العظات

فَضِيلة الصَّلاَح

مِنْ إِنْجِيل مُعَلِّمنَا مَتَّى 20 : 1 – 15 { فَإِنَّ مَلَكُوتَ السَّموَاتِ يُشْبِهُ رَجُلاً رَبَّ بَيْتٍ خَرَجَ مَعَ الصُّبْحِ لِيَسْتَأجِرَ فَعَلَةً لِكَرْمِهِ . فَاتَّفَقَ مَعَ الْفَعَلَةِ عَلَى دِينَارٍ فِي الْيَوْمِ وَأَرْسَلَهُمْ إِلَى كَرْمِهِ . ثُمَّ خَرَجَ نَحْوَ السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ وَرَأَى آخَرِينَ قِيَاماً فِي السُّوقِ بَطَّالِينَ . فَقَالَ لَهُمْ اذْهَبُوا أنْتُمْ أيْضاً إِلَى الْكَرْمِ فَأُعْطِيكُمْ مَا يَحِقُّ لَكُمْ . فَمَضَوْا . وَخَرَجَ أيْضاً نَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ وَالتَّاسِعَةِ وَفَعَلَ كَذلِكَ . ثُمَّ نَحْوَالسَّاعَةِ الْحَادِيَةِ عَشْرَةَ خَرَجَ وَوَجَدَ آخَرِينَ قِيَاماً بَطَّالِينَ . فَقَالَ لَهُمْ لِمَاذَا وَقَفْتُمْ ههُنَا كُلَّ النَّهَارِ بَطَّالِينَ . قَالُوا لَهُ لأِنَّهُ لَمْ يَسْتَأجِرْنَا أحَدٌ . قَالَ لَهُمُ اذْهَبُوا أنْتُمْ أيْضاً إِلَى الْكَرْمِ فَتَأْخُذُوا مَا يَحِقُّ لَكُمْ . فَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ قَالَ صَاحِبُ الْكَرْمِ لِوَكِيلِهِ . ادْعُ الْفَعَلَةَ وَأَعْطِهِمُ الأُجْرَةَ مُبْتَدِئاً مِنَ الآخَرِينَ إِلَى الأَوَّلِينَ فَجَاءَ أصْحَابُ السَّاعَةِ الْحَادِيَةِ عَشْرَةَ وَأَخَذُوا دِينَاراً دِينَاراً . وَفِيمَا هُمْ يَأخُذُونَ تَذَمَّرُوا عَلَى رَبِّ البَيْتِ قَائِلِينَ . هؤُلاَءِ الآخِرُونَ عَمِلُوا سَاعَةً وَاحِدَةً وَقَدْ سَاوَيْتَهُمْ بِنَا نَحْنُ الَّذِينَ احْتَمَلْنَا ثِقَلِ النَّهَارِ وَالْحَرَّ . فَأَجَابَ وَقَالَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ . يَا صَاحِبُ مَا ظَلَمْتُكَ . أَمَا اتَّفَقْتَ مَعِي عَلَى دِينَارٍ . فَخُذِ الَّذِي لَكَ وَاذْهَبْ . فَإِنِّي أُرِيدُ أنْ أُعْطِي هذَا الآخِيرَ مِثْلَكَ . أوْ مَا يَحِلُّ لِي أنْ أَفْعَلَ مَا أُرِيدُ بِمَا لِي . أمْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةٌ لأنِّي أنَا صَالِحٌ } إِذَا كُنَّا نَتَكَلَّم عَنْ الأنبَا أبرَآم لأِنَّنَا اليَوْم نَحْتَفِل بِعِيد نِيَاحتة فَهُوَ كَانَ مَعْرُوف بِفَضِيلة العَطَاء .. وَفَضِيلة الصَّلاَح تُشْبِه فَضَائِل كَثِيرة مِثْلَ العَطَاء بَلْ وَهيَ أصل العَطَاء .. هَنِتكَلِّم فِي 3 نِقَاط عَنْ الصَّلاَح :-

الخمر الجيد والخمر الدون

تحتفل الكنيسة بعيد ربما ما نتكلم عنه قليلا وهو عيد عرس قانا الجليل وأرادت الكنيسة أن تجعله من الأعياد السيدية الصغرى .. ومعنى أنه عيد سيدي أي مناسبة تمس سيدنا كلنا ربنا يسوع المسيح ويعني أيضاً أنه يمس تدبير خلاصنا .. فالمعجزة تشمل تأملات عديدة ومن أهم الأمور في معجزة عرس قانا الجليل أنَّ بعدما دخل إلى الجنس البشري طبيعة الفساد وأصبح الفساد يورَّث بالتناسل وأصبح الزواج يوجد فيه شئ خاطئ يورَّث ولهذا نقول ﴿ بالآثام حبل بي ﴾ وأصبح التناسل يورَّث الخطية .. ولهذا قصد ربنا يسوع أنَّ أول معجزة يفعلها هي أن يبارك الزواج أي يبارك التناسل ويرفع الزواج إلى درجة عالية جداً وأن يجعل النسل الذي كان عليه لعنة يصبح عليه بركة .. ويقال غالباً أنَّ عرس قانا الجليل كان لأحد أقارب السيدة العذراء ولهذا يقول الكتاب المقدس ﴿ وكانت أم يسوع هناك ﴾ ( يو 2 : 1) .. أي أنها موجودة قبل أن يأتي ربنا يسوع وأيضاً السيدة العذراء كانت تخدم مع أصحاب الفرح وعندما إنتهى الخمر أدركت وكل هذا يدل على أنَّ الفرح كان لقريب لها .. وسنتحدث عن جزء هام وهو الخمرة الدون أو الغير جيدة التي قدمت في بداية العرس وأيضاً عن الخمرة الجيدة التي قدمت في نهاية العرس من إنجيل معلمنا يوحنا بركاته على جميعنا آمين .. ﴿ قال لهم يسوع املأوا الأجران ماءً .. فملأوها إلى فوق .. ثم قال لهم استقوا الآن وقدموا إلى رئيس المتكأ .. فقدموا فلما ذاق رئيس المتكأ الماء المتحول خمراً ولم يكن يعلم من أين هي .. لكن الخدام الذين كانوا قد استقوا الماء علموا .. دعا رئيس المتكأ العريس وقال له كل إنسان إنما يضع الخمر الجيدة أولاً ومتى سكروا فحينئذٍ الدون .. أما أنت فقد أبقيت الخمر الجيدة إلى الآن .. هذه بداية الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذه ﴾( يو 2 : 7 – 11) .. فرئيس المتكأ هو أهم شخصية وهو أهم شخص مدعو أي الرجل المميز ربما يكون شخص من اليهود المتميزين .. إنَّ الطبيعة البشرية التي تستخدم العقل والتفكير تقدم الشئ الجيد أولاً ثم بعد ذلك الدون ولكن المعجزة تقول عكس ذلك .. وأيضاً توجد إشارات جميلة عن لماذا قدم الخمر الدون أولاً ثم الخمر الجيد وسنتناول مجموعة من النقاط الهامة :- 1) الخمر الدون والخمر الجيد يمثلان العهد القديم والعهد الجديد . 2) الخمر الدون هي التي نستخدمها في القداس وتتحول إلى خمر جيد الذي هو دم كريم ليسوع المسيح إبن إلهنا . 3) الخمر الدون هي الطبيعة البشرية التي نولد بها والخمر الجيد هي الطبيعة الجديدة التي نأخذها في المعمودية . 4) الخمر الدون هو الإنسان العتيق والخمر الجيد هو الإنسان الجديد . 5) الخمر الدون هي الحياة الأرضية والخمر الجيد هي الحياة السمائية .

أن نتغير إلى تلك الصورة عينها

يُحدثنا بولس الرسول عن قضية هامة جداً وهي " التغيير " .. وهو يشتاق جداً أن نقتنيها فيقول” نتغير إلى تلك الصورة عينها “ ( 2كو 3 : 18)أي صورة المسيح .

الوصية بين الفكر والتطبيق

مِنْ إِنجيِل مارِيُوحنا [000 الكلامُ الّذِى أُكلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوح وَحيوة ] ( يو 6 : 63 ) ، الوصيَّة كفِكر جمِيلة وَمحبُوبة00كُون إِنَّنا نسمع [000يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلّ حِينٍ وَ لاَ يُمَلَّ ]( لو 18 : 1 ) كلِمة جمِيلة جِدّاً لكِنْ وقت تطبِيق الوصيَّة نجِد أنفُسنا 1/4 ساعة وَ لاَ نستطِيع أنْ نُزِيد عَنْ ذلِك00جمِيلة وصيَّة [ فَإِنْ جاعَ عَدُوُّكَ فَإِطعمهُ وَإِنْ عطِشَ فإِسقِهِ000 ]( رو 12 : 20 ) ، وَلكِنْ عِندما نِنّفِذ الوصيَّة نتذكّر ما فعلهُ عدونا معنا صِراع00الوصيَّة تقُول [ سِراجُ الجسدِ هُوَ العِينُ0 فَإِنْ كانت عينُك بسِيطةً فجسدُك كُلُّهُ يكُونُ نيِّراً ]( مت 6 : 22 ) ، جمِيلة نظرياً لكِنْ عملياً صعبة جِدّاً00[ وَإِنْ أعثرتكَ عينُك فإِقلعها000 ] ( مت 18 : 9 ) ، كلِمات رائِعة لكِنّها صعبة التنفِيذ00صِراع بين الوصيَّة كفِكر وَكتطبِيق

وضوح الهدف

مِنْ رِسالة القديس بولس الرسول إِلَى أهل فيلبّىِ بركاته على جميعنا آمين الإِصحاح الثالِث العدد السابِع :[ لكِنْ مَا كَانَ لِى رِبْحاً ، فَهذا قَدْ حَسِبتهُ مِنْ أجْلِ المسيحِ خَسَارَةً 0 بَلْ إِنَّىِ أَحْسِبُ كُلَّ شىءٍ أيضاً خَسَارَةً مِنْ أجْلِ فَضْل مَعْرِفةِ المسيحِ يسوعَ رَبَّىِ ، الذّى مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأشيْاءِ ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَىْ أَرْبَحَ المَسِيحَ ، وَ أُوجَدَ فِيهِ ، 000لأِعْرِفَهُ ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ ، مُتَشبِّهاً بِمَوْتِهِ ، لَعَلِّى أَبْلُغُ إِلَى قِيَامَةِ الأْمْوَاتِ 0] .

كيف تنظر إلى نفسك ج1

من سفر أرميا النبي .. ﴿ فكانت كلمة الرب إليَّ قائلاً قبلما صورتك في البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك . جعلتك نبياً للشعوب . فقلت آه يا سيد الرب إني لا أعرف أن أتكلم لأني ولد . فقال الرب لي لا تقل إني ولد لأنك إلى كل من أرسلك إليه تذهب وتتكلم بكل ما آمرك به لا تخف من وجوههم لأني أنا معك لأنقذك يقول الرب . ومد الرب يده ولمس فمي وقال الرب لي ها قد جعلت كلامي في فمك . أنظر قد وكلتك هذا اليوم على الشعوب وعلى الممالك لتقلع وتهدم وتهلك وتنقض وتبني وتغرس . ثم صارت كلمة الرب إليَّ قائلاً . ماذا أنت راءٍ يا أرميا . فقلت أنا راءٍ قضيب لوزٍ فقال الرب لي أحسنت الرؤية لأني أنا ساهر على كلمتي لأجريها . ثم صارت كلمة الرب إليَّ ثانية قائلاً ماذا أنت راءٍ . فقلت إني راءٍ قدراً منفوخة ووجوهها من جهة الشمال . فقال الرب لي من الشمال ينفتح الشر على كل سكان الأرض . لأني هأنذا داعٍ كل عشائر ممالك الشمال يقول الرب . فيأتون ويضعون كل واحدٍ كرسيه في مدخل أبواب أورشليم وعلى كل أسوارها حواليها وعلى كل مدن يهوذا وأقيم دعواي على كل شرهم لأنهم تركوني وبخروا لآلهه أخرى وسجدوا لأعمال أيديهم . أما أنت فنطق حقويك وقم وكلمهم بكل ما آمرك به . لا ترتع من وجوههم لئلا أريعك أمامهم . هأنذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة وعمود حديد وأسوار نحاس على كل الأرض . لملوك يهوذا ولرؤسائها ولكهنتها ولشعب الأرض . فيحاربونك ولا يقدرون عليك لأني أنا معك يقول الرب لأنقذك ﴾ ( أر 1 : 4 – 19) كيف أنظر إلى نفسي ؟ كثيراً ما ننظر لأنفسنا نظرة قليلة القيمة بها إحتقار .. نسمع شكوى من يقول أنا لا أعرف شئ ولا أحد يحبني أو يقبلني .. عائلتي لا تفهمني .. نرى كل شئ سلبي داخلنا ولا نرى أي شئ جيد .. هذا الأمر يجلب إحباط ويأس .. أكثر شئ يتعب الإنسان أن يكون قليل في عيني نفسه .. هذا الأمر تربة خصبة لعدو الخير الذي يحاربنا أولاً بالفشل ثم بالخطايا .. مجرد أن يصغر الإنسان في عيني نفسه يصير أداة سهلة في يد عدو الخير .. أنا لست قديس ولكني أيضاً لست مملوء بكل هذه العيوب .. لكل واحد منا سلبيات وإيجابيات .. المهم هو كيف أنظر إلى سلبياتي وأطورها وأطور نفسي وكيف أزيد إيجابياتي كي أصير بكاملي في يدي الله عندما ينظر الإنسان لسلبياته فقط كشريط يمر أمام عينيه نجده يقول أنه يائس وعدو الخير ينجح في أن يجعلنا نحيا حياة محبطة .. لكن لا .. الحياة مفرحة إن كانت في المسيح يسوع .. كل شخص له ألم مختلف وكل شخص يجد معوقات لكن أيضاً هناك إمكانيات .. الله أرسل أرميا النبي في مهمة خطيرة وكان أرميا في عصر شديد الظلام وصل لأقصى حدود الشر من المتدنيين رؤساء الكهنة والأنبياء الذين كانوا أشرار في هذا العصر .. ونجد الله وسط هذا الظلام يطلب من أرميا النبي أن يذهب ليتكلم .. أمر صعب على أرميا الذي قال لله لن أستطيع لأني ولد لا أعرف كيف أتكلم .. لكن الله يقول له ﴿ قبلما صورتك في البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك . جعلتك نبياً للشعوب ﴾ .. بينما أرميا يقول له ﴿ آه يا سيد الرب إني لا أعرف أن أتكلم لأني ولد ﴾ .. وقتها لم يكن أرميا ولد صغير بل كان شخص ناضج لكنه يرى نفسه صغير في عيني نفسه .. كما قال موسى النبي لله أنا ثقيل الفم واللسان( خر 4 : 10) .. كل شخص يرى سلبياته ولا يرى إيجابياته ﴿ فقال الرب لي لا تقل إني ولد ﴾ .. أنا لا أريد أن أسمع منك هذا الكلام .. لا تنظر لنفسك نظرة سلبية .. ﴿ لأنك إلى كل من أرسلك إليه تذهب وتتكلم بكل ما آمرك به ﴾ .. سأجعلك تتكلم مع كل إنسان حتى أن الله قال له ﴿ لا تخف من وجوههم لأني أنا معك لأنقذك يقول الرب ﴾ .. هل يا الله تريد مني أن أحيا في كبرياء وأقول إني عظيم ؟ لا .. قل أنا ولد لكن الله قادر أن يستخدمني .. الله يقول له لا تخف من وجوههم لأني أنا معك .. الله قادر أن يدخل حياتك ويغيرك .. هو قادر أن يستخدمك ويعمل بك .. آمن بذلك ﴿ ومد الرب يده ولمس فمي وقال الرب لي ها قد جعلت كلامي في فمك ﴾ .. ﴿ أنظر قد وكلتك هذا اليوم على الشعوب وعلى الممالك لتقلع وتهدم وتهلك وتنقض وتبني وتغرس ﴾﴿ هأنذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة وعمود حديد وأسوار نحاس على كل الأرض . لملوك يهوذا ولرؤسائها ولكهنتها ولشعب الأرض . فيحاربونك ولا يقدرون عليك ﴾ .. هل تتخيل أن أرميا نفذ أمر الله بسهولة ؟ بالطبع لا .. لقد واجه ضيقات كثيرة وحبس في جب و ...... لكنه بتشجيع الله إحتمل .. الذي ينظر إلى نفسه نظرة سلبية هذا أمر متعب .. أمر متعب أن تبتعد عن الله فترى نفسك صغيرأنت ترى نفسك ضعيف لأنك تنظر لها بعيد عن المسيح بولس الرسول يقول ﴿ ليكون فضل القوة لله لا منا ﴾ ( 2كو 4 : 7 ) .. أنظر لعمل الله معك في حياتك .. هناك تدريب صغير وهو أن تفكر في عشرة أمور صنعها الله معك وتمجد بها في حياتك .. فكر في عشرة أمور مضيئة مثلاً أعطاك الله أسرة جيدة .. أعطاك الله تعليم جيد .. أعطاك الله ذهن جيد .. جعلك مسيحي .. أعطاك صحة جيدة .. أعطاك ... أعطاك ... هذه كلها عطايا هل تنكرها ؟ عندما ينفتح قلبك على عمل الله ستقول ليست عشرة أمور مضيئة فقط في حياتي بل أكثر بكثير .. بل باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته لأنها لا تحصى .. الله يقول لأرميا سأجعلك سور حديد سأجعلك ثابت لا تتزعزع موسى النبي كان خائف من أن يتكلم مع فرعون ويقول له إخرج شعب بني إسرائيل من مصر .. الله يقول إخرج الشعب ليعبدني .. طلب صعب لكن الله شجع موسى وقال له لا تخف﴿ أرسل هيبتي أمامك ﴾ ( خر 23 : 27 ) .. هيبتي ستكون أمامك فلماذا تخاف وتتكلم أمامي بإسلوب الضعف ؟ ﴿ فالآن هلم فأرسلك إلى فرعون وتخرج شعبي بني إسرائيل من مصر ﴾ ( خر 3 : 10) بني إسرائيل شعبي لأنه شعب غالي على الله فيقول * شعبي * .. ﴿ فقال موسى لله من أنا حتى أذهب إلى فرعون وحتى أخرج بني إسرائيل من مصر ﴾ ( خر 3 : 11) .. حرب صعبة من عدو الخير هي صغر النفس وهي إني توقفت عن محاولة النهوض لأني كلما حاولت فشلت لذلك توقفت عن المحاولة حتى لا أفشل مرة أخرى فأصاب بإحباط موسى قال لله من أنا حتى أذهب إلى فرعون ؟ مهمة صعبة على شخص صغير مثلي﴿ فقال إني أكون معك وهذه تكون لك العلامة أني أرسلتك حينما تخرج الشعب من مصر تعبدون الله على هذا الجبل ﴾ ( خر 3 : 12) .. كلنا نرى كيف يستخدم الله الإنسان قليل الإمكانيات .. قد يرى الإنسان نفسه ضعيف لكن الله قادر أن يستخدم الضعف .. يقول له إذهب لتخرجهم لأني أشعر وأرى ذل شعبي ولسانك الثقيل مشكلة أستطيع أنا أن أحلها ﴿ فقال موسى للرب إستمع أيها السيد لست أنا صاحب كلام منذ أمس ولا أول من أمس ولا من حين كلمت عبدك بل أنا ثقيل الفم واللسان ﴾ ( خر 4 : 10) .. أنت يا الله إخترت الشخص الغير مناسب لهذا التفاوض هل ترسل إنسان ثقيل اللسان لفرعون ؟ الله يرى في موسى أمور أجمل مما يرى هو في نفسه .. يرى أنه شخص مصلي .. طويل الأناة .. رجل الله .. يراه عظيم وليس ثقل اللسان الذي فيه هو الذي يفشل مهمته .. كان بالفعل موسى رجل عظيم كما يراه الله حتى أنه أخفى جسده حتى لا يعبده الشعب .. موسى النبي كان له حضور ومهابة بينما هو يرى نفسه صغير .. الله ينظر لي كلي وليس لجزء جزء فيَّ .. نعم الله يرى نقاط ضعفي لكن يرى أيضاً إيجابياتي .. ليتك تنظر إلى قوتك وتنشطها لتغلب بها الضعف ﴿ فقال له الرب من صنع للإنسان فماً أو من يصنع أخرس أو أصم أو بصيراً أو أعمى أما هو أنا الرب ﴾ ( خر 4 : 11) .. ماذا يا موسى ؟ مع من تتكلم ؟ ألست أنا الخالق خالق الفم وألهذه الدرجة تتهمني بالعجز يا موسى ؟ أنا أدعوك للقداسة وأنت تقول لي لن أستطيع .. هل أنا عاجز ؟ يجب أن تعرف إني أنا الله القادر .. بينما نحن نقول لابد أن تعرف يا الله إني لست قديس ماذا تقول لله ؟ أليس هو العالم بكل شئ ويعرف ضعفك وهو قادر أن يقيم المسكين من التراب والرافع البائس من المزبلة ؟ إذاً هو قادر أن يستخدمك بكل ضعفك .. هل تتخيل أنه عندما تقول له أنك ثقيل الفم واللسان سيقول لك آه كنت ناسي أو لم أكن أعرف ضعفك ؟ كيف أن الله هو العالم بكل شئ وسيعلمك كيف تتكلم .. نعم أن ما يفرحني هو أن الله يستخدم ضعفي لأنه من صنع الإنسان ومن صنع الحديث ؟ أليس هو الله القادر أن يستخدمني ﴿ فقال إستمع أيها السيد أرسل بيد من ترسل فحمى غضب الرب على موسى ﴾ .. حمى غضب الله لأنه يريد أن يرفع من موسى وهو مُصِر على أنه ضعيف ولا يليق بالمهمة التي يرسله الله فيها ﴿ أليس هارون اللاوي أخاك أنا أعلم أنه هو يتكلم وأيضاً ها هو خارج لاستقبالك فحينما يراك يفرح بقلبه فتكلمه وتضع الكلمات في فمه وأنا أكون مع فمك ومع فمه وأعلمكما ماذا تصنعان وهو يكلم الشعب عنك ﴾ ( خر 4 : 13 – 16) .. هل يا الله لابد أن تختار شخص لا يعرف كيف يتكلم ثم تحضر له شخص آخر يتكلم بلسانه ؟ كان الأفضل أن تختار شخص واحد يعرف كيف يتكلم كنت إخترت هارون من بداية الأمر .. لكن الله يقول أنا أرى عظمة موسى وإمكانياته وإمكانيات هارون وسأستخدم الإثنان معاً .. ﴿ هو يكون لك فماً وأنت تكون له إلهاً وتأخذ في يدك هذه العصا التي تصنع بها الآيات ﴾ ( خر 4 : 16 – 17) .. الله يحب الضعيف ويحب أن يستخدمه ويستخدم ضعفه ويتمجد في حياته بإسلوب عجيب قد لا يتخيله الشخص نفسه .. إن كنت ترى في نفسك نقاط سلبية فالله أعطاك إيجابيات كثيرة .. أنت ضعيف لكنك بالله جيش عظيم وهو قادر أن يستخدمك .. هو أعطاك رسالة وقادر أن يجعلك تقوم بها ويغير مشاعرك وأفكارك جدعون في سفر القضاة " 6 " .. جدعون كان مختبئ من المديانيين وقت الحصاد لأن المديانيون كانوا يتركون بني إسرائيل يزرعون ويحصدون ثم يستولون على الحصاد منهم .. لذلك كان بني إسرائيل يخبئون الحصاد في سراديب .. وكان جدعون مختبئ في السراديب ليخبط الحنطة وهي عملية قد تحدث أصوات فكان جدعون مرتبك وهو يخبط الحنطة بحذر حتى تتم في صمت .. وجاء له الملاك وهو في هذه الحالة وقال له ﴿ الرب معك يا جبار البأس ﴾ ( قض 6 : 12) .. نظر له جدعون وكأنه يقول له واضح جداً إني جبار بأس وأنا في كل هذا الخوف .. قال جدعون ﴿ أسألك يا سيدي إذا كان الرب معنا فلماذا أصابتنا كل هذه وأين كل عجائبه التي أخبرنا بها آباؤنا قائلين ألم يصعدنا الرب من مصر والآن قد رفضنا الرب وجعلنا في كف مديان ﴾ ( قض 6 : 13) .. جدعون كان صغير النفس جداً .. إن كان الله معنا فلماذا أصابتنا كل هذه الشرور ؟ كثيراً ما نقول نحن نعلم أن الله حنون وقادر لكن أين هو وأين هي عجائبه ؟ أليست هي لنا وأيضاً لي أنا ؟ أيضاً هل الله للماضي أم لغيري أم للقديسين فقط دوني أنا ؟لماذا .. هل لأني خاطئ ؟﴿ فالتفت إليه الرب وقال إذهب بقوتك هذه وخلص إسرائيل من كف مديان أما أرسلتك ﴾( قض 6 : 14) .. يارب ألم تجد سوى جدعون الخائف .. أي إن كان قائد الجيش خائف فكم يكون الجيش نفسه ؟!! ﴿ فقال له أسألك يا سيدي بماذا أخلص إسرائيل ها عشيرتي هي الذلى في منسى وأنا الأصغر في بيت أبي ﴾ ( قض 6 : 15) .. عشيرتي هي الذلى وأنا الأصغر أي أنا أصغر شخص في أصغر عشيرة بل وأذل عشيرة أي أنا أصغر الصغار وأذل المذلولين .. صورة صعبة جداً من صغر النفس .. الإتضاع غير صغر النفس .. الإتضاع هو أن تشعر أنك صغير لكن في المسيح يسوع كبير بينما صغر النفس هي أن تشعر أنك صغير فقط .. أي معادلة صغيرة هي :- صفر + صفر + صفر = صفر صغر نفس صفر + صفر + صفر + 1 = إتضاع الفرق بين صغر النفس والإتضاع هو إني قليل لكن بالمسيح يسوع قوي هذا هو الإتضاع .. هو أن أتصاغر أمام الله لكنه هو قوتي ومعونتي وكلما صغرت أنا كبر هو .. بينما إن كنت بعيد عن المسيح فكلما صغرت إزدادت أصفاري فتزداد الكارثة وأحبط .. جدعون شعر أنه صغير جداً .. أنا الأصغر في أذل عشيرة .. والله يقول له ستضرب المديانيين كرجل واحد أي سأجعل جيش المديانيين أمامك كفرد واحد جدعون لم يستطع أن يصدق ما يقوله الملاك فقال له ﴿ إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فاصنع لي علامة أنك أنت تكلمني ﴾ ( قض 6 : 17) .. أعطني علامة لكي أستوعب .. ولنرى الله كيف يتعامل مع الإنسان ومن أي منظور يراه .. هو يراه جبار بأس .. يرى إيمانه وتقواه وغيرته على شعبه أمور الشخص نفسه لا يراها في نفسه .. الله يقول يكفي أن عنده إشتياق للقداسة .. وهذا الفرق في وجهة نظرنا عن وجهة نظر الله وهي أن الله يحب أن يستخدم ضعف الإنسان ويجعله قائد يحرر به شعبه في سفر القضاة نراهم شرسين ( المديانيين ) والله يجعل جدعون يضربهم كرجل واحد .. تذكر أن﴿ الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة ﴾ ( 2تي 1 : 7 ) .. * النصح * أي سلامة التفكير .. الروح القدس يعطينا القوة وسلامة التفكير .. عدو الخير يحب يضربنا بهذه المشاعر لكن جيد أن أشعر إني لا شئ لكن أيضاً الأفضل والأجمل إني في المسيح يسوع أفضل .. ولنرى التلاميذ وضعفاتهم .. هم يروا أنفسهم في ضعف شديد وأنهم قليلين وكلٍ منهم يرى ماضيه .. مثلاً بولس الرسول يرى إضطهاده للكنيسة وبطرس يرى إنكاره للمسيح .. فيلبس قد نرى أن عقله ضعيف التفكير إلى حد الذاجة هو من قال للمسيح ﴿ أرنا الآب وكفانا ﴾ ( يو 14 : 8 ) .. أي ما في قلبه ينضح على لسانه بدون تفكير .. لو نظرنا نظرة إيمانية نجد أن كلامه يفضح .. فيلبس هذا بشَّر وكرز واستشهد .. من أين هذه القوة ؟من الله كل نفس منا قيمتها عند الله عظيمة وإن كان بي سلبيات فبي أيضاً إيجابيات .. إن كان بي خطايا فلا أستثقلها لأنه هو قادر أن يغفر .. فليس من الجيد أن يتعب المسيح لأجلك وينزل من سماه ليفديك وأنت تقول له أنت عاجز عن أن تصلح من حالي .. أرجوك لا تقلل من شأن عمله هو ولدك من الماء والروح أي أنت إناء مختار وأنت تقول له أنت يارب لا تعلم شئ عني فأنا صغير وضعيف .. هذه نظرة تقتل روح الجهاد في الإنسان فيشعر أن الحياة بلا معنى .. لا .. الله أقامك على رسالة .. إعمل أعمال إيجابية وفرح من حولك وانظر إلى إيجابياتك منكم من له مشاعر جميلة ومنكم من له موهبة وذهن مستنير .. منكم محب التسبيح ومنكم المرنم ومنكم الكاتب أو الشاعر أو ...... كلٍ منكم أعطاه الله عطية فأنظروا إلى هذه العطايا الثمينة .. أنظر إلى أن يد الله هي التي شكلتك وبالتالي هذا أجمل وضع لك فتصالح مع نفسك واقبل عيوبك .. لون من ألوان الكبرياء أن ترفض عيوبك لأنه ليس منا من هو كامل لذلك إقبل نفسك .. إن كان موسى أو أرميا أو جدعون فالله نظر لهم بكل إيجابياتهم وسلبياتهم وهو يقول ﴿ كلك جميل يا حبيبتي ﴾( نش 4 : 7 ) .. حتى أنه جعل عروس النشيد تقول ﴿ أنا سوداء وجميلة ﴾ ( نش 1 : 5 ) .. أنا أتقدم بسوادي وأتمتع ببياضه ونقاوته الذي ينضح بها عليَّ .. أنا سوداء بذاتي لكني جميلة به أنظر لنفسك أنك مبارك وجميل بل قديس لكن لكي لا تتكبر .. أنظر أيضاً إلى ضعفك لكن من خلال المسيح .. نعم أنت مجموعة أصفار وكلما زادت أصفارك كلما كونت بجانب المسيح رقم كبير لا يستطيع أحد أن ينطقه .. الله يريد أن يستخدمك .. قد نشهد للمسيح في بيوتنا ومجتمعنا وهو يعدنا لأمور كثيرة .. الله يرى جدعون وموسى وأرميا عظماء .. رداءتي ألقيها عليه .. نعم أنا ضعيف لكن حينما أنا ضعيف فأنا به قوي ( 2كو 12 : 10) ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

الحب الإلهى والانبا بولا

اليوم " 1 " أمشير وهو عشية عيد نياحة القديس العظيم الأنبا بولا أول السواح .. الأنبا بولا سيرته كلها عجيبة .. نستطيع أن نقول أن النفس التي لا تسلك بالروح والنفس التي لم تتذوق الحب الإلهي لا تستطيع أن تستوعب سيرة هذا القديس العظيم .. ولكي نقترب من سيرة الأنبا بولا لابد أن نخلع حذاءنا .. لابد أن نقترب لها بفكر سماوي .. لأنه من الصعب أن نقترب لسيرة شخص عاش ثمانون عام في صمت وخلوة مع الله بفكر أرضي كان الأنبا بولا صغير السن يعيش في بيت أبيه وكان أبيه ذو أموال كثيرة .. ثم انتقل أبيه وترك له هو وأخيه الأكبر ثروة ضخمة .. وطمع أخوه في نصيبه ولكن بمكر فأعطاه القليل وقال له أنت صغير وأنا سأحفظ لك نصيبك .. فقالوا له لتشكو أخيك للقاضي وفيما هو ذاهب إلى القاضي وجد جنازة إبن حاكم البلد وكانت جنازة عظيمة وقالوا له أنه ذو ثروة وجاه عظيمين وقد إنتقل دون أن يأخذ معه شئ .. فقال في نفسه إن كان إبن حاكم البلد لم يأخذ معه شئ فماذا سآخذ أنا ؟ سأذهب إلى البراري والقفار وأحيا مع الله حادثتي موت أثَّرتا في الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا .. حادِثة موت والد الأنبا أنطونيوس حيث كان رجل مهيب جداً .. عُمدة .. وكان الأنبا أنطونيوس يخافه وفي أحد الأيام خرج من منزله ولما عاد وجد والده قد مات وراقد في فِراشه وقد ترك كل شئ فقال له أنت قد تركت العالم بدون إرادتك أما أنا فسأتركه بإرادتي .. والأنبا بولا أثَّرت فيه حادِثة موت إبن حاكم البلد ترك الأنبا بولا كل شئ وذهب إلى البراري .. تُرى بماذا كان يقتات ؟ وكيف كان يعيش في برد الليل وحر النهار ؟ النفس التي تحيا لله يهتم الله بكل تفاصيلها لذلك لم يفكر الأنبا بولا في برد أو حر أو طعام .. عالهُ غراب .. أمر عجيب لأن الغراب معروف أنه كائن لا يُطعم صِغاره .. مجرد أن يفقس البيض تترك الأم صغارها وتهرب .. أما الصغار فهي تفتح فاها لتلتقط بعض الحشرات الطائرة .. فإن كانت الغربان لا تعول صِغارِها فكيف تعول الأنبا بولا ؟ يقول الله أنا القادر أن أجعل الغربان التي لا تعول أولادها تعولك .. كلما وضعت ثِقتك في الله أكثر كلما إهتم بك أكثر .. مجرد أن تضع ثِقتك في الله يقول لك أنا الراعي الصالح .. أنا أبوك أعزيك وأهتم بك ولكن ... البرية بها أخطار ولصوص ووحوش وزوابع .. كل هذه أخطار تواجه أهل البراري لأن الذي يسكن البراري هم لصوص عُتاه هاربين من أحكام فكيف تسكن أنت يا أنبا بولا في البرية ؟ يقول أنا أردت أن أبتعد عن الكل لأرتبط بالواحد .. أنا وجدت في الله كفايتي بينما وجدت في العالم حرمان .. نقول له إذاً لتظل في البرية سنة سنتان أو عدة سنوات ثم تبحث عن مجموعة رهبان تسكن معهم .. يقول لا لأن الذي يعيش في البرية كلما عاش بها كلما ارتبط بها قد نقول لقد حفظنا الإنجيل والأجبية .. وبعد ؟ عشت سنوات مع الله .. وبعد ؟ يقول لنا الأنبا بولا أن الحياة مع الله كل يوم جديدة مثل المن الذي أعطاه الله لبني إسرائيل من السماء وكان كل يوم جديد .. وكل من مَلْ من الحياة مع الله فهذا إنسان في جهاده شئ خاطئ لأن الحياة مع الله تُزيدك إرتباط بالله وغمر يُنادي غمر وحب ينادي حب وفيض ..... وكما رأى حزقيال النبي أن الماء وصل إلى الكعبين ثم ازداد ووصل إلى الركبتين ثم إلى الحقوين ثم صار الماء نهر لا يُعبر ( حز 47 : 3 – 5 ) .. عش مع الله بأمانة وستفرح أكثر لأنه فيض وكما تقول التسبحة [ هو يكون لهم طعام حياة حلو في حناجرهم أحلى من العسل ] كلما رفع قلبه لله كلما وجد تعزية وأفراح تُلهيه عن العالم لكنه لم يكن كاره للعالم .. لا .. الذين يحيون مع الله ليسوا كارهين للعالم بل رافضين للإستعباد له .. حتى أنه عندما تقابل مع الأنبا أنطونيوس كان بينهما حديث لم يعرفه أحد لكن قيل عنه " كانا يتكلمان في عظائم الأمور " .. لو جلسنا معاً فيما نتكلم ؟ نتكلم فيما يشغل عقولنا .. هل ننشغل بالطعام والملبس والتعليم و ...... ؟ سُؤِل أحد الآباء فيما تفكر ؟ فقال كنت أحاول أن أعرف ما الفرق بين الشيروبيم والسيرافيم والكراسي والقوات و ...... ؟ عظائم الأمور .. يفكر الإنسان بحسب ما يعيش سأل الأنبا بولا الأنبا أنطونيوس عن أحوال العالم وهل يعيش أهل العالم في أمان أم لا ؟ هل النيل يفيض وهل الناس تعيش في خير ؟ يُقال أنه كانت هناك سنوات جفاف والله أفاضَ لهم النيل بصلوات الأنبا بولا لم يكن الأنبا بولا يرى وجه إنسان .. كيف يحتمل شخص أن لا يرى وجه إنسان لهذه الفترة الطويلة إلا لو كان هناك فرح يُلهيه أفضل من الفرح البشري .. وكما يقول الآباء [ من امتلكك شبعت كل رغباته ] .. نعم لا ينظر إلى الفُتات عاش الأنبا بولا في البرية وانتصر وتخلص من سلطان الجسد ومن العدو ومن الزمن والهموم .. عاش لله فقط .. ما هذا الجمال وهذه العظمة ؟ كان يحيا دائماً في حالة رفع قلب ورفع يد .. هذه الحالة جعلته كما قال داود النبي [ أما أنا فصلاة ] ( مز 109 : 4 ) .. صار الأنبا بولا صلاة .. كان يتآنس بالوحوش ولا يخاف من حر النهار أو برد الشتاء والليل وفي كل يوم كان اختباره يتجدد في العشق الإلهي فيزداد حرارة حتى أنه كان لا يشتاق للنوم بل يشعر أنه في حالة انجذاب دائمة لله قد نسأل .. هل مثل هؤلاء لا يُصيبهم الإكتئاب ؟ نقول أن الإكتئاب لا يأتي من خارج الإنسان أو مما حولهُ بل من داخله .. والدراسات تقول أنه كلما إزدادت الرفاهية كلما إزداد الإكتئاب .. والدول المتقدمة جداً تُباع بها أدوية الإكتئاب على الرف بدون روشتة .. قد نقول لهذه الدول أنتم لكم من المال والجاه والرفاهية في الحياة ما ليس لغيركم فما الذي يُقلقكم إلى هذه الدرجة ؟ الإنسان لا يشبع من داخله .. قال أحد الآباء لله [ شقي أنا وفقير بدونك .. تعال واقترب إليَّ لأني لا أفرح في غِيابك لا يوم ولا ساعة ] .. قد نحتاج لأحد يسأل عنا دائماً .. نعم هذا احتياج نفسي .. لكن لو كنا في شبع بالله سوف لا نحتاج لسؤال الناس لأن الأنبا بولا كان دائماً مشغول بالله لذلك لم تمر عليه لحظة إلا وهو في حالة إتصال دائم بالله لو كنت في حالة فراغ ستحتاج لمن يسأل عنك .. لكن .. لو وجدت فرحك وتعزياتك في الله لن تحتاج لبشر .. الإنسان من طبعه أنه لا يشبع لذلك لا سلام ولا اطمئنان إلا في الله .. كان الأنبا بولا إذا رأى إنسان من بعيد يهرب منه ومن لقائهِ .. ونحن نعرف أنه لو ظل شخص لفترة وحيد عندما يرى إنسان يناديه ليؤنس وحدِته يُقبِل إليه لكن الأنبا بولا كان كل يوم يجد في الله ما يسُر قلبه ويُلهيه ظلَّ الأنبا بولا طول هذه الفترة وحده ولم يكتب لنا كلمة لكنه كان صامت وكأنه يقول " أنا صامت أمامك لكن صمتي يُحدثك " .. بالصمت يزداد الكنز والغِنى فماذا يحتاج بعد ؟ لذلك أسَّس الأنبا بولا طغمة السواح وخرَّج شباب كثير في هذا الطريق وسار فيه نساء وشيوخ ووصلوا لدرجة السياحة حتى أنه يُقال أنه في هذا الطريق يخِف ثِقَل الجسد وثِقَل الزمن والعالم وثِقَل الشيطان ويقترب الإنسان من الملائكة .. نعم هو إنسان وليس ملاك وأيضاً هو ملاك وليس إنسان ينتقل من مكان لمكان ويدخل الكنيسة دون أن يراه أحد .. وقد يجتمع آباء سواح في كنيسة للصلاة دونَ أن يراهم أحد و ...... هؤلاء هم أبناء الأنبا بولا قد نكون في مصر مُهملين في حق قديسينا لكن في بلاد الأرمن يهتمون جداً بالقديسين فنجدهم يحتفلون بالأنبا أنطونيوس عدة أيام وبالأنبا بولا و ...... ويقولون أن واحد منهما أسَّس طغمة الرهبان والآخر أسَّس طغمة السواح .. إذاً ليسا هم بقليلين .. قد يعترض البعض ويقول لهم لكن هناك شهداء .. يقولون نعم لكن الشهيد يتألم يوم أو بعض الأيام لكن هؤلاء يتألمون كل يوم لذلك أطلقوا عليهم إسم" الإستشهاد الأبيض " .. كل يوم يقدم ذبيحة لله ذبيحة مشاعر وذبيحة نسك وغلبة مشاعر وبالطبع العدو يتضايق لكن كلما حُورِب الأنبا بولا كلما إزداد ثبات تقابل الأنبا بولا مع الأنبا أنطونيوس وكانت بينهما مشاعر مثل مقابلة أبونا يسطس وأبونا عبد المسيح الحبشي و يتقابلان لأن النفوس عندما ترتفع تلتقي وتتآلف الأرواح هذه هي سيرة الأنبا بولا العطرة المملوءة بالحب الإلهي والأمانة لله .. قد تقول لي أنا لستُ مثل الأنبا بولا .. أقول لك على الأقل عش بمبادئه .. عش في العالم لكن لا تُستعبد للعالم وإن كان في العالم مِلكيات فعلى الأقل لا تجعلها تخسَّرك الأبدية .. وإن كنت كثير الكلام تعلَّم الصمت والكلام القليل .. وإن لم تكن مُصلي فتذوق الصلاة وتمتع بها لكي يقِل عنك ثِقَل العالم كنيستنا مملوءة بالقديسين ليس لنستمع إلى سيرتهم فقط كقصة لكن لنتمثل بهم وبإيمانهم ونسلك في طريقهم ونتشفع بهم ونتودد لهم ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

إِخْتِبَار إِرَادِة الله الصَّالِحَة

بِنِعْمِة رَبِّنَا أحِبْ أنْ أتْكَلِّمْ مَعَكُمْ اليُوْم فِي مَوْضُوع مُهِمْ وَهُوَ * إِخْتِبَار إِرَادِة الله الصَّالِحَة * مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول يِكَلِّمْنَا عَنْ أنْ نَتَغَيَّر عَنْ شَكْلِنَا بِتَجْدِيد أذْهَانِنَا لِنَخْتَبِر إِرَادِة الله الكَامِلَة الصَّالِحَة المَرْضِيَّة ( رو 12 : 2 ) .. وَهذَا المَوْضُوع هُوَ مُهِمْ جِدّاً فِي حَيَاتْنَا الرُّوحِيَّة وَفِي سُلُوكِيَتْنَا وَيُوْجَد ثَلاَث أنْوَاع مِنْ السُلُوك :-

الألم فى المسيحية عند القديس يوحنا ذهبى الفم

+ قد رأينا فى حياة فم الذهب أنه رجل آلام. فماذا كتب عن الآلام ؟ من كتاباته وعظاته نستطيع أن نستخلص الآتى : + الألم مرض يصيب غاية وجود الإنسان ويفسد رسالته. حيث يصيب سلامه الداخلى، ويفقده حيويته وفرحه، وينحرف به عن هدفه محطما صلاحه. ولكن ماهو مصدر الألم ؟ هل الجسد ؟ الجسد من صنع الله، وكل ماصنعه الله هو حسن. كما أن الجسد مادة، والمادة غير مسئولة عن الأعمال الصالحة أو الضارة التى تصدر عنها. فالنفس هى المسئول الأول لأنها قائد الجسد. وإشباع شهوات الجسد ليس من عمل الجسد بل من عمل النفس. وللنفس السلطان المطلق أن تسيطر على الجسد. ولكى تنال النفس قوة، وتعطى جمالا للجسد والنفس، نحتاج إلى توجيه علوى من السماء، وأن يكون الروح معنا. هل الأحداث الجارية ؟ يستطيع المؤمن أن يجد فى الأحداث المؤلمة سلاما وتعزية. ويوحنا نفسه لم يرتعب منها. + النفى فيه زيارة لبلاد ومدن كثيرة، كما أن الأرض كلها غربة. + اغتصاب الممتلكات، نحن نرثى ليس من فقد ماله، بل من اغتصب المال لأنه فقد صلاحه. والذى يقبل فقدان ماله بشكر، يكون كمن قدمه صدقة. + الفقر، ليس الفقر شرا بل هو هدم للشر، أن صحبه تدقيق مع حكمة. + المرض، وهل ضر لعازر ؟ أم ضفر له إكليلا؟ + الموت، إنه نوم عميق، ورقاد وعبور إلى الميناء، وأى ضرر أصاب هابيل بموته ؟ وأى مكسب ناله قايين بحياتة وأليست المسيحية هى انتظار الحياة بعد الموت، وترجى الرجوع بعد الرحيل ؟ وسر نصرتنا على الموت هو السيد المسيح الذى غلب الموت وحطم الخوف منه. هل الشيطـــــان ؟ إن كان الشيطان قد خدعنا وأخرجنا من الفردوس، فالسيدالمسيح بتجسده أعادنا إلى ما هو أفضل. الشيطان لا يجبر، ولكنه يخدع فقط. وعلة السقوط هو الإنسان نفسه الذى ينجذب إليه، ويوافقه، بسبب عدم جهاده أو ضعف إرادته. سؤال : لماذا لم يستبعد الله الشيطان ؟ 1 ـ الشيطان مضلل ولكن كثيرون غلبوه فصارت لهم تزكية وكرامة أفضل بكثير من المغلوبين. 2 ـ سبب إصابة المغلوبين بالأذى هو كسلهم وليس الشيطان. 3 ـ هل يستبعد الله الخليقة الجميلة التى تعثر البعض، وأعضائنا التى نستخدمها استخداما شريرا ؟ بل والبعض عثر فى الصليب، والرسل ، بل وفى المسيح نفسه. هل مكائد الآخرين ؟ إن كنا قلنا هذا عن الشيطان فماذا عن الإنسان ؟ إن الضرر لا يصيب أحدا بسبب آخر بل بسببه هو . فإن الأتعاب التى تصيبنا بسبب ظلم ومكائد الآخرين تتحول إلى أفراح بالدخول إلى خبرة الحياة الأبدية. أما نظرتنا لصانعى المكائد فهى : 1 ـ هم أخوة لنا وليسوا أعداء. 2 ـ الله يسمح بها لكى نتكلل. 3 ـ لنتقبلها كما يتقبل المريض الدواء من يد الطبيب، وكقبول التأديب من يد الأب..فهى فرصة لغسل الخطايا. 4 ـ هى فرصة للغلبة على الطبع البشرى (كالتدرب على عدم الغضب). الألم والخطية : هذا هو السبب الحقيقى للألم، وعلة كل حزن، الخطية. فلا يقدر أحد أن يؤذى الإنسان مالم يؤذ هو نفسه. فإرادة الإنسان الحرة ورغبته هى علة الألم. الألم وعناية الله : تتلخص الإجابة على موقفنا من الألم ونحن نؤمن بعناية الله ومحبته فى : 1 ـ لنخضع لإرادة الله بغير مناقشات، حيث مقاصده غير مدركة حتى للسمائيين. 2 ـ الله محب للبشر، وحبه ليس حب عاطفى إنما علوى فائق، غايته الدخول بالإنسان إلى المجد الأبدى، وفى هذا يستخدم الآلام للتأديب والتزكية. 3 ـ الله يسمح بالآلام للصالحين ليكافئهم. الألم وسر المسيح : ربط القديس الألم بشخص المسيح الذى قبل الآلام من أجلنا بفرح، مقدما مفهوما جديدا للألم : 1 ـ المسيح المتألم مثال للمتألمين، حيث احتمل الآلام حتى النهاية دون أن يفقد هدوءه ولا صبره ولا شجاعته ولا حبه لمضطهديه 2 ـ بدد الخطية التى هى علة الألم، حيث حطم سلطانها، وكسر شوكة الشيطان، وأمات الموت الروحى واهبا لنا حياة جديدة فيه. بآلامه حطم سلطان آلامنا. 3 ـ بآلامه قدم مفهوما جديدا للألم، فبعد أن كانت علته الخطية، دخلها الرب من باب جديد هو باب الطاعة للآب، والحب. ولذلك صار الألم هبة نفرح بها. مدرسة الألم : يرى القديس أن الألم هو مدرسة تعليم الحياة الفاضلة الإيمانية. وينصحنا لكى ننجح فى مدرسة الألم أن يعيش الإنسان الحياة الفاضلة بغض النظر عن المكان الذى يعيش فيه أو الظروف التى تحيط به. ويستشهد القديس بأمثلة من الكتاب المقدس عاشت الحياة الفاضلة فى مختلف الظروف. فابراهيم غنى ومتزوج، وإيليا بتول، داود خلال مملكته وموسى بالتخلى عن المملكة، القائد والمتوحد...ألخ. فالعقل الراسخ يبقى ثابتا فى الهدوء كما أثناء العاصفة، والنفس الحكيمة بالحق تبتسم على الدوام مهما تغيرت الظروف، بينما يكون غيرها مضطربا. ويقول القديس : " أى شيء يقدر أن يقلق النفس الورعة ؟ الموت ؟ إنه بداية حياة جديدة. الفقر ؟ إنه معين للنفس على الفضيلة. المرض ؟ إنها لا تبالى به، لا تبالى بالأمور المفرحة أو المحزنة، إذ تمارس حياة الألم بإرادتها. الإزدراء ؟ لقد صلب العالم لها. فقدان الأولاد ؟ لا تخاف هذا إذ تنتظرهم بكل ثقة فى القيامة. هل الثروة ترفعها ؟ كلا، فهى تعلم أن المال لا شيء. المجد ؟ لا، فقد تعلمت أن مجد الإنسان كزهر العشب. الترف ؟ لا، فهى تسمع قول الرسول : أما المتنعمة فقد ماتت وهى حية...حقا إننا مواطنوا السماء حيث لا يوجد فيها تغير...لنعلن مواطنتنا السماوية ولنكن فى هدوء على الدوام. نى ظهورنا عندما تهب رياح التجارب، أى نقابلها باتضاع

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل