العظات

يوحنا السابق

بِسْم الآب والإبن وَالرُّوح القُدُس الله الوَاحِدْ أمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الأن وَكُلَّ أوَان وَإِلَى دَهر الدُّهُور كُلَّهَا أمِين إِنْجِيل هذَا الصَبَاح المُبَارَك يَا أحِبَّائِي هُوَ إِنْجِيل الحَد الرَّابِع وَالأخِير مِنْ شَهْر كِيَهْك .. وَمِنْ المَعْرُوف أنَّهُ أحْدَاث المِيلاَد المَجِيد حَدَثَتْ فِي أوَاخِر شَهْر كِيَهْك وَبِالتَّحْدِيد يُوْم 29 كِيَهْك فَأصْبَح هذَا الحَد هُوَ الحَد المُلاَزِم لأحْدَاث التَّجَسُد الإِلهِي .. الكِنِيسَة تَقْرأ عَلَيْنَا الجُزْء الأخِير مِنْ الإِصْحَاح الأوَّل مِنْ بِشَارِة مُعَلِّمْنَا لُوقَا وَفِيهِ يَتَكَلَّمْ عَنْ جُزْئِينْ .. الجُزْء الأوَّل عَنْ مِيلاَد يُوحَنَّا المَعْمَدَان وَالجُزْء الثَّانِي عَنْ تَسْمِيِة زَكَرِيَّا الكَاهِن ( أبو يُوحَنَّا المَعْمَدَان ) . الكِنِيسَة تُلَقِبْ يُوحَنَّا المَعْمَدَان بِـ " السَّابَِق " .. " السَّابِق " يَعْنِي الَّذِي سَبَق .. سَبَق مِينْ ؟ سَبَق رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. مَجِئ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح بِتَتَحَقَّق فِيهِ النُّبُوَات وَبِتُكْمَل فِيهِ الأيَّام وَالأزْمِنَة فَكَانَ يَحْتَاج إِلَى تَمْهِيد لإِسْتِقْبَالُه .. القُلُوب مُهَيَأة .. النِفُوس سَامْعَة .. الشَّعْب مُسْتَعِد .. يَامَا نَاس كَانِتْ غِير مُسْتَعِدَة وَغِير مُهَيَأة .. رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح عَارِف إِنْ وُجُوده عَلَى الأرْض دَه أمر مُمْكِنْ نَاس كِتِير جِدّاً لاَ تَقْدِر أنْ تَسْتَوْعِبُه .. عَايِز يِمَهِد .. عَمَل إِيه ؟ أرْسَل وَاحِد يِمَهِد .. أرْسَل وَاحِد يِمَهِد يِكُون لُه صِفَات خَاصَّة .. يِكُون سَابِق لِمَوْكِب المَلِك .. يِكُون عِنْدُه قُدْرَة إِنُّه يُهَيِّئ الطَّرِيق بِصَوْت الحَقَّ وَبِإِعْلاَن إِلهِي . دُور يُوحَنَّا المَعْمَدَان دُور مُهِمْ جِدّاً لإِسْتِعْدَاد إِسْتِقْبَال رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. كَانْ دُور مُهِمْ جِدّاً فِي إِنْ هُوَ يِهَيَّأ القُلُوب وَيُهَيِّئ النِّفُوس لإِسْتِعْدَاد إِسْتِقْبَالُه لِذلِك سُمِّيَ ﴿ صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ ﴾ ( لو 3 : 4 ) .. وَكَأنُّه عَايِز يِقُول إِنْ يُوحَنَّا المَعْمَدَان دَه أتَى لِيَصْرُخ فِي بَرِّيَة العَالَم .. أتَى لِيَضَعْ صُرَاخ وَلَيْسَ مُجَرَّد نِدَاء .. بِيَصْرُخ فِي بَرِّيَة .. لَوْ تَخَيَلْنَا وَاحِد قَاعِد فِي صَحَرَاء وَعَاوِز يِتْكَلِّمْ لَقَى صُوْتُه غِير مَسْمُوع .. عَلَّى صُوتُه وَمِش مَسْمُوع وَفِي الأخِر صَرَخ .. يُوحَنَّا المَعْمَدَان الإِنْجِيل يِقُول دَه السَّابِق جَاي يُصْرُخ فِي بَرِّيِة العَالَم لأِنُّه يَامَا أنْبِيَاء إِتْكَلِّمِتْ وَلَمْ يَسْمَعُوا .. قَالُوا لِيُوحَنَّا لاَ تَتَكَلَّمْ فَقَطْ لكِنْ أُصْرُخ لِكَيْ تُعِد طَرِيق الرَّبَّ وَتُقَوِّم سُبُلُه المُسْتَقِيمَة . زَكَرِيَّا قَالَ عَنْهُ ﴿ وَأَنْتَ أَيُّهَا الصَّبِيُّ نَبِيَّ الْعَلِيِّ تُدْعَى لأَِنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ ﴾ ( لو 1 : 76 ) .. ﴿ وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ ....... لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْباً مُسْتَعِدّاً ﴾ ( لو 1 : 17 ) .. زَكَرِيَّا الكَاهِن وَالصَبِي مَازَالَ مَوْلُود يِقُولُّه إِنْتَ هَتِتْقَدِمُه لِكَيْ تُعِد لَهُ شَعْباً مُسْتَعِداً .. رُوح النُّبُوَة .. الشَخْص يِكُون لُه رُؤيَة لِعَمَل رَبِّنَا فِي حَيَاتُه وَفِي نَسْلُه .. هذِهِ رُؤيِة زَكَرِيَّا الكَاهِن لِيُوحَنَّا .. إِقْتَرَب مَجِئ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح جِدّاً .. عَلَى الأبْوَاب .. لَوْ حَسَبْنَاهَا بِالزَّمَنْ نِلاَقِي فَاضِل 3 شُهُور بِينْ يُوحَنَّا وَبِينْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. يُوحَنَّا أكْبَر مِنْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح بِحَسَبْ الجَسَد بِـ 6 شُهُور .. يَعْنِي فَاضِل 3 شُهُور وَيَسُوع يِتْوِلِد .. فِي أُمور كِتِيرَة جِدّاً مِحْتَاجَة تِتْعِمِل عَلَى مَا رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح يَبْلُغ سِنْ بِدَايِة الخِدْمَة حَسَبْ التَقْلِيد اليَهُودِي اللِّي هُوَ سِنْ 30 سَنَة .. إِذاً يُوحَنَّا المَعْمَدَان مِحْتَاج إِنْ هُوَ يُؤدِي دُور مُهِمْ جِدّاً فِي هذِهِ الفِتْرَة مِنْ أجْل إِعْدَاد طَرِيقٌ الرَّبَّ وَمِنْ أجْل تَهْيِأة الخَلاَص لِكُلَّ إِنْسَان . هذَا هُوَ الأمر اللِّي يُوحَنَّا المَعْمَدَان أُرْسِلَ مِنْ السَّمَاء مِنْ أجْلُه .. أُرْسِلَ عَشَان يُصْرُخ دَاخِل قَلْب كُلَّ وَاحِد وَيِقُولُّه عِدْ طَرِيقٌ الرَّبَّ .. إِسْتَعِد لإِسْتِقْبَالُه .. إِوْعَى يِجِي وَتَكُون فِي غَفْلَة .. إِوْعَى يِجِي وَلاَ تَحِس بِه .. إِوْعَى يِتْوِلِد وَيِكْبَر وَإِنْتَ مِشْ دَرْيَان أنَّ المَسِيَّا قَدْ أتَى .. يُوحَنَّا المَعْمَدَان جِه عَشَان يِعِد لِلرَّبَّ شَعْباً مُسْتَعِداً .. عَايِز يِخَلِّي النَّاس تَسْتَعِد .. رَبِّنَا يَسُوع يِقُول ﴿ غَنَمٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا ﴾ ( مت 9 : 36 ) .. هُوَ جَاي لِلغَنَمْ دِي .. جَاي يِقُول لِلأغْنَام دِي أصْبَح لُكُمْ رَاعِي .. أصْبَح لُكُمْ صَاحِبْ .. إِنْتُمْ مُشَتَتِينْ .. جَاءَ يَقُول لِكُلَّ إِنْسَان إِنْتَ شَاعِر بِإِنْ إِنْتَ لَيْسَ لَكَ هَدَف فِي الحَيَاة وَإِنَّك لَيْسَ لَكَ قِيمَة وَإِنْ صُورْتَك فِي الحَيَاة غِير سَوِيَّة وَغِير سَلِيمَة .. أنَا بَرُد لَك صُورْتَك وَبَرُد لَك هَدَفَك وَبَعَرَّفَك المَفْرُوض يِكُون لِيك حَيَاة تِعِيشْهَا . دَه دُور يُوحَنَّا المَعْمَدَان .. جَاي يِقُول لِلقَطِيع بِتَاع رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح إِنْ أصْبَح لُكُمْ رَاعِي .. الكِتَاب يِقُول ﴿ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ ﴾ ( لو 19 : 10) .. جَاي يُطْلُب الضَّال وَيَسْتَرِدُّ المَطْرُود وَيُجَبِّرُ الكَسِير وَيَعْصِبُ الجَرِيحَ ( حز 34 : 16 ) .. جَاي كُلَّ وَاحِد عَنْدُه مُشْكِلَة هُوَ يِحِلَهَا .. الضَّال يُطْلُبُه .. المَطْرُود يُرُدُّه .. الجَرِيح يِعْصِبُه .. المَكْسُور يِجَبَّرُه .. كُلَّ وَاحِد جَاي يِقُولُّه إِنْتَ دَوَاك عَنْدِي .. إِنْتَ إِطْمِئْنَانَك فِيَّ .. طَرِيقَك مَعَايَا .. رَبَّ المَجْد يَسُوع لَمَّا جِه كَانْ النَّاس فِي ظُلْمَة وَفِي زَيَغَان وَفِي قِمِّة الشَّر .. قَصَدْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح أنْ يَكُون مِيلاَدُه لَيْلاً وَأنْ يَكُون فِي صَقِيع وَأنْ يَكُون فِي بُرُودَة عَشَان يِقُول أنَا جَاي أفْتَقِد العَالَمْ فِي ظُلْمِتُه وَفِي بُرُودْتُه وَفِي زَيَغَانُه وَفِي تَيَهَانُه .. عَاوِز أقُول أنَا جَاي أفْتَقِد العَالَمْ كُلُّه وَإِنْ كَانْ النَّاس فِي غَفْلَة لِلدَرَجَة إِنْ لَيْسَ لَدَيْهِمْ مَكَان أتْوِلِد فِيه إِلاَّ إِنِّي أتَيْت .. أتَيْت لِتَكُون لَهُمْ حَيَاة وَلِيَكُون لَهُمْ أفْضَل ( يو 10 : 10 ) .. أنَا جَاي لِلغَنَمْ اللِّي بِلاَ رَاعِي .. الغَنَمْ اللِّي تَايْهَة عَلَى الجِبَال جَاي أرُدَّهَا .. الغَنَمْ اللِّي تَايْهَة عَلَى جِبَال الكِبْرِيَاء وَالتَشَامُخ جَاي أُعْلِنْ بِيهُمْ نَفْسِي كَإِله مُتَضِعْ .. الغَنَمْ اللِّي تَايْهَة عَلَى جِبَال المَعَاصِي .. اللِّي عَايْشِينْ فِي قَسَاوِة قَلْب جَاي أحَنِّنْ قَلْبُهُمْ وَأُحَقِق مَوَاعِيدِي فِيهُمْ .. النِّفُوس اللِّي عَايْشَة تَايْهَة فِي الوُدْيَان وَفِي سِفَاح الجِبَال جَاي أبْحَث عَنْهُمْ .. أطْلُب الضَّال وَأسْتَرِد المَطْرُود .. يُوحَنَّا جَاي يِقُول لُهُمْ كِدَه ﴿ أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً ﴾ ( لو 3 : 4 ) .. صُوْت حَقٌّ جَاي يُصْرُخ مِنْ أجْل إِنْ الإِنْسَان يُعِد طَرِيقٌ الرَّبَّ . إِحْنَا كَمَان يَا أحِبَّائِي .. هَا قَدْ إِقْتَرَبَ جِدّاً مِيلاَد رَبَّ المَجْد يَسُوع مِنَّك .. المَفْرُوض إِنْ الوَاحِد دِلْوَقْتِي يِكُون مِحْتَاج لِصُرَاخ يُوحَنَّا المَعْمَدَان .. يُصْرُخ فِينَا عَشَان نِجَهِز نَفْسِنَا .. يُوحَنَّا المَعْمَدَان بِيُصْرُخ فِينَا عَشَان نِعِد نَفْسِنَا وَنِعِد قَلْبِنَا وَنِعِد حَيَاتْنَا لإِسْتِقْبَالُه .. يُوحَنَّا المَعْمَدَان جَاي يِقُولَّك خَلِّي بَالَك المَسِيَّا جَاي .. المُخَلِّص جَاي إِوْعَى يِجِي وَمَايِكُنْش عَنْدَك حَاجَة .. إِوْعَى يِجِي وَإِنْتَ مِشْ دَرْيَان بِيه .. إِوْعَى يِجِي وَمَايُبْقَاش مَعَاك حَاجَة تِقَدِّمْهَا لُه .. لاَزِم تِجَهِز نَفْسَك . النَّهَارْدَة الكِنِيسَة بِتْقُولَّك إِنْ فِيه حَدَث عَظِيمْ مِحْتَاج إِنْ إِنْتَ تِتْجَاوِب مَعَ صُوْت النِدَاء .. صُوْت نِدَاء يُوحَنَّا المَعْمَدَان .. بِتْقُولَّك مَعَاك إِيه تِقَدِّمُه لُه ؟ مَعَاك كُنُوز دَهَبْ ؟ جَهِّزْهَا .. إِيه كُنُوز الدَّهَبْ ؟ الفَضَايِل .. الأعْمَال الصَّالِحَة .. رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لاَ يَهِمُّه الذَّهَبْ لكِنْ يَهِمُّه القَلْب .. يَهِمُّه الفَضِيلَة .. دُول مَعَاك تِعْرَف تِسْتَقْبِلُه .. مَعَاك أكْيَاس لُبَان ؟ مَعَاك صَلَوَات ؟ مَعَاك لِسَان تَسْبِيح ؟ لَمَّا المَلاَيْكَة تِمَجِّدُه تِعْرَف تِقُول مَعَاهُمْ وَلاَّ تُقَفْ كَغَرِيب ؟ هَلْ لِيك لِسَان تَسْبِيح ؟ هَلْ لِيك فَمْ يُخْبِر بِحَمْدُه ؟ هَلْ لِيك شَفَتَان تَنْطِقَان بِإِسْمُه ؟ هَلْ لِيك شِفَاه غِير هَادِئَة ؟ يُوحَنَّا المَعْمَدَان عَاوِز يِقُولَّك جَهِّز نَفْسَك .. خَلِّي مَعَاك كُنُوز دَهَبْ .. فَضَايِل وَخَلِّي مَعَاك أكْيَاس لُبَان وَصَلَوَات وَتَسَابِيح .. خَلِّي مَعَاك ذَخِيرِة مُر عَشَان تُقَدِّمْهَا لُه .. إِيه ذَخِيرِة المُر ؟ شَرِكَة الآلاَم .. حَمْل الصَّلِيب .. أي وَاحِد فِينَا شَايِل صَلِيبُه بِفَرَح عَلَشَان خَاطِر لَمَّا يِتْقَابِل مَعَ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح يِجِيب الصَّلِيب بِتَاعُه وَهُوَ فَرْحَان وَهُوَ شَايْلُه .. أي وَاحِد فِينَا عَنْدُه ألَمْ فِي حَيَاتُه هَلْ بِيَتَقَبَل الألَمْ بِشُكْر ؟ دَه الصَّلِيب .. هَلْ يَقْبَل ألَمِي أم مُتَمَرِد ؟ الأبَاء القِدِّيسُون يَقُولُوا ﴿ لَيْسَ كُلَّ الَّذِينَ يَتَألَمُون يَنَالُون الأكَالِيل وَلكِنْ الَّذِين يَقْبَلُون ألَمَهُمْ فَقَطْ يَنَالُون الأكَالِيل ﴾ .. نَاس كِتِير بِتَتَألَمْ لكِنْ مُتَمَرِدَة وَمِشْ قَابْلَه لكِنْ اللِّي بِيِقْبَل ألَمُه دَه يَنَال الإِكْلِيل .. مَعَاك مُر تِتْقَدِم بِيه لِسَيِّدَك وَمُخَلِّصَك اللِّي أسَاساً هُوَ إِجْتَاز المُر وَجِه مِنْ أجْل خَلاَصَك لِيَفْدِيك بِالمَرَارَة ؟ يُوحَنَّا المَعْمَدَان خَايِفْ جِدّاً .. خَايِفْ النَّاس لاَ تَكُون جَاهْزَة لإِسْتِقْبَالُِه لِذلِك رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح أرْسَل يُوحَنَّا كَسَابِق لَهُ يُعِد طَرِيقٌ الرَّبَّ .. يُعِد لَهُ شَعْباً مُسْتَعِداً . الكِنِيسَة النَّهَارْدَة بِتْقُول لِينَا عَلَى مِيلاَد يُوحَنَّا السَّابِق عَلَشَان يُوحَنَّا يُصْرُخ فِينَا وَيِجَهِزْنَا لإِسْتِقْبَال المَلِك .. نُعِد طَرِيقُه .. نُعِد قُلُوبْنَا .. أعِد قَلْبِي عَشَان يِكُون مَكَان يِسْتِرَيَح فِيه وَيِتْوِلِد فِيه .. جَمِيل جِدّاً قَلْبِي يِكُون مَكَان يِتْوِلِد فِيه رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح مَهْمَا كَانْ فِيه مِنْ أتْعَاب أوْ أدْنَاس أوْ خَطَايَا أوْ شُرُور إِلاَّ إِنْ أنَا هَا أفْتَحُه لُه .. وَمَعَ إِنْ هُوَ مَكَان مِشْ كُوَيِس وَمِشْ حِلْو إِلاَّ إِنْ أنَا قَبِلْت إِنْ هُوَ يُسْكُنْ عَنْدِي وَيَقُول أنَا هَا أحَوِّل المَكَان بِتَاعَك دَه لِسَمَا – هُوَ دَه اللِّي عَمَلُه – مِينْ يِصَدَق إِنْ مَغَارَة وَمِزْوَد البَهَائِمْ يَتَحَوَل إِلَى مَكَان تَطَلُّع السَّمَاء وَالأرْض ؟ مِينْ يِصَدَق ؟ هذَا جَمَال عَمَل رَبِّنَا .. جَمَال عَمَل رَبِّنَا لَيْسَ أجَهِز لُه مَكَان حِلْو قَوِي قَوِي يِتْوِلِدْ فِيه .. لأ .. جَمَال عَمَل رَبِّنَا إِنْ هُوَ يِغَيَر وَيُهَيِّئ .. مَجْد المَكَان لَيْسَ مِنْ صِفَات المَكَان لكِنْ قِيمْتُه إِنْ الْمَسِيح فِيه .. مَجْد المَكَان مِشْ إِنْ دَه مِزْوَد وَلاَّ قَصْر .. مَجْد المَكَان الْمَسِيح فِيه وَلاَّ .. لأ ؟ أنَا المَجْد بِتَاعِي الْمَسِيح جُوَايَا وَلاَّ .. لأ ؟ وَهُوَ دَه الغَرَض اللِّي جَاي مِنْ أجْلُه يُوحَنَّا .. الغَرَض اللِّي جَاي مِنْ أجْلُه يُوحَنَّا يِقُول ﴿ فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ ﴾ ( لو 3 : 8 ) .. الغَرَض اللِّي جَاي مِنْ أجْلُه يُوحَنَّا يِقُول إِرْجَع عَنْ طُرُقَك الشِّرِّيرَة .. إِخْلَع ثَوْب الرِيَاء .. ﴿ مَنْ لَهُ ثَوْبَانِ فَلْيُعْطِ مَنْ لَيْسَ لَهُ ﴾ ( لو 3 : 11) .. خَلِّي عَنْدَك أعْمَال رَحْمَة .. خَلِّي عَنْدَك أعْمَال مَحَبَّة تِتْقَدِم بِيهَا قُدَّامُه .. ﴿ وَأَنْتَ أَيُّهَا الصَّبِيُّ نَبِيَّ الْعَلِيِّ تُدْعَى لأَِنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ ﴾ .. ﴿ وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ ....... لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْباً مُسْتَعِدّاً ﴾ جَاي يُعِد لُه شَعْب .. بِيْقُولَّك ﴿ فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ ﴾ .. قَدِّم ثَمَر يَلِيق بِالتَوْبَة عَشَان تُشْعُر إِنْ قَلْبَك قَرِيب لُه وَيَصْلُح إِنْ هُوَ يُسْكُنْ فِيه وَجَمِيل إِنْ رَبِّنَا يِحِبْ يُسْكُنْ فِي قُلُوبْنَا . جَمِيل المَزْمُور لَمَّا يِقُول ﴿ جَمَال يَعْقُوب الَّذِي أحَبَّهُ ﴾ ( مز 46 – مِنْ مَزَامِير الثَّالِثَة ) .. لِيه " جَمَال يَعْقُوب الَّذِي أحَبَّهُ " ؟ رَبِّنَا لَمَّا يِحِبْ يِجِيبْ إِسْم يَعْقُوب بِيِثْبِتْ بِيه أمر مُهِمْ جِدّاً .. بِيِثْبِت بِيه إِنُّه إِله الضُعَفَاء وَالخُطَاة .. لِيه ؟ يَعْقُوب بِالمُقَارَنَة بِأبُونَا إِسْحَق وَأبُونَا إِبْرَاهِيم هُوَ أقَلُهُمْ مِنْ حِيث إِسْتِعْدَادَاتُه الرُّوحِيَّة وَمَعَ ذلِك رَبِّنَا بِيْقُول إِنْ هُوَ إِله يَعْقُوب وَجَعَلَهُ رَئِيس أسْبَاطُه وَجَعَلَ لَهُ رَأس الشَجَرَة .. ﴿ جَمَال يَعْقُوب الَّذِي أحَبَّهُ ﴾ .. مِينْ يَعْقُوب ؟ إِقْرأ سِيرِة يَعْقُوب تِلاَقِيه إِنْسَان مُخَادِع .. عَاوِز يِقُولَّك أنَا مَسِيح الضُعَفَاء .. أنَا إِله الخُطَاة .. أنَا جَاي عَشَان أتَصَارَع مَعَ يَعْقُوب دَه وَهُوَ شَعَر بِخَطَأه وَقَالْ ﴿ لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي ﴾ ( تك 32 : 26 ) .. وَبَارَكْتَهُ .. إِيه دَه ؟ دَه سِر تَقْدِيس الله لِلإِنْسَان وَجَمَال عَمَل الله لِلإِنْسَان . القِدِّيسِين يَقُولُوا ﴿ أنَّ الطَّبِيبْ يُمْدَح بِمَرْضَاه ﴾ يَعْنِي إِيه ؟ يَعْنِي كُلَّ المَرِيض مَا كَانِتْ حَالْتُه أصْعَب وَأوْحَش وَالدُكْتُور شَفَاه أصْبَح الدُكْتُور شَاطِر .. إِيه الفَايْدَة إِنْ طَبِيبْ يُشْفِي وَاحِد كُوَيِس وَلاَّ سَلِيم ؟ الدُكْتُور يَكُون شَاطِر لَمَّا تِكُون حَالَة مَيْؤس مِنْهَا .. حَالَة لَيْسَ لَهَا عِلاَج لكِنْ شُفِيَ عَلَى يَدُه .. هِنَا تِقُول الدُكْتُور شَاطِر .. طَبِيبْ يُمْدَح بِمَرْضَاه .. رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح بِيُمْدَح بِمَرْضَاه .. إِحْنَا مَرْضَاه .. يُمْدَح بِزَكَّا العَشَّار الإِنْسَان المُحِبْ جِدّاً لِلمَال وَمَعَ ذلِك يِقُولُّه ﴿ هَا أَنَا يَارَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ ﴾ ( لو 19 : 8 ) . الأبَاء القِدِّيسِين يَتَأمَلُوا فِي الأمر دَه وَيَقُولُوا زَكَّا كَانْ عَاوِز يِقُول لِرَبِّنَا أنَا هَعْطِيك كُلَّ فُلُوسِي لكِنْ هُوَ قَسِّمْهَا جُزْئِين .. النِّصْف لِلفُقَرَاء وَالنِّصْف الآخَر عَشَان يُرُد لِلِّي وَشَى لُهُمْ أرْبَعَة أضْعَاف .. مُحِبْ المَال جِدّاً أعْطَى كُلَّ مَالُه .. مُحِبِّة لِلخَطِيَّة جِدّاً زَي السَّامِرِيَّة رِجْعِت وَتَابِتْ .. الطَّبِيبْ يُمْدَح بِمَرْضَاه .. يُوحَنَّا جَاي يِقُول ﴿ فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ ﴾ .. أتَى لِيكُمْ المُخَلِّص عَاوْزِينْ إِيه تَانِي ؟ يُوحَنَّا المَعْمَدَان جَاي يُصْرُخ فِي بَرِيِة قُلُوبْنَا المُوحَشَة .. جَاي يِقُول ﴿ الشَّعْبُ الْجَالِسُ فِي ظُلْمَةٍ أَبْصَرَ نُوراً عَظِيماً ﴾ ( مت 4 : 16) . إِوْعَى الفُرْصَة تِفُوتَك .. إِوْعَى الأيَّام تِفُوت مِنْ غِير مَا تِجَهِز نَفْسَك لإِسْتِقْبَال الْمَسِيح ..مِنْ الأُمور اللِّي لاَزِم نِفْهَمْهَا كُوَيِسْ إِنْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح وَكِنِيسْتَة بِتِعْمِل لِينَا مُنَاسَبَات كِتِيرَة جِدّاً مِنْ أجْل تَجْدِيد خَلاَصْنَا وَمِنْ أجْل إِرْتِقَاء حَيَاتْنَا .. مَا مِنْ عِيد وَلاَّ مِنْ مُنَاسْبَة فِي الكِنِيسَة إِلاَّ هَدَفْهَا بِر وَتَقْوَى الإِنْسَان وَثَبَاتُه وَإِتِحَادُه بِالْمَسِيح .. الحِكَايَة لَيْسَتْ حِكَايِة أيَّام وَأعْيَاد وَتِفُوت وَخَلاَص .. لأ .. العِيد هَدَفُه أنْ أقِفْ أمَام الله .. أنْ أعَيِّد لَهُ وَأنْ أفْرَح بِيه وَأُقَدِّم لُه قَلْبِي .. أُقَدِّم لُه هَدَايَا حَيَاتِي .. أُقَدِّم لَهُ خُضُوعِي .. أتَرَأى أمَامُه بِهَدَايَاي .. هِيَّ دِي فِكْرِة العِيد مِنْ العَهْد القَدِيم وَإِلَى الأنْ وَإِنْ كَانْ فِي العَهْد القَدِيم بِيِحْتَاج هَدَايَا كَذَبَائِح إِلاَّ النَّهَارْدَة بِيِحْتَاج هَدَايَا مِنْ نُوع جِدِيد .. هَدَايَا ذَبَائِح قَلْب .. ذَبَائِح حَمْد .. ذَبَائِح شُكْر .. ذَبَائِح تَسْبِيح .. ذَبَائِح رِضِى .. ذَبَائِح عَطَايَا .. ذَبَائِح رَحْمَة .. دَه اللِّي الإِنْسَان يِعْمِلُه .. صَعْب جِدّاً الإِنْسَان يِهْتَمْ بِمَظَاهِر كِتِيرَة عَلَشَان يِعَيِّد بِيهَا دُونَ أنْ يَهْتَمْ بِجَوْهَر العِيد . مِنْ الأُمور المُؤسِفَة جِدّاً إِنْ العَالَمْ كُلُّه يَحْتَفِل بِالكِرِيسْمَاس وَيِعْمِلُوا زِينَات وَأعْلَى نِسَبْ مَبِيعَات فِي السَنَة كُلَّهَا أيَّام الكِرِيسْمَاس .. أفْخَر الهَدَايَا .. فِي الخَارِج مِتْعَوِد إِنْ كُلَّ وَاحِد لاَزِم يِجِيبْ هَدَايَا لِكُلَّ اللِّي يِعْرَفْهُمْ فِي الكِرِيسْمَاس .. فَالوَاحِد يِجِيلُه هَدَايَا كِتِيرَة جِدّاً وَهُوَ يِبْعَتْ هَدَايَا كِتِيرَة جِدّاً .. وَطَبْعاً لِبْس وَأكْل وَفُسَح وَأجَازَات وَطَيَرَان رَايِح وَطَيَرَان جَاي .. لَمَّا وَاحِد يِحِبْ يِحْجِز فِي وَقْت الكِرِيسْمَاس يِقُولُوا لُه إِنْتَ بِتِحْلَمْ .. مَظَاهِر إِحْتِفَالاَت رَهِيبَة جِدّاً وَإِسْمُه الكِرِيسْمَاس عَلَى إِسْم رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح Christ وَفِي نَفْس الوَقْت لاَ يُذْكَر فِيهِ إِسْم يَسُوع .. إِيه اللِّي بِيِحْصَل ؟ إِحْنَا حَوِّلْنَا الإِحْتِفَالاَت لإِحْتِفَالاَت لإِنْفُسْنَا وَبِأنْفُسْنَا نَأكُل وَنِشْرَب وَنِلْبِس فَقَطْ .. أصْبَحِتْ مُنَاسْبَة أحَاوِل أمَتَعْ نَفْسِي بِيهَا . هَلْ دَه هَدَف العِيد ؟ هَدَف العِيد إِنِّي أُقَدِّم رِضَى لِرَبِّنَا وَشُكْر لِرَبِّنَا وَتَقْدِيم حَمْد وَخَلاَص .. جَيِّد جِدّاً إِنْ أنَا ألْبِس وَأكُل وَأشْرَب لكِنْ لاَزِم يِكُون فِيَّ إِسْتِعْدَادَات أُخْرَى وَفِكْر تَانِي لِلأمر .. يُوحَنَّا المَعْمَدَان جَاي يِعْمِل كِدَه .. جَاي يِقُولَّك خَلِّي بَالَك الحَدَث جَسِيم .. جَاي يُوحَنَّا المَعْمَدَان يُصْرُخ فِي قَلْب كُلَّ وَاحِد يِقُولُّه لاَ يَحِلُّ لَك .. صُوْت حَقٌ عَشَان يِخَلِّي الإِنْسَان يِرْجَع عَنْ طَرِيقُه الشِّرِّير .. دَه يُوحَنَّا المَعْمَدَان .. يُوحَنَّا المَعْمَدَان جَاي يِقُول لِكُلَّ وَاحِد لاَ يَحِلُّ لَك أنْ تَرْتَبِط بِالعَالَمْ .. لاَ يَحِلُّ لَك أنْ تَحْيَا أسِير لِنَزَوَات العَالَمْ أوْ شَهَوَات العَالَمْ .. لاَ يَحِلُّ لَك إِنْ إِنْتَ تَتَجَاوَبْ مَعَ رُوح العَالَمْ .. لاَ يَحِلُّ لَك إِنْ إِنْتَ تِكُون كَاسِر لِلوَصَايَا .. دَه يُوحَنَّا المَعْمَدَان جَاي يِقُول كِدَه .. جَاي يِقُولَّك النِّفُوس المُرْتَبِكَة بِنِير عُبُودِيِة العَالَمْ لاَزِم تِتْفَك مِنْ النِير دَه وَلاَزِم تِعِيش حُرِيِة مَجْد أوْلاَد الله .. صُوْت صُرَاخ يُوحَنَّا يَا أحِبَّائِي جَاي يُصْرُخ فِي بَرِيِة قَلْب كُلَّ وَاحِد عَلَشَان خَاطِر نِجَهِز نَفْسِنَا . إِحْنَا مِحْتَاجِينْ لِقُوِّة حَقٌ .. قُوِّة حَقٌ يُوحَنَّا المَعْمَدَان اللِّي كَانْ لاَ يَخَاف وَلاَ يَهَاب إِنْسَان .. اللِّي يِقُول لِينَا ﴿ تُوبُوا لأَِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّموَاتِ ﴾ ( مت 3 : 2 ؛ 4 : 17 ) .. إِصْنَع ثِمَار تَلِيق بِالتَوْبَة .. صُوْت لاَبُد إِنْ أنَا أتَجَاوَب مَعَاه عَلَشَان خَاطِر الأيَّام لاَ تِعَدِّي عَلَيَّ وَأنَا مِشْ فَاهِمْ .. لاَزِم أكُون أنَا مِنْ ضِمْن الشَّعْب المُسْتَعِد اللِّي يِتْجَاوِب مَعَاه .. عَشَان كِدَه جَاي يِبَكِتْ الكَتَبَة وَالفِرِّيسِيِّين بِيْقُول لِيهُمْ إِنْتُمْ بِتِكَلِّمُوا بِالصَّالِحَات وَإِنْتُمْ أشْرَار .. جَاي يِبَكِتْ رِيَاءهُمْ .. يُوحَنَّا المَعْمَدَان يِقُولِّي إِنْتَ مُمْكِنْ تُبْقَى إِسْمَك أوْ شَكْلَك مَسِيحِي وَإِسْمَك أوْ شَكْلَك مُتَدَيِنْ لكِنْ إِحْذَر إِنْتَ فِيك رِيَاء .. إِحْذَر مِنْ الرِّيَاء دَه يِمْنَع عَنَّك أي بَرَكَة لأِنْ بِيخَلِّيك لاَ تُعِد نَفْسَك فِي عِدَاد الخُطَاة اللِّي عَاوْزِينْ وَمِنْتَظِرِينْ رَبِّنَا يَسُوع .. إِنْتَ رَاجِل تُشْعُر إِنَّك فَوْقَ المُِسْتَوَى دَه .. إِحْذَر مِنْ الرِّيَاء لأِنَّهُ بِيِحْجِز عَنَّك البَرَكَات وَيَاخُد مِنَّك أي عَافْيَة رُوحِيَّة فِيمَا لاَ يُفِيد . عَشَان تِسْتَقْبِلُه لاَزِم تِسْتَقْبِلُه بِقَلْب وَضَمِير إِنْسَان خَاطِي مِحْتَاج لِلخَلاَص .. جَاي يِقُولَّك الْمَسِيح لَمَّا يِجِي يِلاَقِي النِّفُوس مُسْتَعِدَّة لُه مِشْ نِفُوس عَامْلَة حَاجِز أوْ حَائِل بِينْهَا .. لأ .. لاَزِم الإِنْسَان يَتَحَلَّى بِصِفَات مُعَيَنَة عَلَشَان يُشْعُر بِمَجِئ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. يُوحَنَّا المَعْمَدَان صُوْت الحَقٌّ .. صُوْت إِيلِيَّا النَّبِي أمَام آخَاب المَلِك وَيُوَبِخُه .. الصُوْت دَه جَاي يُوَبِخْنَا .. جَاي يِقُولَّك جَهِّز نَفْسَك لأِنْ المَفْرُوض إِنْ إِنْتَ تِكُون بِتِسْتَقْبِل حَدَث مُهِمْ جِدّاً لِلخَلاَص .. الإِله اللِّي هَا يَصِير إِنْسَان مِنْ أجْلَك .. اللِّي جَاي يِقَدِّم لِيك خَلاَص وَفِدَاء .. اللِّي جَاي يَتَشَبَه بِيك .. اللِّي جَاي ﴿ اللهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ وَلأَِجْلِ الْخَطِيَّةَ دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ ﴾ ( رو 8 : 3 ) . إِنْتَ هَا تِسْتَقْبِل حَدَث عَظِيمْ إِحْذَر تِسْتَقْبِلُه وَإِنْتَ مِسْتَهْتَر وَلاَّ حَيَاتَك زَي مَا هِيَّ .. لأ .. المَفْرُوض تِسْتَقْبِلُه بِالتَّقْوَى .. المَفْرُوض تِسْتَقْبِلُه بالوَدَاعَة .. بِالصَّلاَة .. تِسْتَقْبِلُه بِالسَهَر وَالتَّسْبِيح وَدَه اللِّي الكِنِيسَة بِتِعْمِلُه مَعَانَا طُول شَهْر كِيَهْك بِتْسَهَرْنَا .. بِتْسَهَرْنَا لِيه ؟ عَلَشَان خَاطِر نِسْتَعِد .. عَلَشَان لَمَّا يِجِي نِكُون سَهْرَانِينْ مَعَ الرُّعَاة .. عَلَشَان أقْدَر أسْتَوْعِب الحَدَث .. نِفُوس سَهَرِت لَيَالِي طَوِيلَة تِصَلِّي وَتُسَبِّح .. لَمَّا نِيجِي نِقُولَّهَا الْمَسِيح جِه تِقْدَر تِقُول النِّفُوس دِي تِتْجَاوِب مَعَاه .. هُوَ دَه صُوْت صُرَاخ يُوحَنَّا المَعْمَدَان اللِّي جَاي عَايِز شَعْب مُسْتَعِد .. نِقْدَر نِقُول إِنْ دَه أهَمْ حَدَث عِرْفِتُه الأرْض حَدَث التَّجَسُّد الإِلهِي .. الإِله اللِّي صَار إِنْسَان .. اللِّي صَار كَوَاحِد مِنَّا ( تك 3 : 22 ) .. اللِّي مِشِي فِي وِسْطِنَا وَأكَل مِنْ أكْلِنَا وَنَام زَيِنَا .. اللِّي أخَد طَبِيعِتْنَا بِكُلَّ ضَعَفَاتْهَا مِنْ أجْل أنْ يُقَدِّس زَي مَا نقُول ﴿ بَارَكْتَ طَبِيعَتِي فِيك ﴾ ( مَا يَقُولُه الكَاهِن فِي القُدَّاس الغِرِيغُورِي – جُزْء " أنْتَ الكَائِنْ فِي كُلَّ زَمَانٍ " ) . حَدَث مُهِمْ جِدّاً وَحَدَث يَصْعُب الإِسْتِيعَاب بِتَاعُه عَشَان كِدَه جِه يُوحَنَّا السَّابِق .. لَمَّا يُوحَنَّا لِقِي نَفْسُه النَّاس مُلْتَفَّة حَوَالِيه قَالَ لَهُمْ .. لأ .. دَه مَنْ لَهُ العَرُوس فَهُوَ العَرِيس ( يو 3 : 29 ) .. أنَا مُجَرَّد صَدِيق لِلعَرِيس .. ﴿ يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ ﴾ ( يو 3 : 30 ) .. إِلْتَفُّوا حَوْلَهُ هُوَ .. تَلاَمِيذُه قَالُوا لُه إِنْ تَلاَمِيذُه هُوَ إِبْتَدَإِت النَّاس تِمْشِي حَوَالِيه وَإِبْتَدَأُوا يِعَمِدُوا تِعْمِل مَعَاهُمْ إِيه ؟ قَالَ لَهُمْ أنَا صَدِيق العَرِيس .. أنَا مُجَرَّد وَاحِد جَاي يُعِد لَهُ شَعْب مُسْتَعِد .. لَمَّا ألاَقِي النَّاس مُلْتَفَّة حَوَالِيه يِكُون فَرَحِي قَدْ كَمُلَ ( يو 3 : 29 ) .. النِّفُوس اللِّي قُلُوبْهَا بَطِيئَة فِي البِرِّ .. النِّفُوس اللِّي عَايْشَة فِي ظُلْمِة الخَطِيَّة وَبِرُودِتْهَا وَقَسَاوِتْهَا صَعْب عَلِيهَا جِدّاً تِسْتَوْعِبْ إِنْ الْمَسِيح قَدْ أتَى .. صَعْب جِدّاً الإِنْسَان يِسْتَوْعِبْ أنَّ الإِله صَارَ إِنْسَاناً .. صَعْب جِدّاً النِّفُوس اللِّي عَايْشَة فِي أسر خَطَايَا وَعَايْشَة مُتَلَذِذَة بِشَهَوَات وَمُصِرَّة عَلَى ضَعَفَات صَعْب جِدّاً النِّفُوس دِي تِسْتَوْعِبْ أنَّ الله قَدْ صَارَ إِنْسَان .. لِذلِك عَطِيِة العَطَايَا كُلَّهَا إِنْ إِحْنَا نِسْتَقْبِل مِيلاَد رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح اللِّي جَاي يَفْتَقِد الأرْض بِتَاعِتْنَا .. تِسْتَقْبِلُه بِمَا يَلِيق بِكَرَامْتُه كَإِله جِه عَلَى الأرْض .. بِيتِي لاَزِم يِتْجَهِز لُه .. قَلْبِي .. نَفْسِي .. وِلاَدِي .. أنْفَاسِي .. كُلَّ مَا فِيَّ يِشْتِرِك فِي قُدُومُه . رَبِّنَا كَانْ الأوِّل يِتْعَامِل بِعُلِيقَة مُشْتَعَلَة بِالنَّار .. كَانْ الأوِّل يِتْعَامِل بِخُوف وَرِعْدَة .. كَانْ لاَزِم يِرْعِبْ النَّاس .. لِيه ؟ عَلَشَان خَاطِر لاَ يَقْدَرُوا يَسْتَوْعِبُوه إِلاَّ بِالمَحْسُوسَات لكِنْ النَّهَارْدَة جَاي كَطِفْل بَسِيط جِدّاً مُقَمَطْ بِلَفَائِفْ مَوْلُود فِي مِزْوَد .. زَمَان كَانْ فِي بُرُوق وَرُعُود قَالْ .. لأ .. أنَا هَعْتَمِد عَلَى أمر تَانِي .. إِيه ؟ نَقَاوِة قَلْب الإِنْسَان .. ﴿ طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ لأَِنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ ﴾ ( مت 5 : 8 ) .. القُلُوب النَّقِيَّة وَالنِّفُوس اللِّي عَايْشَة فِي بِر هِيَّ اللِّي هَتِسْتَوْعِبْ .. لكِنْ زَمَان أُسْلُوب الرِّعْدَة وَالرُعْب كُنْت بِتِسْتَخْدِمُه مَعَ النَّاس اللِّي بِتَلْتَمِسْنِي مِنْ الخَارِج لكِنْ دِلْوَقْتِي أنَا جَاي عَشَان أسْكُنْ فِي الإِنْسَان مِنْ جُوَّاه .. بَطُلَ هذَا الأُسْلُوب لِدَرَجِة أرْمِيَا النَّبِي كَانْ أحْيَاناً يِقُول لِرَبِّنَا ﴿ لاَ تَكُنْ لِي رُعُْباً ﴾ ( أر 17 : 17) .. لِيه ؟ لأِنْ دَه الأُسْلُوب اللِّي كَانْ رَبِّنَا بِيِتْخَاطِبْ بِيه مَعَ شَعْبُه لكِنْ النَّهَارْدَة رَبِّنَا بِيْكَلِمْنِي مِنْ جُوَّايَا .. أصْبَح سَاكِنْ فِيَّ .. مُتَحِد بِطَبْعِي .. لِذلِك رَبِّنَا عَايِز يِشُوف نِفُوس إِسْتَوْعِبِتْ العَطِيَّة بِتَاعْتُه . وَاحِد زَي زَكَرِيَّا فِي تَسْبِحْتُه وَإِنْ كَانِتْ شَخْصِيِّة رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لَمْ تُرْسَم بِالظَبْط أمَامُه لكِنْ يَقُول ﴿ مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ لأَِنَّهُ افْتَقَدَ وَصَنَعَ فِدَاءً لِشَعْبِهِ ﴾ ( لو 1 : 68 ) .. هَلْ الخَلاَص تَمْ ؟ زَكَرِيَّا شَاعِر بِالرُّوح إِنْ الخَلاَص تَمْ .. لِيه ؟ لأِنْ هُوَ عَارِفْ بِرُوح النُّبُوَة مَا سَيَأتِي بِهِ رَبَّ المَجْد يَسُوع .. يَتَكَلَّمْ عَنْ الخَلاَص .. يَتَكَلَّمْ عَنْ قَرْن خَلاَص مِنْ بَيْت دَاوُد فَتَاة إِنْ رَبِّنَا بِيُعْطِينَا الخَلاَص .. بِيُعْطِينَا القُوَّة .. تَكَلَّمْ عَلَى أفْوَاه أنْبِيَاء وَقِدِّيسِين مُنْذُ الدَّهْر .. عَاوِز يِقُول إِنْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح اللِّي جَاي يُعْطِي خَلاَص وَيُعْطِي قُوَّة وَفِيهِ تَحْقِيق المَوَاعِيد وَالنُّبُوَات .. ﴿ خَلاَصٍ مِنْ أَعْدَائِنَا وَمِنْ أَيْدِي جَمِيعِ مُبْغِضِينَا ﴾ ( لو 1 : 71 ) .. عَاوِز يِقُول إِنُّه يَصْنَع رَحْمَةً مَعَ آبَائِنَا ( لو 1: 72 ) .. عَاوِز يِقُولَّك عَنْ بَرَكَات الْمَسِيح فِي حَيَاتَك . زَكَرِيَّا إِسْتَوْعِبْ مِينْ هُوَ الْمَسِيح .. عَاوِز تِسْتَوْعِبْ مِينْ هُوَ الْمَسِيح إِقْرَا الجُزْء دَه مِنْ الإِنْجِيل عَشَان تِعْرَف الْمَسِيح أتَى لِيه .. أتَى يَصْنَعْ خَلاَص .. أتَى يُعْطِي قُوَّة .. أتَى يُعْطِي رَحْمَة .. أتَى مِنْ أجْل تَحْقِيق المَوَاعِيد الإِلهِيَّة .. أتَى عَشَان يَصْنَعْ قَرْن خَلاَص .. أتَى لِكَيْ يُعْطِينَا أنْ نَكُون بِلاَ خُوْف لأِنَّهُ قَالَ﴿ أَنَا هُوَ لاَ تَخَافُوا ﴾ ( مت 14 : 27 ) .. هُوَ دَه رَبَّ المَجْد يَسُوع وَعَمَلُه فِي حَيَاتْنَا مِنْ هِنَا أقْدَر أنَا أتَجَاوَب مَعَ عَمَلُه فِي دَاخِلِي .رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح اللِّي أتَى وَافْتَقَدَ جِنْس البَشَر وَافْتَقَد زَمَانَّا وَافْتَقَد أرْضِنَا وَافْتَقَد أمَاكِنَّا يُعْطِينَا قُلُوب مُسْتَعِدَّة لَهُ وَألاَّ يَسْمَح أبَداً أنْ يَأتِي إِلَيْنَا وَنَحْنُ نِيَام أوْ وَنَحْنُ فِي غَفْلَة عَنْهُ أوْ أنْ نَأتِي إِلِيه وَلاَ نُقَدِّم لَهُ هَدَايَا مَحَبِّتْنَا رَبِّنَا يِكَمِّل كُلَّ نَقْص فِينَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِياً أمِين

حيثُ أكون أنا تكونون أنتُمْ أيضاً

إِنجيل هذا الصباح المُبارك ياأحبائىِ هو إِنجيل الأحد الّذى يسبِق عيد الصعود ويقول " أَنَا أَمْضِى لأُِعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً " ، ويقول " وإِن مضيت وأعددت لكُمْ مكاناً آتىِ وآخُذكُمْ إِلىّ حتى حيثُ أكون أنا تكونون أنتُم أيضاً " ، يقول أنا سأأخُذكُمْ للمكان الّذى أكون فيه ففِى إِحتفال عيد الصعود ربنا يسوع بيجلِس عن يمين الآب ويقول أنا عِندما أصعِد لن أصعِد وحدىِ ولكِنْ حيثُ أكون أنا تكونون أنتُمْ أيضاً ، ولِذلك اليوم الكنيسة بِتُهيّأنا ياأحبائىِ لِفِكر الصعود المُقدّس ، وتُريد أن تُفرّحنا بأنّ مكاننا هو فِى حِضن الآب فِى السماء بِنعمة ربنا أحِب أن أتكلّم معكُم فِى نُقطتين : 1/ حيثُ أكون أنا تكونون أنتُم أيضاً 2/ فِى بيت أبىِ منازِل كثيرة ربنا يسوع المسيح ياأحبائىِ وهو على الأرض قد أكمل كُلّ شىء ، وهو على الصليب قال " قد أُكمِل " ، وفِى القُدّاس نقول " أكمِلت التدبير بالجسِد " ، وأجتاز حُكِم العقوبة الّذى كان على الإِنسان ، ما مِن تعدّى وما مِن معصية فعلها الإِنسان إِلاّ وربنا يسوع قد دفع ثمنها للآب " قتلت الموت بِموتك وأظهرت القيامة بِقيامتك " ، وهذا ما نقوله فِى الصلاة بالأجبية وهو على الأرض إِبتدأ يدفِع الديون التّى على الإِنسان ، فكُلّ جِراحات الصليب ياأحبائىِ وكُلّ ألم إِجتازه ربنا يسوع وهو على الأرض كان إِيفاء للعدل الإِلهىِ حقّهُ ، فهو فِى السماء تراءى للآب ويديهِ ورِجليهِ فيها جِراحات ، فهو دفع ثمن خطايانا ، فهذا كان التدبير الإِلهىِ " أنّ الله سُرّ أن يسحقهُ والله وُضِع عليهِ إِثم جميعُنا " حمل كُلّ خطايانا فِى جسم بشريتهِ ، أُريدك أن تتخيّل وهو عِندما أكمل التدبير بالجسد وذاق الموت وهو أمام الآب وقد دفع ثمن كُلّ خطايانا ، بالرغم مِن أنّهُ بِلا خطيّة وبِلا شر ، وهو " صار خطيّة لإِجلِنا " تخيّلوا وهو صاعِد للآب بِهذهِ الجِراحات فإِنّهُ سيدخُل للآب وهو ظافِراً وفِى يديهِ ورجليهِ علامات طاعة لله وللبشر ، هو دفع ثمن هلاك الخليقة كُلّها ، فهو دخل للآب بِكرامة عظيمة ، وكُلّ الآلامات التّى إِجتازها أخذ أجرها ، فما هو أجرها ؟ أخذ الكرامة والمجد والسُلطان الّذى كان لهُ قبل التجسُدّ ، ويقول للآب أنا آتىِ ومعىِ كُلّ الّذين إِشتركوا فِى الجِراحات المُقدّسة ، أنا آتىِ ومعىِ وليمة ، ومعىِ عُرس ، ومعىِ مدعوّين كثيرين ، آتىِ ومعىِ الكنيسة كُلّها ، هذا هو الصعود ياأحبائىِ ، كما نقول فِى القُدّاس " رفع قديسيه للعلاء معهُ وأعطاهُم قرباناً لأبيه " رفع الكنيسة كُلّها معهُ ، وقال للآب هاهُم الّذين كانوا هالِكين ، والفساد كان مالِك عليّهُم ، والخطيّة كانت مُسيّطِرة عليّهُم ، وردّ لهُم المُلك مرّة أُخرى ، فكُلّ إِنسان يعيش حياة سماويّة يعيش إِستحقاقات الإِبن بالضبط ، ويدخُل فِى مجدِهِ ، ويقول عن كرامتهُ : ليس فِى هذا الدهر فقط بل وفِى الآتىِ ، فلا توجِد كرامة تعلو كرامِة الآب والإِبن ، فنحنُ سندخُل لِهذهِ الكرامة ، سندخُل مُحتميين فيهِ ، نحنُ سندخُل لدى الآب مُحتميين فِى الإِبن ، فكرامتنا هى مِن كرامة الإِبن ، الإِبن دفع ثمن الخطيّة فصرنا لهُ ، نحنُ ميراث ربنا يسوع المسيح ، نحنُ غنم رعيّتهُ ، نحنُ عمله ، نحنُ الّذين إِشترانا بدمهِ ولِذلك تُسمّى الكنيسة بإِسم " البيعة " لأنّها هى التّى إِبتاعها بدمهِ ، ولِذلك الإِبن لهُ كرامة عظيمة عِند الآب ، وهو يقول لنا " حيثُ أكون أنا تكونون أنتُم أيضاً " ، نحنُ غير مُحتاجين ياأحبائىِ أن نعرِف00 أن نعرِف المجد الّذى ينتظِرنا ، ولابُد أن نكون واثقين مِن هذا الوعد ، ومِن أنّ عشاء عُرس الخروف والوليمة السماويّة بِتنتظِرنا ، وهذا هو مكان مجد الإِبن ، وهو لا ينفصِل عنّا أبداً " فإِن كُنّا أبناء فنحنُ ورثة ورثة بالمسيح يسوع " ، لِذلك نحنُ لنا إِستحقاق التواجُد الدائم لدى الآب 0 فالإِبن موجود فِى حِضن الآب ونحنُ فِى الإِبن ، ولِذلك نحنُ فِى حِضن الآب ، أُنظُر لِعظِم تدبير ربنا يسوع وكيف يكون وضعِنا عِندهُ ، فهو بيّهيّأنا لِكرامة عظيمة ومجد عظيم فعيد الصعود بيعيِد لنا كُلّ بهجة وكُلّ خلاص ، بيعيِد لنا كُلّ كرامة مفقودة ، ولِذلك يقول فِى سِفر الرؤيا " ويتبعون الخروف أينما يذهب " ، ويكون بِلا عيب أمام عرش الله ، فنحنُ خُطاه ولكِن متحميين فِى دمهِ ، وهو إِشترانا بدمهِ فصرنا مُتبرّرين بدمهِ ، فتدبير ربنا يسوع المسيح أنّنا نصير هو بالضبط ، وعِندما نذهب للسماء يكون مكاننا بِجانبهِ فبولس الرسول يقول " لىِ إِشتهاء أن أنطلِق وأكون مع المسيح فذاك أفضل جِداً " ، لِماذا يا بولس الرسول ؟!! لأنّهُ عارِف ماذا أعدّ لهُ الله ، عارِف أنّ مكانه سيكون فِى حِضن الله وعارِف إِلى أين سيذهِب فنحنُ نقول لهُ : نحنُ يارب لا نستحِق ذلك ، ولكِن هو يقول لنا لا فأنتُم أولادىِ وأُريدكُم أن تكونوا معىِ ، الله ينتظِرنا فِى الأبدية مُنذُ الأزل ، منتظِرنا فِى الملكوت لِكى نتمتّع بهِ ، بولس الرسول يقول : أنتُم لستُم غُرباء ولا نُزلاء بل رعيّة أهل بيت الله ، فإِن كان البيت هو بيته فأنت لست غريب ، أنت جُزء منهُ ، أنت شريك لِصاحِب البيت فلو الإِنسان عرِف هذا المجد فكيف تكون نظرتهُ للأبدِية ؟ فإِنّنا سنجِد أنّ الأرض ستصغر فِى عينيهِ ، وتبدأ إِشتياقات السماء عِندهُ تكبر ، فنقول لهُ : متى يارب نكون فِى هذا المكان الرائع فنحنُ كُلّما إِقتنعنا بالسماء وأحببنا السماء تهون علينا كُلّ الأرض وكُلّ ما فيها ، ونعرِف أنّ كُلّ ما فيها هى أمور زائِلة ، فنتمسّك بالسماء ، والإِنسان عِندما يعرِف المجد الّذى ينتظِرهُ يبدأ يجهّز نفسه ، فيالِغِنى رحمِتك التّى تُجهّزها للبشريّة ، الإِنسان الّذى كان لا يستحِق أن يكون على الأرض ، اليوم نتكلّم عنهُ أنّ مكانه فِى حِضن الآب ، فهذهِ هى الكرامة التّى أخذها بالصعود فربنا يسوع يقول لنا أنا ذاهِب ومِنتظِركُم ومكانكُم جاهِز ، فهو بيقول هذا الكلام لِكى يُعزّينا عن فُراقة ، يقول لنا أنا مِجهّز لكُم مكان تفرحوا بهِ ، فهو يُريد أن يُخفّف عليّهُم آلام الفُراق ، وبِيجعِل النِفَس تعيش فِى إِنتظار أفراح الأبديّة ولِذلك ياأحبائىِ لا نتعجِب مِن القديسين الذاهبين بِفرح للإستشهاد ، فالكِتاب يقول لنا " لأنّ خفّة ضيقتنا الوقتيّة تُنشأ لنا أكثر فأكثر ثِقل مجد أبدىِ " ، فالإِنسان يشعُر فِى كُلّ يوم أنّهُ فِى إِشتياق زائِد ، لأنّهُ عرِف ما الّذى جهّزهُ الله لهُ ، تخيّل أنّ الإِنسان موطنهُ هو فِى السماء ، فإِنّهُ يستعِد لِهذا الموطِن ، فنحنُ نعيش على الأرض لأنّ لنا رِسالة ، نحنُ ذاهبين للسماء وشهوة قلوبنا هى حِضن الآب ، مكاننا سيكون فِى حِضنهِ الأبوىّ كُلّ حين ، ويتسِع لِيحتضِن كُلّ البشريّة ، الإِنسان الّذى لهُ علامة الله سوف يرِث هذا المُلك ، والّذى يعيش بِهذا الفِكر كُلّ يوم فإِنّهُ يُرضىِ الله كُلّ يوم ، ويزداد حُب وإِشتياق لهُ ، فكُلّ يوم نفحص أنفُسنا ، وكُلّ يوم أراجِع نِفَسىِ ، هل أنا فِى الطريق أم لا ؟! ولِذلك توما الرسول قال لربنا يسوع :" أين الطريق ؟ " فقال لهُ ربّ المجد يسوع " أنا هو الطريق " ، إِمشىِ ورائىِ ، ولِذلك يقول الكِتاب " شُكراً لله الّذى يقودنا فِى موكِب نُصرتهِ " ، هو سائر أمامنا وآخِذ الكنيسة كُلّها يُعرّفها طريق حِضن الآب بعد أن كُنّا سائرين فِى طريق الظُلمة ، فلمْ تعُد الظُلمة مكاننا أبداً ، لأنّ الإِبن نفسهُ تقدّمنا وحمل ضعفِنا وصار لنا شفيع يدّخلنا قديماً كان رئيس الكهنة يدخُل خيمة الإِجتماع مرّة واحِدة فِى السنة لِكى يرُشّ دم الذبيحة على التيس وذلك فِى يوم الكفّارة ، وكان هذا إِشارة لصعود ربنا يسوع المسيح ، لأنّهُ دخل إِلى الآب بدم نفسهِ ، فإِن كان دم التيس يُقدّم كفّارة ويغفِر الخطايا ، فكم يكون دم إِبن الله ، فهو دم كريم حمِل بِلا عيب ، فهو عِندما قدّم نفسهُ صار مسكننا قُدس الأقداس ، وكُلُّنا نراهُ وكُلُّنا نأكُل مِن جسدهِ ودمهِ ، ونتحِدّ بهِ ، كرامة عظيمة صارت لنا ، صرنا نتمتّع بِخُبز الحياة ، ونتحِدّ بهِ ونأكُلهُ ، وهو يتحِدّ بأجسادنا ، لأنّ المسيح دفع الدين ، وردّ آدم وبنيهِ إِلى الفردوس مرّة أُخرى ، وعِندما نكتشِف مجدِنا عِند ربنا فإِنّهُ لا يليق بِنا أن نعيش فِى عبوديّة إِبليس ولا نعيش فِى الخطيّة فعندما أتلذّذ بالخطيّة وأفرح بالأرض وأرتبِط بِها فأنا بِذلك لا أعرِف ماذا فعل المسيح مِن أجلىِ ، وما الّذى يُجهّزهُ لىِ ، وهذا هو الإِنسان الّذى يستبِدل ما ينفع بِما لا ينفع القديس يوحنا فم الذهب يقول " إِنّىِ أتعجّب مِن إِبن الأكابِر الّذى يجلِس على رأس الشارِع لِيأخُذ لُقمة " ، الإِنسان الّذى يعيش فِى كرامة عِند ربنا يكون عارِف ما هو مجدهُ عِند ربنا فالسماء بالنسبة لنا ستكون موضِع وستكون مسكن ، كرامة عظيمة ومجد عظيم لِكُلّ إِنسان إِستنار وعاش فِى نور الوصيّة ، وسيأخُذ مجد فِى السماء ، ولكِن فِى السماء يوجد مجد يختلِف عن مجد ، ولكِن المُهِم أننّا كُلّنا سنرى الوليمة السماويّة ، ولكِن الإِنسان عِندما يعرِف ذلك فإِنّهُ يُحِب أن يُحسِنّ موضِعهُ ، فالسِت العدرا يقول عنها الكِتاب " جلست الملِكة عن يمين الملِك " ، توجد كرامات عظيمة ومُختلِفة كُلّ إِنسان عاش فِى بِر المسيح وكُلّ إِنسان تألّمْ مِن أجل المسيح وعاش فِى نور وصيّة ربنا يسوع نجِد أنّ نوره فِى السماء بِقدر البِر الّذى عاشهُ على الأرض ، فالأبرار يُضيئون كالكواكِب فِى ملكوت أبيهُم ، فالإِنسان البار هذا النور منتِظره فِى السماء ، والّذى يُميّز القديسين هو النور الّذى فيهُم ، وكُلّما أستضىء بِمصدر النور وأعاشره كُلّما يفيض علىّ النور فِى السماء مواضِع كُلّها مجد وكُلّها كرامة ، والإِنسان كُلّما أدركها إِزداد إِشتياق ، وعِندما يعرِف الإِنسان الموضِع الّذى ينتظِرهُ يزداد إِجتِهاد فالأنبا يوأنّس المُتنيّح كتب فِى مُذكِّراته موقِف حدث معهُ ولمْ يُنشِر ذلك إِلاّ بعد نياحتهُ فيقول : أنّ السٍت العدرا جاءت لهُ فِى يوم مِن الأيام وأخذتهُ للسماء وكان عِنوان الرؤيا " ورأيت هُناك " ، يقول أنّهُ رأى الكرامات العظيمة للقديسين فِى السماء ، وأرتهُ مكان مُنير وكُرسىِ بهىّ جميل فِى مكان مُرتفِع ، فسأل السِت العدرا : لِمَنْ هذا الكُرسىِ ؟ فقالت لهُ : هو كُرسيك أنت ، وعِندما إِستيقظ إِبتدأت غيرتهُ تزداد ، وإِبتدأ يعيش فِى كرامة وبِلا خطيّة كُلّ واحِد فينا مدعو لأن يرى مكانه ويمسِك بهِ ، ولِذلك يقول لنا الكِتاب " إِمسٍك بالحياة الأبديّة " ، ربنا خلقنا لِكى نكون معهُ " حيثُ أكون أنا تكونون أنتُم أيضاً " ، فعِندما يعرِف الإِنسان المكان الّذى ينتظِرهُ فإِنّ حياتهُ كُلّها تكون إِرضاء لِربنا ، فربنا أخذنا وأعطانا كرامة ، فبولس الرسول يقول نحنُ " شُركاء الطبيعة الإِلهيّة " ، فلا نتعجِب مِن ذلك ، لأنّ هذا هو فيض محِبّة ربنا ، ربنا أحب أن نكون معهُ فِى مجده ، فكُلّ واحِد لابُد أن يهتِم بِمكانهُ ، ولابُد أن نُجاهِد ونمسِك بِهذهِ الدعوة ، فلا يوجِد أحد يُضيّع السماء منهُ إِلاّ الّذى سيُضيّعها بِكامِل إِرادتهِ كُلّ واحِد فينا لهُ دعوة للوليمة ولكِن المُشكِلة هى فِى الّذى يُضيّع الدعوة منهُ ، فنحنُ أخذنا الدعوة ، وكُلّ واحِد فينا ماسِك بالدعوة ، وكُلّ واحِد مكانهُ مُسجِلّ فِى السماء ، ويقول لنا الكِتاب " فلنخِف مع بقاء وعد بالدخول إِلى راحتهِ يُرى أنّ أحد منّا قد خاب عنهُ " ربنا يسوع يقول لنا " رِثوا المُلك المُعِدّ لكُمْ مِن قبل إِنشاء العالمْ " ، فهو يقول لنا تعالوا ، هو ضامِن لنا المكان ، وهو مُشتاق أن يكون لىّ مكان ، فما الّذى يجعِل الإِنسان يخيب ؟! هو الإِنسان نفسهُ ، لأنّهُ لا يجِد الدعوة ويقول ضاعت منّىِ ، فهذا هو المثل المُنطبِق على الإِنسان الّذى لا يرتدىِ ثياب العُرس ، والثياب هو التناوُل المُستمِر ، وهو كلِمة ربنا ، وهو أعمال التقّوى والرحمة 0 ربنا يسوع مِن فيض محبّتهِ أعطانا هذهِ الدعوة ، وأعطانا إِستحقاقات عظيمة ، ليس لأعمال بِر عملناها بل بِمُقتضى رحمتهِ 0 وعِندما نعرِف هذا المجد الّذى ينتظِرنا فإِننا لا نعيش فِى كسل ولا فتور بل نُجاهِد بِحُب كامِل وبإِشتياق كامِل وبإِجتِهاد كامِل 0 ربنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بنعمتهِ ولإِلهنا المجد دائماً ابديا امين

سامرية القيامة - الاحد الثالث من الخماسين

] فلّما علِم الرّبّ أنّ الفريسيين سمِعوا أنّ يسوع يُصيّر ويُعمّد تلاميذ أكثر مِنْ يوحنّا ، مع أنّ يسوع نفسهُ لمْ يكُن يُعمِدّ بل تلاميذهُ ، ترك اليهوديّة ومضى أيضاً إِلى الجليل وكان لابُدّ لهُ أنْ يجتاز السامِرة فأتى إِلى مدينةٍ مِنْ السامِرة يُقال لها سوخار ، بِقُربِ الضّيعةِ الّتى وهبها يعقُوب ليُوسُف إِبنهِ 0وكانت هُناك بِئر يعقوب فإِذ كان يسوع قد تعِب مِنَ السّفرِ ، جلس هكذا على البِئرِ ، وكان نحو الساعة السادِسة فجاءت إِمرأة مِنَ السامِرة لِتستقىِ ماءً ، فقال لها يسوع : " أعْطينىِ لأشرْبَ " لأنّ تلاميذهُ كانوا قد مضوا إِلى المدينة لِيبتاعوا طعاماً فقالت لهُ المرأة السامِريّة : " كيف تطلُب منّىِ لِتشرب ، وأنت يهودىِ وأنا إِمرأة سامِريّة ؟ " لأنّ اليهود لا يُعامِلون السّامِريّين أجاب يسوع وقال لها : " لو كُنتِ تعلمين عطيّة الله ، ومِنْ هو الّذى يقولُ لكِ أعطينىِ لأشرب ، لطلبتِ أنتِ منهُ فأعطاكِ ماءً حيّاً " قالت لهُ المرأة : " يا سيّد ، لا دلو لك والبِئر عميقة فمِنَ أين لك الماء الحىّ ؟ ألعلّك أعظم مِنْ أبينا يعقوب ، الّذى أعطانا البِئر ، وشرِب مِنها هو وبنوهُ ومواشيهِ ؟ أجاب يسوع وقال لها : " كُلّ مَنْ يشربُ مِنَ هذا الماء يعطشُ أيضاً ولكِن مَنْ يشربُ مِنَ الماء الّذى أُعطيهِ أنا فلنْ يعطش إِلى الأبد ، بل الماء الّذى أُعطيهِ يصيرُ فيهِ ينبوع ماءٍ ينبُع إِلى حياةٍ أبديّةٍ " قالت لهُ المرأة : " يا سيّد أعطنىِ هذا الماء ، لِكىْ لاَ أعطشَ ولاَ آتىِ إِلى هُنا لأستقىِ " قال لها يسوع : " إِذهبىِ وأدعىِ زوْجك وتعالىْ إِلى هُنا " أجابت المرأة وقالتْ : " ليسَ لىِ زوج " قال لها يسوع : " حسناً قُلتِ : ليس لىِ زوج ، لأنّهُ كانَ لكِ خمسة أزواجٍ ، والّذى لكِ الآن ليس هو زوجكِ 0 هذا قُلتِ بالصّدقِ " قالت لهُ المرأة : " يا سيّد ، أرى أنّك نبىّ ! أباؤنا سجدُوا فِى هذا الجبل ، وأنتُمْ تقولُون إِنّ فِى أورُشليم الموضِع الّذى ينبغىِ أنْ يُسْجَدَ فيِهِ " قال لها يسوع : " يا إِمرأة ، صدّقينىِ أنّهُ تأتىِ ساعة ، لاِ فِى هذا الجبل ، ولاَ فَى أورشليم تسجُدون للآبِ أنتُمْ تسجُدوُن لِما لستُمْ تعلمون ، أمّا نحنُ فنسجُدُ لِما نعْلمُ لأنّ الخلاص هو مِنَ اليهود ولِكن تأتىِ ساعة ، وهى الآن ، حِين السّاجِدون الحقيقيّون يسْجُدُونَ للآبِ بالروح والحق ، لأنّ الآبَ طَالِب مِثلَ هؤلاء السّاجدين لهُ الله روح والّذين يسجُدون لهُ فبالرّوح والحق ينبغىِ أنْ يسجُدوا " قالت لهُ المرأة : " أنا أعلمْ أنّ مسِيّا ، الّذى يُقالُ لهُ المسيح ، يأتىِ فمتى جاء ذاك يُخبِرُنا بِكُلّ شىءٍ " قال لها يسوع : " أنا الّذى أُكلّمُكِ هو " [ } يو 4: 1 – 26 { بسم الأب والإِبن والروح القُدس إِله واحِد آمين فلتحِلّ علينا نعمتهُ وبركتهُ الآن وكُلّ أوان وإِلى دهر الدهور آمين تقرأ علينا الكنيسة ياأحبائىِ إِنجيل المرأة السامِريّة وأيضاً فِى أثناء رِحلتنا فِى الصوم الكبير قرأنا إِنجيل المرأة السامِريّة وقريباً بعد حوالىِ 3 أسابيع أى الأسبوع الرابع مِن الآن أخر إِسبوع فِى الخماسين المُقدّسة فِى صلاة السجدة فِى تذكار حلول الروح القُدس سوف نقرأ أيضاً إِنجيل المرأة السامِريّة ولكِن فِى كُلّ مرّة تُحاوِل الكنيسة أن تُركّز على معنى جديد الكنيسة المُلهمة بالروح القُدس التّى أدركت أسرار الإِنجيل تعرِف تُوظّف فصول الكِتاب المُقدّس ، كُلّ فصل مُناسِب فِى مُناسبة مُناسِبة ، ففِى الصوم الكبير تقرأ إِنجيل السامِريّة كحادِثة توبة ، فإِنّ المرأة كانت تحيا فِى دنس عميق وقد تركت هذا الدنس وصارت كارِزة ، وفِى فترة الخماسين الحالِيّة التّى تعيشها الكنيسة الآن تُركّز لنا على الحياة ما بعد التوبة وهى الثبات فِى المسيح ، يلزمنا أن نثبُت فِى المسيح ولِكى نثبُت فِى المسيح لنا أن نأخُذ منهُ ماء الحياة لِكى ما نحيا ونرتوىِ ونفرح " يسوع هو الماء الحىّ " ، أمّا فِى صلاة السجدة بِيُقرأ إِنجيل السامِريّة لأنّهُ يُعلّمنا عن السِجود بالروح والحق ، فقال لهُم ] أنتُمْ تسجُدوُن لِما استُمْ تعلمُون أمّا نحنُ فنسجُد لِما نعلِم [ ، وقال لهُم وإِنّ الآب طالِب مِثل هؤلاء الساجِدين لهُ وإِنّ ] الله روح والّذين يسجُدوُن لهُ فبالّروح والحق ينبغىِ أن يسجُدوا [ ، والكنيسة يا أحبائىِ فِى كُلّ مُناسبة تضِع الفصل المُناسِب وتُعلّمنا كيف يثبُت ويرسخ فينا 0 ربّ المجد يسوع الخادِم الحقيقىِ الراعىِ الصالح ترك أورشليم وذاهِب بلده كفرناحوم ويقول لنا ] كان لابُد لهُ أن يجتاز السامِرة [ ، وهو فِى الحقيقة ياأحبائىِ الجماعة الّذين يعرِفون فِى الكِتاب المُقدّس يقولون أنّ الطريق ليس بالشرط أن يجتاز السامِرة ولكِن يوجِد طريق ساحِلىِ أجمل وأهدى ويمكِن يكون فيهِ نسمات لطيفة لأنّهُ ساحِلىِ ويمكِن يكون طريق أجمِل وهو على الضّفة اليُمنى مِن النهر الّذى يوصّلهُ لِبُحيّرة الجليل المكان الّذى يُريد الوصول إِليهِ 0 لِماذا قال أنّهُ لابُد أن يجتاز السامِرة ؟ لأنّ هذا لِتدبير خلاص وهذا موضوع يخُصّ إِهتمامات الله بالنِفَس وهو مِنْ أجل النِفَس يجتاز الطُرُق الصعبة ، وهو مِنْ أجل خلاص النِفَس يجِد أنّهُ لازِماً عليهِ وواجِباً عليهِ أن يجتاز الطريق الأصعِب ، وكان لابُد لهُ أن يجتاز السامِرة ، لِدرجة أنّ الطريق مُتعِب ومُشمِس وصحراوىِ لا يوجِد فيهِ ماء وأول ما رأى بير يقول الإِنجيل جلس هكذا على البئر 0 والبير فِى الكِتاب المُقدّس ملىء بالرموز والمعانى ، البير إِشارة إِلى الحياة00البير إِشارة إِلى المعموديّة00البير إِشارة إِلى الخير والبِرّ 00 البير إِشارة إِلى عطيّة الله 00ومِن هُنا ربّ المجد يسوع يتلاقى مع النِفَس البشريّة عِند البير 0 ويقول لها ] أعطينىِ لأشرب [، فتقول لهُ ] كيف تطلُب منّىِ لِتشرب وأنت يهودىِ وأنا إِمرأة سامِريّة [ ، ربّ المجد يسوع يُظهِر أنّهُ مُحتاج إِلى النِفَس ، يُظهِر هذا فِى إِتضاع عجيب وكأنّهُ هو المُحتاج للسامِريّة وإِن كانت هذهِ إِمرأة دنِسة ، وإِن كانت إِمرأة سيّئة الُسمعة ، إِلاّ أنّهُ تعِب مِنْ أجلِها ، وكان لابُد لهُ أن يجتاز السامِرة لِكى ما يتقابل مع هذهِ النِفَس ، والعجيب رغم كُلّ تنازُل الله ورغم كُلّ لُطف وإِحسانات ربّ المجد يسوع إِلاّ أنّ هذهِ النِفَس أول ما قال لها أعطنىِ لأشرب هى التّى تبعِدهُ وتقول لهُ أنت يهودىِ وأنا سامِريّة 0 أيام إِنقسام مملكِة إِسرائيل فِى عهد رحبعام إِبن سُليمان المملكة إِنقسمت فأحدثت عداوة بين المملكة الشماليّة والمملكة الجنوبيّة وكانت بينهُم حروب كثيرة ، لِدرجِة أنّ السامريين كانوا يرفُضون أن يذهبوا للجنوب فِى أورشليم لِكى يُعيّدوا وقالوا نقوم ونبنىِ هيكل ومذبح ونُعيّد هُنا ولا نذهِب هُناك فِى أورشليم ، فكانت العداوة شديدة جِداً لِدرجِة أنّهُ لو وُجِد فِى أورشليم اليهوديّة سامرىِ كان يُقتل فِى الحال 0 ربّ المجد يسوع كان يعرِف أنّها سامِريّة ويتعامل معها رغم هذهِ العداوة ، أصل هو جاء لِيُصالح السمائيين بالأرضيين ، النِفَس مع الجسد ، الشعب مع الشعوب ، ويقول لنا فِى سِفر هوشع ] أنا سأجعل الّذى هو ليس شعبىِ شعبىِ والتّى ليست محبوبة محبوبة [ ، أنا سأجعل الغير محبوبة النِفَس التّى يجزع مِنها الكُلّ مِثل السامِريّة أجعلها محبوبة ، أنا أتيت لِكى أرُدّ للإِنسان كرامتهُ ، أتيت لِكى أُزيل كُلّ الفوارِق التّى بين الناس وبعضها ، أتيت لأمنِع أنّ أحد يتكلّم على الآخر بِسبب اللون أو الجنس أو الشكل ، فإِنّ القانون اليهودىِ كان يُجرّم الحديث المرأة مع الرجُل فِى الطريق ، يُجرّم ، وكان اليهودىِ يحتقِر جِداً المرأة لِدرجِة أنّ التلاميذ تعجّبوا أنّهُ يتكلّم مع إِمرأة 0 فكان اليهودىِ كان يُصلّىِ ويقول أشكُرك يارب لأنّك لم تخلِقنىِ إِمرأة ، إِلى هذا الحد كان إِحساسهُم بالمرأة إِحساس مُتدّنىِ ومع هذا ربّ المجد يسوع جاء لِيفتقِد جهل وغباوِة الإِنسان ولِكى يعلم الإِنسان غرض الله مِن خلقتِهِ 0 قال بولس الرسول ] ليس المرأة دون الرجُل فِى المسيح يسوع [ ، فيأتىِ ربّ المجد يسوع لِكى يخترِق هذهِ النِفَس بالرغم مِنْ أنّ هذهِ النِفَس كثيراً ما تستخدِم أسلِحة لِكى تسِدّ إِختراق الرّبّ يسوع لها تستخدِم معاه سلاح الكنز والجاه والذكاء والثقافة والمعرِفة أنت يهودىِ وأنا سامِريّة وسِلاح المُراوغة ، كثيراً ياأحبائىِ النِفَس تأخُذ لِنفسها موضِع إِستغراب عِند الله وتُحاول أن تُقنِع نِفَسها وتقول لِنِفَسها أنا فين وربِنا فين ومين ربنِا بالنسبة لىّ وماذا يُريد منّىِ ربنا 0 كثيراً ما يأتىِ ربنا لِيفتقِد النِفَس ويأتىِ إِليّها ويُكلّمها وهى لا تستجيب ، كثيراً ياأحبائىِ يُحِب الرّبّ أن يخترِق قلب الإِنسان بإِشراقات مِنْ نوره تُزعزِع جِبال ومع ذلك نجِد النِفَس تقول أنت يهودىِ وأنا سامِريّة 0 يوجد فِى العالمْ الآن دعوة لِرفض الحياة مع الله ، العالمْ كُلّه ، لِدرجة أنّهُم يقولون أنّهُ مِنْ غير المعقول أنّنا نقوم بِقوانين وُضِعت مِنْ عشرين قرن يُريِدون أن يضعوا حواجِز بينّهُم وبين الوصيّة ، بينّهُم وبين ربّ المجد يسوع ، وعايزين يقولوا إِن كلامك مايناسِبناش إِنت مِنْ طبيعة وإِحنا مِنْ طبيعة ، لكِن ربّ المجد يسوع طويل الأناة كثير الرحمة وبار لا يُعامِلنا بِحسب جهلِنا ولا بِغباوِتنا 0 وبالرغم أنّ المرأة أخذت تصُدّهُ فِى الكلام وكان هذا كفيل بأن يترُكها ولكنّهُ تأنّى عليّها لِدرجِة أنّها كانت تشعُر فِى داخِل نِفَسها أنّها أمام نور وأمام حق ولا تستطيع أن تُقاوِمهُ ، لِدرجة أنّ ربّ المجد يسوع إِبتدأ يتدرّج معها فِى الحديث يُعلِن فيها عن نِفَسهُ بالتدريج ، وهى أيضاً كانت مُتدرِجة معهُ فِى الحديث ، إِبتدأت بأنت يهودىِ وأنا سامِريّة ثُمّ قالت لهُ يا سيّد ، ثُمّ قالت لهُ أرى أنّك نبىّ ، ثُمّ وصلت لِقمة الإِعلان الإِلهىِ وقالت لهُ أنّنا نعرِف أنّهُ فِى مسِيّا الّذى يُقال لهُ المسيح يأتىِ 0 بالرغم ياأحبائىِ النِفَس المُغلقة قلبها مِنْ ناحية إِعلانات الله إِلاّ أنّ طول أناته معاها وحُبّهُ وصلاحه لها وإِفتقادهُ لها رغم كُلّ إِنصراف عنهُ ورغم كُلّ غلق للأحشاء النِفَس عن مراحِم الله إِلاّ أنّ الله لازال مُتأنّىِ ولازال يُعلِن نِفَسهُ لِكُلّ قاسىِ ولِكُلّ جاحِد ولِكُلّ غريب عنهُ حتى عن غير المؤمنين وحتى للّذين خارِج رعيّتهُ جاء لِيُعلِن لهُم عن ذاته ، جاء الحديث فِى إِنجيل يوحنا فِى مرحلة فيها ربّ المجد يسوع يُريِد أن يُعلِن أنّهُ للكُلّ 0 فِى الحادِثة التّى يسبِق حادِث المرأة السامِريّة صنع الرّبّ يسوع فيها مُعجِزة فِى عُرس قانا الجليل لليهود ، والحادِث التالىِ كان حديثهُ مع نيقوديموس مِنْ عُلماء اليّهود ، أراد الله أن يُعلِن أنّهُ لليهود وللسامِريين للكُلّ ، وأراد الله أن يذهِب للمُحتاجين بل وأكثرهُم إِحتياجاً لِكى يُعلِن عن قوّة عمله وأنّهُ قادر أن يجذِب إِلى نفسه بِقليل وبِكثير ناس كثيرين ويدخُل بِهُم إِلى المجد ، ولمّا قالت أنت يهودىِ وأنا سامِريّة قالها إِدّينىِ لأشرب وأخذت تضع فِى حدود بينّها وبين يسوع ربّ المجد 0 قال لها يسوع ] لو كُنتِ تعلمين عطيّة الله ومِنْ هو الّذى يقول لك أعطينىِ لأشرب لطلبتِ أنتِ منهُ فأعطاكِ ماءً حيّاً [ ، قالت لهُ المرأة ] ألِعلّك أعظم مِنْ أبينا يعقوب [ ، عِندما مرّ أبينا يعقوب هو وغُلمانه وجِماله مِنْ هذهِ الأرض ولا يوجد معهُم ماء فعِندما رأوا هذا البير وجد الماء عميقة جِداً ومائها كاد أن يجِفّ ، قال يارب بعدما وجدت البير أجِدهُ مائهُ عميقة وليس فيهِ ماء ، فصلّى إِلى الله صلاة عميقة فحدثت الأُعجُوبة أنّ الماء أفاض 0 فقالت المرأة ألِعلّك أنت أعظم مِنْ أبينا يعقوب ، نُلاحِظ مِنْ حديثها أنّ قلبها مازال مُغلق وإِن كانت السامِريّة تعيش فِى شر ودنس إِلاّ أنّ فيها بعض نِقاط مُضيئة ، واضِح أنّها على معرِفة وغيره وذلك نُلاحِظهُ مِنْ خِلال حديثها السابِق لهُ 0 ثُمّ سالتهُ ] ياسيّد آباؤنا سجدوا فِى هذا الجبل وأنتُم تقولون إِنّ فِى أورشليم الموضِع الّذى ينبغىِ أن يُسجِد فيهِ [ ، سألت المرأة يا سيّد نحنُ لا نذهِب لأورشليم أين نسجُد ، إِذاً أين نسجُد لأنّهُ غير مسموح للسامِريين أن يذهبوا لأورشليم لكِن أنا أعرِف أنّ السِجود الحقيقىِ فِى أورشليم ، هل سِجودنا فِى السامِرة هو مقبول عِند ربنا ؟ قال لها لا فِى أورشليم ولا فِى الجبل ] الساجِدون الحقيقيّون يسجُدون للآب بالروح والحق [ ، أراد أن يقولها فِى أى مكان يكون السِجود وهذا مقبول عِند ربنا ، الحديث كُلّهُ غِنى 0 ] قالت لهُ المرأة يا سيّد لا دلو لك والبِئر عميقة [ ، الإِنسان لمّا يستخدِم الذكاء والعقل ويستخدِم أساليب بشرِيّة لِكى يمنع نِفَسه مِنْ مُقابلة صريحة مع الّذى يُحبّهُ ، كثيراً ما الإِنسان يهرُب تماماً مِن مواجهة نِفَسهُ وعِندما يُلاقىِ حقيقة تكون صعبة مِثل حقيقة الموت لا يُحِب يُفكّر فيها ويخاف ويترُكها ، حقيقة الديّمومة أين أنت مِنْ الآخرين ، أين أنت مِنْ الوصايا ، المحبّة00العطاء00الإِتضاع00 وليس هذا فقط بل وأيضاً تُقدِّم لِنِِفَسك الأعذار ، أنت لا دلو لك والبئر عميقة ، أنت يهودىِ وأنا سامِريّة ، ألِعلّك أنت أعظم مِنْ أبينا يعقوب ، كثيراً ما النِفَس تُخادِع نِفَسها لِكى تهرُب مِنْ حقيقة خلاصِها ، فِى حين أنّهُ قائم معها الآن لِكى يُخلّصها ، قائم معها قُدّامها ، وإِبتدأ يُكلّمِها عن ماء الحياة الماء الحىّ 0] الماء الّذى أُعطيه يصير فيِهِ ينبوع ماء ينبُع إِلى حياة أبديّة [ 0 ربّ المجد يسوع يُعلن لنا اليوم ونحنُ فِى فترة أفراح القيامة أنّهُ هو ماء الحياة ، أنّهُ مات لِكى يُحّول موتنا لِحياة يُقدّم لنا حياة مِنْ جسدهُ ودمهُ ، مات لِكى يُعطينا نِفَسهُ كماء حياة ، ماهو الفرق بين منطقة حيّة ومنطقه ميّتة ؟ لِماذا الصحارىِ ليس عليّها إِقبال 00لِماذا لا تُبنى ولا تُزرع لا أحد يسكُن فيها ؟ لأنّهُ ليس بِها ماء ، ربّ المجد يسوع هو ماء الحياة ، داود النبىِ قال ] صارت لك نِفَسىِ مِثل أرض بِلا ماء [ ، يقول الرّبّ تعالى أنا الماء الحىّ لك سوف أُحّوِل صحرائك إِلى فراديس مملوءة أثمار ، فقط إِفتح قلبك للماء وأنا مُستعِد أفجّر فيك ينابيع 0 قال ] تجرِى مِن بطنهِ أنهار ماء حيّة [ ، ] تركونىِ أنا ينابيع الماء الحىّ وحفروا لأنّفُسهُم آبار مُشقّقة لا تضبِط ماء [ ، هو ينابيع الماء الحيّة وهو الماء الحىّ القادر بِنعمتهِ تحويل جفاف نِفَسىِ إِلى فردوس مُثمِر لهُ مِثل ما حدث للمرأة السامِريّة 0 الكِتاب المُقدّس يستخدِم كثيراً جداً تعبير المياه ، يقول المياه هى التّى نجّت 8 أنفُس أيام أبينا نوح ، يقول] وكان روح الله يرِفّ على وجه المِياه [ 000لِماذا ؟ لأنّ المياه إِشارة للحياة ، عِندما عطش أبائنا فِى البرّيّة قال الرّبّ لموسى إِضرب الصخرة ، والصخرة أخرجت لهُم ماء ، يقول مُعلّمِنا بولس الرسول ] والصخرة تابعتهُم وكانت الصخرة المسيح [ ، لأنّ الّذى أعطى الماء الصخرة والّذى يُعطىِ الحياة هو المسيح ، المسيح هو الصخرة الّتى تُعطينا ماء الحياة ، يُعطيهِ لنا بِلا كيل ولا حِدود ، هو يقول إِفتح فمك وأنا أملئهُ 0 القطيع وهو ذاهِب لِيشرب مِنْ بِركة يشرب على قدر ما يأخُذ ويستوعِب ، أمّا روح الله فِى الكنيسة ماء الحياة متروك لنا لِكى نشرب منهُ بِلا حِدود دون إِمتلاء ، إِنّنا لا نمتلىء بل بِإستمرار عطشانين إِليهِ ، يقول داود النبىِ ] عطِشت نِفَسىِ إِليّك يارب [ ] كما تشتاق الآيّل إِلى جداوِل المياه هكذا تشتاق نِفَسىِ إِليّك يارب [ ، الآيائل ( الغِزلان ) تُحِب أن تتغذّى وعِندما تأكُل تُصاب بِعطش شديد جِداً يكون مُميت وقاتل ، ففِى الحال تبحث عن الماء بِشغف وقوّة وسُرعة غير عاديّة 0 داود النبىِ يُشبّهنا أنّنا دائماً عطشانين لِربنا مِثل الأيائِل وهى عطشانة للماء بِطريقة فيها سُرعة وشغف وقوّة وحماس غير عادىِ 0 ربّ المجد يسوع يُعطينا حديث السامِريّة هذا لِكى يُعلّمِنا كيف نأخُذ مِنْ هذا الماء الحىّ ، لِذلك قال الرّبّ يسوع للسامِريّة ] لو كُنتِ تعلمين عطيّة الله [ ، نحنُ مُحتاجين أن نعلِم عطايا الله ، مُحتاجين جِداً أنّ عطايا الله كُلّها عطايا بِلا ندامة وليس بِكيل وليست بِفضّة أو ذهب ولكنّها عطايا مجانيّة تُعطى لِمن يبحث عنها ، مَن يشتاق إِليّها ، يقول عنها أنّها كنز الصالِحات ، كنز صلاح ، إِذا ذهبت لِشراء شىء بِتدفع فيهِ ثمن غالىِ جِداً لِشراء أى حاجة ، ماذا أفعل لآخُذ الصلاح ؟ يلزمك شيئين إِجتهاد وسعى وإِشتياق ، إِذا قدّمت الإِجتهاد والسعى والإِشتياق يكون الصلاح لك ، إِذا وجد عِندك الإِستعداد ربنا يجعِل لك البير لا يفرغ أبداً ، تأخُذ منهُ كُلّ يوم ويُعطيك بِفيض وبِغنى وليس بِكيل ، لو كُنتِ تعلمين عطيّة الله ، عطيّة مجانيّة ، ولِهذا قال أشعياء النبىِ ] تعالوا إِشتروا بِلا ذهب وبِلا فِضّة [ ، إِشتروا ، إِشتروا منهُ رحمة ، أحد القديسين قال ] حاولنا نبتاع لنا خلاصاً بِلا فِضّة وبِلا ثمن نأخُذ خلاص مِن الله خلاص مجاناً [ 0 فِى الكنيسة الأولى كانت الناس تظُنّ أنّ مواهِب الروح تُعطى بِدراهِم أو بِفلوس مِثل سيمون الساحِر عِندما شاهد التلاميذ يصنعون مُعجِزات قال أذهب لأُعطيهُم بعض المال وأجعلهُم يُعطونىِ أن أعمل مُعجِزات ، فقال لهُ بُطرُس ] لِتكُن فِضّتك معك للهلاك [ ، كُلّ شىء تِقدر تشتريه بالمال إِلاّ عطيّة الله 0 ] إِن كُنتِ تعلمين عطيّة الله [ ، لِذلك الّذى يأخُذ مِنْ عطيّة الله يشعُر بِغنى غير عادىِ فهو يُريد خلاص وتوبة ورحمة ، وبيشعُر فِى كُلّ يوم أنّهُ بيأخُذ كُلّ هذا بإِقترابه مِنْ الله ، ويقول أنا بآخُذ مِن ربنا الشىء الّذى يعجز عنهُ كنوز الدُنيّا أن تُعطيها لىِ ، لكِن أنا غير مُحتاج لِكنوز الدُنيّا ، وإِذا أحسست أنّهُ يوجِد شىء ينقُصنىِ فِى حياتىِ لكِن مع المسيح أنا شبعان وغِنىِ ومالِك لِكُلّ شىء 0 رأينا أُناس لا تطلُب المال ولا تطلُب الماديّات لأنّهُم تركوا ، متى تركوا ؟ عِندما أخذوا عطايا الله إِحتقروا الماديّات والأرضيّات 0 ] تجرىِ مِنْ بطنهِ ماء حىّ [ ، تجرىِ بِغزارة ، الّذى يضع نِفَسه فِى مجال عمل النعمة يشعُر أنّهُ يفيض بِها وفيها كُلّ يوم جُدد وعُتقاء ، ويُعطيها كجريان الأنّهار بِلا توقُفّ 00بِلا حِدود ، عطايا الله غنيّة جِداً ياأحبائىِ 00الماء الحىّ 0 ربنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بِنعمتهُ لإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين

سلسلة مبادىء فى الحياة المسيحية 3ج التمييز

مفهوم التمييز مجالاته كيف أقتنيه أن تزداد محبتكم أيضاً أكثر فأكثر فى المعرفة وفى كل فهم حتى تميزوا بين الأمور المتخالفة لكى تكونوا مخلصين وبلا عثرة إلى يوم المسيح مملؤين من ثمر البر الذى بيسوع المسيح لمجد الله وحمده فى10:5

سلسلة مبادىء فى الحياة المسيحيةج2 التغيير

[ فأطلُب إِليكُم أيّهُا الإِخوة بِرأفِة الله أن تُقدّموا أجسادكُم ذبيحةً حيّة مُقدّسة مرضيّة عِند الله ، عِبادتكُم العقليّة 0 ولا تُشاكِلوا هذا الدهر ، بل تغيّروا عن شكلكُم بتجديد أذهانكُم ، لِتختبِروا ما هى إِرادة الله : الصّالِحة المرضيّة الكامِلة( رو 12 : 1 – 5 ) فِى دعوة مِنَ الله بالروح القُدس أنّنا نتغيّر ، فالحياة التّى للإِنسان كُلّها قائِمة على التغيير ، مثلاً فِى الدراسة ننتقل مِنَ إِبتدائىِ إِلَى إِعدادىِ إِلَى ثانوى إِلَى جامعة ، الجسد يتغيّر النمو يتغيّر وخلايا الجسم تتغيّر ، كذلِك دم الجسم يتغيّر فلهُ دورة مُعيّنة فِى الجسم فالدم يتجدّد خِلال 5 أو 6 شهور 000وهكذا 0ينمو الجسم فتنمو الملامح وتتغيّر ، فإِذا كان هُناك تغيير على مُستوى الجسد فيليق أن يكون هُناك تغيير على مُستوى الروح والنِفَس ، فإِن كان الجسد يتغيّر فالنِفَس والروح لابُد أيضاً أن تتغيّر” نتغير إلى تلك الصورة عينها “ ( 2كو 3 : 18) .. أي صورة المسيح . ضرورة التغيير :هو أمر ضروري جداً في الحياة مع الله .. طالما أن الإنسان يعيش فعليه أن يتغير .. يتغير الإنسان عندما يكبر .. في جسده .. وملابسه .. ملامحه .. إهتماماته .. ويظل الإنسان هكذا حتى النهاية وبما أن على مستوى الجسد هناك تغيير كذلك أيضاً على مستوى الروح يجب أن يكون هناك تغيير حتى نصل إلى تلك الصورة عينها ( صورة المسيح ) جميل أن نرجع إلى الصورة الإلهية الأصلية .. أي صورتنا قبل السقوط .. ولذلك نجد أحد القديسين يقول للرب يسوع ” جدد فيَّ صورة ملامحك “ كل نمو قائم على التغيير .. فلابد أن يشعر الإنسان بنعمة التغيير .. التغيير والنمو في الحياة الروحية .. لم يصل الإنسان إلى الكبر في الحياة الروحية إلا عن طريق التغيير للأفضل وعدم النظر إلى الخلف .. ” إن كان إنساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يوماً فيوماً “ ( 2كو 4 : 16) .. جميل جداً أن تقدم نفسك لربنا كما يقول معلمنا بولس الرسول ” لا تقدموا أعضاءكم آلات إثمٍ للخطية بل قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات وأعضاءكم آلات برٍ لله “ ( رو 6 : 13) .. جميل أيضاً أن ترفض الماضي بكل سلبياته .. والتخلص من أمراضي الروحية .. فمن يعرف مرضه ويتغاضى عنه فمصيره للموت . ذات يوم جاء شاب للجلوس مع راهِب فِى الدير وأثناء حديث الشاب مع الراهِب كان صامِتاً فتعجّب الشاب مِنَ صمت الراهِب وقال لهُ لِماذا لا تُجيبنىِ ؟ فأجابهُ الراهِب مُنذُ فِترة طويلة وأنا لمْ أراك ، فردّ الشاب مُنذُ سنتين تقريباً ، فأجابهُ وقال مُنذُ سنتين وأنت كسابِقك فيجِب علينا التغيير ، فيُقال[ إِلَى أن نصِل إِلَى مِلء قامة المسيح لِكى تمتلِئوا إِلَى مِلء الله ] أن أتغيّر فما هى مُعّوقات التغيير ؟ وما هى الأمور التّى تعيق التغيير

سلسلة مبادىء فى الحياة المسيحية ج1 الغربة

" لأنى انا غريب عندك نزيل مثل جميع آبائى " ( مز 39 : 12 ) - ان كثيرين من رجال الله قد تأكدوا هذه الحقيقة وهى انهم غرباء على الارض فقضوا حياتهم عليها تائهين فى جبال وبرارى ومغائر وشقوق وها الكتاب يقول على ابراهيم " بالايمان تغرب فى أرض الموعد كأنها غريبة ساكناً فى خيام مع اسحق ويعقوب الوارثين معه لهذا الموعد عينه . لأنه كان ينظر المدينة التى لها الاساسات التى صانعها وبارئها الله " وقال أيضاً عن باقى القديسين " فى الأيمان مات هؤلاء أجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها وأقروا بأنهم غرباء ونزلاء على الأرض " ( عب 11: 9، 10 ، 13 ) وقال داود النبى " غريب أنا فى الأرض فلا تخف عنى وصاياك " ( مز 119 : 19 ) ليتك تتذكر دائماً أنك غريباً كثيرون يسعون للمجد العالمى ويكرسون كل حياتهم ويبذلون كل قوى نفوسهم للحصول على مراكزهم ويعرضون حياتهم لمخاطر شديدة وكأنهم يعبرون عن شهوة قلوبهم هو العالم ومتى يدرك أنها زائلة( يذخر زخائر ولا يدرى من يضمها )مز 39قال أحدهم لا نقدر أن تعتبر هذه الأشياء ملكنالأننا لا نقدر أن نأخذها معنا الأبدية لا تعرف الأغنياء من الفقراء ولكن تعرف الأبرار من الأشرارلأن كل جسد كعشب وكل مجد إنسان كزهر عشب والعشب يبس وزهره سقط 1بط 24:1 قال عاموس النبى( إستعد للقاء إلهك)عا12:4 حينما نتوقع أننا سنمثل أمام أحد رؤساء الأرض كم نستعد ونهىء الحديث والإجابات فماذا نفعل لنقابل ونجيب الذى يحكم علينا حكماً أبدياً أوصانا السيد المسيح أن نستعد لأنه فى يوم لانعرفه القديس اوغسطينوس ينصح لك حياة واحدة ولك نفس واحدة فلا تضيعهما ماذا يعطى الإنسان فداء عن نفسه لتكن أحقاؤكم ممنطقه وسرجكم موقده وأنتم مثل أناس ينتظرون سيدهم متى رجع من العرس إستعد الآن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا إنها الآن ساعة لنستيقظ قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور لا تفكر فيما مضى من عمرك بل فيما بقى من عمرك ولا تفكر كيف تعيش حسناًبل كيف تموت حسناً روى أحدهم عن مغارة بها أكثر من 300حجرة بعضها داخل بعض ومتشعبه ومتداخله ومتعرجه وكل من يدخلها لا يستطيع الخروج منها وربما يموت داخلها ودخلها واحد وقد ربط فى المدخل رباط حرير وصار يتجول وعرف يرجع سالما ً ونحن أيضاً حيين دخلنا إلى العالم يجب نعرف كيف نخرج منه وإلا نتوه ونهلك فيه البقاء فى العالم مستحيل والخروج أكيد الابديه تبدأ من الآن ولا تتوهم ولا تنسى إسأل أعمالك وهل تسلك حسب الوصايا هل تسلك فى القداسة التى بدونها لايستطيع أحد أن يعاين الرب قال القديس أنطونيوس عش كأنك مزمع ان تموت كل يوم وإذا هاجمت فيك محبه العالم فأذكر أنه يمضى وشهوته وإذا ثارت فيك الآمال للمجد الدنيوى فأذكر ساعة الرحيل وإذا وجدت فى نفسك حباً للعظمه فاسئلها لماذا وعلام يتكبر التراب وإذا أراد الشيطان أن يغويك أذكر النهاية هذا يجعل نهايتك سعادة ابدية أبونا بيشوى كامل كان يحب زيارة المقابر (مدرسة الإتضاع والموت عن العالم) زينون الفيلسوف اراد أن يلجأ لوسيله فعاله توقظه وتهبه كلما جنح بفكرة إذ كان يذهب إلى المقابر فترة ويرجع منها صاحياً عاقلاً وقف فلاسفة ينعون الإسكند الأكبر (قد كنا بالأمس نصغى للإستماع منك ولا نقدر أن نتكلم فهل تقدر أن تسمع ما نقول ) (كنت تمنى نفسك فى إمتلاك أرحب بلاد العالم فكيف صبرت الآن على ضيق هذا القبر) زار شاب راهباً فى قلايته ووجدها بلا أى اثاث فسأل الراهب أين أثاثك فسأله الراهب وأنت أين أثاثك قال له أنا غريب فى رحله ليس معى أثاث قال وأنا أيضاً غريب فى رحله ليس معى أثاث- لا تقتنى شيئاً تحزن على فقدانه قصة الشخص الذى استطاع أن ينام بعد أن سرقت حقيبته جمال الأبدية فكر دائماً جعل الأبدية فى قلبهم التى بلاها لا يدرك الإنسان العمل الذى يعمله الله من البدايه إلى النهاية جا 11:3 إن كثر عليك التعب أذكر الجزاء قل لنفسك إنى أتعب لأجل السماء إن ذكر الابدية هو الذى جعل جميع القديسين يصمون آذانهم عن سماع الشر ويغلقون عيونهم عن النظر إلى القبائح ليكن ذكر نعيم الابديه هو لهج قلبك وقل مع القديس أوغسطينوس ياأورشليم يابيت الله السرمدى أنت بعد الله بهجتنا وتعزيتنا وسلوتنا لأن مجرد ذكر إسمك العذب يخفف حزننا ويلطف أتعابنا أنت قلت لا يرانى إنسان ويعيش وأنا مشتاق أن أراك لأمت لأراك نذكر رؤية المتنيح الأنبا يؤنس رأيت هناك يذكر أن راهب حسده الشيطان على جهاده وأوهمه أنه لازال باقياً الكثير من العمر أكثر من عشرين سنه فقال فقط على أن أزيد صلاتى ودموعى وبعد ثلاثه أيام خرج من العالم وتنيح قيل عن المسيحين كل أرض غريبه وطن لهم وكل وطن أرض غريبه لهم سؤال محير يسوع عاش فى أى بلد ستجده ولد فى بيت لحم وهرب إلى أرض مصر وعاد إلى الناصرة وإنتقل إلى الجليل وكفر ناحوم وفى النهايه ليس له أين يسند رأسه أبونا إبراهيم يمضى عمره كله ساكناً للخيام شعب الله أطلق عليهم عبرانيون لأنهم دائمى الترحل ويعبرون على الأراضى والشعوب وتجدهم غرباء فى كل مكان بزيهم وعاداتهم ولغتهم أنتم لستم من هذا العالم –لقب القديس أبو مقار القديسين مكسيموس ودوماديوس الغريبان الصغيران القديس يوحنا السلمى كتب كتاب السلم إلى السماء وإعتبرها 33خطوة بداها بالغربه وكأنها مفتاح البدايه والإتفاق على الطريق وضمان الوصول فاعلم ايها الحبيب أنك متغرب ومسافر ولا ريب انه فى السفر تعبا ومشقه فلماذا ونحن غرباء لا نظهر شوقاً نحو وطننا الحقيقى ؟ قال الكتاب الالهى " فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله " ( كو 3 : 1 ) فاعلم ايها المتغرب ان لك جسداً وروحاً فالجسد المأخوذ من التراب يميل الى الأرض التى أخذ منها . والروح التى نفخها الله تميل الى الذى صدرت منه فاذا كنت تشعر بان ميلك الى الارض أشد من ميلك الى السماء فكن على يقين بأن جسدك منتصر على روحك . قال أفلاطون فيلسوف اليونان " الانسان كائن مركب ذو طبائع ثلاث : احداهما السائق والآخرين جوادان مجنحان أحدهما كريم الأصل والثانى دنيئ ، وعليك أن تعطى القيادة للروح وليس للجسد لئلا تهوى وتضيع. انه ما من فكر مقدس يصد مطامعنا أكثر من التفكير بأننا غرباء فإن ذلك يوقف سير شرورنا كقول الرسول بطرس " اطلب اليكم كغرباء ونزلاء أن تمتنعوا عن الشهوات الجسدية التى تحارب النفس " ( 1 بط 2 : 11 ) . فاعرض عن كل ما يعرضه امامك العالم لأنك تجرى مسرعا الى بيتك الأبدى ومن أوشك أن تنتهى سفره لا يحسب به ان يزين مكاناً ليقيم فيه هكذا أنت قد وصلت الى العالم بالأمس وستفارقه اليوم أو غدا فلا تطلب فيه مجدا ولا كرامة فالكتاب يقول " ملعون نصيبهم فى الأرض " ( أى 24 : 18 ) . كل غريب يحط رجائه فى بلد ما لا يهتم ان كان يقضى فيها ليلته مستريحا أو متعباً لأنه يرجو ان يستريح فى وطنه فى الليلة المقبلة ،" من لى فى السماء ومعك لا أريد شيئاً فى الأرض " ( مز 73 : 25 ) . واعتبر بقول الرسول الوقت منذ الآن مقصر لكى يكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم . والذين يبكون كأنهم لا يبكون والذين يفرحون كانهم لا يفرحون والذين يشترون كأنهم لا يملكون ...لان هيئة هذا العالم تزول " ( 1 كو 7: 29 – 31 ) . قال القديس يوحنا فم الذهب مقارنا بين من يهتم بالسماء معتبراً الارض دار غربة ومن يقصر كل همة على هذا العالم " انهما يشبهان تاجرين سافرا الى بعض الأقاليم لابتياع التجارات وحين بلغا سالمين وطلعا الى المدينة افترقاواحد إجتهد ولاآخر لهى وفى العودة ما موقفهما لو كان لك أن تدوم فى هذه الحياة لجاز لك أن تقتنى فيها دورا ومالا وتذوق الخيرات الوافرة ولكننا سوف لا نخرج منها بشىء إن المسافر الفطن إذا جاز فى بلدة أخذ معه منها ما يتمكن من أخذه ، أو أرسل امامه الى وطنه كل ما استطاع إرساله مما يجده ثميناً ، كذلك يجب على كل انسان بإجتيازه فى هذا العالم أن يأخذ معه ما استطاع من ثمين الاعمال الصالحة . إن الانسان سيخرج من الدنيا فارغ اليدين من كل شئ فى العالم ولكن يمكنه ان يخرج وقلبه مملوء من الايمان ويداه تحملان ثمر إيمانه . قيل إن مدينة كان يقيم أهلها كل سنة ملكاً غريباً عليهم ، وعند نهاية السنة يفاجئه أهل المدينة من حيث لا يدرى فيخلعونه من ملكه ويطوفون به المدينة عرياناً ثم ينفونه الى جزيرة يموت فيها جوعاً وحزناً . فحدث إن رجلاً حكيماً مار عليهم أدرك الأمر وإستطاع أن يعلم ما سيجرى له فشرع يبنى فى تلك الجزيرة وقصورا ً واخذ يرسل اليها كل ما ملكت يداه حتى نفى اليها وكان قد أعد فيها خير ونعمة فعاش فيها غنياً رغداً مطمئناً . فلو كنا نتصرف فى أمورنا الروحية تصرف هذا الرجل الحكيم لاستطعنا أن ننتقل من هذه الحياة مطمئنين لأننا أعددنا لأنفسنا فى بيتنا الابدى كل وسائل راحتنا . واحد من الذين استعدوا جيداً يوم الرحيل كان يصرخ قائلاً : " لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدياً ، ونحن غير ناظرين الى الأشياء التى ترى بل الى التى لا ترى ، لأن التى ترى وقتية وأما التى لا ترى فأبدية " ( 2 كو 4: 17 ، 18 ) . فيا أيها المسافر الى الحياة الأبدية لا يهمك عدم إجلال الناس لك وإذا أعياك تعب الطريق فلا تغتم لأنك لابد واصل الى النهاية إن عاجلاً أو آجلاً وإذا لم تكن ممن جادت عليهم الدنيا بخيرات فلا تحزن فأولئك الذين جازوا الغنى الطائل سيحزنون فيما بعد أما انت فستفرح . فالذين يحملون أنفسهم أحمالاً ثقيلة يتأخرون لأنهم لا يستطيعون السير مسرعين فى " طريق الأرض كلها " ( 1 مل 2:2 ) تلك الطريق التى توصل الى الموطن الذى يكون مقر الجميع الى الابد . أما الأبرار الذين طرحوا عنهم أحمال العالم وأثقاله فإنهم يصلون أولاً ويدخلون باب السماء وأما " المتأخرون فلا يفرحون به " ( جا 4 :16 ) . وهناك يعرفون أن خيرات العالم هى التى كانت علة هلاكهم فيطرحونها مزدرين بها . فإختر لنفسك إذا " النصيب الصالح الذى لن ينزع " ( لو 10 : 42 ) وقل مع القديس أوغسطينوس " انك يارب خلقتنا لك ولن نزال معذبين الى أن نستريح بك " .

بركات العطاء

بل اعطوا ما عندكم صدقة فهوذا كل شيء يكون نقيا لكم (لو 11 : 41) بيعوا ما لكم و اعطوا صدقة اعملوا لكم اكياسا لا تفنى و كنزا لا ينفد في السماوات حيث لا يقرب سارق و لا يبلي سوس (لو 12 : 33) فقال لهم اعطوا اذا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله (لو 20 : 25) اعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبدا مهزوزا فائضا يعطون في احضانكم لانه بنفس الكيل الذي به تكيلون يكال لكم (لو 6 : 38) "فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضًا رحيم" [36].  ليس شيء يجعلنا مساوين لله سِوى فعل الصلاح (الرحمة).  المسيح هو المعلِّم وأيضًا أبوه.  لنأتِ بأنفسنا وأولادنا وكل من لنا إلى مدرسة الرحمة، وليتعلَّمها الإنسان فوق كل شيء، فالرحمة هي الإنسان... لنحسب أنفسنا كمن هم ليسوا أحياء إن كنا لا نظهر الرحمة بعد!  هذا هو عمل الله... لقد خلق الله السماوات والأرض والبحر. عظيمة هي هذه الأعمال ولائقة بحكمته! لكن ليس شيء من هذه لها سلطان تجتذب الطبيعة البشريّة إليه، مثل رحمته وحبُّه للبشر!  المحبَّة (الرحمة) كما لو كانت أسمى أنواع الصناعة، وحامية لمن يمارسها. إنها عزيزة عند الله، تقف دائمًا بجواره تسأله من أجل الذين يريدونها، إن مارسناها بطريقة غير خاطئة!... إنها تشفع حتى في الذين يبغضون، عظيم هو سلطانها حتى بالنسبة للذين يُخطئون! إنها تحل القيود، وتبدِّد الظلمة وتُطفئ النار، وتقتل الدود، وتنزع صرير الأسنان. تنفتح أمامها أبواب السماوات بضمانٍ عظيمٍ، وكملكة تدخل ولا يجسر أحد الحُجَّاب عند الأبواب أن يسألها من هي، بل الكل يستقبلها في الحال. هكذا أيضًا حال الرحمة، فإنَّها بالحق هي ملكة حقيقيّة، تجعل البشر كالله. أنها مجنحة وخفيفة لها أجنحة ذهبيّة تطير بها تبهج الملائكة جدًا لكننا نتساءل هل للعطاء القدرة على عتقنا من الدينوية؟ يجيب الكتاب المقدس بإفاضة بالإيجاب نذكر منها قوله: (بالرحمة والحق يستر الاثم (ام16:6) (فارق خطاياك بالبر واثامك بالرحمة للمساكين لعله يطال اطمئنانك (دا 4: 27) . (الصلاة جيدة مع الصوم والصدقة لان الصدقة تنجي من الموت وتطهر من الذنوب (طوبيا12: 9:8) (اعطوا ما عندكم صدقة وهوذا كل شيء يكون نقيا لكم (لو 11: 41) (الماء يطفئ النار الملتهبة و الصدقة تكفر الخطايا (حكمة يشوع 3: 33) لا يعني هذا أن الصدقة في ذاتها تقدر أن تكفر عن الخطية والا لما كان هناك حاجة للفداء بل لأن الصدقة تعلن عن قلب قبل الخلاص وامتلأ بيسوع المحبة فأحب المحتاجين والمتألمين. ومن جهة أخري فإن الصدقة تعلن رحمتنا لإخوتنا وحبنا لهم والمحبة تستر كثرة من الخطايا فلن يوجد إنسان يمكن أن يتبرر أمام الله لكن حبنا للأخرين في الله يجعله يغفر خطايانا باستحقاق دمه في أوقات كثيرة أذكوكم أيها الأحباء وأعترف لكم بما يدهشني كثيراَ فيما ورد في الكتاب المقدس وهو ما ينبغي على أن ألفت أنظاركم إليه كثيراَ. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). لذلك أتوسل إليكم أن تفكروا فيما قاله ربنا يسوع المسيح عن نفسه انه عندما ياتي يوم الدينوية في نهاية العالم سيجمع كل الأمم أمامه ويقسم البشر قسمين واحد عن يمينه والآخر عن يساره ثم يقول للذين عن اليمين تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم واما الذين عن اليسار فيقول لهم اذهبوا عني......... الى النار الابدية المعدة لإبليس وكل ملائكته ابحثوا عن أسباب هذا الجزاء العظيم أو العقاب المريع لماذا يرث الأولون الملكوت؟ لاني جعت فاطعمتموني. ولماذا يذهب الآخرون إلة النار الأبدية؟ لاني جعت فلم تطعموني. إنني أسال:- ماذا يعني هذا فإنني أري ورثة الملكوت مسيحين صالحين مؤمنين غير محتقرين لكلمات الرب لهم رجاء ثابت في مواعيده لهذا اعطوا المساكين ولو لم يصنعوا ذلك لما كان ذلك العقم يتناسب مع حياتهم الصالحة فقد يكونون أطهاراَ غير خادعين ولا سكيرين حافظين انفسهم من كل شر لكنهم إن لم يضيفوا إلى هذا أعمالا صالحة (الصدفة) يبقون عقيمين فلم يقل الرب لهؤلاء (تعالوا راثوا الملكوت لأنكم عشتم اطهارا لم تخدعوا إنساناَ ولا ظللتم فقيرا ولا اعتديتم على تخم أحد ولا خدعتم احداَ بقسم إنه لم يقل هذا بل قال كنت جوعانا فأطعمتموني يا لإمتياز الصدقة عن بقية الفضائل جميعها لأن الرب لم يشر إلى الكل بل إليها وحدها!! كذلك يقول للآخرين إذهبوا الى النار الابدية المعدة لإبليس وملائكته مع أن هناك أشياء كثيرة يمكن أن يثيرها ضد الأشرار عندما يسألونه لماذا نذهب إلى النار الأبدية؟ إنه لا يقول لهم لماذا تسألون هكذا أيها الزناة والقتلة والمخادعون ومنتهكو حرمة المعابد والمجدفين وغير المؤمنين؟ إنه لم يذكر لهم شيئا من هذا بل يقول لهم لأني جعت فلم تطعموني. أراكم تتعجبون مثلي وحقا إنه لأمر عجيب فقد كتب (الماء يطفئ النار الملتهبة والصدقة تكفر الخطايا (حكمة يشوع 3: 33) كما كتب أيضا إغلق على الصدقة في أخاديرك فهي تنقذك من كل شر (حكمة يشوع15:29) وأيضا لذلك أيها الملك لتحسن مشورتي لديك وافتد خطاياك بالصدقة. وهناك شهادات كثيرة من الوحي الإلهي يظهر فيها ما للإحسان من فوائد كثيرة في إخماد الخطاايا وإزالتها لذلك سيلصق الإحسان بهؤلاء الذين على وشك أن يحكم الله عليهم بل بالحري الذين سيتوجهم فكأنه يقول لهم إنه صعب على ألا أجد عليكم سببا لإدانتكم بامتحانكم ووزنكم بدقة وفحص أعمالكم لكن أدخلوا الملكوت لاني كنت جوعانا فاطعمتموني فستدخلون الملكوت لا لأنكم لم تخطئوا بل بإحسانكم أزلتم خطاياكم كذلك كانه يقول للأخرين إذهبوا الى النار الابدية المعدة لابليس وملائكته......... إنه ليس بسبب ما تفكرون فيه من خطايا بل لأني كنت جوعانا فلم طعمتموني فلو ابتعدتم عن أعمالكم الشريرة هذه والتقم إلى لخلصم من كل جرائمكم وخطاياكم بإحساناتكم لأنه طوبى للرحماء لنهم يرحمون (مت7:5) ولكن الآن إذهبوا الى النار الابدية لأن الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة (يع13:2) + إخوتي إنني أشوقكم إلى إعطاء خبزكم الأرضي وطلب الخبز السماوي فالرب نفسه هو ذاك الخبز إذ يقول أنا هو خبز الحياة ولكن كيف يعطيكم الرب يا من لا تعطون المحتاجين؟ واحد يحتاج إليكم وأنتم تحتاجون لآخر (الله) اصنعوا بالآخرين ما تريدون أن يصنع لكم بركات العطاء أولا : الأجر السمائى يعتبر الأجر السمائى هو أفضل ما ننتظره من الله اذا قدمنا لله حقوقة علينا وقمنا بأعمال الرحمة تجاة اخوتنا الذين يحتاجون أن نمد إليهم يد العون . وقد وضح ذلك فى مواضع عديدة فى الكتاب المقدس . منها على سبيل المثال : طلب الرب يسوع المسيح ألا نكنز الكنوز على الأرض بل فى السماء , وهذا يعنى أن الجزاء السمائى باق ومنتظر كل من نظر إلى فناء كنوز الأرض واستطاع التخلى عنها لغيرة بسهولة . وعد الرب يسوع بأن هؤلاء الذين سيطعمون الفقير , ويسترون عرى من لا يستطيع كساء نفسه , ويزورون المريض والمسجون هم الذين سيسمح لهم بدخول عرسه السماوى . (متى 25 ) أشار الكتاب إلى أن هذا الشخص الذى يقدم ما عنده لا يتزعزع إلى الأبد فى قول المزمور " مغبوط هو الرجل الذى يترأف على ويقرض ويدبر أمورة بالحق لأنة لا يتزعزع إلى الأبد " ( مز 112 : 5 – 9 ) ويرجع ثباته إلى الدهر لأن ما يقدمة يحمية من الخطيئة إذ يقول الكتاب أيضا ط النار الملتهبة تطفئها الماء , وكذلك الصدقة تخمد الذنوب " ثانيا : الجزاء الأرضى الله يدرك جيدا حاجة الإنسان إلى أن يرى الخير وهو أيضا على الارض . لهذا لم تقتصر وعوده الصادقة على تلك البركات السماوية لمن يلتزمون بدفع حقوقه , بل أيضا وعد ببركات أرضية عديدة اختبرها وعاينها كل من صدقوها ونفذوا الوصية . ومن هذة البركات : 1 – الغنى المادى :فالرب يرد مائة ضعف . والوعود واضحة فى الآيات الآتية :- اكرم الرب من مالك ومن كل باكورات غلتك فتمتلىء خزانتك شبعا وتفيض معاصرك مسطارا ( ام 3 : 9 , 10 إعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبا مهزوزا فائضا يعطون فى احضانكم لأنة بنفس الكيل الذى تكيلون يكال لكم ( لو 6 : 38 ) . من يرحم الفقير يقرض الرب وعن معروفة يجازية ( ام 19 : 17 ) " هاتوا جميع العشور إلى الخزنة ليكون فى بيتى طعام وجربونـــــــــــــــــــــــى بهذا قال رب الجنود إن كنت لا افتح لكم كوى السماء وأفيض عليكم بركة حتى لا توسع ( ملا 3 " 10 ) ط هذا وإن من يزرع بالشح فبالشح أيضا يحصد . ومن يزرع بالبركات فبالبركات أيضا يحصد . كل واحد كما ينوى بقلبة ليس عن حزن أو اضطرار . لأن المعطى المسرور يحبه الله " ( 2 كو 9 : 6 , 7 ) إن الله عندما نعطية يفتح لنا طاقات السماء إذ فى يده مفاتيح السحب , ويسكب علينا الخيرات الوافرة الجزيلة فجأة ( 2 مل 7 : 2 ) ومادام هو مصدرها فإن هذة الخيرات التى انسكبت سوف لا تكفى فقط بل تزيد عن الكفاية , فالزيت لن يتوقف طالما هناك أوعية تتسع لذلك ( 2 مل 4 : 6 ) 2- الحماية من الخسائر سوف يحمى الرب ممتلكاتنا من الخسائر فهو يقول بوضوح " انتهر من اجلكم الآكل فلا يفسد لكم ثمر الأرض , ولا يعقر لكم كرم فى الحقل قال رب الجنود , ويطوبكم كل الأمم لأنكم أرض مسرة قال رب الجنود " ( ملا 3 : 11 – 12 ) إن الله يعدنا بألا تتوقف أعمالنا .. ولا تتلف محاصيلنا , ولا نخسر فى تجارتنا , ولا تشب الحرائق فى مشروعاتنا , ولا يأكل أحد حقوقنا . سندعى " أرض المسرة " بمعنى الخير والغنى ويتكلم الناس عنا بكرامة . 3- الحماية من العوز والحاجة يحمى الرب من يتعطف على المسكين من الحاجة والعوز . وسوف يختبر كل من ينفذون الوصية مواقف عظيمة يشعرون أن يد الله تمد لهم العون فى الوقت المناسب . وحتى وقت الأزمات سوف يتم الانقاذ سريعا . والوعد واضح وصريح " من يعطى الفقير لا يحتاج ولمن يحجب عنه عينية لعنات كثيرة ( ام 28 – 27 ) " ارم خبزك على وجه المياه فإنك تجده بعد أيام كثيرة " ( جا 11 – 1 ) " وأيضا كنت فتى وقد شخت ولم أر صديقاً تخلى عنه ولا ذرية له تلتمس خبزاً " ( مزامير 37 – 25 ) 4- الحماية من الشرور والأمراض يحمى الرب الأنسان من الشر والمرض , والوعد الصادق " طوبى لمن يتعطف على المسكين والفقير فى يوم الشر ينجية الرب ويحمية ويجعله فى الأرض مغبوطاً , ولا يسلمه الى ايدى أعدائه . الرب يعينة على سرير وجعه . رتبت مضجعه كله فى مرضه ط ( مز 41 : 1 – 3 ) 5- حلول البركة والطهر والاطمئنان إذا كان الرب يسمح لنا أن نشبع اخوتة الأصاغر بحيث يأكلون ويشبعون فى بيوتنا ( تث 26 : 12 ) فإن ذلك سوف يجعلنا نشعر بالسعادة الداخلية الغامرة لأننا ساهمنا مع السيد الرب فى إسعاد الإنسان أو شفاء المريض أو تخفيف الآلام وسوف يجعلنا هذا الشعور نشعر بالراحة والاطمئنان والسلام . وتحل البركة فى حياتنا . 6- النجاة من الموت قد لا يتصور البعض أن الصدقة تنجى حتى من الموت . ولكن الوعد واضح فى قول طوبيت البار فى وصيتة إلى إبنة " طوبيت 4 : 11 " لانهم اعطوا حسب الطاقة انا اشهد و فوق الطاقة من تلقاء انفسهم (2كو 8 : 3) ١. سخاء كنائس مكدونية "ثم نعرفكم أيها الاخوة نعمة اللَّه المعطاة في كنائس مكدونية" ]1[. انتهز الرسول فرصة تقديم كنائس مكدونية، أي الكنائس في فيلبي وتسالونيكي وبيريه وغيرها من منطقة مكدونية، العطاء بسخاء لحث أهل كورنثوس ومسيحيي أخائية للإقتداء بها. السخاء الذي اتسمت به هذه الكنائس ليس نابعًا عن جو من المنافسة، ولا حب الظهور، ولا لمجرد عاطفة بشرية مجردة، إنما هو ثمر نعمة اللَّه التي تعمل في القلب، فيصير محبًا لا لإعطاء المال فحسب، بل ولبذل الذات. إنه عطاء خلال الحب الإلهي المنسكب في النفس. كل عطاء بل وكل فضيلة صالحة هي عطية أو نعمة من اللَّه. أيضًا إنها نعمة اللَّه هي التي تحول حياتنا لكي تكون بنِّاءة ونافعة في حياة الآخرين. يقول الرسول بولس أنهم يتقبلون نعمة اللَّه، وأنهم قبلوا كلمة الإيمان بتقوى. v الصدقة صناعة، حانوتها في السماء، ومعلمها ليس إنسانا بل اللَّه. القديس يوحنا الذهبي الفم v نعمة اللَّه يقصد بها بولس اقتناء كل عملٍ صالح. بقوله هذا لا يُستثنى دور الإرادة الحرّة، ولكن التعليم هنا هو أن كل عمل صالح يصير ممكنًا بعون اللَّه. ثيؤدورت أسقف قورش إذ تعمل النعمة الإلهية في قلب المؤمن تفتح قلبه بالحب لاخوته فيصير متشبهًا باللَّه. v ليس شيء يجعلنا هكذا مقربين من اللَّه وعلى شبهه مثل العمل الحسن. v الصدقة قوية وذات سلطان حثى تحل القيود والأغلال، وتبدد الظلام، وتخمد سعير نار جهنم، وتؤهل فاعلها للتشبه باللَّه، لقوله: "كونوا رحماء كما أن أباكم الذي في السماوات هو رحوم". v الرحمة بالآخرين فضيلة سامية، يُسر اللَّه بها. وهي صفة عالية تتسم بها النفوس الصالحة وتزيدها فخرًا ونبلاً. إنها من صفات اللَّه. القديس يوحنا الذهبي الفم v عملان للرحمة يجعلان الإنسان حرًا: اغفر يُغفر لك، أعطِ فتنال. v ماذا يشحذ منك الفقير؟ خبزًا. ماذا تشحذ من اللَّه؟ المسيح القائل: "أنا هو الخبز الحيّ النازل من السماء. v إن أردت أن تطير صلواتك مرتفعة إلى اللَّه، هب لها جناحين: الصوم والصدقة لكي تكون في هذا الوقت فُضالتُكم لأعوازِهم، كي تصير فُضالتُهم لأعوازِكم، حتى تحصل المساواة" ]14[. بحكمة يقدم الشخص مما يفضل عنه ليقدم الضروريات للغير، كما يقبل من الغير ما يفضل عنهم لإشباع ضرورياته. فيوجد نوع من المساواة. لقد سمحت العناية الإلهية بوجود نوعٍ من عدم التساوي في ما يمتلكه الأشخاص، لكي تفتح الباب لممارسة الحب عمليًا بالعطاء المتبادل بين البشرية. v كيف تكون المساواة؟ أنتم وهم تقدمون من فضلات كل منكم وتشبعون احتياجات الآخر. وأي نوع من المساواة هذا: تقديم الروحيات مقابل الجسديات؟ فإنه من هذا الجانب أسمى من الآخر، فلماذا يدعو ذلك مساواة؟ إما بسبب الفيض والاحتياج، أو يقول هذا بخصوص الحياة الحاضرة فقط. لهذا السبب بعد قوله "المساواة" أضاف "في الحياة الحاضرة". الآن يقول هذه الأمور لكي يصد الأفكار المتشامخة التي للأغنياء، ولكي يُظهر أنه بعد رحيلنا من هنا سيكون للأمور الروحية فضل أعظم. هنا نتمتع بالمساواة، وأما هناك فسيوجد تمييز أعظم وتفوق عظيم عندما يضئ الأبرار أكثر بهاءً مما للشمس. القديس يوحنا الذهبي الفم v من يقدم عونًا مؤقتًا للذين لهم مواهب روحية إنما يحسبون شركاء في المواهب الروحية. فإنه وان كان الذين لهم مواهب روحية قلة قليلة، بينما كثيرون لديهم الأمور الزمنية بفيض، فإنه بهذه الوسيلة يمكن لمن لهم ممتلكات أن يشتركوا في فضائل المحتاجين، بأن يقدموا مما يفضل عنهم للفقراء المقدسين. البابا غريغوريوس (الكبير) "كما هو مكتوب الذي جمع كثيرًا لم يفضل، والذي جمع قليلاً لم ينقص" ]15[. يشير هنا إلى ما ورد في سفر الخروج (١٨:١٦) حيث جمع بنو إسرائيل من المن في الصباح قبل الدفء، فالذين أكثروا في الجمع لم يكثر، وما تبقى منه إلى اليوم التالي فسد، ومن جمع أقل أكل هو وأسرته وشبعوا ولم يشعروا بالحاجة إلى طعامٍ أكثر. هكذا إذ نعطي أو نأخذ، بالعطاء لا نصير في عوزٍ، وبالأخذ لن يصير لنا ما يفضل عنا، لأننا حتمًا نترك كل ما لدينا و ليس كما رجونا بل اعطوا انفسهم اولا للرب و لنا بمشيئة الله (2كو 8 : 5) هذا و ان من يزرع بالشح فبالشح ايضا يحصد و من يزرع بالبركات فبالبركات ايضا يحصد (2كو 9 : 6) + الحب الخالص لأولئك الذين نعتبرهم بحق أخوة يسوع وأخواته، باعتبار ما قاله السيد المسيح "بما أنك كلم بني اسرائيل ان ياخذوا لي تقدمة من كل من يحثه قلبه تاخذون تقدمتي (خر 25 : 2) م فعلتموه بأحد اخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" (مت 25: 40). + محبة العطاء بشكل عام كعادة اكتسبها الإنسان، إذ يجد فيها لذة. + للتخلص من تعب الضمير متى قصّر في ذلك. + بقصد أن يبارك الله في البقية الباقية، كما كان بنو اسرائيل يفعلون حين يعزلون عشر المحصول قبل الشروع في الأكل منه، وهو ما يسمى بالتقديس. + نتيجة إلحاح السائل ومطاردته، وبذلك يتخلّص المعطى من السائل. + بقصد التباهي والظهور بمظهر الخيّر المحسن، وهو ما يظهر في الإعلان عن أسماء المتبرعين وقيمة ما تبرعوا به. + بفرح وكتعبير عن الشكر لله الذي أعطاه أن يكون في وضع من يعطي، وكان من الممكن أن يكون الوضع معكوساً. + أو أن يشعر بعض الخيرين أنهم مدينون لله بالكثير وأن جميع ما يعطونه لا يكفي سدادا للديون.قال شخص سخى فى العطاء لكاهن بعد أن راجعه فى كثرة العطايا ...ظاناً أنه غير متزن ..أنا عشت على الأرض غنياً وأريد ان أكون غنياً فى السماء + ونوع آخر يعطي ولكن لمن يمتدحه كثيرا ويثني عليه وعلى خيريته، فإذا لم يحصل على ما يرضيه في ذلك، أو إذا بكته السائل أو المحتاج: ثار وغضب وأحجم عن العطاء. إذاً اعطي بفرح وسخاء، فالعطية الثمينة هي التي نعطيها من أعوازنا مثل فلسي الأرملة، ولا تنتظر الشكر ممن أعطيته، ولا المكافأة من الله، بل كمن يشعر بأنه لا يعطي العشر بل يأخذ التسعة أعشار !! . يجب أيضاً ألاّ تتابع عطيتك وإلى أين ذهبت وهل استخدمها الفقير في محلها أم لا، لأن اليد التي امتدت لتأخذ منك هي يد الله نفسه. حقاً يقول الكتاب: "لأن منك الجميع ومن يدك أعطيناك (1اخبار 29 : 14). ليس الفضل لك ان تعطى الفقير مايحتاجه بل أن تعطيه ما أنت تحتاجه كم مرة نسمع عن إمرأة ترى كنيسة تبنى وتحضر مبلغاً بسيطاً وتقول هذا إدخرته لكفنى وغن مت أرجو أن تهتموا بأمرى ... كم مرة نجد من يحضر ذهبه الخاص أو باقى دخله الشهرى نصيب سماوى يساعد على إخلاء الذات _مرتبط بالإتضاع نسك النفس هو بغض التنعم ونسك الجسد هو العوز

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل