العظات

إقامة بن أرملة نايين

لو 7 : 11 – 17 ، آحاد شهر بابه المُبارك ياأحبائىِ تدور حول خط واحد وهو سُلّطان ربنا يسوع على النِفَس البشريّة ، وأقوى نوع فىِ سُلّطانه على النِفَس البشريّة هو " إِقامة الموت " ، والإِنجيل هُنا يتكلّم عن شاب ميّت وربنا يسوع تقدّم ولمِس النعش وقال " أيّهُا الشاب لك أقول قُم " وأُم هذا الشاب هى سيّدة أرملة أى فقدت زوجها واليوم فقدت إِبنها الوحيد ، وعِندما تفقد إِبنها الوحيد يكون فىِ داخلها حُزن شديد ، مات إِبنها وكفّنوه وكانت مِن العادات فىِ ذلك الحين أنّ المدافن تكون خارج المدينة ، عِند باب المدينة بالضبط وعِندما كان الناس خارِجون بالشاب الميّت لكى يدفنوهُ وهذا كان موكب صعب جداً ، كان كُلّهُ حُزن وعويل ، وجدنا موكب آخر فيهِ ربنا يسوع وهذا الموكب داخل البلد ، " ذهب معهُ كثيرون مِنْ تلاميذهِ وجَمع كثير " ، كان يسوع فىِ المُقدّمة وتلاميذهُ ورائهُ والسيّدة أيضاً كان معها جمع كثير " وهى أرملة ومعها جمع كثير مِن المدينة " موكب خارج فيهِ ميّت وموكب داخل فيهِ ربنا يسوع موكب فيهِ موت وموكب فيهِ رئيس الحياة والموكبين تقابلوا فىِ نُقطة واحدة ، فربنا يسوع وجد السيّدة حزينة حُزن شديد جداً " فتحنّن عليّها وقال لها لا تبكىِ " وأحب أن أتكلّم معكُم فىِ نُقطتين : (1) تراءف عليّها (2) تقدّم ولمس النعش ربنا يسوع عِندما يجد الإِنسان بيبكىِ على ميّتهُ يتراءف ويُقيم موتى الخطايا لأنّ إِقامة خاطىء مِن خطيتهُ هى القيامة الحقيقيّة ، فالموت الحقيقىِ هو موت الخطيّة فهو الّذى يجعل الإِنسان يخسر مصيرهُ الأبدى فِعلاً فالخطيّة هى التى جلبت الموت وهى سبب الموت ، إِذاً الخطيّة هى أقوى مِن الموت ، وسُلّطان ربنا يسوع على الموت هو أن يُقيم الخُطاه مِن موت الخطيّة 0وأبونا فىِ الصلاة يقول " لا تدع موت الخطيّة يقوى علينا ولا على كُلّ شعبك " فالسيّدة أُم الشاب بِتبكىِ ودموعها بِتجعلها لا ترى مَن أمامها ولكن يسوع لمّا رأها تحنّن وتراءف ، وهُنا لم يكُن أحد قد دعى ربنا يسوع لكى يُقيم هذا الميّت ، ولكن هُنا هو الّذى ذهب ، ذهب بِتدبير لكى يُعطىِ حياة دون أن يطلُب منهُ أحد ربنا يسوع عِندما يجد نِفَس قد إِجتازها الموت وتسلّط عليّها يتراءف وأحشائهُ فىِ الداخل تتحرّك ، فزكريّا عِندما ولد يوحنا المعمدان قال " بأحشاء رحمة إِلهنا التى بِها إِفتقدنا المُشرق مِن العلاء " ( لو 1 : 78 ) فلم يكُن أحد يقدر أن يطلُب مِن ربنا أن يأتىِ على الأرض ويموت ويُصلب ، ولكن ربنا مِن تحنّنهُِ غُلب ، ولِذلك مَن الذى أقامنا معهُ ؟! تحنّنهُ فمِن الأمور التى حرّكت تحنّنهِ دِموع أُمّه ألا وهى الكنيسة ( أُمنا ) ، فهى عِندما تجدنا ميتيين بالخطايا تكون حزينة جداً ، لأنّ عِلاقتنا بالكنيسة ليست خارِجيّة ولكنّها داخليّة لأننا أبناء00أبناء00أبناء وبِشفاعة الكنيسة عن أولادها تغلِب تحنُّن ربنا " كما يتراءف الآب على البنين يتراءف الرّبّ على خائفيهِ " فأنا أقف وأقول لهُ يارب أنا ميّت ، ميّت بِمعنى كلمة ميّت ميّت فاقد الحِس فاقد النُطق ، أنا غير قادر على أن أنحاز للصلاح ، أنا غير قادر أن أنحاز للروحيّات ، عايش فىِ قيود الجسد ، ميّت ، وهُنا الكنيسة تبكىِ عليك وتجلب لك حنان ربنا لكى يقترب إِليك ويُقيمك ، النِفَس الميّتة بالذنوب والخطايا المحمولة على نعش لها رجاء عِند ربنا يسوع ، فما الذى جعل ربنا يسوع يقترب مِن الخُطاه ؟! حنانه ما الذى جعلهُ يتجسّد ؟! حنانه فهو مغلوب مِن تحنّنهُِ ولِذلك الكِتاب عِندما يذكُر قصة السامرىِ الصالح يقول " ولمّا رآه تحنّن " ، فهذا هو رجاءُنا فىِ ربنا يسوع ، ولِذلك أقول لهُ : يارب تحنّن ، والكنيسة تصرُخ وتقول " أعنّا يا الله مُخلّصنا لأننا قد تمسكنّا جداً " ، فلِكى حنان ربنا يتحرّك أقف أمامهُ مُنكسر ، القلب المُنكسر والمتواضع لا يُرذلهُ الله فكلِمة " إِرحمنا " تجلب علينا حنان ربنا ، كلِمة " أعنّىِ " ، كلِمة " خلّصنىِ " تجلب عاطفة ربنا المُذخّرة لنا لأننا أولاده ، ولأنّهُ هو ينبوع الحياة ومُعطىِ كُلّ حياة ، فأقف أمامهُ مِثل العشّار الذى وقف مِن بعيد ولم يشأ أن يرفع رأسهُ ، فهذا الوضع يجلب حنان ربنا ، لِدرجة أنّ القديسين يقولوا " أكثروا مِن السجود فىِ الصلاة " ، فالإِنسان الذى يطأ رأسهُ للأرض هو إِنسان يجلِب حنان ربنا ، والكنيسة تقول " إِحنوا رؤوسكُم أمام الرّبّ " ، فإِحناء الرأس هو إِنكسار وخضوع ومذلّة ، فهو يدُل عن إِنسان خجلان مِن ربنا ، ونحنُ بِنخجل مِن خطيتنا أمام ربنا يسوع ينبوع كُلّ حنان فنقف ونحنُ نشعُر بِخزينا وهُنا نأخُذ حنان ربنا ورأفاته وفىِ موقف إِقامة هذا الشاب لم يوجد أحد قد طلب مِن ربنا يسوع ولكنّهُ هو تحرّك ، وحتى أُمّه لم يذكُر الكِتاب أنّها طلبت مِن ربنا يسوع فحتى ولو الإِنسان فقد أى شفاعة أو حنان مِن المُحيطين بهِ ، فإِنّ شفاعة ربنا يسوع كفيلة بأن تُقيمه ، وحنان ربنا يسوع كفيل أن يُعطىِ حياة للموتى ونحنُ الأحياء الّذين فىِ موكِب الداخلين ، الإِنسان يسأل نفسه : أنا فىِ أى موكِب ؟! موكِب الحياة أم موكِب الموت ، كُلّ إِنسان فينا بيعمل خطايا هو بيفقد جُزء مِن طريقهُ لأورشليم السمائيّة ، ويسير فىِ الطريق المُضاد وكُلّ إِنسان بيفعل الصلاح هو يسير فىِ طريقه لأورشليم السمائيّة إِلى أن نتقابل كُلّنا ، فأنا مَن الذى أتبعهُ وفىِ أى موكِب أسير ؟!! نحنُ لنا رجاء فىِ رئيس الحياة وفىِ حنانه لنا ، لنا رجاء حتى ولو كان الموت قد غلبنا ولِذلك ربنا يسوع قصد أن يذكُر لنا مُعجزة إِقامة ميّت ، لكى يؤكّد لنا أننا حتى ولو كُنّا موتّى فهو قادر أن يُقيمنا ، وبِذلك نقول لهُ : فإِن كان للميّت رجاء فهكذا رجائىِ فيك يارب ، أنا رجائىِ فيك مِثل رجاء الميّت ، حنانك هو الذى يجعلك تقترب إِلىّ فالموت لهُ سُلّطان ولهُ مهابة ، ولكن يقول الكِتاب " ثُمّ تقدّم ولمِس النعش " فالناس الّذين يحملوهُ وقفوا فقال كلِمة عجيبة " أيّهُا الشاب لك أقول قُم " ، ما هذا ؟!!رئيس الحياة مُتقدّم إِلى الموت يتحداه الموت مع الحياة إِلتقوا فىِ نُقطة ، وهذا نِفَس ما حدث فىِ الصليب ، لقد تلامس ربّ المجد مع الموت وصار هو والموت فىِ مواجهة فغلِب الموت ، وهُنا عِندما تقدّم ولمِس النعش وقال للشاب لك أقول قُم ، قال " أين شوكتك ياموت ، أين غلبتِك يا هاوية " ، ربنا يسوع لهُ سُلّطان على الموت لأنّهُ هو رئيس الحياة وكان لِشعب إِسرائيل أن يعبُر نهر الأردُن لكى يدخُل أرض كنعان فقال لهُم أن يجعلوا التابوت يتقدّمهُم ويبعدوا عنهُ ألف ذِراع ، وعِندما فعل الشعب هكذا رجعت المياه إِلى الخلف ، فنهر الأردُن بيرمُز إِلى الموت ، مُستحيل أن ندخُل أورشليم السمائيّة دون أن نعبُر الموت ، فلِكى ندخُل كنعان لابُد أن نعبُر نهر الأردُن ، ولكى لا يبتلعنا الموت ربنا يسوع يتقدّمنا ويجتاز بِنا الموت ، فنحنُ نموت ولكن لا يبتلعنا الموت وفىِ العهد القديم ربنا غضب على شعب إِسرائيل فعمل وبأ بينّهُم فقتل 70 ألف نِفَس ، فموسى تشفّع عن الشعب ، وهارون أخذ يُبخّر بين الموتى والأحياء فوقف الوبأ ووقف الموت ، وهذا ما فعلهُ ربنا يسوع ، فهو عمل فاصل بين الموت والحياة فسُلطان ربنا يسوع هو مُمكن أن يكون فىِ كلِمة فقط خارجة مِن فمهِ ، ولِذلك لا تستهن بِكلمة الإِنجيل لأنّها لها قُدرة على إِقامة الموتى ، فأى إِنسان تُقاس قدرتهُ بِكلمتهِ ، وربنا يسوع عِندما يقول لِشخص لك أقول قُم فهذهِ الكلِمة مُقتدرة والقديس بولس فىِ رسالتهُ إِلى العبرانيين الإِصحاح الأول يقول " حامل كُلّ الأشياء بِكلمة قُدرتهِ" ( عب 1: 2 ) ، هذهِ الكلِمة هى التى مصدر القُدرة والقوّة ، ولِذلك فىِ الكنيسة أى أمر يتم بالكلِمة لأنّ الكلِمة مُقتدرة لأنّها كلِمة بالروح ولها سُلطان ، فأبونا عِندما يقول " وهذا الخُبز يجعلهُ جسداً مُقدّساً لهُ " ، فنجد أنّ الخُبز يتحّول إِلى جسد ، وأيضاً الأب الأسقُف عِندما يضع على واحد يدهُ فإِنّهُ بيجعلهُ شمّاس ، ومِن هذا أخذت الكنيسة سُلطانها بالكلِمة ، فكلِمة الإِنجيل بِتدخُل إِلى داخلىِ وتُعطينىِ حياة ولها إِقتدار فىِ قوّتها وربنا يسوع فىِ كُلّ سُلطانة فىِ إِقامة الموتى بيُعطىِ علامة حياة ، فأبنة يايرُس عِندما قامت جعلها تأكُل وعِند إِقامة لِعازر ربّ المجد يسوع قال للّموجودين حلّوه ودعوهُ يمضىِ وعِندما أصبح لِعازر يمشىِ صار ذلك علامة حياة والشاب الّذى نتكلّم عنهُ هُنا يقول عنهُ الكِتاب " وإِبتدأ يتكلّمُ " ربنا يسوع عِندما أحبّ أن يصنع معنا مُعجزة أعطانا الحياة ويتكلّم ولا يستطيع أن يسكُت ، يتكلّم مِن عظمة رحمتهُ معنا ، ولِذلك إِقترن بِكلمتهُ ولو خضعنا لِكلمتهُ فإِنّ كلِمتهُ قادرة أن تُحيينا وتُخلّصنا مِن كُلّ دنس أنا ضعيف وعِندما أعيش الوصيّة أجد أنّ الكلِمة لها سُلطان ، وأطلُب مِن الكنيسة أن تشفع لىّ وأُقدّم دِموع مِن أجل أخوتىِ وبِذلك نصير كُلّنا بِنشفع فىِ بعض ، ويقول الكِتاب هُنا عن الشاب " فدفعهُ إِلى أُمّهِ " ( لو 7: 15 ) ، أرجعهُ لأُمّهِ ربنا يسوع بيرّجعنا للكنيسة ، والكنيسة هى المسيح والمسيح هو الكنيسة ، المسيح ترك لنا أحضان الكنيسة لكى نشبع منّها ربنا يُكملّ نقائصنا ويسند كُلّ ضعف فينا بنعمتهِ ولإِلهنا المجد دائماً أبدياً آمين

تقوية الارادة

بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين فلتحل علينا نعمته وبركته من الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور آمين كلنا نشكو من ضعف الإرادة .. أشتاق أن تكون إرادتي قوية .. أشتاق أن أقول أريد أن أصلي وبالفعل أصلي .. أشتاق أن أمتنع عن الخطية .. أشتاق لفِعل الصواب وأجد نفسي أفعله متى تُطيعني إرادتي وتسندني . من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل رومية .. ﴿ 18 فإني أعلم أنه ليس ساكن فيَّ أي في جسدي شيء صالح لأن الإرادة حاضرة عندي وأما أن أفعل الحُسنى فلستُ أجد .. 19 لأني لستُ أفعل الصالح الذي أُريده بل الشر الذي لستُ أُريده فإياهُ أفعل .. 20 فإن كنت ما لستُ أُريده إياه أفعل فلستُ بعد أفعلهُ أنا بل الخطية الساكنة فيَّ ﴾ ( رو 7 : 18 – 20 ) .. نعمة الله الآب تحل على أرواحنا آمين . مفهوم الإرادة : ما هو مفهوم الإرادة ؟ هي أن الله خلق الإنسان حر مُريد .. كان يمكن أن يخلقنا بدون حرية أو إرادة .. يقول افعل ذلك فتُطيع .. لا تفعل ذلك وتُطيع أيضاً .. لكن الله أعطاك أن تكون معرفة الله مصحوبة بالإرادة بحيث أن تأخذ أنت القرار بالحياة مع الله أو لا تحيا مع الله .. إذاً الإرادة هي طاقِة الفِعل في الإنسان .. طاقِة القرار وفِعْل القرار .. طاقِة الحركة في الإنسان .. هي طاقِة الفِعل .. طاقة فعَّالة في الإنسان .. هي قوة تحقيق الرغبة .. هي الطاقة التي تُحقق رغبات الإنسان . هل أنا لي إرادة أن أفعل إرادة الله ؟ كثيراً لا .. ماذا يريد الله إذاً ؟ ﴿ هذه هي إرادة الله قداستكم ﴾ ( 1تس 4 : 3 ) .. ﴿ الذي يريد أن جميع الناس يخلُصون وإلى معرفة الحق يُقبِلون ﴾ ( 1تي 2 : 4 ) .. الله يريد .. الله يريدني .. يريدني مِلْك له وأكون مُطيع وقديس .. ماذا أفعل أنا ؟ لو كنت أفعل إرادته صارت إرادتي متفقة مع إرادته وكنت أسير في الطريق الصحيح ولكن إن لم تتفق إرادتي مع إرادته وسِرت بإرادتي منفصلة عنه كنت إذاً مُخطئ . ما هي الخطية ؟ هي انفصال إرادتي عن الله .. الله قال لأبينا آدم لا تأكل .. لما تكون إرادتي مثل إرادته أن لا آكُل صارت إرادتنا نحن الإثنان واحدة لكن لو كانت إرادتي أن آكُل صارت إرادتي منفصلة عن إرادته .. هي انفصال الإرادة الشخصية عن الله .. هي أن طاقة الحركة والفِعْل فيَّ تكون ضد الله .. لذلك الإرادة مهمة .. لا يمكن أن تبدأ حياة صحيحة مع الله بدون إرادة .. ولا يمكن أن تستمر مع الله بدون إرادة . الإرادة تتحكم في سلوكك ومصيرك وشخصيتك وتكوينك وميولك .. الإرادة هي محور التعرف عليك من أنت .. لذلك مهم أن تضبُط الإرادة .. الإرادة تتحكم في أمور كثيرة . يتحكم في الإرادة أمران ( بين الإحتياج والمِيل ) : 1. الإحتياج . 2. المِيل . فتجد أن الإرادة هي مُحصلة اتفاق الإحتياج والمِيل .. قد يكون شخص له احتياجات كثيرة لكن ليس له ميل إليها فلا يفعلها وقد يكون شخص له ميول كثيرة وليس له احتياج لها فلا يفعلها .. متى يفعل الشخص الشئ ؟ لما يتفق احتياجه مع ميوله معاً .. المِيل أي لديَّ رغبة والإحتياج أي أنا محتاج لهذا الشئ .. الإثنان معاً يُكوِّنان الإرادة لكن .. قد يكون لي احتياج لأمور ليس لي مِيل لها ومع ذلك أفعلها .. مثل لي احتياج أن أتناول علاج لكن ليس لي مِيل لتناوله .. ماذا أفعل ؟ أقول لابد أن أتناوله لأني مريض .. هنا الإحتياج غلب المِيل وجعل الإرادة أن أتناول العلاج .. أيضاً قد لا يكون لي ميل للتعليم لكن محتاجه .. هنا الإحتياج غلب المِيل .. هكذا العمل قد لا تحب عملك ولا تميل له لكن محتاجه لذلك تعمل . هل تكون ميَّال لكن غير محتاج ؟ نعم .. مثل الخطية .. أنا لي ميل للثروة وإن كنت غير محتاج لها كثيراً .. لي مِيل لفِعْل شهواتي وأُشبِعها .. هل محتاج لذلك .. تقول أريد أن آكل وأشتهي و...... هل هذه احتياجاتك ؟ هذه فوق احتياجاتك .. تقول لكني أميل لها .. المِيل دون احتياج = خطية .. احتياج دون مِيل = ضرورة . متى يتفق المِيل مع الإحتياج ؟ في الأمور المفيدة .. شخص أحب دراسته ولأنه أيضاً محتاج لها تفوَّق فيها .. شخص محتاج للعمل وأحبه فبدأ الإحتياج يتفق مع المِيل وكوَّنا إرادة مُستريحة . الحياة مع الله لابد أن يتحكم فيها الإحتياج والمِيل .. أنا محتاج وأميل .. في الحقيقة المِيل لله ليس سهل .. نعم أنا محتاج لكني غير ميَّال فماذا أفعل ؟ أقول لك ابدأ حتى وإن لم يكن لك مِيل . تقوية الإرادة ( خطوات عملية لتقوية الإرادة ) : لكي تُقوِّي إرادتك هناك أربعة خطوات مهمة : 1. اقتنع . 2. امتنع . 3. اجتهد . 4. استمر . 1. اقتنع : اقتنع أن العلاج مهم حتى وإن كنت لا تميل له .. أنت محتاج له حتى وإن كنت لا تميل إليه .. متى شخص يميل للعلاج أو الأشعة أو إجراء الجراحة ؟ عندما يكون محتاج ومقتنع أنه محتاج .. يقول لابد أن أتناول العلاج .. من يذهب لطبيب الأسنان ؟ عندما يكون مقتنع أنه محتاج ولا يستطيع أن يؤجل الأمر .. عندما كان ألم الضرس بسيط كان يؤجل .. هل أنا اقتنعت أن الحياة مع الله ضرورة أم لم تقتنع بعد ؟ كثيرون منا مازالوا غير مقتنعين بضرورة الحياة مع الله .. قد تقول لم يأتِ أوان معرفة الله بعد لما أكبر .. هل مقتنع بالإمتناع عن الخطية ؟ تقول ليس الآن لأن الخطية لذيذة .. الإقتناع .. هل مقتنع أن الخطية موت ؟ هل مقتنع أنها تُفقِدك سلامك ؟ هل مقتنع أن الخطية حزن وكآبة .. هي انفصال عن الله .. إنها دمار .. إنها مُرَّة ؟ أم مقتنع بالعكس أنها مُمتعة بها سلامي وأنا أريدها . القديس أوغسطينوس قبل توبته كان يقول لله ﴿ أجد في الخطية لذة عنك ﴾ .. هناك من يشعر أن الخطية ألذ من الحياة مع الله .. هذا يؤخر التوبة ويُضعِف الإرادة . أول خطوة لتقوية الإرادة الإقتناع .. اقتنع أن سلامك مع الله .. ستقضي عُمر مع الخطية هذا يهدم كيانك ويهدم إرادتك فتزداد قساوة وكلما تركت نفسك كلما زادت في تحطيمها لك .. اقتنع أن الخطية تفصلك عن الله وعن نفسك وعن الآخر .. اقتنع أن الخطية تُدمر علاقاتك حتى الإجتماعية وأنها تجلِب غضب وعنف وعِناد .. لأن الخطية تعطي الإنسان لون من ألوان اللذة المؤقتة التي يعقُبها ندم وحزن شديد .. هذا الندم والحزن يُحوِّلان الإنسان لشخص غضوب . لذلك لما تدرس الكتاب المقدس تجد أن هناك علاقة بين العنف والشهوة .. العنف يُولِّد شهوة والشهوة تُولِّد عنف وحب العالم يُولِّد شهوة .. والذات والأنانية تُولِّدان شهوة .. هل أنا مقتنع أن الخطية تتلف الكيان كله .. هل مقتنع أن اليوم أفضل من غداً ؟ أرجوك اقتنع .. لما تقتنع تستطيع أن تمتنع . 2. امتنع : لا يكفي الإقتناع .. كثيرون مُقتنعون أن التدخين ضار بالصحة .. لماذا لا تُوقِف التدخين ؟ مُقتنع لكن غير مُمتنع .. إذاً الإقتناع وحده لا يكفي لابد أن أمتنع .. أمتنع عن الصداقات الشريرة .. كلنا ضُعفاء محتاجين من يسند ويرفع .. صادِق ناس أفضل منك يرفعوك .. أنت تشكو من إرادتك الضعيفة أي محتاج ليد ترفعك ثم تأتي لشخص إرادته مُنهارة وأفكاره رديئة وكلامه ردئ وأفكاره في أمور في الخارج وتُصادِقه وأنت تشكو من إرادتك الضعيفة ؟ صادِق من هو أفضل منك يشجعك على حضور القداسات والقراءات الروحية .. صادِق شخص أفضل منك لأنك محتاج شخص يرفعك ويربطك بالمذبح . كثيراً ما يسير شخص مع آخر يرفعه وآخر يُصادِق شخص يِتلِفه .. امتنع .. امتنع عن صداقة هدَّامة .. عن رؤية أمور قبيحة .. عن حديث ردئ فيما لا يفيد ولا ينفع .. لا يكفي أن أقتنع دون أن أمتنع .. لا يكفي أن أقتنع فقط .. يوجد نزيف لابد أن يتوقف .. لا يليق أن أبدأ حياة مع الله وأنا حواسي سائبة .. لا يستقيم أن أعيش مع الله وأنا في نفس الوقت مُتصالح مع خطايا .. لذلك نحن محتاجين أن نمتنع .. ﴿ كل أسباب الخطية انزعها من أنفسنا ﴾ ( إبصالية السبت ) .. مصادر إثارة وأمور قبيحة رديئة وأنا سائر وراءها . قيل تشبيه .. يقول ما رأيك في شخص مقتنع بأمر أنه خاطئ لكنه يفعله مثل شخص يذهب للسوق ليشتري فاكهة غير طازجة أو خضروات تالفة .. هكذا ذلك الشخص مثل إنسان تذوق مرارة الخطية ويطلبها مرة أخرى .. يقول أحد الآباء ﴿ لا أذكر أن العدو قد أطغاني في خطية واحدة مرتين ﴾ .. مُنتبه للأسباب والمداخل والمخارج . 3. اجتهد : لابد أن تكون إيجابي في حياتك .. شخص اقتنع وامتنع ووقف عند حاله .. لا .. لابد لكي تستمر أن تكون لك يدين مرفوعتين .. ثابِر في جهادك وعوِّد نفسك واغصِبها .. جيد لكي تقوِّي إرادتك لابد أن تكون لك مُثابرة وجهاد .. قل للخطية لا .. اِخضِع جسدك لروحك .. عوِّد جسدك على طاعة روحك وروحك على طاعة الله .. اِغصِب نفسك .. يقول الكتاب المقدس ﴿ كل من يُجاهد يضبط نفسه في كل شيءٍ ﴾ ( 1كو 9 : 25 ) .. المكافأة كبيرة . المسيح منتظر جهدك وتعبك ليعطيك أمور لا يُعبَّر عنها .. إعطِ القليل تأخذ كثير .. ﴿ أعطِ دماً لكي ما تأخذ روحاً ﴾ .. إعطِ وقت تأخذ به أبدية .. إعطِ عقلك يستنير .. إعطِ مشاعرك تنال تقديس للكيان .. جاهد ولا تكن سلبي .. أُضبُط نفسك وصلِّ وارفع يدك ومشاعرك وقلبك لله .. والله يقويك ويسندك ويفرَّحك بشكل لا يُعبَّر عنه .. المسيح يريد أن يعطيك ما لا تتوقعه أنت بحسب غِناه .. غني ويريد أن يعطي خُذ منه .. إفتح فمك .. الجهاد قصة طويلة لذلك هناك ثلاثة كلمات تُسمَّى ( 3 ت ) : • تغصَّب . • تعوَّد . • تمتَّع . * تغصَّب : أي أصلي أم لا ؟ أنا تعبان لن أصلي .. من أكثر الأمور التي تُضعِف الإرادة الروحية أن تسلِّم نفسك للكسل لأنه عدو يأكل الإرادة .. النوم .. الراحة .. الطعام .. إن أردت أن تقوِّي إرادتك قِف ضد الكسل .. قد تقول لي أنا أميل للكسل ولا أستطيع ولا أعرف .. أقول لك تغصَّب .. فتجيب بكلمة تريد أن تقتنع نفسك بها .. هل الله يقبل صلاة من شخص يقف أمامه بتغصُّب ؟ الله يقبل من يقف أمامه بمحبة .. أقول لك قف أمامه بتغصُّب والله يقول هذا الشاب واقف أمامي رغم تعبه ومتغصب رغم تعبه . مثل شخص يقول أنا خرجت الساعة الرابعة صباحاً لعملي وأتيت من عملي إلى الإجتماع مباشرةً وآسِف لأني من التعب نمت في الاجتماع .. أُجيبه نحن نشكرك لأنه رغم تعبك مُلتزم بالاجتماع وقد أعطاك الله بركة .. يقول لكني لم أستمع للعظة .. أقول له لكن قدومك للكنيسة والتزامك واشتياقك له بركة .. مُتعب وتغصَّب وأتى للاجتماع وبالتالي نال بركة والله قَبَل عطيته وذبيحته . الله ينظر للأعماق .. هو عالِم .. إنسان مُتعب وقدَّم لله لأنه تغصَّب .. هناك أمور لا تأتي إلاَّ بالتغصُّب .. لا أتناول علاج إلاَّ بالتغصُّب .. لن أعمل إلاَّ بالتغصُّب .. الحياة الروحية بدايتها تغصُّب .. ﴿ جهاد وتعب كثيرين ينتظران المُبتدئين في الحياة مع الله ﴾ .. تغصَّب . تذكر عندما التحقت بدور الحضانة في طفولتك أول يوم ذهبت للحضانة كنت تبكي .. رافِض الذهاب والأم تتألم لكنها تقول لابد أن يتعلم ويعرف أنه ليس وحده لابد أن يتحاور ويعرف .. وتقضي اليوم كله تبكي .. في اليوم الثاني والثالث أيضاً بكاء وبالتدريج يتعوَّد على الحضانة .. التغصُّب يجلِب تعوُّد . * التعوُّد : تغصَّب على الأمور الروحية فتتعوَّد عليها .. تقول إرادتي ضعيفة .. لا .. تعوَّد على الأمور الروحية بالتغصُّب .. معروف أن جسدنا يميل للكسل .. لا تخضع لسلطان الجسد .. قم للصلاة تجد نفسك مجرد أن بدأت تريد الخِتام وإن وقفت تجد نفسك تريد الإستناد على شئ .. استندت تريد أن تجلس وإن جلست تريد أن تنام هكذا الجسد . الجسد لكي تُقوِّي إرادته قُل له قِف جيداً وكلما تحكمت في جسدك أن يقف باعتدال كلما قويت إرادتك .. كلما طاوعت الجسد وكسله كلما ضعُفت إرادتك .. إن أردت أن تعرف إرادة شخص أُنظر له كيف يقف في القداس .. قل للجسد قِف جيداً سبِّح وصلي هذا يعرف كيف يُقوِّي إرادته .. آخر لا يعرف وينهار أمام إرادته الجسدية ويعطي لنفسه الأعذار .. قد يُقبل اعتذاره يوم يومين لكن دائماً هذا إرادته ضعيفة . جيد أن يُقوِّي الإنسان إرادته الروحية .. التغصُّب يجلِب تعوُّد .. تعوَّد أن تُصلي .. تعوَّد أن تحضر القداس .. تعوَّد أن تقرأ الكتاب .. تقول هل التعوُّد في الحياة الروحية جيد ؟ هذا روتين .. أقول لك التغصُّب يجلب تعوُّد والتعوُّد يقودك للتمتُّع . * التمتُّع : تتمتع بالقداس وتحزن إن لم تحضر قداس .. تتمتع بالتسبحة والكتاب المقدس وتشعر بفقد شئ إن لم تقرأه .. هذا إنسان له مزاج روحي ويجد لذة .. تسأل لماذا لا يجعلنا الله نتمتع من البداية ؟ لأن كثيرون يدخلون الحياة الروحية بعدم صِدْق لذلك الله يريد أن يختار من هو صادِق لذلك يكون التمتُّع بعد التعوُّد والتغصُّب .. الله يريد أن يذكِّي .. الفترة الأولى تطرد الغير صادقين والدخلاء والمُرائين وأصحاب المظهرية ويتبقى لله من أرادوه بالفِعل .. هؤلاء ينالون التمتُّع . تغصُّب يجلِب تعوُّد .. التعوُّد يجلب تمتُّع 4. استمر : إن أردت أن تُقوِّي إرادتك استمر .. ميول الإنسان لا تُولد في يوم بل هي قصة .. تتولد عبر زمن .. فكيف تكون ميولك روحية في يوم ؟ هل تريد أن يتغير في يوم ما فعلته الخطية والزمن ؟ عدو الخير يحاربنا .. حرب عدم الإستمرار .. تبدأ مع الله بشحنة جيدة ولكن سريعاً ما تسقط وعندما تسقط تيأس .. وعندما تيأس تفرط في كل ما بدأت به وعندما تفرط يستطيع أن يُقنِعك أنك كلما حاولت تفشل فلا تحاول لكي لا تفشل مرة أخرى فلتكن هكذا .. تقول له لا .. سأستمر مهما كانت النتائج . استمر لكي تُقوِّي إرادتك .. وهناك قاعدة مهمة وهي أنت غير مسئول عن النتائج أنت مسئول عن الجهاد فقط .. أنت مسئول عن أن تكون أمين أمام الله وغير مسئول عن الجهاد .. ثمرة الجهاد هي من الله .. تسأل كم سيكون تقديري في نهاية العام ؟ أقول لك عليك أن تجتهد وتستذكر وأنا سأرضى بالنتيجة مادُمت قد جاهدت وتعبت .. هكذا يقول لنا الله .. كن أمين واجتهد واستمر . في أحد الأيام تقابلت مع شاب يعمل في شركة أجنبية تُنقب عن الذهب .. وقال أن الشركة لها عشرون عام تُنقب وأخيراً وجدت جبل في سيناء .. عشرون سنة تبحث وتُنقب وتعطي رواتب كبيرة وتتعب . الإنسان المُثابِر المستمر لابد أن يكون له مكافأة من الله .. إن أردت أن تُقوِّي إرادتك استمر .. قف باعتدال بجسدك أمام الله هذا له علاقة بالإرادة .. أيضاً رفع اليدين يُقوِّي الإرادة .. لما تقف للصلاة لا تضع ميعاد لنهاية الصلاة هذا أيضاً يُقوِّي الإرادة .. استمر . من أكثر الأمور التي تساعد على تقوية الإرادة الروحية الصوم وخاصة الإنقطاع .. أكثر كنيسة تضع لأولادها أصوام الكنيسة القبطية .. لماذا ؟ لأنه من الأمور التي تُدرب الإرادة .. لأن الجسد يستيقظ يريد أن يأكل ويشرب وأنا أقول له لا .. يوم فيوم تقوى إرادتي .. والذي يقول لجسده لا على قليل من الماء يعرف كيف يقول لا لنظرة شريرة أو فِعْل قبيح أو ..... الإرادة تتقوى . إتخذ قرار الإرادة في الأمور الصغيرة تعرف أن تأخذ قرار في الأمور الكبيرة .. إبدأ بالصغير .. لذلك هذا أمر مهم .. أكثِر من فترات الإنقطاع .. قل لنفسك أنا أريد أن أصلُبِك .. قل لجسدك أريد أن أُقدِّمك ذبيحة .. قول لا للجسد يُقوِّي الإرادة الروحية .. نحن في جيل كسول يُدلل نفسه .. تجد الشخص يريد أن ينام كثيراً ويأكل ما يشاء ويخضع لكل المُشتهيات والمُغريات . في النهاية هذا الجسد الذي تربى على التدليل هل يستطيع أن يطيع البِر ؟ تجد الشاب يحب النوم الكثير ويستيقظ بمشكلة لأن الجسد غير مُروض .. جسد مُسيطِر .. نقول له صوم بانقطاع ولو لفترة قليلة .. يرفض .. عوِّد نفسك أن لا تُطيع جسدك .. لا تشكو من الإرادة وأنت لا تعرف أن تُوقف جسدك للصلاة قليلاً .. هل تشكو من إرادتك وأنت لا تستطيع أن ترفع يديك .. كل هذا يصنع الإرادة .. قرار مع قرار مع ..... تُكوِّن الإرادة . ذهب للقديس أبو مقار أحد تلاميذه يشكو له من الأفكار فسأله القديس كم لك في هذه الحرب ؟ أجابهُ سنوات قليلة .. أجابهُ القديس أبو مقار أنا لي أربعين سنة لم أطاوع جسدي في أكل أو شُرب أو نوم أو راحة يوم واحد .. ما هذا ؟ استمر في جهادك وقدِّم جسدك ذبيحة .. ﴿ كُفُّوا عن الإنسان ﴾ ( إش 2 : 22 ) .. أي لا تقول للجسد نعم دائماً . في قصة شمشون يقول صعد عليَّ أسد فصارعته وشقِّيت فكه نصفين .. وفي طريق العودة .. وجد شمشون في فك الأسد خلية نحل فأخذ وأكل من الشهد .. يقول القديسون أن الجسد هو الأسد يريد أن يفترسك .. متمرد يريد أن يغلِبك ويخسَّرك الأبدية .. إن صارعته وغلبته يبدأ يقدم لك لتأكل منه .. جسدك هذا صار أسد يقدم لك طعام بدلاً من أن يُميتك .. فيصير ذبيحة لله لأنه هو الذي يصوم ويقدم ميطانية ويستيقظ مبكراً .. ميدان القتال بيننا وبين عدو الخير الفكر والجسد إن غلبته في فكرك غلبته في جسدك وإن غلبك في فكرك غلبك في جسدك ودائماً أرض المعركة ساخنة والجسد ساخن .. عدو الخير يضع في الجسد كل أسلحته وأنت أيضاً لابد أن تضع كل أسلحتك .. ﴿ هادمين ظنوناً وكل عُلوٍ يرتفع ضد معرفة الله ﴾ ( 2كو 10 : 5 ) . استمر في جهادك .. لا تتوقف .. كثيراً ما نسمع شخص يقول كنت بعد الإعتراف سالِك بجدية ثم بعد فترة شعرت بالفتور .. لماذا ؟ استمر .. لا تلتمس معونات من الخارج ولا تنتظر نتائج ولا تتوتر للنتائج .. إلقي بجهادك عليه والنعمة مسئولة أن تُكمِّل وأن تسند .. المهم أن تجاهد .. كن أمين في ما عندك .. كن أمين في عطايا الله لك .. استمر واثبت . استمر أن يكون لك تدريب روحي بسيط لفترة طويلة .. هناك قاعدة أن أي تدريب روحي ثَبَتْ فيه لفترة النعمة ترقِّيك للدرجة التالية .. الآباء يقولون أن الأمور الروحية لا تُحدد بزمن لكن قالوا استمر أربعين يوم .. من أين الأربعين يوم ؟ من حياة ربنا يسوع .. لما صام صام أربعين يوم .. والكنيسة تجعلنا نصوم أربعين يوم .. والفترة ما بين قيامة ربنا يسوع وصعوده أربعين يوم .. لأن رقم أربعين هو 4  10 .. رقم " 4 " رقم أرضي جهات الأرض الأربعة .. ورقم " 10 " رقم سماوي لأنه نهاية الأرقام .. أي حاصل الجهد الأرضي الذي أجاهده على الأرض يعطيني ثمر سماوي .. اثبت في جهادك أربعين يوم ترقِّيك النعمة للدرجة التالية .. أيضاً يقول القديسون يسوع عاش على الأرض أربعمائة شهر وخدم أربعين شهر ( 3 سنوات وثُلث ) .. إيليا سار بقوة الوجبة أربعين يوم .. وشعب إسرائيل تاه في البرية أربعين سنة .. وفترة تغرُّبهم في أرض مصر أربعمائة سنة .. اثبت في تدريب روحي أربعين يوم تدخل في الدرجة التالية . أي لو وقفت للصلاة بدون أن تفهم شئ وبكسل وتثاؤب .. اثبت لتدخل في الدرجة التالية .. قد تأخذ أربعين يوم صلاة بالشفتين بعدها تدخل صلاة العقل .. بعدها صلاة القلب ثم صلاة الروح .. أجمل شئ أن أصلي بلساني وأفهم ما أقول بعقلي وأشعر به بقلبي ويقودني روحي حيث يتحد بالله .. هذا يحتاج تدريب .. استمر . نشكو أن إرادتنا ضعيفة ونحن نبدأ الأمر ولا نُكمِّله فمتى نشبع .. لذلك الإرادة أمر جيد أن تُقوِّيه .. قف باعتدال في الصلاة بقصد تقوية الإرادة .. عندما تستيقظ للصلاة قم بسرعة .. أطِل فترة الصلاة قليلاً .. انقطع في الصوم وقل للجسد لا .. الذي يستطيع أن يفعل ذلك لن ينظر لمنظر شرير لأنه قال للجسد لا من قبل .. وتتقوى الإرادة يوم فيوم حتى تصل إلى أن تجد لذة في الله .. تبدأ تبتهج بوقفة الصلاة .. لذلك التغصُّب يؤدي إلى تعوُّد والتعوُّد يؤدي إلى تمتُّع . الأمر يحتاج منا جدية واستمرار .. محتاج أن ميلك واحتياجك يتفقا معاً .. أميل أن أحيا مع الله .. أميل أن أمكُث تحت أقدامه .. أميل أن أسبِّحه .. أي بإرادتي لذلك نقول ﴿ لا بحاسة مرذولة رافضة لمخافتك .. ولا بفكر غاش مملوء من شر الخائن .. غير متفقة نياتنا في الخبث .. بل برغبة أنفسنا وتهليل قلوبنا ﴾ ( من صلاة الصلح " يا رئيس الحياة وملك الدهور " ) .. نحن أتينا لك بفرح برغبة أنفسنا وتهليل قلوبنا .. نحن نميل أن نمكث معك .. أنت تقول إن فتح لي أحد أدخل وأتعشى معه وهو معي ( رؤ 3 : 20 ) .. لماذا يتعشى وليس يفطر أو يتغذى ؟ لأنه معروف في العُرف اليهودي أنه لا توجد مواصلات ليلاً فالذي يأتي للعشاء يبيت أي يظل أطول فترة معاً .. " أتعشى معه " أي أظل معه فترة طويلة . لما شخص يسلِّم نفسه للكسل ويطاوع كل رغباته ينام في الفجر ويستيقظ ظهراً ويلبي رغبات جسده كلها يأكل ويشرب وينام وينظر نظرات شريرة و..... هنا الإرادة منهارة .. الإرادة هي قوة الفِعْل في الإنسان .. متى إرادتي الروحية تنمو ؟ عندما آخُذ خطوة في الإرادة لذلك نحتاج أن :0 نقتنع .. نتمنَّع .. نجتهد .. نستمر لذلك قال معلمنا بولس الرسول ﴿ فإني أعلم أنه ليس ساكن فيَّ أي في جسدي شيء صالح .. لأن الإرادة حاضرة عندي وأما أن أفعل الحُسنى فلستُ أجد ﴾ ( رو 7 : 18 ) .. أنا أريد لكن لا أعلم لماذا ؟ لأني مسلِّم نفسي لقُوى الشيطان .. لكن بولس الرسول يصف هنا حال الإنسان خارج المسيح والذي يريد أن يصل للمسيح بدون المسيح .. يقول له لن تستطيع ﴿ لأني لستُ أفعل الصالح الذي أُريده بل الشر الذي لستُ أُريده فإياهُ أفعل ﴾ ( رو 7 : 19) .. لذلك قال ﴿ من يُنقذني من جسد هذا الموت ﴾ ( رو 7 : 24 ) .. ثم قال ﴿ أشكر الله بيسوع المسيح ربنا .. إذاً أنا نفسي بذهني أخدم ناموس الله ولكن بالجسد ناموس الخطية ﴾ ( رو 7 : 25 ) .. ﴿ لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح ﴾ ( رو 8 : 1 ) .. في المسيح يسوع الناس عاشوا ليس بحسب الجسد بل بحسب الروح . الله يعطينا أن تقوى إرادتنا فيه وبه وأن نجتهد ونستمر ولا نيأس ولا نفشل ولا نتراخى واثقين أنه يوم فيوم يُثمِر الله فينا كما قال ﴿ في المستقبل يتأصَّل يعقوب ﴾ ( إش 27 : 6 ) ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا كل المجد دائماً إلى الأبد آمين

دراسة فى سفر القضاة - شخصية يفتاح

كلِمة " يفتاح " تعنِى " الَّذِى يفتح " وَهُوَ يُشِير إِلَى السيِّد المسِيح الَّذِى فتح الملكُوت المُغلق قِيل عنْهُ أنَّهُ جبَّار بأس أى قوِى وَلكِنْ كَانَ عِنده مُشكِلة كانت عِند كُلّ رِجال العهد القدِيم وَهِى أنَّهُمْ كَانَ لِكُلٍّ مِنْهُمْ زوجة وَعِدَّة سرائِر وَيكُون لَهُ أولاد مِنْ الزوجة وَأولاد مِنْ السرائِر وَبِالتأكِيد أنَّهُ كانت هُناكَ مشاكِل وَحرُوب بين أولاد الزوجة وَأولاد السرائِركما حدث بين سارة وَهاجِر بِسبب إِسحق وَإِسماعِيل وَكَانَ الحل عِند إِبراهِيم أنَّهُ أعطى أولاد السرائِر مال وَصرفهُمْ بينما ورثهُ إِبن زوجتِةِ كَانَ يفتاح إِبن أحد جوارِى جلعاد هذِهِ الجارية مُمكِن تكُون إِمرأة غير مؤمِنة وَلكِنْ كَانَ يُطلق عليهِ إِبن الزانِية ليست زانِية بِالجسد وَلكِنْ مُمكِن تكُون مُكرَّسة نَفْسَها لِعِبادِة الأوثان أى إِبن إِمرأة غرِيبة فيُطلق عليها زانِية أى بعِيدة عَنْ الإِيمان لِهذا فقد كَانَ

الصليب في سفر اللاويين

الذبائح والصليب + ما هى الذبيحة : الذبيحة، فى تعريفها القديم، هى كل ما يُذبح أو يُضحىَّ به كتقدمة أو قربان للإله. وقد يكون ذلك من أجل تأسيس علاقة أو عقد ميثاق مع الإله، أو لاستعادة هذه العلاقة، أو الحفاظ عليها، أو لتذكار تأسيسها، أو لاسترضاء وجه الإله، أو لتقديم الشكر له، أو للتعبير عن التوبة وطلب الغفران منه. وبدخول الخطية إلى العالم بالإنسان الأول، آدم ، وطُرده من الفردوس ولم تكن له هو وبنيه القدرة على المثول أمام الرب القدوس، ولم يكن للإنسان الجرأة على التقدم إلى الله وخطاياه عليه، فكان إذا تراءى أمام الله لابد أن يكون الدم بيديه كجواز للمرور إلى القدس، فتقديم الذبائح، إذاً أمر خطير فـى حياة آدم وبنيه، أمر قد تعلمه يوم أنخرج مـن الفردوس "وصنع الرب الإله لهما أقمصة من جلد والبسهما" ( تكوين 3 : 21 ). هنا يظهر بوضوح حنان الله ورفقه بالإنسان وسعيه ليستر عريه، كما يتضح أيضاً أن الرب الإله ذبح ذبيحة من أجل الإنسان، وأخذ جلد الذبيحة وصنع منه أقمصة ليكسو بـها عرى آدم وحواء !. وإلا فمن أين أتى الله بالأقمصة الجلد؟ فآدم الذى تعرى بالخطية، لم يستطع أن يكسو نفسه ويستر عريه، ولم ينفعه ورق التين - الذى حاول أن يتغطي به - لذلك ستره الله بأقمصة صنعها بيده من جلد الذبيحة التى ذبحها أمام آدم . وأنه لأمر جدير بالانتباه أن كلمة ” يكفَّر“ فى العبرية تعنى ( يغطى) أو (يستر) حيث التكفير هو ستر الخطايا وتغطيتها من خلال الذبيحة وسفك الدم وخلع بر الذبيحة ليكتسى به الخاطئ، تماماً كما سلخ الله جلد الذبيحة ليكسو بـها آدم وحواء. ولا شك أن كل هذا الذى صنعه الله من أجل آدم الذى أخطأ كان يحمل فى طياته أحشاء رأفات الله وحبه العجيب للإنسان ورحمته الثابتة نحوه وقصده الأزلى فى فدائه والتكفير عنه بذبيحة قادرة أن تستر عريه الروحى وتنـزع خطيته وتُلبسه ثوب البر الذى لا يبلى المصنوع بيد الله . كان هذا التعليم لتقديم الذبائح شفاهياً توارثه الأبناء عن الآباء بالتقليد ثم رسم الله له تفصيلاً دقيقاً لطقس تقديم الذبائح ضمّنه كل الأوجه المتعددة التى للذبيحة الواحدة على الصليب، إلى أن جاء ملء الزمان وأرسل الله ابنه مولوداً من العذراء لتفرح البشرية كلها بمجىء الذبيحة المُخلصة من الموت، المُنقذه من الهلاك، المتممة للناموس، المُظهره لمحبته. كما لا نشك أيضاً أن آدم نفسه قد تسلم مما صنعه الله أمامه، ضرورة الذبيحة للتكفير عن الخطايا والتماس رضا الله ورحمته. ولقد سار ابناء ابينا ادم علي هذا النهج في التقرب الي الله في تقديم الذبائح، فنجد ان قايين وهابيل، ونوح ايضاً بعد الطوفان قدم ذبائح، وابراهيم ايضاً قدم ذبائح واولاده اسحاق ويعقوب،وايضا ذبيحة الفصح عند خروج الشعب الاسرائيلي من ارض مصر. + شروط الذبيحة المُقدمة: اولا: لابد أن تكون الذبيحة حيوانية غير عاقلة، أى غير قابلة للخطية والتعدى، لذلك أمكن أن تُوضع بديلاً عن الخاطىء المعترف بخطيته ( لاويين 5:5 ). وبراءتـها من الخطية براءة كاملة جعل موتـها معتبراً فدية أو ضحية حقيقية ( تكوين 22 : 13 )، كذلك كان عدم قابليتها للخطية إشارة رائعة إلى السيد المسيح الذى لم يخطىء قط، ولم يكن ممكناً أن يخطىء قط، بسبب لاهوته الذى جعله معصوماً عن الخطأ عصمة كاملة. ثانياً: كان يلزم أن تقدَّم ذبائح كل يوم، ويُسفك دمها كل يوم، لأن فسادها الطبيعى كان يمنع دوام أثرها !! لأنه دم تيوس وعجول! فالحياة التى فيه أرضية مؤقتة. وكان تكرار سفكه كل يوم بمثابة إعتراف بعدم نفعه "وإشارة هامة إلى لزوم ذبيحة تبقى حية تقدم مرة واحدة". الذى ليس له اضطرار كل يوم مثل رؤساء الكهنة أن يقدم ذبائح أولاً عن خطايا نفسه ثم عن خطايا الشعب، لأنه فعل هذا مرة واحدة، إذ قدم نفسه ( عبرانيين 7: 27 )، فلا يمنعها الموت عن البقاء (عبرانيين 7: 23)، وإذ تظل كما هى حية يظل دمها فعالاً إلى أبد الآبدين. ثالثاً: كما يذكر سفر اللاويين أنواعاً كثيرة من الذبائح تختلف طرائق تقديمها، مما يشتت ذهن القارىء لأول وهلة من كثرة تفاصيلها، ولكنها تعكس فى الواقع طبيعة الخطية وتشعباتـها وتعقيداتـها. وما استلزم ذلك من ذبائح وتقدمات وطقوس كانت كلها إشارة إلى ذبيحة المسيح التى لم يكن ممكناً قط أن يستوفى عملها ذبيحة واحدة أو طقس واحد من هذه الطقوس. + ذبيحة المحرقة: + ان اهم وجه من اوجه الصليب في ذبيحة المحرقة هو طاعة الابن للاب، وهي الطاعة التي عاشها وتممها المسيح طوال فترة خدمته وحتي الصليب. "هانذا اجيء لافعل مشيئتك يا الله" (عب10: 7( "لاني قد نزلت من السماء ليس لاعمل مشيئتي بل مشيئة الذي ارسلني" (يو6: 38) "ينبغي ان اعمل اعمال الذي ارسلني" (يو9: 4) ولتاكيد ان المسيح يعمل هذه الاعمال بارادته "لهذا يحبني الاب لاني اضع نفسي لاخذها ايضا، ليس احد ياخذها مني بل اضعها انا من ذاتي، لي سلطان ان اضعها ولي سلطان ان اخذها ايضا. هذه الوصية قبلتها من ابي" (يو10: 17 -18) "الكلام الذي اكلمكم به لست اتكلم به من نفسي، لكن الاب الحال في هو يعمل الاعمال" (يو14: 10) وقمة الطاعة تظهر جلية حين "اطاع حتى الموت، موت الصليب" (في2: 8) اوضحت الذبيحة بذل المسيح ذاته الي التمام "انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو10: 11) وتاكيداً علي قبوله للعمل العظيم من الآب قال "الكاس التي اعطاني الاب، الا اشربها" (يو18: 11) ونجد مسرة الاب في عمل الابن "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" (مت3: 17) + من خلال هذه الذبيحة ينكشف لنا الطاعة العجيبة التي اكملها الابن نحو الاب وتكميل مشيئته، مما يؤكد علي العلاقة الخاصة بينهم، وهي البنوة، المسيح لم ياخذ هذه البنوة بالاختطاف ولا بالادعاء بل لانه حقق واجبات هذه البنوة. ويكون بذلك قد نفذ مشيئة الاب وبالتالي مشيئته الخاصة لانهم واحد "انا و الاب واحد" (يو10: 30). + وايضاً نجد في ذبيحة الصليب، كذبيحة المحرقة، مسرة فائقة لقلب الاب، كما نصلي في الجمعة العظيمة والتسبحة اليومية ((هذا الذي اصعد ذاته ذبيحة مقبولة علي الصليب عن خلاص جنسنا، فاشتمه ابوه الصالح وقت المساء علي الجلجثة)) + ونجد ان ذبيحة المحرقة هي اول الذبائح في الترتيب، بدونها لا يمكن تقديم ذبائح الخطية، الاثم، السرور، القربان. وهذا يؤكد علي انه بدون ارضاء الابن للاب وتقديم الطاعة حتي الموت لما كان هناك مغفرة للخطايا او سلام للانسان. + ولا نجد في هذه الذبيحة اي ذكر للخطية، بل يدعوها الطقس "محرقة وقود رائحة سرور للرب" (لا1: 13)، وفي نفس الاصحاح يقول عن ذبيحة المحرقة انها "للرضا" (لا1: 3) + تامل روحي: في الاعتراف وقبل ان نطرح خطايانا علي المسيح يجب ان نتقدم اليه في طاعة مثل الشاه التي تساق الي الذبح.. + مواد الذبيحة: البقر، الغنم (ضان او ماعز)، ( من اثمن الحيوانات، ومن الحيوانات الطاهرة المُصرح باكلها، كما ان البقر صالح للعمل)، باختصار اراد الله ان يقدم الشعب اغلي ما يملك له. وايضاً اليمام او الحمام ( طلب الله الا يثقل علي الفقراء في تقديم الذبائح الثمينة، فكانت هذه الذبيحة لفقراء الشعب). + طريقة تقديم الذبيحة: (1) يحضر مقدم الذبيحة بذبيحته الي باب خيمة الاجتماع، وهذا دليل علي اقرار مقدم الذبيحة بخطيته. (2) ثم يضع يده علي الذبيحة، فيرضي الله عليه، اي ان ذبيحته تكون كفارة عنه. (كفارة تعني cover اي غطاء والمقصود بها، انها تستر الخطايا وتغفرها)، فيها يكون صاحب الذبيحة قابلاً ان تكون الذبيحة نائباً عنه، فتنتقل خطية الانسان الي الذبيحة، فتحمل الذبيحة الخطية، وتموت نيابة عن الانسان. (3) ثم تُذبح الذبيحة عند المذبح من ناحية الشمال، وفي هذه الاثناء كان الكهنة يستقبلون الدم في طشوط خاصة، ثم كان يرش يسكب علي المذبح من الناحية الشمالية الشرقية ثم الجنوبية الغربية. وسكب الدم مستديراً يشير الي كمال عمل الذبيحة. (4) ثم كانت الذبيحة تسلخ ثم تقطع الي اجزاء. ثم يضع الكهنة ناراً علي المذبح، (اصل هذه النار التي ارسلها الله لتاكل الذبيحة في تنصيب هارون وبنيه، وكانت نار لا تطفأ) ويُرتب الحطب علي المذبح لتغذية النار، ثم يرتب بني هارون الكهنة قطع المحرقة، الراس مع الشحم فوق الحطب. + تقدمة القربان: + هذا الوجه من اوجه الصليب نجده واضحاً في آلامه الناسوتية، اي آلام الطبيعية التي عاناها بالجسد، اشارة وتوضيح الي سر التجسد. لان الالام الجسدية التي تالم بها المسيح تثبت قطعاً انه اتخذ جسداً حقيقياً. وهناك العديد من الاثباتات التي تؤكد وجود الطبيعة الناسوتية في يسوع المسيح: "بكى يسوع" (يو11: 35) ، "لما خرجوا من بيت عنيا جاع" (مر11: 12) + ذكر الوحي وصفاً دقيقاً لهذا الدقيق. فكان هذا الدقيق ملتوتا بزيت، ثم مسكوباً عليه الزيت. وقد تمت هذه الرموز في حياة المسيح حين، (الدقيق الملتوت بالزيت) حين حبل به بالروح القدس. ثم (سكب الزيت) اشارة الي مسح المسيح بالروح القدس في العماد. + ثم نجد الدقيق الملتوت بالزيت والمسكوب عليه زيت يضاف اليه لباناً اي بخوراً لوضعه علي النار، والبخور المعروف عنه انه رمز للصلاة والخدمة والعمل والجهاد، اما النار فهي تشير الي الاختيار والآلام. وهكذا حين توضع الاقراص في النار علي المذبح تكون قد وفت جميع حدود عمل المسيح الذي اكمله بكمال ناسوته الالهي، فخرجت رائحة اعماله وصلاته بخوراً امام الله الآب في السماء. + ثم يضيف الكتاب بوشع ملح علي التقدمة اشارة الي عدم فساد ذلك الناسوت. + بعد تقديم جزءً منها كتقدمة، ياكل بني هارون الباقي في دار الخيمة. تنبيه هام: ان تقدمة القربان، مختلفة عن الذبيحة المقدمة الان، الخبز والخمر المقدمة علي المذبح، لان هذه التقدمة تشير فقط الي ما اكمله المسيح منذ ان اعتمد في نهر الاردن الي ما قبل الصليب مباشرة، فهذه الذبيحة فقط تخص بالاشارة الي حياة المسيح وخدمته قبل الصليب. نجد ان ذبيحة العهد الجديد المقدمة علي المذبح هي خبز مختمر لا كفطير، لان الفطير يشير الي حياة المسيح قبل الصليب فقط واعماله التي كانت خالية من الخمير، التي هي رمز للشر. اما وقد حمل خطية العالم في جسده علي الصليب وقدم ذاته ذبيحة خطية عنا، لذا الزم ان يضيف الخمير في الخبز المقدس المُقدم في القداس، اشارة الي الخطية التي حملها في جسده. لان ذبيحة القداس الالهي تشمل حياة المسيح قبل وبعد الصليب، واصرت الكنيسة علي دخول الخبز المختمر الي النار حتي تموت الخميرة كما ماتت الخطية في جسد المسيح القائم من الاموات. نستنتج من ذلك ان الخميرة موجوده بالقربان لكنها ميتة بفعل النار، كذلك "الان قد اظهر مرة عند انقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه" (عبر9: 26) ونلاحظ ايضاً ان تقدمة القربان تكون مملحة بالملح، لحفظ التقدمة من الفساد، اشارة الي طهارة مخلصنا وعدم الفساد لا في حياته ولا في موته. + تقديم التقدمة: كان مقدم التقدمة ياتي بها الي بني هارون الكهنة، فياخذ الكاهن ملء قبضته من الدقيق والزيت. وكان هذا المقدار يوضع علي المذبح ليوقد مع اللبان كله. + ذبيحة السلامة: + في هذه الذبيحة نجد اشارة هامة، ان للشعب نصيباً مع الكهنة في اكل الذبيحة. وقد سميت الذبيحة باسم ذبيحة السلامة لما فيها من سلام قد حدث بسبب سفك دم، مشيرة الي دم المسيح المسفوك المعطي السلام. + ذبيحتي الخطية والاثم تشيران الي رفع الخطية عنا، فان ذبيحة السلامة توضح لنا الاشتراك في ذبيحة المسيح بأكلها. "انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد والخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم (يو6: 51)، وايضاً هي شركة ابدية وليست مؤقتة "من ياكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية وانا اقيمه في اليوم الاخير" (يو6: 54)، ويعبر موسي النبي عن هذا فيقول "ولحم ذبيحة شكر سلامته يؤكل يوم قربانه. اللحم ياكل كل طاهر منه" (لا 7: 15، 19) + وقد وضع الله علي لسان موسي شرط اساسي في ذبيحة السلامة "واما النفس التي تاكل لحما من ذبيحة السلامة التي للرب و نجاستها عليها فتقطع تلك النفس من شعبها" (لا7: 20)، بالرغم ان الاشتراك في الذبيحة ممكن ومتاح للكل الا انه يجب ان الشخص طاهر لينال البركة، لا اللعنة. + ولكي نوضح معني الاستحقاق للاشتراك في الذبيحة يقول موسي النبي ان النفس التي تشترك بالاكل من هذه الذبيحة و "نجاستها عليها"، لم يقل فيها، انها تُقطع من شعبها. وهو هنا يشير الي اثر الخطية في الانسان، لا الخطية نفسها. لان "ان قلنا انه ليس لنا خطية نضل انفسنا و ليس الحق فينا" (1يو1: 8) والخطية كائنة فينا حسب قول الرسول "لكني ارى ناموسا اخر في اعضائي يحارب ناموس ذهني و يسبيني الى ناموس الخطية الكائن في اعضائي" (رو7: 23) وليس معني الخطية ساكنة فيّ، ان اكون عبداً لها. فيجب ان احارب اعضائي التي تشتهي الخطية، لان المسيح صار لي ناموس اخر يعمل ضد الخطية "لان ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني من ناموس الخطية و الموت" (رو8: 2) + طقس تميم هذه الذبيحة كان نفس الطقس المتبع مع باقي الذبائح الحيوانية الاخري، باختلاف ان الانسان حين يضع يده علي راس الحيوان ويعترف بخطيته مقرناً ذلك بحمد الله وشكره. + وقد حدد الله ان يقدم الشحم والكليتين من الذبيحة فقط، لان الشحم من اثمن اجزاء الذبيحة، اما نصيب الكاهن فكان الصدر (صدر الترديد) والساق اليمني الامامية (ساق الرفيع)، وباقي لحم الذبيحة ياكله مقدم الذبيحة مع اهله واصدقائه. + ذبيحة الخطية: + ان ذبيحة الخطية تكشف عن وجه هام جداً من اوجه الصليب، فعند تقديم هذه الذبيحة يضع مقدمها يده علي الذبيحة معترفاً بخطاياه فتنتقل خطاياه الي الذبيحة المُقدمة، وتذبح الذبيحة عوضاَ عن الانسان الخاطئ. + هكذا ايضاً علي الصليب، تقدم لله الآب حاملاً خطايا وآثام ونجاسات الانسان "الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر الذي بجلدته شفيتم" (1بطر2: 24) + ذبيحة الخطية لا نجد فيها اي مجال لمسرة الآب ولا يوجد فيها رضي. بل علي النقيض، نجد وجه الآب ينجب عن الابن بسبب ما كان يحمله من نجاسات الانسان وخطاياه العديده. او باختصار عندما كان في موقف العار والفضيحة "اذ صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة" (غلا3: 13)، ومن اجل هذا نسمعه علي الصليب ايضاً يقول "الهي الهي لماذا تركتني" (مت27: 46)، (رغم انها اشارة الي مزمور الصلب) وما ذلك الا لانه ضمناً وقف موقف الخطاة او بالحري موقف الخطية ذاتها "الذي لم يعرف خطية خطيةلاجلنا" (2كو5: 21). + نجد المسيح حين قدم كذبيحة الخطية حمل كل خطايا العالم بارادته كمذنب ومن ثم فكان له موقف العار واللعنة. + وقد عبَّر نخلصنا عن هذا الوجه من اوجه الصليب بقوله "ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس" (مت26: 39)، مع اننا سمعناه يتحدث قبلاً "الكاس التي اعطاني الاب الا اشربها" (يو18: 11). + في الصليب نجد عملان متداخلان يظهران متعارضان، ولكن الطقس في العهد القديم لم يترك محلاً للتعارض، فالمسيح اكمل علي الصليب عملين لنفس الذبيحة هما: ذبيحة المحرقة للرضي والسرور، وذبيحة الخطية. لقد كان المسيح يفرح بالصليب ويُقبل اليه كعلامة طاعة واظهار بّر البنوة, وكان يليق ايضاً ان يرتعب من الصليب كعار وعلامة لعنة. + اذا قارنا بين عمل الذبيحتين (في العهد القديم) وذبيحة المسيح علي الصليب، نجد ذبيحة المحرقة تعبر عن موقف المسيح علي الصليب ببره الشخصي، فينال الرضا والمسرة بالضرورة، بينما نجد ذبيحة الخطية تعبر عن موقف المسيح امام الله وعليه نجاسات الانسان. + مقارنة اخري ايضاً، ففي ذبيحة المحرقة كانت تفحص بالسلخ والتقطيع والغسل، اشارة الي الفحص الذي اثبت بر المسيح وقداسته. ولا نجد مثل هذا الفحص في ذبيحة الخطية بل العكس كان الكاهن يخرج بها خارج الهيكل وخارج المحلة كلها، اشارة الي عدم ترائيها امام الله او الي عدم امكانية رؤية الله لها توضيحاً لجُرم الخطية وشناعتها "فان الحيوانات التي يدخل بدمها عن الخطية الى الاقداس بيد رئيس الكهنة تحرق اجسامها خارج المحلة. لذلك يسوع ايضا لكي يقدس الشعب بدم نفسه تالم خارج الباب. فلنخرج اذا اليه خارج المحلة حاملين عاره" (عب13: 11- 13). + لا مجال لقائل ان يقول ان المسيح جاز فترة ما بعيداً عن الله او ان الاب انفصل عنه وتركه. كشرح للقول "لماذا تركتني" ولكنه كان يتمم عملين معاً. + وايضاً عندما قال المسيح "الهي الهي لماذا تركتني" قد تُفسر من البعض، ان المسيح كان يتكلم بناسوته، وهذا تعليم وتفسير غير سليم، لان لاهوته لم يُفارق ناسوته في القول والفعل، لحظة واحدة ولا طرفة عين. + وايضاً عندما قال المسيح "الهي الهي لماذا تركتني" او "فلتعبر عني هذه الكاس"، قد يدعي البعض ان المسيح كان يتكلم تحت تاثير الآلام. المسيح لم يتغير فهو الذي قال "انا والاب واحد" (يو10: 30) وايضاً "الاب الحال في هو يعمل الاعمال" (يو14: 10) وايضاً " الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر" (يو1: 18) وايضاً "ابن الانسان الذي هو في السماء" (يو3: 13) فالمسيح لم ينقسم علي نفسه قط، ولا انقسمت طبيعته ولا تكلم بلسانين ولا ابدي مشيئتين، ولا عمل عملاً نسخ به عملاً سابقاً. + هكذا نجد المسيح علي الصليب قام بعملاً واسع الاختصاصات واكمل بالصليب صوراً عديدة متضاعفة الاثار، لكن البشرية لم تستطع ان تفهم هذا العمل بسبب عجزها عن فهم مثل هذه الامور. - هكذا نجد ان المسيح اكمل علي الصليب ذبيحة (تعبر عن ذبيحتين من ذبائح العهد القديم) ليكمل عملين لازمين متلازمين: +اولاً: تقديم بره الشخصي في طاع محكمة ومشيئة مذعنة حتي الموت، موت الصليب بسرور "كما من حمل بلاعيب" (1بط1: 19)، فقبل مرضياً عنه كرائحة سرور (ذبيحة المحرقة) + ثانيا: تقديم نفسه حاملاً خطايا الانسان ونجاساته "الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر الذي بجلدته شفيتم" (1بطر2 : 24)، متألما متمنَّعا (اذ لم يكن معقولاً ان يحمل الخطية بسرور). وقبل بحزن عظيم ان يصلب خارج اورشليم كحامل عار ولعنة الانسان (ذبيحة الخطية) + ولا يظن احد ان هناك تمايزاً بين الذبيحتين او الموقفين الذين وقفهما الابن علي الصليب، فالمجد الذي حصّله الابن علي الصليب كذبيحة محرقة لاظهار بره وطاعته لا يوازي المجد الذي صار له لصلبه وهو حامل خطايانا، وحمله عار الانسان علي خشبة. ورفع لعنة الموت عن الانسان. لان الاولي تتناسب مع كمالاته، اما الثانية فعجيبة حقاُ يصمت عنها اللسان وينعقد التعبير ولا نعلق عليها الا بقول اشعياء النبي: "اثامهم هو يحملها. لذلك اقسم له بين الاعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من اجل انه سكب للموت نفسه واحصي مع اثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين" (اشع53: 11- 12) + ولا يفوتنا ما اغتنمه بولس الرسول بالروح للاستعلان من هذه الذبيحة في قوله: "ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه. فاني احسب ان الام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا. (رو8: 17- 18) + ذبيحة الاثم: + تتلخص ذبيحة الاثم في خطية الانسان تجاه اقداس الله، او خيانة بيته، او اهانة اسمه العظيم القدوس، او افساد وتنجيس نذر ينذره الانسان لله. هذه خطية خطيرة ولا يمكن ان نضعها في مستوي خطية الانسان تجاه الانسان. لذلك حرص الطقس ان يفرزها وحدها ويلقي عليها ضوءاً خاصاً لتظهر شناعتها المضاعفة، فجعل ذبيحة خاصة هي ذبيحة الاثم. + ولقد افرد لها الطقس اليهودي ذبيحة خاصة، لكنها ستدخل ضمن حدود عمل الصليب. ويجب ان نتاكد ان المسيح اكمل عنا ذبيحة اثم. فلم يعد يُحسب علينا خطية ضد اقداس الله او اسمه العظيم او كل ما يدنس او يفسد نذرنا امامه، طالما تمسكنا بثقة هذا الرجاء في دم المسيح كذبيحة اثم خاصة لنا كما يحدثنا النبي اشعياء "اما الرب فسربان يسحقه بالحزن، ان جعل نفسه ذبيحة اثم" (اش53: 10)

شخصيات حول الصليب - الجمعة العظيمة

فىِ هذا اليوم صُلب رب المجد يسوع والكلمات تعجز عن أن تُعبرّ عن المشاعر أى كلام يُقال يكون ضعيف لأنّ عمل المسيح يفوق الكلام ولكى نقترب من مشاعرهُ اليوم نقرأ جُزء من رسالة بولس للعبرانيين 5 : 7 - 9 " الذى فىِ أيام جسدهِ إذ قدّم بصُراخ شديد ودموع وطلبات وتضرُّعات للقادر أن يُخلّصهُ من الموت وسُمع لهُ من أجل تقواه مع كونهِ إبناً تعلّم الطاعة ممّا تألّم بهِ00وصار لجميع الذين يُطيعونهُ سبب خلاصٍ ابدىٍ " كلمات صعبة وكُل ما نقترب من المسيح اليوم نقول لهُ أنت تُقدّم طلبات وتضرُّعات ودموع وصُراخ تُرى ما هى مشاعرك وأنت تُهان وتُجلد وتُلطم ويُجدّف عليك ؟ ما هى مشاعرك اليوم أمام المُسيئين والمُجدّفين وأمام تلاميذك وأمام يهوذا وهو يُقبّلك ؟ 00ما هى مشاعرك وأنت قاضىِ المسكونة تُحاكم من البشر ؟ " أوثقوك فىِ الحُكم كحقير " 0 لنتخيلّ أنفُسنا فىِ وسط أحداث الصليب00سنجد فيها حالات سلبية وحالات إِيجابية0 الحالات السلبية :0 ==================== يجب أن نتعلّم من أخطائها 1/ التلاميذ 2/ يهوذا 3/ بُطرس الرسول 4/ باراباس 5/ بيلاطُس البُنطىِ 6/ قيافا ورؤساء الكهنة -1- التلاميذ :0 ================= من بداية وجود رب المجد على الأرض وهو يشعُر أنّ فِكر تلاميذهُ غير فِكرهُ ولكنّهُ حاول معهُم وبدأت الأمور تتجلّى عِند النهاية وأكثر المواقف التى شعر فيها أنّ ساعتهُ قد أتت وبدأوا يخدمون معهُ ويحتكّوا بهِ ويُجهّز للفِصح ويُعدّ نفسهُ وهو مكسور ويُقدّم نفسهُ كعطيّة للبشريّة ومذبوح لأجلُهم يقول الإنجيل شىء عجيب0 لم تحدُث بينهُم مُشاجرة وهُم جُدُد لكن أثناء إعدادهُم للفصح " وكان بينهُم مُشاجرة من يجلس بجانبهِ " 00حدثت المُشاجرة وهو يقول لهُم شهوة إشتهيت أن آكُل الفِصح معكُم 00يُقال أنّها مُشاجرة بل مُشاحنة ورغم أنّهُ كان بينهُم ستر ولم يُفكرّ أحد الإنجيليين أو التلاميذ أن يقول أنّ يهوذا كان سارق ولص0 لم يكُن عِندهُم فِكر أن يكشفوا عيوب بعضهُم لكن هذا الموقف كان بهِ مُشاجرة لكنّهُم أرادوا أن يستروا تفاصيلها00معقول يارب أنت تُصلب ونحنُ نتشاجر ؟! 0 أحياناً نكون نحنُ هكذا00المسيح مذبوح لإجلنا ونحنُ فىِ مُشاجرة نبحث عن الكرامة فتحدُث مُشاجرة من الأكبر الزوج أم الزوجة 00الإبن الأكبر أم الإبن الأصغر00المسيح مكسور ويُريد أن يُعطينا نفسهُ فِصح وخلاص وفِداء ونحنُ نبحث عن أنفُسنا 0 فىِ القُداس يقول الشمّاس المسيح مذبوح أمامك وأنت تبحث عن نفسك ومُمكن الشمّاس نفسهُ يقول أنا فقط00ضعف00تُرى ما هى عيوبنا ؟ لا يوجد غير الصليب الذى يكشف لنا عيوبنا00الصليب هو أقوى فِعل فىِ حياتنا00هو قوة الخلاص00ومُجرّد أن أعرف عيوبىِ أقرع صدرىِ00لابُد أن أتغيرّ00إذا لم يُغيرّنا فِعل الصليب لن نتغيرّ لأنّ الصليب عِندنا نحنُ المُخلّصين قوة0 لذلك لابُد أن نُصلّىِ فىِ القُدّاس بإتضاع لأنّ المسيح مكسور أمامنا على المذبح00يقول الكاهن قبل القُدّاس " إِجعل يارب صلاتنا هذهِ مقبولة أمامك بغير رِياء ولا كبرياء ولا إِفتخار ولا غرور ولا عظمة " 00خمسة أشياء رِياء وكبرياء وإِفتخار وغرور وعظمة00لأنّ المسيح مكسور أمامنا0 المُشاجرة بين التلاميذ أثناء الإعداد للفصح 00الموقف الثانىِ للتلاميذ حيث صارع المسيح الموت ذاتهُ رغم أنّهُ لا يوجد إنسان مات بطريقة أبشع من المسيح 00نعم كثيرون صارعوا الموت أكثر من يسوع لكن المسيح صارع الموت ذاتهُ لأنّهُ كان يُصارع سُلطان العالم لذلك لا نستعجب عندما يقول الإنجيل أنّهُ قدّم صُراخ وتضرُّعات ودموع للقادر أن يُخلّصهُ من الموت لأنّ الموت كان هو الحُكم الذى على كُل البشر 0 تُرى هل هذهِ لحظات نوم فىِ البُستان ؟ تخيلّ أننّا مُتخليين عنّهُ لكن السماء لم تتخلّى عنّهُ بل جاء ملاك يُعزّيه00نحنُ أيضاً نكون مُتكاسلين فىِ أجمل وأقدس اللحظات ولنسأل أنفُسنا هل نحنُ فرحين بوجودنا اليوم حولهُ ؟ تُرى هل نحضر بإستمرار المائدة السماوية ؟ لأنّ أى قُدّاس هو جُلجُثة جديدة ومسيح مذبوح ونحنُ كثيراً ما نتكاسل عن القُدّاس 0 المسيح مكسور على المذبح وأنا نائم وأسمع صوت جرس الكنيسة وأظلّ نائم000التلاميذ ناموا فىِ البُستان فقال لهُم يسوع أما تقدرون أن تسهروا معىِ ساعة واحدة ؟ 000أنا أُقدّم لك نفسىِ وأنت لا تستطيع أن تستيقظ لتأخُذنىِ 0 عندما صارع المسيح سُلطان الموت كانت قطرات عرقةُ كقطرات دم وجاز المعصره وحدهُ لأنّهُ أراد أن يفتح الجحيم المُغلق ويُحررّ الأبرار من أسر إبليس 00هو حامل كأس الألم وحامل أثقالنا ويُريد أن يرُدّ لنا جنّة عدن بل يُريد لنا الفردوس نفسهُ ونحنُ ننام ونتركهُ كالتلاميذ00إِحذر أن تنام والمسيح مكسور على المذبح من أجلك ليمنحك الفردوس0 هؤلاء هُم التلاميذ الذين قيل عنهُم منذ أن قبضوا على المسيح وهُم تركوه جميعاً 00هربوا والبعض منهُم راقبةُ من بعيد00نحنُ دائماً نُريد المسيح المُمجدّ وليس المُهان00ولكى نتبع المسيح فىِ ألمهُ وضيقةُ وإضطهادهُ00صعب لكن لو المسيح يُعلن سُلطانهُ نُعلن نحنُ أننّا تلاميذهُ00بينما لو مُهان نقول لا نعرفهُ0 -2- يهوذا :0 ============== ما أصعب موقف يهوذا الذى أقنعهُ المُتآمرون أن يُسلّم سيدهُ بقليل من الفِضة00اليهود خُبثاء لم يُريدوا أن يُشيروا على يهوذا أن يُسلّم يسوع والجنود الرومانيون لا يعرفون من هو المسيح فإتفقوا مع يهوذا على الخيانة حتى يقولون للمسيح تلميذك هو الذى أسلمك ولكى تكون القضيّة أكثر دقّة فىِ إتمامها لأنّهُ قد أتت الساعة وسُلطان الظُلمة فيهُم0 لماذا خان يهوذا ؟ لأنّهُ أحبّ الفِضة00يهوذا أخذ ثلاثين من الفِضة ثمن الخِيانة وهى كانت ثمن العبد فىِ ذلك الوقت00يهوذا خائن غشّاش باع سيدهُ لذلك قيل بالأمس مزمور رائع وهو " كلامهُ ألين من الزيت وهو نِصال " أتى ليُقبلّهُ ولكن قُبلة كالسهم " لو كان العدو عيّرنىِ لإحتملتهُ " 00للأسف ليس عدو بل إبن وتلميذ ومع ذلك كان المسيح معهُ وأجلسهُ على المائدة معهُ وهو يعرف أنّهُ خائن لكنّهُ أراد أن يجذبهُ0 ثلاث سنوات ونِصف وهو يعلم أنّهُ خائن ولص لكنّهُ ستر عليه لكى يجذبهُ إليه لذلك توجد صلاة صُلح يُقال فيها " لم تحرق الغاش الخائن ولكنّك جذبتهُ إليك وقبلّتهُ بقُبلة المُصاحبة جاذباً إياه للتوبة لمعرفة جسارتهِ "00أردت أن تجذبهُ للتوبة وتُخلّصهُ بحلمك وسترك عليه حتى النفس الأخير لذلك نقول نحنُ أيضاً قد نكون مثل يهوذا نخونهُ00اليسّ بنا خِيانة وتكسير لوصاياه 00بنا محبة فِضة وروح ضعف00أليسّ أننّا أحياناً نشعُر أننّا غير مُفتخرين بالمسيح ؟ فينا يهوذا لكن المسيح مُتأنّىِ علينا وعلى كُل يهوذا فينا وعلى كُل خائن يُريد أن يجذبهُ بقُبلة المُصاحبة0 صعب إنسان يشعُر أنّ إخوتهُ يخونوه ويصبر عليهِم لكن المسيح كان يعرف أنّ يهوذا يضمر لهُ شر داخلهُ وأنّهُ سيخونهُ ويُسلّمهُ ويعلم خطة تسليمهُ لكنّهُ صبر عليه وتأنّى00تأنّى على من حولك00إحذر أن تكون مع التلاميذ نائم وسيدّك قائم من أجلك 00إحذر أن يكون فيك روح غِش وروح محبة مال00إحذر أن تستغلّ طول أناتهُ لأنّهُ هو يقول أنا لن أحكُم عليك بل ستحكُم أنت على نفسك0 لو تخيلّنا يهوذا فىِ الجحيم00إذا كان وهو حى لم يحتمل نفسهُ فشنق نفسهُ فكم يكون حالهُ فىِ الجحيم00الجحيم وصرير الأسنان قليل عليهِ00لذلك لابُد أن نكون مُخلصين للمسيح00قد يقول لنا يهوذا أنا لو أستطيع الآن أن أقول للكنيسة أن تكون مُخلصهُ لسيدّها وربّها يسوع وتُقدّم لهُ عِوض خيانتىِ أمانة وإخلاص0 -3- بُطرس الرسول :0 ========================= كان يتبع يسوع من بعيد ورأى المُحاكمة بدقائقها ورآهُ وهو يُجلد ويُلطم ويُهان والعجيب أنّهُ يُقال " وأمّا بُطرس فكان جالس ليسطلىِ " جلس ليتدّفأ وهو يرى المسيح يُحاكم وعندما سألوه عن معرفتهُ بالمسيح أنكر0 كثيراً ما يكون فينا ضعف بُطرس مع لا مُبالاه000كثيرون تخيلّوا أنّ المسيح أثناء كُل هذهِ المُحاكمات كان يلتفت إلى بُطرس وينظُر إليهِ وكأنّهُ يقول لهُ ليتكّ تكون معىِ ولو بنظرتك وقلبك مثل بنات أورشليم اللاتىِ لم يفعلن شىء سوى البُكاء لكن بُطرس كان جالس ليتدّفأ وهو يعرف جيداً المسيح ولهُ عِشرة طويلة معهُ ويراهُ يتعرّى من أجل سترنا ويُهان بدون خطية ويرى تُهم تُكال لهُ لكى يحمل التُهم عن كُل إنسان " تعييرات مُعيريك وقعت علىّ " 0 موقف بُطرس صعب على الإنسان أن يتخيلّهُ أن يكون تلميذ ويرى سيدهُ فىِ كُل هذهِ المهانة والشِهادة الزور ويصمُت أو يجلس ليتدّفأ0 فىِ قضية المسيح لم يكُن لهُ شاهد دِفاع بل كان كُل الشهود مُستأجرين عليهِ وكان المسيح يسمع لأول مرّة تُهم تُوجّه إليهِ لم يكُن سمعها من قبل00مُجدّف ومُشيع فساد00حتى أنّهُ لمّا سألوهُ عن صحة هذهِ التُهم الموجهة إليهِ قال أنّهُ لم يتكلّم كلمة فىِ الخفاء بل كان كلامهُ علانيةٍ0 المسيح لن يحتاج إلى دِفاعىِ عنّهُ لكنّهُ يحتاج إلى توضيح موقفىِ إتجاههُ00نحنُ نحتاج تحديد موقفنا مع المسيح هل هو سلبىِ ونجلس نستدفىء مثل بُطرس دون أن ننظر إليه أم نحنُ معهُ فىِ موقف إيجابىِ " صُلب البار من أجل الأثمّة " 0 -4- بيلاطُس البُنطىِ :0 ========================== موقفهُ ليس سىء بل كان مُقتنع أنّ المسيح غير مُذنب ورأى أنّ كُل التُهم الموجهه إليهِ يُمكن الصفح عنها لذلك قال لرؤساء الكهنة أؤدّبهُ ثُمّ أطلقهُ فرفضوا ما قالهُ 00وعندما وجدوا أنّهُ يُريد إطلاقهُ وأنّهُ لا يجد فيهِ علّة جاءوا إليهِ من ناحية حسّاسة فقالوا لهُ إذا كُنت غير مُستجيب لنا من الناحية الدينية فمن الناحية السياسية إذا تركتهُ وأطلقتهُ ستكون غير مُحب لقيصر0 عندما سمع بيلاطُس كلامهُم إنقلب فىِ رأيهِ 180 درجة 00لأنّهُم قالوا لهُ أنّ المسيح إدّعى انّهُ ملك فإذا أطلقتهُ تكون غير مُحب لقيصر ولأنّ فىِ هذه الفترة كانت اليهوديّة مُستعمرة رومانيّة فكانت كلمة غير مُحب لقيصر تُهمة شائعة0 لذلك أخرجّ بيلاطُس قرار الصلب ولكى يُبرّر ضميرهُ غسل يديهِ00بيلاطُس هذا الذى لمّا سمع كلام يسوع خاف وبدأ يُدرك من هو المسيح 00المسيح كلّمهُ فىِ أمور لم يسمعها من قبل لذلك سألهُ من أين أنت ؟ والمسيح إعترف لبيلاطُس بينما لم يعترف لرؤساء الكهنة لذلك نقول فىِ القُدّاس " إعترف الإعتراف الحسن أمام بيلاطُس البُنطىِ " لأنّ المسيح رأى بالروح أنّ بيلاطُس سيُصدّقهُ أكثر من رؤساء الكهنة ورغم ذلك أخرج قرار الصلب وهُنا موقف بيلاطُس اصبح صعب يقول بعض الآباء أنّ موقف بيلاطُس عكس موقف بولس الرسول0 بولس الرسول لهُ قاعدة فىِ حياتهُ وهى " أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فىّ " بينما قاعدة حياة بيلاطُس أحيا أنا ويموت المسيح إذا كان فىِ ذلك الحِفاظ على منصبىِ وكُرسىّ00بيلاطُس خاف على مجدهُ الأرضىِ وأيضاً وقع تحت تأثير الضغوط الخارجية00ونحنُ أحياناً نقع تحت تأثير الضغوط الخارجية إحذر أن تتخذ من الضغوط الخارجية عُذر لك0 لابُد أن تُراجع نفسك ولا تخف من الناس00كثيراً ما رأينا فىِ كنيسة العهد الجديد مُصالحة للمسيح عِوض موقف بيلاطُس 0 الشُهداء صالحوا المسيح عن موقف بيلاطُس بتحدّيهُم للملوك000بيلاطُس لم يُضحّىِ بمنصبهُ بينما الشُهداء ضحّوا بمناصبهُم وبحياتهُم وبكُل ما يملكون من أجل المسيح000كثير من الملوك وعدوا الشُهداء بممالك ومناصب وعندما لم يستجيبوا لوعودهُم توعّدوهُم ورغم ذلك رفضوا الوعد والوعيد وصحّحوا موقف بيلاطُس وضحّوا بحياتهُم من أجل المسيح0 موقف بيلاطُس صعب لأنّهُ لم يستجيب لِنداء قلبهُ لكنّهُ إستجاب لضغوط الناس000مهما كانت ضغوط المُجتمع حولك لابُد أن تُحدّد موقفك وتكون مع المسيح0 -5- باراباس :0 ================= باراباس لم يكُن لهُ ذنب فىِ الأمر ولكن كثيراً ما نكون نحنُ باراباس نُريد أن يُصلب المسيح ونُطلق نحنُ00باراباس كان يعلم أنّهُ مُستحق الصلب لأنّهُ كان مُشيع فتنة وتسبّب فىِ قتل كثيرون لكنّهُ ضحّى بالمسيح0 المسيح رافع العقوبة عن باراباس 00تُرى هل أشعُر أنا أنّ الصليب اليوم هو صليبىِ أنا ؟ الكنيسة اليوم حزينة ليس على المسيح بل حزينة على خطايانا التى سببّت الصليب للمسيح00نحنُ ليس حزانىِ على المسيح بل على خطايانا0 الصليب اليوم هو عيد بالنسبة للمسيح لأنّهُ هو فِصحنا00اليوم تذكار خروجنا وعبورنا من سُلطان عدو الخير هل أشعُر أنّ المسيح صُلب بدلاً من أن أُصلب أنا ؟ وكما يقول سيدنا البابا شنوده الثالث فىِ قصيدتهُ " فلماذا أنت مصلوب هُنا وأنا الخاطىِ حُر أتباهى "0 المُشكلة أنّهُ أحياناً نشعُر أنّ المسيح هو مُستحق الموت أمّا نحنُ فلا00أحياناً نُلقىِ الإتهام على المسيح وأتهّمهُ أنّ وصاياه ثقيلة وأنّ الحياة الروحيّة هى حياة رجعيّة مُتخلّفة وإنّىِ أنا الصح وهو الخطأ وهذا موقف باراباس 0 وكما فىِ سفر أيوب 00يقول أيوب للّه " أتستذنبنىِ كى تتبرّر أنت " 000أحياناً نُريد أن نستذنب المسيح كى نتبرّر نحنُ00ليس أكرم ولا أفضل من أن نُلقىِ اللوم على أنفُسنا ونقول نحنُ خُطاه 00لابُد أن نشعُر بخطايانا أمامهُ0 -6- قيافا ورؤساء الكهنة :0 من أصعب المواقف هو موقف قيافا ورؤساء الكهنة00هؤلاء عملهُم هو الذبائح وتعليم الناموس والإعداد للمسيّا00طوباك يا قيافا لو كُنت إكتشفت أنّهُ المسيّا وقدّمتهُ للناس !! للأسف قيافا كان يشعُر أنّهُ المسيّا لكنّهُ أسلمهُ للصلب ولمّا قيافا يقول أنّ المسيح يُصلب إذن هو رافضهُ ورافض مُلكهُ بينما الله هو صاحب هذهِ المملكة هو ملك على إسرائيل من أيام داود وموسى و000هو صاحب المملكة وهُم يقولون ليس لنا ملك إلاّ قيصر0 رفضوا المسيح00 كلمة صعبة مُمكن تخرُج من أُناس عاديين لكن من رؤساء كهنة ؟!! هل نعلم ماذا يعنى مُلك الله على إسرائيل من أيام موسى وأشعياء وداود و000؟ رؤساء الكهنة قالوا للمسيح " إن كُنت إبن الله خلّص نفسك " 00 " خلّص آخرين ولم يقدر أن يُخلّص نفسهُ " أيّة حماقة هذهِ ؟ يا لحُزن هارون فىِ هذا اليوم على كهنوتهُ00لم يكُن يتمنّى أنّ كهنوتهُ يصل إلى هذهِ الدرجة00الكهنوت رفض المسيح00يالحُزن موسى وداود و000على قيافا000قيافا كان مملوء خُبث ومكر 00لا يُمكن أن أعرف كيف أتعامل مع المسيح على أنّهُ المسيّا والفادىِ والمُخلّص وأنا داخلىِ خُبث ومكر0 لذلك كان موقف بيلاطُس أفضل من موقف قيافا ورؤساء الكهنة الذين كانوا يعلمون أنّهُ برىء لكنّهُم أسلموهُ حسداً00لذلك موقفهُم كان سىء جداً0 لو تخيلّنا حال قيافا فىِ الجحيم لوجدناه ُصعب جداً لأنّ الذى كان عملهُ العِبادة وتعليم الناموس ويُشير للمسيّا هو الذى أسلمهُ مع رؤساء الكهنة00موقفهُم فىِ الجحيم صعب بل سىء جداً00تُرى ما هو موقفىِ أنا ؟ 00قيافا ورؤساء الكهنة الذين عملهُم العِبادة والناموس والذبائح والإشارة للمسيّا هُم الغشّاشين والمُسلّمين0 الحالات الإيجابيّة : ====================== 1/ بنات أورشليم 2/ سمعان القيروانىِ 3/ اللص اليمين 4/ يوسف الرامىِ 5/ نيقوديموس 6/ مريم أُمهِ ومريم أُخت أُمهِ ومريم التى لإكلوبا والمجدليّة ويوحنا الحبيب هؤلاء الحالات الستّة لابُد أن نتعلّم منها ونتمثلّ بِها -1- بنات أورشليم : لم يفعلنّ شىء سِوى البُكاءفىِ موكب الصليب كان هُناك من يصيح وهُناك من يشتم ومن يسب و000وهُناك من يبكىِ00هؤلاء الباكون جذبوا قلب المسيح فخرج عن صمتهِ0 لمّا رأى بنات أورشليم يبكين قال لهُنّ " يا بنات أورشليم لا تبكين علىّ بل إبكين على أنفُسكُنّ " 00يارب ليس كُل من حولك خائنون أو مُنافقون أو شِهود زور أو مُسلّمون وغشّاشون 0 لو أردنا ان نعرف مفهوم الكنيسة اليوم لوجدناها أنّها تُريد أن تُعالج أخطاء العهد القديم وتُعوّضهُ اليوم عمّا فعلتهُ بهِ كنيسة العهد القديم00الكنيسة اليوم تُعلن مُلكهُ عليها وتُصالحهُ وتصرُخ لهُ " عمانوئيل إلهنا وملكنا " 0 لو ذهبنا لأى كنيسة اليوم سنرى الكهنة ينحنون أمام أيقونة الصليب ويُقدّمون البخور ليعطوهُ المجد عِوض الإِهانة التى نالها من رؤساء الكهنة الذين قالوا ليس لنا ملك إلاّ قيصر00لا00اليوم هو ملك على كنيستهُ وعلى شعبهُ وعلى قلوبنا عِوض حماقة العهد القديم0 بنات أورشليم بكينّ عليهِ00قد نوضع نحنُ فىِ موقف لا نستطيع فيهِ أن نُدافع عنّهُ أو ندخُل معهُ دار الولاية أو00لكن نحنُ نملُك مشاعرنا فعلى الأقل نتعلّم أن نُقدّم لهُ مشاعرنا ونُملّكهُ عليها0 فمثلاً لو أنت لا تستطيع أن تخدم أو تُساعد أو000فعلى الأقل قدّم لهُ مشاعرك فهى مقبولة عِندهُ00قدّم لهُ دموعك فهى مقبولة عِندهُ 00بُكاءك عليه إكرام كبير عِندهُ وهو ناظر إليك ومُنجذب نحوك00رغم دموعهُ على الصليب وسهرهُ فىِ المُحاكمة وتعبهُ من كثرة الإهانات إلاّ أنّ دموع بنات أورشليم كانت كريمة جداً عِندهُ 0 اليوم الكنيسة تُقدّم لهُ مشاعر وتقول لهُ أنت لا تستحق كُل هذا00مشاعر الكنيسة تجذبهُ عِوض موقف رؤساء الكهنة لذلك يقول المزمور " مُجازين عن الخير شراً " 00 " رفضونىِ أنا الحبيب " وهذا كان موقف اليهود وقتها بينما موقف الكنيسة اليوم كموقف بنات أورشليم اللاتىِ جذبنّ قلبهُ0 -2- سمعان القيروانىِ :0 كان عائد من حقلهِ ووجد المسيح واقع تحت الصليب لأنّهُ ثقيل00بعض الإنجيليين قالوا أنّهُ تبرّع لحمل الصليب مع المسيح عندما وجدهُ مُجهد ومُهان إلى هذا الحد والبعض قالوا انّهُ أُمر أن يحمل الصليب وهو لم يرفُض 0 سمعان برىء وحمل الصليب00هذهِ خدمة00يالشرف هذهِ الخدمة الذى نلتهُ أن تحمل صليب سيدّك وهذا هو الشرط الذى وضعهُ المسيح لمن يتبعهُ وهو أن يُنكر نفسهُ ويحمل صليبهُ0 سمعان سخرّ كتفهُ لحمل الصليب00ياليتنا اليوم نُقدّم أكتافنا للمسيح لحمل صليبهُ ونقول لهُ إسمح لنا أن ننال هذا الشرف أن نحمل الصليب عِوض عنك0 لذلك فِكر أنّ الصليب تُهمة المسيح غيرّه وجعلهُ شرف00الذى يمُر بتجربة يكون حامل صليب بينما النُسّاك والرُهبان نُسمّيهُم لُبّاس الصليب00 لتبحث عن صليب تحملهُ لتُشارك المسيح آلامهُ0 إُطلُب منّهُ أن يُعطيك صليب تحملهُ وقُل لهُ لا تجعلنىِ أخرُج من كنيستك وأنا لا أحمل صليب00أنت تعلم قُدراتىِ فأعطنىِ ما أستطيع حملهُ من أجلك 0 -3- اللص اليمين :0 لنا الحق أن نتعجّب من موقفهُ وكما قالت المديحة " ماذا رأيت وماذا أبصرت " ما الذى جعلهُ يقول " إذكُرنىِ يارب متى جئت فىِ ملكوتك " 00الذى لم يستطع القديس بُطرس ولا رؤساء الكهنة أن يستوعبوه إستوعبهُ اللص اليمين0 يا لخزيك يا قيافا أمام اللص الذى لو سألناه هل قرأت العهد القديم يقول00لا00بينما لو سالنا قيافا هل قرأت العهد القديم يقول نعم فأنا مُعلّم الناموس0 إذاً هل قرأت أشعياء 53 الذى يُسمّىِ جُلجُثة العهد القديم كُل أحداث الصليب مُعلنة فيهِ00هل قرأت المزمور 22 الذى يُقال عنّهُ برنامج الصليب 0 كُل أمور اليوم مكتوبة من أول " إلهىِ إلهىِ لماذا تركتنىِ " 00 " ثقبوا يدىّ ورجلىّ وأحصوا عِظامىِ " 00كلمات واضحة0 إذا كان اللص المصلوب رآهُ فىِ مهانتهُ وآمن بهِ لذلك نال كرامة عظيمة وهو أول من نال الفردوس00ويستحق 0 تُرى ما عُذرك يا قيافا ؟؟ 00ماذا رأى اللص وماذا أبصر ؟ كُل جُزء من اللص اليمين كان مُقيدّ إلاّ قلبهُ ولسانهُ00هذا اللص لُغز مُحيرّ00لذلك إستخدم لسانهُ وقلبهُ فىِ إعلان إيمانهُ بالمسيح لذلك تقول الكنيسة " قلبىِ ولسانىِ يُسبحّان القدّوس " 00 " القلب يؤمن بهِ للبرّ واللسان يعترف بهِ للخلاص " لابُد للقلب واللسان أن ينطقا بالمسيح وبمجده وبعظمتهِ " عجيب ومُتعجبّ فيهِ بالمجد " 00بينما رؤساء الكهنة الذين يعلمون الناموس رفضوهُ 0 لابُد أن تتمثلّ باللص اليمين وإنتفع بكُل شىء حتى بشرّك وإقترب للمسيح كما قال الآباء القديسون إستفيد من شرّك وإجعلهُ سبب برّ لك0 -4- يوسُف الرامىِ : يقول عنهُ الكِتاب أنّهُ كان مُشير وصالح وبار وتلميذ للمسيح لكن فىِ الخفاء لأنّهُ كان يخاف على منصبهِ00خاف من اليهود00كان يتبع المسيح فىِ الخفاء ولهُ حُب كبير لهُ00وكان من أعضاء السنهدريم أى أنّهُ من الجماعة المُختارة جداً فىِ اليهود هو ونيقوديموس لكن الصليب أحدث فيهِ إنفجار 00أثناء الصليب يقول لنيقوديموس هل يعجبك ما يحدث ؟ لماذا كُل هذهِ الإهانات ؟ ها هو قد قارب الموت 00وإتفق يوسُف مع نيقوديموس أن يفعلا شيئاً فقال لهُ نيقوديموس أنا أشترى أطياب وعطور وأنت دبرّ قبر وإستاذن بيلاطُس لتأخُذهُ وندفنهُ قبل الغروب حتى لا ندخُل فىِ يوم السبت ويدخُل فىِ الفِصح اليهودىِ ويظل مُعلّق على الصليب من الجُمعة حتى يوم الأحد 00معقول تترُك جُثة ميت مُعلّقة على الصليب كُل هذهِ الفترة 0 لذلك قال رب المجد " حيثُما توجد الجُثة هُناك تجتمع النسور " وكأنّهُ يُعلن أنّهُ هو الجُثة وصالبيهِ هُم النسور يُريدون أن ينهشوه0 يوسُف الرامىِ بار ويُحب المسيح فأعطاهُ قبرهُ الجديد الذى نحتهُ فىِ الصخر من أجل نفسهِ00يوسُف الرامىِ الرجُل الغنىِ تنازل عن قبرهُ الجديد من أجل المسيح00أليسّ هذا موقف نتعلّم منهُ كيف نُعطىِ ؟ من منّا يتنازل عن قبرهُ ؟ مُمكن تتنازل عن شُقة لكن عن قبر !!!! كان يُقال عن يُوسف الرامىِ أنّهُ جسور ذهب لبيلاطُس ولم يخف ليأخُذ جسد يسوع لقبرهِ00بيلاطُس تعجّب من موتهِ السريع وسمح ليوسُف أن يأخُذهُ00لذلك نال يوسُف كرامة عظيمة وأصبح قدوة لكُل أمين وكُل مُحب وصار إسمهُ خالد على مر السنين0 -5- نيقوديموس :0 كان مُعلّم للناموس ولا ننسى عندما ذهب للمسيح ليلاً ليسألهُ عن الملكوت حتى لا يراهُ أحد 00كان مُشتاق 00وأثناء المُحاكمة قال لهُم مشورة وهى أن يُعطو المسيح فُرصتةُ ليُدافع عن نفسهِ0 كان نيقوديموس غنىِ جداً فإشترى أطياب للمسيح غالية الثمن ولنرى الأطياب التى إشتراها00أحضر 100 رطل أطياب كما ورد فىِ إنجيل يوحنا أى 36 كجم حنوط0 قديماً كان يُقاس عظمة الإنسان وكرامتهُ بكمية الحنوط التى توضع عليه00نيقوديموس كان يعلم مقدار عظمة وكرامة المسيح فأحضر هذهِ الكمية وكان صعب إحضارها لأنّ المتاجر كانت بدأت تُغلق إستعداد للدخول فىِ الفِصح والناس ذاهبة للهيكل لمُمارسة الفِصح إشترى كُل هذهِ الكمية وهى مواد غالية جداً وثمينة وتظل رائحتها لمدة آلافات السنون وكانت تُستعمل فىِ التحنيط وفيها ما هو أغلى من الذهب وتوزن بموازين أدق من الذهب وهى مواد تستعملها الكنيسة حتى الآن المُر والميعة والسليخة والعود والعود هذا يأتىِ من شجر الفردوس الذى يعتقدوا أنّهُ ينمو فىِ الفردوس0 هو نبات ينمو فىِ المناطق الإستوائيّة ويُباع بالذرّة وهو مادة تعمل على عدم الفساد ويُعطىِ رائحة وحفظ0 نيقوديموس لم يكُن بخيل إشترى 36 كجم من هذهِ الحنوط للمسيح 00حُب 0 موقف الصليب غيرّ نيقوديموس ويوُسف الرامىِ بعدما كانا يتبعاهُ فىِ الخفاء تبعاهُ علنىِ لم يعودا يهتمّا بأمر اليهود00تُرى ما هى مشاعركُما وأنتُما تُنزلان المسيح من على الصليب وتأخُذاه للقبر ليُدفن ؟  الكنيسة بالروح أخذت هذهِ الأطياب التى لمست جسد المسيح 00أطياب خالدة وصنعت منها الميرون مسحة المؤمنين " أمّا أنتُم فلكُم مِسحة من القدّوس " 00الميرون من الأطياب التى أحضرها نيقوديموس لأنّ " أنتُم رائحة المسيح الذكيّة " هل كان يشعُر بما يحدُث ؟ موقف نيقوديموس وبخّ رؤساء الكهنة وكثير من التلاميذ 00إحذر من أن تكون بخيل مع المسيح وأن تتبعهُ فىِ الخفاء فقط00إعلن00إحذر أن تُقدّم نفسك عن المسيح فهو لا يستحق منك ذلك 00إعطهِ غِناك وعُمرك وحُبكّ وأطيابك و0000 -6- مريم أمهِ ومريم أخت أمهِ ومريم التى لإكلوبا والمجدليّة ويوحنا الحبيب :0 ======= مُحبين جداً للمسيح وتبعوهُ حتى أخر لحظة وأخر مكان00كان فِصح اليهود قد بدأ لذلك مُعظم الذين كانوا حول الصليب ذهبوا كُلّهُم ما عدا المريمات ويوحنا الحبيب الذين إقتربوا للصليب أكثر ورأوا ملامحهُ بأكثر وضوح حتى أنّهُ سمعهُم وسمعوه وتكلّموا معهُ " هوذّا أمكّ " 00 " هوذّا إبنك " الذى يتبعهُ للنهاية للصليب يأتمنهُ على أمهِ والتى يقول عنها القديسون أنّها الكنيسة 0 بعد إنصراف الكارهين تبقىّ المُخلصين00تُرى هل أنا فىِ يوم صليبك مع هذهِ المجموعة القليلة أتبعك للنهاية أم هو إنفعال عاطفىِ مؤقت 00أنا لستُ أفضل من بُطرس الذى تبعهُ بإنفعال عاطفىِ فقط00لا00نحنُ معهُ بمشاعر أقوى بكثي00تُرى لو صُلب المسيح أمامى هل أسير معهُ للنهاية أم أجلس أستدفىء أم أظلّ فىِ بيتىِ أم أبكىِ عليه 000؟ ما هو موقفك ؟ الموقف اليوم مُحتاج تغيير من كُل واحد فينا00الصليب ليس معلومات بل لنقُل لهُ أعطنىِ قلب يوحنا وقلب مريم أمك وإخلاص المجدليّة وأمانة مُحبيك الذين تبعوك حتى الصليب وهذا هو موقف كنيسة العهد الجديد اليوم0 ليتنا نُعلن محبتنا وأشواقنا وأمانتنا لذلك الكنيسة بالروح تعلم أنّهُ سيقضىِ ليلتهُ فىِ القبر فجمعت أولادها وشاركتهُ السهر كيف يناموا وهو فىِ القبر000يسهرون حول عريسهُم ليُشاركوهُ لأنّ غير المائت الأزلىِ فىِ القبر قبِل أن يموت لأجلنا لذلك نسهر معهُ لنُعلن لهُ محبتنا وإخلاصنا0 لنُراجع اليوم موقفنا00كثيراً ما يكون فيكِ يا نفسىِ يهوذا ومن بيلاطُس ومن رؤساء الكهنة ومن غِش ورياء وخِداع ومحبة مال و000ومن كُل ضعف ظهر فىِ الصليب لكن هل الصليب سيغيرّنىِ كما غيرّ يوسُف الرامىِ 0 إذا كان الجاحدين رأوا الصليب ورجعوا يقرعون صدورهُم ويقولون بالحقيقة هو إبن الله فكم تكون كنيستةُ ؟ لابُد أن تكون لنا شركة حقيقيّة مع المسيح الحى المصلوب من أجلنا ولنتبعهُ أينما يمضىِ0 ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين

الأعماق الروحيّة فىِ قراءات شهر كيهك ج2

شَهْر كِيَهْك هُوَ شَهْر الإِحْتِفَال بِالتَّجَسُّد الإِلهِي فِي فِكْر الكِنِيسَة هُوَ بِدَايِة كُلَّ الأسْرَار فَلَوْلاَ التَّجَسُّد مَا صَارَ لَنَا بُنُّوَة لله وَلُولاَ التَّجَسُّد مَا صَارَ لَنَا إِتِحَادٌ بِالله وَلُولاَ التَّجَسُّد مَا صَارَ لَنَا فِدَاء وَلاَ خَلاَص فَالتَّجَسُّد هُوَ بِدَايِة كُلَّ الأسْرَار وَأصْل كُلَّ الإِلْتِحَام بِكُلَّ مَا هُوَ إِلهِي إِنَّ نُقْطَة إِلْتَحَامْنَا بِالإِلَهِيَات هِيَ فِي التَّجَسُّد فَلَمَّا صَارَ الله إِنْسَاناً أعْطَى قُدْرَة لِلإِنْسَان أنْ يَعْرِف مَنْ هُوَ الله وَأنْ يَتَحِدٌ بِالله فَالتَّجَسُّد هُوَ طَرِيقٌ شَرِكَة مَعَ الله طَرِيقٌ الإِتِحَادٌ وَالإِلْتِحَام بِالإِلهِيَات هُوَ طَرِيقٌ الفِدَاء وَالقِيَامَة وَالصُعُودٌ وَالتَّجَسُّد تَمْ فِي مَعْمَل تُحِبْ الكِنِيسَة كُلَّهَا أنْ تُمَجِّدُه وَهُوَ المَعْمَل الإِلهِي أي بَطْن السَيِّدَة العَذْرَاء وَلِهذَا فَخِلاَل شَهْر كِيَهْك تَحْتَفِل الكِنِيسَة بِالتَّجَسُّد الإِلهِي وَالسَيِّدَة العَذْرَاء فَنَجِدٌ أنَّ كُلَّ أسَابِيعْ الآحَاد فِي شَهْر كِيَهْك تُعَبِّر عَنْ إِعْطَاء البَشَرِيَّة وَإِعْطَاء الكِنِيسَة مَعَانِي جَدِيدَة لِلتَّجَسُّد وَتُحَاوِل الكِنِيسَة أنْ تَفْهَمْ التَّجَسُّد وَتَحْتَفِل بِهِ وَتَسْتَعِد وَتُمَهِدٌ لَهُ وَذلِك مِنْ خِلاَل القِرَاءَات فَفِي الأحَدٌ الأوَّل مِنْ شَهْر كِيَهْك نَقُول ﴿ إِلَى مَتَى يَارَبْ تَنْسَانِي إِلَى الإِنْقِضَاء ؟ ﴾ ( مز 13 : 1) أي كَأنَّ الله نَسَى البَشَرِيَّة بِخَطَايَاهَا وَشُرُورْهَا وَلكِنْ بَعْد ذلِك نَقُول ﴿ يَارَبُّ طَأطِئ سَموَاتِكَ وَانْزِل ﴾( مز 144 : 5 ) أي تَعَالَ يَارَب إِلَى الأرْض وَامْلأ الأرْض بِالخَلاَص كُلَّ هذَا تَمْهِيد لِلفِكْر الخَلاَصِي فِي شَهْر كِيَهْك وَخِلاَل أسَابِيعْ الآحَادٌ الأرْبَعَة فِي شَهْر كِيَهْك تَقْرأ الكِنِيسَة فِيهَا الأصْحَاح الأوَّل مِنْ إِنْجِيل لُوقَا وَهذَا الأصْحَاح عِبَارَة عَنْ 80 آيَة تَنْقَسِمْ كَالآتِي :.

زكريا الكاهن الجمعة الرابعة من شهر توت

تُعَيِّدٌ الكِنِيسَة اليُّوم بِتِذْكَار بِشَارِة زَكَرِيَّا الكَاهِن بِمِيلاَدٌ السَّابِقٌ يُوحَنَّا المَعْمَدَان .. زَكَرِيَّا الكَاهِن هُوَ كَاهِن مِنْ كَهَنِة العَهْد القَدِيم جَاءَتْ عَلَيْهِ القُرْعَة أنْ يَدْخُل الهِيكَل وَفِيمَا هُوَ يُبَخِّر ظَهَرَ لَهُ مَلاَك وَبَشَّرَهُ بِمِيلاَدٌ يُوحَنَّا المَعْمَدَان هُنَاك فِكْرَة عَنْ أُسْلُوب الخِدْمَة فِي العَهْد القَدِيم كَكَهَنُوت .. كَانَ هُنَاك مَا يَقْرُب مِنْ مَائَة وَعُشْرُون ألْف كَاهِن عَلَى هَيْكَل وَاحِدٌ وَمَذْبَح وَاحِدٌ فَكَيْفَ يَخْدِم كُلَّ هؤُلاَء ؟ كَيْ تُنَظَمْ الخِدْمَة قُسِّمُوا إِلَى أرْبَعَة وَعِشْرِينْ فِرْقَة وَكُلَّ فِرْقَة تَخْدِم عَشْرَة أيَّام .. الفِرْقَة الوَاحِدَة تَتَكَوَنْ مِنْ آلاَف الكَهَنَة .. لَوْ قَسَمْنَا مَائَة وَعُشْرُون ألْف عَلَى أرْبَعَة وَعِشْرِينْ فِرْقَة فَتَكُون كُلَّ فِرْقَة حَوَالِي خَمْسَة آلاَف .. الكَهَنَة يَخْدِمُون عَشْرَة أيَّام كُلَّ سَنَتِينْ .. وَكَانُوا يُرِيدُون أنَّ وَاحِدٌ مِنْهُمْ يُبَخِّر وَلِكَيْ لاَ يَكُون هُنَاك أي لُون مِنْ ألْوَان التَّحَيُز كَانُوا يُقِيمُون قُرْعَة لِيَدْخُل وَاحِدٌ مِنْهُمْ لِيُبَخِّر فِي الهِيكَل فَكَانَ مُمْكِنْ كَاهِن لاَ تَقَعْ عَلِيه قُرْعَة وَبِالتَّالِي يَظَلْ طُول عُمْرُه لاَ يَدْخُل الهِيكَل وَلاَ يُبَخِّر كُلَّ سَنَتِينْ تَأتِي الدَّوْرَة عَلَى الفِرْقَة عَشْرَة أيَّام فَتَذْهَبْ الفِرْقَة مِنْ مُخْتَلَفْ نَوَاحِي أُورُشَلِيم وَتُقِيم فِي مَكَان مُعَيَّنْ فِي يَمِينْ الهِيكَل خَاص بِهِمْ .. إِنْسَان يَقُول هؤُلاَء هُمْ الفِرْقَة الَّتِي سَتَخْدِم هذِهِ الأيَّام العَشْرَة مَنْ يَدْخُلْ مِنْهُمْ لِيُبَخِّر ؟ .. يَقُولُون لَهُ حَسَبْ القُرْعَة .. أُسْلُوب القُرْعَة كَانَ يُتَّبَعْ كَثِيراً فِي العَهْد القَدِيم فِي الأُمور الَّتِي بِهَا تَسَاوِي مُطْلَقٌ .. هذَا أُسْلُوب لاَ يَتَفِقٌ مَعَ رُوح العَهْد الجِدِيد .. تُقَام قُرْعَة وَيَدْخُل وَاحِدٌ مِنْ الفِرْقَة إِلَى الهِيكَل لِيُبَخِّر .. تَخَيَّل أنَّ كَاهِن يَدْخُلْ الهِيكَل وَهُوَ يَعْلَمْ أنَّهُ قَدْ تَنْتَهِي حَيَاتُه دُونَ أنْ يَدْخُلْ مَرَّة أُخْرَى لِذلِك يَكُون يُوم دُخُولُه الهِيكَل هُوَ يُوم عُمْرُه كُلُّه .. هُوَ يُوم كَهَنُوتُه كُلُّه .. قَدْ يَكُونْ كَاهِن حَالَفَهُ الحَظْ وَيَدْخُلْ الهِيكَل مَرِّتِينْ أوْ ثَلاَثَة مَرَّات فِرْقِتُه تَخْدِم كُلَّ سَنَتِينْ مَرَّة وَقَدْ تَقَعْ عَلِيه القُرْعَة أكْثَر مِنْ مَرَّة زَكَرِيَّا الكَاهِن كَانَ كَاهِن فِي فِرْقَة إِسْمَهَا فِرْقِة أبِيَّا وَنَقْرَأ ذلِك فِي سِفْر أخْبَار الأيَّام الأوَّل تَقْسِيمْ الكَهَنَة إِلَى أرْبَعَة وَعِشْرِينْ فِرْقَة وَالَّذِي سَمَحَ بِهذَا التَّقْسِيمْ هُوَ دَاوُد النَّبِي كَانَ الكَاهِن يَبْدأ خِدْمِتُه كَمَا نَقْرَأ فِي سِفْر العَدَد فِي عُمْر الخَمْسَة وَالعِشْرُون عَاماً وَيَظِلْ تَحْت التَّدْرِيبْ خَمْسَة سَنَوَات وَيَبْدَأ خِدْمِتُه الفِعْلِيَّة فِي عُمْر الثَّلاَثِينْ عَاماً وَتَنْتَهِي خِدْمِتُه أوْ يَتَقَاعَد عَنْ الخِدْمَة فِي عُمْر الخَمْسِينْ عَاماً .. إِذاً فِتْرِة الخِدْمَة الفِعْلِيَّة لِلكَاهِن مِنْ سِنْ الثَّلاَثِينْ إِلَى الخَمْسِينْ مِنْ عُمْرُه زَكَرِيَّا الكَاهِن دَخَل الهِيكَل تَقْرِيباً فِي نِهَايِة فِتْرِة خِدْمِتُه لأِنَّ الكِتَاب قَالَ أنَّهُ كَانَ شِيخ وَزَوْجَتُه مُتَقَدِّمَة فِي الأيَّام ( لو 1 : 18) .. دَخَلْ الهِيكَل مَرَّة وَاحِدَة لِيُقَدِّم فِيهَا البُخُور مَعَ العِلْم أنَّ زَكَرِيَّا الكَاهِن شَهَدَ لَهُ الكِتَاب بِبِرُّه الكَامِل .. وَمَعَ العِلْم أيْضاً أنَّ زَكَرِيَّا الكَاهِن مَشْهُودٌ لَهُ أنَّهُ مِنْ أفْضَل نَوْعِيَات جِيلُه .. وَمَعَ كُلَّ ذلِك يَدْخُلْ الهِيكَل مَرَّة وَاحِدَة فِي حَيَاتُه .. هُنَا نَتَفِقٌ مَعَ مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول لَوْ فَكَّرْنَا فِي الرُّوح الَّتِي سَادَتْ العَهْد القَدِيم فَنَعْرِفْ قِيمِة كَلِمَتُه الَّتِي تَقُول ﴿ النِّعْمَةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ ﴾ ( رو 5 : 2 ) نَحْنُ اليُّوم نَدْخُلْ الهِيكَل كُلَّ يُوم .. اليُّوم الأسْرَار مَكْشُوفَة لَنَا .. صَارَ لَنَا تَلاَمُس حَقِيقِي مَعَ الْمَسِيح سَيِّد الهِيكَل .. اليُّوم نَنْظُر لَيْسَ فِي لُغْز أوْ كَمَا فِي مِرْآة بَلْ كَمَا يَقُولُون ﴿ نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ ﴾ ( 2كو 3 : 18) ..وَصَارَ يَتَكَلَّمْ مَعَنَا بِالعَيَانْ وَنَفْهَمْ الأُمور الغَامِضَة .. مِسْكِينْ الإِنْسَان الَّذِي بِجَانِبِهِ بَرَكَات وَيَكُون مَحْرُومٌ مِنْهَا .. يَقُول لأِنَّ النَّامُوس عَاجِز .. عَاجِز عَنْ أنْ نَتَلاَمَس مَعَ النِّعْمَة النَّامُوس يَصِلْ بِك إِلَى مَرْحَلَة .. يَصِلْ بِك إِلَى بَاب الهِيكَل لكِنْ كَيْ تَدْخُلْ القُدْس وَقُدْس الأقْدَاس .. لاَ .. تَرَاهَا مِنْ بَعِيد فَقَطْ بِعَيْنَيْكَ .. هَلْ تَعْرِفْ مَا بِدَاخِلُه ؟ .. لاَ .. هذَا هُوَ الفَرْق .. هذِهِ هِيَ النِّعْمَة الَّتِي أخَذْنَاهَا بِتَجَسُّد رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. هذِهِ هِيَ النِّعْمَة الَّتِي بِهَا نَحْنُ الأنْ وَلاَبُدْ أنْ نُدْرِك قِيمِتْهَا وَلاَبُدْ أنْ نُقَدِّم لله عِوَضْهَا ذَبَائِح شُكْر وَحَمْد وَتَسْبِيح وَنَشْكُرُه عَلَى أنَّهُ أعْطَانَا إِسْتِحْقَاقٌ التَّلاَمُس مَعَ أسْرَارُه .. النِّعْمَة الَّتِي جَعَلَتْنَا لاَ يُكَلِّمْنَا الله بِألْغَاز بَلْ وَجْهاً لِوَجْه وَعَيَاناً بِعَيَانْ .. قَدِيماً عِنْدَمَا صَعَدَ مُوسَى النَّبِي عَلَى الجَبَلْ لِيُكَلِّمْ الله ثُمَّ نَزَلْ كَانَ وَجْهَهُ مُضِئ وَلَمْ يَسْتَطِعْ أحَدٌ أنْ يَنْظُر وَجْهَهُ فَوَضَعَ بُرْقُعْ عَلَى وَجْهِهِ .. بُولِس الرَّسُول بَارِع فِي فَك رُموز العَهْد القَدِيم فَقَالَ ﴿ الْبُرْقُعُ نَفْسُهُ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْعَهْدِ الْعَتِيقِ بَاقٍ غَيْرُ مُنْكَشِفٍ الَّذِي يُبْطَلُ فِي الْمَسِيحِ ﴾ ( 2كو 3 : 14) .. أُزِيلَ البُرْقُعْ فِي الْمَسِيح .. لاَ يُوْجَدٌ بُرْقُعْ يَفْصِل بَيْنَنَا وَبَيْنَ الله وَصِرْنَا نَرَاه فِي العَهْد القَدِيم كَانَتْ الأُمور أمَام عُيُونَهُمْ وَلَمْ يَسْتَوْعِبُوهَا .. رُبَّمَا كَانَتْ أُمور تَحْدُث مَعَهُمْ هُمْ أنْفُسَهُمْ وَلَمْ يَسْتَوْعِبُوهَا .. تَخَيَّل أبُونَا إِبْرَاهِيم وَهُوَ يُقَدِّم إِبْنُه إِسْحَق عَلَى المَذْبَح هَلْ تَتَخَيَّل أنَّهُ كَانَ يَفْهَمْ أنَّ هذَا هُوَ الصَّلِيبْ ؟ هَلْ تَتَخَيَّل أنَّ مَا يَفْعَلُه كَانَ يَعْرِفْ أنَّهُ مُوتْ الإِبْن وَأنَّهُ وَهُوَ يَرْبُطْ إِبْنُه أنَّ هذِهِ هِيَ المَسَامِير الَّتِي عَلَى الصَّلِيبْ وَأنَّهُ وَهُوَ رَاجِعْ بِإِبْنُه أنَّ هذِهِ هِيَ القِيَامَة ؟ ( تك 22 : 1 – 19) .. بِالطَبْع لَمْ يَكُنْ يَفْهَمْ .. كَانَتْ الأُمور تَحْدُث مَعَ الشَّخْص نَفْسُه وَلاَ يَفْهَمْ يُونَان النَّبِي وَهُوَ فِي بَطْن الحُوت هَلْ تَتَخَيَّل أنَّهُ فَاهِمْ أنَّ هذَا هُوَ الْمَسِيح فِي القَبْر ثَلاَثَة أيَّام ؟( يون 1 : 17) .. لَمْ يَفْهَمْ .. نَحْنُ الَّذِينَ فَهَمْنَا وَوَرَثْنَا وَفَهَمْنَا أنَّ الإِبْن يُمَهِدٌ لِمَجِيئُه مِنْ أوِّل الدُّهُور .. لِمَاذَا ؟ لأِنَّهُ يُرِيدْ أنْ يُعْطِيك رِسَالَة عَنْ المَحَبَّة . يُرِيدْ أنْ يَكْشِفْ لَك أعْمَاقٌ تَدْبِيرُه الَّذِي بِدَاخِلْ قَلْبُه الَّذِي يَنْبُض بِمَحَبِّتَك .. هَلْ تَتَخَيَّل أنَّهُمْ وَهُمْ يَأكُلُون خَرُوف الفِصْح كَانُوا يَعْرِفُون مَاذَا يَعْمَلُون ؟ ( خر 12 : 3 – 12) .. هَلْ تَتَخَيَّل أنَّ يُوسِف وَهُوَ فِي السِّجْن كَانَ يَعْرِفْ أنَّ هذَا هُوَ يَسُوع فِي الجَحِيم ؟ ( تك 39 : 20 ) .. أي رَمْز فِي العَهْد القَدِيم الَّذِينَ فَعَلُوه هُمْ أنْفُسَهُمْ لَمْ يُدْرِكُوه .. لَمْ يَعْرِفُوا أنَّ الحَيَّة النُّحَاسِيَّة الَّتِي كُلَّ مَنْ نَظَرَ إِليْهَا يَبْرأ هِيَ الصَّلِيبْ صَلِيبْ رَبِّنَا يَسُوع الَّذِي فِيهِ شِفَاء مِنْ كُلَّ أمْرَاض خَطَايَانَا وَمِنْ سُمْ الحَيَّة الَّتِي هِيَ إِبْلِيس( عد 21 : 8 – 9 ) . نَحْنُ الأنْ فِي العَهْد الجِدِيد أخَذْنَا النِّعْمَة وَالبَرَكَة وَإِنْ كَانْ زَكَرِيَّا الكَاهِن كَانَ يَدْخُل مَرَّة وَاحِدَة فِي حَيَاتُه الهِيكَل وَكَانَ أي كَاهِن مِثْلُه فَكَمْ يَكُون سَائِر الشَّعْب ؟ كَانَ المَفْرُوض أنَّ زَكَرِيَّا الكَاهِن يَدْخُل الهِيكَل وَيَخْرُج يُبَارِك الشَّعْب لكِنَّهُ خَرَجَ صَامِتْ لاَ يَعْرِفْ أنْ يَتَكَلَّمْ لأِنَّ المَلاَك قَالَ لَهُ سَتَظَلْ صَامِتْ حَتَّى مِيلاَدٌ يُوحَنَّا ( لو 1 : 20 ) .. خَرَجَ صَامِتْ وَلَمْ يَسْتَطِعْ أنْ يُعْطِيهُمْ البَرَكَة .. هذَا هُوَ العَهْد القَدِيم الَّذِي يَخْرُج لَك صَامِتْ .. العَهْد الجَدِيد مَمْلُوء بَرَكَة مُذَخَّر فِيهِ كُلَّ كُنُوز المَعْرِفَة وَالحِكْمَة فَلْنَأخُذْ ( كو 2 : 3 ) قَدْ يَقُول لَك هذَا كَاهِن .. نُجِيبُه هذَا حَال الكَاهِن فِي العَهْد القَدِيم .. يُجِيبَك الكَاهِن اليُّوم يَدْخُل الهِيكَل كُلَّ يُوم وَيُبَخِّر لكِنِّي لَسْتُ كَاهِن !! .. نَقُول لَهُ لاَ .. هُوَ جَعَلَك تَأخُذْ نِعْمِة تَقْدِيمْ ذَبِيحَة وَرَفْع البُخُور وَتَكْرِيس حَيَاتَك .. وَيَقُول لَنَا كُلُّكُمْ قَدْ كُرِّسْتُمْ فِي المَعْمُودِيَّة وَدُشِّنْتُمْ بِالمَيْرُون .. كُلُّكُمْ مِلْك لله قَدِيماً كَانَتْ فِئَة وَاحِدَة فَقَطْ مِلْكُه فِئَة اللاَّوِيِّين مَوْهُوبُون هِبَة لله ( عد 3 : 9 ؛ 8 : 15 – 16) لكِنْ الأنْ كِنِيسِة العَهْد الجِدِيد كُلُّكُمْ مَخْتُومِينْ .. كُلُّكُمْ مِلْك لله وَلاَ تُوْجَدٌ فِئَة مِلْكُه مُعَيَّنَة أوْ الكَهَنَة فَقَطْ .. لِذلِك صِرْنَا كَهَنُوت مُلُوكِي .. إِنْ كَانَ دَاوُد النَّبِي قَدِيماً إِرْتَفَعَ فَوْقَ الزَّمَنْ وَقَالَ ﴿ لِيَكُنْ رَفْعُ يَدَيَّ كَذَبِيحَةٍ مَسَائِيَّةٍ ﴾ ( مز 141 : 2 ) .. رَفْع اليَدْ ذَبِيحَة كَيْفَ ذلِك وَلَمْ يَكُنْ فِي أيَّامَك يَا دَاوُد ؟يَقُول لاَ .. هذِهِ رُوح العَهْد الجِدِيد أنْتَ اليُّوم عِنْدَمَا تَرْفَعْ يَدَك لِلصَّلاَة فَأنْتَ تُقَدِّم ذَبِيحَة .. عِنْدَمَا تَرْفَعْ قَلْبَك لِلصَّلاَة فَهذَا بُخُور طَيِّبْ يَشْتَمُّه الله رَائِحَة ذَكِيَّة نَقِيَّة يَصْعَدٌ لِحَضْرَتِهِ .. عِنْدَمَا تُسَبِّح اليُّوم بِشِفَاهَك فَأنْتَ تُقَدِّم لَهُ عِجْل وَكَمَا يَقُول هُوشَع النَّبِي ﴿ عُجُولَ شِفَاهِنَا ﴾ ( هو 14 : 2 ) .. ﴿ ثَمَرَ شِفَاهٍ مُعْتَرِفَةٍ بِاسْمِهِ ﴾ ( عب 13 : 15) .. أي هَلْ أسْتَطِيعْ اليُّوم أنْ أُقَدِّم ذَبَائِح ؟ يَقُول نَعَمْ .. ﴿ عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ ﴾ ( رو 12 : 1) .. عَقْلَك يُقَدِّم ذَبِيحَة .. ﴿ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ ﴾ ( رو 12 : 1) زَكَرِيَّا الكَاهِن كَانَ يَدْخُلْ الهِيكَل مَرَّة وَاحِدَة .. مَتَى أنْتَ تَسْتَطِيعْ أنْ تُقَدِّم ذَبِيحَة ؟ فِي كُلَّ وَقْت تَرْتَفِعْ يَدَك لِلصَّلاَة تَرْفَعْ ذَبِيحَة وَتَتَرَاءَى أمَامُه أحَدٌ القِدِّيسِينْ يَقُول أنَّ جَسَدَك هذَا كُلُّه هُوَ هَيْكَل لله وَقَلْبَك هُوَ المَذْبَح وَعَقْلَك هُوَ الكَاهِن .. الهِيكَل وَسَطُه مَذْبَح .. جَسَدَك هِيكَل وَقَلْبَك مَذْبَح أمَّا عَقْلَك فَهُوَ الكَاهِن الَّذِي يَقُوم بِشَرَفْ هذِهِ الخِدْمَة .. ﴿ عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ ﴾ .. إِذاً أنْتَ تَسْتَطِيعْ أنْ تُقَدِّم ذَبَائِح وَبُخُور وَرَفْع يَدَيْن .. إِذاً أنْتَ لَمْ تَصِر مَحْدُودٌ بِقُرْعَة .. لَمْ تَصِر لَك إِشْتِيَاقَات وَيُقَالْ لَك لَيْسَ الأنْ .. لَمْ يَصِر لَك دُور تَنْتَظِرُه صَارَ كُلَّ وَقْت يُدْعَى أجَاب .. حَتَّى أنَّهُ إِنْ قَالَ لَكَ إِنْسَان أنَا أعُودٌ مِنْ عَمَلِي مِتْأخَّر فَهَلْ أصَلِّي السَّاعَة الثَّالِثَة فِي الثَّالِثَة ظُهْراً ؟ .. نُجِيبُه نَعَمْ .. هَلْ أسْتَيْقِظْ بَاكِر وَأُصَلِّي صَلَوَات بَاكِر وَالثَّالِثَة وَالسَّادِسَة فِي السَّابِعَة صَبَاحاً ؟ نُجِيبُه تَسْتَطِيعْ ذلِك .. هُوَ قَالَ " فِي كُلَّ وَقْت دُعِيَ أجَاب " .. حَتَّى فِي الطَّرِيقٌ صَلِّي .. فِي كُلَّ وَقْت إِرْفَعْ قَلْبَك إِلَى الله قَدِيماً كُنْت مُقَيَدٌ بِمَكَان وَاحِدٌ تَأتِي إِليْهِ وَكُنْت مُقَيَدٌ بِأزْمِنَة وَبِقُرْعَة .. الأنْ أنْتَ غِير مُقَيَدٌ بِزَمَنْ أوْ عَدَد أوْ مَكَانْ .. إِلَى هذِهِ الدَّرَجَة ؟ نَعَمْ .. هذِهِ هِيَ النِّعْمَة .. ﴿ النِّعْمَةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ ﴾ لِذلِك قَالَ بُولِس الرَّسُول ﴿ كَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصاً هذَا مِقْدَارُهُ ﴾ ( عب 2 : 3 )الله يَقُول أعْطَيْتَك كُلَّ هذِهِ النِعَمْ وَالخَيْرَات .. ﴿ رَبَطْتَك بِكُلَّ الأدْوِيَة المُؤدِيَة إِلَى الحَيَاة ﴾( مَا يَقُولُه الكَاهِن فِي جُزْء ** حَوَّلْتَ لِيَ العُقُوبَةَ خَلاَصاً ** فِي القُدَّاس الغِرِيغُورِي ) .. مَا مِنْ شِئ أعْوَزَك إِلاَّ وَأعْطَيْتُه لَك .. مَاذَا تُرِيدْ أكْثَر مِنْ ذلِك ؟ أنَا أقُول لَك إِرْفَعْ يَدَك وَأنَا أقْبَلْهَا ذَبِيحَة وَأنْتَ تِكَسِّلْ .. قَدِيماً كَانَ الكَاهِن يَقِفْ أمَامِي مَرَّة وَاحِدَة وَأنَا أقُول لَك قِفْ أمَامِي فِي كُلَّ وَقْت وَأنْتَ تَرْفُض .. هَلْ أُعِيد لَك زَمَنْ القُرْعَة ؟ هَلْ أُعِيد لَك زَمَنْ الإِبْتِعَادٌ ؟ لِذلِك لَمَّا أحْزَنْ الشَّعْب فِي العَهْد القَدِيم الله لَمَّا تَمَرَّدُوا عَلِيه قَالَ لَهُمْ ﴿ فَتَعْرِفُونَ ابْتِعَادِي ﴾ ( عد 14 : 34 ) .. نَعَمْ يَسْتَطِيعْ الله أنْ يَجْعَلَك تَشْعُر بِرُوح الإِبْتِعَادٌ .. لكِنُّه فِي العَهْد الجِدِيد قَالَ أنَا قَرِيبْ مِنْكَ جِدّاً حَتَّى إِنِّي لَمْ أجِدٌ مَكَانْ أسْكُنُه أفْضَلْ مِنْ دَاخِلَك كُلَّ هذَا كَانَ فِي زَكَرِيَّا وَكَهَنُوت زَكَرِيَّا وَالعَهْد القَدِيم لكِنْ أنْتَ الأنْ فِي نِعْمَة كِبِيرَة .. هُمْ تَعَامَلُوا مَعَ الرَمْز أمَّا أنْتَ فَتَتَعَامَلْ مَعَ الحَقِيقَة .. هُمْ تَعَامَلُوا مَعَ الظِّلْ أمَّا أنْتَ فَتَتَعَامَلْ مَعَ الخِير نَفْسُه .. هُمْ أخَذُوا الذَّبِيحَة رَمْز أنْتَ أخَذْت الذَّبِيحَة الحَقِيقِيَّة .. كُلَّ الرُمُوز الَّتِي كَانَتْ فِي ذَبَائِح العَهْد القَدِيم ذَبِيحِة الإِثْم .. ذَبِيحِة الخَطيَّة .. ذَبِيحِة الكَفَّارَة .. كُلَّهَا كَمُلَتْ فِي ذَبِيحَة وَاحِدَة لَيْسَ فَقَطْ تَرَاهَا أوْ تَسْمَعْ عَنْهَا بَلْ تَأخُذْهَا وَتَتَحِدٌ بِهَا وَتَمْتَزِج بِدَمَك وَحَيَاتَك .. لِذلِك نِعْمِة العَهْد الجَدِيد هِيَ نِعْمَة لاَبُدْ أنْ تُتَاجِر بِهَا وَتَفْرَح بِهَا .. لِذلِك الكِنِيسَة تَطْلُبْ مِنْك مُسْتَوَى أنْ تَكُون قِدِيس وَلَك حَوَاس مَخْتُونَة وَمُكَرَّسَة وَقَدَاسَة بِدَرَجِة قَدَاسِة الْمَسِيح لأِنَّهُ أعْطَاك إِمْكَانِيَات كَثِيرَة وَيَقُول ﴿ كُلَّ مَنْ يَسْألُ يَأْخُذُ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ ﴾( مت 7 : 8 ) .. لِذلِك فِي العَهْد الجَدِيد أخَذْنَا خَيْرَات وَبَرَكَاتْ لِذلِك يُغَار الشَّيْطَان وَيُوَجِّه سِهَامُه بِطَرِيقَة مُرَكَّزَة وَيِصْعَبْ عَلِيه أنْ تَتَمَتَّعْ بِكُلَّ هذِهِ النِعَمْ .. وَيِصْعَبْ عَلِيه أنْ تَقْتَرِبْ بِإِلهَك فَيَهِيج وَلكِنُّه يَهِيج وَهُوَ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانْ وَلاَ تُعْطِيه الفُرْصَة أنْ يَهِيج .. فَلاَ يِشْغِلَك تِلِيفِزْيُون عَنْ وَقْفِة الصَّلاَة .. لاَ .. أنْتَ تُقَدِّم ذَبِيحَة مَقْبُولَةٌ أمَام الله .. رُوح العَالَمْ لاَ يَشْغِلَك عَنْ أنْ تَتَمَتَّعْ بِرُوح تَكْرِيسِيَّة لِلْمَسِيح حَتَّى وَإِنْ كُنْت مَشْغُول قُلْ لَهُ أنَا مِلْك لَك لأِنِّي دُشِّنْت فِي المَعْمُودِيَّة كُلَّ جُزْء فِيَّ مَخْتُومٌ وَالخِتْم عَلاَمِة المِلْكِيَّة يَقِفْ زَكَرِيَّا الكَاهِن بِقَلْب مَكْسُور أمَام الله وَرَغْم كُلَّ بِر زَكَرِيَّا إِلاَّ أنَّهُ كَانَ يَشْعُر بِإِنْكِسَار لأِنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ أوْلاَدٌ .. الكِتَاب يَشْهَدٌ لَهُ أنَّهُ بَار .. ﴿ وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ ﴾ ( لو 1 : 6 ) .. شِهَادِة الإِنْجِيل وَشِهَادِة السَّمَاء .. مُمْكِنْ إِنْسَان يَشْهَدٌ لَهُ النَّاس أوْ يَشْهَدٌ لِنَفْسُه لكِنْ أنْ تَشْهَدٌ لَهُ السَّمَاء فَهذَا هُوَ المَطْلُوب .. الفِرِّيسِيِّينْ كَانَ الشَّعْب يَشْهَدٌ لَهُمْ لأِنَّ شَكْلُهُمْ بَرَّاق عَارِفِينْ النَّامُوس وَالأحْكَام وَالشَّرَائِعْ .. مَظْهَرْهُمْ بَرَّاق جِدّاً .. وَلَمْ يَكُنْ لِلشَّعْب كِتَاب يَقْرأ مِنْهُ .. أمَّا الكَتَبَة وَالفِرِّيسِيُون فَكَانَ لَهُمْ كِتَاب يَقْرَأُون مِنْهُ لِذلِك عِنْدَمَا كَانَ رَبَّ المَجْد يَسُوع يُكَلِّمَهُمْ كَانَ يَقُول لَهُمْ ﴿ أَمَا قَرَأْتُمْ ﴾ ( مت 12 : 3 ) .. وَعِنْدَمَا يُكَلِّمْ عَامَّة الشَّعْب كَانَ يَقُول لَهُمْ﴿ قَدْ سَمِعْتُمْ ﴾ ( مت 5 : 21 ) .. مَسَاكِينْ كَانَتْ كُلَّ مَعْرِفَتِهِمْ يَأخُذُونَهَا مِنْ الكَتَبَة وَالفِرِّيسِيِّينْ فَقَطْ وَلَمْ يَقْرَأوا .. لِذلِك كَانَ الكَتَبَة وَالفِرِّيسِيُون يِوَصِلُون أحْيَاناً المَعْلُومَة خَطَأ .. وَلِذلِك وَبَّخَهُمْ السَيِّد الْمَسِيح قَائِلاً أخَذْتُمْ مَفَاتِيح المَعْرِفَة وَلَمْ تَدْخُلُوا وَمَنَعْتُمْ الدَّاخِلِينْ ( مت 23 : 13)حَمَّلْتُمُوهُمْ أحْمَال عَسِرَة ( لو 11 : 46 ) .. شَبِّهْتُونِي بِإِله قَاسِي .. شُوَّهْتُمْ الأُمور .. أظْهَرْتُمُونِي بِصُورِة إِله مُنْتَظَر سُقُوطَك وَهَلاَكَك أكْثَر مِنْ إِنْتِظَارُه تَوْبِتَك زَكَرِيَّا الكَاهِن كَانَ يَقِفْ أمَام الله مَكْسُور .. فِي عِينْ الله بَار لكِنْ فِي عِينْ النَّاس غِير بَار .. هَلْ تَعْلَمْ لِمَاذَا ؟ لأِنَّهُ كَانَتْ تُوْجَدٌ قَاعِدَة فِي العَهْد القَدِيم أنَّ الَّذِي لَيْسَ لَهُ أوْلاَدٌ يَكُون الله غَاضِبْ عَلِيه لأِنَّهُ جُلِبَتْ عَلِيه لَعْنَة لأِنَّ الله قَالَ لإِبْرَاهِيم وَعْد بِالبَرَكَة أنَّهُ يَنْمُو وَيَكْثُر وَيَمْلأ الأرْض وَعِنْدَمَا لاَ تَكُون بِك هذِهِ النِّعْمَة تَكُون أنْتَ شَخْص مَلْعُون .. تَخَيَّلْ زَكَرِيَّا الكَاهِن البَّار فِي عَيْنَيَّ الله النَّاس تَحْتَقِرُه لأِنَّهُ لَيْسَ لَهُ أوْلاَدٌ .. وَلِنَرَى مَاذَا يَقُول النَّاس وَمَاذَا يَقُول الله ؟ .. لِذلِك قَالَتْ ألِيصَابَات بِصَرَاحَة ﴿ هكَذَا قَدْ فَعَلَ بِي الرَّبُّ فِي الأَيَّامِ الَّتِي فِيهَا نَظَرَ إِلَيَّ لِيَنْزَعَ عَارِي بَيْنَ النَّاسِ ﴾ ( لو 1 : 25 ) .. عَارٌ أنَّ لَيْسَ لَهَا أوْلاَدٌ مَعْنَاه فِي العَهْد القَدِيم أنَّ المَسِيَّا يَرْفُض أنْ يَأتِي مِنْ نَسْلُه .. لِذلِك العُقْم فِي العَهْد القَدِيم كَانَ عَلاَمِة نَزْع البَرَكَة .. تَخَيَّلْ رَأي النَّاس وَرَأي الله .. نِسْأل .. لِمَاذَا يَا الله أنْتَ مُتَمَهِلْ عَلَى زَكَرِيَّا ؟يَقُول لأِنِّي أُعِدٌ لَهُ هِدِيَّة قَيِّمَة وَكَبِيرَة ..أُرِيدْ لَهُ إِبْن لاَ يَكُون مِثْل أي إِبْن .. أنَا أُرِيدُه أنْ يَكُون هُوَ السَّابِقٌ لِلسَيِّد الْمَسِيح لِذلِك أنَا سَأُعْطِيه إِبْن قَبْل الْمَسِيح لِيُعِدٌ لَهُ .. مَنْ يَفْهَمْ أحْكَام الله ؟ مَنْ يَفْهَمْ تَأنِّي الله ؟ مَتَى تُعْطِنِي يَا الله ؟ فِي الوَقْت المُنَاسِبْ وَبِالطَّرِيقَة المُنَاسِبَة .. إِنْتَظِر الرَّبَّ .. لِذلِك رَائِعْ مَزْمُور اليُّوم الَّذِي يَقُول ﴿ أنْتَ يَا الله تَرْجَعْ وَتَتَرَاءَفْ عَلَى صِهْيُون لأِنَّهُ وَقْت التَّرَاؤُف عَلَيْهَا لأِنَّ الزَّمَان قَدْ حَضَر ﴾( مز 102 : 13 ) .. وَقْت التَّرَاؤُف .. جَاءَ الوَقْت الَّذِي يَنْزَع فِيهِ العَار عَنْهُ .. جَاءَ الوَقْت الَّذِي يُعْلِنْ فِيهِ بِرُّه .. رُبَّمَا يَعِيش الزَّمَنْ كُلُّه مُحْتَقَر فِي أعْيُنْ النَّاس .. رُبَّمَا يَأتِي وَقْت يَتَحَنَّنْ فِيهِ الله ؟ رُبَّمَا .. المُهِمْ إِنْتَظِر الرَّبَّ وَهُوَ يُعْطِي البَرَكَة فِي حِينْهَا رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

أما أنا فخير لي الإلتصاق بالرب

قول داود النبي في مزمور 73 ﴿ وأما أنا فخير لي الإلتصاق بالرب ﴾ ( مز 73 : 28 ) .. نتحدث عن الرجوع إلى الله .. وأولاً نريد أن نتحدث عن خطورة الإنفصال . أولاً : خطورة الإنفصال : ============================= الله هو الحياة والإنفصال عنه هو إنفصال عن الحياة والإنفصال عن الحياة = الموت .. ومن لا يعيش مع الله هو شخص ميت .. من ينفصل عنه ينفصل عن كل ما لله .. إرادته .. وقداسته .. وروحه .. من يترك الله قلبه .. فكره .. عواطفه بعيدة أيضاً عن الله .. ويحكم على نفسه أنه يعيش بمفرده ويُصبح مثل ورقة الشجرة المقطوعة وتُصبح بمفردها تعيش ولكن للحظات فقط بعدها تزبُل وتموت .. في سن معين يعتقد الفرد أن الحياة مع الله ثقيلة .. حياة خسارة .. قيود .. فينفصل عن الله بفكره وقلبه . محبة العالم عداوة لله ومن يعيش معه يعيش في نور .. سعيد بعمله وإرادته .. لهذا يجب أن يكون هناك شركة مع الله .. متحد معه .. أنا جزء منه وهو يعطينا كل عطاياه .. وإذا ابتعدنا بهذا ننقض الشركة معه .. وفي هذه الحالة يقول الله ﴿ لا أعرفكم ﴾ ( لو 13 : 25 ) .. الخطية إنفصال عن الله .. إغلق الباب كما حدث وقت الطوفان .. عند غلق الباب يوجد من في الداخل ويوجد من في الخارج .. رغم وجود قليلين في الداخل إلا أنهم مع الله لأن الغالبية في العالم الذي سيهلك .. نحن أيضاً ونحن في الكنيسة نكون في الفلك مطمئنين لأننا في الداخل نجلس في الفلك .. نحن نحب الداخل لأن من في الخارج مساكين .. لا يجب أن نغار من أهل العالم . لهذا يُقال عن الإبن الضال أنه ذهب إلى كورة بعيدة جداً .. ومن يبعد عن الله يتوه في العالم ويحتويه صدقات رياء .. يجوع .. يحتاج .. يُذل .. يخسر .. أبونا آدم قبل الخطية كان فرحان وكل يوم يتحدث إلى الله ولكن مع الخطية إختبأ .. إذا سألت كاهن عن أكثر الناس الذي يأتي منها القلق يقول الذين لم يحضروا الكنيسة .. يونان عندما رفض كلام الله هرب ليذهب إلى مكان بعيد وكما تقول الترنيمة : رحت أدور على راحتي بعيد وكنت فاكر حبقى سعيد نتذكر أبونا نوح أنه رأى من شباك الفلك أنه لم يعُد هناك مطر ولكنه خاف أن يخرج فأرسل غراب ولم يرجع لأنه شاهد جثث الموتى .. بعدها أرسل حمامة فرجعت له لأنها لم تجد لها مستقر .. نحن كذلك عندما نخرج إلى العالم فينا دعوة ومحبة المسيح ورائحته .. لنا رسالة للعالم ولكن نحب الكنيسة ونريد أن نستقر في الفلك .. يقول في المثل الخاص بالغني ولعازر * قيل للعازر تعال .. فإن لعازر رفض وقال أن هناك فرق كبير بيننا وبينكم * .. إن أحببت العالم ولا ترغب في العيش بالقرب من الله فهذا خطر .. إختبر الله كأب .. صديق .. أخ .. راعي .. فادي ومُخلص فإنه مُشبع لكل إحتياجاتك .. تخيل صورة الإبن الضال عندما رجع ملابسه مقطعة .. وجه مشوه .. إنسان بلا كرامة ومع ذلك أحبه أبوه .. يُقال أن أبوه جري ووقع على عنقه وقبَّلهُ ( لو 15 : 20 ) . ثانياً : الرجوع إلى الله :0 ============================ رجوع بالقلب والفكر والتوبة .. ولهذا يقول لنا ﴿ إرجعوا إليَّ بكل قلوبكم ﴾ ( يؤ 2 : 12) .. وداود يقول ﴿ وأما أنا فخير لي الإلتصاق بالرب وأجعل على الرب إتكالي ﴾ .. الرجوع إليه من داخل الإنسان .. بالرجوع تسترد كل ما خسرته وسرقه العدو .. القديس أغسطينوس عندما رجع إلى الله وكان من قبل يعرف إمرأة شريرة .. يُقال عن المرأة أنها كانت تأتي إليه رغم علمها بأنه رجع إلى الله .. وتقول له * إفتح إني أنا * .. فقال لها * ولكني لست أنا .. أغسطينوس الذي تعرفينه قد مات * .. عند رجوعه يقول للرب ﴿ أنت كنت معي ولكن أنا بشقاوتي لم أكن معك ﴾ .. الله يبحث عنا .. نحن نتركه تماماً كما يحدث في الظلام لأن الأرض تترك الشمس وأما الشمس ثابتة والأرض تتركها وتدور . ثلاث أشياء بها يرجع الإنسان إلى الله : 1. التوبة . 2. الصلاة . 3. ظروف الحياة . التوبة هي تغيير الإتجاة أو تغيير الطريق الخطأ واعلم أن الإتجاهات الخطأ لا تُشبع ولا تُفرح لأني يجب أن أرجع .. تغيير القلب والإتجاة والسلوك .. التوبة هي تعويض كل إهانة في إلهي الحبيب .. ولكي تحدث توبة عليك بفحص الذات كثيراً وتتساءل هل تسير في الطريق الصحيح أم لا ولماذا ؟ الصلاة كثيراً للرجوع إليه .. من ينجح في صلاته ينجح في توبته وينجح في الرجوع إلى الله .. التحدث إلى الله كثيراً واشتِكوا من الخطايا واطرحوا ضعفاتكم أمام الله .. لهذا نقول ﴿ لتدخل طلبتي إلى حضرتك ﴾ ( مز 119 : 170) .. الآباء القديسين يقولوا ﴿ الذي يظن أن له باب آخر إلى التوبة غير الصلاة هو مخدوع من الشيطان ﴾ .. نقوا أنفسكم من شوائب الأصدقاء أو وسائل الإعلام أو أي ضغط خارجي . ظروف الحياة المقصود بها وعلى سبيل المثال ( الفقر ) .. مثلاً المقصود به ( الفقر ) الرجوع إلى الله .. الله يريد الإنسان حتى إن كان فقير .. الله يسمح أن تجربة ما هي التي تُرجعه إليه .. الله يستخدم كل ظروف الحياة لخيرنا ولصالحنا لأنه ليس لديه أصعب من خطيتنا وليس لديه أهم من توبتنا .. يقول أحد الآباء القديسين ﴿ أنت يا الله ليس عندك خسارة إلا هلاكنا ﴾ .. يجب أن أستفيد من الظروف التي يريد منها إرجاعي . الله يريدنا حتى لو لم نشأ نحن ذلك ولكنه يريد .. أجمل ما يفرح الإنسان هي التوبة .. ممكن يُظلم أحد فيصرخ إلى الله .. أو يتألم فيصرخ إليه ويرجع .. أي يسمح الله بالضيقات ليقربنا إليه .. يسمح باضطهاد لخيرنا وسلامنا .. الله يشتاق لرجوعنا .. يقول لنا في سفر ملاخي آية جميلة ﴿ إرجعوا إليَّ أرجع إليكم ﴾ ( ملا 3 : 7 ) .. جميل جداً في أي كنيسة عندما يُفتح سِتر الهيكل توجد منطقة مجوفة ويسوع جالس على العرش لكي ندخل نحن إليه فإنه ينتظر أن أقول له خير لي أن ألتصق بالرب . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

معجزة شفاء مجنون أعمى وأخرس

بسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الان و كل اوان الى ظهر الدهور كلها امين يحكلنا احبائي انجيل هذا الصباح المبارك معجزه من معجزات رب المجد يسوع التى اظهر فيها قوته واقتداره وسلطانه على مملكه الشيطان مملكة عدو الخير.. انجيل معلمنا متى بيعلن مملكه الله في كل المجالات فهنا اتوا الية برجل الشيطان مسيطر عليه في كل الامور احضر الية اعمى ومجنون واخرس فشفاة .. عدو الخير سيطر على كل حواسه ودة اللى بيعملوا عدو الخير لما بيملك على انسان يجعلة اعمى لا ينظر الامور الغير مرئيه لا ينظر إلى الابديات..لا ينظر إلى السماويات بيصاب بالعمى...لا يرى اللة مجنون يعني مختل العقل عقله غير متزن الانسان اللي عدو الخير بيسيطر عليه تلاقيه افكارة ملخبطة .. يبيع الغالي بالرخيص مجنون اخرس يعني لسانه لا ينطق ..الانسان اللي سيطر علية عدو الخير تلاقيه ما يعرفش يقول كلمتين مع ربنا يبقى اخرس ما يعرفش يسبح زي ما يقول المزمور ليس الاموات يباركونك يا رب ربنا يسوع لما اتي اليه بهذا الراجل فشفاة.. ابتدى يتكلم..ابتدى يبصر فدهش الجميع وقالوا . .العلى هذا ابن داود؟! في ناس تشوف المعجزات تمجد ربنا وتفرح بعمله وتسجد لعظمته وفي ناس تشوف المعجزه زي الفريسيين لم سمعوا قالوا هذا لا يخرج الشياطين الا ببعلزبول. رئيس الشياطين هنا ابتدي ربنا يسوع المسيح يتكلم مع الجماعه الفريسيين دول قال لهم ..كل مملكه تنقسم على ذاتها تخرب انتم نظرتكم للامور بيها عدم تصديق ..وعدم ايمان؟ انا لما باخرج شياطين معناها ان انا مملكه بتاعتي مملكه اقوى..وانا بأخرج شياطين بروح اللة أو بعمل اللة او بقوه اللة....من هنا قال لهم ..انتم تجدفون على روح اللة بمعنى انكم ترفضون عملة وتنكروا وكل تجديف يغفر الا التجديف على الروح القدس رفضكم لعمل روح ربنا الدائم المستمر واسراركم على كده هو ده اللي مش هيتغفر لكم بدا ... يمكن اي خطيه تتغفر لكن رافضك لقوه وسلطان عمل الله لا يغفر... وبعدين رجع في الاخر وقال لهم لو عاوزين تعرفوا اصل الحكايه بتاعتكم جاية منين ...اصل الحكاية من جواكم قال لهم اجعلوا الشجره جيده وثمرها جيدا او او اجعلوا الشجره رضيه وثمرها رضيا.... انتم شكل شجره بتاعكم حلو لكن من جوه ثمرها رضى.. ياريت الشجرة بتاعكم من برة شكلها رضيا والثمر رضيا..لكن انتم في تناقض في كلامكم انتم بتقيموا نفسكم اصحاب سلطان وبتقيموا نفسكم اصحاب مبادئ اعلى من المبادئ بتاعتى انا بقول لكم اجعلوا الشجره جيدة وثمرها جيد لان من الثمرة تعرف الشجره كلامكم يدل على ان الشجرة ثمرها رضى. لكن ممكن انتم يبقى شكلكم كويس قدام الناس لا انا باقول لكم اذا كنتم عاوزين نعرفكم فعلا.. مش نعرفكم من شكل الشجره لكن من ثمره الشجره اجعلوا الشجره جيده وثمرها جيدا في الحقيقه احبائي دي كلمه عايزين ناخذها لانفسنا النهارده اجعلوا الشجره جيده وثمارها جيدا الانسان يسال نفسه كده الشجره بتاعتي فيها ثمر شكله ايه؟ اية الثمر اللي في حياتي؟ لما يجي اروح القدس يكلمني عن الثمر ويقولى محبه فرح سلام طول اناة لطف صلاح وداعة تعفف لما اجي انا اشوف الثمار دي في حياتي قد ايه وكميتها قد ايه الثمر ده يعرفني الشجره من جوه ايه اخبارها عايزه اشوف الشجره بتاعتي احوالها ايه اشوف الثمر بتاعي تعال كده انسان يختبر في المحبه انسان يقول لإنسان كلمه ممكن تجرحوا او تجرح كرامته انسان نوجهلوا نقد ونشوف رد فعلة اية .. تعالة نختبر المحبه بتاعتنا التى بلا مقابل تعال نختبر المحبه بتاعتنا محبه حقيقية ونشوف احنا فينا ثمر ولا مافيناش .. عايز تشوف المحبه بتاعتك عايز تشوف الثمر بتاعك شوف الشجره بتاعتك اصلا ايه ما تحكمش من بره وانت مش شايف جوة . اجعل الشجره جيد وثمارها جيدا احنا في الحقيقه احبائي الثمر فينا ضعيف جدا لما نختبر على مستوى الثمر ..بنبقى في ضعف شديد جدا نيجي نختبر نفسنا على مستوى الخارج نلاقى نفسنا حلوين وكويسين بنحضر الكنيسة بنعرف ربنا ونحفظ في الكتاب المقدس وبنعرف آيات كتير اختبر نفسك في الايات ( ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه )كلنا حافظينها ..طب مين فينا بيعمل بيها مين فينا شغال فيها مين فينا واخذها موضع التنفيذ ان العالم كله لو ربحتوا هاعمل بيه ايه لو خسرت نفسي ... الكتاب بيقول( لا تحب العالم ولا الاشياء التي في العالم لان العالم يمضي وشهوته معة اما الذي يصنع مشيئه الله هذا يثبت الى الابد ) بتعمل بيها؟! ان هيئه هذا العالم تزول هل مصدق الكلام دة وشاغل جواك وعامل ثمر فيك حقيقي وواقعي ان انت انسان محب للبزل محب للعطاء محب ان انت تنقل غناء لملكوت السماء هل انت زاهد فى مقتنيات العالم ولة الأمور دى موضع شهوه وموضع ثراء وان وانت ممكن تخسر اعز اصحابك واعز اخواتك على شبر ارض في الحقيقه احبائي اجعلوا الشجره جيده وثمارها جيدا صراع في الانسان صراع فى الإنسان بين الداخل و الخارج بيحسموا عمل نعمه ربنا كلما الانسان ما قرب لعمل نعمه ربنا تلاقيه من الخارج زي الداخل وتلاقي الداخل زي الخارج يقولوا عن القديس يحنس القصير كان قاعد يعلم اولاده شاهدة شخص ان القديس يحنس ملفوف حواليه تلاميذ كتار جدا فغار منه و قاله كلام جارح جدا قال له انت مجمع الناس بغش وخداع زي كده الراجل الساحر اللي بيجمع حوالين الناس اللي بيسحرلهم.. انت عامل زي الست البطاله اللي بتجمع الناس حواليها ظل يقول له كلام جارح جدا يقولوا عن القديس يحنس القصير رد علية رد عجيب جدا انت قد رايت الخارج فماذا كنت تقول لو رايت الداخل عايز يقول له الكلام اللي انت بتقوله ده انت شايف بره ده جوه اوحش من كده انت رايت الخارج فماذا كنت تقول لو رايت الداخل فتلاميذ القديس يحنس قاعدين معاة اتغاظوا ازاي معلمهم يتهان ازاي ما يردش علي الراجل ده طب احنا ناخذ لك حقك فسالوا القديس انت لية ما تكلمتش مع الراجل ده بشده شويه ليه سكتلة ..ساله احد تلاميذة احنا رايناك كنت هادى جدا هل كنت من جوه هادي؟ ولة كنت من برده بس هادى ومن جوة زعلان؟؟ قال لهم ماذا رايت من الخارج ؟قالوا فى ملئ الهدوء قال لهم كما كان الخارج هكذا كان الداخل ايضا اجعلوا الشجره جيده وثمرها جيدا ..عشان كده احبائي الفضائل.. كلمه فضيله اساسا جايه من ايه ؟جايه من شيء يفضل عن شيء ..عشان كده اسمها فضيله فضيله يعني انا امتلئت محبه في داخلي ففضلت عنى فظهرت في الخارج فصارت تصرفاتى بمحبة انسان بيلهج في ناموس اللة نهارا وليلا فأبتدي كلامه يبقى كلام مملح... كلام كله كلام الاهى كلام كله من الانجيل سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي جات منين؟. شبع من الداخل فاض على الخارج اجعلوا الشجره جيد وثمرها جيدا ابدا من الداخل تنتهي للخارج لكن تبدا من الخارج تنتهي في الداخل من هنا احبائى رب المجد يسوع بيكلم الفريسيين و بيكلمنا احنا كمان لاننا مش افضل منهم كثير اجعله الشجره جيدا وثمارها جيدا راقب الشجرة بتاعتك كويس شوف الشجره من جوه ادخل الى اعماقها اكتشف امراضها شوف لية الحياه لو كان فيها ثمر يبقى ثمر خارجي لكن من جوة من الاعماق وقفت الصلاة ليها متعه ليها لزة ليها وقت ليها عشرة عند ربنا هل لما بتقف تتكلم بتلاقي الكلام بيخرج منك بتدفق ..هل حابب ان انت تقف في حضره ربنا كتير هل انت لك محبه حقيقيه تجاه كلمه ربنا هل فعلا بتتلذذ بكلام ربنا هل ليك ثمار تليق بالتوبه هل فعلا زى مابيقول سفر الاناشيد حبيبى دخل إلى جنتى ليقطف من اثمارى ربنا داخل جنه نفسي عاوز يشوف الثمر اللى جواة هيلاقى ولة مش هيلاقى دة الامر اللى ربنا عاوز يشوفه جوانا عاوز يشوف جوانا ثمر بر ثمرفضيلة حقيقى يفرح قلبة شهى لنفسة يشبع و يغذي اجعلوا الشجره جيدة وثمارها جيدا ركز على الداخل عشان كده الاباء القديسين يقولوا لنا لو جهدنا مع الداخل نرتاح في الخارج كل ما الانسان ما يجاهد مع نفسة .. الانسان لا يسقط الامن داخله اولا لا يسقط انسان في شهوه ولا في عدوانية ولا في غضب الا ويسقط اولا من الداخل ولو حب الانسان ان يقوم لا يقوم الا ان يقوم اولا من داخل نفسه من هنا احبائي هراقب الشجره بتاعتي شجرتي محتاجه لايه ليه ما فيهاش ثمر ولو فيها ثمر مريض ضعيف ممكن يبقى معرض للخطف والنهب شوف الشجره بتاعتك فيها ايه بالضبط انهة مرض اعتراها الواحد عشان يشوف الشجره بتاعته ويلاقي انها لازمها عدة أمور... محتاجه ايه الشجره بتاعتي محتاجه تربه كويسه طب ومحتاجه اية .. محتاجة مياة باستمرار متابعه باستمرار و التربه هى الوسط المحيط اللي انت بتعيش في لازم يكون في تربه جيدة... لازم انا انقى نفسي من اي وسط في فكر يعادى ...فكر ربنا او في فكر يلوث عليا فكر ربنا... مافيش داعى أجلس امام التلفزيون وقدام وسائل الاعلام تلوث فكري تخلي التربه اللي انا عايش فيها عماله تتشبع بامور ردية... اكيد التربه بتاعتي هتتشبع بالامور الرضية دى وهتدخل من غير مااشعر للشجره بتاعتى..اصل الشجرة بنتقلها حاجات من التربه واحد يقول لك لا لا دا انا بقعد بتسلى بس شويه هاقول لك صدقني ما تعرفش دة انت مغروس فيها عامل زي الجدر في التربه من غير ما هو يشعر يلاقي حاجات تدخل جواة تدخل جوة قلبك وجوة فكرك .. افكار عالميه.. افكار دنس.. افكار ملوثة من غير ماتشعر.. فين الثمر.؟! بالعكس لانجد ثمر جيد..لكن نلاقى ثمر راضئ جة منين؟! من التربه..او ممكن انسان يقلد انسان مشبع روح العالم.. اقول لك دة جاى من التربه..أو ممكن انسان يحتك بناس يبقى عارف ان هما مضرين جدا بالنسبالة... مايخدش اى موقف معاهم..التربة بتاعت الانسان الوسط المحيط بيقولوا على بني اسرائيل وهما خارجين من ارض مصر رايحين رحلتهم لكنعان اللفيف الذي في وسطهم يعني مجموعه صغيره تخيلوا ان اللفيف اللي فى وسطهم دول هما المجموعه الصغيره جدا اللي خلوهم يشتاقوا انهم يرجعوا أرض مصر...وهما اللي اشاره عليهم يعبدوا الوثن.. وهما اللى اشاره عليهم مزمت الارض ...ده جاي منين من اللفيف اللي في وسطهم قد ايه اضروا بالشعب كله.. اللفيف الذى فى وسطهم اشتهى شهوتا... اوعى يكون في حياتك فى لفيف وانت ساكت عليه اجعلوا الشجره جيده وثمارها جيدا شوف التربه شوف الميه..المياة دى ينابيع الروح.. التي تسقي الشجره وتنميها دي عمل نعمه ربنا... فينك من ينابيع الروح المتدفقه فينك من وسائط النعمه .. فينك من نشاط الروح في داخلك.. زي ما يقول المزمور فيكون كالشجر المغروسه على مجاري المياه التي تعطي ثمرها في حينه امتى الشجره تعطى ثمرها في حين؟؟ ولو مغروسه على مجاري المياه ماهى مجارى المياة... كلمه الله انهار الروح انهار التعزيات.. وقفات الصلاة ...عمل نعمه ربنا جوه الانسان مش ممكن نثمر بدون نعمه الله بس النعمه عشان تشتغل عايزة ايادى مرفوعة يقول القديس اغسطينوس ان النعمه تجول في داخلك تبحث عن سبب لخلاصك ان النعمه مستعدة دائما تتودد الى الانسان بل وتترجاة.. وتتوسل الية قف انحنى ارفع قلبك ارفع يديك..ها انا ذاك عاوز افيد عليك تخيل انسان غير راغب انة ياكل او يشرب ممكن يموت لانه فاقد رغبه الحياه مجرد بس انة فاقد احيانا احنا احبائى بنكون فاقدين الرغبه الروحية مش عاوز اصلى مش عايز اقرأ فى الانجيل صايم بس بثقل علي نفسي كل الامور الروحية ثقيلة اقول لك انت فاقد الرغبه في الحياه الروحيه كدة تموت روحيا كده تبقى عايش فقط بالجسد كده تكون عايش لاهتمامات الجسد والكتاب يقول ان عشتم حسب الجسد فستموتون... ولكن ان كنتم بالروح .تميتونا اعمال الجسد فستحيون... دة عمل نعمة ربنا مجارى المياة...مجارى المياة التى يجب أن نكون مغروزين حواليها... اوعى تدي وقت لكل شيء وما تلاقيش وقت لربنا... خلي بالك دة موت.. اجعل الشجره جيده و ثمارها جيد ...كل ما الانسان كان مهتم بالشجره كل ما كان يفرح...بعمل الثمر.. الشجره محتاجه تربه محتاجه مياه محتاجه متابعه ما فيش شجره تكبر لوحدها.. لازم يبقى ليها رعايه ومتابعه وتخاف عليها لازم انقب حولها واضع زبلا... لازم باستمرار اهتم بيها اراقبها اتابعها... حياتنا الروحيه احبائي محتاجه مننا اهتمام ومتابعه محتاجه مننا يقعد كذا محتاجه مننا اهتمام ومتابعة محتاجة مننا يقظة..محتاجة مننا ان الانسان يراقب نفسه باستمرار من الأسئلة اللى لازم الانسان يقعد مع نفسه ويسالها يا ترى يا رب انا بتقدم ولا بتاخر وليه لازم اسال نفسى السؤال ده..بتقدم؟؟ نشكر ربنا لانك نزعت من داخل قلبي جذور خطايا عديدة اشكرك يا رب لان ابتدت دلوقتي حياتي بقى ليها اهتمامات روحيه وابتديت اشعر بسرور وفرح في الاعمال الروحانيه هاقولك كدة انت ابتديت..تبقى انسان بتعيش فى مملكة الروحانين لكن ممكن تلاقي نفسك العكس تلاقي نفسك بتسر وتفرح وتسعى بشعف للامور الجسديه تلاقي نفسك الشهوات بتلذذك.. تلاقي نفسك الروحيات ثقيلة عليك جدا اقولك.. انت لازلت انسان جزداني راقب نفسك المرض ده جاء منين ؟من الاستهتار من الكسل وانك واخد الحياه بطريقه غير جادية جاء من عدم المتابعه لنفسك سكت على مرض كبر كبر لغايه لما تملك لكن في نعمه ربنا وفي روح ربنا ربنا اعطانا روح قداسه روح تطهير..ربنا اعطانا النعمه والمعونة اللي نعرف نغلب بها اي تيار شر او اي رغبه شر جوانا يلا ارفع ايدك ابتدي اطلب توبه اطلب رحمه اطلب نعمه ومعونة.. شد حيلك تابع نفسك تابع الشجره بتاعتك ما فيش واحد بيعرف ان عنده مرض خطير ويسكت الحياه الروحيه احبائي ملكوت الله لا يؤخذ براحه مش ممكن الفضايل ومش ممكن الامور اللي هتدينا خلاص ابدي ناخدها واحنا مستلقين على ظهورنا ابدا دة بجهاد ومشقة واتعاب واصوام واسهار..لكن الثمر لذيد عندما يشعر الانسان ان الثمر اشتغل جواة يفرح قلبة جدا.. لا يوجد انسان يزرع شجره ولا يكون في نفسه ان يرى الثمر... هكذا محبه الله لنا احبائنا الله اوجدنا لكي يتمتع بثمرنا يقترب الى اشجار حياتنا يشتهى ان ياخذ منها ثمر .. وكلما كانت الشجرة تحضر.لصاحبها اثمار جيدة ومفرحة كلما كانت تسر قلبة يعتزر بها ويكرم هذه الشجره ربنا بيقرب لكل واحد فينا لووجد في شجره يقول هذه هي ارادتى هذه هي مسره قلبي ان هذا الانسان يحقق قصدي ان هذا الانسان يوم يمجدنى في خلقتى.. ان هذا الانسان قد اعلن انتصاري داخلة.ان هذا الانسان غالب للعالم هذة هى فرحه ربنا اجعلوا الشجره جيده وثمرها جيد الانسان لابد ان ينظر إلى نفسه و يراقب نفسه يشوف التربه اللي انت فيها شوف الميه شوف ينابيع الروح.. تابع الشجره بتاعتك اهتميت بالداخل هتلاقي الثمر جميل ويفرح قلبك محبة فرح سلام فرح من مؤشرات الفرح احبائى اللي يعرف نفسه بالضبط عايش مع ربنا انه يبقى فرحان من جواة مهما كانت الضيقات من بره ولكنه لابد ان يشعر انه فرح من داخله ربنا فى العهد القديم كان يعمل لهم اعياد كثيرة ويعمل لهم ذبائح كثيرا لانه كان يريد ان يكون اولاده فرحين دائما.. قال لهم لا تكون الا فرحا.. مش عاوز اشوفك الا فرحان .. ومعلمنا بولس الرسول يكلمنا افرحوا في الرب كل حين واقول ايضا افرحوا.. الانسان الذي يعيش في مع الله يكون من داخله فرحا سلام الله يملك عليه.. طب وان كان يوجد ضيقات.. وان كان فيه تجارب وان كان في احزان اقول لك ده من بره من الخارج ده معلمنا بولس الرسول كان يكلمنا عن الفرح رسالة فيلبى تكلم عن الفرح في هذه الرساله حوالي 15 مره فى حين انه كتب هذه الرساله في السجن..فى واحد يتكلم عن الفرح وهو في السجن اقول لك اصل الفرح الروحي ده فرح من داخل الانسان غير مرتبط تماما بحاله الجسد احنا فكرنا ان الفرح مرتبط بحاله الجسد لو اكلت افرح لو روحت مصيف افرح و لو صرفت فلوس افرح صدقني الفرح غير مرتبط بالجسديات... ممكن الانسان يكون عايش في سجن لكن فرحان وممكن الانسان يكون عايش في قصر لكن مكتئب وحزين.. الفرح مش فرح من الخارج الامور الروحيه تجيب فرح لان هي امور بتنمي ارتباط الانسان بألاهة... فتؤتى بفرح ومسره .. عندما يعمل الانسان عمل و يشعر انة فرح الرب بية يشعر بغمرة سعاده في داخله .. لكن الانسان الذي يشعر بحزن وغم وضيق انسان مش عايش مع ربنا معلمنا بولس الرسول قال كحزانا نحن فرحون كاي شيء لنا نحن نملك كل شيء.. ممكن يكون ظاهرين للناس ان ننا حزانا ممكن يكون مضطهدين ممكن يكون متالمين ممكن نكون فقراء في الشكل لكن احنا من جوانا فارحين.. كاي شيء لنا ونحن نملك كل شيء ..اجعلوا الشجره جيده وثمرها جيد.. راقب الشجره بتاعتك اسهر عليها تبعها راقب الثمر ومش ممكن انسان يتعب في الشجره بتاعته الا وربنا يفرحوا بالثمر لان الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج ربنا يدينا ثمر يفرح قلوبنا كلنا ويسندك كل ضعف فينا بنعمتة ولالهنا المجد اللى الابد امين .

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل