن حياتنا التي أشتراها الرب بدمه، أصبحت حياة مقدسة، قدسها الرب بهذا الدم. ومع ذلك لا ننكر أن هناك أيامًا مقدسة أكثر من غيرها….. ولعل أول إشارة لذلك هي تقديس يوم للرب كل أسبوع. وعن ذلك يقول الكتاب في قصة الخليقة: "وبارك الرب اليوم السابع وقدسه" (تك3:2). ثم أمر الإنسان قائلًا: "أحفظ يوم السبت لتقدسه" (تث 12:5). أنه يوم الرب، يوم مقدس يوم باركه الرب وقدسه, وطلب إلينا أيضًا أن نقدسه…. يسمونه في اليونانية (كيرياكى) أي الخاص بالرب، أي يوم الرب…. هو يوم مخصص للرب، لا نعمل فيه عملًا من الأعمال حسب الوصية. وكذلك في كل الأيام المقدسة التي أشار إليها الرب (لا23). أنها أيام لها قداسة غير عادية، ليست كباقي الأيام. الحياة كلها مقدسة. ولكن أيام الرب لها قداسة غير عادية، تفوق قداسة باقي الأيام. لأنها مخصصة للرب. وهناك أوقات لها قدسية خاصة، لاعتبارات روحية معينة. فمع أن الحياة كلها مقدسة، لكن أوقات الصلاة مثلًا, أوقات التأمل، أوقات الرؤى والاستعلانات…. هي أوقات لها قدسية من نوع خاص غير عادى…. وهناك أيام مقدسة في حياة كل إنسان. فاليوم الذي ظهر فيه الرب لشاول الطرسوسي (أع 9)، هو يوم له قدسية خاصة. واليوم الذي رأى فيه القديس يوحنا الحبيب رؤياه التي سجلها في سفر خاص، هو أيضًا يوم له قدسية خاصة. وأيام الأعياد كذلك لها قدسيتها. وكذلك أيام الصوم هي أيام غير عادية. وإن كانت أيام الصوم الكبير هي أقدس أيام السنة، وأسبوع البصخة هو أقدس أيام الصوم الكبير، يمكننا إذن أن نقول: إن أسبوع البصخة هو أقدس أيام السنة. الصوم فيه أعلى درجات النسك أكثر من أي صوم آخر، والعبادة فيه على مستوى أعمق، حيث يجتمع المؤمنون معًا في الكنيسة طوال الأسبوع يرفعون الصلوات بروح واحدة، ويستمعون إلى قراءات منتخبة من العهدين القديم والجديد، مع ألحان لها تأثير خاص، وطقس كنسي ينفرد به هذا الأسبوع المقدس. وذكريات هذا الأسبوع عميقة في تأثيرها، نتبع فيها السيد المسيح خطوة خطوة، ونحن نرتل له تسبحة البصخة المعروفة "لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين، يا عمانوئيل إلهنا وملكنا". والمشاعر الروحية في هذا الأسبوع، لها عمقها الخاص. الناس يكونون فيه أكثر حرصًا وتدقيقًا وجدية، وأكثر تفرغًا لله. طبعًا التفرغ الكامل هو الوضع الأساسي. فإن لم يتوفر، يتفرغ الإنسان على قدر إمكانه، ويعطى الوقت لله…. إنه أسبوع ندخل فيه في شركة الآم المسيح. نضع أمامنا كل آلامه من أجلنا، في انسحاق قلب، وفي توبة صادقة، لكي نستعد للتناول في يوم الخميس الكبير، اليوم الذي أعطى فيه الرب عهده المقدس لتلاميذه الأطهار، وأسس هذا السر العظيم….. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
19 أبريل 2019

طقس جمعة ختام الصوم

طقس جمعة ختام الصوم يشبه طقس آحاد الصوم وليس طقس الأيام، وعُرف هذا اليوم بجمعة ختام الصوم لأن به نختم صوم الأربعين المقدسة. + تسبحة نصف الليل في جمعة ختام الصوم تشبه تمامًا تسبحة نصف الليل في آحاد الصوم فيقال الهوس الكبير بالصيامي والأبصاليات الخاصة بالهوسات الأربعة والمجمع والذكصولجيات. + طريقة المجمع والذكصولوجيات واللبش ثم مرد الابركسيس ومرد الإنجيل ثم التوزيع في نهاية القداس تكون على وزن: طوبى للرحماء على المساكين فإن الرحمة تحل عليهم. وهي المستعملة في آحاد الصوم الكبير دون الأيام. + قبل ثيئوتوكية الجمعة تقال ابصالية واطس للصوم الكبير من الابصلمودية السنوية. + في القداس يقال لحن ميغالو megalo بعد السنكسار cuna[arion كما هو متبع في آحاد الصوم الكبير + قبل بدء القداس يقام سر مسحة المرضى "قنديل عام" لجميع المؤمنين ويدهنون بالزيت لشفائهم مما يكون قد ألم بهم من تعب من فترة الصوم والنسك وحتى يدخلوا إلى أسبوع الآلام والعيد بصحة نفسية وجسدية أعظم. + ويعمل القنديل في هذا اليوم في الكنيسة حتى يأخذ وضعه بين بقية الأسرار التي تعمل كلها في الكنيسة، أما هذا السر فيعمل دائمًا في منازل المرضى. + يعمل القنديل العام في هذا اليوم وقبل الدخول في أسبوع الآلام لأنه ممنوع عمل قناديل للمرضى في أسبوع الآلام وهو من هذه الناحية يشبه الجناز العام الذي يعمل بعد قداس أحد الشعانين لأنه لا يجوز عمل جنازات ورفع بخور في اسبوع الآلام. + سر مسحة المرضى (القنديل) هو طقس تنفرد به جمعة ختام الصوم على مدار السنة كلها. قراءات جمعة ختام الصوم تدور قراءات هذا اليوم حول يوم الدينونة العظيم عند نهاية العالم والمجيء الثاني للمسيح الديان العادل الذي يجازي كل واحد كحسب أعماله وكأن القراءات تربط بين نهاية الصوم (ختام الصوم) ونهاية العالم. النبوات: 1- تك49: 33 - 50: 1-26 النهاية الصالحة لجهاد المؤمنين. تبين النهاية السعيدة لحياة يعقوب رجل الله "مات وانضم إلى قومه". 2- أم 11-27الخ، 12: 1-22 مكافأة الأبرار. البار بالجهد يخلص. البار ينال رضا الرب. لا يصيب الصديق شر. 3- أش 66: 10-24 فرح الأبرار ودوام ذكرهم افرحوا مع أورشليم وابتهجوا لكي ترضعوا وتشبعوا من نعمة الرب. كمن تعزيه أمه هكذا أعزيكم أنا. هكذا يثبت نسلكم واسمكم. 4- أي 42: 7-17 الآخرة الصالحة للأبرار المتمسكين بكمالهم. كما حدث مع أيوب الذي احتمل المرض والخسارة وتعيير اصحابه وسامحهم وضحى لأجلهم "فرفع الرب أيوب جدًا وبارك الرب آخرة أيوب أكثر من أولاه". مزمور باكر 97: 5، 6 تهليل الأبرار عند مجيء المسيح الثاني. هللوا للرب يا كل الأرض. هللوا ورتلوا. انجيل باكر لو17: 20-36 مجيء المسيح الثاني وفرز الأبرار عن الأشرار. كما حدث في أيام نوح وأيام لوط. لذلك يجب الجهاد والاستعداد. قراءات القداس (البولس 2 تي 3: 1 الخ، 4: 1-5) تتضمن الحث على الخدمة وحياة القداسة ليكون المؤمنون مستعدين لملاقاة المسيح الذي سيدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته. ثم يقول: استيقظ في كل شيء. احتمل الآلام. أعمل عمل المبشر. تمم خدمتك. (الكاثوليكون يع 5: 7-16) الصبر وانتظار مجيء الرب تأنوا أيها الأخوة إلى مجيء الرب.. لأن مجئ الرب قد اقترب هوذا الديان واقف على الأبواب قد سمعتم بصبر أيوب ورأيتم عاقبة الرب معه. كذلك يتضمن هذا الفصل حث المؤمنين على ممارسة سر مسحة المرضى (القنديل) بمناسبة عمل القنديل العام، فيقول: أمريض أحد بينكم فليدع قسوس الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب. فإن صلاة الإيمان تشفي المريض والرب يقيمه وإن كان قد فعل خطية تغفر له. (الإبركسيس: أع 5: 1 - 18) افتقاد الأمم لخلاصهم. افتقد الله الأمم ليأخذ منهم شعبًا على اسمه. (المزمور 97: 8 ، 9) الدينونة العامة. الرب يأتي ليدين الأرض. يدين المسكونة بالعدل والشعوب بالاستقامة. (الإنجيل لو13: 31 - 35) المجيء الثاني والدينونة العامة. لا ترونني منذ الآن حتى تقولوا مبارك الآتي باسم الرب. (عند المجيء الثاني) كما يشير إلى الشفاء الذي يمنحه السيد المسيح للمرضى الملتجئين إليه: ها أنذا أخرج شياطين وأتمم الشفاء وذلك بمناسبة عمل القنديل العام لشفاء المرضى.
المزيد
18 أبريل 2019

لماذا تضل ايها الانسان ؟

من انجيل مرقس 18:12 – 27 يطرح علينا انجيل غدا الخميس سؤال هام و هو لماذا تضل ايها الانسان ؟ جاء إلى المسيح طائفة من اليهود و هم لا يؤمنون بالقيامة و يسمون الصدوقيين ليوقعوه في فخ بهذا السؤال لمن تكون هذه المرأة في يوم القيامة؟. و هنا قال لهم السيد المسيح لهذا تضلون لأنكم لاتعرفون الكتب و هنا يأتي السؤال لماذا يضل الانسان ؟! لابد من أن نحترس من سببين قد يوقعونا في الضلال : 1- الجهل :عندما قال لهم السيد المسيح لهذا تضلون لأنكم لا تعرفون الكتب، والكتاب المقدس قال: “هلك شعبي من عدم المعرفة ” (هو 4 : 6) 2- الشك : قد يكون الشك بتشجيع من عدو الخير لأن من أحد أسلحته الشك والتشكيك ويضع الإنسان في دائرة شك وتشكيك في كل من حوله لدرجة إنه قد يوقعه في الإلحاد ومن شطارته وإن جاز التعبير وصل إلى أن جعل الإنسان يعبده و ظهر لنا ما يسمي اليوم بعبادة الشيطان وأسلوب الشك أصبح هو الأسلوب السائد اليوم في العالم. أسباب ضلال الإنسان 1-ضعف الإرادة: لا يوجد علاج لتقوية الإرادة الضعيفة سوي الصوم. 2 – ضعف المعرفة: علاجها يكون بالقراءة اليومية والمنتظمة لكتابك المقدس لها الأثر الكبير فمجرد القراءة اليومية المستمرة تمنحك القوة. 3- ضعف الرؤية : إذا كنت إنسانا رؤيتك ضعيفة ولا تستطيع رؤية السماويات والروحيات وتري فقط الأرضيات فعلاجك هو الصلاة و لهذا نجد كنيستنا مليئة بالصلوات المختلفة. والسماء يا إخوتي روحية لا يوجد بها كل الروابط الجسدية. 4- صحبة باهتة : إن كان لديك أصحاب متعبين فنصيحتي لك أن تستبدلهم بالصحبة المقدسة من القديسين فما أروع قراءة سير القديسين. 5 – ليس عندك نفس لعمل أي شيء : إذا أردت أن تكون لك النفس لكل شيء فليس عندك علاج سوي خدمة الآخرين وكما نقول في الأوشية أعطهم عوض الأرضيات بالسماويات والباقيات بالفانيات. اشغل نفسك بخدمة الاخرين. فليعطنا مسيحنا أن تكون حياتنا واعية وخالية من كل شك وضعف. و بهذا الانجيل يا أحبائي نكون قد ختمنا كل أناجيل يوم الخميس من هذا الصوم المقدس قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
17 أبريل 2019

يوم الأربعاء من الأسبوع السابع

مزمور الإنجيل: تغسلني كثيرًا من إثمي= فسر الإفخارستيا يعطي لمغفرة الخطايا. إنجيل القداس: المسيح يقدم نفسه خبزًا للحياة، وليقيم من الأموات، لكن اليهود يتذمرون عليه. وبالتالي فمن يرفض المسيح الذي يقدم حياة، فلقد حكم على نفسه بالموت وخسر القيامة في اليوم الأخير. أما الذين آمنوا يعطيهم المسيح جسده مأكلا حق ودمه مشرب حق وهذا يعطيهم حياة أبدية. مزمور باكر: إرحمني يا الله= تضرع لطلب الرحمة والمعونة لنستطيع أن نقاوم حروب الشهوة. بظل جناحيك أتكل إلى أن يعبر الإثم= الإتكال على الله والصراخ الدائم له حتى نتغلب على حروب الشهوة التي يثيرها ضدي العدوإبليس. إنجيل باكر: المسيح أعطى المؤمنين حياة أبدية (إنجيل القداس). ولكن من أراد أن يحيا السماويات (يبنى برجًا) عليه أن يحسب النفقة، أي عليه أن يضحي [ ١] يتنازل عن شهواته إذا ثارت ضده حروب الشهوة ويرفض محبة المال= يرفض جميع أمواله. البولس: لا تظن الأمر صعبًا= لا تقل في قلبك من يصعد إلى السماء، الحياة في تقوى ليست صعبة بل ما يجعل الناس يرفضون المسيح هو أغراضهم الخاصة ومكاسبهم الخاصة (الإبركسيس) الكاثوليكون: هنا نرى حروب الشهوة التي يجب أن نتوقعها ونقاومها لنبني البرج ونحيا حياة سماوية ويكون لنا حياة أبدية. كل واحد يجرب من شهوته.. إطرحوا كل نجاسة.هو شاء فولدنا بكلمة الحق= هذه هي إرادة الآب (وإنجيل القداس حدثنا عن أنه لا يستطيع أحد أن يقبل إلى إن لم يجتذبه إلى الآب..) فالآب جذبنا لكن علينا أن نحيا نحارب ضد شهوات العالم. فالآب شاء لكننا ننجذب تجاه شهواتنا. الإبركسيس: نجد هنا هياج ضد المسيح والمؤمنين. فالمسيح ورسله مرفوضون مع أن المسيح أتى ليعطي حياة للناس والسبب أغراض الناس الخاصة ومكاسبهم الخاصة مثل صناع الآلهة هنا (أرطاميس). أم ٢٢:١٠-13:11 إنجيل باكر يقول يرفض جميع أمواله. وهنا نسمع لا تنفع الأموال في يوم الغضب أما البر فينجي من الموت. أما من يسلك في قداسة ينجو= إذا مات الصديق لا يهلك رجاؤه. إش ١:٥٨-11 هنا نجد طريقًا آخر هو الصوم يجعلنا مقبولين أمام الله ويسمع صوتنا ويشرق نورنا. أي ١:٤٠-34:41 علينا أن لا نرفض حكمة الله إذا وقعنا في تجربة، فمن يرفض كما فعل أيوب وظن أنه بارًا أكثر من الله يفقد طريق الحياة. هنا نجد الله يقول لأيوب أتستذنبني لتبرر نفسك.
المزيد
16 أبريل 2019

يوم الثلاثاء من الأسبوع السابع

مزمور الإنجيل: هم يرفضون المسيح الذي أتى ليخلص ويغفر الخطايا= تغسلني كثيرًا من إثمي. ولكن من آمن بالمسيح يغسله دم المسيح فيخلص. ومن رفضه تبقى عليه خطيته فيموت. إنجيل القداس:- نفس موضوع إنجيل يوم الإثنين. فهنا نرى إصرار اليهود على رفض المسيح مع كل الآيات الكثيرة التي صنعها أمامهم.. لم يؤمنوا به. بل لسبب الفريسيين فإن من آمن به من الرؤساء لم يعترفوا به لئلا يخرجوهم من المجمع. لأنهم أحبوا مجد الناس أكثر من مجد الله. مزمور باكر: أمام هذه النهاية المرعبة للأشرار الرافضين نصرخ مع المرنم معترفين= لأني أخبر بإثمي فهو إعتراف وتوبة. أعدائي أحياء وهم أشد مني= هذا ما يبدو في الظاهر.. لكن هناك نهاية حتمية للأشرار. والمرنم يصرخ أهتم من أجل خطيتي حتى لا يكون وسط الأشرار. إنجيل باكر: قال المسيح لابد أن تأتي الشكوك.. ولكن ويل لمن يأتي الشك من قبله= هذا هو وضع العالم الآن فالمسيح مرفوض، والرافضون يشككون في المسيح. ويبدو في الظاهر أن الرافضين أعداء المسيح أقوى (ومعهم الشيطان). لكن من له إيمان يقول للجميزة إنقلعي. البولس: هنا صورة عكسية للإنجيل. فالإنجيل أناس عيونهم مغلقة فرفضوا المسيح وفي الإبركسيس رفضوا بولس.وهنا نجد شعب الله المملوئين من الروح يتكلمون بألسنة ويتنبأوا ويصلون بالروح وإيمانهم يزداد وينمو. الكاثوليكون: هنا نرى نهاية الأعداء الأقوياء وأنها قريبة ليس كما يظن البعض أنه سيتباطئ لكنه يتأنى عليهم بل أن السموات تزول وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض. أما المؤمنون فستكون لهم سماء جديدة وأرضًا جديدة. الإبركسيس: اليهود بسبب عيونهم المقفولة رفضوا المسيح (الإنجيل). وهنا يرفضون بولس بعنف. أم ١٧:١٠-32 شفتا الصديق تدركان الأمور العالية. أما الأغبياء (اليهود الرافضين) فيموتون في نقص الفهم لأنهم لم يدركوا المسيح، والسبب الخطية التي أغلقت عيونهم. ولكن الرافضين هم الخاسرون:- ١. يتألمون= كالخل للأسنان والدخان للعينيين كذلك المخالفة لمرتكبيها. ٢. هم بدون فرح= يستمر الفرح مع الصديقين. إش ٦:٤٩-10 اليهود رفضوا المسيح والأمم قبلوه= هوذا قد جعلتك عهدًا لشعبي.. نورًا للأمم لتكون خلاصًا إلى أقاصي الأرض. وماذا حصل عليه المؤمنون= لتقول للأسرى أخرجوا= هو جاء ليحرر لا يجوعون ولا يعطشون=كل هذا الأمم واليهود الرافضين خسروه. وإلى ينابيع المياه يوردهم= يملأهم من الروح القدس. أي ٣٧:٣٨-30:39 الله هنا يظهر حكمته لأيوب والتي صنع بها كل هذا. وهذا عكس ما تصوره أيوب عن حكمة الله قبل ذلك وهذا مشابه لليهود رافضو المسيح حكمة الله ١كو ٢٤:1
المزيد
15 أبريل 2019

يوم الإثنين من الأسبوع السابع

إنجيل القداس: هنا نرى ٤ شهادات للمسيح [ ١] يوحنا المعمدان [ ٢] أعمال المسيح نفسه وهي تشهد أن الآب أرسله. ٣] الآب نفسه [ ٤] الكتاب المقدس. ] وهم رفضوا المسيح [ ١] محبة الله ليست فيهم [ ٢] كبرياءهم جعلهم يقبلون المجد من بعضهم البعض ٣] لم يطلبوا مجد الله [ ٤] لا يؤمنون بموسى فلو آمنوا به لآمنوا بالمسيح ] ٥] كلمة الله ليست ثابتة فيهم. ] بل هم سيقبلون ضد المسيح. ولأنهم رفضوا المسيح فهم رفضوا الحياة وحكموا على أنفسهم بالموت. مزمور الإنجيل: أعترف لك أيها الرب إلهي= في مقابل رفض اليهود، نجد المرنم يقول أنا أعترف، ونحن نردد وراءه بأننا نعترف بالمسيح ربًا وإلهًا. وقد نجيت نفسي من الجحيم السفلي= فالمسيح أعطانا حياة أبدية. إنجيل باكر: هنا نرى في قصة الغني ولعازر، حياة للعازر مع إبراهيم. وهلاك للغني. وبهذا نرى أهمية العطف على المساكين. فالمسيح غير موجود بالجسد، لكن الفقراء هم إخوته. هذا الإنجيل نرى فيه مصير الأبرار وهوالحياة، ومصير الأشرار وهو العذاب. مزمور باكر: كثيرة هي ضربات الخطاة= (هذا ما حدث للغني). والذي يتكل على الرب الرحمة تحيط به= هذا ما حدث مع لعازر. إفرحوا أيها الصديقون بالرب= هنا على الأرض وهناك في السماء. البولس: علاقتنا بالإخوة فلتكن بالمحبة دون أن نعثر أحد فيهلك= كل واحد فليرض قريبه للخير للبنيان. الكاثوليكون: علينا الإهتمام بالفقراء، فلا يكون مصيرنا كالغني في الجحيم (إنجيل باكر). الإبركسيس: اليهود يحاولون قتل بولس والله ينقذه، والكنيسة تنمو وتزداد بتعزية الروح القدس. ملحوظة على القراءات: إنجيل القداس ومزموره نسمع فيهما عن رافضي المسيح ومن يقبل المسيح. فالرافضين نصيبهم الهلاك مثل الغني (إنجيل باكر) والمؤمنون نصيبهم حياة أبدية مع إبراهيم. وفي الإبركسيس نرى الرافضين ومحاولتهم ضد بولس وضد الكنيسة، ولكن نجد الكنيسة تنمو وتحيا في تعزية الروح القدس. ثم نرى طريق الحياة في الإهتمام بالفقراء فنكون مع لعازر ونرى في البولس أن نهتم بالآخرين عمومًا فلا نعثر أحد فيهلك ونهلك معه. فملخص القراءات أن هناك طريقان [ ١] طريق للمؤمنين [ ٢] طريق للرافضين الأشرار. أم ١:١٠-16 على نفس المنهج الذي رأيناه كنوز الشر لا تنفع أما البر فينجي من الموت. والإبن الشرير يكسل فيحيا بلاجهاد. وبركة الرب على رأس الصديق. عمل الصديق للحياة. إش ١٧:٤٨-4:49 على نفس المنهج نصيب الرافضين ونصيب الأبرار. فلو أصغيت لوصاياي لكان سلامك كالنهر. ولا عذر للإنسان فالله يرشدنا للطريق= أنا هو إلهك الذي يعلمك أن تجد الطريق. وما هو الطريق= أخرجوا من بابل= أي أتركوا الخطية وطريقها. ونرى هنا أيضًا رفض اليهود للمسيح= أما أنا فقلت عبثًا تعبت وسدى أفنيت قدرتي. مع أن الرب هو الذي دعاه= إن الرب دعاني من بطن أمي. أي ١:٣٨-36 الله يظهر لأيوب حكمته وقدراته، وأن حكمة البشر بجانب قدراته هي كلا شئ. ورفض أيوب السابق وتذمره على حكمة الله هي مثل رفض اليهود للمسيح حكمة الله
المزيد
14 أبريل 2019

تأملات في الأسبوع السادس من الصوم الكبير - التناصير

رؤية الله هو هدف الرحلة (المولود أعمى). هذا الأعمى كان محرومًا من رؤية الأشياء المادية... والآن أصبح له بصيرة يرى بها المسيح الذي انطمست عيون الفريسيين عن رؤيته. في نهاية الصوم- الكنيسة تطالبنا بالرؤيا الروحية لله. الصوم ساعد على تنقية القلب. وأتقياء القلب يعاينون الله . هذه هي ثمار الصوم المقدس، تبدأ عيون قلوبنا الروحية ترى الله، وترى إرادته في أحكامه وكل أعماله من حولنا، وعندئذ نثبت نظرنا في المسيح ونسجد له كما فعل المولود أعمى. الأحد الأخير من الصوم هو أحد التناصير الذي يرمز لها المولود أعمى (يو 9). أ- " كنت أعمى والآن أبصر "، هذا هو اختبارنا الدائم كأبناء للآب السماوي. لقد كنا عميان فأنار بصيرتنا وكشف عن أعيننا فأبصرنا عجائب من شريعته، وأرانا ما اشتهي الأنبياء أن يروه، وفتح بصيرتنا لنفهم الكتب... ب- والمعمودية تعنى الاغتسال (في بركة سلوام) لكي نصير أبناء أطهـار، والتوبة هي استمرار للاغتسال لكي نبصر جيدًا، فالتوبة هي استمرار للمعمودية- وهي الوسيلة التي بها نبصر المسيح جيدًا طوال حياتنا. فالتوبة المستمرة تغسل القلب وتجدد الذهن وتحفظ النفس منسحقة في طاعة الآب، وتكشف لها كل بركات وأسرار الآب السماوي. هذا الأسبوع ينتهي بأحد التناصير (أحد المولود أعمى). وق د كانت الكنيسة الأولى تقوم بعماد الموعوظين يوم أحد التناصير على اعتبار أن الشخص الذي نال سر العماد هو كالمولود أعمى الذي أبصر ولسان حاله يقول كنت أعمى والآن أبصر. وتدور نبوات الاثنين والثلاثاء والأربعاء من إشعياء حول نقطتين هامتين: الأولى : أن المعمودية هي وسيلة تفتيح الأعين غفران الخطايا. والثانية : أن الشهادة بقوة هي عمل الذي أبصر بعد أن كان أعمى. وهذا ما نراه واضحًا في حديث المولود أعمى مع رؤساء الكهنة والكتبة وشهادته للسيد المسيح بقوة حتى إنتهى الأمر بطرده من المجمع. يوم الاثنين: أولًا : الشهادة : "أنتم شهودي يقول الرب... أنا أنا الرب وليس غيري مخلص" (43: 10، 11). "أنا أخبرت وخلصت وأعلمت وليس بينكم غريب وأنتم شهودي... أنا هو ولا منقذ من يدي أفعل ومن يرد" (43: 12، 13). فواضح أن الشهادة هي بخلاص الرب الذي فتح عيني الأعمى. وهذه الشهادة ليست للغرباء (وليس بينكم غريب). ويكرر قوله أنا أنا الرب وليس غير مخلص، فلا خلاص بدون دم المسيح والفداء. وتكرار كلمة شهودي تجعل الشهادة عمل ضروري للمسيحي حتى الاستشهاد. ثانيا : المعمودية : "لأني جعلت في البرية ماء، أنهارا ً في القفر لأسقى شعبي مختاري. هذا الشعب جبلته لنفسي يحدث بتسبحتي" (43: 20). "أنا أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي وخطاياك لا أذكرها" (43: 25). أ- فالمعمودية : هي ما يتفجر في البرية. في وسط ظلمة برية العالم جاء السيد المسيح يق ول: "إن لم تولدوا من الماء والروح لن تدخلوا ملكوت السموات"، المعمودية هي ولادة روحية ، ولادة من الظلمة إلى النور، ومن الموت إلى الحياة، ومن البرية القفرة إلى مياه متفجرة. ب - بالمعمودية هي بنوة لله وملكية له وليست للغرباء. بها نصير شعبه وأولاده الذين نعرف كيف نسبحه "هذا الشعب جبلته لنفسي يخبر بتسبحتي" (43: 21). ج- والمعمودية هي غفران للخطية "أنا أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي وخطاياك لا أذكرها" (43: 25). يوم الثلاثاء (أش 44 : 1-8) : أولًا: المعمودية : أ- شعب مختار (أولاد الله) " إ سمع يا يعقوب عبدي وإسرائيل الذي اخترته" (44: 1) ب- مياه المعمودية "لأني أسكب ماء على العطشان وسيولا على اليابسة" (44: 3)، "فينبتون بين العشب مثل الصفصاف على مجارى المياه " (44: 4). فالمعمودية هي مياه تروى الكنيسة و سيولا وسط أرض العالم اليابسة (هي ولادة من فوق والعالم ولادة من أسفل...) هي اغتسال في بركه سلوام. إن بركة سلوام هي من أقوى الرموز عن المعمودية، كما أن المولود أعمى هو أقوى الأمثلة عن الاستنارة الروحية بالمعمودية، لأنه بعد أن تفتحت عيناه أبصر السيد المسيح وسجد له، أما الكتبة وكهنة الشعب كانت لهم عيون تبصر كل شيء في العالم إلاَّ الذي جاء ليفديها ويخلصها لأنهم لم يجتازوا سر بركة سلوام. المعمودية هي نمو للنفوس المؤمنة وسط عشب العالم مثل الصفصاف على مجارى مياه المعمودية. ثانيا: الشهادة: يكرر مرة أخرى قائلًا: " فأنتم شهودي هل يوجد إله غيري" (44: 8). وهنا بعد الحديث عن المعمودية يلزمنا إشعياء أن نشهد للمسيح أن ليس إله غيره- إشعياء الذي قال هاأنذا فأرسلني لأشهد لك. أليست هذه هي اختبارات المولود أعمى بعد أن نال سر الاستنارة الروحية (المعمودية) أن صار شاهدا للسيد المسيح! يوم الأربعاء (إش 44: 1-28) : يتحدث فيها بوضوح عن الكنيسة وبنائها مبتدئا بالمعمودية لاقتناء شعب مفدى لا ينسى من الله ومغفورة له خطاياه : "يا إسرائيل فإنك أنت عبدي... عبد لي أنت...". "يا إسرائيل لا تنس منى...". "قد محوت كغيم ذنوبك وكسحابة خطاياك...". "لأن الرب قد فدى إسرائيل...". "والقائل لأورشليم ستعمر ولمدن يهوذا ستبنين وخربها أقيم". كل هذه النبوات مشجعة للسائر في طريق الصوم الذي نال سر المعمودية أنه في ملكية الله، لا ينسى منه، ممحوة ذنوبه مفدى بدمه ستعمر حياته وتبنى من خرابها وبالتالي تعمر الكنيسة كلها، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. هذه باختصار قصة الو لا د ة الجديدة، وقصة المولود أعمى الذي طرد من الهيكل فأخذه يسوع إليه وأدخله حظيرته (يو 10). نبوات الخميس والجمعة (إش 45: 1-17) كلها تتحدث عن خلاص الكنيسة، وهو موضوع خطير جدا ، لأن الخلاص سوف لا يحدث بأحد من أولاد الكنيسة بل بعدو الكنيسة الذي سيحول الله قلبه حتى انه سيدعوه: كورش راعى (إش 44: 28). و مسيحه كورش (إش 45: 1) فالكنيسة بالتأكيد هي في رعاية الله لأنها عروسه، وهو قادر على خلاصها بوسيلة لا تتوقعها أبدا - وليس علينا أن نقترح على الله طريقة الخلاص كما نفكر كثيرا بأفكارنا الضيقة، بل علينا فقط أن نصلى ونصوم ونسلم حياتنا لله ونتوقع خلاص الله بسكوت وبإيمان. • أليس هذا هو طريق الخلاص بالإيمان بالمعمودية وفاعلية دم الصليب فيها، لقد كان الصليب عارا فأصبح لنا خلاصا . وماء المعمودية بعد الصلاة أصبح له حق الولادة من الله. • لقد صدر الخلاص لشعب الله بواسطة كورش الراعي المعين من الله والمدعو مسيح الرب. • "وكورش يبنى مدينتي ويطلق سبي لا بثمن ولا بهدية" (إش 45: 13). وهذا ما حدث لنا أننا نلنا البنوة، وتفتيح الأعين، والاستنارة الروحية بلا ثمن ولا بهدية بل مجانا بدم المسيح بالمعمودية. • "وخلاص الرب خلاصا أبديا... إلى دهر الدهور" (45: 17). إن بنوتنا لله بالمعمودية أبدية لا يمكن الرجوع فيها، لذلك فالمعمودية لا تعاد ل لإنسان الذي يجحد الله ثم يتوب ويرجع كالابن الضال. إننا نولد من أبوين جسديين نأخذ منهما جسد ترابي لذلك فعمرنا الأرضي له نهاية، أما الولادة من الله بالمعمودية فهي أبدية إلى دهر الدهور لأنها ولادة من الله الأزلي الأبدي. الإله المحتجب: "حقًا أنت إله محتجب يا إله إسرائيل المخلص" (45: 15). فإلهنا العظيم- ضابط الكل- الإله المخلص- الذي لا ينسي أولاده- مصدر النور وخالق الظلمة- صانع السلام وخالق الشر- أنا الرب صانع هذه كلها- لكي يعلموا من مشرق الشمس إلى مغربها أن ليس غيري أنا الرب وليس آخر (45: 5- 7). هذا الإله العظيم للأسف محتجب لا يراه إلاَّ أولاده لأنه هو الذي يعلن ذاته لهم "أراكم فتفرح قلوبكم" (يو 16: 22). هو الذي أعلن ذاته للمولود أعمى، وهو الذي لم يره الكتبة والكهنة والأشرار من اليهود. هو إله محتجب يظن الأشرار أنهم يقدرون على ال ا ضرار بالكنيسة كما حدث أيام استير، وكما حدث في تاريخنا عشرون قرنًا. إنه محتجب ولكنه منظور لأولاده ومخلصهم العجيب "أبشركم بفرح عظيم... إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب" (لو 2: 11).
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل