العظات

معجزة شفاء المفلوج

إنجيل هذا الصباح المبارك يحكي معجزة ربما نكون كلنا نعرفها وهي عن المفلوج الذي حمله أربعة رجال أصدقائه .. ربنا يسوع في مدينة كفرناحوم إجتمع في منزل ومن المعروف عن شخصية ربنا يسوع المحبوبة الجذابة أنه حيثما وُجِد تجمع زحام حوله .. ربنا يسوع لو تأملنا في شخصيته نجد أنه كم كانت الجموع شغوفة لسماع تعاليمه مرة يقول الكتاب ﴿ اجتمع ربوات الشعب حتى كان بعضهم يدوس بعضاً ﴾ ( لو 12 : 1) .. يصعد على الجبل لكي يتكلم .. لم يقل الكتاب لنا في كل مرة إجتمع فيها ربنا يسوع مع الجموع كم كان عددهم ؟ وجدنا أنه في المرة التي كان فيها على الجبل كان عددهم خمسة آلاف رجل غير النساء والأطفال .. تخيل هذا العدد في عظة يقولها ربنا يسوع على جبل وبالطبع كانت المدينة كلها في ذلك الوقت لا تتعدى إثنين مليون نسمة تقريباً . بذلك نجد هذه النسبة تعلن أن ربنا يسوع شخصية جذابة جداً وكل من يسمعه يحرص على أن يعود ليسمعه مرة أخرى .. ﴿ ثم دخل كفرناحوم أيضاً بعد أيام فسُمع أنه في بيت وللوقت اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع ولا ما حول الباب ﴾ ( مر 2 : 1 – 2 ) .. مجرد أن عرفت الجموع أنه في بيت تجمعوا حوله في البيت .. لذلك كان ربنا يسوع يُعلم في أي مكان قد يكون على جبل أو مكان عام .. في مجمع .. على شاطئ البحر .. لأنه حيثما تواجد ربنا يسوع تواجد زحام حوله .. لم يسع البيت الجموع من كثرتها حتى أمام الباب .. ﴿ فكان يخاطبهم بالكلمة وجاءوا إليه مقدمين مفلوجاً يحمله أربعة وإذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه من أجل الجمع كشفوا السقف حيث كان ﴾ ( مر 2 : 2 – 4 ) .. هنا نتكلم عن نقطتين هما : 1. روح الخدمة في الرجال الأربعة . 2. هدف المعجزة . 1. روح الخدمة في الرجال الأربعة : =========================================== ذهب الرجال الأربعة ليسمعوا ربنا يسوع مثل غيرهم ومثل من في البيت لكن كان لديهم روح خدمة وكانوا حريصين على أن يأخذوا معهم شخص لا يستطيع أن يذهب ويريدونه أن يتقابل مع ربنا يسوع .. أرادوا أن يأخذوا معهم إنسان مفلوج .. ومرض الفلج هو الشلل الكلي .. الإنسان المقعد الذي كل أعضاؤه ضامرة .. عضلات الجسد كله ضامرة وغير عاملة .. هذا هو الإنسان المشلول .. أخذوه وحملوه معاً على سريره ليقدموه للمسيح .. هذه هي روح الخدمة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان المسيحي الذي لا يريد أن يذهب وحده بل يذهب ومعه أصحابه .. وعندما يذهب ومعه أصحابه لا يفكر في أصحابه الذين إعتادوا الذهاب بل يفكر في أصحابه الذين لا يستطيعون الذهاب . هذه هي روح الخدمة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان المسيحي بنعمة الله .. أن يكون له غيرة وله حب وأمانة نحو سائر إخوته خاصةً الذين لا يستطيعون ولا يعرفون أن يأتوا .. خدمة يطلق عليها الآباء إسم خدمة المفلوجين .. وبالطبع مفلوج بالمعنى الجسدي أن جسده لا يتحرك أما المفلوج بالمعنى الروحي فهو كل نفس لها قيود داخلها تمنعها من الحياة مع الله .. المفلوج بالمعنى الروحي هو شخص لم تتعود رجليه أن تقف للصلاة وليس له يدين إعتادتا أن ترتفعا للصلاة وليس له لسان تعود مباركة الله وتسبيحه وذِكر إسمه – هذا مفلوج روحياً – .. وعندما تسأل نفسك كم مفلوج تعرفهم تجد أنهم كثيرون .. نفوس كثيرة لا تعرف طريق الله وليس بها مخافة الله .. نفوس كثيرة أرجلها لا تعرف طريق الله وليس في قلبها مخافة الله .. نفوس كثيرة مفلوجة لا تستطيع أن تتقدم في طريق الله ولا خطوة واحدة . لابد أن أشعر في قلبي أن عليَّ مسئولية نحو هذه النفوس .. لا يكفي أن أذهب بمفردي .. لا يكفي أن أهتم بخلاص نفسي وحدي .. كلما ذاقت النفس عذوبة وحلاوة الحياة مع الله كلما شعرت أنها لا تستطيع أن تعيش وحدها معه بل تشتاق أن تقدم له كل يوم نفوس جديدة .. بل تقول مع داود النبي ﴿ ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب ﴾ ( مز 34 : 8 ) .. لا تريد أن تترك شخص لم يعرف الله .. لا تترك شخص مازال مُقيد مفلوج ليس بداخله حركة الإشتياق لله .. معلمنا بولس الرسول كان يقول ﴿ من يضعف وأنا لا أضعف من يعثر وأنا لا ألتهب ﴾ ( 2كو 11 : 29 ) .. من أسمع عنه أنه مازال لا يعرف الله ويعيش في عثرة وأنا لا أعثر من أجله ؟! من الذي أشعر أنه يعيش في ضعف وأنا لا أضعف من أجله ؟! لذلك قال ﴿ صرت لليهود كيهودي لأربح اليهود وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس .......... صرت للكل كل شيء لأخلص على كل حالٍ قوماً ﴾ ( 1كو 9 : 20 – 22 ) .. معلمنا بولس الرسول مملوء غيرة حتى أنه قال لنا كلمة صعب جداً فهمها ﴿ كنت أود لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد ﴾ ( رو 9 : 3 ) .. نستطيع أن نقول أنَّ نفس الكلمة تنطبق على الرجال الأربعة الذين حملوا المفلوج .. كان يمكن لكل واحد منهم أن يقول أنا أريد أن أسمع وحدي أو أن أسمع براحتي .. وحدي أستطيع أن أدخل بسهولة لكن لأننا أربعة ونحمل معنا مفلوج فهذا سيحرمنا من أن نسمع .. لا .. هم قبلوا أن يُحرموا من أن يسمعوا ولكن من أجل عمل أفضل من أن يسمعوا .. يجب أن نهتم بخلاص غيرنا وكما قال بولس الرسول ﴿ لكي نُحضر كل إنسانٍ كاملاً في المسيح يسوع ﴾ ( كو 1 : 28 ) .. نحضر نحن .. المفروض أن نخرج خارج أنفسنا ونسأل عن إخوتنا ونهتم بأن نُحضر للمسيح نفوس جديدة ونهتم بخدمة المفلوجين ونهتم بخدمة الذين ليس لهم أحد يذكرهم . إهتم بإفتقاد الإخوة .. إهتم بإفتقاد الناس التي أخذها العالم وابتلعها .. إن لم يحمل الإنسان المسيحي في قلبه روح غيرة ومحبة لإخوته يكون هناك خطأ في حياته المسيحية .. الذي عايش المسيح بالفعل لا يستطيع أن يهدأ حتى يأتي بنفوس كثيرة للمسيح .. القديس يوحنا فم الذهب يقول لو قلت أنَّ الشمس لا تضئ أصدقك لكن لو قلت أنَّ المسيحي لا يخدم لن أصدقك .. يريد أن يقول كون الشمس لا تنير فهذا شئ لا يصدقه عقل لكن قد أصدقك .. لكن .. أن تقول لي مسيحي لا يخدم فلن أصدقك أبداً .. لماذا ؟ لأنَّ نور المسيحي أقوى من نور الشمس لأنَّ نوره من نور خالقه الله .. قال الله ﴿ لا يمكن أن تُخفى مدينة موضوعة على جبلٍ ﴾ ( مت 5 : 14) .. كيف تُغطى مدينة كائنة على جبل ؟ هل تغطيها بيدك أو بسِتر ؟ لا يمكن أن تُغطى .. ﴿ ولا يوقدون سراجاً ويضعونه تحت المكيال ﴾ ( مت 5 : 15) .. يريد أن يقول لك أنت مثل مدينة كائنة على جبل تضئ للآخرين بحياتك وسيرتك وسلوكك . الإنسان المسيحي لابد أن يعيش الخدمة وروح الخدمة .. هؤلاء الرجال الأربعة لم يريدوا أن يذهبوا وحدهم .. لم يشعروا أنهم مسئولين عن أنفسهم وحدهم فقط بل عن الاخرين أيضاً هذه هي الروح التي يجب أن نتحلى بها ونلتزم بها .. ربنا يسوع قال عن نفسه ﴿ كما أنَّ ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين ﴾ ( مت 20 : 28 ) .. رأينا ربنا يسوع بشخصه المبارك يجول يصنع خير .. ويشفي كل مرض تسلط عليهم .. يقول الكتاب أنه ﴿ ولما رأى الجموع تحنن عليهم إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كعنمٍ لا راعي لها ﴾ ( مت 9 : 36 ) .. الإنسان الذي تذوق حلاوة الحياة مع الله يكون حنون على إخوته وينظر لهم بنظرة حب وحنان وشفقة ويكون غيور على خلاصهم بل وساعي لخلاصهم .. هذه هي الروح المسيحية التي لابد أن تكون فينا إتجاه كل نفس . إن كنت لا تستطيع أن تُحضر نفوس لله .. إن كنت عاجز عن أن تُعلم فعلى الأقل صلي من أجلهم .. على الأقل قدم لهم نموذج جيد قدوة لهم يجعل قلوبهم تتحرك نحو الله .. مسئولية نحن غير مدركين لها وسُندان عليها .. إن كان ليس لدينا روح خدمة .. الله خلق الإنسان بطاقة حب وطاقة فكر جبارة إن حصر نفسه في نفسه فهو بذلك أول الخاسرين وأول المُتعبين .. أكثر شئ يتعب الإنسان أن لا يهتم سوى بنفسه فقط .. لكن عندما يكون له روح خدمة إتجاه الآخرين تجده يقول ﴿ أحيا لا أنا بل المسيح فيَّ ﴾ ( غل 2 : 20 ) . يقول القديس يوحنا ذهبي الفم تشبيه رائع عن الكنيسة فيقول أنها جسد المسيح ويأتي بتشبيه من العهد القديم .. وهو عندما سكر أبونا نوح في أحد المرات وتعرى فدخل عليه إبنه كنعان ورآه فتهكم على أبيه وخرج دون أن يستره .. لكن عندما دخل إبنيه سام وحام ورأيا عُري أبيهما أحضرا ملآه ورجعا بظهرهما وسترا أبيهما لكي لا ينظرا عُريه .. وعندما أيقن نوح هذا الموقف لعن كنعان وبارك سام وحام .. يقول القديس يوحنا ذهبي الفم أنَّ الكنيسة هي جسد المسيح وكل جزء في الكنيسة فارغ من المؤمنين هو جزء مُعرى وإن رأيت هذا الجزء المُعرى لابد أن تغطيه ليس بستر بل بمؤمنين تُحضرهم للكنيسة لأنَّ حضورهم هو الذي يستر الكنيسة .. إذاً عليك أمرين مهمين أولهما إنك لابد أن تأتي أنت بنفسك لئلا تكون متسبب في العُري وهذا أصعب لأنك المُتسبب .. وثانيهما أنه إن وجدت جزء مُعرى فكَّر في إخوتك لكي تأتي بهم لتستر الكنيسة جسد المسيح وتنال بركة .. لذلك لابد أن تتعامل مع الكنيسة على أنها جسد المسيح التي هي حريصة على أن تكون ممتلئة وفرحة ومتهللة بجماعة المُصليين والمُسبحين لأنَّ الله يحب جمهور المُعيدين لذلك لابد أن تشعر بروح المسئولية ليس نحو نفسك فقط بل ونحو الآخرين أيضاً . اليوم نتعلم روح الخدمة من الرجال الأربعة الذين حملوا المفلوج وإن كانوا قد حُرموا من سماع كلمة الله .. نتعلم روح الخدمة والبذل وتقديم الآخرين عن أنفسنا .. الإنسان الذي يحب أن يقدم غيره عن نفسه يريد أن يتمتع الآخرين بالله مثله ولا يكون هناك شخص محروم من عِشرة الله الحلوة . هؤلاء الرجال الأربعة عندما ذهبوا إلى المسيح وجدوا أنه من الصعب الوصول إليه .. لم يرجعوا بل فكروا كيف يتغلبوا على هذه العقبة .. الذي له روح الخدمة يغلب العوائق وليس الزحام هو الذي يجعله يتراجع عن روح الخدمة .. الإنسان الذي به روح الخدمة لا يعطلها أي عوائق .. مادام القلب مملوء بحب الله والنفس مملوءة بالغيرة إذاً لن توجد عوائق لهذه الخدمة . 2. هدف المعجزة : ====================== كل الناس تتخيل أنَّ هدف المعجزة أن يتلامس هذا المفلوج مع المسيح ويُشفى من مرضه .. وربما هذا الهدف هو الذي كان في هؤلاء الرجال الأربعة أيضاً .. ﴿ وبعدما نقبوه دلوا السرير الذي كان المفلوج مُضجعاً عليه فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج يا بُني مغفورة لك خطاياك ﴾ ( مر 2 : 4 – 5 ) .. لم يتوقعوا من يسوع أن يقول له تلك العبارة بل توقعوا أن يقول له قم إحمل سريرك وامشِ .. توقعوا أن يقول له أنت برئت قم مُعافى لكن لم يتوقعوا أن يقول له مغفورة لك خطاياك .. بالطبع كان هناك قوم من الكتبة وقالوا ﴿ لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف ﴾ ( مر 2 : 7 ) ؟ أي ما معنى إنسان يقول مغفورة لك خطاياك .. ما سلطانه على غفران الخطايا ؟ ﴿ من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده فللوقت شعر يسوع بروحه أنهم يفكرون هكذا في أنفسهم فقال لهم لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم أيُّما أيسر أن يُقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك أم أن يُقال قم واحمل سريرك وامشِ ﴾ ( مر 2 : 7 – 9 ) .. أنتم في أذهانكم أيهما أيسر أن أُقيمه من سريره أم أن أغفر له خطاياه ؟ أراد أن يقول لهم إقامته من سريره أمر سهل جداً لكن الأصعب هو مغفرة الخطايا .. ﴿ ولكن لكي تعلموا أنَّ لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا ﴾ ( مر 2 : 10) .. أريد أن أُعلمكم أمر مهم جداً وهو أنَّ مغفرة الخطايا أهم جداً من أنه يكون مفلوج .. كون أنه يكون مفلوج ويظل بمرضه أو لا يظل بمرضه فهذا أمر لا يشغل ربنا يسوع بقدر ما يشغله غفران الخطايا .. لذلك قال له ﴿ لك أقول قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك ....... حتى بُهت الجميع ومجدوا الله ﴾ ( مر 2 : 11 – 12) . هدف المعجزة هنا هو خلاص النفس .. لو نظرنا إلى كل المعجزات التي صنعها ربنا يسوع نجد أنَّ هدفه ليس أن يجمع الجموع ويصنع المعجزة لكي يفتخر بصنعها ويظهر أنه رجل عجائب .. لا .. لم يكن هذا هدفه .. لم يكن هدفه أن يأخذ الجموع إلى الجبل ويعلمهم لكي يمضي الوقت ويجوعوا فيطعمهم ويُقال عنه أنه أشبعهم .. لا .. ما من معجزة عملها إلاَّ وهدفها إعلان لاهوته .. إلاَّ وهدفها خلاص النفس وهذا أروع وأجمل من مجرد أكل وشرب وشفاء مرض . أروع معجزة يصنعها فينا ربنا يسوع أن نتلامس معها هي توبتنا .. إختبارنا الشخصي كل يوم بغفرانه لنا .. غفران ربنا يسوع أجمل من شفاء مفلوج لذلك كوننا نقف عند هذا الحد نكون قد أخلينا ربنا يسوع من جوهره الإلهي .. عندما يأتي إنسان ليتعامل مع ربنا يسوع لمجرد أنه يشفيه أو يحل له مشكلة فهذا الأمر يجعل نظرته ضعيفة جداً وقليلة عن ربنا يسوع لكن يجب أن نتخطى ذلك بكثير لكي نتلامس معه كإله ونتذوق منه غفران خطايانا وأن نعرف كيف نمجده لأنه صنع معنا أمر عظيم في حياتنا .. أجمل وأعظم معجزة يصنعها فينا أن نتغير إلى تلك الصورة عينها .. أعظم معجزة يصنعها فينا الله أنه يعطينا نفسه على المذبح مأكل ومشرب حقيقي لكي يثبتنا فيه ويثبت هو فينا .. أعظم معجزة يعملها الله فينا هي التوبة ونعمة مغفرة الخطايا . أحياناً الناس وخاصةً في جيلنا يتعلقون بالمعجزات .. كثيرون يقرأون معجزات البابا كيرلس وأبونا عبد المسيح المناهري وأبونا يسى و ..... ويتركون الكتاب المقدس .. كثيرون فكرهم نحو المسيح أنه يحل فقط المشاكل في حين أنَّ هدف ربنا يسوع نحونا غير ذلك .. هدفه توبتنا وخلاص أنفسنا .. لذلك ما من معجزة صنعها ربنا يسوع إلا وكشف لنا هذا الجانب .. الجموع التي أكلت من الخبز وشبعت وأشبعها فرحت .. وقالوا لقد أشبعنا لنظل سائرين معه حتى لا نجوع لكنه قال لهم أنتم مخطئون أنا لست ساحر أطعمكم وأشبعكم .. لا .. ﴿ اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية ﴾ ( يو 6 : 27 ) .. أعطاهم فكر إلهي فكر عن خلاص أنفسهم . عندما ننظر لمعجزة صيد السمك التي عملها مع بطرس الرسول .. قال له ﴿ ابعد إلى العمق ﴾ ( لو 5 : 4 ) .. قال له بطرس ﴿ قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً ولكن على كلمتك أُلقي الشبكة ﴾ ( لو 5 : 5 ) .. هل الذي تعب الليل كله ولم يصطاد شىء الآن يقول له ربنا يسوع أدخل للعمق ؟ ودخل بطرس للعمق واصطاد سمك كثير جداً حتى كادت السفينة أن تغرق فإستعان بسفينة يعقوب ويوحنا التي هي أيضاً كادت أن تغرق من غزارة الصيد والشباك كانت تتخرق من كثرة الصيد .. هل إنتهت المعجزة إلى هذا الهدف أنَّ المسيح جعلهم يصطادون سمك كثير ؟ .. لا .. ليس هذا هدف المعجزة بل هدفها أعظم بكثير وهو أنَّ بطرس سجد لربنا يسوع وقال له ﴿ اخرج من سفينتي يارب لأني رجل خاطئ ﴾ ( لو 5 : 8 ) .. إذاً المعجزة هدفها خلاص النفس وتبرير الإنسان ومن هنا تحول من سمعان إلى بطرس ومن صياد سمك إلى صياد الناس .. وهنا مجد المعجزة . صعب أن نرغب في السير وراء المعجزة لأجل المعجزة مثل اليهود الذين قالوا له نريد أن نرى آية .. نريد معجزة .. كثيراً ما يطلب الإنسان معجزة من أجل أطماع شخصية أو أهداف أرضية أو من أجل تأمين حياة .. في حين أنَّ هذا ليس هدف ربنا يسوع مع النفس .. والعجيب أنه عندما نرى عمل المسيح المعجزة مع بطرس نجد الكتاب بعدها يقول ﴿ تركوا كل شيءٍ وتبعوه ﴾ ( لو 5 : 11) .. إذاً ماذا عن السمك يا معلمنا بطرس ولمن تتركه ؟ يقول الأمر الآن أصبح ليس صيد سمك كثير الأمر أكبر من ذلك بكثير .. الأمر في الذي أعطاني السمك .. هل يليق أن أتمسك بالسمك وأترك الذي أعطاني إياه ؟ هكذا اليوم مع المفلوج ربنا يسوع قال له ﴿ قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك ﴾ .. هل أفكر في الذي قال هذه العبارة ومن هو وما هي قدرته ؟ إذاً يجب أن أكون قد تلامست مع الله وعندما أتلامس معه أتبعه أينما يمضي .. ربنا يسوع لا يحب أن يظهر معنا في حياتنا في شكل أمر يعطي إندهاش للنفس أو يصنع عمل عجائبي أي مثلاً يصعد أعلى الجبل ويُلقي نفسه فتأتي الملائكة وتحمله .. لا .. هذا فكر شيطان لذلك هو لم يسمح لهذا الفكر وقال له ﴿ لا تجرب الرب إلهك ﴾ ( لو 4 : 12) .. في حين أنه قادر أن يصعد إلى جناح الهيكل ويُلقي نفسه ولا يُؤذى .. هو قادر .. لكن يقول لماذا وما هدف ذلك ؟ أي معجزة أصنعها لابد أن يكون هدفها توبة النفس وخلاصها وإعلان مجد لاهوتي في النفس وفي أولادي ووسط الكنيسة . لذلك يجب أن لا نطلب أمور تحقق إيماننا لأن إيماننا أكبر من كل الأمور المرئية .. أنا لست منتظر معجزة لأعرف أنَّ إلهي هو الإله الحقيقي .. لا .. أنا إيماني أقوى بكثير من كل ما هو مرئي .. أنا أؤمن به داخل قلبي ونفسي وعقلي أنه قادر ومقتدر وأكبر دليل يعلن لي أنَّ إلهي قادر ومُقتدر أنه يغفر لي خطاياي وأنه يعدني بالحياة الأبدية وأنه يعطيني مجد ألوهيته في داخلي وأنه خلقني على صورته ومثاله – هذا أكبر مجد – لكن كون أنَّ هناك أمور أخرى أتعلق بها .. أقول لك أنت بذلك لم تفهم هدف المسيح من صنع أي معجزة .. إن كان المفلوج أول كلمة قالها له هي مغفورة لك خطاياك ثم بعد ذلك قال له قم إحمل سريرك وامشِ إذاً الأهم من شفاء الجسد هو شفاء مرض النفس . قد يسمح الله كثيراً بأمراض للجسد لكيما تكون شفاء للنفس .. قد يسمح الله للإنسان أن يُحرم من بعض الأمور الأرضية من أجل اقتناء ما هو أهم وهو الأمور السماوية فنجد أنه قد يسمح لأبرار وقديسين أن يتألموا في الجسد ويُصابوا بأمراض ومع ذلك يقول أنَّ هدف الله من الإنسان هو خلاص نفسه .. أهم بكثير من بعض آلام في الجسد بل قد تكون آلام الجسد سبب بركة للنفس والروح .. لذلك هدف المعجزة في فكر المسيح وفي فكر الإنجيل هو تغيير الإنسان وتوبة الإنسان وليس مجرد فعل ظاهري . الله الذي تحنن على المفلوج يتحنن علينا ويقول كلمة الخلاص لكل نفس أنَّ مغفورة لك خطاياك لنقوم ونحمل سريرنا ولا يعود سلطان المرض يغلب علينا بل نقوم ونمجد ذاك الذي أعطانا السلطان والمجد وشفانا . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

دراسة رسالة معلمنا بولس الرسول لآهل فيلبى

مدينة فيلبي مدينة قريبة من اليونان في بداية أوروبا بناها فيليب المقدوني لذلك سُميت فيلبي .. إحتلتها الدولة الرومانية ولأنها بلد ساحلية وجميلة ونشيطة حولتها الدولة الرومانية إلى مستعمرة لأن أي دولة يُعجب بها الرومان كانوا يحولونها إلى مستعمرة أي كأنها جزء من بلادهم .. كأنها روما نفسها فتجد مبانيها تشبه مباني روما وشعبها يرتدي الزي الروماني ويتكلم نفس اللغة وتُسمى كولونية أي مستعمرة .. فيلبي كانت كولونية رومانية .

أستنارة المولود اعمى

+ يُتلى هذا الفصل من الإنجيل مرتين فى السنة : المرة الأولى : فى الأحد الرابع من شهر طوبة المبارك وهنا تحاول الكنيسة إبراز عطية نعمة الإبن للبشرية المرة الثانية : فى الصوم الكبير فى أحد المولود أعمى وذلك من أجل قبول الإيمان وقبول الإستنارة الروحية لأنّ هذا اليوم كان يُعرف أنّه هو اليوم الذى يدخل فيه غير المؤمنين للإيمان ومعروف أنّه أحد التناصير + وآحاد الكنيسة تسير فى خط روحى مُعيّن وتظهر فى ثلاث كلمات هى : (1) محبة الآب (2) نعمة الإبن (3) عطية الروح + وتُقسّم شهور السنة كالآتى : & فى شهر ( توت و طوبة ) ركّزوا على محبة الآب فى شهر ( هاتور وكيهك و طوبة ) ركّزوا على نعمة الإبن & ونحن الأن فى وقت تركّز فيه الكنيسة مع أولادها على عطية الإبن وهى تتمثّل فى يوحنا الإصحاح التاسع مثلما أعطى الإبن المولود أعمى إستنارة لأنّ من أهم عطايا الإبن للبشرية وهى نعمة الإستنارة لذلك يقول الإنجيل ( وفيما هو مُجتاز نظر رجل مولود أعمى ) أى أنّه ( مجرد شخص ) وفى ترجمة الكتاب المقدس يقول ( إذا إنسان مولود أعمى ) ، أى النعمة التى يفتقد بها الله البشرية هى للبشر كلهم لأى إنسان وهذه هى نعمته & وأهم ما يميز هذه المعجزة أنّ المولود أعمى لم يطلب منه الشفاء رغم أنّه فى معجزات أخرى المولودين عُمى طلبوا منه مثل المولود الأعمى الذى قال له ( يا إبن داود إرحمنى ) وآخر تلاميذه أحضروه له0لكن هذا المولود أعمى مرّ يسوع عليه ووجده & وهنا الكنيسة تريد أن تُبرز نعمة الإبن تعطفّه على الإنسان بلا سبب حتى دون أن يطلب الإنسان – هذه هى نعمة الإبن وهذه هى كلمة ( نعمة ) 0 & و تتلّخص هذه العظة فى 3 نقاط هى : 1/المفهوم الروحى للمعجزة 2/ظهور أعمال الله فى الإنسان ( أهذا أخطأ أم ابواه ؟ ) 3/تغيير الشكل لدى المولود أعمى ( إنّ هذا الرجل لمّا حدثت المعجزة لم يعرفوا شكله ) (1) المفهوم الروحى للمعجزة : ===================================== من خلال الدراسة الدقيقة للكتاب المقدس نجد أنّ الأنبياء والرسل صنعوا معجزات كثيرة جداً لكن لم نجد رسول أو نبى فتح أعيُن إنسان أعمى يمكن أن يكون أنبياء أقاموا موتى وإقامة الميت أصعب من تفتيح الأعمى مثل : إيليا ( الذى أقام إبن أرملة صرفة صيدا ) وإليشع ( إقامة إبن الأرملة الشونامية ) وموسى النبى ( عندما شقّ البحر ) ويشوع ( لمّا وقفّ الشمس فى السماء ) وبطرس وبولس ( الأول يقول ظل أحدهم يُشفى الأمراض ، والثانى مناديل وعصائب الآخر تُذهب الأرواح الشريرة ) & أيضاً رأينا معجزات من تلاميذ ورسُل ومن أنبياء كثيرة جداً لكن لم نرى واحد من الأنبياء أو التلاميذ يفتح أعيُن أعمى لماذا ؟ أيضاً رأيناهم يطهّروا بُرّص ويشفوا مشلولين ومعجزة المُقعد الخاصة ( بيطرس ويوحنا ) وإليشع لمّا شفى ( نُعمان السُريانى من البرص ) ولماذا عند موضوع تفتيح أعين العُميان لم يفتح منهم أحد عينان أعمى لكن ربنا يسوع المسيح كان يدّخر هذه النعمة لشخصه وحتى كان معروف عند اليهود أنّ هذا الأمر بالأخص محفوظ للمسيا المنتظر وهو ( تفتيح أعين الأعمى ) هذا محفوظ للمسيا حتى لمّا وجدوا ( إيليا وإليشع ) يُقيموا الموتى لم يظُنّوا أنهما أو أحدهما هو المسيا ولم يراجعوا أفكارهم أنّه المسيا أم لا ! لأنّ نقطة إعطاء البصيرة للإنسان كانت معلومة فى ضميرهم الروحى أنها محفوظة للمسيا فقط وهذا هو الأمر الذى يؤكد أنّ هذا هو المسيا فرب المجد يسوع قصد أن يدّخر هذا العمل لنفسه تحقيقاً لمبدأ أنّ هذا هو المسيا المنتظر مثلما يقول بولس الرسول فى رسالته إلى أهل رومية ( وتعيين إبن الله بقوة ) يريد أن يقول إن كنت أنت عارف إنّ لم يفتح أحد أعين العُميان إلاّ المسيا فهذا فتح أعين العُميان إذن يكون من هو ؟إذن هو المسيا & ونجد أنّه لمّا يوحنا ( المعمدان ) أرسل ليجعل تلاميذه يصدّقوا أنّ هذا هو المسيا ويصدّقوا أنّ هذا هو إبن الله قال لهم أريد منكم أن تسألوه وتسمعوا من فمه وإسألوه من أنت ؟ أنت هو الآتى أم ننتظر آخر؟ وأعطاهم رب المجد يسوع أعطاهم (6) أدلة أنّه هو المسيا إبن الله00فقال لهم إذهبا وقولا ليوحنا:0 1/العمى يبصرون 2/العرج يمشون 3/البُرّص يطّهرون 4/الصُم يسمعون 5/الموتى يقومون 6/المساكين يُبشّرون ونرى أنّه عندما قال ليوحنا أولاً أنّ ( العُمى يبصرون ) يريد أن يقول له إحذر إن كنت أنا أقول إنّ العُمى يبصرون أول شىء فإلتفت جيداً أنّ الموجود معك هو المسيا المنُتظر00لماذا هذه بالأخص ؟ هذه هى المعجزة المدخّرها المسيا ؟ فنقرأ هذا الكلام فى أشعياء إصحاح ( 35 : 5 ، 6 ) " حينئذٍ تتفتّح عيون العُمى وآذان الصُم تتفتّح حينئذٍ يقفز الأعرج كالأيّل ويترنّم لسان الأخرس " فماذا يجرى هنا ؟ أنّه يحاول أن يقول أنّ من علامات مجىء المسيا أن تجدوا العمى يبصرون مثلما قال يسوع لتلاميذ يوحنا المعمدان ليخبروه ونجد أيضاً داود يقول فى المزمور ( أنّ الرب يفتح عيون العُميان ) لذلك يا أحبائى نجد أنّ الكتاب المقدس ركزّ على حادثة المولود أعمى الموجودة فى يوحنا الإصحاح التاسع لكن فى الحقيقة لو قرأنا الكتاب المقدس نجد فى الأربعة أناجيل 7 شخصيات فتح ربنا يسوع المسيح أعينهم وليس واحد فقط0 وهذا المولود أعمى الخاص بأورشليم0الموجود فى يوحنا الإصحاح التاسع (1) فى بداية خدمة ربنا يسوع المسيح فتح أعين إثنان من العمى فى متى (9) (2) فى حادثة أخرى نجد مولود أعمى أخرس فى متى (12) (3) وفى بيت صيدا شفى واحد الذى نادى عليه وقال ( يا إبن داود إرحمنى ) فى مرقص (12) الذى لمّا ابصر رأى الناس كأنهم أشجار يمشون (4) وأيضاً بالقرب من مدينة أريحا شفى إثنان عُميان أصدقاء (5) وفى يوحنا (9) شفى المولود أعمى الموجود فى أورشليم0 وهنا سنجدهم 2 ثم 1 ثم 1 ثم 2 ثم واحد فى أورشليم فيكون مجموعهم سبعة قد فتح يسوع أعينهم وكل هؤلاء أعطاهم ربنا يسوع المسيح البصر- لماذا ؟ رغم أنّه نجد ربنا يسوع المسيح فى معجزات كثيرة صنع واحدة فقط ( كعينّة ) من كل نوع مثل ( تطهير البُرص ، الشفاء من حُمى ، إسكات البحر ، إشباع الجموع ) أى أنّه الذى يستطيع أن يصنع واحدة يستطيع أن يصنع أكثر من نفس النوع & لكن فى هذه المعجزة صنع ( سبعة ) لكى يثبت ويعيّن نفسه مسيا ويؤكد حقيقة أنّه هو المسيا المنتظر لكل أولاده لأنّه هو الذى يفتح أعين العُميان – لأنّه هو مانح البصيرة والنور وهو قال عن نفسه ( أنا هو نور العالم ) وقال يسوع عن نفسه ( أنا هو نور العالم ) لأنّه فى العهد القديم كان يحتفلوا بعيد إسمه ( عيد المظال ) يذكروا فيه الأيام التى كانوا يسكنوا فيها الخيام فكانوا يتركوا منازلهم فعلاً ويسكنوا فى خيام0ويذكروا الوقت الذى فيه كان الله يقودهم بعمود النار ليلاً ولكى يتذكّروا هذا كانوا يحضروا منارات عالية جداً جداً أو ينّوروها ويشعلوها – لكى يحتفلوا بتذكار قيادة الله لهم وكان ربنا يسوع ماشى ووجدهم يحتفلوا بعيد المظال ووجدهم مُشعلين المنارات العالية فقال لهم ( أنّه هو نور العالم ) وأشار ربنا يسوع لهم إن كنت أرسل عمود النار ليرشدكم هذا كان إشارة لى لكن أنا نوركم لذلك عندما تصّلى الكنيسة تقول ( أيها النور الحقيقى الذى يضىء لكل إنسان أتياً إلى العالم ) ، ( أنت النور الخاص بنا ، أنت ضيائنا ، وأنت قائدنا ) والنور يا أحبائى هو أساس البصر مثال: تعالوا نجلس فى الظلام ولنا أعين مفتوحة لن نرى شىء ولكن إذا أضائنا المكان فسوف نبصر لذلك البصر يرجع للنور أكثر ما يرجع إلى العين – فالعين تبقى خالية من الفائدة لو الدنيا ظلام لكن لو هناك نور لأبصرنا لأننا ممكن أن نكون مبصرين لكن لا نعيش فى النور فنجد أنفسنا لا نرى 0لذلك يقول ربنا يسوع ( أُسلك فى النور لئلاّ يُدركك الظلام ) فهو يُعبّر عن نفسه أنّه هو النور – وطالما هو النور إذن هو الرؤية ، هو الذى يوضّح ، هو الذى يُعلن ، هو الذى يقول عنه ( يُحكّم العُميان ) & لذلك يتكلّم ربنا عن رعايته لشعبه فى العهد القديم يقول عن يعقوب ( أحاط به ولاحظه كحدقة عينه ) يريد أن يقول له أنّ عينيك التى كنت تبصر بها ، فمن هنا يريد أن يقول لنا فى هذه المعجزة أريد أن أعطيكم نوراً أو أريد أن أعطيكم بصيرة وأريد أن أمسك يدك لتمشى فى طريق صحيح وأن أجعلك إنسان تسلك فى وصاياى لأنّ وصاياى هى السراج المضىء فى المواضع المظلمة0يريد أن يقول أنّه هو نور حياتنا الذى يجعلنا نستطيع أن نميّز الأمور0 لأجل ذلك يمكن أن يكون ناس عندهم عين وليس عندهم بصيرة روحية والعكس ممكن أن يكون إنسان ليس لديه أعين لكن عنده بصيرة روحية لذلك معلمنا بولس الرسول يتكلّم عن نقطة العمى هذه ويقول " إنّ إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلاّ تضىء لهم إنارة معرفة الإنجيل " س : ماذا يُقصد بالعمى الذهنى ؟ وهل الذهن له أعين ؟ ج : نعم الذهن له أعين هى الإستنارة الفكرية " لئلاّ تضىء لهم إنارة معرفة الإنجيل " نعم هذا الإنجيل يضىء ويريد أن يتجاوب الإنسان مع الضوء الصادر منه لكى يكون إله هذا الدهر أعطانى النور الذى به أستطيع أن أسلك ، وهذا هو المفهوم الروحى للمعجزة ، ولماذا صنعها ربنا يسوع المسيح ؟ ولماذا فتح أعين عميان كثيرين ؟ ولماذا وضعتها الكنيسة فى هذه الأيام ؟ (2) ظهور أعمال الله فى الإنسان : ====================== عندما نظروا الرجل المولود أعمى سأله تلاميذه " يا مُعلّم أهذا أخطأ أم أبواه " أجاب يسوع " لا هذا ولا أبواه لكن لكى تظهر أعمال الله فيه " & هناك فكر روحى خاطىء أحياناً يسيطر على الإنسان وهو أن يعتقد أنّ أى شىء يأتى عليه هو عقاب له أو أنّ هذا بسبب خطيته أو شرّه0فربنا يريد أن يفعل ذلك بى وهكذا يعيش الإنسان فى عذاب ويؤنّب نفسه0والتلاميذ كان لديهم هذا الفكر الخاطىء لذلك سألوا هذا السؤال وهو فكر روحى خاطىء وكان رد ربنا يسوع المسيح لا هذا أخطأ ولا أبواه & فنجد أنفسنا حينما يحدث شىء فى حياتنا نقول لماذا حدث هذا ؟ ولماذا تركنى الله ؟ ولماذا سمح الله بذلك ؟إذن أنا خاطى وشرير0 لكن لا إذن لماذا تسمح يا الله أن يكون هذا مولود أعمى رغم أنّه صالح هو وأبواه ؟ فيجيب يسوع قائلاً فى كلمة لم يُفسّرها بعد ( لتظهر أعمال الله فيه ) لابد أن ندرك يا أحبائى أنّ كل أمورنا بسماح من الله ولابد أن نثق فى تدابيره وأن نثق فى إرادته وأنّه قادر على كل شىء وأنّه قادر بقليل وبكثير ولابد أن نؤمن أنّ هذا هو ضابط الكل الذى " يفتح ولا أحد يغُلق و يُغلق ولا أحد يفتح " لكى لا يضع الإنسان نفسه فى دائرة من العذابات ويتكلّم مع الله الذى قال عنه الكتاب أنّه إله وليس إنسان0 نحن لا نقول أنّ الله لا يجازى لا بل يجازى ولكن مجازاته للخلاص وكل عقاباته من أجل أنّ الإنسان يتوب ويفرح به لأنّ الله ليس عنده إسلوب البشر فهو إله وليس إنسان لأنّ الله لن يعامل الإنسان بحسب قلب الإنسان أبداً بل أنّ الله يعامل الإنسان بحسب صلاحه وبحسب غناه ولكن نقول يارب هذه إرادتك وهذه مشيئتك وأنت لك قصد انّ هذا الإنسان مولود أعمى إن أحببت أن يبقى أعمى لتكن إرادتك وإن أردت أن يبصر فلتكن إرادتك لكن أنا لا استطيع أن أفهم إرادة تفكيرك لكن ما استطيع فهمه أنّ جميع أعمالك صالحة كما يقول داود النبى ( جميع طرق الرب رحمة وحق وعدل ) بلا إستثناء0 لذلك علينا ألاّ نقول هذا صالح وهذا غير صالح وأنّ هذه لأجلى وهذه ليس لى أو أنّ هذا ذنبى ولكن لكى تظهر أعمال الله فىّ – الله يريد أنّ يتمجّد فى حياتنا وفى كل مواقفها وفى كل أمورنا ، الله يتمجّد فى الموت وفى الحياة ، الله يتمجّد فى الصحة وفى المرض ، حتى أنّ الله يتمجّد فى خطايا الإنسان ، الله يتمجّد فى الضعف ويتمجّد فى كل الأمور ما أجمل أن نُسلّم حياتنا فى يد الله بكل أمورها ، وما أجمل أن نشعر أنّ كل الأمور تعمل معاً للخير ، وكل أمورنا تؤول إلى مجد الله حتى إن أعمى ، حتى إن كان مرض ، حتى وإن كانت شدّة أو ضيق لتظهر أعمال الله فىّ & كثيراً ما رأينا أعمال الله فى ضعف البشر وكثيراً ما رأينا ربنا يعلن ذاته فى نفوس ضعيفة مثلما يقول الإنجيل " إختار الله جُهّال العالم لكى يخزى بهم الحُكماء " ، إختار الله المُزدرى وإختار غير الموجود ، وإختار مجموعة ضعيفة جداً لكى يكونوا كارزين بملكوته لماذا ؟ لكى تظهر أعمال الله فيهم + يمكن أن يتمجّد الله فى خطايا ناس00لماذا ؟ لكى تظهر أعمال الله فيهم + يمكن أن يتمجّد الله فى موت ناس00لماذا ؟ لكى تظهر أعمال الله فيهم0 لأنّه قد يكون بسبب موت إنسان هو يدخل السماء وكل من حوله يتوب إذاً كانوا عايشين فى إستهتار وفى لا مبالاة ونسال ماذا يحدث هنا ؟ لكى تظهر أعمال الله فيه0 كل أمور حياتنا أحبائى لتظهر أعمال الله فيها مثال :0 إفرض أننى عشت فى ضيقة فى عملى أو ضيقة فى حياتى لتظهر اعمال الله فى حياتى كثير من الناس تعيش أزمات وبعد مرور الأزمة نجدها تقول كنت شاعر بيد الله تحملنى وتسندنى0إذن الله عمل فى هذه الأزمة لتظهر أعمال الله فيه0 فكثيراً لا يعرف الإنسان كيف يكتشف يد الله إلاّ فى وقت الضيقة لتظهر أعمال الله فيه (3) تغيير الشكل الذى للمولود أعمى : ============================================== فنجد فى المعجزة أنّه مضى وغسل وجهه وأتى مُبصراً حقاً شىء عجيب أنّ يسوع وضع له طين وقال له إغسل وجهك يأتى مُبصراً لدرجة أنّ جيرانه الذين كانوا يعرفونه قبلاً أنّه كان يستعطى كانوا يقولون أليس هو هذا الذى كان يجلس ويستعطى جيرانه العارفينه جيد جداً0فقوماً منهم يقولون أنّه هو وآخرون أنّه يُشبهه أمّا هو فيقول " أنا هو " & فى الحقيقة الذى يلتقى مع ربنا يسوع المسيح وتنفتح بصيرته يحدث له تغيير شامل تغيير شامل لدرجة أنّ الناس الذين حوله يشكّو فيه يا ترى هو أم لا ؟ المقابلة مع ربنا يسوع المسيح أحبائى تُعطى ملامح جديدة لم أرى إنسان أبداً يتذّوق نعمة الله ولم يحدث فيه تغيير 0أمور لم تكن معتادة الناس أن تراها من قبل ولكن لماذا ؟ ج/ حدث تقابل مع الله ولمّا تقابل مع الله فتح قلبه وفتح عينيه وبدأت حياته تتغير لايمكن أحبائى أن نقول أننا نعيش مع الله بدون تغيير ولا نصدّق أبداً ، هذه خدعة من عدو الخير أن يجعلنى أجلس مع الله وأنا كما أنا لا ولكن يوجد خطأ ما فى حياتى وفى علاقتى مع الله – لأنّه طالما دخلت فى عِشرة مع ربنا لابد أن يحدث تغيير فىّ ( قلبى ، فكرى ، سلوكى ، ضميرى ) من الداخل مثال :0 عندما سألوا الناس ( يوحنا المعمدان ) ماذا نصنع لكى نتوب ؟ أخذ يقول لهم هكذا : أنت من له ثوبان فليعطى من ليس له وآخر لا تشوا بأحد ولا تستُوفوا أكثر مما فُرض لكم وآخر يريد أن يقول لكل أحد لازم أن تتغير حياتك من الداخل – طبيعة حياتك اليومية يجب أن تتغير ( نتغير ) & هاهوذا المولود أعمى منذ أن تقابل مع ربنا يسوع ومنذ ان إنفتحت عيناه بدأ فى التغيير تغيير من الداخل ، تغيير من جوهره ومن طبعه لدرجة أنّ الناس لم تكن تعرفه & لذلك نحن نؤمن فى المعمودية أنّ الحياة الجديدة تعطينا شكل جديد ، ومعرفة الله أحبائى تجدّد الإنسان وتغيّر التفكير مثلما يقول " تغيّروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم " يجب أن يكون فينا ذهن جديد وشكل جديد وملامح جديدة فنرى واحد من القديسين كان يناجى الله قائلاً : " جدّد فىّ صورة ملامحك " 0لأنّ الخطية تفقدنا صورة ملامح الله قصة مشهورة : كان هناك فنان كان يريد أن يرسم صورة العشاء الأخير فأراد أن يرى إنسان على وجهه علامة النعمة وعلامة البركة لكى يستوحى منها شكل ربنا يسوع المسيح فأحضر واحد من الكنيسة لكى يرسم ملامحه ليستوحى ملامح عمل نعمة ربنا وعمل نعمة الروح القدس فيه0ولمّا إنتهى من اللوحة أراد أن يرسم شخصية يهوذا فهو يريد أن يرى إنسان فيه ملامح الشر وملامح الخيانة وملامح الإبتعاد عن الله 0فبدأ يدخل الحانات وأماكن الشر وأحضر إنسان لكى يرسم منه ملامح يهوذا0 فقال له هذا الإنسان أنا أتيت قبلاً وأخذت منك أجرة ورسمت بىّ أحد وبدأت بىّ هذه الصورة الخاصة بك فيسأل الفنان متعجباً : أنت من بدأت بك الصورة أصبحت هكذا ! الخطية تفعل هكذا ، الخطية تفقد الإنسان ملامحه ، عينه تتغير وكلامه يتغير وإسلوبه يتغير وعلاقته مع الناس تتغير والبر يعمل العكس ، البر يجعل الإنسان الذى كان لسانه سايب والذى كانت عينيه غير مستقّرة وكانت نفسه بإستمرار فى ضوضاء وفى قلق0كل هذا إستقر لنّ الله هو الراحة الحقيقية لنا0 تخيّل شكل القديس الأنبا موسى الأسود قبل أن يتوب وبعدما تاب وصار قائد لمجموعة من الرهبان أكيد صوته إتغيّر ، طريقة المشى تغيّرت وأكيد ربنا غيّر كيانه كله الله يقدّس الإنسان ويجعل فى الإنسان ملامح جديدة ربنا يسوع المسيح الذى فتح عينّى الأعمى ، يدخل داخل حياتنا ويعطينا بصيرة روحية من الداخل ويُظهر أعماله فينا ويعطينا شكل جديد بحسب مجده ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد الدائم أبدياً أمين

شخصية أليشع النبى 7/8/2010

شخصية أليشع النبى بسم الأب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين , فلتحل علينا نعمته وبركته من الآن وكل أوان والى دهر الدهور كلها آمين . يقول سفر الملوك الثانى ( 2: 8- 14) " وأخذ إيليا رداءه ولفه وضرب الماء فإنفلق الى هنا وهناك فعبرا كلاهما فى اليبس . ولما عبرا قال إيليا لأليشع أطلب ماذا أفعل لك قبل أن أوخذ منك . فقال أليشع ليكن نصيب إثنين من روحك علىّ . فقال صعبت السؤال فإن رأيتنى أوخذ منك يكون لك كذلك وإلا فلا يكون . وفيما هما يسيران ويتكلمان إذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد إيليا فى العاصفة الى السماء . وكان أليشع يرى وهو يصرخ يا أبى يا أبى مركبة إسرائيل وفرسانها ولم يراه بعد . فأمسك ثيابه ومزقها قطعتين . ورفع رداء إيليا الذى سقط عنه ورجع ووقف على شاطئ الأردن . فأخذ رداء إيليا الذى سقط عنه وضرب الماء وقال أين هو الرب إله إيليا ثم ضرب الماء أيضاً فإنفلق الى هنا وهناك فعبر أليشع " مجداً للثالوث الأقدس شخصية أليشع النبى توصف بكلمة جميلة وهى أنه رجل الله . ذكرت هذه الكلمة فى سيرته 29 مرة , رجل الله تعنى خادم الله , يعيش بحسب إرادة الله , ملتصق بالله , تابع لله جيد أن تؤخذ عنك هذه الصفة , رجل الله معناها أن لى منهجه , لى صفاته , لى محبته , معه دائماً أحمل حضوره فى حياتى معروف عن أليشع أنه أكثر شخص صنع معجزات فى الكتاب المقدس , حتى بعد نياحته صنع أكبر عدد من المعجزات , صنع ضعف عدد المعجزات التى صنعها إيليا النبى لأنه طلب نصيبين من روحه , وظل خمسون سنة ينذر الناس * دعوة أليشع النبى : فى سفر الملوك الأول بداية دعوة أليشع النبى , وجدنا إيليا النبى يعبر حقل كان أليشع موجود فيه " فذهب من هناك ووجد أليشع بن شافاط يحرث إثنا عشر فدان بقر قدامه وهو مع الثانى عشر فمر إيليا به وطرح رداءه عليه . فترك البقر وركض وراء إيليا وقال دعنى أقبل أبى وأمى وأسير وراءك . فقال له إذهب راجعاً لأنى ما فعلت لك . فرجع من ورائه وأخذ فدان بقر وذبحهما وسلق اللحم بأدوات البقر وأعطى الشعب فأكلوا . ثم قام ومضى وراء إيليا وكان يخدمه " (1مل19:19-21) الترك فى حياة أليشع النبى :- مر إيليا على حقل كان أليشع موجود فيه وكان معه 24 بقرة , فطرح رداءه على أليشع , فترك أليشع البقر وركض وراء إيليا ... كما قيل عن الرسل "ترك شباكه ومضى وراءه " هكذا فعل أليشع مع إيليا .. من أجمل الأمور التى نتعلمها من أليشع النبى فى بداية حياته " حياة الترك " . أليشع كان غنى وعنده بقر وحقل , لكنه ترك كل شئ وتبع إيليا , إستأذن من إيليا ليودع أسرته , فرجع من ورائه وذبح بقره ووزعه على الناس , ثم تبع إيليا ... جيدة هى حياة الترك , جيد أن يحيا الإنسان مع الله عندئذ يجد أمور كثيرة تسقط من داخله من تلقاء ذاتها لماذا يحب الإنسان العالم ويتعلق به ؟ لأنه لم يمتلئ بالله بعد . أليشع النبى ترك كل شئ لأن هناك قوة جديدة جذبته ودخلت حياته وشعر أنه لو أكمل حياته فى الحقل مع البقر سيندم معروف عن أليشع النبى أنه رقيق المشاعر , فطلب أن يودع والديه لكنه أخذ القرار وتبع إيليا .. وظل يخدم إيليا تسعة سنوات لم يفارقه , وأراد إيليا أن يصنع منه صف ثانى , وبالفعل كان كما أراد . أليشع قلبه ملتهب مملؤ حب , مجرد أن تقابل مع إيليا ذبح بقره .. لديه عطاء بلا حدود التلمذة فى حياة أليشع النبى : - * من سفر الملوك الثانى 2:2-6 " فقال إيليا لأليشع أمكث هنا لأن الرب قد أرسلنى الى بيت إيل فقال أليشع حى هو الرب وحية هى نفسك إنى لا أتركك , ونزلا الى بيت إيل فخرج بنو الأنبياء الذين فى بيت إيل الى أليشع وقالوا له أتعلم أن اليوم يأخذ الرب سيدك من على رأسك فقال نعم إنى أعلم فأصمتوا , ثم قال له إيليا يا أليشع أمكث هنا لأن الرب قد أرسلنى الى أريحا فقال حى هو الرب وحية هى نفسك أنى لا أتركك وأتيا الى أريحا , فتقدم بنو الأنبياء الذين فى أريحا الى أليشع وقالوا له أتعلم أن اليوم يأخذ الرب سيدك من على رأسك فقال نعم أنى أعلم فأصمتوا , ثم قال إيليا أمكث هنا لأن الرب قد أرسلنى الى الأردن فقال حى هو الرب وحية هى نفسك أنى لا أتركك وإنطلقا كلاهما " ثلاثة مرات لا يطيع أليشع إيليا بل يقول له حيثما ذهبت أكون معك , إيليا قال له المرة الأولى أنه ذاهب الى بيت إيل والمرة الثانية الى أريحا والمرة الثالثة الى الأردن , وفى المرات الثلاثة يقول له بنو الأنبياء أن سيده سيؤخذ منه وهو يجيب نعم أنى أعلم . مادمتم يابنى الأنبياء تعلمون أن إيليا سيؤخذ فى هذا اليوم فلماذا لم تذهبوا معه ؟ أليشع فقط هو الذى تبع إيليا لأنه امين جداً له , ولأنه إختبر القوة التى فى إيليا , ولما سأله إيليا ماذا تطلب فأنت كنت تتبعنى وكنت أمين معى الى النهاية قال أليشع " نصيب إثنين من روحك علىّ "ما أجمل هذا الطلب. هل زرت فى مرة من المرات أحد القديسين وطلبت إثنين من روحه ؟ ألم تعاشر إنسان به روح الله وطلبت من الله أن تكون مثله ؟ أليشع لم يطلب أمور مادية أو مركز أو جاه أو مركبة أو . بل طلب إثنين من روحه , كما طلب سليمان الحكيم من الله , طلب حكمة " أعط عبدك قلباً حكيماً لأنى صغير " ... تعلم من أليشع ومن سليمان الطلبة الروحية التى بحسب قلب الله , حتى أن إيليا قال لأليشع " صعبت السؤال " , ويقال أن معظم أعمال إيليا عملها أليشع مضاعفة , إيليا عمل سبعة معجزات وأليشع عمل أربعة عشر معجزة , إيليا أقام موتى وأليشع أقام موتى , إيليا عبر الأردن وأليشع عبر الأردن , إيليا أنذر وأليشع أنذر . هكذا , بل أليشع حمل مثله روح قوة وصار إمتداد لإيليا وكأن إيليا مازال موجود جيد أن تطلب من شفيعك إثنين من روحه . أليشع يمثل حياة التلمذة الحقيقية , يريد أن يشبع من معلمه , يأخذ منه كل يوم درس , أينما ذهب يذهب معه . كثيرون عرفوا قيمة القديسين ومقدار كرامتهم وتكلموا عنهم , ولكن لم يتبعوهم بحق كما فعل بنو الأنبياء لما عرفوا أن إيليا سيؤخذ اليوم من على رأس أليشع ورغم ذلك لم يتبعوه بل تبعه أليشع فقط . كلنا نقول للسيدة العذراء هوذا جميع الأجيال تطوبها , لكن هل نريد أن نعيش بنفس طهارتها ووداعتها وسلوكها وجهادها ؟ هذا هو نصيب إثنين من روحها أليشع كان تلميذ نجيب لإيليا , وليس معنى هذا أن شخصية أليشع قد أُلغيت. لا . الله قدس هذا وقدس ذاك , بل كانت طبيعة إيليا الشخصية قوية بينما أليشع كان رقيق وخجول . أليشع تربى وسط الحقول , بينما إيليا تربى وسط الجبال. أليشع تربى وسط مجتمع من الناس , بينما إيليا تربى على الوحدة . لكن لهما نفس الروح ونفس المنهج . ليس معنى أنك تلميذ فلان أن لك نفس شخصيته .. لا.. لكنك تحمل نفس منهجه ..وجيد أن أليشع وهو يرى إيليا يصعد فى المركبة النارية يقول له " يا أبى يا أبى يا مركبة إسرائيل وفرسانها " وكأنه يقول له أنا أرى أنك قوة إسرائيل , أنت مركبة إسرائيل . الذى يتتلمذ تلمذة روحية يشعر أن معلمه به قوة جبارة , ويقول الآباء " بقدر أمانتك وبقدر خضوعك وبقدر طاعتك لأبيك الروحى بقدر ما تلقى بخلاصك عليه " يحكى البستان عن أحد تلاميذ القديس أبو مقار أنه نزل الى المدينة ليبيع عمل يديه, ولكنه تعرض لإمرأة أو لنظرة تسقطه , فصرخ لله وقال يا إله أبى القديس إنقذنى , أنا واثق أن إله أبى سينقذنى , فأنا أستمد قوتى من إله أبى . ولما صرخ لله وجد نفسه فى الإسقيط . تلمذة حياة أليشع مملوءة دروس منها التلمذة والترك والخضوع و .. موذج للإنسان الذى يملأه الله بعطايا إلهية غالية .. رأينا كيف أن الله قادر أن يجعله تلميذ لإيليا , لكن لكل منهما شخصيته الخاصة به * لمحة سريعة عن معجزات أليشع النبى :- + فى أحد المرات أتت إمرأة أحد بنى الأنبياء الى أليشع وكان زوجها قد إنتقل وكان عليه دين للمرابى , وكان لها والدان , وطلب صاحب الدين دينه ولما لم يكن لها ما يوفى الدين طلب ولديها خادمين له بدلاً من الدين , وصرخت المرأة الى أليشع النبى , فقال لها أليشع ماذا لكِ " أخبرينى ماذا لك فى البيت فقالت ليس لجاريتك شئ فى البيت إلا دهنة زيت فقال إذهبى إستعيرى لنفسك أوعية من خارج من عند جميع جيرانك أوعية فارغة , لا تقللى , ثم أدخلى إغلقى الباب على نفسك وعلى بنيك وصبى فى جميع هذه الأوعية وما إمتلأ إنقليه ,فذهبت من عنده وأغلقت الباب على نفسها وعلى بنيها , فكانوا هم يقدمون لها الأوعية وهى تصب , ولما إمتلأت الأوعية قالت لإبنها قدم لى أيضاً وعاء فقال لها لا يوجد بعد وعاء فوقف الزيت , فأتت وأخبرت رجل الله فقال إذهبى بيعى الزيت وأوفى دينك وعيشى أنت وبنوك بما بقى " (2مل 4 : 2-7 ) .... لم يكن لدى المرأة سوى دهنة زيت , فطلب منها أن تستعير أوعية فارغة كثيرة وتصب من الدهنة وعندما تمتلئ الأوعية تبيع الزيت وتوفى دينها وتعيش مع ولديها بما تبقى قصة جميلة بها معانى روحية عميقة. يقول الأباء أن هذه المرأة هى الكنيسة وأولادها هم نحن والمرابى هو الشيطان . أتى الشيطان الى الكنيسة وقال لها هاتى أولادك , فتصرخ الكنيسة الى الله , فيقول لها الله قدمى زيت , قدموا جهاد صوم .صلاة .عرق .وأغلقوا الباب عليكم وجاهدوا , وكلما أحضرتم أوعية كلما أمتلأت بالزيت كلما خزى عدو الخير .الشيطان يطمع فينا نحن أولاد الملك المسيح , يريد أن يذلنا ويستعبدنا فى مملكته . الكنيسة تصرخ إنقذنى من خصمى , المرابى أتى ليأخذ ولدى عبدين له .فقال الله لها أصرخى وقدمى صلوات وأصوام , إرفعى أيادى طاهرة له , قدموا أوعية ولو فارغة وهو يملأها للنهاية من غنى وخير لا تتوقعوه .تعال اليوم بأوانى فارغة وقل له أقدم نفسى لك , وهو يقول لك أملأك وأفيض لو عددكم إزداد اليوم فى الكنيسة أضعاف فالكل سيأخذ من الله .. عمل اله يتوقف على إشتياقنا , لكن هو عطاياه هى بلا حدود وليس لها نهاية , عنده كل يوم جديد وعطايا جميلة وجزيلة + عبر أليشع النبى فى أحد المرات الى بلد إسمها شونم , وكانت هناك إمرأة عظيمة " وكانت هناك إمرأة عظيمة فأمسكته ليأكل خبز " عندما يصف الكتاب شخص عظيم يعطيه صفة لها معنى روحى , مثلاً عندما يقول عن شخص إنه جباربأس فهذه إشارة الى السيد المسيح.إمرأة عظيمة , أى هذه قصة لا تعبر لأن بها رمز قوى .... فلان خلص شعبه , فهذا إشارة الى المخلص نوح رجل بار عندما تقرأ صفة مميزة إعرف أن الكتاب يسلط ضوء معين على هذا الشخص إمرأة عظيمة لا نعرف إسمها لكنها عظيمة " وكان كلما عبر يميل الى هناك ليأكل خبزاً . فقالت لرجلها قد علمت أنه رجل الله مقدس الذى يمر علينا دائماً . فلنعمل علية على الحائط صغيرة ونضع له هناك سريراً وخواناً وكرسياً ومنارة حتى إذا جاء الينا يميل اليها . وفى ذات يوم جاء الى هناك ومال الى العلية وإضطجع فيها فقال لجيحزى غلامه إدع هذه الشونمية . فدعاها فوقفت أمامه . فقال له قل لها هوذا قد إنزعجت بسببنا كل هذا الإنزعاج فماذا يصنع لك هل لك ما يتكلم به الى الملك أو الى رئيس الجيش " .. طلبت المرأة الشونمية من زوجها أن تصنع علية لأليشع حتى يبيت فيها متى مال اليهم ليستريح .. وكان لأليشع نعمة كبيرة فى عينى الملك ورئيس الجيش , فسأل المرأة إن كان لها أى مطلب تحتاجه ليتكلم عنه لدى الملك أو رئيس الجيش . لكن عجيبة هذه المرأة التى قالت له " إنما أنا ساكنة وسط شعبى " لو سألك شخص مرموق له علاقة بالرئيس ماذا تطلب منه , هل ستقول له أشكرالله أنا ساكن وسط بلدى ؟ من يفعل ذلك ؟ّ!! جيد هو الإنسان الراضى الشاكر الذى لا يشعر أنه محتاج طلبات كثيرة من أحد بل لديه إيمان أن الله مدبر كل أمور حياته وواثق فى تدبيره . بالفعل هذه المرأة عظيمة . ثم قال لها " فماذا يصنع لك . فقال جيحزى أنه ليس لها إبن ورجلها قد شاخ . فقال إدعها فدعاها فوقفت فى الباب فقال فى هذا الميعاد نحو زمان الحياة تحتضنين إبناً . فقالت لا يا سيدى رجل الله لا تكذب على جاريتك . فحبلت المرأة وولدت إبناً فى ذلك الميعاد نحو زمان الحياة كما قال لها أليشع ". كلمة إستجاب لها الله , يالقوة أليشع . كبر الولد وخرج مع أبيه الى الحقل ومرض الولد وإرتفعت حرارته فأعاده الى البيت وهناك مات الولد . ماذا تفعل هذه المرأة ؟ " فصعدت وأضجعته على سرير رجل الله وأغلقت عليه وخرجت ونادت رجلها وقالت أرسل لى واحداً من الغلمان وإحدى الإتن فأجرى الى رجل الله فقال لماذا تذهبين اليه اليوم لا رأس شهر ولا سبت فقالت سلام " لم تخبر زوجها بأى شئ .. تخيل أم إبنها الوحيد الذى أعطاها الله إياه بعد زمن طويل جداً مات ولا تظهر أى علامة حزن بل هادئة ومتماسكة وتطلب من زوجها الإتن لتذهب لأليشع , بالفعل ذهبت اليه ولم يكن يريد أن يقابلها . " فلما رآها رجل الله من بعيد قال لجيحزى غلامه هوذا تلك الشونمية أركض الأن للقائها وقل لها أسلام لكِ . أسلام لزوجك . أسلام للولد , فقالت سلام " أين السلام والإبن ميت ؟ المفروض أنكِ تنهارى وتبكى , لكنها قالت سلام , ورغم أنه حدد لها السلام لكِ ولزوجك وللولد .. قالت سلام . قالت لهما الصبى مات " فقالت هل طلبت إبناً من سيدى . ألم أقل لا تخدعنى , فقال لجيحزى أشدد حقويك وخذ عكازى بيدك وإنطلق وإذا صادفك أحد فلا تباركه وإن باركك أحد فلا تجبه وضع عكازى على وجه الصبى , فقالت أم الصبى حى هو الرب وحية هى نفسك إنى لا أتركك فقام وتبعها , وجاز جيحزى أمامهما ووضع العكاز على وجه الصبى فلم يكن صوت ولا مصغ فرجع للقائه وأخبره قائلاً لم ينتبه الصبى , ودخل أليشع البيت وإذا بالصبى ميت ومضطجع على سريره فدخل وأغلق الباب على نفسيهما كليهما وصلى الى الرب ثم صعد وإضطجع فوق الصبى ووضع فمه على فمه وعينيه على عينيه ويديه على يديه وتمدد عليه فسخن جسد الصبى , ثم عاد وتمشى فى البيت تارة الى هنا وتارة الى هناك وصعد وتمدد عليه فعطس الصبى سبع مرات ثم فتح عينيه فدعا جيحزى وقال له إدع الشونمية فدعاها ولما دخلت إليه قال إحملى إبنك , فأتت وسقطت على رجليه وسجدت الى الأرض ثم حملت إبنها وخرجت "( 2مل 4: 25-37) يقول الآباء أن هذه إشارة قوية لعمل المسيح القائم من الموت . لما دخل أليشع للإبن الميت وأغلق الباب على كليهما كما دخل المسيح القبر وتواجه مع الموت وإتحد به , ولم يهزمه الموت بل حول الموت الى حياة . إنتقلت حياة أليشع للصبى فكانت قيامة , والمسيح دخل القبر وأعطى قيامة . سخن جسد الصبى لما تمدد عليه أليشع أول مرة لكن لم يقم أى لم تظهر فيه الحياة بعد .فتمشى أليشع فى البيت تارة الى هنا وتارة الى هناك , وهذه إشارة الى الأربعين يوم بعد القيامة التى ثبت فيها ربنا يسوع الكنيسة . ثم عطس الولد سبع مرات إشارة للخماسين وحلول الروح القدس . حمل أليشع إشارة مسيانية , موت قيامة وحلول الروح القدس . + شفاء نعمان السريانى " وكان نعمان رئيس جيش ملك أرام رجلاً عظيماً عند سيده مرفوع الوجه لأنه عن يده أعطى الرب خلاصاً لأرام , وكان الرجل جبار بأس أبرص . وكان الآراميون قد خرجوا غزاة فسبوا من أرض إسرائيل فتاة صغيرة فكانت بين يدى إمرأة نعمان . فقالت لمولاتها ياليت سيدى أمام النبى الذى فى السامرة فإنه كان يشفيه من برصه . فدخل وأخبر سيده قائلاً كذا وكذا قالت الجارية التى من أرض إسرائيل . فقال ملك آرام إنطلق ذاهباً " كانت فتاة إسرائيلية مسبية خادمة لدى إمرأة نعمان السريانى وكانت تعلم أن سيدها نعمان يعانى من البرص وهذا سبب حزنه ومعروف أن البرص مرض ليس له شفاء , لكن هذه الفتاة الصغيرة المسكينة قالت لزوجة نعمان لو كان سيدى أمام نبى الله الذى فى السامرة لشفاه من برصه .. هذه الفتاة قوية الشخصية تعلن إيمانها بقوة .. أحياناً يتعرض الإنسان لظروف فيقول أنا ظروفى صعبة ومحتاج لمن يساعدنى , لكن لنرى هذه الفتاة وحيدة مسكينة وضعيفة وفى سبى لكنها تحيا بإيمان إسرائيل وإيمان رجل الله بل وتكرز بإيمان رجل الله وتعطى النصيحة لزوجة مولاها .. أخبرت الزوجة نعمان عما قالته الفتاة الصغيرة وقالت له لتجرب نصيحة هذه الفتاة , فدخل الى الملك وأخبره بما عرف فقال له ملك ارام إذهب الى ملك إسرائيل وأعطاه رسالة توصية لملك إسرائيل ليهتم بالأمر , فلما قرأ ملك إسرائيل رسالة ملك آرام مزق ثيابه , فقال له أليشع النبى إرسل نعمان الىّ " فجاء نعمان بخيله ومركباته ووقف عند باب بيت أليشع . فأرسل اليه أليشع رسولاًيقول إذهب وإغتسل سبع مرات فى الأردن فيرجع لحمك إليك وتطهر" غضب نعمان من أليشع وقال لماذا لم يخرج لملاقاتى ويصلى من أجلى ؟ " فغضب نعمان ومضى وقال هوذا قلت أنه يخرج الىّ ويقف ويدعوا بإسم الرب إلهه ويردد يده فوق الموضع فيشفى البرص . أليس أبانه وفرفر نهرا دمشق أحسن من جميع مياه إسرائيل أما كنت أغتسل بهما فأطهر ورجع ومضى بغيظ . فتقدم عبيده وكلموه وقالوا يا أبانا لو قال لك النبى أمراً عظيماً أما كنت تعمله فكم بالحرى إذا قال لك إغتسل وإطهر . فنزل وغطس فى الأردن سبع مرات حسب قول رجل الله فرجع لحمه كلحم صبى صغير وطهر " قال نعمان عندى أبانه وفرفر أفضل من كل مياه إسرائيل كنت إغتسل بهما , ومضى حزين , لكن عبيده تناقشوا معه فى الأمر وأقنعوه أن يجرب ما قاله له رجل الله , وغطس فى الأردن سبع مرات فرجع لحمه كلحم صبى صغير وطهر * جيد أن يكون لنا ثقة فى رجل الله , نحن نريد أن يسير الله بعقلنا ليصنع معنا معجزة بحسب عقلنا وتفكيرنا .. لا .. معجزة معناها أمر يفوق العقل .للأسف رجع نعمان ليعطى أليشع هدية , لكن أليشع رفض الهدية للأسف طمع جيحزى تلميذ أليشع فى الهدية فإنتقل اليه برص نعمان .. تخيل أن إيمان عبيد نعمان والفتاة الصغيرة كان أفضل وأقوى من إيمان جيحزى تلميذ أليشع .أقول لك إحذر أن تكون سائر وراء أليشع وتلميذ له وليس لك إيمان ليتك تكون مثل الفتاة الصغيرة والمرأة الشونمية فى الإيمان . قل لأليشع أطلب من الله أن يعطينا نصيب روحين منك , أى أربعة من روح إيليا , هذا ليس طمع منا لكن لأننا ضعفاء ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين .

بركات العطاء

بل اعطوا ما عندكم صدقة فهوذا كل شيء يكون نقيا لكم (لو 11 : 41) بيعوا ما لكم و اعطوا صدقة اعملوا لكم اكياسا لا تفنى و كنزا لا ينفد في السماوات حيث لا يقرب سارق و لا يبلي سوس (لو 12 : 33) فقال لهم اعطوا اذا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله (لو 20 : 25) اعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبدا مهزوزا فائضا يعطون في احضانكم لانه بنفس الكيل الذي به تكيلون يكال لكم (لو 6 : 38) "فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضًا رحيم" [36].  ليس شيء يجعلنا مساوين لله سِوى فعل الصلاح (الرحمة).  المسيح هو المعلِّم وأيضًا أبوه.  لنأتِ بأنفسنا وأولادنا وكل من لنا إلى مدرسة الرحمة، وليتعلَّمها الإنسان فوق كل شيء، فالرحمة هي الإنسان... لنحسب أنفسنا كمن هم ليسوا أحياء إن كنا لا نظهر الرحمة بعد!  هذا هو عمل الله... لقد خلق الله السماوات والأرض والبحر. عظيمة هي هذه الأعمال ولائقة بحكمته! لكن ليس شيء من هذه لها سلطان تجتذب الطبيعة البشريّة إليه، مثل رحمته وحبُّه للبشر!  المحبَّة (الرحمة) كما لو كانت أسمى أنواع الصناعة، وحامية لمن يمارسها. إنها عزيزة عند الله، تقف دائمًا بجواره تسأله من أجل الذين يريدونها، إن مارسناها بطريقة غير خاطئة!... إنها تشفع حتى في الذين يبغضون، عظيم هو سلطانها حتى بالنسبة للذين يُخطئون! إنها تحل القيود، وتبدِّد الظلمة وتُطفئ النار، وتقتل الدود، وتنزع صرير الأسنان. تنفتح أمامها أبواب السماوات بضمانٍ عظيمٍ، وكملكة تدخل ولا يجسر أحد الحُجَّاب عند الأبواب أن يسألها من هي، بل الكل يستقبلها في الحال. هكذا أيضًا حال الرحمة، فإنَّها بالحق هي ملكة حقيقيّة، تجعل البشر كالله. أنها مجنحة وخفيفة لها أجنحة ذهبيّة تطير بها تبهج الملائكة جدًا لكننا نتساءل هل للعطاء القدرة على عتقنا من الدينوية؟ يجيب الكتاب المقدس بإفاضة بالإيجاب نذكر منها قوله: (بالرحمة والحق يستر الاثم (ام16:6) (فارق خطاياك بالبر واثامك بالرحمة للمساكين لعله يطال اطمئنانك (دا 4: 27) . (الصلاة جيدة مع الصوم والصدقة لان الصدقة تنجي من الموت وتطهر من الذنوب (طوبيا12: 9:8) (اعطوا ما عندكم صدقة وهوذا كل شيء يكون نقيا لكم (لو 11: 41) (الماء يطفئ النار الملتهبة و الصدقة تكفر الخطايا (حكمة يشوع 3: 33) لا يعني هذا أن الصدقة في ذاتها تقدر أن تكفر عن الخطية والا لما كان هناك حاجة للفداء بل لأن الصدقة تعلن عن قلب قبل الخلاص وامتلأ بيسوع المحبة فأحب المحتاجين والمتألمين. ومن جهة أخري فإن الصدقة تعلن رحمتنا لإخوتنا وحبنا لهم والمحبة تستر كثرة من الخطايا فلن يوجد إنسان يمكن أن يتبرر أمام الله لكن حبنا للأخرين في الله يجعله يغفر خطايانا باستحقاق دمه في أوقات كثيرة أذكوكم أيها الأحباء وأعترف لكم بما يدهشني كثيراَ فيما ورد في الكتاب المقدس وهو ما ينبغي على أن ألفت أنظاركم إليه كثيراَ. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). لذلك أتوسل إليكم أن تفكروا فيما قاله ربنا يسوع المسيح عن نفسه انه عندما ياتي يوم الدينوية في نهاية العالم سيجمع كل الأمم أمامه ويقسم البشر قسمين واحد عن يمينه والآخر عن يساره ثم يقول للذين عن اليمين تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم واما الذين عن اليسار فيقول لهم اذهبوا عني......... الى النار الابدية المعدة لإبليس وكل ملائكته ابحثوا عن أسباب هذا الجزاء العظيم أو العقاب المريع لماذا يرث الأولون الملكوت؟ لاني جعت فاطعمتموني. ولماذا يذهب الآخرون إلة النار الأبدية؟ لاني جعت فلم تطعموني. إنني أسال:- ماذا يعني هذا فإنني أري ورثة الملكوت مسيحين صالحين مؤمنين غير محتقرين لكلمات الرب لهم رجاء ثابت في مواعيده لهذا اعطوا المساكين ولو لم يصنعوا ذلك لما كان ذلك العقم يتناسب مع حياتهم الصالحة فقد يكونون أطهاراَ غير خادعين ولا سكيرين حافظين انفسهم من كل شر لكنهم إن لم يضيفوا إلى هذا أعمالا صالحة (الصدفة) يبقون عقيمين فلم يقل الرب لهؤلاء (تعالوا راثوا الملكوت لأنكم عشتم اطهارا لم تخدعوا إنساناَ ولا ظللتم فقيرا ولا اعتديتم على تخم أحد ولا خدعتم احداَ بقسم إنه لم يقل هذا بل قال كنت جوعانا فأطعمتموني يا لإمتياز الصدقة عن بقية الفضائل جميعها لأن الرب لم يشر إلى الكل بل إليها وحدها!! كذلك يقول للآخرين إذهبوا الى النار الابدية المعدة لإبليس وملائكته مع أن هناك أشياء كثيرة يمكن أن يثيرها ضد الأشرار عندما يسألونه لماذا نذهب إلى النار الأبدية؟ إنه لا يقول لهم لماذا تسألون هكذا أيها الزناة والقتلة والمخادعون ومنتهكو حرمة المعابد والمجدفين وغير المؤمنين؟ إنه لم يذكر لهم شيئا من هذا بل يقول لهم لأني جعت فلم تطعموني. أراكم تتعجبون مثلي وحقا إنه لأمر عجيب فقد كتب (الماء يطفئ النار الملتهبة والصدقة تكفر الخطايا (حكمة يشوع 3: 33) كما كتب أيضا إغلق على الصدقة في أخاديرك فهي تنقذك من كل شر (حكمة يشوع15:29) وأيضا لذلك أيها الملك لتحسن مشورتي لديك وافتد خطاياك بالصدقة. وهناك شهادات كثيرة من الوحي الإلهي يظهر فيها ما للإحسان من فوائد كثيرة في إخماد الخطاايا وإزالتها لذلك سيلصق الإحسان بهؤلاء الذين على وشك أن يحكم الله عليهم بل بالحري الذين سيتوجهم فكأنه يقول لهم إنه صعب على ألا أجد عليكم سببا لإدانتكم بامتحانكم ووزنكم بدقة وفحص أعمالكم لكن أدخلوا الملكوت لاني كنت جوعانا فاطعمتموني فستدخلون الملكوت لا لأنكم لم تخطئوا بل بإحسانكم أزلتم خطاياكم كذلك كانه يقول للأخرين إذهبوا الى النار الابدية المعدة لابليس وملائكته......... إنه ليس بسبب ما تفكرون فيه من خطايا بل لأني كنت جوعانا فلم طعمتموني فلو ابتعدتم عن أعمالكم الشريرة هذه والتقم إلى لخلصم من كل جرائمكم وخطاياكم بإحساناتكم لأنه طوبى للرحماء لنهم يرحمون (مت7:5) ولكن الآن إذهبوا الى النار الابدية لأن الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة (يع13:2) + إخوتي إنني أشوقكم إلى إعطاء خبزكم الأرضي وطلب الخبز السماوي فالرب نفسه هو ذاك الخبز إذ يقول أنا هو خبز الحياة ولكن كيف يعطيكم الرب يا من لا تعطون المحتاجين؟ واحد يحتاج إليكم وأنتم تحتاجون لآخر (الله) اصنعوا بالآخرين ما تريدون أن يصنع لكم بركات العطاء أولا : الأجر السمائى يعتبر الأجر السمائى هو أفضل ما ننتظره من الله اذا قدمنا لله حقوقة علينا وقمنا بأعمال الرحمة تجاة اخوتنا الذين يحتاجون أن نمد إليهم يد العون . وقد وضح ذلك فى مواضع عديدة فى الكتاب المقدس . منها على سبيل المثال : طلب الرب يسوع المسيح ألا نكنز الكنوز على الأرض بل فى السماء , وهذا يعنى أن الجزاء السمائى باق ومنتظر كل من نظر إلى فناء كنوز الأرض واستطاع التخلى عنها لغيرة بسهولة . وعد الرب يسوع بأن هؤلاء الذين سيطعمون الفقير , ويسترون عرى من لا يستطيع كساء نفسه , ويزورون المريض والمسجون هم الذين سيسمح لهم بدخول عرسه السماوى . (متى 25 ) أشار الكتاب إلى أن هذا الشخص الذى يقدم ما عنده لا يتزعزع إلى الأبد فى قول المزمور " مغبوط هو الرجل الذى يترأف على ويقرض ويدبر أمورة بالحق لأنة لا يتزعزع إلى الأبد " ( مز 112 : 5 – 9 ) ويرجع ثباته إلى الدهر لأن ما يقدمة يحمية من الخطيئة إذ يقول الكتاب أيضا ط النار الملتهبة تطفئها الماء , وكذلك الصدقة تخمد الذنوب " ثانيا : الجزاء الأرضى الله يدرك جيدا حاجة الإنسان إلى أن يرى الخير وهو أيضا على الارض . لهذا لم تقتصر وعوده الصادقة على تلك البركات السماوية لمن يلتزمون بدفع حقوقه , بل أيضا وعد ببركات أرضية عديدة اختبرها وعاينها كل من صدقوها ونفذوا الوصية . ومن هذة البركات : 1 – الغنى المادى :فالرب يرد مائة ضعف . والوعود واضحة فى الآيات الآتية :- اكرم الرب من مالك ومن كل باكورات غلتك فتمتلىء خزانتك شبعا وتفيض معاصرك مسطارا ( ام 3 : 9 , 10 إعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبا مهزوزا فائضا يعطون فى احضانكم لأنة بنفس الكيل الذى تكيلون يكال لكم ( لو 6 : 38 ) . من يرحم الفقير يقرض الرب وعن معروفة يجازية ( ام 19 : 17 ) " هاتوا جميع العشور إلى الخزنة ليكون فى بيتى طعام وجربونـــــــــــــــــــــــى بهذا قال رب الجنود إن كنت لا افتح لكم كوى السماء وأفيض عليكم بركة حتى لا توسع ( ملا 3 " 10 ) ط هذا وإن من يزرع بالشح فبالشح أيضا يحصد . ومن يزرع بالبركات فبالبركات أيضا يحصد . كل واحد كما ينوى بقلبة ليس عن حزن أو اضطرار . لأن المعطى المسرور يحبه الله " ( 2 كو 9 : 6 , 7 ) إن الله عندما نعطية يفتح لنا طاقات السماء إذ فى يده مفاتيح السحب , ويسكب علينا الخيرات الوافرة الجزيلة فجأة ( 2 مل 7 : 2 ) ومادام هو مصدرها فإن هذة الخيرات التى انسكبت سوف لا تكفى فقط بل تزيد عن الكفاية , فالزيت لن يتوقف طالما هناك أوعية تتسع لذلك ( 2 مل 4 : 6 ) 2- الحماية من الخسائر سوف يحمى الرب ممتلكاتنا من الخسائر فهو يقول بوضوح " انتهر من اجلكم الآكل فلا يفسد لكم ثمر الأرض , ولا يعقر لكم كرم فى الحقل قال رب الجنود , ويطوبكم كل الأمم لأنكم أرض مسرة قال رب الجنود " ( ملا 3 : 11 – 12 ) إن الله يعدنا بألا تتوقف أعمالنا .. ولا تتلف محاصيلنا , ولا نخسر فى تجارتنا , ولا تشب الحرائق فى مشروعاتنا , ولا يأكل أحد حقوقنا . سندعى " أرض المسرة " بمعنى الخير والغنى ويتكلم الناس عنا بكرامة . 3- الحماية من العوز والحاجة يحمى الرب من يتعطف على المسكين من الحاجة والعوز . وسوف يختبر كل من ينفذون الوصية مواقف عظيمة يشعرون أن يد الله تمد لهم العون فى الوقت المناسب . وحتى وقت الأزمات سوف يتم الانقاذ سريعا . والوعد واضح وصريح " من يعطى الفقير لا يحتاج ولمن يحجب عنه عينية لعنات كثيرة ( ام 28 – 27 ) " ارم خبزك على وجه المياه فإنك تجده بعد أيام كثيرة " ( جا 11 – 1 ) " وأيضا كنت فتى وقد شخت ولم أر صديقاً تخلى عنه ولا ذرية له تلتمس خبزاً " ( مزامير 37 – 25 ) 4- الحماية من الشرور والأمراض يحمى الرب الأنسان من الشر والمرض , والوعد الصادق " طوبى لمن يتعطف على المسكين والفقير فى يوم الشر ينجية الرب ويحمية ويجعله فى الأرض مغبوطاً , ولا يسلمه الى ايدى أعدائه . الرب يعينة على سرير وجعه . رتبت مضجعه كله فى مرضه ط ( مز 41 : 1 – 3 ) 5- حلول البركة والطهر والاطمئنان إذا كان الرب يسمح لنا أن نشبع اخوتة الأصاغر بحيث يأكلون ويشبعون فى بيوتنا ( تث 26 : 12 ) فإن ذلك سوف يجعلنا نشعر بالسعادة الداخلية الغامرة لأننا ساهمنا مع السيد الرب فى إسعاد الإنسان أو شفاء المريض أو تخفيف الآلام وسوف يجعلنا هذا الشعور نشعر بالراحة والاطمئنان والسلام . وتحل البركة فى حياتنا . 6- النجاة من الموت قد لا يتصور البعض أن الصدقة تنجى حتى من الموت . ولكن الوعد واضح فى قول طوبيت البار فى وصيتة إلى إبنة " طوبيت 4 : 11 " لانهم اعطوا حسب الطاقة انا اشهد و فوق الطاقة من تلقاء انفسهم (2كو 8 : 3) ١. سخاء كنائس مكدونية "ثم نعرفكم أيها الاخوة نعمة اللَّه المعطاة في كنائس مكدونية" ]1[. انتهز الرسول فرصة تقديم كنائس مكدونية، أي الكنائس في فيلبي وتسالونيكي وبيريه وغيرها من منطقة مكدونية، العطاء بسخاء لحث أهل كورنثوس ومسيحيي أخائية للإقتداء بها. السخاء الذي اتسمت به هذه الكنائس ليس نابعًا عن جو من المنافسة، ولا حب الظهور، ولا لمجرد عاطفة بشرية مجردة، إنما هو ثمر نعمة اللَّه التي تعمل في القلب، فيصير محبًا لا لإعطاء المال فحسب، بل ولبذل الذات. إنه عطاء خلال الحب الإلهي المنسكب في النفس. كل عطاء بل وكل فضيلة صالحة هي عطية أو نعمة من اللَّه. أيضًا إنها نعمة اللَّه هي التي تحول حياتنا لكي تكون بنِّاءة ونافعة في حياة الآخرين. يقول الرسول بولس أنهم يتقبلون نعمة اللَّه، وأنهم قبلوا كلمة الإيمان بتقوى. v الصدقة صناعة، حانوتها في السماء، ومعلمها ليس إنسانا بل اللَّه. القديس يوحنا الذهبي الفم v نعمة اللَّه يقصد بها بولس اقتناء كل عملٍ صالح. بقوله هذا لا يُستثنى دور الإرادة الحرّة، ولكن التعليم هنا هو أن كل عمل صالح يصير ممكنًا بعون اللَّه. ثيؤدورت أسقف قورش إذ تعمل النعمة الإلهية في قلب المؤمن تفتح قلبه بالحب لاخوته فيصير متشبهًا باللَّه. v ليس شيء يجعلنا هكذا مقربين من اللَّه وعلى شبهه مثل العمل الحسن. v الصدقة قوية وذات سلطان حثى تحل القيود والأغلال، وتبدد الظلام، وتخمد سعير نار جهنم، وتؤهل فاعلها للتشبه باللَّه، لقوله: "كونوا رحماء كما أن أباكم الذي في السماوات هو رحوم". v الرحمة بالآخرين فضيلة سامية، يُسر اللَّه بها. وهي صفة عالية تتسم بها النفوس الصالحة وتزيدها فخرًا ونبلاً. إنها من صفات اللَّه. القديس يوحنا الذهبي الفم v عملان للرحمة يجعلان الإنسان حرًا: اغفر يُغفر لك، أعطِ فتنال. v ماذا يشحذ منك الفقير؟ خبزًا. ماذا تشحذ من اللَّه؟ المسيح القائل: "أنا هو الخبز الحيّ النازل من السماء. v إن أردت أن تطير صلواتك مرتفعة إلى اللَّه، هب لها جناحين: الصوم والصدقة لكي تكون في هذا الوقت فُضالتُكم لأعوازِهم، كي تصير فُضالتُهم لأعوازِكم، حتى تحصل المساواة" ]14[. بحكمة يقدم الشخص مما يفضل عنه ليقدم الضروريات للغير، كما يقبل من الغير ما يفضل عنهم لإشباع ضرورياته. فيوجد نوع من المساواة. لقد سمحت العناية الإلهية بوجود نوعٍ من عدم التساوي في ما يمتلكه الأشخاص، لكي تفتح الباب لممارسة الحب عمليًا بالعطاء المتبادل بين البشرية. v كيف تكون المساواة؟ أنتم وهم تقدمون من فضلات كل منكم وتشبعون احتياجات الآخر. وأي نوع من المساواة هذا: تقديم الروحيات مقابل الجسديات؟ فإنه من هذا الجانب أسمى من الآخر، فلماذا يدعو ذلك مساواة؟ إما بسبب الفيض والاحتياج، أو يقول هذا بخصوص الحياة الحاضرة فقط. لهذا السبب بعد قوله "المساواة" أضاف "في الحياة الحاضرة". الآن يقول هذه الأمور لكي يصد الأفكار المتشامخة التي للأغنياء، ولكي يُظهر أنه بعد رحيلنا من هنا سيكون للأمور الروحية فضل أعظم. هنا نتمتع بالمساواة، وأما هناك فسيوجد تمييز أعظم وتفوق عظيم عندما يضئ الأبرار أكثر بهاءً مما للشمس. القديس يوحنا الذهبي الفم v من يقدم عونًا مؤقتًا للذين لهم مواهب روحية إنما يحسبون شركاء في المواهب الروحية. فإنه وان كان الذين لهم مواهب روحية قلة قليلة، بينما كثيرون لديهم الأمور الزمنية بفيض، فإنه بهذه الوسيلة يمكن لمن لهم ممتلكات أن يشتركوا في فضائل المحتاجين، بأن يقدموا مما يفضل عنهم للفقراء المقدسين. البابا غريغوريوس (الكبير) "كما هو مكتوب الذي جمع كثيرًا لم يفضل، والذي جمع قليلاً لم ينقص" ]15[. يشير هنا إلى ما ورد في سفر الخروج (١٨:١٦) حيث جمع بنو إسرائيل من المن في الصباح قبل الدفء، فالذين أكثروا في الجمع لم يكثر، وما تبقى منه إلى اليوم التالي فسد، ومن جمع أقل أكل هو وأسرته وشبعوا ولم يشعروا بالحاجة إلى طعامٍ أكثر. هكذا إذ نعطي أو نأخذ، بالعطاء لا نصير في عوزٍ، وبالأخذ لن يصير لنا ما يفضل عنا، لأننا حتمًا نترك كل ما لدينا و ليس كما رجونا بل اعطوا انفسهم اولا للرب و لنا بمشيئة الله (2كو 8 : 5) هذا و ان من يزرع بالشح فبالشح ايضا يحصد و من يزرع بالبركات فبالبركات ايضا يحصد (2كو 9 : 6) + الحب الخالص لأولئك الذين نعتبرهم بحق أخوة يسوع وأخواته، باعتبار ما قاله السيد المسيح "بما أنك كلم بني اسرائيل ان ياخذوا لي تقدمة من كل من يحثه قلبه تاخذون تقدمتي (خر 25 : 2) م فعلتموه بأحد اخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" (مت 25: 40). + محبة العطاء بشكل عام كعادة اكتسبها الإنسان، إذ يجد فيها لذة. + للتخلص من تعب الضمير متى قصّر في ذلك. + بقصد أن يبارك الله في البقية الباقية، كما كان بنو اسرائيل يفعلون حين يعزلون عشر المحصول قبل الشروع في الأكل منه، وهو ما يسمى بالتقديس. + نتيجة إلحاح السائل ومطاردته، وبذلك يتخلّص المعطى من السائل. + بقصد التباهي والظهور بمظهر الخيّر المحسن، وهو ما يظهر في الإعلان عن أسماء المتبرعين وقيمة ما تبرعوا به. + بفرح وكتعبير عن الشكر لله الذي أعطاه أن يكون في وضع من يعطي، وكان من الممكن أن يكون الوضع معكوساً. + أو أن يشعر بعض الخيرين أنهم مدينون لله بالكثير وأن جميع ما يعطونه لا يكفي سدادا للديون.قال شخص سخى فى العطاء لكاهن بعد أن راجعه فى كثرة العطايا ...ظاناً أنه غير متزن ..أنا عشت على الأرض غنياً وأريد ان أكون غنياً فى السماء + ونوع آخر يعطي ولكن لمن يمتدحه كثيرا ويثني عليه وعلى خيريته، فإذا لم يحصل على ما يرضيه في ذلك، أو إذا بكته السائل أو المحتاج: ثار وغضب وأحجم عن العطاء. إذاً اعطي بفرح وسخاء، فالعطية الثمينة هي التي نعطيها من أعوازنا مثل فلسي الأرملة، ولا تنتظر الشكر ممن أعطيته، ولا المكافأة من الله، بل كمن يشعر بأنه لا يعطي العشر بل يأخذ التسعة أعشار !! . يجب أيضاً ألاّ تتابع عطيتك وإلى أين ذهبت وهل استخدمها الفقير في محلها أم لا، لأن اليد التي امتدت لتأخذ منك هي يد الله نفسه. حقاً يقول الكتاب: "لأن منك الجميع ومن يدك أعطيناك (1اخبار 29 : 14). ليس الفضل لك ان تعطى الفقير مايحتاجه بل أن تعطيه ما أنت تحتاجه كم مرة نسمع عن إمرأة ترى كنيسة تبنى وتحضر مبلغاً بسيطاً وتقول هذا إدخرته لكفنى وغن مت أرجو أن تهتموا بأمرى ... كم مرة نجد من يحضر ذهبه الخاص أو باقى دخله الشهرى نصيب سماوى يساعد على إخلاء الذات _مرتبط بالإتضاع نسك النفس هو بغض التنعم ونسك الجسد هو العوز

السَيِّدَة الْعَذْرَاء خَادِمَة

السَيِّدَة العَذْرَاء مَرْيَمْ بِهَا فَضَائِل كَثِيرَة لكِنِّنَا قَلِيلاً مَا تَكَلَّمْنَا عَنْهَا كَخَادِمَة .. لِذلِك وَنَحْنُ فِي صُوْم السَيِّدَة العَذْرَاء المُبَارَك نَأخُذْ عِدِّة مَرَاحِلْ لِحَيَاة السَيِّدَة العَذْرَاء . مَرَاحِلْ حَيَاة السَيِّدَة العَذْرَاء

لقاء العذراء بإليصابات

الأحد الثالث من شهر كيهك المبارك وفيه قمة قصد الكنيسة من الإحتفال بهذا الشهر وهو التمهيد للتجسد الإلهي والشركة في حياة التسبيح بربنا يسوع وتمجيد أمنا العذراء .. عرفت السيدة العذراء ببشارة الملاك وهذا كان إنجيل الأسبوع الماضي .. قال لها ﴿ الروح القدس يحل عليكِ وقوة العلي تظللكِ ﴾ ( لو 1 : 35 ) .. أخذت البشارة ثم قال لها ﴿ هوذا أليصابات نسيبتكِ هي أيضاً حبلى بابنٍ في شيخوختها ﴾ ( لو 1 : 36 ) .. هنا الإنجيل يقول ﴿ فقامت مريم في تلك الأيام وذهبت بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا ودخلت بيت زكريا وسلمت على أليصابات ﴾ ( لو 1 : 39 – 40 ) .. العذراء تتمتع بروح إتضاع عالية وروح بذل وخدمة للآخرين عندها إستعداد لتحمل مشقة وسفر وتعب .. لا تنظر إلى ما هو لنفسها بل ما هو للآخر . درس جميل نتعلمه أن الإنسان لا يشفق على ذاته وكيف يخرج من دائرة الإهتمام بذاته إلى دائرة الإهتمام بالآخرين .. كيف يفكر الإنسان في ألم الآخرين وتعبهم .. من أجمل الأشياء التي نحتاجها أن لا يفكر الإنسان في نفسه ولا ينحصر في إهتماماته ومشاكله ومتاعبه بل لابد أن يرى الآخر عندئذٍ يرى مشاكله تصغر .. عندما ينحصر الإنسان في مشاكله يراها كبيرة فينظر إلى ذاته ويزداد شفقة عليها ويحزن على نفسه ويحاول أن يجعل الآخر يهتم به من أجل ألمه .. لكن أفضل وسيلة للعلاج هي عكس هذا تماماً وهي بدلاً من أن يجعل الآخرين يرون ألمه يرى هو ألم الآخرين . هكذا فعلت السيدة العذراء وقامت مسرعة وإن كانت أليصابات حبلى فالعذراء أيضاً حبلى .. وإن كانت أليصابات في شيخوخة فالعذراء صبية صغيرة السن لا تتحمل المسئولية عن إمرأة كبيرة .. كان يجب أن الكبير هو الذي يخدم الصغير في هذه الحالة لكن السيدة العذراء عندها روح إتضاع وبذل عالية وهذه الروح هي مدخل حلول الله في النفس .. الله لا يستريح إلا في النفس المتضعة .. لا يستريح ولا يسكن بقوة كما سكن في العذراء إلا إذا كانت النفس على هذا المستوى لأنه إن لم تتحلى النفس بروح الوداعة والخدمة والإتضاع ما كان الله رتب هذا الإختيار للعذراء . عندما سمعت أليصابات سلام العذراء مريم ﴿ إرتكض الجنين بابتهاجٍ في بطني ﴾ ( لو 1 : 44) .. بعض الترجمات تقول * سجد يوحنا الجنين الصغير * – سجد – وبعض الترجمات تقول * رقص * وكأنه من شدة فرحه قام يهتز .. هذا حضور ربنا يسوع الذي هو محسوس حتى بالنسبة للجنين الذي لم يتكون بعد ولم يكتمل بعد .. حضور المسيح يجب أن يصاحبه فرحة وسجود ومسرة بالروح وابتهاج نفس .. هل عندما أدخل الكنيسة تكون لي نفس البهجة ؟ هل عندما أتقدم للتناول تكون عندي نفس البهجة ونفس المشاعر ؟ هل عندما أقف للصلاة تكون عندي نفس الرنة المفرحة ونغمة الإبتهاج ؟ هذا هو حلول الله . النفس التي تشعر بحضور الله إحساس الروح لا يسعفها أن تنطق بأي كلمات لكن يجد نفسه قد خرج عن شعوره فيجد جسده يهتز .. وهنا إمتلأت أليصابات من الروح القدس .. العجيب أن الكتاب ذكر لنا إنفعال الجنين قبل إنفعال أليصابات .. ﴿ صرخت بصوتٍ عظيمٍ وقالت ﴾ .. من شدة فرحتها لم تتكلم بطريقة عادية بل صرخت .. الكتاب يعلمنا عن صراخ الملائكة كما يقول قداس القديس إغريغوريوس ﴿ يسبحون ويصوتون ﴾ .. هل الذي يسبح يصوت ؟ يقول نعم من شدة الإنفعال .. هنا أليصابات صرخت بصوت عظيم وقالت ﴿ مباركة أنتِ في النساء ومباركة هي ثمرة بطنِك فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليَّ ﴾ ( لو 1 : 42 – 43 ) .. أجمل إعتراف سمعه ربنا يسوع على الأرض .. عندما قال لتلاميذه خاصته في آخر أيامه في قيصرية فيلبس عندما قال ﴿ من يقول الناس إني أنا ﴾ ( مت 16 : 13) .. قالوا إيليا وآخرون أرميا .. فقال لهم ﴿ وأنتم من تقولون إني أنا فأجاب سمعان بطرس وقال أنت هو المسيح إبن الله الحي ﴾ ( مت 16 : 15 – 16) ؟ ربنا يسوع فرح جداً بهذا التصريح وقال له ﴿ طوبى لك يا سمعان بن يونا ﴾ ( مت 16 : 17) . اليوم أليصابات تقول ﴿ أم ربي ﴾ وهو لم يولد بعد وليس في آخر أيام حياته على الأرض .. لم تراه أليصابات يقيم موتى أو يشفي مرضى أو يعلم لكنه مازال جنين في بطن أمه وتقول * أم ربي * .. ﴿ فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليَّ ﴾ .. جيد أن تكون السيدة العذراء متضعة جداً وأليصابات متضعة جداً .. العذراء تعطيها الإكرام وأليصابات تعطيها الإكرام لذلك مزمور اليوم يقول ﴿ الرحمة والحق التقيا البر والسلام تلاثما ﴾ ( مز 85 : 10) .. ما هذا ؟ الله يعمل في أبراره لأنهم في النهاية هم الذين يهيئون له طريق الخلاص .. يريد أن يقول لك سأبارك جنس البشر وسآتي منهم وبذلك رحمته تقابلت مع عدله وحقه . خلال العهد القديم كان هناك صراع بين الحق والعدل .. والرحمة والعدل .. الرحمة تقول خلص الإنسان من رباطاته يكفي أنه مطرود .. والعدل يقول لا الإنسان أجرم ولابد أن يفي الحق .. فماذا يفعل ؟ قال ﴿ يوم تأكل منها موتاً تموت ﴾ ( تك 2 : 17) .. إذاً لابد أن يموت الإنسان .. فمتى تلتقي الرحمة مع العدل ؟ تلتقي في المسيح يسوع وفي خلاصه .. ﴿ فهوذا حين صار صوت سلامِك في أذنيَّ إرتكض الجنين بابتهاجٍ في بطني فطوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب ﴾ ( لو 1 : 44 – 45 ) .. الروح القدس أعلم أليصابات بكل السر الإلهي وبكل التدبير الإلهي .. تقول لها طوباكِ .. ما سر طوباوية العذراء ؟ أنها آمنت أن يتم لها ما قيل من قِبَل الرب . قد تسمع إنسانة أخرى وتقول هذا كلام صعب جداً كلام يفوق العقل .. كيف أكون حبلى ؟ إقنعني هذا مستحيل .. هل تقصد إنسانة أخرى ؟ ﴿ الروح القدس يحل عليكِ ﴾ .. لو حدث ذلك مع إنسانة أخرى قبل العذراء كان يمكن للعذراء أن تصدق لكن عندما تكون هذه الحادثة هي الفريدة على الأرض – الحادثة الوحيدة – لم يوجد مخلوق حدث معه هذا الأمر .. لذلك نحن نصمم أن المسيح مولود لكن غير مخلوق .. ﴿ مولود غير مخلوق ﴾ .. لماذا ؟ لأنه ليس من نتاج زرع بشر لم يوجد رجل تسبب في إيجاده .. فلابد أن يكون إنسان .. كيف ؟ يقول آتي من إمرأة بشر .. لكن أيضاً لابد أن يكون إله .. قال يكون إله لكن لا يأتي بزرع بشر .. فاجتمع فيه الإلهي والإنساني .. إنسان كامل لأنه أخذ جسد من العذراء وإله كامل لأنه أتى من الروح القدس .. من هنا صدقت العذراء هذا الكلام رغم أنه كلام قد نجده نحن الآن كلام صعب إستيعابه .. لو أراد التاريخ أن يعيد نفسه ويكلم فتاة عذراء ويقول لها هذا الكلام لن تصدقه رغم أنه حدث من قبل مع السيدة العذراء . سمعان الشيخ وهو يترجم النبوة لم يصدق ولم يستطع أن يكتب ﴿ ها العذراء تحبل ﴾ ( أش 7 : 14) .. ولم يرد أن يكتبها وقال سأكون إضحوكة للجميع وواضح أنه قد يوجد خطأ في الترجمة فكتب * ها الفتاة * .. ثم قال * ها إمرأة * لكنه وجد نفسه قد يكون متجاوز للنص .. فقال سأكون وسطي لن أكتب * ها العذراء * أو * ها إمرأة * بل سأكتب * ها الفتاة * وليفهم كلٍ كما يفهم .. كلمة * فتاة * تجعله على الحياد .. سمعان الشيخ لم يستطع أن يستوعب بينما السيدة العذراء إستوعبت لذلك قال الكتاب ﴿ طوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب ﴾ .. جيد أن يعيش الإنسان مواعيد الله بسكوت ورعدة .. جيد أن يشعر أن مواعيد الله صادقة وأمينة مهما كانت تبدو مستحيلة أو فائقة عن الإستيعاب البشري لكنها مواعيد حقيقية غير كاذبة . السيدة العذراء آمنت ولم نراها تجادل كثيراً أو تتكلم كثيراً لم تقل سوى ﴿ كيف يكون هذا ﴾ ( لو 1 : 34 ) .. قال لها الملاك ﴿ الروح القدس يحل عليكِ ﴾ .. ووجدنا إجابتها سريعة كأنه حديث لم يأخذ منها وقت طويل .. حديث به فعل الروح .. قالت ﴿ هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك ﴾ ( لو 1 : 38 ) .. لقد صدقت كلام الله لتكن مشيئته ثم وجدناها تفتح صفحة من صفحات قلبها وفكرها وتقول أروع كلمات ينطقها لسان بشر .. فتحت قلبها وأخرجت من كنوزه لأننا ما نعلمه عن السيدة العذراء قليل وكلماتها قليلة جداً بل ومعدودة جداً .. قالت تسبحتها ﴿ تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي ﴾ ( لو 1 : 46 – 47 ) .. وجدنا أن عندها ذخائر كنوز خرجت في هذه اللحظة .. من أين جاءت ؟ جاءت من نفس قريبة جداً من كلمة الله . السيدة العذراء كانت دائمة القراءة في الكتاب المقدس .. كان الكتاب محفور في قلبها وفكرها .. لم تقرأ الكتاب لمجرد قراءة للعقل بل قراءة لتهليل الروح .. لم تكن قراءة للمعرفة بل قراءة للفهم والوعي .. الفتاة العذراء البسيطة التي لم تنل قسط من التعليم وجدناها تقول كلمات تفوق تصديق البشر .. الإنسان الذي فيه كلمة الله يبتهج بها فتصعد الكلمات إلى عقله وشفتيه فينطق بها بتلقائية وتدفق .. عندما يقال أن فلان يجيد اللغة الإنجليزية يقال أنه متدفق في اللغة .. السيدة العذراء لديها هذا التدفق في كلمة الإنجيل .. من أين ؟ من أنها كانت دائمة الممارسة فيه .. يدها في الإنجيل دائماً . فتحت صفحات قلبها واتجهت نحو تسبحة حنة النبية في سفر صموئيل .. وبدأت تردد ما يشبهها ولكن بلسان حالها هي وهذا منهج نتعلمه في صلواتنا .. نجد أن الكنيسة عندما وجدت أن السيدة العذراء فعلت هذا الأمر قالت لنا إن أردتم التسبيح فلتسبحوا بالمزامير .. قولوا تسبحة موسى النبي عندما خرج من أرض مصر في الهوس الأول وقولوا تسبحة الثلاثة فتية في الهوس الثالث و ...... قد يعترض البعض ويقول مالنا نحن والثلاثة فتية ؟ قد يعترض البعض على صلوات الأجبية ويقول لن أصلي بالمزامير بل سأصلي بكلماتي أنا .. نجيبه أن السيدة العذراء سبحت تسبحة حنة ونحن نفعل مثلها .. تقول لك الكنيسة سبح بمزامير 149 ، 150 في الهوس الرابع .. إستخدم المزامير والكتاب في تسابيحك فالسيدة العذراء تكلمك بتسابيح من الكتاب ومن شدة جمال الكلام تجد نفسك تقوله بمشاعرك أنت .. هذه هي العذراء . تخيل عندما تقرأ في الكتاب وتشبع به تجد نفسك في الصلاة تصلي بكلام الإنجيل وأجمل قصد للإنجيل أن يتحول فينا إلى صلاة لذلك قل له ﴿ إفتح شفتي فيخبر فمي بتسبيحك ﴾ ( مز 51 : 15) .. عندما يرى إنسان مقابلة بين شخصين ويجد في المقابلة تسابيح يعرف أنها مقابلة سماوية ولنرى مقابلة العذراء مع أليصابات .. ثم نرى مقابلاتنا مع بعضنا البعض فيما نتكلم ؟ صعبة جداً مقابلاتنا لأن فكرنا غير مشغول بالله وقلبنا غير مشغول بالإلهيات ولأننا منغمسين في أوجاع الأرض نجد حديثنا كله أرضي .. تجد الناس في مقابلاتها تتكلم في أي شئ في السياسة .. في الغلاء .. في الإقتصاد .. في الرياضة .. لكن كي نتكلم معاً في كلمة الإنجيل نشعر بخزي لأنه ليس داخلنا هذه الأمور .. لماذا ؟ لأن كلمة الله ليست في القلب .. عندما تسكن كلمة الله في القلب يفرح وعندما يفرح نشعر داخلنا أننا لا نستطيع أن نسكت فنتكلم بأقوال الله .. ﴿ إن كان يتكلم أحد فكأقوال الله ﴾ ( 1بط 4 : 11) .. هذه هي العذراء . جيد عندما تقرأ في سيرة الأنبا أنطونيوس عن مقابلته مع القديس العظيم الأنبا بولا .. وتتخيل ترى ماذا كانا يقولان في مقابلتهما ؟ وتشتاق أن تعرف حديثهما معاً كانا يتكلمان عن عظائم الأمور .. تكلما عن عمل الله مع البشر .. تكلما عن مراحم الله .. تكلما عن خير الله .. تكلما عن عظائم الأمور .. الإنسان الذي يفرح بالله يتكلم بالفرح .. لذلك دائماً يتكلم الإنسان بالأمور التي تشغله ويهتم بها .. دائماً يعبر الإنسان في أحاديثه عن حالته .. قد يذهب البعض إلى مكان معين فنسألهم هل أعجبك المكان ؟ وماذا أعجبك فيه ؟ شخص يقول المكان هادئ .. آخر يقول الطقس جيد .. آخر يقول المكان نظيف .. آخر يقول الناس هناك بهم جفاء .. كل شخص يتكلم عما يهتم به .. إذا لم تكن تعرف كيف تكون واضح مع نفسك لاحظ حديثك ستعرف إهتماماتك من كلامك .. أنظر فيما تتكلم فهذا هو ما يشغل قلبك .. هل تتكلم في الله ؟ تقول لا إذاً لم يشغل الله قلبك إذاً الله ثانوي في حياتك .. تريد أن تعطيه ساعة أو نصف ساعة مجرد إرضاء للضمير أو واجب أو خوف أو عادة عودونا عليها أهلنا .. لكن لا .. لابد أن ينبع الأمر من الأعماق من الداخل . السيدة العذراء نطقت بهذه الكلمات وهي غير مهيئة لها .. لم تكن تحفظها لتسمعها لأليصابات بل فتحت أعماق قلبها .. هكذا تحاسب نفسك وتقول هذا ما نحاسب أنفسنا عليه لما نفتح أعماق قلوبنا ماذا نقول ؟ لذلك الذي يسبح الله هو قمة بهجة الحياة مع الله .. التسبيح هو أرقى لغة .. أجمل حالة روحية يشتاق لها الإنسان هي التسبيح .. عندما يتهلل الإنسان يرنم .. ﴿ أمسرور أحد فليرتل ﴾ ( يع 5 : 13) .. السيدة العذراء تتكلم ﴿ لأن القدير صنع بي عظائم وإسمه قدوس ورحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه ﴾ ( لو 1 : 49 – 50 ) .. تتكلم عن عظمة أعمال الله .. ما هي أعمال الله العظيمة في حياتها ؟ أعمال الله العظيمة هل أنا تلامست معها ؟ هل شعرت بعظمة الله في حياتي وبدأت أتكلم عنه أنه قدير ؟ والقدير قدرته أدركتني فصنعت بي عظائم .. هل أتكلم عن الله وأعماله وأترجمها لحياتي أنا وأعمال الله تتحول إلى فرحة لي ؟ هذه هي السيدة العذراء . السيدة العذراء تعتبر كل أعمال الله لمجدها هي وفرحها هي وتهليلها هي لأن كل ما كتب كتب لتعليمنا وتذكيرنا .. تتكلم عن ﴿ أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين ﴾ ( لو 1 : 52 – 53 ) .. تعرف قصد الله وتعرف أنه إله المتضعين وأنه لن يستريح فيمن يجلس على الكراسي العالية أو الذين قلوبهم متكبرة لذلك نقول في القداس ﴿ الناظر إلى المتواضعات ﴾ .. * متواضعات * أي المتضعين البسطاء الله ينظر لهم مثل السيدة العذراء وأليصابات .. إنسان بسيط في مظهره لكن داخله حلول الله .. جيد هو الإنسان الذي لا يهتم بمظهره أو بما يقوله الناس عنه .. أترك كل هذا .. الكرامة الحقيقية في إرضاء الله والإرتفاع الحقيقي في سكنى الله .. جيد هو الإنسان الذي يفكر أن الغنى ليس غنى المال بل غنى الأعمال الصالحة كما قال بولس الرسول ﴿ أوصِ الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبروا ولا يلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شيءٍ بغنىً للتمتع وأن يصنعوا صلاحاً وأن يكونوا أغنياء في أعمال صالحة ﴾ ( 1تي 6 : 17 – 18) .. السيدة العذراء غنية في الأعمال الصالحة . تقول ﴿ عضد إسرائيل فتاه ﴾ ( لو 1 : 54 ) .. لأنها تقرأ الكتاب المقدس جيداً تعرف أنه يوجد وقت إفتقاد لإسرائيل ووقت خلاص وزمن مقبول فقالت أنه ذكر رحمته ﴿ كما كلم آباءنا لإبراهيم ونسله إلى الأبد ﴾ ( لو 1 : 55 ) .. هل تعرف أن ما يحدث الآن هو تحقيق نبوات من أيام إبراهيم .. السيدة العذراء رابطه الكتاب كله في فكرها .. نعم هذا هو الإنسان الذي يعي حقيقة الكتاب ويتعامل مع كل جزء منه ببهجة ويعرف القصد منه .. السيدة العذراء تعرف ما هو قصد النبوات وما هو موضوعها ومحورها .. تعرف أن ما يحدث الآن هو تذكر رحمة الله لإسرائيل ونبوات إبراهيم أن بنسله تتبارك جميع قبائل الأرض ونسله قد أتى من العذراء في شخص ربنا يسوع .. جيد أن تقترب من مشاعر السيدة العذراء وكلما إقتربنا إلى مشاعرها كلما شعرنا بقيمة التجسد الإلهي وكلما إقتربنا من التجسد الإلهي كلما عرفنا ماذا يجب أن يكون الإنسان ليستحق حلول الله فيه . السيدة العذراء نموذج للجنس البشري ونقول عنها في التسبحة أنها ﴿ فخر جنسنا ﴾ .. أجمل ما في جنسنا ولأنها مننا فهي جنسنا .. هي فخرنا أجمل ما في جنسنا .. ربنا حل في إنسانة منا فصار حلول الله ليس في العذراء فقط بل في الجنس البشري كله ومن هنا عرفنا الله الطريق لاستحقاق حلوله فينا .. يقول ﴿ لتكن نفسك كمريم ﴾ .. هل تعرف كيف يحل الله فيك ؟ كن مثل مريم .. ليكن لك روح خدمة واتضاع مثل مريم .. إحفظ الكتاب المقدس واقرأه واسهر معه .. قد أشعر بحزن عندما تهدر الناس الوقت بالساعات أمام تفاهات والكتاب المقدس مغلق .. الناس تتكلم كثيراً وطويلاً دون أن تقول كلمة من الإنجيل .. الناس لا تشعر بفرح بل ومنغمسين في هموم وأحزان لأنه لا يوجد فيهم فرح روحي .. الفرح الروحي يغلب .. إجلس مع إنجيلك .. تجد الناس تئن وتشكو وأنت تسندهم بآية أو موقف أو حادثة .. لماذا ؟ لأن داخلك الكتاب .. ﴿ فم الصديق يتلو الحكمة ولسانه ينطق بالحب ناموس الله في قلبه فلا تتعرقل خطواته ﴾ ( مز 37 : 30 – 31 ) .. هذه هي السيدة العذراء ناموس الله في قلبها .. إفتح إنجيلك واقضي معه أوقات طويلة . المتنيح أبونا بيشوي كان عندما لا يجلس مع الإنجيل في اليوم ساعتين يكون متضايق وعصبي .. ساعتين وسط إنشغالاته الكثيرة .. فكان ينصح تاسوني أنچيل أن تجلس مع الإنجيل طويلاً لأنه محروم من الجلوس معه ويسألها كم من الوقت جلستِ مع الإنجيل اليوم ؟ تقول له ساعة .. يقول لها قليل جداً إجلسي معه أكثر .. ومنا من رأى إنجيله ولأنه كان كثير القراءة فيه فقد ملأ هوامشه تأملات وعندما إمتلأ أرسله إلى المطبعة ليضيفوا له صفحة بيضاء فارغة بين كل صفحة وصفحة في الإنجيل كي يكتب تأملاته . هذه هي السيدة العذراء .. وهذه هي كلمة الله التي تهللت بها التي عندما تفتح قلبها تجد لسانها ينطق بأقوال الله ببساطة وسهولة ربنا يعطينا أن نستعد في هذه الأيام المقدسة لتجسده وحلوله المبارك فينا هذا السر العظيم أن يتحد الله بالإنسان وأن يحل فيه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

مفهوم الصداقة

نوِد أنْ نتحدّث اليوم فِى موضوع هام يؤّثِر على حياتنا وَعلى نموِنا الرّوحِى بِطريقة غير مُباشرة وَهُوَ الصداقة ، ففِى كثير مِنْ الأحيان يُمكِن أنْ تنمو حياة الإِنسان جِداً وَترتفِع بالله عَنَ طريق الصداقة ، وَالعكس صحيح فمِنْ المُمكِن أنْ تنقلِب حياته وَتزداد خِبراته السلبيّة وَيمُر بِسلسِلة مِنْ المتاعِب بِسبب هذِهِ الصداقة فقد نتعامل مَعَ صديق يُتعِب وَيُخرِب النَفْسَ ، وَعلى العكس فهُناك صديق يرفع وَيُنمِّى النَفْسَ ، [ المُسايِر الحُكماء يصير حكيماً وَرفيق الجُهّال يُضَرُّ ] ( أم 13 : 20 ) [ مَنْ يتقِى الرّبّ يحصُل على صداقة صالِحة لأنّ صديقهُ يكون نظيره ] ( بن سيراخ 6 : 17 ) ، وَهذِهِ الآية مِنْ سِفر حِكمة بن سيراخ وَتعنِى أنّك عِندما تتقِى الرّبّ تحصُل على صداقة حُلوة ، لأنّك غالِباً سوف تبحث عَنَ صديق يكون نظيرك ، وَأنت تُحِب الله وَتخافه وَبالتالِى سوف تُحاوِل أنْ يكون صديقك نظيرك ،[ الصديق الأمين دواء الحياة وَالّذين يتّقون الرّبّ يجِدونهُ ] ( بن سيراخ 6 : 16 ) ، فالّذى يتقِى الرّبّ سوف يجِد الصديق الجيِّد وَلقد ثبت لنا ياأحبائِى أنّ تأثير الصداقة على الفرد أكبر بِكثير مِنْ تأثير البيت ، وَمِنْ تأثير الكاهِن ، وَمِنْ تأثير الدراسة ، فهو أثر خطير جِداً ، لِدرجِة أنّك تسمع المثل المعروف وَالّذى يقول ( الطيور على أشكالِها تقع ) ، حيثُ أنّ صديقك يُعبِّر عَنَ شخصيتك ، وَهُناك مثل آخر يقول ( قُل لِى صاحبك مَنَ أقول لك مَنَ أنت ) ، فلنفرِض أنّ هُناك شخص يُعرِّفك بِنَفْسَه وَأنت لاَ تعرِفه ، فسوف تسأله عَنَ أصحابه ، وَمِنْ خِلال نوعيّات أصحابه سوف تكتشِف شخصيتهُ فليس مِنْ المعقول أنْ تكون إِنسان مُتفّوِق دِراسياً ، وَأخلاقك مُرتفِعة ، وَإِنسان مُحِب للنمو ، وَناضِج فِكريّاً ، وَأنْ تُعاشِر شخص فاشِل دِراسيّاً ، وَأخلاقه ليست جيِّدة ، وَتصرُّفاته رديئة ، وَلِسانه سىّء ،فهذا غير مُمكِن لأنّك تُحِب أنْ يكون هُناك سِمات مُشتركة بينك وَبين صديقك وَفِى الحقيقة فإِنّ الصداقة مُهِمّة جِداً ، حيثُ أنّ الإِنسان مخلوق إِجتماعِى لاَ يستطيع أنْ يعيش بِمُفردهُ ، فهو يُحِب أنْ يعيش مَعَ الآخرين ، وَأنْ تكون عواطِفهُ مُشبّعة ، وَأنْ يكون لهُ رفيق فرّبّ المجد مُنذُ بدء الخليقة عِندما خلق آدم قال [ وَقال الرّبُّ الإِله ليس جيِّداً أنْ يكون آدم وحدهُ 0 فأصنع لهُ مُعيناً نظيرهُ ] ( تك 2 : 18 ) ، فالله لاَ يُريد أنْ تكون بِمُفردك ، وَأنْ تُواجِه مشاكِلك بِمُفردك ، وَ لاَ أنْ تتضايق وَتفرح بِمُفردك ، فيجِب أنْ يكون هُناك مَنْ يُشارِكك مشاعِرك مِنْ خِلال شخص قريب مِنك ، وَليس المقصود بِكلِمة [ مُعين نظيره ] أنْ تكون المرأة فقط ، بل تعنِى أنْ يكون هُناك شخص نظير لك يُعينك ، فليس مِنْ الضرورِى أنْ تكون إِمرأة ، فأنت فِى حاجة لِمُعين نظيرك يُعينك وَلننظُر لِرّب المجد يسوع عِندما عيّن التلاميذ ، حيثُ جعلهُم مجموعة ، وَقسّم هذِهِ المجموعة لِمجموعات ، وَكُلّ مجموعة كانت تنقسِم لِمجموعتين ، فَلَمْ يكُن يُرسِل شخص بِمُفرده ، وَكان يقول[ إِثنان خير مِنْ واحِد لأنّهُ إِنْ وقع أحدهُما يُقيمهُ رفيقهُ ] ( جا 4 : 9 – 10 ) وَلِذلِك فالصداقة مُهِمّة جِداً ، فأنت فِى حاجة لِمُعين نظيرك ، وَهكذا فِى حياتك ، فالطبيب يكون فِى حاجة لِمُعين نظيره ، طبيب مِثله يكون قريب مِنهُ فِى الفِكر ، وَفِى الظروف ، بل حتّى فِى المُجتمع الدينِى ، فالشخص الّذى أعطاهُ الله إِتجاه نحو التكريس يجِب أنْ يجِد شخص مُعين نظيره ، يكون مُكرّس مِثله ، وَكذلِك الراهِب يحتاج لِمُعين نظيره ، راهِب مِثله ، وَكذلِك بالنسبة للكاهِن ، فهذا المُعين يكون قريب لِظروفِى وَمشاكِلِى فعِندما تتكلّم مَعَ كاهِن عَنَ مشاكِلك سوف يفهمك أكثر ، كذلِك عِندما تتحدّث مَعَ صاحبك عَنَ مشاكِلك سوف يفهمك جيِّداً ، فكُلّ شخص مِنّا فِى حاجة لِمُعين نظيره ، فالصداقة ليست عيباً ، وَليست مرض ، وَ لاَ خطر أبداً ، وَلكِنّها ضروريّة ، لكِن الخطورة تكمُن فِى مَعَ مَنَ تكون الصداقة ؟ حيثُ أنّ الوسط الّذى تعيش فيهِ وَتختاره يُحتِّم عليك سلوكيات كثيرة ، وَمِنْ المُمكِن أنْ يدفعك لأعلى ، أو يجعلك تهبُط لأسفل ، وَلنتخيّل مُعلّمِنا بُطرُس الرسول وسط إِخوتِهِ التلاميذ عِندما وقف ربّ المجد يسوع وَقال لهُم [ وَلمّا جاء يسوع سأل تلاميذه قائِلاً مَنْ يقول النّاس إِنِّى أنا إِبن الإِنسان ] ( مت 16 : 13 ) & ( مر 8 : 27 ) ، وَهُنا نجِد بُطرُس يُصرّح بأجمل تصريح وَيقول [ أنت هُوَ المسيح إِبن الله الحىّ ] ، [ فأجاب يسوع وَقال لهُ طوبى لك يا سمعان بن يونا إِنّ لحماً وَدماً لَمْ يُعلِن لك لكِن أبِى الّذى فِى السموات ] ( مت 16 : 17 ) ، فِى حين نرى بُطرُس فِى أثناء المُحاكمة ، عِندما كان يجلِس بين أُناس أصابت قلوبهُم البرودة تِجاه ربنا يسوع ، وَتِجاه معرفتِهِ ، وَتِجاه محبّتِهِ ، إِنتقلت إِلَى بُطرُس الرسول برودتهُم حتّى أنّهُ أنكرهُ كذلِك الإِنسان يستدفىء فِى وسط جو حار بينما إِذا وُجِد فِى جو بارِد تنتقِل إِليهِ البرودة ، وَلِذلِك يجِب أنْ تختار لك جواً حاراً ، فأنت إِذا أحضرت قِطعة مِنَ الفحم وَوضعتها بِداخِل شورية مُشتعِلة فإِنّ قِطعة الفحم غير المُشتعِلة ستجعل الشورية تُضىء ، فالحرارة تنتقِل إِليك مِنَ الوسط الّذى تعيش فيهِ وَلنأخُذ مِثالاً آخر أبونا لوط البار ، عِندما كان يحيا مَعَ أبونا إِبراهيم لَمْ نسمع عنهُ مُشكِلة ، وَلكِن عِندما تركهُ وَذهب إِلَى سدوم وَعمورة سمعنا بالمشاكِل ، وَأنّهُ كاد يهلك هُوَ وَأُسرتهُ ، لأنّهُ وضع نَفْسَه فِى وسط جُهنّم لِذلِك نجِد الفلاسِفة وَالعُلماء يقولون أنّ أطول رِحلة فِى حياة الإِنسان هى رِحلة البحث عَنَ صديق ، فأنت مِنْ المُمكِن أنْ تخرُج بِصديق واحِد مِنْ مراحِل عُمرك السابِقة ، تنمو بِهِ ،وَ تُحِب بِهِ الله ، وَتنمو بِهِ إِجتماعيّاً وَروحيّاً وَثقافيّاً ، وَعلى هذا فإِنّ الوسط الّذى تعيش فيهِ مُهِم جِداً وَلننظُر لأبونا نوح البار وَإِمرأته وَأولاده الثلاثة وَثلاثة مِنْ زوجات أولاده الّذين حفظهُم الله مِنْ الهلاك على الرغم مِنْ إِمكانيّة هلاك إِحدى زوجات أولاده إِذا وُجِدت فِى وسط آخر ، حيثُ هلك جميع أهل بيتِها مِنْ أُمها وَأبيها وَإِخوتها ، إِلاّ أنّ الّذى ضمن لهُم النجاة وَالخلاص الثمانية أنفُس الّذين يقول عنهُم مُعلّمِنا بُطرُس الرسول [ أنّ العالم تجدّد بِهُم ] ، لقد كانوا فِى وِحدة واحِدة معاً ، فإِذا إِنحرف فِكر إِحدى هذِهِ الزوجات إِلَى الشرّ ، فعِندما ترى نوح أثناء الصلاة ، ففِكرها يترد مرّة أُخرى لأنّها رأت نوح يرفع قلبهُ إِلَى الله بالصلاة ، فتقول لِنَفْسَها أنا شكلِى مرتِكبه شىء خطأ وَحضيع ، أنا يجِب أنْ ألحق نَفْسَى ، وَمِنْ المُمكِن أنّ أحد أولاد نوح يأتِى لهُ غرور العالم ، وَيشِدّه العالم ، لكِن عِندما يرى أهله مجموعة مُتماسِكة ، وَيرى نوح يتعب فِى بُناء السفينة ، فيقول يجِب أنْ أعتدِل وَأتعقّل ، لأنّ[ المُساير الحُكماء يصير حكيماً وَرفيق الجُهّال يُضَرُّ ] ( أم 13 : 20 ) ، فإِنّ الوسط الّذى يعيش الإِنسان فيهِ يؤّثِر عليه فإِنّ أبونا إِبراهيم نَفْسَه أبو الآباء عِندما وُضِع فِى وسط بِهِ فتور وَذهب أرض مِصر فكذِب ، فإِنّ أبونا إِبراهيم أبو الآباء وَأبو الإِيمان فهو مضرب المثل فِى الإِيمان كُلّه ، فعِندما كذب وَقال أنّ سارة أُخته وَليست زوجتة ، فإِنّهُ خاف لأنّهُ وقع فِى وسط شعب لاَ يخافوا ربِنا ، فكذِب فإِنّ الوسط الّذى يُحيط بالإِنسان يؤّثِر عليهِ جِداً ، فإِنّ الإِنسان فِى يدِهِ أنْ يختار الوسط الّذى يعيش فيهِ ، فهُناك أُمور لاَ تكون بيد الإِنسان ، وَلكِن ليست كُلّها ، فهُناك أُمور بيد الإِنسان ، لِذلِك أنّ إِختيار الإِنسان لِصديقه هُو أمر بيدِهِ ، لكِن الوسط الّذى حول الإِنسان يجِب أنْ يُقدِّسه ، وَيتمسّك بِربِنا ، فَلاَ يكون هُناك عيب عِندما يقوم الإِنسان بأختيار أصدقائه فرّبّ المجد يسوع المسيح قام بإِختيار تلاميذه الأثنى عشر ، وَالسبعين رسول ، وَأنّ ربّ المجد بِنَفْسِهِ كان لهُ ثلاث أشخاص مِنْ تلاميذه مُقرّبين لهُ جِداً ( بُطرُس وَيعقوب وَيوحنا ) ، وَكان لهُ واحِد أكثر إِقتراباً مِنْ الثلاثة وَهُوَ يوحنا ، فكان يُقال على يوحنا[ فألتفت بُطرُس وَنظر التلميذ الّذى كان يسوع يُحِبّهُ يتبعهُ ] ( يو 19 : 26 )( يو 21 : 20 ) ، وَلَمْ يُقال أنّ يوحنا هُوَ الّذى كان يُحِب يسوع ، فكُلّ النّاس كانت تُحِب يسوع ، لكِن يوحنا كان مُميّز بالنسبة لِيسوع ، فكان يسوع يُحِبه ، فَلاَ يكون مِنَ العيب أنْ يكون لِكُلّ شخص ناس كثيرة يعرفهُم ، وَلكِن هُوَ لهُ فرد مُقرّب إِلَى قلبِهِ لِذلِك يُقال فِى سِفر الحِكمة[ ليكُن المُسالِمون لك كثيرين ، أصحاب سرّك مِنْ الألف واحِد ] ( بن سيراخ 6:6 ) ،ولاَ يكون أىّ واحِد تتأّثِر بِهِ ، وَتسير معهُ ، وَتستجيب لِكلامه ، فإِنّ الصداقة هى شىء غالِى وَسامِى ، فيقول الكِتاب المُقدّس [ 00وَلكِن يوجد مُحِب ألزق مِنْ الأخ ] ( أم 18 : 24 ) ، فِعلاً يوجد أشخاص مُحبين ألصق مِنْ الأخ ، فإِنّ فِى الأسبوع الماضِى جاء شخص مِنْ الخارِج وَهُوَ مكث خمسة وَعشرون عاماً خارِج مصر ، فهذِهِ مُدّة طويلة جِداً ، وَأنّ كُلّ أعماله الخاصّة وَأسراره مَعَ صديق لهُ وَليس أخوه ، فإِنّهُ يعمل لهُ توكيل وَيبيع وَيشترِى وَلهُ حق التصرُّف ، فقام صديق هذا الشخص بِشراء عقار لهُ ، فذهبنا معاً لِنراه ، وَأنّ هذا الشخص الّذى جاء مِنْ السفر لَمْ يراه مِنْ قبل ، وَقال لِى أنّ صديقِى هذا إِشترى لِى مِنْ قبل عقار مِثل هذا وَلكِنّهُ قام ببيعه حتّى يُحقِّق رِبح لِى ، فإِنّ كُلّ أمواله تحت تصرُّف هذا الصديق وَهُوَ يستثمِرها ، فإِنّ هذا الصديق كما قال الكِتاب [ أنّهُ ألزق مِنْ الأخ ] فيجِب أنْ نسعى حتّى نجِد صداقة بِهذِهِ الشروط ، يجِب أنْ نسعى فِى البحث عَنَ صديق بِهِ شروط جميلة ، وَبِهِ يُقرِّبنا إِلَى ربِنا ، وَيُساعِد هذا الصديق صديقه فِى الإِشتعال بروح ربِنا ، وَنشعُر بعمل الله فِى حياتنا فيقول الكِتاب المُقدّس عَنَ لابان الّذى هُوَ خال يعقوب ، أنّهُ لَمْ يكُن يعرِف ربِنا ، فهو كان عابِد للوثن ،وَلكِن عِندما جاء يعقوب إِلَى لابان فأنّهُ تأثّر بِيعقوب جِداً وَقال لهُ[ فقال لهُ لابان ليتنِى أجِد نعمةً فِى عينيك 0 قَدْ تفاءلت فباركنِى الرّبُّ بِسببِك ]( تك 30 : 27 ) ، وَكان يُحِب أنْ يمكُث معهُ دائِماً ، وَكان لاَ يُريده أنْ يُسافِر وَيترُكهُ ، وَلكِن عِندما يعقوب ذهب لهُ كانت مُجرّد زِيارة مهما طالت وَسوف ينتهِى وقتها وَأيضاً فوطِيفار بيتهُ تبارك بِيوسِف ، فمِنَ المُمكِن أنْ تنتقِل إِليك بركِة ربِنا عَنَ طريق صديق ، وَمِنَ المُمكِن معرِفة ربِنا تدخُل إِلَى قلب الإِنسان وَمخافِة ربِنا عَنَ طريق الصديق ، وَيكون لها تأثير قوِى أكثر مِنَ العِظات ، وَأكثر مِنْ تأثير أبونا ، وَأكثر مِنْ تأثير البيت ، فإِنّ الصديق يكون لهُ تأثير شديد جِداً ، فإِنّهُ أثر رهيب لِذلِك تجِد مُعلّمِنا بولس الرسول يؤثّر فِى النّاس الّذين حولهُ وَيكونوا كُلّهُم أصحابه ، وَيتصادق معهُم ، وَلكِن إِحذر لأنّك لابُد أنْ تجتهِد وَأنْ تُدقِّق وَتتعب حتّى تجِد هذا الصديق ، فإِنّ [ المُكثِر الأصحاب يُخرِّب نَفْسَه ] ( أم 18 : 24 ) ، بِمعنى إِذا لَمْ يُدقِّق الإِنسان فِى إِختيار صدقاته وَيسير مَعَ أصدقاء كثيرين ، فإِذا كان أحد الأصدقاء يستمِع إِلَى أغانِى وَهذا الشخص يسير معهُ ، وَصديق آخر لِنَفْسَ الشخص يُريد أنْ يتفسّح وَهُوَ يسير معهُ أيضاً ، وَهكذا فإِنّ كُلّ مِنَ هب وَ دب مِنْ أصدقائه يفعل أىّ شىء وَهُوَ يسير معهُ ، مُنقاد معهُم ، فَلاَبُد أنْ تكون الصداقة لشخص يكون الإِنسان يشعُر فِعلاً أنّهُ مِنْ الله ، وَيُنمّيِه وَ يُثبِّت مخافِة الله داخِل قلبه فهُناك نموذج للصداقة فِى الكِتاب المُقدّس فِى سِفر صموئيل الأول 19 : 4 - 6 فهو نموذج قوِى جِداً عَنَ الصداقة ، وَهُوَ صداقِة داوُد مَعَ يوناثان ، فكان هُناك حُب رائِع يربُطهُم معاً ، لِدرجِة أنّ شاوُل الملِك أبو يوناثان كان مُتضايِق جِداً مِنَ هذِهِ الصداقة التّى بينهُم ، فكان شاوُل يقول لِيوناثان أنّ داوُد هذا المُنافِس لك على المملكة وَالحُكم ، يجِب أنْ تُراجِع نَفْسَكَ فِى هذِهِ الصداقة [ وَتكلّم يوناثان عَنْ داوُد حسناً مَعَ شاوُل أبيهِ وَقال لهُ لاَ يُخطِىء الملِك إِلَى عبدِهِ داوُد لأنّهُ لَمْ يُخطِىء إِليك وَلأنّ أعمالهُ حسنة لك جِدّاً 0فإِنّهُ وضع نَفْسَهُ بِيدِهِ وَقتل الفلسطينىَّ فصنع الرّبُّ خلاصاً عظيماً لِجميع إِسرائيل 0 أنت رأيت وَفَرِحْتَ 0 فلِماذا تُخطِىء إِلَى دمٍ برِىءٍ بِقتلِ داوُد بِلاَ سببٍ 0فسمِع شاوُل لِصوت يوناثان وَحلف شاوُل حىٌّ هُوَ الرّبُّ لاَ يُقتلُ] ( صموئيل الأول 19 : 4 – 6 ) فكان يوناثان يُدافِع عَنَ داوُد دائِماً أمام أبيهِ الملِك شاوُل الّذى كان يُريد أنْ يقتُلهُ ، وَلِدرجِة أنّ ذات مرّة دبرّ شاوُل مكيدة لِيقتُل فيها داوُد ، وَعِندما علِم يوناثان بِذلِك الأمر ، فذهب لِيُخبِر داوُد عَنَ هذِهِ المكيدة ، وَقال لهُ أنّ أبِى شاوُل يُريد أنْ يقتُلك ، إِهرب ، وَعِندما غضب شاوُل مِنْ يوناثان إِبنِهِ جِدّاً ، فقال شاوُل لإِبنِهِ [ فحمى غضب شاوُل على يوناثان وَقال لهُ ياإِبن المُتعوِّجةِ المُتمرِّدَةِ أما علِمت أنّك قَدِ إِخترت إِبن يسَّى لِخزيِكَ وَخِزىِ عورة أُمِّك ]( 1 صم 20 : 30 ) فإِنّ شاوُل قام بِشتم يوناثان ، فإِنّ يوناثان قام بِتفضيل داوُد وَصداقتِهِ عَنَ المملكة ، لأنّ الشعب كان يُحِب داوُد أكثر ، وَكانوا يُريدوا أنّ داوُد يكون ملِك عليهُم ، وَأمّا شاوُل كان يُريد أنْ يكون إِبنهُ هُوَ الملِك ، فكان داوُد هُوَ مُنافِس لِيوناثان على الحُكم ، وَشاوُل كان مُتأزِم مِنَ هذِهِ الصداقة ، لأنّهُ كان لاَ يُريد أنّ داوُد هُوَ الّذى يحكُم بل كان يُريد إِبنهُ فكان شاوُل يقول لِيوناثان [000 وَالآن أرسل وَأتِ بِهِ إِلىَّ لأنّهُ إِبنُ الموتِ هُوَ ]( 1 صم 20 : 31 ) ، [ فأجاب يوناثان شاوُل أباهُ وَقال لهُ لِماذا يُقتلُ 0ماذا عمِلَ ]( 1 صم 20 : 32 ) ، فغضِب شاوُل وَأمسك بِرُمح وَضربهُ بِهِ ، إِلاّ أنّهُ نجا مِنهُ ، فإِنّ شاوُل كان غيور على المملكة التّى ستضيع مِنَ إِبنِهِ بِسبب داوُد ، أمّا يوناثان فكان سعيد بِهذِهِ الصداقة حتّى إِذا ضحّى بالمملكة وَعِندما جاء خبر موت يوناثان لِداوُد ، فإِنّهُ حزِن جِداً ، وَقال داوُد[ قد تضايقتُ عليك يا أخِى يوناثان كُنتَ حُلواً لِى جِداً 0 محبَّتُكَ لِى أعجبُ مِنْ محبَّة النّساء] ( 2صم 1 : 26 ) ، [ كيف سقط الجبابِرة وَبادت آلات الحربِ ]( 2 صم 1 : 27 ) فإِنّ هذِهِ الصداقة كانت عميقة جِدّاً وَمليئة بالمحبّة مِنْ شروط الصداقة الأمينة أنْ تكون بعيدة عَنَ الأنانيّة ، بعيدة عَنَ الذاتيّة وَالنفعيّة ، وَلكِن مِثال الصداقة هذا بعيد جِداً عَنَ الأنانيّة ، فإِنّها عِلاقة وفيّة جِدّاً حتّى الموت ، فإِنّ كُلّ إِنسان يجِب أنْ يبحث عَنَ صداقة فِى هذا المُستوى ، فَلاَ يكون أىّ شخص يستحِق أنْ يكون صديق ، يجِب أنْ يكون هُناك تكافوء وَإِحترام وَمحبّة وَمُشاركة ، هذِهِ هى شروط الصداقة ، التكافوء ، فعِندما يقوم الشخص بإِختيار صديق يجِب أنْ يكون هُناك تكافوء فِى الفِكر وَالأخلاق وَالبيئة وَالثقافة وَالرّوحيات ، إِنْ كان هُناك فِى إِختلافات بين داوُد وَ يوناثان فِى الشكل ، أمّا الجوهر فهُم كانوا مُتكافِئين ، نَفْسَ القوّة وَالشجاعة وَالوفاء ، هذِهِ هى شروط الصداقة هذا هُوَ فِعلاً المُحِب الألصق مِنَ الأخ ، لِذلِك أمر مُهِم جِدّاً أنْ يبحث الإِنسان عنهُ ، أنْ يكون للإِنسان إِنفتاح على شخصيّة صديقه ، وَيكون يعرِفهُ جيِّداً ، وَيرتاح لك وَأنت ترتاح لهُ ، وَتتبادلوا الأسرار وِبِكُلّ إِطمئنان ، وَتقدِر أنْ تتكلّم معهُ عَنَ مشغولياتك وَأحزانك وَأفكارك فِى المُستقبل ، وَهُوَ يكشِف لك نَفْسَ الأُمور ، وَترتاحوا مَعَ بعضكُم لِبعض ، وَيكون الرباط الّذى بينكُم يكون رباط روحِى ، وَ لاَ تكون مُجرّد معرِفة سطحيّة وَمعرِفة نفعيّة الحقيقة غير ذلِك ، فأحياناً نُلاحِظ أنّ هُناك إِثنين مِنْ الأشخاص يسيروا مَعَ بعض ، وَنحنُ نقول عليهُم أصدِقاء ، لكِن الحقيقة فِى العِلاقة التّى بينهُم توجد غيرة بينهُم ، وَ مُجرّد أحدهُم يشترِى أىّ شىء الآخر يُقلِّدهُ مُباشرةً ، وَيشترِى نَفْسَ الشىء مِثلهُ ، وَيكون بينهُم صِراع ، فهذِهِ ليست محبّة حقيقيّة ، وَ لاَ تُسمّى بالصداقة أبداً القديس بولس الرسول كان لهُ صديق ، وَهذا الصديق نفعهُ جِداً وَهُو برنابا الرسول ، وَكان برنابا الرسول سِنّهُ كبير إِلَى حدٍّ ما وَأكبر سِنّاً مِنْ بولس الرسول ، وَبرنابا الرسول كان خال القديس مرقُس الرسول ، فمعنى ذلِك أنّهُ أكبر سِنّاً ، وَأطّلع برنابا على بولس وَصادقهُ وَعرِف ما يدور فِى ذهنِهِ وَأفكاره ، وَأطّلع على مراحِل تغييره وَعلى توبتِهِ ، وَوثِق فيِهِ ، أمّا بقيّة الرُسُل فكانوا يخافوا مِنْ بولس وَيرتابوا مِنهُ بِسبب ماضيه وَقلِقين مِنهُ وَمستغربين جِدّاً لهُ ، وَمستغربين لِتحّولِهِ ، وَلَمْ يرتاحوا لهُ أبداً ، وَلَمْ يقدِروا أنْ يُصدِّقوا التحوّل الّذى حدث لهُ ، وَلكِن الّذى توسّط لِشاوُل ( بولس ) للتلاميذ هُوَ برنابا وَقال لهُم أنّهُ تغيّر فِعلاً ، وَهُوَ وثق فِى بولس جِدّاً وَجلس مَعَ التلاميذ أولاً وَبدأ يتكلّم معهُم حتّى يطمئِنوا لِبولس قبل ما يدخُل بِبولس عليهُم ، وَعِندما دخل لهُم بولس وجدهُم مُرتابين ، وَبدأ هُوَ يتكلّم معهُم عَنَ عمل ربِنا معهُ ، وَيُعلِن لهُم أنّهُ تغيّر فِعلاً ، وَلكِن الّذى سهلّ هذا الموضوع بالنسبة لِبولس هُو برنابا وَصداقتهُ مَعَ برنابا الصداقة لابُد أنْ يكون فيها إِحساس روحِى مُتبادل ، وَكُلّ صديق يشعُر بأنين صديقه وَبإِحتياجاته ، وَتكون صداقة فيها مُشاركة وَإِرتقاء وَإِرتفاع ، فيشعُر أنّ حُزنِى حُزنه ، أحترمه وَأحترِم همومه ، وَيحترِم هُو الآخر هُمومِى ربّ المجد يسوع وجدناهُ صديقاً صدوقاً لِكُلّ أحد ، وجدناهُ يذهب لِيُشارِك النّاس فِى أفراحها ، وَليس مُجرّد حُضوره للعُرس ، وَلكِنّهُ يُشارِكهُم إِحتياجاتهُم فِى العُرس ، هُناك أشخاص يذهبون للأفراح فقط ، وَلكِن هُناك أشخاص يذهبوا للفرح وَيُشاركوا أهل الفرح فِى إِحتياجاتهُم ، فهُناك مُشاركة مِنْ ربّ المجد وَوصلت هذِهِ المُشاركة أنّهُ صعبِت عليهِ جِدّاً أرملة نايين التّى كانت تبكِى على وحيدها الّذى مات فصعب عليهِ جِدّاً هذا المشهد وَشاركها حُزنها ، وَوضع يدهُ على النعش وَأقام الصبِى الميِّت وَدفعهُ إِلَى أُمِهِ ، فإِنّهُ يصعب عليهِ جِدّاً أنْ يرى هذِهِ الأرملة حزينة لِوفاة إِبنها وحيدها فهو صديق يُشارِك النّاس أحزانها وَأفراحها بِوفاء وَحُب ، إِنّهُ صديق إِلَى درجة دفعتهُ أنْ يُشارِك الإِنسان فِى ألمه وَحُزنه وَفرحه ، لِدرجِة أنْ قيل على ربّ المجد أنّهُ بكى على قبر لِعازر ، فهو صديق مُشارِك إِيجابِى كان هُناك صداقة عميقة جِدّاً جِدّاً بين القديس أنطونيوس وَالقديس بولا ، وَعِندما كانوا يتكلّموا معاً كانوا يتحدّثوا فِى أحاديث ليست مِثل أحاديثنا العاديّة ، بل كانوا يتكلّموا عَنَ عظائِم الأُمور ، وَالعِلاقة التّى بين القديس أنطونيوس وَالقديس أثناسيوس ، الّذى جعل القديس أثناسيوس يُهدِى القديس أنطونيوس حُلّتهُ الكهنوتيّة الغالية عليه جِدّاً جِدّاً ، وَأنّ القديس أنطونيوس لاَ يُخبِر أحد عَنَ نياحتِهِ إِلاّ للقديس أثناسيوس ، فهى صداقة روحيّة عميقة وَلنتطرّق لِعلاقِة القديس أنطونيوس مَعَ القديس دِيديموس الضرير ، وَالّذى عِندما شعر بِهِ القديس أنطونيوس أنّهُ مُتضايِق وَحزين وَأستفسر عَنَ سبب حُزنِهِ وَتغيُّرِهِ ، نجِد أنّ القديس يقول له : إِنّهُ كان يتمنّى أنْ يراه وَهُوَ لأنّهُ ضرير لاَ يستطيع أنْ يراه ، فقال لهُ لاَ تحزن يا صديقِى دِيديموس لأنّك حُرِمت مِنْ نور البصر الّذى بِهِ نُعايِن الحشرات وَالحيوانات ، بل تهلّل لأنّ الله قَدْ منحك العين الباطِنيّة وَنور البصيرة التّى بِها تُشارِك الملائِكة فِى رؤيّة الله ، وَلقد كان القديس دِيديموس علاّمة مِنْ عُلماء اللاهوت ، وَ لازال فقد أسّس مدرسة لاهوتيّة فَلاَبُد أنّ كُلّ إِنسان يأخُذ باله جِدّاً مِنَ الصداقة ، ففِى سِفر العدد كان هُناك إِثنين أحّبوا أنْ يُمارِسوا الكهنوت دون أنْ يكونوا مِنَ سِبط لاوِى ، وَهُم قورح وَداثان ، فربِنا أهلكهُم وَأبادهُم ، فقال لهُم موسى النبِى [ فكلّم الجماعة قائِلاً إِعتزِلوا عَنْ خِيام هؤُلاء القوم البُغاة وَلاَ تمسُّوا شيئاً مِمّا لهُمْ لِئلاّ تهلكوا بِجميع خطاياهُمْ ] ( عد 16 : 26 ) ، فكان موسى يُحذّرهُم أنْ يبعِدوا عَنَ هؤلاء النّاس حتّى لاَ يهلكوا مِنْ خطاياهُم ، فيقول فِى رِسالة كورنثوس[ لِذلِك أُخرُجوا مِنَ وسطِهِم وَأعتزِلوا يقولُ الرّبُّ وَ لاَ تمسّوا نجِساً فأقبلكُمْ ]( 2 كو 6 : 17 ) ، فإِذا وُجِدت فِى وسط مُتعِب وَأنّ هُناك أُناس ليس فيهُم مخافِة الله فلتبتعِد ، وَفِى سِفر الرؤيا يتكلّم عَنَ مدينة بابِل الشرّيرة فيقول [ ثُمّ سمِعتُ صوتاً آخر مِنْ السماء قائِلاً أُخرُجوا مِنها يا شعبِى لِئلاّ تشترِكوا فِى خطاياها وَلِئلاّ تأخُذوا مِنْ ضرباتِها ] ( رؤ 18 : 4 )فلتكُن أنت أيضاً كذلِك ، فإِذا وجدت مجموعة ليس فيها مخافِة الله ، وَلديها ميول وَأفكار رديئة ، أُخرُج مِنها لئلاّ تأخُذ مِنْ ضرباتِها ، وَيُقال عَنَ خاطىء كورنثوس وَهذا كان إِنسان لهُ خطايا جسديّة وَكان شرّير ، وَلقد حكم عليهِ القديس بولس الرسول بالعزل وَالحرمان ، وَلكِنّهُ نصح الشعب قائِلاً [أنْ لاَ تُخالِطوا وَ لاَ تُؤاكِلوا مِثلَ هذا ] ( 1كو 5 : 11 ) ، أىّ لاَ تتكلّموا معهُ وَ لاَ تأكُلوا معهُ ، يجِب أنْ يتِم الإِبتعاد عَنَ هذا الشخص ، فهُناك خطورة شديدة فِى موضوع الصداقة وَسوف أُعطيك نموذج عَنَ أثر الصداقة فِى حياتنا ، فمِنَ أكثر الأُمور التّى كانت مُشجِّعة القديس أُوغسطينوس على الشرّ هُوَ أصدقائه ،وَمِنَ أكثر الأُمور التّى أخّرت توبتِهِ وَالتّى جعلتهُ يتمادى فِى الشّرور هى الصداقة ، فسوف نتعرّض لِجُزء مِنْ الإِعترافات التّى إِعترفها القديس أُوغسطينوس [ كان الخجل يعترينِى فيما لو قصّرت عَنَ رُفقائِى فِى إِتيان الفواحِش ] ، أىّ كان ينكسف مِنَ نَفْسَه إِذا إِرتكب شرّ أقل مِنَ أصدقائه [ كانت الفواحِش مبعث إِفتخارنا ] ، أىّ كانوا يتباهون أمام بعضهُم بالفواحِش ، وَكُلّ واحِد مِنهُم يُريد أنْ يتغلّب على الآخر فِى خطاياه [ أنا كُنت أتحاشى الذنب بإِرتكابِى الآثام وَحتّى لاَ تكون طهارتِى مجلبة لِعارِى ، هكذا كان العدو يرفُصنِى بِرجليه وَيدفعنِى إِلَى الهاوية ] فذات مرّة كان هُو وَأصدقائه مرّوا على حديقة بِها شجرِة كُمثرى ، فقال لهُم هيّا لِنسرِق ، فأُعجِبوا بالفِكرة ، أمّا أُوغسطينوس فكان والده غنِى ، وَكان لديهِ شجر أفضل مِنَ هذا مئة مرّة ، لكِنّهُ كان يسرِق شجر النّاس ، فيقول [ سرقت ما كُنت أملُك أفضل مِنهُ ] ، فهو كان يسرِق أشياء هُوَ كان يملُك أفضل مِنها ، لاَ طمعاً فِى المسروق عينِهِ بل حُبّاً فِى السرِقة وَالإثم ، لو كُنت وحدِى ما أقدمت على كُلّ ذلِك ، وَلكنِّى إِندفعت مرضاةً لِرفاق شاركتهُم فيها ، فلولاَ أصدقائه ما كان تجرّأ على فِعل كُلّ هذا فكانوا يسرِقوا الأشياء وَكان هُو لاَ يستخدِمها لأنّهُ لاَ يحتاج إِليها لأنّهُ غنِى ، فكانت الأشياء التّى يسرقها كان يُعطيها للكلاب وَالخنازير أو يرميها ، لِذلِك نُلاحِظ أنّ الشخص دائِماً يؤّثِر عليه المُحيط الّذى هُوَ فيه ، فكان القديس أُوغسطينوس طهارته مُجلِبة لِعاره فإِذا تصادق ولد مَعَ ولد آخر وَسألهُ هل تعرِف الأمر الفُلانِى ؟ فيكون الجواب بِكلِمة لأ ، فيتِم التريئة عليه وَيُقال لهُ إِنت منين ؟ وَمُمكِن تتِم التريئة عليه ، وَيُقال لهُ خلّيك جنب ماما وَيتغاظ وَيغضب هذا الولد لأنّهُ شاب فإِذا قال لهذا الشاب أحد أصدقائه هل شاهدت كذا ؟ فيسأل ما هُوَ كذا هذا ؟ فيقول لهُ لمّا تكبر ياشاطِر تعرِف إِيه هُوَ كذا ، فيغتاظ أكثر هذا الشاب ، فيكون شعور الشاب الداخِلِى أنّهُ يُريد أنْ يعرِف وَيُحِب أنْ يُشاهِد ، وَيكون فِى مُستوى معرِفة أصدقائه ، وَيُحِب أنْ يستمِع إِلَى كلامهُم لِيعرِف كُلّ هذِهِ الأُمور وَهُناك يكون فارِق بين شاب آخر يتصادق مَعَ شاب مِثلهُ ، وَيُحِب القُدّاس ، وَيُحِب التسبحة ، وَيُحِب الكِتاب المُقدّس ، وَعِندما يمشِى معهُ يكون الكلام بينهُم عَنَ البِر وَالتقوى ، وَيتكلّموا عَنَ عظائِم الأُمور وَالأحاديث التّى ترتفِع بِهُم إِلَى أعلى ، فهُناك فرق وَهذا هُوَ ما حدث بالضبط مَعَ القديس أُوغسطينوس ، وَلِذلِك نجِد أن القديس حدثت لهُ صدمة عِندما سمع بِوفاة أحد أصدقائه ، وَالّذى كان يظُن أنّ الدُنيا لاَ تقدِر عليهُم ، وَظلّ يُفكِّر عمّا سيكون نصيب مِثل هذا الشخص ، وَفكّر فِى أنّهُ أيضاً سوف يموت ، وَكره الموت جِداً وَخاف مِنهُ كثيراً ، وَعِندما بدأ ينتبِه وَبدأ فِى مُصاحبِة أشخاص تخاف الله وَرأى أشخاص مِنْ نَفْسَ سِنّه لديها إِشتياقات بتوليّة وَرهبنة ، وَبدأ فِى مُعاشرتهُم ، وَرأى فيهُم سلوكيات جديدة وَإِهتمامات جديدة ، لِذلِك يقول [ إِزددت حُبّاً جِداً لهُم ، وَبِقدر ما إِزددت حُبّاً لهُم إِزددت كُرهاً وَبُغضاً لِنَفْسِى وَلماضىّ وَأيقنت كم كُنت صغيراً عِندما سِرت مَعَ أُناس تخاف الله وَفيها معرِفة الله ] لِذلِك صارت حياته وَكِتاباته سنداً وَنوراً وَسِراجاً لِكُلّ تائِب ، وَلِكُلّ مُشتاق ، وَلِكُلّ نَفْسَ تُريد أنْ تحيا مَعَ الله فلتُراجِع نَفْسَكَ مَعَ أصحابك ، وَخيراً لك أنْ تكون بِمُفردك عَنَ أنْ يكون لك أصحاب مِثل أصحاب أُوغسطينوس ، لأنّنا نجِده قال[ إِذا كُنت وحدِى لَمْ أكُن لأُقدِم على فِعل أشياء مِثل هذِهِ ] فنادِراً ما نجِد شاب تورّط فِى أىّ خطيّة بِمُفرده ، فللأصدِقاء تأثير فِى ذلِك ، وَلقد قال الكِتاب المُقدّس [ لاَ تضِلّوا فإِنّ المُعاشرات الرديّة تُفسِد الأخلاق الجيّدة ] ( 1 كو 15 : 33 ) ، فحتّى إِذا كانت أخلاقك جيِّدة فلتُدقِّق جيِّداً فِى مُعاشراتك ، وَلتختار شخص أحسن مِنك لِتمشِى معهُ يرفعك وَيُنمّيك ، وَلتبحث عَنَ صديق يُنّمِى فيك الأُمور الناقِصة عِندك ، وَيجذِبك إِلَى أعلى ، وَلتجتهِد فِى ذلِك أمّا إِذا كُنت سعيد بأنّك تسير مَعَ مَنَ هُم أقل مِنك فإِنّك تؤّثِر على نَفْسَكَ بالسلب ،وَ تقضِى عُمرك وَسنينك تمُر مِنك فِى لاَ مُبالاه ، هذا بالإِضافة لتأثيرها السلبِى عليك وَالّذى يكون خطير جِداً أرجوك بنعمِة ربِنا أنْ تبحث لك عَنَ صداقة وَعَنَ وسط تعيش فيهِ ، يُنّمِيك وَيرفعك لِكى يكون مِنَ المُمكِن أنْ تُصبِح صداقاتك مُفتاح لإِنطلاق فِى حياة مَعَ الله ، فربِنا يسوع المسيح صديقنا وَمُخلِّصنا الّذى أتى إِلينا فِى شكلِنا وَفِى ذُلِّنا يُعرِّفنا كيف نختار صديق يسنِدنا فِى طريق جِهادنا ، وَيُعطينا نموذج حلو كى نرتفِع بِهِ وَنصِل بِهِ إِلَى أعماق الله ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين

معايير إختيار شريك الحياة ج2( كورس إختيار شريك الحياة)

كورس إختيار شريك الحياة 2 ( الإختيار ) لابد أن يتعرف الشخص على نفسه أولاً من هو ؟ ماذا يريد ؟ ما هدفه ؟ طموحاته مميزاته سلبياته واقعه أسرته إمكانياته العلاقة الوحيدة التي يدخل فيها الإنسان في الإختيار هي الزواج لأننا لا نختار بقية العلاقات ( الأب - الأم - الأخ - الأخت - الأقرباء - بل حتي الأبناء وإن هناك صفات سوف تأتي من نفس الإختيار ) ومن العجيب انه قد تنجح العلاقات التي لانختارها أكثر وتثبت وتستمر أكثر من الزواج الذي نختارة وهذا يرجع إلي سوء الإختيار ومعظم سلبيات الزواج نحملها للشخص ويتحمل مسؤليتها لانها ترجع إلي سوء الإختيار أهمية التدقيق فى اختيار شريك الحياة : الزيجة المسيحية واحدة، ودائمة. والزواج المتوافق بمسئولياته لا يأتى من فراغ. بل بناء على تفكير عميق ودراسة واعية ناضجة.فهو مهمة كبيرة وخطيرة لا سيما فى الزمن الحالى. ويجب أن نعرف أنه ليس كل اثنين متميزين فى السلوك والصفات، يصلحان كزوجين. لذلك ينبغى التدقيق فى معرفة كل البيانات عن الطرف الآخر، والتعرف على شخصيته. الأسس الضرورية للاختيار : 1 ـ الوقت المناسب. مطلوب النضج الذى يؤهل للاختيار، وهذا النضج ينبغى أن يكون فكريا وعاطفيا ونفسيا واجتماعيا وماديا. فنظرة الشخص وقناعاته تختلف مع مدى النضج الذى يصل إليه. 2 ـ الواقعية : أ ـ المادية : التقارب الذى لا يجعل الزواج شراء للزوجة ومن الناحية الأخرى يستطيع أن يتحمل مسئولية المعيشة. مع ضرورة عدم المغالاة فى الطلبات المادية مثل الشبكة، والشقة، والأثاث الزائد. ب ـ الاجتماعية : فالفارق الكبير يسبب الكثير من المشاكل (الملابس، والاجتماعية فى التعامل مع الشباب.. والشاب الريفى. والمواقف بين الأهل، وطريقة تربية الأولاد) ج ـ الثقافية : خصوصا إذا اختلف المؤهل فينبغى أن يعوض بالنجاح المادى والثقافى. د ـ الشكلية : لا نطلب الجمال الجسدى ونبالغ فيه، مع ما فيه من احتمالات الغرور والنقص فى الملكات الأخرى بسبب الاتكال على الجمال. وهناك الجمال الروحى الداخلى. هـ ـ فى العمر (السن) : فالتقارب فى السن ضرورى لسهولة التفاهم (صعوبة التفاهم بين الأجيال المختلفة) حيث الفوارق الواسعة فى جوانب وخبرات الحياة. 3 ـ الإيمان : الوحدة فى المعتقد والتكافؤ فى درجة التدين، والعلاقة الجيدة بالله التى تزيدنى قربا إليه. ولأن الإنسان لا يعرف إلا الحاضر والظاهر فقط، فينبغى إشراك الله الذى يعرف الأعماق والمستقبل أيضا. لذلك ينبغى الإلحاح الشديد فى طلب إرشاد الله، وعدم إتمام الارتباط قبل الاطمئنان إلى موافقته لإرادة الله. وذلك بالقداسات والصلوات. ثم ينبغى متابعة مبادئ وارتباطات الطرف الآخر. الكنيسة والتناول والأصوام والاعتراف، والعشور ..الخ. 4 ـ الاقتناع العقلى : إن المقياس الروحى لن يلغى المقياس العقلى. ولكن إذا بدأنا بالمقياس العقلى فقط، فقد يلغى المقياس الروحى. والاقتناع العقلى يؤمن الفرد من الانفعال العاطفى الذى يدفع الإنسان للارتباط نتيجة الانبهار أو الإعجاب. هنا ينبغى الاهتمام بالكثير من الأمور مثل : + القدرة على تحمل ما لا يرضى فى الطرف الآخر ولا يستطيع أن يغيره. + التكافؤ فى النظرة العامة للأمور وأسلوب التفكير. + الصفات الموجودة فى الشخص الآخر ومدى موافقتها لى ولطبيعتى. حيث يمكن أن تظهر أمور يمكن أن تهدد استقرار الحياة الزوجية مثل : + الاعتداد الفائق الحد بالكرامة وتقدير الذات والكبرياء والتعالى. العناد ورفض المشورة. أو عدم الاهتمام بالرأى الآخر. + استمرار تدخل الآخرين بصورة مباشرة أو غير مباشرة. + الانجذاب نحو علاقات قديمة. + الأنانية. + البخل. + الحساسية الزائدة، وحدة الطبع. + عدم القدرة على مواجهة المواقف والتلعثم فى الكلام. + عدم الثقة فى النفس والانطوائية الشديدة والتقوقع. + السيطرة على الحديث، وعدم إعطاء الفرصة للآخرين. + عدم تقدير الوقت، وبالتالى عدم الانضباط فى الارتباطات والمواعيد. + النكدية. + الغيرة الشديدة والزائدة على الحد. 5 ـ القبول العاطفى : ضرورة التقبل للشخص الآخر. التقبل الذى يدع كل من الطرفين فخورا بالآخر. وينبغى أن يكون هذا التقبل من الجانبين. تقبل للشخصية ككل فى الطباع والتصرفات وكل ما يتعلق بالشكل العام فى جملته. والتقبل غير الافتتان، وغير الإعجاب..الخ. 6 ـ الصراحة : فينبغى الانتباه إلى أن الزواج يقوم على الحقائق الواضحة، كما يهدمه كل إخفاء متعمد. فلا ينبغى التظاهر فى هذه الفترة بما ليس فينا، بل الصراحة لأن كل شىء سينكشف ولكن فى وقت يتعذر فيه الإصلاح. مقاييس فى الإختيار لابد من انجذاب وعواطف وبذل وتضحية وحياة مشتركة في الماليات والاهتمامات في الوقت والترفية والتسلية والمناسبات والزيارات وحياة مشتركة في الروحيات والاهتمامات اصعب فشل هو الفشل الزوجي مقاييس فى الإختيار الزوجى أ- مقاييس داخلية : 1- حد أدنى من التعاطف والتجاذب النفسى المتبادل. 2- حد أدنى من التناسب فى الطباع. 3- حد أدنى من الإتفاق على قيم أخلاقية أساسية. 4- حد أدنى من الإتفاق على أهداف مشتركة فى الحياة. 5- حد أدنى من التناسب الروحى. ب- مقاييس خارجية : 1- الخصائص الجسمانية. 2- التناسب فى العمر. 3- التناسب فى المستوى الثقافى والتعليمى. 4- التناسب فى المستوى الاجتماعى. 5- الإمكانات الإقتصادية اللازمة لإتمام الزواج. ويأتى القرار المناسب نتيجة للمحصلة النهائية لهذه المقاييس مجتمعة، ولكى يتمكن كل من الخطيبين من التأكد من صلاحية كل منهما للآخر ينبغى أن يأخذ فى الإعتبار الاحتياطات التالية: 1- الوضوح مع النفس : وبالتالى الصراحة التامة مع الآخر والمكاشفة المتبادلة بلا تمثيل، ولا تزييف للحقائق ولا إخفاء لأمور لها علاقة بحياتهما المشتركة المقبلة. 2- إتاحة فرصة كافية للتعرف : كل واحد على طباع الآخر عن قرب من خلال الأحاديث، والمواقف والمفاجآت المختلفة، وهذا يتطلب أن تكون فترة الخطبة كافية، بلا تسرع ولا تعجل. 3- الإستعداد المتبادل لقبول الآخر المختلف : "عنى" والتكيف على طباعه حتى لو استلزم ذلك "منى" التنازل عن أمور أفضلها ولا تروق له، أو تعديل سلوكيات وإتجاهات تعوقنى عن التفاهم معه والتلاقى به.. هذا هو أهم احتياط يؤخذ فى الإعتبار من أجل زواج ناجح. 4- تحكيم العقل وعدم الانجراف مع تيار العاطفة : حيث العاطفة الرومانسية خيالية، وتلتمس العذر لكل العيوب حتى الجوهرية منها، وتؤجل تصحيح الإتجاهات الخاطئة، وتضعف الإستعداد للتغير إلى الأفضل، فالعاطفة غير المتعقلة توهم الخطيبين بعدم وجود أية إختلافات، وتصور لهما استحالة حدوث أية مشكلات مستقبلية. فإذا اعتبرنا أن الإختيار نقطة على خط الحياة الزوجية، فإن عملية الإكتشاف المستمر لشريك الحياة هى خط الحياة الزوجية كلها، وبدونها لا يتحقق نجاح الحياة العائلية. مفاهيم خاطئة عند اختيار شريك الحياة – الزواج الملكة والامير في اختيارنا لشريك الحياة نهتم بالبحث عن الفتاة ذات الجمال الخارجي وهذا ما يزرعه في أعماقنا وسائل الاعلام المختلفة الشد والجذب في اختيارنا لشريك الحياة نسمع هذه العبارة "فيها حاجة شدتني مش عارف ايه الحاجة دي بس أنا مشدود لها في أغلب الاحيان الانجذاب بهذه الطريقة الغير محددة يكون انجذاب غير صحي ويكون سببه احتياجات عميقة غير مسددة وهذا الانجذاب هو الاداة التي يسدد بها هذا الاحتياج القضاء والقدر "أنا منتظر البنت المكتوبة لي" "أنا منتظر قسمتي ونصيبي" وكأن الله قاسم لكل شخص شريكه في الحياة متعديا بذلك على عقولنا ونفوسنا التي خلقنا بها لكي نختار حياتنا بأنفسنا معايير الإختيار : من يعرف كرامة السر ودوافعه صحيحة سيعرف كيف يختار .. هناك مشكلتين .. الإختيار هو ماذا يريد الإنسان .. وكثير من الأحيان لا يعرف الإنسان نفسه ماذا يريد .. والجزء الآخر إن الإنسان أحياناً لا يعرف أن يفكر لنفسه بشكل صحيح .. لكن النضج الروحي يزن المشكلتين . إن الله خلقنا عُقلاء بحرية ولذلك الله يُسر بذلك فينا .. إن المسيحية لا تلغي الشخصية المسيحية ولكنها تُقدسها وترفعها .. إذاً مشكلة الإختيار تحتاج أولاً نُضج روحي .. ثم طِلبة من الله لكي يعطي من يده الشخص المُعين لي .. ويساعدني على خلاص نفسي ونربح الملكوت معاً .. وعندما تكون الأهداف صحيحة تكون الإختيارات صحيحة .. بالإضافة إلى أن الصلاة والتأني والمشورة مهمين جداً في عملية الإختيار . ومن الأشياء المهمة أيضاً في عملية الإختيار أن يكون هناك نظرة شاملة .. وتقدير لكل الأمور .. السن مثلاً .. الإمكانيات .. حياته مع الله .. عائلته وأُسرته .. ثقافته العامة .. ويجب أيضاً أن تكون النظرة عميقة وموضوعية . مخاوف من الزواج وخصوصاً لدى البنات الخوف من الرفض الخوف من الفشل الخوف من المجهول الخوف من المسؤلية الخوف من القيود الخوف من العلاقات الجسدية الخوف من تجارب سابقة الخوف من تكرار نماذج معروفة أسباب خاطئة فى الزواج مجرد الهروب من البيت الشعور بالوحدة يجب ان يعالج قبل الزواج لانه غالبا سوف يستمر الجمال الخارجي الحسن غش والجمال باطل ام ٣٠:١٣ التسرع عموماً وخصوصاً لو بعد فك خطوبة كرد فعل الضغوط الخارجيه الشفقه والتعاطف اطفاء الغريزة او التحرق مجرد القرابه للتقاليد الاسرية الانتفاع المادي او السفر او العمل الرومانسية والعاطفية فقط الخالية من الموضوعية هل الحب وحده يضمن نجاح ارتباط هل انت مستعد للارتباط - هناك اسباب خاطئة للارتباط ( الرغبه في التحرر من الاهل وصعوبه طباعهم - الاشتياق للجنس - التغلب علي الوحده - الانجاب - الاحتياج المادي - العطف علي الطرف الاخر - تعلق طرف دون الاخر - كل الاصدقاء مرتبطون -الحلم بيوم الزفاف والاحتفال به - الخوف من عدم ايجاد شخص مناسب وكسب العمر - وسيله للهجره مواضيع للحوار اثناء بداية الارتباط يفضل ان يكون لك نفس قيم واهداف الطرف الاخر وان وجد اختلافات هل يوجد اتفاق واحترام لوجه نظر الآخر الشخص المناسب هو الذي لديه القدرة علي التواصل معك ومع افكارك ومشاعرك ويتصف بالمرونه والنمو والحكمه الحب ليس كافياً لاختيار الشخص المناسب ....وجهات النظر في الموضوعات الجوهريه - هل تريد اطفال - المال المشكله الحقيقيه في رغبه التحكم والانانية والتدخل الزائد تحمل المسؤلية العائلة والاصدقاء كيف يكون هناك اتزان بين قضاء بعض الوقت والتعلق الزائد الغضب والتحكم في النفس - كيف تقضي وقت فراغك - الاماكن التي يحبها - ماهي اولويات يوم الاجازة - الهداف المستقبلية ماذا تريد المشاركة في المسؤليات الانفاق وامور البيت كيف تري نفسك هل انت انسان غيور كيف تعبر عن حبك كيف تستمع العائلة ماذا تمثل طفولتك - تاثير اسرتك ايجابي ام سلبي هل تعتقد ان هناك مشاعل تتوقعها من اسرتك وما هي نصيحتك للتعامل مالذي يعجبك ولا يعجبك في اهلك كم طفل تريد وهل بعد الزواج مباشرة ام تؤجل وكيف تري طريقة تربية الاولاد ماهي هواياتك وهل تحافظ عليها بعد الزواج وايضا بعد انجاب الاطفال ماهي طبيعة عملك - ماهي اكبر الصعوبات التي تواجهك مشتروات البيت وطريقه الانفاق كيف تقول او تقولي احبك ؟ وجودك في حياتي تجعل مشاكلي تقل - وجودك هو اجمل هديه من رب المجد يسوع في حياتي لا يوجد سبب للتعاسة طالما انت موجود اشعر بالخوف بدونك -احب اي شيء يخصك اخشي ان اجرحك الاستماع الجيد لا تقاطع واظهر اقصي انتباة ولا تظهر اي نوع من الملل ستتاكد من انك اخترت صح حينما تكتشف ان الطرف الاخر يساندك ويشجعك ( احذر السلبي الاناني الغضوب الكذاب المزعج الناقد المسيطر ) الشخص المناسب هو الذي يقدر احتياجاتك وطموحاتك طالما انها في حدود المعقول بعض النصائح الهامة حوار باحترام - توصيل مدي اهميته لكي -لاتنقد كثيرا - اعط اهتماما للمواهب والاهتمامات -اظهار الحنان والاشفاق - كسر الروتين وعمل مفاجئات عدم الازعاج اثناء العمل -اظهر كم انت فخور بها او به اعطاء النصائح بطريقه غير مباشرة نحذر من الدخول في مقارنات بين الاسرتين او بين الاصحاب كوني لطيفه ومتواصله مع اسرته - لا تكثري من ذكر مواقف سلبيه ولا تؤنبي ضميره شجعي افكاره وطموحاته اشكريه علي رعايته لك الشخصيات المتعبة الذي يظن انه يعلم كل شيء الناقد السلبي وبطريقه مهينه الذي لا تستطيع ان تعرف ما بداخله ويظهر عكس ما يبطن الاناني المتمركز حول ذاته الباحث عن المشاكل والمزعج دائماً الذي يجرح دون ان يشعر هناك من يستمتع ان يري الطرف الآخر متالم يبكي مجروح مكسور مقهور يتلذذ بخوف الطرف الاخر منه ....هذا شخص مسيطر علي العكس المقهور وهو الذي يتعرض للاستغلال والقهر ولا يستطيع ان يعبر عن نفسة لابد من وجود شيء من المرح في الحديث - لابد من الحديث عن مشاكلك مع الطرف الآخر خطوط حمراء في الارتباط عدم الاتفاق في القيم والمبادئ - توتر العلاقة الدائم لاتتكلم عن مشاكلك مع الطرف الآخر عدم الاحترام المتبادل عدم الثقة الرغبه في العزل عن الاهل والاصدقاء الكذب والخداع حينما تشعر بالسعاده في غيابه او سفره عدم التناسب الروحي سمات لابد تتوفر في البنت الحشمه من الوداعه ومن الثقه في الحمال الداخلي الخجل مطلوب لانه يجذب الشاب ويشعره بالمسؤليه ولانه يترجم الرغبه في الاحتماء بالطرف الاخر الهدوء النضوع والبشاشة والروحانية الشباب والمسؤلية مسؤلية الحب والعطاء القيادة الازمات العبادة والنمو سؤال مهم أنت تختار الأفضل أم الانسب أهمية فترة الخطوبة قهى ليست للرومانسية واللهو والمتعة بل للدراسة والصلاة والإقتراب الحذر الملئ بالتفكير والتحليل ومعرفة الشخصية وإكتشفاها وإقترابها من الله ومعرفه علاقاته وأصدقائه وعلاقته بأسرته وعمله وسلوكياته ومهاراته وسلوك أهل البيت وتعوده لروح المشاركة مع أسرته والبذل والعطاء والبخل وإستقامة العلاقات والأسلوب والتفكير وأسلوب علاج المشاكل والمبادىء ولنحذر من الإنشغال فى النواحى الإجرائية والإستعجال خصوصاً للقادمين من الخارج مشاكل فترة الخطوبة التجمل فى نظر الآخر وابراز الإيجابيات فقط الرومانسية الزائدة وأحياناً الغرائز تجاهل الشاكل وقله الخبرة الإنعزال عن المجتمع والأسرة والكنيسة الإنشغال بالإجراءات والتجهيزات والأحتفالات ولا نهتم بأدق الأمور ولا اهتم بإعداد نفسى وشخصى لهذه الخطوة كيف تهتم بالمسكن دون الساكن النضج النفسى والروحى اللازم للإرتباط عند اختيار شريك الحياة يجب أن نتأكد أننا قد بلغنا القدر المناسب من النضوج النفسي والروحي ثالثاً : النضوج الانساني • النضوج الروحي • النضوج النفسي • النضوج الجسدي نتائج النضوج الانساني: معرفة نفسي على حقيقتها عدم الانسياق وراء العاطفة وحدها بناء علاقة ناجحة بناءة ملامح النضوج خطورة العلاقات العاطفية المبكرة مخاطرها عند اختيار شريك الحياة : تمنع النضوج العاطفى للإنسان النضوج العاطفى هو: القدره على التحكم فى عواطفى و مشاعري وَمَالِكُ رُوحِهِ خَيْرٌ مِمَّنْ يَأْخُذُ مَدِينَةً(أم16: 32) جرح القلب العلاقات المبكرة أغلبها ينتهى بالفشل وهذا يؤدي الى مأساة عاطفية ومازال الكثيرين قلبهم ينزف بسبب العلاقات العاطفية وهذا له تأثير سلبي جداً على اختيار شريك الحياة . الدخول فى علاقة جنسية قبل الزواج هذا النوع من العلاقات ينشئ جرح عميق وخصوصا بعد فشل العلاقة فهذه الأشياء لاتُمحى مع الأيام فهي أشياء تظل معى مدى الحياة وخاصة عند اختيار شريك الحياة . ارتباط بالشخص الغير مناسب فالارتباط فى كثير من الأحيان يكون بالشخص الذي اريده وليس بالشخص المناسب . التعامل معها: • روحياً • نفسياً • عملياً الدور الإلهى فى اختيار شريك الحياه: 1- الدور الالهى فى معرفتى بمن انا: الرب يعرفنى بنفسى و يساعدنى فى اكتشاف من اكون و ما هى الحاجات الى احتاج ان اشتغل عليها داخل نفسى لكى اكون لأفضل 2- معرفة ما يناسبنى: هذا محتاج حكمه الهيه ,هل انا و الشخص الأخر نصلح بعضنا لبعض x-matching هو ان اضع نفسى مكان الأخر فى العلاقه هل سيكون او سيكون سعيد اليس فقط انى انا سوف اكون سعيد اذا اكتشفت انى انا فقط سأكون سعيد هذا معناه انه ليس الشخص المناسب 3- معرفة من هو الشخص : الدور الالهى مهم فى معرفة من هو هذا الشخص فلو انا عارف على من أبحث سيكون من السهل جدا ايجاد هذا الشخص فهذا الشخص سيظهر و لكن ليس بكثرة التواجد معا بل بكثرة رؤيتى له من على بعد و هو او هى يتصرف على طبيعته بدون اقنعة لابد ان احسب نسبة نجاحنا مع بعض لو اقل من 100% لا يصلح لازم تكون هى انسب حد لى لازم يكون هو انسب حد لى

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل