العظات

الصوم والتغيير أحد الرفاع

بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها امين.... النهارده احد الرفاع ..والرفاع في الكنيسه معناه الترفع...الكنيسه لها قطمارس لقراءات الصوم الكبير ..القطمارس طالع من إمبارح.. بمعني ان فى ضمير الكنيسه ان الصوم ابتدا لكن اعطيتنا يومين لاجل الاستعداد للصوم مش لاجل أشياء اخرى...معناها ان احنا تهيئناو اشتقنا وتمنينا ان الصوم يأتي..فتلاحظ ان ربنا والكنيسه مجهز لنا رحله جميله هدفها كلها وكل ما نضعه في قلوبنا دلوقتى ان كل واحد فينا نقول له يآرب اعطيني ان اتغير فى الصوم... يا رب ما تخليش الصوم يبقى مجرد روتين ولا اكل ولا ثقل ولا مجرد حاجه لم اشعر بها... الصوم هو التغيير هو عبور من حالة الى حالة....هو من انسان يسلك بحسب الجسد الى انسان يسلك بحسب الروح وكل المقومات وكل الاغذيه التي تؤدي الى هذه الحاله الكنيسه بتخرجهلنا في هذه الرحله....هتلاقى فصول في الكتاب المقدس ممكن مابتتقراش غير في الصوم فقط ..لايوجد قداس يقرأ فية نبوات الا في الصوم....عشان الكنيسه عاوزه تقولنا اقرا الكتاب مقدس كثير... هتلاقي فصول لم تقرا طول السنة الا في الصوم فقط ....يعنى فصل ثمين جدا زي مثلا فصل الابن الضال. لم تقراة الكنيسه غير في الصوم بس. طب ليه ؟!عاوز يقول لك يعني لما يكون عندك حاجه مهمه. بيتلبسلها بدلة مهمة ماتطلعش غير في مناسبه تليق بيها ...فالكنيسة مطلعلنا أشياء ثمينة عشان تعوضنا عن حكايه الغذاء الجسدي.. فبتعطينا غذاء الروح... تلاقي الكنيسه في الرحله دي بتركز جدا على تغيير حاجات كتير .. النهارده الكنيسة فى الرفاع بتاكد على تغير المفاهيم ..مفهوم الصوم.. الصوم بالشكل ..وتظهر للناس انك عابس ...لا ...مفهوم الصلاة..ماتصليش قدام الناس انت تدخل مخدعك وتغلق بابك.... مفهوم الصدقه...تعطى في الخفاء ..ما تبقاش قدام الناس... فبيغير المفاهيم.. الاسبوع القادم... هتلاقيه بيغير الاهداف.. لا تكنزوا كنوزا لكم كنوزا على الارض... عشان كده احيانا يسمي الاحد القادم...احد الكنوز ..فالنهارده نغير المفاهيم ... الاحد القادم نغير الاهداف... الاحد اللي بعده نتغير من الغلبة الى النصرة ...احد التجربه ابونا ادم انغلب المسيح غلب ادم انغلب بالطعام المسيح قال ليس بالخبز وحدة... تغيير من ان احنا بنتغلب للنصرة.... الحد اللي بعده الابن الضال.. بنتغير من حاله الولد اللي بره البيت المتمرد على ابوة للولد اللى يدخل البيت وهو منكسر..ويقول له اخطيت سامحني ..الاحد اللي بعده احد السامريه تغيير من حاله انسانه حبت تعيش تشبع نفسها بامور الحياه و باللهو وبالزيجات المتعدده لحد واحده وصلت لحالة اكتفت بالمسيح وشبعت بية وتحولت من انسانه شريره الى انسانه كارزة ...تغيير اللي بعده احد المخلع من واحد ما عندوش اراده خالص انة يتحرك لانسان بيتحرك ويقوم و يمشي و ينزل في البركه ..وقال له يسوع ها قد برأت فلا تخطئ ..بعد كده المولود اعمي تغيير من الظلمه للنور ...كلها تغيير.. الكنيسه بتزقنا ناحيه التغيير اذا المفروض ان انا ما بقاش واقف مكاني في الصوم ..لازم اتغير... اتغير من حاله انسان شر. لحالة انسان توبةو بر اتغير من انسان عينوا مش مفتوحه على الانجيل على عين تنفتح للانجيل ...اتغير من حالة انسان ارادته ضعيفه دائما كسلان دائما متبلد في الامور الروحيه للانسان بيتحرك وعنده اشتياقات وبيجري في طريق الملكوت ..اتغير... يعدي علينا احبائي فترات كثيره فيها صوم كبير واحنا ما نستفدش بيها دي تبقى محسوبه علينا ..عارف لما تبقى واحد دعاك لحفله قيمه قوي وانت ما تجيش. او لو تحضر وانت مش فاهم اي حاجه من الحفله دي ..لا . ده دعاك عشان تاخد نصيبك من الحفله دي... هذه هى الكنيسه الفتره دي.. لازم ناخذ نصيبنا ان احنا نتغير.. اتغير من انسان كل تفكيره في الارض تفكيره في الزمن وكل تفكيره في الجسد ...وكل تفكيره في ذاته..دة الحاله اللى الانسان بيتسجن فيها.. بيتسجن في الذات والجسد والارض والزمن تعال كده فكر كل اهتماماتي اية .ولة عاوزين اية... هتلاقي معظمها او كلها اهتمامات زائلة...كلها...هتلاقى اهدافك دائما اهداف مؤقتة كل اللي انت عاوزه حاجه تحصل كمان شهر كمان شهرين ..طب اتحققت...طب وبعدين..؟! ايه اللي بعد كده... الكنيسه عاوزه تقول لنا لا.. ارفعوا عينكم لفوق خلي بالك.. لازم تركز على ثلاثه اشياء مهمين جدا صوم وصلاه وصدقه.. الكنيسه النهارده بتقولك خذ الثلاث اسلحه دول عيش بيهم ...صوم عشان خاطر تقمع الجسد ...لازم.. صوم عشآن لازم تقول لجسدك لا...صوم عشان خاطر لازم تختبر حاجتين... تختبر خبره الجوع.. عشان كده في الصوم الكبير الكنيسه تكسر من القداسات المتاخرة ..عشان الناس تصوم فترات اطول ...تخيل لما الكنيسة تقولك على ربنا يسوع انه جاع اخيرا... امتى الواحد بيجوع ؟! تصور ان احنا كتير بناكل واحنا مش جعانين... اه ....لو رقبت نفسك كويس هتلاقي نفسك بتاكل وانت مش جعان.... لدرجه ان الاباء القديسين ينصحونا يقولك خلي بالك بلاش يبقى في حاجات كثير بتعملها وانت مش مراقب نفسك فيها.. زي حكايه الاكل دي... لا تاكل الا اذا جعت ولا تتكلم الا اذا سؤلت ولا تنام الا اذا نعست.. عايز يقول لك خليك واعي.. اصلا الحاجات دي ممكن جدا تكون سبب لتقدمك اول تاخرك ..ايه رايك لو تاخذ في الصوم تدريب تقول انا لازم اجوع ...عاوز اجوع.. وايه رايك كل ما تأتى لك فكره ان انت تاكل تقول لها مش دلوقتى..اصل بيبقي في حاجات مرتبطه مش بالاحتياج مرتبطه بالذهن.. هتلاقي حاجات كثير الذهن هو اللي بيلبيها بدون ما يشعر...دى فكره اي عاده رضيقة...اي عاده رضيقه هي حاله من التلبيه الذهنيه لشيء هو مش فى احتياج في لة فى الحقيقه.. يعني الجماعه اللي بيدمنوا ولة اللي بيشربوا سجائر هى تلبية ذهنية لشئ هى مش فى احتياج. بس تعود عليها..اية رايك لو ناخد بالنا ان احنا فى الصوم محتاجين نتعود..ع الجوع...نتعود نقول لاجسدنا لا... نتعود نقول لاجساد لما يجوع مش دلوقتى....لما اقول له مش دلوقتى..ابتدى يحصل حاجه في التكوين النفسي للانسان وفي التكوين الذهني للانسان ان تنتقل الامر من الاحتياج بحسب العادة الى الانسان بحسب الاراده...ان ينتقل فعل الإنسان من حاله اللاوعي الى الوعى ....لان الانسان بيلبي احتياجات كثير بلا وعى.... اذا عاوزين ناخذ تدريب ان انا اجوع في الصوم اوصل لحاله الجوع طب لما تيجى تاكل تاكل ماتحتاج وليس ما تشتهي.... القديسين يقوللنا كده.. عود نفسك ان تأكل ما تحتاج وليس ما تشتهي.. وصدقوني لو فكرنا شويه في الفرق بين ما نحتاج وبين مانشتهي هنلاحظ فرء كبير جدا يصل تقريبا الى ما ناكله خمس اضعاف ما نحتاج... في الصوم في تغيير في المفاهيم لابد ان ربنا يعطينا كدة انا اقول لربنا عاوز اتغير مش عاوز افضل زي ما انا انسان ترابي انسان جسدانى اانسان باصص لتحت باصص للارض باصص لنفسي كل اهتماماتي أرضية. لا.... الصوم ده فرصه.. الكنيسة عندما تكون كلها صائمه.. بنساك البريه بالاطفال بالشيوخ بالعجائز...بتبقى في قوة دفع جماعيه هو ده اللي احنا بندخلوا فى فترة الصوم الكبير.. عارف انت لما بتكون ماشي وسط مجموعه كبيره وكلهم متكدسين في بعض وبيمشوا ...تحس ان انت ممكن تكون ماشى لوحدك كده....ادي فتره الصوم الكبير انت بتتزء .كلنا مزئوئين ببعض ...بقوه القائد اللي قدامنا اللى هو مين ... ربنا يسوع المسيح نفسه صايم ...عشان كده احنا نقول ربنا يسوع المسيح صام عنا ...فاحنا صائمين معاة وجواة... احنا حته من جسمه ..احنا خليه جوه جسمه فلما الخليه جوه جسمه..و جسمه صايم يبقى انا اصوم معاة...عشان كده الشخص الذى لم يصوم في فتره الصوم هو تلقائيا اخرج نفسه خارج الجسد..عشان كده الكنيسه تقول اللى مش صايم مايتنولش... ليه..؟ اصل هو تلقائيا اخرج نفسه بره الجسد... الجسد كلة صايم طالما حته جوه الجسم مش صايمه يبقى كده ايه خرجت بره جسمي..الحالة الوحيده اللي يستثنى فيها ان تكون الكنيسه اعطتة اذن ..يكون عنده ظروف معينه.. ياخذ اذن من الكنيسه...فيدخل جوه الجسم الصائم .دة تغيير في المفاهيم.. تغيير في المفاهيم ان لابد ان يكون لنا في الصوم اهداف روحيه... يا رب علمني اغلب جسدى يا رب علمني الانتظام ع الصلاه... يا رب علمني ان انا اقفل الموبايل بتاعي ولا واجعله بعيد عني ميعطلنيش عن الصلاه..علمني ....علمني اقعد معاك اكثر ما اقعد مع الناس.. علمني اعطيك اكثر ما بعطى لنفسي ...علمني ان انا اققل من احتياجات واعطيك انت... علمني ان انا ارتبطت بالسما اكثر من الارض... علمني ان انا ارتبطت بك اكثر من نفسي... علمني ان انا سلك بالروح اكثر ما بسلك بالجسد ... هو ده الصوم... عشان كده تقرا في العهد القديم فى سفر اشعياء والعهد القديم فى سفر زكريا ان ربنا وجد الناس بتصوم ..لكن قال لهم هل هذا الصوم ترضى بية نفسي؟! لو انت بتظلم غيرك ولو انت سالك بحسب عوائد العالم يبقى ده صوم ...مش ده الصوم اللي انا عاوزه... عشان كده في سفر يوئيل يقول قدسوا صوما نادوا باعتكاف...مزقوا قلوبكم لا ثيابكم يعني الموضوع مش حسب الشكل مش واحد لابس وبيقول انا بمزق الثوب بتاعى...لا سيب الثوب بتاعك زي ما هو بس انا عاوزك بدل ماتمزق الثياب تمزق قلوبكم اكثر فتره نطلب فيها الرحمه .أكتر فتره الكنيسة تطلب نعمل فيها مطانيات ..اكثر فتره الكنيسه تصلي فيها الاجبية كلها هي فتره الصوم الكبير بيقولوا عليها الاباء سترت غازين السنه الروحيه بيقولوا عليها الاباء انها فتره السنه الروحيه..ربيع السنة..الإنسان اللي عايز يتوب بتبقى فتره الصوم فتره شهوه عنده لانها بتتحول في الانسان الروحي من شهوه الطعام لشهوه الصوم و من شهوه الجسد لشهوه الروح ..من شهوه الزمن لشهوه الابديه ...هي دي الفتره اللي احنا مقبلين عليها الكنيسه بتجهزلنا لنا فيها زي ما قال في سفر صفنيا مائده سمائن الكنيسه هتطلع لك فصل الابن الضال وبعدين فصل السامريه وبعدين فصل المخلع وبعدين فصل المولود اعمي وكانها بتقول لنا ها....!! اتحركتم مع الناس دول ولا لسه؟؟ اخذتم نصيبكم من معامله المسيح معاهم ولة لا؟! اتفكيتم..اتحررتم ..ابصرتم..اتغيرتم...هى دى فتره الصوم.... عشان كده احبائي ..مقبلين على الصوم واحنا بنقول له يا رب.. ما تخليش الايام دي تفوت بسرعه وما تخليهاش تفوت من غير فائده وما تخليهاش تفوت وانا زى ماانا فى كسلى وإهمالى والتراخى اللى فيا .. ونفس العادات و اتفرج على التلفزيون واتكلم مع مين و اتكلم في التليفون لا لا لا... ابتدي يكون في تغيير في السلوكيات زي تقليل الكلام..قلل الاكل جدا وقلل الكلام جدا اعتبرهم كده سلاحان ...وقللوا استخدام التليفونات اعتبر دول ثلاث تداريب .. ليه ؟! لاجل ان تتفرغ للانجيل والصلاه ..انجيلك جنبك والاجبية جنبك ...يلا أفرح اسبوع اسبوعين هتلاقي فيه نعمه.. في فرحه اسبوع اسبوعين هتلاقي رغبه الكلام عندك قلت .. ورغبه الاكل عندك قلت ورغبه الانشغال بامور اخرى قلت ...لان الله هيلهيق بفرح قلبك.... هتلاقي نفسك الاحاديث تقيله مش عاوز تكتر مع حد فى اى كلام..قافل الكلام.خالص ..مافيش وقت.. ربنا عاوزنا احبائي نتمتع بية واعطانا اسرار واعطانا كلمته واعطانا اصوام..اصل ارادتة لينا قداسه... اصل هو ما قلناش نكون قديسين وسايبنا لا ....قال لنا ازاي نكون قديسين تخيل بقى لما يكون جعلنا ازاى قديسين وسايبين الطريقه... طب هتيجي ازاي.... واحنا قاعدين النهارده كده احبائي لازم قلبنا يبقى مليان بالاشتياق.. ان الايام القادمة دي تبقى ايام الواحد ماسك فى اليوم عاوز ياخذ النصيب بتاعه منه.. عاوز ياخذ قوته.. متنقلش لليوم اللي بعده الا لما اكون فهمتة...لما اقولك قلل الكلام وقلل الاكل اقول لك اقرا بقى النبوات بتاعت كل يوم ...شوف الكنيسه عاوزه تقول ايه... يا سلام بقى لما ربنا يعطيك عين مفتوحه وتفهم ليه النهارده جابت نبوه من سفر التثنيه.. ليه النهارده ااكنيسه جابت نبوه من ارميا..لية الكنيسة النهارده جابت نبوه من تكوين ..ليه....تلاقي ربنا فتح بصيرتك....هتلاقى فى ربط بين النبوات وبين الاسبوع بس الكلام ده عاوز واحد بيقول له يا رب اكشف عينيا لأرى عجائب. في شريعتك..... اقولة يا رب انا عاوزك تفهمني و تكلمني و عاوز اشبع بيك واشبع بالكنيسه ..تبص تلاقي القراءات والتناول والانجيل مشبعينك والانجيل و الكنيسه مفرحاك وكل اسبوع الكنيسه بتكون فيها ...كل احد قراءة معينه بتبقى مشغول به ...والامر بيكون في نفع وتغيير لينا ...هو دة فتره الصوم و اللي في ضمير الكنيسه لنا من فتره الصوم ان احنا ما نفضلش زي ما احنا ان يكون في فعلا تقديس بالصوم وفي بركه في الصوم وفي تغيير في الصوم ده يلا نحط في قلبنا ونقول له يا رب انت اللي تغيرني انا مش عارف... لكن انت اعطتنى فرصه....اعتبر اننا تعبانين كلنا وروحنا للدكتور... والدكتور كتب لنا في الروشته صوم... قال لك انت عندك دهون كثير والكولسترول كثير ضغطك عالي انت لازم تمنع اكل .. كذا ولا كذا ولا كذا لما بتكون الحاله بتاعتنا خطيره واول ما يتقلنا كده نقول له ايه ...حاضر ...إحنا الحاله الروحيه بتاعتنا خطيره ؟لان الاهمال عندنا ذاد والكسل ذاد وكسر الوصية ذاد ...و الحاله فيها مرض شديد...على رأى اشعياء النبي.. من اسفل القدم الى الراس مريض....جرحا واحباط وضربة طرية لم تعصر ولم تعصب ولم تلين بزيت ... عارف انت لما يكون في جرح طرى ومليان صديد ..لم تعصر يعني مااخرجناش الصديد...لم تلين بزيت.. فاحنا الحال بتاعنا كده.. عندنا جرح شديد وأصبح خطر على الجسم كله... طب المفروض نعمل ايه . الدكتور قال لك الجرح لازم يتفضى...ولازم يتقضى ويتنقى ولازم يطهر و لازم يتربط ولازم تاخذ مضاد حيوي ولازم تاخد كذا و تعمل كذا ..ادى الكنيسه قالت لنا على الدواء ..الكنيسه بتقول لنا انتم محتاجين نصوم بس مش مجرد تغيير الاكل.. صوموا..صلوا اكثر اصنعوا صدقات اكثر اتكلموا معايا اكثر... اسمعوني اكثر.. هتتغيروا...ولينا ضمان في الكتاب المقدس..ان السامريه اتغيرت والابن الضال رجع والمولود اعمي فتح والمخلع اتحرك لينا ضمان ..فالكنيسه بتعطينا ضمانات التغيير ربنا يعطينا احبائي في هذه الايام المقدسه تغيير في هذه الرحله ان يكون لنا انسان بحسب الروح انسان يسلق باهتمامات السماء.. انسان يسلك باهتمامات الحياه الابديه.. يتمم نقائصنا يسندك كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد الى الابد امين ...

يوم الكفارة

عيد الكفارة 1- مقدمة أ - الاسم الكتابى للعيد هو " يوم كيبور " ب - والمعنى الحرفى هو : يوم الستر والتكفير ج - وقد وضع الله يوم الكفارة ( 10 تشرين ) بين عيد الابواق ( أول تشرين وعيد المظال ( 15 تشرين ). د - عيد الابواق : زمن التوبة الكفارة : كفارة الدم لغفران الخطايا المظال : الفرح بسكنى الله بين شعبه وكأن الله يقول لشعبه أن من يريد أن يتمتع بغفران خطاياه بكفارة الدم عليه أن يستعد ويجهز نفسه بالتوبة فيسكن الله فيه فيحيا حياة الفرح الحقيقى . ه- كان لهذا العيد اهميته الخاصة عند اليهود وله طقسه الفريد والذى يقدم لنا مفاهيم رائعة عن ذبيحة السيد المسيح ،وعملها الكفارى كما يكشف لنا ذلك بصورة جلية ورائعة معلنا القديس بولس فى الاصحاح التاسع من رسالته للعبرانيين إذ تعتبر هذه الرسالة من أكثر الرسائل التى تصور تتميم السيد المسيح يوم الكفارة فهى مليئة بفيضان من التفاصيل لتشرح كيف تحقق نظام ذبائح العهد القديم فى الرب يسوع . 2- علاقة وارتباط عيد الكفارة بعيد المظال : إذا عرفنا أن عيد المظال قد صار فيما بعد رمزاً لضم الأمم للعضوية فى الكنيسة المقدسة يكون يوم الكفارة (الصليب ) هو الطريق الذى تم فيه هذا العمل العظيم . 3- غاية العيد : فى هذا اليوم تغفر الخطايا ويستر على الإنسان بالدم الثمين فيكفر رئيس الكهنة عن نفسه وعن الكهنة وعن كل الجماعة تكفيراً عاما وجماعيا ، كما يقول فى سفر اللاويين : ويكفر الكاهن الذى يمسحه ويكفر عن مقدس القدس وعن خيمة الاجتماع والمذبح يكفر وعن الكهنة وكل شعب الجماعة يكفر وتكون هذه لكم فريضة دهرية للتكفير عن بنى إسرائيل من جميع خطاياهم مرة فى السنة ( لا 32:13 , 34). 4- يوم الكفارة كرمز ليوم الجمعة العظيمة : من خلال الاستعداد لهذا اليوم كان على بنى إسرائيل أن يصوموا ذلك اليوم من المساء إلى المساء أى من الغروب إلى الغروب كان عليهم أن يمتنعوا عن الطعام والشرب والاغتسال ودهن الرأس ولبس الاحذية والعلاقات الزوجية إذ يقول "وكل نفس لا تنقطع فيه للعبادة والتذلل والصوم تقطع من الشعب وكل نفس تعمل عملاً تباد تلك النفس" ( لا 29:23, 30).وكل من أكل أو شرب سهواً يقدم عن نفسه ذبيحة خطية أمامية فعل ذلك عمداً فأنه يقطع من الشعب ..من هذا كله يتضح أن يوم الكفارة يرمز بقوة ليوم الجمعة الكبيرة عندنا الذى نقيم فيه ذكر آلالم السيد المسيح وصلبه حيث تفرض فيه الكنيسة على ابنائها الصوم والتقشف الشديدين لأنه يوم الكفارة الحقيقى . 5- طقس يوم الكفارة كظل لعمل السيد المسيح الذى شق حجاب الهيكل : من خلال الاستعدادات اللازمة لرئيس الكهنة ليدخل باسم الجماعة كلها إلى قدس الاقداس مرة واحدة يتضح لنا أنه لم يكن ممكنا حتى لرئيس الكهنة أن يدخل قدس الاقداس ليقف أمام غطاء تابوت العهد فى اى وقت حيث يتراءى الله هناك إذ يقول " وقال الرب لموسى : كلم هرون اخاك ان لا يدخل كل وقت إلى القدس داخل الحجاب أمام الغطاء الذى على التابوت لئلا يموت ، لأنى فى السحاب أتراءى على الغطاء " (لا 2:16). فرئيس الكهنة يدخل مرة واحدة فقط كل سنة بعد ممارسة طقس طويل ودقيق واستعدادات ضخمة حتى لا يحسب مقتحما للموضع الالهى ويموت .. هذا العجز يمثل ثمرة طبيعية لفسادنا البشرى الذى اعاقنا عن اللقاء مع القدوس وكما يوضح ذلك القديس بولس معلنا الروح القدس بهذا أن طريق الاقداس لم يظهر بعد (عب 8:9).فكان لابد من تغيير جذرى فى طبيعتنا الفاسدة حتى نقدر خلال الدم الثمين أن نخترق الحجاب الذى انشق بالصليب وتدخل إلى الاقداس الإلهية وننعم بمعاينة المجد الإلهى والاتحاد مع الله . هذا هو ما تحقق بالمسيح يسوع ربنا رئيس الكهنة الاعظم الذى دخل بنا إلى مقدسه السماوى ، قدس الاقداس الحقيقى .بهذا يتضح جليا أن طقس يوم الكفارة بكل دقائقه أنما هو ظل لعمل السيد المسيح الذى شق حجاب الهيكل ونزع عداوة بين السماء والارض وصالحنا مع ابيه القدس . 6- اشتياق الشعب لهذه اللحظات : كان الشعب كله يشتاق إلى هذه اللحظات التى يدخل فيها رئيس الكهنة إلى قدس الاقداس لمعاينة مجد الله فوق غطاء التابوت وكأن الكل قد تمتع بما يناله رئيس الكهنة خلال هذه اللحظات هكذا نحن أيضا إذ شق رئيس كهنتنا المصلوب حجاب الهيكل بالصليب وهب لنا فيه لا أن ندخل قدس اقداس فى اورشليم الأرضية وإنما إلى السموات عينها لنتمتع بجسد الرب نفسه ودمه حياة ابدية . كان رئيس الكهنة محتاجا إلى دم آخر يشفع فيه وفى أخوته الكهنة وبنيه حتى يقدر أن يدخل قدس الاقداس أما ربنا يسوع المسيح فقدم دمه هو عنا إذ لم يكن محتاجا إلى تكفير . 7- خدمة وذبائح ذلك اليوم : يقوم رئيس الكهنة بأربع خدمات : 1- خدمة الصباح اليومية والدائمة على مدار السنة . 2- ذبائح العيد الخاصة بهذا اليوم . 3- خدمة تقديم الذبائح الإضافية المقررة لهذا اليوم .4- خدمات المساء اليومية والدائمة وهى تماثل خدمة الصباح 8- طقوس يوم الكفارة : ذبائح العيد الخاصة بهذا اليوم تتألف من : ثور ابن بقر كذبيحة خطية عن رئيس الكهنة وبنيه واولاد هرون ، وذبيحة خطية أخرى عن الشعب عبارة عن تيسين احدهما يذبح ويرش دمه حسب الطقس بينما يرسل الآخر إلى البرية حاملاً خطايا بنى اسرائيل واثامهم . يضع رئيس الكهنة كلتا يديه على رأس الثور ويعترف بخطاياه وخطايا الكهنة من خلال صلوات خاصة وطقس خاص ويأخذ من دم ثور الخطية وينضح باصبعه على وجه الغطاء إلى الشرق وقدام الغطاء ، ينضح سبع مرات من الدم باصبعه وبهذه الذبيحة يكون قد كفر عن نفسه وعن بنيه .. ثم يقدم التيسين وتقام عليهما القرعة لكى يميز التيس الذى ليهوى فيقدم كذبيحة خطية للتكفير عن الشعب ويفعل بدمه كما فعل بدم ثور الخطية . أما التيس الذى خرجت عليه القرعة لعزازيل فيطلق إلى البرية ( لا5:16-16) كلمة عزازيل : هناك مجادلات كثيرة بين علماء اليهود حول المعنى الحقيقى لكلمة عزازيل فمنهم من قال أنه الاسم الذى اعطى للتيس أو هو اسم البرية أو هو رئيس الارواح الشريرة إلا أن اغلب علماء اليهود المعتدلين قالوا : إن جذور كلمة عزازيل وتحتوى على فكرة " النقل أو التحويل أو النفى " فاسم عزازيل وارساله للبرية هى لتعليم شعب إسرائيل أن خطاياهم قد نقلت وتم نسيانها أيضا . 9- ذبيحة التيسين وتحقيقها فى السيد المسيح : لقد حقق السيد المسيح فى نفسه ذبيحة التيسين : فبموت السيد المسيح على الصليب دفع ثمن خطايانا ( كمثال التيس الذى ذبح (، وهو أيضا ينقل ويبعد خطايانا إذ اخذها لنفسه وحملها عنا ) كمثال تيس عزازيل ( كما شهد القديس يوحنا المعمدان : هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم . إذ ليس هو فقط الحمل المذبوح الذى يحمينا من غضب الآب وليس فقط الحمل الذى يساق إلى الذبح( أش 53 ) ولكن ايضا عزازيل الذى ينقل عنا خطايانا ( لا16) وكما كان عزازيل يوقف مواجها للشعب الحاضر فى الهيكل منتظراً خطاياهم توضع عليه ليحملها إلى القفر هكذا ايضا أوقف بيلاطس السيد المسيح أمام الشعب منتظراً حمل خطاياهم ليرفعها عنهم . وكما كان رئيس الكهنة يربط قطعة من قماش قرمزى حول قرن تيس عزازيل هكذا البسوا السيد المسيح رداءاً قرمزيا ) مت 28:27)يتم هذا التكفير فى الوقت الذى ينتظر فيه الكهنة مع الشعب فى الدار الخارجية بينما يقوم رئيس الكهنة بالعمل فى قدس الاقداس والقدس بمفرده إشارة إلى السيد المسيح الذى وحده دخل إلى الاقداس السماوية بدمه لتقدسينا كما يقول القديس بولس : لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاه وصار أعلى من السموات (عب 26:7) وفى قوله : لا يكن إنسان فى خيمة الاجتماع من دخوله للتكفير فى القدس إلى خروجه ( لا 17:16) يعلن أنه لا يستطيع أحد من البشر أن يقوم بدور الكفارة أنما الحاجة إلى رئيس الكهنة الفريد ربنا يسوع المسيح . 10- تيس عزازيل يأخذه إلى البرية إنسان غريب : يقول التقليد اليهودى أن تيس عزازيل ( التيس الحامل للخطايا ) يأخذه الكهنة ويخرجون به حيث ينتظره إنسان لكى يخرج به إلى القفر وهذا الإنسان يكون غريبا وليس إسرائيليا وكان هذا رمزاً للسيد المسيح الذى اسلمه بنى إسرائيل إلى أيد الامم . كان لحم ثور الخطية وتيس الخطية وجلدهما مع فرشهما يخرج خارجا ويحرق بالنار ( لا 27:16 ) وهذا ما تم تحقيقه فى السيد المسيح الذى قدم ذاته عنا ذبيحة خطية خارج أورشليم . 11- رئيس الكهنة يعترف بخطايا الشعب على تيس عزازيل : كان تيس عزازيل الذى يطلق إلى البرية هو ذبيحة الخطية الوحيدة الحقيقية بالنسبة لبنى إسرائيل إذ كان يعترف رئيس الكهنة بخطايا الشعب عليه وليس على تيس الرب الذى ذبح ..والمعنى الوحيد لهذا هو انه ولو أن الذنوب المعترف بها أنتقلت من الناس إلى رأس التيس كالبديل الرمزى لكن التيس لم يذبح بل ارسل بعيداً إلى القفر هكذا فى ظل العهد القديم كانت الخطية لا تمحى حقيقة لكنها ابعدت عن الناس وحفظت حتى جاء المسيح لكى يحملها بل ويمحوها ويطهر منها بدمه ، فيكون ما فعله العهد القديم كان من قبيل الاعداد المؤقت فى زمان الاصلاح ، حينئذ تكون المغفرة نهائية . 12 - الكفارة فريضة دهرية : كان يوم الكفارة يتكرر سنويا وفى هذا دليل على أن مشكلة الخطية كانت ولا تزال قائمة والسبب فى ذلك يوضحه القديس بولس :" لأنه لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع الخطايا "( عب 4:10 ) ولكن هذه الذبائح كانت ترمز إلى ذبيحة المسيح الواحدة التى كان فيها الحل النهائى للمشكلة وهى التكفير الكامل عن خطية الإنسان . وفى ملء الزمان جاء المسيح " ليبطل الخطية بذبيحة نفسه " ( عب 26:9 ) ولكى يصبح المؤمنون " مقدسين بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة " (عب 10:10 ) ، وأنه " بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الاقداس فوجد فداء ابديا " ( عب 12:9) 13- بركات الكفارة كانت تشمل الجميع : كانت بركات الكفارة لا تقتصر على اليهود وحدهم بل كانت تشمل الغريب أيضا والنازل فى وسطهم ( لا 29:16 ) أن يوم الكفارة أنما يشير إلى ذبيحة المسيح وعمله الفدائى وبركات ذبيحة المسيح إلى كل وعلى كل اللذين يؤمنون لأنه لا فرق .......( رو22:3- 25) أن كفارة المسيح هى للخليقة كلها إذ يقول : " يصالح به الكل لنفسه عاملاً الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما على الارض أم ما فى السموات " ( كو20:1)

قد أقترب ملكوت السموات

بأسم الاب والابن والروح القدس الاله واحد امين.. فلتحل علينا نعمته ورحمه وبركاته الان وكل اوان الى دهر الدهور كلها امين ..الكنيسه النهارده احبائي بتقرا علينا فصل من بشاره معلمنا لوقا....لما يقول ثم عَين الرب 70 اخرين وارسلهم اثنين اثنين.. هنتكلم في نقطه واحده بس ..انت يا رب يسوع المسيح لما ارسلت رسلك عشان يكرزوا..قولت لهم يقولوا ايه؟ قولتلهم يقولوا حاجه واحده بس ... انه قد اقترب ملكوت السماوات تخيل انت كده يروحوا اي قريه اي مدينه يتكلموا مع اى شخص...يقولوا اقترب ملكوت السماوات.. في الحقيقه اقتراب ملكوت السماوات فيها ملخص لكل الوصايا المسيحيه اكثر حاجه تخلي لنا اشتياق لحياة مع ربنا جميله اقتراب ملكوت السماوات ...واكثر حاجه تطفي فينا حضور الله ومخافه الله وحفظ الوصايا وتطفي فينا محبه الصوم ومحبه الصلاه ان احنا لم نشعر بملكوت الله نشعر ان حاجه بعيده جدا حاجه مش فى اهتمامنا طب عاوز تبدل الامر ده خليك دايما تفكر في ملكوت السماوات احنا كل يوم واحنا بنصلي نقول ياتي ملكوتا دي شهوه عبيد الله الحقيقيه ان اقترب ملكوت السماوات لما واحد يحس ان الملكوت السموات اقترب يعمل ايه؟ تلاقي عنده استعداد وعنده اشتياق ومحبه صلاه محبه غفران ومحبه ترك ..عندة عدم محبه العالم ... لمجرد ان عندك اقترب ملكوت السماوات وده سؤال كل واحد فينا بيساله شعوري وشعورك باقتراب ملكوت السماوات قد ايه ؟ على قد الشعور ده على قد مقياس حياتك مع ربنا كل ما حسيت ان الملكوت قريب كل ما حسيت ان حياتك مع ربنا جيده كل ما حسيت ان ملكوت الله بعيد كل ما تعرف ان حياتك مع ربنا مريضه وحياتك مع باردة وحياتك مع ربنا ما لهاش هدف ..يلا كده كلنا نراجع نفسنا .. كأن الاباء الرسل جايين يبشرونا من جديد ويقولوا لنا ايه يا جماعه خلي بالكم قد اقترب ملكوت السماوات ليه بتتخانقوا ليه بتفقدوا سلامكم ليه عينيكم على الارض ليه ما عندكمش محبه وعندكم غيره ليه مش مَسلمين اموركم لربنا.. ليه ليه ليه ليه... اقول لك عشان فكره اقتراب ملكوت السماوات بعيده عنك...قرب شويه لحقيقه الملكوت ...واحنا بنصلي القداس اهدينا يا رب الى ملكوتك... واحنا بنصلي ابانا الذي بنقول ياتي ملكوتك واحنا بنقول قانون الايمان نقول وننتظر قيامه الاموات وحياه الدهر الاتي امين.. نصلي صلاه النوم نقول له هو ده انا عتيد ان اقف امام الديان العادل الان يا سيد تطلق عبدك بسلام حسب قولك واحد نفسه ينتلق من الحياه دي.. ليه ؟ لانه اقترب ملكوت السماوات شعور اقتراب ملكوت السماوات ده احبائي شعور بيجي للانسان اللي فعلا بيحب ربنا من قلبه ..واللى عينه ع المكافاه.. اكرزوا وقولوا قد اقترب ملكوت السماوات...كتير ناس بتستخف بهذا الامر ياما ناس بتعتبر ان الكلام ده وهم ياما ناس بتعتبر ان الكلام ده بعيد قوي قوي... اقول لك لا.. الانسان القريب من ربنا يحس ان الملكوت قريب قوي قوي يحس ان الملكوت يبقى النهارده ده مش بس النهارده لا ممكن يبقى دلوقتي ناخذ تدريب بسيط وكأن الرسل جايين كل يوم بيكرزونا من جديد ويقولوا يا جماعه قد اقترب ملكوت السماوات..وعندما اشعر ان اقترب ملكوت السماوات حاجات كثير تتبدل جواك..حاجات كثير تتولد جواك..وحاجات كتير تموت جواك...ربنا يثبت فينا حقيقة اقتراب مجيئة لالهنا المجد الى الابد امين....

الطريق والحق والحياة الاحد الخامس من الخماسين المقدسة

الطريق والحق والحياة بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمه وبركته الان وكل اوان وضالى دهر الدهور كلها امين.. النهارده الاحد الخامس من الخماسين المقدسه و ان شاء الله يوم الخميس القادم عيد الصعود..غاية التجسد وغاية العمل الالهي ان نرجع مره اخرى الى الفردوس الذي قد طردناا منه...غاية العمل الالهي ..غاية التدبير الالهي غايه التجسد غايه الصليب ان نرجع مره اخرى الى الفردوس الذي قدر طردنا منه.. الكنيسه تحتفل الخميس الجاي بالصعود معناها ان ربنا اكمل التدبير و تدبير الخلاص وماسك ايدينا و بياخدنا ويرجعنا ثاني للفردوس اللي احنا طردنا منه ..عشان كده هتلاقي الانجيل لا تضرب قلوبكم انتم تؤمنون بالله فامنوا به..إن منازل فى بيت ابي كثيرا ..انا عندي مكاان كبيير وواسع.وان انطلقت واعدت لكم مكانا سوف اجي ايضا واخذكم اليا... لتكونوا انتم حيث اكون انا ..انا ما ينفعش اكون موجود في مكان انتم مش في انتم ولادي وان كنتم عصيت الوصيه وان كنتم اطرتم فانا مش هسكت...وماسكتش... عشان كده نقول ..سقطنا من الحياه الابديه ونوفينا من فردوس النعيم ..طب اللي بعدها ايه.. لم تتركنا عنك ايضا الي الانقضاء.. مسبتناش مش طردنا وقال يلا خلاص يستاهلوا ماسمعوش الكلام اطلعوا بره لا ...ظل يدبر طريق يرجعنا بيه ثاني كان ايه الطريق اللي يرجع نادي ثاني.. ان هو نفسه يجيء.. هو نفسه يفدينا هو نفسه ياخذ على نفسه حكم الموت فى نفسة..ويعطينا احنا الحياه ويرجعنا مرة تانى للفردوس.. دة غايه عمل ربنا معانا... لانه هو الفردوس من اجلنا ما ينفعش هو يبقى في الفردوس من غيرنا ..قال كده ما ينفعش.. ايضا اخذكم اليا لتكونوا انتم حيث اكون انا...انا عاوزك تتخيل معي..رجل عمل قصر جميل قوي شيك خالص...وظل يعمل فى جناين وفواكه وحمام سباحه ..واماكن ترفيهية.. ايه رايك في القصر الجميل ده لما يقعد في لوحده ...يبقى مالوش قيمه ..لكن قيمتة ايه لما يكون معاة اولاده احفاده.. يكون مع حبايبه..وكل ماينظر اليهم مستمتعين كل ما المتعه تدخل جواها.. هو ربنا يسوع عاوز كدة..عاوزنا نكون معه.. حيث اكون انا تكونوا انتم ايضا المكان اللى انا اكون فيه.. هتلاقي النهارده البولس.. معلمنا بولس يوضح اكثر في العبرانيين 10.. فاذ لنا الان يا اخواتي ثقه في دخولنا الي الاقداس بدم يسوع المسيح طريق كرزة لنا حديثا حيا بالحجاب الذي هو جسده... ده ايه اللي حصل؟ بقى لينا ثقه بالدخول ده احنا مطرودين..الشخص المطرود من مكان ما ينفعش يدخلوا ثاني.. واحد يتقال له اطلع بره يبقى خجلان او يبقى ليه خذي.. قال لك لا... احنا هندخل بس هندخل بى هو ..ازاى؟؟ بدم يسوع المسيح طريقا كرزة لنا...كرزة يعني خصصوا يعنى دشنوا ..حديثا حيا بالحجاب الذي هو جسده.. يطلق على كلمه الجسد الحجاب هتلاقي الكتاب المقدس يتناول الجسد بكلمات متعدده يعني.. من ضمنها كلمه الحجاب من ضمنها ممكن يقول لك على الجسد الخيمه.. طريق كرزه لنا بجسدة ...تخيل انت كده لما واحد يقول لك لو عاوز تعدي تعدي من عليا انا... انا هعملك نفسى طريق...هو دةو اللي ربنا يسوع عملوا معانا.. اقامنا معه..واجلسنا معه في السماويات..هو لما قام قام لية .. عشان يقومنا ... يقومنا وبس...قالك لا....همسك ايدك واخذك معايا لحد ما ادخلك ثاني... فتح باب الفردوس ورد ابانا ادم وبنية الى الفردوس... تعالوا الي يا مباركي ابي رثوا الملك المعد لكم قبل تاسيس العالم.. عشان كده احبائي الكنيسه الاسبوع ده كله تخليك تكلمك عن حاجتين ..عن الطريق وعن في بيت ابي منازل كثيرة عاوز يقول لك المكان كبير وواسع وياخذ كله ولادي تعالوا... شهوه قلب ربنا يسوع احبائي ان نكون معه تخيل لما واحد من اولاده يكون هو عمل القصر ده وعمل المكان وتعب فى .. ويقول له تعالى ومش بس بيقول له تعالى دة بيوصفلوا كمان المكان اللي هيقعد في ..يقول له معلش انا مش فاضي.. مش هاقدر وده المثل احبائي اللي ذكر في الكتاب المقدس بعدت صيغ عن مثل العرس.. هتلاقي في عرس يتعمل وتلاقي المدعوين ناس تقول معلش احنا آسفين مش هنيجي.. اصل انا متجوز اصل انا عندي ارض.. اعذار كلها ضعيفه.. طب هو عاوز ايه... عاوز الملكوت يبقى مليان باولاده ..إحنا احبائي حياتنا كلها شهوه للملكوت ونقول له اهدينا يا رب الملكوت المكان اللي انت خلصصته لينا يارب دة ..احنا مشتاقين اننا نكون معاك ..لازم ربنا يسوع يعرف ويتاكد ان مش هو بس اللى مشتاق انة يكون معنا.. احنا كمان مشتاقين نكون معاة.. ما يبقاش هو عمل كل ده واحنا بنقول له معلش بعدين مش عايزين طب حسب الظروف لا....... شخص في امريكا في اجراءات ممكن تتعمل عشان ياخذ قرايبه... زي لم شمل ...ولة يعمل دعوة ..المهم كان عاوز ياخذ احد من قرايبة..ظل فى الاجراءات ويدفع كرسوم يعمل مقابلات ويسافر.. ظل كذا سنة يعمل الاجراءات دي ..لحد ما في الاخر بعد ما دفع كثير... وافقوا...فأرسل الموافقة للشخص اللي عاوز يجيبه لامريكا ..الشخص دة باعث له الورقه وباعث لة كمان تذاكر الطيران..للاسف الشخص ده قطع الورق ده.. احنا كده احبائي بالضبط يسوع عمل معانا بكل ما يستطيع ان يفعلون ...اعد لنا الفردوس بقول لكم في بيت ابي منازل ..بقولك لكم تعالوا الفردوس مفتوح المكان بتاعكم انا كتبت لك مكان باسمك ..انتم عارفين احبائي اننا من ساعه المعموديه كل واحد فينا في مكان باسمه في السماء.. موجود..واسمنا مكتوبه في السماء ..المشكله ان احنا نشيل الاسم ..المشكله في احنا اللي بنقطع الدعوه.. ليه احنا مش لسة هناخذ الدعوه. احنا اخذناها علينا ان احنا نحافظ عليها ..احنا مش لسه هناخد الدعوة...هي معنا ...انت معاك في جيبك اخذتها امتى... اخذتها من يوم ما انعم علينا بالميلاد الفوقاني بواسطه الماء والروح ...من يوم المعموديه احنا مش ابناء الارض احنا ابناء السماء.. من يوم المعموديه صار المسيح لنا اب والكنيسه لنا ام... فلنا الحق بالدخول الى بيت ابويا.. الشخص في بيت ابوه ده ما حدش يقول له رايح فين وجاي منين... ده بيت ابويا..هى دى احبائي السماء بالنسبه لنا... عشان كده الكنيسه بقى وهي في نهايه الخماسين. بتقول لنا خلاص المسيح قام اكمل التدبير يلا فاضل الخطوه الاخيره..انة..اخذكم معايا ...تعالوا ..كل شيء قد.اعد ...انا جهزت كل حاجه ..رتبتلكم المكان ..واحنا كمان نقول له ايه.. احنا كمان جايين.. يلا عاوز مننا ايه يقولك مش عاوز منك حاجه.. ولا عاوز فلوس ولا حاجه نا عايز بس قلبك...عاوز اعمال ترضيني بس ..ايه اللي يدخلنا السماء احبائي ايمانا بيسوع المسيح ..عشان كده الاباء يعلمونا ان نقول كثير كلمه ..هي بسيطه بس عاوزك تحفظها . ربي والهي ومخلصي يسوع المسيح ابن الله الحي ...كانت العباره دى هي اللي يختم بها شريط حياته ..لما يهددوا لما يضربوه لما يرغمون ينكر الايمان يقول العباره دي ..وطبعا العباره دي لا تتخيلوا قد ايه بتهيج الشيطان.. ربي والهي ومخلصي يسوع المسيح ابن الله الحي..تصور ان ربنا يسوع المسيح بيقول لك أمن بس انت بيا...وانت متعمد وانت بتتناول الاسرار انت ليك حق دخول السماء... الشيطان بيحاول يهز الحقيقية دي من ذهننا..ومن قلبنا...يقول لك لا انت وحش انت هتروح فين..لا انت ما لكش مكان خالص انت بره...لا انا ابن ومعلمنا بولس الرسول.. يقولك ان كنا ابناء فاننا ورثة ورثة.. لله بالمسيح يسوع ..الاب يورث ابنه ..احنا ورثة شرعين...فرعيين لنا كل حقوق أبناء الله..لو كنا في محكمه يوقف اخوات طالما اثبتنا النسب يبقى ليهم حقق هو كده ..اهو احنا كمان اثبتنا النسب ان احنا متعمدين يبقى احنا ابناء لله.. ابناء لله يبقى احنا ايه بقى ان كنا ابناء فاننا ورثة...طب هو ربنا يسوع المسيح يورثنا ايه يعنى؟ اية الحاجات اللي هيورثهلنا..؟ هقولك لا مش امور مادية..يورثك برة...ياة بر المسيح...أقولك اة ...يعنى البر اللي فينا ده بر....احنا ولا حاجه منعرفش نعمل حاجه احنا جوانا ضعفات وعدم احتمال وعدم غفران و عدم محبه جوانا حاجات كثيره.. اقول لك لا لا انت هتورث المسيح بقى... هتاخذ المسيح.. ان كنا ابناء فاننا ورثة تاخذ من ضمن الميراث اللي تاخذه من المسيح غير برة؟! تاخذ ملكوته ...تاخد مكانه..يلا تعال تعالوا إليا يا مباركي ابي رثوا الملك المعد لكم.. خذوا المكان ده ...قد ايه احبائي ربنا يسوع المسيح شهوه قلبه اننا نكون معة قد ايه تدبير الخلاص ده كله من اجلنا.. تدبير الخلاص ده كله من اجل ان يرانا. اللة مره اخرى معه في الفردوس والصوره اللي تشوهت تجدد والعلاقه اللي تشوهت تتصلح و علاقه الابن بابوه والثقه من الابن لابوه ترجع ثاني ...لان ابونا ادم فقد الثقة وفقد المحبه وتشكك في كلام الله...وعدو الخير نجح لما قال لة لو اكلت من الشجره هتبقي احسن وهتصير معادلا لله... بصينا لقيناة ابتدى يتشكك وعاوز ياكل من الشجره.. احنا احبائي بقى ابناء طاعه مش ابناء عصيان ..احنا ابناء حب مش ابناء شك... عشان كده الملكوت لينا..يقولنا تعالوا في بيت ابي منازل كثيره .عندي اماكن كثير.. الجماعه بتوع اورشليم سكان اورشليم.. كان لما بيجي عيد الفسح كان اورشليم بتساع لكل سكان المناطق اللي حواليها.. عشان كل الناس عاوزه تيجي تقضي العيد في اورشليم.. فكانت اورشليم باسطح المنازل بالاراضي الزراعيه بالساحات بالطرق.. كلها تتملى خيام ..وكلها تتملي اماكن اقامه. وكل مكان المكان قريب من الهيكل...كل ماكان سعرة اغلى ..زي ماناس كده يروحوا مصيف كل ماالمكان قريب للبحر كل ماكان لة قيمة اعلى... كان مكان المكان المكان قريب من الهيكل تبقى قيمته اعلى.. هو بيقول لنا في بيت ابي منازل كثيره..اورشليم دي مليانه اماكن...ممكن تقعد جنب الهيكل..هيبقى مكان مميز. لكن المهم تكون في اورشليم احنا كمان المهم نكون في السماء.. لا هو مجهز لنا مكان ما فيش ولا واحد فينا مالوش مكان..ولا واحد فينا هيروح كده يقولوا مش عارف ااعدك فين ...لا لا ..عند البشر الكلام ده.. لكن عند ربنا..لا ... كل واحد فينا لة مكانه ..هو عمال ياكد علينا دلوقتى..يقولنا انا رايح اقعد لكم مكان..هو المكان مش معد ؟؟لا المكان معد بس هو عاوز يقول من فرحتي بيكم.. انا عاوز اقول لكم قد ايه انا مستنيكم انا متشوق اليكم... ادي احبائي الاحد الخامس في الخماسين ..السابق لعيد الصعود ..اسمة حد الطريق..الحد الاول كان حد الايمان حد توما ..بعد كدةالخبز وبعدين حد المياه ...بعدة حد النور.. النهارده احد الطريق...كل حد بيقول للحد اللى بعده يلا كمل السكة ورايا...ايمان خذ خبز خذ مياة خد نور..يلة أمشى الطريق.. مبروك عليك وصلت لغايه ما تاخذ الاحد السابع تاخذ العطية العظمى اللى هى ايه بقى.... عطيه الروح القدس..احنا احبائي الكنيسه بتجهزلنا بركات وكل عيد فى الكنيسة وكل مناسبه في الكنيسه.. هي من اجلنا..هى من اجل اعدادنا ..هى من اجل نوال بركه خاصه بينا دة العيد فى الكنيسة دة كرامة العيد في الكنيسه..دة قوه العيد فى الكنيسة... ربنا يعطينا احبائي ان نتمسك بامكنا ونسلك فى الطريق ويكون عندنا شهوه الابديه مغروسة فى قلبنا لان هو ده شهوة قلبة..ان نكون معه ربنا يكمل ناقصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد الابد امين.

المسيح في شريعه تطهير الابرص

مرض البرص : هو مرض قديم عاصرته البشرية الخاطئة ، وهو أكثر مرض يصف الخطية وأعراضها وآثارها وتطوراتها علماً بأن هناك أمراضاً أخرى ارتبطت بالخطية إلا أن الله إختار هذا المرض لشناعة مظهره وتأثيره وكان لجو سيناء الحار أثر فى انتشار هذا المرض المعدى بين شعب بنى اسرائيل قديماً لذا أفرد له الكتاب المقدس تفصيلات عديدة في سفر اللاويين اصحاح ۱۳ ، ١٤ ، وكان ذكره على مدار الأسفار الالهية كمرض الخطية لنتعرف أكثر عن البرص أنه مرض ينتقل بالعدوى ولكن بطول الاختلاط والتلامس . والمرض له جانبان : جانب الإصابة الجلدية وهو الطور الأول ، ثم يتطور الى الجانب العصبي .. أى تتطور الإصابة الجلدية بتشوهات فى الجهاز العصبى . والإصابة الجلدية تبدأ فى المناطق الظاهرة في الجسم مثل الجبهة والذقن والأطراف ، وتبدأ ببقع تتحول الى مناطق الألون لها إذ تموت الخلايا الصبغية في هذه المنطقة ، وكذلك يبيض شعر تلك المنطقة .. ثم يتعمق المرض فتتحول البقعة الى نقرة تنتشر الى ما حولها ، ويبدأ الجلد يتشوه ويتكتل فى كتل بين نقر وحفر ويصبح الانسان كريه الشكل ، شنيع المنظر ، مرعب الهيئة .. يتكرر هذا مع الأطراف ، ثم الرقبة ، ثم الصدر .. ويصحب كل ذلك آلام للمريض مع الإصابة بتقيحات مؤلمة مستمرة .. أما التطور العصبي : تتلف الأعصاب المحركة للأعضاء .. وتؤدى الى تشوه الأعضاء والتوائها ووقف حركتها .. فيؤدى هذا كله مع طول المدة الى الموت. - شريعة تطهير الأبرص ترد تفصيلاتها في سفر اللاويين ۱۳ ، ١٤ إذ تحكي لنا شناعة الخطية تلك التى قيل عنها بالروح القدس إنها خاطئة جداً .. مرموزاً لها بمرض البرص الخطير فتخبرنا عن بشاعتها وإنتشارها ونتائجها ومظاهرها وخطورتها . الخطية بحق أخطر من البرص .. أو أى مرض يصيب الجسد . . لأنّها لا تدمر الجسد فقط بل والروح أيضاً .. ولا تؤدي بالإنسان إلى موت الجسد بل إلى موت الروح .. والإنفصال عن الله .. وتذهب بالإنسان إلى الهلاك الأبدي .. ولكن الله الغنى فى الرحمة .. طبيب أنفُسنا وأجسادنا وأرواحنا لم يتركنا تحت سلطان هذا المرض الخطير .. بل قدم وسيلة الشفاء منه .. إنّهُ يُقدّم لنا العلاج الوحيد للخطية في صورة رمزية بديعة في غاية الجمال والدقة . . مُمثلة في عصفورين طاهرين يُذبح أحدهما ويُرش من دمه على الأبرص فيتطهر ثُمَّ يُطلق العصفور الآخر حياً بعد أن يُغمس في دم العصفور المذبوح .. ليطير في السماء وهو يحمل آثار ذبح العصفور الذي مات . إنَّهُما عصفوران يُطهران . . يتكلمان عن أروع وأجمل قصة حب وفداء عرفتها البشرية . . إنهما معاً رمز للمسيح الفادي "الخروف المذبوح " ( رؤ ٥ : ۱۲ ) الذى ذبح على الصليب تاركاً لنا دمة على المذبح ليطهر كل أبرص ٠٠لا بل كل خاطىء ۰۰لا ليغفر لنا خطايانا فقط بل ليعطينا ميراث الحياة الأبدية .. مُمثل في العصفور الآخر الذى يُطلق في السماء .. فنأخذ بالعصفورين ما تقدمه لنا الكنيسة من عريسها فتنقل لنا بركات الموت والقيامة . ." يُعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا ( العصفور الذى مات ) وحياة أبدية لِكُلّ من يتناول منه ( العصفور الذي أطلق ) ". ما بين الخطية والبرص البرص يُشير إلى النجاسة والخطية . . و هو مرض مكروه مؤلم يُميت الأعضاء .. يُصيب الدم . . ويظهر على الجلد . . ويسري في سائر الأعضاء واحداً بعد الآخر .. حتى ينفصل بعضها عن بعض وهو مرض معدي .. كذلك الخطية إذ أن الكتاب يحذرنا من المعاشرات الردية التي تفسد الأخلاق الجيدة أيضا يزداد وينتشر مع مرور الوقت .. كذلك الخطايا سرعان ما تنتشر وتتسلط .. وهو يتلف الأعصاب .. فتفقد الأعصاب حساسيتها .. انها الخطية التى تميت الضمير .. وتفقد الإحساس ليس بالله فقط بل وبالآخرين . فنجد أنه حينما يتمادى الإنسان في إتباع خطاياه .. يفقد الإحساس بارتكاب الخطية ، " الَّذِينَ – إِذْ هُم قَدْ فَقَدوا الجس - أَسْلَمُوا نُفُوسَهُمْ لِلدّعارَةِ لِيَعْمَلُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ فِي الطَّمَع " ( أف ٤ : ١٩ ) إنها علامة أكيدة للبرص .. كما الخطية أيضاً. وأعتبر المُصاب به نجساً وحتى البيت الذى يدخله الأبرص كان يتنجس بكل ما فيه ومن يُخالط أبرص كان يُعتبر نجساً لذا لزم عزل المُصاب به .. وهذا ما تفعله الخطية إذ تحرم الشخص وجوده في الجماعة المقدسة. ليس له دواء أو علاج .. وإلى عصرنا الحالي رغم كُل تقدم في الطب والأدوية ليس له علاج . . ومع استمراره لفترة طويلة يؤدى الى الموت .. انها الخطية التي جلبت على الإنسان حكم الموت والهلاك الأبدى . انه صورة دقيقة للخطية التى ليس لها علاج . . إلا في المسيح يسوع .. وإذ لم يكن لدى الأبرص إمكانية للشفاء يشعر بالحاجة إلى تدخل إلهى للشفاء منه . . لذلك حسب الشفاء منه تطهيراً . . لذا وجدنا في هذا المرض والشفاء منه مجال ثري للتأمل ، فليتنا نثق فيما قاله السيد المسيح أنّ "البُرصُ يُطهَرُون " ( مت ١١ : ٥ ) فنهتف مع الأبرص قائلين " يا سيد ، إن أردتَ تَقْدِر أَنْ تُطهرني " ( مت ۸ : ۱ ) . إستخدم الله البرص أحياناً للتأديب كما فعل مع مريم أخت موسى بسبب كلامها ضد موسى ( عد ۱۲ : ۱ ) ، وأيضاً مع جيحزى حين مال قلبه وراء نعمان السرياني يطلب الفضة والذهب ويكذب على أليشع النبي ( ٢ مل ٥ : ۲۷ ) ، وما أصاب عُزّيا الملك لإعتدائه على وظيفة الكهنوت ( ۲ أى ٢٦ : ١٦ ) فالله يريد أن يعلن بهذا المرض الظاهرى .. مرض داخلي .. جعله مرضاً يخص الروح أكثر مما يخص الجسد . . لذا لزم الشفاء منه بالكاهن لا بالطبيب . انظر إلى هذا التطابق المُذهل بين البرص والخطيئة ، إذاً كُلاً منهما مكروه ونجس يفصل صاحبة عن جماعة الله وكلّم الرب موسى قائلاً . . " أوص بني إسرائيل أن ينفوا مِنَ المَحلَّةِ كُلَّ أبرصَ وَكُلَّ ذي سيل وكُلّ متنجس لميت الذكر والأنثى تَنفُون . إلى خارج المحلة تَنفُونَهُم لِكيلاً يُنجَسُوا محَلاتِهم حيث أنا ساكِن في وسطهم ( عدد ٥ : ١ - ٣ ) . لذلك كان الأبرص يحتاج إلى طقس دقيق وإجراءات دقيقة ومُشدّده حتى يتحقق الكاهن من تطهيره . . ويقدر أن يدخل به إلى الجماعة المُقدّسة من جديد .. فالخطية مهما بدت صغيرة لكنها تحرم الإنسان من عضويته في الجماعة المُقدّسة وعودته تستلزم تكلفة هذهِ مِقدارُها .. قدمها الابن الوحيد لأبيه على الصليب . . ولازال فعل التطهير قائم ويُقدّم لنا على المذبح المُقدّس .. علاجاً للخطايا ..لا للدينونة ولا للوقوع في الدينونة ، ولاخزياً وتبكيتاً لزلاتنا . . ولكن محواً لخطايانا وغفراناً لتكاسلنا ومجداً واكراماً لإسمك القدوس . أعراض المرض إِذا كَانَ إنسان في جلدِ جَسَدِهِ نَاتِي أَوْ قُوبَاء أو لمْعَة تصِيرُ فى جلدِ جسدِهِ ضَرْبَةً بَرَص ٠٠٠ ( لا ۱۳ : ۲). وقد تتساءل وما يفيدنى فى معرفة هذه التفاصيل .. ولكن مع دخولك معنا فى هذه الجولة ستكتشف أنها تشخص حالة تُشبه إلى حد كبير حالتك ... فتدرك مرضك .. وهنا بداية التطهير بحسب قول القديس مار إسحق " أنّ من يعرف مرضه قريب من الشفاء .. ومن يعرف خزيه يعرف كيف يطلب النعمة " الناتي - هو ورم أو إرتفاع أو دمل كان المُصاب يعرض فوراً على هارون الكاهن أو على أحد الكهنة وقد كان للكاهن أن يُشرك معه واحداً أو أكثر من خبراء الشعب فى فحص المصاب ، ولكن الكاهن وحده هو الذى يُصدر الحُكم .. وقد كان المُصاب يعرض على الكاهن في الفترة المحصورة بين الساعة السادسة والساعة التاسعة من النهار ، لكى يكون نور النهار ساطعاً والإصابة اضحة أمام الكاهن . هنا إشارة إلى سر التوبة والإعتراف إذ يتقدم الخاطيء إلى الكاهن مظهراً جراحاته في ضوء شمس المسيح ... فيُساعده الكاهن فى تشخيص مرضه . . بل وأكثر من ذلك لا يتركه إلا مطهراً . فما هو الناتيء إذا ؟ هو صورة لإرتفاع القلب . . أى الكبرياء أصل كُلَّ داء. +أخطر أمراض النفس .. الكبرياء " الناتىء " .. الإرتفاع .. أسقط جبابرة .. أحدر سمائيين . . فلنفحص أنفُسنا .. فلا نستكبر بل نخف" (رو ۲۰:۱۱) إن ناتئ الكبرياء يبعد عن الانسان بركات كثيرة .. ويسلب من النفس أهم مشاعر تحتاجها في علاقتها مع الله .. وهى الإنسحاق والإنكسار .. فتبعد النفس عن النعمة وتنسى الخيرات . + قوباء - وهو قرحة أو جرح قديم مُغطى بقشرة .. و هو مثال للخطية التى تترك جروح في النفس والروح بل والجسد أيضاً . وجروح وقروح قديمة وحديثة سطحية أو غائره .. كما حدثنا عنها سفر الأمثال " طَرَحتْ كثيرِينَ جرحى وَكُلَّ قَتْلَاهَا أقوياء " (أم ٧ : ٢٦ ) وهُنا تُغنَى الكنيسة أنها وجدت الترياق .. ( الدواء ) .. وتقول " أنّ لى ترياق في جلعاد يداوى ابنة شعبي" لذلك سميت الكنيسة بالمستشفى يدخل اليها السقماء ويخرجون أصحاء .. أطلق أشعياء النبى على الخطية انها " جرح وأحباط وضربة طرية لم تعصر ولم تعصب ولم تلين بالزيت " أش ٠٦:١ انها آثار جراحات الخطايا التى كثيراً ما تترك أثراً عميقاً فى النفس مهما مضى عليها الزمان . . يستثمرها العدو لحسابه .. ويحضرها أمامنا باستمرار .. لنقع فى اليأس والفشل .. انها تمثل تذكار الشر الملبس الموت .إنها شراسة العدو في إحداث (قوباء) جروح فى داخل وخارج النفس .. لتصير علامات له داخلنا . . فتزداد سيادته علينا .. فنخاف منه أكثر + اللمعة شئ يبرق .. إنها جاذبية الخطية التي تبدو جميلة لامعة ، إنه خداع اللمعة . . إنها الشجرة الجيدة للأكل والبهجة للعيون.. إنّها أماكن اللهو ذات الأضواء الجذابة .. إنّها جاذبية الغنى والمال .. كم خدعت من نفوس .. ربما لولا لمعة الخطية وبريقها ما سقط الإنسان فيها + إذهب الى الكاهن ( الذى يرمز الى السيد المسيح ) يؤتى به إلى هارون الكاهن ، الأبرص لا يقدر أن يأتى إلى الكاهن مباشرةً بل يؤتى به .. ولعل هذا يُشير إلى دور الكنيسة في إحضار كُل نفس لتتمتع بلقاء رئيس كهنتنا الأعظم ربنا يسوع المسيح عريس الكنيسة ومخلصها .. لأننا لا نستطيع أن نتعرف على المسيح كأفراد منعزلين عن الجماعة + وهنا يخرج الكاهن إليه : بعد أن حملت الكنيسة بالحب والإيمان الأبرص إلى كاهنها السماوي لتطهيره من خطاياه . . فإنَّها لا تقدر أن تدخل بالأبرص إلى المحلة بل يخرج إليه الكاهن ليحمله معه إلى داخل المحلة . والمحلة تعبر عن شركة الجماعة المقدسة . . فالمسيح حمل عارنا وخرج خارج المحلة. تشخيص المرض :. يؤتى به إلى الكاهن ليُشخّص المرض .. ويُقدّم الشفاء .. لا يوجد إنسان مهما كانت حكمته أو خبرته أو رتبته أو ثقافته له الحق في تشخيص حالة مِن وُجد عنده ناتيء أو قوباء أو لمعة .. فليس إلا الكاهن الذي يرمز إلى ربّ المجد يسوع الوحيد الذي يحكم بالبرص . إحذر أن تفحص نفسك خارج المسيح .. فتعرف المرض دون الدواء .. فتزداد يأساً وإحباطاً . . ولكن مبارك الله أبونا الذى يرعانا بِكُل الأدوية المؤدية إلى الحياة . تعلم ألا تقيم نفسك بنفسك .. وألا تقيس نفسك على نفسك . . ولا على الآخرين ورأيهم فيك .. فربما تجد نفسك صحيحاً ام مريضاً . . وفى هذا خطأ . . ليكن لك عشرة مع الطبيب الحقيقى .. وهو يكشف عوار نفسك الداخلية والخارجية .. تعود أن تعرض فكرك أمام الكاهن فى الكنيسة وهو يرى إن كانت أفعالك وأفكارك تتفق مع الأنجيل أم لا .. لأنه مكتوب من فم الكاهن تطلب الشريعة .. فالكاهن له سلطان .. ليس أنه أكثر ذكاءاً أو معرفة عقلية بل هو مستودع لأسرار الله . " يحجز الكَاهِنُ المضْرُوبَ سَبعة أيامٍ ، فَإِنْ رَآهُ الكَاهِنُ فِي اليَومِ السَّابِع وَ إِذا في عَيْنِهِ الضَّرِبَةٌ قَدْ وَقَفَتَ وَلَمْ تَمْتَدَ الضَّرْبةَ في الجِلْدِ يَحْجِزُهُ الكَاهِنُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثانية" ( لا4:15-5) إنّها فترة للتدقيق وعدم التسرع .. فهي دعوة لعدم التسرع في إصدار حكم على أحد لِمُجرد أشياء ظاهرة ، وربما تمثل فترات فى حياة الإنسان الله يتأنى فيها ويُعطى فرصة تلو الأخرى ليُثبت طهارة الإنسان أو يثبت مرضه. فنجد أن قصة تدبير الخلاص في العهد القديم كُلَّهُ ما هى إلا فترات حجز لإظهار آثار الخطايا .. فيظهر زيغان الإنسان وفساده فيها أظهر الإنسان كمال فشله وعجزه الى أن ظَهَرَتْ نِعْمَةُ الله المُخَلَصَةً ( تيطس ۲ : ۱۱ ) ، وفي كل المراحل أظهر الإنسان فساده وشرّه .. والله لازال يهب لطفه وإمهاله فمبارك ذاك الذي أغلق على الجميع في العصيان ليرحم الجميع معاً . ولزيادة التأكيد فى الحكم على الأبرص هناك علامات أخرى لاثبات المرض والتأكد منه .. يتحول الشعر في الضربة الى اللون الأبيض (لا ۳:۱۳) تبيض الشعرة حينما تنبت في خلية ميتة أو ضعيفة فلا تقدر أن تُعطي اللون للشعر ، إنّها من علامات الشيخوخة وزوال قوة الشباب ، بحسب قول الرّبَ " .. رُش عليه الشيب ( الشيخوخة والشعر الأبيض ) وَهُوَ لا يَعْرِف " ( هو ٧ : ٩) ، إذ أن الخطية تزيل القوة والحيوية.. وتُحني النفس وتضعف الروح.. وتُحدث تجاعيد الشيخوخة وهي الطرق الملتوية التي تظهر في سلوك الإنسان. الضربة أعمق من الجلد ( لا ۳:۱۳) عميقة فى الداخل .. في القلب .. القلب الذى تخرج منه أفكار شريرة .. القلب الذى لو ملكت عليه الخطية بحسب قول أرميا النبى يصيرُ "أَخْدَعُ مِنْ كُلَّ شَيءٍ وَهُوَ نَجِيس مَنْ يَعْرِفُهُ " ( أر ۱۷ : ۹ ) ، لذلك حفظ القلب وحراسته من أهم وسائل الشفاء .. لنحصل على قلوب مرشوشة بدم المسيح المطهر مِن كُل أعمال نجاسة. ازدياد الضربة وانتشارها في الجلد ( لا ١٣ : ٨) إنها الخطية التي تبدأ صغيرة .. وسرعان ما تكبر وتنتشر وتتسلّط . . كما قال عنها الرب يسوع أنها كالخميرة .. ( مت ١٦ : ٦ ) فنجد أنّ خميرة صغيرة تُخمر العجين كُلَهُ (١ كو ٥ : ٦) ، "وأما خاطيء واحد فيُفْسِدُ خَيْراً جِزِيلاً " ( جا ۱۸:۹ ) ، إنّها تنتشر أسرع من النار في الهشيم. وجود لحم حي في الضربة علامة أكيدة ( لا ١٠:١٣ ) كيف يكون وجود لحم حي دليل النجاسة .. أنه صورة لإعتقاد الإنسان الخاطيء أنّه لازال فيه شيء صالح ولا يحتاج إلى تطهير .. هذا الشيء الذي يرى أنّه صالح فيهِ يُعيقه عن الشعور أنّه خاطىء ويحتاج إلى تطهير ، ربما هذا يجعلة يستمر في البرص .. إنّها خطية البر الذاتي المختفية داخلنا .. التى تعيق إعترافنا بالخطية حقاً إن البر الذاتى من أخطر الأمراض الروحية التي يصعب تشخيصها .. وتعطل المسيرة الروحية كثيراً فهى تمنع تقديم ذواتنا أمام الله كخطاة ومرضى .. نرجو الشفاء .. فتعطل الصراخ . . وتؤجل الذهاب إلى الطبيب . ضربة في الرأس .. أعمق من الجلد إنها صورة لكبرياء الفكر .. وعداوة سلطان الله ، وتصيب أصحاب العلم والفهم مثل الذي يُنكر وجود الله أو يُقاوم سلطانه . . ولكن مكتوب " سأبيدُ حِكْمَةَ الْحُكَمَاءِ ، وَأَرْفُضْ فهمَ الْفُهَمَاءِ " ( اكو ۱ : ۱۹ ) ، إنها علامة نجدها في كل من يظن أنه غنى وقد إستغنى رؤ ۱۷:۳ + أنظر معي إلى دقة التشخيص .. وإعطاء الفرص للتأكد .. وعلامات التشخيص التي تميل إلى عدم إثبات المرض .. فيُحجز إسبوع لنرى هل إمتد المرض وصار أكثر وضوحاً .. ولزيادة التأكيد يجعل الكاهن على دراية تامة بأعراض الأمراض المشابهه في الأعراض والعلامات .. ويتدخل الله في إظهار المرض للكاهن .. ويُعرَفهُ كيف يُفرَق بين البرص وبين أمراض أخرى مشابهة فى الأعراض مثل ( الدملة ، الحزاز كى النار القرع ، البهق ، الصلع ). حكم الأبرص (لا٤٥:١٣-٤٦) مع انتشار المرض تصاب جميع أعضاء الجسم بتشوهات .. فيصبح المريض شنيع المنظر .. غير مرغوب فيه من المجتمع .. فيلزم عزله تماماً . . لذا نجد أن الله قد وضع حكماً على الأبرص ليطهره من برصه .. ويحمى الجماعة المقدسة منه + نجس ، يُقيم وحده ، خارج المحلة يكونُ مقامة ( لا ۱۳ : ٤٦ ) ، مهما كان حجم المرض يحجز . . وهنا تمثيل لحالة الخاطيء البعيد عن الله .. وتأثير الخطية عليه .. في شقاء وحرمان وتعاسة .. ليطلب بكل شوق وإخلاص العلاج وليسأم المرض .. وتزداد مقاومته له . إنَّها عُزلة تؤدي به إلى الإنسحاق والحُزن على حاله وأنّ خطاياه أدّت به إلى الموت روحياً وأدبياً ، فهو محروم من الشركة المقدسة مع الله ومع جماعة المؤمنين ، فالخطية لا تُورث أصحابها إلا الندم والأسى والحزن ، حقاً إنَّها عار الشعوب . وفى عزل الأبرص نجد حكمة الله الفائقة الذى عزل البشرية لفترة ظهرت فيها أعراض المرض بكافة أنواعها من عصيان وشهوات ونجاسات وإنقسامات حتى تفاقمت جداً .. فعرفت البشرية أنّه ليس من رجاء في طبعها ، فأتى إلينا مغلوباً من محبته ٠٠لا لِيُدين بل لِيُخلص ما قد هلك ... وهنا نجد وصف للأبرص وهو في حالة العزل :- + (۱) تكون الثياب مشقوقة : الثياب رمز للبر والنعمة وشق الثياب دليل نزع البر والنعمة .. فنجد أن الثياب المشقوقة تُحدّثنا عن عار وعُرى الخطية . . وأيضاً تُحدّثنا عن ضرورة فضح المرض وإظهاره . . وليس تغطيته أو إخفاؤه .. العري صورة لعمل إبليس .. اللص المكتوب عنه في مثل السامرى الصالح " وقع بَيْنَ لُصُوصِ فَعَرَوْه وجرحوه (لو30:10) فهو الذي يبغى لنا العار والغرى ..فهل أدركت لماذا تعرى يسوع على الصليب ؟! لكى يستر خزى عرينا ويحمله فى نفسه .. ويكسونا بثوب .بره . . ويحمل في شخصه القدوس كُل أثر لخطايانا وكُلّ عُنف وإنتقام من العدو للإنسان .. تحمله عوضاً عنا (۲) مكشوف الرأس : كانت العمامة شيء هام في ملابس اليهودي ، وهى علامة للكرامة والمجد والزينة ، ولكن الأبرص فقد كرامته وجماله ، والعمامة أيضاً رمز للسلطان والرياسة والحماية ، والخطية تُفقد المركز والسلطان والحماية ، يفقد خوذة الخلاص .. فيكون هدفاً لأفكار العدو بلامقاومة .والرأس هو المسيح .. وحين تكشف تتعرى .. فيتعرى المسيح. (۳) يُغطي شاربة : الشارب رمز للنضج . . للرجولة . . للقوة .. وتغطيته تمثل إهدار الكرامة والرجولة . . وهكذا تنزع الخطية كُل طاقات النفس ، وأيضاً فى تغطية الشارب يُغطى الفم فلا يُسمع له كلام ، ولا يستطيع أن يبارك الله إذ أنه مكتوب ليس الأموات يباركونك يارب ، مالك تتحدث بفرائضى .. وتحمل عهدى على فمك " (مز ١٦:٥٠) (4) ينادى نجس نجس إنه مصدر للمرض .. مصدر للنجاسة .. خطر على الآخرين ، ويؤكّد ويُنادي مرتين متتاليتين " نجس .. نجس تجد كل الكلمات الخارجة من فمه نجاسة . فيتكلم بنجاسات .. وتكرار كلمة نجس نجس تشير الى أن الخطية تنجس كل الكيان ..أنظر كيف يرى الله الإنسان في حال الخطية .. إحذر أن تلقب الخطية إسم آخر لها . . مثل حُريَّة . . مِثل التمتع بالحياة .. مثل طبيعة الإنسان ..مثل ..الخ (٥) يُقيم وحده : يترك أسرته وأصدقائه . . إنّها غزلة الخطية ، إنَّهُ شعور يؤذي مشاعر الإنسان جداً . . لذلك قال الحكيم " وَوَيْلٌ لِمَنْ هُوَ وَحدَهُ " ( جا ٤ : ١٠ ) ٠ ٠ بينما تجد الإنسان في خطاياه دائماً يُريد أن يكون في وسط مجموعات كبيرة . . إلا أنه يشعر بالوحدة والعزلة . إنها الخطية التى تفقد إحساس الدفء والحب وتُقطع الروابط .. والحل في التوحد بالله والإلتصاق به ، ذاك الذي مات وقام " لِيَجْمَعَ أَبْنَاءَ الله المُتَفَرَقِينَ إِلى وَاحِدٍ " (يو ۱۱ : ٥٢ ) .. فهو المُحِب الألزق مِن الأخ .. الحل في الكنيسة التى هى جماعة المؤمنين اللذين الفهم الروح مثل قيثارة . (٦) خارج المحلة : لم يكن للأبرص أن يدخل إلى المكان الذى فيه الهيكل . . بل لابد أن يكون خارج المحلة حتى لا يُنجس المقادس ، الخطية تفصل الإنسان عن الله .. بل وتذهب به بعيداً جداً .. إلى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ ( لو ۱٥ : ۱۳) ۰. وتفصله عن الجماعة المقدسة . . ونجد ان نفس هذا الأمر فعله معلمنا بولس الرسول مع خاطئ كورنثوس إذ أمرهم بعزل الخبيث من وسطهم . + إذا البرص غطّى كُل الجسم يُحسب طاهراً لا ۱۳: ۱۲ إنه أمر عجيب جداً .. إذا إزداد البرص جداً وإزداد إنتشاراً في الجسم كله .. ويتضائل الرجاء في أي شفاء .. فماذا التطهير وفي طقس تطهير الأبرص تجد إجراءات كثيرة للتطهير وبعد التطهير ، لعل الله أراد منها أن يُظهر خطورة الخطية مهما كانت صغيرة .. ( بقعة أو ناتيء أو لمعة (٠٠ إنّها تُذكرنا أنّ الله قدوس لا يُجب أن يتشوه أولاده بخطية واحدة .. ولنتذكر أنّ خطايانا أنزلت الله الكلمة نفسه من السماء .. وكلفته عار وخزى وألم لكى ما يشفينا بجراحاته . وكانت خطوات التطهير تتم على ثلاث مراحل أولاً : عمليات التطهير بعصفوران في اليوم الأول . ثانياً : يُسمح له بالدخول إلى المحلة ولكنّه لا يدخل خيمته لمدة سبعة أيام ثالثاً : عمليات التكفير بتقديم الذبائح المُقرّرة في اليوم الثامن .. وبذلك يكمل تطهيره . . عصفوران " وكلم الرب موسى قائلاً هذه تكون شريعة الأبرص يوم طهره . يؤتى به الى الكاهن . . ويخرج الكاهن الى خارج المحلة" (لا1:14-3) ما أجمل كلمة يؤتى به الى الكاهن" إذ لا يمكن للأبرص أن يعمل عملاً لنفسه . . ولا تمتد يده الى شئ إلا ونجسته . . لذا نجد أن أمر تطهيره أصبح مستحيلاً .. والحل الوحيد أن يؤتى به الى الكاهن .. أي يقدم للطبيب الحقيقي القادر على الشفاء وحده .. الذى يلمسه ولا يتنجس بل يهبه الطهارة يخرج الكاهن الى خارج المحلة .. رمز للسيد المسيح الذى أتى إلينا ليفدينا ويقدسنا يَأْمُرُ الْكَاهِنُ أَنْ يُؤخَذَ للمُتطهّرٍ عَصْفُورانِ حَيَانٍ طَاهِرانِ وَخَشب أرز وقرمز وَزُوفًا وَيَأْمُرُ الْكَاهِنُ أَنْ يُدْبِحَ الْعُصْفُورُ الْوَاحِدُ فِي إِنَاءِ خَزَفٍ عَلَى مَاءٍ حَيّ : أَمَا الْعُصْفُورُ الْحَى فَيَأْخُذُهُ مَعَ خَشب الأرْزِ وَالْقَرِمز والزَّوفًا وَيَغْمِسُهَا مَعَ الْعُصْفُورِ الحي في دم العصفور المذبوح عَلَى الْمَاءِ الحى . وَيَنضحُ عَلَى المُتَطهَرُ مِنَ الْبَرص سبعَ مَرَاتٍ فَيُطَهَرُهُ ثُمَّ يُطلَقُ الْعُصْفُورَ الحَى عَلَى وَجْهِ الصَحْرَاءِ " ( لا ٤:١٤ - ٧) إنها صورة رائعة لعمل المسيح الفائق فى محبته .. هنا يختبر الإنسان بداية الحُرّيّة بعد الشقاء والحبس .. لكي تكون خطوة إلى العودة إلى خيمته ( بيَتهُ ) والإشتراك في الجماعة المقدسة . ويأمر أن يؤخذ للمتطهر عصفوران حیان طاهران عصفوران إِنَّهُما يعملان عملاً واحداً .. إنهما معاً رمز لربنا يسوع المسيح المذبوح القائم في آن واحد اطلاق العصفور الحى .. يغمس في دم العصفور المذبوح على الماء .. ثم يُطلق العصفور الحي على وجه الصحراء .. إنها صورة لقيامة المسيح .. الذى لازال يحمل آثار ذبحه .. آثار الجراحات باقية في الجسد المجيد. في إناء خزفي : العُصفور مكانه السماء ، ولكنّه يُذبح في إناء خزفي ، إنّهُ رمز لجسد ربنا يسوع المسيح الذي أخذه من القديسة العذراء مريم لأجل خلاصنا لكى يفدينا به ، ويُعلَّمنا بهِ ، ويُقدّسنا بهِ. على ماء حي - يذبح العُصفور في الإناء الخزفي الذى يحتوي على ماء حى فيكون في الإناء دم وماء .. وهنا إشارة للدم الثمين والماء اللذين فاضًا من جنب ربنا يسوع المسيح لتطهيرنا ٠٠" هَذَا هُوَ الَّذِي أتى بِمَاءِ وَدَمٍ يَسُوعُ المَسيحُ " ( ايو ٥ : ٦ ) . خشب الأرز إن كان برص الخطية يُفسد الإنسان ويُحطّم حياته ، فإن خشب الأرز الذى لا يُسوس المُستقيم يُشير إلى إتحادنا بخشبة الصليب التي تنزع عنا فسادنا أبدياً فلا يُصيبنا شر ، وبدون خشبة الصليب يستحيل أن تطهر من برص الخطية . الزوفا والقرمز - الزوفا هى عُشب متواضع لكنّه يُستخدم للشفاء ، يُقال أنّ جذره يمسك بالصخر لهذا فهو يرمز لتنقية القلب . . فلا تحتقر هذا العشب الصغير بل أذكر أثره الطبي. قطعة نسيج من الصوف المصبوغ باللون القُرمزى وهو اللون المُميّز الذي يُعبر عن الدم وعن الخلاص .. فنجده رمز بديع لغسلنا بالدم ورشنا بالقرمز والزوفا الروحيين لا الماديين كان على الكاهن أن يأخُذ خشب الأرز ويربط إليها الزوفا بخيط من القرمز كما يربط إليها العُصفور الحى بخيط من القرمز أيضاً وهو مفرود الجناحين ويغمس الزوفا والقرمز وذيل الطير فى الدم والماء اللذين في إناء الخزف وفي ربط العصفور إلى الخشب بخيط القرمز وجناحاه ممدودان صورة بديعة لتسمير الرب يسوع على خشبة الصليب. النضح على المتطهر بالدم والماء ← " وَيَنْضِحُ عَلَى الْمُتَطَهِّرِ مِنَ الْبَرَضِ سَبْعَ مَرَاتِ فَيُطَهِّرِهُ ثُمَّ يُطْلِقُ الْعُصْفُورَ الْحَى عَلَى وَجْهِ الصّحْرَاءِ " ( لا ٧:١٤) . انه لم يطلق إلا بعد موت العصفور الأول .. لأنه لو أطلق ألف عصفور حى بدون موت آخر .. لما استفاد الأبرص منها شيئاً ولكن العصفور الحى الواحد الصاعد الى السماء المفتوحة حاملاً على جناحيه آثار دم الكفارة الكاملة الدالة على إتمام عمل الفداء هو أساس تطهيره وهو سبب سلامه . غسل ثيابه : هنا نجد الأبرص بدأ يعمل عملاً بنفسه .. سابقاً لا يعمل عملاً . . إذ لا ينفع أى عمل بدون سفك دم مهما كانت الأعمال صالحة ولكن بعد أن رُش بالدم يبدأ يكون له دور .. إذ لاخلاص للخاطئ بدون عمل الصليب . يخلع الأبرص ثيابة المشقوقة قبل لقائه بالكاهِن والآن وإذ نضح عليه بالدم والماء لا يحتاج الأمر إلى إستبدال ثيابه وإنما يكتفي بغسلها .. وهنا إشارة إلى أننا نستبدل إنساننا العتيق مرة واحدة في مياه المعمودية . يحلق شعرة وحلق الشعر يُعلن عن أنّهُ لا يعتز بأى جمال طبيعي وربما يصير سبب عار له . . ولكنّه بعد أن تطهر وغسل بالدم وترك الماضي .. فهو مُستعد أن يحتمل كل هزء وتعيير يدخل المحلة .. يُقيم خارج خيمته ( لا ١٤ : ٨) يمكث سبعة أيام داخل المحلة ولكن ليس من حقه أن يدخل خيمته ونرى هنا عجباً .. في الوقت الذي يحتاجُ فيه الأبرص أن يختبيء .. حتى ينبت شعر الرأس واللحية ويستريح بعد فترة العزل وشرائع التطهير نجده يطوف بين الخيام .. وكُل من يراه يعرف قصته إن السبعة أيام هي صورة لكمال فترة العمر على الأرض حتى يدخل خيمته في اليوم الثامن .. يظل طوال عُمره ( السبعة أيام ) يشهد لعمل الله فيه .. وَتَكُونُونَ لي شهوداً. الذبائح والتقدمات أما الذبائح والتقدمات فهي خمس أ. خروف صحيح يقدم ذبيحة إثم يكفر بها الكاهن عن خطاياه..... وهذا هو بداية العمل : الاعتراف بأثامنا والإيمان بالمصلوب كغافر للإثم. ب. نعجة حولية ذبيحة خطية، واختيارها أنثى يُشير إلى عمل الولادة، فلا يكفي أن يؤمن الإنسان برفع خطاياه، وإنما يلتزم بالإيمان بالله واهب الثمر ج. خروف آخر صحيح يقدمه الكاهن ذبيحة محرقة موضع سرور الآب. فالمؤمن إذ يتمتع بالصليب لا يرى غفران آثامه وخطاياه فحسب إنما يتحد بالمصلوب ليقدم حياته ذبيحة محرقة لله. د. ثلاثة أعشار دقيق ملتوت بالزيت هـ. لج الزيت لمسح المريض والسكب عليه، إذ يتحقق تطهيرنا خلال ذبيحة الصليب بعمل الروح القدس الذي مسحنا به في سر الميرون دم الذبيحة + وضع الدم على شحمة الأذن اليمنى + وضع الدم على إبهام اليد اليمنى نضح الزيت سبع مرات أمام الرب وَيَغْمِسُ الْكَاهِنُ أَصْبَعَهُ الْيُمَنى فِي الزَّيْتِ الَّذى عَلَى كَفَهِ الْيُسرَى وَيَنْضِحُ مِنَ الزَّيت بإصْبَعِهِ سَبْعَ مَرَاتِ أَمَامَ الرَّبَ( لا ١٤ : ١٦ ) . إنَّها صورة رائعة لعطية الروح القدس الذى إنسكب علينا بعد إتمام ذبيحة الصليب .. التي تُشير هنا إلى ذبيحة الإثم . . فبعد الدم جاء الزّيت .. فلا يقف الأمر عند التطهير من الخطية بالدم والماء وإنما يلزم التمتع بالإمتلاء بالروح القدس . وضع الزيت على الأذن واليد والرجل " وَمَمَا فضل مِنَ الزَّيت الَّذِي فِي كَفَهِ يَجْعَلُ الْكَاهِنُ عَلَى شَحْمَةِ أُذُنِ المُتطَهِّرِ الْيُمْنَى وَعَلَى إِبْهَامٍ يَدَهِ الْيُمَنِى وَعَلَى إِبْهَامِ رِجْلِهِ الْيُمَنِى عَلَى دَمِ ذَبِيحَةِ الأَثْمِ " ( لا ١٧:١٤ ) . الأذن اليمنى وإبهام اليد اليمنى وإبهام الرجل اليمنى وضع الزيت على رأس المتطهر " وَالْفَاضِلَ مِنَ الزَّيْتِ الَّذى فِى كَفَ الْكَاهِنِ يَجْعَلُهُ عَلَى رَأسِ الْمُتطَهِّرِ وَيُكْفِرِ عَنْهُ الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبَ " ( لا ١٤ : ١٨ ) . ولعل المتطهر هنا يرغب في أن يُنشد للرب مع داود النبي " .. مَسَحْتَ بِالدَهْنِ رَأْسِي كَأْسِي رَيَا إِنَّمَا خَيْرٍ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامٍ حَيَاتِي وَأَسْكُنُ فِي بَيْتِ الرَبَ إِلَى مَدَى الأَيَامِ " ويعقبها تقديم ذبيحة خطية ويطمئن لكمال المصالحة والغفران التى تشير الى كمال عمل الخلاص بدم ذبيحة ربنا يسوع المسيح.

دعوة لاوى

ِنجيل هذا الصباح المُبارك يا أحبائىِ يُكلّمِنا عن دعوة لاوىِ أو متى الرسول ويقول " وَبَعْدَ هذَا خَرَجَ فَنَظَرَ عَشّاراً اسْمُهُ لاَوِى جَالِساً عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَة ، فَقَالَ لَهُ : " اتْبَعْنِى " 000" ( لو 5 : 27 – 39 ) 0أحِب أن أتكلّم معكُم بِنعمة ربنا فِى ثلاث نُقط :0 1/ مكان الجِباية 0 2/ فقال لهُ إِتبعنِى 0 3/ فترك كُلّ شىء وتبعهُ 0 1/ مكان الجِباية :- دولة أورشليم كانت تحت الإِستعمار الرومانىِ وكان الإِستعمار الرومانىِ مُخصِّص بعض الأشخاص مِن دولة أورشليم لِيجمعوا الضرائب مِن الشعب اليهودىِ ، فكانوا هؤلاء العشّارين غير مقبولين مِن دولة أورشليم ، وكانوا بيجمعوا أزيّد مِن الضرائب التّى حدّدها الإِستعمار ويأخُذوا هذهِ الزيادة لأنّفُسهُم 0وهكذا قال الرومان بدلاً مِن أن نأخُذ منهُم الضرائب نجعلهُم يجمعوها هُم مِن أنّفُسهُم ونُحدّد واحِد لِكُلّ منطقة ويُعطينا جُملة المبلغ ، وهكذا كان لاوىِ واحِد مِن هؤلاء العشّارين وكان مكانهُ هو الجِباية ، وفِى هذا المكان كانت الناس بِتتخانِق معاً وبتفاصِل لأنّ الشخص الّذى سيدفع بيكون مظلوم مِن الدولة الرومانيّة ، وكذلك الشخص الّذى سيُحصِلّ الأموال منهُ سيُزيد عليهِ المبلغ لكى يكسب هو أيضاً ، فكان الشخص واقع تحت ضريبة مدنيّة للدولة الرومانيّة ، وضريبة للهيكِل بِحُكم أنّهُ يهودىِ 0ربنا يسوع المسيح جاء لِكى يفتقِد العالم فِى ظُلمتهُ ، وهو ذاهِب للمكان الّذى فيهِ مصدر الظُلمة ، " وبعد هذا خرج فنظر عشّاراً إِسمهُ لاوىِ جالِساً عِند مكان الجِباية " ( لو 5 : 27 ) ، فالمكان الّذى مُمكِن أن لا نتوقّعهُ أنّ ربنا يسوع المسيح مُمكِن أن لا يُرى فيهِ أو يذهب إِليهِ نجِدهُ قد دخلهُ ، فالمكان المملوء بالظُلم والمملوء بِحُب العالمْ ربنا يسوع دخلهُ ، " وبعد هذا خرج فنظر عشّاراً إِسمهُ لاوىِ 000" 0نظرة ربنا يسوع غير نظرة باقىِ الناس ، فالناس كُلّها آتية إِليهِ لِكى تنظُر لهُ كإِنسان ظالِم ، ولكِن الله عيناهُ تخترِق الإِنسان الظالِم ، فهو يُريد أن يقول لهُ إِنّ هذا المكان لمْ يكُن مكانك ، فأنت لابُد أن تخرُج مِن سُلطان هذا المكان ، أنت لابُد أن تتبعنىِ ، ربنا يسوع بيفتقِد كُلّ إِنسان فِى مكان جبايته حيثُ محبة العالِم وحيثُ مكان شروره ، فربنا بيقول للإِنسان إِنت إِن لمْ تأتىِ إِلىّ أنا أأتىِ إِليّك ، فأجمل ما فِى التجسُدّ هو أنّ الله هو الّذى جاء لنا على الأرض ولمْ ينتظِرنا أن نصعِد إِليهِ ربنا يسوع المسيح بِيفتقِد كُلّ إِنسان فِى مكان جبايته ، فِى محبّتهُ القديمة ، وفِى محبّتهُ للعالمْ وشرور العالمْ فالشاب الغنىِ يقول عنهُ الكِتاب إِن ربنا يسوع " نظر إِليهِ وأحبّهُ " ، فالناس مُمكِن تكون نظرِتها سطحيّة وللخارِج فقط ، ولكِن ربنا يسوع هو يرى النِفَس وعارِف أشواقها الداخِليّة ، وعارِف رباطاتِها بالخطيّة ، فكثيراً ما حاولت أن أخرُج مِن مكان الجباية ولكِن لمْ أقدِر ، وكُلّما حاولت الخروج أجِد قيود تمنعنىِ ، وهذا الأمر يحتاج لِنظرة منك ياربىِ يسوع وكلِمة منك وأبونا فِى التحليل يقول " قطّع رباطات خطايانا " ، نِفَسىِ مُقيّدة بِقيود كثيرة تحتاج أن تُقطّع ، فربنا يسوع بينادينا حتى ولو كُلّ الناس رفضِتنا ، فهو " الداعى الكُلّ إِلى الخلاص لأجل الموعِد بالخيرات المُنتظرة " ربنا يسوع يُريد أن ينتشِلنا مِن مكان جبايتنا ، يُريد أن يأخُذنا مِن مكان إِهتمامتنا العالميّة ، يُريد أن يقول لِكُلّ واحِد منّا خسارة عُمرك ، خسارة وقتك ، إِنت أجمل مِن ذلك بكثير ، إِنت لك إِمكانيات رائعة ، إِنت لك قلب ونِفَس يُمكِن أن تتكلّم بِهُما مع الله ، أُخرُج مِن هذا المكان الضيّق وأقترِب منّىِ ، فعينىِ تتبعِك ، وصوتىِ سيظِلّ يُطارِدك حتى فِى مكان جبايتك القديم فالقديسة مريم المصريّة وهى ذاهبة لأورشليم لِتصنع الخطيّة هُناك ربنا إِفتقدها فِى مكان جبايتها ويقول أنا أفتقِدها هُناك ، فأنا موجود فِى كُلّ مكان ، أنا قادِر على كُلّ شىء ، فهو بِيفتقِد الإِنسان فِى ظُلمتهُ وفِى شرّهُ ، ويقول" أنا خطبتكُم لِرجُلٍ واحِد 00" ربنا يسوع هُنا طالِب لاوىِ ، طالِب هذا الرجُل الظالِمْ فِى وسط تفكيره وزوغانه ، فداود النبىِ عِندما كان يُطارِدهُ شاول مرّت عليهِ لحظات ضعفٍ وإِبتدأ يُفكّر كيف يحتمىِ فِى الناس لِكى يهرُب مِن شاول فدخل عِند الفلسطينيين فنظروا إِليهِ بِحقِدٍ لأنّهُ قتل جُليات ، فداود النبىِ فعِل أمر غير مُستحِب أبداً لِكى يُنقذ مِن يدهُم وهو أظهر أنّهُ مجنون ، ورفع قلبهُ لِربنا وقال لهُ " فِى زيغانىِ راقبت " فكُلّ نِفَس فينا مزوّغة عن الله ومُعتقِدة أنّها مُمكِن أن تبعُد عن ربنا ولو لِلحظة ، ربنا يقول لها " أنا عينىِ عليك " ، أنا سأفتقِدك وسأأتىِ إِليّك فِى مكان جبايتك ، فيقول الكِتاب" فلنفحص طُرُقنا ونحتبِر خطواتنا ونرجِع إِلى الرّبّ " إِفحص نِفَسك وإِعرف إِنت هربان ومُختبِأ فِى أى مكان ، فهو يقول لك : أنا سأأتىِ إِليك ، فأنت لن تهون علىّ ، فلذّتىِ فِى بنىِ آدم ، أنا لن أترُكك حتى ولو كُنت هربان فِى مكان الجِباية 0 2/ فقال لهُ إِتبعنِى :- فلاوىِ لمْ يقول لِربنا يسوع ولا أى كلِمة ولكِن ربنا يسوع يقول عنهُ الكِتاب أنّهُ نظر إِليهِ وقال لهُ إِتبعنىِ ، فهو بيقول لهُ أنا بقول لك كلِمة مُهمّة جداً وهى أجمل كلِمة فِى حياتنا ، وكأنّ ربنا يسوع بيكرّرها فِى آذانْ كُلّ نِفَس 0فالكلِمة دخلت فِى قلب لاوىِ وغيّرت فِى حياتهُ أمور كثيرة ، فقديماً قالها ربنا يسوع لإِبراهيم ويقول عنهُ الكِتاب " لمّا دُعى أطاع وتغرّب فِى أرضٍ لا يعرِفها " ، فهو كان يعرِف أنّهُ يوجِد صوت لابُد أن يتبعهُ ، ويتغرّب فِى أرضٍ غريبة ، وأكتفى بِرعاية إِلههه الّذى ناداهُ وقال لهُ " سِر أمامىِ وكُن كامِلاً " ، لا تخِف خِسارة يا لاوىِ إِنّك تقضىِ عُمرِك فِى مكان الجِباية هذا ، إِنت أغلى مِن ذلك ، فإِلى متى تظِلّ هُنا ؟ فالمكان الّذى أنت فرحان بهِ هو سبب هلاكك ، طوبى للّذى يُلّبىِ الصوت الّذى يقول " إِتبعنىِ " ، طوبى للّذى يتجاوب مع هذا النِداء ، ولِذلك قال ربّ المجِد يسوع " خِرافىِ تسمع صوتىِ وتتبعنىِ " ، فهى تعرِف صوتىِ ، ولِذلك الإِنسان يقول لهُ يارب أنا أُريدك أن تقول لىِ كُلّ يوم " إِتبعنىِ " ، زيغانىِ راقِب ولا تترُكنىِ فأنت الّذى بحثت عن الخروف الضال والدِرهم المفقود فأحد القديسين يقول لهُ " أنا يارب خروفك وإِن لمْ أكُن فِى حظيرتك ، أنا دِرهمك وإِن لمْ أكُن فِى كيسك " ، أنا مِلكك ، أنا لك ، أنا يارب خروف معدود عليك ، ومحسوب عليك ، فكُلّ واحِد فينا المسيح إِقتناهُ بِدمهِ ، نحنُ محسوبين على ربنا ، إِنت ياربىِ فتّش علىّ وقُلّ لىِ إِتبعنىِ ، فأنا أعرِف أنّك قُلت " لمْ يقدِر أحد أن يأتىِ إِلىّ إِن لمْ يجتذِبهُ أبىِ " ، فأنت ياربىِ إِجذبنىِ ، أنا أُريد قوّة تُساعدنىِ وتنتشلنىِ لأنّىِ غير قادر فهوشع النبىِ يقول لهُ " يا مَنْ درّجت إِفرايم مُمسِكاً إِيّاهُ بأذرُعهِ " ، أنت يارب إِمسِك يدى مِثل الأطفال وأصعِدنىِ السلالِمْ ، وأشعياء النبىِ يقول " بِذراعهِ يجمع الحُملان فِى حضنهِ ويقود المُرضعات " فأنا يارب مُبتدِأ فِى الحياة معك ، فما أسهل أن أتوه ، وكثيراً ما أتوه ، ولِذلك أُريدك أن تجمعنىِ فِى حِضنك ، فأنا لا يوجد عِندىِ إِستحقاقات للدعوة ولكِن أنت الّذى تختار وتجتذِب وتسنِد 0فأنت كثيراً ما جذبت خُطاه وأشرار ، وكثيراً ما حللت قيود ، أنت القادِر أن تورِدنىِ إِلى مياه محبّتك ، ولكِن لابُد أنّ الإِنسان يكون عِندهُ إِستجابة لهذهِ الدعوة تخيّل شاول وهو ذاهِب لِيضطهِد الكنيسة ، فهل توجد أكثر مِن ذلك قسوة ، ولكِن يقول الكِتاب " بغتةً أبرق حولهُ نور مِن السماء 00وسمِع صوتاً قائِلاً لهُ شاول شاول لِماذا تضطهِدنىِ 00 " ، قال لهُ إِتبعنىِ ، أنت جميل ، أنا عارِف إمكانياتك مِن الداخِل خِسارة إِنّك تضيع ، ربنا يسوع بيقول لِكُلّ واحِد فينا أنت خِسارة أن تضيّع عُمرِك وإِهتماماتك وأشواقك فِى أمور زائلة ، أنت إِبنىِ ، أنت لىِ ، فماذا ستأخُذ مِن هذهِ الأمور الزائِلة ، فهى أمور لا تفيد ولِذلك نقول لهُ : نتبعك يارب بِكُلّ قلوبنا ، نتبعك أينما تمضىِ ، ولِذلك عِندما قال لواحِد مِثل بُطرُس الرسول " هلّمُ ورائىِ فأجعلكُما صيّادىِ للناس " ، يقول الكِتاب أنّهُم للوقت تركا شباكهُما وتبعوه ، فلابُد أن أقول لهُ أنا يارب أُريد أن أتبعِك فِى خِدمِتك ، وفِى كنيستك ، أنا أتمنى أن أعيش لك ولِكنيستك ، فما الّذى سأأخُذهُ مِن العالم ؟!! فأنا أتمنّى أن يكون لىِ رِسالة نحو أولادك ، " فأُعلّم الأثمة طُرُقك والمُنافِقون إِليّك يرجعون " ، تعالى إِجتذبنىِ أنت مِن إِهتماماتىِ التافِهة الميّتة إِلى أمجادك السماويّة 0 3/ فترك كُلّ شىء وتبعهُ 0 هذا الإِنسان درجِة محبّتهُ للمال قويّة ، فهو مربوط بِمحبّة المال ، وربنا يسوع يُريد أن يقول لهُ أنا سأفُكّك مِنْ كُلّ قيد زكّا العشّا عِندما تقابل معهُ قال لهُ " ها أنا يارب أُعطىِ نصف أموالىِ للمساكين وإِن كُنت قد وشيت بأحد أرُدّ أربعة أضعاف " أمّا لاوىِ " فترك كُلّ شىء وقام وتبعهُ " ، فهو لمْ يُحدّد حدود ولكِن ترك كُلّ شىء ، عجيب أنت يارب فِى دعوِتك !! بُطرُس الرسول 000فقِد دعاهُ ربنا يسوع هو وأخوهُ أندراوس " فللّوقتِ تركا الشِباك وتبِعاهُ " ( مت 4 : 20 ) كيف أنّ الإِنسان فِى لحظة يأخُذ هذا القرار الصعب ؟!! كيف أنّ لاوىِ وهو فِى وسط هذهِ الأموال يترُك كُلّ شىء ؟ يا لاوىِ ألمْ تُفكّر بأنّك عليك أقساط وإِلتزامات نحو الدولة ، فالناس بِتتصارع على هذا الشُغل ، وأنت قد أخذتهُ بالرشاوىِ فكيف تترُكهُ بِمثل هذهِ السُرعة ؟ ألمْ تتمهِلّ لِكى تحسِبها ؟ ولكِن هو إِختار صوتهُ القديس أوغسطينوس يقول " إِنّ مَنْ يقتفىِ أثارك لن يضِل قط ، ومَنْ إِمتلكك شبِعت كُلّ رغباته " ، لاوىِ داس وترك كُلّ شىء ، فالتوبة تحتاج لِقرار جرىء وتحتاج لِنِفَس واعية تستجيب لِنداء ربنا تاجر اللآلىء الحسِنة وجد الجوهرة الكثيرة الثمن فباع كُلّ ما يملُك لِكى يشترىِ هذهِ الجوهرة ، والإِنسان الّذى وجد كنز فِى الحقل فباع كُلّ مالهُ لِيشترىِ هذا الحقل ، فالّذى يتبع ربنا يسوع لابُد أن يكتشِف كنز فِى قلبهِ ويبيع كُلّ ما يملُك ، فهو بيكتشِف جوهرة غالية تستحِق الإِقتناء ويدوس على كُلّ إِغراء فِى حياتهُ فداود النبىِ يقول لهُ " مَنْ لىِ فِى السماء ومعك لا أُريد شيئاً على الأرض " ، أنا لا أُريد شىء ، فكُلّ ما أمتلِكهُ فِى العالم أنا لا أُريدهُ فبولس الرسول يقول فِى رسالتهُ لأهل فيلبّىِ : لا تعتقِدوا إِنّىِ بِدون أصل أو نسب فأنا مُتعلّم ومِن سِبط بنيامين ومِن جِنس إِسرائيل ، ومِن جهة الناموس فرّيسىِ ، والقديس بولس كان مِن أُسرة مرموقة ولها دالّة مع الحُكّام وقد ترّبى أفضل تربية ومع كُلّ هذا يقول " ولكِن ما كان لىِ رِبحاً فهذا قد حسبتهُ مِن أجل المسيح خِسارة " ( فيلبّىِ 3 : 7 ) 0فكُلّ الّذى كان لىِ قديماً وكُنت أحسِبهُ رِبح هذا صار نِفاية ، والآباء يقولوا أنّ النِفاية هى زِبالة الزبالة ، فالقِمامة بِتُفرز والّذى يتبقّى مِنها إِسمهُ نِفاية ، فبولس الرسول كُلّ الّذى ربِحهُ مِن العالم حسبهُ نِفاية مِن أجل فضل معرفة المسيح " بل إِنّىِ أحسِب كُلّ شىء أيضاً خِسارة مِن أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربّىِ " ( فيلبّىِ 3 : 8 ) ، أُنظُروا الفخر !!فهل عِندك إِحساس أنّك لو تبعت المسيح ستكون كسبان أم خسران ؟! هل عِندك إِحساس إن ربنا سيعولك أم أنّك سترتبِك ؟! لاوىِ أخذ القرار ، فالإِنسان الّذى يسمع صوتهُ صح مُستحيل أنّهُ يظِلّ فِى مكان الجِباية فاليوم هو دعوة لِتغيير الحياة ، والإِهتمام بالسماء والملكوت ، ولِذلك أول حركة للإِستجابة للملكوت هى الترك وإِحتقار أباطيل العالمْ ويكون إِيمانهُ جاد ولا يعود القلق يملُك عليه ، لِدرجة هُنا لاوىِ قِد عمل ضِيافة وكان يشعُر بِفرحة فما هذا ؟ يقول إِن السعادة التّى شعرت بِها هى سعادة لا يُعبّر عنها وتستحق أن أحتفِل بِها ، فالإِنسان الّذى يعرِف المسيح يُنادىِ على كُلّ إِنسان ويقول تعالوا " ذوقوا وأنظُروا ما أطيب الرّبّ " ، الرّبّ عِز لِخائفيهِ فالسامِريّة لمْ تحتمِل أن لا تُعرّف الناس بالمسيح فنادت على الناس وقالت " هَلُمّوا أنْظُرُوا إِنْسَاناً قَالَ لِى كُلّ مَا فَعَلْتُ000" ( يو 4 : 29 ) وزكّا العشّار عِندما تقابل معهُ قال لهُ ها أنا يارب أُعطىِ نصف أموالىِ للمساكين 000فالنِفِسَ التّى تتقابل معهُ تصير نِفَس شغوفة بالِجلوس معهُ ، والنِفِسَ عِندما تتحرّر تتمنّى أنّ كُلّ الناس تتحرّر ، فالعلامة الأكيدة أننّا تغيّرنا هو ترك مكان الجِباية وأن يشعُر الإِنسان بِثقتهُ فِى الله وفِى تدبيره ربنا يسوع الّذى إِفتقد لاوىِ فِى مكان جبايتهُ وقال لهُ إِتبعنىِ قادِر أن يأتىِ إِلى مكان جِبايتىِ ، فمكان جِبايتىِ هو حالة القلب ربنا يسوع الّذى يعرِف أين قلب كُلّ واحِد فينا يقول لهُ إِتبعنىِ ، فطوبى للنِفِسَ التّى تسمع كلِمتة وتترُك كُلّ شىء مِن أجلهِ وتُلبّىِ دعوتهُ وتتبعهُ أينما يمضىِ ربنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بنعمتهُ ولإِلهنا المجد دائماً أبدياً آمين0

الدخول إلى العمق

" لو5: 1- 11 " تقرأ علينا ياأحبائى الكنيسة فى هذا الصباح المُبارك فصل من إنجيل مُعلمنا لوقا البشير عن معجزة صيد السمك مع معُلمنا بطرس الرسول0وكلّنا نعرف القصة أنّ مُعلمنا بطرس الرسول بيشتغل صيّاد 0 وليس صيّاد عادى ولكن صيّاد مُحترف0وهو قد أمضى الليل كلّه فى رحلة صيد فاشلة0ومن النادر أنّ صيّاد ماهر لم يصطاد ولا سمكة ففى هذا الليل كان مُعلمنا بطرس الرسول فى منتهى الإحباط لأنّه لم يصطاد شيئاً00ووجدنا أنّ ربنا يسوع يقول له " 000ابعد إلى العُمق وألقوا شباككم للصيد000" دعوة من رب المجد يسوع للدخول إلى العُمق0أنا أريد أن اتكلّم معكم اليوم فى موضوع " الدخول إلى العُمق " فالإنسان على السطح لم يستطع أن يتمتّع بأن يمسك شيئاً فى الصيد0فيوجد شيئاً من الخطورة أنّ الإنسان يأخذ كل شىء بسطحية0ولكن دعوة اليوم هى دعوة للدخول إلى العُمق0وهى دعوة مهمة جداً لنا كلّنا0أحب أن أتكلّم معكم اليوم بنعمة ربنا فى ثلاث نقط وهم :0 1/ أهمية العُمق0 2/ مقاييس العُمق0 3/ كيف ندخل إلى العُمق0 (1) أهمية العُمق :- إنّ السطح من الخارج غالباً غير مؤثّر لشىء أبداً00العُمق هو المؤثّر دائماً00السطح بإستمرار مُجلب لليأس ولكن العُمق مُجلب للفرح0توجد خطورة أن نقضى زمن طويل مع ربنا فى السطح0فتكون حياة ليس فيها تعزية ولا يوجد فيها ثمر0فيملّ الإنسان ويتضايق000فتوجد أمور كثيرة جداً فى حياتنا الروحية لو قسناها سنجد أنفسنا بنفعلها بطريقة سطحية0وتكون حياة غير مُفرحة00وممكن أنّ الإنسان يشعر أنّ الحياة مع ربنا غير مُجدية00وخطورة السطح أنّ الإنسان لا يتمتع مع ربنا بحياة لذيذة0أبونا بيشوى كامل كان يقول أنّ الحياة مع ربنا مثل الثمرة0فلو الإنسان أكل موزة بقشرتها سيكرهها 0ولو أكل برتقالة بقشرتها سيجد طعمها مُر وغير لطيفة وغير لذيذة0فسيكرهها ولكن لكى يحبها لابد أن يدخل للعُمق000فالحياة مع ربنا لها قشرة من الخارج0فلو أنا تخطيت هذه القشرة سأجد أنهّا حياة لها طعم0ولو لم أتخطى القشرة سأجد أنّ القداس ثقيل والصلاة غير محبوبة0فالدخول إلى العُمق هو الحل0ولا أخذ بالأمور الخارجية كمقياس نهائى0فلو صبر الإنسان سيجد أنّ السفينة ستغرق من كثرة الثمر كما يقول لنا الكتاب " حتى تقولوا كفانا كفانا " ، تخيلّوا أننا لو دخلنا إلى العُمق سنجد أنّ طاقتنا لم تحتمل وتقول كفاية أنا لم أحتمل00فنحن نحتاج فقط أن ندخل إلى العُمق0فحتى الطلبة نلاحظ أنهم يحّبوا أن يذاكروا أشياء فعندما تُقدّم لطالب كتاب كبير يذاكرة يقول لك أنت تريدنى ان أذاكر كُل هذا الكتاب ؟! هات لى عدة ورقات بسيطة لكى أذاكرهم فقط000فى حين أنّه عليه أن يقرأ كُتب خارجية إلى جانب الكتاب الأصلى حتى يوسّع ذهنه ويحاول أن يوسّع معرفته0فلا يوجد شىء غالى أو ثمين إلاّ وتجده فى عُمق0فمثلاً الثروات والبترول والفحم والذهب لا يوجد ابداً على السطح00فهى توجد فى بطون الجبال00فالحياة مع ربنا هكذا : خارجها لا يوحى أبداً أنّه يوجد ثمر وممكن يجعل الإنسان ينفُر منها0فأنظر لإنسان يعيش مع ربنا فإن شكله سوف لا يعجبك فى حين أنّ الإنسان الذى لا يعيش مع ربنا ممكن يكون شكله مُغرى 000فأنظر لصورة واقعية للأنبا أنطونيوس فستجد واحد شكله ضعيف ، نحيف ، يرتدى جلباب قديم00ولكن سنجد فى قلبه نور الله0وسنجد قلبه مملوء سلام0وفى داخله سماء وتسابيح وتماجيد000هكذا الحياة مع الله لابد أن ندخل إلى العُمق حتى نجد أنّ الحياة مع ربنا مُفرحة و مُشبعة وذلك لأنّ الإنسان وجد ذهب وإبتدأ يجد كنز ففى العهد القديم خيمة الإجتماع وهى مكان حضور الله00وهى مبنى كبير جداً مُغطى من الخارج بشىء شكله غير لطيف أبداً0وهو جلود غنم مخيّط 0فالذى يحب أن ينظر لهذا المبنى فسيجد أنّ الوجهة من الخارج ليست حلوة0ولكن تعال إدخل فى داخل الخيمة فستجد عيدان خشب جميلة جداً0وقماش كتّان نقى0وألوان جميلة جداً من القُرمز والرجوان والأسمانجوانى00وندخل فى الداخل أكثر فأكثر فسنجد قُدس الأقداس مصنوع من الذهب0الحياة مع ربنا هكذا خارجها غير مُشجّع أبداً0ولكن لو دخلنا سنجد كنوز، ففى البداية ستأخذ الجلد ثم تأخذ الفضة والذهب النقى0 ففى حياتنا مع ربنا سنجد بركات بتنتظرنا00ولكن لماذا يارب سمحت بذلك ؟ لماذا وضعت فى الخارج القشرة ؟ فلماذا لم تُشجعنّا من البداية000فيقول لك لا ، أنا الغالى عندى لابد أن أخفيه0ولكى أصدّ كل من لا يرغب فى الحياة معى000أنا أريد أن أتأكد انّ هذه الناس تحبنى0أنا أريد دليل على المحبة0وهو أنّ القضية ليست سهلة000فلماذا فى الحياة مع ربنا أجد التعزية بصعوبة0لأنّ لابد أن نُقدّم أمامها جهاد0ربنا له قصد أن يجعل إنجيله يكون له كنوز0لكى الذى يجتهد أكثر يأخذ الكنوز0والصلوات لها أعماق لكى الذى يجتهد ويتعب يستطيع أن يدخل إلى عُمقها وحلاوتها0فالحياة مع ربنا تحتاج لجهاد0القديس أبو مقار يقول : " يا أولادى ها أنّ البئر عميقة ، ولكن ماءها طيب عذب ، الباب ضيق والطريق كربه ولكن المدينة مملوءة فرحاً وسروراً " 0لو الإنسان تعب قليلاً فسيقول أنّ الماء حلو00وصحيح أنّ مع ربنا ممكن أن يكون بابها ضيق ولكن المدينة التى سنذهب إليها هى مملوءة أفراح وسرور0فنتعب لكى نتمتع بجمال المدينة إُُدخل إلى العُمق لكى تأخذ كنوز وأعماق0وتعرف التعزيات التى بتنتظرك0إُدخل لأنّ السطح كُلّه عبارة عن سلوك يجعلك لا تستمر0 (2) مقاييس العُمق :- أريد أن اعرف نفسى أنا فى أى عُمق !!فتوجد مقاييس0فهل أنا إختبرت عُمق الصلوات000هل أدركت الكلام الذى أقوله ؟! مُعلمنا داود النبى يقول " من الأعماق صرخت إليك يارب " من الداخل 0فهو كلام خارج من الأحشاء0فيوجد كثير من صلواتنا تكون بالشفتين فقط0فماذا سيستفيد الإنسان من هذه الصلوات ؟! فلا يجب أن تكون صلواتنا صلاة الشفتين0فإُسجد أمامه وإرفع عقلك0وإرفع قلبك له وإرفع يديك لكى تختبر لذّة الصلوات0فلو أنا فرحت بالثمر سأتلذذ وأتشجّع000فالتفاعل مع كلمات المزامير0والتنهّد والأنين أثناء الصلاة هو عُمق الصلاة0 فالقديس أوغسطينوس يقول عبارة جميلة جداً " أنّ المزامير فيها كُل المشاعر وفيها فرح شديد جداً وحُزن شديد جداً0فيها شُكر لربنا00وعِتاب مع ربنا00فهو يقول لك حينما تُصلّى المزامير تنهّد مع المُرنّم حينما يتنهّد00وإحزن معه حينما يحزن0وإفرح معه حينما يفرح وبارك الله معه0شكّل روحك بكلام المزمور إلى أن تصير أنت نفسك مزمور تفاعل مع الكلام فهو ليس مُجرد كلام " 0مُعلمنا بولس الرسول يقول " الله الذى أعبده بروحى " هو يُصلّى بالروح وبالذهن0أبتدأ أخاطب إلهى الحى الواقف أمامه الآن0وإبتدأت أشعر بحضرة ربنا فعلاً0وإبتدات أُقدّس وقت الصلاة فلماذا الصلاة صارت واجب ؟! لأنى لم أدخل إلى إعماقها 0ولم أمارسها بالروح 0أمور كثيرة لابد أن نذوق عُمقها0الكتاب المُقدس هل تذوقت عُمقه ؟ هل تلذذت بكلمة ربنا ؟! هل فرحت بالكلمة ؟ هل شعرت أنها كلمة ربنا الفعّالة ؟! هل دخلت حياتى ؟ هل شعرت أنها كلمة ربنا التى تتّوب وتنقى ؟ هل ذقتها00هل فرِحت بها0إبتدأت أعطيها وقت وجهد عن أى إهتمامات أخرى ليس لها معنى00وأعطيها ساعة وساعتين0فيوجد عُمق فى الإنجيل لابد أن تدخل فيه0هل لىّ رفع قلب وإنسجام وفهم لكل حركة فى الكنيسة00هل أشعر أنّ القداس هو سر حياتنا فالغفران كُلّه والقوة كُلّها بنأخذها فى القداس0فهل أشعر برهبة وبقيمة الجسد والدم الذى أتقدّم إليه ؟!فيوجد عُمق فى العقيدة00فهل أنا فاهم مسيحيتى التى هى أغلى شىء فى حياتى0وهل أنا من داخلى مُقتنع بعقيدتى00فهذا الأمر يحتاج إلى معرفة ويحتاج إلى سعى ويحتاج إلى قراءة 00فهل بأخذ هذا الأمر من الخارج فقط ؟!فإن كنت بتقضى حياتك كُلّها وأنت بتحضر قداسات00فهل لا يحتاج منك أن تقرأ كتاب مرة واحدة عن القداس0فستجد عُمق فى الفضائل وفى معرفة ربنا00عُمق فى المحبة0فيوجد إنسان يحب الذى يحبه فقط ويوجد واحد يحب أعداءه0فلو أنا بحب الذين يحبوننى فقط0فهل يليق أن أظل فى مرحلة واحدة فقط ! لابد أنّ هذه الدائرة تتسع تتسع إلى أن يقول لك " باركوا لاعنيكم0إحسنوا إلى مُبغضيكم0صلّوا لأجل الذين يُسيئون إليكم "0التسامح هل عندى عُمق فى التسامح ؟! هل أسامح بسهولة ؟! وهل عندى مغفرة أم التسامح ملغى0فيوجد واحد عنده التسامح بشروط0وواحد عنده التسامح بلا حدود0العطاء لابد أن يكون عندى عُمق فى العطاء 0فيوجد واحد عنده العطاء ملغى0وواحد عنده العطاء خوف أو فرض لئلاّ يحدث له ضرر00ولكن يوجد عطاء أجمل0فنقول له يارب هذا قليل000من يدك أعطيناك0فهذه مقاييس العُمق0ولابد أن ندخل فى أعماق جديدة لكى نأخذ ثمار0 (3) كيف ندخل إلى العُمق :- لابد أن يكون فى رغبة جديدة ومثابرة وإجتهاد0فالصلاة تحتاج إلى جهد0والإنجيل يحتاج إلى جهد 0فلو أنا وجدت صعوبات لا أسكت فلابد أن اُثابر0وأستمر وارفع قلبى وأقول له إنت يارب علّمنى0وإن وجدت آية لم أفهمها أقولّه إنت يارب فهمنى وعلّمنى أن أسمع صوتك00فالحياة مع ربنا غالية وتستحق التعب والجهد0فليس لأنى أُصلّى وأسرح أختم ! لا أختم0ولكن أحاول وأجمع حواسى لكى أقف أمام ربنا بكيان كامل0فالحياة مع ربنا تحتاج إلى جهد0لدرجة أنّ القديسين يقولوا " أعطى دماً لكى تأخذ روحاً " 0أعطى دماً0أى أعطى جهد00فكثرة القراءة تُعطى إستنارة 0نظّم وقتك لكى تدخل إلى العُمق0فليس من السهل الدخول إلى العُمق فالإنسان الذى دخل إلى العُمق عنده تقديس على فكرة وعلى قلبه وعنده تقديس لوقت الصلاة0وكل هذا يحتاج إلى جهد ولكن الأفراح التى سيأخذها ستُغطّى على الجهد وسينسى الإنسان التعب وستجعل الإنسان لا يُبالى بالتعب0الحياة مع ربنا صدقونى00صدقونى تُنسينا التعب ، فى سفر الجامعة يقول " أنّ الله ملهيه بفرح قلبه " ، الحياة مع ربنا ستجعلنا ننسى أى أتعاب وأى جهاد قدّمناه00ولذلك الترنيمة تقول " لو دخلنا العُمق هنشاهد جماله " ، فلو دخلنا العُمق سترى الملك منتظرنا فلكى تدخل العُمق تحتاج إلى مثابرة0الله ينتظر أتعابنا ليكافئنا0 حتى وإن كُنّا غير ناجحين0ولكن الله بينتظر منّا خطوة0فإثبت فى صلواتك0فهذه خطوة0 ثقوا أنّ ربنا سوف لا يُضيّع أجر وقفة صلاة0ولا الإشتياق إلى الوصية0ولكن هو يحتاج مننا مُثابرة0تعالوا نعيش مع ربنا الفرحة الحقيقية التى تُنسينا ضغوط العالم0تعالوا نرى مجد السماء فسنجد أنّ قلبنا إبتدأ يذوق لمحة من أفراح السماء0ربنا يسوع يذوّقنا العُمق00ونحن متكلين على كلمته0وكلمته لا تخيب 0ولإلهنا المجد دائماً أبدياً أمين0

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل