العظات
السماء ج 1
مُهِم جِدّاً تعلُّم إِقتناء الحياة الأبديّة ، فمثلاً إِنجيل العشيّة عَنْ الرجُل وكيل الظُلم الّذى لمّا وجد أنّهُ مُمكِن يُطرد مِنْ عملهُ فأراد أنْ يُؤّمِنْ مُستقبلهُ فنجِدهُ بدل ما يجِد إِنسان مديُون لهُ بِعشرة فيقُول لهُ إِجعلهُمْ خمسة ، وَالّذى عليه 100 يجعلهُمْ 80 ، حتَّى إِذا طُرِد مِنْ عملهُ يقبلهُ هؤلاء ، السيِّد المسيح يمدح هذا العمل لأنّهُ رجُل نظر للأمام وَ لَمْ ينظُر لِلحظتِهِ فقط ، أىّ عمل للحياة الآتية هكذا حياتنا بِدُون التفكير فِى السَّماء تتعِبنا لأنّ السَّماء هى الأمل الّذى نحيا بِسببهِ ،ما سبب جعلِنا نتقّبل قمع الجسد وَأىّ تعب وَ ألم ؟ لِماذا نقبل أىّ لُون مِنْ ألوان الحرمان ؟ نحنُ نحيا قابِلين أىّ ضغط وَ حرمان مِنْ أجل السَّماء ، وَ إِذا لَمْ تُوجد سماء فلِماذا نقبل كُلّ هذا ؟ لِذلِك مِنْ أجمل تعاليم الكنيسة التعليم عَنْ السَّماء وَالسَّماويات ، وَالأخرى وَالأخراويّات ، حتَّى أنّ آباء الكنيسة جعلوهُ عِلم واسِع وَأسموه " عِلم الأسخاتُولُوجِى " ، أىّ عِلم الأخراويّات ، لأنّهُ ليس مِنْ المعقُول أنْ نُجاهِد هذا الزمن وَنحنُ لاَ نعلِم إِلَى أين نذهب ، ليس مِنْ المعقُول أنْ يُسافِر إِنسان لِمسافة طويلة وَيتحّمل فِى هذا السفر مشقّات كثيرة وَيسألوه أين أنت ذاهِب ؟ يقُول لاَ أعلم ، لِماذا تتحّمل المشقّات ؟ يقُول لاَ أعرِف ، هل المكان الّذى أنت ذاهِب إِليه فِيهِ لذّة وَ مُفرِح ؟ يقُول لاَ أعلم مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول [00 نحنُ واثِقُون كُلَّ حِينٍ وَعالِمُونَ أنَّنا وَنحنُ مُستوطِنُون فِى الجسد فنحنُ مُتغرِّبُون عَنْ الرّبّ ] ( 2 كو 5 : 6 ) ، مادُمنا فِى الجسد نكُون مُتغرِّبين عَنْ الرّبّ ، نحنُ نئِن مُشتاقين أنْ نخلع هذا الجسد لِكى نستوطِن عِند الرّبّ ، وَ مادُمنا مُستوطنين فِى الجسد لاَ نستطيع أنْ نستوعِب السَّماء ، الّذى يمنعنا عَنْ معرِفة الحياة الأبديّة هُوَ الجسد ، نحنُ مُشتاقين لِخلع الجسد معرِفة السَّماء تُرِيح الإِنسان وَترفعهُ فوق الهّم وَالضيق ، معرِفة السَّماء تجعل رجاء الإِنسان يزيد وَيقبل الألم ، وَمادام الإِنسان يجهل السَّماء يخُور فِى الطريق لِذلِك السَّماء وجدت نصيب كبير فِى تعاليم المسيح وَالإِنجيل ، حتَّى أنّ مُعظم أمثلته يقُول فِيها " يُشبِه ملكُوت السَّموات عشر عذارى 00" ، يتكلّم عَنْ الحقيقة الجميلة ، الّذى يحتاج أنّ أولاده يتأثّرُون بِها حقيقة الملكُوت لِذلِك يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول[ فنثِقُ وَ نُسرُّ بِالأولى أنْ نتغرَّبَ عَنِ الجسدِ وَنستوطِنَ عِندَ الرَّبِّ ] ( 2 كو 5 : 8 ) ، نُريد أنْ نتغرّب عَنْ الجسد لِكى نسكُن مَعَْ الله ، أىّ يكُون وطننا عِندهُ ، مُستقرّنا عِندهُ ، لِذلِك وعدنا السيِّد المسيح وَقال [ فِى العالم سيكُونُ لكُمْ ضِيقٌ0وَلكِنْ ثِقُوا0أنا قَدْ غلبتُ العالمَ ]( يو 16 : 33 ) ، سيكُون لنا فِى العالم ضيق لكِنْ ثِقتنا أنّ لنا السَّماء بعد العالم تجعلنا نتحّمل الأتعاب ، وَتهُون علينا المشقّات وَكما يقُول أحد الآباء القديسين أنّ كُلّ أتعاب وَ كُلّ ضيقات العالم الحاضِر ستُنسينا إِيَّاها لحظة واحِدة مِنْ الأبديّة ، لحظة واحِدة مِنْ الأبديّة ستُنسينا كُلّ أتعاب الأرض ، وَ يقُول أيضاً العكس كُلّ مجد العالم وَملذّات الأرض لحظة واحِدة مِنْ الجحيم تُنسينا إِيَّاها ، أكيد الإِنسان الّذى فِكره أنّ ملذّات العالم تُشبِع لحظة واحِدة مِنْ الجحيم تُنسيه أين كان وَمَنْ هُوَ ، وَأيضاً لحظة واحِدة مِنْ المجد تُنسينا كُلّ أتعابنا ، لِذلِك يقُول القديسُون[ طوبى للّذين يعملُون الآن بِكُلِّ قوّتهُمْ فإِنّ لحظة واحِدة فِى هذا المجد تُنسيهُمْ كُلّ أتعابهُمْ ] لِذلِك عِندما لاَ نتعرّف على السَّماء نُشبِه إِنسان لاَ يعرِف أين يذهب وَ ما هُوَ هدفه ، وَإِذا واجهتهُ ضِيقات لاَ يعرِف كيف يُواجِهها ، لِذلِك لابُد أنْ نتعرّف على السَّماء لأنّها معرِفة مُعزّية ، مُفرِحة ، تنقِلنا مِنْ حياة التعب لِحياة الفرح لِكى تجعل إِنسان يقبل أىّ ضيق كلّمه عَنْ المُكافأة ، نحنُ نتكلّم عَنْ الأتعاب وَ الجِهادات وَ لَمْ ننظُر إِلَى المُكافأة ، لِذلِك الجِهاد ثقيل لأنّنا لاَ نعرِف أين نذهب ، جهدِنا شحيح ، لكِنْ إِذا نظرنا لِلمُكافأة نتعب وَنشقى مِنْ أجلها ، كما قال مُعلّمِنا داوُد النبِى [عطّفت قلبِى لأصنع برَّك مِنْ أجل المُكافأة ] ( مز 119 ) ، أنا عطّفت قلبِى لأصنع برَّك أىّ جعلت قلبِى يميل ناحية البِر مِنْ أجل المُكافأة أحِب أنْ أتكلّم معكُمْ فِى نُقطتين :-
الإِيمان العامِل بِالمحبّة
مِنْ رِسالِة مُعلّمِنا يعقُوب الرسُول [ ما المنفعة يا إِخوتِى إِنْ قال أحدٌ إِنَّ لهُ إِيماناً وَلكِنْ ليس لهُ أعمالٌ0هل يقدِرُ الإِيمانُ أنْ يُخلِّصهُ0إِنْ كان أخ وَأُختٌ عُريانينِ وَمُعتازينِ لِلقوتِ اليومىِّ0فقال لهُما أحدُكُمُ إِمضيا بِسلامٍ إِستدفِئا وَأشبعا وَلكِنْ لَمْ تُعطُوهُما حاجات الجسدِ فما المنفعةُ0هكذا الإِيمان أيضاً إِنْ لَمْ يكُنْ لهُ أعمالٌ ميِّتٌ فِى ذاتِهِ0لكِنْ يقُولُ قائِل أنت لك إِيمان وَأنا لِى أعمالٌ0أرنِى إِيمانك بِدُونِ أعمالِك وَأنا أُرِيكَ بِأعمالِى إِيمانِى أنت تُؤمِنُ أنَّ الله واحِدٌ0حسناً تفعلُ0وَالشَّياطِينُ يُؤمِنُونَ وَيقشعرُّونَ0وَلكِنْ هل تُريدُ أنْ تعلم أيُّها الإِنسانُ الباطِلُ أنَّ الإِيمان بِدُونِ أعمالٍ ميِّتٌ0ألمْ يتبرَّرْ إِبراهيم أبُونا بِالأعمالِ إِذْ قدَّم إِسحق إِبنهُ على المذبحِ فترى أنَّ الإِيمان عمل مَعَْ أعمالِهِ وَبِالأعمالِ أُكمِلَ الإِيمانُ0وَتمَّ الكِتابُ القائِلُ فآمَنَ إِبراهيمُ بِاللهِ فحُسِبَ لهُ بِرّاً وَدُعِى خلِيل اللهِ0ترون إِذاً أنَّهُ بِالأعمالِ يتبرَّرُ الإِنسانُ لاَ بِالإِيمانِ وحدهُ0كذلِك راحابُ الزَّانِيةُ أيضاً أما تبرَّرتْ بِالأعمالِ إِذْ قبِلتِ الرُّسُلَ وَأخرجتهُمْ فِى طرِيقٍ آخر0لأنّهُ كما أنَّ الجسد بِدُون رُوحٍ ميِّتٌ هكذا الإِيمانُ أيضاً بِدُونِ أعمالٍ ميِّتٌ ] ( يع 2 : 14 – 26 )
الصلاة عمود الحياة الرّوحيّة
الصلاة هى أساس الحياة الرّوحيّة ، المبنى ده أساسه العمود ، الصلاة هى الّلِى تتبنِى عليها الحياة الرّوحيّة ، حا نتكلّم فِى أربع نِقاط وَ هُمْ :-
المراة فِى كنيسة الرُسُل
[ غير أنَّ الرَّجُل ليس مِنْ دُون المرأة وَ لاَ المرأة مِنْ دُون الرَّجُلِ فِى الرَّبِّ 0 لأنّهُ كما أنَّ المرأة هى مِنَ الرَّجُل هكذا الرَّجُلُ أيضاً هُوَ بِالمرأة 0 وَلكِنَّ جميع الأشياء هِىَ مِنَ الله ]( 1 كو 11 : 11 – 12 ) أىّ أنّ الرجُل ليس أقل مِنْ المرأة وَ لاَ المرأة أقل مِنْ الرجُل لأنّهُ كما أنّ المرأة ( حّواء ) أُخِذت مِنْ الرجُل ( آدم ) ، هكذا الرجُل أيضاً يُولد مِنْ المرأة ، هذا الموضوع مُهِم وَجميل وَمُعزِّى وَسوف نتناول فيهِ ثلاث نِقاط هى :0
(1) مكانِة المرأة فِى المسيحيّة 0
(2) خِدمتها فِى كنيسة الرُسُل 0
(3) نماذِج للمرأة فِى كنيسة الرُسُل 0
العصر الرسولِى
وَإِحنا فِى فترة الصوم المُقدّس بتاع أباؤنا الرُسُل ، بِنعمِة ربِنا نحِب إِنْ إِحنا يكون لينا وقفة مَعَ غِنى وَقوّة كنيسة أباؤنا الرُسُل ، أد إيه كانِت كنيسة قويّة ، أد إيه كانِت كنيسة مملوءة بالصلوات ، بِتتحدّى العالم بِكُلّ ما فيه نموذج للكنيسة الّلِى ربّ المجد يسوع عايِزها حسب قلبه ، إِحنا لابُد أنْ نقترِب مِنْ كنيسة الرُسُل علشان نشوف إِحنا فين مِنها بعض صِفات لِكنيسة أباؤنا الرُسُل ، هى فيها صِفات كتيرة قوِى ، وَعلشان الوقت أحِب أتكلِّم عَنَ ثلاث صِفات :-