العظات

الصمت المقدس

{ وَأمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا } ( لو 2 : 19) كَلِمَات العَذْرَاء مَرْيَم كَانِت قَلِيلَة وَلكِنْ كَانِت أفْكَار قَلْبَهَا كَثِيرَة وَعَاليَة .. الصَمْت أنوَاع كَثِيرَة مِنْهَا الصَمْت المُقَدَّس .. قَدْ يَكُون إِنْسَان صَامِت لكِنْ دَاخِلُه بُغْضَة أوْ أفْكَار شِرِّيرَة أوْ العَذْرَاء كَانَ صَمْتَهَا مُقَدَّس تَصْمُت وَتَحْفَظ الأُمُور فِي قَلْبِهَا لَوْ حَسَبنَا كَلِمَات العَذْرَاء طَوَال حَيَاتهَا مُنْذُ وَقْت البِشَارَة وَحَتَّى صُعُود جَسَدَهَا سَنَجِدهَا قَلِيلَة جِدّاً وَمَعْدُودَة وَعِنْدَمَا كَانِت تُرِيد أنْ تُعَبِّر عَنْ أمر كَبِير تُعَبِّر عَنْهُ بِكَلِمَات قَلِيلَة .. { لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ }( يو 2 : 3 ) فِي عُرْس قَانَا الجَلِيل .. وَعِنْدَمَا ظَلَّ فِي الهِيكَل يُنَاقِش الشُّيُوخ وَتَغَيَّب عَنْ العَذْرَاء وَيُوسِف النَّجَار وَكَانَا يَبْحَثَان عَنْهُ قَالَت لَهُ { هُوَذَا أبُوكَ وَأنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ } ( لو 2 : 48 ) .. رُبَّمَا حَضَرِت مَوَاقِف كَثِيرَة فِي حَيَاة يَسُوع لكِنَّهَا لَمْ تَتَكَلَّم .. حَتَّى بَعْد صُعُود الْمَسِيح لَمْ تَتَزَعَمْ الأُمُور بَلْ يَذْكُر الكِتَاب أنَّهَا كَانِت مَصْدَر بَرَكَة لِلتَلاَمِيذ لكِنْ لَمْ يُذْكَر لَهَا كَلِمَات قَالِتهَا

فَلِنشكُر صانِع الخيرات

مُعَلِّمنا بُولُس الرَّسُول بيوصِينا وصِيَّة جمِيلة جِدّاً بِيقُول لِينا كِده [ شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيءٍ ] ( أف 5 : 20 ) ، " فِى كُلَّ حِين " يعنِى فِى كُلَّ وقت ، " عَلَى كُلَّ حال " يعنِى عَلَى كُلَّ حاجة ، يعنِى تُشكر فِى كُلَّ وقت عَلَى كُلَّ حاجة ، لَمَّا تُشكر فِى كُلَّ وقت عَلَى كُلَّ حاجة معناها إِنْ حياتنا كُلَّها تُبقى حياة شُكرما أجمل كنِيسِتنا القبطِيَّة الَّلِى وضعت صَلاَة الشُكر فِى مُقَدِمة كُلَّ صلواتها ، فما مِنْ صَلاَة تُصَلِيها فِى الكنِيسة إِلاَّ وَبِدَايِتها صَلاَة الشُكر ، رفع بخُور باكِر بِدَايته صَلاَة الشُكر ، رفع بخُور عشِيَّة بِدَايِتها صَلاَة الشُكر ، القُدَّاس الإِلهِى بعد أبونا ما بِيختار الحَمَل بِدَايته صَلاَة الشُكر ، صَلاَة الإِكلِيل بِدَايِتها صَلاَة الشُكر ، صَلاَة المعمودِيَّة بِدَايِتها صَلاَة الشُكر ، عايِز أقول لكم أكتر مِنْ كِده حَتَّى صَلاَة الجنازة بِدايِتها صَلاَة الشُكر ، طب تُشكر عَلَى إِيه ؟ يقولَّك لإِنْ إِحنا [شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيءٍ ] ، لأنَّنا واثِقِين أنَّهُ صانِع خيرات حا ناخُد الموضُوع فِى كلمتين :-

الشكلية والمسيحية الحقيقية

مِنْ إِنْجِيل مُعَلِّمنَا مَارِمَتَّى 25 : 1 – 13 { حِينَئِذٍ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّموَاتِ عَشْرَ عَذَارَى أَخَذْنَ مَصَابِيحُهنَّ وَخَرَجْنَ لِلِقَاءِ الْعَرِيسِ . وَكَانَ خَمْسٌ مِنْهُنَّ حَكِيمَاتٍ وَخَمْسٌ جَاهِلاَتٍ . أمَّا الْجَاهِلاَتُ فَأَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَلَمْ يَأَخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتاً . وَأمَّا الْحَكِيمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتاً فِي آنِيَتِهِنَّ مَعَ مَصَابِيحِهِنَّ . وَفِيمَا أَبْطَأَ الْعَرِيسُ نَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ وَنِمْنَ . فَفِي نِصْفِ اللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ هُوَذَا الْعَرِيسُ مُقْبِلٌ فَاخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ . فَقَامَتْ جَمِيعُ أُوْلئِكَ الْعَذَارَى وَأصْلَحْنَ مَصَابِيحَهُنَّ . فَقَالَتِ الْجَاهِلاَتُ لِلْحَكِيمَاتِ أَعْطِينَنَا مِنْ زَيْتِكُنَّ فَإِنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئُ . فَأَجَابَتِ الْحَكِيمَاتُ قَائِلاَتٍ لَعَلَّهُ لاَ يَكْفِي لَنَا وَلَكُنَّ بَلِ اذْهَبْنَ إِلَى الْبَاعَةِ وَابْتَعْنَ لَكُنَّ . وَفِيمَا هُنَّ ذَاهِبَاتٌ لِيَبْتَعْنَ جَاءَ الْعَرِيسُ وَالْمُسْتَعِدَّاتُ دَخَلْنَ مَعَهُ إِلَى الْعُرْسِ وَأُغْلِقَ الْبَابُ . أَخِيراً جَاءَتْ بَقِيَّةُ الْعَذَارَى أيْضاً قَائِلاَتٍ يَا سَيِّدُ يَا سَيِّدُ افْتَحْ لَنَا فَأَجَابَ وَقَالَ الْحَقَّ أقُولُ لَكُنَّ إِنِّي مَا أَعْرِفُكُنَّ . فَاسْهَرُوا إِذاً لأِنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ } . ( مجداً لِلثَّالُوث الأقدَس ) مَثَل يُكَلِّمنَا عَنْ عَشَر عَذَارَى مُتَشَابِهِين فِي كُلَّ شِئ تَقْرِيباً إِلاَّ شِئ وَاحِد فَالعَشَرَة كُلَّهُنَّ عَذَارَى .. كُلَّهُنَّ خَرَجْنَ لاسْتِقبَال العَرِيس أي لَهُنَّ هَدَف وَاحِد .. إِذاً لَقَب وَاحِد وَهَدَف وَاحِد .. العَشَرَة سَهَرْنَ مَعَاً .. كُلَّهُنَّ تَعِبنَ وَنِمْنَ { وَفِيمَا أَبْطَأَ الْعَرِيسُ نَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ وَنِمْنَ } .. كُلَّهُنَّ مَعَهُنَّ مَصَابِيح مُضَاءة .. إِذاً مَا الفَرْق بَيْنَهُنَّ ؟ الفَرْق فِي الجَوهَر .. خَمْس مِنْهُنَّ كَانَ مَعَهُنَّ زَيْت إِحْتِيَاطِي فِي أوَانِي .. نَعَمْ مَصَابِيحَهُنَّ مُضَاءة وَبِهَا زِيْت لكِنْ مَعَهُنَّ آنِيَة أُخْرَى أيْضاً بِهَا زِيْت إِحْتِيَاطِي حَتَّى إِذَا فَرَغَ زِيْت المِصْبَاح يَكُون مَعَهُنَّ زِيْت آخَر إِحْتِيَاطِي لاسْتِمرَار المَصَابِيح مُضَاءة لِذلِك هُنَّ حَكِيمَات المَسِيحِيَّة الشَكْلِيَّة لاَ تُمَيِّز عَنْ المَسِيحِيَّة الحَقِيقِيَّة إِلاَّ فِي شِئ بَسِيط خَفِي وَهُوَ الزَّيْت أي عَمَل الرُّوح القُدُس فِي النَّفْس .. كَثِيرُونَ مَسِيحِيُون يَتبَعُون الْمَسِيح وَإِسم الْمَسِيح مَدعُو عَلَيْهُمْ لكِنْ هَلْ كُلُّهُمْ حَقِيقِيُون ؟ لِذلِك الْمَسِيح يَضَع وَصِيَته لِيُفْرِز الْمَسِيحِي الشَكْلِي مِنْ الْمَسِيحِي الحَقِيقِي .. الوَصِيَّة هِيَّ الغُربَال الَّذِي يَفْرِز الجَيِّد مِنْ الرَدِئ .

أوْعِيَة مُمْتَلِئَة

مِنْ سِفر مُلُوك الثَّانِي 4 : 1 – 7 { وَصَرَخَتْ إِلَى أَلِيشَعَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ بَنِي الأنْبِيَاءِ قَائِلَةً إِنَّ عَبْدَكَ زَوْجِي قَدْ مَاتَ وَأنْتَ تَعْلَمُ أنَّ عَبْدَكَ كَانَ يَخَافُ الرَّبَّ . فَأَتَى الْمُرَابِي لِيَأخُذَ وَلَدَيَّ لَهُ عَبْدَيْنِ . فَقَالَ لَهَا ألِيشَعَ مَاذَا أَصْنَعُ لَكِ . أَخْبِرِينِي مَاذَا لَكِ فِي الْبَيْتِ . فَقَالَتْ لَيْسَ لِجَارِيَتِكَ شَيْءٌ فِي الْبَيْتِ إِلاَّ دُهْنَةَ زَيْتٍ . فَقَالَ اذْهَبِي اسْتَعِيرِي لِنَفْسِكِ أوْعِيَةً مِنْ خَارِجٍ مِنْ عِنْدِ جَمِيعِ جِيرَانِكِ أوْعِيَةً فَارِغَةً لاَ تُقَلِّلِي . ثُمَّ ادْخُلِي وَأَغْلِقِي الْبَابَ عَلَى نَفْسِكِ وَعَلَى بَنِيكِ وَصُبِّي فِي جَمِيعِ هذِهِ الأوْعِيَةِ وَمَا امْتَلأَ انْقُلِيهِ . فَذَهَبَتْ مِنْ عِنْدِهِ وَأغْلَقَتِ الْبَابَ عَلَى نَفْسِهَا وَعَلَى بَنِيهَا . فَكَانُوا هُمْ يُقَدِّمُونَ لَهَا الأوْعِيَةَ وَهِيَ تَصُبُّ . وَلَمَّا امْتَلآَتِ الأوْعِيَةُ قَالَتْ لإبْنِهَا قَدِّمْ لِي أيْضاً وُعَاءً . فَقَالَ لَهَا لاَ يُوجَدُ بَعْدُ وَعَاءٌ فَوَقَفَ الزَّيْتُ . فَأَتَتْ وَأَخْبَرَتْ رَجُلَ اللهِ فَقَالَ اذْهَبِي بِيعِي الزَّيْتَ وَأَوْفِي دَيْنَكِ وَعِيشِي أنْتِ وَبَنُوكِ بِمَا بَقِيَ } أرْمَلَة أي زَوْجَهَا تَوَفّى .. صَرَخَت الأرمَلة لإِلِيشَع قَائِلَةً أنَّ المُرَابِي أتَى لاَ لِيَسْتَرِد دِينه بَلْ لِيَأخُذ وَلَدَيهَا عَبِيد وَلَيْسَ لَدَيهَا إِلاَّ دَهْنَة زِيْت .. فَقَالَ لَهَا إِسْتَعِيرِي أوْعِيَة مِنْ جِيرَانِك وَلاَ تُقَلِّلِي وَاغْلِقِي عَلَى نَفْسِك وَبَنِيكِ بَابِك وَصُبِّي مِنْ دَهْنِة الزَّيْت .. فَمَلأت الأوْعِيَة كُلَّهَا وَوَقَفَ الزَّيْت وَأخْبَرَت إِلِيشَع " إِلِيشَع " مَعْنَاه " الله يُخَلِّص " .. طَلَبَ إِلِيشَع مِنْ المَرأة أوْعِيَة بِثَلاَثة شُرُوط هِيَ :-

فَضِيلة الصَّلاَح

مِنْ إِنْجِيل مُعَلِّمنَا مَتَّى 20 : 1 – 15 { فَإِنَّ مَلَكُوتَ السَّموَاتِ يُشْبِهُ رَجُلاً رَبَّ بَيْتٍ خَرَجَ مَعَ الصُّبْحِ لِيَسْتَأجِرَ فَعَلَةً لِكَرْمِهِ . فَاتَّفَقَ مَعَ الْفَعَلَةِ عَلَى دِينَارٍ فِي الْيَوْمِ وَأَرْسَلَهُمْ إِلَى كَرْمِهِ . ثُمَّ خَرَجَ نَحْوَ السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ وَرَأَى آخَرِينَ قِيَاماً فِي السُّوقِ بَطَّالِينَ . فَقَالَ لَهُمْ اذْهَبُوا أنْتُمْ أيْضاً إِلَى الْكَرْمِ فَأُعْطِيكُمْ مَا يَحِقُّ لَكُمْ . فَمَضَوْا . وَخَرَجَ أيْضاً نَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ وَالتَّاسِعَةِ وَفَعَلَ كَذلِكَ . ثُمَّ نَحْوَالسَّاعَةِ الْحَادِيَةِ عَشْرَةَ خَرَجَ وَوَجَدَ آخَرِينَ قِيَاماً بَطَّالِينَ . فَقَالَ لَهُمْ لِمَاذَا وَقَفْتُمْ ههُنَا كُلَّ النَّهَارِ بَطَّالِينَ . قَالُوا لَهُ لأِنَّهُ لَمْ يَسْتَأجِرْنَا أحَدٌ . قَالَ لَهُمُ اذْهَبُوا أنْتُمْ أيْضاً إِلَى الْكَرْمِ فَتَأْخُذُوا مَا يَحِقُّ لَكُمْ . فَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ قَالَ صَاحِبُ الْكَرْمِ لِوَكِيلِهِ . ادْعُ الْفَعَلَةَ وَأَعْطِهِمُ الأُجْرَةَ مُبْتَدِئاً مِنَ الآخَرِينَ إِلَى الأَوَّلِينَ فَجَاءَ أصْحَابُ السَّاعَةِ الْحَادِيَةِ عَشْرَةَ وَأَخَذُوا دِينَاراً دِينَاراً . وَفِيمَا هُمْ يَأخُذُونَ تَذَمَّرُوا عَلَى رَبِّ البَيْتِ قَائِلِينَ . هؤُلاَءِ الآخِرُونَ عَمِلُوا سَاعَةً وَاحِدَةً وَقَدْ سَاوَيْتَهُمْ بِنَا نَحْنُ الَّذِينَ احْتَمَلْنَا ثِقَلِ النَّهَارِ وَالْحَرَّ . فَأَجَابَ وَقَالَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ . يَا صَاحِبُ مَا ظَلَمْتُكَ . أَمَا اتَّفَقْتَ مَعِي عَلَى دِينَارٍ . فَخُذِ الَّذِي لَكَ وَاذْهَبْ . فَإِنِّي أُرِيدُ أنْ أُعْطِي هذَا الآخِيرَ مِثْلَكَ . أوْ مَا يَحِلُّ لِي أنْ أَفْعَلَ مَا أُرِيدُ بِمَا لِي . أمْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةٌ لأنِّي أنَا صَالِحٌ } إِذَا كُنَّا نَتَكَلَّم عَنْ الأنبَا أبرَآم لأِنَّنَا اليَوْم نَحْتَفِل بِعِيد نِيَاحتة فَهُوَ كَانَ مَعْرُوف بِفَضِيلة العَطَاء .. وَفَضِيلة الصَّلاَح تُشْبِه فَضَائِل كَثِيرة مِثْلَ العَطَاء بَلْ وَهيَ أصل العَطَاء .. هَنِتكَلِّم فِي 3 نِقَاط عَنْ الصَّلاَح :-

عَمَل الْمَسِيح فِي حَيَاتِي

يَهُويَاكِين مَلِك يَهُوذَا مَلِك شِرِّير مِثْل أبِيهِ المَلِك يَهُويَاقِيم .. وَهُمَا المُلُوك السَّابِع عَشَروَالثَّامِن عَشَر مِنْ مُلُوك يَهُوذَا .. أدَّب الله المَلِك يَهُويَاكِين فَمُجَرَّد أنْ تَقَلَّد الحُكمْ أرْسَل لَهُ نَبُوخَذ نَصر مَلِك بَابِل الَّذِي سَبَاه وَوَضَعَهُ فِي السِجن سَبعَة وَثَلاَثُونَ عَاماً وَفِي النِهَاية أرْسَلَ لَهُ الله المَلِك أَوِيلُ مَرُودَخُ مَلِكُ بَابِل الَّذِي خَلَّصه .. هذَا هُوَ مَا فَعَلَهُ الْمَِسِيح لَهُ المَجد مَعَنَا .. أتَى وَخَلَّصَنَا .. تُرَى مَاذَا فَعَل أَوِيلُ مَرُودَخُ ؟ فَعَلَ سَبْعَة أشيَاء قَالهَا أرمِيَا النَّبِي فِي سِفره ( 52 : 31 – 34 ) { وَفِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ وَالثَّلاَثِينَ لِسَبْيِ يَهُويَاكِينَ فِي الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ فِي الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ رَفَعَ أَوِيلُ مَرُودَخُ مَلِكُ بَابِلَ فِي سَنَةِ تَمَلُّكِهِ رَأْسَ يَهُويَاكِينَ مَلِكِ يَهُوذَا وَأَخْرَجَهُ مِنَ السِّجْنِ وَكَلَّمَهُ بِخَيْرٍ وَجَعَلَ كُرْسِيَّهُ فَوْقَ كَرَاسِيِّ الْمُلُوكِ الَّذِينَ مَعَْهُ فِي بَابِلَ . وَغَيَّرَ ثِيَابَ سِجْنِهِ وَكَانَ يَأْكُلُ دَائِماً الْخُبْزَ أمَامَهُ كُلَّ أيَّامِ حَيَاتِهِ . وَوَظِيفَتُهُ وَظِيفَةٌ دَائِمَةٌ تُعْطَى لَهُ مِنْ عِنْدِ مَلِكِ بَابِلَ أمْرَ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ إِلَى يَوْمِ وَفَاتِهِ كُلَّ أيَّامِ حَيَاتِهِ } ( أر52 : 31 – 34 ) . 1/ رَفَعَ رَأسَهُ 2/ أخْرَجَهُ مِنَ السِّجْنِ 3/ كَلَّمَهُ بِخَيْرٍ 4/ جَعَلَ كُرْسِيَّهُ فَوْقَ كَرَاسِيِّ الْمُلُوكِ الَّذِينَ مَعَْهُ فِي بَابِلَ 5/ غَيَّرَ ثِيَابَ سِجْنِهِ 6/ يَأكُلُ دَائِماً الْخُبْزَ أمَامَهُ كُلَّ أيَّامِ حَيَاتِهِ 7/ وَظِيفَتُهُ دَائِمَةٌ تُعْطَى لَهُ مِنْ عِنْدِ مَلِكِ بَابِلَ أمْرَ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ إِلَى يَوْمِ وَفَاتِهِ إِنْسَان كَانَ فِي السِّجْن سَبْعَة وَثَلاَثُونَ عَاماً كَيْفَ يَكُون حَاله ؟ يَأس .. إِحْبَاط .. كُلَّ يُوْم مِثْل الَّذِي قَبْله .. هذَا حَال الإِنْسَان الَّذِي يَحْيَا فِي سِجْن الخَطِيَّة .. فِي إِحْبَاط .. لاَ شِئ جَدِيد عِنْدَمَا تَشْتَكِي مِنْ رُوتِين الحَيَاة الرُّوحِيَّة وَتَقُول أتنَاوِل وَلاَ شِئ جِدِيد .. أقرأ الإِنْجِيل وَأظِل كَمَا أنَا .. أصَلِّي وَلاَ جَدِيد وَ نَقُول يُوجد سِجْن خَطِيَّة جَعَلَ الحَيَاة رُوتِينِيَّة وَتَكُون فِي أعْمَاقه لاَ تَرَى شَمْس لِذلِك الكِنِيسة تُصَلِّي وَتَقُول { الَّذِينَ فِي السِّجُون وَالمَطَابِق } ( أوشِيِة المَرضَى ) " المَطَابِق " أي الطَبَقَات السُفلِيَّة أي أعْمَاق السِجُون .. تَكُون المَشَاعِر لاَ تَتَأثَّر بِكَلِمة وَالإِحْسَاس بَلِيد .. يَشْتَاق لِلحُرِّيَّة وَلاَ يَمْلُكهَا .. سَبْعَة وَثَلاَثُونَ سَنْة أرْمِيَا بِنَفْسَه كَانَ قَدْ كَلَّمْ المَلِك يَهُويَاكِين وَأنْذَره أنَّ الله سَيَذِلّه وَيُشَدِّد عُقُوبَته إِنْ لَمْ يَعُودعَنْ شَرَّه .. أنْذَرَهُ كَثِيراً وَكَلَّمَهُ كَلِمَات وَاضِحة لَكِنَّهُ لِلأسَف لَمْ يَسْمَع لَهُ فَيَقُول سِفر أرْمِيَا22 : 18 – 19 { هكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَهُويَاقِيمَ بْنِ يُوشِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا . لاَ يَنْدُبُونَهُ قَائِلِينَ آهِ يَا أَخِي أَوْ آهِ يَا أُخْتِ . لاَ يَنْدُبُونَهُ قَائِلِينَ آهِ يَا سَيِّدُ أوْ آهِ يَا جَلاَلَهُ . يُدْفَنُ دَفْنَ حِمَارٍ مَسْحُوباً وَمَطْرُوحاً بَعِيداً عَنْ أبْوَابِ أُورُشَلِيمَ } أي يَمُوت مُوته صَعْبة بِالفِعل كَمَا كَانْت النُبُّوة أُخِذَ هُوَ وَأُمّه إِلَى أرْضٍ غَرِيبة أي بَابِل وَهُنَاكَ مَاتَ الإِثنَانِ كُلَّ هذَا قِيلَ لَهُ وَلَمْ يَضَعْهُ فِي الإِعتِبَار .. تَخَيَّل حَالُه وَهُوَ فِي السِّجْن وَهُوَ يَتَذَكَّر كَلِمَات أرمِيَا النَّبِي لَهُ وَإِنْذَارَاته تَرِن فِي أُذُنِيه .. مَاذَا يَكُون حَاله ؟ لِذلِك الإِنْسَان فِي الجَحِيم تَكُون مُشْكِلَته لَيْسَت فِي النَّار وَالدُود لأِنَّ الأجْسَاد سَتَكُون قَدْ تَغَيَّرت لِذلِك النَّار لَيْسَت مَحْسُوسة تَحْرَِق بَلْ عَذَاب تَذَكُّر الإِنْسَان لِكَلِمَات الله السَابَِقة لَهُ عَذَابهَا أكثر مِنْ النَّار .. يَهُويَاكِين كَانَ يَتَذَكَّر الكَلِمَات فِي السِّجْن وَيَنْدَم .. عَذَاب ..كُلَّ كَلِمَة حَقٌّ وَكُلَّ إِنْذَار وَكُلَّ رَجَاء توبة الله أرْسَلَهُ هِيَ الَّتِي تَدِين الإِنْسَان فِي النِهَاية .. ظَلَّ سَبْعَة وَثَلاَثِينَ عَام فِي الظُلمَة لَكِنْ يُوجد رَجَاء وَكَمَا يَقُول الكِتَاب{ لِكُلِّ الأحْيَاءِ يُوجَدُ رَجَاءٌ فَأَنَّ الْكَلْبَ الْحَيَّ خَيْرٌ مِنَ الأسَدِ الْمَيْتِ } ( جا 9 : 4 ) .. ما فعلة الملك أويل مردوخ ليهوياكين ملك يهوذا :-

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل