العظات

التكامل بين الاجيال

سنتحدث اليوم عن الفجوة بين الأجيال حيث نتقابل مع المشاكل التي يتعرض لها أولادنا .. فإننا نجد أن مشاكل اليوم التي يواجهها أولادنا هي مشاكل مختلفة عن المشاكل التي قابلناها وبالتالي تختلف أيضاً طرق مُعالجتها ربنا يسوع كان يعرف كيف يتعامل مع كل أحد فهو كان يتعامل مع كل فرد حسب بيئته وفكره وبلده وشخصيته وعمله واهتماماته .. فكان مثلاً يتعامل مع الصياد ويقول له { يُشبه ملكوت السموات شبكة مطروحة في البحر وجامعة من كل نوع } ( مت 13 : 47) فيفرح الصياد بكلامه ويقول إنه تبعي لأنه يكلمني بما أفهمه .. فيقول له " شبكة مطروحة في البحر " فيعيش بخياله وفكره في الحكاية .. يتعامل أيضاً مع ربة المنزل ويقول لها { يُشبه ملكوت السموات خميرة أخذتها امرأة وخبأتها في ثلاثة أكيال دقيق حتى اختمر الجميع } ( مت 13 : 33 ) .. فربنا يسوع فاهم هذه المرأة ويعرف أفكارها يتعامل أيضاً مع راعي الغنم ويقول له { كان لإنسان مئة خروف وضل واحد منها أفلا يترك التسعة والتسعين على الجبال ويذهب يطلب الضال } ( مت 18 : 12) .. إنه يتكلم بطريقة تجعل كل سامعيه فاهمين كلامه .. فكان مع الرجل الثري يتكلم عن تاجر اللآلئ الثمينة .. مع الرجل الفريسي يتكلم عن الفريسي والعشار .. فكان يتقابل مع كل أحد ويتكلم معه بإسلوبه وبطريقته .. فربنا يسوع لم يقول أنا جاي من السماء وكلامي كله سماوي .. ولكن ربنا يسوع تنازل واقترب من كل فئة وتكلم مع كل فئة حسب زمنها .. طبعها .. ثقافتها .. إهتماماتها .. هدفها .. كل ذلك حتى يتمكن من أن يصل إلى الهدف الذي يريده لذلك يجب علينا أن نتعامل مع هذا الجيل هكذا .. فهذا الجيل سريع جداً .. فيشير العلماء إلى أن كل المعرفة التي تعلَّمها وعرفها العالم كله حتى عام 1950م تضاعفت في خمسين سنة وبعد ذلك تتضاعف هذه المعرفة كل عشر سنوات وذلك لأن سرعة المعلومة تنتقل بشكل سريع .. فمنذ خمس سنوات كان الكثير من الأشياء غير معروف .. فلقد تغير تاريخ العلم والتكنولوچيا .. فمثلاً عند الحديث مع طبيب جراحة القلب من عشرين سنة تجده يتحدث عن الأسترة والإستكشاف وتوسيع الصمامات في القلب ولكن كل ذلك تغير .. فهناك تغير كل سنتين أو ثلاث سنوات فسمة هذا العصر هو التغير السريع والذي لم يواكبه يتأخر كثيراً .. فهذا الجيل سريع جداً .. جيل منفتح يتميز بالسرعة والوعي .. فإن أولاد هذا الجيل يعلمون أشياء كثيرة جداً .. فهناك مثل يقول" الأكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة " .. ولكن الأن نقول " الأصغر عنك بيوم يعرف عنك بسنة " .. فكل الذي عرفناه من أربعين أو خمسين سنة هو يعرفه في وقت قليل جداً وذلك لأن ذهنه أنشط .. قدرته على الإستيعاب أكبر ومنفتح أكثر فلذلك لابد أن يكون هناك تواصل وتكامل بين الأجيال فلا نحتقر إهتماماته .. فنفرق بين المبادئ والوسائل .. فالمبادئ مثل الأخلاق .. إحترام الكبير .. مبدأ .. في الكنيسة هناك طقس .. عقيدة .. تقليد ( الموروث من أجدادنا ) .. الموروثات كل هذه مبادئ .. أما عن الوسائل في الحديث مع الأخرين مثل الإجتماعات الكنسية نستخدم الميكروفون .. قديماً لم يكن موجود ولكن مع التطور والتغير وُجِد .. فالكنيسة تستعمله وتستخدمه ولكنه لم يغير من مبادئنا ولكنه وسيلة يخدم بها مبادئ الكنيسة هناك فرق بين المبادئ والوسائل .. ولكن في هذا الجيل نرسخ المبادئ ونحترم الوسائل .. في الوقت الحاضر في كل كنيسة هناك جهاز كمبيوتر نعرض به كل شئ .. نعرض عليه التسبحة والأبصلمودية والقداس مكتوب على الشاشة .. كل هذه وسائل .. هذا الجيل له العديد من الوسائل ولكن كيف نستخدم وسائله ؟ وألا تتعارض هذه الوسائل مع المبادئ بل يكملوا بعضهم البعض .. فالوسائل تُستخدم في البنيان ومن أجل الصالح هذا الجيل فيه أشياء كثيرة إيجابية وليس كل ما به سلبيات .. فكيف نستخدم إيجابياته للبنيان وكيف نوظفها ؟ اليوم هناك دائرة تليفزيونية .. تطور .. عِلم .. شاشات كبيرة .. نتعامل مع الكثير من الشباب نشعر إننا لا نفهمهم .. هذا الجيل من الشباب والشابات مهتمين بالإنترنت فصممنا لهم موقع على الإنترنت فنخدمهم بطريقة تناسبهم فأقبلوا عليها بشكل كبير جداً .. في الكنيسة يكون إجتماع الشباب أو الشابات عددهم حوالي 150 – 250 فرد .. ولكن في إحدى اللقاءات على الإنترنت إجتمعت بحوالي 1200 فرد فكلهم حضروا معنا على النت .. فنسأل كيف عُرِف عددهم ؟ هم مسجلين أسمائهم ومواقعهم .. ففي الخريطة وُجِد أن أحدهم كان من سنغافورة والآخر من فنزويلا والعديد من مصر .. فكنت أشعر بقلة هذا الشئ وعدم إعطاؤه إهتمام ولكن بعد أن حدث ذلك تغير فيَّ الكثير .. فكيف نعلمهم ؟ كيف نستغلهم ؟ فعلينا أن نقول أن هذا الشئ خطأ وأن كل شئ يستخدمه خطأ فإنه سوف يُرفض .. فيقول أنا لن أكون متخلف عن جيلهم .. مثلي مثل أصدقائي .. هذا هو جيلي .. هذا هو فكري .. ثقافة أصحابي وثقافتي هكذا فعندما ظهر إختراع الموبايل كان صغار السن يطلبون الموبايل فنغضب منهم وننتهرهم ونقول إنه مُكلف وغالي الثمن .. أما اليوم فإن طفل إعدادي وثانوي أصبح الموبايل بالنسبة له شئ أساسي .. وإن قمت أنا بإقناع طفلي بإنه ليس له فائدة الأن وحتى إن هو إقتنع بذلك فإنه سوف يشعر بالإختلاف .. يشعر بالنقص .. هذا الجيل يستخدم الموبايل .. يستخدم الإنترنت .. ولذلك الكنيسة أيضاً تستخدمه .. باستمرار تُبعث رسائل على الموبايل فيشعر الطفل بالفرح .. نُرسل له رسالة عيد قديس مثلاً عيد مارجرجس .. نُرسل له رسالة عن الصوم .. عن عيد الملاك .. ممكن نُرسل حوالي 3500 رسالة عن طريق مجموعة مجموعة وكل عشرين رسالة تُحسب بثمن رسالة واحدة ولكن كيف لا يكون هناك فجوة بين الأجيال بل تكامل ؟ فالفجوة بين الأجيال أصبحت واقع بالنسبة لنا ولكن كيف نستخدم هذه الوسائل من أجل حدوث التكامل ؟ فكيف نعمل على إضافة فكرنا وثقافتنا على فكر وثقافة إبني وإبني لا أحتقره ولا أحتقر إهتماماته فلا نتنافر بل نتجاذب معاً .. فيجب أن نتمتع بالصراحة ولا نقول كل فرد في حاله .. إن كلٍ منا لا يفهم الآخر .. يجب أن نفهم .. يجب أن نعرف فعقلي اليوم أصبح غير مُحصل معهم فهو هادئ ويستوعب أكثر ولكن يجب أن أفهم وأعرف كل ما هو مهم بالنسبة لهم وأعطيهم الأفكار التي تفيدهم .. فقد إستخدمت الكنيسة اليوم النت لنشر سنكسار يومي فنرسل لكل أحد قديس اليوم وسيرته وصورة له والتمجيد أيضاً الخاص به .. وذلك ليس في الموقع فقط فيكون عن طريق الإختيار بل نرسلها له أيضاً عن طريق ألـ E . Mail حتى تصل إليه .. فالأن أصبح كبار السن هم الذين يشاهدون التليفزيون .. قديماً كنا نقول لا تهتم بالتليفزيون ولكن الأن نقول لا تقضوا كل الوقت على الإنترنت الأجيال تتغير .. الموبايل في مصر لم يتجاوز العشر سنوات ولكن وُجِد في إحصائية أن هناك حوالي 27 مليون خط موبايل مع أن الخطوط الأرضية لم يكمُل عددها 10 مليون مع أن عمرها أكثر من ثمانين عاماً .. فالبيت الواحد بهِ عدد من الموبايلات وخط تليفون أرضي واحد .. فأصبح لكل فرد في البيت الواحد التليفون الخاص بهِ قديماً كان التليفون يرن أي فرد يرد فيعرف من في المنزل من المتكلم .. ولكن اليوم قد تغير كل شئ .. فالأم لم تعد تعرف من صاحب أو صديق إبنها أو صديقة إبنتها .. ففي البيوت خطوط التليفون الأرضي ولكن لم تعُد مُستخدمة بل يتحدثوا في الموبايلات .. ولذلك قيمة إستهلاك فواتير البيوت قلِّت والموبايلات غِلِت فهناك مشاكل جديدة نتقابل معها محتاجة توعية .. فالجيل الجديد لا نتهمه بإنه جيل خاطئ .. لذلك كيف نتفق ؟ كيف نتقابل ؟ كيف نتكامل ؟ كيف نوظف الأمور الصالحة للبنيان ؟ كيف نستخدم كل ما هو جديد للبنيان ؟ في هذا الجيل هناك العديد من الأشياء الجميلة .. فأصبحت الأن الدراسة في الخارج كلها عن طريق النت .. حوالي 60 % من الطلاب يدرسون عن طريق النت فهو يدرس ويمتحن ويأخذ الشهادة وهو في المنزل ويدفع المصاريف عن طريق الكارت .. ويتسجل في الجامعة إنه أخذ شهادة .. فإنت تدفع الفلوس وتدخل الإمتحان وإنت في المنزل وعندما تنتهي من الإمتحان تظهر النتيجة .. فكل شئ قد اختلف فكيف نستفيد من ثقافة هذا العصر فلا نحتقر إهتماماته ولا نحتقر إهتمامات أولادنا بل نوجهها ؟ فكيف نتفاهم ؟ نعبُر إلى إهتماماته ونحترم رغباته .. ومما لا شك فيه أن هناك تأثير من الآخرين على الفرد .. فهناك إحدى الإحصائيات تشير إلى أن تأثير الأم على إبنها أو إبنتها في السن من 15 – 25 سنة نسبته 18 % .. وتأثير الأصدقاء نسبته 72 % .. وتأثير الأب نسبته 10 % .. نسبة الأصدقاء نسبة لا يُستهان بها فيجب أن نعرف من هم أصدقاء أولادي فمن خلال هؤلاء الأصدقاء أعرف وآخذ فكرة عن مؤشرات إهتماماته .. وكل ما زرعته في أولادي في أيام طفولته أجده في شبابه .. فجيد أن نستفيد من قدرات هذا الجيل ونفهمه ونتواصل معهم فربنا يسوع يتكلم مع كل أحد حسب إهتماماته هو وليس إهتمامات الآخرين .. فيجب أن نعرف فيما يفكر الإقماع الإقناع الإقتناع الإقماع ← هو السيطرة والتسلط .. لا تخرج ، لا تخرج .. إعمل ، إعمل . الإقناع ← يجب أن تذاكر من أجل إنه واجب ويجب أن تفعل ذلك فإنه يأخذ شكل حوار ولكنه أمر . الإقتناع ← فنتكلم مع بعض ونتحاور .. مثلاً نقول " لماذا تقابل أصدقائك ثلاث ساعات يكفي ساعة واحدة " ؟فهذا الجيل يريد حوار .. يريد أن يتكلم .. يريد أن يعبَّر عن رأيه .. يريد أن يشعر بكيانه فيشعر إنه موجود في الماضي كان يتربى الأولاد على طريقة فيها لون من ألوان التضييق ولا يشعر الولد بأي نوع من أنواع الضيق على أساس كل من حوله بنفس الإسلوب .. ولكن الأن إذا خرج الولد من منزله ويطلبوا منه ألا يتأخر فيضحك عليه أصدقائه .. فهذا الجيل يُعبِّر عن نفسه بطريقة فيها تحرر من أي قيود فلا يريد أن أحد يأمره .. إلى أين أنت ذاهب ومن أين أتيت ؟كيف يكون الإقناع ؟ يجب أن يشعر إن أنا بالنسبة له مُحب وليس مُتسلط .. فالتسلط يُولد ضعف والحب يُولد مُحبين أقوياء .. هناك أربع درجات في طريقة الحوار :- 1/ طريقة التسلط ← أب أو أم متسلط فليس هناك أمر قابل للنقاش . 2/ طريقة التساهل ← مع الإلحاح الشديد من قِبَل الأولاد يحل المشكلة بكسر قاعدة .. ليس له طول بال . 3/ طريقة التسيب ← لا يعرف أي شئ . 4/ طريقة التفاهم ← يفهم ويعرف كيف يفكر ويفكركيف أولاده يفكرون .. وهو يفكر بطريقة روحية ودراسية وعقلية وجسدية فيفهم ويعرف ماذا تكون إهتماماته فالفرد أو الإبن قد يصل في مرحلة من تفكيره إنه لا يُعجب بأهله في أي شئ والعكس .. فكيف نصل إلى هذه الدرجة إنه هو يعجبهم وهم يعجبوه ؟ فكيف لا ننتقد كل تصرفاته بل أوجهه وأعلِّمه وأعرفه كيف يستخدم كل الوسائل الحديثة مثل الدش .. النت .. الموبايل .. الأدوات الشخصية والدراسية وأدوات الترفيه وحتى الأصدقاء .. فنتكلم معهم بحب وليس بتسلط بحوار وليس أوامر فكل ذلك يؤدي إنه يفتح قلبه ليَّ ويتكلم ويتحاور معي .. مثلاً إن قام أحدهم بتصرف خطأ وعلم أبوه به فماذا يكون نوع الحوار ؟ فإننا نجد العقوبات والعنف والتحدي .. فالإبن في قراره نفسه يقول " إنتم مسكتم عليَّ واحدة .. طيِّب !! " فيجب علينا نحن أولياء الأمور أن ندخل في المشكلة بلا تحدي بل نسمع ونتفاهم وننتقد .. نقول كل ما لنا وكل ما علينا .. فأسمعه وأوجهه وأحبه .. فأغلب البيوت الأن تقريباً لا تعرف شيئاً عن إبنها أو إبنتها بل كل ما تعرفه أكله وشربه .. فهي لا تعطي إهتمام لمشاعرهم أو إهتماماتهم فيكبر هذا الإبن بأفكاره وهنا تكمن الخطورة لأن في هذه الحالة يكون المرشد هو أصحابهم وأصحابهم أيضاً واقعين في نفس الظروف .. فنجد أن هناك مشاكل كثيرة سواء في الشخصية أو الكلام أو الدراسة أو الظروف .. فالمعالجة يجب أن تتم بحب وبتوجيه .. فالقسوة لا تربي محبين ولكن بالحب نُوجِد الأحباء ولكن كيف نتعامل مع الجيل الأقل والأقل ؟ كيف نتكلم معاه ؟ كيف نوجههم دراسياً ؟ نحذره ؟ نوجه إليه النصيحة ؟ كيف يحصل على المساندة .. نرفعه .. نعطيه أشياء مُشجعة .. وكيف نعده بمكافأة ؟ ولكن أحياناً يحدث العكس .. التعسف .. الكلام الجارح .. الإهانات .. الضرب .. فتحدث أن الفجوة تكبر والمشكلة تكبر فتزداد العقدة .. فأعباء الحياة الأن أصبحت تأخذ كل طاقتنا ولا نُبقي فيها شئ للزوج وللأبناء فلا تكون هناك أي طاقة لأهم الناس وهم الأعزاء سواء كان الزوج أو الأبناء فنتعب ونتعب والأشياء التي تعبنا من أجلها لا يريد أن يُضيف أحد له شئ لذلك يجب أن أسمع لإبني وأسمع لإبنتي وأعرف شكواهم .. فنضع أيدينا على كتفهم ونسمع لهم في وقت الشدة .. ويجب أن نلاحظ أنه يوجد وقت شدة ووقت صداقة ووقت عقوبة ووقت حرمان ووقت حزم .. فهناك طرق كثيرة يجب أن نكون مُلمين بها الفجوة بين الأجيال كيف تقترب ؟ الكنيسة ربت الأجيال ولكن الكنيسة أيضاً بتقدم لكل جيل ما يُناسبه .. فالإنترنت موجود به ألاف من المواقع المسيحية .. فالكنيسة تقوم بإنشاء القنوات التليفزيونية .. فهناك الأن قناتين من أجمل القنوات .. قناة أغابي وقناة C T V .. عن طريقهم نتعرف على سيدنا الأسقف هذا وهذا وهذا .. فنشكر ربنا ليست كل المخترعات لعنة ولكن كيف نستخدم التطور والعصر الحديث لصالحنا ولصالح أولادنا وليس العكس للضرر ؟ الكنيسة تفعل ذلك اليوم الكنيسة تعمل على كيف تُقدس الموبايل .. النت .. الدش .. فسياسة الممنوعات تُولد كبت وسياسة الضوابط تُولد ضبط .. فهناك فرق بين الكبت والضبط :- الكبت ← المكبوت هو ليس قادر ولكنه يريد . الضبط ← المضبوط هو قادر ولكنه لا يريد . فالكبت لا يُولد نُضج أو بلوغ أما الضبط فيُولد حرية لأن أجمل ما في الحرية هو حرية من الداخل ويكون قرار داخلي فكيف نعبَّر لأولادنا ولا تكون هناك فجوة بين الأجيال بل يكون هناك تكامل بين الأجيال ؟ فجيد جداً أن الأب والأم ينقلوا الخبرات لأولادهم ونحترم إهتماماتهم .. فهناك فرق بين المبادئ والوسائل .. فالمبادئ ثوابت والوسائل تتغير ربنا يعطينا روح الحكمة .. روح الفهم والمشورة والإفراز فنعرف كيف نربيهم وكيف يكبروا كأولاد الله ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين

معين نظيره

يقول سفر التكوين ﴿ وقال الرب الإله ليس جيداً أن يكون آدم وحده فأصنع له معيناً نظيره . وجبل الرب الإله من الأرض كل حيوانات البرية وكل طيور السماء فأحضرها إلى آدم ليرى ماذا يدعوها . وكل ما دعا به آدم ذات نفسٍ حية فهو اسمها . فدعا آدم بأسماءٍ جميع البهائم وطيور السماء وجميع حيوانات البرية . وأما لنفسه فلم يجد معيناً نظيره . فأوقع الرب الإله سُباتاً على آدم فنام . فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحماً . وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلى آدم . فقال آدم هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي . هذه تُدعى امرأةً لأنها من امرءٍ أُخذت . لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسداً واحداً ﴾ ( تك 2 : 18 – 24 ) أعطى الله آدم سلطان على كل حيوانات البرية ودعاها بأسمائها فوجد أنَّ كل ذكر له أنثى وكل مجموعة تحيا معه ووجد نفسه وحده ﴿ أما لنفسه فلم يجد معيناً نظيره ﴾ .. ماذا فعل الله ؟ كل المخلوقات صنعها الله بكلمة إلاَّ آدم صنعه ليس بكلمة بل بنفخة لأنَّ الإنسان كريم في عيني الله فلم يصنعه بكلمة بل صنعه بنفخة .. وعندما أراد أن يصنع حواء لم يصنع معها كما صنع مع آدم بل ألقى سُبات على آدم وأخذ منه ضلع .. إذاً آدم أصل حواء وهي أُخذت منهُ .. أحياناً المجتمع يُشبه المرأة والرجل أنهما أعداء .. وتوجد فيه أفكار تُحقر المرأة .. وأفكار تقول أنَّ الرجل متسلط و ..... وهذه أمور تُنشئ علاقة غير سوية لكي تنشأ علاقة سوية بين الرجل والمرأة لابد أن نأخذ فكر الله .. معين نظيره .. هو يحتاجها وهي تحتاجه .. ﴿ الرجل ليس من دون المرأة ولا المرأة من دون الرجل في الرب ﴾ ( 1كو 11 : 11) .. المرأة ليست تافهة في نظر المسيحية بل العلاقة علاقة تكامل وليس تنافس .. جيد أن نعرف أنَّ كلٍ منهما يتكامل مع الآخر المرأة والرجل معاً ولا يوجد منهما من يحيا وحده حتى الذي لا يتزوج يحتاج معين نظيره .. الراهب له أخ راهب معين نظيره وهكذا المكرس و .... نحن في الخدمة الخادم له معين نظيره وهكذا كل واحد منا يحتاج معين نظيره .. إذاً لابد أن يكون لنا فكر روحي متكامل متزن لكي نعرف معنى معين نظيره ولا ينظر جنس لآخر نظرة إحتقار أو نظرة إستقلال الفكر السوي يقول أنه يحتاجها وهي تحتاجه والإثنان يُكملان بعضهما .. الله نفسه قال ﴿ ليس جيداً أن يكون آدم وحده فأصنع له معيناً نظيره ﴾ .. إذاً لابد لكي تكون العلاقة سوية أن يشعر كل طرف أنَّ الآخر يحترمه ويشعر أيضاً أنه مختلف عنه .. مبارك الرجل الذي يعرف طبع المرأة ومباركة المرأة التي تعرف طبع الرجل أحياناً يشكو أحدهما الآخر .. هي تقول * لا يقل لي كلمة حلوة .. لا يتذكر عيد ميلادي .. أناني * .. وهو يقول * هي تحتاج لكلام وأنا ليس لي وقت .. أنا مُتعب و ...... * .. ما الحل إذاً ؟ الحل هو لابد أن تفهمه هي وهو يفهمها .. لابد للرجل أن يعرف أنَّ المرأة هي معين نظيره تُكمله هو يحتاجها وهي لابد أن تعرف أنها تحتاجه .. لو كان المجتمع كله رجال كيف سيستمر ؟ يقول شخص أنَّ الله قادر أن يجعله يستمر .. بتلقيح ذاتي أو إنقسام أو .... هو يعرف كيف يجعله يستمر .. لكن لا .. لماذا أوجد الله رجل وإمرأة ؟ لأنه يحتاجها وهي تحتاجه ولأنَّ الحياة عندما تقوم على عنصر واحد تعتمد على الأنانية .. لا .. هو أراد أن يتشاركا معاً ويحتاجان بعضهما البعض – معين نظيره – هو له دور وهي لها دور .. صعب أن تتشبه الفتاة بالرجل أو يتشبه الرجل بالفتاة الله سمح أنَّ كل كائن فينا سواء رجل أو إمرأة أن يكون به كل هرمونات الرجل والمرأة .. ولكن كبد الرجل يكسر هرمونات الأنوثة وكبد المرأة يكسر هرمونات الذكورة فيظهر عليها علامات الأنوثة وتظهر عليه هو علامات الرجولة إذاً الإثنان يشعران بعضهما ببعض لأنَّ بهما جذور بعضهما .. لكن عندما نجد شاب أو ولد كل أصحابه فتايات أو نجد فتاة عنيفة .. فهذه أمور للأسف خاطئة هذا خطأ وتلك أيضاً خطأ .. الأصح هو الإعتدال .. الله خلق الإثنان مختلفان لكي يتكاملا وليس ليتنافرا كل جنس لابد أن يحترم الآخر ويتعامل معه بنقاوة واحترام ويتعامل معه ككيان إنساني محترم .. أحياناً بعض الظروف النفسية تجعل طرف يحتقر الآخر .. لا .. جيد أن تبني حياتك على قواعد ثابتة . بعض صفات الرجل والمرأة :- الرجل منذ طفولته يميل لاستخدام العنف والقوة والصوت العالي والقرارات السريعة .. هذا ليس ولد ردئ بل لأنه ولد فهذا طبعه .. أما المرأة فمنذ طفولتها تميل للرقة والهدوء .. تهتم باللمسات البسيطة .. تهتم بتقديم الأمور بإسلوب رقيق .. عندما نذهب لزيارة أو عمل قنديل ونرش ماء في البيت بدون أن نسأل نعرف حجرة الفتاة من حجرة الولد .. تجد حجرة الفتاة نظيفة منظمة مزينة عن حجرة الولد فلا نلوم الولد عن هذه اللمسات الرقيقة لأنه ولد .. ليس الأمر بكارثة .. إذاً عندما تتزوجي ولا تجدي في زوجك هذه اللمسات البسيطة لأنه رجل وهذا طبعه إذا أعطيت بعض الأوراق لأطفال حضانة ليرسموا بها تجد أنَّ البنت ترسم عروسة .. وردة .. أم .. بينما الولد يرسم مدفع .. رشاش .. دبابة .. كورة ..... حتى الهدايا عند الأولاد غير الهدايا عند البنات .. ليس هذا الولد عنيف لكن هذا طبعه هو يحب المغامرة .. لماذا ؟ لأنه عندما ينمو ويكبر ويصبح رجل سيكون مسئول عن بيت ورزق وسيواجه مجتمع شرس لذلك لابد أن نعلمه المواجهة أما البنت فلأنها ستكون فيما بعد أم في بيت تربي أولاد فسمح الله أن تتعلم الحنان والرقة والمحبة و إذاً هذا قصد الله البنت تعتني بالأمور الخارجية وشكل البيت .. هذه أمور لا تهم الولد .. هذه قدرات كل واحد منهما .. الولد يعمل الأمور بسرعة أما الفتاة فلها طول أناة لذلك ماهرة في الأمور اليدوية .. إذاً الله أعطى الرجل نعمة والمرأة نعمة وجيد أن تعرف نفسك وماذا يقصد الله فيك المرأة لها قدرة على العطاء أكثر من الرجل بأضعاف حتى في العطاء البدني هي أكثر احتمال المرأة تعمل في العمل ثم تعود لتعمل في البيت وتربي الأولاد .. في حين أنَّ الرجل يعمل في عمله فقط .. هي تتعب أكثر منه وتصبر وتشكر .. هو يعود للمنزل ليأكل وينام وهي تعود للمنزل لتعمل فيه وتربي أولادها وتُطعم الرجل وتهتم به .. تخيل لو لم تنتبه المرأة لهذه الأمور وتبدأ تدخل في مقارنة مع الرجل .. هذا فكر غير سوي .. هي معين نظيره تكمله هي شريك له معين له لكي لا يتعب عندما يجد معوقات الرجل عنده العقل أعلى من العاطفة بينما المرأة عندها العاطفة متقدمة عن العقل ليس هو خطأ ولا هي خطأ لكن الله سمح بذلك أنَّ العاطفة عند المرأة هي مدخل لشخصيتها وسمح أن يكون عقل الرجل مدخل لشخصيته .. العقل مُتقدم عند الرجل عن العاطفة والعاطفة مُتقدمة عند المرأة عن العقل لكي عندما يكونان معاً في بيت تسير العاطفة بجانب العقل فيسير البيت إذاً هي معين نظيره .. هناك قرارات تحتاج إلى العقل وقرارات تحتاج إلى العاطفة .. تجد الرجل بلا صبر وأما المرأة فصبورة .. إذا مرض الإبن تسهر عليه الأم حتى الصباح وتقوم لتجهز وتُهيئ الطعام ثم تذهب للعمل مثل الرجل وعندما يعودان من العمل هو ينام ويأكل وهي تعمل في البيت رغم أنها لم تنم الليلة السابقة .. هذه من عطايا الله فلا تشتكي المرأة .. فعندما يكون الطفل مريض تجد أنَّ الأب غير مسئول لكن عندما يُشفى الطفل يظهر دور الأب الله خلقه هكذا .. إن لم نفهم ذلك سنكون غير فاهمين لله تؤثر كلمات المديح في المرأة والفتاة بينما يكون تأثيرها أقل أو غير مؤثرة في الرجل لذلك عندما يقول الرجل كلمات مجاملة للمرأة تفرح جداً .. لذلك فهم طبع كل طرف يُريح جداً .. الرجل يحب أن يكون المدبر والرأس ويحب المرأة الهادئة المطيعة الوديعة .. طبعه يميل للمرأة الأكثر هدوء لذلك يكره المرأة المتسلطة العنيدة .. بينما المرأة تحب الرجل القائد الذي يحترمها بدون أن يتسلط عليها بدون أن يكون معها عنيف .. فهم الطبيعة مهم جداً في التعامل الرجل لا يهمه النظام واللمسات الأخيرة عكس المرأة تهتم باللمسات النهائية .. الله سمح أن تكون الغريزة في الرجل أعلى من المرأة لأنَّ الله أراد أن يحمي المرأة ويقدسها لأنَّ كسر المرأة كبير جداً قد نقول لماذا إذاً لم ينزع الغريزة من المرأة ؟ لا .. لابد أن يكون للمرأة غريزة لكي تتقابل مع الرجل .. إذاً مبارك هو الرب الذي أعطى كل فرد احتياجه .. في الرجل تتحرك الغريزة من خلال حواسه وخاصةً النظر بينما تتحرك غريزة المرأة بكلام وتفاعل وتلامس .. لذلك لابد للمرأة أن ترتدي ملابس محتشمة لأنَّ الغريزة في الرجل تُثار بالنطر .. قد لا تنتبه الفتاة لهذا الأمر .. لا .. هذا أمر مهم جداً .. لا تقل أنَّ هذا الرجل غير مؤدب .. لا .. الله سمح أن يكون طبعه هكذا .. هذا سماح طبيعي من الله لكل شخص لكي يقدس الكيان كله ولننتبه ﴿ ويل لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة ﴾ ( مت 18 : 7 ) .. الغريزة عند الولد تُثار بسهولة لأنها تُثار بالرؤية بينما تُثار في البنت في مرحلة متأخرة نسبياً لابد أن يكون لكل منا فكر ما هي اهتمامات الآخر وطبعه لذلك سمح الله أن يكون النضوج العاطفي في الفتاة أسرع من الولد .. فتجد أنَّ الفتاة التي عمرها خمسة عشر سنة أنضج من الولد في نفس العمر لأنَّ الله أعدها لأمور كبيرة أي ممكن فتاة عمرها خمسة عشر سنة تصير أم ويكون لها قدرة على العطاء والحب قد يستريح الرجل للمرأة الرقيقة لكن لا يستريح للمستبيحة بل قد يشتهيها ويُلاطفها فقط لكنه لا يحترمها داخله .. قد تتخيل الفتاة التي حولها شباب كثير أنها جذابة .. لكن عندما يريد هذا الشباب الزواج يرفضها .. الفتاة لا تستريح للتعامل الجاف بل للتعامل الرقيق الرجل أقل خجلاً من المرأة وأقل تحفظ بينما المرأة أكثر خجلاً وأقل جرءة .. لذلك بالنسبة للخجل أحياناً الفتاة في الإعتراف تقول كل شئ ما عدا الذي تريد أن تقوله .. لا .. لا تجعلي الخجل يعطل توبتِك .. بينما يبدأ الشاب الإعتراف بأكبر خطية واعترافه مختصر ومفيد .. لنفرض خطايا جسد تتعبه يبدأ بها بينما الفتاة لو خطايا الجسد تتعبها إما تؤجلها لنهاية الإعتراف أو تقولها بطريقة مخففة .. ليس بها خطأ الفتاة الخجولة لكن لابد أنَّ خجلها لا يعطل توبتها الرجل يميل للأمور العملية بينما المرأة تميل للأحلام .. الرجل الحياة بالنسبة له أرقام عمل ومرتب وحوافز وسهر ومصاريف وتوفير .. الله أيضاً سمح أنَّ التشريح الفسيولوچي للرجل غير المرأة المرأة يغلب جسدها الدهون وسمح الله أن يكون جسدها ناعم .. لماذا ؟ لو أعطينا طفل يبكي لرجل لا يستريح الطفل لأنَّ جسد الرجل جامد عضلي لكن لو أعطيناه للمرأة يستريح الطفل ويهدأ لأنَّ جسدها لين .. إذاً هو لا يحتقر طبعه وهي لا تحتقر طبعها بل ليُسبح كلٍ منهما الله ويباركه إذاً لابد أن ينظر كل شخص للآخر نظرة إحترام وتقدير لأنه هو يحتاج إليها جداً وهي تحتاجه جداً .. والله وجد أنه ليس حسناً أن يكون آدم وحده فصنع له معين نظيره .. الله سمح أن يتذوق كل شخص أقدس المفاهيم عن الجنس الآخر .. كيف ؟ الرجل له أربعة في حياته هم أم أرضعته وربته وأخت نمت أمامه ورأى مراحل حياتها أنها إنسانة طبيعية كائن يُحترم ثم أقدس المفاهيم من خلال زوجته ثم أرقى المفاهيم في إبنته .. هكذا المرأة لها أب وأخ وزوج وإبن .. إذاً ليس الرجل عدو المرأة ولا المرأة عدو الرجل .. بولس الرسول قال عن المرأة أنهن وارثات معنا .. ترث السماء .. ونرى قديسات دميانة وبربارة و جاهدن وورثن السماء مثل الرجل .. الله خلق حواء معين نظير آدم .. تدبير إلهي إفرح بتدبير الله الله يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

النمو الروحي

أسباب عدم النمو :- أسباب عدة منها :- 1/ الإستهتار :- ضع تحته الكسل وعدم الإنتظام على أي قانون روحي .. مواعيد الله صارت لي غير صادقة إستهتار بالوقت والعمر وكل فرصة يرسلها الله لي لذلك قال إثنان سيدينونا في يوم الدينونة هما أهل نينوى وملكة التيمن لأن أهل نينوى تابوا بمناداة يونان رغم أنه نادى بدون قلب وكأنه يقول توبوا ويُفضل ألا تتوبوا .. إن كان هنا من هو أعظم من يونان فكيف يكون حالنا نحن ؟ملكة التيمن أتت من أقصى الأرض لتنصت لحكمة سليمان ﴿ هوذا أعظم من سليمان ههنا ﴾( لو 11 : 31 ) أين نحن من كلام الله ؟ إستهتار يعطل الحياة لا يوجد شغف فكيف أنمو وأنا بدون عشرة مع الله ؟ كيف أنمو وليس لديَّ إشتياقات ووقتي أضيعه في إستهتار ؟ هذه للأسف سمة جيلنا ولكن للأسف أيضاً له تأثير روحي خطير وكل أمر له بالنسبة لنا أعذار يقول لك صلي تقول لا أعرف كيف أصلي الآباء يقولون أن نقطة المياة اللينة إذا سقطت بمداومة تستطيع أن تحفر في الصخر طريق .. أحيا الإستهتار وفي النهاية أتساءل لماذا لا أنمو ؟! الكتاب يقول ﴿ تمموا خلاصكم بخوفٍ ورعدةٍ ﴾( في 2 : 12) .. وأيضاً الكتاب يقول ﴿ غير متكاسلين في الإجتهاد حارين في الروح ﴾( رو 12 : 11 ) .. لابد أن أكون أكثر صدق وأمانة وفي النهاية أتأسف على نفسي .. الإستهتار آفة الحياة الروحية . 2/ الخطية :- أحياناً خطية تتربع داخل القلب تمنع النمو .. خطية محبوبة متكررة لها سلطان تقف كعائق ومانع .. هذه الخطية تحتاج صدق ودموع وسجود وتحتاج أيضاً أن تُفضح باستمرار .. خطية لها سلطان على الإنسان .. الكبرياء .. إنسان يشعر أنه ليس مثله آخر .. شهوة .. أفكار رديئة تلوث الحواس والإنسان يكتمها فتأخذ داخله قوة أكثر وتضرب جذورها في القلب والآباء يقولون ﴿ متى أهملت النفس أعمال الفضيلة جذبتها الأمور المضادة رغماً عنها ﴾ .. لذلك الأمر خطير يحتاج مراجعة وثبات .. لذلك لابد أن أعرف أن الخطية التي تمنع نموي .. الذي يتكلم في سيرة الآخرين دائماً بدون أي تحفظ أو مراجعة هذه خطية تُحزن الله جداً يُحكى عن راهب كان يعيش وسط جماعة رهبان وأتى إليه راهب آخر ليطمئن على الرهبان وكان وسطهم راهب مستهتر فقال الراهب عنه كلمة قد تبدو لنا عادية قال * إف * .. وبعد أن تركه الراهب الزائر أُخذ لمنظر أراه الله إياه رأى الله أوقف ملاك في دينونة ويرسله الله له ليأخذ رأيه هل يدخل الناس للسماء أم لا ؟ وكأن الله يقول له أحكم أنت مادمت قد أقمت نفسك ديان لإخوتك لا .. ﴿ أُحكم على نفسك قبل أن يحكم عليك ﴾ .. حتى ونحن داخل الكنيسة ندين بعضنا لأن ربنا يسوع عندما يغيب عن العين تظهر ضعفاتنا لبعض رغم أننا خطاة أكثر من الذين ندينهم فقد تكون لهم سقطات ظاهرة أما نحن فلنا خفيات لا يعلمها أحد لذلك هم أبر منا .. مثل شخص زرع أشجار ووجد أن واحدة منها لا تنمو وظل يسقيها ولكن دون جدوى ولما حفر حولها وجد تحتها حجر يعيق نموها .. هذا الحجر هو الخطية التي تمنع نمونا . 3/ الظروف المحيطة :- الوسط المحيط والصداقات هذه أمور تجذب الإنسان لأسفل وتبرد القلب وإن ترك الإنسان نفسه يجذبه عدو الخير لأسفل ولا يشفق عليه .. والعالم صار به مخترعات جديدة .. صارت به حب القنية .. والظروف لابد أن لا نخضع لها حتى لا تجذبنا لأسفل وتأخذ منا أفكارنا واشتياقاتنا وعواطفنا أما الصداقات فالإنسان يحتاج لوسط روحي لينمو فيه .. هناك أمور تجذب لأسفل فكيف أنمو فيها ؟هناك ثلاثة شروط مهمة لاختيار الصديق : 1) أن يكون أفضل منك روحياً . 2) أن يكون أفضل منك علمياً . 3) أن يكون أقل منك مادياً . هذا لكي لا يجعلك طماع بل يعلمك الإكتفاء المادي بل وتشتاق أن تكون مثله روحياً وعلمياً .. هؤلاء ليس كثيرون لكن إبحث عنهم .. الآباء كانوا يجولون صحاري وبلاد ليجدوا شخص روحاني يعيشون بجانبه ليزيد من حرارتهم الروحية .. هكذا إبحث أنت عن من لا ينمي داخلك الخطية وامسكه ولا ترخِه . 4/ قساوة القلب :- كل ما سبق جعلني قاسي القلب ولن أتغير .. أحضر القداس كأني لم أحضر .. أقرأ الإنجيل كأني لم أقرأ .. هذا أمر خطر جداً لما يستمر الإنسان في التساهل فيتعود سماع الله كأنه لا يتكلم .. فرعون يرى معاملات الله بقوة .. يغير الماء إلى دم ويجعل البلاد ظلام ويميت البهائم وقلبه قاسي كما هولا يتجاوب مع كلام الله أو نداء توبة لأنه لا يوجد نمو وبالتالي تبلد .. لو عملت حول القلب غلاف خشب زان ثم غلاف خشب أرو ثم جدار أسمنتي ثم تطرق على الباب وتقول لم يسمع .. أحياناً قلبي يكون كالصخر مثل خادم حكى لبعض الناس مَثَل من أمثال ربنا يسوع فوجدهم يبكون من التأثر لكن لو حكاه لنا نحن لا نتأثر لأننا تعودنا صوته . كيف أنمو ؟:- 1/ عِشرة حقيقية مع الله :- أعرف إن كان هناك شئ خطأ أوقف عشرتي مع الله .. إن كنت أريد أن أنمو لابد أن أقف مع نفسي وقفة أمينة ويكون لي وقت للصلاة أطول وأعمق .. يوجد كتاب للأم باسيليا شيلينك إسمه * لا لن أكون كما كنت قبل * .. كلمة لابد أن نقف أمام الله ونقولها .. الزمن ضد الإنسان .. الزمن هو الموت .. أغلب الموت بفدائي للزمن بأن أجعله زمن خالد أبدي بوقفة صلاة وجلسه مع الإنجيل وممارسة روحية .. تحول الزمن إلى أبدية لذلك لابد من عشرة حقيقية مع الله .. تكلم معه على أنه إلهك معبودك يعرفك جيداً .. عندما تصلي المزامير كل كلمة * يارب * إجعلها * ياربي * .. أُشعر بخصوصية العلاقة كما تراءى ربنا يسوع لفتاة وقال لها ناديني * يسوعي * ليشعرها أنه مِلكها .. هو يريد لنا ذلك أن يشعر أنه مالك علينا هو غيور علينا جداً .. كيف أنمو وأنا غير متحد به غير متحد مع مصدر النمو ؟! .. هل أنا أمين في صلاتي وعشرتي وإنجيلي ؟ أهم لحظات في حياتنا هي لحظاتنا الروحية تُحسب في تاريخنا وما خلا ذلك يكون مجرد تكميل .. يجب أن يكون اليوم كله لحظات مضيئة حولها ممارسات لكن لو اللحظات المضيئة صارت بدون فائدة ؟!! أُشعر به وكلمة ويكلمك إعترف له بخطاياك بإنكسار . 2/ الجدية :- لابد أن أكون أمين وآخذ الأمر بإحساس الضرورة .. الجدية تجعلنا ملتزمين .. لابد أن نشعر بإحساس الجدية والضرورة ولا يوجد بها ميوعة ودلال .. الآباء يعلنون لنا أن الممارسات الروحية إسمها قانون من منا ملتزم بقانونه ؟ قال لي أحد الشباب أنه يعود من عمله منهك حتى أنه ينعس أثناء صلاته ولكنه سمع عظة أنه لابد أن يعطي أفضل ما عنده لله فشعر أن صلاته لا تقبل .. لكن لا .. هناك ذبيحة إسمها* ذبيحة الأتعاب * كن أمين حتى بتعبك والله يقبل منك ذبيحة أتعابك حتى وإن كنت منهك صلي والله يقبل منك .. لذلك قل له بكل حرص ونشاط فعلت الخطية لكن بكل كسل أفعل البر وكما يقول الآباء ﴿ متى حلت المائدة حل النشاط لكن متى حلت الصلاة حل التثاؤب والكسل ﴾ .. لا كن كما قال الكتاب ﴿ كونوا رجالاً ﴾ ( أش 46 : 8 ) . 3/ الإستمرارية " ثبات العزم " :- هناك أمر خطير وهو أنه لابد أن يكون لنا إستمرار في النمو .. أي قد يقول الشخص أنا أعترف وأنمو لكن أقصى حدودي يومين أو ثلاثة أيام .. لا .. لابد من ثبات العزم ولا ترجع بسهولة .. إنسان خارج من بيته ذاهب إلى العمل ووجد المواصلات صعبة لن يعود لمنزله بل يبحث ويحاول حتى يصل إلى عمله .. هكذا ليس لنا بديل عنك يا الله .. ﴿ إقتننا لك يا الله مخلصنا لأننا لا نعرف آخر سواك ﴾( أوشية السلامة ) .. الله الذي يراقب الأمر كله هل لا يعرف من يريد أن ينمو ومن يترك نفسه ؟يعرف وأنا حزين على نفسي وجمودي .. يقول لك مادمت شعرت بذلك سأنميك ما هي فكرة النعمة ؟ الله يعلم أننا ضعفاء فأعطانا نعمة لكن للذي يريد .. قوة تدخل حياتك لا تتوقعها وتجد تغيير حدث وتنمو في كل شئ .. إحتياج مهم لنا كلنا أن نشخص أنفسنا وكيف ملكت علينا الخطية وكيف تحكمت فينا الظروف و؟ قل له أريد أن أنمو .. يقول لك قاوم ولا تيأس وكن ثابت العزم وانمو وسأسندك .. العشرة مع الله هي أهم سبب للنمو ومعها الجدية والوسط الروحي يزيد حرارة الإنسان .. عاشر المتواضعين يخبروك عن أحوالك .. ربنا يسوع وسط التلاميذ سأل من يقول الناس إني أنا ؟ أجابه بطرس أنت المسيح إبن الله ( مت 16 : 16) .. وبعد ساعات في بيت رئيس الكهنة بطرس نفسه قال لا أعرفه ( مت 26 : 72 ) .. الذي تغير ليس بطرس بل الوسط المحيط .. عندما كان الوسط مشجع قال أنت المسيح إبن الله وعندما كان غير مشجع أنكر ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل