العظات

ما يجب ان نعرفه عن الملائكة

اليوم 12 هاتور تذكار الملاك الجليل ميخائيل رئيس جُند الرب , كثير نعتبر إن هناك فجوة بيننا و بين الملائكة , فمن الممكن القديسين نقول عنهم , هؤلاء بشر ,فنفهم طبعهو و نقترب إليهم و نتودد إليهم و نتشفع بهم و لكن أحيانا الملائكة يكونوا بالنسبة لنا غامضين بعض الشئ لأنهم مُختلفين عن طبيعتنا , أريد أن أتكلم معكم عن عمل الملائكة , حتى نُقرب من فهمهم , اشياء كثيرة جدا يتميز بها الملائكة و يعملوها و لكن أنا سأكلمكم عن 3 أشياء فقط 1) هُم خُدام 2) جيش قوى 3) مُسبحين .

مجد السماء ج3

السَّماء هى مُكافأتنا وَ هى إِشتياقنا وَ موضُوع شُغلِنا الشاغِل ، فهى مُستقرنا الأخيِروَ هى السند لنا فِى كُلّ ضِيقة وَ فِى كُلّ جِهاد وَ فِى كُلّ ألم وَ حُزن ، صعب جِدّاً أنْ نُجاهِد على الأرض وَ نحنُ لاَ نعلم أين سنذهب ، كما أنّهُ مِنْ الصعب أنْ نقبل الآلام بِدُون أنْ نكُون مُنتظِرِين التمتُّع بِالغِنى السَّماوِى ، لِذلِك لابُد أنْ نسلُك كغُرباء على الأرض اليوم سنتحدّث عَنْ طبيعة حياتنا فِى السَّماء ، وَ كيف سيكُون شكلُنا فِى السَّماء ،وَ ماذا سنفعل وَ بِماذا سنكُون مُنشغِلِين ؟

حكمة وكيل الظلم

تقرأ الكنيسة في هذا المساء المبارك فصل وكيل الظلم من إنجيل معلمنا مارلوقا البشير .. قال ربنا يسوع مَثَل وكيل الظلم وهو رجل وكيل حسابات لرجل غني يحسب له حسابات مديونياته وتجارته وزراعته وواضح أنه كان شخص غير أمين يظلم الناس فشكاه الناس لصاحب المال الذي لما علم أنه ظالم أعلمه أنه سيطرده من عمله .. فماذا يفعل وكيل الظلم ؟فكر في بيته وأولاده وكيف سيعيش بعدما يُطرد وحسب حساباته جيداً ووجد أنه لن يجد ما سيعول به بيته فقال سأجعل الناس يخدمونني .. من هؤلاء الذين سيخدموك متى طُرِدت ؟ فقال هم المديونين لسيدي وأتى بكل شخص مديون لسيده وقال له كم عليك لسيدي ؟ يقول مثلاً مائة .. يُجيبه خذ صك واكتب خمسون وهكذا فعل مع كثيرين .. فشكره الجميع نعم هو شخص غير أمين وظالم لكن ربنا يسوع عندما حكى ذلك المثل كان يقصد حكمة وكيل الظلم أنه لما علم إنه سيُطرد فكر في كيف سيعيش .. فكَّر بنظرة مُستقبلية .. فإن كان أهل العالم ينظرون لمستقبلهم الأرضي .. نحن أبناء الملكوت ألا نفكر في مستقبلنا الأبدي ؟ أحياناً يفكر أهل العالم في كيفية تأمين مستقبلهم الأرضي أكثر من اهتمام أبناء الملكوت بمستقبلهم الأبدي قد يشتري الشخص قطعة أرض كبيرة ليقيم بها مشروع عندما يُحال للمعاش ليضمن حياته الأرضية هو وأولاده لسنوات كثيرة مستقبلاً .. يقول لك الله أنت مهتم بمستقبلك الأرضي وتحسب له بدقة وتنسى مستقبلك الأبدي !! إن كان أهل العالم يفكرون بحكمة هكذا فكم يكون أبناء النور والحكمة ؟ ” لأن حكمة هذا العالم هي جهالة عند الله “ ( 1كو 3 : 19) المستقبل الأبدي أهم .. فكَّر كثيراً في أبديتك والملكوت .. صنع الآباء الرسل آيات كثيرة وشفوا مرضى وأخرجوا شياطين وعادوا إلى ربنا يسوع فرحين بما فعلوا .. فقال لهم لا تفرحوا بذلك بل بالحري افرحوا أن أسماءكم كُتبت في الملكوت ( لو 10 : 20 ) .. إفرح بالعمل الأبدي أي الذي يُحسب لك لأبديتك .. إن كان أبناء العالم يفرحون بمشروع يكسِّب أو بمكافأة أو ........ فليتك تفرح أنت لأنك وارث للملكوت واسمك مكتوب في سفر الحياة فحافظ على ذلك حتى لا يُمحى اسمك من الملكوت معلمنا بولس الرسول قال أن كثيرون بدأوا بالروح ثم انتهوا بالجسد ( غل 3 : 3 ) .. حتى أنه قال إنه يذكرهم الآن باكياً لأنهم صاروا أعداء للصليب ( في 3 : 18) .. ليتك تعرف إنك مادمت على الأرض فأنت في غربة وفي زمن غير مضمون لذلك اسعى لأبديتك بكل قوتك وكما يقول الكتاب ” من يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط “ ( 1كو 10 : 12) أمِّن مستقبلك الأبدي وفكَّر إلى أين ستذهب في الأبدية .. إن كان الشخص المهاجر يبدأ يفكر في أفضل مكان يذهب إليه في الدولة التي سيهاجر إليها وأفضل وظيفة تناسبه هناك وأي مدارس يختارها لأولاده و........ يهتم بما هو في الخارج وإن عرضت عليه مشروع هنا يقول لك أنا أصفي أعمالي هنا لأني مهاجر .. إن أردت أن تخدمني فلتخدمني في أي أمر هناك في الدولة التي أهاجر إليها التي أنا ذاهب إليها أنت اسمك مكتوب في الأبدية إنتبه لئلا يضيع ويُمحى من الملكوت .. إحفظ إكليلك لئلا يُسرق منك .. القديسون يُضيئون كالكواكب في ملكوت أبيهم فلتسعى كما سعوا قال وكيل الظلم أصنع لي أصدقاء لكيما يقبلوني إذا طُردت من عملي .. أنت أيضاً اصنع لك صداقات مع القديسين .. لابد أن تذهب للسماء وأنت معروف لمن هناك لئلا تصير غريب ولا تُقبل في المظال الأبدية .. إنسان مثل البابا كيرلس كيف احتفلت به السماء عند انتقاله من عالمنا هذا ؟ وكيف فرح به الملائكة والقديسين ؟ كيف استقبله مارمينا ؟ بالتأكيد بكل فرح لأن علاقته بمارمينا بدأت من هنا وليس بعد انتقاله .. إصنع لك أصدقاء حتى يقبلوك في المظال الأبدية كيف تصنع هنا صداقات ؟ بالمجاملات والخروج معهم والولائم والمُراسلات و....... هكذا القديسين حاول أن تُصادقهم .. السماء بها مجموعات قديسين .. مجموعة قديسين مُحبين للصلاة وأخرى مُحبة للإستشهاد وأخرى مُحبة للتسبيح و........ وهكذا .. إختر لك مجموعة والتصق بهم وتمسك بهم وقلدهم كي تكون من هذه المجموعة حتى متى تركت أرض غربتك يقبلوك في المظال الأبدية البابا كيرلس كان يحب التسبيح والصلاة .. ادخل في ذلك الأمر معه كي يستقبلك مُحبو الصلاة والتسبيح .. أيضاً كن محب للرحمة كي يستقبلك أبونا إبراهيم مُضيف الغرباء .. كذلك الأنبا أبرآم والأنبا صرابامون أبو طرحة .. اسلُك كما سلكوا واحيا حياتهم .. هذا ما تضع عينيك عليه من الآن ويكون هدفك إن كان إنسان مهاجر وتقول له خذ رقم هاتف جارك في الدولة التي أنت مهاجر إليها يفرح ويبدأ يتصل ليطمئن عن أحوال هذه الدولة وجوها والوظائف بها والمدارس و...... مشغول بالأمر .. هكذا لابد أن يشغلنا فكر الأبدية حتى متى تركنا الأرض تستقبلنا الأبدية .. أرجوك لا تعيش اللحظة الآن فقط لأن الدنيا غادرة مجرد أن تتركها ينساك من فيها .. قد يكون وكيل الظلم مُخطئ بظلمه للناس وعدم أمانته لكنه نجح في نظرته المستقبلية نحن نقول لله ” إهدِنا إلى ملكوتك “ .. عندما تذهب للأبدية تخيل مع من تجلس وماذا تفعل .. يُحكى عن شخص كسول رأى رؤيا أنه صعد للسماء وعندما هم بالدخول منعهُ الملاك لأنه ليس له رصيد في السماء .. فحاول أن يدخل ولم يستطع فبدأ يصرخ .. وجاء صوت الله بعظيم مراحمه قائلاً دعوه يدخل .. ودخل فوجد الملائكة والقديسين يُسبحون ويسجدون فقال لنفسه سأنتظر قليلاً حتى ينتهوا من الصلاة .. ولكنهم لم ينتهوا .. لكنه عزى نفسه بأنهم لن يظلوا هكذا كثيراً ولكن طال الأمر ولم ينهوا تسبيحهم أو سجودهم فمل وطلب العودة من نفسه ما لم تتدرب على حياة السماء لن تستطيع أن تحياها في الأبدية لأن الأبدية ما هي إلا امتداد طبيعي لحياتنا الآن .. فإن عشت من الآن في حضرة الله طبيعي أن تكون في حضرتهِ في السماء ولكن إن لم تعتاد الحياة في حضرتهِ من الآن لن تحتمل الوجود في السماء في الأبدية .. مثل شخص اجتهد في دراسته طبيعي إنه ينجح في الإمتحان لكن إن كان شخص مهمل في دراسته فمتوقع إنه سيرسب في الإمتحان وكيل الظلم أعطانا مَثَل وقال لا يكون عقلك ضيق .. فكر في المستقبل وابحث عن أصدقاء لأنه سيأتي وقت وتفنى وتخرج وتُطرد .. أين عندئذٍ يكون مكانك ؟ لذلك مدحهُ ربنا يسوع على حكمته وقال أن أبناء هذا الجيل أحكم من أبناء النور .. كثيراً ما يكون أبناء العالم أحكم منا لأنهم ينظرون لمستقبلهم الأرضي ونحن لا ننظر لأبديتنا ربنا يعطينا أن ننظر إلى فوق للأبدية ونكوِّن صداقة مع القديسين من الآن حتى إذا ما خرجنا يستقبلونا في المظال الأبدية ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

قيادة اللة لحياتى

يحكى سفر يشوع أنه بعدما تنيح موسى النبى أن يشوع كان خائف , فقال له الله " كما كنت مع موسى أكون معك لا أهملك ولا أتركك . تشدد وتشجع , لأنك أنت تقسم لهذا الشعب الأرض التى حلفت لأبائهم أن أعطيهم إنما كن متشدد وتشجع جداً لكى تتحفظ للعمل حسب كل الشريعة التى أمرك بها موسى عبدى تشدد وتشجع لا ترهب ولا ترتعب لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب "( يش 1:5-9) جيد أن يشعر الإنسان أن الله معه فى كل مكان وكل إختبار وليؤكد الله للشعب أنه قائدهم قال ليشوع فى الإصحاح الثالث " عندما ترون تابوت عهد الرب إلهكم والكهنة اللاويين حاملين إياه فإرتحلوا من أماكنكم وسيروا وراءه " حيثما يذهب تابوت عهد الرب تسيرون وراءه وتتبعوه أبونا آدم إختبر وجود الله فى حياته فى الفردوس يتبعه خطوة بخطوة , والتجسد أعاد للإنسان وحدته مع الله لذلك عمانوئيل معناه الله معنا إذاً مهم أن أشعر أن الله معى فى كل وقت , صعب نفصل الله عن حياتنا العملية , أى قد نرى أن الله فى الكنيسة فقط لكن فى الكلية أو العمل أو البيت ..؟! .. لا .. لابد أن أشعر وأدرك بإدراك روحى أن هناك قوة تصحبنى فى كل حياتى , لذلك شعور وجود معك شعور جميل أخنوخ عرفنا عنه أنه سار مع الله فكان الله معه , لم يكن كموسى الذى قاد الشعب ولا كداود الذى حارب وملك ولا كسليمان الذى ملك و لكنه سار مع الله فلم يوجد جيد أن تشعر أن الله معك فى إستيقاظك وفى نومك وفى أكلك وعملك ووقت راحتك و فى كل حياتك بكل تفاصيلها ... إختبر هذا الشعور فى كل وقت وفى كل مكان أبونا إبراهيم قال له الله " أخرج من أرضك ومن عشيرتك الى الأرض التى أريك إياها " تعال ورائى , يقول الكتاب " فخرج وهو لا يعلم الى أين يذهب " لو سألته أمنا سارة الى أين نذهب ؟ ماذا يجيبها ؟ يقول الى حيثما يريد الله ... أريد إجابة محددة , يقول لها ليس لدى إجابة سوى أن الله يقودنا يقول له قدم لى إبنك وحيدك حبيبك على الجبل الذى أريك الله لم يعلمه أى جبل يقدم إبنه عليه لكنه أطاع الله لا تخف قد لا تعلم متى تعمل ولا أين تذهب ولا كيف لكن إعلم أن الله معك فلا تخف الله قال لإيراهيم " سر أمامى وكن كاملاً " لذلك من أجمل وعود الله لنا أنه فى بداية حياته على الأرض قال أن إسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا وفى نهاية حياته على الأرض قال لنا " ها أنا معكم كل الأيام والى إنقضاء الدهر " وأنا مع الله كلى إطمئنان وسلام وتقوى " تمسكت بخطواتك فما زلت قدماى " لن أضل لأنى أسير وراءك , أنا مطمئن لذلك لما تجسد يسوع قال عنه الكتاب " تاركاً لنا مثال لكى نتبع خطواته " دائماً أنظر خطواته وحياته , والجميل فى حياة يسوع أنه ما من أمر يمكن أن نجتازه إلا وعاشه , مراحل عمرية , عائلة , أناس محبين , أناس كارهين وحاقدين , أناس متآمرين , ناس محبين جداً له يريدون الحياة على صدره , وأخرين حاقدين يقولون خير أن يموت واحد ولا تهلك أمة , وأخرين يقولون نتبعك أينما تمضى , وأخرين يقولون أصلبه أصلبه إجتاز كل إهانة وكرامة ومجد وألم و لذلك عندما تتعرض لموقف أنظر كيف إجتازه يسوع لكى تجتازه أنت أيضاً , عينك عليه فى كل أعماله وأقواله , هو يقودنا فى موكب نصرته , الذى يجتاز كل ما إجتازه يسوع يكون مطمئن ولا يخاف أبداً الشعور بوجود حضرة الله الدائم شعور جميل , إيليا كان دائماً يقول " حى هو الرب الذى أنا واقف أمامه " حتى وهو فى قصر أخاب كان يرى الله أمامه إختبار قيادة الله فى حياتى أن اليوم كله يكون هو المرشد والمعين , لابد أن تخرج منا خلال اليوم أنات تناجى الله , قل له يارب أعنى , يارب إرشدنى , يارب دبرنى , أثناء اليوم أنا متصل به , اليوم كله عبارة عن إتصال دائم بالله , يوسف الصديق كان يقول " كيف أفعل هذا الشر العظيم وأخطئ الى الله " لن أختبئ منه فى مكان .. لا .. الله فى كل مكان فكن مطمئن له معظم مشاكل الإنسان تأتى من أنه يشعر أن الله غير موجود معه فيترك نفسه لأفكار عدو الخير فيقلق ويخاف , لكن مادمت تشعر أنك فى معية الله ستشعر بقوة لا نهائية , لما تشعر أن كمال الله كله لك ومحبة الله كلها لك ومعيته كلها لك , تشعر أنك فى يد قدير تصل الى درجة أنك تشعر أن الله لك وحدك , ملك خاص بك وحدك, وكأن الله يهتم بك بشكل خاص جداً , تشعر أن الله يشملك بنعمته ومعونته ويحيط بك وحدك دون غيرك , وكما يقول القديس أوغسطينوس " تسهر علىّ لتهبنى عطاياك وكأنى أنا وحدى موضوع حبك " هل لا يوجد غيرى فى الخليقة كلها ؟ كما يقول أشعياء النبى " على الأيدى تُحملون وعلى الركب تُدللون "تشعر أن الله ينجيك من كثير لا تعرفه أكثر من الكثير الذى تعرفه فتقول له " أعظمك يارب لأنك إحتضنتنى ولم تشمت بى أعدائى " .. هذا عكس شخص لا يشعر بوجود الله معه , وإن شعر بوجوده يشعر بوجوده مع غيره وليس معه هوهذا الشعور أنه موجود بالفعل قائم , لكن علينا نحن أن نقترب اليه ونثق أنه سيقبلنا , ويوم أشعر أن الله متخلى عنى فهذا علامة أكيدة أننى أنا الذى تخليت عنه وليس هو المتخلى عنى , فالشمس لا تغيب لكن الأرض هى التى تدير لها ظهرها , هكذا لما أشعر أن الله ليس معى فأنا الذى أدرت له ظهرى وليس هو الذى تركنى , وكما قال الله عن الشعب فى العهد القديم " أعطونى القفا لا الوجه" جيد أن أتخيل نفسى دائماً داخل المسيح , أسمع تعاليمه وأنفعل بإنفعالاته وأسلك سلوكه , لما نكون فى إحساس شركة مع المسيح سيكون لنا إيمان " إن سرت فى وادى ظل الموت لا أخاف شراً لأنك أنت معى " معية الله مهمة وجميلة , كان الله مع الشعب فى النهار عمود سحاب وفى اليل عمود نور وهم يسيرون ورائه , يسيرون وراء التابوت لما يسير ويقفون لما يقف وينصبوا خيامهم .. الى أين يذهب بكم عمود السحاب وعمود النور ؟ الى أرض الميعاد .. وما هو الطريق الذى تسلكونه ؟ يقولون وراء عمود السحاب وعمود النور نسير كيفما سار نسير نحن وراءه هكذا نحن , الله يقودنا الى السماء , ما هو الطريق ؟ أقول لك الطريق للسماء هو كلامه , هو يقودنى وأنا أطمئن , يقول سفر عاموس " هل يسير إثنان دون أن يتفقا " .. الله يقول لى : تعال معى , فماذا أجيبه أنا ؟.. أقول له : أريد يارب فأين نتقابل ؟ .. يقول لى : فى الصلاة , فى الأنجيل , .. وكلما سرت معه كلما إختبرت قدرته وقوته الشعب خلال أربعين سنة يعبر بهم البحر الأحمر ويبيد لهم أعدائهم وويخرج لهم ماء من الصخرة ويعطيهم المن والسلوى و هكذا الذى يسير مع الله ينتظره خير كثير , لذلك قصة خروج بنى إسرائيل من أرض العبودية هى ترنيمة محبة لله , كانوا يتغنون بها وبما فعله الله معهم خلالها , مجرد أن ينمو الطفل يعرفوه ما فعله الله معهم خلال رحلة الشعب فيثبت فى ذهنه أن الله مدبر وقادر وكل من إتكل عليه لا يعاقب ... هذا هو الطريق الذى يريدنى الله أن أسير فيه ويكون لى نية السير وراءه وأكمل حتى وأن كان فى الطريق صعاب لكن فيه أيضاً أفراح وتعزيات " الرب عز لخائفيه "هذه البركة تعطى الإنسان نعمة كبيرة تجعل محبة الله تنمو فى قلبه , لما تعاشر إنسان كثيراً تحبه , هكذا الله سِرْ معه تزداد محبتك له وتغنى بأعماله معك وتقول الذى ينجى من الحفرة حياتى , منقذى , رافع نفسى , خُذْ الأمر عملى أن الله يقود ويدبر أمور حياتك ويرعاك , هذا يحتاج منك تسليم وحب صادق وأن تكون واثق فيه بدون ندم أنك ستصل معه وستفرح وتتعزى فى الكنيسة كثيراً ما يؤكد الأب الكاهن على كلمة " الرب مع جميعكم " فى بداية كل صلاة .. لماذا ؟ حتى قبل التناول مباشرة من بداية كلمة " إهدينا يارب الى ملكوتك " يقولها أربعة مرات , مرة بعد إهدينا الى ملكوتك , ومرة فى بداية القسمة ,ومرة بعد القسمة , ومرة قبل التناول وكأن الكنيسة تؤكد لنا أن الرب مع جميعكم , تعطيك عطية السلام , يؤكد أن الله حال بجوهره وحال فى كلمته وجسده ودمه وحضوره معك فأطمئن , وقبل أن تخرج من الكنيسة تسمع عبارة جميلة جداً تقول " محبة الله الأب ونعمة الإبن الوحيد وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم " ,أى وأنت فى الكنيسة فى حضور الله وأيضاً عندما تخرج من الكنيسة ستكون أيضاً فى حضرته , وكأنه يقول قوة الثالوث هى من أجلك وعمل الخلاص من أجلك , هذا يفرحك كثيراً ما يعلمونا أن نخلط أحداث اليوم بالأنجيل , مثلاً عندما تنزل من بيتك إرشم الصليب , قل أية مع كل موقف يحدث لك خلال يومك , حتى وأنت تغسل وجهك وأكلك و فى كل موقف تخيل ربنا يسوع يجوزه وأسلك مثله حتى يصير يومك مختلط بيسوع أكثر شئ يحاربه عدو الخير هو شعورك بمعية الله معك , وليس نجاح عدو الخير فى أن يسقطك فى الخطية إنما هدفه ونجاحه هو أن يبعدنا عن الله وأن نصير أعداء مع الله , أى عندما أكل آدم من الشجرة لم يكن هدف عدو الخير أن يأكل آدم من الشجرة إنما كان هدفه بعد آدم عن الله بعصيانه له وأكله من الشجرة فيشعر أن الله بعيد عنه ويشعرأنه ردئ وأن الله لن يقبله لكن العكس , لو سقطت فى الخطية وصرخت لله وشعرت بوحدة معه , فهذا أمر يؤذى عدو الخيرإختبار قيادة الله لحياتى فى كل أمورى , وكما يقول الأباء " لا تعمل عمل إلا ويكون لك عليه شاهد من الأنجيل " تأكل , تتعلم , تسير , تنام , كل هذا يكون لك عليه شاهد من الأنجيل فيتقدس يومك الله يريد أن يعلن وجوده وحياته فينا , يريد أن يؤيد خطواتنا بخطواته وكلامنا بكلامه فنصير نحن هو ويصير كل واحد منا سفير وحامل له يقدم المسيح بكل وضوح , كل عمل تعمله فكر أن المسيح فيه حتى فى أبسط الأعمال , كان أحد الأباء يقول لله أنا أراك فى كل شروق شمس وفى كل طير يغرد وفى كل شجرة وفى إختَبر أن يرى الله فى كل شئ بدون تعقيد , بينما الذى وعيه بعيد عن الله يكون الله واضح أمامه ولايصدق ولايرى, بينما أولاد الله يرون الله بكل سهولة كما قال يوحنا الحبيب " هو الرب " ربنا يعطينا أن نراه فى كل شئ حولنا ونتمتع بمعيته فى كل حياتنا , ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين .

الإتضاع عمليا

{لأِنَّ الرَّبَّ عَالٍ وَيُعَايِن المُتَوَاضِعِين ، أمَّا المُتَكَبِرُون فَيَعْرِفَهُمْ مِنْ بُعْد }( مز 137 – مِنْ مَزَامِير النُّوم ) .. أتكَلِّم مَعَاكُمْ فِي 4 نُقَط :-

فاريد انْ تكونوا بِلاَ همًّ

مُعلّمِنا بولس الرسول فِى رِسالتهُ الأولى لأهل كورنثوس إِصحاح 7 عدد 32 يقول آية صغيرة جِداً وَلكنّها جميلة جِداً ، ياليتنا نعتبِرها رِسالة إِلينا مِنَ السماء ، تقول[ فأُريد أنْ تكونوا بِلاَ هَمًّ ] ، ما هذا الموضوع ؟؟؟فِى الحقيقة نحنُ نجِد ناس كثيرة تعيش فِى هَم وَقليلون هُم الّذين نجِدهُمْ فرِحين ، فنجِد الشخص يحمِل هَم السنين وَالزمن وَالأولاد ، وَفِعلاً إِنّ الحياة توجد فيها أشياء كثيرة تجعل الإِنسان يحمِل الهَم ، فقِلّة توُفّر فُرص العمل تجعل الإِنسان يحمِل الهَم ، وَالمُرتبات البسيطة تجعل الإِنسان يحمِل الهَم ، وَعدم الإِستقرار فِى البلد تجعل الإِنسان يحمِل الهَم ، وَالإِضطهاد فِى العمل يجعل الإِنسان يحمِل الهَم ، وَلقد سمِعت أنّهُ توجد بعض المصانع التّى تكتُب هكذا" نأسف لعدم توظيف المسيحيين " ، وَأيضاً الخصخصة وَالبِطالة ، حتّى النّاس التّى يوجد عِندها محلاّت وَتعتمِد على التِجارة يقولون أنّ أحوالهُم مُتوّقِفة ، فهذهِ المُشكِلة عِند كُلَّ النّاس ، وَبِهذا نجِد أنّ أُمور كثيرة تجعل الإِنسان يحمِل الهَم ، وَلكِنْ مُعلّمِنا بولس يقول[ أُريد أنْ تكونوا بِلاَ هَمًّ ] فكيف يحدُث ذلِك وَأنا أُفكِّر فِى المُستقبل وَأجِد أنّ المُرتب بسيط جِداً إِذا قُورن بالغلاء فِى الحياة ، فكُلَّ يوم لهُ هَم ، وَأولادِى وَهُمْ فِى المدرسة لهُم هَم ، وَإِبنِى عِندما ينتهِى مِنَ المدرسة فإِنّهُ سيتزّوج فيكون فِى هَم وَهَم وَهَم ، وَعِندما يتزّوج وَيكون عِنده أولاده يكون فِى هَم ، وَلكِن ماذا نفعل فِى هذهِ الدائِرة ؟ لِذلِك قال الكِتاب المُقدّس كلِمة جميلة جِداً وَهى [ يكفِى اليوم شرّه ] ، وَنجِد الشاب يُريد أنْ يسافِر وَالسفر غير مُيسّر لهُ ، فيكون مُتضايِق وَمهموم ، فهذهِ الطبيعة البشريّة ، وَلكِنْ لو تكلّمنا عَنَ عِلاج الهَم 000كيف نكون بِلاَ هَم ؟؟ سأُكلّمِكُمْ فِى ثلاث نُقط فقط وَهُمْ :0 (1) الإِتكال وَالتسليم 0 (2) الزُهد وَالترك 0 (3) التعُلّّق بالأبديّة 0

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل