العظات

كيف ننظر للمخدومين وكيف ينظرون إلينا

مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالْتُه الأُولَى إِلَى تَسَالُونِيكِي يَقُول ﴿ بَلْ كُنَّا مُتَرَفِّقِينَ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا تُرَبِّي الْمُرْضِعَةُ أَوْلاَدَهَا هكَذَا إِذْ كُنَّا حَانِّينَ إِلَيْكُمْ كُنَّا نَرْضَى أَنْ نُعْطِيكُمْ لاَ إِنْجِيلَ اللهِ فَقَطْ بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضاً لأَِنَّكُمْ صِرْتُمْ مَحْبُوبِينَ إِلَيْنَا ﴾ ( 1تس 2 : 7 – 8 ) .. هُوَ يَقُول لاَ أنْ نُعْطِيكُمْ مُجَرَّد مَعْلُومَات بَلْ أنْفُسْنَا أيْضاً لِذلِك اليُوْم نَقُول كَيْفَ نَنْظُر إِلَى المَخْدُوم ؟ أوْ مَا هِيَ نَظْرِتْنَا إِلَى المَخْدُوم ؟ لِذلِك نَتَحَدَّث فِي هذَا الشَّأنْ فِي ثَلاَث نِقَاط وَهُمْ :0 1/ قَطِيعْ الْمَسِيح : ============================ لاَبُد أنْ أعْرِف أنَّ هؤلاَء هُمْ قَطِيعْ الْمَسِيح .. أوْلاَدُه الَّذِي إِشْتَرَاهُمْ بِدَمِهِ .. إِفْتَدَاهُمْ وَقَدَّسَهُمْ وَإِقْتَنَاهُمْ لِنَفْسِهِ فَصَارُوا مِلْكاً لَهُ وَلَيْسَ مِلْك أُنَاس آخَرِينْ أوْ مِلْكاً لِي بَلْ هُمْ مِلْك لِلْمَسِيح لِذلِك قِيلَ عَنْهُمْ أنَّهُمْ ﴿ شَعْبُ اقْتِنَاءٍ ﴾ ( 1بط 2 : 9 ) .. أي أنَّ الله إِشْتَرَاهُمْ وَأخَذْهُمْ لَهُ .. هُمْ خَاصَّتَهُ وَمِلْكَهُ ﴿ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ ﴾ ( يو 13 : 1) .. مَحْبُوبِينْ مِنْ الله وَمَفْدِيِينْ مِنْهُ وَثَمَنْهُمْ هُوَ دَم الْمَسِيح .. ﴿ وَدَعَا لَهُ مِنْ جَمِيعْ الأُمَم جِنْساً مُخْتَاراً .. مَمْلَكَة وَكَهَنُوتاً وَأُمَّة مُقَدَّسَة وَشَعْباً مُبَرْرَاً ﴾ ( مَا يُقَال فِي قِسْمِة " أنْتَ هُوَ كَلِمَةُ الآب " ) .. " المَمْلَكَة " فِي أوْلاَدُه .. " الأُمَّة المُقَدَّسَة " فِي أوْلاَدُه .. " الشَّعْب المُبَرَّر " هُمْ أوْلاَدُه . إِذَنْ هؤلاَء هُمْ قَطِيعْ الْمَسِيح .. هُمْ مِلْك الْمَسِيح وَالْمَسِيح وَكِّلْنِي عَلِيهُمْ .. أنَا جِئْت لأِعْمَل وَأحْرُس هذِهِ الغَنَمَات .. أبُونَا يَعْقُوب لَمَّا إِشْتَغَل عَنْد لاَبَان خَالُه كَانْ يِسَلِّمُه بِالعَدَد ( سَلِّمْ وَاسْتِلِمْ ) .. لِدَرَجِة إِنْ أبُونَا يَعْقُوب حَاوِل الإِتِفَاق مَعَ خَالُه لاَبَان أنَّهُ إِنْ سُرِقَتْ غَنَمَة عَلَى مَنْ تَكُون ؟ بِالتَّأكِيد أنَّهَا لاَبُد وَأنْ تَكُون عَلَى صَاحِبْ الشِئ وَلكِنْ لاَبَان قَالْ أنَّهُ لَوْ دِيب أكَل غَنَمَة تَكُون عَلَى يَعْقُوب .. قَطِيعْ لاَبَان أُئتُمِنْ عَلِيه أبُونَا يَعْقُوب وَنَحْنُ أُئتُمِنَّا عَلَى قَطِيعْ يَسُوع الْمَسِيح .. ﴿ مَسْرُوقَةَ النَّهَارِ أَوْ مَسْرُوقَةَ اللَّيْلِ ﴾ ( تك 31 : 39 ) .. لَنْ أنَام لِيل وَلاَ نَهَار .. هؤلاَء هُمْ قَطِيعْ الْمَسِيح لِذلِك أبُونَا وَهُوَ عَلَى المَذْبَح يِقُول ﴿ أُحْرُس قَطِيعَك ﴾ لأِنَّ هؤلاَء لَك .. أنْتَ القَادِر عَلَى حِرَاسِتْهُمْ وَرِفْعَتِهِمْ .. أنْتَ المَسْئُول عَنْهُمْ .. وَنَحْنُ أحْيَاناً نَنْظُر إِلَى المَخْدُومِينْ عَلَى أنَّهُمْ مِلْكاً لَنَا وَخَاصِّينْ بِنَا .. وَلكِنْ هُمْ فِي الأسَاس مِلْك لِلْمَسِيح وَلَيْسُوا مِلْكِي .. هُمْ أوْلاَدُه لأِنَّهُ فَدَاهُمْ وَدَفَعْ ثَمَنْهُمْ وَحَرَّرَهُمْ مِنْ رِبَاطَات الخَطَايَا . حِينَمَا أخْدِم أوْلاَد يَسُوع لاَبُد وَأنَّ نَظْرِتِي لُهُمْ تَخْتَلِفْ .. القِدِيس أُغُسْطِينُوس حِينَمَا كَانَ يَطْلُبْ طِلْبَة عَنْ شَعْبُه كَانَ يَقُول ﴿ أطْلُب إِلِيك مِنْ أجْل سَادَاتِي عَبِيدَك ﴾ .. هُمْ سَادَاتِي وَلكِنْ هُمْ عَبِيدَك وَمِلْكَك وَلَيْسَ لأِنِّي أئتَمِنْ عَلِيهُمْ صارُوا مِلْكاً لِي .. هُمْ فِي أُسْرِتِي وَأنَا مُجَرَّدٌ أمِينْ عَلِيهُمْ وَوَكِيل عَلِيهُمْ لأِعْتَنِي بِهُمْ .. هُمْ قَطِيعْ الْمَسِيح فَوَاجِبْ عَلَيَّ أنَا أحِبُّه وَأكْرِمُه وَأبْذِل ذَاتِي مِنْ أجْلُه .. كُلَّ شَخْص فِي العَالَمْ يُحْتَرَم بِحَسَبْ جِنْسِيِتُه .. لِنَفْرِض السُودَانِي .. المَصْرِي .. اللِيبِي .. إِنْجِلِيزِي .. فَرَنْسَاوِي .. أمِرِيكِي كُلَّ وَاحِد يِخْتِلِفْ فِي مَقَامُه حَسَبْ دَوْلِتُه . وَأوْلاَد يَسُوع يِنْتِمُوا إِلَى مَلَكُوت السَّمَاء فَأي كَرَامَة تَكُون لَهُمْ ؟!! قَدِيماً كَانَتْ الرَّعَوِيَّة الرُّومَانِيَّة كَانَ لَهَا قِيمَة لِدَرَجِة إِنْ النَّاس كَانِتْ تِشْتِرِيهَا بِالمَال وَذلِك بِسَبَبْ الُممَيِّزَات المَمْنُوحَة لِحَامِل هذِهِ الجِنْسِيَّة .. بُطْرُس لَمْ يَكُنْ رُومَانِي فَصُلِبْ مُنَكَّس الرَّأس أمَّا بُولِس فَأُسْتُشْهِدٌ بِحَد السِيف لأِنَّهُ رُومَانِي وَلاَ يَلِيقٌ بِهِ إِلاَّ المَوْت بِكَرَامَة أمَّا غَيْر الرُومَانِيِينْ فَبِالصَلْب أوْ الرَّجْم .. قَطِيعْ الْمَسِيح لَهُمْ كَرَامَة فِي أعْيُنَنَا .. أحْيَاناً نَتَعَامَل مَعَهُمْ عَلَى أنَّهُمْ قَلِيل مِنْ الأوْلاَدٌ المُتْعِبِينْ وَنَتَعَامَل مَعَهُمْ بِتَعَسُّفْ وَشِدَّة وَلكِنْ هؤلاَء هُمْ قَطِيعْ الْمَسِيح وَلأِنَّهُ خَاص بِالْمَسِيح يَلِيقٌ بِهِ كُلَّ كَرَامَة لإِكْرَام الْمَسِيح . هُنَاك كَلِمَة جَمِيلَة جَاءَت فِي مَثَل السَّامِرِي الصَّالِح تِقُول ﴿ ضَمَدَ جِرَاحَاتِهِ وَصَبَّ عَلَيْهَا زَيْتاً وَخَمْراً وَأَرْكَبَهُ عَلَى دَابَّتِهِ وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُقٍ وَاعْتَنَى بِهِ . وَفِي الْغَدِ لَمَّا مَضَى أَخْرَجَ دِينَارَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ الْفُنْدُقِ وَقَالَ لَهُ اعْتَنِ بِهِ وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ أَكْثَرَ فَعِنْدَ رُجُوعِي أُوفِيكَ ﴾ ( لو 10 : 34 – 35 ) .. وَضَعْ شِعَار لَنَا " إِصْرِفْ عَلِيه بِدُون حَذَر وَالحِسَاب عَنْدِي لأِنِّي قَادِم " .. فَمَا هِيَ العِلاَقَة بَيْنَ الإِثْنِينْ بَيْنَ يَسُوع وَالسَّامِرِي ؟ رَبِّنَا يَسُوع يُحْضِر لِينَا المَخْدُوم وَمَعَهُ كَارْت تَوْصِيَة " إِعْتَنُوا بِهُمْ وَمَهْمَا تِعِبْت وَأنْفَقْت فِي خِدْمِتُه فَعِنْدَمَا آتِي فِي مَجِيئِ أُوفِيك عَنْ كُلَّ أتْعَابَك فِي الخِدْمَة مِنْ أجْل أوْلاَدِي المَحْبُوبِين " .. هُوَ شِيك عَلَى بَيَاض إِصْرِفْ كَمَا تَشَاء كَمَا تَحْتَاج الحَالَة . 2/ قِدِّيسِينْ مَحْبُوبِينْ : =================================== أحْيَاناً نَنْظُر لَهُمْ أنَّهُمْ أشْقِيَاء جِدّاً وَيُرُدُّوا رُدُودٌ غِير مَقْبُولَة وَنَصِفْهُمْ بِعَدَم الشَطَارَة وَعَدَم الحِفْظ .. وَإِذَا خَدَمْت تِخْدِمْهُمْ عَلَى إِنُّهُمْ مَجْمُوعَة مِنْ الفَاشْلِينْ فَبِهذَا لَنْ تُثْمِر خِدْمِتَك أبَداً .. عَلَى فِكْرَة بِدَايِة خِدْمِة قَدَاسِة البَابَا شِنُودَة كَانِتْ فِي مَنْطِقِة حَي الزَّبَّالِينْ وَهُوَ مَوْجُودٌ فِي أطْرَاف شُبْرَا وَمَوْجُودٌ إِلَى الأنْ فَلَكُمْ أنْ تَتَخَيَلُوا إِنْسَان يِخْدِم زَبَّالِينْ .. مَا الَّذِي أرْغَمُه عَلَى ذلِك ؟ لأِنَّهُ رَأى فِيهُمْ أوْلاَدٌ الْمَسِيح وَأنَّهُمْ مُكَرَّمِينْ جِدّاً لأِنَّهُمْ مُعَمَّدِينْ وَمَدْهُونِينْ بِالمَيْرُون .. لَهُمْ حَقٌ دُخُول السَّمَاء لأِنَّ مَعَهُمْ البَسْبُور السَّمَاوِي وَلَهُمْ الأحَقِيَّة وَالرَّعَوِيَّة السَّمَاوِيَّة وَمُكَرَّمِينْ إِكْرَام أكْثَر مِنْ كُلَّ سُكَّان الأرْض . لِذلِك أنْتُمْ أيْضاً لاَ تُفَرِّقُوا بَيْنَ المَخْدُومِينْ حَسَبْ الإِمْكَانِيَات البَشَرِيَّة لأِنَّ هذِهِ رؤيَة بَشَرِيَّة هِيَ رؤيِة العَتِيقٌ .. أُنْظُر فِي الْمَسِيح يَسُوع .. مُعَلِّمْنَا يَعْقُوب يِقُول ﴿ أَمَّا أَنْتُمْ فَأَهَنْتُمُ الْفَقِيرَ ﴾ ( يع 2 : 6 ) .. إِذَا رَأيْت رَجُل يَنْظُر إِلَى الأُمور السَّطْحِيَّة البَشَرِيَّة لاَبُد أنْ تَنْظُر إِلِيه بِنَظْرِة الْمَسِيح وَأنَّهُ مِنْ رَعِيِّة الْمَسِيح .. إِذَا كَانْ هُوَ قَبَلْ أنْ يُمَتِّعُه بِالمَجْد البَشَرِي أنَا لاَ أقْبَل !!! وَالإِنْسَان الَّذِي يَصْعُب التَعَامُل مَعَهُ يَحْتَاج إِلَى الشَّفَقَة أكْثَر .. ﴿ لأَِجْلِ هذَا أَتَيْتُ ﴾ ( يو 12 : 27 ) .. ﴿ لَمْ آتِ لأَِدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لأُِخَلِّصَ الْعَالَمَ ﴾ ( يو 12 : 47 ) .. رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح إِسْتَخْدِم الَّذِينَ رَفَضُوه .. ﴿ رَفَضُونِي أَنَا الحَبِيب مِثْلَ مَيِّتٍ مَرْذُول ﴾ .. وَأنْتَ أيْضاً أُنْظُر إِلَى الطِّفْل عَلَى أنَّهُ قِدِيس لأِنَّهُ إِبْن الْمَسِيح لأِنَّ القَدَاسَة لَيْسَتْ مَعْنَاهَا أنَّهُ بِلاَ خَطِيَّة وَلكِنْ المَعْنَى هُوَ أنَّ الخَطِيَّة هِيَ شِئ عَارِض فِي حَيَاتُه وَفِي طَرِيقُه . هذَا هُوَ فِكْر الْمَسِيح لأِنَّ عَدُو الخِير مُمْكِنْ أنْ يِسْلِبْنَا كِنْزِنَا وَهُوَ غَلاَوِة وَكَرَامِة وَقَدَاسِة الْمَسِيح الَّتِي فِينَا .. هُوَ بَسَطْ ذِيلُه عَلِينَا وَسَتَر عَوْرَتْنَا .. ﴿ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَِجْلِنَا ﴾ ( رو 5 : 8 ) .. ﴿ الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَِجْلِ تَبْرِيرِنَا ﴾ ( رو 4 : 25 ) وَإِنْ أخْطَأنَا نَسْتَمِد قُوِّتْنَا مَرَّة أُخْرَى مِنْ عَهْدُه فِي الجَسَد وَالدَّم فَنَتَقَدَّس وَنَخْرُج إِلَى العَالَمْ وَنَتَلَوَث وَنَعُود مَرَّة أُخْرَى وَهكَذَا حَتَّى نَتَقَابَل مَعَهُ وَنَحْنُ قِدِّيسِينْ .. نَتَعَامَل مَعَهُمْ عَلَى أنَّهُمْ آنِيَة مُخْتَارَة وَلَمَّا إِخْتَارْهُمْ قَدَّسَهُمْ وَعَيَّنَهُمْ .. ﴿ لأَِنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ لِيَكُونَ هُوَ بِكْراً بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ ﴾ ( رو 8 : 29 ) .. ﴿ كَمَا اخْتَارْنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامُه فِي الْمَحَبَّةِ ﴾ ( أف 1 : 4 ) .. لاَ نَعْتَقِد أنَّ القِدِيس بُولِس الرَّسُول يُجَامِل حِينَمَا يُرْسِل وَيَقُول ﴿ إِلَى الْقِدِّيسِينَ ... ﴾ ( أع 9 : 32 ؛ أف 1 : 1 ؛ كو 1 : 2 ) .. هُوَ يَتَكَلَّمْ عَنْ القِدِّيسِينْ الَّذِينَ هُمْ مُخْتَارِي رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح مَدْعُوِينْ قِدِّيسِينْ .. لِذلِك إِذَا نَظَرْت إِلَى الَّذِينَ تَخْدِمَهُمْ هكَذَا سَوْفَ يَخْتَلِفْ الذِّهْن .. ﴿ اِرْمِ خُبْزَكَ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ فَإِنَّكَ تَجِدُهُ بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَة ﴾ ( جا 11 : 1 ) . تَكَلَّمْ عَنْ رَبِّنَا يَسُوع وَمَحَبَّتُه وَعَنْ القِدِّيسِينْ .. قَدِّم التَّجْدِيد فِي الطَّرِيقَة وَالعَرْض وَالهَدَف وَكُلَّمَا أتْقَنْت التَّحْضِير كُلَّمَا كَانْ فِيه رُوح .. ﴿ الرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي ﴾ ( يو 6 : 63 ) .. فَإِذَا كَانْ رَبِّنَا الكُلِّيّ القَدَاسَة يَنْظُر إِلَيْنَا أنَّنَا قِدِّيسِينْ مَعَ أنَّهُ مِنْ المَفْرُوض أنَّهُ لاَ يَتَحَمَّلْنَا لأِنَّ القُدُّوس لاَ يَحْتَمِل الشَّر فَلِذلِك ألاَ نَحْتَمِل نَحْنُ بَعْضَنَا البَعْض ؟!!! هُوَ يَحْتَمِلْنَا لأِنَّهُ يَنْظُر إِلَيْنَا أنَّنَا قَطِيعْ مُقَدَّس .. فِي سِفْر العَدَد يَتَكَلَّمْ عَنْ " بَالاَق " الَّذِي أرَادَ أنْ يُحَارِبْ شَعْب الله فَعَرَف مِنْ السُؤَال عَنْهُمْ أنَّهُمْ شَعْب جَبَّار لَيْسَ لَهُمْ أسْلِحَة وَلكِنْ الله مَعَهُمْ .. وَأنَّ يَشُوع دَخَلْ (31) حَرْب أمَام مُلُوك وَغَلَبْهُمْ وَالَّذِي يَدْخُل أمَامَهُمْ لاَ يَنْتَصِر فَمَاذَا يَفْعَل ؟ فَسَأل مُشِيرِينْ فَأشَارُوا عَلِيه أنَّ سِر قُوَّتِهِمْ فِي إِلَهِهِمْ وَبِالتَّالِي يَكُون سِر ضَعْفِهِمْ فِي قُوَّتِهِمْ فَأرَادُوا أنَّ الله يَغْضَبْ عَلَيْهِمْ فَأحْضَرُوا نَبِي إِسْمُه " بِلْعَام " وَبِالمَال طَلَبُوا مِنْهُ أنْ يُرْسِل لَعْنَة عَلَى الشَّعْب وَلكِنْ الله مَنَعْ بِلْعَام وَأرْسَلَهُ لِيَتَكَلَّمْ بِالكَلاَم الَّذِي يُلَقِّنَهُ لَهُ الله وَوَقَفَ بَالاَق مُنْتَظِر اللَعْنَة فَبَدَأَ بِلْعَام يَقُول ﴿ كَيْفَ أَلْعَنُ مَنْ لَمْ يَلْعَنْهُ اللهُ وَكَيْفَ أَشْتِمُ مَنْ لَمْ يَشْتِمْهُ الرَّبُّ ﴾ ( عد 23 : 8 ) .. ﴿ مَا أَحْسَنَ خِيَامَكَ يَا يَعْقُوبُ مَسَاكِنَكَ يَا إِسْرَائِيلُ ﴾ ( عد 24 : 5 ) .. ﴿ لَمْ يُبْصِرْ إِثْماً فِي يَعْقُوبَ ﴾ ( عد 23 : 21 ) . وَرَغْم كُلَّ هذَا لكِنْ الله يَنْظُر إِلَيْهِ أنَّهُ جَمِيلٌ لِذلِك يَقُولُوا عَنْ بِلْعَام أنَّهُ تَرَك الأمر كُلُّه فَأرَادَ بَالاَق أنْ يُسْقِط الشَّعْب فِي الخَطِيَّة فَسَيِّبْ عَلِيهُمْ بَنَات زَانِيَات لِيَصْنَعُوا الخَطِيَّة مَعَهُمْ فَيَلْعَنَهُمْ الله وَيَغْضَبْ عَلَيْهُمْ .. وَفِي سِفْر الرُؤْيَا يَتَكَلَّمْ عَنْ بِلْعَام هذَا وَأنَّهُ ﴿ يُلْقِيَ مَعْثَرَةً أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ ( رؤ 2 : 14) .. هُوَ لَعَنْهُمْ بِطَرِيقٌ غِير مُبَاشِر .. وَرَغْم هذَا الله يَنْظُر لِلشَّعْب عَلَى أنَّهُ بِلاَ خَطِيَّة وَلاَ إِثْم .. وَفِي سِفْر عَرُوس النَّشِيد يَقُول ﴿ كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبَتِي لَيْسَ فِيكِ عَيْبَةٌ ﴾ ( نش 4 : 7 ) .. ﴿ أَنَا سَوْدَاءُ وَجَمِيلَةٌ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ ﴾ ( نش 1 : 5 ) .. سِوَاء فِي عَيْنَيّ النَّاس وَفِي عَيْنَيّ نَفْسِي وَلكِنْ جَمِيلَةٌ فِي عَيْنَيّ الله لأِنِّي إِبْنَتُه فَإِنْ كَانُوا مَحْبُوبِينْ مِنْ الله فَكَيْفَ يَكُونُوا غِير مَحْبُوبِينْ مِنَّا ؟!! 3/ كَنِيسِة الغَد : ========================= الأوْلاَدٌ الَّذِينَ نَتَعَامَل مَعَهُمْ عَلَى أنَّهُمْ أوْلاَدٌ سَبَبْ تَعَبْ وَأنَّهُمْ بِلاَ إِسْتِيعَاب مَمْلُؤيِنْ تَعَبْ وَمَشَاكِل هؤلاَء هُمْ كَنِيسِة الغَد .. هؤلاَء هُمْ المُؤتَمَنِينْ عَلَى التَّعْلِيمْ وَالأمَانَة الأُرْثُوذُكْسِيَّة وَالكِتَاب المُقَدَّس وَتَعَالِيمُه وَسَيَأخُذُوا مِنْ الله كُلَّ بَرَكَة وَنِعْمَة .. ﴿ كَمَا كَانْ هكَذَا يَكُون مِنْ جِيل إِلَى جِيل .... ﴾ ( مَرَدٌ الشَّعْب بَعْد التَّرْحِيم فِي القُدَّاس البَاسِيلِي ) .. إِنْ كُنْت تَنْظُر إِلَيْهِمْ نَظْرَة سَطْحِيَّة هؤلاَء هُمْ كَنِيسِة الغَد .. أحَدٌ المُدَرِسِينْ كَانَ حِينَمَا يَدْخُل إِلَى الفَصْل يَنْحَنِي إِلَى التَّلاَمِيذ فَحِينَمَا سَألُوه لِمَاذَا يَفْعَل هذَا ؟ قَالَ أنَّهُ يَنْظُر إِلَيْهِمْ عَلَى أنَّهُمْ جِيل الغَد .. هُمْ مَسْئُولِينْ عَنْهُ لأِنَّهُ لَوْ قَلَّلْ مِنْ شَأنُهُمْ فَهُوَ يُقَلِّل مِنْ قِيمِة الغَد .. وَنَحْنُ أيْضاً لَوْ فَعَلْنَا هذَا نُقَلِّلْ مِنْ الكَنِيسَة وَالأُرْثُوذُكْسِيَّة وَالْمَسِيحِيَّة وَإِنْ لَمْ نَقُوم بِدُور الرِّعَايَة فِي الكِنِيسَة عَلَى الأقَلْ سَتَصِير أُم وَمُرَبِيَّة .. إِذَنْ لاَبُدْ مِنْ إِعدَادْهَا بِعِنَايَة .. لاَبُدْ أنْ أنْظُر إِلَيْهَا هذِهِ النَّظْرَة . هُمْ الَّذِينَ سَيَحْفَظُوا الإِيمَان وَالإِنْجِيل .. هُمْ سَيُصَلُّوا بِالأجْبِيَة وَيُعَلِّمُوا جَمَال الصَّلاَة بِهَا .. لكِنْ لَوْ نَظَرْت إِلَيْهِمْ أنَّهُمْ مُجَرَّدٌ أوْلاَدٌ لِلتَّعْلِيمْ سَتَكُون نَظْرَة قَصِيرَة جِدّاً وَلكِنْ نَنْظُر إِلَيْهُمْ عَلَى أنَّهُمْ كَنِيسِة الغَد وَإِحْتِرَامِي وَتَقْدِيرِي لَهُمْ سَوْفَ يَخْتَلِف وَمُحَاوَلَتِي أنْ أُنَمِّيهُمْ وَأُتَلْمِذَهُمْ سَوْفَ تَخْتَلِفْ .. هؤلاَء هُمْ حَامِلِي الأمَانَة .. هُمْ خَادِمَات وَخُدَّام الجِيل القَادِم لِذلِك الأمر يَحْتَاج إِلَى خَادِمَات أقْوَى مَمْلُؤيِنْ كُلَّ نِعْمَة وَكُلَّ فَهْم لأِنَّ الأوْلاَدٌ مُحْتَاجِينْ إِلَى مَجْهُود مُضَاعَفْ .. ﴿ بِلاَ رُؤْيَا يَجْمَحُ الشَّعْبُ ﴾ ( أم 29 : 18) .. لأِنَّ دُورْنَا هُوَ التَّعْلِيمْ وَالتَّوْجِيه وَأنْ نُنَمِّي وَنُشَجِعْ لأِنَّ كَنِيسِة الغَد هِيَ الَّتِي تَعْتَمِد عَلَى تَسْلِيمْ الأجْيَال لأِنَّهُ لاَ يُوْجَد جِيل بَاقِي .. ﴿ الأجْيَال إِلَى زَوَال وَالكَنِيسَة بَاقِيَة ﴾ . إِذَنْ هِيَ مُحْتَاجَةٌ إِلَى أجْيَال مُتَتَابِعَة فَهْيَ تَحْتَاج إِلَى رُوح وَاهْتِمَام فِي خِدْمِتْهَا .. إِذَا نَظَرْت إِلَى الإِبْنَة المَخْدُومَة عَلَى أنَّهَا سَتَصِير فِي يُوم خَادِمَة وَسَتُعَلِّمْ الأوْلاَدٌ تَرْنِيمَة أوْ لَحْن المُعَامْلَة سَتَخْتَلِفْ .. أجْمَلٌ مَا فِي الكِنِيسَة أنَّ رُوح الكِنِيسَة مَوْجُودَةٌ وَإِنْ إِخْتَلَفْ الأشْخَاص لأِنَّهَا تَعْتَمِد عَلَى التَّسْلِيمْ مِنْ جِيل وَإِلَى جِيل الَّذِي يَلِيه .. هُوَ جِيل المُسْتَقْبَل مِثْلَمَا شَهَدٌ مُعَلِّمْنَا بُولِس لِتِيمُوثَاوُس ﴿ مَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِشُهُودٍ كَثِيرِينَ ﴾ ( 2تي 2 : 2 ) .. هذِهِ الآيَة بِهَا (4) أجْيَال هُمْ بُولِس ؛ تِيمُوثَاوُس ؛ أُنَاس أُمَنَاء ؛ يُعَلِّمُوا آخَرِينْ .. المُهِمْ أنَّهَا تَعْتَمِد عَلَى الأجْيَال وَالتَّسْلِيمْ .. فِي وَقْت ظَنَّ مُقَاوِمِي الْمَسِيحِيَّة أنَّهَا سَتَنْتَهِي وَتَبْطُل مِنْ العَالَمْ بِمَوْت الْمَسِيح وَلكِنَّهَا لَمْ تَنْتَهِي .. حَاوَلُوا يُقَاوِمُوا الْمَسِيحِيَّة وَيُبْطِلُوهَا عَنْ طَرِيقٌ مُقَاوَمِة رُسُلٌ الْمَسِيح وَلكِنْ لَمْ تَبْطُل الْمَسِيحِيَّة بَعْدَهُمْ ظَلُّوا يُقَاوِمُوا جِيل فَجِيل وَبَقَتْ الْمَسِيحِيَّة .. الجِيل الَّذِي جَاءَ بَعْد الأبَاء الرُّسُلٌ هُوَ جِيل (( الأبَاء الرَّسُولِيِينْ )) .. هُمْ مُعَاصِرِي الرُّسُلٌ مِثْل إِكْلِيمَنْضُدْس وَتِرْتِلْيَانُوس وَبُولِيكَارْبُوس .... كُلَّ جِيل حَاوَلُوا القَضَاء عَلِيهَا وَلكِنْ كَانَتْ الْمَسِيحِيَّة تَبْقَى وَتَنْتَشِر بِطَرِيقَة مُتَوَالِيَة .. أنْتُمْ الكَنِيسَة وَهيَ مَوْجُودَةٌ فِي الأوْلاَدٌ الَّذِينَ نَخْدِمَهُمْ لأِنَّهُمْ هُمْ كَنِيسَة الغَد .. هُنَا سَتَخْتَلِفْ النَّظْرَة وَسَتَكُون العِنَايَة مُخْتَلِفَة .. مَنْ يَقُول مَعَ مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول الكَلِمَة الَّتِي قَالَهَا فِي ( 1تس 2 : 7 – 8 ) ﴿ بَلْ كُنَّا مُتَرَفِّقِينَ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا تُرَبِّي الْمُرْضِعَةُ أَوْلاَدَهَا هكَذَا إِذْ كُنَّا حَانِّينَ إِلَيْكُمْ كُنَّا نَرْضَى أَنْ نُعْطِيكُمْ لاَ إِنْجِيلَ اللهِ فَقَطْ بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضاً لأَِنَّكُمْ صِرْتُمْ مَحْبُوبِينَ إِلَيْنَا ﴾ .. فَهُوَ عَارِفْ قِيمَة الكَلاَم الَّذِي يَقُولُه وَمَاذَا يَفْعَل وَأنَّهُ يَخْدِم قَطِيعْ الْمَسِيح وَأنَّهُمْ قِدِّيسِينْ وَمَحْبُوبِينْ وَأنَّهُمْ كَنِيسَة الغَد .. أعْتَقِد أنَّ نَظْرِتَك لِنَفْسَك وَلِخِدْمِتَك وَإِسْتِفَادْتَك مِنْ الخِدْمَة وَلِلخِدْمَة سَوْفَ تَخْتَلِفْ . كَيْفَ يَنْظُر إِلَيْنَا المَخْدُوم ؟ =========================================== إِرْجَعْ بِذِهْنَك لِلطُفُولَة وَكَيْفَ كُنْت تَنْظُر لِلخَادِم تَجِد أنَّكَ غِير مَا تَرَى الأنْ .. الأوْلاَدٌ يَفْهَمُون كُلَّ شِئ وَيُمَيِز مَنْ يُحِبُّه وَمَنْ لاَ يُحِبُّه فَأكْثَر مَنْ يُمَيِز هُوَ الطِّفْل .. مُمْكِنْ مِنْ نَظْرِة عِينْ يِفْهَمْ .. بِدُون عَطَايَا إِحْسَاس وَثِقَة .. أنْتَ لاَ تَقْدِر أنْ تَحِس ذلِك وَلكِنْ الطِّفْل يَشْعُر جِدّاً .. فَأنْتَ فِي عِينْ المَخْدُوم مَاذَا تَكُون ؟ 1/ أنْتَ فِي عِينُه خَادِم أم مُعَلِّمْ ؟ ==================================================== مُعَلِّمْ بِمَعْنَى شَخْص تَلْقِينْ Teacher .. بِمَعْنَى عَنْدَك مَنْهَج قَرَأتُه ثُمَّ سَمَّعْتُه .. هَلْ أنْتَ مُجَرَّدٌ تُعْطِي مَعْلُومَات لِمَنْ تَخْدِمَهُمْ .. تِسَلِّمْهُمْ مُجَرَّدٌ بَعْض أُمور لِلحِفْظ .. هُنَاك فَرْق بَيْنَ التَّلْقِينْ وَالتَّسْلِيمْ وَبَيْنَ المُعَلِّمْ وَالخَادِم .. رَبِّنَا يَسُوع قَالْ ﴿ أَنَا بَيْنَكُمْ كَالَّذِي يَخْدُِمُ ﴾ ( لو 22 : 27 ) .. تَكَلَّمْ عَنْ أشْيَاء وَعَمَلْهَا السَّلاَم وَمَحَبِّة الأعْدَاء .. مَا مِنْ شِئ تَكَلَّمْ بِهِ إِلاَّ وَعَمَلُه .. فَأنْتَ مِحْتَاجٌ أنْ تَأخُذ بَالَك جِدّاً .. مُعَلِّمْنَا بُولِس يَقُول ﴿ يَا أَوْلاَدِي الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُمْ أَيْضاً إِلَى أَنْ يَتَصَوَّرَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ ﴾ ( غل 4 : 19 ) .. وَالجُزْء الَّذِي قَرَأتُه ﴿ كُنَّا حَانِّينَ إِلَيْكُمْ كُنَّا نَرْضَى أَنْ نُعْطِيكُمْ لاَ إِنْجِيلَ اللهِ فَقَطْ بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضاً ﴾ . يَحْكِي الأنْبَا تَاوَضْرُوس عِنْدَمَا كَانَ بِالخَارِج أنْ سَألَهُ شَخْص مَاذَا تَعْمَل ؟ أجَابَ " أُسْقُفْ " .. فَسَألَهُ مَا مَعْنَى " أُسْقُفْ " ؟ أجَابَ " رَاعِي " .. قَالْ كَلِّمْنِي عَنَّك .. فَقَالَ لَهُ أشْيَاء كَثِيرَة وَمِنْهَا تَدْرِيس العَهْد الجَدِيد فِي الإِكْلِيرِيكِيَّة .. فَقَالَ لَهُ الرَّجُل وَأنَا أيْضاً أدْرِس العَهْد الجَدِيد .. فَفَرَح سَيِّدْنَا لِوُجُودٌ شِئ مُشْتَرَك بَيْنَهُمْ .. وَسَألَهُ أيْنَ تُصَلِّي ؟ أجَابَ الرَّجُل لاَ أُصَلِّي .. سَألَهُ تَذْهَبْ إِلَى أي كِنِيسَة ؟ فَوَجَدَهُ مُلْحِد .. مُلْحِد لكِنْ يَدْرِس العَهْد الجَدِيد .. هُنَاك نَاس تَأخُذ أشْيَاء فِي الْمَسِيحِيَّة كَدِرَاسَة .. وَسِيلَة لِلإِرْتِزَاق وَهذَا إِسْمُه مُدَرِّس .. لِذلِك هُنَاك فَرْق بَيْنَ مَنْ يَقُول مَعْلُومَة أوْ مَنْ يُسَلِّمْ حَيَاة .. ﴿ مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهذَا يُدْعَى عَظِيماً ﴾ ( مت 5 : 19 ) .. وَمُعَلِّمْنَا بُولِس قَالَ﴿ أَنَا لَمَّا أَتَيْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَتَيْتُ لَيْسَ بِسُمُوِّ الْكَلاَمِ أَوِ الْحِكْمَةِ ﴾ ( 1كو 2 : 1 ) .. ﴿ كَلاَمِي وَكِرَازَتِي لَمْ يَكُونَا بِكَلاَمِ الْحِكْمَةِ الإِنْسَانِيَّةِ الْمُقْنِعِ بَلْ بِبُرْهَانِ الرُّوحِ وَالْقُوَّةِ ﴾ ( 1كو 2 : 4 ) .. مِشْ حِكَايِة فَلْسَفَة .. حَضَّرْت الدَّرْس هَلْ صَلِّيتْ لأِجْل الدَّرْس وَحَاوِلْت تُخْرِج تَدْرِيبْ لِنَفْسَك تِعِيشُه ؟ .. المَخْدُوم يَاخُدٌ بَالُه بَيْنَ مَنْ يُعْطِي مَعْلُومَة وَبَيْنَ مَنْ يَعِيش مَعْلُومَة .. وَيُقَال عَنْ الخَادِم أنَّهُ وَسِيلِة إِيضَاح لِلفَضَايِل .. أوِّل نُقْطَة إِنْتَ خَادِم أم مُعَلِّم ؟ خَادِم لِيك عِشْرَة وَحَيَاة وَإِخْتِبَار وَأعْمَاق وَلِيك مَخْدَع . 2/ أنْتَ فِي عِينُه رُوحَانِي أم إِجْتِمَاعِي ؟ ================================================================ شَخْص يِهْتَمْ أنْ يَكُون صَاحْبَك لكِنْ الفَرْق أنْ تَعْمَل هذَا بِنَظْرَة إِجْتِمَاعِيَّة أم رُوحِيَّة ؟!! الوَلَد دَه إِبْن الْمَسِيح مِشْ عِلاَقِة إِسْتِلْطَاف وَالَّذِي يَحْكُمْ فِي هذَا عَدَم التَّمْيِيز وَالتَّفْرِيق .. لَيْسَ لَك أُنَاس مُعَيَنِينْ .. الإِنْسَان الرُّوحَانِي لاَ يُفَرِّق وَالإِجْتِمَاعِي لاَ يَعْرِف لأِنَّهُ يَمْشِي بِالعَتِيقٌ .. يِمْشِي عَلَى هَوَاه .. وَالَّذِي يُثْبِتْ أنَّكَ رُوحَانِي إِنَّك بِتْحِبُّهُمْ حُبْ فِي الْمَسِيح رُوحِي .. حُبْ مِنْ أجْل الْمَسِيح لِيَتَعَلَّقُوا بِالْمَسِيح وَلَيْسَ بِشَخْصَك .. فِي خُدَّام تَهْوَى أنْ تُعَلِّقٌ المَخْدُومِينْ بِهُمْ حَتَّى لَوْ كَانْ الأُسْلُوب غِير رُوحِي بِفُسَح وَكَلاَم وَطَرِيقَة فِيهَا تَبَاسُط لكِنْ فِي شِئ إِنُّه لاَزِم يِتْعَلِّمْ أُمور تِرْفَعُه لِفُوق .. الخَادِم الرُّوحَانِي أوْلاَدُه يَرَوْن فِيهِ الْمَسِيح .. العِبَادَة الحَقِيقِيَّة .. فِي القُدَّاس وَاقِفْ يِصَلِّي حَتَّى لَوْ وَجِّه أوْ أنْذَر بِحُنُو وَلَيْسَ بِتَعَالِي وَكِبْرِيَاء وَتَفَاخُر . هُنَاك مَنْ تَكُون الخِدْمَة بِالنِّسْبَة لُهُمْ مُجَرَّدٌ مَجَال لِلتَّنْفِيث عَنْ ذَاتُه .. خُدٌ بَالَك إِحْنَا مِشْ جَايِينْ عَلَشَان مُجَرَّدٌ نُعَبِّر عَنْ ذَاوَتْنَا بِالتَّسَلُّط عَلَى مَجْمُوعَة كَمَا قَالَ بُطْرُس الرَّسُول ﴿ لَيْسَ كَمَنْ يَتَسَلَّطُ عَلَى الْمَوَارِيث بَلْ صَائِرِينَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ ﴾ ( 1بط 5 : 3 ) .. لِذلِك أقُول لَك إِنْ الخَادِم الرُّوحِي مِشْ مُجَرَّدٌ أنْشِطَة إِنَّمَا مَحَبِّة الْمَسِيح مِنْ خِلاَل رِحْلَة .. شِئ يُؤكَل .. مِنْ خِلاَل رِعَايَة .. لِذلِك فَخَادِم مُمْكِنْ بِدُون أنْ يَشْعُر تِكُون تَصَرُّفَاتُه غِير مُنْضَبِطَة .. كَلاَمُه غِير مُمَلَّح .. أُسْلُوب غِير رُوحِي .. المَخْدُوم مِحْتَاج أنْ يَرَى شَخْص رُوحِي أكْثَر مِنْ إِجْتِمَاعِي .. فِي صُورْتَك .. فِي صُوتَك .. فِي تَعَامُلَك .. فِي بَسَاطْتَك وَدِي أُمور لاَ يُمْكِنْ تَمْثِيلْهَا لأِنَّهَا عَمَل النِّعْمَة . لِذلِك لَوْ شَخْص مُجَرَّدٌ عَارِف مَعْلُومَات أوْ مَهَارَات لاَ تَقْتَنِع بِهِ الكَنِيسَة كَخَادِم .. أحْيَاناً تَجِد إِنْسَان يَعِظْ وَاضِعْ يَدُه فِي جِيبُه أوْ يَتَكَلَّمْ عَنْ نَفْسُه فَلاَ تَقْدِر أنْ تَسْتَوْعِبْ مِنُّه .. وَاقِفْ لَيْسَ كَالْمَسِيح .. نَحْنُ نَفْتَقِد جِدّاً لِلقُدْوَة لأِنَّنَا فِي عَالَمْ طُمِسَتْ مَعَالِمُه وَصَارَ الإِنْسَان الخَائِف الله قَلِيل وَنَادِر فَهُوَ مِحْتَاج أنْ يَرَاه فِيك دَاخِل الكِنِيسَة حَتَّى فِي نَبْرِه صُوتَك . شَخْص كَفِيفْ مُتَزَوِج مِنْ إِنْسَانَة كَفِيفَة وَعِنْدَمَا سُئِلَ كَيْفَ تَتَعَرَّفْ عَلَى الأشْخَاص ؟ قَالَ مِنْ نَبْرِه صُوتُه .. وَمَرَّة إِنْسَان عَرَض عَلِيه أنْ يَعْبُر بِهِ الشَّارِع فَرَفَض لأِنَّهُ لَمْ يَرْتَاح لِصُوتُه وَفِعْلاً لَمَّا تَرَك لُه نَفْسُه وَجَدُه حَرَامِي وَحَاوِل سِرْقِتُه – عَرَفُه مِنْ صُوتُه – مُمْكِنْ إِنْتَ مِنْ خِلاَل صُوتَك أوْلاَدَك يَتَعَلَّمُون .. فِي الأدْيُرَة يِكْتِبُوا (( مَشْي هَيِّنْ وَصُوْت لَيِّنْ )) .. إِمْشِي مُتَضِعْ مَشْي هَيِّنْ .. هَلْ لَوْ قَابِلْت وَلَدٌ بِبَشَاشَة وَلُطْف هَلْ هذَا مِنْ الْمَسِيح أم إِنَّك تُحِبْ الهِزَار وَالسُّخْرِيَة ؟ 3/ أنْتَ فِي عِينُه تَشْعُر بِهِ أم لاَ ؟ ==================================================== بِمَعْنَى هَلْ تَهْتَمْ بِهِ وَتَرْعَاه وَتِسْأل عَنُّه .. إِنْ غَاب تِتَابِعْ ظُرُوفُه وَأُسْرِتُه وَمَرَضُه ؟ هَلْ تِتَابِعْ دِرَاسْتُه ؟ أُمورُه النَّفْسِيَّة .. إِحْتِيَاجَاتُه .. وَهذَا مَنْ يُحِب ؟ أحْيَاناً يِكُون الأُسْرَة فِيهَا (8) خُدَّام وَنِفْرِض إِنَّك تِذْهَبْ لِبِيتْ وَتَجِد طِفْل وَتَسْألُه إِنْتَ فِي أُسْرِة مِينْ ؟ يِقُول إِسْم خَادِم .. وَلِمَاذَا هذَا بِالذَّات ؟ لأِنَّ هذَا مَنْ يُحِبُّه .. شَاعِر إِنُّه يُحِبُّه وَمُهْتَمْ بِهِ .. هذَا مَنْ يَسْأل عَنُّه .. مُمْكِنْ نَاس مِشْ عَارِفْ أسْمَاءْهَا أصْلاً وَنَاس مَعْرِفَة سَطْحِيَّة وَنَاس مَعْرِفَة شَخْصِيَّة .. هَلْ تَشْعُر بِالمَخْدُوم وَتُحِبُّه ؟ مِشْ مُمْكِنْ تِخْدِم الأوْلاَدٌ وَإِنْتَ مِشْ عَارِفْ ظُرُوفْهُمْ وَمَشَاكِلْهُمْ وَخَلْفِيَاتْهُمْ وَإِحْتِيَاجَاتْهُمْ . مَرَّة بِنْت غَابِتْ عَنْ الخِدْمَة فِتْرَة طَوِيلَة جِدّاً وَلَمْ يَسْأل عَلَيْهَا أحَدٌ وَرَاحِتْ تَاسُونِي تِسْأل عَلِيهَا فَقَالُوا إِنَّهَا مَرَضِتْ وَمَاتِتْ مِنْ (8) شُهُور .. عَانِتْ مَعَ المَرَض وَمَاتِتْ .. هَلْ نَحْنُ نَعْرِف ظُرُوف أوْلاَدْنَا ؟ يَجِب أنْ نَكُون زَي السَيِّد الْمَسِيح يَعْرِف خَاصَّتُه وَخَاصَّتُه تَعْرِفُه .. وَجَدٌ إِبْنٌ وَحِيد لأُِمُّه مَيِّتٌ فِي مَدِينِة نَايِين تَحَرَّك وَلَمَس النَّعْش وَقَامُ الوَلَدٌ وَدَفَعُه لأُِمُّه ( لو 7 : 12 – 14) .. يِحِبْ وَيَهْتَمْ .. يِبْكِي عَلَى لِعَازَر فَهُنَاك مَشَاعِر وَحُبْ . لِذلِك لَمَّا تِهْتَمْ بِأوْلاَدَك إِمْتِحَان .. ظُرُوف .. مُشْكِلَة .. هُوَ حَاسِس مَنْ يُحِبُّه .. فَيُمْكِنْ أنْ نَقُول إِنِّنَا لاَ يُمْكِنْ أنْ نَرَى أنْفُسْنَا جَيِّداً لكِنْ المَخْدُوم مُمْكِنْ يَرَى .. فَأنَا لاَ أنْسَى طِفْلَة صَغِيرَة كَانَتْ تَتَكَلَّمْ مَعَ أُمَّهَا فَسَألِتْهَا مَنْ قَالَ الدَّرْس ؟ فَأجَابَتْ الطِّفْلَة تَاسُونِي فُلاَنَة .. قَالَتْ لَهَا وَمِينْ تَانِي ؟ قَالِتْ البِنْت تَاسُونِي فُلاَنَة وَأنَا مِشْ بَحِبَّهَا – بِنْت فِي KG2 – سَألِتْهَا لِمَاذَا قُلْتِ هذَا ؟ قَالِتْ لأِنَّهَا مَغْرُورَة .. فَهَلْ طِفْلَة فِي KG2 تَفْهَمْ المَغْرُورَة – إِحْسَاس – وَلاَ أعْتَقِد إِنْ البِنْت ظَالْمَة وَلكِنْ أعْتَقِد إِنْ التَّاسُونِي مَغْرُورَة لِذَا يَجِبْ أنْ تُقَدِّم خِدْمَة بِصُورَة حَيَّة لِخَادِم الْمَسِيح .. صُورِة الْمَسِيح .رَبِّنَا يُعْطِينَا خِدْمَة تُرْضِيه وَيُصَحِّحٌ أفْكَار حَيَاتْنَا وَيُعْطِينَا خِدْمَة تُرْضِيه رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِياً أمِين

الخادم والمسئولية

 الخَادِم لَدَيْهِ حُبْ لله وَلِلخِدمَة وَلِلآخَرِينْ .. خَادِم عِنْدُه غِيرَه وَقَلْبُه وَاكْلُه عَلَى كَلاَم وَعَمَلْ رَبِّنَا .. خَادِم عِنْدُه جِدِّيَّة يِغْلِبْ نَفْسُه وَضَعَفَاتُه وَظُرُوفُه بِنِعْمِة رَبِّنَا .. كُلَّ هذَا يُعْطِينَا خَادِم مَسْئُول . 1/ خَادِم عِنْدُه حُبْ : ============================  نِلَخَص الخِدْمَة فِي كَلِمَة وَاحِدَة .. الخِدْمَة هِيَ حُبْ .. حُبْ لِلَّذِي أحَبَّنَا وَمَاتَ عَنَّا وَدَفَعْ الدِينْ عَنَّا فَنَحْنُ مِلْك لَهُ .. فَنَحْنُ مَدْيُونِينَ لَهُ بِعُمْرِنَا وَأنْفَاسْنَا وَهُوَ مِنْ مَحَبَّتِهِ لَنَا يَقُول لِي خَلِّي بَالَك مِنْ أوْلاَدِي فَهُوَ مَات عَلَشَانِي فَهُوَ يِوَصِّينِي عَلَى أوْلاَدُه اللَّي هُمَّا جُزْء مِنْهُ وَلكِنِّي لَسْتُ مِلْك نَفْسِي وَلكِنِّي مِلْكُه هُوَ وَأوْلاَدُه .. فَالْمَسِيح مَاتَ لأِجْلِي وَلأِجْلُه .. فَالْمَسِيح وَصَّانِي عَلِيه فَلاَزِم نِحِس وَنَكُون مِلْك لأِوْلاَدُه وَنِحِس بِمَسْئُولِيَّة كَبِيرَة نَاحِيَة الخِدْمَة .. الخَادِم كُلَّ مَا نِلاَقِي مَحَبِّتُه لِرَبِّنَا كِبِيرَة تِكُون خِدْمِتُه قَوِيَّة وَنَاجْحَة فَكُلَّمَا كَانَتْ خِدْمَة قَوِيَّة وَنَاجْحَة وَمُثْمِرَة تِيجِي مِنْ مَحَبِّتُه لِرَبِّنَا العَالْيَة وَتَكُون الخِدْمَة لِرَبِّنَا نَاجْحَة .. فَكُلَّمَا كَانَتْ الخِدْمَة قَوِيَّة .. بِيحِبْ رَبِّنَا فَيَكُون غَيُور جِدّاً عَلَى الخِدْمَة فَبِقَدْر مَا نِحِس إِنِّنَا مَدْيُونِينْ لِرَبِّنَا وَبِقَدْر إِنْ رَبِّنَا حَبِّنَا وَإِنِّنَا لاَبُدْ أنْ نَخْدِم بِكُلَّ أمَانَة .  فِي مَثَل لِلقِدِيس إِغْرِيغُورْيُوس بِيقُول فِي العَهْد القَدِيم المَرْأة لَمَّا زَوْجَهَا يَتَوَفَّى تَتَزَوَج أخوه أوْ أقْرَب أقْرِبَائُه مِثْل أخوه رَقَمْ (2) أوْ أي أحَدٌ مِنْ أقَارِبُه أي أقْرَب وَاحِدٌ لِبِيتُه عَلَشَان يُنْجِب نَسْل بِإِسْم أخوه وَلكِنْ إِذَا رَفَض الرَّجُلٌ أنْ يَقْتَرِنْ بِزَوْجَة أخوه الَّتِي تُعْتَبَر لَحْمُه فَهُوَ رَفَض أنْ يُقِيمْ نَسْل لأِخوه فَتَأخُذٌ مِنْهُ حَاجْتِينْ :0 1) الحَاجَة المَشْهُورَة هِيَ أنْ يِقْلَعْ النَعْل بِتَاعُه عَلَشَان نِثْبِت إِنْ لَيْسَ لَهُ حَقٌ فِيهَا .. نَأخُذٌ النَعْل وَنِخَلِّيه عَنْدِنَا وَنِقُول إِنْ مَالَكْش حَاجَة عَنْدِنَا وَنَحْتَفِظْ بِهِ . 2) الحَاجَة التَانْيَة تِتُفْ فِي وِشُّه ( تَبْصُق فِي وَجْهُه ) حَسَبْ الشَّرِيعَة وَيَأخُذْهَا الشَّخْص الَّلِي بَعْد مِنُّه وَيُقِيمْ لَهَا نَسْل .  السِتْ دِي هِيَّ الكِنِيسَة وَعَرِيسْهَا الَّلِي مَاتْ هُوَ الرَّبَّ يَسُوع وَالَّذِي يُرِيدْ أنْ يَقْتَرِنْ هُوَ إِحْنَا عَلَشَان نِجِيب نَسْل لكِنْ لَوْ أنَا رَفَضْت الكِنِيسَة تِعْمِل إِيه ؟ .. رَبِّنَا يَسُوع هُوَ أخُونَا البِكْر هُوَ مَات وَقَام وَصَعَد وَالكِنِيسَة لَمْ تُكْتَمَل بَعْد فَالكِنِيسَة لِحَدٌ اليُوْم بتْجِيب أوْلاَد فَالمَعْمُودِيَّة هِيَ رَحَمْ الكِنِيسَة أي خَلِّفِتْ الكِنِيسَة لأِنَّهَا حَيَّة وَهيَ تَقْتَرِنْ بِالْمَسِيح وَلكِنَّهُ مُعِدٌ لِلسَّمَاء فَإِنَّهُ بَعَتْنَا لِنَقْتَرِنْ بِالكِنِيسَة عَلَشَان نِجِيبْ أوْلاَد للكِنيسَة وَنُكْمِل جَسَدٌ الْمَسِيح .. فَمَنْ يَسْتَعْفِي الخِدْمَة فِي السَّمَاء تِيجِي الكِنِيسَة وَتِتُفْ عَلِيه عَلَشَان مَارَضَاش يَقْتَرِن بِالكِنِيسَة .. فَالرَّجُلٌ الَّذِي لَمْ يَرْضَى أنْ يِتْجَوِز السِتْ دِي هُوَ نَدْل .. قَلِيل الأصْل سَابْهَا لِلِّي بَعْد مِنُّه .. الإِنْسَان الَّلِي يُشْعُر وَيِحِس بِمَحَبِّة رَبِّنَا هُوَ يِقُول إِنِّي أسْتَاهِل أنْ أقْتَرِن بِالكِنِيسَة عَلَشَان أخْدِمْهَا وَأجِيبْ لَهَا أوْلاَد كَثِيرِينَ لِلمَجْد ( عب 2 : 10) ؟!!!  القِدِيس بُولِس يَقُول { أُكَمِّلُ نَقَائِصَ شَدَائِدِ الْمَسِيحِ فِي جِسْمِي } ( كو 1 : 24 ) .. { لِكَيْ نُحْضِرَ كُلَّ إِنْسَانٍ كَامِلاً فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ } ( كو 1 : 28 ) .. فَهُوَ وَاحِدٌ قَلْبُه مَلْيَان حُبْ لِلِّي أسْلَمْ نَفْسُه عَنْهُ وَأعِيش بِه هُوَ وَأُقِيمْ نَسْل لأِسْمُه هُوَ فَلِذلِك خِدْمِتْنَا كُلَّهَا تَكُون بِإِسْم رَبِّنَا يَسُوع لِمَجْد نَفْسُه وَإِسْمُه .. فَمَثَلاً بِنْقُول فُلاَنْ دَه عَنْدِي فِي الأُسْرَة وَلكِنُّه هُوَ فِي الأصْل عَنْد رَبِّنَا يَسُوع وَإِنُّه إِبْن الْمَسِيح .. إِبْن الكِنِيسَة وَلكِنْ أنَا أشْكُره لأِنَّهُ أعْطَانِي فُرْصَة لأِخْدِمُه وَذلِك مِنْ أجْل كَثْرِة صَلاَحُه وَمَحَبِّتُه .. كُلَّ مَا الإِنْسَان يِحِبْ رَبِّنَا أكْثَر يِتْحَرَّك قَلْبُه لِلخِدمَة أكْثَر وَأكْثَر .. كُلَّ مَا أسْمَعْ عَنْ وَاحِدٌ بِعِيدٌ عَنْ الْمَسِيح وَهُوَ إِبْنُه الَّلِي بِيحِبُّه هُوَ الَّلِي إِشْتَرَاه إِبْن الَّذِي ذُبِح إِشْتَرَانَا لأِجْلِهِ عَلَشَان كِدَه أنَا مِش حَحْتَمِل أنْ أسْمَعْ حَاجَة غَلَطْ عَنْهُ .. أوْلاَدُه بُعَاد عَنْهُ .. عَدَم طَاعَة لَهُ وَأنَا لاَ أتَحَرَّك .. فَبِقَدْر مَا كَانْ الحُبْ كِبِير وَالحُبْ أمِين بِقَدْر مَا كَانِتْ المَسْئُولِيَّة كِبِيرَة .  يَقُول القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيَّ الفَمْ { الخِدْمَة لَيْسَت إِخْتِيَارِيَّة } .. لَوْ قُلْت لِي إِنْ الشَّمْس لاَ تُعْطِي ضَوْءاً أصَدَّقْهَا .. وَلكِنْ لَوْ قُلْت لِي إِنْ المَسِيحِي لاَ يَخْدِم فَلاَ أُصَدِّق .. فَقَدْ يَكُون هُنَاك إِحْتِمَال فِي تَغْيِير الظُّرُوف فِي الطَّبِيعَة .. مِثْل الكُسُوف .. فَإِشْرَاق النُّور فِي الخَادِم أقْوَى مِنْ إِشْرَاق النُّور فِي الشَّمْس .. فَهُوَ إِبْن الْمَسِيح .. حَبْ الْمَسِيح .. حَبْ يِكَمِّل جَسَدُه وَيِخْدِم أوْلاَدُه يِشْتِرِك فِي خِدْمِة المُصَالَحَة الَّلِي هُوَ عَمَلْهَا .. يُطْلُب عَنْ الْمَسِيح تَصَالَحُوا مَعَ الله ( 2كو 5 : 20 ) .. نِتْكَلِّمْ بِلِسَانُه مِنْ حُبِّنَا لُه وَنِعْمِل رِسَالْتُه وَنَقُوم بِنَفْس الدُور بِتَاعُه هُوَ بِإِقْتِرَاب مَلَكُوت الله بِالتُوْبَة وَالرُّجُوع وَفِي السَّمَاء نِقَدِّم لِجِرَاحَاتُه الخُضُوع وَنُقَدِّم لِبِرُّه وَنقُول هَا أَنَا وَالأَوْلاَدُ الَّذِينَ أَعْطَانِيهُمِ اللهُ ( عب 2 : 13) .  مَرَّة رَجُلٌ عِنْدُه بِنْت لاَ تَسْمَعْ الكَلاَم وَتُحِبْ العَالَمْ وَالزِّينَة وَالمِكْيَاج وَكَانَ يِزَعَقْلَهَا وَمَافِيش فَايْدَة وَكَانِتْ مَرَّة نَازِلَة بِالَّلِيلْ وَهُوَ قَعَدْ يِقُول لَهَا إِنْ هُنَاك نَاس مُجْرِمِينْ وَقُطَّاع طُرُق وَهِيَّ نِزْلِتْ .. فَالأب نِزِل وَرَاهَا وَمِشِي وَرَاهَا .. فَجْأة الشَّبَاب إِتْلَمُّوا حَوْلَهَا وَأخَذُوا مِنْهَا ذَهَبْهَا وَحَاوْلُوا يِضْرَبُوهَا فَتَدَّخَلْ الأب لِيُنْقِذْ إِبْنَتُه فَضَرَبُوه وَمَات .. البِنْت دِي رَوَّحِتْ البِيت تِبْكِي وَالبِنْت دِي بَعْد كِدَه تِتْغَيَّر حَيَاتْهَا وَيِكُون أكْتَر حَاجَة فِي ذِهْنَهَا هُوَ كَلاَم أبُوهَا أي كَلاَم الرَّبَّ يَسُوع .. فَيَسُوع أعْتَقْنَا مِنْ عَدُو الخِير وَمِنْ سُلْطَان العَالَمْ وَلَمَّا دَخَلْ فِي صِرَاع أسْلَم نَفْسُه مِنْ أجْلِنَا كُلِّنَا وَدَه حَصَلْ مِنْ أجْل أنْ يُخَلِّصَنِي أنَا وَلكِنَّهُ عَلَشَان هُوَ إِله قَادِر أنْ يِقَوِّم نَفْسُه مِنْ المُوْت وَلكِنُّه مَات وَنَكَّس رَأسُه وَأسْلَمَ الرُّوح .. هُوَ مَاتْ مِنْ أجْلِي المَفْرُوض أنْ يَكُون حُبِّي لَهُ شَكْلُه إِيه وَتَعَالِيمُه شَكْلَهَا إِيه بِالنِسْبَة لِيَّ ؟!!! 2/ خَادِم عِنْدُه غِيرَه : ==============================  أي القَلْب تَحَرَّك نَحْو أوْلاَد رَبِّنَا بِحَنَان وَبِلَهْفَة وَلاَ أقْبَل فِيهَا أنْ يَكُون لِحَدٌ تَانِي .. رَبِّنَا يَسُوع يِغِير عَلِينَا جِدّاً لِدَرَجِة إِنِّنَا نُبْقَى مِلْكُه وَهُوَ نِفْسُه يِشُوف فِينَا غِيرَه .. الَّلِي يِخْدِم أوْلاَد رَبِّنَا مِنْ غِير غِيرَه يُبْقَى لاَ يُحِب .. لَيْسَ أمِين .. يُبْقَى أجِير وَلاَ يَهِمُّه الغَنَمْ وَلاَ يَهِمُّه الخِرَاف .. مِثْل الرَّاعِي وَالأجِير فَلَوْ جَاءَ مَرَض أوْ مُشْكِلَة فَالرَّاعِي يِهْتَمْ أمَّا الأجِير فَيِهْرَب لأِنْ الخِرَاف لَيْسَتْ لَهُ وَلَيْسَ عِنْدُه غِيرَه .. أمَّا دَاوُد فَقَدْ صَارَع الأسَدٌ عَلَشَان كَانْ بِيَاكُل الحَمَل فَكَانِتْ عَنْدُه غِيرَه جَايَة مِنْ الأمَانَة وَالحُبْ العَالِي وَالإِحْسَاس بِالمَسْئُولِيَّة .. أي يِكُون قَلْبِنَا وَاكِلْنَا .. نِكُون عَنْدِنَا غِيرَه وَنِفَكَّر فِيهُمْ فِي كُلَّ وَقْت وَنِحِبْ نِعْمِل إِيه لُهُمْ وَنِعْمِل لُهُمْ أنْشِطَة مِش نِكُون جَايِينْ بِرَتَابَة وَأسْأل عَمَلْت لُهُمْ إِيه مِش إِحْنَا عَمَلْنَا إِيه ؟ مَافِيش حَاجَة فِي الخِدْمَة إِسْمَهَا " هُمَّا " وَلكِنْ " إِحْنَا " فَكُلِّنَا مَجْمُوعَة وَاحْدَة عَايْزِين نِخْدِم الوِلاَدٌ كُلُّهُمْ وَالكِنِيسَة كُلَّهَا بِرُوح غِيرَه .  إِنَّ لَكَ فُرْصَة .. إِشْتَغَل .. إِخْدِم .. حِبْ فَكُلَّهَا غِيرَه .. غِيرَه عَلَى أوْلاَدٌ الْمَسِيح .. أنَا شَايِفْ وَاحِدٌ فِي قَبْضِة عَدُو الخِير وَأقَفْ سَاكت .. أكُون أجِير ؟!!! أمَّا الرَّاعِي فَيِحُطٌ إِسْمُه عَلَى المَذْبَح .. أصَلِّي .. أبْكِي .. أرُوح لُه مَرَّة وَاتْنِينْ .. أطْلُب مِنْ أبُونَا يِصَلِّي لُه .. هُنَاك مَنْظَر لاَ يُنْسَى مِنْ الأذْهَان وَهُوَ إِنْ مَرَّة أبُونَا بِيشُوي كَامِل بِنْت كَانِتْ هَتِسِيبْ الْمَسِيح .. الأمْن لَمَّا عِرْفُوا إِنُّه مَوْجُودٌ فِضْلُوا يِخَبُّوهَا وَمَارَضُوش يِخَلِّيه يِشُوفْهَا وَلكِنْ أبُونَا شَافْهَا وَهِيَّ بِتِرْكَبْ العَرَبِيَّة بِتَاعِتْ مُدِيرِيِّة الأمن رَاح كَلِّمْهَا عَلَى بَاب العَرَبِيَّة وَوِقِفْ يِتْكَلِّمْ مَعَاهَا حَتَّى وَهُوَ عَلَى بَاب العَرَبِيَّة وَالعَرَبِيَّة مِشِت وَهِيَّ بِتْجُر فِيه وَهُمَّا يِقُولُوا لُه " إِمْشِي .. عَايْزِينْ نِمْشِي .. هِيَّ عَايْزَه كِدَه " .. إِيه الخَادِم دَه ؟ الخَادِم دَه إِحْنَا لِسَّه مَا بَقِنَاش خُدَّام .. إِحْنَا مُمْكِنْ نِقُول " إِحْنَا نِعْمِل لَهَا إِيه .. هِيَّ عَايْزَه كِدَه " .. لكِنْ أبُونَا بَص عَلَى إِنَّهَا بِنْت الْمَسِيح .. هِيَّ جُزْء مِنْ جِسْم الْمَسِيح فَلَوْ هُوَ فَرَّطْ فِيهَا بِسُهُولَة يُبْقَى فَرَّطْ فِي الْمَسِيح .. هُوَ لَمْ يَنْظُر إِلَى شَخْصَهَا تِسْتَاهِل وَلاَّ لأ فَهِيَ تِسْتَاهِل لأِنَّهَا وَاخْدَة مَسْحَة مِنْ القُدُّوس .. فَفِي سِر المَعْمُودِيَّة هِيَّ أخَِذِتْ مَسْحِة المَيْرُون وَهذِهِ المَسْحَة تَعْنِي الأطْيَاب الَّتِي كَانَتْ عَلَى جَسَدٌ يَسُوع .. أي أنَّنَا أخَذْنَا مِنْ أطْيَاب الْمَسِيح فَنَحْنُ إِمْتِدَاد لِلْمَسِيح .. فَلَوْ نَظَرْنَا لِكُلَّ وَاحِدٌ عَلَى أنَّهُ مِنْ الْمَسِيح نِعْرَف نِخْدِمُه .  بُولِس الرَّسُول يِقُول { مَنْ يَضْعُفُ وَأَنَا لاَ أَضْعُفُ . مَنْ يَعْثُرُ وَأَنَا لاَ أَلْتَهِبُ } ( 2كو 11 : 29 ) .. " ألْتَهِب " تَعْنِي أنْ نَسْمَعْ إِنْ أحَدٌ فِي تَجْرُبَة أوْ ضِيق أوْ فِي سُقُوط أوْ فِي ضَعْف نِشَارْكُه فَكُلُّنَا جِسْم وَاحِدٌ فِي الكِنِيسَة .. فَكُلَّ وَاحِدٌ فِينَا جُزْء مِنْ الْمَسِيح .. فَإِنَّنَا لَسْنَا أجْزَاء مُنْفَصِلَة بَلْ كُلُّنَا فِي الكِنِيسَة وَهذَا هُوَ سِر جَمَال الكِنِيسَة وَبَهَائْهَا وَجَمَالْهَا .. فِي سِر العِمَاد نِعْمِل الزَّفَة فِي الكِنِيسَة عَلَشَان الطِّفْل يِكُون جُزْء مِنْ جِسْم الكِنِيسَة كُلَّهَا ..الإِكْلِيل فِي الطَقْس الكَنَسِي يِنْتِهِي بِالقُدَّاس .. كُلِّنَا فَرْحَانِينْ وَلَنَا فَرْحَة وَنِحْضَر الإِكْلِيل .. الكَّاهِنْ يِتْرِسِمْ فِي وَسَطٌ الشَّعْب فِي المَجْمُوعَة وَتِكُون فَرْحَة وَاحْدَة وَنِكُون كُلِّنَا فِي مَجْمُوعَة فَهُوَ فِي جِسْم وَاحِدٌ وَتِكُون فَرْحِة إِخْتِيَار وَاحِدٌ .. وَتِكُون أنَا نَظْرِتِي لأِخْوَاتِي تِكُون كِدَه .  لَمَّا أشُوف وَاحِدٌ ضَعِيف مَاتْرُكْهُوش كِدَه لاَزِم يِكُون عِنْدِي غِيرَه نَحْو الْمَسِيح وَنَاحْيِة أوْلاَدُه وَنَاحْيِة المَلَكُوت .. وَلَمَّا أسْمَع خَبَرٌ مُفْرِح أفْرَح حَتَّى وَلَوْ فِي أسْوَان وَلَوْ سِمِعْت خَبَرٌ مُحْزِنْ أحْزَن حَتَّى لَوْ فِي أمِرِيكَا .. عَلَشَان إِحْنَا جِسْم وَاحِدٌ عَنْدِي غِيرَه عَلَى إِخْوَاتِي .. نِفْسِي أسْمَع أخْبَار حِلْوَة .. هكَذَا نَحْنُ الكَثِيرِين جَسَدٌ وَاحِدٌ فَيِتْكَلِّمْ الْمَسِيح عَنْ إِخْوَتُه إِنُّهُمْ لَهِيب نَار .. الرُّوح القُدُس جَاءَ عَلَى هَيْئِة نَار فَالكَلاَم عِنْدُه رُوحٌ نَارِيَّة تَأكُل كُلَّ مَا يُقَابِلْهَا .. كُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا عِنْدُه رِسَالَة فِي المُجْتَمَعْ وَلكِنْ لاَزِم حَاجَة تِثْبَت فِي أذْهَانْنَا سَوَاء إِنْ كُنْت مُوَظَف .. طَالِب .. مُدَرِّس .. فَأوِل حَاجَة تِكُون إِنِّي خَادِم أوَّلاً فَأيْنَمَا أكُون أنَا خَادِم وَإِحْسَاسِي بِمَسْئُولِيِتِي أكُون أوَّلاً إِنِّي خَادِم فَأكُون أوَّلاً خَادِم ثُمَّ طَالِب .  فَلاَ تَتَعَامَل مَعَ الخِدْمَة عَلَى إِنَّهَا مُكَمِّلَة لِصِفَاتَك الشَّخْصِيَّة فَالخَادِم لَيْسَ لَقَبْ بَلْ حَالَة بَلْ هِيَ إِحْسَاس دَائِمْ فِي كُلَّ مَكَان وَفِي أي زَمَان مِثْل الْمَسِيح فِي أي مَكَان فَهُوَ خَادِم وَلاَ يِغَيَّر فِي أي شِئ إِنِّي خَادِم مِثْل بُولِس الرَّسُول .. فَبُولِس كَانَ يَخْدِم وَيِوْعَظْ فِي المَجَامِعْ اليَهُودِيَّة مِثْل الخَادِم الَّذِي يِوْعَظْ فِي الجَّامِعْ فَهُوَ كَانْ شِئ صَعْب جِدّاً .. فَاليَهُودِي عَدَاوْتُه لِلْمَسِيح أخْطَر مِنْ المُسْلِمِين لِلْمَسِيحِيَّة فَهُوَ يَقُول لَهُمْ إِنْ إِنْتُمْ الَّلِي صَلَبْتُمْ المَسِيَّا .. فَالإِسْلاَم لاَ يُهَاجِمْ اليَهُودِيَّة أمَّا الْمَسِيحِيَّة فَتُهَاجِمْ اليَهُودِيَّة .. إِزَاي مَعْرِفْتِش الْمَسِيح لِحَدٌ دِلْوَقْتِي ؟ { أَيُّهَا الْغَلاَطِيُّونَ الأَغبِيَاءُ مَنْ رَقَاكُمْ حَتَّى لاَ تَذْعِنُوا لِلْحَقِّ } ( غل 3 : 1) .. { الثَّوْرُ يَعْرِفُ قَانِيهُ وَالْحِمَارُ مَعْلَفَ صَاحِبِهِ } ( أش 1 : 3 ) .. لَمَّا بُولِس طُرِدٌ مِنْ المَجَامِعْ اليَهُودِيَّة إِبْتَدَى يَعِظٌ فِي الشَّوَارِع وَالأسْوَاق وَالمَعَابِدٌ الوَثَنِيَّة .. سَيِّدْنَا البَابَا شِنُودَة يِقُول إِنْ أتَى لِي الرَّبَّ بِإِعْلاَن إِلهِي وَيِسْأل أجِيب لَك بُولِس وَلاَّ أجِيب لَك كُلَّ الخُدَّام ؟!! قَالْ خُدٌ كُلَّ الخُدَّام وَهَات لِي بُولِس .. فَكَانِتْ لَدَيْهِ غِيرَه لِلخِدْمَة حَتَّى فِي السِّجْن وَالسَّفِينَة بِيِكْرِز .. طَلَبْ المُحَاكْمَة فِي رُومَا لأِنُّه كَانْ عَايِزْ يِكْرِز وَيبَشَر فِي رُومَا .. هُنَاك فَرْق كِبِير بَيْنَ الأُجَرَاء وَالأُمَنَاء .. إِوْعَى تِكُون سَلْبِي أوْ مُتَفَرِّج فِي الكِنِيسَة .. نَاقِدٌ أوْ مُتَمَرِّدٌ أوْ مُتَذَمِّر فِي الكِنِيسَة وَأكُون مِتْفَرَّج عَلَى أعْمَال الكِنِيسَة وَتِتْذَمَّر عَلَى التَّرَانِيمْ فَيَقُول الأبَاء بَدَلاً مِنْ أنْ تَلْعَنْ الظَّلاَم أنِر شَمْعَة . 3/ خَادِم عِنْدُه جِدِّيَّة : ==============================  خَلِّي عَنْدَك غِيرَه لِلعَمَل الإِيجَابِي وَخُدٌ الأمر بِجَدٌ .. هُنَاك مُشْكِلَة فِي الجِيل الحَالِي وَيُنْتَقَدْ فِيهَا إِنُّه يَاخُدٌ كُلَّ حَاجَة بِفَهْلَوَة وَعَايِز يَاخُدٌ كُلَّ حَاجَة بِأقَلْ مَجْهُود نِحَقَّقُه وَبِأكْبَر مَكْسَبْ وَنِخْدِم بِأقَلْ جِدِّيَّة .. هُنَاك نَمُوذَج رَائِعْ لِلجِدِّيَّة شَخْصِيِّة نَحَمْيَا النَّبِي .. كَانَ سَاقِي للمَلِك عَايِش فِي بَابِلٌ وَلَيْسَ فِي أُورُشَلِيم فَكَانَ المَلِك يَعِيش فِي جَاه عَظِيمْ وَكَانَ نَحَمْيَا كَاتِمْ أسْرَار المَلِك وَلَهُ رَاتِبْ وَأكل وَشُرْب وَهُوَ شَخْص مُخْلِص جِدّاً لِلمَلِك .. سِمِعْ إِنْ هُنَاك نَاس جَايِينْ مِنْ أُورُشَلِيم فَقَالُوا إِنْ أسْوَارْهَا مَهْدُومَة وَأبْوَابْهَا مَحْرُوقَة بِالنَّار .. يِقُول { فَلَمَّا سَمِعْتُ هذَا الْكَلاَمَ جَلَسْتُ وَبَكَيْتُ وَنُحْتُ أَيَّاماً } ( نح 1 : 4 ) .. فَالكَآبَة كُلَّهَا عَنْدُه وَالمَلِك قَالَ لَهُ مَالَك ؟ فَقَالَ لَهُ إِزَاي مَدِينِة آبَائِي أسْوَارْهَا مَهْدُومَة وَأبْوَابْهَا مَحْرُوقَة وَإِزَاي أبْقَى مَبْسُوط !!! فَقَالَ لَهُ المَلِك مَاذَا تَطْلُب ؟ العَجِيب فِي نَحَمْيَا إِنُّه صَلَّى وَكَلِّمْ المَلِك وَتَجَرَّأ عَلِيه وَطَلَبْ مُسَاعَدَات .. يِقُول { فَأَعْطَانِي الْمَلِكُ حَسَبَ يَدِ إِلهِي الصَّالِحَةِ عَلَيَّ } ( نح 2 : 8 ) .. وَذَهَبْ لأُِورُشَلِيم يَدْ تِبْنِي وَيَدْ تِمْسِك بِالسِّلاَح وَقَالْ { هَلُمَّ فَنَبْنِيَ سُورَ أُورُشَلِيمَ وَلاَ نَكُونُ بَعْدُ عَاراً } ( نح 2 : 17) .. بَنَى سُور أُورُشَلِيم كُلُّه فِي 52 يُوْم فَكَانِتْ هنَاكَ جِدِّيَّة .. يِقُول { وَلَمْ أَكُنْ أَنَا وَلاَ إِخْوَتِي وَلاَ غِلْمَانِي وَلاَ الْحُرَّاسُ الَّذِينَ وَرَائِي نَخْلَعُ ثِيَابَنَا . كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ يَذْهَبُ بِسِلاَحِهِ إِلَى الْمَاءِ } ( نح 4 : 23 ) .. كُلَّ دِي غِيرَه .  أُورُشَلِيم هِيَّ الكِنِيسَة .. { أُورُشَلِيم المَبْنِيَّة مِثْل مَدِينَةٍ مُتَصِلَة بَعْضَهَا بِبَعْض لأِنَّ هُنَاك صَعَدَت القَبَائِل .. قَبَائِل الرَّبَّ شِهَادَة لإِسْرَائِيل } ( مز 121 – مِنْ مَزَامِير الغُرُوب ) .. الخِدْمَة ضَعِيفَة إِنْ الأسْوَار مِش مَبْنِيَّة وَالأبْوَاب مَحْرُوقَة فَنَحَمْيَا جِه هُوَ يِبْنِي فَضَحَّى هُوَ بِمَرْكَزُه وَقَعَدْ 12 سَنَة لَمْ يِشْتِرِي حَقْلٌ فَهُوَ قَعَدٌ مِنْ غِير حَقْل مَرَكِّزْ عَلَى بُنَاء سُور أُورُشَلِيم .. يِقُول { كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ يَذْهَبُ بِسِلاَحِهِ إِلَى الْمَاءِ } ( نح 4 : 23 ) .. نَحْنُ نَفْتَقِر إِلَى الجِدِّيَّة فَنَحْنُ بِنِشْتَغَل بِرَخَاوَة .. { الرَّخَاوَةُ لاَ تَمْسِكُ صَيْداً } ( أم 12 : 27 ) .. فَخَلِّي لِيك وَقْت لِلخِدْمَة مُقَدَّس فَلَيْسَ هُنَاك أي عُذْر يِمْنَعَك فَالخِدْمَة وَقْت مُقَدَّس .. السَّمَاء لَيْسَتْ شِهَادَات بَلْ هُنَاك تَقْوَى وَأعْمَال مَحَبَّة وَلاَبُدْ أنْ يَكُون عِنْدِنَا رُوح جِدِّيَّة وَحَاسِس بِإِلْتِزَام .  زَي قِصِّة أبُونَا يَعْقُوب وَخَالُه لاَبَان .. خَالُه لاَبَان حَسُ إِنْ يَعْقُوب يِتْغِنِي وَلَوْ بِمَكْر .. أخَدٌ الخِرَاف المِنَقَطَة وَالمِخَطَّطَة .. فَلاَبَان إِتْغَاظٌ لأِنُّه بَقَى غَنِي .. فَيَعْقُوب قَالَ لَهُ عِشْرِين سَنَة بَخْدِمَك ( 7 بِلِيئَة + 7 بِرَاحِيل + 6 غَنَمْ ) .. { مَسْرُوقَةَ النَّهَارِ أَوْ مَسْرُوقَةَ اللَّيْلِ . كُنْتُ فِي النَّهَارِ يَأكُلُنِي الْحَرُّ وَفِي اللَّيْلِ الْجَلِيدُ . وَطَارَ نَوْمِي مِنْ عَيْنَيَّ } ( تك 31 : 39 – 40 ) .. هذَا هُوَ تَقْرِير يَعْقُوب عَنْ خِرَافُه الحَيَوَانَات غِير النَّاطِقَة فَمَا هُوَ تَقْرِيرْنَا نَحْنُ عَنْ الخِرَاف النَّاطِقَة وَالْمَسِيح قَالَ أنَا هُوَ رَاعِي الخِرَاف ؟ .. يَقُول لَهُ يَعْقُوب { غَيَّرْتَ أُجْرَتِي عَشَرَ مَرَّاتٍ } ( تك 31 : 41 ) .. نَحْنُ لاَ نِسْتَاهِلٌ أنْ نَكُون أُجَرَاء عِنْدَ رَبِّنَا فَإِحْنَا بِنِشْتَغَل عَنْد سَيِّدٌ مُلُوك الأرْض فَهُوَ فَخْر لَنَا إِنِّنَا بِنِشْتَغَل عَنْدُه .  القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيَّ الفَمْ بِيقُول تَشْبِيه إِنْ أبُونَا نُوحٌ حَصَلْ مَرَّة إِنُّه غِلِطْ وَسِكِر وَتَعَرَّى فَلَمَّا تَعَرَّى دَخَلْ عَلِيه إِبْنُه كَنْعَان وَخَرَج يِضْحَك وَسَخَر مِنْ عُرْي أبُوه وَقَالَ لأِخْوَتُه وَلكِنْ إِخْوَتُه غَطُّوا عُرْي أبُوهُمْ .. الكِنِيسَة فِي جِسْم الْمَسِيح .. كُلَّ جُزْء مِنْ الكِنِيسَة مِتْغَطِّي بِالشَّعْب وَكُلَّ جُزْء لاَ يَتَغَطَّى بِالشَّعْب هِيَّ عِرْيَانَة فَكُلَّ جُزْء عِرْيَان لاَزِم أغَطِّيه بِأوْلاَدْهَا وَكُلَّ وَاحِدٌ لاَ يَأتِي بِالنَّاس إِلَى الكِنِيسَة فَيِتْلِعِنْ وَدَه مَصِير الَّلِي يِتْسَبَّبْ فِي عُرْي الكِنِيسَة .. كُلَّ دِي مَسْئُولِيَّة عَلِينَا .. هذَا هُوَ فِكْر الأبَاء القِدِّيسِينْ .. إِنَّكَ لَوْ لَمْ تَأتِي لِلكِنِيسَة فَأنْتَ هُوَ سَبَبْ العُرْي .. فَالرَّبَّ يَسُوع يِحِبْ أنْ تَكُون الكِنِيسَة مِتْغَطِيَّة بِأوْلاَدْهَا .. فَأنْتُمْ أُمِّة الكِنِيسَة أنْتُمْ قُوَّة الكِنِيسَة أنْتُمْ سِتْر الكِنِيسَة وَهَاتُوا مَعَاكُمْ نَاس عَلَشَان تِغَطُّوا عُرْي الكِنِيسَة .. سِيِّدْنَا البَابَا شِنُودَة يِقُول كِنِيسَة بِلاَ شَبَاب كِنِيسَة بِلاَ مُسْتَقْبَل .. وَالشَّبَاب يِرُدٌ شَبَاب بِلاَ كِنِيسَة شَبَاب بِلاَ مُسْتَقْبَل .الرَّبَّ يِبَارِك فِيكُمْ وَفِي خِدْمِتْكُمْ وَيَضَعْ الرَّبَّ فِي كُلَّ قُلُوبْنَا رُوح المَسْئُولِيَّةرَبِّنَا يِكَمِّل كُلَّ نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

رسالة المسيحى

قَالَ الرَّبَّ يسُوع عَنْ نَفْسُه أنَّ ﴿ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدُِمَ وَلِيَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ ﴾ ( مت 20 : 28 ) .. فَكَانَتْ رِسَالْتُه فِي العَالَمْ أنْ يُعْلِنْ مَلَكُوت الله وَأنْ يُمَجِّد الله وَأنْ يَحْفَظْ العَالَمْ مِنْ الشَّر وَالشِّرِّير فَقَالَ ﴿ أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ . الْعَمَلُ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَِعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ ﴾ ( يو 17 : 4 ) .. رِسَالِة الْمَسِيحِي فِي الحَيَاة يَجِبْ ألاَّ تَخْتَلِفْ أبداً عَنْ رِسَالِة الرَّبَّ يَسُوع فَهيَ أنْ يُظْهِر وَيُمَجِّد إِسْم الرَّبَّ يسُوع لِلنَّاس .. فَخِدْمِتْنَا وَحَيَاتْنَا هِيَ إِمْتِدَادٌ لِعَمَل الرَّبَّ يَسُوع وَهُوَ قَدْ إِئْتَمَنَّا عَلَى إِكْمَال رِسَالَتِهِ وَأنْ نُعْلِنْ إِسْمُه وَمَمْلَكَتُه وَمَلَكُوتُه فِي العَالَمْ . يَقُول القِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهَبْ ﴿ لاَ يُمْكِنْ أنْ يُوجَدٌ مَسِيحِي فِي الحَيَاة بِدُون رِسَالَة وَلاَ يُمْكِنْ أنْ يَكُون الْمَسِيحِي غِير خَادِم فَهُوَ كَالشَّمْس تُنِير لِلكُلِّ وَتُدَفِئ الكُلَّ بِلاَ شُرُوط أوْ ضَوَابِطْ كذلِك الْمَسِيحِي يُضِئ لِكُلَّ مَنْ حَوْلُه دُونَ شُرُوط وَيُعْطِي رُوح دِفْء وَحَنَان وَحُبْ لِكُلَّ مَنْ حَوْلُه دُونَ شُرُوط .. وَإِنْ حَدَثَ أنَّ الشَّمْس لاَ تُضِئ أوْ لاَ تُدَفِئ قَدْ أُصَدِّقَك وَلكِنْ لاَ أُصَدِّق أنَّهُ يُوجَدٌ مَسِيحِي لاَ يُنِير ﴾ .. وَذلِك لأِنَّ الْمَسِيحِي تَشَبَّعْ بِرُوح الْمَسِيح فِي حَيَاتُه وَهُوَ الَّذِي يَعْمَل فِيهِ .. وَهُوَ رُوح عَطَاء وَحُبْ وَبَذْل وَكِرَازَة وَإِنْتِشَار لِلمَلَكُوت فَهْيَ أمَانَة أنْ نَحْمِل رِسَالِة الْمَسِيح فِي أنْفُسْنَا وَأنْ نُكَمِّل نَقَائِص شَدَائِد الْمَسِيح فِي أنْفُسْنَا ( كو 1 : 24 ) . فَنُوحٌ عِنْدَمَا بَنَى الفُلْك كَانَ مُكَوَّن مِنْ عَوَارِض خَشَبِيَّة كَثِيرَة وَهذِهِ العَوَارِض تُمَثِّل المُؤمِنِينْ فَلاَ يُمْكِنْ بُنَاء الفُلْك إِلاَّ بِالمُؤمِنِينْ .. وَكَمَا كَانَ الفُلْك سَبَبْ خَلاَص لِلبَشَرِيَّة فَالمُؤمِنِينْ أيْضاً سَبَبْ خَلاَص لِلعَالَمْ . يَتَسَائَل البَعْض عَنْ المَجِئ الثَّانِي وَمَتَى سَيَكُون .. فَالكَنِيسَة فِي السَّمَاء لَمْ تُكْتَمَل بَعْد وَمَازَالَ يَنْضَمْ إِلَيْهَا الأبْرَار وَمَتَى إِكْتَمَلَتْ وَأبْنَاء المَلَكُوت يُكْتَمَلُون يَأتِي المَجِئ الثَّانِي .. فَرِسَالِة الْمَسِيحِي مُمْتَدَّة مِنْ الأرْض إِلَى المَلَكُوت .. نَعِيش فِي العَالَمْ وَلاَ يَعِيش العَالَمْ فِينَا .. يَقُول أحَدٌ الأبَاء القِدِّيسِينْ ﴿ كَمَا أنَّ النَّفْس هِيَ سِر حَيَاة الجَسَد هكَذَا الْمَسِيحِي هُوَ سِر حَيَاة العَالَمْ .. وَكَمَا أنَّ النَّفْس تَتَحِدٌ بِالجَسَد وَلكِنَّهَا غَرِيبَة عَنْ الجَسَد كذَلِك الْمَسِيحِي يَحْيَا فِي العَالَمْ وَلكِنَّهُ غَرِيباً عَنْ العَالَمْ .. هكَذَا الْمَسِيحِي يَحْيَا فِي الجَسَد وَلاَ يَحْيَا بِحَسَبْ الجَسَد ﴾ .. فَرِسَالِة الْمَسِيحِي أنْ يُعْلِنْ إِسْم الله وَمَلَكُوت الله فِي الأرْض لِذلِك الْمَسِيحِيَّة لاَ تَعْرِفْ مَسِيحِي لاَ يَخْدِم أوْ مَسِيحِي لاَ يَكْرِز . ظَهَرَتْ فِي أيَّام القِدِيس غِرِيغُورْيُوس الكَبِير جَمَاعَة تَقُول أنَّهُ لاَ عِلاَقَة لَهُمْ بِالخِدْمَة وَيَجِبْ تَرْك الخِدْمَة لِلخُدَّام .. وَفِئَة أُخْرَى تُنَادِي بِالرَّهْبَنَة وَلكِنْ بِأُسْلُوب فِيهِ إِحْتِقَار لِلعَالَمْ .. فَقَالَ القِدِيس غِرِيغُورْيُوس ﴿ أنَّ الرَّهْبَنَة تَخْدِم العَالَمْ بِالصَّلاَة وَالْمَسِيحِي يَحْيَا كَخَادِم .. فَجَاءَ بِتَشْبِيه مِنْ العَهد القَدِيم لِيُوَضِح ذلِك .. فَفِي شَرِيعَة العَهد القَدِيم هُنَاك شَرِيعَة " الوَلِي " أوْ شَرِيعَة " مَخْلُوع النَّعْل " وَهيَ أنَّهُ عِنْدَمَا يَمُوت زُوج دُونَ أنْ تُنْجِبْ زَوْجَتَهُ يَتَزَوَجْهَا أقْرَب شَخْص لِلزُوج مِثْل الأخ وَيُقِيم نِسَل بِإِسْم الزُوج المُتَوَفِي .. وَإِذَا رَفَض أقْرَبَهُمْ لِلزُوج يَتِمْ البَحْث عَنْ الَّذِي يَلِيه فِي القَرَابَة وَهكَذَا حَتَّى يُوَافِقٌ أحَدٌ أقَارِب هذَا الزُوج وَأمَّا مَنْ رَفَض فَيَأخُذُوا نَعْلُه وَيُسَمَّى بَيْتُه " بَيْت مَخْلُوع النَّعْل " ( تث 25 : 10 ) وَذلِك حَتَّى يَتَأكَّد الجَمِيعْ أنَّهُ تَمَّ إِبْلاَغُه وَهُوَ الِّذِي رَفَض فَلاَ يَأتِي اليُّوم وَيَدَّعِي أنَّ أحَداً لَمْ يُبَلِّغُه وَأنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ .. وَتَبْصِقٌ عَلَى وَجْهَهُ تِلْكَ المَرْأة لأِنَّهُ رَفَض الإِقْتِرَان بِهَا وَتَرَكَهَا لِغَيْرُه ﴾ .. فَأخَذَ القِدِيس غِرِيغُورْيُوس هذِهِ الشَّرِيعَة وَشَبَّهَهَا بِرِسَالِة الْمَسِيحِي فَيَسُوع هُوَ أخُونَا البِكْر الَّذِي أسْلَم ذَاتُه عَنَّا وَمَاتَ وَلَمْ يَكْتَمِل نَسْلُه المُقَدَّس .. وَالمَرْأة هِيَ الكَنِيسَة فَالْمَسِيح تَرَكَ لَنَا الكَنِيسَة لِكَيْ نَقتَرِنْ بِهَا لِكَيْ مَا نُكَمِّل نَسْلُه وَإِذَا رَفَض شَخْصٍ مَا يُسَمَّى بَيْتَهُ " مَخْلُوع النَّعْل " .. وَتَبْصِقٌ الكَنِيسَة فِي وَجْهِهِ لأِنَّهُ لَمْ يُكَمِّل رِسَالَتْهَا . وَلِلقِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهَبْ تَشْبِيه آخَر ﴿ كُلَّمَا أرَى الكَنِيسَة خَالِيَة مِنْ المُؤمِنِينْ أحْزَن وَعِنْدَمَا أرَاهَا مَلِيئَة بِالمُؤمِنِينْ أفْرَح .. فَيَقُول لِلمُؤمِنِينْ أنْتُمْ رِدَاء الكَنِيسَة وَغِطَاء الكَنِيسَة وَسَتْرَهَا وَمِنْ دُونَكُمْ تُصْبِح كَأنَّهَا عَارِيَة .. فَفِي قِصَّة نُوحٌ عِنْدَمَا دَخَلَ إِلَيْهِ إِبْنُه وَوَجَدَهُ عُرْيَان سَخَرَ مِنْهُ فَدَخَلَ بَقِيِة إِخْوَتُه وَسَتَرُوا وَالِدَهُمْ .. فَأنْتَ مَتَى رَأيْت جُزْء مِنْ الكَنِيسَة عُرْيَان وَلَمْ تُغَطِّيه تُصْبِح مَلْعُون كَكِنْعَان إِبْن نُوحٌ وَكَمْ تَكُون لَوْ أنَّكَ أنْتَ سَبَبْ العُرْي ﴾ .. الله لَمْ يُرْسِلْنَا إِلَى العَالَمْ لِنَحْيَا لأِنْفُسْنَا وَلاَ نَحْيَا فِي مُتْعَة أوْ لَذَّة بَلْ أرْسَلْنَا لِنَشْهَدٌ لَهُ وَنُمَجِّدَهُ وَنَرْبَح المَلَكُوت بِالعَالَمْ وَنُصَيِّر العَالَمْ لَهُ وَنُصَيِّر الأرْض سَمَاء فَتَقُول كَالْمَسِيح ﴿ أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ . الْعَمَلُ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَِعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ ﴾ . الْمَسِيحِيَّة لاَ تَعْرِفْ السَلْبِيَّة وَلاَ تَقْتَصِر الخِدْمَة عَلَى فِئَة مُعَيَّنَة فَقَطْ فَكُلَّ مَسِيحِي خَادِم فَنَحْيَا بِرُوح الخِدْمَة .. وَمِنْ أهَمْ أمْثِلِة الخِدْمَة العَذْرَاء مَرْيَم فَكَانَتْ تَخْدِم فِي الهِيكَل قَبْل البِشَارَة فَكَانَتْ تَحْيَا فِي الهِيكَل اليَهُودِي المَلِئ بِالذَّبَائِح وَالدَّم وَالجُلُودٌ .. فَلَمْ تَكُنْ إِقَامِتْهَا فِي الهَيْكَل مُتَنَعِمَة بَلْ كَانَتْ تَتْعَبْ وَتَخْدِم وَتُشَارِك فِي هذِهِ الذَّبَائِح .. أيْضاً عِنْدَمَا عَلِمَتْ أنَّ ألِيصَابَات حَامِل لَمْ تُفَكِّر فِي صُعُوبِة الطَّرِيقٌ أوْ كَوْنِهَا هِيَ الأُخْرَى حَامِل بَلْ ذَهَبَتْ لِتَخْدِمْهَا مُسْرِعَة .. وَأثْنَاء حَيَاة الرَّبَّ يَسُوع عَلَى الأرْض كَانَتْ لَهَا رُوح الخِدْمَة فَعِنْدَمَا ذَهَبَتْ لِعُرْسٌ قَانَا الجَلِيل كَانَتْ تَخْدِم ( يو 2 : 1 – 11) .. وَكَانَ العُرْس اليَهُودِي يَسْتَمِر مِنْ سَبْعَة أيَّام إِلَى شَهْر بِحَسَبْ قُدْرِة العَرِيس وَكَانَ يَقُوم كُلَّ يُوم بِزِيَارِة أهْل المَدِينَة مَعَ أصْدِقَائِهِ وَأقَارِبِهِ وَفِي نِهَايِة اليُّوْم يَقُوم بِعَمَل وَلِيمَة كَبِيرَة فِي مَنْزِلِهِ فَنَجِد العَذْرَاء تُسَاعِد فِي هذِهِ الوَلِيمَة وَذَهَبَتْ لِيَسُوع لأِنَّهَا عَرَفَتْ أنَّهُ لاَ يُوجَدٌ عِنْدَهُمْ خَمْرٌ .. وَالخَمْرٌ رَمز لِلفَرَح الرُّوحِي فَالعَذْرَاء تَشْفَعْ فِي كُلَّ المُؤمِنِينْ لِيَكُون لَهُمْ فَرَح رُوحَانِي. وَكَانَتْ مَعَ الْمَسِيح فِي كُلَّ مَكَان تَسْمَعْ مِنْهُ وَبَعْد صُعُودُه كَانَتْ خَادِمَة فِي وَسَطْ التَّلاَمِيذ وَكَانَتْ مَرْجَعَهُمْ فَكَانَتْ تَحْكِي لَهُمْ تَفَاصِيل حَيَاة الْمَسِيح عَلَى الأرْض وَخَاصَّةً لُوقَا الطَّبِيب الَّذِي كَانَ لَهُ دَالَّة عِنْدَ العَذْرَاء فَانْفَرَدَ فِي إِنْجِيلُه بِأحْدَاث وَتَفَاصِيل هُوَ فَقَطْ الَّذِي كَتَبَهَا .. وَالأنْ هِيَ تَشْفَعْ فِي كُلَّ المُؤمِنِينْ .. وَهيَ فِي السَّمَاء فَهْيَ لاَزَالَتْ خَادِمَة فَالله يُطِيل أنَاتُه بِسَبَبْ تَوَسُّلاَت وَشَفَاعَات العَذْرَاء .. كَانَتْ هُنَاك رَاهِبَة تَنَيَّحَتْ وَبَعْد نِيَاحِتْهَا ظَهَرَتْ لأُخْت لَهَا فِي الرَّهْبَنَة وَقَالَتْ لَهَا أنَّ كُلَّ التَّمَاجِيد وَالإِحْتِفَالاَت الَّتِي نُقِيمَهَا عَلَى الأرْض لاَ تَفِي مَا تَسْتَحِقُّه العَذْرَاء فِعْلِياً لأِنَّهَا لاَ تَكُفْ عَنْ الشَّفَاعَة وَالتَّوَسُّل لإِبْنَهَا لِيَرْفَعْ غَضَبُه عَنْ البَشَر . بَعْض الخَدَمَات الَّتِي تُسَاعِد كُلَّ مَسِيحِي فِي رِسَالَتِهِ (1) خِدْمِة الصَّلاَة : ============================ كُلَّ المُؤمِنِينْ يَسْتَطِيعُونَ الصَّلاَة .. فَلاَ يَجِبْ أنْ تَقْتَصِر الصَّلاَة عَلَى أنْفُسْنَا بَلْ يَجِبْ أنْ تَشْمَل الأخَرِينْ .. صَلِّي مِنْ أجْلُهُمْ .. فَكُلَّمَا رَأيَتْ مُشْكِلَة عِنْدَ آخَر يَجِبْ أنْ تُصَلِّي لأِجْلُه .. صَلِّي مِنْ أجْل المَشَاكِل المَوْجُودَةٌ فِي العَالَمْ .. صَلِّي مِنْ أجْل غَيْر المُؤمِنِينْ .. صَلِّي مِنْ أجْل أوْلاَدَك .. صَلِّي مِنْ أجْل المُجْتَمَعْ وَسَلاَمُه .. صَلِّي عَنْ الكَنِيسَة وَرَئِيس الكَنِيسَة وَسَلاَمِتْهَا وَكَهَنِتْهَا وَالشَّمَامِسَة وَكُلَّ أمر تَرَاه وَتُرِيد تَغْيِيرُه صَلِّي مِنْ أجْلُه . يَحْتَاجٌ الْمَسِيحِي أنْ يَشْعُر أنَّهُ شَفِيعْ وَأنَّ لَهُ رِسَالَة أنْ يَتَوَسَطْ لَدَى الله مِنْ أجْل الأخَرِينْ .. فَالكَنِيسَة تُصَلِّي عَنْ الجَمَادٌ وَعَنْ الطَّبِيعَة .. ﴿ مَزَاجاً حَسَناً لِلهَوَاء ﴾ ( جُزْء " إِنْعِمْ عَلَى عَبْدَك بِوِحْدَانِيِة القَلْب " فِي القُدَّاس الغِرِيغُورِي ) .. صَلِّي عَنْ أقْرِبَائَك وَأحِبَّائَك وَكُلَّ الَّذِينَ تَعْرِفَهُمْ وَالَّذِينَ لاَ تَعْرِفَهُمْ .. فَالكَنِيسَة مِحْتَاجَة لِطَغْمَة مِنْ المُصَلِينْ وَرُبَّمَا تَكُون مِحْتَاجَة لِلمُصَلِينْ أكْثَر مِنْ المُتَكَلِمِينْ .. فَخِدْمِة مَدَارِس الأحَدٌ وَخِدْمِة الكَاهِن وَالوَعْظ مِحْتَاجَة إِلَى صَلاَة لِكَيْ يُقَوِيهُمْ الله .. يَقُول القِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهَبْ ﴿ يَجِبْ أنْ يَكُون الفَرْق بَيْنَ الرَّاعِي وَرَعِيِتُه كَالفَرْق بَيْنَ الرَّاعِي وَالخِرَاف .. لاَ أقُول هذَا لإُقَلِلْ مِنْ شَأن الرَّعِيَّة وَلكِنْ لِكَيْ أرْفَعْ مِنْ شَأن الرُّعَاة ﴾ .. صَلِّي مِنْ أجْل أي ضَعْف فِي الكَنِيسَة أوْ شَخْص بَعِيد عَنْ الكَنِيسَة فَخِدْمِة الصَّلاَة لاَ تَحْتَاجٌ مَهَارَات مُعَيَّنَة وَتَحْتَاجْهَا الكَنِيسَة جِدّاً .. فَكُلَّ خِدْمَة لاَبُد أنْ يَكُون وَرَائِهَا فَرِيقٌ يُصَلِّي مِنْ أجْلِهَا . (2) خِدْمِة القُدْوَة : ============================= فَأنْتَ فِي وَسَطْ العَالَمْ تَصِير خَادِم بِقُدْوِتَك وَتُقَدِّم شِهَادَة حَسَنَة لِلْمَسِيح .. ﴿ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّموَاتِ ﴾ ( مت 5 : 16) .. يَقُول مُعَلِّمْنَا بُولس لِتِلْمِيذُه تِيمُوثَاوُس فِي رِسَالَتِهِ ﴿ وَأَمَّا أَنْتَ فَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمِي وَسِيرَتِي وَقَصْدِي وَإِيمَانِي ..... ﴾ ( 2تي 3 : 10) .. فَيَجِبْ أنْ يَرَى النَّاس فِي الإِنْسَان الْمَسِيحِي سِيرَة وَأقْوَال وَالسِيرَة أهَمْ مِنْ الأقْوَال لأِنَّهَا تُؤَثِر أمَّا كَلاَم بِلاَ سِيرَة يُعْثِر .. فَهَلْ تَشْهَدٌ لِلْمَسِيح بِحَيَاتَك فِي وَسَطْ المُجْتَمَعْ ؟ كَيْفَ تَكُون نُور ؟ كَيْفَ تَكُون مَلْح وَقُدْوَة حَقِيقِيَّة ؟ يَقُول بُولِس " أنَّ العَامِيُون عِنْدَمَا يَرُوا المُؤمِنِينْ يَخُرُّوا سَاجِدِين وَيَقُولُوا أنَّ الله بِالحَقِيقَة فِيكُمْ " .. مُمْكِنْ نَاخُدٌ تَدْرِيب .. إِكْتِبْ فِي وَرَقَة شَاهِدٌ لِتَعْلِيمْ يَسُوع مِثْل " أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ " ( مت 5 : 44 ) ثُمَّ شَاهِدٌ لِمَوْقِفْ أحَبَّ فِيهِ يَسُوع أعْدَاؤه .. أي ضَعْ كُلَّ مَا قَالَهُ يَسُوع فِي جِهَة وَمَوْقِفْ يُثْبِتْ وَيَدُل عَلَى مَا قَالَهُ بِجَانِبِهِ سَتَجِد أنَّ كُلَّ مَا قَالَهُ يَسُوع قَامَ بِتَنْفِيذُه فَقَدْ عَلَّمْ وَعَمَل .. فَالْمَسِيحِي يَجِبْ أنْ يَجْعَل حَيَاتُه تَتَفِقٌ مَعَ مَا يَعْرِفَهُ . فَنَجِد فِي قِصِّة مُبَارَكِة إِسْحَق لإِبْنُة البِكْر عِنْدَمَا دَخَلَ إِلَيْهِ يَعْقُوب فِي ثِيَاب عِيسُو يَقُول لَهُ ﴿ الصَّوْتُ صَوْتُ يَعْقُوبَ وَلكِنَّ الْيَدَيْنِ يَدَا عِيسُو ﴾ ( تك 27 : 22 ) .. وَيُفَسِر الأبَاء القِدِّيسِينْ ذلِك عَلَى المُؤمِنِينْ أنَّنَا أحْيَاناً نَسْلُك بِهذِهِ الإِزْدِوَاجِيَّة .. الصُوت أي الكَلاَم وَاليَدَين أي الأعْمَال فَأحْيَاناً نَتَكَلَّمْ بِشِئ وَنَتَصَرَّفْ بِطَرِيقَة أُخْرَى .. فَيَجِبْ أنْ نَحْيَا بِكَلاَم الإِنْجِيل وَلاَ نُرَدِّدَهُ فَقَطْ . ﴿ لِتَمُتْ نَفْسِي مَوْتَ الأَبْرَارِ وَلِتَكُنْ آخِرَتِي كَآخِرَتِهِمْ ﴾ ( عد 23 : 10) .. هذِهِ الآيَة قَالَهَا بِلْعَام الَّذِي إِتَفَقَ مَعَ أعْدَاء شَعْب الله وَمَلِكَهُمْ بَالاَق حِينَمَا أحْضَر بَلْعَام وَاتَفَقَ مَعَهُ أنْ يَلْعَنْ الشَّعْب فَيَتْرُكَهُمْ الرَّبَّ وَحِينَئِذٍ يَسْتَطِيعْ التَّغَلُب عَلَيْهِمْ وَأعْطَاهُ مَالاً لِيُتَمِّمْ هذَا العَمَل وَكَانَ يَقُول أنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعْ أنْ يَلْعَنْ الشَّعْب فَكَانَ قَوْلُه عَلَى عَكْس فِعْلُه .. ثُمَّ أشَارَ عَلَى بَالاَق أنْ يَأتِي بِبَعْض النِّسَاء وَسَطْ الشَّعْب فَيَقَعْ فِي الخَطِيَّة فَيَغْضَبْ عَلَيْهِمْ الرَّبَّ وَيَتْرُكَهُمْ .. وَبِالفِعْل تَمَّمْ بَالاَق هذِهِ الخِطَّة وَعِنْدَمَا غَضَبَ عَلَيْهِمْ الرَّبَّ أفْنَاهُمْ وَفِي وَسَطِهِمْ بِلْعَام . صَمُوئِيل النَّبِي أمَر شَاوُل بِحَرَب مَعَ عَمَالِيق وَأمَرَهُ أنَّ أي عَطَايَا تَكُون لِلرَّبَّ وَلاَ يَأخُذ مِنْهَا شَاوُل شَيْئاً .. فَأقَامَ الحَرْب لِلرَّبَّ وَلكِنَّهُ رَأى أنَّ الغَنَمْ كَثِير وَالعُجُول سَمِينَة فَأخَذَ الجَيِّدٌ لِنَفْسِهِ وَحَرَّم الرَّدِئ لِلرَّبَّ .. وَعِنْدَمَا جَاءَهُ صَمُوئِيل قَالَ لَهُ شَاوُل ﴿ مُبَارَكٌ أَنْتَ لِلرَّبِّ ﴾ .. فَسَألَهُ صَمُوئِيل هَلْ أقَمْت كَلِمَة الرَّبَّ ؟ فَأجَابَهُ " نَعَمْ " .. فَسَألَهُ مَرَّة أُخْرَى وَأجَابَهُ " نَعَمْ " .. فَسَألَهُ ﴿ مَا هُوَ صَوْتُ الْغَنَمِ هذَا فِي أُذُنَيَّ وَصَوْتُ الْبَقَرِ الَّذِي أَنَا سَامِعٌ ﴾ ( 1صم 15 : 13 – 14) ؟ .. فَأحْيَاناً يَتَكَلَّمْ الإِنْسَان بِأُمور وَيَتَصَرَّفْ بِعَكْسِهَا فَيَظْهَر عَلَى حَقِيقَتُه أمَام النَّاس مِنْ خِلاَل تَصَرُّفَاتُه وَلَيْسَ كَلاَمُه .. فَالمُجْتَمَعْ مِحْتَاجٌ نَمُوذَج صَالِحٌ. (3) خِدْمِة الكَلِمَة المُفْرِحَة : ============================================ كَمُحَاوَلِة تَهْدِئَة شَخْصٍ مَا وَنَزْع القَلَقٌ مِنْهُ .. فَعِنْدَمَا تَقُول لِشَخْص " لاَ تَقْلَقٌ " .. " إِلْقِي عَلَى الرَّبَّ هَمَّك " .. ضَعْ هذِهِ المُشْكِلَة أمَام أحَدٌ القِدِّيسِينْ .. ﴿ مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ ﴾ ( 1بط 5 : 7 ) .. رَبِّنَا مَوْجُودٌ .. قَدْ تُؤَثِّر هذِهِ الكَلِمَات البَسِيطَة تَأثِيراً كَبِيراً فِيمَنْ يَسْمَعْهَا لأِنَّهُ يَكُون فِي حَاجَة إِلَيْهَا .. ﴿ الإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الصَّالِحِ يُخْرِجُ الصَّلاَحَ ﴾ ( لو 6 : 45 ) .. فَتَرَاهُ دَائِماً يُشَجِعْ وَيُبَارِك مَنْ حَوْلُه فَيَفْرَح مَنْ حَوْلُه .. فَعِنْدَمَا تُذَكِّر شَخْص بِآيَة أوْ تَحْكِي لَهُ قِصَّة أوْ مَوْقِفْ لِتُعَزِّيه أوْ تَسْنِد شَخْص فِي مَرَضُه أوْ ضِيقَتُه فَهذَا أمر هَام وَمُؤَثِر فِي المُحِيطِينَ بِك .. أيْضاً أنْ تُشْعِر مَنْ حَوْلَك بِمَحَبِّتَك لَهُمْ وَإِهْتِمَامَك بِهُمْ فَهذِهِ خِدْمَة وَمِنْهَا جَاءَت خِدْمِة الإِفْتِقَادٌ .. فَلأِنَّكَ إِفْتَقَدْت هذَا الشَّخْص تَسْأل عَنْهُ وَيَهِمَّك أنْ تَعْرِفْ أخْبَارُه . إِجْعَل عَنْدَك رَصِيد مِنْ كَلِمَات البَرَكَة تُنَاسِبْ كُلَّ إِنْسَان .. فَعِنْدَمَا تَرَى طَالِبْ تَقُول لَهُ (( رَبِّنَا يِنَجَحَك )) .. وَعِنْدَمَا تَرَى شَخْص مَهْمُوم تَقُول لَهُ (( رَبِّنَا يِرْفَعْ عَنَّك )) .. فَالكَلِمَة مُمْكِنْ أنْ تَبْنِي وَمُمْكِنْ أنْ تَهِدٌ .. فَيَقُول الكِتَاب ﴿ شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ ﴾ .. ﴿ تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ ﴾ .. ﴿ أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ ﴾ ( 1تس 5 : 14) .. فَهُنَاك خِدْمِة (( التَّشْجِيعْ ؛ التَّأنِّي ؛ السَنَد )) .. فَالإِنْسَان لاَ يَنْسَى الكَلِمَات الَّتِي تُفَرِّحُه وَالَّتِي تُحْزِنُه فَحَاوِل أنْ تَكُون كَلِمَاتَك مُفْرِحَة وَمُعَزِيَة لِمَنْ حَوْلَك .. إِنَّ رِسَالِة الْمَسِيحِي فِي الحَيَاة هِيَ إِمْتِدَادٌ لِرِسَالِة يَسُوع نَفْسُه فَلْنُحَاوِل عَلَى الأقَلْ أنْ نَخْدِم الله مِنْ خِلاَل هذِهِ المَجَالاَت .رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً أمِين

علاقات داخل الخدمة

 من رسالة معلمنا بولس الرسول الأولى إلى تلميذه تيموثاوس .. ﴿ لا تزجر شيخاً بل عظه كأبٍ والأحداث كإخوةٍ والعجائز كأمهاتٍ والحدثات كأخواتٍ بكل طهارةٍ .. أكرم الأرامل اللواتي هن بالحقيقة أرامل ولكن إن كانت أرملة لها أولاد أو حفدة فليتعلموا أولاً أن يوقروا أهل بيتهم ويوفوا والديهم المكافأة لأن هذا صالح ومقبول أمام الله .. ولكن التي هي بالحقيقة أرملة ووحيدة فقد ألقت رجاءها على الله وهي تواظب الطلبات والصلوات ليلاً ونهاراً وأما المتنعمة فقد ماتت وهي حية .. فأوصِ بهذا لكي يكن بلا لومٍ وإن كان أحد لا يعتني بخاصته ولا سيما أهل بيته فقد أنكر الإيمان وهو شر من غير المؤمن .. لتُكتتب أرملة إن لم يكن عمرها أقل من ستين سنة إمرأة رجلٍ واحدٍ مشهوداً لها في أعمالٍ صالحةٍ إن تكن قد ربت الأولاد أضافت الغرباء غسلت أرجل القديسين ساعدت المتضايقين إتبعت كل عملٍ صالحٍ .. أما الأرامل الحدثات فارفضهن لأنهن متى بطرن على المسيح يردن أن يتزوجن ولهن دينونة لأنهن رفضن الإيمان الأول .. ومع ذلك أيضاً يتعلمن أن يكن بطالاتٍ يطفن في البيوت ولسن بطالات فقط بل مهذارات أيضاً وفضوليات يتكلمن بما لا يجب .. فأريد أن الحدثات يتزوجن ويلدن الأولاد ويدبرن البيوت ولا يعطين علة للمقاوم من أجل الشتم فإن بعضهن قد انحرفن وراء الشيطان .. إن كان لمؤمن أو مؤمنة أرامل فليساعدهن ولا يثقل على الكنيسة لكي تساعد هي اللواتي هن بالحقيقة أرامل .. أما الشيوخ المدبرون حسناً فليحسبوا أهلاً لكرامة مضاعفة ولا سيما الذين يتعبون في الكلمة والتعليم لأن الكتاب يقول لا تكم ثوراً دارساً والفاعل مستحق أجرته .. لا تقبل شكاية على شيخٍ إلا على شاهدين أو ثلاثة شهودٍ الذين يخطئون وبخهم أمام الجميع لكي يكون عند الباقين خوف .. أناشدك أمام الله والرب يسوع المسيح والملائكة المختارين أن تحفظ هذا بدون غرضٍ ولا تعمل شيئاً بمحاباةٍ .. لا تضع يداً على أحدٍ بالعجلة ولا تشترك في خطايا الآخرين إحفظ نفسك طاهراً ﴾ ( 1تي 5 : 1 – 22 ) .. نعمة الله الآب تحل على أرواحنا جميعنا آمين .  يتحدث القديس بولس الرسول عن علاقتنا مع البعض كشكل وجوهر وسنتحدث في ثلاث نقاط :0 1/ الكنيسة جماعة المؤمنين . 2/ علاقة الخادم بالمخدوم . 3/ علاقة الكاهن والأمين والخادم . 1/ الكنيسة جماعة المؤمنين : ======================================  نحن نمثل جسم ربنا يسوع المسيح فنحن لحم من لحمه وعظم من عظامه .. فكل شخص يمثل خلية في جسم ربنا يسوع المسيح فنحن أعضاء جسم واحد .. ومن ضمن ألقاب الكنيسة أنها * كنيسة واحدة * فنحن نشترك في وحدة واحدة .. ﴿ هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح ﴾ ( رو 12 : 5 ) .. فنحن نمثل جسم حقيقي لربنا يسوع فالله هو الرأس والمدبر للجسم ولهذا فنحن مترابطين .. وأيضاً أبونا الكاهن في القداس يختار حمل واحد وأيضاً في التناول يرى أبونا الكاهن هل هناك أي جوهرة في الصينية .. إن جسد ربنا يسوع يتناوله المؤمنين ولذلك فكلنا خبزة واحدة في جسم واحد وكلنا توحدنا بالمسيح فكل عضو له كرامة ومحبة وأهمية وكيان فنحن نعمل مع بعض في تكامل ولسنا ضد بعض أو هناك تخاصم أو تعارض وكما يقول ﴿ هؤلاء الذين ألفهم الروح القدس معاً مثل قيثارة ﴾ ( ذكصولوجية باكر ) .. فنحن مثل القيثارة فلا توجد قيثارة إلا إذا اختلفت النغمات .  وليس شرط أن يكون كل شخص مثل الآخر بل لابد أن نعمل في إتفاق ووحدة وتنسيق ولا يجب أن يقلل أحد من دور الآخر بل كل شخص مهم وأيضاً مهم للآخر .. وهنا نذكر موقف هام في حياة داود فعندما تمرد أبشالوم على أبيه داود وأصبح أبشالوم صاحب مملكة كان يوجد رجل حكيم يُدعى حوشاي الأركي هذا الرجل أحب أن يكون مع داود ولكن داود طلب منه أن يظل مع إبنه أبشالوم ويبلغه أخبار إبنه وكيف يفكر وعندما عرف حوشاي الأركي أن أبشالوم سوف يهجم على داود أرسل جارية إلى الكاهن ليبلغ داود وبالفعل قام الكاهن وأرسل إبنه وهو شاب إلى داود وهذا الشاب عندما دخل المدينة رآهم بعض الناس من عند أبشالوم فاختبأ هذا الشاب عند سيدة حتى ذهب الذين يبحثون عنه واستطاع أن يذهب إلى داود ويخبره .. وهنا نجد أن الذي إشترك في العمل هم :0 1- حوشاي الأركي 2- جارية 3- الكاهن 4- إبن الكاهن 5- سيدة 6- داود وهذه هي سلسلة الكنيسة فرئيس الشعب هو داود وحوشاي هو المشير والكاهن هو الكاهن والشاب ( إبن الكاهن ) يمثل كل من يحضر إلى الكنيسة والسيدة هي فئة الأرامل والجارية هي كل من يقوم بأعمال بسيطة جداً .. فالجارية قامت بدور بسيط ولكنه مهم فجميعهم حلقة واحدة فليس دورنا في الكنيسة أن نرى الأعظم أو أن نلغي أدوار بعضنا ولكن إعمل شئ صغير جداً وكن أميناً فيه .. فكل شخص له دور وكرامة ودالة .. ويُحكى أنه كان يوجد مجلس شيوخ وكانوا يتحدثون عن الأنبا أنطونيوس هل هو أخذ درجة كهنوتية أم مازال راهب ؟ وكان يوجد شخص صامت بينهم فسألوه فقال لهم * أنا لا أعلم رتبته ولكني أعلم أنه كان عاملاً بدرجته * .  فالمهم أن ينفذ كل إنسان دوره بطريقة صحيحة .. وكل شخص عليه مسئولية في الكنيسة ودور فلا تتهاون في دورك وتعتبره غير مهم ولا تطلب دور غيرك ولا تتصارع مع أحد بل كن عضو إيجابي واشترك في كل نشاط ولا تكن سلبي ولا تنقد واسعى للبنيان لا للهدم .. والذي لا يقوم بدوره يكون عبء وإذا لم يشعر الخادم بمسئوليته في العمل الذي يقوم به حتى إذا كان عمل بسيط فيصبح غير أمين في الكنيسة ولا ينمي الروح الواحدة ولا ينمي روح المحبة وكما قال القديس بولس الرسول ﴿ أُكمل نقائص شدائد المسيح ﴾ ( كو 1 : 24 ) .  ويقول القديس غريغوريوس تشبيه هام في العهد القديم ويربطه بالعهد الجديد وهو إذا توفى زوج سيدة فتتزوج من الأقرب لها حتى يقيم منها نسل وإذا رفض يحدث أمران هما :0 أ- يخلع نعله . ب- تبصق هذه السيدة على وجهه لأنه تركها للأبعد لها وكان هو أولى بها . فيقول القديس أن السيدة هي الكنيسة وزوجها هو يسوع وربنا يسوع تركها على الأرض وارتفع إلى السماء ولم يكتمل نسلها .. ومن المفروض أن أقرب شخص لها يقترن بها لينجب أولاد لها ( أي المؤمنين ) والذي يرفض الإقتران بها يجد ملامة من الكنيسة .. فيسوع هو أخونا البكر والكنيسة عروسته ونسلها لم يكتمل وربنا يسوع يريد أن يضم أعضاء جدد للكنيسة فإذا أهملنا هذا الدور نجد أن جسم المسيح لم يُكتمل وذلك لأننا رفضنا الإقتران به فالكنيسة تنتظر جهدك ويدك حتى تكمل أعضاؤها ولهذا يقول الكتاب المقدس ﴿ وكان الرب كل يومٍ يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون ﴾ ( أع 2 : 47 ) . 2/ الخادم والمخدوم : ============================  علاقة الخادم بالمخدوم هي قصة حب وغيرة وأمانة فأصعب شئ أن تتحول الخدمة إلى عمل بلا هدف أو عمل بلا مسيح أو بلا رؤية .. إن مؤشر أي عمل من أجل المسيح ومن أجل مجده هو مقدار الصلاة من أجل هذا العمل .. على الخادم أن يصلي حتى يكون ربنا يسوع في وسط العمل ويكون الله هو الذي يقوده وينميه وإلا سوف يحدث إنحراف نفسي عند الخادم أي أنه سوف يختار الولد المؤدب أو اللطيف أو الذي عنده إستعدادات ويرفض الآخر وهذا كله لعدم وجود المسيح وعدم وجود رؤية واضحة .. فعلى الخادم أن يتعامل مع الكل ويعتبر كل مخدوم أمانة وعلى الخادم أن يحرك قلب المخدوم وأن يوصل له صورة المسيح ويجذبه للخلاص حتى يتغير هذا المخدوم ولهذا لابد أن تكون علاقة الخادم بالمخدوم قوية جداً وكما قال القديس أوغسطينوس ﴿ لا يخلص عن طريقك إلا من يحبك ﴾ .  فقد يحدث إنحراف عاطفي وتغيب الناحية الروحية ولذلك فإن الناحية العاطفية التي تربط بين الخادم والمخدوم لابد أن تُوجه بطريقة روحية فالذي يربط بين الخادم والمخدوم هو المسيح فإذا كان يوجد محبة أو غيرة أو دالة كل هذا بالمسيح وفي المسيح .. وكما ذكر القديس بولس الرسول ﴿ لأني لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً ﴾ ( 1كو 2 : 2 ) .. فالمسيح أمام عينيَّ بولس الرسول في كل خدمة وفي كل أمر ولهذا يقول أيضاً ﴿ فمنا مفتوح إليكم أيها الكورنثيون قلبنا متسع ﴾ ( 2كو 6 : 11) .. وأيضاً ﴿ صرت للكل كل شيءٍ لأخلص على كل حالٍ قوماً ﴾ ( 1كو 9 : 22 ) .. فمن الصعب أن تتحول أعمال الخدمة إلى أعمال إجتماعية أو تتحول إلى أمور عاطفية لأن الأمور العاطفية يحدث فيها تغيير وخداع أما الأمور الروحية فثابتة ودائمة .. فالمخدوم يتغير ولكن الخادم لا يتغير فعلاقة الخادم بالمخدوم لابد أن يكون فيها وعي روحي كبير من الخادم وخاصةً عند الخادمات وذلك لأن البنات تتعلق بالخادمة في المسيح ولكن جزء كبير من هذا التعلق عاطفي نفسي ولكن كيف تحول الخادمة هذه العاطفة النفسانية للبنيان وهنا نذكر أن دور الخادم بالمخدوم يتلخص في أكثر من نقطة وهم :0 أ‌- الصلاة من أجلهم : يقول أحد الآباء ﴿ ليتنا نتكلم مع يسوع عن المخدومين أكثر مما نكلم المخدومين عن يسوع ﴾ .. فإذا كانت الصلاة من أجل المخدومين ضعيفة فلا توجد خدمة روحية وتصبح الخدمة مثل النادي الإجتماعي وقد تصبح الخدمة معتمدة على الشلة ( الصُحبة ) . ب‌- السهر على خلاص نفسك : لابد أن يكون عند الخادم يقظة روحية ويكون دائم النمو من أجل نفسه ومن أجل الآخرين .. فحتى تخلص نفسك والآخرين لابد أن تكون ممتلئ حتى تعطي .. فلابد أن تكون هناك فترات خلوة خاصة بالخادم واجتماع خاص به وعشية خاصة به .. فمن أصعب الأمور أن العشيات والإجتماعات تخلو من فئة الخدام وذلك لأنهم وضعوا أنفسهم فوق التعليم فلابد أن يشعر الخادم أنه تلميذ ويتعلم .. ورؤية المخدومين للخادم كتلميذ أكثر فائدة لهم من رؤية الخادم مُعلم . ت‌- الإرتقاء بأفكار الأولاد : على الخادم أن يرتقي برغبات المخدومين فإذا لم يكن هناك ضوابط في المجتمع يحدث جموح وتحكم أدنى فئة أو مستوى فإذا تركنا هوى المخدومين يسيطر على الأمور فسنجد أننا لا نسير حسب الإنجيل .. فعلى الخادم أن يوفر النشاط للمخدومين ولكن لابد من وجود هدف روحي واضح . ث‌- متابعة حياتهم الروحية : على الخادم أن يعرف هل الأولاد مواظبة على التناول والإعتراف ؟ وأيضاً هل عند المخدومين وعي إيماني وعقيدي ؟ فإذا كان هناك مخدوم يحب القراءة على الخادم أن يشجعه ويعطي له كتاب يحببه أكثر في القراءة .. وأيضاً على الخادم أن يحفظ الترانيم أو التسبحة أو يحكي قصة كل هذا مع اللعب .. ولابد أن نذكر أن العمل الفردي مهم مثل العمل الجماعي فعندما يذهب الخادم للإفتقاد لابد أن يذكر إسم ربنا يسوع ويكون الحديث في الإفتقاد عن ربنا يسوع وليس عن مشاكل العالم .. وعلى الخادم أن يراعي في الإفتقاد أن يقرأ جزء صغير من الكتاب المقدس ويقول كلمة صغيرة ويعطي للمخدوم صورة أو كتاب ثم يصلي . ج‌- أن يكون دائم الإرشاد للمخدوم : وأن يعي سن المخدوم فالخادم يصنع جيل فلا يستهين بدوره لأن من الممكن أن يسمع مخدوم لحن فيحب الألحان ونشكر الله أن الأولاد تحب الخدمة والله يعطي نعمة للخدام فلابد أن نكون أمناء ونرتقي بالمخدومين حتى نربح كثيرين لربنا يسوع .. واحذر التعلق العاطفي أو التمييز وأن تهتم بفئة معينة من المخدومين وهذا يظهر في الإفتقاد فأحياناً يذهب الخادم إلى المخدوم المواظب على الكنيسة ولكن على الخادم أن يفتقد الناس المجهولة التي لا يذكرها أحد فهم في احتياج إلى الإفتقاد وكما يقول الكتاب المقدس ﴿ لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى ﴾ ( مت 9 : 12) .. والخادم الذي قلبه غيور سيُعرفه الله على الناس التي تحتاج للإفتقاد فالخادم الأمين كثير العمل قليل الكلام . 3/ علاقة الكاهن والأمين والخادم : =================================================  الكاهن : الكاهن له كرامة والكاهن عمله مدبر وهو أخذ مسئولية من الله وهذه المسئولية ليست للسلطة أو للتميز أو النهي ولكن هذا عمل تدبيري .. فالكاهن ينكسر أمام الله وينسحق من أجل شعبه وكما قال القديس أوغسطينوس ﴿ أطلب إليك من أجل سادتي عبيدك ﴾ .. فكلمة * سادتي * أي * المخدومين * .. والكهنوت ليس مركز فالكاهن شفيع أمام الله ولكن بعض من الناس تشعر أن أبونا الكاهن لها وحدها فإذا قصَّر في شئ تصب عليه إتهامات كثيرة ولكن لابد أن نعرف أن الكاهن مسئول عن أشخاص كثيرة جداً وهو أيضاً وكيل للأسرار .. وهناك بعض من الناس تحتاج إلى إهتمام أبونا الكاهن أكثر من أناس أخرى .  والكاهن لا يطلب الكرامة من أحد وكما قال القديس يوحنا ذهبي الفم ﴿ قيل عن الرعاة أن الكرامة ثِقَل عليهم والإهانة مكسب لهم ﴾ .. وأيضاً يقول القديس مارأفرآم ﴿ إعطي الكرامة اللائقة للكاهن كوكيل لأسرار الله ولا تتأمل في أعماله لأنه من حيث أعماله هو إنسان ومن حيث درجته هو ملاك وبالرحمة صار وسيطاً بين الله والناس ﴾ .. فعند رسامة الكاهن يفتح فمه ورئيس الكهنة ينفخ في فمه وبذلك يأخذ نفخة الروح فهذه النفخة التي أعطاها ربنا يسوع للرسل هي نفس النفخة التي يأخذها الكاهن ولذلك فهي تظل فاعلة في الكاهن .. ثم يقول الكاهن ﴿ فتحت فمي فاجتذبت لي روحاً ﴾ .. فالكهنوت وعاء للروح .  الأمين : يدبر وينظم وينسق ويرتب فكلمة * أمين * تأتي من الأمانة وعلى الأمين أن يتابع ويوزع الأدوار ويشجع ويوجه ويعرف الطاقات ويوظفها ولا ينحاز لأحد ويجعل الخدمة ترتقي روحياً ويتابع الخدام شخص شخص أي متابعة فردية لا بروح السلطة بل بروح المحبة .. وعلى الأمين أن يوفر للخدام كتب تفيدهم في التحضير ويعمل خلوات وأيام روحية للخدام ويكون هناك قداس للخدام .. والأمين هو حلقة الوصل مع أبونا الكاهن .. وعلى الكاهن أن لا يلغي الخدام وكذلك على الخدام أن لا يلغوا الأمين فلابد أن يعمل الجميع في حلقة واحدة وعلينا أن لا نتخطى بعض ولكن الخادم يعرض أفكاره على الأمين والأمين بدوره يعرض هذه الأفكار على أبونا الكاهن ويسمع توجيهات الكاهن ثم يعرضها الأمين على الخدام ويقنعهم بها حتى يصل إلى أفضل وضع يبني الخدمة حتى يكون الجميع رعية واحدة لراعي واحد .  الخادم : الخادم يفكر ويصلي ويبحث في الكتب ويطور من وسائل الإيضاح ويعرض موضوع معين من خلال ندوة وله دور في التنفيذ فالخادم لا يعمل بمعزل عن الآخرين ولكن الجميع لهم فكر وقلب واحد مثل بولس الرسول عندما ذهب للمعتبرين أعمدة أي بطرس ويوحنا وباقي الرسل حتى يعرض فكره وإنجيله وقال ﴿ لئلا أكون أسعى أو قد سعيت باطلاً ﴾ ( غل 2 : 2 ) .. فعلى الخادم أن يقبل التوجيهات من الأمين ومن الكاهن ويتكلم بحب واتضاع ويعرض مشاكله ولا يكون فيه روح تمرد وكما ذكر الكتاب المقدس ﴿ طريق الجاهل مستقيم في عينيه أما سامع المشورة فهو حكيم ﴾ ( أم 12 : 15) .. وأيضاً قد يصبح للخادم أشخاص معينة ويبعد عن الأمين والكاهن وتتحول الخدمة إلى عمل إجتماعي لأن من صفات العمل الروحي وجود الروح الواحدة .. وعلى الخادم أن يواظب على إجتماع الخدام وممكن ينزل إفتقاد مع خادم آخر لأسرة غير أسرته وإذا كان هناك إجتماع صلاة يحضره ﴿ غير تاركين اجتماعنا كما لقومٍ عادة ﴾ ( عب 10 : 25 ) .. ويكون حضوره إيجابي .  وعلى الخادم أن لا يسخر من خدمة الآخر أو من شخصية الآخر وعليه أن يتخلص من حرف الياء * أولادي .. كنيستي .. أسرتي .. خدمتي * .. فأنت عضو في جسم فلا تعمل بمفردك .. وعلى الخادم أن يصلي من أجل كل الكنائس وعن خلاص كل الشعب وعليه أن يحذر من الإنعزال والتمرد والفراغ الروحي الذي يجعل الإنسان يفقد الهدف ومن الروتينية في الخدمة وكما قال صموئيل النبي لشاول الذي لم يسمع كلام الله ﴿ هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب .. هوذا الإستماع أفضل من الذبيحة والإصغاء أفضل من شحم الكباش ..... لأنك رفضت كلام الرب رفضك من المُلك ﴾ ( 1صم 15 : 22 – 23 ) .. فالعمل الذي عمله شاول في شكله ليس خطأ ولكنه كسر من خلاله روح الطاعة والروح الواحدة وكما قال القديس بولس الرسول ﴿ حتى بعد ما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضاً ﴾ ( 1كو 9 : 27 ) .ربنا يكمل خدمتنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ويكمل نقائصنا ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

خدمة الحب وخدمة الفرح

هناك صفتين مهمين جداً يجب أن تتواجدا في خدمتنا هي خدمة الحب والفرح .. معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى تسالونيكي يقول { بل كنا مترفقين في وسطكم كما تُربي المُرضعة أولادها .. هكذا إذ كنا حانين إليكم كنا نرضى أن نُعطيكم لا إنجيل الله فقط بل أنفسنا أيضاً لأنكم صرتم محبوبين إلينا } ( 1تس 2 : 7 – 8 ) . خدمة المحبة .. الرحمة .. الرأفة .. وهي أجمل الأمور التي تُميز الخدمة .. حتى لو كانت الخدمة ليس لها إمكانيات عظيمة أو جذابة ولكن بها حب .. إن الحب يخدم ضعف الإمكانيات ويوصَّل الرسالة المطلوبة بأقصر الطرق وأجمل اللغات . نحن مدعوين أن نخدم الحب في خدمتنا .. في مريض نزوره أو مُسن نخدمه أو طفل نخدمه .. ترنيمة نقدمها .. أي كل أمر نفعله بمحبة .. ما أجمل معلمنا بولس الرسول في رسالته لكورنثوس عندما قال { لتصر كل أموركم في محبة } ( 1كو 16 : 14) .. يمكن أن ينسى المخدوم الكلام ولكن يتذكر المحبة . لا يمكن أن أعطي الحب لو لم أشعر به في حياتي وشعرت بحنو الله في حياتي .. أشياء كثيرة في حياتنا هي إنعكاس لمحبة الله .. محبة .. غفران .. حِنو .. وهكذا قدِّم حب واعطي لمسة محبة فإن هناك عِلم يُدرَّس إسمه عِلم " اللمسة الإنسانية " .. الخدمة تحتاج ناس شبعانة من محبة الله . أعمال المحبة والرحمة لها كرامة عند الله أكثر من أي أعمال أخرى .. فهناك قصة شهيرة عن رجل قام بخطأ وأرسل له الملك لكي يُحاكمه .. وعندما خاف الرجل أن يذهب له بمفرده ظل يبحث عن أحد له دلالة على الملك فوصل لأحد الأشخاص ولكن يعرف البواب فقط .. وبعدها بحث عن آخر فوجد من يعرف الوزير الخاص بالملك ولكنه قال له إنه لا يستطيع أن يدخل إلى الملك لأن حدوده باب حجرة الملك .. فظل يسأل عن شخص يدخل معه فوجده وقال له أنه يعرف الملك تماماً وأنه سيدخل معه وطلب منه أن لا يتكلم وأنه سوف يتكلم عنه أمام الملك . وعن معنى هذه القصة نقول أن البواب عبارة عن ممارسة الفضائل .. التواضع .. الإحتمال ....... إن الفضائل تجعلني أدخل من الباب ولكن أعمال الطهارة والعفة وحِفظ الجسد والحواس من الدنس ومن مغريات العالم تدخل معي حتى باب الملك وممكن أن تشفع لي عنده .. أما أعمال المحبة والرحمة تدخل إلى حضرة الملك وتتكلم عني وأنا صامت . ويحكي لنا الكتاب المقدس عن طابيثا .. عندما ماتت وكان يحبها جداً كل من حولها لحبها ورحمتها عليهم فأرسلوا إلى بطرس الرسول حتى يأتي ويُقيمها من الأموات .. فجاء بطرس وهو لا يعرفها فبدأ الجميع يُروا أعمالها معهم ويرونها إلى بطرس فهي ماتت إلا أن أعمالها تكلمت عنها بعد ذلك ( أع 9 : 36 – 42 ) .. نحن أخذنا وعد بأن كأس ماء بارد لا يضيع أجره في السماء ( مت 10 : 42 ) .. الأعمال باقية وتشفع فينا . القديس بطرس العابد كان قاسي جداً .. جاءه فقير ليستعطي فانتهرهُ .. ثم ضربهُ برغيف خبز بكل قوة فأخذه الفقير .. وبعد أيام رأى القديس رؤية بأن هناك مكان مُظلم جاء من يأخذه إليه وهم يتحدثون عنه وعن أعماله الشريرة الكثيرة التي فعلها .. ثم وجد من بعيد ملاك يقف وفي يده رغيف خبز مثل الرغيف الذي ضرب به الفقير .. وعرف أن هذا الرغيف رغم أنه كان بهدف ضرب الفقير إلا أنه شفع فيه . في خدمة المُسنين مثلاً هو لا يعرف معنى ما تقوله لأن ذهنه أصبح لا يستوعب هذا الكلام ولكنه يستوعب المحبة جيداً ويُدرك مدى محبتك له ومدى اهتمامك وانشغالك به .. من يخدم خدمة الحب يرى المسيح بأسهل طريقة . في الزيارات الخدمية عليك الإقتراب من المخدوم والتلامُس معه وإخراجه من العُزلة والإكتئاب بالكلام والتلامُس .. هذه هي خدمة الحب التي تتقدم على خدمات كثيرة لربنا فهي لا تحتاج إلى مواهب كثيرة سوى محبة الفترة التي أخذناها من شخص ربنا يسوع المسيح .. إعطي نفسك للآخر ولا تتأمل نفسك فقط .. ما من إنسان إنغلق على ذاته إلا ومشاكله أصبحت الضِعف .. الله أعطانا فرصة لكي نعطي محبة لمن حولنا . خدمة الفرح وذلك بأن تجد من يفرَّح المخدوم .. وهذا عن طريق الرجاء في كل أمور الحياة .. حتى وهو يُفارق الحياة إعطيه رجاء بالحياة الأبدية .. وأن كل الأمور التي تحدث في حياتنا بسماح من الله فيقبلها بشكر وبفرح . إجعل خدمتك مُفرحة .. لا تذهب إليها كاره أو مغصوب أو مهموم فأنت ذاهب لكي تستقبل من آلامهم .. جميل أن يكون في ذهنك إنك ذاهب لتفرَّح المخدوم وتُعد لهم كل الأمور المُفرحة .. وصَّل المسيح المُريح .. المسيح الذي يجول يصنع خيراً .. يمشي ساعات لكي يِربح واحدة .. ويوقف موكب إبن الأرملة لكي يُقيمه من الموت .. عليك أن تشعر بألم المخدوم وتُقدم له دون أن يطلب منك أحد لتُفرِّحه . قدِّم كل ما هو مُفرح سواء وعد أو آية أو قديس .. كلمة .. طِلبة .. يحتاج أن يشعر إنه مهم ومحبوب وموضِع عناية .. ما أجمل أن يكون هناك رؤية .. وأن تختار الكلمات المناسبة والأفكار الجديدة لتُفرِّح من حولك . ربنا يقبل خدمتنا ويكمل نقائصها ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين

الخدمة الفعالة

من سفر الأعمال أصحاح (20 : 18 – 21 ، 24 ) .. { فلما جاءوا إليه قال لهم أنتم تعلمون من أول يوم دخلت أسيا كيف كنت معكم كل الزمان أخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة وبتجارب أصابتني بمكايد اليهود .. كيف لم أُؤخر شيئاً من الفوائد إلا وأخبرتكم وعلمتكم به جهراً وفي كل بيتٍ .. شاهداً لليهود واليونانيين بالتوبة إلى الله والإيمان الذي بربنا يسوع المسيح ؛ ولكنني لستُ أحتسب لشيءٍ ولا نفسي ثمينة عندي حتى أُتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة الله } . كيف تكون الخدمة فعَّالة ومُفرحة لنا ولربنا ؟ هناك ثلاث كلمات – مفاتيح – للخدمة الفعَّالة :0 أولاً خدمة الروح . ثانياً خدمة الحب . ثالثاً خدمة الفرح . أولاً خدمة الروح : ===================== فرق كبير بين الخدمة الإجتماعية والخدمة الروحية .. الخدمة الإجتماعية تعتمد على الأنشطة والآداب العامة .. ترفيه .. خدمة لتعليم الذوقيات .. أما الخدمة الروحية تقدم روح مثل بولس الرسول الذي يتحدث عن خدمته بأن يقول إنه لا يؤخر شئ إلا وأخبرهم به .. يتحدث بوداعة وتواضع .. خدمة لها علامات تُقدم أمور تُشبع النفس والروح .. فالمخدومين داخلهم احتياج قوي لله .. إحتياج للمُطلق .. حتى لو كان شرير أو غير مؤمن . خدمة بها اشتياق لأن يكون المخدوم متقابل مع المسيح .. يشبع منه .. أن تساعدهم لكي يعرفوا طريقة الوصول له .. نحن نحتاج أن نُقدم لهم الإنجيل وشخص ربنا يسوع المسيح وكل ما يُشبعه روحياً .. هدفنا الوصول إلى جوهر إهتمام المخدوم .. ويكون الله هو مركز اهتمام له .. يفكر في المسيح يسوع .. وألذذه بالتسبيح وأعرَّفه بأمومة وعذوبة الكنيسة . الخدمة الروحية هي بداية أي خدمة مُفرحة ومُشبعة .. جميل أن تعرَّف المخدوم كيف يتخلص من خطيته عند المسيح .. عند الصليب .. عند الكنيسة بالتوبة والإعتراف والتناول . من علامات الخدمة الروحية أن يكون لنا صلاة من أجل الخدمة .. نحن نوجه قلوبهم وأفكارهم .. فبدون الصلاة تحولت الخدمة إلى حركة اجتماعية .. وعلى الخادم أن يذوق المسيح في حياته الشخصية حتى يسهُل عليه أن يذوَّقه لأي إنسان .. فيلبس شاهد المسيح وكان له صديق إسمه نثنائيل فعرف كيف يقول تعال لننظر المسيح ( يو 1 : 46 ) . في هذا العصر هناك أنشطة كثيرة جداً تأكل الأمور الروحية .. فالجميل أن أذوَّق مخدوميني الحياة مع الله .. نحن نواجه غزو إعلامي مُتعدد الثقافات .. والأفكار الشريرة تجدد من نفسها وأساليبها وتفسد من عقول الأطفال .. فعلينا أن نقدم له خدمة روح .. خدمة تشبَّع . إن روحيات الخادم تنطبع على المخدوم .. من صوته ومن صفاته وكلامه .. حركاته ومعاملاته مع الآخرين . ثانياً خدمة حب : =================== الخدمة هي انعكاس لمحبة الله في حياتي .. وكلما ذقت محبة ربنا كلما ازداد محبة المخدوم له .. وأعرف أنا كيف أحب المخدوم من حب الله لي .. محبة الله هي التي تغلب التحديات الصعبة التي نواجهها لأن محبة ربنا عندما تدخل داخل إنسان تجعله يغلب الشر .. والمخدوم سيرى محبة الله في داخلي فيجعله هو أيضاً يغلب الشر . علِّم المخدوم أن الله لا يفرَّق في محبته بل يحب الكل .. لذلك نحن كخدام نحب الكل .. وعليك أن تعرف أن هناك فرق بين المحبة البشرية المُتقلبة والمحبة التي هي في المسيح يسوع ومصدرها هو وهي ثابتة .. وهذا يأتي في صورة صلاة من أجل المخدوم والبحث عنه ، إهتمام به على مستوى الشخص وأن تقدم له أفضل ما عندك وتقدم له وقتك وجهدك . جميل أن تكون الخدمة خدمة مشاعر مثل بولس الرسول الذي كان هناك وِد بينه وبين الذين كان يخدمهم .. يقول { وبدعائهم لأجلكم مُشتاقين إليكم } ( 2كو 9 : 14) .. ” يا أولادي المحبوبين كنت أتمنى أن أراكم بالوجه “ .. ويتحدث في رسالة رومية إلى كل واحد بإسمه ولقبه أيضاً .. وفي رسالته لتسالونيكي يقول { بل كنا مترفقين في وسطكم كما تُربي المُرضعة أولادها هكذا إذ كنا حانين إليكم كنا نرضى أن نعطيكم لا إنجيل الله فقط بل أنفسنا أيضاً } ( 1تس 2 : 7 – 8 ) .. عندما انسكبت محبة ربنا في قلبي سأعرف كيف أُقدم محبة للمخدوم ولا ننسى القول المشهور جداً وهو مفتاح الخدمة وهو للقديس أغسطينوس { لا يخلُص عن طريقك إلا من يحبك } . أيضاً نقول أن المحبة في المسيح يسوع محبة للكل ولا تُفرِّق ولا لكي هذا الشخص به ميزة معينة والآخر ليس به أي شئ .. محبة من المسيح .. محبة سببها هو .. محبة ثابتة ودائمة .. خلاف المحبة البشرية العاطفية التي تجعلني أتضايق منه عندما يُخطئ . فما أجمل أن تُعبِّر عن هذا الحب بلمسة معينة .. إتصال تليفوني .. في أعياد ميلادهم .. في ظروفهم الصعبة نهتم بهم .. بهذا تستطيع أن تقول له في مرة أخرى أن يأتي لحضور القداس والتناول لأنه في هذه الحالة سيستجيب لأنه شعر بمحبتك له من قبل .. أعرف كل ظروفه ومشاكله واهتماماته فربنا يسوع قيل عنه أنه يعرف خاصته بأسماءهم .. { خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني } ( يو 10 : 27 ) . أسهل طريق يلمس به المخدوم محبة ربنا له أن يرى أحد يُحبه بلا سبب فيعرف بعد ذلك أنها محبة مصدرها من الله .. لأن الله يحبنا بلا سبب .. إن كنت فقير في الحب ستكون بلا كلام ومشاعر لأنك فقير في محبة الله .. أُنظر ربنا يسوع كيف كان يتعامل مع السامرية .. الابن الضال .. زكا .. المرأة الخاطئة .. يقول بولس الرسول { شجعوا صغار النفوس .. أسندوا الضعفاء .. تأنوا على الجميع } ( 1تس 5 : 14) . ثالثاً خدمة فرح : =================== أي تقدم له شئ يحل له مشكلة .. أي خدمة تقدم له رجاء وتُشعره بقيمته .. أتعامل معهم ببشاشة وصبر وطول أناة .. من علامات خدمة الفرح أن يكون فيها تجديد مستمر .. جميل أن يكون بها بهجة .. فإن ربنا يسوع المسيح عندما كان يُعلِّم كان يُعلِّم مرة في السفينة .. مرة في الحقل .. مرة على جبل .. في كل مرة كان يُجدد من الشكل العام حتى يشعر الجميع بالإرتياح وهم يسمعون للتعاليم .. كان أيضاً يهتم بهم حتى أنه لاحظ وجودهم لفترة طويلة معه فأراد إطعامهم . إستخدم إمكانيات أعطاها الله لك .. موسيقى .. كمبيوتر .. مطبوعات .. كل هذا وظَّفه لكي يخدم الخدمة .. من خلال لمسات بسيطة قدم له أمور كبيرة مُفرحة .. إحترم أدميته وعرَّفه على المسيح المُفرح وتعطيه قيمة سيخرج فرحان .. نهتم بنظافة المكان وإعداده إعداد جيد .. إعداد الدرس والترنيمة والإهتمام بكل الأمور من استقبال بوجه بشوش وتقديم الأفضل لدينا .. إهتموا بأن روحكم واحدة وهدفكم واحد .. معرفة المسيح .. تفرحوهم .. وتعتنوا بهم جداً . ربنا يعطينا أن نخدم خدمة مقبولة ومرضية أمامه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل