العظات

إقامة بن أرملة نايين

لو 7 : 11 – 17 ، آحاد شهر بابه المُبارك ياأحبائىِ تدور حول خط واحد وهو سُلّطان ربنا يسوع على النِفَس البشريّة ، وأقوى نوع فىِ سُلّطانه على النِفَس البشريّة هو " إِقامة الموت " ، والإِنجيل هُنا يتكلّم عن شاب ميّت وربنا يسوع تقدّم ولمِس النعش وقال " أيّهُا الشاب لك أقول قُم " وأُم هذا الشاب هى سيّدة أرملة أى فقدت زوجها واليوم فقدت إِبنها الوحيد ، وعِندما تفقد إِبنها الوحيد يكون فىِ داخلها حُزن شديد ، مات إِبنها وكفّنوه وكانت مِن العادات فىِ ذلك الحين أنّ المدافن تكون خارج المدينة ، عِند باب المدينة بالضبط وعِندما كان الناس خارِجون بالشاب الميّت لكى يدفنوهُ وهذا كان موكب صعب جداً ، كان كُلّهُ حُزن وعويل ، وجدنا موكب آخر فيهِ ربنا يسوع وهذا الموكب داخل البلد ، " ذهب معهُ كثيرون مِنْ تلاميذهِ وجَمع كثير " ، كان يسوع فىِ المُقدّمة وتلاميذهُ ورائهُ والسيّدة أيضاً كان معها جمع كثير " وهى أرملة ومعها جمع كثير مِن المدينة " موكب خارج فيهِ ميّت وموكب داخل فيهِ ربنا يسوع موكب فيهِ موت وموكب فيهِ رئيس الحياة والموكبين تقابلوا فىِ نُقطة واحدة ، فربنا يسوع وجد السيّدة حزينة حُزن شديد جداً " فتحنّن عليّها وقال لها لا تبكىِ " وأحب أن أتكلّم معكُم فىِ نُقطتين : (1) تراءف عليّها (2) تقدّم ولمس النعش ربنا يسوع عِندما يجد الإِنسان بيبكىِ على ميّتهُ يتراءف ويُقيم موتى الخطايا لأنّ إِقامة خاطىء مِن خطيتهُ هى القيامة الحقيقيّة ، فالموت الحقيقىِ هو موت الخطيّة فهو الّذى يجعل الإِنسان يخسر مصيرهُ الأبدى فِعلاً فالخطيّة هى التى جلبت الموت وهى سبب الموت ، إِذاً الخطيّة هى أقوى مِن الموت ، وسُلّطان ربنا يسوع على الموت هو أن يُقيم الخُطاه مِن موت الخطيّة 0وأبونا فىِ الصلاة يقول " لا تدع موت الخطيّة يقوى علينا ولا على كُلّ شعبك " فالسيّدة أُم الشاب بِتبكىِ ودموعها بِتجعلها لا ترى مَن أمامها ولكن يسوع لمّا رأها تحنّن وتراءف ، وهُنا لم يكُن أحد قد دعى ربنا يسوع لكى يُقيم هذا الميّت ، ولكن هُنا هو الّذى ذهب ، ذهب بِتدبير لكى يُعطىِ حياة دون أن يطلُب منهُ أحد ربنا يسوع عِندما يجد نِفَس قد إِجتازها الموت وتسلّط عليّها يتراءف وأحشائهُ فىِ الداخل تتحرّك ، فزكريّا عِندما ولد يوحنا المعمدان قال " بأحشاء رحمة إِلهنا التى بِها إِفتقدنا المُشرق مِن العلاء " ( لو 1 : 78 ) فلم يكُن أحد يقدر أن يطلُب مِن ربنا أن يأتىِ على الأرض ويموت ويُصلب ، ولكن ربنا مِن تحنّنهُِ غُلب ، ولِذلك مَن الذى أقامنا معهُ ؟! تحنّنهُ فمِن الأمور التى حرّكت تحنّنهِ دِموع أُمّه ألا وهى الكنيسة ( أُمنا ) ، فهى عِندما تجدنا ميتيين بالخطايا تكون حزينة جداً ، لأنّ عِلاقتنا بالكنيسة ليست خارِجيّة ولكنّها داخليّة لأننا أبناء00أبناء00أبناء وبِشفاعة الكنيسة عن أولادها تغلِب تحنُّن ربنا " كما يتراءف الآب على البنين يتراءف الرّبّ على خائفيهِ " فأنا أقف وأقول لهُ يارب أنا ميّت ، ميّت بِمعنى كلمة ميّت ميّت فاقد الحِس فاقد النُطق ، أنا غير قادر على أن أنحاز للصلاح ، أنا غير قادر أن أنحاز للروحيّات ، عايش فىِ قيود الجسد ، ميّت ، وهُنا الكنيسة تبكىِ عليك وتجلب لك حنان ربنا لكى يقترب إِليك ويُقيمك ، النِفَس الميّتة بالذنوب والخطايا المحمولة على نعش لها رجاء عِند ربنا يسوع ، فما الذى جعل ربنا يسوع يقترب مِن الخُطاه ؟! حنانه ما الذى جعلهُ يتجسّد ؟! حنانه فهو مغلوب مِن تحنّنهُِ ولِذلك الكِتاب عِندما يذكُر قصة السامرىِ الصالح يقول " ولمّا رآه تحنّن " ، فهذا هو رجاءُنا فىِ ربنا يسوع ، ولِذلك أقول لهُ : يارب تحنّن ، والكنيسة تصرُخ وتقول " أعنّا يا الله مُخلّصنا لأننا قد تمسكنّا جداً " ، فلِكى حنان ربنا يتحرّك أقف أمامهُ مُنكسر ، القلب المُنكسر والمتواضع لا يُرذلهُ الله فكلِمة " إِرحمنا " تجلب علينا حنان ربنا ، كلِمة " أعنّىِ " ، كلِمة " خلّصنىِ " تجلب عاطفة ربنا المُذخّرة لنا لأننا أولاده ، ولأنّهُ هو ينبوع الحياة ومُعطىِ كُلّ حياة ، فأقف أمامهُ مِثل العشّار الذى وقف مِن بعيد ولم يشأ أن يرفع رأسهُ ، فهذا الوضع يجلب حنان ربنا ، لِدرجة أنّ القديسين يقولوا " أكثروا مِن السجود فىِ الصلاة " ، فالإِنسان الذى يطأ رأسهُ للأرض هو إِنسان يجلِب حنان ربنا ، والكنيسة تقول " إِحنوا رؤوسكُم أمام الرّبّ " ، فإِحناء الرأس هو إِنكسار وخضوع ومذلّة ، فهو يدُل عن إِنسان خجلان مِن ربنا ، ونحنُ بِنخجل مِن خطيتنا أمام ربنا يسوع ينبوع كُلّ حنان فنقف ونحنُ نشعُر بِخزينا وهُنا نأخُذ حنان ربنا ورأفاته وفىِ موقف إِقامة هذا الشاب لم يوجد أحد قد طلب مِن ربنا يسوع ولكنّهُ هو تحرّك ، وحتى أُمّه لم يذكُر الكِتاب أنّها طلبت مِن ربنا يسوع فحتى ولو الإِنسان فقد أى شفاعة أو حنان مِن المُحيطين بهِ ، فإِنّ شفاعة ربنا يسوع كفيلة بأن تُقيمه ، وحنان ربنا يسوع كفيل أن يُعطىِ حياة للموتى ونحنُ الأحياء الّذين فىِ موكِب الداخلين ، الإِنسان يسأل نفسه : أنا فىِ أى موكِب ؟! موكِب الحياة أم موكِب الموت ، كُلّ إِنسان فينا بيعمل خطايا هو بيفقد جُزء مِن طريقهُ لأورشليم السمائيّة ، ويسير فىِ الطريق المُضاد وكُلّ إِنسان بيفعل الصلاح هو يسير فىِ طريقه لأورشليم السمائيّة إِلى أن نتقابل كُلّنا ، فأنا مَن الذى أتبعهُ وفىِ أى موكِب أسير ؟!! نحنُ لنا رجاء فىِ رئيس الحياة وفىِ حنانه لنا ، لنا رجاء حتى ولو كان الموت قد غلبنا ولِذلك ربنا يسوع قصد أن يذكُر لنا مُعجزة إِقامة ميّت ، لكى يؤكّد لنا أننا حتى ولو كُنّا موتّى فهو قادر أن يُقيمنا ، وبِذلك نقول لهُ : فإِن كان للميّت رجاء فهكذا رجائىِ فيك يارب ، أنا رجائىِ فيك مِثل رجاء الميّت ، حنانك هو الذى يجعلك تقترب إِلىّ فالموت لهُ سُلّطان ولهُ مهابة ، ولكن يقول الكِتاب " ثُمّ تقدّم ولمِس النعش " فالناس الّذين يحملوهُ وقفوا فقال كلِمة عجيبة " أيّهُا الشاب لك أقول قُم " ، ما هذا ؟!!رئيس الحياة مُتقدّم إِلى الموت يتحداه الموت مع الحياة إِلتقوا فىِ نُقطة ، وهذا نِفَس ما حدث فىِ الصليب ، لقد تلامس ربّ المجد مع الموت وصار هو والموت فىِ مواجهة فغلِب الموت ، وهُنا عِندما تقدّم ولمِس النعش وقال للشاب لك أقول قُم ، قال " أين شوكتك ياموت ، أين غلبتِك يا هاوية " ، ربنا يسوع لهُ سُلّطان على الموت لأنّهُ هو رئيس الحياة وكان لِشعب إِسرائيل أن يعبُر نهر الأردُن لكى يدخُل أرض كنعان فقال لهُم أن يجعلوا التابوت يتقدّمهُم ويبعدوا عنهُ ألف ذِراع ، وعِندما فعل الشعب هكذا رجعت المياه إِلى الخلف ، فنهر الأردُن بيرمُز إِلى الموت ، مُستحيل أن ندخُل أورشليم السمائيّة دون أن نعبُر الموت ، فلِكى ندخُل كنعان لابُد أن نعبُر نهر الأردُن ، ولكى لا يبتلعنا الموت ربنا يسوع يتقدّمنا ويجتاز بِنا الموت ، فنحنُ نموت ولكن لا يبتلعنا الموت وفىِ العهد القديم ربنا غضب على شعب إِسرائيل فعمل وبأ بينّهُم فقتل 70 ألف نِفَس ، فموسى تشفّع عن الشعب ، وهارون أخذ يُبخّر بين الموتى والأحياء فوقف الوبأ ووقف الموت ، وهذا ما فعلهُ ربنا يسوع ، فهو عمل فاصل بين الموت والحياة فسُلطان ربنا يسوع هو مُمكن أن يكون فىِ كلِمة فقط خارجة مِن فمهِ ، ولِذلك لا تستهن بِكلمة الإِنجيل لأنّها لها قُدرة على إِقامة الموتى ، فأى إِنسان تُقاس قدرتهُ بِكلمتهِ ، وربنا يسوع عِندما يقول لِشخص لك أقول قُم فهذهِ الكلِمة مُقتدرة والقديس بولس فىِ رسالتهُ إِلى العبرانيين الإِصحاح الأول يقول " حامل كُلّ الأشياء بِكلمة قُدرتهِ" ( عب 1: 2 ) ، هذهِ الكلِمة هى التى مصدر القُدرة والقوّة ، ولِذلك فىِ الكنيسة أى أمر يتم بالكلِمة لأنّ الكلِمة مُقتدرة لأنّها كلِمة بالروح ولها سُلطان ، فأبونا عِندما يقول " وهذا الخُبز يجعلهُ جسداً مُقدّساً لهُ " ، فنجد أنّ الخُبز يتحّول إِلى جسد ، وأيضاً الأب الأسقُف عِندما يضع على واحد يدهُ فإِنّهُ بيجعلهُ شمّاس ، ومِن هذا أخذت الكنيسة سُلطانها بالكلِمة ، فكلِمة الإِنجيل بِتدخُل إِلى داخلىِ وتُعطينىِ حياة ولها إِقتدار فىِ قوّتها وربنا يسوع فىِ كُلّ سُلطانة فىِ إِقامة الموتى بيُعطىِ علامة حياة ، فأبنة يايرُس عِندما قامت جعلها تأكُل وعِند إِقامة لِعازر ربّ المجد يسوع قال للّموجودين حلّوه ودعوهُ يمضىِ وعِندما أصبح لِعازر يمشىِ صار ذلك علامة حياة والشاب الّذى نتكلّم عنهُ هُنا يقول عنهُ الكِتاب " وإِبتدأ يتكلّمُ " ربنا يسوع عِندما أحبّ أن يصنع معنا مُعجزة أعطانا الحياة ويتكلّم ولا يستطيع أن يسكُت ، يتكلّم مِن عظمة رحمتهُ معنا ، ولِذلك إِقترن بِكلمتهُ ولو خضعنا لِكلمتهُ فإِنّ كلِمتهُ قادرة أن تُحيينا وتُخلّصنا مِن كُلّ دنس أنا ضعيف وعِندما أعيش الوصيّة أجد أنّ الكلِمة لها سُلطان ، وأطلُب مِن الكنيسة أن تشفع لىّ وأُقدّم دِموع مِن أجل أخوتىِ وبِذلك نصير كُلّنا بِنشفع فىِ بعض ، ويقول الكِتاب هُنا عن الشاب " فدفعهُ إِلى أُمّهِ " ( لو 7: 15 ) ، أرجعهُ لأُمّهِ ربنا يسوع بيرّجعنا للكنيسة ، والكنيسة هى المسيح والمسيح هو الكنيسة ، المسيح ترك لنا أحضان الكنيسة لكى نشبع منّها ربنا يُكملّ نقائصنا ويسند كُلّ ضعف فينا بنعمتهِ ولإِلهنا المجد دائماً أبدياً آمين

معجزة شفاء مجنون أعمى وأخرس

بسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الان و كل اوان الى ظهر الدهور كلها امين يحكلنا احبائي انجيل هذا الصباح المبارك معجزه من معجزات رب المجد يسوع التى اظهر فيها قوته واقتداره وسلطانه على مملكه الشيطان مملكة عدو الخير.. انجيل معلمنا متى بيعلن مملكه الله في كل المجالات فهنا اتوا الية برجل الشيطان مسيطر عليه في كل الامور احضر الية اعمى ومجنون واخرس فشفاة .. عدو الخير سيطر على كل حواسه ودة اللى بيعملوا عدو الخير لما بيملك على انسان يجعلة اعمى لا ينظر الامور الغير مرئيه لا ينظر إلى الابديات..لا ينظر إلى السماويات بيصاب بالعمى...لا يرى اللة مجنون يعني مختل العقل عقله غير متزن الانسان اللي عدو الخير بيسيطر عليه تلاقيه افكارة ملخبطة .. يبيع الغالي بالرخيص مجنون اخرس يعني لسانه لا ينطق ..الانسان اللي سيطر علية عدو الخير تلاقيه ما يعرفش يقول كلمتين مع ربنا يبقى اخرس ما يعرفش يسبح زي ما يقول المزمور ليس الاموات يباركونك يا رب ربنا يسوع لما اتي اليه بهذا الراجل فشفاة.. ابتدى يتكلم..ابتدى يبصر فدهش الجميع وقالوا . .العلى هذا ابن داود؟! في ناس تشوف المعجزات تمجد ربنا وتفرح بعمله وتسجد لعظمته وفي ناس تشوف المعجزه زي الفريسيين لم سمعوا قالوا هذا لا يخرج الشياطين الا ببعلزبول. رئيس الشياطين هنا ابتدي ربنا يسوع المسيح يتكلم مع الجماعه الفريسيين دول قال لهم ..كل مملكه تنقسم على ذاتها تخرب انتم نظرتكم للامور بيها عدم تصديق ..وعدم ايمان؟ انا لما باخرج شياطين معناها ان انا مملكه بتاعتي مملكه اقوى..وانا بأخرج شياطين بروح اللة أو بعمل اللة او بقوه اللة....من هنا قال لهم ..انتم تجدفون على روح اللة بمعنى انكم ترفضون عملة وتنكروا وكل تجديف يغفر الا التجديف على الروح القدس رفضكم لعمل روح ربنا الدائم المستمر واسراركم على كده هو ده اللي مش هيتغفر لكم بدا ... يمكن اي خطيه تتغفر لكن رافضك لقوه وسلطان عمل الله لا يغفر... وبعدين رجع في الاخر وقال لهم لو عاوزين تعرفوا اصل الحكايه بتاعتكم جاية منين ...اصل الحكاية من جواكم قال لهم اجعلوا الشجره جيده وثمرها جيدا او او اجعلوا الشجره رضيه وثمرها رضيا.... انتم شكل شجره بتاعكم حلو لكن من جوه ثمرها رضى.. ياريت الشجرة بتاعكم من برة شكلها رضيا والثمر رضيا..لكن انتم في تناقض في كلامكم انتم بتقيموا نفسكم اصحاب سلطان وبتقيموا نفسكم اصحاب مبادئ اعلى من المبادئ بتاعتى انا بقول لكم اجعلوا الشجره جيدة وثمرها جيد لان من الثمرة تعرف الشجره كلامكم يدل على ان الشجرة ثمرها رضى. لكن ممكن انتم يبقى شكلكم كويس قدام الناس لا انا باقول لكم اذا كنتم عاوزين نعرفكم فعلا.. مش نعرفكم من شكل الشجره لكن من ثمره الشجره اجعلوا الشجره جيده وثمرها جيدا في الحقيقه احبائي دي كلمه عايزين ناخذها لانفسنا النهارده اجعلوا الشجره جيده وثمارها جيدا الانسان يسال نفسه كده الشجره بتاعتي فيها ثمر شكله ايه؟ اية الثمر اللي في حياتي؟ لما يجي اروح القدس يكلمني عن الثمر ويقولى محبه فرح سلام طول اناة لطف صلاح وداعة تعفف لما اجي انا اشوف الثمار دي في حياتي قد ايه وكميتها قد ايه الثمر ده يعرفني الشجره من جوه ايه اخبارها عايزه اشوف الشجره بتاعتي احوالها ايه اشوف الثمر بتاعي تعال كده انسان يختبر في المحبه انسان يقول لإنسان كلمه ممكن تجرحوا او تجرح كرامته انسان نوجهلوا نقد ونشوف رد فعلة اية .. تعالة نختبر المحبه بتاعتنا التى بلا مقابل تعال نختبر المحبه بتاعتنا محبه حقيقية ونشوف احنا فينا ثمر ولا مافيناش .. عايز تشوف المحبه بتاعتك عايز تشوف الثمر بتاعك شوف الشجره بتاعتك اصلا ايه ما تحكمش من بره وانت مش شايف جوة . اجعل الشجره جيد وثمارها جيدا احنا في الحقيقه احبائي الثمر فينا ضعيف جدا لما نختبر على مستوى الثمر ..بنبقى في ضعف شديد جدا نيجي نختبر نفسنا على مستوى الخارج نلاقى نفسنا حلوين وكويسين بنحضر الكنيسة بنعرف ربنا ونحفظ في الكتاب المقدس وبنعرف آيات كتير اختبر نفسك في الايات ( ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه )كلنا حافظينها ..طب مين فينا بيعمل بيها مين فينا شغال فيها مين فينا واخذها موضع التنفيذ ان العالم كله لو ربحتوا هاعمل بيه ايه لو خسرت نفسي ... الكتاب بيقول( لا تحب العالم ولا الاشياء التي في العالم لان العالم يمضي وشهوته معة اما الذي يصنع مشيئه الله هذا يثبت الى الابد ) بتعمل بيها؟! ان هيئه هذا العالم تزول هل مصدق الكلام دة وشاغل جواك وعامل ثمر فيك حقيقي وواقعي ان انت انسان محب للبزل محب للعطاء محب ان انت تنقل غناء لملكوت السماء هل انت زاهد فى مقتنيات العالم ولة الأمور دى موضع شهوه وموضع ثراء وان وانت ممكن تخسر اعز اصحابك واعز اخواتك على شبر ارض في الحقيقه احبائي اجعلوا الشجره جيده وثمارها جيدا صراع في الانسان صراع فى الإنسان بين الداخل و الخارج بيحسموا عمل نعمه ربنا كلما الانسان ما قرب لعمل نعمه ربنا تلاقيه من الخارج زي الداخل وتلاقي الداخل زي الخارج يقولوا عن القديس يحنس القصير كان قاعد يعلم اولاده شاهدة شخص ان القديس يحنس ملفوف حواليه تلاميذ كتار جدا فغار منه و قاله كلام جارح جدا قال له انت مجمع الناس بغش وخداع زي كده الراجل الساحر اللي بيجمع حوالين الناس اللي بيسحرلهم.. انت عامل زي الست البطاله اللي بتجمع الناس حواليها ظل يقول له كلام جارح جدا يقولوا عن القديس يحنس القصير رد علية رد عجيب جدا انت قد رايت الخارج فماذا كنت تقول لو رايت الداخل عايز يقول له الكلام اللي انت بتقوله ده انت شايف بره ده جوه اوحش من كده انت رايت الخارج فماذا كنت تقول لو رايت الداخل فتلاميذ القديس يحنس قاعدين معاة اتغاظوا ازاي معلمهم يتهان ازاي ما يردش علي الراجل ده طب احنا ناخذ لك حقك فسالوا القديس انت لية ما تكلمتش مع الراجل ده بشده شويه ليه سكتلة ..ساله احد تلاميذة احنا رايناك كنت هادى جدا هل كنت من جوه هادي؟ ولة كنت من برده بس هادى ومن جوة زعلان؟؟ قال لهم ماذا رايت من الخارج ؟قالوا فى ملئ الهدوء قال لهم كما كان الخارج هكذا كان الداخل ايضا اجعلوا الشجره جيده وثمرها جيدا ..عشان كده احبائي الفضائل.. كلمه فضيله اساسا جايه من ايه ؟جايه من شيء يفضل عن شيء ..عشان كده اسمها فضيله فضيله يعني انا امتلئت محبه في داخلي ففضلت عنى فظهرت في الخارج فصارت تصرفاتى بمحبة انسان بيلهج في ناموس اللة نهارا وليلا فأبتدي كلامه يبقى كلام مملح... كلام كله كلام الاهى كلام كله من الانجيل سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي جات منين؟. شبع من الداخل فاض على الخارج اجعلوا الشجره جيد وثمرها جيدا ابدا من الداخل تنتهي للخارج لكن تبدا من الخارج تنتهي في الداخل من هنا احبائى رب المجد يسوع بيكلم الفريسيين و بيكلمنا احنا كمان لاننا مش افضل منهم كثير اجعله الشجره جيدا وثمارها جيدا راقب الشجرة بتاعتك كويس شوف الشجره من جوه ادخل الى اعماقها اكتشف امراضها شوف لية الحياه لو كان فيها ثمر يبقى ثمر خارجي لكن من جوة من الاعماق وقفت الصلاة ليها متعه ليها لزة ليها وقت ليها عشرة عند ربنا هل لما بتقف تتكلم بتلاقي الكلام بيخرج منك بتدفق ..هل حابب ان انت تقف في حضره ربنا كتير هل انت لك محبه حقيقيه تجاه كلمه ربنا هل فعلا بتتلذذ بكلام ربنا هل ليك ثمار تليق بالتوبه هل فعلا زى مابيقول سفر الاناشيد حبيبى دخل إلى جنتى ليقطف من اثمارى ربنا داخل جنه نفسي عاوز يشوف الثمر اللى جواة هيلاقى ولة مش هيلاقى دة الامر اللى ربنا عاوز يشوفه جوانا عاوز يشوف جوانا ثمر بر ثمرفضيلة حقيقى يفرح قلبة شهى لنفسة يشبع و يغذي اجعلوا الشجره جيدة وثمارها جيدا ركز على الداخل عشان كده الاباء القديسين يقولوا لنا لو جهدنا مع الداخل نرتاح في الخارج كل ما الانسان ما يجاهد مع نفسة .. الانسان لا يسقط الامن داخله اولا لا يسقط انسان في شهوه ولا في عدوانية ولا في غضب الا ويسقط اولا من الداخل ولو حب الانسان ان يقوم لا يقوم الا ان يقوم اولا من داخل نفسه من هنا احبائي هراقب الشجره بتاعتي شجرتي محتاجه لايه ليه ما فيهاش ثمر ولو فيها ثمر مريض ضعيف ممكن يبقى معرض للخطف والنهب شوف الشجره بتاعتك فيها ايه بالضبط انهة مرض اعتراها الواحد عشان يشوف الشجره بتاعته ويلاقي انها لازمها عدة أمور... محتاجه ايه الشجره بتاعتي محتاجه تربه كويسه طب ومحتاجه اية .. محتاجة مياة باستمرار متابعه باستمرار و التربه هى الوسط المحيط اللي انت بتعيش في لازم يكون في تربه جيدة... لازم انا انقى نفسي من اي وسط في فكر يعادى ...فكر ربنا او في فكر يلوث عليا فكر ربنا... مافيش داعى أجلس امام التلفزيون وقدام وسائل الاعلام تلوث فكري تخلي التربه اللي انا عايش فيها عماله تتشبع بامور ردية... اكيد التربه بتاعتي هتتشبع بالامور الرضية دى وهتدخل من غير مااشعر للشجره بتاعتى..اصل الشجرة بنتقلها حاجات من التربه واحد يقول لك لا لا دا انا بقعد بتسلى بس شويه هاقول لك صدقني ما تعرفش دة انت مغروس فيها عامل زي الجدر في التربه من غير ما هو يشعر يلاقي حاجات تدخل جواة تدخل جوة قلبك وجوة فكرك .. افكار عالميه.. افكار دنس.. افكار ملوثة من غير ماتشعر.. فين الثمر.؟! بالعكس لانجد ثمر جيد..لكن نلاقى ثمر راضئ جة منين؟! من التربه..او ممكن انسان يقلد انسان مشبع روح العالم.. اقول لك دة جاى من التربه..أو ممكن انسان يحتك بناس يبقى عارف ان هما مضرين جدا بالنسبالة... مايخدش اى موقف معاهم..التربة بتاعت الانسان الوسط المحيط بيقولوا على بني اسرائيل وهما خارجين من ارض مصر رايحين رحلتهم لكنعان اللفيف الذي في وسطهم يعني مجموعه صغيره تخيلوا ان اللفيف اللي فى وسطهم دول هما المجموعه الصغيره جدا اللي خلوهم يشتاقوا انهم يرجعوا أرض مصر...وهما اللي اشاره عليهم يعبدوا الوثن.. وهما اللى اشاره عليهم مزمت الارض ...ده جاي منين من اللفيف اللي في وسطهم قد ايه اضروا بالشعب كله.. اللفيف الذى فى وسطهم اشتهى شهوتا... اوعى يكون في حياتك فى لفيف وانت ساكت عليه اجعلوا الشجره جيده وثمارها جيدا شوف التربه شوف الميه..المياة دى ينابيع الروح.. التي تسقي الشجره وتنميها دي عمل نعمه ربنا... فينك من ينابيع الروح المتدفقه فينك من وسائط النعمه .. فينك من نشاط الروح في داخلك.. زي ما يقول المزمور فيكون كالشجر المغروسه على مجاري المياه التي تعطي ثمرها في حينه امتى الشجره تعطى ثمرها في حين؟؟ ولو مغروسه على مجاري المياه ماهى مجارى المياة... كلمه الله انهار الروح انهار التعزيات.. وقفات الصلاة ...عمل نعمه ربنا جوه الانسان مش ممكن نثمر بدون نعمه الله بس النعمه عشان تشتغل عايزة ايادى مرفوعة يقول القديس اغسطينوس ان النعمه تجول في داخلك تبحث عن سبب لخلاصك ان النعمه مستعدة دائما تتودد الى الانسان بل وتترجاة.. وتتوسل الية قف انحنى ارفع قلبك ارفع يديك..ها انا ذاك عاوز افيد عليك تخيل انسان غير راغب انة ياكل او يشرب ممكن يموت لانه فاقد رغبه الحياه مجرد بس انة فاقد احيانا احنا احبائى بنكون فاقدين الرغبه الروحية مش عاوز اصلى مش عايز اقرأ فى الانجيل صايم بس بثقل علي نفسي كل الامور الروحية ثقيلة اقول لك انت فاقد الرغبه في الحياه الروحيه كدة تموت روحيا كده تبقى عايش فقط بالجسد كده تكون عايش لاهتمامات الجسد والكتاب يقول ان عشتم حسب الجسد فستموتون... ولكن ان كنتم بالروح .تميتونا اعمال الجسد فستحيون... دة عمل نعمة ربنا مجارى المياة...مجارى المياة التى يجب أن نكون مغروزين حواليها... اوعى تدي وقت لكل شيء وما تلاقيش وقت لربنا... خلي بالك دة موت.. اجعل الشجره جيده و ثمارها جيد ...كل ما الانسان كان مهتم بالشجره كل ما كان يفرح...بعمل الثمر.. الشجره محتاجه تربه محتاجه مياه محتاجه متابعه ما فيش شجره تكبر لوحدها.. لازم يبقى ليها رعايه ومتابعه وتخاف عليها لازم انقب حولها واضع زبلا... لازم باستمرار اهتم بيها اراقبها اتابعها... حياتنا الروحيه احبائي محتاجه مننا اهتمام ومتابعه محتاجه مننا يقعد كذا محتاجه مننا اهتمام ومتابعة محتاجة مننا يقظة..محتاجة مننا ان الانسان يراقب نفسه باستمرار من الأسئلة اللى لازم الانسان يقعد مع نفسه ويسالها يا ترى يا رب انا بتقدم ولا بتاخر وليه لازم اسال نفسى السؤال ده..بتقدم؟؟ نشكر ربنا لانك نزعت من داخل قلبي جذور خطايا عديدة اشكرك يا رب لان ابتدت دلوقتي حياتي بقى ليها اهتمامات روحيه وابتديت اشعر بسرور وفرح في الاعمال الروحانيه هاقولك كدة انت ابتديت..تبقى انسان بتعيش فى مملكة الروحانين لكن ممكن تلاقي نفسك العكس تلاقي نفسك بتسر وتفرح وتسعى بشعف للامور الجسديه تلاقي نفسك الشهوات بتلذذك.. تلاقي نفسك الروحيات ثقيلة عليك جدا اقولك.. انت لازلت انسان جزداني راقب نفسك المرض ده جاء منين ؟من الاستهتار من الكسل وانك واخد الحياه بطريقه غير جادية جاء من عدم المتابعه لنفسك سكت على مرض كبر كبر لغايه لما تملك لكن في نعمه ربنا وفي روح ربنا ربنا اعطانا روح قداسه روح تطهير..ربنا اعطانا النعمه والمعونة اللي نعرف نغلب بها اي تيار شر او اي رغبه شر جوانا يلا ارفع ايدك ابتدي اطلب توبه اطلب رحمه اطلب نعمه ومعونة.. شد حيلك تابع نفسك تابع الشجره بتاعتك ما فيش واحد بيعرف ان عنده مرض خطير ويسكت الحياه الروحيه احبائي ملكوت الله لا يؤخذ براحه مش ممكن الفضايل ومش ممكن الامور اللي هتدينا خلاص ابدي ناخدها واحنا مستلقين على ظهورنا ابدا دة بجهاد ومشقة واتعاب واصوام واسهار..لكن الثمر لذيد عندما يشعر الانسان ان الثمر اشتغل جواة يفرح قلبة جدا.. لا يوجد انسان يزرع شجره ولا يكون في نفسه ان يرى الثمر... هكذا محبه الله لنا احبائنا الله اوجدنا لكي يتمتع بثمرنا يقترب الى اشجار حياتنا يشتهى ان ياخذ منها ثمر .. وكلما كانت الشجرة تحضر.لصاحبها اثمار جيدة ومفرحة كلما كانت تسر قلبة يعتزر بها ويكرم هذه الشجره ربنا بيقرب لكل واحد فينا لووجد في شجره يقول هذه هي ارادتى هذه هي مسره قلبي ان هذا الانسان يحقق قصدي ان هذا الانسان يوم يمجدنى في خلقتى.. ان هذا الانسان قد اعلن انتصاري داخلة.ان هذا الانسان غالب للعالم هذة هى فرحه ربنا اجعلوا الشجره جيده وثمرها جيد الانسان لابد ان ينظر إلى نفسه و يراقب نفسه يشوف التربه اللي انت فيها شوف الميه شوف ينابيع الروح.. تابع الشجره بتاعتك اهتميت بالداخل هتلاقي الثمر جميل ويفرح قلبك محبة فرح سلام فرح من مؤشرات الفرح احبائى اللي يعرف نفسه بالضبط عايش مع ربنا انه يبقى فرحان من جواة مهما كانت الضيقات من بره ولكنه لابد ان يشعر انه فرح من داخله ربنا فى العهد القديم كان يعمل لهم اعياد كثيرة ويعمل لهم ذبائح كثيرا لانه كان يريد ان يكون اولاده فرحين دائما.. قال لهم لا تكون الا فرحا.. مش عاوز اشوفك الا فرحان .. ومعلمنا بولس الرسول يكلمنا افرحوا في الرب كل حين واقول ايضا افرحوا.. الانسان الذي يعيش في مع الله يكون من داخله فرحا سلام الله يملك عليه.. طب وان كان يوجد ضيقات.. وان كان فيه تجارب وان كان في احزان اقول لك ده من بره من الخارج ده معلمنا بولس الرسول كان يكلمنا عن الفرح رسالة فيلبى تكلم عن الفرح في هذه الرساله حوالي 15 مره فى حين انه كتب هذه الرساله في السجن..فى واحد يتكلم عن الفرح وهو في السجن اقول لك اصل الفرح الروحي ده فرح من داخل الانسان غير مرتبط تماما بحاله الجسد احنا فكرنا ان الفرح مرتبط بحاله الجسد لو اكلت افرح لو روحت مصيف افرح و لو صرفت فلوس افرح صدقني الفرح غير مرتبط بالجسديات... ممكن الانسان يكون عايش في سجن لكن فرحان وممكن الانسان يكون عايش في قصر لكن مكتئب وحزين.. الفرح مش فرح من الخارج الامور الروحيه تجيب فرح لان هي امور بتنمي ارتباط الانسان بألاهة... فتؤتى بفرح ومسره .. عندما يعمل الانسان عمل و يشعر انة فرح الرب بية يشعر بغمرة سعاده في داخله .. لكن الانسان الذي يشعر بحزن وغم وضيق انسان مش عايش مع ربنا معلمنا بولس الرسول قال كحزانا نحن فرحون كاي شيء لنا نحن نملك كل شيء.. ممكن يكون ظاهرين للناس ان ننا حزانا ممكن يكون مضطهدين ممكن يكون متالمين ممكن نكون فقراء في الشكل لكن احنا من جوانا فارحين.. كاي شيء لنا ونحن نملك كل شيء ..اجعلوا الشجره جيده وثمرها جيد.. راقب الشجره بتاعتك اسهر عليها تبعها راقب الثمر ومش ممكن انسان يتعب في الشجره بتاعته الا وربنا يفرحوا بالثمر لان الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج ربنا يدينا ثمر يفرح قلوبنا كلنا ويسندك كل ضعف فينا بنعمتة ولالهنا المجد اللى الابد امين .

المسيح هو المن النازل من السماء

المسيح هو المن النازل من السماء إِنْجِيل هذَا الصَبَاح المُبَارَك يَتَكَلَّم عَنْ نُقْطَة صَعْبَة الإِسْتِيعَاب .. وَلأِوَل مَرَّة رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح يُعْلِنْ عَنْ نَفْسه كَخُبْز الله النَّازِل مِنْ السَّمَاء المُعْطِي حَيَاة لِلعَالَم وَيَسْألُونَهُ اليَهُود مَنْ هُوَ الَّذِي تَقُول عَنْهُ ؟ يَقُول أنَا هُوَ خُبْز الله .. تَخَيَّل لَوْ جَاءَ إِنْسَان يَتَكَلَّم مَعَك حَوْلَ هذَا الأمر سَتَقُول مَا هُوَ أسَاس هذَا الأمر ؟ لأِنَّ رَبَّنَا يَسُوع كَانَ قَدْ أشْبَعَ الجُمُوع .. أكَلُوا وَشَبَعُوا ثُمَّ رَفَعُوا عَنْهُمْ 12 قُفَّة مَمْلُوءة وَيَقُول الإِنْجِيل كُلَّ وَاحِد بِحَسْبَمَا أخَذْ ( 1بط 4 : 10 ) .. وَآخَر يَقُول مِثْلَمَا أرَادُوا .. فَبَدَأوا يَتْبَعُوا يَسُوع لِيَأكُلُوا بِاسْتِمْرَار . وَأشَارَ لَهُمْ يَسُوع أنَّهُ هُوَ خُبْز الله فِي ( يو 6 ) وَذلِك لأِنَّهُ يُرِيد مِنْهُمْ أنْ يَأكُلُوا حَتَّى لاَ يَجُوعوا .. لأِنَّ رَبَّنَا يَسُوع أرَادَ قَبْلَمَا يُؤَسِس سِر الشُكْر يُوْم خَمِيس العَهْد كَانَ يُمَهِد النَّاس وَلأَِوَل مَرَّة يُعْلِنْ عَنْ هذِهِ الحَقِيقَة .. حَاوِل يِمَهِد أذْهَانَنَا مِثْلَمَا وَضَّح فِي بِدَايِة سِفْر التَّكْوِين عَنْ شَجَرِة مَعْرِفِة الخِير وَالشَّر وَأنَّهَا كَانَتْ سَبَب السُقُوط وَالمُوْت وَحِينَمَا أكَلُوا مِنْهَا طُرِدُوا حَتَّى لاَ يَأكُلُوا مِنْ شَجَرِة الحَيَاة .. لأِنَّ الَّذِي يَأكُل مِنْهَا يَحْيَا إِلَى الأبَدْ وَالإِنْسَان قَدْ وَقَعَتْ عَلِيه عُقُوبَة المَوْت لأِنَّهُمْ لَوْ أكَلُوا مِنْهَا لَنْ يَمُوتوا فَطَرَدَهُمْ وَأوْقَف كَرُوب عَلَى شَجَرِة الحَيَاة بِالقُوَّة ( تك 3 : 24 ) . وَالسؤَال هُنَا مَنْ هُوَ شَجَرِة الحَيَاة ؟ هذَا طَعَام مِنْ نُوع مُخْتَلِف .. أيْضاً قِصَّة أبُونَا إِبْرَاهِيم وَهُوَ قَادِم مِنْ مَعْرَكِة كَدر لعُومَر تَقَابَل مَعَهُ مَلْكِي صَادِق فَسَجَدَ إِبْرَاهِيم لَهُ وَقَدَّم لَهُ عُشُور رَغم أنَّ أبُونَا إِبْرَاهِيم هُوَ أوِّل مُخْتَارِي الله .. هُوَ أب الآبَاء وَهُوَ أعْظَم شَخْصِيَّة فِي هذَا الزَمَان .. فَمَنْ هذَا الَّذِي ظَهَرَ فَجْأة ؟ لأِنَّ مَلْكِي صَادِق قَدَّمَ لَهُ خُبْز وَخَمْر وَلأَِوَل مَرَّة يُذْكَر فِي الإِنْجِيل فِي سِفْر التَّكْوِين .. وَلكِنْ رَبِّنَا كَانَ يُمَهِدَنَا لِحَدِيث هذَا اليُوْم حَتَّى نَسْتَوْعِب مَعَهُ .. لأِنَّ مَلْكِي صَادِق يَعْتَبِرَهُ الكِتَاب المُقَدَّس أعْلَى مِنْ أبُونَا إِبْرَاهِيم وَهُوَ مُؤَسِس كَهَنُوت العَهْد الجَدِيد .. وَحِينَمَا يُوْجَد أبُونَا البَطْرَك فِي الكِنِيسَة وَتَقْرأ الكِنِيسَة المَزْمُور الخَاص بِهِ تَقُول { أنْتَ هُوَ الكَاهِنْ إِلَى الأبَدْ عَلَى طَقْس مَلْكِي صَادِق } وَلَيْسَ عَلَى كَهَنُوت هَارُون .ثُمَّ يَقُول هَلُمُّوا نَتَذَكَّر قِصَّة آبَائْنَا لَمَّا أكَلُوا الْمَنَّ زَمَان النَّازِل مِنْ السَّمَاء فَإِنْ كُنْت أنْتَ الْمَنَّ فَهُمْ أكَلُوا هذَا الخُبْز وَمَاتُوا .. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوع { الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لَيْسَ مُوسَى أَعْطَاكُمُ الْخُبْزَ مِنَ السَّمَاءِ بَلْ أَبِي يُعْطِيكُمُ الْخُبْزَ الْحَقِيقِي مِنَ السَّمَاءِ } ( يو 6 : 32 ) .. فَهَلْ هُنَاك خُبْز أعْلَى مِنْ الله { لأِنَّ خُبْزَ اللهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ ..... } ( يو 6 : 33 ) . مَا هذَا الْمَنَّ ؟ الْمَنَّ هُوَ مَا أكَلَهُ الشَّعْب 40 سَنَة فِي البَرِّيَّة .. وَفِي السُطُور الآتِيَة نَتَحَدَّث عَنْ صِفَات هذَا الْمَنَّ الَّذِي لاَ يُمِيت .. هُوَ عِبَارَة عَنْ رَقَائِق بِعَسَل يَسْتَيْقِظُوا بَاكِر وَيَجِدُوهَا وَيَجْمَعُوا مِنْهَا لِيَأكُلُوا طُول النَّهَار وَلاَ يَأخُذُوا بِزِيَادَة لأِنَّهُ يَفْسَد لِذلِك كَانُوا يَأخُذُوا اليُوْم بِيُومه يَأكُلُوا وَيَشْبَعُوا ..{ ... لَمْ يُفْضِلِ الْمُكَثِّرُ وَالْمُقَلِّلُ لَمْ يُنْقِصْ } ( خر 16 : 18) .. فَمَا هِيَ هذِهِ الرُمُوز ؟ (1) رَقَائِق بِعَسَل مُسْتَدِيرَة : وَهيَ إِشَارَة أنَّ لَيْسَ لَهُ بِدَايَة وَلاَ نِهَايَة .. إِشَارَة أنَّ الْمَسِيح أزَلِي أبَدِي .. { مَخَارِجهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ مُنْذُ أَيَّامِ الأزَلِ } ( مي 5 : 2 ) .. { وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ } ( مت 28 : 20 ) .. هُوَ أزَلِي أبَدِي . (2) عَسَلْ : لَهُ طَعْم حُلْو لأِنَّ رَبَّنَا يَسُوع { حَلْقَهُ حَلاَوَةٌ وَكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ } ( نش 5 : 16 ) . { ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ . طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ } ( مز 34 : 8 ) .. وَكُلَّ مَنْ يَقْتَرِب مِنْهُ يَجِدَهُ حُلْواً .. فِي التَّسْبِحَة يَقُول { هُوَ يَكُون لَهُمْ طَعَام حَيَاة } .. وَالتَّقْلِيد اليَهُودِي يَقُول حِينَمَا كَانَ الشَّعْب يَتَذَمَّر مِنْ طَعْم الْمَنَّ يَجْعَل الله طَعْم الْمَنَّ فِي فَمْ كُلَّ وَاحِد كَمَا يَشْتَهِي وَكَمَا يَشْتَاق . أي أنَّهُ كُلَّ وَاحِد مِنَّا يَأخُذْ الْمَسِيح مِثْلَمَا يُرِيد هُوَ .. لأِنَّهُ مَنْ يَحْتَاج إِلَى الْمَسِيح المُوَبِخ .. المُعَزِّي .. المُؤَدِب .. الشَّافِي .. الصِدِيق .. الآب .. كُلَّ مَا تُرِيد تَجِده فِيهِ .. مَا مِنْ شِئ يِعْوِزَك إِلاَّ وَتَجِد فِي الْمَسِيح كَمَا يَقُول الكِتَاب { الأشْبَالُ احْتَاجَتْ وَجَاعَتْ وَأَمَّا طَالِبُو الرَّبِّ فَلاَ يُعْوِزُهُمْ شَيْئٌ مِنَ الْخَيْرِ } ( مز 34 : 10 ) . (3) مَنَّ : مِنْ ضِمْن الأُمُور العَجِيبَة فِي ( خر 16 ) .. لَمَّا رَأوا الْمَنَّ قَالُوا مَنْ هُوَ ؟ لأِنَّ الَّذِي يَرَى مِثْل هذَا يَقُول " مَا " أم " مَنْ " ؟!!! بِالتَأكِيد المَفْرُوض " مَا " لأِنَّهَا تُقَال عَنْ الغِير عَاقِل .. إِذاً هُمْ إِعْتَبَرُوا أنَّ هذَا الْمَنَّ شَخْص وَلَيْسَ شِئ لأِنَّ هُنَاكَ فَرْق بَيْنَ " مَا " وَ " مَنْ " .. إِذَنْ هُمْ شَعَرُوا أنَّهُمْ أمَام شِئ حَيَّ وَلَيْسَ مَيِّت لِذلِك أسْمَاه الله " مَنَّ " بِمَعْنَى أنَّهُ شَخْص سَوْفَ نَتَعَرَّف عَلِيه وَالمَقْصُود بِهِ هُوَ السَيِّد الْمَسِيح .. كَانَ يُؤخَذْ كُلَّ صَبَاح وَالَّذِي يَخْرُج مُتَأخِراً لاَ يَجِدْ ( عِنْدَمَا تَظْهَر الشَّمْس ) .. لِذلِك يَقُول رَبَّ الْمَجْد يَسُوع { الَّذِينَ يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ يَجِدُونَنِي } ( أم 8 : 17 ) .. كُلَّمَا بَكَّرْتَ كُلَّمَا كَانَ نَصِيبَك مَوْجُود أكْثَر لِتَجِد الطَّعَام جَاهِز وَأنْتَ إِنْ أرَدْتَ أنْ تَأخُذْ قُوِة الْيُوْم كُلَّه تَأخُذْهَا فِي الصَبَاح البَاكِر . (4) مُشْبِع : وَحِينَمَا يَقُول عَنْ الْمَنَّ { ... لَمْ يُفْضِلِ الْمُكَثِّرُ وَالْمُقَلِّلُ لَمْ يُنْقِصْ } فَهيَ إِشَارَة إِلَى الْمَسِيح المُشْبِع وَأنَّ هذَا لاَ يَتَوَقَفْ عَلَى كِمِيَّة لأِنَّ الَّذِي أخَذْ قَلِيل يَشْبَع بِنَفْس قَدْر الَّذِي أخَذْ كَثِيراً .. إِذَنْ مَا هِيَ صِفَات هذَا الطَّعَام العَجِيب الَّذِي يُشْبِع دُونَ أنْ يَرْتَبِط بِالكِمِيَّة ؟ مَنْ هذَا الَّذِي يُعْطِي هذَا الطَّعَام ؟ لأِنَّ كَلِمَة مِنْهُ تَمْلأ حَيَاتَك كُلَّهَا .. لِقَاء وَاحِد مَعَهُ يُغَيِّر حَيَاتَك كُلَّهَا .. مُشْبِع لأِنَّهُ طَعَام سَمَاوِي طَبِيعَتَهُ مُخْتَلِفَة عَنْ طَبِيعِة الطَّعَام العَادِي وَيَكُون فِي الصَّبَاح فَقَطْ وَأي كِمِيَّة تُشْبِع .. لأِنَّ لَهُ قَاعِدَة مُخْتَلِفَة هُوَ شَخْص رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح المَخْفِي فِي هذَا الْمَنَّ .. هُوَ طَعَام مَجَّانِي نَأخُذَهُ دُونَ مُقَابِل .. المُقَابِل الوَحِيد أنْ تَقُوم بَاكِر وَتَجْمَع مِنْهُ لكِنْ لِكَيْ تَأخُذَهُ وَتَدْفَع فِيهِ .. لاَ .. هذَا لاَ يَحْدُث .. هذَا هُوَ السَيِّد الْمَسِيح الَّذِي جَاءَ مِنْ أجل العَالَم لِيُعْطِي خَلاَص مَجَّانِي .. وَلكِنْ المَطْلُوب أنْ تَكُون مُشْتَاق .. أنْتَ مُحْتَاج لِذلِك خَرَجْت وَطَلَبْت لِتَجْمَع مِنْهُ وَالْمَسِيح يَقُول أنَا سَأُعْطِيك مَجَّاناً بِرَّ .. نِعْمَة .. عِفَّة .. خَلاَص .. تَخَيَّل لَوْ أنَّ الكِنِيسَة وَضَعَت التَّنَاوُل بِمُقَابِل وَلكِنْ مَا هُوَ مُقَابِل التَّنَاوُل إِلاَّ التَوْبَة .. التَبْكِير .. أُسَبِّح فِي القُدَّاس .. أسْتَقْبِلُه بِتَقْوَى وَبِرْ وَعَفَاف .. هذَا هُوَ المُقَابِل بِالنسْبَة لَهُ وَلَيْسَ كَمَا يَفْعَل أهل العَالَم وَيَكُون المُقَابِل مَادِّي .. لاَبُد مِنْ أخذ الْمَنَّ وَلِكَيْ يَكُون هذَا أنْ تَكُون مُشْتَاق وَمُحْتَاج وَمُسْتَيْقِظ مُبَكِراً . (5) نَازِل مِنْ السَّمَاء : كَانَ النَّاس يَرُوا الْمَنَّ وَهُوَ يَتَطَايَرْ مِنْ السَّمَاء وَحَتَّى يَنْزِل إِلَى الأرْض .. مَنْ الَّذِي صَنَعَهُ ؟ لَيْسَ أحَدْ وَلكِنْ هُوَ آتِي مِنْ عِنْدَ رَبِّنَا يَسُوع .. { خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ الآبِ } ( يو 16 : 28 ) .. { وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ .... } ( يو 3 : 13 ) .. لِكَيْ يُشْبِعْنَا جَاءَ إِليْنَا " نَزَلْ " .. { هذَا الَّذِي مِنْ أجْلِنَا نَحْنُ البَشَرْ ، وَمِنْ أجْلِ خَلاَصِنَا ، نَزَلَ مِنْ السَّمَاء وَتَجَسَّدَ مِنْ الرُّوح القُدُس ، وَمِنْ مَرْيَمْ العَذْرَاء تَأنَّس ..... } ( مِنْ قَانُون الإِيمَان ) .. لِيُعْطِي لَنَا شَبَعْ مِنْ بَعْد جُوع .. لِتَتَحَوَل حَيَاتْنَا إِلَى تَسْبِحَة شُكْر كُلَّ يُوْم لِذلِك الَّذِي يُطْعِمْنَا وَنَحْنُ الآن فِي غُرْبَة مَاذَا نَفْعَل ؟ لاَبُد أنْ نَعْمَل وَإِنْ لَمْ نَعْمَل سَنَمُوت لأِنَّهُ مِثْلَمَا كَانَ الطَّعَام هُوَ سَبَبْ طَرْد الإِنْسَان مِنْ الفِرْدُوس .. أنَا سَأُعْطِي لَكُمْ طَعَام حَيَاة بَدَل مِنْ طَعَام المَوْت الأوَّل .. الآن أنْتُمْ مَدِينُون لِلمَذْبَح وَلَيْسَ لِمَائِدَة أرْضِيَّة لأِنَّهُ هُوَ خُبْز نَازِل مِنْ السَّمَاء .. خُبْز لاَ تَنْطَبِق عَلِيه صِفَات الأرْض ..وَمِنْ الصَعْب أنْ يَسْتَوْعِب عَقْلَك هذَا الخُبْز إِذَا قَارَنْتَهُ بِالأرْضِيَات لأِنَّ مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول يَقُول{ قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ } ( 1كو 2 : 13 ) . رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح فِي أذْهَانَنَا وَإِيمَانَنَا لاَ نَقِيسه وَإِذَا أرَدْنَا قِيَاسه يَكُون ذلِك بِمَقَايِيس سَمَاوِيَّة وَبِالطَبْع لَنْ نَصِل إِلَى هذِهِ الدَرَجَة .. إِذَنْ إِدْرِكه بِإِيمَانَك وَإِذَا سَهَرْت طُوْل الَّلِيل لِتَجِد وَتَرَى مَنْ الَّذِي يُرْسِل هذَا الخُبْز لَنْ تَرَى وَتَحْتَار وَأخِيراً تَسْجُد وَتَقُول آمَنْت بِعَمَلَك .. لِذلِك قَالَ لَهُمْ أُرِيد أنْ تَحْتَفِظُوا بِهذَا الْمَنَّ فَقَالَ إِحْضِرُوا تَابُوت العَهْد وَضَعُوا فِيهِ :0 1/ عَصَا هَارُون الَّتِي أفْرَخِت . 2/ لَوْحَي العَهْد . 3/ قِسْط الْمَنَّ . ضَعُوا الْمَنَّ فِي وَعَاء مَنَّ مِنْ الَّذِي أكَلْتُوه وَالْمَنَّ يَفْسَد وَلكِنْ هذَا الْمَنَّ لَنْ يَفْسَد لأِنِّي أنَا القَادِر عَلَى كُلَّ شِئ فَسَيَظِل فِي تَابُوت العَهْد عَهْد أبَدِي .. أيْنَ التَّابُوت ؟ وَهذَا الْمَنَّ مِنْ أيَام مُوسَى النَّبِي فَهَلْ هذَا الْمَنْ مِنْ نَفْس الْمَنَّ الأوَّل ؟ وَبِالتَّالِي عِنْدَ التَّنَاوُل يَكُون هذَا هُوَ جَسَدْ رَبَّ الْمَجْد يَسُوع أم مُجَرَّد ذِكْرَى ؟!! هَلْ هذَا هُوَ خُبْز خَمِيس العَهْد أم مُجَرَّد رَمْز ؟ .. هُوَ هُوَ .. نَفْس الْمَنَّ الَّذِي كَانَ فِي القِسْط الَّذِى فِي تَابُوت العَهْد هُوَ نَفْسه الجَسَد اليَوْم وَلَيْسَ تِذْكَار أوْ صُورَة أوْ رَمْز أوْ أي شِئ يِفَكَرْنِي بِالْمَنَّ ..لَيْسَ تِذْكَار .. { جَسَدْ وَدَم حَقِيقِي لِيَسُوع الْمَسِيح إِبْن إِلهْنَا } ( مَا يَقُوله الكَاهِنْ أثْنَاء رَشم الجَسَدْ ثَانِيَةً } .. { أخَذَهُ إِبْنَك الوَحِيد رَبِّنَا وَإلهْنَا وَمُخَلِّصْنَا يَسُوع الْمَسِيح مِنْ سَيِّدْتنَا وَمَلِكَتْنَا كُلِّنَا وَالِدَة الإِله القِدِيسَة الطَّاهِرَة مَرْيَم } ( الإِعْتِرَاف الأخِير ) .. ثُمَّ يَقُول { أعْتَرِف إِلَى النَّفَسْ الأخِير } . أي أنَّهُمْ إِذَا أجْبَرُونِي أنَّ هذَا هُوَ الجَسَدْ الحَقِيقِي أم أموت أقُول هُوَ .. أنَا أسْتَشْهِد وَلاَ أُنْكِر أنَّ هذَا هُوَ الجَسَدْ .. هُوَ الْمَنَّ المُخْفَى فِي قِسْط الْمَنَّ .. لِذلِك سَألَهُ اليَهُود هذَا هُوَ الْمَنَّ الآتِي ؟! يَرُد عَلِيهُمْ بَلْ هُوَ أعْظَم مِنْ الْمَنَّ الَّذِي جَاءَ مِنْ السَّمَاء .. وَكُلَّ مَا سَمِعْتَهُ عَنْ الْمَنَّ جَمَعَهُ فِي يَسُوع الْمَسِيح .. إِذَنْ الْمَسِيح المُعَزِّي وَالمُشْبِع مَعَنَا .. وَالأبَدِي وَالأزَلِي مَعَنَا .. ذُو الطَّعْم الحُلْو مَعَنَا .. لِذلِك هذَا الأمر كَانَ بَعْد مُعْجِزِة إِشْبَاع الجُمُوع وَجَاءَ بَعْدُه مُعْجِزَة أُخْرَى وَهيَ هِيَاج البَحْر .. حِينَمَا إِقْتَرَبَ مِنْهُمْ يَسُوع وَقَالَ { أَنَا هُوَ لاَ تَخَافُوا } ( يو 6 : 20 ) .. فَنَجِدُه صَنَعْ مُعْجِزَتِين فِي غَايِة العَظَمَة أشْبَعَهُمْ ثُمَّ نَجَّاهُمْ مِنْ البَحْر وَالعَجِيب أنَّهُمْ حِينَمَا مَشُوا وَرَائه كَانُوا لاَ يَزَالُوا يَأكُلُون مِنْ القُفَفْ المُتَبَقِيَة .. وَلَمَّا يِنْتِهِي المَوْجُود فِي القُفَفْ مَاذَا يَفْعَلُوا ؟ يُطْلُبُوا مُعْجِزَة أُخْرَى تَحْدُث عَلَى البَاقِي لأِنَّ رَبِّنَا يَسُوع قَالَ أنَا أُرِيد أنْ أُعْطِيكُمْ طَعَام جَدِيد وَهيَ المَرْحَلَة الَّتِي تُمَهِدْنَا إِلَى مَرْحَلِة { أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاة } ( يو 6 : 48 ) . الكِنِيسَة تَقُول فِي البِدَايَة تِتْمَتَعُوا بِالخَمَسْ خُبْزَات وَالسَمَكْتِين .. وَالكِنِيسَة تُشِير إِلَى هذِهِ السَّبْعَة الَّتِي تَسْبِق التَّنَاوُل وَهيَ :0 1/ البُولِس . 2/ الكَاثُولِيكُون . 3/ الإِبْرَكْسِيس . 4/ السِنِكْسَار . 5/ المَزْمُور . 6/ الإِنْجِيل . 7/ العِظَة . بَعْدَمَا أكَلْت وَتَمَهَدْت إِنْتَقَلْت إِلَى مَرْحَلِة تَصْدِيق أعْلَى لِتَسْتَوْعِب الخُبْز النَّازِل مِنْ السَّمَاء لِذلِك المُتَقَدِم لِلتَّنَاوُل دُونَ حُضُور هذِهِ السَّبْعَة لاَ يَسْتَوْعِب المُعْجِزَة الثَّانِيَة لأِنَّهُ لَمْ يَسْتَوْعِب الأُولَى الَّتِي تُمَهِدُه لإِسْتِيعَاب الخُبْز الآتِي مِنْ السَّمَاء . كُلَّ قِرَاءَة تَسْمَعْهَا خُذْ مِنْهَا نَصِيبَك .. وَحِينَمَا تَقُول أنَّ الوَصِيَّة صَعْبَة – صَعْب المَوْضُوع عَلِيك – لكِنْ خُذْ نَصِيبَك .. يَقُول الرَّبَّ { أَنَا قِسْمُكَ وَنَصِيبُكَ } ( عد 18 : 20 ) النَّازِل مِنْ السَّمَاء .. لِذلِك الَّذِي لاَ يَسْتَوْعِب قُدَّاس المَوْعُوظِين لاَ يَسْتَوْعِب قُدَّاس المُؤمِنِين .. لأِنَّهُ مَنْ لاَ يَتَجَاوَب مَعَ الكَلِمَة المَكْتُوبَة لاَ يَسْتَوْعِب الكَلِمَة المُحيِيَة . فِي قُدَّاس المَوْعُوظِين تَجِدُون البِشَارَة مِنْ العَشِيَّة حَتَّى دَوْرِة بُخُور بَاكِر ..وَتَظِل حَتَّى قِرَاءِة الإِنْجِيل وَبَعْد صَلاَة الصُلْح تَخْتَفِي البِشَارَة حِينَمَا يُنَادِي الشَّمَّا {قَبِّلُوا بَعْضَكُمْ بَعْضاً بِقُبْلَة مُقَدَّسَة ..... تَقَدَّمُوا تَقَدَّمُوا عَلَى هذَا الرَسْم ، قِفُوا بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ ، وَإِلَى الشَرْق أُنْظُرُوا ، نُنْصِت } .. يُرْفَع الإِبْرُوسْفَارِين وَيُوْضَع وَرَاء كُرْسِي المَذْبَح وَيُوْضَع فَوْقَهُ البِشَارَة وَكَأنَّنَا نَشْكُرْهَا أنَّهَا وَصَّلِتْنَا لِلهَدَف وَهُوَ الخُبْز الَّذِي عَلَى المَذْبَح .. عَرَّفِتْنَا الْمَسِيح نَفْسه لأِنَّهُ مِنْ قَبْل كَانَ مُغَطَّى فَفَتَّحِت أعْيُنَنَا لِلأهَمْ وَالخَمَسْ خُبْزَات وَالسَمَكْتِين فَتَّحُوا أعْيُنَنَا إِلَى الْمَنَّ السَّمَاوِي .. لِذلِك نَسْمَع فِي سِفْر الرُؤيَا عَنْ الْمَنَّ المَخْفِي وَالَّذِي يَغْلِب سَيَأكُل مِنْهُ وَهُوَ المِيرَاث العَجِيب ( رؤ 2 : 17 ) .. كَمْ هِيَ عَظِيمَة الْمَسِيحِيَّة وَالكِنِيسَة غَنِيَّة تَنْتَظِر الإِشْتِيَاق وَالتَّفَاعُل حَتَّى لاَ نَجُوع أبَداً . رَبِّنَا يِكَمِل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته وَلإِلهْنَا الْمَجْد الدَّائِم أبَدِيّاً آمِين

قبول الآخرين والبعد عن التعصب احد السامرية

قبول الآخرين و الخحد عن التعصب " أحد السامرية " تقرأ علينا الكنيسة قراءات صباح هذا اليوم , فصل من بشارة معلمنا يوحنا , الإصحاح الرابع فصل المرأة السامرية و جميعنا نعلم البركات فى التحول فى حياة السامرية نتيجة لقاء الرب يسوع معها , لكن أنا أريد أن أركز على شئ , هو أن السيد المسيحخ قصد فى حياته أن يذوّب فواصل كثيرة بين البشر و قصد أن يولد فى مكان فقير و قصد أن يعيش بين ناس سيئة السمعة حتى قيل " أمن الناهصرة يخرج شئ صالح " . كانتت بلد معروفة بأنها بسيطة جداً و وُلد فى بيت لحم , بلد فقيرة و صغيرة جداً . جاء ربنا يسوع يغّير مفاهيم كثيرة جداً من ضمن المفاهيم التى أراد أن يغيرها أن يزيل العداوة بين البشر , العداوة بين اليهود و السامريين , فإنها كانت عداوة عنيفة و شديدة و يرجع جذورها إلى عمق التاريخ . جاء ربنا يسوع من هذة المراة السامرية فيُقال إذا كان شخص يهودى لديه سفر و يمليه طريقه أن يمر بالسامرة , يسافر من طريق آخر لذلك قال القديس يوحنا البشير و هو دقيق فى تعبيراته فقال " كان لابد له أن يجتاز السامرة " فاليهود لم يمروا على السامرة حتى مهما كان و كان اليهود يعتبروا أن الذى يلمس سامرى يصبح نجس و عندما يريدوا أن يهينوا شخص يقولون له " أنت سامرى ". فاليهودى ممنوع ان يمر بالبلد !!! ما هذة العداوة ؟!! إن هذة العداوة من زمن بعيد من أيام رحبعام بن سليمان عندما إنتقسمت المملكة إلى مملكة الشمال و مملكة الجنوب و, و جدنا , كم هى الحواجز بينهم ! و كم من عداوتهم , حتى وصلت إلى حروب بين اليهود و السامرة َ! . و جاء ربنا يسوع و لابد من ان يجتاز السامرة و يتكلم مع مرأة سامرية و يذوّب فاصل ثانى أن اليهود لا يتكلمون مع نساء أبداً على الطريق قائلاً " حتى لو كانت أخته أو زوجته " لا يكلمها , فنرى التشدد و التعصب و الحرفية و الشكلية . جاء ربنا يسوع يذوّب كل هذا . ما قصة المرأة الذين أنتم متشددون من جهتها ؟ هل المرأة شئ سئ ؟ الأمر يكمُن فى داخل الإنسان و نية الإنسان . فترى السيد المسيح يُعالج أمور من جذورها , يقترب من المرأة السامرية و يقول لها " أعطينى لأشرب " , و كانت هى تريد أن تنبهه فقالت له " أنت لا تدرى أنت رجل و أنا مرأة و أنت يهودى و أنا سامرية " . شيئان يعملوا بيننا حواجز كثيرة , و إبتدأ يكلمها عن " أن الذى يشرب من هذا الماء يعطش " و إبتدأ يحوّل وجهة نظرها لأفكار أعمق بكثير تذوّب هذة الفواصل . ربنا يسوع يريد أن يُعلم الإنسان كيف ألا يكون لديه بغضة لأحد ؟ كيف يزيل الكراهية من قلوب الناس ؟ كيف يذوّب هذة العداوات ؟ . منذ إنقسام المملكة , اليهود كانوا فى الجنوب و الجنوب بها أورشليم و أورشليم بها الهيكل . الهيكل ,. أورشليم و اليهود فى الجنوب و عاصمتهم أورشليم و هؤلاء كان عندهم الفصح , الذبائح , العبادة . و عشرة أسباط فى الشمال أخذوا العاصمة السامرة و من هنا جاءت العداوة بين اليهودية و السامرة , بلد بلد , عاصمة لعاصمة . العشر أسباط يريدوا أن يقدموا عبادتهم فمن المفترض أن ينزلوا إلى أورشليم , و لأجل هذة العداوة لم يقبلوا أن ينزلوا إلى أورشليم فقالوا " سوف نقوم بعمل عبادة لأنفسنا و قاموا بعمل عبادة لأنفسهم بالفعل فى السامرة " فعندما علم اليهود بما فعلوه السامريون فقالوا " عبادتهم باطلة لأنها ليست فى الهيكل , لهذا عندما وجدت السامرية إن السيد المسيح نبى فقالت له " هل السجود فى أورشليم فقط ؟ فأتى السامريون يعملون لأنفسهم عبادة , قاموا ببناء هيكل فى السامرة و إختاروا جبل كان الله قد كلم موسى عليه يسمى " جبل جزريم " فإبتدؤا يقولون نحن لدينا هيكل كما أنتم لديكم , لديكم أورشليم و نحن لدينا جزريم ., و يقولون لبعضهم البعض " عبادتكم باطلة " . و من مظاهر كثرة هذة العداوة , كان السامريين يذهبوا فى الفصح إلى أورشليم و معهم عظام موتى و يلقوها فى الهيكل ,و بهذا الهيكل نفسه يتنجس و الذى يمر بالعظام يتنجس و بهذا يبطُل العيد . تخيل اليهود فى ذلك الوقت , و ما هو رد فعلهم ؟؟ . تصير مخالفات و مشاجرات و مشاحنات بينهم , كم من هذة العداوة ! عداوة رهيبة , و لهذا الرب يسوع قصد و هو يكرز أنه يمر على مدينة السامرة , و هم لم يقبلوه من التعصب الشديد , فعندما لم يقبلوه كان معه ابنى زبدى فقال للسيد المسيح " إطلب أن تأتى نار من السماء و تحرقهم , فرد عليهم السيد المسيح " لستما تعلمان من أى روح أنتم " نحرقهم!!!" هناك روح جاء المسيح لكلى ينقلها لنا يزيل العداوة و البغضة و الحواجز و جاء لكى يصالح السمائيين مع الأرضيين و صالح البشر مع بعض " يصالح الشعب مع الشعوب و النفس مع الجسد . فعندما يعرف الإنسان الله يعرف محبة الله و مخافة الله تدخل فى قلبه . ترى قلبه ينبع بالحب للكل , حتى المقاوميين و المعاندين له حتى مع السامريين أعدائنا الذين يفسدون عبادتنا , لماذا ؟؟ لأن هذا أمر فوق أى خلاف لأن روح الله عندما يحل فى اى إنسان يزيل أى شئ لهذا جميل عندما يسلك الإنسان بحسب المسيح الذى جاء ليغير الطبع , لهذا قص عليهم مثل السامرى الصالح . عندما قال " حب قريبك كنفسك " قال " من هو قريبى ؟؟" فقص عليه قائلاًَ" عندما كان هناك رجل نازلاًمن أورشليم إلى أريحا و وقع بين لصوص عذبوه و عروه و جرحوه و وقع بين ميت و حى , مر عليه كاهن و جاز مقابله و مر عليه لاوى و جاز مقابله وإذ بإنسان سامرى مار, فعندما سمع الرجل كلمة سامرى تضايق و إنزعج غير محب أن يسمع كلمة سامرى فقال الرب يسوع مكملاً " هذا السامرى تحنن على هذا الرجل و تقدم إليه وضمد جراحاته و صب عليها خمراً و زيتاً و أركبه على دابته و مضى به إلى فندق و فى الغد , و معنى كلمة فى الغد أنه مكث معه هذة الليلة و فى الغد أخرج دينارين و قال لصاحب الفندق " إعتنِِ به و مهما أنفقت أكثر فعند رجوعى أُُوفيك و سأل مَن مِن هؤلاء الثلاثة قريبه ؟؟؟ , تصوروا إن تعصب اليهودلى وصل به للدرجة إنه لا يقول له "السامرى " بل قال له " الذى صنع معه رحمة " , فلم يرد أن يقول له السامرى. فجاء الرب يسوع المسيح يغير سلوك و مفاهيم و جاء للمرأة السامرىة بمنتهى اللطف و الحب و الحنو , فمن الممكن أن تقول له انت " هذا الأمر ليس لنا دعوة به فيقول لك "لا" و الإنجيل ذكر " كان لابد أن جتاز السامرة " , و عندما ذهب لها كلمته بمنتهى القسوة و هو فى نفس الوقت كان يبدأ بمنتهى اللطف , تدرجت معه من كلمة " أنت رجل يهودى " ثم " أنت رجل و أنا إمرأة " ثم " أرى إنك نبى " فى البداية قالت له " أنت رجل يهودى " ثم لانت معه حتى قالت له " يا سيد " , و ثالث مرة قالت له "أرى إنك نبى " , و فى الرابعة قالت له " ارى إنك المسيا " فرجل ثم سيد ثم نبى ثم المسيا و هو يتدرج معها . فكيف يكون للإنسان هذا الحب المتسع حتى لأشخاص يمكن أن يكونوا كارهينه أو يدبرون له مؤامرات أو ناس رافضين له مثل " السامرية ", فنحن كثيراً ما نمر بهذة الظروف و نجد أنفسنا متضايقين مِن الذين يحيطون بنا و قلبنا يكون ملئ بالغضب تجاه هؤلاء الناس , فتأتى و تقول لهم " لماذا كل هذا " فيقولوا لك " هل أنت لا ترى , ما الذى هم يفعلونه ؟" فنرد و نقول " و أنت لا ترى ما الذى يفعله يسوع و الذى يقوم به ؟؟" فإذا إفترضنا أنهم يعملون السوء فنحن نكون مثلهم , هل نعمل السوء أيضاً؟ !! . فنقول الذى قاله الرب يسوع المسيح " لستما تعلمان من أى روح أنتما " ؟. ففى واحد يقول لك أنا عندما اسمع أشياء مثل هذة بلعن هؤلاء فيقول لك , لا لا لا الفم الذى يبارك لا يلعن أبداً القلب الذى بداخله حب المسيح لا يكره و لا يعرف الكره و لا تدخل فى قلبه الكراهية مهما كان لأنه لو علم " من أى روح هو " يعلم إنه من روح الحب من روح المسيح , أنت بداخلك شئ مختلف . معلمنا بولس الرسول قبلما يعرف السيد المسيح كان يسلك بتعصب شديد كأعمى كان يريد أن يقتل المسيحيين لأنهم ليسوا يهود غير مكتفى أن يضطهد المسيحيين الذين فى بلده بل يسافر إلى بلد أًُخرى ليضطهد المسيحيين الذين هناك , نرى هذة المشاعر الصعبة و الشديدة التى بداخله و بعدما ذهب و ربنا يسوع المسيح ظهر له فى ذلك الوقت يتغير معلمنا بولس الرسول و نرى معلمنا بولس بعدما صار مسيحياً , كيف انه كان يتعامل مع اليهود ؟ , فهو عندما كان يهودياً كان يقتل المسيحيين , فعندما أصبح مسيحى من المفترض أنه كان يقتل اليهود , لا لا لا المسيح عندما دخل قلبه , نور المسيح عندما دخل قلبه وجدناه يقول " أقول الصدق فى المسيح يسوع و ضميرى شاهد لى إنى كنت أود ان اكون أنا نفسى محروماً من المسيح من أجل إخوتى و انسبائى حسب الجسد " ما هذا السمو؟ ماهذا العمق ؟ ما هذا الحب ؟ تجده يتعامل مع اليهود بمنتهى المحبة تجد معلمنا بولس الرسول معاملته مع اليهود مثل مع اليونانيين مثل مع الرومان و تجده مع الرجل و المرأة . إقرأفى رسائل معلمنا بولس الرسول و ترى مشاعره تجاه الكل و عندما يتكلم فى رسالة رومية يقول" المسيح لليهودى و لليونانى " فهو يذوُب الفواصل , فلا يقول إن المسيح لفئة فقط , لا ,لأ . المسيح جاء يغيّر مفاهيم فى حياتنا . لماذا يذهب للسامرية بالأخص و قال " كان لابد له أن يجتاز السامرة " لماذا قص عليهم قصة السامرى الصالح ؟ فهو يريد أن يغيّر أشياء متأصلة فى قلوبهم و يريد أن يغيّر مشاعرهم و يريد أن يرفعهم من مستوى الإنسانى البشرى إلى إنسان الروح . إنسان الروح مختلف , إنسان الروح أسمى بكثير و أعلى بكثير و أعمق و أجمل بكثير , الإنسان عندما يكون قلبه واسع بالمحبة يقبل الآخريين بكل حب . الوجوديين " الملحديين " لأن نور ربنا ليس بداخل قلبهم يقولوا " الآخر هو الجحيم" أى المختلف عنى هو الجحيم . نحن فى المسيح يسوع نعتبر أن الأخر هو المسيح , هذا الآخر بالنسبة للإنسان المسيحى الفرصة التى أُقدم بها لله محبة , الفرصة التى أصنع بها فضيلة , , واحد عمل رواية بمناسبة أن "الآخر هو الجحيم " رواية بها خيال تقول أن شخص كان يعيش وحده فى جنة و مسرور ثم أتى له ملاك و أحضر له إنسان عاشوا مع يعض ,بعض الوقت ثم إبتدؤا يتشاجروا على أشياء فقال , فقال واحد للآخر انت تأخذ اليمين و انا الشمال و الارض واسعة و نبعد عن بعضنا البعض فأتفقوا على هذا, و فى التو الملاك احضر لهم واحد ثالث ففكر و قال أين سيقيم ذلك الشخص عن اى منهما فتشاجر الثلاثة و إتفقوا على تقسيم الأرض على ثلاثة و فى اللحظة أحضر لهم الملاك شخص رابع , فتشاجروا الأربعة و هكذا حتى إنهم كانوا يريدوا أن يقولوا للملاك كفا هذا و يريدون ان يختلفوا مع الملاك , و لهذا يقولون" الآخر هو الجحيم " لأنه يريد أن يحيا لنفسه . نحن فى المسيح يسوع نقول " الآخر هو الوسيلة التى سنربح بها الملكوت " أنت تعرف هل أنت تملك محبة أم لا , إلا بالآخر . لديك إتضاع أم لا , بالآخر , لديك عطاء أو رحمة , إلا بالآخر , لديك إحتمال أم لا , بالآخر , إذاً الآخر هو مرآة لك , إذاص الآخر يكشف عيوبك , فأنت من المفتلرض أن تقول له أشكرك يا رب لأنك تكشف لى كم أنا أنانى ,كم انا متكبر و كم انا ليس لى إحتمال , كم أنا أريد ان الناس كلها تعطينى و انا لا اُعطى أحد و الكل يحتملنى و انا لا أحتما أحد , إذاً الآخر يكشف عيوب , لذلك با احبائى , أوعى تنقاض إلى افكار تجعلك تكره , مهما كان و مهما قيل . فتقول لى كيف افعل هذا , أقول لك أن هذا الكلام لا تستطيع ان تنفذه إلا بالمسيح يسوع , إياك تقوضك الأحداث أنك تترك مشاعرك إلى الكراهية و تستمر فى شحم نفسك من الكراهية وتشحم الذين حولك من الكراهية , و تستمر فى الكلام فى أحداث تشحم كل الذين حولك بالكراهية , يقول لك ,لالالا, " لستما تعلمان من اى روح أنتما " ربنا يسوع جاء يتكلم مع المرأة السامرية و حواجز كثيرة تمنعه من الكلام , و انت يا يسوع تريدها أن تتوب , إتركها يا يسوع فى الضر التى هى فيه , هذة من الأعداء , هذة تعرف خمسة رجال , و لا حتى تعرف عشرين أتركها حتى يعرفوا إن هؤلاء السامريين ناس سيئيين , أتركهم يا يسوع يسيؤا لسمعة بعضهم البعض , فيرد الرب يسوع و يقول لا , فهو يهمه أن تخلص نفسها , يتكلم معها و يهمه أن تخلص نفسها من هذا القلق , لا يكلمها كأنها إنسانة كافرة أو عاهرة بل كان يكلمها بكل لطف و حب . أتعجب من بعض الأشخاص على الذين أراهم على الفضائيات يتكلمون بكلام فى منتهى الصعوبة و يشتم و يقّبِح ثم نراهم يتكلمون عن المسيح يسوع . فأنا لا أستطيع أن أسمع كلام عن المسيح يسوع من فم كان يشتم قبل ذلك , ثم نراه يغمض عينه و يقول يا رب يسوع , أى مسيح هذا الذى يخرج من فم ملئ بالتقبيح و الشتيمة . اى مسيح هذا !! هذا ليس المسيح." لستما تعلمان من أى روح أنتما " . من وقت قريب جاء شخص يقول " كان هناك حديث بين رجل مسيحى و آخر غير مسيحى وكان هذا الشخص سعيد و هو يقول أن المسيحى شتم و أطاح بالغير المسيحى ,فأجبته و قلت له " هل تظن إن هذا صحيح ؟!, فأجاب"نعم " فقلت له : لا هذا ليس هو المسيح , هل عندما أُطيح بالآخر , هل يستجيب المسيح . هل عندما أُطيح بالآخر سأعرف أحضره إلى المسيح , لا بالعكس سيزداد كراهية تجاهى و انا سوف ازداد كراهية تجاهه , و هذا ليس هو المطلوب , ليس هو المسيح . و سوف لا نصل إلى حل ! . " لستما تعلمان من أى روح انتما " ربنا يسوع جاء إلى الملرأة السامرية و يقترب منها جداً , لكى يغيّر مفاهيم داخلنا , و يقول لنا إن الشخص لابد انه يكون لديه قبول للذين يحيطون به . فما هى مشكلة الفريسيين ؟ إنهم شاعرين إنهم فقط هم الصواب , وقف الفريسى قائلاً " أشكرك يارب لأنى لست مثل باقى الناس الخطافين الطماعين الزناة و لا مثل هذا العشار , أنا الأفضل أنا الأحسن " لا لا لا الله لايحب هذا , هذا الفكر فى حد ذاته يجعله مرفوض من الله , فالذى يعطيه قبول أمام الله , أن يقف أمام الله و يقول " الله إرحمنى أنا الخاطى " جميل عندما يعرف الإنسان الروح التى هو منها و ان يعرف أن الحياة لأجل الله , حياة مفرحة و الإنسان الذى يعيش مع ربنا يعيش قلبه مفتوح لجميع الناس بكل حب و لا يسلم نفسه لمشاعر رفض للأخر مهما كان مختلف عنه , ربنا يسوع يتعامل مع السامرية لكى يعطى درساً لكل نفس واضعة حواجز بداخلها , عندما كلمهم ربنا يسوع عن مثل السامرى الصالح و عندما رأوه مع المراة السامرية و عندما رأوه أنه ذهب لبلد السامرة , بالتأكيد كل هذة الأشياء ذوّبت حواجز داخلهم وفواصل كثيرة جداً , كانت موجودة منذ زمن . فعندما كاموا يرّمموا الهيكل الذى فى أورشليم رفض اليهود أن أى شخص يُحضر أى شئ من نواحى مدينة السامرة , رفضوا أن يشتركوا مع السامريين فى ترميم الهيكل , و السامريون عندما وجدوهم يرمموا الهيكل كان لديهم مقاومة شديدة جداً , نقرأفى سفر نحميا نجد أن عندما بدأ نحميا فى بناء الهيكل الناس هاجت عليه, فأنت تتوقع من الذين سيهيجون عليه ؟؟ نحن فى أورشليم الذين يهيجون على بناء هيكل أورشليم الأُممين" الذين ليسوا من شعب الله " أو القبائل المجاورة , أبداً , وجدنا الملك الفارسى متعاطف مع بُناء الهيكل و متعاطف مع نحميا , و أيضاً أعطى له مواد للبناء فقال له خذ الخشب و مواد للبناء و قال له اذهب و الله يوفقك فى الذى أنت سوف تفعله , فمن هم الذين رفضوا البناء و إغتاظوا جداً جداً ؟؟ هم السامريون , شخص يُدعى " سُنبُلُط الحورونى " , و عندما وجدوا نحميا إبتدأ فى بناء الهيكل و لم يستطيعوا أن يوقفوه , إشتكوا عليه عند الملك الفارسى. ترى كمية الحقد التى بداخلهم ! هذة هى أورشليم , هذة هى بلد المقدسات , كيف أنت تُحارب و المفترض أن انت من شعب الله ؟؟؟ الإنسان عندما يكون بداخله هذة المشاعر تتعبه جداً , المسيح جاء ليزيل هذة المشاعر من قلوبنا , قف و قلبك ملئ بالحب و صلى ,إنزع من قلبك أى روح بغض أو كراهية تجاه أى إنسان من أى عقيدة أو جنس أو لون و أقبل الاخر كما هو , فإن كان الله قبلنا نحن كما نحن , إن كان الله متانى علينا كما نحن , إن كان الله يشرق شمسه على الأبرار و الأشرار , إذا كان واهب فرصة لكل إنسان لآخر لحظة فى لحظات حياته , فأمر خلاص كل إنسان هذا فى يدى الله , فإذ كان الله سامح بهذا ,أنا سأقوم بالذى الله لا يستطيع ان يقوم به أو لا يريد ان يفعله !! و لهذا يا أحبائى فكرة الإعتزاز بالنفس و إن كل إنسان يقول على نفسه صح , أو إن الشخص يكون ناظر إلى الذين حوله نظرة دونية , هذا ليس من المسيح , ابداً . جميل جداً الارجل المولود أعمى عندما أرادوا أن يسقطوه فى مشكلة فقالوا له : الرجل هذا خاطئ , فقال لهم :" أََخاطى هو لست أعلم "َ فأنا ليس لى حكم على شخص " لكنى أعلم شيئاً واحداً إنى كنت أعمى و الآن أُبصر " أنا الذى أعلمه أن أنا مسيحى مفرحنى و رافعنى , الذى أعرفه إن أنا أعيش بالجسد و لكننى لا أعيش بحسب الجسد , الذى أعرفه إننى فى العالم و لست من العالم , الذى أعرفه إننى ابن للملكوت , الملكوت يعمل فىّ من الآن و أتمنى و أرجو من كل قلبى أن جميع الناس يذوقوا الملكوت و ربنا لديه طرق و أحكام." أخاطئ هو لست أعلم و لكن أعلم شيئاً واحداً إننى كنت أعمى و الآن أُبصر" جميل يا أحبائى إن الإنسان يكون قلبه مفتوح بالحب للكل و يزيل الفواصل التى يمكن أن عدو الخير يشتالقبلية و العصبية يشترك فى صنعها و يمكن القبلية و العصبية و النسل و الجنس و اللون و الشعوب و يمكن الأديان و العقائد داخل الأجيال , يمكن عقائد داخل الدين الواحد , تنظر لبعضها نظرات إزداراء و كل شخص يتكلم على الآخر , فأقول له نفس الكلمة " لستما تعلمان من أى روح أنتما " , أنت صلى من أجل الكل , أجعل قلبك واسع للكل , أطلب خلاص كل أحد , أطلب أن يكون عندك فم يبارك . إذ كان الرب أعطاك نعمة فتستطيع أن تقترب من الذين حولك بالحب . إذا كان قلبك ممتلئ غيرة تجاه هؤلاء الاشخاص و إنك تريد أن تغيرهم , غيرهم مثلما غير الرب يسوع السامرية , فهو لم يغيرها بالتبويخ أو بالإهانة أو بالتعيير , و لكنه غيّرها بالإقتراب و تَنَازَل , فإبتدأت معه الحديث بشكل يوجد فيه رفض , و لكنه تأنى . ربنا يعطينا روح نسلك بها , نحب بها , نقبل بها , نتخلص من ضعفاتنا الداخلية . ربنا يكمل نقائصنا و يسند كل ضعف فينا بنعمته . لإلهنا المجد الدائم الآن و كل آوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .

طوبى لمن أمن ولم يرى - أحد توما

اليوم ياأحبائىِ الأحِد الأول مِن آحاد الخماسين المُقدّسة ومشهور " بأحِد توما " لأنّهُ هو اليوم الّذى ظهر فيهِ ربنا يسوع لِتلاميذه مُجتمعين ومعهُم توما فالكِتاب فِى يوحنا 20 : 19 يقول ] وفِى عشيّة ذلك اليوم [ ، وهُنا يقول " اليوم " مُعرّف ، والمقصود بهِ هو يوم القيامة فهو يوم مجيد يوم مُميّز وقد ظهر فيهِ ربّ المجد يسوع للتلاميذ وهُم مُجتمِعين ولمْ يكُن معهُم توما وكانوا خائفين مِنْ اليّهود ، وهذا هو ضعف البشر ، فوقف ربّ المجد يسوع فِى وسطهُم ] وَقَالَ لهُمْ : سَلاَم لكُمْ ! وَلَمّا قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ ، فَفَرِحَ التّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرّبّ [ ، فعِندما جاء توما قال لهُ التلاميذ : قِد رأيّنا الرّبّ ، عشر أشخاص يقولون لهُ رأيّنا الرّبّ ، فوجدنا يقول لهُم : ] إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِى يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ ، وَأَضَعْ إِصْبِعِى فِى أَثَرِ الْمَسَامِيرِ ، وَأَضَعْ يَدِى فِى جَنْبِهِ ، لاَ أُومِنْ [ يقول لنا الكِتاب : [وَبَعْدَ ثَمَانيَةِ أيّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُةُ أَيْضاً دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ ] ، " ثمانية أيام " ، أى مِنْ أحِد القيامة للأحِد التالىِ لهُ ، ] فَجَاءَ يَسُوعُ وَ الأْبْوَابُ مُغَلّقَة ، وَوَقَفَ فِى الْوَسْطِ وَقَالَ : " سَلاَم لَكُمْ ! " ثُمّ قَالَ لِتُومَا : " هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَىَّ ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِى جَنْبِى ، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِناً [ فهو أتى خصّيصاً لِتوما ، فأجاب توما وقال ] رَبِّى وَإِلهِى [ ، ياأحبائىِ توما خجل أن يضع يديهِ فِى جنب السيّد المسيح ولكِن ربّنا هو الّذى جذب يديهِ لِيضعها فِى جنبهِ فهو بِمُجرّد أن قال لهُ ربّ المجد يسوع هات يدك فإِنّهُ تعجّب مِنْ المنظر بِنعمِة ربنا أحِب أن أتكلّم معكُمْ فِى ثلاث نُقط وهى : الشك ياأحبائىِ أمر صعب جِداً ، فقد يبدو للإِنسان أنّهُ ليس خطيّة وأنّهُ ليس خطأ ، ولكِن فِى الحقيقة ما دام الإِنسان يعيش فِى شك فإِنّهُ لن يتمتّع بالله ، كون إِن الإِنسان مُتردّد فِى يقينه بِقُدرة الله فهذا فِى الحقيقة خطيّة صعبة جِداً فالشك يجعِل الإِنسان يعيش بِلا هدف ، وبِلا رؤيّة ، ويجعل القلق يملُك على الإِنسان ، ولا يرى أنّ الله هو ضابِط الكُلّ ويشُك فِى ذلك ، فنحنُ نُريد أن نتعلّم اليقين الّذى خرج مِنْ شك توما ، مُستحيل أن نتمتّع بِعمل الله فِى حياتنا ونحنُ فِى شك ، أبداً ربنا أعطى لأبونا إِبراهيم وعد أنّهُ سيُعطيه إِسحق إِبن الموعِد ، وربنا حقّق هذا الوعد بعد 20 سنة ، وكان مِن المُمكِن أنّهُ يشُك فِى خلال ألـ 20 سنة ويقول أنّ وعد الله مُمكِن أن يكون غير صادِق ولكِن الكِتاب يقول لنا ] فآمنْ إِبراهيم بالله فحُسِب لهُ بِرّاً [ ، ولِذلك أُمِنّا سارة لمْ يكُن لها نِفَس بِر إِبراهيم فهى لمْ تستطِع أن تُصدّق وعد الله ، ولِذلك سُمى الطِفل " إِسحق " أى ضحِك فربنا هو ضابِط الكُلّ ، كثيراً ما نقع فِى خطيّة الشك وحياتنا مملوءة إِضطرابات وهموم ، وكثيراً ما أشعُر إِن ربنا غير ضامِن لىّ المُستقبل بالرغم مِنْ إِنّىِ عارِف إِن ربنا هو ضابِط الكُلّ ، وخالِق الأنهار والينابيع والبُحيّرات وما فيها ، إِيّاك أن تتعامل مع ربنا فِى شك وإِلاّ فستتعطِلّ حياتك لقد سمِعت فِى الأسبوع الماضىِ أنّهُ توجِد إِمرأة عِندها إِبن تعبان ومحتاج لِعمليّة تتكلّف 2000 جنية ، فالأُم بإِيمان وضعت 1000 جنية فِى دير مارِمينا و 1000 جنية فِى ديرأبو سيفين وطلبت منهُم أن يتدخّلوا ، فبعد ذلك أخذت الإِبن للدكتور ، فالدكتور قال لها أنّ إِبنها شُفى ، هى عِندها إِيمان بِقُدرة ربنا فالإنسان الّذى يُذكّر ربنا بِمواعيده فإِنّهُ ينقِل الجِبال ، ويسمح الله ياأحبائى أن يجعل كُلّ ركائِز العقيدة المسيحيّة مبنيّة على الإِيمان والإِيمان فقط ، فالتجسُدّ بِدون إِيمان لا يُمكِن إِستيعابه ، القيامة بِدون إِيمان لا يُمكِن إِستيعابها ، حقيقة الجسد خُبز ويقول هذا هو جسدىِ ، نقول هذا جسد حقيقىِ لِكى يكون المُستحِق لهُ هو المؤمِن فقط لقد قصدت الكنيسة أنّ الّذى يأخُذ ربنا يسوع لابُد أن يشترِط فيهِ الإِيمان ، فالله بِيعمِل أفعال بسيطة يعرِف بِها هل الشخص سيؤمِن بِقُدرتهِ أم لا ؟ ولِذلك الإِنسان الّذى يشُك فإِنّ معاييره الروحيّة بِتهبُط فلا يستطيع أن يُصلّىِ لأنّهُ شاكِك إِن ربنا سامع للصلاة ، لا يستطيع أن يُسامِح ويقول أنا ما الّذى يضمِن لىِ أنّ الله سيُحقّق وعدهُ الّذى يقول] إِغفِروا يُغفر لكُمْ [ ، ولكِن الشخص الواثِق يكون واثِق أنّ الله يُسامِح ، ويسعى أن يُعطىِ فِى الخفاء لأنّهُ واثِق فِى كلام ربنا الّذى يقول ] أبوك الّذى يرى فِى الخفاء يُجازيك علانيّةً [ فهل تعلموا لِماذا الست العدرا لمْ تذهِب لِترى القبر ولمْ يذكُر الكِتاب موقفها وذلك لأنّ إِيمانها أكبر مِنْ أنّها تذهِب للقبر ، لأنّ ثِقتها فِى القيامة ثِقة أكيدة ، فمريم المجدليّة بلّغِت يوحنا الحبيب ويوحنا الحبيب الست العدرا معه فبالتالىِ تكون قد بلّغِت الست العدرا ، ويوحنا الحبيب ذهب ورأى وبالتالىِ يكون قد أخبر الست العدرا فالإِنسان ياأحبائى الّذى إِيمانه أكيد يكون إِيمانه لا يحتاج إِلى مَنْ يُثبِت له ، أمّا الإِنسان الشاكِك فإِنّهُ فِى كُلّ حين يحتاج أن يسمع عن شىء يثُبِت له ، فيسمع عن صورة بتنّزِل زيت فيذهِب ليراها لِكى يؤمِن بالله ، ويسمع عن سيّده يدها بِتنّزِل زيت فيذهِب إِليّها فِى بيتِها حتى يكون عِنده إِيمان بالله ولِكى يزيد ثِقته بالله ، ولكِن الله يقول ] طوبى للّذين آمنوا ولمْ يروا [ فلنفرِض أنّ هذهِ الصورة خطأ فهل إِيمانىِ خطأ ؟ ، فأنا عِندى أكبر مُعجِزة وهى أنّ المسيح على المذبح كُلّ يوم ، فهل يصِح أن أبحث عن أمور أُخرى ؟! فربّ المجد يسوع عِندما كان على الأرض لمْ يقصِد أن يصنع مُعجِزة فهو لا يُريد أنّ الناس تؤمِنْ بهِ على مُستوى المرئيّات أو تتبعهُ لأنّهُ بطل أو لِكى يظهر أنّهُ صاحِب أمور خارِقة لا أبداً ، فالإِنسان الّذى يشُك فِى رِعاية ربنا لهُ وفِى قُدرتهِ فهذا أمر صعب جِداً فربنا يسوع ظهر للتلاميذ مُجتمِعين ولمْ يكُن معهُم توما ، ولأنّهُ تغيّب فإِنّ ذلك هو ذنب توما ، ولكِن ربنا يسوع بِيرعى كُلّ واحِد ويظهر لهُ خصّيصاً ، وعِندما ظهر لمريم المجدليّة قال لها ] إِعلِمىِ التلاميذ وبُطرُس [ فلِماذا يؤكّد على بُطرُس ؟ لأنّ بُطرُس مِنْ وقت قريب جِداً نكرهُ ، فهو بيظهر لهُ كراعىِ حقيقىِ ، الإِيمان ياأحبائِى هام جِداً فِى حياتنا الروحيّة ، الجسد وَ الدم بِدون إِيمان لاَ يُمكِن إِستيعابهُم ، ، الحياة الأبديّة ووجود الدينونة ومُجازاة الأشرار ومُكافأة الأبرار كُلّ هذا لا يُمكِن إِستيعابه بِدون إِيمان ولِذلك ربنا سمح أنّ [ هذهِ الغلبة التّى نغلِب بِها العالمْ إِيماننا ] ، وإِلاّ حياتنا ستفقِد أعمِدتها ، وبِذلك سيكون بيتنا ضعيف ، فالحياة المسيحيّة هى مُعجِزة ، هى أمر يفوق الإِدراك والتصّور العقلىِ ، ولِذلك ياأحبائىِ الإِنسان الّذى عِندهُ شك فإِنّهُ يكون مُدمِر فِى حياته ويُريد أن يلتمِس الإِيمان بِمستوى المحسوسات ولِذلك نجِد ربنا فِى العهد القديم كان يقول لِموسى النبىِ هل الماء الّذى عِندكُم مُر ؟! نعم يارب ، إِضرب يا مُوسى فِى الماء جِزع شجرة يتحّول إلى ماء حلو إِيمان وفِى مرّة أُخرى يقول لمُوسى : مُحتاجون لِماء ؟! نعم يارب ، إِضرب يا موسى الصخرة فتُخرِج لك ماء ، فقد كان مِنْ المُمكِن أنّ موسى النبى يكون مُترّدِد فِى بعض الأوقات ويقول أمِنْ هذهِ الصخرة يخرُج ماء ! ولكِن كان عِندهُ إِيمان بِقُدرة الله تخيّل إِن ربنا قال لموسى أن يصنع حيّة نُحاسيّة وعِندما يُلدغ أحِد مِنْ الشعب مِن الحيّة وينظُر إِلى الحيّة النُحاسيّة المرفوعة فإِنّهُ يُشفى ، فربنا يقول أنا قاصِد أن أعمل عمل بِيعتمِد على الإِيمان فقط ، فقد كان مِنْ المُمكِن يضع عِلاج لِمنْ يُلدغ بالحيّة ، ولكِن الحيّة هى التّى تكون سبب لِشفاءةِ ، هذا أمر يفوق المنطِق ، ولِكى يختبِر الإِيمان بِفعل غير منطقىِ والإِنسان الّذى يحِس أنّهُ يوجِد عِندهُ شك فِى حياته فهذا الشك سيجعلهُ لا يُثمِر ، ولِذلك [ فالإِيمان هو الثقة بِما يُرجى والإِيقان بأمورٍ لا تُرى ] الشك يجعل الإِنسان يقول : ما الّذى يضمِن لىِ وجود الدينونة فنحنُ [ نأكُل ونشرب وغداً نموت ] ، فالإِنسان الّذى يشُك فِى أبديتةِ فإِنّهُ لا يُحِب أن يُجاهِد على الأرض ولكِن هذا الأمر يحتاج لإِيمان ، فعِندما يقول لنا ربّ المجد يسوع [ بيعوا أمْتعَتكُمْ وأعطوا صدقة وأصنعوا لكُمْ أكياساً لا تُبلى وكنزاً فِى السماوات لا يفنى ] ، فإِنّ هذا الأمر يحتاج لإِيمان فربنا جعل الإِيمان هو الإِختبار الحقيقىِ للحياة المسيحيّة ، فلو عِشنا فِى شك فسنجِد حياتنا مملوءة تعب ، وأنت الآن فِى القُدّاس إنتبه فكمْ مرّة الكنيسة تقول " أؤمِن " ، ولا يبدأ القُدّاس إِلاّ " بالحقيقة أؤمِن " ، والشعب يقول " حقاً نؤمِنْ " ، " نؤمِن ونعترِف ونُصدّق " ، وأبونا يقول " آمين آمين آمين أؤمِن أؤمِن أؤمِن " ، لأنّ الكنيسة مبنيّة على الإِيمان [ لأنّ بِدون إِيمان لا يُمكِن إِرضاؤة ] ، فإِن لمْ تؤمِنْ بِقُدرتهِ فلنْ تستطيع أن تتلامس معهُ فلِماذا ربنا سمح أن يحضر وتوما يارب لا يستحِق ؟ فهل هو بِيتحدّاك ويقول لابُد أن أضع إِصبعىِ فِى أثر المساميروَ إِلاّ لاَ أؤمِنْ ، ولكِن يأتىِ إِليهِ ربنا يسوع ويقول لهُ [ هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا ] ، كما يقول الكِتاب [ قصبة مرضوضة لا يقصِف وفتيلة مُدّخِنّة لا يُطفأ ] فلن يترُكك لن يُهمِلك رغم ضعفك ، فهو بيتعامل مع كُلّ أحد بِحسب مُستواه ، ويتعامل مع كُلّ إِنسان فينا بِمستوى قبوله لهُ ، وبِحسب طاقتهُ الروحيّة التّى بِداخلهِ ولِذلك يجِب أن تكون مِثل قامِة الست العدرا التّى لمْ تذهِب ، أو قامِة يوحنا الحبيب الّذى رأى وآمنْ ، أو بُطرُس الرسول الّذى رجع مُتعجِباً ممّا كان ، أُنظُر موقِف تلميذىّ عمواس ، فهُم فكّروا يرجعوا إِلى بلدِهِم ويترُكوا الدعوة والإِختيار فوجدوا واحِد إِقترب منهُم ، فهو الّذى يذهب إِليّهُم ويشرح لهُم ويُعلِن لهُم عن ذاته ، فحّتى الإِنسان المُتأخِر والبطىء القلب يذهب إِليهِ مُبارك ربنا يسوع المسيح الّذى يتعامل مع الإِنسان بِحسب طاقتهِ ، لأنّهُ هو العارِف بِضعف الإِنسان ، بيتعامل مع كُلّ نِفَس بالمستوى الّذى يُناسِبها ، فيتعامل مع المجدليّة بالمستوى الّذى يُناسِبها ، ويتعامل مع يوحنا بالمُستوى الّذى يُناسِبهُ فيوحنا عِنده حُب كِفاية ، فعِندما يذهِب للقبر ويجِد (1) القبر مفتوح ، (2) والأكفان موجودة ، فإِنّ هذا يكفىِ ليوحنا ، ويقول لنا الكِتاب [ فرأى وآمَنْ ] ، نرى المريمات فلا توجِد ولاَ واحدة ذهبت للقبر إِلاّ وقد حدث لها ظهور لأنّهُم فِى مُستوى غير مُستوى يوحنا الحبيب ، وربنا يقول أنا أيضاً أُساعِد أولادىِ ، فلنفرِض أنّ إِبنىِ ضعيف فهل أترُكهُ ؟! كلاّ وبقيّة التلاميذ الّذين لمْ يأتوا للقبر يقول الرّبّ أنا أذهب لهُم ، كما يقول القُدّاس " كراعٍ صالح سعيت فِى طلب الضال ، كآبٍ حقيقياً تعِبت معىِ أنا الّذى سقطت أنت الّذى أرسلت لىّ الأنبياء مِنَ أجلِى أنا المريض " ، فهو يذهب ويتعامل مع كُلّ واحِد بالمُستوى الّذى يُناسِبهُ فربنا عارِف أنّ المريمات ضُعاف وعِندهُم عاطِفة ويكفىِ أنّهُم ذهبوا فِى الفجر للقبر ، فمريم المجدليّة حضرت زلزلة الحجر ورأت هذا المنظر " متى 28 : 1 – 5 " ، وكلّمها الملاك ولكِن ربنا يعرِف أنّ هذا المنظر لا يكفىِ ، فظهر لها ربّ المجد يسوع وأمسكت بقدميهِ وسجدت لهُ ، وقد ذهبت مرّة أُخرى ولمْ تجِدهُ فشكّت وجلست تبكىِ فنظرت ملاكين فِى القبر بِثيابٍ بيضٍ جالِسين ، فقالت لهُما [ أنّهُم أخذوا سيّدىِ ولستُ أعلم أين وضعوه ] فهى مُعتقِدة أنّها كُلّما ذهبت للقبر ستراه ، ربنا يسوع عارِف الضعف ويتعامل مع كُلّ أحد بِحسب مستواه الخاص فلا يُعطينىِ فوق طاقتىِ ، فمريم المجدليّة نظرت يسوع واقِفاً ولمْ تعلم أنّهُ يسوع ، فناداها وقال لها [ يا مريم ] ، فإِلتفتت إِليهِ وقالت لهُ [ رَبّوُنِى الّذى تَفْسِرُهُ يَا مُعَلّمُ ] فالتلاميذ قسّموا بعضهُم على أن يذهب كُلّ واحِد منهُم لِمكان مُعيّن فِى العالم للكرازة ، ففِى بعض التلاميذ كان نصيبهُم أن يذهبوا مثلاً لإِيطاليا ، والبعض لِتُركيا ، ومنهُم لِقُبرُص ، فكُلّ واحِد كان نصيبه بلد مُعيّنة ، أمّا توما الرسول فكان نصيبه بلاد فارس وهى ناحية إِيران ، والهند هى مِن أكثر الشعوب بُعد عن الله ، فمُمكِن الشعوب الأُخرى تعرِف ربنا وتسمع عنهُ ولكِن الهِند وبلاد فارس إِلى الآن لهُمْ آلهة أُخرى مِثل النار وكأنّ ربنا يقول لهُ يا توما أنا لمْ أتعب معك بِدون بذل منك ، فرُبّما غيرك لا يوُفّق ، وتوما يتعجّب مِنْ ربنا وكأنّهُ يقول يارب أنا أضعف الرُسل أتختارنىِ أنا ! وكأنّ الإِختيار بالقُرعة ، فعِندما أحبّوا أن يختاروا تلميذ بدلاً مِنْ يهوذا ألقوا قُرعة ، ولِذلك توما لمْ يستطِع أن يُغيّر إِختيار البلد ، وعِندما ذهب توما هُناك ظهر لهُ ربّ المجد يسوع وقال لهُ : إِكرز بالبِشارة ونعمتىِ سوف تُرافِقك فإِبتدأ يكرِز لِناس غريبة الطِباع ، ولِكى ربنا يثبِت لهُ أنّهُ معهُ فإِنّهُ عمل معهُ شىء عجيب جداً ، توما كان شُغله الأول نجّار ، فالملِك أرسل رُسُله لِكى يشترىِ عبيد نجّارين ، فربّ المجد يسوع بِنِفَسه قال لرسول ملِك الهِند أنا عِندىِ إِنسان نجّار وكان ( توما ) وربنا كتب عقد بيعه ، فتوما دخل القصر بِقوّة جبّارة وكرز بالمسيح فِى قصر الملِك وإِبتدأ يجذِب الناس للإِيمان و يُعمّدِهُم ، ويُقيم قُدّاسات فِى داخل قصر ملِك الهِند ، وأكبر حدث هو أنّهُ عمّد إِبن الملِك ، فالملِك إِغتاظ جِداً ، وأحضر توما وقام بِسلخ جلده ، وكان يظهر لهُ ربّ المجد يسوع ليشفيه وتوما بقدر الشك الّذى كان فيه صار يعمل مُعجِزات ، وإِبتدأ ربنا يتمجِدّ ويرتفِع إِسمه القُدّوس بِتوما الضعيف فربنا يقول لك أنا قادِر أن أُعلِن قُدرتىِ فيه ، أنا قادِر أن أستخدِمهُ بِقليل أو بكثير ، توما إِبتدأ يكرِز فِى داخِل السجن ويُقيم قُدّاسات فِى داخلهُ ، ولازال إِلى الآن توجِد كنائس أرثوذوكسيّة فِى الهِند ، فالكنيسة الهِندوسيّة كنيسة قويّة جِداً ، وتوجِد كاتدرائيّات عظيمة هُناك مملوءة بالمؤمنين ، وكُلّ هذا بِفضل توما الرسول وأحضروا إِليهِ خمسة جنود ربطوه فِى عمود وأحضروا حِراب وكُلّ واحِد مِنْ الجِنود كان يرميه بِحربة إِلى أن جسدهُ كُلّهُ تمزّق ، كُلّ هذهِ تضحية يا توما مِنْ أجل إِلهك ؟! نعم00فهذا هو توما الرسول 0 أُنظُروا يا أحبائى كيف أنّ الشك خرج منهُ اليقين000أُنظُروا إِفتِقاد ربنا يسوع ، فمِنْ وقت أن تلامس مع ربنا يسوع أصبح عِندهُ إِستعداد بأن يُقدّم نفسه ذبيحة حُب عِند الّذى أحبّهُ0 يا ليتنا فِى كُلّ مُناسبة ننتفِع بِها فِى حياتنا ربنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بنعمتهُ ولإِلهنا المجد دائِماً أبديا امين

كيف تقرأ الكتاب المقدس

بسم الآب والابن والروح القدس آلة واحد أمين فلتحلّ علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها أمين يقول لنا إنجيل اليوم أنّ : " فريسى قام ليجربّة فقال له يسوع كيف تقرأ "الموضوع الذى نركّز عليه اليوم بنعمة ربنا هو كلمة " كيف تقرأ " فهو رجل حافظ الناموس ومن جهة المعرفة هو عارف وقال ما هو الناموس وبما أنّه حافظ فإنّه سيبدأ يسمع فقال له رب المجد يسوع : كيف تقرأ فى الحقيقة ياأحبائى رب المجد يسوع لم يوجّه هذا السؤال للرجل الفريسى أو للشاب الغنى فقط ولكن هو بيسأله لكل واحد فينا ويقول له : كيف تقرأ ؟! توجد مشكلة فى داخل حياتنا إننا عارفين الوصايا ونحفظها ولكن ممكن نكون لم نعيشها فأنت كيف تقرأ ؟! أبونا قبل قراءة الإنجيل الكنيسة تخصص أوشية أى طلبة أو صلاة قبل قراءة الإنجيل وتقول له " كى نستحق أن نعمل بأناجيلك المقدسة " لكى تجعلنا نسمع ونعمل وليس فقط نسمع يعقوب الرسول يقول : " لكى نكون سامعين عاملين لا خادعين أنفسنا " الوصية ياأحبائى تحتاج أن تنتقل فى حياتنا من مرحلة المعرفة إلى مرحلة الحياة وهنا يقول رب المجد يسوع : كيف تقرأ ؟ نحب اليوم أن نتكلّم فى ثلاث نقط : 1/الوصية هى حياة 2/كيف نقرأ الإنجيل 3/بعض تدريبات عملية (1) الوصية هى حياة : ======================== ياأحبائى الإنجيل ليس مكتوب لمجرد معلومات فهو ليس كتاب تاريخ الإنجيل ليس سجلات فرب المجد يسوع قال : " الكلام الذى أكلّمكم به هو روح وحياة " ويقول لنا الكتاب " فقط عيشوا كما يحق لإنجيل يسوع المسيح " فالإنجيل ليس المطلوب منه المعرفة العقلية ولكن الإنجيل يتكلّم عن معاملات الله الحية مع شعبه " كما كان هكذا يكون " فهو يثبت فينا مقاصد الله ويكشف لنا عن صلاح الله فى كل قصة وهى تكشف لنا عن خلاصنا نحن الآن فعندما نقرأ عن عبور البحر الأحمر وعندما نقرأ عن أبونا إبراهيم عندما يقدّم إبنه تكون القصة لنا ونكتشف أنفسنا فيه فهو كتاب حياة ولابد أنّ كلامه يدخل فى أعماق حياتنا فكثيراً ياأحبائى تكون الوصية عارفينها ولكن يجب ياأحبائى أنّ الوصية تدخل فى الأعماق وتدخل فى الذهن وتقدّسه وتدخل فى داخل القلب فتقدّس الإرادة فبذلك يكون قلب وذهن وإرادة وسلوك فيكون كيان مقدّس فتتقدّس المشاعر وتبدأ الدوافع تجعل الإنسان يتحرك بالإنجيل وليس بنفسه فداود النبى يقول " سراجاً لرجلى كلامك ونوراً لسبيلى " فما الذى ينير الطريق ؟! هو كلامك داود النبى بيعبّر عن حُبة للوصية وتفاعله معها وتلّذذه بها فيقول له " أبتهج أنا بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة " فهل توجد علاقة بينك وبين الكتاب المقدّس أم لا ؟! فهل مسنودين به أم لا ؟! وهل بنأخذ منّه وعد بالحياة الأبدية أم لا ؟! تخيّل أنّ هذا أجمل شىء فى بيتنا فإحذر أن يكون مُهمل القديس الأنبا أنطونيوس أتوا إليه الجنود من عند الملك قسطنطين بموكب ومعهم رسالة من الملك فخرج الجنود لإستقبال الموكب وكانت الرسالة إلى الأنبا أنطونيوس فهو أضافهم ثم صرفهم وكان الرهبان مشتاقين أن يعرفوا ماذا أرسل لهم الملك ، ففى اليوم الثانى توقّعوا أنّ الأنبا أنطونيوس سهر يقرأ الرسالة وقد مرّ يومين وثلاثة فسألوه فسكت وقال لهم أراكم مشغولين جداً جداً برسالة الملك ياليتكم تكونوا مشغولين بالإنجيل هكذا أليسّ الإنجيل هو رسالة من الملك السماوى فهو نقلنا إلى ملكوت إبنه فالإنجيل هو بشارة مُفرحة فماذا تريدون أكثر من ذلك شىء يفرّحكم فهل قرأت الإنجيل فشعرت أنك مرفوع فيقول الكتاب " لتسكن كلمة الإنجيل بغنى " ، أرميا يقول عنّه الكتاب أنّه أكل درج فيه سفر مكتوب فيه كلمة ربنا وحزقيال وجده كالعسل فأحلى طعم نُشبّه به الحاجات الأرضية فنقول ( مثل العسل ) الإنسان ياأحبائى عندما يكون الإنجيل مكشوف له يكون فرحان ومرفوع به وخاضع له فبولس الرسول يقول " نشكر الله لأنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التى تسلّمتموها " فأطيعها بقلبى وأقول له يارب ساعدنى على تنفيذها يارب إسند ضعفى فنكون نحن البشارة المُفرحة للعالم فننقله للعالم بحياتنا لأنّه بداخلنا فعندما حاولوا المضطهدين أن يقطعوا الأناجيل ويحرقوها الأباء قالوا لهم أنتم سوف لا تقدروا أن تحرقوها فى قلوبنا ربنا فى العهد القديم فى سفر التثنية قال لموسى " ليكن الكلام الذى كلّمتك به على قلبك " فأين يضع الكلام ؟! فى قلبك " تكلّم بها حين تمشى وحين تنام " حين تنام أى تقدّس عقلك وإنسانك الباطن فتكون فى داخلك حين تنام إجعلها على أبواب بيتك يريد أن يقول له أن تكون كلمة ربنا تكون أمام عينىّ وأمام خطواتى وأقُصّها وتكون فى داخلك حين تنام وحين تقوم وعندما قام موسى بتسليمها ليشوع قال له " لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك أبداً " فهذه هى كلمة الحياة هذه هى الوصية التى ربنا يريد أن يراها فى أولاده فنحن فُقراء جداً فى العمل ولذلك نجد أنفسنا لا يوجد عندنا القدرة على فعلها فداود النبى يقول له " خبأّت كلامك فى قلبى لكى لا أُخطأ إليك " ، فالإنسان يجب أن يفكر كيف يعيش الوصية فربنا يسوع يقول " أنتم أنقياء من أجل الكلام الذى كلّمتكم به " اليوم ربنا يسوع بيقول لك وبيقول لى : كيف تقرأ ؟! فالوصية حياة يقول عن أبونا بيشوى كامل أنّه من ضمن أتعابه ( الإنجيل المُعاش ) أى أنّه الوصية لم يكتفى بأن يعرفها ولكنّه عاشها كُلنا حافظين الوصية " حب قريبك كنفسك " فهل نعملها ؟ هل نعيشها ؟ ولذلك الإنجيل بيقول لك مع الشاب الغنى : كيف تقرأ وهنا ندخل فى كلمة كيف تقرأ ؟ (2) كيف نقرأ الإنجيل : ======================== الإنجيل لا يُقرأ أبداً إلاّ بالصلاة والتأمل ورفع القلب لا يُقرأ كدراسة وكمعلومات أو لنضيف لأذهاننا تعاليم لا فالإنجيل يُقرأ بصلاة الإنجيل مكتوب بالروح إذن لابد أن يُقرأ بالروح لكى أفهمه فهذا هو مفتاح الإنجيل ولا تحاول أن تخضع المعلومات لتحليلات ذهنية كثيرة أو أن تجعل عقلك يعمل فاصل بينك وبين الوصية فعقولنا هى التى تخضع للوصية فلابد أن أقرأه بالروح ولابد أن أقرأه بصلاة وبتأمل فأنا أقرأ وأسجد وأنتظر وأقول له ماذا تريد يارب أن تقول لى وأغمض عينّى وأرفع قلبى ما أجمل أن أكتشف عناية الله بىّ فى الإنجيل فالإنجيل مكتوب لكى أكتشف حقيقة حُب الله للإنسان ويكشف كم أنّ ربنا بيدبر الخلاص للإنسان فالمفسرين عندما حلّلوا الكتاب المقدس وجدوا أنّ الإنجيل بيتكلّم بالأكثر عن الإنسان من الله فهو يريد أن يقول أننا موضع حُب الله وموضع تدابير الله وأنّ هذا الكتاب هو من أجل تقديس الإنسان فلماذا كل هذه التعاليم الكثيرة ؟ كل هذا هو لنا ولذلك يقول كل هذه الأمور كُتبت لتذكيرنا ولمنفعتنا فعندما نقرأه نقرأه بروح خاشعة بروح صلاة بروح تأمّل فإن كان داود النبى يقول له " إكشف عن عينّى لأرى عجائب من ناموسك " ، فعندما أقرأ قصة فى الكتاب المقدس أقول له يارب ماذا تريد أن تقول لى فى هذه القصة ؟ ما أجمل أن نشعر عندما نقرأ الكتاب المقدس أنّ ربنا يكلّمنا " كلمة ربنا تُضىء العينين " وهى تُضىء القلب فأتقدّس وذهنى يُنير وقلبى يملُك عليه محبة ربنا فعندما أقرأ الكتاب المقدّس أقرأه بالروح لابد ان أتضرع لربنا لكى يكشف لى عن الوصية ولكى أعرف ما هى الوصية التى يريدنى اليوم أن أخرج بها وأأخذها وأفرح بها فعندما يقرأ الإنسان قصة سقوط آدم ويأخذها كقصة فيعاتب ابونا آدم ويقول له : أنت جلبت لنا العقوبة ولكن لابد أن أجعل نفسى شىء غير أبونا آدم وممكن ما أنا أفعله هو ما فعله أبونا آدم وهذا ما أفعله كل يوم ، فسقوط آدم هو سقوطى أنا وآدم هو أنا ففى طاعة أبونا إبراهيم لا أقول له برافو عليك فأنت خليل الله ولكن هل أنا عندى إستعداد أن أترك من أجل الله هل عندى إستعداد أن أخرج من سلطان أرضى وعشيرتى لكى أُرضى الله ؟!! وبذلك يبتدأ الإنجيل يكون له السلطان أن يوجّه حياتى كلها والإنسان يشعر بسلطان الله وعندما يقف الإنسان يصلى يقول له " أنت قلت " أنت فقلت " أنّ شعور رؤوسكم كلها محصاه وأنتم أفضل من عصافير كثيرة " ما أجمل أن نذّكر الله بمواعيده فنقرأه بالروح ونقرأه بالصلاة ما أجمل أنّ الإنسان قبل أن يقرأ يقول له يارب إكشف عن عينّى لأُبصر عجائب من ناموسك إكشف لى عن كنوزك وأسرارك " أبتهج بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة " (3) بعض تداريب عملية : ========================== مامن آية نقرأها إلاّ ونقول له : يارب ساعدنى أن أعيشها لابد أن نُقرّب المسافات حتى ولو بمحاولة حتى ولو برغبة فمثلاً لنفرض أنّ الآية تقول لى " صلّى كل حين صلّى بلا إنقطاع " ، فأننى سأقول يارب كيف يكون ذلك وأنا عندى شغل فأنا بنام بالليل فكيف أصلّى كل حين ولا أملّ ! إغمض عينيك وإرفع قلبك وقل له يارب ساعدنى وعندما ترفع قلبك ستجد حالاً معونة وتجد مساندة وتجد الله يقول لك يعنى أن تكون فى حالة من رفع القلب بإستمرار فحين تتكلّم وأنت فى الشغل ويكون بإستمرار عندك آية تردّدها وتكون فى حالة إحساس بحضور الله فإحفظ عدّة آيات ورددّها وقل له " اللهم إلتفت إلى معونتى يارب أسرع وأعني اللهم بإسمك خلّصنى وبقوتك أُحكم لى إستمع يا الله صلاتى محبوب هو إسمك يارب فهو طول النهار تلاوتى يارب يسوع المسيح خلّصنى " عبارات قصيرة تجعلنى أشعر بإستمرار أنى فى حضرة الله صدقّونى ياأحبائى يوجد ناس عاشوا حياتهم لكى يتقنوا وصية فيوجد سائح روسى وصلت به الدرجة أن يردد إسم يسوع آلاف المرات فى اليوم أعطيكم تدريب أن تُردّدوا إسم يسوع مرة فى اليوم وعندما أردّد إسم يسوع أحبّه فإبتدأت أزوّد العدد أكثر فأكلّمة بكمية غير محدودة فلابد أن أنظر للآية وأقول كيف أتمتّع بها فالإنجيل لابد أن يدخل فى داخلنا ونشبع به ونتمتّع به فداود النبى يقول " بفرائضك أتلذذ " فتدخل فى داخلى وتعمل فى حياتى فتوجد آية أخرى تقول " طوبى لأنقياء القلب " فأقول له يارب أنا مشتاق أنّ قلبى يكون نقى فما الذى يجعلنى غير نقى ؟! فهل شهوات ، غرور ، بُغضة لفلان ، حقد فكل هذا يجعلنى غير نقى ولكن نقاوة القلب تجعلنى أعاين الله فأجد الوصية لها سلطان وهى التى تعمل بنا وليس نحن فالوصية قادرة أن تُضىء حياتى ولكن لابد أنكّ تُبدى إستعداد فهى بتعمل الجزء الأصعب وأنا طوال اليوم أفكّر كيف يكون قلبى نقى وأقول له ساعدنى ياربى لكى يكون قلبى نقى تعال إنت يارب وإعمل وسلّط ضوءك على قلبى لكى يكون نقى فالموضوع هو موضوع تطبيق للوصية فتوجد آية أخرى تقول " حب قريبك كنفسك " وأبدأ أقيس محبتى للناس وياترى عندى فعلاً إحساس بمشاعر حقيقية بحُب كامل نحو الكل ياترى هل أنا أحب الذى يحبنى فقط أم إنى أحب الكل وأبتدأ أقف عند هذه الآية يوم وإثنين وثلاثة وأحوّل الآية إلى صلاة وإلى سلوك فيصير الإنجيل هو الذى يقودنى ويتكلّم فى حياتى ما أجمل أن أقيس نفسى على الآية وأبتدأ أشتاق أن أعملها فأنت كيف تقرأ الإنجيل ؟! رب المجد يسوع اليوم مع الشاب الغنى الفريسى الذى له الشكل الحلو وهو شكله أنّه حافظ الوصايا شكله من الخارج حلو جداً وبيسأل عن الحياة الأبدية فهو عنده إشتياقات للحياة الأبدية حلوة وعندما سأل كان حافظ الإنجيل ولكن المهم أن نعيش الإنجيل فممكن أن نكون لا نعمل بكلام الإنجيل فما الفائدة ؟! صعب أن يكون إنتمائنا لربنا يسوع شكلى ولا نعيش الإنجيل ما أجمل ياأحبائى الإنسان الذى يجتهد فن أن يحوّل المعرفة إلى حياة فنحن ينقُصنا الفعل ربنا يسوع يعطينا ويكشف لنا كنوز كلماته ويعطينا خزائن الروح ويعطينا نعمة ويسند كل ضعف فينا ولإلهنا المجد دائماً أبدياً أمين

خبز الحياة الاحد الثانى من الخماسين

خبز الحياة (الأحد الثانى من الخماسين) أنا هو خبز الله النازل من السماء المعطى الحياة للعالم الجسد المحييى – أسرارة الإلهيه غير المائتة – خبز الخلود –مصل عدم الموت فى سفر الإعمال معلمنا بولس أطال الحديث حتى الصباح وسقط أفتيخوس الشاب وكانوا يكسرون الخبز وتقابل الموت مع الحياة وغلبت الحياة لان الاضعف يغلب من الاقوى وقام الشاب التناول ينقل لنا بركات القيامه وتجد أحاد الخماسين تتدرج بك وتكلمك عن لوازم رحله الملكوت الإيمان الخبز الماء النور الطريق الصعود الروح القدس الخبز هو ضرورة الحياة العيش المسيح خبزنا طعامنا معيشتنا سر بقائنا التناول ينقل بركات القيامة فيعطى غلبه على الجسد الخطية الشيطان الموت الجسد تتحد أجسادنا المائتة مع غير المائت فماذا تصير تتغير طبيعتها (تتحول نفوسنا إلى مشاركة مجدك وتتحد نفوسنا بألوهيتك) قسمه ياحمل الله وهبت لنا أن نأكل جسدك علانيه أهلنا للإتحاد بك سراً وهبت لنا أن نشرب كأس دمك ظاهراً أهلنا أن نمتزج بطهارتك سراً الجسد المأخوذ من التراب والمائل إلى الشر يصير جسد يميل إلى الإلاهيات ويرتفع عن أمو الأرض يصير جسد إفخارستى جسد تتبدل طبيعته ويكتسب طبيعه جديدة الخطية الخطيه خاطئة خدا ً وصارت مرضاً متأصلاً فى طبع الإنسان ولكن ماذا يفعل التناول ينقل بركات الخلاص يصرخ الكاهن ويقول يعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لكل من يتناول منه – إننا نأخذ الجسد الذى مات وقام الجسد الذى جعله واحداً مع لاهوته بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير فهو جسد له سلطان محو الذنوت بالفكى البشرى توجد مواد مذيبه للدهون ومواد مزيله للبقع ومواد تصبغ أراد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح أن يكون وسيله غفران الخطايا هى الأتحاد بجسدة ودمه الأقدسين خبز الله القوت السماوى الذى أكله يحيى النفوس ماذا لو لم يعطينا المسيح جسده ودمه كانت خطايانا تتراكم كيف تنتقل إلينا بركات الفداء هل بالإيمان فقط أم لابد أن يدخل إلينا مريض يحتاج إلى دم لإنقاذ حياته لايكفى أن يؤمن أن الدم ضرورى ولا مجرد ينظر لابد أن يدخل جسمه ويتحد به الصليب صنع الخلاص والقيامه أعطت حياة معلمنا بولس يقول الذى مات لأجل خطايانا قام لاجل تبريرنا وكما نقول فى المديح اكله يحيى النفوس دم يسوع إبنه يطهر من كل خطية تشبيه كشافات ألوان مختلفه لو سقطت على لوح شفاف أحمر يصير لون واحد أحمر كذلك نحن فى المسيح يسوع خطايانا تظهر من خلال المسيح يراها الآب من خلال إبنه مقبوله لأن دم إبنه يشفع فينا الموت القيامة نصرة على الموت أين شوكتك ياموت أين غلبتك ياهاويه –بالموت داس الموت أخرج أسرى الرجاء وسبى سبياً وأعطى عطايا والتناول ينقل إلينا هذه النعمه وهى غلبه الموت مشاركه سعادة الحياة الأبدية وعدم الفساد وغفران الخطايا من يواظب على التناول لا يخاف الموت لأنه قد أتحد بالحياة حياة أبدية لكل من يتناول منه – ونقول عنها غير المائتة المحييه القيامة فتحت دائرة الأبدى مع الزمنى والقيامة أيضاً فتحت دائرة الأبدى مع الزمنى وجعلت الحياة الأبدية حاضرة أمامنا نحياها ونمارسها التناول ينقل إلينا مذاقة الابدية وتشعر أنك قد إقتربت منها وبدأت معك من الآن نحيا عشاء عرس الخروف ونبتهج بعمانوئيل القائم معنا على المائدة التناول يفتح العينين على بركات القيامه كما حدث مع تلميذى عمواس إذ إنفتحت اعينهما وعرفاة عند كسر الخبز

كيف نتغلب على العثرات

إنجيل هذا الصباح المبارك يكلمنا فيه ربنا يسوع المسيح عن خطورة العثرات فيقول ﴿ من أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له أن يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر ويل للعالم من العثرات فلابد أن تأتي العثرات﴾ ( مت 18 : 6 – 7 ) .. كثيراً ما يقول الإنسان نحن في عالم مملوء عثرات ونشتاق لأن يتنقى العالم من العثرات كي نحيا حياة جيدة .. ليتنا نعيش في عالم كله فضيلة وسلام ومحبة وهذا عملك أنت يا الله أن توفر جو مناسب لأولادك كي يعيشوا فيه معك لكنه يقول لنا ﴿ لابد أن تأتي العثرات﴾ . العالم منذ القديم وليس اليوم فقط مملوء عثرات والمسيح قال ﴿ في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم ﴾ ( يو 16 : 33 ) .. ما هي العثرات التي يتعرض لها الإنسان ؟ كثيرة .. خطايا كثيرة جداً محيطة بالإنسان .. قديماً عندما كان الإنسان يعاشر شخص ردئ أو يرى مناظر رديئة أو يكون في التليفزيون مناظر غير جيدة نقول له هذه كلها عثرات إبتعد عنها .. لكن اليوم الأمر إختلف .. لماذا ؟ لأنه قد يقول لك أنا في مكان لا أجد فيه إنسان واحد أعاشره .. أي العثرة إزدادت .. قديماً إن وجدنا مع شخص صورة غير جيدة ننتهره ونطلب منه أن يتخلص منها .. اليوم المناظر الرديئة تملأ البيوت والإرسال أربعة وعشرون ساعة كله دنس وقباحة ولا يستطيع الإنسان أن يتخلص من العثرات . ما العلاج ؟ الناس تشكو من الملابس الخليعة والمناظر الرديئة .. لكن الكتاب قال ﴿ لابد أن تأتي العثرات﴾ .. أين العلاج إذاً ؟ نقول العلاج فيك .. العلاج داخلي أنا .. أنا لن أنتظر أن ينقوا وسائل الإعلام من العثرات ويطهروه .. لا .. ﴿ لابد أن تأتي العثرات﴾ .. معلمنا بولس الرسول يقول ﴿ لنطرح كل ثقلٍ والخطية المحيطة بنا بسهولة ﴾ .. أي توجد خطايا محيطة بنا وموجودة منذ أيام معلمنا بولس الرسول بل ومنذ أيام أبونا آدم والجيل الأول جيل أولاده إنقسم العالم إلى قسمين قسم تبع قايين وقسم تبع هابيل .. القسم الذي تبع هابيل سُميَ * أولاد الله * والقسم الذي تبع قايين سُميَ * أولاد الناس * .. المفروض أن أولاد الله محفوظين ومتحدين بالله لكن للأسف أولاد الناس نجحوا في عثرة أولاد الله .. ﴿ أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات ﴾ ( تك 6 : 2 ) .. حدث خلط .. لماذا ؟ لأنه يوجد عثرات منذ أيام آبائنا . لوط البار عاش هو وأسرته في أرض سدوم وعمورة أرض كلها عثرات حتى أن معلمنا بطرس الرسول تكلم في رسالته عن لوط والعثرة التي تعرض لها .. ﴿ إذ كان البار بالنظر والسمع وهو ساكن بينهم يعذب يوماً فيوماً نفسه البارة بالأفعال الأثيمة ﴾ ( 2بط 2 : 8 ) .. كل يوم يعذب بالنظر والسمع يرى دنس وخلاعة قد لا يتخيلها إنسان .. أمر متاح للكل .. دنس في الشارع .. في كل مكان عثرة وموجودة كيف يغلب الإنسان العثرة ؟ يوسف الصديق .. لا تتخيل أن إمرأة فوطيفار جاء بفكرها صدفة أن تمسك يوسف .. لا .. بل كان يوسف ببالها وذهنها والشيطان تملك على عقلها واستطاع أن يلقي ظلمة على قلبها وعقلها واشتهت يوسف أيام عديدة والعجيب أن الكتاب يقول ﴿ كلمت يوسف يوماً فيوماً ﴾ ( تك 39 : 10) .. عثرة وموجودة أمامه في نفس المكان وليست مجرد عثرة لمرة واحدة ونجح في التخلص منها .. لا .. بل كانت يوماً فيوم العثرة موجودة .. مثلنا نحن تلح علينا الخطية يوماً فيوم تريد أن تسقطنا .. عثرة وموجودة ومتاحة وسهلة وتقول إن تبعتني ستكسب وإن لم تتبعني ستخسر .. عثرة وموجودة . عدو الخير يزين العثرات للدرجة التي يعطيها مسميات غير حقيقتها .. فقد يقول لك هل ستظل شخصية مغلقة عمرك كله والعالم منفتح الآن ؟ ويبدأ عدو الخير يسهل للإنسان بالتدريج خطوة خطوة .. عدو الخير لا يأتي للإنسان ويقول له إسرق أو إزني .. لا .. بل قد يقول أن الحياة صعبة وأنت محتاج .. أيضاً لا يقول إزني بل يقول لتكن حر وتنسى عُقدك ما المانع أن نتعامل مع كذا وتذهب للمكان الفلاني وما المانع أن تركِّب الدش ؟ أسلوب به سلاسة .. ثم يقول لك لترى كيف يعيش الآخرين فترى لدقائق ولكنك تتراجع وتقول لا يليق وتدير الشاشة والقناة ولكن تجد نفسك بعد وقت ليس بكبير تزداد الرؤية لنصف ساعة ثم تبدأ تبحث عن هذه الأمور بنفسك ؟ ماذا حدث ؟ عثرة .. عثرة ملقاه أمامنا . نحن في عصر الإنسان محاط فيه بعثرات لكن لنعلم أن العثرات ليست في عصرنا فقط بل هي في كل وقت لكن قد يكون سلطانها زاد أو أشكالها تنوعت .. لكن الإنسان هو هو وتيار الشر في الإنسان هو هو والخطية المسيطرة على الإنسان هي هي .. إذاً ماذا نفعل في هذه العثرات ؟ نقول ليست هذه العثرات هي فقط الموجودة بل قد يعثر الإنسان في إيمانه .. ممكن يكلمه شخص عن الثالوث فيجد نفسه يشك في إيمانه ..كيف يكون الله إنسان .. كيف يحدث مع ربنا يسوع المسيح موقف مثل هذه المواقف ؟ ويبدأ يعثر .. قد يعثر إنسان في المسيح نفسه وفي صليبه .. وقال أنه الصليب لليهود عثرة .. لماذا ؟ وما معنى عثرة ؟ أي إنسان توقع شئ في ذهنه ولم يجده فأعثر .. توقع اليهود أن المسيح هو ملك اليهود وأنه سيخلصهم من ظلم وعبودية الرومان لكن عندما وجدوا أن الرومان صلبوه وأهانوه قالوا كنا نتوقع أنك ستخلصنا منهم لكنك وُجدت بلا سلطان عليهم فأعثروا فيه .. لذلك قال ﴿ طوبى لمن لا يعثر فيَّ ﴾ ( مت 11 : 6 ) .. من ؟ أحباؤه والمؤمنين به والذين يعلمون أنه الآن يتمم تدبير .. الذين يعلمون أن الذي يتم فيه الآن هو بإرادته وسلطانه وحده . قد تحدث عثرة في المسيح .. عثرة في الإيمان .. عثرة في الكنيسة أن يجد شخص موقف لا يعجبه في كاهن .. في شماس .. في مجلة كنسية .. في راهب .. عثرة ولابد أن تأتي العثرات .. لابد أن تعلم أنك مازلت تعيش على الأرض ولم تدخل بعد السماء والأرض لابد أن يكون بها عثرات .. لا تتوقع أننا كاملين بل كلنا بنا نقائص ومادمت تعلم أن الإنسان به نقائص تكون مقدار العثرة التي بك قليلة لذلك قال لابد أن تأتي العثرات . طريق الغلبة على العثرات : كيف يكون طريق الغلبة على العثرة ؟ طريق الغلبة على العثرة هو الحياة مع الله .. الإنسان الذي يحيا مع الله ويتحد به إن أتت العثرة أمامه يستطيع أن يغلبها .. ثلاثة مبادئ مهمة نحن نحتاجها ونتعلمها في جيلنا هذا ونعلمها لأولادنا كي يستطيعوا أن يميزوا .. نحن في جيل كثرت به العثرات . (1) النفس الشبعانة تدوس العسل : كيف أتغلب أنا وإبني على هذه العثرات ؟ كيف يستطيع إبني أن يحيا في تقوى وسط هذا الجو الضاغط ؟ بالشبع .. لابد من أن تشبع بالله .. لو لم نشبع بالله سنضيع ونتوه ونفقد مسيحيتنا وكنزنا .. حقيقةً إننا مستهترين جداً .. الكنز الذي فينا أخفيناه وأضعناه .. أجمل ما فينا سكنى الروح القدس .. الجسد والدم .. الغفران الذي نناله وقوة القديسين .. كل هذا صار لنا كلام نظري وبدأنا نشكو مثل الآخرين من العثرات .. بل وقد نكون نحن سبب عثرة في شكلنا وملابسنا .. كيف ؟ أولاد الله هم شهوده .. إبنة المسيح لابد أن يخرج من جسدها رائحة ذكية وليست رائحة نتنة .. إبنة المسيح تحمل صورة المسيح كل مجدها ولا تكون موضع إستهزاء وسخرية .. إبنة المسيح إنسانة مختلفة مهما كان .. ﴿ ويل لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة ﴾ ( مت 18 : 7 ) . الإنسان الذي يريد أن يغلب العثرات لابد أن يكون شبعان .. أشبع بإلهي .. أشبع بإنجيلي .. أشبع بالكلمة المحيية .. كثيرون منا مهملين في قراءة الكتاب المقدس إذاً كيف نغلب العثرات إن كانت العثرات بهذا السلطان ؟ إن كانت الإمكانية التي أعطانا الله إياها لا نستطيع إستخدامها .. من منا يجلس مع إنجيله يأكله ؟ من منا يجلس مع إنجيله ساعات يلتهم منه ويرتوي ولا يستطيع أن يغلقه من لذة التعزية التي يعطيها الله له ومن لذة الكلام ويجد نفسه مسبي بالنعمة ؟ لمن هذا الكنز ؟ الله أضاء عقل الإنسان وقلبه وعندما تأتي العثرات ماذا يحدث ؟ تجد نور لذلك قال رب المجد يسوع ﴿ إن كان النور الذي فيك ظلاماً فالظلام كم يكون ﴾ ( مت 6 : 23 ) . ما هو الظلام وما هو النور ؟ الآباء يقولون النور هو العقل والظلام هو الجسد .. الجسد مظلم بالشهوة والكسل وحب الأكل و .... الذي ينير الظلمة هو العقل والقلب .. العقل والقلب اللذان بهما الله يسلطان الضوء على الجسد فيصير الجسد المظلم مضئ .. تخيل أن العقل والقلب اللذان بهما النور الذي يضئ ظلمة الجسد غير موجود بهما النور فكم يكون الظلام ؟ ما حال إنسان عقله وقلبه ليس بهما الله ؟ ما حال إنسان عقله وقلبه لا يسبحان ؟ ما حال إنسان قلبه ولسانه لا يلهجان بكلمة الله ؟ ﴿ إن كان النور الذي فيك ظلاماً فالظلام كم يكون ﴾ .. ولنرى سلطان الجسد وحدَّته ستجد نفسك – ربنا يرحمنا – أصعب من الحيوانات لأن النور صار ظلام .. السلطان الذي أعطاك الله إياه لم تستخدمه .. لا .. ﴿ النفس الشبعانة تدوس العسل ﴾ ( أم 27 : 7 ) .. ﴿ لنطرح كل ثقلٍ والخطية المحيطة بنا بسهولة ﴾ .. من أين ؟ من سلطان إنسان من داخله يعرف ما هو الصواب وما هو الخطأ .. إنسان عندما يبتعد عن العثرة لا يشعر أنه محروم أو متضايق بل بالعكس يشعر أن الذين يتبعون هذه الأمور مساكين ومحتاجين صلاة .. مساكين يعيشون حسب شهواتهم .. مساكين يتبعون الظلمة التي بهم ولا يوجد ما يضئ عقلهم وقلبهم . لكي أعرف أن أغلب في جيلنا هذا أضع أمامي مبدأ النفس الشبعانة تدوس العسل .. مهما كانت قوة الخطايا وسهولتها .. مهما كان الإنسان يعيش في وسط مظلم .. النفس الشبعانة تدوس العسل .. كثيراً ما يمر على الكنيسة وكثيراً ما مرت عصور أتقياء وأبرار العهد القديم أمور بها عثرات وخطايا .. بولس الرسول كان يكرز في أماكن وثنية بها طقوس عبادات وثنية ما هي إلا زنى .. تخيل لما يقنع عدو الخير الإنسان أن من ضمن ألوان التدين الزنى .. تخيل إنسان مسيحي يشتاق أن يحيا حياة مسيحية حقيقية ويربي أولاده ويحافظ عليهم في مثل هذا الجو المملوء عثرات .. يرى أن الولد والبنت بهما تيار الخطية والناس الذين حولهما يفعلون هذه الأمور .. قد يقول الأولاد كل من حولنا يفعل ذلك فلان وفلان و ... لا .. الله قال ﴿ أنتم فجنس مختار ﴾ ( 1بط 2 : 9 ) .. أنت مسكن الله .. أنت الذي إقتناك بدمه .. ﴿ لأنكم قد اشتريتم بثمنٍ فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله ﴾ ( 1كو 6 : 20 ) .. المسيحي لو عرف قيمة نفسه وقيمة مسيحيته ما تردد ولا سلك أبداً بقانون أهل العالم .. لذلك النفس الشبعانة تدوس العسل . (2) إمتحنوا كل شئ وتمسكوا بالحسن : بولس الرسول يقول في رسالته إلى أهل تسالونيكي الأولى ﴿ إمتحنوا كل شيءٍ تمسكوا بالحسن ﴾ ( 1تس 5 : 21 ) .. إمتحن كل شئ .. أنا سمعت عن شئ سلبي وردئ والناس تشكو منه وأنا جربت .. كل هذا يجعلني أتمسك بالحسن وأبعد عن هذا الشئ وليس من الداعي أنه عندما أسمع عن شئ سلبي أنه لابد أن أختبره حتى لا أسقط فيه .. ﴿ إمتحنوا كل شيءٍ تمسكوا بالحسن ﴾ .. إن كان إبني محب للكمبيوتر ويدخل على مواقع قل له * إمتحن كل شئ وتمسك بالحسن * .. إختار .. الإنسان كي يغلب اليوم العثرات لابد أن يعرف كيف يختار ما يناسبه ولابد أن يشعر بسلطان الله داخله الذي يجعله يسلك حسب وصية إلهه .. إمتحن كل شئ .. لا تترك نفسك لهواها .. معروف أن الإنسان سيحيا وسط عثرات كثيرة لابد أن نشعر أننا غالبنها . الإنسان الذي يواظب على صلواته ويعيش التوبة اليومية ويقرأ كتابه المقدس بشغف .. إنسان يشبع بكنيسته وأسرارها وألحانها والتناول ثم قل له هيا لتشاهد فيلم ردئ أو دنس أو منظر غير جيد .. بالطبع سيقول لك لا أستطيع .. لماذا ؟ لأنه شبع وعرف كيف يتمسك بالحسن .. عرف أنه كيف لا يليق به كإبن لله أن يتبع هذه الأمور .. عندما نرى الضغوط التي على أولادنا نقول يارب ارحم أُدخل إنت يارب عقولهم وقلوبهم .. لذلك لابد أن نصلي لأولادنا ونرشدهم ونعلمهم ونتابعهم ولابد أن يكون لنا دور إيجابي وسط البيت .. لابد أن يكون لكل شاب وشابة قانون روحي يومي ولابد أن يكون جاد فيه وإلا يوم مع يوم يتهاون ثم يضيع .. إن كانت توجد عثرات وربنا يسوع قال لابد أن تأتي العثرات إلا أن العثرات وُجدت من أجل إمتحاننا وتزكيتنا .. فالعثرة تكون للإنسان الخاطئ سبب دينونة وبالنسبة للإنسان البار سبب بره وتزكيته .. ليتك تكون وسط جيلك المملوء بالعثرات من الشهود الأمناء . (3) كل الأشياء تحل لي ولكن ليس كل الأشياء توافقني : كل الأشياء تحل لي ولكن ليس كل الأشياء تبني : عندما يعرض عليَّ شئ .. عندما أكون وسط ظروف لا أعرف كيف آخذ قرار .. أقول كل الأشياء تحل لي ولكن لابد أن أعرف أن هناك ما يوافقني وما لا يوافقني .. يوجد ما لا يليق بي وليس كل الأشياء تبني .. لابد أن أرى ما يبنيني .. وعلى قدر ما ينجرف العالم في تيار من التفاهه والسخافة على قدر ما يوجد تيار للعلم والتطور والتقدم والتميز .. وكثيرون يسيرون مع تيار السخافة وتنزل وتنزلق وكثيرون يسيرون مع تيار التطور والتميز والعلم لأعلى .. لابد أن أعرف ما يبني .. لا يوجد شئ خطية بذاته إلا أن الإنسان بميله الردئ يجعله خطية . الجسد في حد ذاته ليس خطية بل الأكثر أن الشهوة في حد ذاتها ليست خطية لكن إستخدامها الردئ هو الخطية لكن الإنسان لو لم يكن له شهوة طعام كان لا يأكل ويموت بالجوع .. أيضاً لولا الشهوة ما كان يوجد تناسل وزرع بشري واستمرار حياة .. الله لم يخلق شئ دنس أبداً لكن الميل الردئ هو إنفصال إرادة الإنسان عن إرادة الله فتنحرف كل الإتجاهات وتفسد كل العطايا لذلك ليس كل الأشياء تبني .. لابد أن أعرف ما يبني .. لابد أن أقرأ وأتثقف .. لابد أن يكون عقلي مضئ .. العقل وحياتي وزنة يجب أن أتاجر فيهم وأربح ولا أضع العثرات حجة ولا الضعف المحيط بي لأن الكتاب قال لابد أن تأتي العثرات . كن مضئ في موضع مظلم .. كن إيجابي وسط سلبيات .. إعرف كيف تختار .. ما أجمل تسبحة دبورة النبية والقاضية عندما قالت ﴿ دوسي يا نفسي بعزٍ ﴾ ( قض 5 : 21 ) .. * بعز * أي بسلطان وقوة واقتدار دوسي .. النفس التي بها قوة الله داخلها تدوس بعز ولا تشعر أنها مهزوزة أو محرومة ولا تشعر أن الله وضع عليها قيود صعبة أو لا تعرف كيف تعيش مثل سائر الناس .. لا .. لأنها تدوس بعز .. نطرح عنا كل ثقل الخطية .. لذلك الذي يشكو من العثرة نقول له العثرة داخلك .. الذي يشكو بالضعف نقول له الضعف داخلك .. لذلك سيدنا البابا شنودة له عبارة جميلة ﴿ إن جاهدن مع نفسك سوف تستريح في الجهاد مع الخطايا ﴾ .. أنت غلبت من الداخل ستعرف عندئذٍ كيف تغلب من الخارج . الإنسان داخله جسد يميل للخطايا .. طبع فيه خطية مغروسة ومن الخارج خطية محيطة بسهولة فيحدث إشتعال .. ما المطلوب ؟ أنت داخلك نيران شهوة ومن الخارج بنزين لو وضعت النار على البنزين ستشتعل الأمور لذلك أنت لن تعرف كيف تتخلص من البنزين الذي حولك ؟ الحل في النار التي داخلك تطفئها بالماء الذي هو الروح القدس روح ربنا الذي بداخلك .. ينابيع الماء الحي التي بداخلك قادرة بسلطان أن تطفئ نيران الشهوة .. حتى إن أتى عليك بنزين العثرات ونيران الشهوة مطفأة داخلك فالبنزين سيأكل نفسه ولا يضرك بشئ . حاول أن تكون من داخلك إنسان غالب وتنقي نفسك من الداخل .. أحياناً نعطي تشبيه أن الجو المملوء قنوات تليفزيون وراديو و ..... إن كان عندك جهاز وضبطته على أي قناة ستراها .. إن ضبطت الراديو على قداس ستسمع قداس وإن ضبطته على أغنية ستسمع أغنية لذلك المشكلة ليست في الجو بل في جهازي على أي قناة أضبطه ؟ هكذا الإنسان لو إنسان ساعي للشهوات وداخله ظلام ستأتيه الشهوة .. لكن لو أنا إنسان مصلي للمزامير وأسير في خوف الله ووداعة لن تمسني العثرة لأن قناتي ليست على قناتها .. لابد أن تأتي العثرات . لذلك لابد أن نأخذ حياتنا جد .. إن كنا نشتكي من العثرات فأقول لك تعال لنشكو من إهمالنا قبلما نشكو من العثرات .. تعال نشكو من صلواتنا الفاترة ومن إننا تركنا إنجيلنا ومن نفوسنا الضعيفة قبلما نشكو من العثرات والضغوط المحيطة بنا من الخارج . ربنا يسوع الذي سمح أن تكون هناك عثرات وأعطانا سلطان أن نغلبها يثبتنا في شخصه القدوس المبارك كي نكون بلا لوم ولا عثرة أمامه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

لوعرف لما خرج أحد الأبن الضال

لو عرف لما خرج الإبن الضال بسم الأب والإبن والروح القدس الإله الواحد أمين , فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان والى دهر الدهور كلها أمين . تقرأ علينا ياأحبائى الكنيسة فى هذا الصباح المبارك فصل من أجمل وأروع فصولها .. أحد الإبن الضال ... تقرأ الفصل الذى كلنا نعلمه , الإبن الموجود فى بيت أبيه لكنه غير راضى وغير سعيد , بل ويريد أن يترك أبيه , الإبن الذى فى بيت أبيه لكن فكره خارجه , بل ويشعر أنه مسجون ومتضايق غير سعيد , يشتاق للخروج من بيت أبيه ويشعر أنه لو خرج سيكون أفضل وحر أكثر , الإبن الذى يشعر أن وجوده فى بيت أبيه هو الخسارة ذاتها , ولا يشعر بمحبة أبيه ولا يشعر بجمال بيت أبيه , ولا يشعر بكرامته الموجودة فى بيت أبيه ....... فقال لأبيه أريد أن أترك البيت فأعطنى نصيبى من ثروتك .. بالطبع هذه الكلمة كسرت قلب أبيه , لكنه نفذ له ما أراده .. وكلنا نعلم ما حدث للإبن , ظل عدة أيام ينفق ببزخ وأصحابه بجانبه ليستفيدوا منه وخدعوه وإبتزوه حتى أفلس , وتخيل الإبن أنهم سيعولوه ويقولون هو صديقنا لن نتركه فى محنته , لكنهم للأسف تخلوا عنه , وأهين وبدأ يعيش فى عوز ومع الخنازير وجاع , وكان يشتهى أن يملأ بطنه من خرنوب الخنازير , حتى أتى وقت وحزن على حاله وما وصل اليه , فقال لنفسه ما هذا الذل الذى أنا فيه ؟ وما هذا الجهل والحرمان ؟ ... " أقوم الأن وأرجع الى أبى وأقول له أخطأت يا أبتاه فى السماء وقدامك ولست مستحقاً أن أدعى لك إبناً بل إجعلنى كأحد أجرائك " أنا لست مستحق أن أكون لك إبن لكن أسمح أن أعيش عندك ولو كخادم ........ كثيراً ما يعيش الإنسان مع الله ولا يشعر بنعمته التى يريد أن يعطيها له , ولا يشعر بالأبوة والحب والغفران , كثير منا فى الكنيسة ولا يشعر بمجد الكنيسة , ولا يشعر بالغفران الذى فى الكنيسة , ولا يشعر بالأبوة والمحبة التى فيها , ولايشعر بأحضان الله المفتوحة له .. بل الأعجب أنه قد يشعر أن أحضان الله بالنسبة له قيود , وأن الحياة مع الله سجن وحرمان من أمور يشتهى أن يفعلها , وكما قال الكتاب " لو عرفوا لما صلبوا رب المجد " هكذا الإبن الضال لو عرف ما له فى بيت أبيه لما تركه , مشكلته أنه يعيش فى بيت أبيه ولا يعى ما هو بيت أبيه , ولا يشعر بقيمة حياته التى يحياها * أحياناً عدو الخير يجعلنا مثل الإبن الضال , لا نشعر بالجمال والمجد الذى نحيا فيه مع الله , والغنى الذى نحن فيه ... معلمنا بولس الرسول يقول " النعمة التى نحن فيها مقيمون " ... لو قلت لك عن النعمة التى نحن فيها مقيمون , تقول لى لا تبالغ .. وإن قلت لك عن محبة الله , تقول لى هذا كلام نظرى .. وإن قلت لك عطايا الله , تقول لى لا أنتبه لها .. وإن قلت لك أحضان الله , تقول لى لا أشعر بها ..... هذا هو حال الإبن الضال الذى يحيا فى بيت أبيه ولا يشعر بجماله ولا بطعم وجوده فى بيت أبيه .... معلمنا بولس الرسول يقول " الذى أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا الى ملكوت إبن محبته " معلمنا بولس يشعر بما أخذه .. لذلك أنظر المجد الذى عندك . * تخيل الإبن الذى أخطأ , بالطبع كان يشك فى محبة أبيه له لأنه لم يختبرها , بالطبع سيقول لنفسه لحظة تفكيره فى العودة لبيت أبيه : أكيد أبى سيطردنى ويقول لى كما خرجت كن كما أنت , وكما رفضت الحياه معى أنا أرفضك , وكما تركتنى فكن كما شئت لأنى لست تحت طوعك متى أردت أن تعود لى سأقبلك .. لا .. لن يفعل الأب هكذا ..... المشكلة أننا أحياناً نقيس الله بمفاهيم بشرية فى حين أن الله لا يقاس بمفاهيم بشرية , أحياناً نرى الله كالبشر والبشر فى معاملاتهم نرى الواحدة بالواحدة ... لا ... الله ليس كذلك , الله كله حب وأبوة " غافر خطايانا , منقذ حياتنا من الفساد .. " يأتى الإبن لأبيه مكسور ويقول له أخطأت فى السماء وقدامك ولست مستحق أن أدعى لك إبن بل إجعلنى كأحد أجرائك ..يجيبه الأب : لا .. حضنى كله لك ومحبتى كلها لك وبيتى كله لك , وإن كنت قد أردت جزء من ثروتك فالبيت كله بما فيه لك , أنت طمعان فى أمور قليلة فى الأرض , والملكوت كله لك والأبدية لك والعالم كله خلق لأجلك الشمس والزروع والأرض والنجوم و........... كل شئ لك وأنا خلقتك لتكون ملك , أنا أعطيتك كل شئ لتباركنى القديس سيرافيم سيرافسكى كان يقول " كنت أتأمل الطبيعة وأرى الله وأقول لله يالفرحى يالبهجتى يالسرورى , إنى أراك فى الأرض , أراك فى الأرض , أراك فى السماء , أراك فى الطيور , أراك فى الزروع , أراك فى الشمس .... يالفرحى " .. كان يشعر أن كل هذا خلقه الله لأجله ... هذا هو الإنسان الذى يشعر كم فعل الله من أجله الإبن الضال كان فى بيت أبيه يأكل أفضل أطعمة ولا يشعر , وينام أفضل نوم ولا يشعر , حتى الإكرام الذى كان يناله لم يشعر به ....... أحياناً نحن نكون فى نعمة الله ولا نشعر بها , ونكون فى بركة وستر الله وصلاحه وقوته وغفرانه ولا نشعر كما كان هذا الإبن فى بيت أبيه .... متى شعر بقيمة بيت أبيه ؟ بعدما تركه هل لابد لنا أن تهان كرامتنا كيما نشعر بقيمة بيت أبينا ؟ هل لابد أن نبتعد ونُهان ونُذل لنختبر محبة الأب ونعود مرة أخرى ؟ ... لا... يقول لابد أن نشعر بمحبته من البداية , لذلك عدو الخير له دائماً حرب مع الإنسان وهى حرب التشكيك , يشككه فى محبة الله له , دائماً عنده نزعة أن يشكك الإنسان فى قبول الله له , وكما يقول الكتاب " قال الجاهل فى قلبه ليس له خلاص بإله " .. يقول عدو الخير للإنسان لا تحاول أنت إبتعدت ....... أقول لك : لا .. لا تصدقه فالله دائماً ساعى اليك .. الله دائماً يسعى للإنسان وقد رأيناه مع قايين الذى قتل أخيه , خطية مرة جداً , ولكننا نرى الله يقرع بابه قبل الخطية وحتى بعد الخطية يقرع بابه , قبل الخطية يقرع بابه ويحذره " عند الباب هناك خطية رابضة واليك إشتياقها " أى إنتيه الشر يزداد داخلك " إن أحسنت أفلا رفع " لاتجعل الخطية تنمو داخلك وتسير فى مراحلها .. إنتبه .. الله يريد أن يغفر ونحن إختبرنا ذلك كثيراً جداً , جميل داود النبى عندما يقول " باركى يا نفسى الرب ولا تنسى كل حسناته " , ثم يعدد إحسانات الرب "الذى يغفر جميع ذنوبك , الذى نجى من الحفرة حياتك , الذى يشفى جميع أمراضك , ..." ما هذه إلا عطايا الله التى تستحق الغناء والتسبيح والنشيد ... جيد أن يشعر الإنسان بمحبة الله الذى يعيش فى بيت أبيه سعيد , ماذا يفعل ؟ يسبح ويغنى لماذا كنيستنا كنيسة تسبيح ؟ الكنيسة تحب التسبيح جداً وتحب التمجيد والترنيم جداً , وتعلى المجد له لأنها تشعر بعطايا الله لها , فتقول وتغنى : باركى الرب يا جميع أعمال الرب , وتغنى بأعمال الرب ....... الذى يحب الرب يقترب له ويغنى بأعماله ويسبحه ويشكره , بينما البعيد عن الله لا يعرف لأنه ليس لديه ما يقوله لله لأنه لا يشعر بشئ من عطاياه .. لذلك يقول المزمور " لأن الأموات لا يباركونك " الأموات بالذنوب والخطايا , كيف يباركوا الله ؟ وعلى ماذا يسبحونه ؟ .. مثل هؤلاء الإبن الموجود فى بيت أبيه ولا يشعر بمجد البيت ولا جمالهولا محبة أبيه , بل بالعكس يشعر بقيود وحرمان , لكن مجرد أن يعرف ويختبر حضن أبيه الأبوى وقبوله له , يسجد له ويسبحه ويشكره ....... هكذا الكنيسة تسجد وتبارك .. يقول المزمور " ليس الأموات يباركونك يارب لكن نحن الأحياء نباركك فى كل حين " نسبح ونمجد .. " تعليات الله فى حناجرهم " نمجد إلهنا ومخلصنا وفادينا كيف ترى الله ؟ بالطبع ستراه بحسب حالتك أنت .. لو كنت فى توبة , سترى حضن الله واسع وكله حب .. وإن كنتأنت بعيد عنه , سترى الله بعيد عنك .. وإن كنت أنت رافضه سترى الله يرفضك .. وتراه قابلك إن كنت أنت تقبله ...... إذاً رؤيتك لله هى إنعكاس لحالتك أنت , فلا تقل أن الله لا يحبنى ولا يقبلنى ولا يعطينى .. لا .. ثق أن الله يحبك ويقبلك ويعطيك , المهم أن تتقبل أنت عطاياه عندما يقال أن القديس يوحنا الحبيب هو التلميذ الذى كان يسوع يحبه وهو الذى إتكأ على صدره وقت العشاء .. هل تتخيل أن يسوع كان يميز ناس عن غيرهم ؟ .. لا .. ربنا يسوع كان عنده كل التلاميذ سواء , لكن يوحنا هو الذى كان يحب ربنا يسوع جداً , فلما أحب يسوع أدركه حب يسوع جداً فشعر بالحب الشديد جداً ليسوع , وبالتالى أطلق عليه التلاميذ لقب " التلميذ الذى كان يسوع يحبه " إذاً هذا الحب هو إنعكاس لحب يوحنا ليسوع وليس مجرد تمييز من الله ليوحنا ... هكذا نحن لوأحببنا ربنا يسوع , سنشعر بمحبة الله لنا , بل وسيشعر كل واحد منا أنه ‘ أنا الذى يسوع يحبه ’ القديس أوغسطينوس وصل فى حنه لله الى درجة أنه قال لله أنا أشعر أنك نسيت كل الناس إلا أنا وحدى .." تسهر على ّ وكأنك نسيت الخليقة كلها , تهبنى عطاياك وكأنى أنا وحدى موضوع حبك " هذا كثير علىّ يارب أن أشعر أنك نسيت الخليقة كلها بسببى... لو كنت انت سعيد به فى بيت أبيك ستشعر أنك تريد أن تشكره من كل قلبك وتقول له أشكرك على إحساناتك وعطاياك وغناك الجزيل لى , أنا لا أستحق كل هذه النعم العظيمة . يقال عن الله فى العهد القديم " طويل الروح كثير الإحسان يغفر الذنب والسيئة " ... عدو الخير يقول لك لا , أنت ردئ وخاطى والله لا يحبك , فلماذا أنت مازلت فى البيت ؟ أخرج منه أفضل لك , فأنت تخرج من الكنيسة كما دخلتها , مادام لا فائدة منك فلتعش حياتك وتتمتع بالعالم وما فيه .... لا ... هذا الإبتعاد يُشعر الإنسان أن الله بعيد عنه بل ويرفضه .... لا .... الله لا يرفض أبداً , إنما الإنسان هو الذى يرفض ... فهل من المعقول يارب أنك بقوتك وجلالك وأبوتك تجعل الإنسان هو الذى يرفضك أو يقبلك؟ نعم ..فهذا الإبن قال لأبيه لا ... قد يسأل الأب إبنه : ألهذه الدرجة ترى البعد عنى أفضل لك ؟ .. يقول له نعم فأنا لى أصحاب كثيرون يعيشون ويفرحون بحياتهم , وأصحاب يتمتعون بالعالم , وأصحاب............ يقول له الأب : لكن ياأبنى هذا ذل ومهانة .... نقول للأب ليتك تنصحه ... يجيب : لا أستطيع أن أجعل إبنى فى بيتى دون إرادته ... كما قال القديس أوغسطينوس " إن الذى خلقك بدونك لا يستطيع أن يخلصك بدونك" .. الله يريدك أن تعرف قيمة الحياة التى أنت فيها , وهو قابلك ويحبك رغم شرورك الإبن راجع وهو فى قلق من إستقبال إبيه له هل سيرفضه ؟ , ويتقدم خطوة ويتراجع خطوات , ويفكر فى وسيط بينه وبين الأب لعله يكون أخيه الأكبر أو تكون أمه .. لماذا التردد ؟ هيا تقدم مباشرة للأب وهو لن يرفضك وثق فى محبته , وثق أن من حولك سيكونوا لك شفعاء , وثق بالأكثر أن هو سيقبلك , قف أمامه وقل له إقبلنى اليك كصالح ومحب البشر, وأن تركتك أنا فلا تتركنى أنت , فأنا ضعيف وجاهل ورؤيتى للأمور غير واضحة ... سيدنا البابا شنودة له قول جميل يقول فيه " قل له يارب أنا إبنك وإن لم أكن فى بيتك , أنا خروفك وإن لم أكن فى حظيرتك , أنا درهمك وإن لم أكن فى كيسك , أنا إبنك محسوب عليك ومنسوب اليك " هذا الأب عندما يسألونه كم إبن عندك ؟ يقول إثنين واحد موجود والثانى غير موجود ... لما تركه الإبن وخرج خارج البيت لم يقل أنا لى إبن واحد , لا, بل قال أنا لى إبنان ... هكذا نحن أولاد الله مهما أخطأنا , لذا قل له " إقتننا لك يا الله مخلصنا لأننا لا نعرف أخر سواك " نحن لك يا الله , ملك لك ... والله رغم تعدياتنا ينظر إلينا بكل حنو لما نرى فى العهد القديم كم فعل شعب الله من شرور وتعديات وآثام , عندما يعطيهم المن والسلوى يقولون له " كرهت أنفسنا هذا الطعام السخيف " كم كان جحودهم ؟!.. صنعوا عجل وعبدوه , وزنا وخطايا ومرتفعات داخل الهيكل , تخيل عبادات وثنية داخل الهيكل ؟! . لكن عندما أراد بلعام أن يلعن شعب الله ويقول نبوته , تكلم الله على لسانه فيقول " لم أبصر إثماً فى يعقوب ولا تعباً فى إسرائيل " ... ألهذه الدرجة ترانا أبرار يا الله ؟ يقول نعم لأنكم أولادى أنت بعيد عنى فى كورة بعيدة تأكل من خرنوب الخنازير .. هيا تعال , أنا منتظرك ولن أحرمك من شئ , لا تتردد ... وعندما رأى الأب الإبن أت من بعيد ركض نحوه وتخلى عن جلاله وبهاءه وركض نحو الإبن ... ما هذا ؟ هذا هو الحب الأبوى , لذلك نقول " حبك غلبك " وأحياناً نقول " حبك غصبك وتجسمت " .... ألهذه الدرجة نحن خطاه ومذنبين وهو صالح ؟ .. نعم " ووقع على عنقه " ... ولنرى العطايا التى وهبه إياها .. ركض خلفه ووقع على عنقه وقبله , ألبسه حذاء فى قدميه , وذبح له العجل المسمن , وألبسه الحلة الأولى , و.... عطايا كثيرة جداً .... ما هذا كله ؟ هل بدلاً من أن تهيننى وتعاقبنى , تعطينى عطايا ؟ أنا لا أستحق كل هذه العطايا وكل هذا الحب ... يقول : لا .. أنت تستحق كل شئ أنت إبنى أجمل شئ يجعلنى أرفض الخطية أن أدرك مدى حبه لى .. عندما يدرك الإنسان أن الله أبوه ويحبه وقابل له , عندئذ يقول كيف أخطئ الى الله وأهين من أحبنى وأحزن من يعطينى كل هذه العطايا ؟ .. لا .. لن أجعل الخطية تصنع حاجز بينى وبين الله . يقول سفر أشعياء " لأنه يكثر المغفرة " يريد أن يعطى ... ويقول الآباء " ليست خطية بلا مغفرة إلا التى بلا توبة " أى خطية تتوب عنها مهما كانت , يغفرها لك ..... حاول أن تدرك محبة الله وكن فى بيت أبيك وأشعر بحبه وأحضانه والفردوس الذى تحيا فيه بحبه , وسبح ومجد وأشكر وبارك , لأنك بالفعل فى غنى وخير .. عدو الخير يريد أن يطمس هذه المفاهيم ويجعلنا نعيش فى هم , يريد أن يلهينا فلا نكون فرحين .. لا .. القديس يوحنا ذهبى الفم يقول " أتركوا العبوسة للأشرار " يريد أن يقول يجب عليك أن تعيش فى بهجة .. لماذا ؟ لأن الله أبيك أعطاك كل شئ بغنى للتمتع , ليس معنى كلمة " غنى للتمتع " أنه يعطيك أمور أرضية لتتمتع بها , لا .. بل معناها أن غنى المسيح هو غنى محبته وأبوته , غنى المسيح هو العجل المسمن ذبيحته ... هل نحن نستحق أن يذبح العجل المسمن من أجلنا ؟ هل نحن نستحق أن الأب الكاهن على المذبح يأخذ الجسد ويكسره ويقول خذوا كلوا كلكم ؟ هل نستحق أن الدم المسفوك ؟ هل كل هذه العطايا قليلة ؟ .. الله أعطانا ما تشتهى الملائكة أن تراه ولا نشعر نحن أننا أولاده .... كيف ؟ ! ! لابد أن نكون فى بيته فرحين لأنه أراد أن يكون أولاده أغنياء , أراد أن يكون أولاده أنقياء وقديسين وبلا لوم قدامه فى المحبة .. أعطانا غفران كثير , يقول " يكثر الغفران " عندما تقرأ فى العهد القديم عن خطايا بنى إسرائيل , تقول الله سيبيدهم , لكنك تقرأ الكتاب يقول " لم يشأ أن يستأصلهم " لماذا ؟ لأنهم أولاده وهو أب كله حب وقبول الصوم المقدس فترة جميلة للرجوع الى الله ... الكنيسة وضعت لنا ثلاثة أحاد متتالية فى الصوم أجمل من بعضها .. أحد الإبن الضال , أحد السامرية , أحد المخلع .... ثلاثة أحاد بها تدرج : - أحد الإبن الضال يمثل الخطية ... أحد السامرية يمثل تكرار الخطية ... أحد المخلع يمثل اليأس من الخطية .. والمسيح قبل الثلاثة .. الخاطى مقبول عنده , وإن كررت الخطية كالسامرية فأنت أيضاً مقبول عنده , وإن وصلت لحالة صعبة بل ومستعصية وفقدت رجاءك من الشفاء كالمخلع فأنت أيضاً مقبول عنده . هل ترى ماذا وضعت الكنيسة لنا فى الصوم ؟ لتقول لنا صُم بالروح وليكن لك رجاء فى قبول الله لك , ذلل جسدك وقل له أقدم لك يارب جسدى ذبيحة وأعطى فرصة للروح أن تقود جسدى ... لابد للصوم أن يكون مصحوب بدموع وإنكسار قلب وكلمة إرحمنى دائماً , لابد للصوم أن يكون مصحوب بروح توبة وإنسحاق .. هذه هى بركة الصوم ونعمته أن تشعر بمحبة الله التى تشملك وتشعر بالفعل أنك غنى لا تحتاج لشئ موقف جميل فى العهد القديم .. معروف أن داود النبى كان صديقه المحبوب لديه جداً هو يوناثان بن شاول الملك ,مات يوناثان وشاول فى الحرب وملك داود مكانه .. وكان داود وفى جداً فبحث عن أولاد يوناثان لعله يجد أحد منهم ليصنع معه معروف , فقالوا له يوجد له ولد واحد مازال حى وهو أعرج الرجلين إسمه مفيبوشث وهو مختبئ - قديماً كان هناك أمر ردئ فى العهد القديم وهو أنه إذا نُصب ملك أنه خوفاً على منصبه يقتل كل نسل الملك السابق له حتى لايفكر أحدهم فى الملك مرة أخرى , لأنه دائماً الذين يعيشون فى قصور الملوك يشتهونها جداً فيفكرون فى إستعادة الملك - .. مفيبوشث بن يوناثان إختبأ خوفاً من داود لئلا يقتله مثل غيره من الملوك , ولما دعاه داود ذهب اليه مرتعب وخائف وتخيل أن داود سينتقم منه .. لكن داود قال له لقد أحببت يوناثان أبيك جداً وسأرد لك ممتلكاته وستعيش معى فى قصرى وتكون كأحد أفراد أسرتى , تأكل على مائدتى .. لم يصدق مفيبوشث نفسه فى ما سمعه من داود , ورغم أنه أعرج الرجلين خر وسجد له هذا هو حال الإنسان الخاطئ البعيد الخائف الذى يشعر أنه مطرود ويشعر أن الله يريده ليدينه ويحرمه ويعاقبه .. لا .. الله ليس إله العقوبة بل إله الخلاص ويريد أن يرد لك الملك والأرض ويريد أن تشعر أنك إبن الملك , أن تشعر بالأمان معه . هل تشعر بهذه النعمة ؟ وكيف ؟ هل هناك شئ أكثر من أنه أتى لأرضنا وتجسد لأجلنا وإفتقدنا وعاش معنا , وقال تعالوا كلوا كلكم من مائدتى وعيشوا معى فى بيتى وإشبعوا من غناى , أنتم أولادى... عندما تشعر بهذه المشاعر فى وقفة الصلاة ستجد أن لديك كلام كثير تريد أن تقوله لأبيك السماوى الذى يحبك وتسبح له . وعندما عدوالخير يخدعك تقول له لا تخدعنى فأنا أعرف جيداً إنى غنى وأبى يقبلنى ويحبنى فكيف أخونه ؟ ضميرى وروحى وقلبى وجسدى لن يطيعونى إذا وافقتك , بل وقد تصل الى درجة أنك ترفض الخطية " ولا يستطيع أن يخطئ لأن الخطية لن تسوده " الله قادر أن يعطينا أن نشعر بأبوته وغناه وسخائه وقبوله لنا وأحضانه المفتوحة تؤمنا من كل ذلك .ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل