العظات

علامات حلول الروح القدس

يشغلنا في هذه الأيام الحديث عن الروح القدس .. والآن نريد أن نتكلم عن صور الروح القدس في الكتاب المقدس كي يكون بركة في حياتنا بعض صور الروح القدس في الكتاب المقدس : 1/ النار 2/ الماء 3/ الريح العاصف

من هو الروح القدس

الكنيسة في فترة العشرة أيام التي ما بين عيد الصعود وعيد حلول الروح القدس أي من اليوم الأربعين إلى اليوم الخمسين من فترة الخماسين المقدسة ليس لديها حديث سوى الروح القدس وكيف نستقبله ونهيأ له ونعرفه وهذا أمر يشغل الكنيسة جداً في هذه الفترة .. لذلك أوصى ربنا يسوع المسيح تلاميذه أن يمكثوا في أورشليم حتى يلبسوا قوة من الأعالي ( لو 24 : 49) كثيراً ما تكون علاقتنا بالروح القدس ضعيفة ولا نعرف كيف نتكلم عنه ونشعر أنه بعيد عنا أو أنه خيال ولا نستطيع أن نتصوره .. لذلك نحاول أن نفهم الروح القدس .. كيف نؤمن بثلاثة أقانيم ولا نعرف الأقنوم الثالث منه ؟ ولا نعرف طبيعة علاقتنا به كما نعرف طبيعة علاقتنا بالآب والإبن لو توددنا للروح القدس نضمن ثلث الأمر ونجد أن هذا مهم حتى أن الآب والإبن مفاعيلهما نأخذها بالروح القدس أي له الكفة الكبيرة لعمل الله داخل النفس .. إن قلنا أن الآب والإبن يريدان أن يعملا فينا فإنهما يُمكِّنا الروح القدس وهو يعمل بمفاعيل الآب والإبن .. كل ما يريد أن يفعله الآب يفعله بالإبن عن طريق الروح القدس .. أقنوم الروح القدس أقنوم روح عقل ناطق متكلم ﴿ الناطق في الأنبياء ﴾ .. إذاً ممكن فهمه وتكون بيني وبينه دالة .. أفعال الروح القدس في الكتاب تكشف لنا عمله .

القيامة والإستشهاد

شهر مايو مملوء بإحتفالات إستشهاد قديسين .. بدأنا :0 & 1 مايوعيد إستشهاد مارجرجس . & 5 مايوعيد إستشهاد القديس بقطر بن رومانوس . & 8 مايوعيد إستشهاد القديس مارمرقس . & 20 مايوعيد إستشهاد القديسة دميانة . أعياد إستشهاد كثيرة جداً خلال شهر مايو وكأن الكنيسة أرادت أن تربط بين القيامة والإستشهاد .. القيامة والإستشهاد هما وجهان لعملة واحدة .. عندما يتشبع القديس بحياة ربنا يسوع وتشبع بالقيامة يصير مهيأ للموت ولا يخشاه فنرى القديس بقطر بن رومانوس .. كان والي وولده أيضاً والي أي من أكابر الدولة فكيف لإنسان رفيع المركز مثل القديس بقطر يقف أمام معذبيه بدون تراجع ؟ حتى أنه عندما علم معذبه أنه والي تأسف له وخجل جداً منه .. لكنه كان يرفض النجاة كيف يكون لإنسان طريق نجاة ولا يتمسك به ؟ لأن القيامة دخلت حياته وبالتالي صار الموت غير مرعب .. صار الموت ليس هو النهاية بل هو خطوة للسماء .. صاروا يستعذبون الألم .. صار الألم لذة الشهيد العظيم مارجرجس تعذب سبعة سنوات ولم يهتز حتى أنه قال لهم ﴿ ستملون من تعذيبي أما أنا فلن أمل بنعمة الله ﴾ .. وبالفعل مل معذبيه من تعذيبه .. ما من وسيلة تعذيب لم يستخدموها معه .. مارجرجس جعل السيف ضعيف والموت شئ مهزوم لأنه لم يعش هذه الحياة .. لأن الأيام والشهور والسنين لا تفرق معه وبالتالي لم يخف من شئ لأنه لم يخف الزمن فصار الموت لا يؤذيه ( رؤ 2 : 11) لذلك عندما دخلت القيامة حياة القديسين صار الموت بالنسبة لهم عدو مهزوم لأن المسيح له المجد عندما إجتاز الموت صار الموت عدو ضعيف في أيام يشوع بن نون قديماً كان الشعب تائه 40 سنة في البرية وخلال هذه الأربعين سنة كانوا يمنون أنفسهم بأرض الموعد ويحلمون بها وعندما وصل الشعب لأرض الموعد وجدوا نهر الأردن يعوقهم للوصول لكنعان .. فحزن الشعب جداً هل بعد تعب أربعين سنة نرى الأرض ولا ندخلها خاصةً وأنهم كانوا يسيرون ومعهم نسائهم وأولادهم ومواشيهم .. فكيف الآن يدخلونها ؟ فقال الله ليشوع إجعل الكهنة يحملون تابوت العهد ويدخلون نهر الأردن وسترى عمل الله .. بالفعل حمل الكهنة تابوت العهد ودخلوا النهر فإنفتح النهر .. وقال الله إجعل بين الكهنة والشعب مسافة ألف ذراع .. لماذا ؟ لأنه عندما يدخل الكهنة النهر وينفتح النهر ويسير داخله ألف ذراع سيطمئن الشعب فيعبر خلفهم النهر .. وبالفعل عبر الشعب نهر الأردن ووصل لأرض الموعد الآباء يقولون أن الأردن هو أرض الموت لن تدخل كنعان دون أن تعبره ولكن إن دخلت الموت سيبتلعك لذلك ربنا يسوع قال سأدخل الموت وأفتحه لكم وأنتم سيروا خلفي بدون خوف .. لذلك الشهداء لم يخافوا الموت لأن القيامة هي إنتصار على الموت .. الشهيد يرى الموت لكنه أيضاً يرى المسيح القائم قبله غالب للموت لذلك يستهين بالموت مارمرقس كان يعلم أنه سيستشهد وكان يصلي بالشعب .. كان المفروض أنه يكون مهزوز خائف محتاج لمن يعزيه لكننا نجده يعزي الشعب .. لماذا ؟ لأنه يرى ربنا يسوع قد دخل الموت لذلك هو سار خلفه فعاش القيامة .. ولذلك أيضاً صار الإستشهاد أمر محبوب في الكنيسة حتى أن جميع الرسل إستشهدوا ما عدا القديس يوحنا الحبيب .. لأن القيامة عملت عمل عجيب في حياتهم فجعلتهم أبناء نور وبالتالي لم يستطع الموت أن يؤثر عليهم .. لذلك كان التهديد بالموت غير مؤثر فيهم والسيف والموت ضعيف لأن الموت صار مهزوم حتى أنهم تمنوا الموت فتجده يقف أمامه في صبر فصار الشهيد أقوى من سيف الجندي .. هذا أمر نابع من فعل القيامة في قلبه يا لفرحة القيامة في الإنسان التي تجعله يفقد معنى الخوف والقلق والألم وبعده الموت .. الذي يجعل الإنسان مسلوب الإرادة يعيش في خوف وقلق وألم من الموت هو أنه لم يعش القيامة لكن ربنا يسوع غلب الألم والقلق والموت وبالتالي صار الموت عدو غير مخيف .. عدو مهزوم لنرى القديسة الشهيدة دميانة .. ولنرى أطفال تحدوا الموت مثل الشهيد أبانوب الشهيدات بيستيس وهلبيس وأغابي اللاتي كانت أعمارهن 9 ، 11 ، 12 سنة .. أطفال لكن لم يجذبهم العالم لأنه مات داخلهم وبالتالي لم ينتظروه لذلك غلبوا شهواتهم والخطية وبالتالي غلبوا الموت .. الإنسان الغالب نفسه يغلب الموت لذلك عندما مَلَكَ الملك قسطنطين وأعلن أن المسيحية هي ديانة الدولة الرسمية وأخرج المسيحيين من السجون لأن قبله كان في عصر دقلديانوس المنشور الذي كتبه دقلديانوس وكان هذا المنشور يحوي أمور صعبة جداً منها هدم جميع الكنائس وحرقها .. حرق الكتب المسيحية .. طرد جميع المسيحيين العاملين بالدولة .. جعل المسيحيين عبيد .. جاء الملك قسطنطين ولغى هذا المنشور وجعل المسيحية هي الديانة الرسمية للدولة وأعاد الذين في السجون للحرية لكنهم كانوا قد أحبوا الإستشهاد وانتظروا الملك الذي بعد قسطنطين لعل فرصة الإستشهاد تعود لكن تولى المُلك أولاده وبالتالي لم تأتي فرصة الإستشهاد لذلك بدأت الرهبنة كنوع من الإستشهاد بدون دم .. يقدم حياة مصلوبة .. يقدم شهوة مصلوبة .. يقدم محبة كل يوم .. يقدم حياته ذبيحة لله وبذلك صار الإستشهاد .. هل رفضك لإغراءات العالم وشهواته لا يعتبر إستشهاد .. أليس رفضك ومحاربتك لحب المقتنيات ولشهوات العالم هو لون من الإستشهاد ؟ عندما تعيش لترضي إلهك في هذا العصر أليس هو لون من ألوان الإستشهاد ؟ لذلك ليتك تعيش بقلب شهيد .. ليتك تقدم حياتك ذبيحة حب لله .. لذلك كل فترة الكنيسة تبرز شهيد ليعلمك أن القيامة عندما تعمل في حياتك تغير جوهر إهتماماتك فلا تخاف الموت بل تنظر إلى فوق .. هذا هو جوهر الإستشهاد والذي أخذوه من القيامة العاملة في حياتهم .. ولترى بولس الرسول .. بطرس الرسول .. إستفانوس .. تجد من يعيش ليكرز ويفرح بالله ويهددوه بالموت إن لم يصمت لكنه لا يتراجع عن الشهادة للمسيح الذي أحبه وكما يقول الكتاب ﴿ عذبوا ولم يقبلوا النجاة ﴾( عب 11 : 35 ) .. النجاة أمامه والهرب أمامه ولم يقبل الشهيد البابا بطرس خاتم الشهداء عندما جاء ميعاد إستشهاده تجمع المسيحيون أمام باب السجن إحتجاج على إستشهاده فطلب من الجنود نقب حائط السجن الخلفي ليخرج منه لمكان إستشهاده دون أن يمنعه شعبه .. ما هذا ؟ إنسان عملت القيامة في حياته وقلبه فلم يرهب الموت نحن نعيش متمسكين بالحياة ونحبها .. هذا أمر جيد ومقبول لكن لابد أن تعلم أن حياتك هي من المسيح وللمسيح ولتقل ﴿ إن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت فإن عشنا وإن متنا فللرب نحن ﴾ ( رو 14 : 8 ) .. لذلك لا تخف الموت .. هذه هي حياة الإستشهاد التي إمتدت في الكنيسة حتى الآن .. شهداء يقدمون أنفسهم على مذبح الشهادة للمسيح لأن القيامة عملت فيهم .. تجد أطفال يتحدون الموت رغم أن الطفولة قد يكون بها خوف أو كذب أو ...... لكن ربنا يسوع غيَّر الكيان وكما يقول الكتاب ﴿ جزنا في النار والماء ﴾ ( مز 66 : 12) .. عذابات مخيفة ومختلفة والموت أمامهم لكنهم يرون بعد الموت قيامة .. يرون سيف مفزع مخيف وإكليل فيختارون الإكليل ويُهزم السيف .. هذا هو جوهر الإستشهاد أنه ينظر إلى ما بعد الموت وكما يقول الكتاب ﴿ لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ﴾ ( لو 12 : 4 ) .. وبالفعل لم يخافوا لأن القيامة زرعت فيهم قلب جديد وغلبة على أنفسهم وسلطان على الموت والخوف لذلك لم يخافوا الموت القديس مارمرقس دخل دولة بمفرده وغيَّرها .. هذا هو جبروت خلاص يمين الله .. غيَّر عبادة دولة .. نحن نرى أنه لو ألف شخص وسط مجتمع يقولون عن أنفسهم أنهم أقلية .. لكن مارمرقس جاء بقوة القيامة في داخله وبشر مجتمع وثني أناس بهم خرافات غريبة ويسيطر عليهم أرواح شياطين بإسلوب مفزع ورغم ذلك كرز بقوة دون خوف ويقول لأني أنتظر الإستشهاد ومادمت أعلم إني سأموت شهيد فلن أخاف .. ونرى أسلوبه ومنهجه في حياته منهج شهيد ولم يخاف الموت لذلك كان الإستشهاد ثمرة طبيعية لهذا المنهج في الحياة .. يُهدد ويُعذب ولا يتأثر .. وباركت دمائه الأرض والمدينة .. مدينة الأسكندرية تقدست بدماء مارمرقس وارتوت أرضها وعندما نسير في شوارعها نتذكر دمائه المقدسة التي حفظت نفوس مؤمني مصر كلها أناس عاشوا التاريخ وغلبوه .. عاشوا الزمن وغلبوه .. عاشوا الألم وارتفعوا فوقه وكما يقول معلمنا ماربولس الرسول ﴿ لأننا نحن الأحياء نسلم دائماً للموت من أجل يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا المائت ﴾ ( 2كو 4 : 11) .. في النهاية أعلنوا عجائب في أجسادهم .. ومعجزات .. صارت أجسادهم أجساد كارزة .. لم تكن أجساد ممزقة بل أجساد تحمل قوة القيامة لأنهم غلبوا الخوف والموت الله يعطينا أن نغلب الخطية لنحيا قيامة الجسد ونعيش بقلب شهيد غالب للموت ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

القيامة فى حياة مارجرجس

معلمنا ماربولس الرسول في رسالته الثانية لأهل كورنثوس يقول ﴿ لأننا نحن الأحياء نسلم دائماً للموت من أجل يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا المائت ﴾ ( 2كو 4 : 11) .. منذ أيام قليلة إحتفلنا بعيد إستشهاد مارجرجس .. مارجرجس طبق في حياته هذه الآية ﴿ لأننا نحن الأحياء نسلم دائماً للموت ﴾ .. لو وضعنا في ذهننا القديس مارجرجس نفهم الآية ﴿ من أجل يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا المائت ﴾ .. أي شهيد هو إنسان أحب المسيح حتى الموت .. الشهيد هو إنسان جاهد ضد ذاته جاهد ضد شهواته ورغباته .. جاهد حتى النهاية فصار شهيد في حياته قبل أن يستشهد ولم يكن شهيد وليد اللحظة بل هو شهيد أمام جسده وأمام الله وأمام العالم من قبل أن يستشهد .. ﴿ لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا المائت ﴾ لذلك الإستشهاد هو طبيعة الحياة المسيحية .. طبيعة الحياة في المسيح في النهاية يؤدي إلى الموت من أجل المسيح كتنفيذ للوصية حتى النهاية .. لذلك في كل تذكار شهيد لابد أن تكون لنا صحوه .. لابد أن تكون لنا مراجعة مع أنفسنا وسيرة حياتنا .. لذلك إيمان ودماء الشهداء هو بذار الكنيسة كما قال القديس أغناطيوس .. هناك الكثير في المخطوطات لم نعرفه عن القديس العظيم مارجرجس .. هناك أسرار في حياته أول شئ غير معروف عن مارجرجس أن أبويه كانا تقيان .. كان أبوه في منصب كبير في الدولة وكان له دالة كبيرة لدى الملك حتى عُرِف أنه مسيحي فإستشهد .. إذاً كان أبوه شهيد وهو في عمر العشر سنوات .. تخيل طفل في عمر العشر سنوات يرى أبيه يستشهد أمامه .. صارت رغبة الإستشهاد داخله قوية وقوى إيمانه أكثر وأكثر فحدثت تحولات عظيمة في حياته .. أيضاً كانت أم القديس مارجرجس إمرأة تقية .. إنتقلت ومارجرجس في عمر 16 – 17 سنة .. وكان والداه أغنياء جداً وكان في هذا الوقت أمر عادي أن يكون لدى الأغنياء عبيد .. بعد أن إستشهد والد مارجرجس وإنتقلت والدته وزع جميع أمواله وأطلق كل عبيده أحرار إذاً مارجرجس منذ البداية والقيامة تعمل فيه .. كان يشهد للمسيح بتصرفاته .. نرى في حياته من بدايتها خطوات تدل على إنسان ناضج .. شاب في عمر السابعة عشر سنة أي معروف أنه سن طيش سن غير مدرك لأمور الحياة لكننا نرى مارجرجس في نضج يفوق نضج الشيوخ .. نعمة الله هذا عملها .. نعمة الله تحول لذلك أرجوك لا تستصغر نفسك .. ﴿ لا تقل إني ولد ﴾ ( أر 1 : 7 ) .. أنت في المسيح يسوع وبنعمته قادر أن تتخطى سنك وفكرك .. المسيح قادر أن يصنع بك عظائم .. هذه هي الوصية والقديسين .. شاب في هذا العمر تقي لهذه الدرجة ؟!! قد تقول أن الأنبا أنطونيوس باع كل ماله وذهب للبرية لكن مارجرجس باع كل ماله ووزع أمواله ولم يذهب للبرية كالأنبا أنطونيوس .. إذاً كان لابد أن يكون معه بعض المال لأنه يعيش في العالم ويقال أنه كانت توجد في أسرته فتاة إرتبط بها أي كان في حياته مشروع إرتباط .. زواج ومع كل هذا يبيع كل أمواله ؟!!! نعمة .. نعمة الله غزيرة جداً دخل مارجرجس الجيش الروماني وكان وقتها دقلديانوس ملك وكتب المنشور وعلقه في الميادين والأماكن العامة وكان منشور مستفذ جداً غير أمر التبخير للأوثان .. كان في المنشور عشرة بنود منها :- i.غلق جميع الكنائس وحرقها . ii.إحراق جميع كتب العبادة المسيحية . iii.طرد جميع العاملين المسيحيين بالدولة . iv.تأميم جميع أموال المسيحيين . v.جميع المسيحيين غير العاملين بالدولة يصيروا عبيد . vi.الإجبار على التبخير للأوثان . دقلديانوس كان في صغره يعمل سايس في إسطبل خيول ثم صار ملك .. لذلك هذا كلام لا يصدر من شخص يفكر بإسلوب سوي صحيح حتى وإن كان يكره المسيحيين بالطبع مارجرجس لم يحتمل فمزق المنشور أي صار في تحدي مع الملك .. الإنسان الذي به نور الوصية يكون قوي .. ما الذي يجعل الإنسان يعيش في تردد ؟ أنه مغلوب من نفسه وبذلك يكون مغلوب مما حوله .. مارجرجس كان غالب نفسه .. كان قائم ضد نفسه وضد جسده مثل سيده يسوع المسيح لذلك كان غير مهزوم .. ألقي القبض على مارجرجس وسار في سلسلة عذابات عنيفة لفترة سبع سنوات .. أول ليلة في الحبس نزعوا عنه ملابسه ووضعوا حجر كبير جداً على صدره طول الليل – ألم رهيب – ما هذا ؟ لو كان ضعيف كان سيتراجع عن إيمانه لكنه قال لهم عبارة جميلة ﴿ ستملون من تعذيبي أما أنا سوف لا أمل بنعمة الله ﴾ .. إنتصار وقيامة داخلية .. الإنسان يضعف من نفسه عندما يفكر في نفسه كثيراً ويصير حساس لنفسه فهذا ضعف لكن عندما يكون ربنا يسوع أمامه يعطيه قوة أكبر من ذاته البشرية .. وهذا هو مارجرجس القائم كسيده وضعوه في دولاب به مسامير وسكاكين ويتمزق جسده ثم يظهر له ربنا يسوع ويشفيه ويعزيه .. فقال المستشارين للملك أن أكثر شئ يؤذي الشخص المسيحي هو أن تفسد عفته فإن أفسدت عفة مارجرجس ستميته قبل موت الجسد لأنه معروف أن المسيحي بالعفة يرضي إلهه .. إبعده عن إلهه ثم إقتله .. ووافق الملك فأحضروا فتاة خليعة قضت ليلة مع مارجرجس في السجن ومعروف أن الإنسان المحبط الذي في ضيق سقوطه سهل .. ومارجرجس مسجون وفي شدة وحالة مرة لكن لم تستطع الفتاة أن تقترب منه لأنه كان في السجن قائم ساجد يصلي .. جعل السجن هيكلاً وبدلاً من أن تُشتم منه روائح كريهة صارت به روائح ذكية عطرة .. أي أنا الذي أؤثر في المكان وليس المكان هو الذي يؤثر فيَّ يقال عن يوسف العفيف ﴿ أن يوسف زين العبودية بجمال بهاء فضائله ﴾ .. إذاً السجن لا يؤثر .. لا تتحجج بالمجتمع الصعب .. سأقول لك هل هذا المجتمع مثل سجن مارجرجس ؟ فهذه الفتاة أتت خصيصاً لتسقط مارجرجس لكنها رأته يصلي ورأت نور ورأت رائحة البخور فوقفت خلفه تصلي مثله ولما إنتبهت لعريها لملمت ملابسها لتستر عريها لأنها شعرت أنها بالفعل أمام ربنا يسوع المسيح في الصباح يفتحون باب السجن ليروا مارجرجس وهو ساقط إذ بهم يرون الفتاة تصلي مع مارجرجس وتقول لهم ﴿ أتيت لأجذبه بسحر خلاعتي فسحرني بسحر طهارته ﴾ .. أنا تأثرت به لقد ذاب قلبي داخلي .. لم أصدق أن أرى شاب مثله بهذه العفة والقداسة .. هل هو من الأرض أم من أين ؟نعم هو بالفعل يعيش على الأرض لكنه ليس من الأرض .. هذا هو المسيحي والشهيد .. لذلك قالت أتبع إيمان مارجرجس ولنسأل هذه الفتاة سؤال .. هل تعرفين الثالوث القدوس ؟ هل تعرفين أساسيات الإيمان ؟ تجيب لا لكني رأيت مارجرجس فتبعت إيمانه .. هذه الفتاة تظهر في بعض الأيقونات خلف مارجرجس على حصانه ويفسر ذلك الآباء بأنه قد أحضر هذه الفتاة معه للمسيح .. وتظهر أيضاً واقفه تنظر له ويقول الآباء أنها تمثل الكنيسة التي تتابع جهاد أولادها مارجرجس جعل الزانية شهيدة .. نعمة بلا حدود وبلا نهاية قادرة أن تغير كيان الإنسان لذلك مَلَك إيمان يسوع على قلبها وحواسها فصارت شهيدة من أصحاب الساعة الحادية عشر كما يقول الآباء وأخذت نفس الأجرة .. لذلك في الغروب اليومي الذي يمثل قرب نهاية العمر نقول له ﴿ إحسبني مع أصحاب الساعة الحادية عشرة ﴾ .. أعطني أن أرضيك في اللحظات الباقية في اليوم .. القديس يوحنا ذهبي الفم يقول ﴿ الموت دخل للعالم بطريقة مضاعفة موت الخطية وموت الجسد .. أتى المسيح كيما يعطي غلبة مضاعفة على موت الخطية وموت الجسد ﴾ .. والذي يغلب موت الخطية يغلب موت الجسد وهذا مبدأ كل الشهداء فلن ترى شهيد ساقط في خطية ﴿ من يغلب فلا يؤذيه الموت الثاني ﴾ ( رؤ 2 : 11) .. لأن الموت الأول هو موت الخطية والذي يغلبه يستطيع أن يغلب الموت الثاني أي موت الجسد مثل مارجرجس إستمر الملك في تعذيب مارجرجس .. يربطون يديه ورجليه .. يلبسوه حذاء به مسامير تغرس في قدميه خاصةً عندما يقف فيزداد ثقل الجسد على قدميه ويطلبوا منه أن يمشي بالحذاء بل ويجري وإن وقف يضربوه حتى يكمل مسيره .. عذابات رهيبة .. من ضمن الطرائف التي كتبها الآباء أن الذي يدخل مجال الإستشهاد إن كانت له واسطة تقطع رأسه بسرعة لأن العذابات مرة لذلك قطع الرأس أسهل .. ما هذا ؟ قيامة داخلهم جعلت الموت أمر هين لأنهم يشتاقون للمسيح ويعيشون حياتهم للمسيح .. ﴿ من يقتني في نفسه شهادة صالحة يشتهي الموت كالحياة ﴾ .. ما سر رعب الناس من الموت ؟ السر هو عدم الإستعداد .. السر هو الخطية كان رب المجد يظهر لمارجرجس ويقول له * لا تخف يا جاورجيوس إني معك * فيمتلئ تعزية ويصير معافى .. يتركوه ليلاً ميتاً في الصباح يجدوه معافى .. فقالوا هو ساحر لنحضر له ساحر يؤثر عليه .. للأسف قلوب عمياء عمل بها الشيطان .. أحضروا له ساحر ومعه سم كي يسقيه لمارجرجس فرشم علامة الصليب على السم وشرب وانتظر دقلديانوس أن يموت مارجرجس ولم يمت .. فضاعف الساحر جرعة السم ثلاثة مرات ولم يمت مارجرجس حتى أن الساحر سجد له وأعلن إيمانه بإله جاورجيوس أمام الجميع .. لماذا سمح الله لمارجرجس بهذه العذابات المرة ؟ هل لتخليص حساب مع مارجرجس ؟ لا .. بل سمح بذلك ليكرز به فصارت آلام مارجرجس آلام كارزة .. كثيرون ممن رأوا هذا المشهد آمنوا واستشهدوا على إسم ربنا يسوع .. آلاف إستشهدوا بسبب مارجرجس زوجة دقلديانوس كانت تسمع عن مارجرجس وأعجبت به ولم تستطع أن تصل إليه .. وفي يوم بعد أن إحتار دقلديانوس في أمر مارجرجس فكر في أن يحضره إلى قصره لعله يستطيع أن يؤثر عليه فأحضر مارجرجس إلى القصر وألبسه ملابس جيدة وأطعمه وطلب منه أن يبخر للأوثان فقال له مارجرجس غداً سأتكلم مع آلهتك .. وأشيع الخبر في المدينة كلها أن غداً مارجرجس سيبخر للأوثان وفي هذه الليلة ذهبت زوجة دقلديانوس إلى مارجرجس وسألته ما هي قصته ؟ فكرز لها بالمسيح وآمنت لكنها لم تستطع أن تعلن إيمانها في الصباح أحضروا الأصنام أمام مارجرجس فصلى صلاة عميقة أمام الجميع ثم قال للوثن* آمرك أمام الجميع بإسم المسيح أن تعلن عن نفسك * .. فخرج صوت من الوثن يقول * إن الإله الحقيقي هو يسوع المسيح الذي تعبده أنت * وتكرر الأمر ثلاثة مرات وسمعت المدينة كلها هذا الصوت وفي ثالث مرة هوت الأوثان وتحطمت فآمنت المدينة كلها وآمنت زوجة دقلديانوس وأعلنت إيمانها فجذبها زوجها دقلديانوس إلى داخل القصر وهددها بالموت لكنها لم تتراجع واستشهدت وصار جميع من آمنوا شهداء .. ما هذا ؟ قوة قيامة في مارجرجس غلبت الموت وحطمت الأوثان .. وأخيراً قطعوا رأسه بحد السيف قوة مارجرجس في شهادته للمسيح .. في عمل الله الخفي في حياته .. عمل الله الخفي الذي يجعل الأنية الضعيفة تتمجد ويخرج منها رائحة ذكية .. الإنسان الذي يجذبه العالم بإغراءاته عمل الله الخفي فيه يجعله يغلب العالم .. نحن مدعوين لنعيش في العالم شهود للمسيح ونعلن إيماننا لابد أن نعيش شهداء أمام أنفسنا وأمام العالم وأمام المسيح ونعلن المسيح داخلنا ونفرح برسالتنا أن كل من يرانا يشتم رائحة المسيح فينا ونحضر له كثيرين والبعيدين هذه هي حياة مارجرجس وشهادته والقيامة في حياته .. القيامة أسلوب وسلوك وفعل وليس نظرية .. القائم شاهد للمسيح ولتسأله ألا تخاف الموت ؟ الموت مرعب .. يقول لا .. المسيح غلب الموت والشهداء كانوا يهددون بالموت ولم يخافوا حتى أن معذبيهم كانوا يخافون منهم .. وقيل عن القديس البابا بطرس خاتم الشهداء أنه أعلنت عن مكافأة لمن يستطيع أن يقطع رأسه .. لأن رقابهم كانت أصلب من السيوف .. النعمة تغلب طبع الإنسان الخواف الشهواني وتجعله يعيش غالب الجسد وإن كان في الجسد .. هكذا كان مارجرجس غالب ظهرت فيه حياة ربنا يسوع المسيح الله يعطينا أن تظهر حياته في حياتنا وأن نغلب ذواتنا وجسدنا لنعيش القيامة بحق ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

عبادة الروح والحق

إنجيل هذا المساء المبارك يقول ﴿ يقترب إليَّ هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه وأما قلبه فمبتعد عني بعيداً وباطلاً يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس ﴾ ( مت 15 : 8 ) .. هناك عبادة مقبولة وعبادة باطلة .. ما هي أسباب العبادة المقبولة وأسباب العبادة الباطلة ؟ كثيراً ما تكلم ربنا يسوع المسيح عن العبادة الباطلة لأنها عبادة شكلية .. عبادة مكروهة جداً لدى الله بدلاً من أن تكون عبادة حب .. قال عن العبادة الباطلة أنكم تنقون خارج الكأس أما داخله فمملوء إختطاف وخبث ( لو 11 : 39 ) .. مثل قبور مبيضة لكن داخلها نتانة وموت ( مت 23 : 27 ) .. إنسان شكله رافع قلبه يصلي ويصوم لكن ﴿ تتجاوزون عن الحق ومحبة الله ﴾ ( لو 11 : 42 ) .. ﴿ كل أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس فيعرِّضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم ﴾ ( مت 23 : 5 ) كانت هناك وصية في العهد القديم أن يجعل الكهنة الوصية ﴿ عِصابة بين عينيك ﴾( خر 13 : 16) فكانوا يعرِّضون العِصابة لتنزل على عيونهم .. أيضاً ﴿ ويعظمون أهداب ثيابهم ﴾﴿ قصها على أولادك حين تمشي في الطريق ﴾ ( تث 6 : 7 ) كانوا يفهمون هذه الوصية أنهم يضعوا الوصية في هدب ثيابهم ولكي يلفتوا الأنظار كانوا ينقشون أهداب ثيابهم .. شيئان كانوا يلفتون الأنظار بهما تكلم عنهما الرب يسوع هما العِصابة وهدب الثوب لكن بلا معنى أيضاً كانوا يحبون المتكأ الأول وأن يقال لهم سيدي سيدي ( مت 23 : 7 ) كما كان يفعل الفريسيون كانوا يأجرون من يجرون حولهم ينادون قائلين سيدي سيدي لذلك قال لتلاميذه ﴿ لا تدعوا لكم أباً على الأرض ﴾( مت 23 : 9 ) .. لأنه يريد أن يقال لهم * سيد * .. لذلك الكنيسة تكرم الأسقف والأسقف يكرم الشعب .. قال لتلاميذه لكم معلم واحد سيد واحد هو يسوع له المجد ولا تفعلوا كالفريسيين .. كان معروف أنَّ اليهودي يمكنه أن يقيم مدرسة صغيرة تحتوي على إثني عشر تلميذ لذلك إختار رب المجد إثني عشر تلميذ لكن مدرسته كانت مختلفة عن مدارس اليهود لذلك قال لليهود أنتم تهتمون بظواهر الأمور .. ﴿ حينئذٍ جاء إلى يسوع كتبة وفريسيون الذين من أورشليم قائلين لماذا يتعدى تلاميذك تقليد الشيوخ فإنهم لا يغسلون أيديهم حينما يأكلون خبزاً ﴾( مت 15 : 1 – 2 ) .. ما لهم يكسرون الوصية ؟ أجابهم يسوع ﴿ فأجاب وقال لهم وأنتم لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم فإن الله أوصى قائلاً أكرم أباك وأمك ومن يشتم أباً أو أماً فليمت موتاً وأما أنتم فتقولون من قال لأبيه أو أمه قربان هو الذي تنتفع به مني فلا يكرم أباه أو أمه .... ﴾( مت 15 : 3 – 5 ) .. العبادة الشكلية الصورية بالطبع تتكرر وموجودة في كل جيل وليس الكتبة والفريسيون فقط .. لذلك هناك عبادة شكلية مرفوضة وعبادة مقبولة

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل