العظات
سلسلة مبادىء فى الحياة المسيحيةج2 التغيير
[ فأطلُب إِليكُم أيّهُا الإِخوة بِرأفِة الله أن تُقدّموا أجسادكُم ذبيحةً حيّة مُقدّسة مرضيّة عِند الله ، عِبادتكُم العقليّة 0 ولا تُشاكِلوا هذا الدهر ، بل تغيّروا عن شكلكُم بتجديد أذهانكُم ، لِتختبِروا ما هى إِرادة الله : الصّالِحة المرضيّة الكامِلة( رو 12 : 1 – 5 ) فِى دعوة مِنَ الله بالروح القُدس أنّنا نتغيّر ، فالحياة التّى للإِنسان كُلّها قائِمة على التغيير ، مثلاً فِى الدراسة ننتقل مِنَ إِبتدائىِ إِلَى إِعدادىِ إِلَى ثانوى إِلَى جامعة ، الجسد يتغيّر النمو يتغيّر وخلايا الجسم تتغيّر ، كذلِك دم الجسم يتغيّر فلهُ دورة مُعيّنة فِى الجسم فالدم يتجدّد خِلال 5 أو 6 شهور 000وهكذا 0ينمو الجسم فتنمو الملامح وتتغيّر ، فإِذا كان هُناك تغيير على مُستوى الجسد فيليق أن يكون هُناك تغيير على مُستوى الروح والنِفَس ، فإِن كان الجسد يتغيّر فالنِفَس والروح لابُد أيضاً أن تتغيّر” نتغير إلى تلك الصورة عينها “ ( 2كو 3 : 18) .. أي صورة المسيح .
ضرورة التغيير :هو أمر ضروري جداً في الحياة مع الله .. طالما أن الإنسان يعيش فعليه أن يتغير .. يتغير الإنسان عندما يكبر .. في جسده .. وملابسه .. ملامحه .. إهتماماته .. ويظل الإنسان هكذا حتى النهاية وبما أن على مستوى الجسد هناك تغيير كذلك أيضاً على مستوى الروح يجب أن يكون هناك تغيير حتى نصل إلى تلك الصورة عينها ( صورة المسيح ) جميل أن نرجع إلى الصورة الإلهية الأصلية .. أي صورتنا قبل السقوط .. ولذلك نجد أحد القديسين يقول للرب يسوع ” جدد فيَّ صورة ملامحك “ كل نمو قائم على التغيير .. فلابد أن يشعر الإنسان بنعمة التغيير .. التغيير والنمو في الحياة الروحية .. لم يصل الإنسان إلى الكبر في الحياة الروحية إلا عن طريق التغيير للأفضل وعدم النظر إلى الخلف .. ” إن كان إنساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يوماً فيوماً “ ( 2كو 4 : 16) .. جميل جداً أن تقدم نفسك لربنا كما يقول معلمنا بولس الرسول ” لا تقدموا أعضاءكم آلات إثمٍ للخطية بل قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات وأعضاءكم آلات برٍ لله “ ( رو 6 : 13) .. جميل أيضاً أن ترفض الماضي بكل سلبياته .. والتخلص من أمراضي الروحية .. فمن يعرف مرضه ويتغاضى عنه فمصيره للموت . ذات يوم جاء شاب للجلوس مع راهِب فِى الدير وأثناء حديث الشاب مع الراهِب كان صامِتاً فتعجّب الشاب مِنَ صمت الراهِب وقال لهُ لِماذا لا تُجيبنىِ ؟ فأجابهُ الراهِب مُنذُ فِترة طويلة وأنا لمْ أراك ، فردّ الشاب مُنذُ سنتين تقريباً ، فأجابهُ وقال مُنذُ سنتين وأنت كسابِقك فيجِب علينا التغيير ، فيُقال[ إِلَى أن نصِل إِلَى مِلء قامة المسيح لِكى تمتلِئوا إِلَى مِلء الله ] أن أتغيّر فما هى مُعّوقات التغيير ؟ وما هى الأمور التّى تعيق التغيير
سلسلة مبادىء فى الحياة المسيحية ج1 الغربة
" لأنى انا غريب عندك نزيل مثل جميع آبائى " ( مز 39 : 12 )
- ان كثيرين من رجال الله قد تأكدوا هذه الحقيقة وهى انهم غرباء على الارض فقضوا حياتهم عليها تائهين فى جبال وبرارى ومغائر وشقوق وها الكتاب يقول على ابراهيم " بالايمان تغرب فى أرض الموعد كأنها غريبة ساكناً فى خيام مع اسحق ويعقوب الوارثين معه لهذا الموعد عينه . لأنه كان ينظر المدينة التى لها الاساسات التى صانعها وبارئها الله " وقال أيضاً عن باقى القديسين " فى الأيمان مات هؤلاء أجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها وأقروا بأنهم غرباء ونزلاء على الأرض " ( عب 11: 9، 10 ، 13 ) وقال داود النبى " غريب أنا فى الأرض فلا تخف عنى وصاياك " ( مز 119 : 19 ) ليتك تتذكر دائماً أنك غريباً كثيرون يسعون للمجد العالمى ويكرسون كل حياتهم ويبذلون كل قوى نفوسهم للحصول على مراكزهم ويعرضون حياتهم لمخاطر شديدة وكأنهم يعبرون عن شهوة قلوبهم هو العالم ومتى يدرك أنها زائلة( يذخر زخائر ولا يدرى من يضمها )مز 39قال أحدهم لا نقدر أن تعتبر هذه الأشياء ملكنالأننا لا نقدر أن نأخذها معنا
الأبدية لا تعرف الأغنياء من الفقراء ولكن تعرف الأبرار من الأشرارلأن كل جسد كعشب وكل مجد إنسان كزهر عشب والعشب يبس وزهره سقط 1بط 24:1 قال عاموس النبى( إستعد للقاء إلهك)عا12:4 حينما نتوقع أننا سنمثل أمام أحد رؤساء الأرض كم نستعد ونهىء الحديث والإجابات فماذا نفعل لنقابل ونجيب الذى يحكم علينا حكماً أبدياً
أوصانا السيد المسيح أن نستعد لأنه فى يوم لانعرفه
القديس اوغسطينوس ينصح لك حياة واحدة ولك نفس واحدة فلا تضيعهما
ماذا يعطى الإنسان فداء عن نفسه لتكن أحقاؤكم ممنطقه وسرجكم موقده وأنتم مثل أناس ينتظرون سيدهم متى رجع من العرس
إستعد الآن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا إنها الآن ساعة لنستيقظ قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور
لا تفكر فيما مضى من عمرك بل فيما بقى من عمرك ولا تفكر كيف تعيش حسناًبل كيف تموت حسناً
روى أحدهم عن مغارة بها أكثر من 300حجرة بعضها داخل بعض ومتشعبه ومتداخله ومتعرجه وكل من يدخلها لا يستطيع الخروج منها وربما يموت داخلها
ودخلها واحد وقد ربط فى المدخل رباط حرير وصار يتجول وعرف يرجع سالما ً ونحن أيضاً حيين دخلنا إلى العالم يجب نعرف كيف نخرج منه وإلا نتوه ونهلك فيه
البقاء فى العالم مستحيل والخروج أكيد
الابديه تبدأ من الآن ولا تتوهم ولا تنسى إسأل أعمالك وهل تسلك حسب الوصايا
هل تسلك فى القداسة التى بدونها لايستطيع أحد أن يعاين الرب
قال القديس أنطونيوس عش كأنك مزمع ان تموت كل يوم وإذا هاجمت فيك محبه العالم فأذكر أنه يمضى وشهوته وإذا ثارت فيك الآمال للمجد الدنيوى فأذكر ساعة الرحيل وإذا وجدت فى نفسك حباً للعظمه فاسئلها لماذا وعلام يتكبر التراب وإذا أراد الشيطان أن يغويك أذكر النهاية هذا يجعل نهايتك سعادة ابدية
أبونا بيشوى كامل كان يحب زيارة المقابر (مدرسة الإتضاع والموت عن العالم)
زينون الفيلسوف اراد أن يلجأ لوسيله فعاله توقظه وتهبه كلما جنح بفكرة إذ كان يذهب إلى المقابر فترة ويرجع منها صاحياً عاقلاً
وقف فلاسفة ينعون الإسكند الأكبر (قد كنا بالأمس نصغى للإستماع منك ولا نقدر أن نتكلم فهل تقدر أن تسمع ما نقول )
(كنت تمنى نفسك فى إمتلاك أرحب بلاد العالم فكيف صبرت الآن على ضيق هذا القبر)
زار شاب راهباً فى قلايته ووجدها بلا أى اثاث فسأل الراهب أين أثاثك فسأله الراهب وأنت أين أثاثك قال له أنا غريب فى رحله ليس معى أثاث قال وأنا أيضاً غريب فى رحله ليس معى أثاث- لا تقتنى شيئاً تحزن على فقدانه
قصة الشخص الذى استطاع أن ينام بعد أن سرقت حقيبته
جمال الأبدية فكر دائماً
جعل الأبدية فى قلبهم التى بلاها لا يدرك الإنسان العمل الذى يعمله الله من البدايه إلى النهاية جا 11:3 إن كثر عليك التعب أذكر الجزاء قل لنفسك إنى أتعب لأجل السماء
إن ذكر الابدية هو الذى جعل جميع القديسين يصمون آذانهم عن سماع الشر ويغلقون عيونهم عن النظر إلى القبائح
ليكن ذكر نعيم الابديه هو لهج قلبك وقل مع القديس أوغسطينوس ياأورشليم يابيت الله السرمدى أنت بعد الله بهجتنا وتعزيتنا وسلوتنا لأن مجرد ذكر إسمك العذب يخفف حزننا ويلطف أتعابنا
أنت قلت لا يرانى إنسان ويعيش وأنا مشتاق أن أراك لأمت لأراك
نذكر رؤية المتنيح الأنبا يؤنس رأيت هناك
يذكر أن راهب حسده الشيطان على جهاده وأوهمه أنه لازال باقياً الكثير من العمر أكثر من عشرين سنه فقال فقط على أن أزيد صلاتى ودموعى وبعد ثلاثه أيام خرج من العالم وتنيح
قيل عن المسيحين كل أرض غريبه وطن لهم وكل وطن أرض غريبه لهم
سؤال محير يسوع عاش فى أى بلد ستجده ولد فى بيت لحم وهرب إلى أرض مصر وعاد إلى الناصرة وإنتقل إلى الجليل وكفر ناحوم وفى النهايه ليس له أين يسند رأسه
أبونا إبراهيم يمضى عمره كله ساكناً للخيام
شعب الله أطلق عليهم عبرانيون لأنهم دائمى الترحل ويعبرون على الأراضى والشعوب وتجدهم غرباء فى كل مكان بزيهم وعاداتهم ولغتهم
أنتم لستم من هذا العالم –لقب القديس أبو مقار القديسين مكسيموس ودوماديوس الغريبان الصغيران
القديس يوحنا السلمى كتب كتاب السلم إلى السماء وإعتبرها 33خطوة بداها بالغربه وكأنها مفتاح البدايه والإتفاق على الطريق وضمان الوصول
فاعلم ايها الحبيب أنك متغرب ومسافر ولا ريب انه فى السفر تعبا ومشقه فلماذا ونحن غرباء لا نظهر شوقاً نحو وطننا الحقيقى ؟ قال الكتاب الالهى " فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله " ( كو 3 : 1 )
فاعلم ايها المتغرب ان لك جسداً وروحاً فالجسد المأخوذ من التراب يميل الى الأرض التى أخذ منها . والروح التى نفخها الله تميل الى الذى صدرت منه فاذا كنت تشعر بان ميلك الى الارض أشد من ميلك الى السماء فكن على يقين بأن جسدك منتصر على روحك . قال أفلاطون فيلسوف اليونان " الانسان كائن مركب ذو طبائع ثلاث : احداهما السائق والآخرين جوادان مجنحان أحدهما كريم الأصل والثانى دنيئ ، وعليك أن تعطى القيادة للروح وليس للجسد لئلا تهوى وتضيع.
انه ما من فكر مقدس يصد مطامعنا أكثر من التفكير بأننا غرباء فإن ذلك يوقف سير شرورنا كقول الرسول بطرس " اطلب اليكم كغرباء ونزلاء أن تمتنعوا عن الشهوات الجسدية التى تحارب النفس " ( 1 بط 2 : 11 ) . فاعرض عن كل ما يعرضه امامك العالم لأنك تجرى مسرعا الى بيتك الأبدى ومن أوشك أن تنتهى سفره لا يحسب به ان يزين مكاناً ليقيم فيه هكذا أنت قد وصلت الى العالم بالأمس وستفارقه اليوم أو غدا فلا تطلب فيه مجدا ولا كرامة فالكتاب يقول " ملعون نصيبهم فى الأرض " ( أى 24 : 18 ) .
كل غريب يحط رجائه فى بلد ما لا يهتم ان كان يقضى فيها ليلته مستريحا أو متعباً لأنه يرجو ان يستريح فى وطنه فى الليلة المقبلة ،" من لى فى السماء ومعك لا أريد شيئاً فى الأرض " ( مز 73 : 25 ) . واعتبر بقول الرسول الوقت منذ الآن مقصر لكى يكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم . والذين يبكون كأنهم لا يبكون والذين يفرحون كانهم لا يفرحون والذين يشترون كأنهم لا يملكون ...لان هيئة هذا العالم تزول " ( 1 كو 7: 29 – 31 ) .
قال القديس يوحنا فم الذهب مقارنا بين من يهتم بالسماء معتبراً الارض دار غربة ومن يقصر كل همة على هذا العالم " انهما يشبهان تاجرين سافرا الى بعض الأقاليم لابتياع التجارات وحين بلغا سالمين وطلعا الى المدينة افترقاواحد إجتهد ولاآخر لهى وفى العودة ما موقفهما
لو كان لك أن تدوم فى هذه الحياة لجاز لك أن تقتنى فيها دورا ومالا وتذوق الخيرات الوافرة ولكننا سوف لا نخرج منها بشىء
إن المسافر الفطن إذا جاز فى بلدة أخذ معه منها ما يتمكن من أخذه ، أو أرسل امامه الى وطنه كل ما استطاع إرساله مما يجده ثميناً ، كذلك يجب على كل انسان بإجتيازه فى هذا العالم أن يأخذ معه ما استطاع من ثمين الاعمال الصالحة . إن الانسان سيخرج من الدنيا فارغ اليدين من كل شئ فى العالم ولكن يمكنه ان يخرج وقلبه مملوء من الايمان ويداه تحملان ثمر إيمانه .
قيل إن مدينة كان يقيم أهلها كل سنة ملكاً غريباً عليهم ، وعند نهاية السنة يفاجئه أهل المدينة من حيث لا يدرى فيخلعونه من ملكه ويطوفون به المدينة عرياناً ثم ينفونه الى جزيرة يموت فيها جوعاً وحزناً . فحدث إن رجلاً حكيماً مار عليهم أدرك الأمر وإستطاع أن يعلم ما سيجرى له فشرع يبنى فى تلك الجزيرة وقصورا ً واخذ يرسل اليها كل ما ملكت يداه حتى نفى اليها وكان قد أعد فيها خير ونعمة فعاش فيها غنياً رغداً مطمئناً . فلو كنا نتصرف فى أمورنا الروحية تصرف هذا الرجل الحكيم لاستطعنا أن ننتقل من هذه الحياة مطمئنين لأننا أعددنا لأنفسنا فى بيتنا الابدى كل وسائل راحتنا . واحد من الذين استعدوا جيداً يوم الرحيل كان يصرخ قائلاً : " لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدياً ، ونحن غير ناظرين الى الأشياء التى ترى بل الى التى لا ترى ، لأن التى ترى وقتية وأما التى لا ترى فأبدية " ( 2 كو 4: 17 ، 18 ) .
فيا أيها المسافر الى الحياة الأبدية لا يهمك عدم إجلال الناس لك وإذا أعياك تعب الطريق فلا تغتم لأنك لابد واصل الى النهاية إن عاجلاً أو آجلاً وإذا لم تكن ممن جادت عليهم الدنيا بخيرات فلا تحزن فأولئك الذين جازوا الغنى الطائل سيحزنون فيما بعد أما انت فستفرح .
فالذين يحملون أنفسهم أحمالاً ثقيلة يتأخرون لأنهم لا يستطيعون السير مسرعين فى " طريق الأرض كلها " ( 1 مل 2:2 ) تلك الطريق التى توصل الى الموطن الذى يكون مقر الجميع الى الابد . أما الأبرار الذين طرحوا عنهم أحمال العالم وأثقاله فإنهم يصلون أولاً ويدخلون باب السماء وأما " المتأخرون فلا يفرحون به " ( جا 4 :16 ) . وهناك يعرفون أن خيرات العالم هى التى كانت علة هلاكهم فيطرحونها مزدرين بها . فإختر لنفسك إذا " النصيب الصالح الذى لن ينزع " ( لو 10 : 42 ) وقل مع القديس أوغسطينوس " انك يارب خلقتنا لك ولن نزال معذبين الى أن نستريح بك " .
بركات العطاء
بل اعطوا ما عندكم صدقة فهوذا كل شيء يكون نقيا لكم (لو 11 : 41) بيعوا ما لكم و اعطوا صدقة اعملوا لكم اكياسا لا تفنى و كنزا لا ينفد في السماوات حيث لا يقرب سارق و لا يبلي سوس (لو 12 : 33) فقال لهم اعطوا اذا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله (لو 20 : 25) اعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبدا مهزوزا فائضا يعطون في احضانكم لانه بنفس الكيل الذي به تكيلون يكال لكم (لو 6 : 38) "فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضًا رحيم" [36].
ليس شيء يجعلنا مساوين لله سِوى فعل الصلاح (الرحمة).
المسيح هو المعلِّم وأيضًا أبوه.
لنأتِ بأنفسنا وأولادنا وكل من لنا إلى مدرسة الرحمة، وليتعلَّمها الإنسان فوق كل شيء، فالرحمة هي الإنسان... لنحسب أنفسنا كمن هم ليسوا أحياء إن كنا لا نظهر الرحمة بعد!
هذا هو عمل الله... لقد خلق الله السماوات والأرض والبحر. عظيمة هي هذه الأعمال ولائقة بحكمته! لكن ليس شيء من هذه لها سلطان تجتذب الطبيعة البشريّة إليه، مثل رحمته وحبُّه للبشر!
المحبَّة (الرحمة) كما لو كانت أسمى أنواع الصناعة، وحامية لمن يمارسها. إنها عزيزة عند الله، تقف دائمًا بجواره تسأله من أجل الذين يريدونها، إن مارسناها بطريقة غير خاطئة!...
إنها تشفع حتى في الذين يبغضون، عظيم هو سلطانها حتى بالنسبة للذين يُخطئون!
إنها تحل القيود، وتبدِّد الظلمة وتُطفئ النار، وتقتل الدود، وتنزع صرير الأسنان.
تنفتح أمامها أبواب السماوات بضمانٍ عظيمٍ، وكملكة تدخل ولا يجسر أحد الحُجَّاب عند الأبواب أن يسألها من هي، بل الكل يستقبلها في الحال.
هكذا أيضًا حال الرحمة، فإنَّها بالحق هي ملكة حقيقيّة، تجعل البشر كالله. أنها مجنحة وخفيفة لها أجنحة ذهبيّة تطير بها تبهج الملائكة جدًا
لكننا نتساءل هل للعطاء القدرة على عتقنا من الدينوية؟
يجيب الكتاب المقدس بإفاضة بالإيجاب نذكر منها قوله: (بالرحمة والحق يستر الاثم (ام16:6)
(فارق خطاياك بالبر واثامك بالرحمة للمساكين لعله يطال اطمئنانك (دا 4: 27) .
(الصلاة جيدة مع الصوم والصدقة لان الصدقة تنجي من الموت وتطهر من الذنوب (طوبيا12: 9:8)
(اعطوا ما عندكم صدقة وهوذا كل شيء يكون نقيا لكم (لو 11: 41)
(الماء يطفئ النار الملتهبة و الصدقة تكفر الخطايا (حكمة يشوع 3: 33)
لا يعني هذا أن الصدقة في ذاتها تقدر أن تكفر عن الخطية والا لما كان هناك حاجة للفداء بل لأن الصدقة تعلن عن قلب قبل الخلاص وامتلأ بيسوع المحبة فأحب المحتاجين والمتألمين.
ومن جهة أخري فإن الصدقة تعلن رحمتنا لإخوتنا وحبنا لهم والمحبة تستر كثرة من الخطايا فلن يوجد إنسان يمكن أن يتبرر أمام الله لكن حبنا للأخرين في الله يجعله يغفر خطايانا باستحقاق دمه في أوقات كثيرة أذكوكم أيها الأحباء وأعترف لكم بما يدهشني كثيراَ فيما ورد في الكتاب المقدس وهو ما ينبغي على أن ألفت أنظاركم إليه كثيراَ. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). لذلك أتوسل إليكم أن تفكروا فيما قاله ربنا يسوع المسيح عن نفسه انه عندما ياتي يوم الدينوية في نهاية العالم سيجمع كل الأمم أمامه ويقسم البشر قسمين واحد عن يمينه والآخر عن يساره ثم يقول للذين عن اليمين تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم واما الذين عن اليسار فيقول لهم اذهبوا عني......... الى النار الابدية المعدة لإبليس وكل ملائكته ابحثوا عن أسباب هذا الجزاء العظيم أو العقاب المريع لماذا يرث الأولون الملكوت؟ لاني جعت فاطعمتموني. ولماذا يذهب الآخرون إلة النار الأبدية؟ لاني جعت فلم تطعموني.
إنني أسال:- ماذا يعني هذا فإنني أري ورثة الملكوت مسيحين صالحين مؤمنين غير محتقرين لكلمات الرب لهم رجاء ثابت في مواعيده لهذا اعطوا المساكين ولو لم يصنعوا ذلك لما كان ذلك العقم يتناسب مع حياتهم الصالحة فقد يكونون أطهاراَ غير خادعين ولا سكيرين حافظين انفسهم من كل شر لكنهم إن لم يضيفوا إلى هذا أعمالا صالحة (الصدفة) يبقون عقيمين فلم يقل الرب لهؤلاء (تعالوا راثوا الملكوت لأنكم عشتم اطهارا لم تخدعوا إنساناَ ولا ظللتم فقيرا ولا اعتديتم على تخم أحد ولا خدعتم احداَ بقسم إنه لم يقل هذا بل قال كنت جوعانا فأطعمتموني يا لإمتياز الصدقة عن بقية الفضائل جميعها لأن الرب لم يشر إلى الكل بل إليها وحدها!!
كذلك يقول للآخرين إذهبوا الى النار الابدية المعدة لإبليس وملائكته مع أن هناك أشياء كثيرة يمكن أن يثيرها ضد الأشرار عندما يسألونه لماذا نذهب إلى النار الأبدية؟ إنه لا يقول لهم لماذا تسألون هكذا أيها الزناة والقتلة والمخادعون ومنتهكو حرمة المعابد والمجدفين وغير المؤمنين؟ إنه لم يذكر لهم شيئا من هذا بل يقول لهم لأني جعت فلم تطعموني.
أراكم تتعجبون مثلي وحقا إنه لأمر عجيب فقد كتب (الماء يطفئ النار الملتهبة والصدقة تكفر الخطايا (حكمة يشوع 3: 33) كما كتب أيضا إغلق على الصدقة في أخاديرك فهي تنقذك من كل شر (حكمة يشوع15:29) وأيضا لذلك أيها الملك لتحسن مشورتي لديك وافتد خطاياك بالصدقة. وهناك شهادات كثيرة من الوحي الإلهي يظهر فيها ما للإحسان من فوائد كثيرة في إخماد الخطاايا وإزالتها لذلك سيلصق الإحسان بهؤلاء الذين على وشك أن يحكم الله عليهم بل بالحري الذين سيتوجهم فكأنه يقول لهم إنه صعب على ألا أجد عليكم سببا لإدانتكم بامتحانكم ووزنكم بدقة وفحص أعمالكم لكن أدخلوا الملكوت لاني كنت جوعانا فاطعمتموني فستدخلون الملكوت لا لأنكم لم تخطئوا بل بإحسانكم أزلتم خطاياكم كذلك كانه يقول للأخرين إذهبوا الى النار الابدية المعدة لابليس وملائكته......... إنه ليس بسبب ما تفكرون فيه من خطايا بل لأني كنت جوعانا فلم طعمتموني فلو ابتعدتم عن أعمالكم الشريرة هذه والتقم إلى لخلصم من كل جرائمكم وخطاياكم بإحساناتكم لأنه طوبى للرحماء لنهم يرحمون (مت7:5) ولكن الآن إذهبوا الى النار الابدية لأن الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة (يع13:2)
+ إخوتي إنني أشوقكم إلى إعطاء خبزكم الأرضي وطلب الخبز السماوي فالرب نفسه هو ذاك الخبز إذ يقول أنا هو خبز الحياة ولكن كيف يعطيكم الرب يا من لا تعطون المحتاجين؟ واحد يحتاج إليكم وأنتم تحتاجون لآخر (الله) اصنعوا بالآخرين ما تريدون أن يصنع لكم
بركات العطاء
أولا : الأجر السمائى
يعتبر الأجر السمائى هو أفضل ما ننتظره من الله اذا قدمنا لله حقوقة علينا وقمنا بأعمال الرحمة تجاة اخوتنا الذين يحتاجون أن نمد إليهم يد العون . وقد وضح ذلك فى مواضع عديدة فى الكتاب المقدس . منها على سبيل المثال :
طلب الرب يسوع المسيح ألا نكنز الكنوز على الأرض بل فى السماء , وهذا يعنى أن الجزاء السمائى باق ومنتظر كل من نظر إلى فناء كنوز الأرض واستطاع التخلى عنها لغيرة بسهولة .
وعد الرب يسوع بأن هؤلاء الذين سيطعمون الفقير , ويسترون عرى من لا يستطيع كساء نفسه , ويزورون المريض والمسجون هم الذين سيسمح لهم بدخول عرسه السماوى . (متى 25 )
أشار الكتاب إلى أن هذا الشخص الذى يقدم ما عنده لا يتزعزع إلى الأبد فى قول المزمور " مغبوط هو الرجل الذى يترأف على ويقرض ويدبر أمورة بالحق لأنة لا يتزعزع إلى الأبد " ( مز 112 : 5 – 9 )
ويرجع ثباته إلى الدهر لأن ما يقدمة يحمية من الخطيئة إذ يقول الكتاب أيضا ط النار الملتهبة تطفئها الماء , وكذلك الصدقة تخمد الذنوب "
ثانيا : الجزاء الأرضى
الله يدرك جيدا حاجة الإنسان إلى أن يرى الخير وهو أيضا على الارض . لهذا لم تقتصر وعوده الصادقة على تلك البركات السماوية لمن يلتزمون بدفع حقوقه , بل أيضا وعد ببركات أرضية عديدة اختبرها وعاينها كل من صدقوها ونفذوا الوصية . ومن هذة البركات :
1 – الغنى المادى :فالرب يرد مائة ضعف . والوعود واضحة فى الآيات الآتية :-
اكرم الرب من مالك ومن كل باكورات غلتك فتمتلىء خزانتك شبعا وتفيض معاصرك مسطارا ( ام 3 : 9 , 10 إعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبا مهزوزا فائضا يعطون فى احضانكم
لأنة بنفس الكيل الذى تكيلون يكال لكم ( لو 6 : 38 ) .
من يرحم الفقير يقرض الرب وعن معروفة يجازية ( ام 19 : 17 )
" هاتوا جميع العشور إلى الخزنة ليكون فى بيتى طعام وجربونـــــــــــــــــــــــى بهذا قال رب الجنود إن كنت لا افتح لكم كوى السماء وأفيض عليكم بركة حتى لا توسع ( ملا 3 " 10 )
ط هذا وإن من يزرع بالشح فبالشح أيضا يحصد . ومن يزرع بالبركات فبالبركات أيضا يحصد . كل واحد كما ينوى بقلبة ليس عن حزن أو اضطرار . لأن المعطى المسرور يحبه الله " ( 2 كو 9 : 6 , 7 )
إن الله عندما نعطية يفتح لنا طاقات السماء إذ فى يده مفاتيح السحب , ويسكب علينا الخيرات الوافرة الجزيلة فجأة ( 2 مل 7 : 2 )
ومادام هو مصدرها فإن هذة الخيرات التى انسكبت سوف لا تكفى فقط بل تزيد عن الكفاية , فالزيت لن يتوقف طالما هناك أوعية تتسع لذلك ( 2 مل 4 : 6 )
2- الحماية من الخسائر
سوف يحمى الرب ممتلكاتنا من الخسائر فهو يقول بوضوح " انتهر من اجلكم الآكل فلا يفسد لكم ثمر الأرض , ولا يعقر لكم كرم فى الحقل قال رب الجنود , ويطوبكم كل الأمم لأنكم أرض مسرة قال رب الجنود " ( ملا 3 : 11 – 12 )
إن الله يعدنا بألا تتوقف أعمالنا .. ولا تتلف محاصيلنا , ولا نخسر فى تجارتنا , ولا تشب الحرائق فى مشروعاتنا , ولا يأكل أحد حقوقنا . سندعى " أرض المسرة " بمعنى الخير والغنى ويتكلم الناس عنا بكرامة .
3- الحماية من العوز والحاجة
يحمى الرب من يتعطف على المسكين من الحاجة والعوز . وسوف يختبر كل من ينفذون الوصية مواقف عظيمة يشعرون أن يد الله تمد لهم العون فى الوقت المناسب . وحتى وقت الأزمات سوف يتم الانقاذ سريعا . والوعد واضح وصريح " من يعطى الفقير لا يحتاج ولمن يحجب عنه عينية لعنات كثيرة ( ام 28 – 27 )
" ارم خبزك على وجه المياه فإنك تجده بعد أيام كثيرة " ( جا 11 – 1 )
" وأيضا كنت فتى وقد شخت ولم أر صديقاً تخلى عنه ولا ذرية له تلتمس خبزاً " ( مزامير 37 – 25 )
4- الحماية من الشرور والأمراض
يحمى الرب الأنسان من الشر والمرض , والوعد الصادق " طوبى لمن يتعطف على المسكين والفقير فى يوم الشر ينجية الرب ويحمية ويجعله فى الأرض مغبوطاً , ولا يسلمه الى ايدى أعدائه . الرب يعينة على سرير وجعه . رتبت مضجعه كله فى مرضه ط ( مز 41 : 1 – 3 )
5- حلول البركة والطهر والاطمئنان
إذا كان الرب يسمح لنا أن نشبع اخوتة الأصاغر بحيث يأكلون ويشبعون فى بيوتنا ( تث 26 : 12 ) فإن ذلك سوف يجعلنا نشعر بالسعادة الداخلية الغامرة لأننا ساهمنا مع السيد الرب فى إسعاد الإنسان أو شفاء المريض أو تخفيف الآلام وسوف يجعلنا هذا الشعور نشعر بالراحة والاطمئنان والسلام . وتحل البركة فى حياتنا .
6- النجاة من الموت
قد لا يتصور البعض أن الصدقة تنجى حتى من الموت . ولكن الوعد واضح فى قول طوبيت البار فى وصيتة إلى إبنة " طوبيت 4 : 11 "
لانهم اعطوا حسب الطاقة انا اشهد و فوق الطاقة من تلقاء انفسهم (2كو 8 : 3) ١. سخاء كنائس مكدونية
"ثم نعرفكم أيها الاخوة نعمة اللَّه المعطاة في كنائس مكدونية" ]1[.
انتهز الرسول فرصة تقديم كنائس مكدونية، أي الكنائس في فيلبي وتسالونيكي وبيريه وغيرها من منطقة مكدونية، العطاء بسخاء لحث أهل كورنثوس ومسيحيي أخائية للإقتداء بها. السخاء الذي اتسمت به هذه الكنائس ليس نابعًا عن جو من المنافسة، ولا حب الظهور، ولا لمجرد عاطفة بشرية مجردة، إنما هو ثمر نعمة اللَّه التي تعمل في القلب، فيصير محبًا لا لإعطاء المال فحسب، بل ولبذل الذات. إنه عطاء خلال الحب الإلهي المنسكب في النفس.
كل عطاء بل وكل فضيلة صالحة هي عطية أو نعمة من اللَّه. أيضًا إنها نعمة اللَّه هي التي تحول حياتنا لكي تكون بنِّاءة ونافعة في حياة الآخرين.
يقول الرسول بولس أنهم يتقبلون نعمة اللَّه، وأنهم قبلوا كلمة الإيمان بتقوى.
v الصدقة صناعة، حانوتها في السماء، ومعلمها ليس إنسانا بل اللَّه.
القديس يوحنا الذهبي الفم
v نعمة اللَّه يقصد بها بولس اقتناء كل عملٍ صالح. بقوله هذا لا يُستثنى دور الإرادة الحرّة، ولكن التعليم هنا هو أن كل عمل صالح يصير ممكنًا بعون اللَّه.
ثيؤدورت أسقف قورش
إذ تعمل النعمة الإلهية في قلب المؤمن تفتح قلبه بالحب لاخوته فيصير متشبهًا باللَّه.
v ليس شيء يجعلنا هكذا مقربين من اللَّه وعلى شبهه مثل العمل الحسن.
v الصدقة قوية وذات سلطان حثى تحل القيود والأغلال،
وتبدد الظلام،
وتخمد سعير نار جهنم،
وتؤهل فاعلها للتشبه باللَّه، لقوله: "كونوا رحماء كما أن أباكم الذي في السماوات هو رحوم".
v الرحمة بالآخرين فضيلة سامية، يُسر اللَّه بها. وهي صفة عالية تتسم بها النفوس الصالحة وتزيدها فخرًا ونبلاً. إنها من صفات اللَّه.
القديس يوحنا الذهبي الفم
v عملان للرحمة يجعلان الإنسان حرًا: اغفر يُغفر لك، أعطِ فتنال.
v ماذا يشحذ منك الفقير؟ خبزًا. ماذا تشحذ من اللَّه؟ المسيح القائل: "أنا هو الخبز الحيّ النازل من السماء.
v إن أردت أن تطير صلواتك مرتفعة إلى اللَّه، هب لها جناحين: الصوم والصدقة
لكي تكون في هذا الوقت فُضالتُكم لأعوازِهم،
كي تصير فُضالتُهم لأعوازِكم، حتى تحصل المساواة" ]14[.
بحكمة يقدم الشخص مما يفضل عنه ليقدم الضروريات للغير، كما يقبل من الغير ما يفضل عنهم لإشباع ضرورياته. فيوجد نوع من المساواة. لقد سمحت العناية الإلهية بوجود نوعٍ من عدم التساوي في ما يمتلكه الأشخاص، لكي تفتح الباب لممارسة الحب عمليًا بالعطاء المتبادل بين البشرية.
v كيف تكون المساواة؟ أنتم وهم تقدمون من فضلات كل منكم وتشبعون احتياجات الآخر. وأي نوع من المساواة هذا: تقديم الروحيات مقابل الجسديات؟ فإنه من هذا الجانب أسمى من الآخر، فلماذا يدعو ذلك مساواة؟ إما بسبب الفيض والاحتياج، أو يقول هذا بخصوص الحياة الحاضرة فقط. لهذا السبب بعد قوله "المساواة" أضاف "في الحياة الحاضرة". الآن يقول هذه الأمور لكي يصد الأفكار المتشامخة التي للأغنياء، ولكي يُظهر أنه بعد رحيلنا من هنا سيكون للأمور الروحية فضل أعظم. هنا نتمتع بالمساواة، وأما هناك فسيوجد تمييز أعظم وتفوق عظيم عندما يضئ الأبرار أكثر بهاءً مما للشمس.
القديس يوحنا الذهبي الفم
v من يقدم عونًا مؤقتًا للذين لهم مواهب روحية إنما يحسبون شركاء في المواهب الروحية. فإنه وان كان الذين لهم مواهب روحية قلة قليلة، بينما كثيرون لديهم الأمور الزمنية بفيض، فإنه بهذه الوسيلة يمكن لمن لهم ممتلكات أن يشتركوا في فضائل المحتاجين، بأن يقدموا مما يفضل عنهم للفقراء المقدسين.
البابا غريغوريوس (الكبير)
"كما هو مكتوب الذي جمع كثيرًا لم يفضل،
والذي جمع قليلاً لم ينقص" ]15[.
يشير هنا إلى ما ورد في سفر الخروج (١٨:١٦) حيث جمع بنو إسرائيل من المن في الصباح قبل الدفء، فالذين أكثروا في الجمع لم يكثر، وما تبقى منه إلى اليوم التالي فسد، ومن جمع أقل أكل هو وأسرته وشبعوا ولم يشعروا بالحاجة إلى طعامٍ أكثر. هكذا إذ نعطي أو نأخذ، بالعطاء لا نصير في عوزٍ، وبالأخذ لن يصير لنا ما يفضل عنا، لأننا حتمًا نترك كل ما لدينا
و ليس كما رجونا بل اعطوا انفسهم اولا للرب و لنا بمشيئة الله (2كو 8 : 5)
هذا و ان من يزرع بالشح فبالشح ايضا يحصد و من يزرع بالبركات فبالبركات ايضا يحصد (2كو 9 : 6)
+ الحب الخالص لأولئك الذين نعتبرهم بحق أخوة يسوع وأخواته، باعتبار ما قاله السيد المسيح "بما أنك
كلم بني اسرائيل ان ياخذوا لي تقدمة من كل من يحثه قلبه تاخذون تقدمتي (خر 25 : 2)
م فعلتموه بأحد اخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" (مت 25: 40).
+ محبة العطاء بشكل عام كعادة اكتسبها الإنسان، إذ يجد فيها لذة.
+ للتخلص من تعب الضمير متى قصّر في ذلك.
+ بقصد أن يبارك الله في البقية الباقية، كما كان بنو اسرائيل يفعلون حين يعزلون عشر المحصول قبل الشروع في الأكل منه، وهو ما يسمى بالتقديس.
+ نتيجة إلحاح السائل ومطاردته، وبذلك يتخلّص المعطى من السائل.
+ بقصد التباهي والظهور بمظهر الخيّر المحسن، وهو ما يظهر في الإعلان عن أسماء المتبرعين وقيمة ما تبرعوا به.
+ بفرح وكتعبير عن الشكر لله الذي أعطاه أن يكون في وضع من يعطي، وكان من الممكن أن يكون الوضع معكوساً.
+ أو أن يشعر بعض الخيرين أنهم مدينون لله بالكثير وأن جميع ما يعطونه لا يكفي سدادا للديون.قال شخص سخى فى العطاء لكاهن بعد أن راجعه فى كثرة العطايا ...ظاناً أنه غير متزن ..أنا عشت على الأرض غنياً وأريد ان أكون غنياً فى السماء
+ ونوع آخر يعطي ولكن لمن يمتدحه كثيرا ويثني عليه وعلى خيريته، فإذا لم يحصل على ما يرضيه في ذلك، أو إذا بكته السائل أو المحتاج: ثار وغضب وأحجم عن العطاء.
إذاً اعطي بفرح وسخاء، فالعطية الثمينة هي التي نعطيها من أعوازنا مثل فلسي الأرملة، ولا تنتظر الشكر ممن أعطيته، ولا المكافأة من الله، بل كمن يشعر بأنه لا يعطي العشر بل يأخذ التسعة أعشار !! . يجب أيضاً ألاّ تتابع عطيتك وإلى أين ذهبت وهل استخدمها الفقير في محلها أم لا، لأن اليد التي امتدت لتأخذ منك هي يد الله نفسه. حقاً يقول الكتاب: "لأن منك الجميع ومن يدك أعطيناك (1اخبار 29 : 14).
ليس الفضل لك ان تعطى الفقير مايحتاجه بل أن تعطيه ما أنت تحتاجه
كم مرة نسمع عن إمرأة ترى كنيسة تبنى وتحضر مبلغاً بسيطاً وتقول هذا إدخرته لكفنى وغن مت أرجو أن تهتموا بأمرى ...
كم مرة نجد من يحضر ذهبه الخاص أو باقى دخله الشهرى
نصيب سماوى
يساعد على إخلاء الذات _مرتبط بالإتضاع نسك النفس هو بغض التنعم ونسك الجسد هو العوز
تسويف العمر
أريد أن أتوب ولكن ليس الآن
التسويف يعنى التأجيل مع عدم نيه التنفيذ
أيام نوح أيام لوط يوم الدينونه
رسم الله للإنسان صور مصغره من للدينونه ليحذر ويؤدب ويوقظ
إنمعظم سكان الجحيم كانوا ينوون التوبه ولكنهم كانوا يؤجلون
إذهب الآن ومتى حصلت على وقت أستدعيك
الإستهتار اللامبالاه
القديس أوغسطينوس إنها الآن ساعة لنستيقظ
الذى يؤجل التوبه ربما لا تأتيه توبة إنها ةعمه ومشاعر وإرادة ومن يضمن عمره أو وقته أوظروفه
راهب حسده الشيطان وأراد أن يغدعه أنه سيحيا عشرون عاما ليستهتر فقال كنت أظن أنى سأحيا أكثر من هذا فزاد فى جهاده وبعد أيام قليله أخذت نفسه
عيسو إستهان بالبكوريه أنا ماض إلى موت وبينما الذى يحيا الإستعداد يستهين بالعالم ويقول أيضاً أنا ماض إلى موت الأيام تمضى سريعاعات سريمر الوقب يً لمن يلهو هناك تناسب عكسى بين الحب والزمن مع من تحب الأيام تمضى سريعا ومع من لاتحب الوقت يمر بطيأً الوقت طويل لمن ينتظر سريع لمن يخاف قصير لمن يلهو أبدى لمن يحب
لذلك فى السماء لا يوجد زمن
مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة
التنــاول والقيامــة
(يو 6 : 57 ) " من يأكنى يحيا هو ايضاً بى " وهو يتكلم عن خبز الله النازل من السماء المعطى الحياه للعالم . ونلاحظ ان الكنيسة تركز فى فتره الخماسين المقدسة على الخبز النازل من السماء المعطى الحياه للعالم . يوجد ارتباط بين القيامة والجسد المحي المعطى الحياه للعالم هذا الارتباط الكنيسة تحاول ان توثقه على انه من وسائل تمتعنا بالقيامة ، هو الاتحاد بالجسد المقدس والدم الكريم ولكى تعيش القيامة وتفرح بها هى بالجسد المحى لانه من المعروف ان النور يغلب الظلمة ، والايجابى يغلب السلبى ونظراً لان اجسدنا الموت يعمل فيه واخذنا الجسد المحي ودخل اجسادنا المائته فجعلنا احياء ، النار اقوى من الظلمه يبتلعها ، الحياه اقوى من الموت فبأكل الجسد المحي داخلنا يتحول الموت الى حياه ونلاحظ الكاهن يقول فى القداس الاسرار المقدسه غير المائته لانها محييه . ولكى تعيش القيامة وبهجتها تتناول كثير وبذلك تشعر بالقيامة عملياً لان الموت لا يسود عليك وجسدك الموت لا يعمل فيه بل البر . لانك تأخذ الجسد المحيي ومن اخطر الامور ان تكون فتره الخماسين فتره كسل روحى . فتقول ان الكنيسة لا تجعلنا نصوم الاربعاء والجمعة ولا حتى ميطانيات فالكنيسة لا تجعلنا نصوم لان عندها يقين ان جسدك قد تغير من أرضي الى سمائي فعندما يكون جسد سمائى لا يحتاج الى صوم . فيقول معلمنا بولس الرسول : ان ملكوت الله ليس اكلاً ولا شرباً . فاصبح الموضوع ارتقاء عن الاكل والشرب لانه اصبح لنا خبز آخر وجسدك تبدل طبيعته واهتماماته تبدلت وطريقة شعورك نحو الله اختلفت لانك كنت جسد ارضى واصبحت سماوى والجسد السماوى خبزه هو الخبز النازل من السماء واهتماماته ثانوية وحياتك هى التسبيح . وتقول لك الكنيسة لا تفعل ميطانيات ولكن هذا لا يمنع من السجود لله لانك عندما تغير جسدك الى سماوى اصبح سجودك هو خضوع لله والشكر والعرفان واعطاء المجد لله واصبحت تسجد مع السمائيين حتى فى سفر الرؤيا يسجدون كثيراً حوالى 12 مره يقول يوحنا الرائى 24 قسيساً يسجدوا والسمائيين يسجدوا ويوحنا سجد ويخرون ويسجدون امام الحي الى ابد الآبدين . فانه ليس بسجود عادى يعنى الجميع يسقط امام العظمة فهو سجود المجد يقول " الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق يسجدون " فهناك سجود ولكن هدفه مختلف فالانسان اذا كان فى فتره الصوم يقضى فتره تذلل وانسحاق فهو الان يجنى ثمارها وهى ان جسده انتصر وتغلب على طبيعته الارضية وابتدأ يعيش لما فوق " ان كنتم قد قمتم مع المسيح لان القيامة تنتصر على الموت ومن هنا يكون المرح والتسبيح والشكر ، نحن الصعب ان نقضى فتره الخماسين فى الأكل وكأننا اخذنا فرحه القيامة بأن نأكل مثل ولد دخل المرحلة الاعدادية ثم الثانوية يدخل الفصل ويؤخذ الغياب والحضور ولك سلوكيات معينة والمدرسة لها باب وعليه حارس ثم الاولاد بمفردهم والبنات بمفردهم وعندما تدخل الكلية يختلف النظام فيتعامل الاولاد مع البنات وتدخل كما تشاء وتخرج كما تشاء ، تحضر المحاضرات كما تريد وتخرج وقتما تريد لان المفروض انه نضج فالكنيسة تتعامل معنا على كأننا فى مرحله فيها قيود والان خلصنا من القيود وابتدأت تشعر مع هذا النضج انك تشعر بانك تريد ان تأكل من الجسد المحيي اكثر نتيجة لتغير جسدك وانك تريد التسبيح اكثر وتريد الشعور بالوجود فى حضره الله اكثر وانك انتصرت على ضعفاتك اكثر وانك تذوقت بهجه القيامة اكثر وهذا هو الهدف من فتره الخماسين حتى تلاحظ ان عندما يأتى صوم الرسل تلاحظ الكسل لاننا كنا فى وقت راحه وممتلئين بالاكل لولا السمك فى فتره صوم الرسل . فعليك ان تستفيد من الخماسين فى السجود والتسبيح والشكر لله مثل مره واحد من الاباء الرهبان راح لمعلمه وقال له اعطنى قانون للصوم فقال له كيف ونحن فى فتره الخماسين فاصر الراهب على ذلك وقال معلمه كيف واخوتك يأكلون ستكون غريباً بينهم فقال له " ليس لى ان أكل من طعام اخوتى مادمت مصر على اعقال البهائم " طالما لم ارتقى لدرجه ان اعاين ثمره القيامه فانا مازلت فى القامه التى قبلها فارجع لقبلها فهذا شخص امين مع نفسه وهذا يعنى ان ممكن ان يأخذ الانسان تدريب روحى فى الصوم فى فتره الخماسين لانه من قال ان فتره القيامة فتره رخاوه فلهذا تصر الكنيسة على التناول لكى تعطى مذاق للقيامة كان القديس يوحنا ذهبى الفم عاشق للافخارستيا ، كان يقول المسيحيون يقيمون الافخارستيا والافخارستيا تقيم المسيحيين .يقول حياه المسيحي محصوره بين قداسين قداس حضره وقداس سيحضره حتى نرى ان الانسان يكون متحفظ قبل اليوم الذى يكون فيه التناول ولا يريد ان يخطئ .. ففلهذا ينصح ان يحضر الانسان القداس كل يوم لانه يجعله متحفظ على كلامه وافعاله ويجعله يعيش ببركته وقداس سيحضره التناول قديماً كان الفصح ثم كان يرش الدم يجب اكل الفصح وفى عيد الفطير يجب تنقيه البيت من الخميره وهى اشاره للشر ولكن يجب أكل الفطير لمده 7 اياك لا يكفى ان تؤمن ، يجب الأكل انت عرفت وصدقت ان المسيح مات من اجلك وقام من اجلك لابد ان الموت والقيامة يلتقوا بحياتك فعلياً وذلك بالتناول ولذلك يقال فى القداس " وفيما نحن ايضاً نضع ذكر الآمك المقدسة وقيامتك من الاموات وصعودك الى السموات .. " ولذلك تجعلنا الكنيسة ان نعيش جو الموت والقيامة . ففى القداس نجد المذبح موضوع عليه الابروسفارين ثم اللفافة رمز الختم ، عندما يرفع الابروسفارين واللفافة بواسطه الشماس ويوجد فى الابروسفارين جلاجل فعندما ينفضها الشماس تعمل صوت رمز لدحرجه الحجر فيجب على الانسان المسيحي أكله ولا يكفى النظر او بالفكره فالكاهن عندما يقسم الجسد فى وقت القسمه يرجع يضمه ثانياً وبعد ذلك يرفعه ثلاث مرات اشاره للجسد المتألم الذى قام فالقيامة بذلك اصبحت ليس افكار او نظريات او مجرد فلسفه فالمسيح قام لنا واقامنا معه ونقلنا الى سيره روحانية فالدكتور يكتب لك على علاج لتأخذه ويدخل داخلك ويشفيك فكل الجسد المحي ليمحى الموت من داخلك ومثال ايضاً من القداس نجد زفه القيامة تمتد اربعين يوم هذا رمز لظهورات المسيح . فالمسيح ظهر للتلاميذ ولتوما ولمريم المجدلية وذلك يعنى ان المسيح موجود فى الكنيسة ويظهر فى كل قداس من زفه القيامة فلا تضيع الفرصه ايها الانسان .يقول واحد من القديسين " ليس هو بعيد عنك ذاك الذى تتعب فى البحث عنه طول ايام حياتك انه بداخلك فانك تتحد به " " فمن يأكلنى يحيا ايضاً بي " فلهذا لكى نعيش القيامة صح لابد من ممارسة الاسرار المقدسة ولالهنا المجدا دائما ابداً آمين
دروس من ظهورات السيد المسيح بعد القيامة
سفر الاعمال " واراهم نفسه حياً براهين كثيرة " ظهر السيد المسيح لفرد ( بطرس ، يعقوب ، يوحنا ) ولفردين ( تلميذى عمواس ، المريمتان ) وظهر لعشر تلاميذ من غير توما وظهر 3 مرات ( فى الجليل – فى العلية – قبل الصعود على جبل الزيتون ) ل 11 . ومره آخرى ظهر ل7 فى بحر طبرية ومره ظهر لاكثر من 500 أخ فظهورات المسيح لها دروس كثيره