العظات

دراسة فى سفر صموئيل الثانى ج 2

الأصْحَاحُ الثَّالِثُ :- يبدأ الأصحاح بِعِبارة جمِيلة [ وَكانت الحربُ طوِيلة بين بيتِ شاوُل وَبيتَ داوُد وَكَانَ داوُدُ يذهبُ يتقوَّى وَبيتُ شاوُل يذهبُ يضعفُ ]00كانت الحرب طوِيلة بين بيت شاوُل وَبيت داوُد وَهذِهِ هِى حقِيقة الحرب الرُّوحِيَّة فِى حياة أولاد الله أنَّ بيت شاوُل سيظل مُترَّبِص وَيُحارِب بيت داوُدالإِنسان الَّذِى يتخيَّل أنَّ الحرب سوف تنتهِى فِى يومٍ ما فهذا إِنسان مخدُوع بُولُس الرَّسُول يقُول [ لَمْ تُقاوِمُوا بعد حَتَّى الدَّم ] ( عب 12 : 4 )00إِذا تابعنا حرب شاوُل وَداوُد نجِد فِيها وقفات نقُول عندها تنتهِى حربهُما لكِنْ نجِد شاوُل مازال مُترَّبِص لِداوُد00هذِهِ هِى حرب الظُلمة مَعَْ النُّور وَالشَّر مَعَْ البِرِّ00حرب كسب الأبدِيَّة لِذلِكَ لاَ توجد فِترة هدوء أوْ هُدنة فِى هذِهِ الحرب وَلَنْ تنتهِى عِند عُمر مُعيَّن أوْ عِندما تستقِر الحياة00لاَ هِى حرب طوِيلة مُستمِرة00البرُوتُوستانت الَّذِينَ يُنادُون بِالخلاصَ فِى لحظة نقُولَ لَهُمْ أنَّ الحرب طوِيلة [ الَّذِي يصبِرُ إِلَى المُنتهى فهذا يخلُصُ ] ( مت 10 : 22 ) 00وَمادام داوُد يستشِير الله وَيعلم أنَّ غلبتهُ هِى مِنْ الله بِالتأكِيد سيتقُّوى بيته وَيضعُف بيت شاوُل00الَّذِى يعلم أنَّ الله يُعلِّم يدهُ القِتال ( مز 18 : 34 ) بِالتأكِيد هذا سيغلِب وَيتقوُّى عاش داوُد فِترة طوِيلة مَلِكَ عَلَى مملكِة يهُوذا فقط دُون باقِى الأسباط00تُرى ما هِى مشاعِره فِى تِلَكَ الفترة ؟ كَانَ صامِت لَمْ يسعى لِلمملكة كُلّها00سبع سنوات وَنِصف صامِت لاَ يسعى لِمُلَكَ إِسْرَائِيلَ كُلّه رغم أنَّهُ يعلم أنَّ بيت شاوُل يضعُف وَهُوَ يتقوَّى لكِنَّهُ كَانَ هادِئ يختبِر عمل يد الله معهُ جيِّد أنْ يختبِر الإِنسان عمل الله فِى حياته وَينتظِر أنْ يُعطِيه الله المُلَكَ وَ لاَ يسعى هُوَ إِليه بِطُرُق ذاتِيَّة00وَلِنتعجَّب كيف أتى المُلَكَ لِداوُد ؟ عَنْ طرِيق أبنيرُ بنُ نيرٍ رئِيس جيش شاوُل عدوَّه00الله يستخدِم طُرُق عجِيبة00داوُد لَمْ يتلهَّف عَلَى المُلَكَ وَلَمْ يسعى إِليه الَّذِى يتمسَّك بِالله عِندما تزداد عليه الحرب ينال المُلَكَ مِنْ الله00 وَكانت أيَّام حبرُون لِداوُد أيَّام حلوة كَانَ الله يُعزِّيه فِيها بدأت تحدُث وقِيعة بين أبنير وَإِيشبُوشث إِبن شاوُل00وَلأِنَّ أبنير كَانَ رجُل حرب مغرُور بِدُون مبادِئ وَجرِئ دخل عَلَى إِحدى سرارِى المَلِكَ إِيشبُوشث وَزنى معها وَعِندما جاء إِبن شاوُل لِيُعاتِبهُ بدأت علامات الكبرياء وَالغضب تظهر عليه وَبدأ يقُول لأشبُوشث إِبن شاوُل أنَّهُ لاَ شئ بِدُونه وَأنَّهُ لولاه ما كَانَ قَدْ مَلَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ00وَهُنا نقُول لأشبُوشث[ ملعُون الرَّجُلُ الَّذِي يتَّكِلُ عَلَى الإِنسان وَيجعلُ البشر ذِراعهُ ] ( أر 17 : 5 )00[ طُوبى لِمَنْ إِلهُ يعقُوب مُعِينُهُ وَرجاؤُهُ عَلَى الرَّبِّ إِلهِهِ ] ( مز 146 : 5 ) تطاول أبنير عَلَى إِبن شاوُل00ثُمَّ بدأ أبنير يحسِب الأُمور مِنْ جدِيد وَوجد أنَّ بيت شاوُل يضعُف فَإِستغلَّ فُرصة هذِهِ المُشكِلة وَقَالَ أنَّهُ سيفعل لِداوُد كما قَالَ الله وَسيبنِى لِداوُد مملكته00[ هكذا يصنعُ اللهُ بِأبنير وَهكذا يزِيدُهُ إِنَّهُ كما حلف الرَّبُّ لِداوُد كذلِكَ أصنعُ لَهُ لِنقلِ المملكةِ مِنْ بيتِ شاوُلَ وَإِقامةِ كُرسِيِّ داوُد عَلَى إِسْرَائِيلَ وَعَلَى يهُوذامِنْ دان إِلَى بِئرِ سبعٍ ]00وَكأنَّ أبنير يشعُر أنَّهُ قادِر أنْ يُقِيم كُرسِىِّ داوُد لكِنَّهُ لَمْ يعلم أنَّ الله هُوَ الَّذِى يستخدِمه لِهذا الغرض لأِنَّ لله طُرُق عدِيدة فِى تدابِيره [ وَلَمْ يقدِرُ بعدُ أنْ يُجاوِب أبنير بِكلِمةٍ لأِجلِ خوفِهِ مِنْهُ ]00لِماذا كَانَ إِبن شاوُل خائِف مِنْ أبنير ؟ لأِنَّهُ كَانَ يشعُر أنَّهُ أخذ المملكة بِخدِيعة وَليس مِنْ يد الله لِذلِكَ كَانَ يشعُر بِالضعف وَالخِيانة داخِله وَلأِنَّهُ كَانَ مُتكِل عَلَى ذِراع بشر وَخِطط عقلِيَّة لِذلِكَ خاف مِنْ أبنيرهُنا بدأ أبنير يتودَّد وَأراد أنْ ينضم إِلَى جيشِهِ فأجابهُ داوُد [ يقُولُونَ اقطع عهدك معِي وَهُوذا يدِي معك لِردِّ جمِيعِ إِسْرَائِيلَ إِليكَ0 فقال حسناً0 أنَا أقطعُ معكَ عهداً إِلاَّ إِنِّي أطلُبُ مِنكَ أمراً واحِداً وَهُوَ أنْ لاَ ترى وجهِي ما لَمْ تأتِ أوَّلاً بِمِيكالِ بِنتِ شاوُلَ حِينَ تأتِي لِترى وجهِي ]00داوُد غير مُتسرِّع لَمْ يُرَّحب بِكلاَمَ أبنير بِسُرعة بَلْ قَالَ أنَّ لَهُ شرط لِيقبل أبنير وَهُوَ أنْ يأتِيه أوَّلاً بِمِيكال إِبنة شاوُل زوجتهُ وَكأنَّ داوُد غير مُتلهِّف عَلَى أمر المملكة وَأيضاً لأِنَّ مِيكال كَانَ لها معزَّة خاصَّة عِند داوُد لأِنَّها أنقذتهُ مِنْ مكِيدة شاوُل أبِيها وَكأنَّ داوُد يُرِيد أنْ يرُد لها الجمِيل وَأيضاً أراد داوُد بِطلبه هذا أنْ يُعِيد نسبه لِشاوُلَ لِيُذِيب المشاكِل وَالحساسِيَّة بينه وَبين بيت شاوُلَ حَتَّى إِذا مَلَكَ عَلَى كُلّ الأسباط يكُون مُلكه فِى سلام00داوُد حكِيم وَيُرِيد سلام00جيِّده حِكمة داوُد00وَمسكِين الإِنسان الَّذِى يُحقِّق ذاته بِذاته دُون إِرضاء الله يجِب أنْ نشعُر بِالرِّضا عَلَى أنفُسنا إِذا أرضينا الله هذا هُوَ المُلَكَ فِى الفِكر الرُّوحِى المُلَكَ عَلَى النَّفْسَ بينما المُلَكَ فِى الفِكر البشرِى هُوَ السُلطة التَِّى تجعل الإِنسان يتكبَّر فِى سِفر القُضاة قِصَّة عَنْ أحد أبناء جدعُون الَّذِى قتل إِخوته السبَّعُون لِكى يملُكَ لكِنْ أحد إِخوته هرب وَفِى أحد المرَّات وقف أمامه أخوه الهارِب وَأمام الشَّعْب وَقَالَ لَهُمْ قِصَّة رمزِيَّة وَهِى أنَّ الأشجار أرادت لها مَلِكَ فطلبت مِنْ الزيتُونة أنْ تملُكَ عليها فرفضت وَقالت أأترُك دُهنِى وَمُسطارِى وَأملُكَ عليكُمْ00فطلبت الأشجار مِنْ التِينة فرفضت التِينة وَقالت أأترُك ثمرِى وَحلاوتِى وَأملُكَ عليكُمْ00فطلبت الأشجار مِنْ الكرمة فرفضت الكرمة وَقالت أأترُك ظِلِّى وَخمرِى وَأملُكَ عليكُمْ00فطلبت الأشجار مِنْ العوسج فوافق وَالعوسج هُوَ نبات ضعِيف قلِيل الثمر يقتُل نَفْسَه بِنَفْسَه بِالحرِيق الذَّاتِى00قَالَ الأخ الهارِب أنَّ أخوه القاتِل كالعوسج إِفرحُوا بِهِ وَهُوَ يفرحُ بِكُمْ النَّفْسَ الغنِيَّة مِنْ الداخِل لاَتتلهَّف عَلَى العالم بَلْ تشعُر بِغِناها الداخِلِى لِذلِكَ داوُد لَمْ يتلهَّف بِأبنير الَّذِى حاول أنْ يُقنِع شُيُوخ إِسْرَائِيلَ00[ قَدْ كُنتُمْ مُنذُ أمسٍ وَما قبلهُ تطلُبُونَ داوُد لِيكُونَ ملِكاً عليكُمْ0 فَالآنَ افعلُوا0 لأِنَّ الرَّبَّ كلَّم داوُد قائِلاً إِنِّي بِيَدِ داوُدَ عبدِي أُخلِّصُ شعبِي إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدْ الفِلِسْطِينيِّينَ وَمِنْ أيدِي جمِيعِ أعدائِهِمْ ]00هُنا نتعلَّم درس خطِير وَهُوَ أنَّ العِلاقات البشرِيَّة غير آمِنة مُتذبذِبة تعتمِد عَلَى المصالِح البشرِيَّة الشَّخصِيَّة بينماالعِلاقات الرُّوحِيَّة عِلاقات ثابِتة مهما واجهتها مشاكِل ما هُوَ مبدأ أبنير ؟ مَعَْ أى مَلِكَ هُوَ مَعَْ شاوُل أم داوُد ؟ صعبة النِفُوس المُتردِدة الَّتِى تبحث عَنْ مصلحة00أبنير يعلم أنَّ الله يُعطِى داوُد المُلَكَ فلِماذا إِذاً يُحارِب بِجيش شاوُل وَكَانَ قائِدهُ ؟ وَالآنَ هُوَ يُحارِب بِجيش داوُد وَهُوَ القائِد [ حَتَّى متى تعرُجُون بين الفِرقتينِ0 إِنْ كَانَ الرَّبُّ هُوَ الله فَاتَّبِعُوهُ وَإِنْ كَانَ البعلُ فَاتَّبِعُوهُ ] ( 1 مل 18 : 21 )00كثِيراً ما يأخُذنا شاوُلَ وَنكُون قاده لِلعالم وَعِندما نجِد أنَّ العالم فانِى نذهب لِداوُد وَنكُون معهُ قادة [ فجاء أبنيرُ إِلَى داوُد إِلَى حبرُونَ ]00الآنَ أتى أبنير لِيرى داوُد00[ فصنع داوُدُ لأِبنير وَلِلرِّجالِ الَّذِينَ معهُ ولِيمةً ]00إِتساع قلب داوُد00لأِنَّ أبنير كَانَ قائِد جيش شاوُل مُنذُ أيَّامٍ لكِنْ إِتساع القلب ليس بِغرِيب عَنْ داوُد الَّذِى رثى شاوُلَ[ وَقَالَ أبنيرُ لِداوُد أقُومُ وَأذهبُ وَأجمعُ إِلَى سيِّدِي المَلِكِ جمِيعَ إِسْرَائِيلَ ]00مُنذُ قلِيلَ قَالَ أبنير لأِشبُوشث أنَّهُ سيسحب مِنهُ المُلَكَ وَالمملكة وَالآنَ يقُول لِداوُد سيِّدِى المَلِكَ00الشخص مهما لَمْ يكُنْ فِيهِ مخافة الله لكِنْ أولاد الله يجعلوه يحترِمهُمْ وَيُوقرهُمْ بِتقدِيم المحبَّة لَهُ00[ فيقطعُون معكَ عهداً وَتملِكُ حسب كُلِّ ما تشتهِي نَفْسُكَ فأرسل داوُدُ أبنير فذهب بِسلامٍٍ ]00أطلق داوُد أبنير00داوُد يُحرِّكَ أبنير وَهُوَ فِى سكُونٍ لأِنَّهُ يعلم أنَّ الله يعمل وَيُرسِل مَنَ يُرسِل رجع يُوآب وَلَمْ يكُنْ يعلم بِهذِهِ المُقابلة وَعِندما علِم بِها بدأ يقلق مِنْ وجُود أبنيرهل داوُد يُرِيد أبنير أم يُوآب رئِيس جيشٍ لَهُ ؟ هذا الأمر أتعب يُوآب جِدّاً وَأيضاً كَانَ هُناكَ ثأر قدِيم لَهُ مَعَْ أبنير وَهُوَ قتل عسائِيل أخوه00يُوآب أرسل لأِبنير وَطلبهُ وَفِى البِداية شكَّك يُوآب داوُد فِى أبنير وَقَالَ لَهُ أنَّهُ جاء لِيتجسَّس عليه ثُمَّ خرج مِنْ عِند داوُد [ وَأرسل رُسُلاً وراء أبنير فردُّوهُ مِنْ بِئرِ السِّيرةِ وَداوُدُ لاَ يعلمُ ]00فرجِع أبنير إِلَى حبرُون دُون علمِ داوُد00[ وَلمَّا رجِع أبنيرُ إِلَى حبرُونَ مالَ بِهِ يُوآبُ إِلَى وسطِ البابِ لِيُكلِّمهُ سِرّاً وَضربهُ هُناك فِي بطنِهِ فمات بِدمِ عسائِيلَ أخِيهِ ]00أخذهُ يُوآب لِيُكلِّمهُ سِرّاً وَهُناك ضربهُ فِى بطنِهِ فقتلهُ بِخِدعة وَالمعرُوف أنَّ وصِيَّة العهد القدِيم تُجرِّم القتل عامةً وَبِالأكثر القتلِ بِخِدعة[ ملعُون مَنْ يقتُلُ قرِيبهُ فِى الخفاءِ ] ( تث 27 : 24 )00سمِعَ داوُد وَعلِم أنَّ ذلِكَ التصرُّف يتسبَّب فِى مُشكِلة وَيتخيَّل النَّاس أنَّ القتل كَانَ بِعلمِ داوُد00هُنا عبَّر داوُد عَنْ حُزنِهِ عَلَى موت أبنير بِمُنتهى الصِدق00[ فَقَالَ إِنِّي برِيءٌ أنَا وَمملكتِي لدى الرَّبِّ إِلَى الأبدِ مِنْ دمِ أبنير بنِ نيرٍ0 فليحُلَّ عَلَى رأسِ يُوآبَ وَعَلَى كُلِّ بيتِ أبِيهِ ]00إِذا كَانَ داوُد يعلم بِقتلِ أبنير ما كَانَ يستطِيع أنْ يقُول ذلِكَ ثُمَّ بدأ يلعن بيت يُوآب [ وَ لاَ ينقطِعُ مِنْ بيتِ يُوآب ذُو سيلٍ وَأبرصُ وَعاكِز عَلَى العُكَّازةِ وَساقِط بِالسَّيفِ وَمُحتاجُ الخُبزِ0 فقتل يُوآبُ وَأبِيشايُ أخُوةُ أبنير لأِنَّهُ قتل عسائِيلَ أخاهُما فِي جِبعُونَ فِي الحربِ0 فَقَالَ داوُدُ لِيُوآب وَلِجمِيعِ الشَّعْبِ الَّذِي معهُ مزِّقُوا ثِيابكُمْ وَتنطَّقُوا بِالمُسُوحِ وَالطِمُوا أمام أبنير0 وَكَانَ داوُدُ المَلِكُ يمشِي وراء النَّعشِ0 وَدفنُوا أبنير فِي حبرُونَ ]00كُلّ هذا داوُد يُثبِت أنَّهُ برِئ مِنْ قتلِ أبنير وَعلِم كُلّ الشَّعْب أنَّهُ برِئ وَبدأ يرثِى أبنير وَقَالَ أنَّ يُوآب وَإِخوتهُ دمويين0 الأصْحَاحُ الرَّابِعُ :- * أخِر مملكِة شاوُلَ * قِصَّة صغِيرة تقُول أنَّ بعض الرِّجال ( إِثنان ) قالاَ لِنقتُلَ إِبن شاوُل وَنُنهِى مملكِتةُ وَبِالفِعل دخلاَ عَلَى إِيشبُوشث وَهُوَ نائِم وَقطعا رأسهُ وَأرسلُوها لِداوُد00[ هُوذا رأسُ إِيشبُوشث بنِ شاوُلَ عدُوِّكَ الَّذِي كَانَ يطلُبُ نَفْسَكَ وَقَدْ أعطى الرَّبُّ لِسيِّدِي المَلِكِ انِتقاماً فِي هذا اليومِ مِنْ شاوُلَ وَمِنْ نسلِهِ ]00فَأجاب داوُد[ فَأجاب داوُدُ ركاب وَبعنة أخاهُ ابنِي رِمُّونَ البئِيرُوتِيِّ وَقَالَ لهُما0 حيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي فدى نَفْسِي مِنْ كُلِّ ضِيقٍ ]00خِبرة إِنسان إِختبر عمل الله [ إِنَّ الَّذِي أخبرنِي قائِلاً هُوذا قَدْ مات شاوُلُ وَكَانَ فِي عيني نَفْسِهِ كمُبشِّرٍ قبضتُ عليهِ وَقتلتُهُ فِي صِقلغ0 ذلِكَ أعطيتُهُ بِشارةً0 فكم بِالحرِيِّ إِذا كَانَ رجُلاَنِ باغِيانِ يقتُلاَنِ رجُلاً صِدِّيقاً فِي بيتِهِ عَلَى سرِيرِهِ ]00يُرِيد أنْ يقُول أنَّ الَّذِى قتل شاوُل أثناء القِتالِ قتلتهُ فكم يكُون مَنْ قتل إِنسان نائِم آمِن[ وَأمر داوُدُ الغِلمانَ فقتلُوهُما وَقطعُوا أيدِيهُما وَأرجُلهُما وَعلَّقُوهُما عَلَى البِركةِ فِي حبرُونَ ]00قتلهُما داوُد00هذا يُعلِن أنَّ داوُد فِى أعماقه نقِى وَ لاَ يُفكِّر بِحقدٍ وَغِيرة البشر00إِنسان مِثلَ داوُد يقُولَ أنَّ إِبن شاوُلَ صدِّيق00إِذا كَانَ أبوه لَمْ يستطِع أنْ يفعل معهُ شئ لكِنَّهُ إِنتقم لَهُ الإِنسان يحتاج لِنقاوة القلب00يحتاج لِقلبٍ مملؤ صفح00مسكِين مَنَ يحمِل كلِمة أتعبتهُ فِى صدرِهِ00مسكِين مَنْ يتخيَّل أنَّهُ لاَ يُخدش وَ لاَ يُهان00أحياناً هذِهِ الإِهانات ضرورة لِخلاص نَفْسَه00الآباء يقُولُون أنَّ الله أحياناً يُرسِل مَنَ يُضايِقنا لِخلاصنا فَلاَ نرفُضهُمْ بَلْ لِنفعل كما فعل داوُد0يقُول مارِإِسحق [ لاَ تتضايق مِنْ الَّذِينَ يُشارِكُوكَ فِى صُنع إِكلِيلَكَ ]00لأِنَّ إِحتمالَكَ لأِعدائكَ وَمحبَّتكَ لَهُمْ يُزِيد إِكلِيلَكَ00الَّذِى لَهُ فِكر رُوحِى يشعُر أنَّ العقبات بِسماح مِنْ الله وَيرى مِنْ خِلالها يد الله وَأنَّ الله يسمح بِذلِكَ لِنقاوة نَفْسَه لأِنَّ الله لاَ يُجرِّب بِالشَّرُور وَكُلّ أعماله رحمة وَحقّ وَخِيرالله يُعطِينا قلب داوُد قلب حسب قلبه قلب نقِى مُتسِّع ويُعطِينا مملكة داخِل أنفُسنا وَليس مُلَكَ أرضِى ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدياً أمِين.

دراسة فى سفر صموئيل الثانى ج 1

يتكُّون سِفر صَمُوئِيلَ الثَّانِى مِنْ أربعة وَعشرين أصحاح وَينقسِم إِلَى قسمان :- 1- القِسم الأوَّل إِنتصارات داوُد المَلِكَ وَالنبِى مِنْ أصحاح 1 إِلَى 10 2- القِسم الثَّانِى ضعفات داوُد المَلِكَ وَمتاعِبه مِنْ أصحاح 11 إِلَى 24 فِترة مُلَكَ داوُد النبِى أربعُون سنة00بدأ رجُوعه لِلمملكة أوَّلاً مَلَكَ عَلَى سِبط يهُوذا فقط وَظلَّ هكذا سبعة سنوات وَنِصف بينما كَانَ يملُكَ إِيشبُوشث إِبن شاوُل عَلَى باقِى أسباطِ إِسْرَائِيلَ00وَكَانَ خِلاَلَ هذِهِ الفِترة داوُد مُكتفِى بِمُلكِهِ عَلَى يهُوذا وَلَمْ يدخُل فِى حرُوب حَتَّى أعلن الله مُلكِهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ كُلِّهِ سِفر صَمُوئِيلَ الثَّانِي بِهِ أهم صِفات داوُد المَلِكَ وَالنبِى لِذلِكَ سندرِس السِفر وَمعهُ مفاتِيح المزامِير كُلِّها فنجِد المزمُور يتطابق مَعَْ القِصَّة بِأُسلُوب بدِيع وَعِندما نعِى معنى المزمُور وَمتى قِيلَ سنعرِف كيف نتفاعل مَعَْ الله.

دراسة فى سفرصموئيل الاول ج13

الأصْحَاحُ الثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ :- تجمَّع الفلسطِينيُّون لِمُحاربة جيُوش إِسْرَائِيلَ وَكَانَ داوُد مُختبِئ عِند أخِيش المَلِكَ فِى بلدة جتّ وَصقلغ الفلسطِينيَّة00بدأت جيُوش العدو تتجمَّع لِمُحاربة إِسْرَائِيلَ وَأصبح داوُد فِى مأزق لأِنَّ أخِيش سيطلُب مِنْهُ أنْ يدخُل معهُ الحرب ضِد إِسْرَائِيلَ00داوُد الَّذِى قتل جُليات وَحارب حرُوب الرَّبَّ هُوَ نَفْسَه مُعرَّض أنْ يكُون ضِد إِسْرَائِيلَ [ فَقَالَ أخِيش لِداوُد اعلم يقِيناً أنَّكَ ستخرُجُ معِي فِي الجيشِ أنتَ وَرِجالُكَ ]00داوُد عِنده حِكمة وَإِستنارة فَأجاب أخِيش بِكلِمة ليس بِها رفض أوْ وعد 00[ فَقَالَ داوُد لأِخِيش لِذلِكَ أنتَ ستعلمُ مَا يفعلُ عبدُك0 فَقَالَ أخِيش لِداوُد لِذلِكَ أجعلُكَ حارِساً لِرأسِي كُلَّ الأيَّامِ ]00مواقِف كثِيرة فِى حياة الإِنسان تحتاج رُوح حِكمة كى يتغلَّب عليها بدأ يُسمع بِالحرب عِند شَاوُل00مُجرَّد أنْ سمع شَاوُل أنَّ الفلسطِينيُّون تجمَّعوا[ خاف وَاضطرب قلبُهُ جِدّاً ]00مَا سِر خوفِهِ ؟ لأِنَّهُ ترك مواعِيد الله وَدبرَّ مُلكِهِ بِطُرُق بشريَّة لِذلِكَ تخلَّت عنهُ عِناية الله وَيملُكَ عليهِ الخُوف00سِر خُوف شَاوُل هُوَ عِصيانه لله عِدَّة مرَّات00الَّذِى يعصى الله يشعُر أنَّهُ بعِيد جِدّاً عنهُ بدأ شَاوُل يحتار [ فَسأل شَاوُل مِنَ الرَّبِّ فَلَمْ يُجِبْهُ الرَّبُّ ]00لِماذا يارب ؟ يقُول الله لأِنَّ مخافتِى ليست فِى قلب شَاوُل 00سِر عدم الإِستِجابة هِى عصيان شَاوُل00لِماذا نقُول أنَّنا نُصَلِّى وَ لاَ نشعُر بالله فِى الصلاة ؟ لأِنَّ العِيب مِنَّا وَليس مِنْ الله راجِع نَفْسَكَ أوَّلاً هل أنت تُطِيع وصاياه ؟ وَكما يقُول الآباء [ أطِع الله يُطِيعك الله ]00لُوْ كُنت يا شَاوُل تُطِيع الله كَانَ الله سيسمعُك بِدلِيل أنَّ الله يسمع لِداوُد00الله يجعل النَّفْسَ الأمِينة لَهُ تشعُر أنَّها فِى حضنِهِ وَقبضة يدِهِ وَتشعُر بِأمان00شَاوُل خاف لأِنَّهُ قتل 82 كاهِن فِى يومٍ واحِد وَالآنَ يُرِيد أنْ يسمع صوت الله00الَّذِى بقى مِنْ الكهنة واحِد فقط وَهُوَ هارِب الآنَ مَعَْ داوُد فَكيف يلتمِس شَاوُل صوت الله ؟[ إِلتمِس سلاماً لاَ مُلكاً وَأقتن فهماً لاَ ذهباً ] هكذا قَالَ أحد القدِيسين شَاوُل فضلّ المُلَكَ عَنْ السلام وَالمُطاردة عَنْ أنْ يحيا فِى وصايا الله00عِندما لاَ يستجِيب الإِنسان لِصوت الله يُسلِّط الله عليهِ أعدائه وَهذا ما حدث مَعَْ شَاوُل00[ فَلَمْ يُجِبْهُ الرَّبُّ لاَ بِالأحلامِ وَ لاَ بِالأُورِيمِ وَ لاَ بِالأنبياء ]00طُرُق إِستِجابة الله وَإِعلان نَفْسَه لِلشَّعْب دبرَّ شَاوُل طرِيقة صعبة وَهِى العرافه [ فَقَالَ شَاوُل لِعبِيدِهِ فتِّشُوا لِي عَلَى امرأةٍ صاحِبَةِ جانٍّ فَأذهب إِليها وَأسألها ]00شَاوُل الَّذِى يقُود المَلِكَ فِى طُرُق مخافِة الله وَالَّذِى كَانَ يجِب أنْ يتعلَّم مِنهُ الشَّعْب كيف يُطِيعُوا الله00يبحث شَاوُل الآنَ عَنْ إِمرأة صاحِبة جانٍّ00يا لِلغباوة الَّتِى تُصِيب الإِنسان البعِيد عَنْ الله00صعب عَلَى إِنسان يعرِف الله وَيشعُر بِهِ أنْ يسلُكَ ذلِكَ المسلَكَ أخبرُوا شَاوُل عَنْ إِمرأة فِى مكانٍ مُعيَّن [ فَتنكَّر شَاوُل وَلبِس ثِياباً أُخرى وَذهب هُوَ وَرَجُلانِ معهُ وَجاءُوا إِلَى المرأةِ ليلاً وَقَالَ اعرِفِي لِي بِالجانِّ وَأصعِدِي لِي مَنْ أقُولُ لَكِ ] 00تنكَّر مَلِكَ إِسْرَائِيلَ لِيسأل عرَّافه عِندما يملُكَ الشيَّطان عَلَى إِنسان يجعلهُ ينسى كُلَّ المبادِئ00صورة ضعف00شَاوُل كَانَ قَدْ أصدر قرار بِطرد كُلَّ العرَّافِين مِنْ المملكة لِذلِكَ ذهب لِلمرأة العرَّافه مُتنكِّر00قَالَت المرأة لِشَاوُل وَهِى لَمْ تُعرِِّفهُ أنَّ المَلِكَ منع العرافه وَرغم أنَّ القدِيسين قالُوا أنَّها عرفته ليس مِنْ شكلهِ لكِنْ مِنْ طوله لأِنَّهُ كَانَ مُميَّز جِدّاً[ فَحلف لها شَاوُل بِالرَّبِّ قائِلاً حيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِنَّهُ لاَ يلحقُكِ إِثمٌ فِي هذا الأمرِ ]00قَالَت لَهُ ماذا تطلُب ؟ فطلب رُوح صَمُوئِيل النبِى00وَبِالفِعل فعلت ذلِكَ00كيف تحضَّر رُوح صَمُوئِيل النبِى عَلَى يَدِ عرَّافه ؟ بِسماح مِنْ الله وَلَوْ بِقوَّة الشيَّطان لِيسمع شَاوُل صوته لأِنَّ الشيَّطان يستطِيع أنْ يُغيِّر شكله لِملاك مِنْ نور وَأنَّهُ مُمكِن يظهر عَلَى أنَّهُ الله فِى النِهاية وَيجلِس عَلَى كُرسِى المملكة وَيضِل النَّاس قَالَ شَاوُل لِلمرأة إِصعِدِى لِى رُوح صَمُوئِيل [ فَقَالَ صَمُوئِيل لِشَاوُل لِماذا أقلقتنِي بِإِصعادِك إِيَّايَ0 فَقَالَ شَاوُل قَدْ ضاق بِي الأمرُ جِدّاً0 الْفِلِسطِينيُّونَ يُحارِبُوننِي وَالرَّبُّ فارقنِي وَلَمْ يعُد يُجِيبُنِي لاَ بِالأنبياء وَ لاَ بِالأحلامِ فَدعوتُك لِكى تُعلِمنِي ماذا أصنعُ0 فَقَالَ صَمُوئِيل وَلِماذا تسألُنِي وَالرَّبُّ قَدْ فارقك وَصَارَ عدُوَّكَ0 وَقَدْ فعل الرَّبُّ لِنَفْسِهِ كما تكلَّم عَنْ يَدِي وَقَدْ شقَّ الرَّبُّ المملكة مِنْ يَدِكَ وَأعطاها لِقرِيبكَ داوُد0لأِنَّكَ لَمْ تسمع لِصوتِ الرَّبِّ وَلَمْ تفعلْ حُمُوَّ غضبِهِ فِي عمالِيق لِذلِكَ قَدْ فعل الرَّبُّ بِكَ هذا الأمر اليومَ0 وَيدفعُ الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ أيضاً معك لِيَدِ الْفِلِسْطِينيِّينَ وَغداً أنت وَبنُوك تكُونُون معِي وَيدفعُ الرَّبُّ جيش إِسْرَائِيلَ أيضاً لِيَدِ الْفِلِسْطِينيِّينَ ]00ستُهزمُون فِى الحرب وَستموت أنت وَبنُوك [ فَأسرع شَاوُل وَسقط عَلَى طُولِهِ إِلَى الأرضِ وَخاف جِدّاً مِنْ كلام صَمُوئِيل وَأيضاً لَمْ تكُنْ فِيهِ قُوَّةٌ لأِنَّهُ لَمْ يأكُلْ طعاماً النَّهار كُلَّهُ وَاللَّيْلَ ]00شَاوُل مَلَكَ عليهِ إِحساس الضعف وَالذُل وَالمهانة لأِنَّ الَّذِى يترُك الله فِى خفائه يشعُر بِسُلطان ظُلمة داخِلهُ وَعقوبات الله شَاوُل عِنده إِحساس بِالندم عَلَى الماضِى وَإِحساس بِتخلِّى الله عنّه هكذا مَنَ يختار لِنَفْسَه الفساد يجمع مرارة مِنْ يومٍ لِيومٍ حَتَّى أخِر لحظة فِى حياته وَفِى النِهاية يحصُد هلاك بينما الَّذِى يسمع لله يجمع لِنَفْسِهِ فرح مِنْ يومٍ لِيومٍ لِينال فِى النِهاية نجاة مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول [ فَإِنِّي أنَا الآنَ أُسكبُ سكِيباً وَوقت إِنحلالِي قَدْ حضر0 قَدْ جاهدتُ الجِهاد الحسن أكملتُ السَّعي حفِظتُ الإِيمان وَأخِيراً قَدْ وُضِع لِي إِكلِيلُ البِرِّ00]( 2 تى 4 : 6 – 8 )00بينما شَاوُل يخاف لأِنَّهُ زخَّر لِنَفْسَه غضب0 الأصْحَاحُ التَّاسِعُ وَالْعِشْرُونَ :- الله يتدخَّل بِطرِيقة عجِيبة لِيُنجِّى داوُد00الشَّعْب الفلسطِينِى نَفْسَه وَقائِد الجيش رفضُوا دخُول داوُد الحرب معهُمْ لأِنَّهُمْ لاَ يضمنوه [ أليس هذا داوُد عبد شَاوُل مَلِكَ إِسْرَائِيلَ الَّذِي كَانَ معِي هذِهِ الأيَّامَ أوْ هذِهِ السِّنِينَ وَلَمْ أجِد فِيهِ شيئاً مِنْ يومِ نُزُولِهِ إِلَى هذا اليومِ ]00هكذا قَالَ لِلشَّعْب لكِنَّهُمْ رفضوه [ وَقَالَ لَهُ رُؤساءُ الْفِلِسْطِينيِّينَ أرجِع الرَّجُل فَيرجع إِلَى موضِعِهِ الَّذِي عيَّنتَ لَهُ وَ لاَ ينزِل معنا إِلَى الحربِ وَ لاَ يكُونَ لنا عدُوّاً فِي الحربِ ]00وَبِالفِعل دعاهُ المَلِكَ وَقَالَ لَهُ[ حيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِنَّكَ أنت مُستقِيم وَخُرُوجُكَ وَدُخُولُكَ معِي فِي الجيشِ صالِح فِي عينيَّ لأِنِّي لَمْ أجِد فِيك شرّاً مِنْ يومٍ جِئتَ إِليَّ إِلَى اليومِ وَأمَّا فِي أعيُنِ الأقطابِ فلستَ بِصالِحٍ0فَالآنَ ارجِع وَاذهب بِسلامٍ وَ لاَ تفعل سُوءاً فِي أعيُنِ أقطابِ الْفِلِسْطِينيِّينَ ]00داوُد كَانَ غير مُحتمِل الفرح الَّذِى شعر بِهِ لِنجاته مِنْ هذا الموقِف فقد كَانَ يقُول لِنَفْسَه كيف يكُون حاله وَهُوَ ضِد شعبه إِذا كَانَ شعبه مُتعاطِف معهُ فكيف يروهُ فِى جيش الأعداء يُحارِب ؟عِندما يعجز الإِنسان عَنْ موقِف يتدخَّل الله00داوُد لَمْ يحِل المُشكِلة لكِنْ الله تدخَّل[ وَلكِنَّ الله أمِين الَّذِي لاَ يدعكُمْ تُجرَّبُونَ فوق مَا تستطِيعُون بَلْ سيجعلُ مَعَ التَّجرِبةِ أيضاً المنفذ00] ( 1 كو 10 : 13 )00[ الرَّبُّ يُقاتِلُ عنكُمْ وَأنتُمْ تصمُتُونَ ]( خر 14 : 14 )00[ قِفُوا وَانظُرُوا خلاص الرَّبِّ00] ( خر 14 : 13 )00الَّذِى يُسلِّم حياته لله الله يُدبِرها لَهُ بينما لَوْ دبرَّنا حياتنا بِأنفُسِنا نُعِيق عمل الله أجمل شئ شِهادِة أخِيش لِداوُد00رغم أنَّهُ رجُل وثنِى إِلاَّ أنَّهُ حلف بِالله الحىّ[ حيٌّ هُوَ الرَّبُّ ]00مَنْ الَّذِى عرَّفهُ الله ؟00داوُد00[ علِمتُ أنَّكَ صالِح فِي عينيَّ كملاك الله ]00جيِّد أنْ تنال شِهادة مِنْ الَّذِينَ هُمْ خارِج الإِيمان00ما أعظم شِهادِة الخارِجِين عَنْ الإِيمان عَنْ نقاوِة قلبِك00جيِّد أنْ يرى النَّاس أعمالكُم الحسنة فيُمجِّدوا أباكُمْ الَّذِى فِى السَّموات داريُوس المَلِكَ الَّذِى كَانَ يُحِب دانيال قَالَ لَهُ مُشِيريه الَّذِينَ ألقُوا بِدانيال فِى جُب الأسُود إِذهب أيُّها المَلِكَ فِى الصباح الباكِر وَأجمع أشلاء دانيال إِذا وجدت00 وَهُوَ يقُول لَهُمْ دانيال حىّ وَيذهب فِى الصباح وَيُنادِى [ يا دانيال عبد اللهِ الحيِّ هل إِلهكَ الَّذِي تعبُدُهُ قدِرَ عَلَى أنْ يُنجِّيكَ مِنَ الأُسُودِ ] ( دا 6 : 20 )00مِمَنْ عرف الله الحىّ ؟ مِنْ دانيال وَيسمع صوت دانيال الحىّ00ما أجمل أنْ يرى النَّاس عمل الله فِى أولاد الله عاد داوُد لِبلدِهِ وَلَمْ يدخُل الحرب مَعَْ الفلسطِينيِّينَ 0 الأصْحَاحُ الثَّلاثُونَ :- عِندما عاد داوُد إِلَى بلدِهِ وجد كارِثة00وجد العمالِقة قَدْ دخلوا صقلغ لأِنَّها كانت بِلاَ رِجال فأخذوا مواشِيهُمْ وَنِساءهُمْ وَأولادهُمْ [ وَلَمَّا جاء داوُد وَرِجالُهُ إِلَى صقلغ فِى اليوم الثَّالِثِ كَانَ العمالِقةُ قَدْ غزُوا الجنُوب وَصقلغ وَضربُوا صقلغ وَأحرقُوها بِالنَّارِ0 وَسبُوا النِّساء اللَّواتِي فِيها0 لَمْ يقتُلُوا أحداً لاَ صغِيراً وَ لاَ كبِيراً بَلْ ساقُوهُمْ وَمضوا فِي طرِيقِهِمْ ]00أخذُوهُمْ أحياء وَلَمْ يقتِلُوا أحد 0 [ فدخل داوُد وَرِجالُهُ المدِينة وَإِذا هِي مُحرقةٌ بِالنَّارِ وَنِساؤُهُمْ وَبنُوهُمْ وَبناتُهُمْ قَدْ سُبُوا ]00صعب أنْ يترُك إِنسان بلده ثلاثة أيَّام وَيعُود فيجِد بلده مُحرقة وَنِساءه وَأولاده فِى السبىّ00[ فرفع داوُد وَالشَّعْبُ الَّذِينَ معهُ أصواتهُمْ وَبكواحَتَّى لَمْ تبق لَهُمْ قُوَّةٌ لِلبُكاءِ ]00بكُوا جمِيعهُمْ حَتَّى تعبُوا مِنْ البُكاء وَكَانَ داوُد لَهُ زوجتان " أخِينُوعم " معناه " مصدر البهجة " وَ " أبِيجايِل " معناه " مصدر الحِكمة "00عدو الخير يسبِى مِنَّا مصدر البهجة وَالحِكمة فكيف تكُون حياتنا ؟ [ فتضايق داوُد جِدّاً لأِنَّ الشَّعْبَ قالُوا بِرجمِهِ لأِنَّ أنْفُسَ جمِيع الشَّعْبِ كانت مُرَّةً كُلُّ واحِدٍ عَلَى بنِيهِ وَبناتِهِ ]00كَانَ يجِب عَلَى داوُد أنْ يترُك بعض مِنْ رِجاله وَيدخُل بِالبعض الآخر الحرب وَيترُك البعض لِلحراسة لكِنَّهُ لِكى يُثبِت إِنتمائه إِلَى أخِيش أخذ جيشه كُلّه لِذلِكَ لَمَّا وجدوا أنَّ نِساءهُمْ قَدْ سُبُوا مَعَْ أولادِهِمْ أرادوا رجم داوُد [ وَأمَّا داوُد فتشدَّدَ بِالرَّبِّ إِلهِهِ ]00أجمل شئ أنْ يتشدَّد الإِنسان بِالله فِى لحظات الظُلمة00لِذلِكَ كَانَ داوُد يقُول [ لِيتشدَّد وَلِيتشجَّع قلبُكَ وَانتظِر الرَّبَّ ] ( مز 27 : 14 )كثِيراً ما تغلِبنا خطايانا وَكثِيراً ما تُؤخذ مِنَّا أخِينُوعم وَأبِيجايِل وَنحزن حَتَّى لاَ تبقى فِينا قُوَّة لِلحُزن00ماذا نفعل ؟ نترجَّى الله00[ لِماذا أنتِ مُنحنِية يا نَفْسِي وَلِماذا تئِنِينَ فِيَّ ]( مز 42 : 5 ) هكذا قَالَ داوُد فِى المزمُور فِى مزامِير داوُد نجِد نغمة حُزن شدِيدة تتحوَّل لِنغمِة فرح شدِيد فِى المزمُور الواحِد 00لِذلِكَ عِندما يتحوَّل حُزنك إِلَى فرح تكُون توبة مِنْ الله لكِنْ إِذا لَمْ يتحوَّل حُزنك لِفرح يكُون إِكتئاب وَليس توبة00التوبة هِى حُزن00 الندم عَلَى الخطيَّة الَّذِى يتحوَّل إِلَى فرح لِذلِكَ يُسّمِيه الآباء الحُزن المُضِئ أوْ الحُزن الحامِل الفرح00داوُد كَانَ حُزنه مُضِئ وَليس حُزن ردِئ00قَالَ داوُد هاتُوا أبياثار الكاهِن لِيُصَلِّى [ فَسأل داوُد مِنَ الرَّبِّ قائِلاً0 إِذا لحِقتُ هؤلاء الغُزاة فهل أُدرِكُهُمْ0 فَقَالَ لَهُ الحقهُمْ فَإِنَّكَ تُدرِكُ وَتُنقِذُ ]00حَتَّى متى نبكِى ؟ لِنسأل الله لَوْ خرجنا خلف الغُزاة هل نلحقهُمْ ؟أجابهُ الرَّبُّ [ تُدرِك وَتُنقِذ ]00مُبارك هُوَ الله00لِماذا يارب تسمح بِالتجرُبة ؟ يُجِيب لِكى تُدرِك وَتُنقِذ00عِندما تكُون معك أخِينُوعم وَأبِيجايِل لاَ تشعُر بِهُما لكِنْ عِندما يُؤخذا مِنك وَتُدرِك وَتُنقِذ فَإِنَّكَ تفرح ذهبُوا خلف العمالِقة وَفِى الطرِيق وجدوا إِنسان مصرِى عبد لإِنسان عمالِيقِى كَانَ مرِيض وَمُتعب فَتركهُ سيِّدهُ00فسأل داوُد العبد المصرِى هل رأيت العمالِقة مَعَْ مَنَ لنا ؟أجابهُ أنَّهُ رأى00فأطعمهُ داوُد وَرِجاله وَأخذوهُ معهُمْ هذا الإِنسان المرِيض رمز لِلنَّفْسَ البشريَّة المُستعبده لِلشيَّطان فتهلك وَتُترك00عدو الخير يُفقِد الإِنسان كُلَّ طاقاته وَيترُكهُ00ما الحل ؟ الحل أنْ يتقابل المصرِى مَعَْ داوُد الحىّ00مَعَْ الله لِيُطعِمهُ00أعطوه أقراص زبِيب وَهذا لَهُ إِشارة فِى الكِتاب عمل الله يحمِل النَّفْسَ الَّتِى أهانها عدو الخير00 داوُد أخذهُ وَأعطاهُ طعام وَحملهُ معهُ لأرض المعركة لِيرى النُصرة الحقِيقيَّة وَيفرح وَيتهلَّل وَبِالفِعل أخذهُ معهُ لِمكان تواجُد العمالِقة فوجدهُمْ يرقُصُون وَيأكُلُون لِفرحِهِمْ بِالغنِيمة فَإِنتظر داوُد حَتَّى العتمة ( الليل )[ فضربهُمْ داوُد مِنَ العتمة إِلَى مساء غدِهِمْ وَلَمْ ينجُ مِنهُمْ رجُل إِلاَّ أربع مِئة غُلامٍ الَّذِينَ ركبُوا جِمالاً وَهربُوا0 وَاستخلص داوُد كُلَّ مَا أخذهُ عمالِيقُ وَأنقذ داوُد امرأَتيهِ ]الكِتاب يُركِّز عَلَى زوجتىّ داوُد لأِنَّهُما رمز لِلفرح وَالحِكمة [ وَلَمْ يُفقد لَهُمْ شئ لاَ صغِير وَ لاَ كبِير وَ لاَ بنُون وَ لاَ بنات وَ لاَ غنِيمة وَ لاَ شئ مِنْ جمِيع مَا أخذُوا لَهُمْ بَلْ ردَّ داوُد الجمِيعَ ]00ما أجمل قوَّتك يا الله وَذِراعك الرَّفِيع هل يُعقل أنْ يسبُوا الجمِيع وَيعُود داوُد بِالجمِيع دون نقص !!!00نعم [ يسقُطَ عَنْ يسارك ألُوف وَعَنْ يمِينك ربوات ] ( مز 91 مِنْ مزامِير صلاة السَّاعة السَّادِسة ) بعض رِجال داوُد تعبوا فِى الطرِيق فتركُوهُمْ لِحراسِة الأمتِعة فَقَالَ الرِّجال الَّذِين دخلوا الحرب أنَّ هؤلاء لاَ يأخُذُون مِنْ الغنِيمة بَلْ نِساءهُمْ وَأولادهُمْ فقط [ فَقَالَ داوُد لاَ تفعلُوا هكذا يا إِخوتِي لأِنَّ الرَّبَّ قَدْ أعطانا وَحفِظنا ]00ما أجمل سُلطان الحُب وَالرِقَّة الَّذِى يُسخِّر لَكَ مَنَ حولَكَ [ وَمَنْ يسمعُ لَكُمْ فِي هذا الأمرِ0 لأِنَّهُ كنصِيبِ النَّازِلِ إِلَى الحربِ نصِيبُ الَّذِي يُقِيمُ عِند الأمتِعةِ فَإِنَّهُمْ يقتسمُون بِالسَّوِيَّةِ ]00مَنَ الَّذِى خلَّصنا ؟ أليس الله هُوَ مُخلِّصَنا ؟! ليس نحنُ00الكُلَّ الَّذِى ذهب إِلَى الحرب وَالَّذِى بقى مَعَْ الأمتِعة00داوُد لَمْ يُحارِب لِنَفْسَه أوْ إِنتقم لِنَفْسَه بَلْ لله00كُلَّ مدِينة كَانَ داوُد يدخُلها كانت تُعطِيه الأمان لأِنَّهُ حنُون وَمُحِب00داوُد قسَّم الغنائِم عَلَى الكُلّ لأِنَّهُ سخِى0 الأصْحَاحُ الحادِي وَالثَّلاثُونَ :- قِصَّة موت شَاوُل00الكِتاب هُنا يُقِيم مُقارنة بين مُعاملات الله مَعَْ داوُد وَمَعَْ شَاوُل00فَإِنَّ داوُد قَدْ سُبِيت زوجتيهِ وَأولاده وَدخل مِنْ أجلِهِمْ حرب وَإِنتصر بينما شَاوُل[ وَحارب الْفِلِسْطِينيُّونَ إِسْرَائِيلَ فهرب رِجالُ إِسْرَائِيلَ مِنْ أمامِ الْفِلِسْطِينيِّينَ وَسقطُوا قتلى فِي جبلِ جلبُوع ]00بعد إِسترداد الغنائِم مَعَْ داوُد هُنا يسقُط إِسْرَائِيلَ قتلى [ فَشدَّ الْفِلِسْطِينيُّونَ وراء شَاوُل وَبنيهِ وَضرب الْفِلِسْطِينيُّونَ يُوناثان وَأبِيناداب وَملكِيشُوع أبناء شَاوُل0 وَاشتدَّتِ الحربُ عَلَى شَاوُل فَأصابهُ الرُّماةُ رِجالُ القِسِيِّ فَانجرحَ جِدّاً مِنَ الرُّماة0 فَقَالَ شَاوُل لِحامِل سِلاَحِهِ استلَّ سيفكَ وَاطعنِي بِهِ لِئلاَّ يأتِي هؤُلاء الغُلفُ وَيطعنُونِي وَيُقبِّحُونِي0 فَلَمْ يشأ حامِلُ سِلاحِهِ لأِنَّهُ خاف جِدّاً0 فَأخذ شَاوُل السَّيفَ وَسقط عليهِ ]00لَمْ يكتفِى الفلسطينيُّون بِهزِيمة إِسْرَائِيلَ بَلْ قالُوا نقتُل المَلِكَ وَأولاده فقتلوا أبناءه الثلاثة وَأصابُوا شاوُل بِالرِّماح إِصابة قويَّة فَقَالَ لِعبدِهِ أُقتُلنِى لكِنْ العبد خاف فسقط هُوَ عَلَى سيفِهِ وَمات00نِهاية مُؤسِفة لَمْ يحِسبها لِنَفْسِهِ فِى حِساباته البشريَّة كَانَ شَاوُل يُطارِد داوُد مِنْ أجل المُلكَ فَمات هُوَ وَأولاده كُلّهُمْ 00لَوْ كَانَ داوُد فِى هذِهِ الحرب كَانَ مُمكِن أنْ يموت هُوَ الآخر لكِنْ الله حفظهُ وَأخرجهُ خارِج إِسْرَائِيلَ فجعلهُ مُطارد مِنْ شَاوُل وَأعطاهُ المُلكَ بِدُون أى صِراع أوْ نِزاعات حَتَّى يكُون مُلكِهِ مِنَ يَدِ الله وَليس مِنَ يَدِ بشرٍ00تدابِير الله لِذلِكَ عِندما قالُوا لَهُ ها شَاوُل أمامك أُقتلهُ قَالَ لَهُمْ قَدْ يأتِى يوم وَيموت أوْ يهلك فِى حربٍ أوْ يُهلِكهُ الله00الله قادِر أنْ يُخلِّص سوف يضربهُ00جيِّد أنْ يترُك الإِنسان أموره فِى يَدِ الله وَيختبِر كلِمته [ الرَّبُّ يُجازِي عنكُمْ ]00إِذا كَانَ شَاوُل يطلُب نَفْسَ داوُد إِلَى النِهاية إِلاَّ أنَّ الله يُخلِّص بدأ الفلسطينيُّون يعرَّوا القتلى لِيعرِفُوا مَنَ قُتِل وَلَمْ يعرِفُوا أنَّ شَاوُل قَدْ قُتِل فوجدوه[ وجدوا شَاوُل وَبنيِهِ الثَّلاثة ساقِطِين فِي جبلِ جلبُوعَ0 فقطعُوا رأسهُ وَنزعُوا سِلاَحَهُ وَأرسلُوا إِلَى أرضِ الْفِلِسْطِينيِّينَ فِي كُلِّ جِهةٍ لأِجلِ التَّبشِيرِ فِي بيتِ أصنامِهِمْ وَفِي الشَّعْبِ ]إِهانة لِمَلِكَ إِسْرَائِيلَ أخذوهُ وَقطعُوا رأسه وَنزعُوا سِلاحه [ وَوضعُوا سِلاَحَهُ فِي بيتِ عشتارُوث وَسمَّرُوا جسدهُ عَلَى سُورِ بيتِ شانَ ]00صعب أنْ ينسِبُوا إِنتصارِهِمْ إِلَى آلِهتهِمْ وَصعب أنْ يُهان مسِيح الرَّبَّ هكذا00هذا نصِيب تارِكِى الله بعض الَّذِينَ فِى يابِيش جِلعاد الَّذِينَ أنقذهُمْ داوُد مِنْ ناحاش العمُونىُّ[ أخذُوا جسد شَاوُل وَأجساد بنيِهِ عَنْ سُور بيتَ شانَ وَجاءُوا بِها إِلَى يابِيش وَأحرقُوها هُناك ]00إِنتهِت حياة شَاوُل فِى عار وَخِزى وَحُزن ما أبعد الفارِق بين تدابِير الله وَتدابِير الإِنسان00وَهكذا رأينا عمل الله فِى سِفر صَمُوئِيل الأوَّل ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.

دراسة فى سفرصموئيل الاول ج12

الأصْحَاحُ السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ :- قِصَّة مُشابِهة لِلَّتِى حدثت فِى الأصحاح الرَّابِع وَالعشرُون وَهِى مُطاردة شَاوُل لِداوُد مازالت مُستمرة00شَاوُل المَلِكَ فِى قرية أوْ مجموعة إِسمها الزِّيفيُّونَ هؤلاء كانُوا مُحبِين لِلمناصِب مشهورِين بِالرَّياء لِلرؤساء وَكانُوا يتوددُون لِشَاوُل وَيقولُون لَهُ نحنُ مُشفقِين عليك وَنُرِيد أنْ نخدِمك00نحنُ سوف نُحضِر لَكَ داوُد00كيف ؟قالُوا لِشَاوُل نحنُ سوف نعلم فِى أى مكان هُوَ موجُود الآن وَنُخبِرك لِتأتِى لِتمسِكَ بِهِ00أرادوا مُساعدة شَاوُل فِى مُطاردته لِداوُد إِشارة إِلَى أنَّ الحرب لاَ تهدأ بين مملكِة الظُلمة وَمملكِة النَّورنعم رأينا فِى الأصحاح الرَّابِع وَالعشرُون أنَّ داوُد عِندما وجد شَاوُل فِى المغارة وَكانت أمامه فُرصة لِيتخلَّص مِنْ شَاوُل لكِنّه رفض وَقطع جُزء مِنْ جُبَّتِهِ وَقَالَ لِشَاوُل أنَّهُ كَانَ قادِر عَلَى قتلِهِ وجدنا شَاوُل يبكِى وَيقُول لِداوُد " أنت إِبنِى داوُد " وَحلف لَهُ وَوعدهُ أنَّهُ لَنْ يعود لِمُطاردته مرَّة أُخرى فِى حِين أنَّهُ هُنا فِى هذا الأصحاح يعود لِمُطاردته00إِشارة إِلَى أنَّ عدوَّنا لاَ يهدأ وَلَنْ يسترِيح لاَ يُمكِن لِلحرب بين النَّفْسَ وَعدو الخير تقِف عِند حد مُعيَّن لِذلِكَ يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول [ فَإِنَّ مُصارعتنا ليست مَعَْ دمٍ وَلحمٍ ] ( أف 6 : 12 )00عدو الخير يترقبنا وَلَنْ يطمئِن وَلَنْ يسترِيح إِلاَّ بِهلاكنا وَلكِنْ فِى نَفْسَ الوقت أولاد الله الواثِقِين فِى مواعِيده يجِب أنْ يحيوا فِى يقظة مُستمِرَّة لاَ يقُول أحد أنَّهُ عاش مَعَْ الله فِترة ثُمَّ يأخُذ راحة00لاَ00الحياة مَعَْ الله لاَ تعرِف السكُون وَالهدوء بَلْ فِى يقظة دائِمة وَإِتحاد دائِم لأِنَّهُ رُبما لحظة تُفسِد جِهاد سِنِين [ ثُمَّ جاء الزِّيفيُّونَ إِلَى شَاوُل إِلَى جِبعة قائِلِين أليس داوُد مُختفِياً فِي تلِّ حخِيلة الَّذِي مُقابِل القفرِ ]00نحنُ نعلم مكان داوُد00شَاوُل لَمْ يُناقِش أوْ يُفكِّر بَلْ [ فَقَامَ شَاوُل وَنزل إِلَى برِّيَّةِ زِيفٍ وَمعهُ ثلاثةُ آلافِ رجُلٍ مُنتخبِي إِسْرَائِيلَ لِكى يُفتِّشَ عَلَى داوُد فِي برِّيَّةِ زِيفٍ ]00لأِنَّ مملكِة الظُلمة فِى إِستعداد دائِم لِمُحاربة أولاد الله عدو الخير جاهِز دائِماً لِلحرب يُعِدّ العُدَّة فِى سهر دائِم لِكيما يقضى عَلَى أولاد الله00ظهر الشيَّاطِين لِلقدِيس أبو مقَّار وَقالُوا لَهُ نحنُ نخاف مِنك00فسألهُمْ لِماذا ؟ أجابوه نحنُ لاَ نعرِف كيف نأتِى إِليكَ00ويلاه مِنْكَ يا مقَّاره00أنت فِيك أشياء لاَ نعرِف كيف نُقاوِمها وَبِكَ أشياء قرِيبة مِنَّا " أنت تسهر وَنحنُ لاَ ننام00أنت تصُوم وَنحنُ لاَ نأكُل00أنت تتعب وَنحنُ نتعب لكِنْ إِتضاعك يُخزِينا دائِماً "00الَّذِى يحيا فِى حالة دائِمة لِلوجُود فِى حضرة الله يحيا إِتضاع دائِم 00عدو الخير فِى ذلِكَ لاَ يستطِيع أنْ يأتِى إِليهِ فِى أى لحظة الأسبُوع الماضِى كَانَ عِيد القدِيسة يُوستينا الَّتِى لَمْ يستطِع السَّاحِر أنْ يُمارِس سِحره عليها وَالشَّيطان لَمْ يستطِع أنْ يُقهِرها لأِنَّها كانت دائِماً تُصَلِّى00الَّذِى يحيا فِى يقظة دائِماً حَتَّى وَإِنْ كَانَ عدو الخير يتربَّص لَهُ دائِماً لكِنّه لَنْ يجِد الفُرصة [ فَقَامَ شَاوُل وَنزل إِلَى برِّيَّة زِيفٍ وَمعهُ ثلاثةُ آلافِ رجُلٍ مُنتخبِي إِسْرَائِيلَ ]00ألِهذِهِ الدرجة داوُد حَتَّى أنَّهُ أخذ معهُ ثلاثة آلاف رجُل مِنْ أفضل رِجال إِسْرَائِيلَ00أحياناً عدو الخير يجهِّز كُلَّ قوَّاته لِمُحاربة مسِيح الرَّبِّ00كُلّ نَفْسَ تُرضِى الله كُلّ قوَّات عدو الخِير ضِدَّها[ لِكى يُفَتِّشَ عَلَى داوُد فِى برِّيَّة زِيفٍ ]00رغم أنَّ شَاوُل قطع عهد مَعَْ داوُد وَبكى ( لِنقرأ فِى الأصحاح الرَّابِع وَالعشرُون 24 : 16 – 18 ) [ فَلَمَّا فَرَغَ داوُد مِنَ التَّكلُّم بِهذا الكلام إِلَى شَاوُل قَالَ شَاوُل أهذا صوتُك يا ابنِي داوُد0 وَرفع شَاوُل صوتهُ وَبكى0 ثُمَّ قَالَ لِداوُد أنت أبرُّ مِنِّي لأِنَّكَ جازيتنِي خيراً وَأنَا جازيتُك شرّاً0 وَقَدْ أظهرت اليوم أنَّكَ عملت بِي خيراً لأِنَّ الرَّبِّ قَدْ دفعنِي بِيَدِكَ وَلَمْ تقتُلنِي ] الأمر مَعَْ شَاوُل كيف حدث وَرغم ذلِكَ مُجرَّد أنْ عرف مكان داوُد عاد لِيُطارِدهُ وَمعهُ ثلاثة آلاف رجُل مِنْ مُنتخبِى إِسْرَائِيلَ00عدو الخير إِسلُوبه لاَ يتغيَّر وَكُلّ نَفْسَ تحيا فِى سُلطان عدو الخير يكُون هذا إِسلُوبها حَتَّى لَوْ عاهدت الله أنْ تعِيش معهُ عهودها مؤقتّه كما قَالَ أرميا النبِى [ هل يُغيِّرُ الكُوشِيُّ جِلدهُ ] 00" الكُوشِى " هُوَ الشخص الداكِن اللون هل يستطِيع أنْ يُغيِّر جِلده وَلُونه ؟00لاَ يُمكِن00[ أوْ النَّمرُ رُقطهُ ] ( أر 13 : 23 )أى نُقط جِلد النمر00النمر لاَ يستطِيع أنْ يُغيِّر شكل جِلده00أى أنَّ عدو الخير سيظل كما هُوَ فِى مُطاردته لأولاد الله [ وَنزل شَاوُل فِي تلِّ حخِيلة الَّذِي مُقابِل القفرِ عَلَى الطرِيق0 وَكَانَ داوُد مُقِيماً فِي البرِّيَّةِ ]00وَمُجرَّد أنْ علِم داوُد أنَّ شَاوُل نزل إِلَى البرِّيَّة أرسل جواسِيس مِنْ رِجالِهِ حيثُ كَانَ معهُ سُتمائة رجُل وَقالُوا لَهُ أنَّ شَاوُل وَمعهُ ثلاثة آلاف رجُل يبحثُون عنك فَقَالَ لَهُمْ راقِبُوا الوضع فراقبوا شَاوُل حَتَّى نام شَاوُل وُكُلّ مَنَ معهُ حَتَّى رئِيس جيشِهِ أبنِيرُ إِبن نيرٍ00فعادوا لِداوُد يقولُون لَهُ الآن فُرصة لِتنتقِم لِنَفْسَكَ [ فَقَامَ داوُد وَجاء إِلَى المكان الَّذِي نزل فِيهِ شَاوُل وَنظر داوُد المكان الَّذِي اضطجع فِيهِ شَاوُل وَأبنيرُ بنُ نيرٍ رئِيسُ جيشِهِ0 وَكَانَ شَاوُل مُضطجِعاً عِند المِتراسِ وَالشَّعْبُ نُزُول حواليهِ0 فَأجاب داوُد وَكلَّمَ أخِيمالِكَ الحِثِّيَّ وَأبِيشاىُ ابن صُرُوِيَّة أخا يُوآب قائِلاً مَنْ ينزِلُ معِي إِلَى شَاوُل إِلَى المحلَّةِ ]00فَقَالَ أبِيشاى أنزِل معك [ فجاء داوُد وَأبِيشاى إِلَى الشَّعْب ليلاً وَإِذا بِشَاوُل مُضطجِع نائِم عِند المتراسِ وَرُمحُهُ مركُوز فِي الأرضِ ]00أى رُمحهُ بِجانِب رأسِهِ فِى وضع إِستعداد حَتَّى إِذا حدث شئ أوْ شعر بِقلقٍ يقُوم قَالَ أبِيشاىُ لِداوُد [ قَدْ حبس الله اليوم عدُوَّكَ فِي يَدِكَ0 فدعنِي الآنَ أضربهُ بِالرُّمحِ إِلَى الأرضِ دُفعةً واحِدةً وَ لاَ أثنِي عليهِ ]00ضربة واحِدة تكفيه المُهِم أنْ تسمح لِى بِضربة 00[ فَقَالَ داوُد لأِبِيشاى لاَ تُهلِكهُ فَمَنِ الَّذِي يمُدُّ يَدَهُ إِلَى مسِيح الرَّبِّ وَيتبرَّأُ ]00مرَّة ثانية يرفُض داوُد قتل شَاوُل00بِالفِعل أنت يا داوُد أظهرت لُطف وَصلاح حسب قلب سيِّدك00شَاوُل جاء لَكَ بِثلاثة آلاف رجُل يطلُب نَفْسَكَ وَرغم ذلِكَ داخِل قلبك كَمْ صفح كبِير جِدّاً !!00نعم00لِذلِكَ داوُد يُمّثِل مسِيح الرَّبّ00يُمّثِل الرَّب يسُوعَ الغافِر لِصالِبيه بِالفِعل يستحِق داوُد أنْ يُقالَ عنهُ أنَّ قلبه حسب قلب الله00عجِيب هذا اللقب00قَدْ يُلقب إِنسان بِأى لقب لكِنْ أنْ يُلقب بِأنَّ قلبه بِحسب قلب الله فهذا عجِيب00داوُد إِستحق هذا اللقب مِثل نوح لُقِبّ بِالبار وَإِبراهِيم بِخلِيل الله وَأبو الإِيمان وَمُوسى النبِى بِالحلِيم وَيوسِف بِالطاهِر وَأيوب الثابِت00كُلّ إِنسان لَهُ لقب أمَّا داوُد فلقبه أنَّ قلبه حسب قلب الله إِذا كَانَ عدوّهُ جاء لَهُ بِثلاثة آلاف مِنْ مُنتخبِى إِسْرَائِيلَ وَجاءت لَهُ فُرصة لِقتلِهِ وَيقُول لاَ تُهلِك مسِيح الرَّب00داوُد لَمْ تكُنْ فِى أيَّامِهِ شرِيعِة العهد الجدِيد قَدْ وُضِعت وَ لاَ إِرتقى النَّامُوس لِدرجِة محبِّة الأعداء لكِنْ بِرُوح النبوَّة الَّتِى كَانَ يحمِلها داوُد كَانَ يحيا فِى نِعمِة العهد الجدِيد قبل مجِئ المسِيح المُتجسِّد لأِنَّهُ كَانَ يحمِل رمزاً فِعلياً وَإِشارة لِمجِئ المسِيح نَفْسَه [ وَقَالَ داوُد حيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِنَّ الرَّبَّ سوف يضربُهُ أوْ يأتِي يومُهُ فيمُوتُ أوْ ينزِلُ إِلَى الحربِ وَيهلِكُ0 حاشا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أنْ أمُدَّ يَدِي إِلَى مسِيح الرَّبِّ ]00قَالَ داوُد سيأتِى يوم وَيضربهُ الله أوْ يموت أوْ ينزِل لِلحرب وَيهلك لكِنْ حاشا لِى أنْ أمُدّ يَدِى لِمسِيح الرَّبَّ00مُبارك داوُد الَّذِى قابل عدوّه بِلُطف00مُبارك الَّذِى لَمْ ينتقِم لِنَفْسَه بَلْ وضع إِتكاله عَلَى الله [ لِي النقمةُ أنَا أُجازِي يقُولُ الرَّبُّ ] ( رو 12 : 19 )00أنا أنتقِم لَكَ00الَّذِى يضع إِتكاله عَلَى الله يشعُر أنَّ الله يتبنَّى أمره [ وَالآنَ فخُذِ الرُّمح الَّذِي عِند رأسِهِ وَكُوز الماء وَهلُمَّ ]00أخذ داوُد شيئان علامة أنَّهُ كَانَ قرِيب جِدّاً مِنْ شَاوُل00أخذ الرُّمح وَكُوز الماء الخاصين بِشَاوُل [ وَذهبا وَلَمْ يَرَ وَ لاَ علِم وَ لاَ انتبه أحد لأِنَّهُمْ جمِيعاً كانُوا نِياماً لأِنَّ سُبات الرَّبِّ وقع عليهِمْ ]00فِعلاً شئ عجِيب فهل يُعقل أنَّ ثلاثة آلاف رجُل ينامُون وَ لاَ يشعرُون بِشئ00لأِنَّ هذا عمل إِلهِى00كَانَ مُمكِن أنْ يكُون واحِد مِنهُمْ أوْ حَتَّى إِثنان فِى حالِة قلق أوْ يُجافِى بعضهُمْ النَّوم لكِنْ سُبات الرَّبَّ وقع عليهُمْ كُلّهُمْ يد الله قرِيبة مِنك جِدّاً [ الرَّبُّ يُقاتِلُ عنكُمْ وَأنتُمْ تصمُتُونَ ] ( خر 14 : 14 ) هُوَ حارِس لنا00إِنْ كَانَ الله لَمْ يستخدِم قوَّة مُعيَّنة وَهِى أنْ يُخلِيهُمْ مِنْ أسلحتهُمْ لكِنْ جعلهُمْ يُغلبُون مِنْ أمرٍ آخر لَمْ يستطِيعُوا أنْ يفلِتوا مِنْهُ00إِستطاع أنْ يغلِبهُمْ بِطبعِهِمْ بِطبع النَّوم00إِنْ كانُوا قَدْ إِتكلوا عَلَى أسلِحتهِمْ وَكثرة عددِهِمْ لكِنْ الرَّبَّ غلبهُمْ بِطبعِهِمْ جيِّد أنْ يُسلِّم الإِنسان أمره لإِلههُ الَّذِى هُوَ قادِر أنْ يستخدِم أسالِيب قَدْ لاَ تفهمها فَتقُول لَهُ [ اللَّهُمْ بِإِسمِكَ خلَّصنِي ، وَبِقوَّتِكَ أُحكُم لِي ]( مز 53 مِنْ مزامِير صلاة السَّاعة السَّادِسة )00قلب داوُد هُنا حسب قلب الله [ وَعبر داوُد إِلَى العبرِ وَوقف عَلَى رأسِ الجبلِ عَنْ بُعدٍ وَالمسافةُ بينهُمْ كبِيرة وَنادى داوُد الشَّعْب وَأبنير بنَ نيرٍ قائِلاً أما تُجِيبُ يا أبنيرُ0 فَأجاب أبنيرُ وَقَالَ مَنْ أنتَ الَّذِي يُنادِي المَلِكَ ]00داوُد مِنْ بعيد لَمْ يكُن مُتضِح الملامِح [ فَقَالَ داوُد لأِبنير أما أنت رجُل وَمَنْ مِثْلُكَ فِي إِسْرَائِيلَ0 فلِماذا لَمْ تحرُس سيِّدكَ المَلِكَ ]00أنت رئِيس الجيش فلِماذا لَمْ تحرُس سيِّدك المَلِكَ00داوُ يتكلَّم عَنْ شَاوُل بِأدبٍ وَوقارٍ [ لأِنَّهُ قَدْ جاء واحِد مِنَ الشَّعْبِ لِكي يُهلِك المَلِكَ سيِّدكَ0 ليس حسناً هذا الأمر الَّذِي عمِلت0 حيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِنَّكُمْ أبناءُ الموتِ أنتُمْ لأِنَّكُمْ لَمْ تُحافِظُوا عَلَى سيِّدِكُمْ عَلَى مسِيح الرَّبِّ0 فَانظُر الآنَ أين هُوَ رُمحُ المَلِكَ وَكُوزُ الماء الَّذِي كَانَ عِند رأسِهِ ]00قُل لِى يا أبنير أين كُوز الماء وَالرُّمح اللَّذان لِلمَلِكَ ؟وَإِلتفت أبنير فوجد شَاوُل مُنتبِه لِلحدِيث [ وَعرف شَاوُل صوت داوُد فَقَالَ أهذا هُوَ صوتُكَ يا ابنِي داوُد ]00عاد شَاوُل يحِن لِداوُد00هل كَانَ يجِب أنْ تشعُر أنَّ داوُد سيُهلِكك كى تحِن لَهُ ؟ شَاوُل شخص مُذبذب وَهذِهِ صِفة ردِيئة إِنسان لاَ يعلم ماذا يُرِيد مِنْ نَفْسَه وَمِنْ مَنَ حولهُ حَتَّى قِيل عنَّهُ [ أشَاوُل أيضاً بين الأنبياء ] ( 1 صم 19 : 24 )00وسط الأنبياء كَانَ شَاوُل نبِى وَوسط الآخرُون كَانَ شخص آخر ليس لَهُ شخصيَّة موّحده ثابِتة [ فَقَالَ داوُد إِنَّهُ صوتِي يا سيِّدِي المَلِكَ ]00داوُد يُظهِر حُب وَخضُوع لِشَاوُل رغم أنَّهُ قادِر أنْ يُهلِكه وَرغم أنَّهُ لَمْ يتطاول عَلَى شَاوُل أوِل مرَّة وَلَمْ يتطاول عليهِ أيضاً المرَّة الثانية لكِنَّهُ حفظ أدبه مَعَْ شَاوُل أحياناً يحيا الإِنسان الإِتضاع وَهُوَ فِى موقِف ضعف لكِنْ أجمل شئ أنْ يحيا الإِتضاع وَهُوَ فِى موقِف قوَّة وَنجاح00كَانَ يُقالَ عَنْ داوُد أنَّ ( نجاحه كَانَ يُزِيد إِتضاعه )00عِندما قتل جُليات وَعِندما كَانَ شَاوُل فِى قبضة يَدِهِ أوَّل مرَّة لَمْ يتكبّر وَأيضاً هذِهِ المرَّة ظلّ مُتضِع [ ثُمَّ قَالَ لِماذا سيِّدِي يسعى وراء عبدِهِ لأِنِّي ماذا عمِلتُ وَأىُّ شرٍّ بِيَدِي0 وَالآنَ فَلِيسمع سيِّدِي المَلِكَ كلام عبدِهِ0 فَإِنْ كَانَ الرَّبُّ قَدْ أهاجكَ ضِدِّي فليشتمَّ تقدِمَةً ]00رغم إِنِّى عبدك فلِماذا تسعى خلفِى00ماذا يُهِيجك علىَّ ؟ إِنْ كَانَ الله قَدْ أهاجك علىَّ فَلتُقدِّم أنت ذبِيحة وَأنا ذبِيحة لِيرضى الله وَلكِنْ إِنْ كَانَ النَّاس [ وَإِنْ كَانَ بنُو النَّاسِ فليكُونُوا ملعُونِين أمام الرَّبِّ لأِنَّهُمْ قَدْ طردُونِي اليوم مِنْ الاِنضمامِ إِلَى نصِيب الرَّبِّ قائِلِين اذهب اعبُد آلِهةً أُخرى ]00لاَ تسِير خلف النَّاس فَأنا عبدك وَأنت سيِّدِى لأِنَّ بنُو النَّاس كانُوا سبب طردِى مِنْ الإِحتفال وَالعِبادة فِى قصَّة هرُوب داوُد هُناك ما أحزنه وَلَمْ يُظهِره وَهُوَ عدم إِشتراكه مَعَْ بنِى إِسْرَائِيلَ فِى المُناسبات وَالعِبادة وَالإِحتفالات الدِينيَّة00يقُول أنا محرُوم مِنْ العِبادة لِذلِكَ قَالَ فِى مزموره[ مَا أحلى مساكِنك ياربَّ الجُنُود0 تشتاقُ بَلْ تتُوقُ نفسِي إِلَى دِيارِ الرَّبِّ ]( مز 83 مِنْ مزامِير صلاة السَّاعة السَّادِسة )00قَالَ ذلِكَ لأِنَّهُ كَانَ محرُوم مِنْ الهيكل نحنُ فِى نِعمة أنَّنا دائِماً أمام مذبح الله00نِعمة قَدْ لاَ نشعُر بِها إِلاَّ إِذا منعتنا الظرُوف00داوُد يقُول لِماذا طردنِى النَّاس مِنْ نصِيب الرَّبَّ ؟[ لأِنَّ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ قَدْ خرج لِيُفتِّشَ عَلَى بُرغُوثٍ واحِدٍ0 كما يُتبعُ الحجلُ فِي الجِبالِ ]00داوُد مرَّة أُخرى يتضِع رغم أنَّهُ فِى موقِف قوَّة المرَّة السابِقة قَالَ عَنْ نَفْسَه كلب ميِّت وَهذِهِ المرَّة يقُول أنَّهُ برغُوث00الإِنسان المُقترِب مِنْ الله يعرِف معنى الإِتضاع وَهُوَ مُقابلة الله فيحدُث فِى النَّفْسَ فِعل تلقائِى وَهُوَ أنَّ النَّفْسَ تصبُر عِندما كَان بُطرُس فِى السفِينة وَأطاع يسُوعَ جاءهُ الصيد بِسمكٍ كثِير قَالَ لَهُ فِى سجُود [ اخرُج مِنْ سفِينتِي ياربُّ لأِنِّي رجُلٌ خاطِئٌ ] ( لو 5 : 8 )00لأنَّهُ تقابل مَعَْ الله فشعر بِإِتضاع داوُد النبِى يقُول [ جعلتُ الرَّبَّ أمامِي فِي كُلّ حِينٍ ] ( مز 16 : 8 )00وَلأِنَّهُ فِى حضرة الله دائِماً فَكان مُتضِع00البعِيد عَنْ الله لاَ يعرِف الإِتضاع أشعياء النبِى صرخ [ ويل لِي إِنِّي هلكتُ لأِنِّي إِنسان نجِسُ الشَّفتينِ ]( أش 6 : 5 )00عِندما إِقترب لله وَنظر مجدهُ يملأ الهيكل الإِتضاع الحقِيقِى هُوَ معرِفة الله فتعرِف السجُود بِحق00داوُد شبَّه نَفْسَه أيضاً بِالحجلُ فِى الجِبال وَ ( الحجلُ ) هُوَ ( طائِر صغِير ) قَالَ شَاوُل [ قَدْ أخطأتُ0 ارجع يا ابنِي داوُد لأِنِّي لاَ أُسِيءُ إِليك بعدُ مِنْ أجلِ أنَّ نَفْسِي كانت كرِيمة فِى عينيك اليوم0 هُوذا قَدْ حُمِقتُ وَضللتُ كثِيراً جِدّاً ]00مرَّة أُخرى يعُود شَاوُل وَيندم00أعاد داوُد لَهُ رُمحه وَكُوز الماء وَذهب كُلٍّ مِنهُمْ فِى طرِيقِهِ 0 الأصْحَاحُ السَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ :- بعد إِعلان عمل الله فِى حياة داوُد وَنجاحه العظِيم00يظهر ضعف داوُد[ وَقَالَ داوُد فِي قلبِهِ إِنِّي سأهلِكُ يوماً بِيَدِ شَاوُل فَلاَ شئ خير لِي مِنْ أنْ أُفلِتَ إِلَى أرضِ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ ]00واضِح إِنِّى سأموت وَأهلك فِى يومٍ ما بِيَدِ شَاوُل وَالأفضل أنْ أذهب لأرض الفلسطِينيِّيِنَ حَتَّى ييأس شَاوُل مِنَ مُطاردتِى ثانِى مرَّة يذهب داوُد لأرض فلسطِين 00المرَّة الأوَّلى ذهب وحدهُ وَإِصطنع الجُنُون 00أمَّا هذِهِ المرَّة فذهب وَمعهُ سُتمائة رجُل وَكأنَّهُ يسقُط فِى حِمايتِهِ وَفِى نَفْسَ الوقت هذا غرض سياسِى وَهُوَ أنْ يوظّفُوه لِحسابهُمْ وَيذِلّوا بِهِ شَاوُل[ فييأس شَاوُل مِنِّي فَلاَ يُفتِّشُ عَلَيَّ بعدُ فِي جمِيعِ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ فأنجُومِنْ يَدِهِ ]00وَذهب داوُد إِلَى أخِيش مَلِكَ جتّ وَطلب مِنهُ أنْ يحيا معهُ فَلَمْ يرفُض الكِتاب أمِين فِى كُلّ حدث يُظهِر القوَّة وَالضعف لأِنَّ الكِتاب هُوَ رِسالة الله لِى أنا الإِنسان بِكُلِّ ضعفاتِى00عِندما قَالَ إِبراهِيم أبو الآباء عَنْ سارة أنَّها أُخته لَمْ ينساها الكِتاب00وَقَالَ إِبراهِيم لِسارة كُلّ مكان نذهب لَهُ قولِى أنَّك أُختِي ( تك 20 : 13 ) لِيهرب مِنْ المشاكِل أظهر ذلِكَ الكِتاب وَكما يقُول الآباء عَنْ الكِتاب [ لَمْ يُخبِرُنا عَنْ الله بِقدر ما يُخبِرُنا عَنْ الإِنسان العامِل فِيهِ الله ]00أى كيف يُقدِّس الله الإِنسان لِذلِكَ الإِنسان المُقدَّس بِالله هُوَ كِتاب مُقدَّس00الله العامِل فِى أولاده يحكِى عَنْ مُوسى النبِى وَضعفاته وَبنِى إِسْرَائِيلَ وَضعفاتهُمْ لِيشرح لنا كيف يتقدَّس الإِنسان بِالله هُنا طلب داوُد مِنْ أخِيش المَلِكَ وَقَالَ [ إِنْ كُنتُ قَدْ وجدتُ نِعمةً فِي عينيكَ فلِيُعطُونِي مكاناً فِى إِحدى قُرى الحقلِ فَأسكُنَ هُناك ]00لِماذا طلب داوُد ذلِك الطلب ؟ لِكى يبقى حُر فِى عِبادتِهِ وَلِكى لاَ يُخالِط الأمُم مُبارك داوُد الَّذِى حَتَّى فِى هروبه كَانَ يُؤّمِن نَفْسَه00يُرِيد أنْ يحيا فِى حضرة الله حَتَّى وَإِنْ كَانَ فِى أرض فلسطِين00ركّز عَلَى كيف يعِيش وَليس أين يعِيش00داوُد هرب بِالجسد فقط وَليس بِالرُّوح هل أنا حافِظ نَفْسِى فِى نقاوة مِنْ شوائِب مَنَ حولِى أم أتشبَّه بِمَنَ حولِى وَأقُول أنَّها الظرُوف00داوُد طلب مكان مُنعزِل لِكى يتعبَّد [ وَلِماذا يسكُنُ عبدُك فِي مدِينة المملكةِ معكَ ]00قَالَ أخِيش خُذ مدِينة صقلغ وَهِى مدِينة إِشتهرت بِملُوك يهُوذا وَهِى جنُوب أورُشلِيم00بدأ داوُد يغزو مَنَ حولهُ مِنْ شعُوب وَيغلِبهُمْ [ وَضرب داوُد الأرض وَلَمْ يستبقِ رجُلاً وَ لاَ امرأةً وَأخذ غنماً وَبقراً وَحَمِيراً وَجِمالاً وَثِياباً وَرجع وَجاء إِلَى أخِيش ]00النَّفْسَ الَّتِى تُرِيد النقاوة لابُد أنْ تُهيَّأ لِحرُوب الرَّبَّ وَتُقاوِم عدو الخير المُترّبِص لها00هذِهِ الشَّعُوب إِشارة لِلصُوص الَّذِينَ يسرِقون أغلى ما فِينا00إِشارة لِعدو الخير00لاَ تجعل الفساد يتسلَّل لَكَ بَلْ إِغلِبه بِنِعمة الله الكِتاب يصِف ضعف آخر لِداوُد00عِندما سألهُ أخِيش مَنَ غزيت ؟ أنكر داوُد الشَّعُوب الَّتِى حاربها وَقَالَ أسماء شعُوب مِنْ بنِى إِسْرَائِيلَ لِكى يطمئِن لَهُ أخِيش فَقَالَ أنَّهُ غزا[ عَلَى جنُوبِيِّ يهُوذا وَجنُوبِيِّ اليرحمئيلِيِّينَ وَجنُوبِيِّ القِينييِّنَ0 فَلَمْ يستبق داوُد رجُلاً وَ لاَ امرأةً حَتَّى يأتِي إِلَى جَتٍّ إِذْ قَالَ لِئلاَّ يُخبِرُوا عنَّا قائِلِين هكذا فعل داوُد0 وَهكذا عادتُهُ كُلَّ أيَّامِ إِقامتِهِ فِى بِلادَ الْفِلِسْطِينيِّينَ0 فصدَّق أخِيشُ داوُد قائِلاً قَدْ صَارَ مكرُوهاً لدى شعبِهِ إِسْرَائِيلَ ] صدَّق أخِيش لِذلِكَ جعل داوُد عندهُ حِيل بشريَّة عملها داوُد لِكى يحيا[ الداعِى الكُلّ إِلَى الخلاص لأِجل الموعِد بِالخيرات المُنتظرة ]( مِنْ الطِلبة الَّتِى تُقال أخِر كُلّ ساعة )00الله لَمْ يتخلَّى عَنْ داوُد وَلَمْ يُزِيل مِنْهُ نقاوتهُ لكِنَّهُ يُظهِر ضعفه وَيُعالِجه ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.

دراسة فى سفرصموئيل الاول ج11

الأصَحْاحُ الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ :- يبدأ بِموت صَمُوئِيل النبِى [ وَمَاتَ صَمُوئِيل فَاجَتمعَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَنَدَبُوهُ وَدفنُوهُ فِي بيتِهِ فِي الرَّامَةِ ]00كَانَ الموت فِى العهد القدِيم حُزنه شدِيد لأِنَّهُ لَمْ يكُنْ لديهُمْ رجاء القيامة فَكانُوا يعملون مناحة فَنَرَى إِبراهِيم وَصَمُوئِيل كَانَ الموت مناحة أمَّا الآنَ فَهُوَ خطوة لِلأبديَّة00لكِنْ هُنا رغم بِرّ صَمُوئِيل إِلاَّ أنَّ موته كَانَ مُحزِن يحتاج ندب وَدفن فِى الرَّامَةِ ( رام تايِم )00[ وَقَامَ داوُدُ وَنَزَلَ إِلَى برِّيَّةِ فَارَانَ ]00فِى هذا الموقِف لَمْ يحتمِل داوُد أنْ يظل هارِب بَلْ بِجراءة شارك فِى مناحِة صَمُوئِيل النبِى ثُمَّ ندخُل فِى قصَّة عمِيقة وَهِي قصَّة نابال وَأبِيجايِل [ وَكَانَ رَجُلٌ فِي معُونٍ وَأملاكُهُ فِي الكرملِ وَكَانَ الرَّجُلُ عظِيماً جِدّاً وَلَهُ ثلاثةُ آلافٍ مِنَ الغنمِ وَألفٌ مِنَ المعزِ وَكَانَ يَجُزُّ غَنَمَهُ فِي الكرملِ0 وَاسمُ الرَّجُلِ نَابَالُ وَاسمُ امرَأَتِهِ أبِيجايِلُ ]00يصِف الكِتاب نابال وَيحكِى الكِتاب هذِهِ القِصَّة الَّتِى قطعت المُطاردة بين شَاوُل وَداوُد نابال غنِى جِدّاً عِندهُ ثلاثة آلاف مِنَ الغنم وَألف معزِ يُرّبِيهُمْ فِى المراعِى وَداوُد وَرِجاله السُتمائة كانُوا فِى البرَّيَّة وَلِقوَّتهُمْ كَانَ عملهُمْ فِى البرَّيَّة هُوَ حِمايِة رُعاة المراعِى يحمِيهُمْ مِنْ الوحُوش وَالجيُوش المُحِيطة وَداوُد كَانَ ناسِك وَزاهِد فَكانَ عمله هذا فِى مُقابِل مَا يعطوه إِيَّاه وَكَانَ نابال عِنده غنم كثِير فَكَانَ يحتاج مجهُود مِنْ داوُد وَرِجاله فِى حمايتِهِ وَكَانَ عَلَى نابال أنْ يعرِف أنَّهُ مديُون لِداوُد وَكَانَ موسم جز الغنم موسم خير موسم غنِى جِدّاً لأِنَّ كَمْ الغنم كَانَ كثِير فَتُعطِى كميَّة صُوف كبِيرة جِدّاً تُعطِى ثمن كثِير00وَكَانَ لابُد أنْ يُحاسِب نابال داوُد فِى هذا الموسم لكِنّهُ لَمْ يسأل فِى داوُد وَيصِف الكِتاب نابال وَزوجتهُ [ وَكَانَتِ المرأةُ جَيِّدةَ الفهمِ وَجَمِيلةَ الصُّورةِ0 وَأمَّا الرَّجُلُ فَكَانَ قَاسِياً وَرَدِئ الأعمالِ0 وَهُوَ كَالِبِيٌّ ]00أبِيجايِل حسنِة الفهم قبل الصورة لأِنَّ الكِتاب مدح حِكمتها لأِنَّ [ الحُسنُ غِش وَالجمالُ باطِل ] ( أم 31 : 30 )00 أمَّا نابال فَهُوَ كالِبِى أى مِنْ سِبط كالِب بن يفُنَّه وَورث أرض جيِّدة فربَّى بِها غنم كثِير وَزادت ثروتهُ [ فَسَمِعَ داوُد فِي البرِّيَّةِ أنَّ نابال يَجُزُّ غَنَمَهُ0 فَأرسل داوُد عشرة غُلمانٍ وَقَالَ داوُد لِلغِلمانِ اصعدُوا إِلَى الكُرمَلِ وَادخُلُوا إِلَى نابال وَاسألُوا بِاسمِي عَنْ سَلاَمَتِهِ ]00رِسالة أرسلها داوُد لِنابال رِسالة رقِيقة وَجمِيلة وَلطِيفة تحمِل حُب وَرُقىّ00أوَّلاً إِسألُوا عَنْ سلامتِهِ لأِنَّهُ كَانَ يسمع عَنْ نابال أنَّهُ قاسِى وَردِئ الأعمال لكِنّهُ لَمْ يكترِث بِقسوتِهِ فَسأل عَنْ سلامتِهِ [ وَقُولُوا هكذا0 حَيِيت وَأنتَ سالِمٌ ]00كُلّ مالَكَ أنت وَبيتك سالِم00[ وَالآنَ قَدْ سَمِعْتُ أنَّ عِندكَ جزَّازِينَ0 حِينَ كَانَ رُعاتُك معنا لَمْ نُؤْذِهمْ وَلَمْ يُفقد لَهُمْ شئٌ كُلَّ الأيَّامِ الَّتِي كانُوا فِيها فِي الْكُرمُلِ ]00نحنُ لَمْ نُؤذِى رُعاتك وَلَمْ يُفقد مِنهُمْ شئ هذا إِسلُوب الرَّاعِى الَّذِى يُحافِظ عَلَى رعيته00 هذا هُوَ إِسلُوب يعقُوب عِندما حاسب خاله لابان00الله هُوَ الرَّاعِى الصالِح وَداوُد هُنا راعِى00الله هُوَ حارِسنا وَحارِس كرمِنا وَقطِيعنا وَيقُول لِكُلّ واحِد مِنّا حِين كَانَ رُعاتك معنا لَمْ نُؤذِيهُمْ00الرُعاه هُمْ الخُدَّام [ اِسألْ غِلمانَكَ فَيُخبِرُوكَ ]00واضِح أنَّك لَمْ ترى الصورة جيِّداً فَإِسأل غلمانك[ فَلِيجِد الغِلمانُ نِعمةً فِي عينيك لأِنَّنَا قَدْ جِئنَا فِي يومٍ طيِّبٍ0 فَأعطِ مَا وجدتهُ يَدُكَ لِعَبِيدِكَ] 00ليت غلمانِى يجِدوا نِعمة فِى عينيك لأِنَّ اليوم يوم طيِّب00وَالَّذِى تجُود بِهِ أعطِيهِ لِعبِيدك00[ وَلاِبنِكَ داوُدَ ]00عِبارة جمِيلة رغم أنَّ داوُد هُوَ الَّذِى قتل جُليات وَخلّص الشَّعْب وَهُوَ الَّذِى أعيُن الكُلِّ تترجاه [ فَأجاب نابال عبِيدَ داوُد وَقَالَ مَنْ هُوَ داوُدُ وَمَنْ هُوَ ابنُ يَسَّى0 قَدْ كثُر اليومَ العبِيدُ الَّذِينَ يفحصُونَ كُلُّ واحِدٍ مِنْ أمامِ سيِّدِهِ ]00داوُد كَانَ مشهُور جِدّاً عِند كُلّ الشَّعْب لكِنْ نابال أظهر نَفْسَه بِأنَّهُ لاَ يعرِفهُ وَتعامل معهُ كَأنَّهُ نكِرة وَتكلَّم عنّهُ بِإِسلُوب تحقِير وَإِستهزاء وَقَالَ قَدْ كثُر الجماعات الَّذِينَ ليس لهُمْ عمل سِوى التسُّول وَالسلب وَالمطرُودِين مِنْ أمام سيِّدهُم وَيُرِيدُون أى عمل لأِنَّهُمْ سيّئُون00وَيصِف داوُد بِأنَّهُ عبد هارِب مِنْ وجه سيِّدِهِ وَمطرُود بينما لَمَّا قَالَ مَنْ هُوَ داوُد كَانَ واضِح أنَّهُ يعرِفهُ [ أآخُذُ خُبزِي وَمَائِي وَذَبِيحِي الَّذِي ذبحتُ لِجَازِّيَّ وَأُعطِيهِ لِقومٍ لاَ أعلمُ مِنْ أينَ هُمْ ]00معقُول آخُذ خيرِى وَأُعطيه لِمَنْ لاَ أعرِفهُ00بُخل وَشُح00غلمان داوُد مؤدبِين رجعُوا إِلَى داوُد وَأبلغُوه الرِسالة بِحُزنٍ وَإِنْ كانُوا قَدْ إِحتملُوا أمام نابال فِى صمتٍِ لكِنْ أمام داوُد تكلّموا وَثارُوا فَأثارُوا داوُد الَّذِى قَالَ لَهُمْ[ فَقَالَ داوُد لِرِجالِهِ لِيتقلَّدْ كُلُّ واحِدٍ مِنْكُمْ سيفهُ0 فَتقلَّد كُلُّ واحِدٍ سيفهُ0 وَتقلَّد داوُد أيضاً سيفهُ0 وَصعِد وراء داوُد نحوُ أربعِ مِئَةِ رَجُلٍ وَمَكَثَ مِئتانِ مَعَ الأمتِعَةِ ]00أخذ داوُد معهُ أربعمائة رجُل لأِنَّهُ كَانَ ثائِر جِدّاً الكِتاب أمِين فِى سرد الأُمور حَتَّى فِى إِظهار ضعفات الأنبياء00فَمَثلاً عِندما ضعُف داوُد بِضعفِ البشر وَيظهر فِى جتّ كَأنّهُ مجنُون00وَعِندما يضعُف إِبراهِيم وَيكذِب وَبُطرُس يُنكِر00هُنا داوُد أيضاً إِنفعل إِنفعال بشرِى سرِيع00النَّاس سِمعُوا مَا فعلهُ داوُد [ فَأخبر أبِيجايِل امرأةَ نابال غُلامٌ مِنَ الغِلمانِ قائِلاً هُوذا داوُد أرسل رُسُلاً مِنَ البرِّيَّةِ لِيُبارِكُوا سَيِّدنَا فَثَارَ عليهِمْ ]00كَانَ يجِب عَلَى الغُلام أنْ يُبلِغ نابال نَفْسَه لكِنْ لأِنَّهُ يعلم أنَّهُ قاسِى وَردِئ الأعمال أخبر زوجتهُ حكِيمة الفهم وَحكى الغُلام القِصَّة عَلَى أبِيجايِل مِنْ البِداية[ وَالرِّجال مُحسِنُون إِلينا جِدّاً 000كَانُوا سُوراً لنا ليلاً وَنهاراً ]00شهد الغُلام لِداوُد وَرِجاله أنَّهُمْ كانُوا مُحسِنِين لَهُمْ وَوصفهُمْ وصف رائِع أنَّهُمْ كانُوا سُور لِغِلمان نابال ليل وَنهارعملنا نحنُ كعبِيد داوُد الحىَّ لِلعالم كُلّه حَتَّى غير المُستحِق أنْ نكُون لَهُمْ سُور ليل وَنهار00هذِهِ هِي مسئوليَّة الكنِيسة وَرِجالها00نحنُ صِمام أمان لِلعالم وَشفِيع عنهُ لدى الله [ كُلَّ الأيَّامِ الَّتِي كُنَّا فِيها معهُمْ نرعى الغنمَ ]00العبد كَانَ واثِق فِى أبِيجايِل وَحِكمتِها وَيعلم أنَّها ستستجِيب00[ وَالآنَ اعلمِي وَانظُرِي ماذا تعملِينَ لأِنَّ الشَّرَّ قَدْ أُعِدَّ عَلَى سيِّدِنَا وَعَلَى بيتِهِ وَهُوَ ابنُ لئِيمٍ لاَ يُمكِنُ الكلامُ معهُ ]00الشَّرَّ أصبح واضِح لِذلِك فضَّلت أنْ أتكلَّم معكِ لأِنَّ نابال لَنْ يسمع لِى[ فبادرت أبِيجايِل وَأخذت مِئتي رغِيفِ خُبزٍ وَزِقَّيْ خمرٍ وَخمسة خِرفانٍ مُهيَّأةٍ وَخمس كيلاتٍ مِنَ الفرِيكِ وَمِئتي عُنقُودٍ مِنَ الزَّبِيبِ وَمِئتي قُرصٍ مِنَ التِّينِ وَوَضعتها عَلَى الحمِيرِ0 وَقَالَت لِغِلمانِها اعبُرُوا قُدَّامِي هأنذا جائية وراءكُمْ0 وَلَمْ تُخبِرْ رَجُلها نابالَ ]00جهَّزت أبِيجايِل هديَّة ضخمة وَالعبِيد يُطِيعُوها وَلَمْ تُخبِر نابال لأِنَّها تعلم أنَّهُ سيعترِض وَالموقِف يتصاعد 00هُنا ظهرت حِكمة أبِيجايِل بِالتدرِيجِ [ وَفِيما هِي راكِبة عَلَى الحِمارِ وَنازِلة فِي سُترةِ الجبلِ إِذا بِداوُد وَرِجالُهُ مُنحدِرُونَ لاِستقبالِها فَصادَفتهُمْ ]00صادفت أبِيجايِل داوُد وَرِجاله الأربعُمائة بِسيوفهُمْ وَفِى نيَّتهُمْ سفك الدَّم [ وَقَالَ داوُد إِنَّمَا باطِلاً حفِظتُ كُلَّ مَا لِهذا فِي البرِّيَّةِ فَلَمْ يُفقدْ مِنْ كُلِّ مَا لَهُ شئٌ فَكافأنِي شرّاً بدلَ خيرٍ ]00واضِح إِنِّى تعبت فِى حِمايتِهِ بِلاَ مُقابِل00[ هكذا يصنعُ اللهُ لأِعداء داوُد وَهكذا يزِيدُ ]00عِبارِة قَسَمَ عَنْ أنَّ الله قادِر أنْ يفعل بِأى إِنسان [ إِنْ أبقيتُ مِنْ كُلِّ مَا لَهُ إِلَى ضوءِ الصَّباحِ بائِلاً بِحائِطٍ ]00لَنْ أترُك لِنابال أى شئ حَتَّى الصَّباح حَتَّى بائِل بِحائِط 00 " بائِل بِحائِط " أى كلب00أى لَنْ أترُك لِنابال حَتَّى وَلَوْ كلب00أى سأجعل أرضه خرِبه هذا كُلّه حَتَّى ضُوء الصَّباح [ وَلَمَّا رأت أبِيجايِلُ داوُد أسرعت وَنزلت عَنِ الحِمار وَسقطت أمام داوُد عَلَى وَجهِها وَسَجَدَتْ إِلَى الأرضِ وَسقطت عَلَى رِجليهِ ]00واضِح أنَّ داوُد مشهُور حَتَّى أنَّ أبِيجايِل عرفتهُ فَكيف لَمْ يعرِفهُ نابال ؟أبِيجايِل لَمَّا رأت داوُد نزلت عَنْ الحِمار وَسجدت عَلَى الأرض سجُود الإِحترام وَالوقار وَأمسكت بِقدميهِ00هذِهِ عِبارة فِى الكِتاب مُتكرِّرة وَتُشِير إِلَى قمَّة التوسُل00راعُوث أمسكت قدمىّ بُوعِز وَأبِيجايِل أمسكت قدمىّ داوُد وَالمريمات أمسكتا قدمىّ يسُوعَ [ وَقَالَت عَلَيَّ أنَا يَا سيِّدِي هذا الذَّنبُ ]00هذا خطأى أنَا وَكأنَّ أبِيجايِل تعترِف بِحماقِة زوجِها فِى مرارة وَتنقِلها لِحسابها وَتُحاوِل أنْ تُنقِذ حياة زوجها بِنسب حماقتِهِ لها00رائِعة هِي أبِيجايِل [ وَدع أمتَكَ تتكلَّمُ فِي أُذُنيكَ وَاسمعْ كَلاَمَ أمتَكَ0 لاَ يضعنَّ سيِّدِي قلبهُ عَلَى الرَّجُلِ اللَّئِيمِ هذا عَلَى نابال لأِنَّ كاسمِهِ هكذا هُوَ0 نابال اسمُهُ وَالحماقةُ عندهُ0 وَأنَا أمتَكَ لَمْ أرَ غِلمانَ سيِّدِي الَّذِينَ أرسلتهُمْ ]00تُرِيد أبِيجايِل أنْ تقُول لِداوُد هُوَ إِسمُهُ " نابال " وَمعناه " حماقة أوْ أحمق " وَهُوَ بِالفعلِ أحمق فَلاَ تتجاوب مَعَْ كلامِهِ الردِئ00أنا لَمْ أرى غِلمانك عِندما أرسلتهُمْ [ وَالآنَ يا سيِّدِي حيٌّ هُوَ الرَّبُّ وَحيَّةٌ هِي نَفْسُكَ إِنَّ الرَّبَّ قَدْ منعك عَنْ إِتيانِ الدِّماءِ وَانتِقامِ يَدِكَ لِنَفْسِكَ ] 00فِى رِفق تكلَّمت أبِيجايِل مَعَْ داوُد وَلكِنْ بِقوَّة وَموضُوعيَّة وَكأنَّها بِدالَّة وَمحبَّة وَفِى نَفْسَ الوقت بِعِظة وَتعلِيم ماذا ستفعل يا داوُد هل تأتِى بِسيُوف ؟ الأمر لاَ يستحِق كُلّ هذا الإِنفعال00إِسمع رِسالة مِنْ قِبْلَ الله00هل يلِيق أنْ ينتقِم داوُد لِنَفْسِهِ ؟ أنت المعرُوف عنك التسامُح وَالحُب كيف تنتقِم لِنَفْسِكَ ؟[ وَالآنَ فَليكُنْ كنابال أعداؤُكَ ]00لِيكُن أعدائك حمقى كَنابال00أبِيجايِل تعلم أنَّ لَهُ أعداء وَمُطارِدِين00[ وَالآنَ هذِهِ البركةُ الَّتِي أتت بِها جارِيتُك إِلَى سيِّدِي فَلتُعطَ لِلغِلمانِ السَّائِرِينَ وراء سيِّدِي ]00تتكلَّم بِإِسلُوب كُلّه إِتضاع00تقُول لَهُ هذِهِ البركة لاَ تلِيق بِكَ بَلْ هي لِلغِلمان السَّائِرِينَ وراءك [ وَاصفح عَنْ ذنبِ أمتِكَ لأِنَّ الرَّبَّ يصنعُ لِسيِّدِي بيتاً أمِيناً لأِنَّ سيِّدِي يُحارِبُ حُرُوبَ الرَّبِّ وَلَمْ يُوجد فِيكَ شَرٌّ كُلَّ أيَّامِكَ ]00نسبت حماقة زوجها لِنَفْسَهَا وَتقُول الله يصنع لِسيِّدِى بيت أمِين لأِنَّك تُحارِب حُرُوب الرَّبَّ حُرُوب مِنْ نُوع آخر وَليس فِيكَ شرّ كُلّ أيَّامِكَ فَهل يلِيقُ بِكَ ذلِكَ الإِنفعال الَّذِى يُنسِبُ لَكَ حماقة طول أيَّامكَ [ وَقَدْ قَامَ رجُل لِيُطارِدَكَ وَيطلُبَ نَفْسَكَ وَلكِنْ نَفْسُ سيِّدِي لِتكُنْ محزُومةً فِي حُزمة الحيوة مَعَ الرَّبِّ إِلهِكَ وَأمَّا نَفْسُ أعدائِكَ فَلِيرمِ بِها كما مِنْ وسطِ كفَّةِ المِقلاعِ ]00هِي تُكلِّمهُ هُنا عَنْ شَاوُل الَّذِى يُطارِدهُ وَهُوَ لاَ يستحِق أنْ تنطِق بِإِسمِهِ لأِنَّهُ لاَ يصِح مُطاردة مسِيح الرَّبِّ تقُول لَهُ لِتكُنْ نَفْسَكَ محزُومة مَعَْ الرَّبِّ إِلهك فَلِماذا تهتم بِالدِفاع عَنْ نَفْسَكَ لأِنَّ نَفْسَكَ محزُومة فِى حزمة حياة الرَّبِّ00الله مُحتضِنك فَكيف تُحارِب نابال ؟ [ وَيكُونُ عِندما يصنعُ الرَّبُّ لِسيِّدِي حَسَبَ كُلِّ مَا تكلَّم بِهِ مِنَ الخيرِ مِنْ أجلِكَ وَيُقِِيمُكَ رَئِيساً عَلَى إِسْرَائِيلَ ]00أنا أعلم أنَّ الله فِى يوم مِنْ الأيَّام سيُتّمِمْ الله وعدهُ وَتُصبِحُ رئِيس لإِسْرَائِيلَ [ أنَّهُ لاَ تكُونُ لَكَ هذِهِ مصدمةً وَمعثرة قلبٍ لِسيِّدِي أنَّكَ قَدْ سفكتَ دماً عفواً أوْ أنَّ سيِّدِي قَدِ انتقمَ لِنَفْسِهِ0 وَإِذا أحسن الرَّبُّ إِلَى سيِّدِي فَاذكُرْ أمتَكَ ]00تقُول لَهُ سيُذكر تارِيخك كُلّ الأيَّام فَهل يلِيق أنْ يُقال أنَّكَ حاربت نابال ؟ تعبِيرات قويَّة بِرِقَّة وَعُمق وَحِكمة وَمَنَ يُعوِزهُ حِكمة فَليطلُب مِنْ الله ليتنا نتعلَّم الحِكمة بِدُون تسرُّع00أبِيجايِل كانت رقِيقة وَقويَّة إِنسانة جيِّدة الفِهم[ الجوابُ الَّليِنُ يصرِفُ الغضب ] ( أم 15 : 1 )00 ترفع مِنْ شأن داوُد وَتقُول لَهُ كيف تُحارِب نابال00المفرُوض أنَّكَ ستملُكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ أى أنت أكبر مِنْ أمر نابال بِكثِيرمِنْ أمثِلة الحِكمة فِى الإِنجِيل جدعُون00ففِى أحد المرَّات لَمْ يُدعى سِبط أفرايِم لِحربٍ مَعَْ باقِى إِسْرَائِيلَ فَغضب سِبط أفرايِم لكِنْ جدعُون حلّ المُشكِلة بِكلِمة رقِيقة وَقَالَ لَهُمْ وجدنا الحرب بسِيطة وَأنتُمْ أفضل مِنْ هذِهِ الحرب البسِيطة [ أليست خُصاصةُ أفرايِم خيراً مِنَ قِطافِ أبِيعزر ] ( قض 8 : 2 ) " خُصاصة " أى " بقايا " وَكأنَّهُ يقُول لَهُمْ بقايا أفرايِم أفضل مَا عِندنا00كلِمة هدّأت الأمر كُلّه أبِيجايِل تقُول لِداوُد أنا أعلم أنَّكَ ستملُك فَلاَ تنسانِى بَلْ كافِئنِى وَأذكُرنِى أعطنِى مِنْ عطايا الله الَّتِى سيُعطِيك إِيَّاها00هذِهِ كلِمة تُذكِّرنا بِاللص اليمِين الَّذِى قَالَ لِلسيِّد المسِيح[ اذكُرنِي ياربُّ متى جِئتَ فِى ملكُوتِكَ ] ( لو 23 : 42 ) كُلٍ مِنّا يقُول لله أُذكُر يارب عبدك00داوُد يقُول لله [ اُذكُر ياربّ كلامك الَّذِي جعلتنِي عليهِ أتكِل ]00داوُد هُوَ المسِيح00جمِيلة النَّفْسَ الَّتِى تعترِف بِخطأها أمام إِبن داوُد وَتطرح نَفْسَهَا تحت قدميهِ وَتتوسل إِليه وَتُقدِّم لَهُ تقدِمات توبتِها وَتطلُب مِنْهُ أنْ يذكُرها [ فَقَالَ داوُد لأِبِيجايِلَ ]00كما أنَّ شَاوُل كَانَ مُتسرِّع فِى الشَّرَّ كَانَ داوُد عَلَى عكسه يتراجع عَنْ الشَّرَّ00[ مُبارك الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي أرسلَكِ هذا اليومَ ]00وَكأنَّ داوُد يُرِيد أنْ يُخَبِّئ السيف جيِّد أنْ يتراجع الإِنسان عَنْ الشَّرَّ وَيكُون سرِيع الندم00يقُول أحد الآباء[ لَقَدْ فكَّر داوُد أنْ يكُون كاسِر لِكلِمتِهِ عَنْ أنْ يحتفِظ بِقسوتِهِ ] [ مُباركٌ عقلُكِ وَمُباركة أنتِ لأِنَّكِ منعتنِي اليوم مِنْ إِتيانِ الدِّماء وَانتِقامِ يَدِي لِنَفْسِي ]00بدأ يمدحها داوُد وَيقُول لها مُباركة أنتِ00جيِّد الإِنسان الَّذِى يسمع المشورة وَيعمل بِها وَمَا أخطر النَّفْسَ الَّتِى ليس لها مُشِير وَتعتدّ يِرأيِها[ طرِيقُ الجاهِل مُستقِيم فِي عينيهِ0 أمَّا سامِعُ المشُورةِ فَهُوَ حَكِيمٌ ] ( أم 12 : 15 )00أكثر خطورة أنْ يكُون الإِنسان مُرشِد لِنَفْسَه فَهُوَ يتساقط كأوراق الخرِيف جيِّد الأنبا أنطونيُوس أنْ يسمع لِلمرأة الَّتِى كانت تستحِم فِى ماء النهر وَتقُول لَهُ أنت راهِب فَلاَبُد أنْ تدخُل البرّيَّة00فَكانت سبب بركة لَهُ وَلِلبرّيَّة وَلِلرهبنة [ وَلكِنْ حىٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي منعنِي عَنْ أذِيَّتِكِ إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُبادِرِنِي وَتأتِي لاِستقبالِي لَمَا أُبقِيَ لِنابال إِلَى ضوءِ الصَّباحِ بائِل بِحائِطٍ0 فَأخذ داوُد مِنْ يَدِهَا مَا أتت بِهِ إِليهِ وَقَالَ لها اصعدِي بِسلامٍ إِلَى بيتِكِ اُنظُرِي0 قَدْ سَمِعْتُ لِصوتِكِ وَرفعتُ وجهَكِ ]00داوُد يقُول لها كأنَّهُ لَمْ يحدُث شئ أنا تناسيت كُلّ شئ وَعادت أبِيجايِل لِزوجِها [ وَإِذا ولِيمة عِندهُ فِي بيتِهِ كولِيمة مَلِكٍ ]00كَانَ نابال يصرِف وَيُنفِق لِلترف وَالشَّرَّ حَتَّى أنَّهُ كَانَ فِى وضع سُكر00[ وَكَانَ نابال قَدْ طاب قلبُهُ وَكَانَ سكران جِدّاً0 فَلَمْ تُخبِرهُ بِشئٍ صغِيرٍ أوْ كبِيرٍ إِلَى ضوءِ الصَّباحِ0 وَفِي الصَّباحِ عِند خُرُوجِ الخمرِ مِنْ نابال أخبرتهُ امرأتهُ بِهذا الكلامِ ]00فِى الصَّباح أخبرت زوجِها بِكُلّ مَا فعلت فَكانَ رد فِعلهُ[ فَمَاتَ قلبُهُ داخِلهُ وَصار كحجرٍ ]00أى خاف وَإِرتعب [ وَبعد نحو عشرة أيَّامٍ ضرب الرَّبُّ نابال فَمَات0 فَلَمَّا سَمِعَ داوُد أنَّ نابال قَدْ مات قَالَ0مُباركٌ الرَّبُّ الَّذِي انتقمَ نِقمة تعيِيرِي مِنْ يَدِ نابال وَأمسكَ عبدهُ عَنِ الشَّرِّ وَردَّ الرَّبُّ شرَّ نابال عَلَى رأسِهِ ]00وَكأنَّهُ يشكُر الله أنَّهُ إِنتقم لَهُ لكِنْ داوُد لَمْ ينسى أبِيجايِل وَحِكمتِها فَلَمَّا سَمِعَ بِموت نابال أرسل فِى طلبِها[ وَأرسلَ داوُد وَتكلَّمَ مَعَْ أبِيجايِلَ لِيتَّخِذَهَا لَهُ امرأةً ]00وَكَانَ رد فِعلها[ فَقَامت وَسجدت عَلَى وجهِها إِلَى الأرضِ وَقَالَتْ هُوذا أمتُكَ جارِية لِغسلِ أرجُلِ عبِيدِ سيِّدِي ]00رد وَإِجابه تُذِيب القلب00ليس لِغسل أرجُل سيِّدِى فقط بَلْ أرجُل عبِيد سيِّدِى لِذلِكَ عِندما نعتذِر أوْ نشكُر فَهذا جيِّد لأِنَّهُ[ مِنْ فضلةِ القلبِ يتكلَّمُ الفَمُ ] ( مت 12 : 34 ) 00 حِكمِتها جعلتها تنال نِعمة فِى عينىّ مَنَ حولها أمَّا إِذا كانت بِدُون حِكمة فَكانت ستُصبِح شرَّيرة مِثل إِيزابِل رغم جمال وَحِكمة أبِيجايِل لَمْ تتكبّر بَلْ إِتضعت00أصعب شئ أنْ يأخُذ إِنسان عطايا الله وَيُنسِبها لِنَفْسَه00الله يُعطِى الكُلّ مواهِب00أبِيجايِل أخذت عطايا00حِكمة وَجمال لكِنَّها كانت مُتضِعة القدِيسين يقُولُون أنَّ أبِيجايِل هِي كنِيسة العهد القدِيم الَّتِى لَمَّا مات النَّامُوس خطبها إِبن داوُد لِنَفْسِهِ00لابُد لِصَمُوئِيل ( الأنبياء ) أنْ يموت وَنابال ( النَّامُوس ) أنْ يموت لِتصِير أبِيجايِل حُرَّة وَتُصبِح مِلك لِداوُد نَفْسَ التشبِيهات قَالَها مُعلّمِنا بولس الرسُول00قَالَ مادام النَّامُوس موجُود فَلَنْ نستطِيع أنْ نقترِن بِالمسِيح لكِنْ عِندما نرفُض نابال مِنْ حياتنا ننال إِستحقاقات القران بالله00لأِنَّ أبِيجايِل كانت تحيا مَعَْ نابال وَلكِنْ ليس بِحسب نابال هكذا نحنُ نعِيش فِى العالم وَلكِنْ ليس بِحسب العالم وَحماقتهِ00لِذلِكَ عينا الله علينا لِيقترِن بِنا00[ ثُمَّ بادرت وَقَامت أبِيجايِلُ وَركبت الحِمار مَعَْ خمسِ فتياتٍ لها ذاهِباتٍ وراءها وَسارت وراء رُسُلِ داوُد وَصارت لَهُ امرأةً ]00هُنا يُمّثِل إِتحاد الله بِالكنِيسة وَحُريَّة النَّفْسَ مِنْ نابال وَحماقتهِ ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.

دراسة فى سفرصموئيل الاول ج10

فِى إِصحاح 21 ، 22 قِصَّة داوُد الطرِيد إِشارة لِمُطاردة مملكة الظُلمة لأولاد الله الأصْحَاحُ الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ :- أثناء مُطاردة شَاوُل لِداوُد إِنصرف شَاوُل عَنْ أمور المملكة وَلَمْ ينتبِه لِسلامِة المملكة إِنْ كَانَ حولها أعداء فَهذا لاَ يهِمّه00داوُد هُوَ الَّذِى يهِمّه00فِى غفلة شَاوُل وَإِنشغاله بِداوُد تجمَّع الفلسطِينيُّون فِى حربٍ ضِدّ شَاوُل [ فَأخبرُوا داوُد قائِلِين هُوذا الْفِلِسْطِينيُّونَ يُحارِبُون قعِيلةَ وَينهبُونَ البيادِرَ ]00قالُوا لِداوُد أنَّ الفلسطِينيُّون ينهبُون قعِيلة لِماذا لَمْ يذهبُوا لِشَاوُل المَلِكَ لِيُخبِرُوه بِما يفعلهُ الفلسطِينيُّون ؟ لأِنَّ الشَّعْب رأى أنَّ هذا أمر لاَ يهِم شَاوُل وَأنَّ داوُد رغم أنَّهُ مُطارد إِلاَّ أنَّ ثِقة الشَّعْب فِيهِ كَمَلِكَ وَمُحامِى عنهُمْ كبِيرة00وَجمِيل مِنْ داوُد أنَّهُ عِندما سمع هذا الخبر لَمْ يتسرَّع بَلْ [ فَسأل داوُد مِنَ الرَّبِّ قائِلاً أأذهبُ وَأضربُ هؤُلاء الْفِلِسْطِينيِّيِنَ0 فَقَالَ الرَّبُّ لِداوُد اذْهبْ وَاضرِبِ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ وَخَلِّصْ قعِيلةَ ] صَلّى داوُد لله وَسألهُ أأذهب وَأضرب الفلسطِينيِّيِنَ ؟ جيِّد الإِنسان الَّذِى يأخُذ مشورة الله [ هأنذا فَإِرسلنِى ]00شَاوُل لَمْ يتحرَّك لأِنَّ طاقاته كُلّها أضاعها فِى حربه ضِدّ داوُد وَتغاضى عَنْ عدوّه الحقِيقِى أى الفلسطِينيُّون كثِيراً ما تتغاضى النَّفْسَ عَنْ عدوّها الحقِيقِى00داوُد كَانَ معهُ سُتمائة رجُل فتعجَّب رِجاله وَقالُوا لَهُ نحنُ مطارِيد وَليس بِنا قوَّة لِلحرب [ ها نحنُ فِي يهُوذا خائِفُون فكمْ بِالحرِيِّ إِذا ذهبنا إِلَى قعِيلةَ ضِدَّ صُفُوفِ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ ]00كلامهُمْ أثرّ فِى داوُد فرجع لله مرَّة أُخرى[ فَعاد أيضاً داوُدُ وَسأل مِنَ الرَّبِّ فَأجابهُ الرَّبُّ وَقَالَ قُمِ انزِلْ إِلَى قعِيلة فَأنِّي أدفعُ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ لِيَدِكَ ]00إِذهب لاَ تخف أنَا معك00[ فَذَهَبَ داوُدُ وَرِجالُهُ إِلَى قعِيلةَ وَحارب الْفِلِسْطِينيِّيِنَ وَساق مواشِيهُمْ وَضربهُمْ ضربةً عظِيمةً وَخلّصَ داوُد سُكَّانَ قعِيلةَ ] داوُد هُنا يظهر كمخلِّص فِى حِين أنَّهُ مُضطهد مِنْ شَاوُل هذِهِ إِشارة إِلَى النَّفْسَ الأمِينة وَإِشارة إِلَى الكنِيسة وَمُسحاء الرَّبِّالعالم يُبغِضُنا لكِنْ دورنا أنْ نُخلِّص العالم00وَرغم أنَّ شَاوُل يرمُز لِرئِيس العالم وَيُحارِب داوُد إِلاَّ أنَّ داوُد خلَّصهُ لأِنَّ داوُد يشعُر بِمسئوليته نحو العالم00وَإِنْ كَانَ العالم يبغُض الكنِيسة لكِنْ الكنِيسة تُصَلِّى لِلعالم عَنْ الرؤساء وَجموعنا وَمداخِلنا وَمخارِجنا وَتُصَلِّى عَنْ الساكِنِين فِيها بِإِيمان الله لأِنَّ قلبها يحتضِن الكُلّ داوُد يُعلِن مسئوليته عَنْ بلده رغم أنَّ رئِيسها يُطارِدهُ00فرح داوُد وَالشَّعْب00تُرى ما هُوَ موقِف شَاوُل ؟ شَاوُل قَالَ فِى نَفْسَه إِنَّ داوُد فِى قعِيلة إِذاً قَدْ عرفت مكانه سأُحاصِرهُ فِى قعِيلة00بدلاً مِنْ أنْ يشكُره عَلَى إِنقاذه لِلمدِينة حاصرهُ لِيقتِلهُ [ فَأُخبِر شَاوُلُ بِأنَّ داوُد قَدْ جاء إِلَى قعِيلة0 فَقَالَ شَاوُلُ قَدْ نبذهُ اللهُ إِلَى يَدِي لأِنَّهُ قَدْ أُغلِق عليهِ بِالدُّخُولِ إِلَى مدِينَةٍ لها أبوابٌ وَعوارِضُ ]00كَانَ يجِب عَلَى شَاوُل أنْ يُفكِّر كيف يكُون داوُد سند لَهُ فَلِماذا يكُون ضِدَّهُ ؟ رغم أنَّ شَاوُل مَعَْ داوُد سيكُوِّنا قوَّة تهزِم أعداء الله أحياناُ النَّفْسَ تفقِد رُوح الحِكمة وَالحُب وَ لاَ تُدرِك عمل الله معها00الظُلمة أعمت شَاوُل وَلَمْ يُدرِك أنَّ الله أعطى داوُد الغلبة عَلَى جُليات00داوُد شعر بِهذِهِ المؤامرة وَكَانَ معهُ أبياثار الكاهِن وَطلب داوُد مشورة الله [ ياربُّ إِله إِسْرَائِيلَ إِنَّ عبدك قَدْ سَمِعَ بِأنَّ شَاوُلَ يُحاوِلُ أنْ يأتِي إِلَى قعِيلةَ لِكَيْ يخرِب المدِينة بِسببِي0 فهل يُسلِّمُنِي أهلُ قعِيلة لِيَدِهِ ]00أنَا خلّصتهُمْ معقُول يخونونِى وَيُسلِّمونِى لِشَاوُل ؟[ هل ينزِلُ شَاوُلُ كما سَمِعَ عبدُكَ0 ياربُّ إِله إِسْرَائِيلَ أخبِر عبدكَ0 فَقَالَ الرَّبُّ ينزِلُ0 فَقَالَ داوُد هل يُسَلِّمنِي أهلُ قعِيلةَ مَعَ رِجالِي لِيَدِ شَاوُلَ0 فَقَالَ الرَّبُّ يُسَلِّمُونَ ]00معقُول هُمْ خائِنُون لِهذِهِ الدرجة ؟ قَالَ الرَّبُّ نعم00مَا أجمل الحدِيث مَعَْ الله وَأنْ يأخُذ الإِنسان قرارات مِنْهُ [ عِند كثرة هُمُومِى فِى داخِلِي تعزياتُك تُلّذِذُ نَفْسِي ] ( مز 94 : 19 )[ أبثُ لديهِ ضِيقِي عِند فناء رُوحِي مِنِّي ] ( مز 141 مِنْ مزامِير صلاة النوم ) أخذ داوُد رِجاله السُتمائة وَخرجُوا00داوُد يعلم أنَّ نُصرته مِنْ الله وَأنَّهُ يجِب أنْ يتكِل عَلَى إِلههُ دائِماً00وَفِى هذا الموقِف كتب المزمور 54[ الَّّلهُمْ بِاسمِكَ خلِّصنِي وَبِقوَّتك أُحكُمْ لِي ][ وَكَانَ شَاوُلُ يطلُبُهُ كُلَّ الأيَّامِ ]00لِنرى الإِنسان الَّذِى يعِيش مُطارد مِنْ المَلِكَ وَجيشه وَلِنتخيِّل حال مَنْ معهُ00مُجرَّد أنْ تشعُر أنَّ دائِرة التجرُبة تضِيق حولك عليك تخيّل لحظة واحِدة مِنْ مُلَكَ داوُد عِندئِذٍ لَنْ تشعُر بِيأس فِى العالم قَدْ تعِيش مُطارد مُضطهد لكِنْ لَنْ يستمِر ذلِك [ فِي العالم سيكُون لَكُمْ ضِيق وَلكِنْ ثِقُوا أنَا قَدْ غلبتُ العالم ] ( يو 16 : 33 )00[ تَجْلِسُونَ أنتُمْ أيضاً عَلَى اثني عَشَرَ كُرسِيَّاً تَدِينُون أسباطَ إِسْرَائِيلَ الاِثني عَشَرَ ] ( مت 19 : 28 )00تخيّل هؤلاء السُتمائة رجُل عِندما يملُكَ داوُد [ فَقَامَ يُوناثان بنُ شَاوُلَ وَذهب إِلَى داوُد إِلَى الغابِ وَشدَّدَ يَدَهُ بِاللهِ ]00ذهب يُوناثان يُشدِّد داوُد00[ وَقَالَ لَهُ لاَ تخفْ لأِنَّ يَدَ شَاوُلَ أبِي لاَ تجِدُكَ وَأنتَ تملِكُ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَأنَا أكُونُ لَكَ ثانِياً وَشَاوُلُ أبِي أيضاً يعلمُ ذلِكَ ]00يُوناثان يقُولَ ذلِكَ وَهُوَ الورِيث الشرعِى لِلمَلِكَ وَداوُد بِالنسبة لَهُ مُنافِس مَا أجمل الإِتضاع وَالحُب00يُوناثان يُقّدِم داوُد عنهُ وَيقُول لَهُ أنَا أعلم إِنِّى بعدك الآباء يتخيّلُون لَمَّا مات شَاوُل فِى الحرب وَمات معهُ يُوناثان وَأصبح داوُد مَلِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ بِدُون نِقاش لكِنْ لَوْ لَمْ يمُت يُوناثان فِى الحربِ هل كَانَ داوُد يتنافس معهُ عَلَى المُلَكَ ؟ لِذلِكَ يقُول الآباء عَنْ داوُد [ الله أراحهُ مِنْ هذا الموقِف ] يوجد قوم يُسمّى " الزيفيُّون " وَهُمْ يُشِيرُون إِلَى مَنْ يرضوا غرُور العالم هؤلاء ذهبُوا لِيتملّقوا شَاوُل [ فِي النُّزُولِ انزِلْ وَعلينا أنْ نُسَلِّمَهُ لِيَدِ المَلِكِ ]00قالُوا لِشَاوُل نحنُ مُمكِن نُحضِر لَكَ داوُد [ فَقَالَ شَاوُلُ مُباركُونَ أنتُمْ مِنَ الرَّبِّ لأِنَّكُمْ قَدْ أشفقتُمْ عَلَيَّ0 فَاذهبُوا أكِّدُوا أيضاً وَاعلمُوا وَانظُرُوا مكانهُ حيثُ تكُونُ رِجلُهُ وَمَنْ رَآهُ هُناكَ0 لأِنَّهُ قِيلَ لِي إِنَّهُ مكراً يمكُرُ ]أوِل مرَّة شَاوُل يُبارِك لكِنْ فِيما ينفعهُ وَيصِف داوُد بِالمكرأحياناً عدو الخير يصِف أولاد الله بِالمكر وَيقلِب الحقائِق وَيُفسِّر الأمور لِصالِحهُ فيجعل الإِنسان مُخطِئ وَيُلقِى خطأه عَلَى الآخرِين00[ أنِّي أُفتِّشُ عليهِ بِجمِيعِ أُلُوف يَهُوذا ]إِنِّى أجعلُ كُلّ طاقاتِى فِى البحثِ عَنْ داوُد مَا أصعب الإِنسان الَّذِى يجعل عدوّه الحقِيقِى يرتفِع عليه وَيُبدِّد طاقاته فِى أمور جانِبيَّة وَمَا أصعب أنْ تتحوّل الكنِيسة إِلَى إِنقسام داخِلِى وَحرب داخِليَّة00كَانَ يجِب عَلَى شَاوُل وَداوُد أنْ يسخَّرا طاقتهُما لِحرب الفلسطِينيِّيِنَ لأِنَّهُمْ عدو الله شَاوُل كَانَ قرِيب مِنْ داوُد لكِنْ الله تدخّل [ فَجاء رسُول إِلَى شَاوُلَ يقُولُ أسرِعْ وَاذهبْ لأِنَّ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ قَدْ اقتحمُوا الأرضَ ]00إِنتبِه يا شَاوُل قَدْ إِستغلّ الفلسطِينيُّون فُرصة الخِلاف بينك وَبين داوُد وَإِنشغالك بِهِ وَإِقتحموا بلدك00تخيّل عِندما تقتحِم مدِينة المَلِكَ وَقصر المَلِكَ وَيدخُلهُ الأعداء ؟[ وَصعد داوُد مِنْ هُناك وَأقَامَ فِي حُصُونِ عينِ جديٍ ]00هُنا تدّخل الله لِيُنقِذ داوُد[ خاصِم ياربُّ مُخاصِميّ قاتِل مُقاتِليَّ ] ( مز35 : 1 )[ أعمالُ يديك ياربُّ لاَ تترُكها ] ( مز 137 مِنْ مزامِير صلاة النوم )00موضُوع أنَّ داوُد فِى بلدٍ مُمكِن يُسلِّمهُ أهلِها وَالمَلِكَ جاء بِرؤوس يهُوذا لكِنْ الله يُنقِذ داوُد 0 الأصْحَاحُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ :- إِستمرت المُطاردة00شَاوُل يُطارِد داوُد فِى مغارة كَانَ بِها هُوَ وَرِجاله00وَشعر داوُد بِشَاوُل [ فَقَالَ رِجالُ داوُد لَهُ هُوذا اليومُ الَّذِي قَالَ لَكَ عَنْهُ الرَّبُّ هأنذا أدفعُ عَدُوَّكَ لِيَدِكَ فَتَفْعَلُ بِهِ مَا يَحْسُنُ فِي عينيكَ ]00هذا هُوَ اليوم المُناسِب لِتأخُذ المملكة داوُد فكَّر وَذهب مِنْ وراء شَاوُل وَقطع جُزء مِنْ جُبَّتِهِ سِرَّاً[ فَقَامَ داوُد وَقطع طرف جُبَّةِ شَاوُلَ سِرَّاً0 وَكَانَ بعد ذلِكَ أنَّ قلب داوُد ضربهُ عَلَى قطعِهِ طرفَ جُبَّةِ شَاوُلَ ]00تألَّم فِى قلبِهِ لأِنَّهُ فعل ذلِكَ بِجُبَّة شَاوُل لِذلِكَ قَالَ الله [ فتَّشت فوجدت قلب داوُد عبدِي حسب قلبِي ]00فِى حِين أنَّ الغُلمان الَّذِين معهُ أثارُوه وَقَالَوا لَهُ أنَّ هذِهِ إِرادِة الله هل كُنت تتخيّل أنَّكَ ستكُون مَعَْ شَاوُل فِى مغارة واحِدة دُون أنْ يعلم أوْ يشعُر بِكَ ؟ لكِنْ الوصيَّة أنقذت داوُد [ لاَتمِسُّوا مُسحائِي ]( 1 أخ 16 : 22 )00كثِيراً مَا عدو الخير ينصُب لنا الفخ لكِنْ الوصيَّة تُنقِذ[ فَقَالَ لِرِجالِهِ حاشا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أنْ أعملَ هذا الأمرَ بِسيِّدِي بِمَسِيحِ الرَّبِّ فَأمُدَّ يَدِي إِليهِ لأِنَّهُ مَسِيحُ الرَّبِّ هُوَ0 فَوَبَّخَ داوُدُ رِجالَهُ بِالكلامِ ]00مَا أجمل القائِد الَّذِى لاَ ينساق لِلمُستوى الأدنى وَ لاَ يُسلِّم أُذُنيهِ لِلأحادِيث البطَّالة وَلِلطمع00سُتمائة رجُل لهُمْ وِجهة نظر وَواحِد لَهُ وَجهة نظر مُختلِفة يُوبِّخهُمْ بِها00كثِيراً مَا تغلِبنا الضغُوط لكِنْ داوُد قوِى [ وَأمَّا شَاوُلُ فَقَامَ مِنَ الكهفِ وَذهبَ فِي طَرِيقِهِ ]00وَمُجرَّد أنْ خرج شَاوُل مِنَ الكهف خرج خلفهُ داوُد وَناداهُ [ يَا سيِّدِي المَلِكُ0 وَلَمَّا التفتَ شَاوُلُ إِلَى ورائِهِ خرَّ داوُد عَلَى وَجهِهِ إِلَى الأرضِ وَسَجَدَ ]00خرج داوُد خلف شَاوُل أى كانا معاً وَشَاوُل لاَ يعلم وَرغم ذلِكَ لَمْ يمُد داوُد يدهُ عَلَى شَاوُل00وَالأعجب أنَّ داوُد يسجُد لِشَاوُل لِعدوِّهِ الَّذِى يُطارِدهُ فِى جمِيع يهُوذا وَالمُسبِّب لِلمرارة فِى حياته وَهُوَ أيضاً الَّذِى يحرِمهُ مِنْ الإِستقرارهل هذا أسلُوب مَسِيح الرَّبِّ ( شَاوُل ) ؟ هل يلِيق بِمَسِيح الرَّبِّ أنْ يُطارِد إِنسان لِهذِهِ الدرجة ؟ سجد داوُد لِشَاوُل سجُود الإِحترام00سِجُود العِبادة غير سِجُود الإِحترام00داوُد سجد لِعدوِّهِ فَكيف لاَ يسجُد لِمَسِيح الرَّبِّ ؟البطريرك وَالأُسقُف00مَسِيح الرَّبِّ00وَالدسقوليَّة تقُول عنهُمْ أنَّهُمْ وعاء وَمُستودع الرُّوح القُدس وَأنَّ الكاهِن عِندما يُسام يأخُذ مِنْ البطريرك أوْ الأُسقُف الرُّوح القُدس وَنحنُ نسجُد لِلرُّوح القُدس فِى ذلِكَ الشخص00وَفِى الكِتاب سُجُود كثِير مِنْهُ يعقُوب سجد لِعِيسُو كُلّ عَشَر خطوات مرَّة [ وَقَالَ داوُد لِشَاوُلَ لِماذا تَسمعُ كَلاَمَ النَّاسِ القائِلِين هُوذا داوُد يطلُبُ أذِيَّتَكَ0 هُوذا قَدْ رأتْ عيناك اليوم هذا كيفَ دفعك الرَّبُّ اليومَ لِيَدِي فِي الكهفِ وَقِيل لِي أنْ أقتُلَكَ وَلكِنَّنِي أشفقتُ عليكَ وَقُلتُ لاَ أمُدُّ يَدِي إِلَى سيِّدِي لأِنَّهُ مَسِيحُ الرَّبِّ هُوَ ]00لَوْ كُنت أوِد قتلك كُنت قتلتك اليوم[ فَانظُرْ يَا أبِي انظُرْ أيضاً طرفَ جُبَِّتكَ بِيَدِي0 فَمِنْ قَطعِي طرفَ جُبَّتِكَ وَعدمِ قتلِي إِيَّاكَ اعلمْ وَانظُر أنَّهُ ليس فِي يَدِي شَرٌّ وَ لاَ جُرمٌ وَلَمْ أُخطِئْ إِليكَ وَأنتَ تَصِيدُ نَفْسِي لِتأخُذها ]00ماذا تفعل معِى ؟ [ يقضِي الرَّبُّ بينِي وَبينكَ وَينتقِمُ لِي الرَّبُّ مِنْكَ وَلكِنْ يَدِي لاَ تكُونُ عليكَ ]00أنَا لَنْ أمُد يَدِى عليك لكِنْ يقضِى الرَّبُّ بينِى وَبينك [ وراء مَنْ خرجَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ0 وراء مَنْ أنت مُطارِدٌ0 وراء كلبٍ ميتٍ0 وراء بُرغُوثٍ واحِدٍ ]00لِماذا تشغِل نَفْسَكَ بِى ؟ هل يقبل أحد عَلَى نَفْسَه لقب كلب ميت أى ليس لَهُ ثمن ؟ مَا أجمل الإِتضاع وَالشعُور الحقِيقِى بِالإِنكسار وَالمذلَّة ماذا أقُول عَنْ نَفْسِى ؟ كلب ميت هُناك مَنْ يتعامل مَعَْ نَفْسَه عَلَى أنَّهُ مَلِكَ أوْ رئِيس وَآخر قَدْ يصِل بِنَفْسَه إِلَى كلب لكِنْ ليس ميت [ الإِتضاع خلّص كثِيرِين بِلاَ تعبٍِ وَتعب كثِير بِلاَ إِتضاع لاَ ينفع شئ ][ فَيكُونُ الرَّبُّ الدَّيَّانَ وَيقضِي بينِى وَبينكَ وَيَرَى وَيُحاكِمُ مُحاكَمَتِي وَيُنقِذُنِي مِنْ يَدِكَ] 00يقُول الآباء مَا أعظم عملكَ يا داوُد لأِنَّك فُقت نامُوس مُوسى لأِنَّهُ أثناء تِلَكَ الفترة كَانَ النَّامُوس هُوَ عِين بِعين وَسِن بِسِن[ إِنَّ داوُد إِرتفع عَنْ نامُوس مُوسى وَدخل نامُوس الحياة ]00أنتَ تنَّفستَ نسمات الخلِيقة الجدِيدة فِى يسُوعَ وَتنعم بِها وَإِنْ كَانَ يعِيش فِى ظِل النَّامُوس[ فَلَمَّا فَرَغَ داوُدُ مِنَ التَّكَلُّمِ بِهذا الكلامِ إِلَى شَاوُلَ قَالَ شَاوُلُ أهذا صوتُكَ ياابنِي داوُدُ0 وَرَفَعَ شَاوُلُ صَوتهُ وَبَكَى ]00قَدْ نتعجَّب مِنْ قول شَاوُل لِداوُد يا ابنِى00داوُد00رغم أنَّهُ قبلاً كَانَ يُنادِيهِ إِبن يَسَّى أى كَانَ غير قادِر عَلَى نُطق إِسمه مِنْ شِدَّة البُغضة لكِنْ هُنا المحبَّة تسبِى00المحبَّة أقوى مِنْ الموت [ ثُمَّ قَالَ لِداوُدَ أنتَ أبرُّ مِنِّي ]00عِبارة رائِعة لِنأخُذها تدرِيب عِندما نُدِين أحد نقُول هُوَ أبرُّ مِنِّي00عِبارة قالها يهُوذا عِندما زنى مَعَْ ثامار هُوَ زنى بِغرض الشهوة أمَّا هِي فَزنت بِغرض إِقامِة نسل لِذلِكَ قَالَ هِي أبرُّ مِنِّي شَاوُل يُصرِّح أخطر تصرِيح [ أنَّكَ تَكُونُ مَلِكاً ]00قِمَّة الإِتضاع وَالحُب مِنْ داوُد جعلت شَاوُل يقُول هذا التصرِيح وَهذا كَانَ قصد السيِّد المسِيح وَالكنِيسة أنْ يصِل بِالعالم أنَّهُ يعترِف أنَّهُ ديَّان الأرض رغم أنَّ العالم أهانهُ [ وَتَثْبُتُ بِيَدِكَ مَملكةُ إِسْرَائِيلَ0 فَاحلِفْ لِي الآنَ بِالرَّبِّ إِنَّكَ لاَ تقطعُ نَسْلِي مِنْ بَعْدِي وَ لاَ تُبِيدُ اسمِي مِنْ بيتِ أبِي ]00شَاوُل يطلُب مِنْ داوُد أنْ يحلِف لَهُ00الإِنسان الرُّوحِى يحمِل مهابة وَقوَّة رغم أنَّ العالم يضطهِد الكنِيسة إِلاَّ أنَّها تحمِل قوَّة وَسُلطان عَلَى العالم [ فَحَلَفَ داوُدُ لِشَاوُلَ0 ثُمَّ ذَهَبَ شَاوُلُ إِلَى بيتِهِ وَأمَّا داوُدُ وَرِجَالُهُ فَصَعِدُوا إِلَى الْحِصْنِ] 00هل يُفكِّر شَاوُل مرَّة أُخرى فِى مُطاردة داوُد ؟ المفرُوض لاَ00لكِنْ عدو الخير ينجح فِى إِثارِة شَاوُل مرَّة أُخرى رغم أنَّنا كثِيراً مَا نرى مواقِف تُوقِظ ضمائِرنا وَتُظهِر خِزى الأشرار لكِنَّنا ندخُل مِنْ جدِيد فِى حرب مَعَْ عدو الخير ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.

دراسة فى سفرصموئيل الاول ج9

الأصْحَاحُ الحَادِي وَالْعشْرُونَ :- " دَاوُدُ الطرِيِد " فارق داوُد يُوناثان وَتحقّق مِنْ شر شَاوُل وَتأكّد مِنْ أنَّ شَاوُل يرغب فِى الإِنتقام مِنْهُ وَ لاَ يطِيق رؤيتِهِ أوْ سماع إِسمه00فَبدأ داوُد يعِيش فِى مُطاردة مَعَْ شَاوُل00نعلم أنَّ داوُد رمز لِلمسِيح وَمادام يسُوعَ يحيا عَلَى الأرض بِالطبع سيكُون مُطارد مِنْ مملكِة الظُلمة الَّتِى هى مُمثَّلة فِى شَاوُل لأِنَّ [ وَجميِعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أنْ يعِيشُوا بِالتَّقوى فِي المسِيحِ يَسُوعَ يُضطهدُونَ ]( 2 تى 3 : 12 ) [ فَجَاء داوُد إِلَى نُوبٍَ إِلَى أخِيمالِكَ الكاهِنِ ]00" نُوب " مدِينة مِنْ مُدُن الملجأوَهى مُخصَّصة لِسُكنى الكهنة وَكان فِيها رئِيس الكهنة فِى ذلِك الوقت إِسمه أخِيمالِكَ الكاهِن وَهُوَ مِنْ عشِيرة عالِى الكاهِن [ فاضطرَبَ أخِيمالِكَ عِنْدَ لِقاءِ داوُد ]00تعجَّب أخِيمالِكَ مِنْ مجئ داوُد00داوُد الَّذِى لاَ يسِير إِلاَّ بِجيش كبِير وَ لاَ يُفارِق شَاوُل00داوُد مِنْ رِجال شَاوُل فِى الحرب الَّذِى لاَ يُمكِن أنْ يسِير وحدهُ [ وَقَالَ لَهُ لِمَاذا أنتَ وحدَكَ وَليس معك أحدٌ0 فَقَالَ داوُد لأِخِيمالِكَ الكاهِنِ إِنَّ المَلِكَ أمرنِي بِشئٍ وَقَالَ لِي لاَ يعلم أحد شيئاً مِنَ الأمرِ الَّذِي أرسلتُك فِيهِ وَأمرتُكَ بِهِ ]00لحظات يعِيشها داوُد الجبَّار لكِنْ فِى ضعف رأينا داوُد وَهُوَ فِى حالِة تخلِّى النِعمة عنهُ أى فِى حالة بشريَّة00خائِف00فَبدأ يلجأ لِلحِيل البشريَّة00لاحظنا فِى داوُد أنَّهُ لَمْ يُقبِل عَلَى خطوة فِى حياته دُون أنْ يُصَلِّى قبلها وَيستشِير الله لكِنْ هُنا يقُول الكِتاب أنَّهُ جاء إِلَى نُوب دُون أنْ يُصَلِّى00خُوفه مِنْ شَاوُل جعلهُ يسلُك بِطبِيعتهُ البشريَّة فَهرب00عِندما قابل أخِيمالِكَ وجدنا داوُد يتكلّم بِطرِيقة بِها إِلتواء سألهُ أخِيمالِكَ لِماذا جِئت وحدك ؟ أجابهُ داوُد المَلِكَ أرسلنِى فِى مُهِمَّة سرَّيَّة00سألهُ وَأين جيشك ؟ أجابهُ داوُد جعلتهُمْ يختبئِون فِى الخلف00كذب داوُد أكثر مِنْ مرَّة [ وَأمَّا الغِلمانُ فَقَدْ عَيَّنْتُ لهُمُ الموضِعَ الفُلاَنِيَّ وَالفُلاَنيَّ ]00لحظات ضعف يعِيشُها رجُل الله الجبَّار وَرجُل الإِيمان لجأ لِلكذب00أجمل ما فِى الكِتاب أنَّهُ ذكر الطبِيعة البشريَّة عَلَى حقِيقتها00وَمِنْ أجمل الأمور الَّتِى تُثبِت صِدق الكِتاب أنَّهُ لاَ يُدارِى ضعفات أنبيائه مِثال لِذلِكَ رجُل الإِيمان إِبراهِيم قَالَ لِلمَلِكَ أبِيمالِكَ وَهُوَ فِى مِصْرَ أنَّ سارة أُختهُ وَليست زوجتهُ00لَمَّا بُطرُس الرسُول يُنكِر00لَمَّا داوُد يكذِب00لأِنَّ الكِتاب يُرِيد أنْ يُرِيكَ أنَّ النِعمة تعمل فِى الضعف البشرِى وَأنَّها قادِرة أنْ تُقّدِس وَترفع الكِتاب بِذلِكَ يُرِيد أنْ يقُول لَكَ أنَّ مُعجِزة فِى حياة النَفْسَ البشريَّة لابُد أنْ تتِم بِنِعمة الله وَأنَّ الضعف البشرِى موجُود00وَليس قصد الكِتاب أنْ يُظهِر لَكَ الإِنسان فِى صُورة مِثاليَّة خياليَّة لِتقُول أين أنَا مِنْ كُلّ هؤلاء ؟00لاَ00هؤلاء هُمْ أيضاً لهُمْ نَفْسَ ضعفك داوُد خاف وَكذِب00لكِنْ ثِق أنَّ قوَّة الله وَنعمتِهِ قادِرة أنْ تعمل فِى الضعف البشرِى00بدأ داوُد يقُول لأخِيمالِكَ أنَّهُ جوعان وَرِجاله أيضاً فَهل يوجد لديهِ خُبز ؟[ وَالآنَ فماذا يُوجدُ تحت يَدِكَ0 أعطِ خمسَ خُبزاتٍ فِي يَدِي أوِ الموجُودَ ]00أخِيمالِكَ كَانَ يُعامِل داوُد بِكُلّ إِحترام وَوقار جِدَّاً لأِنَّ داوُد كانت لَهُ مكانة خاصَّة جِدَّاً فَقَالَ أخِيمالِكَ [ لاَ يُوجدُ خُبزٌ مُحلَّلٌ تحت يَدِي وَلكِنْ يُوجدُ خُبزٌ مُقَدَّسٌ إِذا كَانَ الغِلمانُ قَدْ حفِظُوا أنْفُسَهُمْ لاَ سِيَّما مِنَ النِّساءِ ]00إِنْ كان الَّذِينَ معك قَدْ حفِظُوا أنفُسهُمْ أطهار مُمكِن نُعطِيهُمْ أنْ يأكُلوا مِنْ الخُبز المُقدَّس00إِستثناء فِى سِفر اللاويين يحكِى عَنْ مائِدة خُبزِ الوُجوه الموجودة فِى خيمة الإِجتماع وَيقُول أنَّهُ يُوضع عليها إِثنى عشر خُبزة كُلّ سِتَّة خُبزات معاً00إِشارة إِلَى الإِثنى عشر سِبط وَكأنَّ الله يقُول أنَّ كُلّ سِبط لَهُ مكانة أمامِى فِى القُدس كخُبز أمام الله وَكان الخُبز يتغيَّر كُلّ سبت بِإِثنى عشر خُبزة جدِيدة أمَّا الخُبز القدِيم فيأكُلهُ الكهنة وَيُسمّى خُبز مُقدّس لاَ يأكُلهُ سِوى هارُون وَنسلِهِ إِذاً يجِب أنْ يأكُلهُ أخِيمالِكَ وَنسلهُ فقط لكِنْ أخِيمالِكَ وجد أنَّ داوُد هُوَ مسِيح الرَّبّ وَهُوَ رجُل حرب وَرجُل الله خلّص شعبه مِنْ أعدائه فَقَالَ لاَ مانِع أنْ يأكُل داوُد مِنْ هذا الخُبز تحت بند الحُب وَأنَّ المحبَّة أقوى مِنْ أى ناموس لِذلِكَ عِندما تكلّموا مَعَْ السيِّد المسِيح عَنْ السبت وَتقدِيسه قَالَ لهُمْ[ أمَا قرأتُمْ مَا فعلهُ داوُدُ حِينَ جاعَ هُوَ وَالَّذِينَ معهُ0 كيف دخل بيتَ اللهِ وَأكلَ خُبز التَّقدِمةِ الَّذِي لَمْ يحِلَّ أكلُهُ لَهُ وَ لاَ لِلَّذينَ معهُ بَلْ لِلكهنةِ فَقَطْ ] ( مت 12 : 3 – 4 ) 00أى أنَّ ناموس الحُب يعلو فوق ناموس الحرف[ فَأعطاهُ الكاهِنُ المُقَدَّسَ لأِنَّهُ لَمْ يكُنْ هُناك خُبزٌ إِلاَّ خُبزَ الوُجُوهِ المرفُوعَ مِنْ أمامِ الرَّبِّ لِكَي يُوضعَ خُبزٌ سُخنٌ فِي يومِ أخذِهِ ]00إِسمه " خُبز الُوجُوه " إِشارة لِحضُورهُمْ أمام الله وَأنَّ الله ينظُرهُمْ دائِماً [ وَكَانَ هُناك رجُل مِنْ عبِيد شَاوُلَ فِي ذلِكَ اليومِ محصُوراً أمامَ الرَّبِّ إِسمُهُ دُواغُ الأدُومِيُّ ]00بِدُون قصد تصادف وجُود رجُل مِنْ عبِيد شَاوُل وَرأى ما حدث بين أخِيمالِكَ وَداوُد وَكَانَ هذا الرجُل وَيُدعى دُواغُ الأدُومِيُّ محصُور أمام الرَّبِّ00يُقال هُنا شيئان :- أوَّلاً أنَّ دُواغُ الأدُومِيُّ هُوَ العبد الَّذِى خرج أوَّلاً عِندما تعرَّفنا عَلَى شَاوُل وَهُوَ يبحث عَنْ الأتن الضائِعة00فَلِماذا ذهب دُواغُ إِلَى مدينة الكهنة وَترك شَاوُل ؟00يُقال أنّ أى إِنسان لديهِ أمرٍ عارِض أوْ تقدِمة أوْ ذبِيحة أوْ يُرِيد خلوة أوْ إِستشارة يذهب لِمدِينة الكهنة00وَيبدُو هُنا أنَّ دُواغُ كَانَ عِندهُ أمرٍ يستحِق إِستشارِة أخِيمالِكَ فَذَهَبَ لِمدِينِة الكهنة وَهُناك رأى داوُد وَما حدث يبدو أنَّهُ ذهب لإِيفاء دِين أوْ نذر00ذهب لِلتطهِير المُهِم أنَّهُ رأى داوُد وَقَالَ داوُد عنهُ هذا رئِيس رُعاة شَاوُل00سأل داوُد أخِيمالِك أعِندك سيف ؟ داوُد سأل أخِيمالِك شيئان خُبز وَسيف00أخِيمالِكَ يُرِيد أنْ يُكرِم داوُد فَقَالَ لَهُ عِندِى سيف00أجابهُ داوُد لِمَنَ ؟ قَالَ أخِيمالِك سيف جُليات الجبَّار [ فَقَالَ الكاهِنُ إِنَّ سيفَ جُلياتَ الْفِلِسْطِينِيِّ الَّذِى قتلتهُ فِي وادِي البُطمِ ها هُوَ ملفُوفٌ فِي ثوبٍ خلف الأفُودِ فَإِنْ شِئتَ أنْ تأخُذهُ فَخُذْهُ لأِنَّهُ ليس آخر سِواهُ هُنا0 فَقَالَ داوُد لاَ يُوجدُ مِثلُهُ أعْطِنِي إِيَّاهُ ]00أجمل هديَّة تُعطِيها لِى لأِنِّى فِى لحظِة ضعف شدِيدة وَمُحتاج أنْ أُعِيد ثِقتِى فِى عمل الله00أنَا مُحتاج ثِقة فِى نَفْسِى وَعمل الله00فَِأخذهُ داوُد أحياناً الله وسط ضعفِنا وَجهلِنا يكُون أيضاً معنا وَ لاَ يترُكنا00إِذا ربطنا المزامِير بِالأحداث نجِد إِرتباط رائِع فَنجِد مَثْلاً المزمور يقُول [ تيهانِي رَاقبتَ ] ( مز 56 : 8 )00حَتَّى وَأنَا زائِغ مِنك أنت معِى أنت تُدبِّر لِى حَتَّى فِى لحظات ضعفِى كيف أتشدّد00حَتَّى وَأنَا فِى كِذبِى وَأنَا خادِع تُدبِّر لِى سيف جُليات كى تُذكِّرنِى بِأنِّى لابُد أنْ أترُك هذا الضعف00تُرِيد أنْ تقُول لِى كما يقُول سِفر يُوئِيل [ لِيقُلِ الضَّعِيفُ بَطَلٌ أنَا ] ( يؤ 3 : 10 )أراد الله أنْ يقُول لِداوُد لاَ تخف كما كُنت معك مَعَْ جُليات سأكُون معك الآنَ تشدَّد وَتشجَّع وَأترُك الضعف يكفِيك أنْ تنظُر إِلَى سيف جُليات وَتُشدِّد نَفْسَكَ وَتهدأ [ وَقَامَ داوُد وَهرب فِي ذلِكَ اليوم مِنْ أمامِ شَاوُلَ ]00لأِنَّ داوُد عِندما رأى دُواغُ الأدُومِيُّ تخيّل أنَّهُ أمام شَاوُل00ثُمّ فكّر أيضاً داوُد فِى ضعف وَقَالَ أين أهرب مِنْ شَاوُل فِى مكانٍ أمِين ؟ وَتخيّل أنَّ أفضل مكان يهرُب إِليه وَ لاَ يصِل إِليهِ شَاوُل فِيهِ أنْ يخرُج خارِج المدينة كُلّها وَيذهب إِلَى جتّ بلد جُليات الفلسطينِى00وَلَمَّا دخل جتّ قَالَ الفلسطينيُّون أليس هذا هُوَ داوُد الَّذِى قتل جُليات ؟ وَوجد داوُد النَّاس فِى جتّ مُتحفِّزة لَهُ جِدَّاً وَكُلَّ نظراتهُمْ سخط وَكُره وَإِنتقام[ فَقَالَ عبِيدُ أخِيش لَهُ أليس هذا داوُد مَلِكَ الأرضِ0 أليس لِهذا كُنَّ يُغَنِّينَ فِي الرَّقصِ قائِلاتٍ ضَرَبَ شَاوُلُ أُلُوفهُ وَداوُد رِبواتِهِ0 فوضع داوُد هذا الكلام فِي قلبِهِ وَخاف جِدَّاً مِنْ أخِيش مَلِكَ جتَّ ]00خاف داوُد مِنْ المَلِكَ أخِيش وَمِنْ أهل جتَّ فماذا فعل ؟هُنا رأينا داوُد فِى منظر صعب جِدَّاً00وجدنا داوُد يدّعِى الجُنُون[ فَغيَّر عقلهُ فِي أعيُنهِمْ وَتظاهر بالجُنُونِ بينَ أيدِيهِمْ وَأخذ يُخربِشُ عَلَى مَصَارِيعِ البابِ وَيُسِيلُ رِيقهُ عَلَى لِحيتِهِ ]00داوُد الجبَّار يدَّعِى الجُنُون وَالسفه00لِلأسف [ فَقَالَ أخِيشُ لِعبِيدهِ هُوذا ترون الرَّجُلَ مجنُوناً فَلِماذا تأتُونَ بِهِ إِلَيَّ0 ألعلِيّ مُحتاجٌ إِلَى مجانِينَ حَتَّى أتيتُمْ بِهذا لِيتجنَّنَ عَلَيَّ0 أهذا يدخُلُ بيتِي ]00أِنَّهُ مجنُون ماذا أفعلُ بِهِ ؟هكذا قَالَ أخِيش مَِلِكَ جتَّ لَوْ ربطنا هذا الجُزء بِالمزامِير نربُطهُ بِمزمور 56 وَيقُول لَمَّا ذهب داوُد إِلَى فلسطِين [إِرحمنِي يا اللهُ لأِنَّ الإِنسانَ يتهمَّمُنِي وَاليومَ كُلَّهُ مُحارِباً يُضايقُنِي ]00الإِنسان يُزِيدُ همِّى وَأنَا لاَ أعلم ماذا أفعل00[ فِي يومِ خوفِي أنَا عليكَ أتَّكِلُ0 اللهُ أفتخِرُ بِكَلاَمِهِ عَلَى اللهِ توكَّلتُ فَلاَ أخافُ00تيهانِي راقبتَ0 إِجعل أنتَ دُمُوعِي فِي زِقِّكَ00لأِنَّكَ نَجَّيتَ نَفْسِي مِنَ الموتِ0 نعم وَرِجليَّ مِنَ الزَّلَقِ لِكَىْ أسِيرَ قُدَّامَ اللهِ فِي نُورِ الأحياءِ ]00عِندما نجا داوُد مِنْ مدينة جتَّ قَالَ لله أنت نجَّيتنِى مِنْ أعدائِى وَتيهانِى راقبت00نعم الإِنسان يتهمَّمُنِى لكِنَّك أنت لاَ ترفُضنِى وَ لاَ تترُكنِى0 الأصْحَاحُ الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ :- داوُد راجع نَفْسَه وَقَالَ أنَا لاَ أهرُب مِنْ شَاوُل فِى فلسطِين بَلْ سأعُود لِبلدِى00وَذهب إِلَى مغارة تُسمَّى عدُلاّمَ مِنْ مُدُن يهُوذا نقرأ عنها فِى سِفر التكوِين 28 00هِى مدِينة مِنْ المُدُن الَّتِى ورثها أولاد يعقُوب [ فَلَمَّا سَمِعَ إِخوتُهُ وَجَمِيعُ بيتِ أبِيهِ نزلُوا إِليهِ إِلَى هُناكَ ]00كُلّ المدِينة تُحِب داوُد فوجدناهُمْ مُتعاطِفِين معهُ وَقَالُوا لَهُ نحنُ أيضاً سنترُك بيوتنا وَنعِيش معك كما أنت طرِيد [ وَاجتمع إِليهِ كُلُّ رَجُلٍ مُتضايِقٍ وَكُلُّ مَنْ كَانَ عليهِ دينٌ وَكُلُّ رَجُلٍ مُرِّ النَّفْسِ فَكَانَ عليهِمْ رئيساً وَكَانَ معهُ نحوُ أربعِ مِئَةِ رَجُلٍ ]00تجمَّع معهُ أُناس كثِيرُون أرادوا أنْ يعِيشُوا معهُ00كُلّ مَنْ كَانَ عليهِ دينٌ وَكُلّ مُتضايِق وَكُلّ مُرِّ النَّفْسِ00هذِهِ هِى الفِئات الَّتِى تجَّمعت حول داوُد لأِنَّ داوُد يُشِير لِلمسِيح المُخلِّص وَالمُنقِذ الَّذِى لَوْ أردنا أنْ نكتُب مَا يُناسِبهُ نقُول[ تعالوا إِليَّ يَا جَمِيعَ المُتعبِينَ وَالثَّقِيلِي الأحمالِ وَأنَا أُرِيحُكُمْ ] ( مت 11 : 28 )00لاَ تبحث فِى ضِيقك عَنْ مكان خارِج داوُد [ فِي مَا هُوَ قَدْ تألَّمَ مُجَرَّباً يقدِرُ أنْ يُعِينَ المُجَرَّبِينَ ]( عب 2 : 18 )00داوُد مُتضايِق يستطِيع أنْ يُعِين المُجَرَّبِين وَالمُتضايقِين00داوُد هارِب يقدِر أنْ يُعِين الهارِبين00لابُد أنْ أثِق فِى داوُد وَفِى حِمايتِهِ شَاوُل مَلِكَ لكِنَّهُ مرفُوض مِنْ الشَّعْب00رئِيس هذا العالم ليس لَهُ فِيهُمْ شئ00وَإِنْ كانُوا قَدْ وجدوا عِند شَاوُل راحة فَلِماذا ذهبُوا مَعَْ داوُد ؟ داوُد كَانَ مُخلِص رغم أنَّ شَاوُل كَانَ مَلِكَ00وَكما كَانَ لِداوُد مغارة أُدخُل لِمغارتِهِ وَأسترِح عِندهُ00ليس لَكَ مأمن إِلاَّ فِى مغارة مَعَْ داوُد00لأِنَّهُ بِسبب حُكم شَاوُل وَظُلمِهِ كثُر مُرِّى النَّفْسِ وَالمديونِين وَالمُتضايقِيِن هكذا بِسبب سيطرِة رُوح العالم عَلَى أولاد الله كثُرت الحرُوب وَالضِيقات00وَكأنَّهُ يُرِيد أنْ يقُول لَكَ أنَا وجدت لَكَ مغارة يسكُن فِيها داوُد كى تذهب إِليهِ وَتسكُن معهُ وَتسترِيح00الله يُرِيد أنْ يقُول لَكَ أنَا لَمْ أسمح بِالضِيق إِلاَّ لأِنِّى أوجدت لَكَ معهُ المنفذ00إِذهب إِلَى المغارة وَأسترِح معهُ عِندما تقرأ مزمور 57 يقُول إِنَّهُ لإِمام المُغنِّينَ مُذَهَّبَةٌ لِداوُدَ عِندما هرب مِنْ قُدَّامِ شَاوُلَ[ إِرحمنِي يا الله إِرحمنِي لأِنَّهُ بِكَ إِحتمت نَفْسِي وَبِظلِّ جناحيك أحتمِى إِلَى أنْ يعبُر الإِثم ( فِى بعض الترجمات " إِلَى أنْ تعبُر المصائِب " ) ]00كلِمات تنطبِق تماماً عَلَى داوُد00هُوَ يقُول لَكَ أنَا أُرِيد أنْ أدخُل بِكَ لِلمغارة وَنُلاحِظ أنَّهُ لَمَّا أتى المسِيح لِلعالم مُفتقِدهُ وُلِد فِى مغارة00يُرِيد أنْ يقُول لَكَ أنَّ المغارة هِى حِصن الكنِيسة كُلِّها00المؤمِنين كُلّهُمْ00إِجتمِعِى إِليهِ يا نَفْسِى عِندما تكُونِى مُرّة النَّفْسَ حِينما تكُونِى مُتضايِقة أوْ مديُونة00كُلّما ضغط عليكِ شَاوُل لاَ تُقاوِميه بَلْ إِهربِى إِلَى المغارة ، يقُول [ فَأهرُب إِليك ] لِذلِكَ يقُول الأصحاح [ وَذهب داوُد مِنْ هُناك إِلَى مِصفاةِ مُوآبَ وَقَالَ لِمَلِكِ مُوآبَ لِيخرُجْ أبِي وَأُمِّي إِليكُمْ حَتَّى أعلمَ ماذا يصنعُ لِيَ اللهُ ]00سمحوا لَهُ أنْ يُقِيم والِديه معهُ وَأصبح هذا المكان ملجأ هذا إِشارة لِلمسِيح الَّذِى رفع طبِيعتنا وَإِفتقدها لِنشعُر أنَّهُ قرِيب جِدَّاً لنا00إِنْ كَانَ شَاوُل يُعيِّرنا إِلاَّ أنَّ المغارة موجودة وَالله يحِل فِيها بِبهاء مجده وَهذا هُوَ طرِيق الملكُوت00وَمَنْ هُمْ المُلتفُّون حول داوُد ؟00لِنعبُر بِالزمن لِلأمامِ خمسة عشر سنة سنجِد أنَّ هؤلاء الأربعُمائة رجُل هُمْ رِجال المملكة00أى أنَّ داوُد لَمْ ينسى جمِيلهُمْ هؤلاء الَّذِينَ وقفوا معهُ فِى شِدتِهِ كُلّ نَفْسَ تُجاهِد مَعَْ المسِيح بِماذا تُكلَّل ؟ يقُول هؤلاء هُمْ الَّذِين سيجلِسُون معِى فِى ملكُوتِى وَيدِينُون أسباط إِسرائِيل الإِثنىّ عشر [ وَسَمَعَ شَاوُلُ أنَّهُ قَدِ إِشتهرَ داوُد وَالرِّجالُ الَّذِينَ معهُ ]00شَاوُل ليس فِى فِكره سِوى داوُد00سمع عنهُ لأِنَّ داوُد إِشتهر هُوَ وَمَنْ معهُ وَكبرُوا جِدَّاً فَتضايق00[ فَقَالَ شَاوُلُ لِعَبِيدِهِ الواقِفِينَ لَدَيهِ إِسمعُوا يا بنيامِينيُّونَ0 هل يُعطِيكُمْ جَمِيعكُمْ إِبنُ يَسَّى حُقُولاً وَكُرُوماً ]00شَاوُل جمع عبِيده كُلّهُمْ وَهُنا يظهر كَمْ كَانَ قلب شَاوُل ضيِّق لأِنَّهُ جمع كُلَّ عبِيده مِنْ سِبط بنيامِين الَّذِى هُوَ مِنهُ أيضاً أى أنَّ شَاوُل مربُوط بِاللحم وَالدَّم لِذلِكَ عيَّن كُلّ رِجال مملكته مِنْ سِبط بنيامِين شَاوُل رجُل جسدِى وَليس رُوحِى يُفّضِل عمل عِصابة مِنْ رِجال سِبطه حوله وَ لاَ يُرِيد جماعة رُوحيَّة00يوجد فرق بين القائِد الرُّوحِى وَالقائِد الجسدِى00الرُّوحِى ينقاد بِرُوح الله أمَّا الجسدِى فينقاد بِرُوح ذِهنه وَغِيرته وَحسده كَانَ شَاوُل يقُود شعبه بِطرِيقة جسدانيَّة فَكان يجمع الرؤساء مِنْ سِبطه00وَلكِنْ لِنرى السيِّد المسِيح وَهُوَ يختار تلامِيذه مِنْ كُلّ أُمَّه وَمِنْ كُلّ سِبط وَلِسان يجمع الصيَّاد وَالتاجر وَالفيلسُوف وَ بولس أيضاً كَانَ يذهب فِى رِحلة وَمعهُ واحِد مِثل برنابا وَتيموثاوُس00برنابا وَتِيطُس00برنابا يهُودِى وَتِيطُس أُممِى نقُول لِبولس إِنْ كُنت يهودِى قَدْ تُفّضِل يهودِى وَإِنْ كُنت أُممِى تُفّضِل الأُممِى00ماذا تكُون أنت ؟ يقُول أنَا قلبِى مُتّسِع وَيسع كُلّ أولاد الله ،الله يقُول كُلّ واحِد فِيكُمْ غالِى عِندِىالقدِيس يُوحنا ذهبىَّ الفم يقُول كُلّ واحِد فِى الرعيَّة مِثل الرعيَّة كُلّها أغلى مِنْ نُور عينىَّ00لكِنْ شَاوُل كَانَ قلبه ضيِّق لاَ يقُود بِرُوح الله بَلْ بِرُوح الجسد00شَاوُل كَانَ لاَ يطِيق وَ لاَ يحتمِل سماع إِسم داوُد فَكان يقُول " إِبن يَسَّى "00كَمْ يكُون القلب مُظلِم وَالنَّفْسَ مُقيَّدة وَمسبيَّة عِندما تُسيطِّر رُوح الغِيره عَلَى الإِنسان فَيقُول لهُمْ شَاوُل هل يُعطِيكُم إِبن يَسَّى حقُول وَكرُوم ؟ بدأ شَاوُل يُعطِيهُم إِغراءات بِرُوح العالم00هذا إِسلُوب عدو الخير لأِنَّهُ يعرِف أنَّ هذِهِ قَدْ تكُون نُقطة ضعف عِند الإِنسان فَيُغرِيه بِإِغراءات ماديَّة حقُول وَكرُوم قدِيماً عِندما كَانَ الحُكَّام الوثنيين يُعذِّبُون الشُهداء كُنَّا نجِدهُمْ يعِدُون الشهِيد بِإِغراءات ماديَّة وَعالميَّة00شَاوُل هُنا يستخدِم هذا الأسلُوب يُعطِى أهله كرامات وَعطايا00البعض يُحِب أنْ يجذِب النَّاس ليس بِصلاحِهِمْ بَلْ بِالعطايا وَالإِنسان عِندما يعلم أنَّ العطايا زائِله إِنْ كانت نَفْسَه مُستنِيرة يرفُضها لأِنَّهُ ماذ ينتفِع مِنها ؟[ وَهل يجعلكُمْ جَمِيعكُمْ رُؤساء أُلُوفٍ وَرُؤساء مِئاتٍ حَتَّى فتنتُمْ كُلُّكُمْ عَلَيَّ ]00بدأ شَاوُل يستعطِفهُمْ وَيقُول ألاَ يوجد فِيكُمْ واحِد يحزن علىَّ أوْ يكلّمنِى وَيساعدنِى ؟دُواغُ الأدُوميُّ كَانَ حاضِر هذا الأمر فَقَالَ لِشَاوُل أنَا رأيت داوُد فِى مدينة نُوب مَعَْ أخِيمالِكَ رئِيس الكهنة00لِلأسف دُواغُ الأدُوميُّ قَالَ نِصف الحقِيقة قَالَ أنَا رأيت أخِيمالِكَ يحتضِن داوُد وَيطعِمه وَأعطاهُ سيف00وَلَمْ يقُل أنَّ داوُد ذهب لأخِيمالِكَ وَلَمْ يكُنْ أخِيمالِكَ يعلم بِمجِئ داوُد00وَحماهُ وَأعطاهُ سيف00أخِيمالِكَ لَمْ يكُنْ يعرِف أنَّ داوُد سيأتِى لكِنَّهُ أكرمهُ00هُنا سنعلم ماذا فعل كِذب داوُد وِكِذب دُواغُ ؟ [ قَدْ رأيتُ ابنَ يَسَّى آتِياً إِلَى نُوبٍ إِلَى أخِيمالِكَ بنِ أخِيطُوبَ0 فسأل لَهُ مِنَ الرَّبِّ وَأعطاهُ زاداً وَسيفَ جِلياتَ الْفِلِسطِينِيِّ أعطاهُ إِيَّاهُ ]00أى أنَّ أخِيمالِكَ صَلّى لِداوُد وَأعطاهُ طعام وَسيف جُليات [ فَأرسل المَلِكُ وَاستدعى أخِيمالِكَ بنَ أخِيطُوبَ الكاهِنَ وَجَمِيعَ بيتِ أبيهِ الكهنة الَّذِين فِي نُوبٍَ فجاءوا كُلُّهُمْ إِلَى المَلِكِ ]00إِستدعى شَاوُل أخِيمالِك وَسألهُ ماذا فعل ؟[ فَقَالَ شَاوُلُ إِسمعْ يا ابنَ أخِيطُوبَ0 فَقَالَ هأنذا يا سيِّدِي ] شَاوُل كلَّم أخِيمالِك بِإِحتقار رغم أنَّهُ رئِيس كهنة وَلكِنْ لِنرى كيف أجابهُ أخِيمالِكَ ؟فَقَد أجابهُ بِوقارٍ رغم أنَّهُ رئِيس كهنة وَشَاوُل عاملهُ بِإِحتقارٍ00إِحذر أنْ تتعامل بِرُوح أهل العالم مَعَْ أحد حَتَّى وَلُوْ كَانَ ليس لديهِ إِحترام وَلَوْ إِنسان فاقِد الأدب لابُد أنْ تكُون أنت مؤدب [ فَقَالَ لَهُ شَاوُلُ لِماذا فتنتُمْ عَلَيَّ أنت وَابنُ يَسَّى بِإِعطائِكَ إِيَّاهُ خُبزاً وَسيفاً وَسألتَ لَهُ مِنَ اللهِ لِيقُومَ عَلَيَّ كامِناً كهذا اليومِ0 فَأجاب أخِيمالِكَ المَلِكَ وَقَالَ وَمَنْ مِنْ جَمِيعِ عبِيدِكَ مِثْلُ داوُد أمِينٌ وَصِهرُ المَلِكِ وَصاحِبُ سِرِّكَ وَمُكَرَّمٌ فِي بيتِكَ ]00ماذا فِى داوُد وَماذا حدث عِندما أعطيتهُ خُبز وَسيف ؟ أليس داوُد هُوَ صِهرُك وَمُكرَّم عِندك وَصاحِب سِرِّكَ ؟[ فهل اليوم إِبتدأتُ أسألُ لَهُ مِنَ اللهِ0 حاشا لِي0 لاَ ينسِبِ المَلِكُ شيئاً لِعبدِهِ وَ لاَ لِجَمِيعِ بيتِ أبِي لأِنَّ عبدكَ لَمْ يعلمْ شيئاً مِنْ كُلِّ هذا صغِيراً أوْ كبِيراً ]00إِنَّها ليست الأولى الَّتِى أُصَلِّى فِيها لأِجلِ داوُد وَأنَا لَمْ أكُن أعلم ما بينكُم شَاوُل غضُوب وَمُتسرِّع لاَ يستقصِى الحقائِق00وَدائِماً الإِنسان الَّذِى لاَ يضبِط نَفْسَه لاَ يعرِف كيف يتصرَّف فَنجِدهُ مُتسرِّع وَأهوج00[ فَقَالَ المَلِكُ موتاً تمُوتُ ]00معقُول إِنسان يتكلَّم معهُ بِكُلّ وقارٍ وَلُطفٍ وَيقُول لَهُ مَنْ فِى بيتِك مِثْل داوُد وَيكُونُ هذا حُكمك ؟مُشكِلة شَاوُل أنَّهُ لاَ يستشِير بَلْ مُتسرِّع وَ لاَ يُناقِش [ موتاً تمُوتُ يا أخِيمالِكُ أنتَ وَكُلُّ بيتِ أبِيكَ ]00ليس وحدك تموت بَلْ أنت وَبيت أبِيكَ00[ وَقَالَ المَلِكُ لِلسُّعاةِ الواقِفِينَ لديهِ دُورُوا وَاقتُلُوا كهنة الرَّبِّ لأِنَّ يَدَهُمْ أيضاً مَعَْ داوُد وَلأِنَّهُمْ علِمُوا أنَّهُ هارِبٌ وَلَمْ يُخبِرُونِي ]00تخيّل أنَّ شَاوُل يأمُر عبِيده أنْ يقتُلُوا كهنة الرَّبِّ كُلّهُمْ وَكانُوا خمسة وَثمانُون كاهِن ماذا يكُون موقِف عبِيد شَاوُل ؟ بِالطبع رفضوا قتل الكهنة00يا شَاوُل عبِيدك أبرّ مِنك أنت رئِيسهُمْ وَكَانَ يجِب أنْ تكُون قُدوتهُمْ00رفضُوا وَقَالُوا لاَ نمُد أيدِينا عَلَى مُسحاء الرَّبِّ وَإِنْ أردت أنت أنْ تُمِيتنا أمِتنا لكِنَّنا لَنْ نُمِيت الكهنة00هؤلاء العبِيد جدِيرِين بِالإِحترام لأِنَّهُمْ كسروا أمر المَلِكَ وَإِنْ كَانَ أمر المَلِكَ غلب [ فَلَمْ يرضَ عبِيدُ المَلِكِ أنْ يمُدُّوا أيدِيهُمْ لِيقعُوا بِكهنة الرَّبِّ0 فَقَالَ المَلِكُ لِدُواغَ دُرْ أنتَ وَقَعْ بِالكهنةِ ]00أحياناً الخطيَّة تُعمِى الإِنسان وَتجعلهُ يأخُذ قرارات مُتسرِّعة جِدّاً وَالحِقد يُعمِى قلبه وَالغِيره تجعلهُ يتسرّع لأِنّ الخطيَّة تُحطِم الحياة الرُّوحيَّة وَتُفسِد الطاقات وَالمواهِب وَتجعل الإِنسان مُقاوِم لِلكُلِّ حَتَّى نَفْسَهُ00لكِنْ هُنا عِندما وجد دُواغ الأدُومِيّ أنَّهُ قَدْ تسبَّب فِى هذا الموقِف قَالَ لِشَاوُل سأفعل أنَا حُكمك[ فَدار دُواغُ الأدُومِيُّ وَوَقع هُوَ بِالكهنةِ وَقتل فِي ذلِكَ اليومِ خمسةً وَثمانِينَ رَجُلاً لاَبِسِي أفُودِ كتَّانٍ0 وَضَرَبَ نُوبَ مدِينة الكهنة بِحدِّ السَّيفِ0 الرِّجالَ وَالنِّساء وَالأطفالَ وَالرِّضعانَ وَالثِيرانَ وَالحَمِيرَ وَالغنمَ بِحدِّ السَّيفِ ]00مدِينة بِأكملِها مدِينة الكهنة قتلها شَاوُل بِحدِّ السَّيفِ لَوْ رجعنا لِسِفر صَمُوئِيل الأوَّل الأصحاح الثانِى عِندما أراد الله أنْ يُعاقِب عالِى الكاهِن عَلَى تهاوُنِهِ فِى تربية أولاده قَالَ لَهُ أنت وَجَمِيع بيتك تموتُون شُبَّان00وَتحقَّق العِقاب بِموتِ الخمسة وَثمانِين كاهِن لأِنَّ الله قَالَ[ هُوذا أنَا فاعِلٌ أمراً فِى إِسْرَائِيلَ كُلُّ مَنْ سمِعَ بِهِ تطِنُّ أُذُناهُ ]00متى تحقَّق هذا الأمر ؟أمر خطِير تحقَّق الآنَ نعم لَمْ يعرِف أحد وقتها لِماذا تمَّ هذا الأمر00نعم يا الله أحكامك قَدْ تتأخر وَقَدْلاَ يُصدِّق البشر تدابِيرك00لكِنْ هُناك بقيَّة حفظها الله أحد أولاد أخِيمالِك كَانَ حارِساً لِخيامِ الكهنة إِسمهُ أبياثارُ الكاهِن00هُوَ الوحِيد الَّذِى نجا مِنْ مدِينة الكهنة بِأكملِها [ فَنَجا ولد واحِدٌ لأِخِيمالِكَ بنِ أخِيطُوبَ اسمُهُ أبِياثارُ وَهَرَبَ إِلَى داوُد ]00مسكِين أبِياثار00لَوْ علِم شَاوُل أنَّهُ نجا لقتلهُ [ وَأخبرَ أبِياثارُ داوُد بِأنَّ شَاوُلَ قَدْ قتل كهنة الرَّبِّ0 فَقَالَ داوُد لأِبِياثارَ عَلِمتُ فِي ذلِكَ اليومِ الَّذِي فِيهِ كَانَ دُواغُ الأدُومِيُّ هُناك أنَّهُ يُخبِرُ شَاوُلَ ]00قَالَ داوُد أنَا شعرت يوم رأيت دُواغ الأدُومِيُّ فِى نُوب أنَّهُ سيُخبِر شَاوُل جيِّد داوُد لأِنَّهُ يُلقِى بِالملامة عَلَى نَفْسِهِ [ أنَا سبَّبتُ لِجَمِيعِ أنْفُسِ بيتِ أبِيكَ ]00لَوْ كَانَ شَاوُل مكان داوُد لِمَا ألقى بِالملامة عَلَى نَفْسِهِ00يوم قدَّم ذبِيحة قَالَ لِصَموئِيل النبِى أنت تأخرت00وَيوم أخذ المُحرَّمات مِنْ الحرب قَالَ الشَّعْب هُوَ الَّذِى فعل00شَاوُل يُبرِّر نَفْسَه لكِنْ داوُد يلُوم نَفْسَه عِندما وجد داوُد أبِياثار هارِب قَالَ لَهُ [ أقِمْ معِي0 لاَ تخفْ0 لأِنَّ الَّذِي يطلُبُ نَفْسِي يطلُبُ نَفْسَكَ وَلكِنَّكَ عِنْدِي محفُوظٌ ]00جيِّد أنْ يعترِف داوُد بِخطأه وَيلوم نَفْسَه لاَ الآخرِين 00كَانَ مُمكِنْ يقُول شَاوُل مُختلّ لاَ يرى الله ماذا فعل ؟ قتل خمسة وَثمانِين كاهِن ؟! يا لِلظُلم00لاَ00داوُد قَالَ أنَا سبَّبت ذلِك لِبيت أبِيك رغم أنَّ اللوم كُلّه يقع عَلَى شَاوُل مَا أجمل الإِنسان المُعترِف بِخطأه00عِندما تتعامل مَعَْ موقِف أُنظُر لِلجُزء الَّذِى يخُصَّك وَأصلِح فِيهِ أنت غير مسئُول عَنْ الآخرِين لهُمْ مَنَ يدِينهُمْ [ لأِنَّكَ فِي مَا تدِينُ غيركَ تحكُمُ عَلَى نَفْسِكَ ] ( رو 2 : 1 )00أُحكُمْ عَلَى نَفْسَكَ فقط هُنا داوُد لَمْ يتكلَّم عَنْ خطيِّة شَاوُل أوْ قساوته00لكِنَّه قَالَ لأِبياثار كلِمة جمِيلة" أقِمْ معِي لاَ تخفْ "00كلِمة مِنْ المسِيح يقولها لِكُلّ إِنسان فقد الثِقة وَكُلّ إِنسان قَدْ أفنته الحرب حَتَّى النِهاية وَلَمْ تبقى فِيهِ إِلاّ البقيَّة القلِيلة جِدَّاً يقُول لَكَ أُهرُب لإِلهك00أقِمْ معِى وَ لاَ تخف00لاَ تجلِس معِى فترات مُتقطِِعة بَلْ كُنْ معِى فِى إِقامة دائِمة00نِداء لِكُلٍّ مِنَّا00أُدخُل المغارة وَأقِم معهُ وَ لاَ تخف أيضاً جيِّد مِنْ داوُد أنَّهُ يقُول لأِبياثار لأِنَّكَ " عِندِى محفُوظ " 00كُلّ واحِد مِنّا يُقِيم معهُ لاَ يخف لأِنَّهُ محفُوظ00رائِعة ثِقة داوُد رغم أنَّهُ هارِب طرِيد رغم أنَّ المفرُوض أنَّ الرُعب مَلَكَ عليك لكِنَّكَ تحمِى الآخرِين النَفْسَ المُتشدِّدة بِالله تكُون مملؤة رجاء وَتشعُر فِعلاً أنَّ[ إِنْ حاربنِي جيش فَلنْ يخاف قلبِي ] ( مز 26 مِنْ مزامِير باكِر ) مَا أجمل الإِتكال عَلَى الله وَمَا أجمل النَفْسَ المُستنِدة عَلَى عرِيسها أنَّها تشعُر بِقوَّة جبَّارة لاَ تحمِى نَفْسَها فقط بَلْ تحمِى الآخرِين أيضاً00أقِمْ معِى وَ لاَ تخف لأِنَّكَ عِندِى محفُوظ00هذا نِداء الله لَكَ فَلّبِى نِداءه سرِيعاً وَأقِمْ معهُ ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بنِعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.

دراسة فى سفرصموئيل الاول ج8

الأصْحَاحُ الثَّامِنَُ عَشَرَ :- مُجرَّد أنْ إِنتهى الِلقاء بين شَاوُل وَداوُد بعد قتل جُليات [ وَكَانَ لَمَّا فَرَغَ مِنَ الكلامِ مَعَْ شَاوُلَ أنَّ نَفْسَ يُوناثان تعلَّقتْ بِنَفْسِ داوُد وَأحَبَّهُ يُوناثان كَنَفْسِهِ ]00لِنرى كيف إِستخدم الله كُلّ نَفْسَ لِخلاص كُلّ أحد لِكى يُدّبِر الله الخلاص لِداوُد داخِل قصر شَاوُل وَيحمِيه مِنْ مكايده وضع الله صِمام أمان لِداوُد وَهُوَ يُوناثان إِبن شَاوُل الَّذِى تعلَّق بِداوُد كَنَفْسِهِ00وَمِنْ بعد غلبة جُليات أخذ شَاوُل داوُد إِلَى بيتِهِ وَدخل داوُد مَعَْ يُوناثان فِى عهدٍ [ وَخلع يُوناثان الجُبَّةَ الَّتِي عليهِ وَأعطاها لِداوُد مَعَْ ثيِابِهِ وَسيفِهِ وَقوسِهِ وَمنطقتِهِ] 00خمسة أشياء جُبَّة وَثِياب وَسيف وَقوس وَمنطِقة وَكأنَّ يُوناثان يقُول لِداوُد أنَا إِخترتك صدِيق مُعادِل لِى أنَا أُعطِيك سلاحِى وَثِياب فخرِى وَهذا يُمّثِل موقِف تجسُّد السيِّد المسِيح الَّذِى تخلَّى عَنْ ثوب مُلكِهِ مِنْ أجلِنا أيضاً يُشبِه عطايا الله لِلنَفْسَ البشريَّة فَهُوَ لَمَّا تجسَّد أخذ جسدنا وَأعطانا رِدائه وَأسلحته لِتغلِب بِها00النَفْسَ الأمِينة الَّتِى تدخُل مَعَْ الله فِى عهد محبَّة يُعطِيها أسلِحته لِتغلِب بِها يُعطِيها أقواله وَيستُرها بِثوبِهِ [ وَكَانَ داوُد يخرُجُ إِلَى حيثُما أرسلهُ شَاوُلُ0 كَانَ يُفلحُ0 فَجَعَلَهُ شَاوُلُ على رِجالِ الحربِ وَحَسُنَ فِي أعيُنِ جَمِيعِ الشَّعْبِ وَفِي أعيُنِ عبِيدِ شَاوُلَ أيضاً ]00بِدايِة العهد بين شَاوُل وَداوُد كان الوضع لطِيف لكِنْ عدو الخير يدخُل وَيُفسِد كُلّ جمال المحبَّة وَالصداقة وَيستخدِم فِى ذلِك آخرِين [ وَكَانَ عِندَ مَجِيئيِهِمْ حِين رَجَعَ داوُد مِنْ قتلِ الْفِلِسْطِينِيِّ أنَّ النِّساءَ خرجت مِنْ جَمِيعِ مُدُنِ إِسْرَائِيلَ بِالغِناءِ وَالرَّقْصِ لِلِقاءِ شَاوُلَ المَلِكِ بِدُفُوفٍ وَبِفرحٍ وَبِمُثَلَّثَاتٍ ]جاءت نِساء إِسرائِيل بِعدَّة الفرح لِيبتهِجُوا بِشَاوُل وَداوُد اللَّذان غلبا جُليات وَقُلن[ فَأجابتِ النِّساءُ اللاَّعِباتُ وَقُلنَ ضَرَبَ شَاوُلُ أُلُوفَهُ وَدَاوُد رِبواتِهِ ]00الرِبوه عشرة آلاف أى نسبن العدد القلِيل لِشاوُل وَالعدد الكثِير لِداوُد وَهذا أثار شَاوُل الَّذِى أثار شَاوُل عاطِفة النِّساء الَّتِى قَدْ تُعّبِر بِطرِيقة تُثِير الآخرِين مِثل أُم يعقُوب وَيُوحنا الَّتِى أرادت أنْ يجلِس إِبنيها واحِد عَنْ يمِين المُخلِّص وَالآخر عَنْ يسارهِ حَتَّى قَالَ الكِتاب[العشرةُ إِغتاظُوا ] ( مت 20 : 24 )00هى قَالَت ذلِكَ بِعاطِفة الأُمومة لكِنَّها لَمْ تحسِبها بِطرِيقة صحِيحة أيضاً نِساء إِسرائِيل هتفن لِداوُد بِبساطة وَلَمْ يقصُدن إِثارة شَاوُل الَّذِى حمى غضبه جِدَّاً وَمِنْ هُنا بدأت مأساة سببها الغِيره [ فَاحتمى شَاوُلُ جِدَّاً وَساءَ هذا الكلامُ فِى عينيهِ وَقَالَ أعطينَ داوُد رِبواتٍ وَأمَّا أنَا فَأعطيننِي الأُلُوفَ0 وَبعدُ فقط تبقى لَهُ المملَكَةُ ]00إِذاً بعد ذلِكَ ستستقِر المملكة عَلَى داوُد وَبدأ يُعايِنهُ أى يُعامِلهُ كخِصم وَيُراقِبهُ أينما ذهب[ وَكَانَ فِي الغدِ أنَّ الرُّوحَ الرَّدِيَّ مِنْ قِبَلِ اللهِ إِقتحم شَاوُلَ وَجُنَّ فِي وسطِ البيتِ وَكَانَ داوُد يضرِبُ بِيَدِهِ كما فِي يومٍ فيومٍ وَكَانَ الرُّمحُ بِيَدِ شَاوُلَ ]00لِماذا جاء الرُّوح الردِئ لِشَاوُل ؟ لأِنَّهُ أسلم نَفْسَهُ لِشيطان الغِيره [ لاَ تملِكنَّ الخطيَّةُ فِى جسدِكُمُ المائِتِ لِكى تُطِيعوها فِي شهواتِهِ ] ( رو 6 : 12 ) حَتَّى لاَ تتطّور لأمور أردأ لابُد لِلإِنسان أنْ يُراجِع نَفْسَه وَيتمهل00مُشكِلِة الغِيره مُشكِلة خطِيرة تُواجِه النَفْسَ مادامت تحيا فِى جسد الضعف وَهى أنْ تنظُر لِغيرِها وَتحزن لِنجاحِهِ وَتصغر فِى عين نَفْسِها00لِنرى غِيرِه إِخوة يوسِف مِنْ يوسِف ماذا فعلت00وَغِيرِه سارة مِنْ هاجِرأيضاً قِيل عَنْ السيِّد المسِيح [ أسلمُوهُ حسداً ] ( مت 27 : 18 ) شَاوُل طارد داوُد مُطاردات مُتتابِعة وَهان مسِيح الرَّبّ عَلَى نَفْسِهِ لأِنَّهُ ترك الغِيره تملُك عليه00عِلاج الغِيره محبَّة مِنْ القلب قلب نقِى طاهِر بِشِدَّة00عِلاجها مِثل قلب يُوحنا المعمدان الَّذِى قِيل لَهُ أنَّ المسِيح يُعّمِد مِثلهُ فَأجابهُمْ [ ينبغِى أنَّ ذلِكَ يزِيدُ وَأنِّي أنَا أنقُصُ ]( يو 3 : 30 ) عِلاج الغِيره أنْ تُحِب قرِيبك كَنَفْسَكَ وَتشتهِى أنْ تُقّدِم غِيرك عَلَى نَفْسَكَ لأِنَّ بركته هى بركتك وَتقدُّمهُ مِنْ تقدُّمك لأِنَّنا كُلِّنا أعضاء فِى جسد واحِد أى نحنُ كُلِّنا فرِيق أحد الآباء يقُول [ فليبحث غيرِى عمَّا يشاء عِوضً عنك أمَّا أنَا فَمَا يلِّذنِى غيرك أنت ] هدف واضِح00بدأ الحسد يقتُل شَاوُل وَيجعلهُ يفقِد سلامه[ لاَ تُسرِع فِى الغضب وَ لاَ تكُون حاقِد وَ لاَ سرِيع الإِنفعال وَ لاَ هائِج وَ لاَ مُتحدِياً لِئلاَّ يكُون لَكَ مصِير قايِين وَشَاوُل ] هكذا يقُول الآباء لأِنَّ شَاوُل عِندما باغتهُ الرُّوح الردِئ جاء داوُد لِيضرب لَهُ فَحاوِل أنْ يضرب داوُد بِالرُّمح الَّذِى بِيَدِهِ00وَهكذا فارق رُوح الرَّبّ شَاوُل وَرغم أنَّ داوُد كَانَ عبد لِشَاوُل فِى القصر إِلاَّ أنَّ شَاوُل كَانَ يخاف داوُد لأِنَّ سِر النُصره فِى مدى إِتحاد الإِنسان بِالله قِيل عَنْ هِيرودِس أنَّهُ كان يهاب يُوحنا المعمدان رغم أنَّ هِيرودِس كان مَلِكَ وَالمعمدان كان إِنسان يحيا فِى البرارِى لكِنَّهُ كان بار وَقدِيس[ فَلَمَّا رأى شَاوُلُ أنَّهُ مُفلحٌ جِدَّاً فَزِعَ مِنْهُ0 وَكَانَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَيهُوذا يُحِبُّونَ داوُد لأِنَّهُ كَانَ يخرُجُ وَيدخُلُ أمامهُمْ ]00" جميع يهُوذا وَإِسرائِيل " وَنحنُ نعلم هُنا أنَّ إِسرائِيل لَمْ تكُنْ بعد قَدْ إِنقسمت إِلَى مملكتان ( إِنقسمت إِلَى مملكتىَّ إِسرائِيل وَيهُوذا فِى عهد رحبعام إِبن سُليمان ) لكِنْ فِى ذلِكَ إِيحاء وَإِشارة إِلَى شخص المسِيح الَّذِى وحدَّ العهدين القدِيم وَالحدِيث اللذَّان إِتفقا عَلَى محبَّتِهِ00إِشارات وَرِمُوز خفيَّة فِى شخص داوُد عَنْ السيِّد المسِيح00وَهذا إِشارة لِلمسِيح الإِله المُتجسِّد الَّذِى رأيناهُ بِعيونِنا وَلمستهُ أيدِينا لأِنَّ الحياة أُظهِرت[ وَقَالَ شَاوُلُ لِداوُد هُوذا إِبنتِي الكبِيرةُ مَيْرَبُ أُعطِيكَ إِيَّاها إِمرأةً ]00لِماذا الآن قرّر شَاوُل أنْ يُزّوِج داوُد بِميرب ؟ لأِنَّ هدفه ليس إِكرام داوُد بَلْ لِكى ينال مِنْهُ[ إِنَّمَا كُنْ لِي ذا بَأسٍ وَحَارِبْ حُرُوبَ الرَّبِّ0 فَإِنَّ شَاوُلَ قَالَ لاَ تكُنْ يَدِي عليهِ بَلْ لِتكُنْ عليهِ يَدُ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ ]00مادُمت أنا غير قادِر عَلَى قتلِهِ فَلتكُنْ يَدِ الفِلِسْطِينيِّيِنَ عليهِ لِقتلِهِ00خِداع عدو الخير الَّذِى يجعل النَفْسَ تتخيّل أنَّها تعمل أعمال لها هيئِة البِرّ لكِنَّها بِداخِلها مملؤة شرلكِنْ داوُد أجابهُ بِإِتضاع [ مَنْ أنَا وَمَا هِيَ حياتِي وَعَشِيرَةُ أبِي فِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى أكُونَ صِهْرَ الْمَلِكِ ]00مَنْ أنا ؟ قَالَ ذلِك بعدما غلب جُليات وَكانت لهُ كرامة عظِيمة وسط الشَّعْب00جمِيلة النَفْسَ الَّتِى تتحلَّى بِالإِتضاع حَتَّى وَإِنْ كانت هذِهِ النَفْسَ لها كرامة وسط النَّاس لكِنَّها تحتفِظ بِإِتضاعها حَتَّى النَفْسَ الأخِيروَداوُد كَانَ يعلم غِيره شَاوُل فَأراد أنْ يُطفِئها بِإِتضاعِهِ00شَاوُل أعطى إِبنتهُ ميرب لعدريئيل زوجة بعد أنْ رفض داوُد مُصاهرِة شَاوُل00لكِنْ شَاوُل لَمْ يهدأ بَلْ عرض عليهِ مِيكال إِبنتهُ الثانية وَكَانَ هذا أيضاً خِداع مِنْ شَاوُل وَخاصةً وَأنَّ مِيكال كانت تُحِبُّ داوُد[ فَأخبرُوا شَاوُلَ فَحَسُنَ الأمرُ فِى عينيهِ0 وَقَالَ شَاوُلُ أُعطِيهِ إِيَّاها فَتَكُونُ لَهُ شَرَكاً وَتكُونُ يَدُ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ عليهِ ]00الله يُدّبِر الأمور لكِنْ شَاوُل لاَ يستجِيب لها00كانت مُكافأة داوُد مِيكال إِبنة شَاوُل00وَالمسِيح كانت مُكافأته فِى حربه عَلَى الصلِيب الكنِيسة الَّتِى إِقترن بِها وَتزوّجها كعرِيس لها داوُد مُصّمِم عَلَى إِطفاء نار الحسد فِى قلب شَاوُل [ وَقَالَ شَاوُلُ لِداوُد ثانِيةً تُصاهِرنِي اليوم0 وَأمر شَاوُلُ عبِيدهُ0 تكلَّمُوا مَعَْ داوُد سِرّاً قائِلِين هُوذا قَدْ سُرَّ بِكَ المَلِكُ وَجميِعُ عبِيدِهِ قَدْ أحبُّوك فَالآنَ صاهِر المَلِكَ0 فَتكلَّم عبِيدُ شَاوُلَ فِي أُذُنيْ داوُد بِهذا الكلام0 فَقَالَ داوُد هل هُوَ مُستخفٌّ فِي أعيُنِكُمْ مُصَاهَرَةُ المَلِكِ وَأنَا رَجُلٌ مِسكِينٌ وَحقِيرٌ ]00مُصاهرِة المَلِك ليست بِالشئ الهيِّن وَالسهل وَأنا إِنسان مسكِين وَحقِيرإِذا لمست فِى إِنسان أنَّهُ يغِير مِنِّى فَلاَ أزِيد طياشتِهِ بَلْ يجِب أنْ أُطفِئ غِيرتهُ بِالحُب وَالإِتضاع00ما أجمل الإِتضاع00يقُول القدِيسُون [ أنَّ الكبرياء هُوَ الَّذِى أحضر السَّمائيين إِلَى الأرض وَالإِتضاع هُوَ الَّذِى أصعد الأرضيين لِلسَّماء ] [ وَعاد شَاوُلُ يخافُ داوُد بعدُ وَصَارَ شَاوُلُ عدُواً لِداوُد كُلَّ الأيَّامِ ]00لاَ يُمكِن أنْ يعِيش داوُد فِى هدوء وَسلام مَعَْ شَاوُل00وَأنت مسِيح الرَّبّ إِبن داوُد لابُد أنْ تعرِف أنَّك موضِع غِيره وَحسد وَإِضطهاد شَاوُل ( عدو الخير ) فَداوِم عَلَى الجِهاد00إِحذر لأِنْ شَاوُل يتعقبك وَيُرِيد أنْ يسلِبك مجدك وَإِنتصارك0 الأصْحَاحُ التَّاسِعَُ عَشَرَ :- رغم أنَّ شَاوُل أراد قتل داوُد لكِنْ الله سمح أنْ يكُون يُوناثان وَمِيكال أحِبَّاء لِداوُد00مهما كُنت فِى داخِل قصر شَاوُل لكِنِّى سأحمِيك مِنهُ وَمِنْ عبِيده وَبِأعظم مِنْ يُوناثان وَمِيكال إِنَّ الرَّبّ ينجح فِى الدِفاع عَنْ أولاده وَالعالم لاَ ينجح فِى غلبتهُمْ00يُوناثان إِبن شَاوُل حاول أنْ يُقنِع شَاوُل أبِيهِ بِعدم قتل داوُد 00[ لاَ يُخطِئ المَلِكُ إِلَى عبدِهِ داوُد لأِنَّهُ لَمْ يُخطِئْ إِليكَ وَلأِنَّ أعمالهُ حَسَنَةٌ لَكَ جِدَّاً0 فَإِنَّهُ وضعَ نَفْسَهُ بِيَدِهِ وَقتل الْفِلِسْطِينِيَّ فَصَنَعَ الرَّبُّ خَلاَصَاً عظِيماً لِجَمِيعِ إِسْرَائِيلَ0 أنتَ رأيتَ وَفَرِحْتَ ]00يُوناثان يُذكِّر شَاوُل أبِيهِ بِأعمال داوُد الَّذِى فرَّحهُ وَأنَّهُ لَمْ يفعل أى شئ يُحزِنهُ لكِنْ شَاوُل يُثِير غيظه بِنَفْسَه [ فَلِماذا تُخطِئُ إِلَى دَمٍ برِيءٍ بِقتلِ داوُد بِلاَ سَبَبٍ ]00يُوناثان شُجاع وَوفِى هُوَ الَّذِى حارب عمالِيق 00[ فَسَمِعَ شَاوُلُ لِصوتِ يُوناثان وَحلف شَاوُلُ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ لاَ يُقتلُ ] 00بدأ يُوناثان يتشّفع عَنْ داوُد وَشَاوُل يسمع لَهُ وَيهدِأ لِنَفْسَهُ00النَفْسَ تحتاج لِنَفْسَ حكِيمة هادِئة لِتهدأ حلف شَاوُل لاَ يُقتل داوُد00شَاوُل مُترّدِد أمَّا يُوناثان فَهُوَ مِثال لِلإِنسان الَّذِى يُعطِى محبَّة مِنْ قلبٍ طاهِر رغم أنَّ العِلاقة بينه وَبين داوُد تُعتبر عِلاقِة مُنافسة لأِنَّ يُوناثان هُوَ المَلِكَ الشرعِى لكِنْ داوُد دُعى لِلمُلَكَ وَرغم كُلّ ذلِكَ فبينهُما حُب وَتقدِير أمَّا شَاوُل فَكبريائه نزع مِنْهُ كُلّ صلاح داوُد دخل فِى حرُوب جدِيدة مَعَْ الفِلِسْطِينيِّينَ وَإِنتصر فَعاد شَاوُل وَإِغتاظ عِندما أراد شَاوُل أنْ يُعطِى داوُد مِيكال وَقَالَ أنَّهُ فقِير لاَ يستطِيع أنْ يُعطِى مهر لِمِيكال لِذلِكَ طلب مِنْ داوُد مِئة فلسطِينِى لكِنْ داوُد أحضر لَهُ مِئتىَّ فلسطِينِى00لأِنَّ شَاوُل جعل مهر زواجه مِنْ مِيكال شِركاً لَهُ لِيُقتل بِيَدِ الفلِسْطِينيِّيِنَ لكِنْ الله كان يحِميه كَانَ الله يُرسِل لِشَاوُل الرُّوح الردِئ00مُمكِنْ أعجز عَنْ عمل أى شئ لكِنْ الله عيناهُ تُلاحِظ00يقُول سِفر الجامعة [ فوق العالِي عالِياً يُلاِحِظُ وَالأعلى فوقهُما ] ( جا 5 : 8 ) 00إِنْ كَانَ شَاوُل عالِى فيوجد مَنْ هُوَ أعلى مِنْهُ وَالأعلى فوقهُما يُلاحِظ00كُلّ مَا شَاوُل يُسلِّم نَفْسَه لِشيطان الغِيره كَانَ الرُّوح الردِئ يُباغِتهُ مِنْ قِبلَ الرَّبّ مِيكال علِمت بِمكِيدة شَاوُل حيثُ أراد أنْ يقتُل داوُد وَهُوَ نائِم فوضعت مكانهُ ترافِيم أى تِمثال وَعِندما جاء عبِيد شَاوُل لِيقتُلُوه وجدوا التِمثال مكانهُ فَعاتب شَاوُل إِبنتِهِ[ لِماذا خدعتِنِي فَأطلقتِ عَدُوِّي حَتَّى نَجَا0 فَقَالَتْ مِيكالُ لِشَاوُلَ هُوَ قَالَ لِي أطلِقِينِي لِماذا أقتُلُكِ ] وَبدأت قِصَّة المُطاردة بين داوُد وَشَاوُل00كُلّ مجد يأخُذهُ أولاد الله نتِيجة إِنتصارات عَلَى عدو الخير [ بِضِيقاتٍ كثِيرَةٍ ينبغِي أنْ ندخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ ] ( أع 14 : 22 ) كُلّ يوم عدو الخير يضع لِى شِرك جدِيد وَالله يُدّبِر طرِيقة لِخلاصِى المُهِم أنْ أكُون أداة أمِينة فِى يَدِ الله [ فَهَرَبَ داوُد وَنَجَا وَجاء إِلَى صَمُوئِيلَ فِي الرَّامَةِ وَأخبرهُ بِكُلِّ مَا عَمِلَ بِهِ شَاوُلُ] 00داوُد أحيا تذكار صَمُوئِيل وَكأنَّهُ يقُول أنَا إِذا تثاقلت الهمُوم علينا فَلنذهب إِلَى صَمُوئِيل المُرشِد الرُّوحِى وَمسِيح الله عَلَى الأرض وَمصدر صوت الله 00لِذلِكَ الكنِيسة هى مصدر تعزيَّة النَفْسَ وَأيضاً رِجال الكنِيسة قصَّ داوُد عَلَى صَمُوئِيل ما فعلهُ معهُ شَاوُل وَكيف كَانَ يُحاوِل قتلهُ حَتَّى أنَّهُ دخل عليهِ وَهُوَ فِى فِراشه مُحاوِلاً قتلهُ00فَأخذ صَمُوئِيل داوُد معهُ إِلَى مكان الأنبياء وَهُناك تنبَّأ وَأرسل شَاوُل عبِيدهُ لِيُطارِدوا داوُد وَهُوَ وسط الأنبياء فحلَّ رُوح الله عَلَى عبِيد شَاوُل فَتنبَّأوا هُمْ أيضاً مَعَْ الأنبياء لأِنَّهُمْ كانُوا فِى وسط رُوحِى مَعَْ الأنبياء فَأرسل شَاوُل عبِيد غيرهُمْ فَحدث معهُمْ نَفْسَ الأمر وَتنبَّأوا هُمْ أيضاً وَأرسل جماعة ثالِثة مِنْ العبِيد فَحلَّ عليهُمْ أيضاً رُوح الله وَتنبَّأوا00فّذَهب هُوَ بِنَفْسَه إِلَى مكان الأنبياء لِيقتُل داوُد فَحلَّ عليهِ هُوَ أيضاً رُوح الله وَجلس يتنبَّأ مِثلهُمْ [ فَذَهَبَ إِلَى هُناك إِلَى نايُوت فِي الرَّامَةِ000فَخَلَعَ هُوَ أيضاً ثِيابَهُ وَتنبَّأَ هُوَ أيضاً أمَامَ صَمُوئِيل وَانطرَحَ عُرياناً ذلِكَ النَّهَارَ كُلَّهُ وُكُلَّ اللَّيلِ0 لِذلِكَ يَقُولُون أشَاوُلُ أيضاً بينَ الأنبياءِ] 00يُعلِّمنا القدِيسين مِنْ هذِهِ القِصَّة أهميَّة الوسط الرُّوحِى حَتَّى لَوْ كانت النَفْسَ غير مُهيَّأة لكِنْ بِعشرِتها للرُّوحيين تتشبَّه بِهُمْ [ المُسايِرُ الحُكماء يَصِيرُ حَكِيماً وَرَفِيقُ الجُهَّالِ يُضَرُّ ]( جا 13 : 20 )00هل تُرِيد أنْ يكُون فِيك رُوح تسبِيح ؟ كُنْ فِى كنِيسة الله فَتنتقِل إِليك حرارتها حَتَّى وَلَوْ كانت بِكَ رُوح غِيره 0 الأصْحَاحُ الْعِشْرُونَ :- لَمْ يطمئِن داوُد لِشَاوُل حَتَّى بعد انْ تنبَّأ فَذَهَبَ إِلَى يُوناثان وَقَالَ لَهُ[ ماذا عمِلتُ وَما هُوَ إِثْمِي وَماَ هِيَ خَطِيَّتِي أمَامَ أبِيكَ حَتَّى يطلُبُ نَفْسِي ]مِثل السيِّد المسِيح الَّذِى إِضطهدهُ العالم بِلاَ سبب [ كَخَطوةٍ بينِي وَبينَ الموتِ ]00شَاوُل أبِيك يُرِيد قتلِى00لِماذا ؟ يُجِيبه يُوناثان ماذا تُرِيد أنْ أفعل لَكَ وَسأفعله ؟ قَالَ يُوناثان لِداوُد ذلِكَ وَهُوَ يعلم أنَّهُ قَدْ يأخُذ داوُد مكانه فِى المُلَكَ قَالَ يُوناثان لِداوُد سأذهب اليوم الولِيمة وَ لاَ تذهب أنت فَإِذا إِفتقدك أقُول لَهُ أنَّكَ اليوم فِى بيت لحم لِتُقّدِم ذبِيحة سنويَّة مَعَْ العشِيرة فَإِنْ قَالَ حَسْناً كَانَ سلام أمَّا إِذا غضب إِذاً فَهُوَ مازال يُرِيد قتلك وَهكذا إِتفق داوُد مَعَْ يُوناثان وَذهب يُوناثان إِلَى الولِيمة وَتغيَّب داوُد فَقَالَ شَاوُل لعلّهُ قَدْ تغيَّب لِسببٍ مَا00وَفِى ثانِى يوم لِلولِيمة تغيَّب أيضاً داوُد فَسأل شَاوُل إِبنهُ يُوناثان عَنْ داوُد فَقَالَ لَهُ أنَّهُ قَدْ إِستأذن مِنِّى لِحضُور الذبِيحة السنويَّة فَحمى غضب شَاوُل وَقَالَ لِيُوناثان[ يا ابنَ الْمُتَعَوِّجَةِ المُتَمَرِّدَةِ أمَا علِمت أنَّكَ قَدِ اخترت ابنَ يَسَّى لِخِزيِكَ وَخِزيِ عَورةِ أُمِّكَ0 لأِنَّهُ مَادام ابنُ يَسَّى حَيَّاً عَلَى الأرْضِ لاَ تُثبتُ أنت وَ لاَ مملكتُكَ0 وَالآنَ ارسِلْ وَأتِ بِهِ إِليَّ لأِنَّهُ ابنُ الموتِ هُوَ ] شيطان الغِيره مَلَكَ عَلَى شَاوُل00كيف يقُول تِلَكَ الألفاظ وَهُوَ مسِيح الرَّبّ ؟الكِتاب ينطِق تِلَكَ الألفاظ بِحياء شدِيد ( خِزيك وَخِزى عورة أُمِّكَ ) قِيلت لأِنَّهُ قدِيماً كَانَ عِندما ينهزِم مَلِكَ فِى حربٍ كَانَ المَلِكَ الغالِب يأخُذهُ هُوَ وَزوجاته فِى سبى وَيجعل زوجاته زوجات لِعبِيده 00هذِهِ هِى ( خِزى عورة أُمِّكَ ) وَكأنَّ شَاوُل يقُول لِيُوناثان هذا داوُد الَّذِى أنت تُحِبَّهُ غداً سيأخُذ أُمّكَ وَزوجتك سرارِى لَهُ وَزوجات لِعبِيده00مادام إِبن الله مالِك عَلَى قلوبنا ستنتهِى مملكِة عدو الخيرإِحذر أنْ تُسلِّم نَفْسَكَ لِذاتك أوْ لِغضبك لأِنَّ [ الغضب حركِة جُنُون مَنْ يقتنِيها لِنَفْسِهِ يُحيِّرها وَيجعل النَفْسَ مِثلَ الوحُوش وَإِذا أكمل جَمِيع الحسنات وَفِى قلبِهِ غضب عَلَى أخِيهِ فَهُوَ000] شَاوُل حاول أنْ يضرب إِبنه بِالرُمح وَهُوَ فِى غضبه لأِنَّ رُوح الشَّر يجعل الإِنسان عنِيف00أحياناً يستخدِم الإِنسان سُلطانه فِى غير موضِعِهِ كما رفع اليهُود حِجارة عَلَى يسُوعَ ذهب يُوناثان حسب إِتفاقه مَعَْ داوُد إِلَى الحقل حيثُ كَانَ داوُد مُنتظِر وَمُختبِئ وَكَانَ يُوناثان معهُ غُلامه الصغِير وَضرب يُوناثان سهم بعِيد عَنْ غُلامه وَقَالَ لَهُ أُركُض وَأجمع السِهام الَّتِى أرمِيها وَلَمَّا وصل الغُلام إِلَى السهم ناداه يُوناثان أليس السهم دُونك فَصاعِداً وَكانت هذِهِ علامة مُتفق عليها بين داوُد وَيُوناثان لِيُعلِمهُ أنَّهُ فِى خطر00فَخرج داوُد مِنْ مخبأةِ وَتعانق هُوَ وَيُوناثان وَسجد داوُد لِيُوناثان ثلاث مرَّات إِحترام وَإِتضاع00السجُود لِلرَّبّ وحدهُ أمَّا هذِهِ السجدات فَهِى إِحترام إِذا كَانَ مسِيح الرَّبّ يسجُد إِحترام وَإِتضاع أفَلاَ أسجُد أنَا لِمسِيح الرَّبّ مِثلَ الأسقُف أوْ البطريرك ؟00تعانق داوُد مَعَْ يُوناثان وَبكيا لكِنْ محبِّة داوُد إِزدادت00إِشارة لأِنَّ محبِّة الله لَكَ أعظم مِنْ محبِّتك لَهُ وَأكثر ممّا تطلُب أوْ تسأل00مَا أعذب الحُب وَمَا أثمنه ؟الحُب هُوَ أجمل مِنْ كُلّ عطيَّة قَالَ يُوناثان لِداوُد [ إِذهبْ بِسَلاَمٍ0 لأِنَّنا كِلَينَا قَدْ حَلَفْنَا بِإِسْمِ الرَّبِّ قائِلينِ الرَّبُّ يكُونُ بينِي وَبينكَ وَبينَ نسلِي وَنسلِكَ إِلَى الأبَدِ ]00وَكانت أخِر مرَّة رأى فِيها داوُد يُوناثان حَتَّى مات يُوناثان فِى الحرب فَرثاهُ داوُد ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل