العظات

حضور المسيح فى الكنيسة

أود أن أتحدّث معكُم فىِ موضوع عن حياتنا الكنسيّة وعن حضور رب المجد يسوع فىِ كُل عِبادتنا الكنسيّة كحضور فعلىِ حضوراً بالإيمان حضور غير محسوس بل وحضور محسوس أيضاً نحنُ نؤمن أنّ رب المجد يسوع هو رأس الكنيسة ، فلا يوجد جسم بِدون رأس ولا توجد كنيسة بدون المسيح وإِذا فقدت الكنيسة

درجات فى الحياة الروحية

نقرأ في سفر حزقيال النبي الإصحاح " 47 " .. { ثم أرجعني إلى مدخل البيت وإذا بمياه تخرج من تحت عتبة البيت نحو المشرق لأن وجه البيت نحو المشرق .. والمياه نازلة من تحت جانب البيت الأيمن عن جنوب المذبح .. ثم أخرجني من طريق باب الشمال ودار بي في الطريق من خارجٍ إلى الباب الخارجي من الطريق الذي يتجه نحو المشرق وإذا بمياهٍ جاريةٍ من الجانب الأيمن .. وعند خروج الرجل نحو المشرق والخيط بيده قاس ألف ذراعٍ وعبَّرني في المياه والمياه إلى الكعبين .. ثم قاس ألفاً وعبَّرني في المياه والمياه إلى الركبتين .. ثم قاس ألفاً وعبَّرني والمياه إلى الحقوين .. ثم قاس ألفاً وإذا بنهرٍ لم أستطع عبوره لأن المياه طمت مياه سباحةٍ نهرٍ لا يُعبر } ( حز 47 : 1 – 5 ) في الحقيقة الكثير جداً يجاهد ولكن على أقل مستوى – مستوى الكعبين – .. الحياة الروحية بها مراحل من مجد إلى مجد .. بها تقدُّم .. متى أصل إلى مراحل أجمل في حياتي ؟ متى آخذ طعام البالغين ؟ لذلك يقول معلمنا بولس الرسول { إني سقيتكم لبناً لا طعاماً } ( 1كو 3 : 2 ) .. متى يعطيهم طعام البالغين ؟ مشكلة كبيرة إن ظن الإنسان أن الحياة مع الله مرحلة صغيرة فقط .. مشكلة أن نأخذ الأمور الروحية باستخفاف .. والموضوع يتلخص في كعبين .. ثم ركبتين .. ثم حقوين .. ثم فيض نهر لا يُعبر .. فما هي هذه المراحل ؟

سلسلة مبادىءفى الحياة المسيحية ج5 الرضى

يقول معلمنا بولس الرسول في رسالته الثانية إلى تيموثاوس ” ستأتي أزمنة صعبة لأن الناس يكونون مُحبين لأنفسهم .. مُحبين للمال .. مُتعظمين مُستكبرين مُجدفين غير طائعين لوالديهم .. غير شاكرين .. دنسين .. بلا حنوٍ .. بلا رضىً .. ثالبين عديمي النزاهة شرسين غير مُحبين للصلاح “ ( 2تي 3 : 1 – 3 )كلمه رضى كلمه تشمل الشكر مع الإكتفاء مع السلام والفرح والإيمان عندما نتذكر قصة إبراهيم مع ابن أخوه لوط عندما حدثت مخاصمة بين رعاة ومواشي أبرام ولوط .. نجد أن لوط ارتحل شرقاً وانفصل الواحد عن الآخر .. ” فقال أبرام للوط لا تكن مُخاصمة بيني وبينك وبين رُعاتي ورُعاتك لأننا نحن أخوان “( تك 13 : 8 ) طبيعة الإنسان يميل إلى عدم الرضى والطمع -ما هو الطمع ؟ أن ينظر الواحد لنفسه .. أنانية .. محبة للنصيب الأكبر وليس للعطاء .. إن لوط فضَّل الأرض عن المحبة .. فضَّل الشئ عن الشخص وهذا هو الطمع .. معروف علمياً إن الإنسان هو بئر من الرغبات .. يرغب دائماً في المزيد .. مثل لوط الذي لم يكتفي بما عنده رأينا نهاية الطمع وما حدث للوط بسبب ذلك ووجدناه يأخذ أرض بها شر .. إندماجه مع الأشرار جعل قلبه بطئ من ناحية وعود الله ويُحدثنا الكتاب المقدس عن قصة تُحدثنا عن الطمع .. وهي مدينة تُدعى " عاي " أرسل إليها يشوع جيش صغير وقال لهم يشوع إن كل ما تحصلون عليه من هذه الأرض هو مِلك لله .. وعلى الجميع أن لا يطمع أحد .. ولكن حدثت هزيمة في القرية الصغيرة وأراد يشوع أن يعرف سبب الهزيمة فقال الله له إن في بيت إسرائيل لص .. وأرشد الله يشوع وقال له من هو ؟ وعرف أنه عخان بن كرمي .. وعندما سأله يشوع عن ما فعل فقال له إنه رأى في الغنيمة رداءً شنعارياً نفيساً ومئتي شاقل فضة ولسان ذهبٍ وزنه خمسون شاقلاً فاشتهى كل هذا ثم خبأها في الأرض ( يش 7 : 21 ) وهنا قصة أخرى في الكتاب المقدس عن الطمع مذكورة في سفر ملوك الأول عن شخص يُدعى أخآب .. وكان لديهِ كرم صغير خاص بشخص فقير .. وأخآب هذا كان ملك ولديه أراضي كثيرة ولكنه اشتهى هذا الكرم الصغير المملوك لشخص آخر .. فطلب من صاحبها أن يعطيها له بأي مقابل .. فرفض لأنها ميراث آبائه .. فدخل أخآب مُكتئب ومهموم وأخبر امرأته إيزابل بهذا .. فقامت الملكة بعمل مكيدة لصاحب الكرم وهو نابوت اليزرعيلي وقالت أنه جدف على الله وجاءت بشهود زور وحُكِم عليه بالرجم فمات الرجل المظلوم ( 1مل 21 : 1 – 16 ) .. كان هذا الملك مأسور لدرجة كبيرة لأنه خاضع للأشياء .. طمع لذلك نجد معلمنا بولس الرسول يقول كلمة عجيبة جداً عن الطمع .. يقول عنه ” الطمع الذي هو عبادة الأوثان “ ( كو 3 : 5 ) .. وفي سفر أيوب نقرأ عبارة تقول ” لأنه لم يعرف في بطنه قناعة لا ينجو بمشتهاه “ ( أي 20 : 20 ) .. وهذا رأيناه في لوط .. وفي عخان بن كرمي .. وأخآب الملك .. الجميع لم ينجو لذلك نقرأ في سفر الجامعة يقول ” من يحب الفضة لا يشبع من الفضة ومن يحب الثروة لا يشبع من دخلٍ هذا أيضاً باطل “ ( جا 5 : 10) نتحدث عن هذا الموضوع لأننا في عصر به أشياء كثيرة من حولنا تأثرنا بها .. وهناك معروضات كثيرة معروضة بطريقة مغرية وعن قصص الطمع في العهد الجديد قصة حنانيا وسفيرة المذكورة في سفر أعمال الرسل أصحاح " 5 " .. عندما باعوا الحقل وبدل أن يعطوا ثمنه للرسل إختلسوا من ثمنه جزء نحن في عالم يستغل ضعف الإنسان ويتاجر بهذا الأمر .. وبإحساس الإنسان بعدم الشبع .. لذلك أُشكر الله على ما لديك واكتفي . أما القناعه:- كلمة جميلة قالها معلمنا بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس ” أما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة “ ( 1تي 6 : 6 ) .. . يقول القديس مارإسحق ” أُترك ما في أيدي الناس يُحبك الناس .. أُترك ما في الأرض يُحبك الله “ .. رأينا أبونا إبراهيم لم يرض أن يأخذ شئ مقابل حربه وتعرُّضه للحرب حتى يدافع عن أهل سدوم .ولا شراك نعل ونرى المؤمنين في العهد الجديد يبيعون ممتلكاتهم ويضعونها عند أقدام الرسل ( أع 4 ) ما أجمل قديسينا مثل الأنبا أنطونيوس وهو شاب ووارث أموال وأملاك ( 300 فدان ) ومع ذلك لم يطمع ولكنه باع كل ما يملُك . وللتدريب على القناعة تعلَّم الآتي :- أن لا تكون مغلوب من شئ .. لا تشتهي كل ما تراه . إهتم بعقلك وقلبك وروحك لأن هذا هو الذي يعطيك الكفاية . أُنظر للأمور بترفع .. وكن راضي وقانع .. ولا تنظر لغيرك . أُسلك بحسب احتياجك لا بحسب شهواتك . كل ما عندك لا تتمسك به .. تعلم أن تنفك من عبودية الأشياء . تعلم حب العطاء .. أكثر ما يُرهق الإنسان أن يعيش لنفسه . حاول أن يكون لك حرية داخلية ولا تُغلب لإحساس الأنانية لأن هذا يزود عندك إحساس العدم .. الفقر والجوع .. ويزود إحساس الإتكال على الذات ” ربنا يسوع المسيح أنه من أجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقرهِ “ ( 2كو 8 : 9 ) من رسالة معلمنا بولس الرسول الأولى إلى تلميذه تيموثاوس .. ” أوصِ الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبروا ولا يُلقوا رجاءهم على غير يقينية الغِنَى بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شيءٍ بغنىً للتمتع .. وأن يصنعوا صلاحاً وأن يكونوا أغنياء في أعمالٍ صالحةٍ وأن يكونوا أسخياء في العطاء كُرماء في التوزيع مُدخرين لأنفسهم أساساً حسناً للمستقبل لكي يُمسكوا بالحياة الأبدية “ ( 1تي 6 : 17 – 19 ) ” وأما أنت يا إنسان الله فاهرب من هذا واتبع البر والتقوى والإيمان والمحبة والصبر والوداعة “( 1تي 6 : 11 )أسألك سؤال .. هل تريد أن تكون غني ؟ تُجيب بالطبع وليتكَ تصلي لأجلي لأُصبِح غني لأن الغِنَى أمر جميل .. قد نجد أن المال صار هدف كبير في حياة الإنسان ونجد أن الإنسان صار مادي ويهتم بأن يكون لديه أمور كثيرة .. ونرى أن هذا فخ من عدو الخير يصطاد به الكبير والصغير فمن الذي ينجح في أن يقول لا عندما تُعرض عليه ثروة ومال ؟لقد صار المال عنصر جذب .. وأنتم في بداية حياتكم العملية كيف تنظرون للمال ؟ هل هو هدف أم وسيلة ؟ وكيف يتقدس المال ؟ كيف لا يجذبني المال للطمع والأنانية ؟ وكيف ....... ؟؟ كيف ننظر للمال ؟ كثيرون هدفهم المال والمظهر صار إلهاً لهم والمال إله لهم والأشياء أهم من الأشخاص .. بل ويُقيِّمون الأشخاص بحسب مقتنياتهم ومظهرهم .. فتجد أنه إذا تقدم شاب لفتاة تبحث إن كان لديهِ مسكن فاخر وسيارة وراتب مرتفع و...... أم لا .. هذه أمور تنهار أمامها الإرادة وقد تُقدم الفتاة تنازلات كثيرة لا حصر لها أمام الماديات وتُقيِّم الأشخاص بمادياتهم هناك أمر ملحوظ خاصة في البنات أن الفتاة تميل للمظاهر ولا تتحكم في إرادتها أمام المقتنيات فتميل للإرتباط بالشخص الثري وقد يجعلها غناه تُقدم تنازلات عديدة كيف ننظر للمال والمقتنيات والأشياء ؟ وما الفرق بين الشخص والشئ ؟ قد يُقيَّم الشخص من مظهره أما جوهره فهذا أمر ثانوي .. يقول معلمنا بولس الرسول ” الذين يريدون أن يكونوا أغنياء فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومُضرة تُغرق الناس في العطب والهلاك ...... وأما أنت يا إنسان الله فاهرب من هذا واتبع البر والتقوى والإيمان والمحبة والصبر والوداعة “ ( 1تي 6 : 9 ، 11) المال بركة وعطية مقدسة وليس خطية .. عطية مقدسة من الله الذي منحنا كل شئ بغِنَى للتمتع إذاً المال بركة وليس وسيلة ليس هدف بل لقضاء احتياجات” المال عبد جيد وسيد ردئ “ .. أي تقول له أريد كذا وكذا عبد .. تخيل أن الشخص كلما ازدادت مقتنياته كلما ازدادت ارتباطاته وحبه للمال . كيف لا يجذبنا المال للطمع والأنانية ؟ قد تتخيل أنه عندما يقتني شخص مال كثير يكتفي .. لا .. بل كلما ازداد المال ازداد الشعور بالفقر والنهم لاقتناء الأكثر .. لذلك يقول بولس الرسول ” أوصِ الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبرواولا يُلقوا رجاءهم على غير يقينية الغِنَى “ .. الغِنَى ليس يقين بل مذبذب وكلنا نلاحظ ارتفاع الأسعار وأن قيمة المال تقل .. الثري يضع قلبه في المال ويُذل من المال لأن المال سيد ردئ .. وكما يقول الكتاب ” حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً “ ( مت 6 : 21 ) .. سيد قاسي .. لذلك كيف ننظرللمال ؟ المال عطية مقدسة مباركة إستخدمها للبنيان .. ليس هو هدف بل هو وسيلة حب لله وحب مني للآخرقد تسمع شخص يقول أنه يشعر بفرح لأن راتبه ازداد لأن نصيب الله في ماله ازداد .. جيد أن ننظر للمال على أنه بركة ونشعر بالطمع والأنانية لأنه في الأصل هو ماله .. عجيب أن يعطيك الله مال ثم يطلب منك جزء منه مرة أخرى ويقول لك لأختبر مدى شكرك لي .. قد تقول له ما دُمت تطلب مني عشور مالي فا لتعطني التسعة أعشار من البداية وتأخذ أنت العُشر .. يقول لك لا أريد أن أراك تعطيني إذاً الله يريدني أن آخذ في يدي ثم أعطيه وأنا في شكر دون طمع أو أنانية وكما يقول القداس الإلهي” أُقرِّب لك قرابينك من الذي لك “ .. المهم أن نُعبِّر عن أن المال لم يدخل القلب وأنه وسيلة وليس هدف لذلك يُقال إجعل المال في جيبك وليس في قلبك .. إجعله في يدك وليس في عقلك واستعمله في الضروريات .. لذلك يجب أن يكون لك نظرة بها هدف خلقة الله في كل أمور حياتك كذلك خلق المال لهدف لابد أن أعرفه .. المال عبد جيد وسيد ردئ .. لذلك تجد الأغنياء المُستعبدين للمال مذلولين له دائماً المجتمع يعطينا الشئ ويأخذ منا ثمنه أي يأخذ نفقة بينما الله يعطينا الشئ ومعه بركة .. مثلاً المدنية نأخذها من المجتمع ومعها يأخذ من صحتنا وعقلنا وعجبت لأناس ينفقون أعمارهم وصحتهم ليجمعون المال ثم يرجعون ينفقون المال على صحتهم ولا يستطيعوا أن يرجعوا أعمارهم ولا صحتهم بالمال - يشتهى الصغير أن يكبر وحين يكبر يشتهى أن يصغر أي تكنولوچيا أو مادة أو اقتصاد .. له نفقة .. قد نتخيل أن الأغياء سعداء بينما هم إن لم يكن عندهم توازن ورؤيه تجدهملا يشعرون ببعضهم لأنهم صاروا مجرد آلات للعمل فقط .. أي أعطاهم المجتمع شئ وأخذ الأغلى منه مثلاً نرى شخص يمتلك مصانع وسيارات وأموال و..... لكنه في حياته الداخلية اضطراب وصراعات و..... أي دفع نفقة .. إذاً الإعتدال جيد .. نعم نعمل لنكسب لكن لابد أن نعرف ما هو المال وكيف نستخدمه ولا يستخدمنا هو .. عندما يكون لديَّ شئ إذاً هو مِلكي لكن للأسف توجد عبودية للأشياء بدلاً من أن يكون الشىء ملكى أكون أنا ملكه المال لا يُكوِّن الشخصية المهم الإكتفاء :- قد يعتبر البعض أن الأشياء تُكمِّل الشخصية .. لا .. هذا فكر خاطئ لأن زينة الإنسان في عقله وقلبه وروحه ووداعته .. ” اتبع البر والتقوى والإيمان والمحبة والصبر والوداعة “ .. هذا غناك يُقال عن أليشع النبي عندما استضافته المرأة الشونمية أنه أراد أن يُكافئها على تعب محبتها فسألها ألا تحتاجين لشئ من رئيس الجيش أو الملك ؟ لأن أليشع لتقواه كان معروف .. لكنها أجابته أنها تشكر الله لأنها ساكنة وسط شعبها .. من منا نسأله هل تريد شئ من رئيس الجمهورية ويُجيب لا ؟ من منا مُكتفي ؟ الغِنَى في داخله .. ومن هو الفقير ؟ هو الذي يشعر بالعوز من داخله مهما ملك .. لا يوجد شئ إسمه الفقر بل يوجد شئ إسمه الإحتياج للمال بدليل إنه قد تجد شخص دخله الشهري كبير لكنه يشعر بالفقر ودائم الشكوى وآخر دخله قليل لكنه غني داخلياً .. الكنيسة تقول ” لكي يكون لنا الكفاف في كل شئ كل حين “ إذاً الإكتفاء هو الذي يصنع الشخص وليس سيارته وسكنه ومركزه وماله .. بل عقله وقلبه .. لذلك أحياناً الذين يحبون المقتنيات تجد داخلهم فراغ كبير فتجد أن أغنياء كثيرون عقولهم هشة واهتماماتهم سطحية .. لماذا ؟ لأنهم يشعرون أن المال وسيلة تعويض كبيرة لهم فيُثبِّتون سلطانهم بالمال .. قد تجد غني أعطاه المال كثيرون يعملون لديهِ لكن لا يعطيه شخص وفي .. يعطيه المال سلطة لكن لا يعطيه حب .. يعطيه غِنَى لكن لا يعطيه إطمئنان .. لذلك المال ليس يقين المرأة الشونميه هل لكى ما نسأله للملك قالت أنا ساكنه فى وسط شعبى . كيف يكون لنا شعور بالإكتفاء ؟ معلمنا بولس الرسول يقول ” تعلمت أن أكون مُكتفياً بما أنا فيه ....... تدربت أن أشبع وأن أجوع وأن أستفضل وأن أنقُص “ ( في 4 : 11 – 12) .. نحن في مجتمع استهلاكي وتوجد ثقافة إسمها إنشاء الإحتياج وتحويله إلى ضرورة .. مثلاً الموبايل أنشأ الإحتياج له .. ففي البداية كان 10 % من الناس لديهم موبايل ثم ازدادت النسبة حتى صار ضرورة .. هكذا ثقافات كثيرة .. يُنشِئ احتياج ثم يجعله ضرورة ونحن ندخل في الأمر ونُستعبد للشئ كيف أختار ما أريد وأكتفي بما عندي ؟ قد تُغيِّر الموبايل لمجرد موديل جديد رغم أن الذي لديك كافي لاحتياجاتك .. الذين يقدمون هذه السياسات لديهم خطة لسنوات طويلة ولا يجعل موديل كامل فتجد أمر في موديل بدائي غير متواجد في موديل حديث لأنه يريدك أن تحتاج ويزداد احتياجك يُقال عن أغنى رجل في العالم بيل چيتس أنه يسافر في الطائرة دون أن يحجز جناح بل مجرد مقعد عادي بينما هناك أشخاص أقل منه يحجزون جناح في الطائرة .. وقيلَ له أنه بخيل فقال أنا أستقل الطائرة للسفر من مكان لأخر المهم عندي الوقت لذلك لا يهمني إن كان جناح أم مقعد .. شخص يعلم ما يريد .. أحياناً الشخص يُكمِّل شخصيته بأشياء خارجية أرجوك لا تُذل لأمور خارجية .. أُشعر بالإكتفاء .. المال مربوط بالطمع والذات واقتناء القنية والشخص يُقلل ذاته بكثرة مقتنياته أخاب الملك كانت كل بلد تحت أمره وقطعة حقل صغير لنابوت اليزرعيلي وأرادها لكن نابوت قال له كيف أعطيك ميراث آبائي لأن الأرض كانت ملكية لله وإن بيعت يكون لفترة ثم تُرد .. إيزابل وجدت أخاب لا يأكل ويبكي ووجهه للحائط .. هل هناك كارثة ؟ أجابها أريد حقل نابوت ولا يريد أن يعطيني إياه .. فصنعت له حيلة وأخذت الحقل ( 1مل 21 : 1 – 16) .. ملك تصغُر نفسه لأجل حقل رجل بسيط .. أحياناً يُكمِّل الإنسان ضعفه بأشياء .. لا .. كفايتنا من الله .. لابد أن أتعود الإكتفاء وأقتني ما أحتاج وليس ما أشتهيه وكيف أقول لنفسي لا صراع البلاد كلها والشعوب تتلخص في كلمة واحدة هي من المُنتج ومن المستهلك .. عوِّد نفسك أن تكون مُنتج أكثر من مستهلك وتضبط نفسك أمام الأشياء وتأخذ ما تحتاج فقط إمرأة فقيرة كان لديها أربعة فتيات وزوجها توفى كان بيتها مُرتب وجيد ولكنها كانت تحتاج لأمور كثيرة فقال لها الأب الكاهن إن الكنيسة تريد أن تساعدها .. فقالت للأب الكاهن نحن لا نحتاج لقد نظمنا حياتنا حسب دخلِنا وإن أعطتنا الكنيسة أكثر سنُنظم حياتنا على الدخل الأكثر فيزداد الإحتياج عوِّد نفسك أن تقول لا وأن كنز الإنسان في جوهره وليس مظهره وأن نُقيِّم الأمور جيداً وأن نفهم أن الأشياء لا تعطي سلام بل السلام من الداخل ومن الله لأن الإنسان لا يقتنع بشئ واحد بل يتطلع للأكثر درب نفسك على الإقتناع والإكتفاء وأن تكون مُعطي ومُنتج وليس مستهلك فقط .. إحساس الإحتياج يختلف من شخص لآخر .. كيف أنظر للمال ولنفسي ولله وللآخر ؟ هذه كلها مفاهيم جيدة المهم الإعتدال .. كيف لا يكون الإنسان عبد للشئ ومكتفي بما هو فيه ؟ تدربوا على القناعة والإكتفاء والضبط والشعور بالمساكين وعندما تفكر في الآخر تهدأ يُحكى عن إحدى الفقيرات كانت تسكن في حجرة على سطح منزل وكان المطر يتساقط عليها فأحضرت قطعة خشبية لتحتمي هي وأولادها تحتها من المطر .. فسألها طفلها الذين ليس عندهم قطعة خشبية مثلنا كيف حالهم الآن في المطر ؟ شكر وشعور بالغير أعطى غِنَى داخلي الوصية تقول لا تشتهي ما لقريبك ولتكن نظرتك وهدفك أن تكون ناجح وأمين وعندئذٍ ستقتني مال .. وما هي نظرتك لما تكسب من مال ؟ هل تشكر الله وتساعد المحتاجين أم تطمع أكثر ؟ كيف تشعر أن المال لا يصنعك ؟ ” أوصِ الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبروا ولا يُلقوا رجاءهم على غير يقينية الغِنَى بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شيءٍ بغنىً للتمتع .. وأن يصنعوا صلاحاً وأن يكونوا أغنياء في أعمالٍ صالحةٍ وأن يكونوا أسخياء في العطاء كُرماء في التوزيع ..... “ الرضى ينشىء حياة بلا هم (113) ( 1كو 32:7 ) " فأريد ان تكونوا بلا هم " - تكثر الهموم و التفكير في المستقبل و القلق و الاضطراب ... و كل واحد له همه ... و هم اليوم غير هم الامس غي هم غدآ - "كونوا بلا هم " ....كيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ + الايمان و الإتكال علي الله ... ملقين كل همكم عليه - انا اريحكم ... مدبر الكون ... كنز الصالحات ... - الق علي الرب همك و هو يعولك ..... اليست خمسة عصافير تباع بفلسين ... واحداً منها غير منسياً امام الله - هو معطياً طعاماً لكل ذي جسد ... دبر حياتنا كمايليق . كل مازاد اتكالي علي نفسي وذراعي و تدبيري .. كل ما زاد همي و قلقي ... ** الزهد بالدنيا : - عدم التعلق بالاشياء ... الماديات ... حب الاشياء ... بيعوا امتعكم ... لا تحملوا اكياسا و لا خردا - اري ان آكل من يدك و اشرب من مياهك ... كلما خفت النفس من ممتلكاتها كما سهل طيرانها .... الممتلكات اثقال ... - حب العالم ... الغني الذي اراد ان يستبدل غناه بسلام ابونا ... - القديس ابو مقار و الغني الذي حضر معه كيس ملان فضة له ... و للرهبان ... مروا عليه ... مال لنا و مال المال ... النفس الشبعانة تدوس العسل - القديس أنطونيوس ... نثروا له ذهب و مال و فضة علي جبال الصحاري .... و لم يلتفت لها يمنة أو يسرة - سيدي ولد بمزود ..... سيدي لم يكن له عزا.... سيدي ابن نجار - ابن فتاة فقيرة يتيمة ... لكن يعلن ان الغني الحقيقي هو داخل النفس في الاعماق و ليس في مظهرا أو قنية او شكل .... - شهوات الانسان و غروره و كبرياؤه .... دائما يجب هموه ... - رأينا اولاد ملوك يخلعون تيجانهم ( داود و يوناثان ) - المال يوقع الانسان في عطب و هلاك ... يفسد يتبدد ... لا يدوم ... كل شيء لا يبقي - ارسل غناك عنده ** التعلق بالابدية : + اهدنا يا رب الي ملكوتك .......... اطلبوا اولا ملكوت الله و بره و هذه كلها تزاد لكم + الميراث الابدي هو المشتهي .... اهم شيء الغني الابدي + صار العالم بالنسبة لهم رحلة و المهم فيها الوصول الي نهايته الي الابدية ... كلما ارتفعت النفس علي تعلقها بالارض + النظر الي النهاية ... النظر الي الاكليل ... المكافأة هي ملكوت الله داخلكم .... نسعي للملكوت ... كل ملك الدنيا يهون في سبيل حب يسوع كل تعلق بالارض يلغي التعلق بالابدية .... و يزيد الهم و الحزن + زمان غربة ونطلب من الله ان يحفظنا فيه و يكمله بخوفه لنرضي الله و نربح الملكوت - يكون غاية و هدف في حياتنا أرضى بحياتك ظروفك زوجتك أولادك قد يكونوا هم وسيله خلاصك وأنت لا تدرى البابا كيرلس كان يقول لا يوجد شىء يقدر أن يكدرنى لأنى حائز على ينبوع من النعم والتعزيات قول رائع( أعطنى يارب أن أغير الأمور التى أستطيع أن أغيرها وأن أقبل الأمور التى لا أستطيع أن اغيرها وهبنى الحكمه أن أميز بينهما)

فراغ العقل

مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالته لأِهْل فِيلِبِّي أصْحَاح 4 : 8 { أخِيراً أيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا } . نِعمة الله الآب تَحِل عَلَى أرواحنَا جَمِيعاً آمِين مِنْ أكثر الحَاجَات الَّلِي نِحِس إِنَّهَا تُؤثِر عَلَى الإِنْسَان " العَقْل الفَاضِي " .. العَقْل الفَاضِي يِقُول عَنْهُ الآباء القِدِّيسِين { العَقْل الفَاضِي مَعْمل لِلشَّيطَان } .. وَأصعب حَاجة عَلَى الإِنْسَان إِنْ يَكُون العَقْل فَاضِي مَافِيش حَاجه تِشْغِله مَا هُوَ العَقْل ؟ هُوَ المِيزة بِتاعِت الإِنْسَان .. هُوَ أجمل عَطِيَّة أعْطَاهَا رَبِّنَا لِلإِنْسَان لِيسمُو بِهَا فوقَ كُلَّ الخَلاَئِق البَشَرِيَّة .. كُلَّ حَاجة حَوَالِينَا موجُودة لكِنْ الَّلِي يِمَيِزنَا عَنْهَا العَقْل كُلَّ الخَلاَئِق الأُخْرَى الَّلِي يُحْكُمهَا الغَرِيزة لكِنْ إِنْتَ يُحكُمك العَقْل .. طَاقِة الفِكر فِي الإِنْسَان هِيَّ طَاقِة الإِبدَاع هِيَّ طَاقِة التَّأمُل وَالتَّخَيُّل .. طَاقِة الدِرَاسة .. طَاقِة التَّميُز .. قُدْرِة الإِنْسَان عَلَى رَبط الأُمور بِبعضهَا .. قُدرِة الإِنْسَان عَلَى التحلِيل وَالإِستنتاج .. كُلَّ ده جَاي مِينِينْ ؟ مِنْ العَقْل .. فحص الأُمور .. مَعْرِفة وَدَوَافِع الأُمور .. العَقْل هُوَ قُدرِة الإِنْسَان عَلَى رَبط المعلُومات فَالعَقْل هُوَ مركز الوُجُود الإِنْسَانِي عَشان كِده الشِيطَان أوِّل ضربة يِضربهَا لَك يِضربهَا لَك فِي العَقْل .. يعنِي لَمَّا نِحِب نقُول إِنْ الشيطَان بِيحَارِبنَا نقُول إِنَّه بِيحَارِبنَا فِي العَقْل .. عَشان كِده يقُولُوا إِنْ الشيطَان بِالنِسبة لِيَّ وَبِالنِسبة لِك هُوَ قُوَّة عقلِيَّة يِأثَّر عَلَى الفِكر عَلَى إِهتِمَامَاتك .. الفِكر لَمَّا يِتلخبط الجَسَد يِتلخبط عَشَان كِده الَّلِي يِحِب يتوب لاَزِم يتوب أوَّلاً عَنْ طَرِيق الفِكر لَمَّا مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول قَالَ عَنْ تغيير أشكالكُمْ قَالهَا إِزاي ؟ .. { تَغَيَّرُوا عَنْ شِكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أذْهَانِكُمْ } ( رو 12 : 2 ) .. فِي فَضَايِل أوْ فِي خَطَايَا أوْ فِي أُمور رُوحِيَّة عَايزه تِتغيَّر لاَزِم لَوْ حَبِيت تِتغيَّر تِتغيَّر فِي الأوِّل فِين ؟ فِي العَقْل .. بِتجدِيد أذْهَانَكُمْ .. العَقْل هُوَ السَّاحة الأُولَى وَالمِيدان الأوَّل لِلعدوعَشان كِده العَقْل ده أمر مُهِمْ جِدّاً إِنْ الإِنْسَان يستخدِمه صح يِقُول إِنْ العَقْل يُشْبِه المطحنة الَّلِي تَضَعْه فِيهَا يِطحنه وَالَّلِي يِطحنه يِقَدِّمه لَكَ وَتأكُل مِنْهُ لَوْ وَضعت فِيه حَاجَات حِلوة يِطحنهَا وَيقدِّمهَا لَك وَتاكُل حَاجَات حِلوة .. لَوْ وَضعت حَاجَات مِش حِلوة هَيِطحنهَا وَهَيقَدِّمهَا لَك وَهَتاكُلهَا أيْضاً إِهتم الأوِّل بِالَّلِي جُوَّه العَقْل .. إِنْتَ وَإِنْتَ قَاعِد مَعَايَا دِلوقتِي إِسأل نِفْسك إِيه الَّلِي فِي عَقْلك ؟ بِيهتمْ بِإِيه .. بِيدُور حَوَالِين إِيه .. بِيفكَّر فِي إِيه ؟ أصعب حَاجة لَوْ قُلْت لِي أنَا إِكتشفت إِنَّه لاَ يُفَكِّر فِي شِئ .. فَاضِي .. عَارِف لَمَّا عَقْلك يِفْضَى هَا يمِيل لِلعدو وَلِلأفكار الشِّرِّيرة .. عَشان كِده يِقُول القِدِّيسِين { فِي عَقْل إِمتلأ بِأُمور هذَا العَالم لاَ يوجد مَكَان لِمعرِفة أسرَار الله } .. لَمَّا عَقْلك يُبقَى مَشْغُول بِحَاجَات مِش كُوَيِسة لاَ تعرِف أنْ تِشْغِله بِأسرَار رَبِّنَا .. إِيه الَّلِي بِيِشغِل العَقْل بِتاعك ؟!عَايِز أقُولَّك إِنْ كَثِير مِنْ الأحيَان عَقْلِنَا ده لاَ نستخدِمه .. أنَا مِش عَايِز أكَلِّمك عَنْ مُستوى رُوحِي فَقْط إِنَّمَا عَلَى مُستوى دِرَاسِي ثَقَافِي .. إِحنَا لاَ نُفَكِّر .. أقدر أقُولَّك كِده إِنْ إِنْتَ لاَ تَدْرِس الأُمور بِعُمْق .. أقدر أقُولَّك كِده إِنْ إِنْتَ مِش مُهتمْ قَوِي بِأهَمِيَّة العَقْل .. العَقْل بِيفكَّر إِزَاي .. بِيِعمِل إِيه .. بِيَاخُد إِيه ؟ إِنْتَ مُمكِنْ تِكُون لاَ تُفَكِّر بِعقلك نَتِيجة لِعِدَّه أُمور مِنْ أهمها إِنْ أهَالِينَِا وَهُمَّا بِيربُونَا كَانُوا يِخَلُوك تِعمِل الحَاجة .. تِقُول لِيه ؟ يِقُولَّك هُوَ كِده تِيجِي فِي الدِرَاسة .. تِعْتِمِد الدِرَاسة عَلَى التلقِين أكثر مِمَّا تَعْتَمِد عَلَى الفهم .. تِلاَقِي عقلك ده لاَ تستخدِمه أوْ مُمكِنْ فِي الدِرَاسة يِقُول لك إِحفظهَا كِده .. طب عَايِز أفهم .. يقُولَّك بس إِحفظهَا .. خَلاَّك لاَ تستخدِم عقلك .. حَتَّى فِي الدِرَاسة الَّلِي هِيَّ المفرُوض تِنَمِّي عقلك لاَ تستخدِم عقلك لِدَرَجِة إِنَّه يِقُولَّك إِحفظهَا كِده لأِنَّك لَوْ حَاوِلت تِفهمْ هَا تِتلخبط .. طب ده خَلَّى إِيه ؟ خَلَّى عقلك دُوره ثَانَوِي فِي الحَيَاة بَلْ وَيِمكِنْ كَمَان عَشْان إِنْتَ لاَ تُفَكِّر إِبتَدِيت تَاخُد حَاجَات مِنْ الكِنِيسة مُجرَّد إِنْ إِنْتَ بِتَاخُدهَا كَتلقِين عَقْلِي حَتَّى رُبَّمَا فِي معلُومات الكِنِيسة بِنَاخُدهَا بِطَرِيقة تلقِين عَقْلِي بِحِيث إِنْ إِحنَا منفكرش وِنِقُول إِيه .. قُولهَا وَهِيَّ كِده وَخَلاَص .. يِقُولَّك .. لاَ أُمور كَثِيرة مِحتاجة تركِيز وَتفكِير وَفهمْ وَمُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول يِقُول لِتلمِيذه تِيمُوثَاوُس { افْهَمْ مَا أقُولُ . فَلُيعْطِكَ الرَّبُّ فَهْماً فِي كُلِّ شَيْءٍ } ( 2تي 2 : 7 ) .. يعنِي الَّلِي أنَا بَقُوله لَك إِفهمه بس رَبِّنَا هَا يِزَوِدلك الفهمْ بس إِفهمْ إِنْتَ أوَّلاً .. الفهمْ مُهِمْ جِدّاً .. جَمِيل جِدّاً الإِنْسَان يِكُون صَاحِب فِكر .. يِفكَّر وَيَتَأمل .. يِدْرِس .. يِقرَا فِي الحَقِيقة إِنْ أكتر الحَاجَات الَّلِي تعبَانه إِنْ عَقْلِنَا فَاضِي مِش مُهتمْ .. مِش مُحِبِين لِلقِرَاءة وَالمعرِفة وَالإِطِلاَع .. تُدخُل النَّهارده أي مكتبة تِلاَقِي فِيهَا أنْتِيكَات وَتُحف وَهَدَايَا .. طب فِين الكُتُب ؟المفرُوض إِنْ المكتبة يُبقَى فِيهَا كُتُب مِش معرض .. تَحَوَّلت المكتبَات إِلَى مَعَارِض .. طب لَوْ تِسأل عَنْ كُتُب يِقُولَّك الكُتُب فِي الدُور العُلوِي النَّاس لَيْست مُهتمَّة بِالقِرَاءَة وَده خَلَّى النَّاس سطحِيَّة وَمِش أصحَاب فِكر أصبحُوا ضَحْلِين وَلَمَّا بَقَى العَقْل فَاضِي بَقَى مُمكِنْ يِتشَكِّل بِأي أُسلُوب وَبَقَى مُمكِنْ يِرُوح شِمَال وَيِمِين عَشَان كِده إِنْتَ لاَزِم تَاخُد بَالك عقلك بِيفَكَّر فِي إِيه .. مشغُول بِإِيه ؟ محتَاج إِنْتَ تِعْرف بِتفكَّر إِزَاي وَإِهتِمَامَاتك إِيه وَلَمَّا مَا نِقرَاش يُبقَى عَقْلِنَا فَاضِي وَالعَقْل لَمَّا يُبقَى فَاضِي يُبقَى سهل خِدَاعه .. النَّهارده المفرُوض إِنْ النَّاس تَتَسِع فِي المعرِفة .. لَوْ عندُهُمْ مَجَال لِلمعرِفة يِكَبَّرُوه .. يَعْنِي مَثَلاً لَوْ فِي كِتاب لِشرح القُدَّاس تِلاَقِي النَّاس تُقعُد وَتِعمِل دِرَاسَات عَشَان يُبقَى مَرجِع عَشَان يُبقَى حَاجة كِبِيرة كِده وَلِلأسف إِحنَا النَّهارده مِش بِنِعمِل كِده ..بَقِينَا نِعمِل إِيه ؟ العكس .. نِلَخَص .. الكِتاب الكِبِير بنصَغَره لِغَايِة لَمَّا يُبقَى صفحة وَاحدة أوْ أربع وَرَقَات .. المفرُوض يُبقَى لِينَا مَرْجِع إِنْ إِحنَا نستَزِيد فِي المعرِفة إِنْ الحَاجَات الصُغَيَّرة نِكَبَّرهَا يعنِي الكَنَائِس الغربِيَّة تِلاَقِي عندُهُمْ مَرَاجِع لِطُقُوسهُمْ عَمِيقة جِدّاً وَقَيِّمة وَضخمة( volumes ) وَكِبِيرة أمَّا إِحنَا الَّلِي أصحَاب الطقس الأسَاسِي يُبقَى الحَاجَات بِتَاعِتنَا تُخْتَزل وَبَقِينَا الحَاجَات الكِبِيرة نِصَغَرهَا وَهِيَّ عَنْدُهُمْ الصُغَيَّر يِكَبَرُّوه .. لِيه ؟ عَشَان مَعندِنَاش حد بِيقرَا وَلاَ يِشتِرِيه وَده عَشَان العَقْل مشغُول بِأُمور سطحِيَّة وَتافهه .. طب الإِنْسَان لَمَّا يُبقَى عَقْله مُعَطَّل كِده ده يُبقَى إِيه ؟ ده يُبقَى مرعَى لِلأفكَار الشِّرِّيرة وَمرعَى لِلإِهتِمَامَات السطحِيَّة مِنْ حَوَالِي أُسبُوعِين كُنْت فِي كِنِيسة السِت العدرا جَنَاكلِيس .. كَانُوا عملِين إِحصَائِيَّة عَنْ إِستخدَام الشُّبَان لِلتِلِيفِزيُون وَألـ Inter net وَمَِا يُشَاهِدوه فِي التِلِيفِزيُون وَعملِين ده فِي صُورِة رسم بَيَانِي .. شِئ مُزعِج جِدّاً لَمَّا يِسأله إِنْت بِتِتفرَّج عَلَى التِلِيفِزيُون كَام سَاعة ؟ فِي مَثَلاً سَاعة .. سَاعتِين .. لِغَايِة 8 سَاعَات .. طب بِتِتفرَّج عَلَى إِيه فِي التِلِيفِزيُون ؟ بَرَامِج ثَقَافِيَّة ( نِسبة ضَعِيفة ) .. أغَانِي فِيديو كِلِيب ( نِسبة عَالية ) .. أفلاَم ( نِسبة عَالية جِدّاً ) .. طب الَّلِي بِيِتفرَّج عَلَى أفلاَم مِنْ النُوع ده وَأغَانِي مِنْ النُوع ده دِمَاغه تُبقَى إِيه ؟ يَارِيتهَا فَاضية .. ده مُمكِنْ تُبقَى الحَاجة فَاضية وَنضِيفة .. لاَ .. دِي مِش بس فَاضية دِي مُلَوَّثة .. إِيه الَّلِي خَلَّى وَلد يُقعُد 8 سَاعَات قُدَّام التِلِيفِزيُون ؟ عَقْله فَاضِي .. إِيه الَّلِي خَلَّى أكتر مشرُوع يِنْجح تِعمِل كَافِتِيريَا وَتِلاَقِيهَا زَحمة ..لأِنْ النَّاس فَاضية وَالشُّبَان فَاضيين مِش عَارفِين إِزَاي يِقضُوا وَقتُهُمْ .. طب دِي عُقُول إِيه ؟ عُقُول فَاضية أسَاس فَرَاغ العَقْل هُوَ فَرَاغ الوَقت .. لَوْ وَاحِد مِش عَارِف إِزَاي يِقضِي وَقت فَرَاغه يُبقَى أسَاساً عَقْله فَاضِي .. لكِنْ لَوْ إِنْ عَقْله مَشغُول لَوْ جَاله وَقت فَرَاغ هَيِعرف يِقضِي وَقته ده إِزَاي .. أصبح مُشكِلِتنَا الرَئِيسِيَّة هِيَّ فَرَاغ العَقْل .. مَا أجمل العَقْل المشغُول بِأُمور نَافِعة .. مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول يِقُول { كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا } ( فِي 4 : 8 ) .. فَكَّر فِي حَاجة جَلِيلة فِي حَاجة طَاهِرة كَانَ القِدِيس يِحنِس القَصِير سَرحَان فجأة أمَّا تَلاَمِيذه فَسَألوه بِتفكَّر فِي إِيه ؟ فَقَالَ لَهُمْ عَمَّال أتَأمل أيُّهُمَا أعظم .. أيًُّ مِنْهُمَا مَكَانتهُمَا أعظم فِي السَّمَاء الشَارُوبِيم أم السِيرَافِيم يِسَألُوا وَاحِد مِنْ القِدِّيسِين يِقُول لُهُمْ نِفْسِي أعرف إِيه الفرق بَيْنَ الأربَاب وَالسَلاَطِين وَالكَرَاسِي ؟دِي حَاجَات بِنقُولهَا فِي القُدَّاس .. دِي رُتب فِي السَّمَاء وَطغمَات .. طب مِين هُمَّا ؟ بِنقُولهُمْ وَخَلاَص .. حَتَّى الأُمور الرُّوحِيَّة كَثِير مِنْ الأحيَان لاَ نُفَكِّر فِيهَا .. حَتَّى أُمور فِي الكِتاب المُقدَّس كَثِير مِنْ الأحيَان مِش بِنُربُطهَا بِبعض مُبارك هُوَ عَقْل مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول الَّلِي رَبط بِينْ العهد القَدِيم وَالعهد الجِدِيد وَعَرَف يعنِي إِيه مَلكِي صَادِق ؟ ده هُوَ المَسِيح .. وَيعنِي إِيه الذَبَائِح ؟ دِي إِشَارة لِذَبِيحِة المَسِيح .. ويعنِي إِيه كَهَنُوت فِي العهد القَدِيم ؟ إِشَارة إِلَى كَهَنُوت المَسِيح .. وَيعنِي إِيه الصخرة الَّلِي جَابِت مَاء ؟ دِي كَانِت المَسِيح .. فَهَوْ رَبط العهد القَدِيم بِالعهد الجَدِيد .. رَبطهُمْ إِزَاي ؟ ده فِي إِلهَام الرُّوح القُدُس بس فِيه عَقْل بِيشتَغل الكِتاب المُقَدَّس مِحتَاج إِنَّك تُربُط مَعَانِيه بِبعضَهَا .. مِحتَاج إِنَّك تِتأمِل .. مِحتَاج إِنَّك تِتخَيِّل .. قُوَى العَقْل الَّلِي رَبِّنَا أعْطَاهَا لك مَا تِركِنهَاش .. بَلاَش يُبقَى عقلك فَارِغ حَاوِل إِنْ عقلك ده يُبقَى مَشغُول .. شُوف القِدِّيسِين .. شُوف وَاحِد زي القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيّ الفمْ تِحِس إِنَّه عَقْل جَبَّارشُوف وَاحِد زي القِدِيس جِيرُوم أوْ العَلاَّمة أُورِيجَانُوس نَاس أصحَاب فِكر عَالِي جِدّاً قَرَأُوا وَفَهَمُوا وَاستوعِبُوا رَبَطُوا الأحدَاث وَصَّلُوا لِينَا مَعَانِي عَمِيقة جِدّاً بس الفِكر لِلأسف إِحنَا مَا بِنفكرش لِذلِك تَتَسِمْ عَلَى كُلَّ سِماتنَا العشوَائِيَّة .. كُلَّ حَاجة نِعمِلهَا كِده بِدُون تفكِير .. مَتِقعُدش تِفَكَّر شِوية مَا بِتفكَّرش إِزَاي تِقَسِّم السَنْة بِتاعتك .. مَا تفكَّرش يِكُون عنْدك خِطَّة لإِشتِيَاقَات مُعَيَّنة تحققهَا عَلَى المُستوَى الرُّوحِي أوْ حَتَّى الثَّقَافِي – مَا بِتفكَّرش – مَفِيش تفكِير كُلَّ حَاجة مَاشية كِده وَخَلاَص .. لاَ خَلِّي بَالك المفرُوض عقلك ده هُوَ مِيزتك .. هُوَ جَمَالك .. وَلَوْ إِنْتَ إِتكلِمت كَلاَمك يِكشِف عقلك .. الفَلاَسِفة يِقُول لك إِيه تَكَلَّم لِكي أرَاك .. لَمَّا تِتكَلِّم الكَلاَم يِعَبَّر عَنْ طَرِيقِة تفكِيرك الكَلاَم هُوَ طَرِيقِة التعبِير عَنْ مَا بِدَاخِل الذِهن .. أنَا عَايِز أعرفك .. أعرَفك مِينِين ؟ أعرَفك مِنْ كَلاَمك .. إِنْتَ كَلاَمك فِيه إِيه .. إِفهم رَبِّنَا يَسُوع المَسِيح كَانَ يِكَلِّم فِي حَاجَات تِحْتاج تفكِير وَفهم وَكَانْ يِشُوف النَّاس بِتفهمْ وَلاَّ .. لأ { مَنْ لَهُ أُذُْنَانِ لِلسَّمَعِ فَلْيَسْمَعْ } ( مت 11 : 15) كَانَ يُكَلِّمَهُمْ بِأمثال وَبِغير مَثَالٍ لَمْ يُكَلِّمَهُمْ ( مت 13 : 34 ) ..كَانَ يُكَلِّمَهُمْ بِأمثَالٍ .. لِيه ؟عَشْان ذِهنُهُمْ يِتشِغِل .. يشوفهُمْ بِيشُوفُوا إِيه ؟ بِيربُطُوا الأحدَاث بِبعضهَا إِزَاي عَشْان كِده الكِتاب المُقَدَّس يِرَكِّز عَلَى إِزَاي الإِنْسَان يِكُون عنْده فهم رُوحِي .. ده رَبِّنَا يَسُوع المَسِيح يِوَصِينَا أنْ نَتَأمل .. يِقُول لِينَا تَأمَلُوا طُيُور السَّمَاء ( مت 6 : 26 ) .. زَنَابِق الحقل ( مت 6 : 28 ) يِقُول تَأمَلُوا فِيهَا .. إِسرح بِذِهنك وَإِحنَا مَعُدنَاش بِنَتَأمل .. مَعُدنَاش بِنفَكَّر أصلاً .. عَشْان كِده كَانَ يجلِس مَعَهُمْ يَتَكَلَّم لكِنْ يِسألهُمْ أيْضاً أفَهِمتُمْ مَا أقُوله ؟جَمِيل جِدّاً إِنْ رَبِّنَا يَسُوع المَسِيح يُبقَى عَايِز الإِنْسَان يُبقَى فَاهِم .. يِفهِمنَا كُلَّ حَاجة يِكَلِمهُمْ مَثَلاً { كَانَ لِمُدَايِنٍ مَدْيُونَانِ . عَلَى الوَاحِد خَمْسُمِئَةِ دِينَارٍ وَعَلَى الآخَرِ خَمْسُونَ }( لو 7 : 41) .. ده كَلاَم عَايِز عَقْل يِشتَغل عَشْان يِعرف يِجَاوِب .. لكِنْ وَاحِد قَاعِد مِش مِرَكِّز يِعرف إِزَاي !!عَشْان كِده رَبِّنَا يَسُوع المَسِيح كَانْ يِحِب يِشرح لَهُمْ بِالأمثَال وَيِحِب يِكَلِّمهُمْ بِحِكمة يِقُولَّك كِده { لِيَفْهَمِ القَارِئُ } ( مت 24 : 15) .. عَايزك تِفهمْ .. يِقُول دَاوُد النَّبِي{ إِنْسَانٌ فِي كَرَامَةٍ وَلاَ يَفْهَمُ يُشْبِهُ البَهَائِمَ الَّتِي تُبَادُ } ( مز 49 : 20 ) .. عَايِز فِكر .. عَايِز فهمْ .. جَمِيل الإِنْسَان الَّلِي يُبقَى مُحِب لِلفهمْ .. مُحِب لِلمعرِفة .. { هَلِكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ المَعْرِفَةِ }( هو 4 : 6 ) .. مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول يِقُول { بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ } ( عب 11 : 3 )القِدِيس أُوغُسطِينُوس يِقُول { أنَا أؤمِنْ لِكَي أعقِل وَأعقِل لِكَي أؤمِنْ } .. يعنِي لاَزِم الحَاجَات الَّلِي نُؤمِنْ بِهَا لاَزِم أكُون فَاهِمهَا إِنْتَ مُمكِنْ تِعِيش مِنْ غِير أعضاء وَيِكُون لَكَ كَرَامة عَظِيمة أمَام الله بِفِكرك .. مُمكِنْ إِنْسَان يِشِيلُوله إِيدِيه وَرِجلِيه وَعِينِيه بس مُخَّه شَغَّال وَتُبقَى مِيزته فِي عَقْله .. وَإِنْسَان تَانِي يُبقَى عِنْده كُلَّ الأعضاء بس مُخَّه تعبان .. خَلاَص فَقد معناه الإِنْسَانِي .. يِمكِنْ يِكُون صَلِيب أعْطاهُ لَهُ رَبِّنَا لكِنْ لاَ ننتَظِر مِنْهُ شِئ أبَداً .. لكِنْ مُمكِنْ إِنْسَان يِكُون عِنْده إِعَاقة مُعَيَّنة بس المُخ شَغَّال .. تِلاَقِيه مُبدِع وَالإِبدَاع جِه مِينِين ؟ جِه مِنْ عَقْله وَعِرِف يِستخدِم بَاقِي طَاقَات جَسَده .. عَشْان كِده العَقْل مُهِمْ جِدّاً الإِنْسَان مِحتَاج يِستخدِم المَالكة الَّلِي رَبِّنَا أعطَاهَا لَكَ مَالكِة الفِكر .. إِوعَى يِكُون الفِكر وَالمِيزة الَّلِي رَبِّنَا أعْطَاهَا لك مَبتستخدِمهَاش .. إِستخدِمهَا .. إِنْتَ الَّلِي مُمكِنْ تِحفظ المَزَامِير .. تِحفظ وَتَعِي ألحَان الكِنِيسة .. إِنْتَ الَّلِي مُمكِنْ تَعِي مَعَانِي طُقُوس الكِنِيسة .. مُمكِنْ تُرْبُط أحدَاث الكِتاب المُقَدَّس .. مُمكِنْ مِش بس تِقرَا كِتاب إِنْتَ مُمكِنْ تِكتِب كِتَاب .. إِنْتَ الَّلِي مُمكِنْ تِرشِد .. مُمكِنْ تِعَلِّم ده جَاي مِينِين ؟ مِنْ إِشبَاع عَقْل لكِنْ لَوْ كُلَّ الأُمور تُبقَى بِالسَطحِيَّة دِي ده شِئ مُزْعِج إِحنَا فِي جِيل إِفتقر إِلَى الثَقَافة .. رُبَّمَا لِظُرُوف إِقتِصَادِيَّة أوْ لِظُرُوف إِجتِمَاعِيَّة .. إِنْتَ لاَزِم تِصحَى لِلفِكر وَاعلَمْ أوِّل لَمَّا فِكرك يِفتقر كُلَّ أُمورك تفتَقِر .. جَسَدك يفتَقِر .. حَيَاتك تفتَقِر لأِنْ إِنْتَ فِكرك هُوَ الَّلِي بِيَقُود كُلَّ شِئ .. الإِنْسَان سِر نَجَاحه فِي فِكره وَفِي رَجَاحِة عَقْله .. قُوِّة تدبِيره عَلَى الأفكَار .. قُوِّة ضَبطه لِلفِكر .. طَرِيقِة ترتِيبة لِحَيَاته .. لِيُومه جَاية مِنْ الفِكر .. عِلاَج المَشَاكِل يِجِي مِينِين ؟ مِنْ إِنَّك تِفَكَّر .. الفِكر كِتِير رَبِّنَا يَسُوع المَسِيح نُشعُر إِنْ فِكره جَبَّار .. إِزَاي ؟ يِعرف يِخَاطِب كُلَّ الفِئات .. إِزَاي يِقدر يِوَّصل المعلُومات الصعبة جِدّاً بِسَلاَسة .. فِكر .. إِزَاي كُلَّ الَّلِي سِمعوه بُهِتُوا مِنْ تَعَالِيمه كَانَ يُعَلِّمْ الطِفل وَالكَاتِب وَالفرَّيِسِي وَالشِيخ وَالشَّاب وَالفَتَاة وَكُلَّ وَاحِد يِفهمْ مِنّه .. إِزَاي ؟فِيه نَاس يِشرح لِيهُمْ وَفِي نَاس مَابيشرحلُهُومش .. فِيه نَاس يِسَألهُمْ وَفِي نَاس يِسألوه وَميجَاوِبهُومش .. صَاحِب فِكر يِعرف إِزَاي يِفَكَّر مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول رَاجِل فِكره جَبَّار كَلِّم فَلاَسِفة وَحُكَمَاء .. أهْل كُورنثُوس وَرُومية أصحَاب فِكر عَالِي جِدّاً وَأقنعَهُمْ .. يِعرَف يِكَلِّم اليَهُودِي وَالأُمَمِي .. يِعرَف إِزَاي يِكَلِّم المُتَدَيِن وَيِعرَف إِزَاي يِكَلِّم الإِنْسَان العَالَمِي وَالشَهوَانِي .. إِزَي يُنْذِر وَإِزَاي يُشَجِع وَإِزَاي يُؤدِب وَمَتَى .. عِنْده رؤية مِنْ أصعب الحَاجَات إِنْ نِلاَقِي شَبابنَا أوْ الجِيل بِتاعنَا مِش أصحَاب فِكر وَلَوْ معلُومة تِتقَال لَهُ مِحتَاجة شِوية تفكِير مَا يِتعِبش نَفْسه إِنَّه يِستوعِبهَا .. عَايِز كُلَّ حَاجة سهلة وَتافهة وَسَطحِيَّة أتَعَجَب مِنْ سَيِّدنَا البَابَا لَمَّا مَرَّة يِقُول مِنْ وَأنَا صَغِير أفهمْ فِي كُلَّ حَاجة .. أعرَف أصَلَّح مكوى وَأعرَف أصَلَّح لَمبة وَقَالَ إِنْ وَأنَا شَاب صَغِير قَرأت كِتَاب إِسمه How can it do ?كَيْفَ هذِهِ تُعمَل ؟ يِقُولَّك الكِتَاب ده فِيه فِكرِة عَمْل كُلَّ الأجهِزة مِنْ أوِّل لمبِة الكهرباء إِلَى الطَيَّارة .. كُلَّ حَاجة فِكرِتهَا وَصِنَاعِتهَا .. لَوْ حَبِينَا نِقُول كِده الرَاديو يِقُولَّك إِنَّه فِيه دَايرة لِلصُوت وَيجِيب لك صورة وَشرح لِدَايرِة الرَاديو .. طب ألـ recorder يِجِيب لك صورة وَشرح لِلدَايرة بِتاعته إِزَاي يِشتغل وَإِزَاي لَوْ لاَقِيته مَا بِيتكلِّمش يُبقَى ده عُطل مُعَيَّن .. مَا بِيولعش يُبقَى ده عُطل مُعَيَّن التِلِيفِزيُون .. المكوى .. حَتَّى الطَيَّارة .. يِقُولَّك قَرأت الكِتَاب ده عِرِفت حَاجَات كِتِير أوِي بَدأت أعمِل حَاجَات كِتِير بِيَدِي – سَيِّدنَا البَابَا بِيقُول كِده – رَاجِل بِيفَكَّر وَاحِد عَايِز مَا يُبقَاش كِده بِيتفرَّج وَعَايِز أي حد تَانِي يِعمِلَّه .. وَاحِد لَمَّا اللمبة تِتحِرِق يُبقَى عَايِز وَاحِد كهرَبَائِي يِشُوفهَا له لاَزِم الإِنْسَان يِكُون عِنْده فِكر لاَزِم الإِنْسَان مِش بس يِعمِل حَاجة بَلْ يبتِكر أيْضاً لِيعمَل مَا هُوَ أفضل رَبِّنَا أعْطَى لِلإِنْسَان نِعمة العَقْل بِمجد وَكَرَامة خَلَقَهُ وَعَلَى أعمَال يَديهِ أقَامَهُ .. رَبِّنَا أقَامك عَلَى الخَلِيقة .. إِزَاي تِعِيش فِيهَا مُفتَقِر ؟ ده رَبِّنَا إِستئمِنْك عَلَى الخَلِيقة قَالَّك إِنْتَ سَخَّرهَا .. إِنْتَ إِبنِيهَا .. إِنْتَ إِزرعهَا .. إِنْتَ إِعمِل فِيهَا الَّلِي إِنْتَ عَايزه تِيجِي إِنْتَ متفكرش ؟!!!! يِقُولَّك .. لاَ .. لاَزِم تِفَكَّر متخُدش الأُمور بِسطحِيَّة .. لَمَّا تِيجِي تِعمِل حَاجة فَكَّر فِيهَا كُويس .. مِش عَارِف كُنْت قُلت لكُمْ وَلاَّ .. لأ .. لَمَّا الجَمَاعة بِتُوع المُوندِيَال جُمْ عنْدِنَا هِنَا فِي مِصْر عَشَان يِشُوفوا مَصْر يِنْفع يِتعِمِل فِيهَا مُوندِيَال وَلاَّ .. لأ .. قعدُوا يِدرِسُوا لقوا إِنْ هُمَّا بِيدرِسُوا حَاجَات إِحنَا نفسِينَا مِش بِنفكَّر فِيهَا .. يِقُولُوا مَثَلاً عنْدِنَا ستاد يَاخُد 160000 .. يِقُولُوا كُويس طب هَلْ الأسَاسَات الَّلِي فِيه تِستحمِل 160000 ؟ يِقُولُوا عَمُود النُّور ده لِوحده النَّاس تِتشعلق عَلِيه يُقعُد عَلِيه بِتاع 600 وَاحِد طب وَعَمُود النُّور مِش مُعَرَّض إِنَّه يُقع ؟ هُوَ فِكره لَمَّا يِقُولَّه كِده يِفتِخر إِنْ إِحنَا عنْدِنَا كَثَافة فِي الحُضُور .. فَاعَايزِين يِقنِعُوه إِنْ إِحنَا عنْدِنَا نَاس تِحضر تِكَسَّر الدُنيَا .. هُوَ يِسأله أسئِلة مِنْ نُوع تَانِي يِرُد بس برضه مَتِين .. ده لاَزِم تِتحِسِب .. طب عنْدك أمَاكِنْ سَيَّارَات لِلعَدد ده ؟النَّاس دِي 160000 المفرُوض تِقَسِّمهُمْ عَلَى 4 يُبقَى عنْدك 40000 مَكَان لِعَرَبِيَّة تِركِنْ فِي الخَارِج كِده لَمَّا تِيجِي تِرَخص مَكَان – لِنفرِض الكِنِيسة هِنَا – الكِنِيسة هِنَا سِعتهَا 800 مُصَلِّي .. يِقُولَّك المفرُوض تِعمِل لِينَا parking لِـ 200 عَرَبِيَّة وَإِحنَا كَكِنِيسة تِشتِرِي المَكَان ده يعنِي الرُخصة مَا تِطلعش إِلاَّ لَمَّا تِشتِرِي المَكَان ده .. هَلْ إِنْتَ عنْدك parking لِـ 40000 سَيَّارة بِمَا إِنْ عنْدك 160000 مُتَفَرِّج ؟ يِقُولَّه يعنِي فِيه مَكَان parking بس يعنِي ... طبعاً المَكَان الَّلِي عنْده سِعَته مِنْ 50 – 10 سَيَّارة .. يِقُولَّه طب لَمَّا تِيجِي تِعمِل مَاتش أكِيد بِيِجِي له نَاس كِتِير تِعمِل إِرتِبَاك فِي حَرَكِة المُرُور هَلْ عِنْدك مَسَارَات أُخرَى لِلعَرَبِيَات لَمَّا الماتشات تِكُون شَغَّاله ؟ يعنِي إِحنَا برضه بِنسَاع بعض .. يِلِفُّوا مِنْ وَرَا كِده .. مَفِيش فِكر .. فِكر ملغِي الحِكَاية مَاشية عشوَائِيَّة .. مَاشية كِده يعنِي .. فِي حَاجة إِسمهَا لَمَّا تِعمِل عَمْل تُتقِنْه .. لَمَّا تِعْمِل عَمْل تِفَكَّر فِيه مِنْ كُلَّ الزَوَايَا .. هَلْ عِنْدك أمَاكِنْ نَوَافِذ تِخَرَّج النَّاس دِي فِي أمَان وَلاَّ يِطلَعُوا فوق بعض وَيُدُوسُوا بعض وَيِمَوِتُوا بعض وَهُمَّ بِيِطلَعُوا ؟ مِش إِنْتَ بِتقُول عَنْدك الكَثَافة دِي دِي هِيَّ المفرُوض تِتحِسِب كِده إِنْ البَاب مَا يِطلعش مِنَّه أزيد مِنْ 800 فرد .. دِي حَاجَات بِتِتحِسِب لكِنْ تِلاَقِي البَاب بِيِطلع مِنَّه 12000 .. العدد ده لَمَّا يِطلع مِنْ بَاب وَاحِد يِحصل إِيه ؟ كَارثة لاَزِم يِكُون عَنْدك فِكر .. فَكَّر فِي أُمورك البَسِيطة .. فَكَّر فِي مُستقبلك .. فَكَّر إِزَاي تِنَمِّي نَفْسك .. إِزَاي يِكُون عَنْدك أهدَاف وَإِزَاي تِحققهَا .. فَكَّر إِزَاي تِنَمِّي رُوحِيَاتك .. فَكَّر إِزَاي تِفَكَّر تِتخلَّص مِنْ خَطَايَاك المُتَكَرِرة .. إِعرف نِقاط ضعفك .. تَخَيَّل إِنْ مُمكِنْ حَاجَات تِكُون مِش بتفكَّر فِيهَا .. لَمَّا الوَاحِد يِكُون بِيِكدِب وَتقُولَّه بِتِكدِب لِيه ؟ تِلاَقِيه فُوجِئ بِالسؤال ده تِقُولَّه شُوف الكِدب إِمَّا خُوف .. إِمَّا كِبرياء .. أوْ شخصِيتك ضَعِيفة .. تِقُولَّه أربع خَمَس أسبَاب تِلاَقِيه سَاكِت .. أوِّل مَرَّة يِعرَف إِنْ الكِدب دِي أسبَابه .. أقُولَّك مَا هِيَّ دِي أسبَاب الكِدب مَحَلِلتِش نَفْسك إِنْتَ بِتِكدِب عَشَان إِنْتَ مِنْ أي نُوع مِنْ الشخصِيَات ؟ .. لاَ بكدِب وَبس .. طب مَا فكرتِش ؟!!!طب بِتُقع فِي خَطَايَا شَبَابِيَّة .. لِيه ؟ طب مَفكرتِش أسبَابهَا إِيه ؟ يِقُولَّك يعنِي بَقع كِده مَفِيش حَاجة مُعَيَّنْة .. أقُولَّك .. لاَ .. لاَزِم يِكُون فِيه .. لاَزِم يِكُون فِيه أسبَاب لِلعَثَرَات الَّلِي جُوَّاك إِيه سعيك لِلخَطِيَّة ؟ الخَطَايَا الَّلِي بِتِيجِي مِنْ الخَارِج .. الخَطَايَا الَّلِي تِيجِي مِنْ أصدِقاءك إِيه ؟ إِيه الفِكر الَّلِي بِتتهِزِم له ؟ شُوف نَفْسك .. جَمِيل الإِنْسَان الَّلِي عَنْده فهمْ وَمُتَقَبِل طبعه وَمُتَقَبِل شخصه وَيِطرح ضَعَفَاته أمَام الله لاَبُد إِنْ الإِنْسَان يِكُون عَقْله مَشغُول القِدِيس أنْطُونيُوس يِقُولَّك { إِتعِب نَفْسك فِي قِرَاءِة الكُتُب المُقَدَّسة فَهيَ تُخَلِّصك مِنْ أفكَار النَجَاسة } .. لِيه ؟ لأِنْ العَقْل بِيُبقَى مَشغُول مُشَبَّع .. العَقْل المُشَبَّع وَالمَشغُول ده صعب إِسقاطه لأِنَّه عَقْل يُحَلِّق .. لَوْ عِنْدك عصفُورة طَايره فِي الجو وَبعدِين نِزلِت عَلَى الأرْض أي وَقت تِطمع فِيهَا أكتر ؟ لَمَّا تِنْزِل عَلَى الأرْض .. طُول مَا هِيَّ طَايره إِنْتَ مِش قَادِر تِمسِكهَا لكِنْ لَمَّا نِزلِت وَشُفتهَا مَاشية عَلَى الأرْض بَقِت سهلة تِمسِكهَا .. زَي عَقْلك طُول مَا هُوَ عَقْل سَاقِط مُتَدَنِّي سهل إِخضَاعه .. طُول مَا هُوَ عَقْل مُرتَفِع يُحَلِّق فوق صعب أنْ تُمْسِكه .. حَاوِل إِنَّك تِكُون صَاحِب عَقْل مُرتَفِع تِكُون لِيك مَزَامِير مَشغُول بِهَا .. ألحَان بِتحِب تِحفظهَا .. آية تِحِب تِرَدِّدهَا .. حَاوِل إِنْ يِكُون عِنْدك فِكر .. بِاستمرَار عَقْلك ده لاَ يوجد فَارِغ أبَداً تَخَيَّل لَمَّا تِقُول أنَا فِي سِفر فِي الكِتَاب المُقُدَّس نِفْسِي أقرَاه .. لَمَّا أجِي ألاَقِيك بِتِرجع البِيت مِتأخر أقُولَّك إِنْتَ بِتِرجع مِتأخر لِيه ؟ مِش الدِرَاسة بَدَأِت ؟ تِقُولِي آه بس إِحنَا لِسَّه مَبتَدِنَاش دِلوقتِي .. تِقُولِّي طَيِّب بِتِعمِل إِيه ؟ تِقُول هَا عمِل إِيه وَلاَ حَاجة .. معنَى إِنَّك مِش عَارِف تِعمِل إِيه معنَى كِده إِنْ عَقْلك فَاضِي وَمعنَى إِنْ عَقْلك فَاضِي تُبقَى إِنْتَ بِلاَ إِهتِمَامات .. معنَى كِده إِنَّك صِيده سهلة لِلعدو وَمعنَى كِده إِنَّك بِتُحكُمْ عَلَى نَفْسك إِنَّك تِعِيش فِي سطحِيَّة وَجهل .. مِنْ أكتر الحَاجَات الَّلِي تِتعِب الإِنْسَان إِنَّه يِكُون فِي جهل عَلَشَان كِده القِدِّيسِين يِقُولُوا لنَا كِده { ثَلاَثة تِسبِق الخَطِيَّة أوِّل وَاحدة فِيهُمْ الجهل وَالنِسيَان وَالإِستِهتَار } .. بس أوِّلهُمْ الجهل يعنِي إِنْسَان بِلاَ معرِفة رَبِّنَا مَيِّزك بِنِعمِة المعرِفة وَأعْطَاك نِعمِة المعرِفة .. رَبِّنَا حب إِنَّه يفتَقِدك وَيَصِير فِي الهيئة كَإِنْسَان فَمَيِّزك .. أسرَار الإِيمان إِئتَمَنهَالك .. أعْطَاك أسرَار الثَّالُوث وَالتَّجَسُّد وَالفِدَاء إِستودعهَا فِيك عَشَان إِنْتَ تِتعَلِّمهَا وَتِعرفهَا وَتِنقلهَا .. إِنْتَ بِتقُول { آمِين .. آمِين بِموتِكَ يَارَبَّ نُبَشِّر }( مَا يَقُوله الشَّعْب بعد التقدِيس ) .. رَبِّنَا حَمِّلك وَالكِنِيسة حَمِّلِتك أمَانِة البِشَارة إِنْ إِنْتَ تِبَشَّر طب ده يِعمِل إِيه ؟ عَايِز يِفهمْ أحيَاناً لَمَّا نِيجِي الكِنِيسة مبنُبقَاش عَايزِين نِفهمْ .. مِش جَايين عَشَان نَتَجَاوب وَنَتَفَاعل مَعَ الكَلِمة وَنستوعِب وَنأخُذ معلُومة .. لاَ .. بِنُبقَى جَايين كِده وَخَلاَص .. حَاجة بِتتقالَّك حَاوِل تِفتح ذِهنْك وَتِفهمْ .. عَشَان كِده يِقُولَّك { أمِيلُوا آذَانَكُمْ اسْمَعُوا } ( أش 55 : 3 ) يِقُولَّك { اسْتَمِعُوا لِي اسْتِمَاعاً } ( أش 55 : 2 ) .. عَايِز يِقُولَّك رَكِّز مَعَايَ .. الإِنْسَان لَمَّا بِيقتَنِع بِالكَلاَم عَقْلِيّاً وَيقبله فِي قلبه يُثمِر وَلَمَّا يُبقَى قَاعِد مِش بِيفكَّر فِي الكَلاَم الَّلِي بِيِتقلَّه يِقُولَّك طبعاً ده الكِتَاب يِقُول { فَاحِصِينَ الكُتُبِ كُلَّ يَوْمٍ } ( أع 17 : 11 ) .. العِبَادة عَايزة ذِهنْ الكِتَاب المُقَدَّس عَايِز ذِهنْ .. بَلاَش تِنْشِغِل بِأُمور ثَانَوِيَّة تَخَيَّل كِده لَوْ عَمْلت إِحْصَائِيَّة كَام وَاحِد فِيكُمْ بِيقرَا أي كِتَاب ؟ يعنِي مَثَلاً إِمبَارِح كُنَّا فِي رِحلة حَوَالِي 70 أوْ 80 شَاب وَشَابَّة تَعَالَ إِتفرَّج لَمَّا نُدْخُل المكتبة كَام وَاحِد يِشتِرِي كِتَاب ؟ قَلِيل جِدّاً .. إِعرَف إِنْ إِنْتَ فِيه حَاجة غَلط وَعَالِجهَا .. تَعَالُوا نِعمِل إِحصَائِيَّة بِتقُول مِينْ فِيكُمْ بِيقرَا مِجَلِّة الكِرَازة ؟ مِش هَقُولَّك يعنِي حَاجة كِده مِجَلِّة الكِرَازة الَّلِي فِيهَا مَقَالات سَيِّدنَا البَابَا وَالأنبَا رَافَائِيل وَالأنبَا مُوسَى وَالأنبَا بِيشُوي .. مِينْ فِيكُمْ بِيقرَا جَرِيدة وَطَنِي ؟ الجَرِيدة الَّلِي تُعَبِّر عَنْ فِكرك كَمَسِيحِي طَيِّب لِنَفرِض مِسِكت الجَرِيدة هَا تِقرَا فِيهَا إِيه ؟ طب لَوْ مِسِكت جَرِيدة الأهرَام هَتِقرَا فِيهَا إِيه ؟عَشَان كِده حَتَّى النَّاس الكُتَّاب جَفِّت أقلامهُمْ .. لِيه ؟ لأِنْ لَمْ يَجِدُوا مَنْ يقرأ .. حَتَّى جَرَايِدنَا النَّهارده لاَ تعتَمِد عَلَى بَرَاعِة الكَاتِب أوْ عَلَى أصحَاب المَقَالات وَلكِنْ تعتَمِد عَلَى أصحَاب الأخبَار التَافِهة يعنِي مَثَلاً تَخَيَّل مَعَايَا كِده خبر جنْب مِنَّه خبر .. خبر عَنْ إِكتِشَاف طَاقة نَوَوِيَّة جَدِيدة تِغَيَّر مجرَى سِيَاسِة العَالم كُلَّه وَجنْب مِنَّه خبر وَاحِد فَنَّان تَزَوَّج فَنَّانة أوْ طَلَّقهَا .. شُوف النَّاس هَا تِقرَا ده وَلاَّ ده ؟خبر الزَّوَاج لَيْسَ مِنْهُ فَائِدة لكِنْ الخبر الأوَّل مُفِيد وَنَافِع .. مِنْ هِنَا جَعَلُوا أصحَاب الأقلاَم المُفِيدة تِتَضَاءل وَأصحَاب الأقلاَم التَافِهة تزدَاد .. وَمِنْ هُنَا بِيِحصل مَزِيد مِنْ الضَحَالة .. يِقُولَّك .. لاَ إِنْتَ إِنْتِبه يِقُولَّك مَرَّة عبد الوهَاب سَألوه لِيه الأُغنِيَّة حَصل لَهَا تَدَنِّي ؟ قَالَ لَهُمْ عَشَان أهمْ وَاحِد فِي الأُغنِيَّة مَات .. قَالُوا له مِينْ ده ؟ قَالَ لَهُمْ جمهُور المُستَمِعِين لَمَّا جمهُور المُستَمِعِين مَبَقَاش عَنْدُهُمْ ذُوق أسَاساً فَأصبح الَّلِي بِيسمَعُوا نَاس معندُهُمش ذُوق فَأصبَحُوا هُمَّا الَّلِي بِيفرِضُوا عَلَى السُوق إِنْ تِتقَدِّم حَاجَات مَافِيهَاش ذُوق وَلاَ فن لأِنْ هِيَّ دِي الَّلِي بِتِنْجح .. إِوعَى تِكُون إِنْتَ مِنْ القَاعِدة دِي الَّلِي مَعندُهُمش فِكر الَّلِي مُجَرَّد أي أمر تَافِه يِشِدَهَا .. لاَ .. إِنْتَ لَوْ مَسكت صَحِيفة إِقرَا شِئ مُهِمْ إِقرَا مَقَال سِيَاسِي .. أنَا مِش بِجَاملك مِنْ أقوى بُلدَان العَالم الَّلِي فِيهَا ثَقَافة عَالية هِيَّ مَصْر تِقدر تِقُول إِنَّهَا بِتَتَرَاجع بِشكل صعب جِدّاً .. يعني لَمَّا تِتفرَّج عَلَى قَنَوَات بِتَاعِت نَاس عرب تِلاَقِي هُمَّا سَبَقُونَا فِي الثَقَافة بِكَثِير جِدّاً رَغمْ إِنُّهُمْ مُحدِثِين فِي هذَا المَجَال فَاكِر إِنْتَ البرنَامِج بِتَاع " مَنْ سيربح المليُون ؟ " بِيعتَمِد عَلَى الثَقَافة .. تِلاَقِي النَّاس العرب مُتَفَوِقِين عَلَى المصرِيين رَغمْ إِنَّه المفرُوض إِنْ إِحنَا بلد فِيها 70 مليُون وَالمفرُوض إِنْ الثَقَافة عَنْدِنَا عَالية جِدّاً .. المَغَاربة مُثَقَفِين قَوِي .. وَالتُونِسِيين مُثَقَفِين قَوِي .. وَالفِلِسْطِينِيين مُثَقَفِين قَوِي طَيِّب إِيه الَّلِي جَرَى لنَا ؟ مَبقَاش فِينَا دعوة لِلفِكر .. طب النَّاس دِي تِعْمِل إِيه عَشَان تِغَيَّر الأفكَار ؟ بِتغَيَّر الأفكَار بِصحوة فِكرِيَّة .. تُبرِز المُثَقَفِين النَّهارده فِي المُجتمع بِتاعنا مِينْ الَّلِي بِيُبرز فِيه ؟ مُغَنِّي أوْ مُغَنِّيَّة .. وَاحدة مِش عَارِف لاَبسة إِزَاي عَاملِين مَعَاهَا بِرنَامِج 3 سَاعَات وَكُلَّ الَّلِي بِتِعمِله بِتِضحك وَالنَّاس مبسُوطة .. طب تَعَالَ هَات لَهُمْ إِنْسَان صَاحِب فِكر عَايزِين يِقلِبُوا عَلَى قَنَاة غِيرهَا .. خَلِّي بَالك خَلِّيك إِنْتَ مُحِب لِلفِكر لأِنْ دِي هَا تأثَّر عَلَى حَيَاتك كُلَّهَا .. { افْهَمْ مَا أقُولُ . فَلْيُعْطِكَ الرَّبُّ فَهْماً فِي كُلِّ شَيءٍ } ( 2تي 2 : 7 ){ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا } ( في 4 : 8 ) رَبِّنَا يُعْطِيكُمْ نِعمْة .. يِزَيِّن عُقُولكُمْ بِالمعرِفة يِكَمِّل نَقَائِصنَا وَيِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته وَلإِلهنَا المجد الدَائِم إِلَى الأبد آمِين

دراسة فى سفر العدد ج 7 موسى يدان بسبب المرأة الكوشية

الأصْحَاح الثَّانِي عَشَر : تُوْجَدٌ قِصَّة مَعْرُوفَة الله يُعْطِينَا فِيهَا مَعَانِي تِفَرَّحْنَا كُلِّنَا .. عِنْدَمَا تَكَلَّمْ هَارُون وَمَرْيَم عَلَى مُوسَى النَّبِي بِسَبَبْ زَوَاجُه مِنْ المَرْأة الكُوشِيَّة .. الكُوشِيِينْ غُرَبَاء عَنْ شَعْب الله وَهُمْ شَعْب مَلاَمِحَهُمْ غِير مَقْبُولَة دَكْنِين اللُون لِذلِك هُمْ جِنْس غِير مَقْبُول وَالشَكْل أيْضاً غِير مَقْبُول ﴿ وَتَكَلَّمَتْ مَرْيَمُ وَهَارُون عَلَى مُوسَى بِسَبَبِ الْمَرْأَةِ الْكُوشِيَّةِ الَّتِي اتَّخَذَهَا ﴾ ( عد 12 : 1 ) .. لِنَرَى كَمْ دَافَعْ الله عَنْ مُوسَى وَمُوسَى صَلَّى لله كَيْ لاَ يُعَاقِبْ مَرْيَم وَهَارُون .. الله عَفَى عَنْ هَارُون لأِنَّهُ سَمَعَ لِمَرْيَم لكِنْ مَرْيَم عُوقِبَتْ وَعُزِلَتْ سَبْعَة أيَّام وَضُرِبَتْ بِالبَرَص .. وَالبَرَص عَلاَمِة خَطِيَّة فَاعْتُبِرَت مَرْيَم نَجِسَة تُنَجِّس المَحَلَّة فَعُزِلَت سَبْعَة أيَّام وَتَعَطَّل الشَّعْب عَنْ الرَحِيل بِسَبَبْ مَرْيَم ﴿ لأَِنَّهُ كَانَ قَدِ اتَّخَذَ امْرَأَةً كُوشِيَّةً .. فَقَالاَ هَلْ كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَحْدَهُ ﴾( عد 12 : 1 – 2 ) .. قَالاَ ألَيْسَ نَحْنُ أنْبِيَاء مِثْل مُوسَى ؟!! .. مَرْيَم وَهَارُون هُنَا أعْطَيَا لأِنْفُسْهُمَا حَقٌ إِدَانِة مُوسَى .. ﴿ أَلَمْ يُكَلِّمْنَا نَحْنُ أَيْضاً .. فَسَمِعَ الرَّبُّ .. وَأَمَّا الرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيماً جِدّاً أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ ﴾ ( عد 12 : 2 – 3 ) .. الله سَمَعْ وَمُوسَى النَّبِي لَمْ يَكُنْ قَدْ سَمَعْ .. وَلَمَّا سَمَعْ مُوسَى لَمْ يَتَكَلَّمْ أوْ يُعَاقَبْ .. مُوسَى كَانَ حَلِيم جِدّاً لَمْ يَرُدٌ الإِسَاءَة بِالإِسَاءَة .. لِمَاذَا تَكَلَّمْ مَرْيَم وَهَارُون عَنْ مُوسَى النَّبِي ؟ رُبَّمَا غِيرَه .. يَقُول الآبَاء عِنْدَمَا إِخْتَار مُوسَى النَّبِي السَّبْعِينَ رَجُلاً كَمَا قَالَ لَهُ الله لِيَحْمِلُوا مَعَهُ مَسْئُولِيِة الشَّعْب رُبَّمَا لَمْ يَكُنْ مُوسَى قَدْ أخَذَ رَأي هَارُون وَمَرْيَم فِي إِخْتِيَارِهِمْ .. وَلَمْ يَتَكَلَّمَا مَرْيَم وَهَارُون لكِنَّهُمَا وَجَدَا زَوَاجُه مِنْ المَرْأة الكُوشِيَّة فُرْصَة لِيَتَكَلَّمَانْ عَلَيْهِ الشَّعْب كَانَ يَتَذَمَّر عَلَى الأكْل وَالشُرْب أمَّا الأنْبِيَاء فَلَهُمْ حَرْب أُخْرَى .. فَإِنْ كَانُوا قَدْ تَرَفَعُوا عَنْ أعْمَال الجَسَد فَلَهُمْ حَرْب الذَّات وَالغِيرَه وَالكِبْرِيَاء و هُنَاك حَرْب الجَسَد وَهُنَاك حَرْب النَّفْس .. الطَّعَام هُوَ عَالَمْ الشَّعْب وَدُنْيَاه لكِنْ مَرْيَم وَهَارُون لَهُمَا حَرْب أُخْرَى وَكَمَا يَقُول مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول ﴿ إِذْ فِيكُمْ حَسَدٌ وَخِصَامٌ وَانْشِقَاقٌ أَلَسْتُمْ جَسَدِييِّنَ ﴾ ( 1كو 3 : 3 ) .. مُوسَى رَجُلْ حَلِيم وَالحُلْم هُوَ كَمَال ضَبْط النَّفْس .. هُوَ كَمَال طُول الأنَاة .. كَانَ مُوسَى أحْلَم رَجُل عَلَى الأرْض رَجُلْ الله نَعْرِفُه مِنْ حِلْمُه وَالبَعِيد عَنْ الله تَعْرِفُه مِنْ سُرْعِة غَضَبُه لِذلِك قَالَ الآبَاء ﴿ لاَ تَسْتَصْحِب غَضُوباً ﴾ .. قَاوِم الغَضَبْ بِشِدَّة .. مُوسَى لَمْ يَأتِي بَعْدُه وَلَمْ يَكُنْ قَبْلُه رَجُلْ حَلِيم مِثْلُه الكَلاَم لَمْ يِتْعِبْ مُوسَى النَّبِي كَمَا أتْعَبْ الرَّبَّ نَفْسُه فَسَمَعَ الرَّبَّ قَبْل مُوسَى .. لِذلِك تَعَلَّمْ أنْ تَكُون حَلِيماً لأِنَّهُ يُوْجَدٌ إِله يَسْمَعْ وَيُدَافِعْ عَنَّك فَضَعْ إِتِّكَالَك كُلُّه عَلِيه .. وَإِنْ كَانَ مُوسَى صَامِتْ فَالله لَمْ يَصْمُتْ .. جَيِّدٌ أنْ يِدَافِعْ الله عَنْ إِنْسَان وَهُوَ صَامِتْ .. ﴿ فَقَالَ الرَّبُّ حَالاً لِمُوسَى وَهَارُون وَمَرْيَمَ اخْرُجُوا أَنْتُمُ الثَّلاَثَةُ إِلَى خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ .. فَخَرَجُوا هُمُ الثَّلاَثَةُ .. فَنَزَلَ الرَّبُّ فِي عَمُودِ سَحَابٍ وَوَقَفَ فِي بَابِ الْخَيْمَةِ وَدَعَا هَارُون وَمَرْيَمَ فَخَرَجَا كِلاَهُمَا .. فَقَالَ اسْمَعَا كَلاَمِي ﴾( عد 12 : 4 – 6 ) .. هُنَا شَعَر هَارُون وَمَرْيَم بِخَطَأهِمَا وَعَرَفَا أنَّهُ سَيُوَجَه لَهُمَا تَوْبِيخ وَعُقُوبَة مِنْ الله ﴿ إِنْ كَانَ مِنْكُمْ نَبِيٌّ لِلرَّبِّ فَبِالرُؤْيَا أَسْتَعْلِنُ لَهُ فِي الْحُلْمِ أُكَلِّمُهُ .. وَأَمَّا عَبْدِي مُوسَى فَلَيْسَ هكَذَا بَلْ هُوَ أَمِينٌ فِي كُلِّ بَيْتِي .. فَماً إِلَى فَمٍ وَعِيَاناً أَتَكَلَّمُ مَعَْهُ لاَ بِالأَلْغَازِ .. وَشِبْهَ الرَّبِّ يُعَايِنُ .. فَلِمَاذَا لاَ تَخْشَيَانِ أَنْ تَتَكَلَّمَا عَلَى عَبْدِي مُوسَى ﴾ ( عد 12 : 6 – 8 ) .. إِنْ كُنْتُمَا نَبِيَان فَأنَا أُكَلِّمْكُمَا بِالرُؤْيَا .. هكَذَا كُلَّ الأنْبِيَاء .. أمَّا عَبْدِي مُوسَى فَلاَ تَتَكَلَّمَا عَلَيْهِ .. كَرَامِة الإِنْسَان أنْ يُدَافِعْ عَنْهُ الله وَسَنَرَى مَاذَا يَقُول الله عَنْ مُوسَى .. لَوْ إِتَّهَمَك أحَدٌ فِي أمْرٍ مَا بِالزُور أُصْمُتْ وَسَتَرَى مَاذَا تَكُون فِي عَيْنَيَّ الله .. وَلِنَرَى مَاذَا قَالَ هَارُون وَمَرْيَم عَنْ مُوسَى وَمَاذَا قَال الله عَنْهُ .. قَالَ الله أنَّ عَبْدِي مُوسَى أمِين عَلَى كُلَّ بَيْتِي أُكَلِّمَهُ فَماً إِلَى فَمٍ أمَّا أنْتُمْ فَأُكَلِّمَكُمْ بِالألْغَاز .. مُوسَى النَّبِي لَهُ صِفَة الحُلْم وَمَشْهُودٌ لَهُ مِنْ الله بِالأمَانَة وَالتَّقْوَى وَالإِسْتِقَامَة بَيْنَمَا هُوَ لَيْسَ كذَلِك فِي عَيْن النَّاس ﴿ فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْهِمَا وَمَضَى .. فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ عَنِ الْخَيْمَةِ إِذَا مَرْيَمُ بَرْصَاءُ كَالثَّلْجِ ﴾ ( عد 12 : 9 – 10) .. عَلاَمِة إِنْصِرَاف الله إِرْتِفَاع السَّحَابَة عَنْ الخَيْمَة وَإِذَا مَرْيَم بَرْصَاءِ كَالثَّلْجِ .. ﴿ فَالْتَفَتَ هَارُون إِلَى مَرْيَمَ وَإِذَا هِيَ بَرْصَاءُ .. فَقَالَ هَارُون لِمُوسَى أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي لاَ تَجْعَلْ عَلَيْنَا الْخَطِيَّة الَّتِي حَمِقُنَا وَأَخْطَأْنَا بِهَا ﴾ ( عد 12 : 10 – 11) .. هَارُون قَالَ لِمُوسَى نَحْنُ الإِثْنَان قَدْ أخْطَأنَا .. جَيِّدٌ هُوَ الإِنْسَان الَّذِي لاَ يُدَافِعْ عَنْ نَفْسُه أمَام الله بَلْ يَعْتَرِفْ بِخَطَأُه .. نَفْس الكَلِمَة الَّتِي وَبَّخْ بِهَا الله دَاوُد النَّبِي وَقَالَ لَهُ ﴿ قَدِ انْحَمَقْتَ ﴾ ( 1صم 13 : 13) .. الخَطِيَّة فِي نَظَر الله حَمَاقَة وَغَبَاوَة ﴿ فَلاَ تَكُنْ كَالْمَيْتِ الَّذِي يَكُونُ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْ رَحِمِ أُمِّهِ قَدْ أُكِلَ نِصْفُ لَحْمِهِ ﴾( عد 12 : 12) .. هَارُون يَقُول لِمُوسَى تَوَسَلْ إِلَى الله .. إِفْعَل أي شِئ لأِنَّ أُخْتِنَا قَدْ تَمُوْت مِنَّا .. مُوسَى لَمْ يُعَاتِبْهُمَا وَلَمْ يَفْتَح فَاه وَلَمْ تَخْرُج كَلِمَة رَدِيئَة مِنْ فَمِهِ لكِنَّهُ عِنْدَمَا رَأى مَرْيَم قَدْ أُصِيبَتْ بِالبَرَص لَمْ يُعَامِلْهُمَا بِالعِين بِالعِين وَالسِّنْ بِالسِّنْ بَلْ قَالَ ﴿ اللَّهُمَّ اشْفِهَا ﴾ ( عد 12 : 13) .. يَا الله أُسْتُرْنَا نَحْنُ خُدَّامَك لأِنَّهُ قَدْ يَقُول الشَّعْب هؤُلاَء هُمْ الأنْبِيَاء .. هؤُلاَء هُمْ الإِخْوَة مَعاً .. يَا الله أُسْتُرْنَا ﴿ فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَلَوْ بَصَقَ أَبُوهَا بَصْقاً فِي وَجْهِهَا أَمَا كَانَتْ تَخْجَلُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ .. تُحْجَزُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ وَبَعْدَ ذلِكَ تُرْجَعُ ﴾ ( عد 12 : 14) .. الله يَقُول لِمُوسَى إِنْ وَبَّخٌ مَرْيَم أبُوهَا ألاَ تَخْجَل سَبْعَة أيَّام ؟!! .. قَدِيماً كَانَ البَصْقٌ فِي الوَجْه تَوْبِيخ فِي العَهْد القَدِيم لِذلِك بُصِقَ فِي وَجْه يَسُوع .. وَأيْضاً كَانَتْ الأرْمَلَة الَّتِي يَرْفُض الوَلِي الزَّوَاج مِنْهَا لإِقَامِة نَسْل لِلزُوج المُتَوَفِي كَانَتْ تَبْصِقٌ فِي وَجْه الوَلِي .. أي أنَّ البَصْقٌ كَانَ عَلاَمِة قَصَاص أمَرَ الله أنْ تُحْجَز مَرْيَم سَبْعَة أيَّام خَارِج المَحَلَّة ثُمَّ تَرْجَعْ .. ﴿ فَحُجِزَتْ مَرْيَمُ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ ﴾( عد 12 : 15) مُوسَى النَّبِي رَمْز لِلخَادِم .. عَلَى الشَّخْص أنْ لاَ يَدِينْ الخَادِم .. رَجُلْ الله لَهُ مَنْ يُدِينُه حَتَّى إِنْ كَانَ قَدْ رَأى فِيهِ تَصَرُّفْ خَطَأ وَلِنَرَى أنَّ الله لَمْ يَحْتَمِل أنْ يَتَكَلَّمْ مَرْيَم وَهَارُون عَلَى مُوسَى وَخَطَأُه الله ضَرَبَ مَرْيَم بِالبَرَص .. هذِهِ شَنَاعِة الخَطِيَّة وَالخَطِيَّة مَكْرُوهَة عِنْدَ الله .. إِرْتِفَاع السَّحَابَة إِشَارَة لإِرْتِفَاع حُضُور الله .. عِنْدَمَا تَدِينْ تَشْعُر أنَّ نِعْمَة الله قَدْ فَارَقَتَك .. الإِدَانَة خَطِيَّة مُرَّة لاَ تَتَكَلَّمْ عَنْ أحَدٌ لأِنَّ لَهُ مَنْ يَدِينُه .. ﴿ مَنْ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ عَبْدَ غَيْرِكَ .. هُوَ لِمَوْلاَهُ ﴾( رو 14 : 4 ) فِي بُسْتَان الرُّهْبَان قِصَّة تَحْكِي وَتَقُول أنَّ رَاهِبْ سَمَعْ عَنْ خَطِيِّة رَاهِبْ آخَر فَقَالَ ( أُوفْ ) .. وَتَكَلَّمْ مَعَ آخَر عَنْ خَطَايَا هذَا الرَّاهِبْ وَعِنْدَمَا عَادَ إِلَى قَلاَيَتُه وَجَدَ مَلاَك يَقِفْ عِنْدَ بَابْ القَلاَيَة وَيَسْألُه قَائِلاً الله يَسْألَك فِي أي مَكَانْ يَضَعْ الله هذَا الأخ ؟ .. إِنْ أخْطَأ إِنْسَان أُسْتُر عَلِيه لأِنَّهُ كَمَا يَقُول الكِتَاب ﴿ فِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ نَعْثُرُ جَمِيعُنَا ﴾ ( يع 3 : 2 ) .. لِذلِك خَطِيِّة الإِدَانَة ثَمَنْهَا غَالِي أيْضاً مُوسَى النَّبِي يُشِير لِلعَهْد القَدِيم وَالوَصِيَّة .. مَرْيَم إِحْتَقَرَت مُوسَى كَثِيرُون يَحْتَقِرُون الوَصِيَّة .. عِنْدَمَا أحْتَقِر الإِنْجِيل وَأُهْمِلُه أخْرُج خَارِج الجَمَاعَة المُقَدَّسَة وَأُضْرَبْ بِالخَطِيَّة .. المَرْأة الكُوشِيَّة تَرْمُز لِلأُمَمْ كِنِيسِة العَهْد الجَدِيد .. سَوْدَاء وَجَمِيلَةٌ .. إِمْرَأة مَنْبُوذَة صَارَتْ زَوْجَة لِمُوسَى الَّذِي هُوَ رَمْز لِلْمَسِيح .. الْمَسِيح لَهُ المَجْد إِقْتَرَنْ بِالأُمَمْ كِنِيسِة العَهْد الجَدِيد فَتَكَلَّمْ عَلِيه إِخْوَتُه أي اليَهُودٌ وَقَالُوا سَيَدْخُل أُنَاس فَاعِلِي إِثْم دَاخِلْنَا نَحْنُ أبْنَاء الشَّرِيعَة عِنْدَمَا إِقْتَرَنْ مُوسَى النَّبِي بِالمَرْأة الكُوشِيَّة صَارَ مَرْفُوض مِنْ إِخْوَتُه لِذلِك أخْرَج الله اليَهُود مِنْ الحِسْبَة كُلَّهَا .. هكَذَا خَرَجَ اليَهُود خَارِج الكِنِيسَة سَبْعَة أيَّام ثُمَّ سَيَعُودُوا فِي مِلْء الزَّمَان كَمَا خَرَجَتْ مَرْيَم خَارِج المَحَلَّة سَبْعَة أيَّام ثُمَّ عَادَتْ .. مَرْيَم إِحْتَقَرَتْ مُوسَى وَاليَهُود إِحْتَقَرُوا الْمَسِيح نَفْسُه عَلَى أنَّهُ مَسِيح العَشَّارِينْ وَالزُّنَاة فَلَمْ يَتْبَعُوه .. تُطْرَدٌ مَرْيَم خَارِج المَحَلَّة سَبْعَة أيَّام ثُمَّ تَعُودٌ هكَذَا طُرِدَ اليَهُود حَتَّى يَأتِي مِلْء الزَّمَان فَيَعُودُوا مَرَّة أُخْرَى فِي رِسَالِة بُولِس الرَّسُول لأِهْل رُومْيَة يَقُول ﴿ إِنْ كَانَ اللهُ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُظْهِرَ غَضَبَهُ وَيُبَيِّنَ قُوَّتَهُ احْتَمَلَ بِأَنَاةٍ كَثِيرَةٍ آنِيَةَ غَضَبٍ مُهَيَّأَةً لِلْهَلاَكِ .. وَلِكَيْ يُبَيِّنَ غِنَى مَجْدِهِ عَلَى آنِيَةِ رَحْمَةٍ قَدْ سَبَقَ فَأَعَدَّهَا لِلْمَجْدِ ﴾ ( رو 9 : 22 – 23 ) .. مُوسَى النَّبِي إِرْتَبَطْ بِالكُوشِيَّة فَاغْتَاظَتْ مَرْيَم أي اليَهُود هُوَ سَيَرْتَبِطْ بِالإِثْنَان لكِنْ اليَهُود رَفَضُوا ذلِك لِذلِك قَالَ ﴿ الَّذِينَ لَمْ يَسْعَوْا فِي أَثَرِ الْبِرِّ أَدْرَكُوا الْبِرَّ الْبِرَّ الَّذِي بِالإِيمَانِ .. وَلكِنَّ إِسْرَائِيلَ وَهُوَ يَسْعَى فِي أَثَرِ نَامُوسِ الْبِرِّ لَمْ يُدْرِكْ نَامُوسَ الْبِرِّ ﴾( رو 9 : 30 – 31 ) .. أي الَّذِينَ عَاشُوا مَعَ مُوسَى أي مَرْيَم وَهَارُون وَيَسْعَيَان مَعَهُ فِي أثَر البِرِّ لَمْ يُدْرِكَا البِرِّ بَيْنَمَا المَرْأة الكُوشِيَّة أدْرَكَتْ .. ﴿ أَنَّ القَسَاوَةَ قَدْ حَصَلَتْ جُزْئِيّاً لإِسْرَائِيلَ إِلَى أَنْ يَدْخُلَ مِلْؤُ الأُمَمِ .. وَهكَذَا سَيَخْلُصُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ ﴾ ( رو 11 : 25 – 26 ) .. القَسَاوَة قَدْ حَصَلَتْ جُزْئِياً أي مَرْيَم وَهَارُون .. لكِنْ هَلْ سَيُخَاصِمْ مُوسَى مَرْيَم وَهَارُون إِلَى النِّهَايَة ؟ .. لاَ .. لأِنَّ الأمَّة اليَهُودِيَّة هِيَ شَعْب الله لِذلِك لَنْ يَنْسَاهُمْ الله لأِنَّهُمْ أبْنَاء إِبْرَاهِيم وَإِسْحَق وَيَعْقُوب .. ﴿ لأَِنَّ هِبَاتِ اللهِ وَدَعْوَتَهُ هِيَ بِلاَ نَدَامَةٍ ﴾ ( رو 11 : 29 ) .. لِذلِك سَتَخْرُج مَرْيَم سَبْعَة أيَّام فَقَطْ خَارِج المَحَلَّة ثُمَّ تَعُودٌ وَكَأنَّ شَيْء لَمْ يَحْدُث .. هكَذَا سَيَعُودٌ اليَهُود إِلَى حِضْن الله العَجِيب أنَّ مُوسَى النَّبِي صَرَخَ وَتَشَفَّعْ عَنْ مَرْيَم أمَام الله رَغْم أنَّهُ هُوَ المُدَان مِنْهَا .. هكَذَا الْمَسِيح وَهُوَ عَلَى الصَّلِيب تَضَّرَع مِنْ أجْل اليَهُود الَّذِينَ صَلَبُوه وَالَّذِينَ جَدَّفُوا عَلِيه وَقَالَ ﴿ يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَِنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ ﴾ ( لو 23 : 34 ) .. هُمْ تَكَلَّمُوا عَلِيه وَقَالُوا لَوْ كَانَ نَبِي لَعَلَمَ مَنْ هذِهِ المَرْأة وَمَا حَالَهَا إِنَّهَا خَاطِئَةٌ ( لو 7 : 39 ) .. وَقَالُوا إِنْ كَانَ إِبْن الله فَلْيَنْزِل عَنْ الصَّلِيب ( مت 27 : 40 ) .. أمَّا هُوَ فَكَانَ يَشْفَعْ فِيهُمْ .. الله يَقُول لِمَرْيَم وَهَارُون أنَا أتَكَلَّم مَعَ الأنْبِيَاء بِالرُؤْيَا لكِنْ مَعَ مُوسَى أتَكَلَّمْ فَماً إِلَى فَمٍ وَبِالعَيَان لَيْسَ بِالألْغَاز .. نَحْنُ كَشَفَ لَنَا الله فِي إِبْنِهِ يَسُوع كُلَّ الأسْرَار الَّذِي مُذَخَّر فِيهِ كُلَّ كُنُوز النِّعْمَة .. وَالإِعْلاَنَات الإِلَهِيَّة ظَهَرَتْ فِيهِ هُوَ زَوَاج مُوسَى مِنْ المَرْأة الكُوشِيَّة هُوَ إِقْتِرَان رَبَّ المَجْد يَسُوع بِكِنِيسِة الأُمَم إِلَى أنْ يَعُودٌ اليَهُودٌ الشَّعْب كُلُّه تَعَطَّل بِسَبَبْ مَرْيَم عِنْدَمَا عُزِلَتْ سَبْعَة أيَّام .. أي مُمْكِنْ إِنْسَان خَاطِئ يِعَطَّل الكِنِيسَة وَبَار يِرْفَعْ غَضَبْ عَنْ شَعْب كَمَا بِصَلاَة الأنْبَا بُولاَ .. وَكَمَا قَالَ ﴿ طُوفُوا فِي شَوَارِعِ أُورُشَلِيمَ وَانْظُرُوا وَاعْرِفُوا وَفَتِّشُوا فِي سَاحَاتِهَا هَلْ تَجِدُونَ إِنْسَاناً أَوْ يُوْجَدُ عَامِلٌ بِالْعَدْلِ طَالِبُ الْحَقِّ فَأَصْفَحَ عَنْهَا ﴾ ( أر 5 : 1) .. أي وَاحِدٌ خَاطِئ يُعَطِّل الكِنِيسَة لأِنَّ الخَطِيَّة مُوَجَّهَة إِلَى ثَلاَثَة الله وَالنَّفْس وَالكِنِيسَة .. لِذلِك خَاطِئ وَاحِدٌ يَجْلِب غَضَبْ الله عَلَى شَعْب وَبَار وَاحِدٌ يَعْفُو عَنْ شَعْب إِعْتَذَرٌ هَارُون وَالجَيِّدٌ أنَّهُ بَعْد إِنْتِهَاء المَوْقِفْ مُوسَى النَّبِي لَمْ يُعَاتِبْ مَرْيَم وَهَارُون بِكَلِمَة وَمَرْيَم وَهَارُون فِي خِزْي .. ﴿ وَلَمْ يَرْتَحِلِ الشَّعْبُ حَتَّى أُرْجِعَتْ مَرْيَمُ وَبَعْدَ ذلِكَ ارْتَحَلَ الشَّعْبُ مِنْ حَضَيْرُوتَ وَنَزَلُوا فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ ﴾ ( عد 12 : 15 – 16) * فَارَان * مَعْنَاهَا * الفَمْ المَفْتُوح * .. أي اليَهُودٌ أوْ مَرْيَم الَّذِينْ تَعَطَّلُوا لَمَّا يَدْخُلُوا يَتَمَتَّعُوا بِالفَمْ المَفْتُوح أي شَرِكَة التَّسْبِيح أوْ الشَرِكَة المُقَدَّسَة .. وَبَعْد ذلِك يَذْهَبُون إِلَى بَرِّيَّة قَادِش .. وَقَادِش تَعْنِي مُقَدَّس .. أي سَيَتَمَتَّعُوا بِالشَرِكَة المُقَدَّسَة رَفَضَ اليَهُودٌ عُطْل الكِنِيسَة اليَهُودِيَّة سَبْعَة أيَّام أي كَمَال الأزْمِنَة وَلكِنْ سَيَعُودُوا إِلَى حِضْن الله لِيَرْتَحِلاَ مَعاً الكَنِيسَتَان اليَهُودٌ وَالأُمَمْ لِيَسْتَمْتِعَا بِالشَرِكَة المُقَدَّسَة .. وَكَمَا يَقُول الكِتَاب ﴿ لأَِنَّ بِهِ لَنَا كِلَيْنَا قُدُوماً ﴾ ( أف 2 : 18) .. أي كَنِيسِة اليَهُودٌ وَالأُمَمْ .. أفْرَح بِالله رَغْم إِنِّي كُوشِيَّة لكِنَّهُ إِقْتَرَنَ بِي .. وَكَمَا يَقُول الآبَاء أنَّنَا صِرْنَا سَبَبْ كَلاَم لله .. رَغْم عَدَم إِسْتِحْقَاقَنَا إِرْتَبَطَ الله بِنَا .. رَغْم إِنِّي سَوْدَاء لكِنَّهُ يَقُولُ لِي ﴿ كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبَتِي لَيْسَ فِيكِ عَيْبَةٌ ﴾ ( نش 4 : 7 ) رَبِّنَا يُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدٌ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

من يعمل مشيئة الله

بسم الآب والابن والروح القدس آلة واحد أمين فلتحلّ علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها أمين إنجيل هذا الصباح المبارك يتكلم عن موقف من مواقف حياة ربنا يسوع المسيح المباركة .. ربنا يسوع جالس وحوله الجموع الغفيرة .. وجاءوا وقالوا له أن السيدة العذراء وأولاد خالته خارجاً يدعونه – وكان أولاد الخالة وأولاد العم والعمة يُقال عنهم إخوة – إذاً أولاد خالة ربنا يسوع بالنسبة له إخوته .. جاءت السيدة العذراء وأختها مريم التي لإكلوبا وأولادها .. وقالوا له هوذا أمك وإخوتك خارجاً يطلبونك .. بالطبع السيدة العذراء لها كرامة كبيرة والمفروض أن ربنا يسوع يعمل حساب للقرابة .. ﴿ وكان الجمع جالساً حوله فقالوا له هوذا أمك وإخوتك خارجاً يطلبونك فأجابهم قائلاً من أمي وإخوتي ثم نظر حوله إلى الجالسين وقال ها أمي وإخوتي ﴾ ( مر 3 : 32 – 34 ) .. من هي أمي وإخوتي ؟ هل أنا أتيت لأعيش في حيز عائلة ضيق ؟ لا .. أنا لم آتي لذلك .. إذاً من هي أمك وإخوتك ؟ فقال ﴿ لأن من يصنع مشيئة الله هو أخي وأختي وأمي ﴾ ( مر 3 : 35 ) .. الموقف هنا به وضوح شديد من ربنا يسوع أنه لم يضع إعتبار لنسب الجسد بل أهم شئ عنده هو النسب الروحي .. فضَّل حِفظ الوصايا عن أمه وإخوته و ..... هنا نتكلم في :0 1. حِفظ الوصايا . 2. نسبنا للمسيح . 3. تطبيق عملي . 1/ حِفظ الوصايا : ==================== تخيلوا أن السيدة العذراء موجودة خارجاً وهو يقول لا يهمني وجود السيدة العذراء خارجاً .. لا تعتبر السيدة العذراء أمي .. العذراء التي نقول عنها خزانة حاوية أسرار اللاهوت والتي حل عليها الروح القدس وظللها .. التي المولود منها يُدعى إبن الله .. المباركة في النساء .. التي قيل عنها ﴿ نساء كثيرات نلن بركات أما أنتِ ففقتِ عليهنَّ جميعاً ﴾ .. السيدة العذراء بكل كرامتها عندما أتت لرب المجد يسوع قال من هي أمي وإخوتي ؟ إذاً ربنا يسوع رفع مستوى حِفظ الوصايا فوق مستوى قرابة الجسد .. رفض أن تُكرم العذراء لأنها أمه بل هو لا يود ولا يحب أن يُكرم العذراء لأنها والدته بل تكريم السيدة العذراء جاء من حفظها للوصايا .. لأنها صنعت إرادة الله .. لأنها صنعت إرادة الله فلذلك هي التي تنال الكرامة والمجد .. هذا هو سر الكرامة الذي يحب رب المجد يسوع أن يكرم به عبيده وأولاده . في أحد المرات سمعت إمرأة كلام ربنا يسوع وأُعجبت جداً بحديثه وتعاليمه وبدأت تتأثر وانجذب قلبها لروعة كلامه وله .. فقالت له بانفعال ﴿ طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما ﴾ ( لو 11 : 27 ) .. طوباها من حبلت بك .. لكنه رفض هذا التكريم أيضاً وقال لها ﴿ بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه ﴾ ( لو 11 : 28 ) .. حِفظ كلام الله والسمع لوصاياه أفضل من أن تكون العذراء أمه بالجسد .. كرَّم جداً حافظي وصاياه وحقهُ أكثر جداً من الذين لهم قرابة بالجسد له . ﴿ وقال ها أمي وإخوتي ﴾ .. نحن نستحق أن يكون لنا علاقة برب المجد يسوع وميراث غالي وثمين ينتظرنا لكن بشرط مهم وهو أن نكون حافظين لوصاياه لدرجة أنه لما قالوا له ها أمك وإخوتك خارجاً .. قال لهم ﴿ من أمي وإخوتي ﴾ .. ﴿ ثم نظر حوله إلى الجالسين ﴾ .. نظر إلى كل من حوله وقال الجالسين حولي هؤلاء هم أمي وإخوتي الذين يسمعون كلامي .. ﴿ كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم ﴾ ( يع 1 : 22 ) .. والكنيسة تقول لنا ﴿ أما أنتم فطوبى لأعينكم لأنها تُبصر ولآذانكم لأنها تسمع فلنستحق أن نسمع ونعمل بأناجيلك المقدسة ﴾ .. عندما نسمع ونعمل بأناجيله أصير أنا أخوه وأخته وأمه وأستحق أن أدخل في رعية أهل الله كما قال معلمنا بولس الرسول ﴿ فلستم إذاً بعد غُرباء ونزلاء بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله ﴾ ( أف 2 : 19) .. أي من رعوية أهل بيته أي أسرته وعائلته .. أي أفراد عائلته المقدسة . هذا من يصنع مشيئته لذلك عندما نكون من عائلة رب المجد يسوع ونصنع مشيئته نصير كما قال ﴿ عظم من عظامي ولحم من لحمي ﴾ ( تك 2 : 23 ) .. صرنا أعضاء في جسده .. شرف لا نستحقه أبداً .. عندما نعمل بوصاياه نصير أعضاء حية في جسده الحي المبارك الكريم .. هذه هي الكنيسة مجتمعة الآن وتؤمن أننا جسده أعضاء حية ثابتة .. لسنا أقاربه فقط بل نحن فيه في كيانه لذلك داود يقول ﴿ أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت وشريعتك في وسط أحشائي ﴾ ( مز 40 : 8 ) .. كون إني أعمل مشيئتك يا إلهي أفرح .. ﴿ شريعتك في وسط أحشائي ﴾ .. الأحشاء تدل على أعماق الإنسان أي أنت يارب كلمتك داخلي ساكنة كما قال بولس الرسول ﴿ لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنىً ﴾ ( كو 3 : 16) – تسكن بغنى – .. كما قال أيضاً داود النبي ﴿ أُخبر باسمك إخوتي في وسط الجماعة أُسبحك ﴾ ( مز 22 : 22 ) .. صرت واحد من العائلة أمجد وأسبح الله وأكرمه . حِفظ الوصية ليس حِفظ للتلاوة بل فِعل وأمانة وسلوك وحياة هذا ما يكرم الإنسان ويعطيه شرف الإنتساب لربنا يسوع لذلك في سفر أشعياء يقول ﴿ ليتك أصغيت لوصاياي فكان كنهرٍ سلامك وبرك كلجج البحر ﴾ ( أش 48 : 18) .. لو سمعت وصاياي واتبعت تعاليمي وعرفت قيمة تعاليمي لكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر – حِفظ الوصايا – من أخي وأختي وأمي ؟ الذي يسمع كلام الله ويحفظه هؤلاء من لهم التطويب .. هؤلاء الذين لهم شرف الإنتساب لله .. معلمنا بولس الرسول كان يقول لهم ﴿ شكراً لله أنكم كنتم عبيداً للخطية ولكنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها ﴾ ( رو 6 : 17) .. الأمين لله يسمع التعليم فيطيع من القلب .. هذه هي الطاعة التي تعطيني إنتساب لرب المجد . لذلك هناك آية جميلة في عرس قانا الجليل أن السيدة العذراء قالت للمدعوين ﴿ مهما قال لكم فافعلوه ﴾ ( يو 2 : 5 ) وكأنه نداء السيدة العذراء للمتكئين في العرس المدعوين كلهم تقول لهم مهما قال لكم إفعلوه .. وصايا رب المجد يسوع مهما قال لنا نفعل حتى لو لم يكن لي قرابة معه لا إبن خالته أو عمته ولا يربطني جسد لكن أفعل الوصية فأصير قريبه أخوه .. أخته وأمه .. هذا ما يعطيني شرف النسب . 2/ نسبنا لرب المجد يسوع : ================================= نسبنا مع المسيح ليس نسب دموي جسدي بل روحاني .. ماذا يفيد إبن لأبيه لكنه كاسر لكلام أبيه ولا يشعر إتجاهه بأي محبة بل قد يجد الأب من إبنه خاصةً كل مقاومة وبغضة .. ماذا تفيد هذه البنوة ؟ هذه بنوة لا تفيد بل قد تكون مُضرة بالإنسان لذلك ربنا يسوع ينبه أذهاننا لنوع أرقى من بنوة الجسد وهو بنوة الروح وهنا قال ﴿ الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله ﴾ ( رو 8 : 14) .. عندما أنقاد بروح الله أكون إبنه وهذا أجمل ما في علاقتنا والنسب بيننا وبين الله . صدقوني يا أحبائي من كثرة محبتنا لله وكثرة تنفيذنا لوصاياه سنشعر بالفعل أنه محب ألصق من الأخ وتشعر فعلاً أنه أب بل كلمة أب قليلة عليه .. تشعر فعلاً أنه يسد كل إحتياجاتنا ومُغنينا ومشبعنا .. هذه هي عظمة نسبنا لربنا يسوع .. ليس عظمة نسبنا ليسوع مجرد علاقة شكلية أو علاقة جسد ودم .. لا .. ﴿ الذين ولدوا ليس من دمٍ ولا من مشيئة جسدٍ ولا من مشيئة رجلٍ بل من الله ﴾ ( يو 1 : 13) .. هذه هي العلاقة التي تربطنا بربنا يسوع لأن حقيقةً كان اليهود عندهم النسب الجسدي سبب إفتخار واعتقدوا أن هذا الأمر يكفي . عندما نقرأ رسالة رومية التي قد يقول البعض أنها رسالة صعبة غير مفهومة نجد أن الإثنى عشر إصحاح الأوائل منها تدور حول هذا الأمر أن اليهود يفتخرون على الأمم ويقولون لهم أنتم أقل منا بكثير فمن عرفكم بالمسيح وبالأسرار الإلهية ؟ اليهود الذين دخلوا الإيمان وصاروا مسيحيين يحتقرون الأمم الذين دخلوا الإيمان .. كانوا يتواجدون معاً في كنيسة واحدة ويصلوا معاً لكن اليهودي يشعر أنه أفضل بكثير من الأممي ويقول له أنت جديد في الأمر .. من أنت ؟ يقولون نحن أبناء إبراهيم الذين أخذنا الوصايا والعهود والإشتراع .. نحن أبناء الموعد المبارك . جاء معلمنا بولس الرسول وقال لهم ما معنى أنكم أولاد إبراهيم ؟ هل عندما بارك الله إبراهيم كان ذلك قبل الختان أم بعده ؟ فصمتوا .. قال لهم أريد أن أسمع منكم .. الله بارك أبونا إبراهيم قبل الختان .. إذاً ما فضل اليهودي وما نفع الختان إن كان الله قد باركه قبل الختان إذاً هو أب للجميع اليهودي والأممي فلا تقل أن أبوك إبراهيم أبوك أنت وحدك فقط وليس أب للأممي .. إذاً يا معلمنا بولس أنت لغيتنا . إغتاظ اليهود وقالوا له سنقول لك أمر آخر لا تستطيع أن تجادل فيه وهو أن المسيح جاء من نسلنا نحن .. جاء من الأسباط فما رأيك إذاً ؟ فقال لهم معلمنا بولس بحكمة واستنارة روح أعلم أنه أتى منكم بحسب الجسد .. نعم أنتم إسرائيليون ولكم المجد والتبني والعهود ولكم العبادة والمواعيد ولكم الأباء ومنكم المسيح بحسب الجسد .. ثم يقول ﴿ لأن ليس جميع الذين من إسرائيل هم إسرائيليون ولا لأنهم من نسل إبراهيم هم جميعاً أولاد بل بإسحق يُدعى لك نسل ﴾ ( رو 9 : 6 – 7 ) .. إذاً من إسماعيل ؟ هو إبن إبراهيم لكن قال ليس كل من هو من نسل أبونا إبراهيم يكون إبنه .. ليس كل من هو من نسله هو مبارك .. يوجد إنسان مبارك وإنسان غير مبارك .. فقال لهم ليس كل من في النسل يدخل الوعد .. إذاً قد يكون إنسان في النسل وليس في الوعد .. أي إنتبهوا نعم المسيح جاء من نسلكم لكن قد تكونوا في النسل لكن ليس في الوعد .. هذه النقطة قد لا تكون كافية لكم .. ﴿ بإسحق يُدعى لك نسل ﴾ .. ثم قال لهم كلمة أصعب ﴿ بل رفقة أيضاً وهي حُبلى من واحدٍ وهو إسحق أبونا ..... قيل لها إن الكبير يُستعبد للصغير ﴾ ( رو 9 : 10 ؛ 12) . لو قلتم أن إسماعيل هو إبن هاجر ولا تدخلنا في مقارنة بين هاجر وسارة لكن رفقة كان في بطنها إثنان يعقوب وعيسو وهي حبلى من رجل واحد هو أبونا إسحق وقال ﴿ أحببت يعقوب وأبغضت عيسو ﴾ ( رو 9 : 13) .. إذاً أمر نسب الجسد لا تكفي لأنه قد يكون إبن لأبيه بحسب الجسد لكن لا يكون إبن مبارك لأنه غير سالك بحسب الدعوة .. الأمر خطير جداً لأنه ليس لأني منتسب للمسيح أكون مسيحي .. الأمر خطير لأنه ينطبق علينا الآن لأنه ليس كل شخص مُعمد هو مسيحي .. ليس كل شخص مُعمد سيرث الملكوت .. المفروض أن كل معمد يرث الملكوت .. لماذا ؟ لأن شرط ميراث الملكوت أن تحفظ الوصايا فماذا يفيد العماد بدون حِفظ الوصايا ؟ ماذا يفيد إني أكون إبن لإسحق لكني شرير .. هل سيشفع فيَّ إسحق ؟ .. لا .. بل بالعكس ستصير بنوتي لإسحق سبب دينونتي لأنها نعمة لم أعمل بها .. لو أنا غير عامل بالمعمودية ستصير المعمودية دينونة عليَّ لأنها نعمة لم أعمل بها ووزنة وإمكانية وعطية إلهية أعطاني الله إياها ولم أعمل بها .. إلى هذه الدرجة ؟ نعم . لذلك الأمر يحتاج إنتباه منا حتى لا تتخيل أن كل إنسان إسمه مسيحي وأن المسيحية صانعة قديسين وأنه ينتمي لشخص المسيح المبارك المصلوب المقام الممجد يكتفي بذلك فقط ويشعر أنه أفضل إنسان في العالم وينظر للديانات الأخرى بإحتقار .. لا .. ليس كوني مسيحي يكفيني لأرث الملكوت بل لابد أن أكون عامل بمسيحيتي .. لابد أن أكون من ضمن الذين سيرثون ليس بالشكل بل بحفظ الوصايا والعمل بها .. إذاً كل إنسان يحتاج أن يتشرف بنسبه للمسيح يتشرف بحفظ الوصايا .. الأب الكاهن له طِلبة على المذبح في القداس الكيرلسي يقول فيها ﴿ نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر لا تخزنا بخزي الأبدي ولا تطرحنا نحن عبيدك ولا تصرفنا عن وجهك ولا تقل لنا إنني لست أعرفكم ﴾ .. مشكلة لو كنا معمدين وحوله في الكنيسة ويقول لنا لا أعرفكم .. كيف يارب وأنا معمد أنا إبنك وكنت دائماً في الكنيسة وكذا و ..... يقول لا أعرفك .. كيف ؟ يقول لك لأنك لم تحفظ العهد والوصايا .. حياتنا تحتاج إنتباه منا .. تحتاج أن تنقاد بروح الله لكي نستحق أن نكون أبناء الله . 3/ التطبيق العملي : ======================= عندما أراد ربنا يسوع أن يسلم أمه السيدة العذراء لإنسان يحفظها سلمها ليوحنا الحبيب وقال له ﴿ هوذا أُمك ﴾ ( يو 19 : 27 ) .. رغم أنها ليست أمه بالجسد .. إذاً قد تكون السيدة العذراء أمي وهي ليست أمي بالجسد بل بالروح – لكن بشرط – فمن تمتع بشرف أن تكون السيدة العذراء في بيته وتكون أمه ؟ الذي تبع رب المجد يسوع إلى الصليب .. من تبع ربنا يسوع حتى الصليب إستحق أن تكون السيدة العذراء في بيته ضيفة مباركة .. إتبع ربنا يسوع حتى الصليب تأخذ السيدة العذراء أُماً لك ليس بالكلام بل بالفعل .. كل التلاميذ أحبوا السيدة العذراء لكن من تبع المسيح حتى الصليب ؟ يوحنا الحبيب لذلك أخذها وقال له * هوذا أمك * ( يو 19 : 27 ) .. الإنسان يحتاج أن ينتقل من المعرفة إلى الفعل .. يحتاج أن ينتقل من المسيحية بالإسم إلى المسيحية بالفعل – مسيحية حقيقية – لابد أن أقيس نفسي على عمق وواقع الوصية .. أين أنا من الوصية ؟ الإنجيل يقول لنا وصايا ونحن حقيقةً بعيدين عنها .. عندئذٍ يقول لك أنت لم تحفظ وصيتي أنا لا أعرفك . من هي أمي وأخي وأختي ؟ من يصنع إرادة الله .. لا فائدة من أي شفاعة بدون أن أكون عامل بمشيئة الله .. لا فائدة من أي علاقة أو أي نسب أو أي شرف أكتسبه وأقول كان لي وأنا قرأت وأنا أعرف و .... أبداً .. إحفظ عهد وصاياه تأخذ بنوته وتأخذ بركته وشرف إنتسابك له ويقول عنك هم أولادي .. لذلك من ألقاب ربنا يسوع أنه * أخونا البكر * .. * بكر الخليقة * ( كو 1 : 15) .. ربنا يسوع هو أخونا الكبير .. جعلنا عندما نصلي كلنا نقول له ﴿ يا أبانا الذي في السموات﴾ .. رفع المستوى الشكلي والنسب وجعله أبونا .. ﴿ الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله ﴾ ( رو 8 : 16) .. صار أبي وأصبحت أعرف صوته وأميزه ويعرفني .. صار أبي السماوي .. هذه هي العلاقة التي أراد ربنا يسوع أن يكرمنا ويشرفنا بها . أين أنا من وصية ﴿ لا تهتموا للغد ﴾ ( مت 6 : 34 ) ؟ حياتي ممتلئة قلق على غداً وبعد غد بل وإلى عشرة أعوام قادمة .. إذاً أنا لا أعمل بالوصية بل أعرفها فقط .. أين أنا من وصية ﴿ أحبوا أعداءكم ﴾ ( مت 5 : 44 ) ؟ أين أنا من الباب الضيق ﴿ إجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق ﴾ ( لو 13 : 24 ) ؟ عندما يعيش البعض أي تجربة يرفضها ويتذمر .. يريدون الباب الواسع لكن المسيح لم يذكر الباب الواسع بل كلمنا عن الباب الضيق ومدح السالكين فيه . وصايا كثيرة تحتاج من الإنسان مراجعة .. عندما يقول ﴿ اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تُزاد لكم ﴾ ( مت 6 : 33 ) .. وصايا كثيرة نعرفها لكن نكسرها ولا نعيش جوهرها كحقيقة .. عندئذٍ يقول لك ما فائدة أنك عرفت الوصايا هل عشتها ؟ مثل الشاب الغني الذي قال له ما هو المكتوب ؟ فقال الشاب ﴿ هذه كلها حفظتها منذ حداثتي ﴾ ( لو 18 : 21 ) .. أين أنا من وصية صلوا كل حين ولا تملوا ( لو 18 : 1) ؟ أين أنا من السلوك بالروح ؟ من ﴿ صلوا بلا انقطاع ﴾ ( 1تس 5 : 17) ؟ أين أنا من ﴿ إسهروا وصلوا ﴾ ( مت 26 : 41 ) .. أين أنا من الأمانة ومن تحديد الهدف ؟ أين أنا من وصية ﴿ لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم ﴾ ( 1يو 2 : 15) .. العالم إبتلعنا ونسينا أنفسنا وفكرنا أننا بهذا نكتفي وأننا نرضي الله .. أين ومتى نرضيه ؟ هل نرضيه على مستوى الشكل كما نفعل ؟ المفروض أن حياتنا تنتقل نقلة جديدة لحياة جديدة كواقع ملموس . من الأمور التي عندما يقرأها الإنسان يحزن على نفسه وعلى ما فعله هؤلاء .. الموقف الذي نقرأه في سفر الخروج 31 ، 32 .. الله أخذ موسى النبي على الجبل لكي يعطيه العهد والوصايا ويعلن عن ميثاق حب بينه وبين الإنسان .. يقول له إفعل هذا ﴿ تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك ﴾ ( مر 12 : 30 ) .. ولا تشتهي .. لا تسرق .. أعطاه وصايا يضمن له بها الحياة والبر والتقوى .. تخيل الإنسان موضع حب الله وانشغاله !! الله أخذ موسى النبي على الجبل يكتب له الوصايا بأحرف من نور .. والشعب أسفل الجبل قال أن موسى النبي تأخر ويشتكي لهارون .. فقال لهم هارون ماذا تريدون أن أفعل لكم ؟ قالوا نصنع عجل مثل آلهة الأمم التي حولنا .. وجمعوا ذهبهم وعملوا به عجل وصرخوا له قائلين هذه آلهتك التي أخرجتك من أرض مصر ( خر 32 : 4 ) .. وصاروا يسجدون للعجل ويصرخون هذا هو الإله الذي أخرجنا من أرض مصر .. في الوقت الذي فيه يصنع الله حب الإنسان يصنع بغضة .. في الوقت الذي فيه الله مشغول بخلاص الإنسان وحياته الأبدية ويريد أن يربطه معه بعهد حب لا ينفصل نجد الإنسان منصرف تماماً عن الله . أحياناً نشعر من قسوة هذه القصة وهذا التناقض إن الأمر ينطبق علينا نحن الآن .. رب المجد يسوع على المذبح يصرخ ﴿ خذوا كلوا هذا هو جسدي ﴾ والإنسان مُصر على خطاياه .. ﴿ يُعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا ﴾ والإنسان مُصر على خطاياه ويقيم لنفسه إله آخر .. إله من المادة وإله من الذات والشهوة .. أقام لنفسه إله آخر يعبده ويقول لنفسه هذا هو إلهك .. أنا إلهي المادة وذاتي .. إلهي سلطاني وأولادي وعملي .. أقمنا آلهة أخرى في الوقت الذي فيه الله مذبوح لأجل خطايانا ولأجل تبريرنا . كم نحن محتاجين أن ننتقل نقلة عميقة في حياتنا لنستحق شرف الإنتساب لرب المجد يسوع ربنا يسوع يقبلنا كأولاده وإخوته وأمه ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

خطوات فى طريق القداسة

إِنّ الفِترة التّى مضت كانت مليئة بأعياد القديسين التّى تُعبِّر حياتهُم عَنَ القداسة وَالبِرّ ، وَمِنْ أخِر القديسين الّذين إِحتفلنا بِهُم القديسة العفيفة العظيمة دميانة ، وَالقديسان مكسيموس وَدوُماديوس ، وَبعد ثلاث أيّام سوف نحتفِل بالقديس العظيم الأنبا أنطونيوس وَأوِد أنْ أُحدّثكُم عَنَ الطريق إِلَى القداسة ، كيف نحيا الطريق الّذى يوصّلنا للقداسة ؟ وَكيف نكون قديسين ؟ عشان نمشىِ فِى طريق القداسة محتاجين ثلاث حاجات :-

الشباب الناجح

مهم أن يكون النجاح هدف سامي لحياتنا يقول ( مز 1 : 3 ) ” كل ما يصنع ينجح فيه “نريد أن نتحدث في عدة نقاط في النجاح . أولاً .. النجاح ضرورة :- النجاح احتياج .. الإنسان عنده احتياجات كثيرة جسدية وبيولوﭼية ونفسية وروحية .. من أهم الإحتياجات النفسية للإنسان الإحتياج إلى التقدير ومن أين يأتي التقدير ؟ من النجاح .. النجاح ليس مادي فقط بل دائماً ينقسم النجاح إلى قسمين مهمين نجاح روحي ونجاح عملي والاثنان مرتبطان ببعضهما .. يوجد احتياج للتقدير والنجاح واحتياج أن يحقق الإنسان أمور مُعيَّنة .. احتياج لأن يضع الإنسان خطة ويسير عليها .. احتياج أن يشعر إنه ينجز .. كنت في ابتدائي ثم صرت في إعدادي ثم ثانوي .. وإن راجعك شخص تحزن وكأنه يُقلل من شأنك النجاح ضرورة ولابد أن يعرف الإنسان إنه جزء من تحقيقه لشخصه وكيانه .. الإنسان محتاج أن يعيش بثقة وهدف ويعيش بتشجيع .. كيف أُقدِّرك ؟ أنت الذي تصنع لنفسك التقدير جيد أن نتحدث على النجاح وأن يُقيِّم الإنسان نفسه هل أنا أمام نفسي وأمام الله وأمام الآخر ناجح ؟ مثلث مهم جداً الله ونفسي والآخر ولابد أن النجاح يشمل الثلاثة .. لو نجحت مع الله ولم أنجح مع نفسي والآخر إذاً هناك خلل .. وإن نجحت مع الآخر ولا أنجح مع الله ونفسي هذا لون من ألوان الإزدواجية أو الرياء أو الغش .. يوم أنجح مع نفسي ولا أنجح مع الله والآخر إذاً أنا إنسان لا أعرف قيمة نفسي جيداً لذلك جيد أن يشمل النجاح كيان الإنسان كله .. جيد أن تشعر إنك في كل فترة تُحقق نجاح .. ونجاح يُضاف إلى نجاح وأن تكون حياتي سلسلة من النجاح توصلني إلى صورة شاملة عن نفسي إني إنسان ناجح .. يقول مار يوحنا ” أيها الحبيب في كل شيء أروم أن تكون ناجحاً وصحيحاً كما أن نفسك ناجحة “ ( 3يو : 2 ) .. كأنه يقول أريد أن يكون كيانك كله ناجح إذاً من الإحتياجات النفسية الهامة للإنسان النجاح .. أن يشعر إنه يحقق نفسه وهدفه .. أن يشعر إن الأيام تخدم خطة خلاصه وتخدم عمره إنه يتقدم للأمام دائماً .. تخيل إحساس شخص يفشل في شئ وإحساس شخص ينجح في شئ .. النجاح يجلب رضى وسعادة .. النجاح يجلب شعور بتحقيق هدف .. لذلك النجاح ضرورة .. يوم يتخلى الإنسان عن النجاح تخلى عن إنسانيته .. يوم أن لا يفرق معه النجاح من الفشل إذاً هناك خلل في تركيبه النفسي والشخصي .. لذلك جيد أن يكون لنا اشتياق مستمر للنجاح .. قد تقول لا يوجد خلاف عن اشتياقنا للنجاح لكن كيف الوصول ؟ أول خطوة لتحقيق النجاح تحقيق الهدف . تحديد الهدف :- لابد أن يكون لنا خطة وأعرف إلى ماذا أريد أن أصل .. جيد أن يكون لك هدف .. لما يُقيموا شركة يضعوا هدف يقولون نريد أن نصنع مُنتج مُعيَّن ويُقسِّم المُنتج على البلاد والبلاد تُقسَّم إلى مناطق ليعرف كيف يحقق خطته وينشر المُنتج وعندما ينتشر ويُعرف المُنتج يضع خطة أكبر .. إن لم تتحقق الخطة يعرف أن هناك خطأ إما في المُنتج أو الخطة أو التوزيع أو الشركة أو العاملين .. يوجد هدف شركة Sony شركة حديثة ليس لها أكثر من ثلاثين سنة .. يوم أقاموا الشركة وضعوا هدف أن يصل مُنتج Sony إلى كل بيت في العالم وحدث بالفعل هذا الأمر وتحقق الهدف وكلنا لدينا مُنتج Sony في بيوتنا أي مُنتج .. كاسيت .. راديو ..... واجتاحت مُنتجات الشركة وصارت تقريباً الأولى في عالم الإلكترونيات أحياناً يضعوا خطة للبلاد لثلاثين سنة قادمة .. أنت على المستوى الشخصي هل وضعت خطة في ذهنك ماذا تريد بعد عامين أو ثلاثة ؟ لماذا يستخف الإنسان بنفسه ووقته ؟ لأن ليس له خطة .. نحزن عندما نسمع من الشباب إنه يسهر للفجر ثم ينام ويستيقظ عند الظهر لأن ليس له خطة ولا يعرف ماذا يريد .. الذي يستخف بوقته يستخف بعُمره والذي يستخف بعُمره يستخف بالنجاح كما يقول أحد الحكماء ” لا تحزن إن لم تُحقق هدفك لكن احزن إن كنت بلا هدف “ .. احزن بالفعل إن كنت بلا هدف المسابقات الرياضية .. قديماً كانوا يُقيمون مسابقات جري .. الآن يُعطون لهم خط نهاية ويُقاس بمقاييس دقيقة تصل إلى جزء من الثانية لأنه يقيس متى دخل الإنسان الخط بالليزر .. قديماً كيف كان يعرف الأول من الثاني من الثالث ؟ يقول نضع لهم راية الذي يجري ويصل أولاً يمسك الراية بيده .. لو أنا مشترك في السباق لابد أن أجري ناحية الراية بكل قوتي .. لكن لو شخص جرى في اتجاه آخر غير اتجاه الراية هو شخص غير واعي للمسابقة .. لابد أن تجري في أقصر الطريق بأقصى قوة وطاقة لتمسِك الراية وتكون الأول .. هدف ما هو هدفي الروحي ؟ لابد أن يكون لي هدفين مهمين في حياتي هدف روحي وهدف عملي .. هدفي الروحي أن أتوب وأن أتقدس .. ” أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دُعيتم بها “ ( أف 4 : 1) .. أنا مدعو دعوة المسيح .. لابد أن أسلك بحسبها أي بحسب المسيح .. هذا هدف .. والكنيسة وضعت هذا الفصل في صلاة باكر لكي يكون لي هدف يومي .. إنتبه هذه دعوة تسلك فيها .. كيف ؟ قالت الاُسلوب ” بكل تواضع ووداعة وبطول أناة “ ( أف 4 : 2 ) .. أعطتك الهدف والوسيلة .. لابد أن يكون لي هدف أسلك حسب الدعوة .. أن أتقدس وأربح الملكوت ربنا يسوع في نهاية حياته قال ” العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملتهُ “ .. هدف .. ” أنا مجدتك على الأرض “ ( يو 17 : 4 ) .. هدف .. إذاً لابد أن يكون لي هدف أعيشه لنفسي ورسالة أحققها .. هذا الهدف .. هل لك رسالة تُحققها ؟ عِش من أجل رسالة وهدف سامي وحقق هدف روحي وكل يوم اسأل نفسك هل حققت هدفك أم لا ؟ قل كل يوم هل يوجد شئ في قلبي مُتعلق به أكثر من المسيح أم لا ؟ هل توجد خطية تسبيني وتُعطِّل حياتي مع الله ؟ هل أنا أرضيت الله في هذا اليوم أم لا ؟إسأل نفسك هذه الأسئلة الثلاثة قبل أن تنام كل يوم .. الآباء القديسين يعلمونا إذا وجدت إجابات مرضية لهذه الأسئلة الثلاثة أي لم أتعلق بشئ غيرك يا الله ولا توجد خطية مدفونة داخلي وحتى إن أخطأت أتوب وأي خطية أعملها أحزن وأتوب عنها أي أنا خاطئ لكن غير مُحب للخطية وغير مُستهتر .. وأرضيت الله في يومي إذاً يقول الآباء كُل قليلاً ونم .. وإن أخطأت في هذه الأسئلة الثلاثة يقولون لا تأكل ولا تنام بل امضي الليل في البكاء على نفسك .. عندما تفعل ذلك كل يوم بذلك تصل إلى هدف استرِح إن جاهدت في يومك وأرضيت الله .. ليس معنى ذلك أنك لم تُخطئ لكنك كنت مراقب لنفسك .. إن فعلت ذلك يوم فيوم ستُحقق نجاح .. عندما تشعر بهذا النجاح داخلك وتشعر أنك غير مقسوم أو مغلوب وناجح يوم فيوم .. هذا هدف روحي ونجاح هدف أرضي وعملي .. هدف في حياتك .. لابد أن تكون لنا أهداف أريد أن أتقدم وأنجح وأنمو وأتميز في حياتنا اليوم الصراع ازداد وظروف كثيرة ضدك فلابد أن تكون مُميز .. نحن في مجتمع لا يأخذ الشخص فيه فرصته هذا يحتاج منك تميُّز أكثر .. أيضاً لا يرحبون بالمسيحي هذا يضع عليك مسئولية أكثر .. يقولون العدد كبير وهذا يضع معايير أخرى وتدخل الوساطة والرشوة .. كل هذه أمور ضدك يجب أن تكون أمام كل ذلك أن تكون متطور أكثر مُميز أكثر .. لذلك المُميز مشغول جداً ومطلوب جداً والذي بلا هدف لا يُطلب وأجره رخيص .. المُميز يُطلب في أرقى الوظائف وينمو لأنه متطور ولا يقف عند حد مُعيَّن ولديهِ مَلَكَات كثيرة والذي يجلس معه يشعر إنه بذل مجهود كبير ليصل لذلك فيُطلب في الوظائف الراقية .. آخر غير متطور فيُطلب في عمل بدني وهو عمل مُهلِك ومُجهَدْ وغير مُجدي إذاً لابد يكون عندي هدف ولا أستهِن بوقتي وعقليتي وشهادتي ولابد أن أتطور ويكون لي هدف روحي وعملي وجيد أن تُحقق أهدافك .. هدف روحي أن تتوب وتُمجد المسيح وتنمو .. وهدف عملي أن تُنمي إمكانياتك وتُلاحظ سلبياتك وإيجابياتك . دائماً يقولون أن الإنسان هو مُحصلة قدراته – سلبياته = شخصيته .. أنا عبارة عن إمكانيات ومعوقات .. إمكانياتي تطرح منها معوقاتي والنتيجة أنا .. إمكانياتك أربعة إجعلها عشرون لتكون سلبياتك عشرة .. إجعل إمكانياتك أكثر من سلبياتك حتى تتميز .. لا يوجد شخص بدون معوقات ولا شخص مثل الآخر .. هناك شخص لديهِ مَلَكَة مُعيَّنة .. واحد عنده صبر آخر ليس عنده صبر .. شخص يحب الكمبيوتر وآخر يحب الدراسة وثالث يحب ...... كل واحد يعرف من هو وما هو هدفه .. لابد أن تكون واعي وتلاحظ النتائج التي تصل لها وتعمل لنفسك تقييم وتطوير وإعادة تقييم دائماً يقولون تقييم ثم تطوير ثم إعادة تقييم وهكذا تكون حياتك .. لو جلست مع نفسك في جلسة هادئة اعمل تقييم لنفسك هل تستغل وقتك وإمكانياتك أفضل استغلال ؟ وهل تحاول تتغلب على معوقاتك ؟ هل تنجح ؟ هل تتطور ؟ ثم أعِد تقييم نفسك وضع خطة . نحن نحيا لمجد المسيح .. لرسالة سامية جداً .. الله أرسل الإنسان للعالم وائتمنه على كل شئ في العالم قال له اصنع الكون وطوَّره واخدمه .. حتى الكرازة تركها لنا وأرسلنا نحن .. هو وضع الأساسيات .. الفداء ومات عنا وقام وصعد وأعطانا قوة للخدمة الروح القدس وعلينا أن نخدم .. معقول كان يُتمم الفداء ويقوم ويكرز أيضاً ؟ لا .. هو وثق فينا لنخدم وقد كان ورأينا الرسل وكرازتهم في كل المسكونة ونجحوا . اجتهد لتُحقق هدفك :- الذي يميل للراحة ليس له هدف .. الكسول لا يتطور .. توجد قاعدة مهمة وهي ” كل ما هو غير مفيد سهل وكل ما هو مفيد مُتعِب وصعب “ .. لنرى نستذكر أم نلعب ؟ الأسهل أن نلعب والنتيجة غير مفيدة .. دائماً الأمور الإيجابية لها نفقة .. نعمل أم نأخذ أجازة ؟ الأسهل أجازة .. أنام أم أستيقظ مبكراً ؟ أنام .. آكل أم أصوم ؟ آكل .. الإنسان يميل للراحة .. من الذي ينجح ؟ الذي يتعب الفرق بين الناجح والفاشل إنه شخص حدد هدفه وعرف إمكانياته وتعب في تحقيق هدفه .. لا تنظر للنجاح من نهايته وتنبهر .. القديس تعب وجاهد في حياته كثيراً ليصل لما وصل إليه .. لذلك جيد لكي تنجح أن يكون لك إيمان بالتعب وضرورة التعب .. سهر .. عدم اكتفاء .. تطوير .. بذل .. تصميم .. بذل أقصى طاقة ولا تدخر جهد .. جيد أن يكون عندك هدف وإحساس بالتعب لتصل إليه .. لابد أن ترفض الفشل .. ” الله لم يُعطِنا روح الفشل “ ( 2تي 1 : 7 ) معلمنا بولس الرسول يدخل بلد يشعر إنه فاشل فيها ولا أحد مُستجيب لكرازته ويضطهدوه ويطردوه كما حدث في كورنثوس لكن الله قال له لا تتركها لي أُناس كثيرين في هذا المكان .. وبالفعل ظلَّ سنة ونصف يكرز فيها والله فرَّحه بكنيسة صارت كنيسة رائدة لا تستسلم للفشل .. أحد الحكماء يقول أحياناً النجاح يأتي بعد ألف فشل .. مخترع المصباح الكهربائي توصَّل إلى اختراعه بعد ألفين محاولة .. يطور ويغيَّر و...... يُثابِر .. ولنرى القيمة التي قدمها للعالم حتى الآن .. لا تستسلم للفشل أو اليأس مهما كان .. كرر وحاول .. أحياناً الإنسان يصل روحياً لحالة إنه هكذا وسيظل هكذا ولن أتقدم .. لا .. هو قال ” لم آتِ لأدين العالم بل لأُخلِّص العالم “( يو 12 : 47 ) نجاحك في الحياة الروحية محتاج استمرار ومتابعة ورجاء .. ” لا تشمتي بي يا عدوتي إذا سقطت أقوم “( مي 7 : 8 ) .. إثبت على قانون روحي ثابت واستمر عليه فترات طويلة .. توجد قاعدة في الجهاد الروحي يعلمها لنا الآباء يقولون إتخذ قانون روحي صغير واستمر عليه على الأقل أربعين يوم متواصل .. الأربعين يوم التالية ستتذوق التدريب بمذاق أجمل .. لأن رقم أربعين هو مُحصلة ضرب 4 10 رقم 4 رقم أرضي ( الجهات الأربعة ) و10 نهاية الأرقام أي رقم أبدي .. 4  10 = ثمرة عمل أرضي أنشأ لنا ثمر روحي .. عمل جسدي ننال منه عمل أبدي .. لذلك الكنيسة تجعلنا نصوم 40 يوم .. يسوع صام 40 يوم .. الفترة بين القيامة والصعود 40 يوم .. يسوع خدم 40 شهر .. يسوع عاش 400 شهر .. موسى النبي صام 40 يوم .. الشعب في البرية 40 سنة وفي مصر 400 سنة .. إثبت في تدريب 40 يوم .. أول 40 يوم تتعود الصلاة .. تثبت فيها تدخل في أربعين يوم تالية تبدأ تُعاين وتختبر جمال مُعيَّن في الصلاة .. الأربعين التالية والتالية .. المهم إنك لو أخفقت يوم عوَّضه بعشرة أيام .. معقول أظل عمري كله لم أثبت في تدريب واحد ولم أذُق ثمرة تدريب ولا نجحت ؟ صليت 6 أيام وتكاسلت اليوم السابع .. إذاً نزلت إلى ( - 3 ) .. معقول لا أنجح روحياً لأني لا أثبُت ؟ما رأيك لو وضعت لنفسك هدف عملي وهدف روحي وتسير فيه .. إحساسك بالتقدم ألاَّ يفرَّحك ؟ دائماً تجد الشخص حزين مُحبط فاقد لشعوره لذاته .. لأنه لا يتعب .. ” الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج “ ( مز 125 – من مزامير الغروب ) .. كيف أريد أن أحصد دون أن أزرع ؟ مثل فلاح عاد لزوجته حزين وقال لها كل الناس حصدت اليوم القمح إلاَّ نحن ؟ سألته هل زرعت قمح ؟ أجابها لا .. إذاً كيف تريد أن تحصد قمح ؟ كيف تريد أن تحصد ما لم تزرعه ؟ الحياة والنجاح محتاج هدف وتعب ودائم التطلع للأمام .. النجاح لا يعرف درجة للنهاية لنفرض مهندس انتهى من دراسة الهندسة في الخارج .. لا يصمُت بل يقدم دراسة ودراسة ولكي يشجعه يربط راتبه بشهادته فيكون عمره خمسون أو ستون سنة ومازال يدرس .. لأنه كلما تقدم في الدراسة ازداد راتبه .. لا تكتفي .. حضرتك بكالوريوس 2001 جيد لكن مثلك في الدفعة الواحدة قد يصل إلى عشرين ألف خريج .. ولنرى دفعات مُتتابعة كم خريج منها ومن منهم يجد فرصة عمل جيدة ؟ ومعظمهم يستذكر في نهاية العام قبل الإمتحانات مباشرةً بعض الكلمات المختصرة لكي يمر من العام بأي درجة نجاح .. هل تريد مِنْ مثل ذلك الشخص أن يكون مُميز ؟ النجاح يحتاج هدف وتعب وعدم اكتفاء وتطور دائم . بعض مفاهيم للنجاح :- 1. ما بين الغرور والنجاح :- ممكن أنجح روحياً وأتكبر ؟ نعم .. أشعر إني أفضل من غيري .. أنا مواظب على الصلاة وتذوقت صلاة الشفتين ودخلت منها لصلاة العقل ثم صلاة القلب ثم صلاة الروح .. فأتكبر .. متى يجلب النجاح كبرياء ؟ لما يكون نجاح لذاتي وليس للمسيح .. لما أكون أنا هدف النجاح وأنا وسيلة النجاح وآخُذ النجاح لي أنا .. لا .. النجاح لكي أمجد الله وهو رسالتي في الحياة .. وهو واجب عليَّ أنا لستُ متفضل بالنجاح لأن الله أعطاني إمكانيات .. كون إني تاجرت بها ونجحت فهذا النجاح ليس لي بل لله .. هو أعطاني عقل وطاقة وقدرة و..... هل لا يوجد شخص عقله ضعيف ؟ أو ليست له طاقة أو هزيل ؟ يوجد .. إذاً هذه إمكانيات من الله إذاً الكبرياء هو إنسان جعل ثمرة نجاحه تؤول لذاته .. هذا غرور يجلب كبرياء يفصله عن الآخرين ويجعله يحتقر الآخرين .. كان المفروض أن النجاح يجعلك تساعد الناس لكنه جعلك تتعالى عليهم .. كان المفروض النجاح يربطك بالناس لكنه فصلك عنهم .. كان المفروض يربطك بالله لكنه ربطك بذاتك .. كان المفروض النجاح يجلب لك اتضاع وانكسار أمام الله وشكر وتمجيد لله لكنك ألِّهت نفسك وقلت لا يوجد إنسان مثلي .. أنا أفضل .. لا .. رجَّع الفضل لله .. هذا هو الفرق بين الغرور والنجاح الإنسان الناجح هو من ترى فيه صورة الله .. العالِم أحمد زويل لما يكلموه عن نفسه يقول نحن مجموعة كبيرة وفريق ولستُ بمفردي .. الناجح يرجع بالنجاح للآخرين لذلك جيد أن تُحقق نجاحك يوم فيوم وتشعر بالتقدم الذي أعطاك الله إياه . 2. النجاح وإرادة الله :- قد يقول شخص أنا كما أنا والله يريدني كما أنا فماذا أفعل ؟ لا .. إنتبه الله دائماً لا يريد لنا الفشل بل يريد نجاحك غير نجاح أخيك لأنه يريدك أن تنجح في المجال الذي يُحقق رسالتك في الحياة .. الله لا يفرض عليك أمر مُعيَّن .. لذلك أحياناً الإنسان تأتيه فكرة أن النجاح لا يتواصل مع إرادة الله .. لا .. النجاح دائماً متواصل مع إرادة الله ويفرَّحه لأنه لا يمكن أن تكون إرادة الله لنا أن نفشل قد يُعطيك إمكانيات مختلفة عن أخيك لكنه يريد أن كل واحد يكون ناجح في مجاله وناجح في قدراته وتميُّزه .. أعطى بولس الرسول قدرة على الإقناع وأعطاه نجاح في هذا المجال .. أعطى يوحنا الحبيب قدرة على الحب وتحقيق رسالة الحب وأعطاه نجاح .. أعطى إستفانوس تقوى وبر ومعرفة وخدم بها .. إرادة الله لا تجعل الإنسان يستسلم لأي فشل .. لذلك إعرف إن إرادة الله لك قداستك وبرك على المستوى الروحي تقول لكن يوجد معوقات شهوات وعالم و..... الله يعلم كل هذه الظروف وهي قد تُثبِّتك ولا تُرجِعَك .. وإن سرت بطريقة عكسية إذاً هذه إرادتك وليست إرادة الله .. إتعب لتنجح .. تقول أريد عمل أقول لك ما هي إمكانياتك ؟ لنفرض إنك عملت في عمل ما الذي يجعلك متطور إمكانياتك أم الذي أرسلك للعمل ؟ إمكانياتك أحد رجال الأعمال كان لديه ملف مملوء بتوصيات من آباء أساقفة وآباء كهنة ولا ينظر لها بل قال إنه يفرح بشاب أتى بنفسه ونجح في المقابلة المبدائية .. عبَّر عن نفسك صح واكتب إمكانياتك واعمل E.mail لك .. قدِّم C . V جيد عنك يجعل صاحب العمل يشعر بثِقَلَك إن أردت أن تنجح تميَّز واثبت وما أكثر نماذج النجاح في الكتاب المقدس .. يقول ” كان الرب مع يوسف فكان رجلاً ناجحاً “ ( تك 39 : 2 ) .. كان مُدبر وضع خطة قال نخزن سبع سنوات ثم في الجوع نعطي الناس .. وعندما أعطى الناس لم يعطيهم طعام بدون مقابل .. لو كان أعطاهم مجاناً كان أفسدهم وحوَّلهم لشعب كسول بطال .. لا بل قال لهم اشتروا القمح فدفعوا الفضة التي معهم .. وبعد أن انتهت الفضة اشتروا بالمواشي .. وبعد المواشي اشتروا بأراضيهم فصارت الأرض لفرعون .. وبعد الأراضي .. اشتروا بأنفسهم قمح فصاروا عبيد لفرعون بعد المجاعة عملوا ليردوا أنفسهم ثم أراضيهم ثم المواشي ثم الفضة .. إنسان ناجح أمامه هدف .. لو لم يفعل ذلك كان الشعب قد صار بطال لأنهم ظلوا سبع سنين الجوع بلا عمل .. هذا يوسف نحميا بنى سور أورشليم في 52 يوم لأنه عمل خطة وقسَّم البُناء على الشعب” كل ما يصنع ينجح فيه “ إن أردت أن تنجح عِش بمفهوم النجاح وضع لنفسك هدف واتعب وضع مفاهيم صحيحة ما بين النجاح والغرور ما بين النجاح وإرادة الله ما بين النجاح وبعض الظروف المُعاكسة واطلب من الله أن يخلَّصك من أي سلبية الله قادر أن يُعطيك نجاح بحسب إرادته ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

إيمان المرأة الكنعانية الجمعة الثانية من شهر برمهات

نتحدث عن لقاء ربنا يسوع المسيح مع المرأة الكنعانية الغريبة عن الإيمان .. لأنها لم تتربى في وسط أورشليم .. ولم تعاشر أناس لهم معرفة بالله أو الأنبياء أو بالنبوات .. وربما لم تسمع أبداً عن المسيا .. ولكن نجد في هذه المقابلة أنها عبَّرت عن إيمان عميق ربما لا نجده في أورشليم كلها .. ذهب يسوع إلى تخوم صور وصيدا في الشمال والمرأة الكنعانية تسكن على الحدود .. خرجت تقول إرحمني يا إبن داود ( مت 15 : 22 ) عندما عرفت إنه بالقرب منها إذا دققنا في قراءة هذا الفصل الخاص بها في الكتاب المقدس .. نراها تقول كلمة * يارب * أربع مرات .. كيف يصعد مستوى الإيمان في قلب وعقل إنسان إلى أن يصل بأن يقول على إنسان لا يعرفه* يارب * .. إنسان يأكل ويشرب ويمشي وتقول له * يارب * .. عندما رأته صرخت تقول يارب إرحمني يا إبن داود .. إبنتي بها شيطان يعذبها جداً .. وكأن ربنا يسوع يعرف مقدار الإيمان الذي في هذه المرأة وأحب أن يُزيد من وضوحه لنا وإبرازه لهذا لم يستجب لها من البداية ولم يجبها بكلمة كنا نتصور أنه سيفرح بإيمان هذه المرأة ويستجيب لعباراتها ويقول لمن معه * أنظروا إيمانها وتعلموا !! * .. ولكن لم يحدث هذا ورأينا تلاميذه يقولون له ﴿ إصرفها لأنها تصيح وراءنا ﴾ ( مت 15 : 23 )يبدو أنها كانت تردد هذه العبارة كثيراً جداً * إرحمني يارب يا إبن داود * كيف عرفت الرحمة .. وكيف عرفت أنه الرب .. وكيف عرفت أنه إبن داود .. كل هذا وهو لم يجيب .. ولا يوجد أحد في تلاميذه إستعطف هذه المرأة وهي لم تصمت .. بعد هذا نجده يقول لهم ﴿ لم أُرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة ﴾ ( مت 15 : 24 ) .. أما هي عندما وجدت أن الكلام والصراخ لم يأتي بنتيجة أتت وسجدت له قائلىً أعني ( مت 15 : 25 ) يضعها رب المجد في إختبار أصعب من الإنتهار والتوبيخ ونجده يقول لها ﴿ ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب ﴾ ( مت 15 : 26 ) .. معروف في أعراف اليهود أن الطعام وفضلاته يُطرح للكلاب فنجده يقول لها أنه لا يصح أن تحصلي على نفس الميراث والغِنى الخاص بالشعب .. ونراها تقول ﴿ نعم يا سيد ﴾ .. إنها توافقه على كلامه وتعلم أنه ليس حسناً أن يُؤخذ أكل البنين ويطرح للكلاب .. وتقول ﴿ والكلاب أيضاً تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها ﴾ ( مت 15 : 27 )إنها تترجى أن تأكل من الفتات فقط لأنها تعرف أن الخبز للبنين ولكنها ترغب في الفُتات .. ونجده يقول لها ﴿ عظيم إيمانِك ليكن لكِ كما تريدين ﴾ ( مت 15 : 28 ) .. عجيب الإنسان الذي يتحلى بإيمان مثل هذا هذه المرأة توبخنا .. فإننا نعلم الكثير والكثير عن ربنا يسوع لكن درجة إيماننا لم يصل إلى إيمان هذه المرأة .. كلٍ منا إذا تحدث إلى الله ولم يجيبه بكلمة ينصرف عنه ويظن أنه لم يسمعه وأنه لن يحاول مرة أخرى .. أما المرأة فقد إستمرت رغم أن الجو المحيط بها غير مشجع .. أما هي تحاول وتسجد وتجد كلمات إنتهار ومع ذلك ترد بكل إتضاع .. إيمان قوي وعجيب .. علينا أن نتعلم كيف نقف أمام الله بثبات .. وإيمان .. ولجاجة .. وإتضاع .. المرأة الكنعانية علمتنا دروس علينا أن نتعلمها إلهنا قادر .. والمرأة الكنعانية تثق أن الله أقوى من الشيطان الذي في إبنتها .. حتى لو لم يسمعها فالمرأة تقول لنا أن نستمر .. حتى لو كان الوضع غير مشجع .. وإن قدمت أكثر من ذلك وسجدت ولم يوجد أي نتيجة إستمر وإذا رأيت إنتهار وتوبيخ .. كما تسمع من يقول لك أنك خاطي ولم أسمعك .. فالمرأة تقول أعرف أنك تحب الخطاة والضعفاء واخترت الجُهال .. أعرف أنك مسيح السامرية ومسيح زكا ومسيح المجدلية .. من الممكن جداً أن يمدحها الله من البداية ولكنه أجل مدحه لها بكلمة * عظيم إيمانِك *حتى نتعلم نحن .. تأنى لكي يعطيها فرصة لتُظهر إيمانها ونتعلم نحن نحن نحتاج أن نثبت في طِلبتنا .. غير مرتابين البتة .. وعندما نطلب علينا أن نعرف أنه قادر وكما نقول ﴿ يا من يصنع أكثر مما نسأل أو نفهم ﴾ .. الشكوى التي تقول * أن إبنتي مجنونة جداً .. أو بها شيطان يزعجها * .. هذا هو سلطان الخطية وشكوى كل إنسان أمام الله لأن العدو مسيطر عليه وكما يقول القديس أنطونيوس أن أكبر دليل على إختلال العقل هو الخطية لأنه يفعل أمور غير منطقية ويُفسد ملامح الله .. يجب أن أئن أمام الله من الإختلال الذي بداخلي وأصرخ حتى لو لم يجيبني بكلمة .. فالله يريد أحياناً أن يتأنى علينا ليزكينا .. ليزيد مقدار المكافأة فإسأل لتُعطى .. أُطلبوا تجدوا .. ويجب عندما تسأل أن تثبت في سؤالك مهما كان طريقة الإجابة تريد أن تسمع كلمة * ليكن لك ما تريد * فإجعل إيمانك مثل المرأة الكنعانية .. تريد أن تنال إحسانات بلا عدد قدم طِلبة بلا فتور .. لا تتوانى ولا تتراجع أبداً ولا تجعل بداخلك ظنون مهما كان .. لهذا يُتلى مزمور ﴿ إستمع صوت تضرعي إذ أستغيث بك وأرفع يديَّ إلى هيكل قدسك ﴾( مز 28 : 2 ) مع الجزء الخاص بإنجيل متى الخاص بالمرأة الكنعانية .. لأنه يجب عند التحدث مع إلهك أن تتحدث إليه بإستغاثة .. أي أنك في خطر شديد ونجاتك في الإستغاثة .. وكما فعلت المرأة وهي تسجد له وتقول أغثني يارب إعتراف بأنه رب .. وأنه سيد وقادر .. أحياناً نتحدث إلى الله ونتهمه بالضعف وإن طِلبتنا أعلى من قدراته ولا نعطيه الثقة لكي يعمل .. بهذا الإسلوب يسمع الله الإنسان على الرغم من أنه يهينه فعلينا أن نتحدث إليه بإيمان وإستغاثة ولجاجة وإتضاع .. جميل أن تطلب بالإتضاع .. أي أنه ليس لي حق لكن أنا أطلب رحمتك .. لأنه ليس حسناً أن يُطرح للكلاب .. لكن أنا واثق أنك ستستجيب وأنك ستسمع صلاتي ولا تردني فارغاً .. أثق في غفران خطاياك .. أثق في محبتك ربنا يسوع رأى في المرأة الكنعانية إيمان يفوق إيمان تلاميذه لهذا تأنى عليها .. فالله عندما يتأخر هذا ليس معناه أنه نساك ولكن هو يريد أن يُظهر ما بداخلك من صبر واحتمال ويكافئك .. ومجرد أن يكون هناك عذر نبتعد وننسى ما نريده .. كم مرة يعطينا فرصة لنُظهر عظمة إيماننا ونحن نعطيه خزي وأُظهر ضعف الإيمان .. لهذا المرأة الكنعانية تعلمنا أن نصبر بإيمان وحب وثبات .. المرأة إعتبرت نفسها مثل الكلب وقالت له ﴿ والكلاب أيضاً تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها ﴾ .. هذا الإتضاع هو الذي أدخل الطِلبة إلى قلب يسوع المسيح .. من له السلطان أن يقول للمرأة ﴿ ليكن لكِ كما تريدين ﴾ ؟نحن ليس لنا حقوق لأننا عبيد بطالين ولكن نحن نأخذ من حسناته ومن محبته ورحمته .. لا نيأس حتى وإن كنا نشعر أنه لا يسمع .. علينا أن نستمر .. كما فعلت المرأة التي تئن من الشيطان الذي بإبنتها .. فعندما ترى أحد أعزائك بداخله شيطان يغويه فإنك عليك التحول إلى الله بالصراخ لكي يشفيه .. وإن لم يسمع إستمر وهكذا طول عمرك أصرخ من أجله بإتضاع لتسمع كلمة * ليكن لك ما أردت * .. الله لا يعلن عمله في إنسان إلا بقدر ما يعلن هذا الإنسان عن إيمانه .. هذه الغلبة التي نغلب بها العالم .. هذا الذي يحدد عمل ربنا يسوع المسيح في حياتك ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل