يعتبر كتاب ترتيب البيعة من أهم الكتب الطقسية فى الكنيسة القبطية ويشمل الطقوس المتغيرة على مدار السنة وما يقال فى كل مناسبة من مردات والحان وقوانين وخلافة . ونظرا ً لاهمية هذا الموضوع فقد تتبعنا تطوره من عدة مخطوطات من أماكن مختلفة كتبت فى أزمنة مختلفة ( من القرن الخامس عشر الى القرن التاسع عشر م) وقد يعمل مقارنة بين المخطوطات المختلفة مع ترك معظم نصوصها المختلفة كما هى بما تحويه من أخطاء حتى تظهر اسلوب العصر التى كتبت فيه .
أيوب الصديق شخصية عظيمة ومثال يحتذى به فى الصبر والاحتمال وقوة الإيمان والتمسك بالله فى أصعب الظروف ، حتى أن معلنا يعقوب الرسول يوجه أنظارنا اليه لنتعلم منه هذه الفضائل الهامة قائلاً " ها نحن نطوب الصابرين . قد سمعتم بصبر أيوب ورأيتم عاقبة الرب معه لأن الرب كثير الرحمة ورءوف(يع11:5)
كان أبونا يوسف السريانى علامة بارزة فى دير السريان حتى أصبح من أعمدة الكنيسة بالدير ،وتتلمذ على يديه كثيرون من رهبان الدير . كان عصاميا ً ، لا يسمح لأحد أن يخدمه حتى فى شيخوخته وضعف نظرة .ستقرأ فى هذا الكتاب عن احتماله الطويل ،وصلاته الدائمة ،وعطائه الكثير ،ومحبته الغامرة.
فى ذكرى مرور خمسة عشر عاما ً على نياحة نيافة الحبر الجليل الأنبا ثاؤفيلس وخضوعا ً لرغبة كثير من الآباء الرهبان وخاصة رهبان دير السريان العامر وغيرهم من العلمانيين الذين تعاملوا مع المتنيح الأنبا ثاؤفيلس ولمسوا فيه الأبوة والفضيلة . وجدت نفسى ملزماً أن أكتب سيرة هذا الرجل العظيم بعد ان لمست فى كلامهم ومشاعرهم محبة غامرة فياضة تتأجج من قلوبهم نحوه تشهد على أبوته ومحبته لأولاده الرهبان .
عايشنا المتنيح القمص أنجيلوس السريانى حينما كان يخدم فى القاهرة وفى أيام مرضه الأخير بالدير ، لمسنا فيه البساطة وطيبة القلب وحياة التقوى والنقاوة ، كما لمسنا فيه حبه الشديد لله والناس ،واحتماله للمرض بشكر وبدون تذمر . كان يغيش فى فرح دائم وأعياد مقدسة باستمرار فحينما كان يقابل أى إنسان فى أى مكان وأى زمان يسلم عليه ويقول له : كل سنة وأنت طيب . هذه العبارة تقال عادة فى الأعياد والمناسبات ، أما أبونا أنجيلوس فكان يرددها باستمرار لأن كل الأيام عنده أعياد ومناسبات سعيدة لأنه سعيد بالمسيح .
السير العطرة للأبرار المعاصرين تنشط الحياة الروحية للسائرين فى طريق الملكوت ،وتشجع المجاهدين فى الحياة الروحية ، لأنهم يجدون أمامهم النماذج الحية القريبة منهم والتى عاشت فى نفس زمانهم وظروفهم وبيئتهم وقابلتهم نفس المعوقات ولكنهم جاهدوا وصمدوا وانتصروا ونالوا الأكاليل المعدة للغالبين.ونقدم لك الأن أيها القارئ العزيز سيرة أحد هؤلاء الأبرار المعاصرين الذين عاشوا بيننا ورأيناهم بأعيننا وقد تنيح منذ سبع سنوات فقط ، إنه الراهب القمص أرمانيوس السريانى .
هذا الكتاب الذى بين يديك أيها القارئ العزيز هو نقطة صغيرة من بحر عميق أعنى حياة الأب الراحل الراهب القس أوغريس السريانى الذى عاش بيننا كملاك الله وفارقنا فى هدوء الملائكة ليلة 2يناير 2002م. عاش أبونا أوغريس أربعين سنة فى الرهبنة فى إختفاء تام وفى إنكار ذات عظيم بعد رهبنته بمدة قبل نعمة القسيسية فقط ولم يقبل رتبة القمصية رغم الإلحاح عليه بقبولها وكان يقول ( السماء فيها 24قسيساً،ولم يذكر الكتاب المقدس اسم القمامصة ،ولم يتطلع فى كل حياته إلى أى مناصب كنسية سواء داخل الدير أو خارجه.
المتنيح الراهب القمص فلتاؤس السريانى ترهب سنة 1948م وتنيح سنة 2010م أى عاش فى الرهبنة حوالى 62سنة كاماة . كان هو باكورة رسامات المتنيح الأنبا ثاؤفيلس الأسقف السابق لدير السريان ،وكان يحبه كثيراً. عاش القمص فلتاؤس السريانى بيننا كنموذج عظيم للراهب الناسك الطاهر الصامت الذى يضع فى فمه زلطة حتى لا يتكلم مع الناس ويكون كلامه كله مع الله فقط فى الصلاة والتسبيح . رأيناه حبيساً فى قلاية صغيرة جداً فى حضن الدير الأثرى بلا ماء ولا نور وفى مكان مقطوع ومخيف . كان يحدثنا أحياناً عن قديسى الرهبنة الكبار مثل مارإسحاق والشيخ الروحانى وغيرهما ويحفظ الكثير من أقوالهم وكان يلهب قلوبنا حينما يحدثنا بطريقته المشوقة عن الآباء السواح وتدبيراتهم العالية.