الكتب

الكنيسة الخالدة

تقديم عودة على ذي بدء:عرضنا في مقدمة كتاب حياة الصلاة الأرثوذكسية» ما تعانيه الكنيسة في الحاضر من شُح وجفاف في الحياة الروحية، وحاجة الكنيسة إلى جيل يتذوق جوهر الأرثوذكسية من نسك وعبادة وتصوف . ونظن أن الكتاب قد ألقى شعاعاً على الدروب العتيقة التي مرت فيها أقدام القديسين، وأزاح ما تراكم على هذه الدروب من إهمال وجهل ونسيان خلفته ثلاثة عشر قرناً من الزمان . ونكاد نطمئن أن هناك أقداماً بدأت تسير على ذات الدروب ... في الموضوع : أما هذا الكتاب «الكنيسة الخالدة فقد ألزمتنا الضرورة بكتابته ؛ لأنه لا غنى للسائرين في دروب الخلاص عن التعرف على كنيستهم كمصدر للنور لازم للطريق ولكن الداعي الأول لكتابة هذا الكتاب بلا مراء، هو هول ما نحسه مما يعانيه المؤمنون في هذا العصر من تقاعس فكري أصاب الكنيسة، إذ عفت عقول قادتها عن الدراسات العميقة في الكتاب المقدس، فانقطع بالتبعية سيل الروح القدس من الإنتاج الفكري، سواء الوعظي أو الكتابي ؛ وانكمشت المفهومات اللاهوتية في

فن الحياة الناجحة

الفنون كثيرة، فهناك فن الموسيقى أرقى الفنون رقة وعذوبة وله عمالقة أبدعوا ووهبوا البشرية أروع إبداعاتهم، وهو فن له صلة كبيرة بالروح والأعصاب والعاطفة، يرفع النفس ويطير بها إلى أعلى القمم. وهناك فن التصوير ومعه النحت يُلبس الألوان والأحجار مناظر وأشخاصاً تكاد تنطق من شدة الإتقان، تعبر عن كل الطبيعة وكل الشخصيات وتسمو بها إلى شبه الحقائق عبدها الجهلاء من شدة روعتها، فهي تسلب النفس البسيطة وتدخل في روعها أنها من عالم آخر وكلها مــــن تــــراب الأرض ألواناً وأحجاراً. وأنواع أخرى من الفنون عبرت عن مواهب الإنـسـان المتعدّدة ولكن أَلْهَت الإنسان عن حقيقة فن الحياة الأسمى والأعلى.ففن الحياة متشعب على كل القامات، فن الأبوة وفن الأمومة وفـــن الطاعة للأب والأم والرئيس أيا كانت رئاسته في الدين أو العمل، وفـــــن التربية والتعليم، وفن اتِّباع النماذج الأرقى والأعلى في الحياة. هذه هــي فنون الحياة ولكل منها أصولها وواجباتها التى توفي حقها للإنسان الذي يريد أن يتعلم ويتهذب أيا كانت قامته

الانسان والخطية

أ. مستوى تعاليم المسيح: قال المسيح بصراحة ووضوح: «تعليمي ليس لي بـــل للــذي أرسلني» (يو) (١٦:٧) ، وأضاف: «لست أفعل شيئاً من نفسى بل أتكلم بهذا كما علمني أبي.» (يو ۲۸:٨) إذاً، فهي تعاليم الله الآب إلهية بكل معنى ومبنى، والتعاليم الخارجة من عند الله تحمل حتماً وبالضرورة مستوى فكر الله ورؤياه. سامية أقصى ما يكون السمو، مُتقنة على قيـاس مــا تهــدف إليه إتقاناً لا يميل إلى المهادنة ولا تنحط إلى مستوى ما دون مشيئة الله. لا تقابل الإنسان في منتصف الطريق ولا تتدرج بــه مــن الأقــل إلى الأكمل أو تحاول أن تأخذ بيده حتى يشتد عوده، ، بل تبدأ بالكمال وتسير من كمال إلى كمال لا ترثي لحال ضعفه ولا تبالي بالتراب الذي أخذ منه بل تسمو به إلى السماء من حيث أنت وإلى حيث تنتهي بالإنسان غير عابئة بصرخات ضعفه ولا شكوى انحطاط طبيعته. لا تشفق على تعثره ولا ترثي لسقوطه.

تغيروا عن شكلكم

حتمية التغيير المستمر في الحياة المسيحية الحياة المسيحية - أي الحياة بالروح كميلاد جديد من الله ـ تقوم أو تُبنى على عملية غاية في الأهمية، وهي التغيير الدائم أو المستمر في الطبيعة البشرية ويُعتبر الموتر الأساسي والعامل للتغيير في صميم الطبيعة البشرية، هو الله نفسه؛ وذلك بالفعل المباشر للروح القدس، من خلال الأسرار، وبالعشرة اليومية : بالحب والتسبيح والشكر والإعتراف أما الواسطة التي أعطيت للإنسان من الله لإستخدامها في الحصول على التغيير المستمر بالإرادة والإجتهاد الشخصي فهي الإنجيل أي كلمة الله ـ وهي واسطة حية وفعالة، وهي واسطة روحية خالصة.

المسيح حياته و اعماله

تمھيد ما قبل ميلاد المسيح حياة المسيح “حياة” رسمها الله لإنسان هو يسوع المسيح، يحمل اسمه وصورته، ليصنع مشيئته ويتمم عمله. تبدأ بدايتها حتماً من السماء إنما مخفية لا عن قصد بل عن اضطرار. والاضطرار حتّمه قصور وعي الإنسان عن إدراك الإلهيات ورؤيتها، فأخفيت عنه إلى أن ينفتح وعيه فيــــدركها مـــــن نفسه. فإن أدركها صار شريكاً فيها لأنها أرسلت وجاءت من أجله؛ وهي حق، والحق دائماً كل مَنْ أدركه ووعاه يكون قد احتواه وقد تضافرت كل من السماء والأرض في الإعداد لظهور المسيح، ولكل وجه منهما دور، هــو متعة للتأمل، متقن غاية الإتقان، يكشف عن تدبير سمائي محكم ليعبر عن مقاصد الله وحبه للإنسان، الأمر الذي يوفّر للإنسان الأمل الوثيق والرجاء الحي بنهاية سعيدة في شخص المسيح تعوضـــه عـــــن أحزانه وشقائه في هذا الدهر. فالمسيح بحد ذاته تعبير عن محبة الله، وعن مشيئته المباركة لإدخال السرور والفرح في قلب الإنسان.

الوحدة الحقيقية ستكون الهام للعالم

١ - لا مساس بالعقيدة العقيدة في الكنيسة تعني وجودها ، فلأنه وجدت عقيدة قبطية أرثوذكسية وجدت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والعقيدة هذه إذ لا تزال موجودة كما هي، فالكنيسة القبطية لا تزال قائمة كما هي أيضاً . وكل عقيدة ليست مجرد بنود أو مقولات أو قوانين بل هي أولاً عبادة روحية وإيمان حي ذو سمات معينة واضحة ومميزة. وهذه السمات المعينة والمميزة هي التي تعطي كل عقيدة طابعها الذي بقدر ما تتمسك به تحيا وتدوم وإلا فإنها تتغير عن شكلها بل و يتغير أسمها وربما تزول.

حاجتنا الي المسيح

إن أعظم الاختبارات التي لفتت نظرى بشدة في بكور حياتى المسيحية هو أنني حينما أشعر بحاجتي إلى أشياء كثيرة تنقصنى في معاملاتي مع الناس أو الكنيسة أو الرهبان ، يبلغ إلى الضيق والألم والحزين مبلغاً شديداً يضعف من نشاطي وخدمتي وتأثيرى في الآخرين ، ولكن بمجرد أن أقترب من شخص يسوع ربى وأحسه وكأنه آت من بعيد بعد غيبة ، أكون أنا دائما السبب في طولها أو قصرها، أقول حينما أستشعره يقترب مني ، يطفر قلبي الرحاً وينجمع عقلى مرة واحدة فيسقط عنى كل إحساس بحاجاتي الكثيرة وعوزى ونقصى ويرتفع المسيح فوق أفق حياتي كلها. حينئذ أراه هو أكثر من كل حاجاتى وأحس بملئه يفيض ويجرف حياتي في تيار حبه بتسيم يفوق العقل .

غاية الحياة المسيحية

نوعان من الحياة في خلقة الإنسان: منذ خلق الله الإنسان والإنسان يحيا نوعين من الحياة: حياة خاصة في نفسه نسميها حياة التفرد، وهي التي يخلد فيها إلى نفسه، ويتحدث مع خالقه، منجذباً إلى الله انجذاباً طوعياً؟ وحياة عامة تجاه الآخرين، وهي التي فيها يتعامل مع الناس بكل صنوفهم، من أصدقاء ،وأعداء أهل ،وخصوم أسرة وكنيسة، وكل أفراد المجتمع الذي يأخذ منه ويعطيه. والذي نلاحظه أن عناصر كل نوع من الحياتين ليست عوامل مضافةً إلى خلقته، ولكنها كوامن هذه الخلقة وصفاتها الغريزية المنغرسة فيها.

متى صليتم فقولوا أبانا الذي في السموات

متى صليتم (متى أردتم أن تصلوا )الصلاة إرادة أولا وقبل كل شيء، كما حينما تجوع تريد في الحال أن تأكل، هكذا الصلاة جوع روحي إذا اشتد على الإنسان أراد في الحال أن يصلي. ما معنى هذا؟ معناه أن الصلاة حاجة ملحة على الإنسان، لا يرتاح يكملها. وهذا معناه أيضاً أننا إذا كنا نصلي بدون إرادة الجوع الحقيقي بالروح الله تكون صلاة كاذبة كالأكل لإنسان ليس جوعاناً، كما يقولون إن الأكل للشبعان - أي للذي ليس جوعاناً - خسارة. فالصلاة خسارة لمن لا يكون جوعاناً وعطشاناً بالروح الله وللرب حتى يسوع.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل