العظات

البابا كيرلس الحب والإتضاع

1/ مرحلِة مَا قبل الرهبنة : مرحلة تِلفِت نظرنا مرحلِة مَا قبل رهبنته وَهُوَ مَازالَ عِلمانِي وسط مُجتمع وَضُغُوط وَأوجاعه وَكَانَ إِسمه الأخ عَازِر .. كَانَ حاله إِنَّه إِنسان مَسِيحِي يُمَجِّد الله وَيخاف الله فِي كُلَّ أموره وَلَمْ يشعُر أبداً إِنَّه فِي خُلطة مَعَ أهل العالم أوْ إِتِفاق مَعَ فِكرهُمْ وَأعمالهم الردِيئة .. كَانَ يُمَجِّد الله فِي كُلَّ أمور حياته وَيُعلِنْ مَسِيحِيته وَسط مَنْ حوله .. كُلَّ مَنْ حوله كَانَ يرى فِيهِ إِنسان فرِيد وَهذَا مَا نَتَعَلَّم مِنْهُ لأِنَّنَا وسط العالم لاَ نُحَافِظ عَلَى أنْفُسَنَا وسط ضُغُوط وَإِغراءات العالم لَكِنْ الإِنسان الَّذِي مَسِيحه دَاخِل قلبه وَيحفظ نَفْسه وَمَزَامِيره دَاخِل فِكره وَقلبه لاَ يُؤثِّر عليه العالم كَانت المَزَامِير دَاخِل قلب البابا كِيرلُس مُنذُ أنْ كَانَ عِلمانِي .. كَانت كَلاَم حيّ دَاخِله رُبَّمَا آيات كَثِيرة فِي المَزَامِير لَمْ تلفِت نظرنا إِلاَّ عَنْ طرِيق البابا كِيرلُس لأِنَّ الإِنسان الرُوحانِي يلفِت الله نظره لِكِنُوز الكِتاب .. [ وَجِدَ كَلاَمُكَ فَأكَلْتُهُ فَكَانَ كَلاَمُكَ لِي لِلفَرَحِ وَلِبَهْجَةِ قَلْبِي ... ] ( أر 15 : 16) إِذا دخلت حُجرته وَهُوَ عِلمانِي تَجِدهَا مُزَيَنة بِعَدِيد مِنْ الآيات .. كَلِمة الله أمام عينيهِ دَائِماً .. فِي بيته إِنسان ودِيع هَادِئ لَهُ خفائه وَصَلَوَاته الخاصة وَهُوَ لَمْ يَكُنْ رَاهِب بعد .. بينما نَحْنُ يخدعنا عدو الخِير وَيقُول لَنَا أنَّ الحياة المَسِيحِيَّة صعبة فِي العالم لَكِنَّهَا قَاصِرة عَلَى الرُهبان وَرِجال الدِين .. لاَ الحياة المَسِيحِيَّة لِكُلَّ إِنسان .. عَلَى كُلَّ إِنسان أنْ يَكُون بِيته كَنِيسة وَلَهُ عِشرِته وَخفائه مَعَ الله وَلَهُ مذبح فِي بِيته وَلَهُ سهرات وَأصوام وَتقوى وَبِر وَعفاف كَانَ البابا كِيرلُس مشهُور بِالعطاء وَالوداعة وَالصمت قَلِيل الكَلاَم وَلاَ يتكلَّم إِلاَّ لِلبُنيان .. صِفات تُؤهِل النَّفْس أنْ تَكُون مسكن لله .. الإِنسان المُنزَعِج بِأُمور كَثِيرة صعب إِنَّه يستقر فِيهِ الله .. تعلَّم مِنْ الأخ عَازِر أنْ تَكُون شَاهِد لِلمَسِيح فِي بِيتك وَعملك .. إِشهد لَهُ بِكُلَّ قُوَّة وَجبرُوت دُونَ أنْ يَكُون لَكَ زِي مُعَيَّن لأِنَّ الآباء يَقُولُون [ إِنَّ الشكل وَالزِي لاَ يُخَلِّصان ] القِدِيس الأنبا روِيس لَمْ ينال أي رُتبة لَكِنْ لَهُ كرامة عظِيمة فِي السَّماء لأِنَّ الكَنِيسة لَهَا ترتِيب عجِيب تضع مَثَلاً إِستفانُوس رَئِيس الشمامِسة فِي المجمع قبل مَارِمرقُص رَئِيس البطاركة لأِنَّ السَّماء لَيْسَ لَهَا ترتِيب بَلْ لَهَا مَعَايير خفايا الإِنسان الأخ عَازِر عَاشَ وسط العالم لَكِنْ لَمْ يعِش العالم دَاخِله .. كَانَ وسط العالم إِنسان مُختلِف وَالَّذِي لاَ يحيا هذَا الفِكر يَكُون قلبه خراب .. لاَبُد أنْ تَتَمَسك بِوَصَايا الله . 2/ مرحلِة أبُونَا مِينا المُتَوَحِد :- عِندما تختلِي النَّفْس مَعَ الله تصفو وَتُحَلِّق فِي السَّماوات .. الوِحدة تُعطِي الإِنسان صفاء وَسكُون وَيكتشِف بِهَا أكبر كِنز دَاخِله وَهُوَ الله السَّاكِن فِيهِ .. عِندما يجلِس الإِنسان وحده وَيصمُت يهدأ مِنْ الإِضطِرابات الكَثِيرة وَيُصبِح مسكن لله .. رأينا فِي أبُونَا مِينا المُتَوَحِد نموذج يُقارب المراتِب السَّماوِيَّة لأِنَّ الإِنسان لَمَّا يخلو لِنَفْسه يرفعه الله لِمَرَاتِب مَلاَئِكِيَّة .. رأينا فِيهِ مَحَبَّة لِلصمت وَالسكُون وَالأصوام .. كَثِيرُون لَهُمْ فُرص يُتاجِرُونَ بِهَا وَلاَ يُتاجِرُون بينما المسِيحِي الصَحِيح الحقِيقِي هُوَ مَنْ يِتاجِر وَيِربح .. الَّذِي يفهم خِطَّة الله فِي حياته هُوَ إِنسان سَمَاوِي أبُونَا مِينا المُتَوَحِد كَانَ يستثمِر وقته فِي قِراءة الكِتاب المُقَدَّس وَالتَّسبِيح وَالصَلَوَات .. كَانَ يُدَاوِم عَلَى صلوات التَسبِحة وَالأجبية .. أصعب شِئ أنْ لاَ نفهم كِنز أُرثُوذُكسِيِتنا .. الَّذِي يسأل مَا فائِدة صلوات الأجبية وَالأسرار الكَنَسِيَّة نسأله مَا رأيك فِي البابا كِيرلُس ؟ يَقُول هُوَ رجُل صَلاَة .. نُجِيبه الَّذِي صنع هذَا الإِنسان هُوَ الكَنِيسة بِأسرارهَا .. [ إِنْ لَمْ تعرِف الطرِيق فَاخرُج عَلَى آثار الغنم ] .. الإِنسان الكَنَسِي يعلم وَيعِي اللاهوت وَأسرار الكَنِيسة وَأسرار الله . 3/ مرحلِة البابا كِيرلُس البطريرك :- عِندما صَارَ بطريرك لَمْ يفقِد حُبَّه لِلوِحدة وَالسكُون وَلَمْ يفقِد رُوح رهبانِيته وَوَدَاعته قصص ومواقف للبابا المتضع كان فيه شماس اسمه عم فكرى راجل طيب بتول وأصيب بمرض طلع بسببه من شغله وكان بيحب أبونا مينا المتوحد ويصلى دايما معاه التسبحة وقداسات وفى مرة قال له ياأبونا مينا عاوزين نتفق اتفاق..قال له نتفق ياابنى..قال له الكاهن يصلى صلاته مضبوط والشماس يقول مرده مضبوط والعريف يقول مرده مضبوط ماحدش ياكل التانى!!رد ابونا مينا باتضاع موافق ياابنى . وفى يوم أبونا كان مستعجل وعنده التزام معين بعد القداس ففى اثناء قول عم فكرى (ايها الجلوس قفوا ) أبونا مينا بدأ يكمل الصلاة ..زعل عم فكرى وساب القداس وطلع قعد على باب الكنيسة ولم يدخل الا بعد أن طلع له أبونا مينا واعتذر له واشترط على أبونا يلتزم بالاتفاق اللى بينهم ..وأبونا قال له خلاص ياعم فكرى انا موافق تعال ياابنى نكمل القداس والله يحالك بساطه وحب وإتضاع وأبوه وإحتمال ليس فى قدرة بشريه ولكن إنتصار عمل نعمه هناك غلبه على العتيق إنسان تحول إلى حمل وتخلص من صفات الذئاب لم يخاطب نفسه بكرامته كبطريرك ولكنه يعرف أن كرامته ليس فى رتبته ولكن ان يعمل برتبته وهى تزيد من مسؤلياته وأعباؤه وإلتزامه . من أكثر الأمور التى تزعج الإنسان ذاته تئن تشكو تطلب الإنتقام الكرامه التأمين الحماية مبارك من أستطاع أن يغلب ذاته – أجمل ما تراه على الأرض منظر إنسان متضع مشهد سماوى ليس من الارض قيل عن البابا كيرلس من خلال علاقته بالرئيس عبد الناصر أنهم كانوا يلمسون بركه حتى من السائق او المرافق للبابا كيرلس ويتعاملون معهم كأنهم قادمون من السماء *بساطة الملبس : فى رحلة البابا الثانية لأثيوبيا قام رئيس شمامسة الكاتدرائية وقتها بإعداد ما يلزم قداسة البابا للسفر وتبين أن مالديه من ملابس داخلية ومناديل وشرابات لاتليق بمثل هذه الزيارة (إذ كانت ملابسه الداخلية غير جاهزة بل تفصل من قماش خشن ومسرجة باليد )فاشترى له بعض الاحتياجات المطلوبة ..وعند وصوله للحبشة اكتشف وجود هذه الملابس فوجه عتاب لتلميذه :ليه ياابنى نتبطر على ماأعطاه لنا الله ؟ فيه ناس محتاجين كتير ويشتهون من الملابس مانعزف نحن عنه (ان كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما ) وكلنا نذكر فخامه الملابس التى أحضرها له هيلا سولاسى ورفض لبسها وحين دخل إلى المحفل ضجت القاعه من التصفيق أحبائى ليس البهاء بالملابس (لا تجعل أغلى مافيك ملابسك ) هل ذهبت إلى مزار البابا كيرلس ورايت حذاؤة أو ثيابه كم هى بسيطه تجد أن هناك علاقه بين الداخل والخارج كل ماكان الداخل مشبع ومكتفى تجد الخارج بسيطا ومعبراًوالعكس الفراغ الداخلى والفقر يطلب تعويضه بالخارج يحكى القمص لوقا سيداروس أنه عند نياح البابا كيرلس وأثناء إرتداء ثياب الكهنوت لوضعه بها فى الصندوق وجدوه يلبس هذه الملابس الخشنه من الداخل وقف شاعر أمام أمير وقال له أنت غالى جداً وأستطيع أن أدفع لك (مبلغ كبير جداً )وتبقى معى لتشجينى بأشعارك وهنا سأله أنا كم أساوى عندك وحاول أن يتهرب من الإجابه ومع الإلحاح قال رقم بسيط فغضب الأمير وقال إن هذا الرقم بالكاد يكون رقم ملابسى قال وهذا ما قيمت ثمنه أنت تعطي قيمه للأشياء وليس الاشياء تضيف إليك بيت لحم والناصرة صارت مزار العالم ولهفه للجميع بسبب وجود المسيح فيهما – كم يساوى منديل للبابا كيرلس – القيمه ليس فى المنديل بل من إستخدمه كم غنى وكم ملك وكم امير عبر على هذه الحياه - من نذكرهم الآن *بساطة المأكل : وصلت قداسة البابا هدية من أحد أولاده المهاجرين بأمريكا عبارة عن 12 تفاحة أمريكانى فاستدعى أبونا ميخائيل داود وقال له فيه جوة تفاح خد لك واحدة وأعطى أبونا اقلاديوس وعوض ووديع وفهيم كل واحد واحدة ..فقال وانت ماخدتش حاجة ياسيدنا ؟ قال له : طيب خلى واحدة للبطرك من نفسه ..قال هذا ولكنه أعطاها بعد ذلك لأحد الزوار . كان لطيفا فى توجيهاته وَعِندما كَانَ الشَّعْب يَتَعَامل معهُ كبطريرك كَانَ يُخاطِب نَفْسه بِكَلِمات تبدو لِلنَّاس مرح [ عِيشنا وَشُوفنا الولد بقى بطرك ] .. وَعِندما كَانَ يطلُب طلب وَالنَّاس كُلَّهَا تِلَبِّي طلبه كَانَ يَقُول لِنَفْسه [ جَلَبِيته لِحد رُكبِته وَعشرة فِي خِدمِته ] .. كَانَ فِي كرامة لَكِنْ أمام نَفْسه بِلاَ كرامة . • مرةسمع شماس معجب بصوته قوى , فقال له ياابنى دارى على شمعتك تنور , خلى بالك على نفسك • كان هناك شخص كبير بالسن منحنى يحضر القداسات وهو يأخذ لقمه البركه يقول لسيدنا صلى لأمى ياسيدنا وهكذا فى كل قداس إلى أن فى مرة قال له يأخى واجعتنى بأمك - ذهب وجدها ماتت • كان حين يطلب من أحد تلاميذه كوب ماء أو شاى وينسى ويتأخر يطلب بعد فترة وإذ كانوا يعتذرون له لا يعاتبهم ويقول أنا عارف المشغوليات • صلاح الإنسان يجعله يلتمس الأعذار ولا يكثر من إلقاء اللوم على الآخرين وهناك شعار جميل من يتبعه يستريح أن لا يطلب كل واحد منكم ماهو لنفسه بل ماهو للآخر أيضاً • (علينا واجبات وليس لنا حقوق ) • عدم الإدانة : مرة طلب من تلميذه يقرأ له الجوابات الواردة فلاحظ تلميذه إن فيه جواب جاى لسيدنا به سب وقذف لسيدنا فامتنع عن قراءته وقال له :حاللنى ياسيدنا أقطعه . قال له لا ياابنى إقرأ .. لعل الله ينظر الىٌ ويرحمنى . كان لما يأتى له كاهن يشكو من أسقف رغم مهاجمه هذا الأسقف للبابا كان يرفض أن يتكلم مع الكاهن ويفضل أن يذهب يستسمح أسقفه الأول بُولِس الرَّسُول يَقُول كَانَ مُمكِنْ يَكُون لَنَا كرامة لَكِنَّنَا رفضناهَا .. لأِنَّ الَّذي يطلُب الكرامة تهرب مِنْه وَالَّذِي يهرب مِنْهَا تأتِي إِليه وَلنرى كرامة البابا كِيرلُس فِي السَّماء وَعَلَى الأرض رغم إِنَّه كَانَ يهرب مِنْهَا عَلَى الأرض .. لَوْ كَانَ أحب الكرامة عَلَى الأرض كَانَ سينالها لِفِترة مُؤقتة قَصِيرة وَيَا لِلخُسارة يَا ليتهُ مَا طلبهَا جَيِّد أنْ يحتفِظ الإِنسان بِإِتِضاعه وَهُوَ فِي منصِب .. دَاوُد النَّبِي عِندما إِنتصر وَمَلك بدأ روح الغرُور يملأه وَبدأ يَتَمَشَّى عَلَى السطح وَنظر وَاشتهى وسقط وَعِندما أرادَ أنْ يِدَارِي خَطِيته أتى بِأورِيَّا الحِثِّي وَعِندما رفض أُورِيَّا الرجُوع لِبِيته أسكره فرفض أيضاً رجوعه لِبِيته فَأرسله دَاوُد لِلحرب وَبِيده خِطاب موته لِيضعوه فِي الصفُوف الأُولى فِي الحرب فَيَموت .. دَاوُد الَّذِي قَالَ عَنْ نَفْسه إِنَّه كلب مَيِّت عِندما مَلك تَكَبَّر أجمل شِئ أنْ يَكُون الإِنسان فِي كرامة وَلاَ يطلُبهَا وَيِحافِظ عَلَى إِتِضاعه وَالَّذِي يشتكِي لَهُ عَلَى آخر لاَ يقبل مِنْه كَلِمة كَمَا كَانَ يفعل البابا كِيرلُس السَّادِس لأِنَّ [ مُشِيعُ المَذَمَّةِ هُوَ جَاهِلٌ ]( أم 10 : 18) .. لَمْ يَشِع مذمَّة بينَ النَّاس بَلْ أشَاعَ السَّلام وَالمحبَّة بينَ شعبه وَلَمْ ينقِل كَلِمة مِنْ أحد عَلَى آخر وَيَقُول لَهُمْ أنَّ الله لاَ يُحِب مُشِيعِي المذمَّة لأِنَّهُ أرادَ أنْ يرفع أولاده لِمراتِب رُوحِيَّة عالية وَكَانَ يِعالِج الأُمور بِحِكمة وَلَمْ يراه أحد أبداً فِي إِحساس عَظَمِة البطريرك .. لَمْ يرتدِي مَلاَبِس ثمِينة لأِنَّهُ كَانَ يشعُر أنَّ كُلَّ مجد إِبنة المَلِك مِنْ دَاخِل ( مز 45 : 13 ) لاَبُد أنْ لاَ تعبُر علينا درُوس حياته لِكي تنتقِل لَنَا فَضَائِله لأِنَّ هذِهِ هِيَ الكَنِيسة وَهؤلاء هُمْ آباءنا رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل