العظات

شخصية هيرودس الكبير وأطفال بيت لحم

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين. تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل آوان والي دهر الدهور كلها آمين. الأحد الأول من شهر طوبه تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا مار متى البشير نحن جميعا نعرف ما حدث من هيرودس الملك حينما اغتاظ من حدث ميلاد السيد المسيح وعندما ذهب المجوس ولم يرجعوا إليه فأمر بقتل أطفال بيت لحم من ابن سنتين فما دون، والملاك أوحي الي القديس يوسف البار وقال له "قم خذ الصبي وأمه وأهرب الي أرض مصر لأن هيرودس مزمع أن يقتل الصبي"، أريد أن أتحدث معكم قليلاً عن هيرودس لأنه صورة مكبرة للشر الذي من الممكن أن يكون داخل كل شخص فينا. أولا هيرودس هذا اسمه هيرودس الكبير -لأنك ستجد الكتاب المقدس ممتلئ بهيرودس-تزوج من أربعة وهؤلاء الأربعة كان معظم أسباب زيجته أسباب سياسية أو مادية، يقال عنها زيجات المصالح وكان من أهم اولوياته أن يرضي الدولة الرومانية لأنها هي التي قامت بتعينه، فكان يتزوج من نساء لهن علاقات بالسلطة فلذلك حدث تنافس بين الزوجات الأربعة مع أبنائهم وأصبح أبنائه في حالة صراع دائم، وهو كان يقوم بتمييز ابن من أبنائه علي ابن آخر طبقا لإرضاء المصالح العليا في روما، فهذه حكاية مركبة لذلك تجد هيرودس فيلبس، وهيرودس أنتيباس، وهيرودس أرشيلاوس، وهيرودس أغريباس، ستجد هيرودس كثيراً. وكان يقوم بإعطاء الابن الذي علي هواه مقاطعه كبيرة، واذا كان لديك فكرة بسيطة عن جغرافيا فلسطين ستجد أنها يقسمها نهر الأردن، ومن جهة الشمال البحر الأبيض المتوسط، المقاطعات المحصورة بين نهر الأردن والبحر هي الأكثر نشاطا، وأكثر حيوية، فهي ساحلية وهذا يختلف عن عبر الأردن ستجد في الكتاب المقدس يقول "عبر الأردن " وهي تعني الضفة الثانية، تعني الجهة الثانية، اي الجهة اليمين من نهر الأردن وهذه مناطق فقيرة قليلاً بها كساد ومناطق صحاري وسهول ، فكان يقوم بإعطاء الأبناء المرغوب فيهم المقاطعات التي توجد في الشمال، والأبناء الغير مرغوب فيهم مقاطعات على اليمين، يقوم بأعطاء رشاوي للدولة الرومانية لكي يأخذ مقاطعات أكثر ويعطيها للأبناء المرغوب فيهم، إلي أن وصل الي سواحل سوريا، وصنع قيصريه فيلبس، كان يميل للمشروعات التي ترضي الدولة الرومانية، أي شئ يرضى السياسة العليا يفعله، وكان يكره اليهود جدا لكنهم قالوا له لا لأجل سلام البلد لابد ان تصنع سلام مع اليهود فقام بتجديد الهيكل لهم (كله شغل سياسة) فعندما سمع بميلاد السيد المسيح فحدث له انزعاج، من الملك المنافس هذا، من هذا الطفل الذين يقولون عليه ملك اليهود؟ فهل هناك ملك غيري؟ فالأبناء الذين قمت بإعطائهم ولايات فأنا الذي أحركهم بأصبعي، هل هناك شخص له مصالح أعلي مني، فعندما لم يأتي إليه خبر من المجوس أنزعج جدا، فأمر بقتل جميع أطفال بيت لحم ابن سنتين فما دون، لكي يضمن إن يسوع قتل وسطهم الذي لم يكن يعرف عنه شيء إلا فقط "ان اسمه ملك اليهود"، أي قلب هذا الذي يقبل أن يقوم بقتل أطفال مدينه بالكامل دون أن يعرفهم، أي قلب، هل لمجرد إرضاء ذاتك تقتل أطفال أبرياء، فوصلت به درجة الشراسة والدموية أنه في أواخر حياته كان الابن الذي لم يطيعه من أبنائه يقوم بقتله، وعندما يجد زوجته حزينة عليه وبدأت بالحديث عنه وسوف تشتكي للدولة الرومانية، فيقوم بقتل زوجته ايضا، فمرض في أواخر أيامه وعندما شعر أن عمره قارب علي الانتهاء، وجد أشخاص فرحين فيه فقام بقتلهم، ووجد أشخاص يقولون من الجيد أن ننتهي من هذا الراجل لكي نقوم بتعين فلان أو فلان أو فلان بدلاً منه، جميع الأشخاص الذين كانوا يفكرون الناس في تعينهم قام بقتلهم، فهل أنت تريد أن تقف الحياة بدونك؟ أي شخص يرشح، هل إنت ستظل موجود طول الحياه، أول شخص قال انه من الممكن ان تكون له فرصة الحكم بعده قام بقتله، رجل دموي لذلك هو من جنس آدوم، وآدوم هم بني عيسو، وكلمه آدوم قادمه من كلمه دم، دمويين، هيرودس يمثل النفس الملتصقة بالعالم جدا، ومحبة للأرض جدا ، ومحبة للمال جدا، ومحبة للمصالح جدا، ومحبة لنفسها جدا، ومحبة للسلطة جدا، وهذا النموذج ممكن أن يكون بداخلنا ولكن بنسب، بمعني أن كل شخص مننا داخله هيرودس لكن بنسبة، شخص لديه ٥٪، شخص آخر١٠٪، شخص آخر ٧٠٪، " أنا ثم أنا ثم أنا". " الأرض ثم الأرض ثم الأرض". " المال ثم المال ثم المال". "المصالح ثم المصالح ثم المصالح"، فهذا أمر شاق جدا، لذلك الذي يشبه هذا الشخص لا يحتاج الي يسوع أبدا، يوجد أشخاص يا أحبائي قيل لهم الي متي لا تحتملون الحق، لذلك قيل عن ربنا يسوع المسيح لأنك هكذا قد أحببت الحق، لذلك من ضمن ألقاب ربنا يسوع المسيح هو الحق، فيوجد أشخاص لا يحبون الحق، لا يحتمل الحق، أنت تعلم ما هو الحق، فيوجد أشخاص تميت الحق، ويوجد أشخاص تقوم بإسكات ضمائرها، وأشخاص تسكت الأصوات التي تأتي من حولها، وأشخاص ترفض التأديب، ترفض التوبيخ ترفض حتى التعليم ، وأشخاص ترفض مجرد الرأي الذي يخالف رأيها ، "هيرودس" هيرودس الأنسان المتعلق بالأرض وهي بالنسبة له كل شيء فبذلك انت ستخسر من حولك، ليس مهم فالمهم هو أنا ، ستخسر السماء لا أنا أعلم أنه يوجد السماء ، فهي شئ غير مضمون ، أنا أريد الذي آراه الآن ، ستخسر أبنائك يجيب لم ينفعوني بشيء ، فهو من الأساس لم يزرع لديهم محبة ، لذلك فإن الكتاب المقدس يوضح لنا كل ذلك، حتي الشخصيات فإنها تقدم لنا دروس ، لايوجد شخصية في الكتاب المقدس إلا ونافعه، نتعلم من يعقوب ونتعلم من عيسىو، نتعلم من داود ونتعلم من أبيه ونتعلم أيضا من شاول ، نتعلم من كل النماذج، الأيجابي والسلبي، هيرودس يمثل النفس المتعلقة بالأرض، بعكس المجوس فهم ناظرين الي فوق ،عيناهم تنظر الي النجم، الآباء القديسين وبخاصة القديس يوحنا ذهبي الفم قال أن هذا لم يكن مجرد نجم لكنه كان جسم روحاني لأنه كان يقترب من الأرض، وكان يرافقهم، وكان يمشي معهم، ويلاحظوا أنه يمشي معهم ،النجم اذا أردت أن ترافقه لاتستطيع ، لأن النجم فوق خالص، خالص، ويظهر انه شيء صغير جداً، لا فهو كان يظل ينزل، ينزل، ينزل ويكبر يكبر إلي أن استقر فهذا كان جسم روحاني، يوجد أشخاص تتبع السماء وأشخاص أخري تتبع الأرض، اشخاص عينهم علي السماء وأخري أعينهم على الأرض، أشخاص عينهم علي النجم وأخري عينها علي السلطة، يوجد ناس عينهم علي الزمن والمال ، يوجد أشخاص تريد أن تقدم مثل المجوس، وأخري تريد أن تسجد مثل المجوس ويوجد أشخاص تريد أن تاخذ، وأشخاص تريد أن تقتل، أشخاص تريد نفسها فقط ، لذلك يقول لك على المجوس بمجرد وصولهم سجدوا له شعروا رغم أن جميع الدلائل تقول أن غالباً ،غالبا ليس هذا الولد هو المقصود لأنه كان حقير جدا ليس مكان لولادة ملوك، لكن الله اقتادهم والنجم اقتادهم وتأكدوا أنه هو هذا، رغم وجودهم في مكانه البسيط هذا إلا إنهم سجدوا، يقول "سجدوا للمولود سجدوا للرب المعبود"، سجدوا وفتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهب ولبان ومر، أغلى ما عندك قدمه، تصور أي شخص منا سأل نفسه سؤال ماهي أغلى شيء لدي؟ أولادي وحياتي وقلبي هم أغلى شيء عندي، تخيل أولادك وحياتك وقلبك تقدمهم للمسيح. على سبيل المثال:- قمت بسؤال الأبناء في مرحلة إعدادي وثانوي ما هو أغلى شيء لديك؟ يجيب الهاتف المحمول، فاذا سألتك هل تستطيع ان تستغني عنه؟، اذا قلت لك يمكن تقدمه لشخص فقير هل توافق، صراع ... صراع، يجيب من الممكن أن اشتري بدلا منه واحد أخر، نفكر في حل آخر، بدون أن أخسر المحمول، لا تضعني في هذا الاختبار الصعب. أقول لك تصور أن فعلا الأمر محسوم بداخلك أن المسيح هو الأول، أنه بدون صراع، وأنت مستريح تماما، تقدم له أفضل ما لديك، هؤلاء هم المجوس، تري ماذا كان يفعل هيرودس وماذا يفعل المجوس؟، فالمجوس يريدون أن يكرموا ربنا يسوع المسيح وهيرودس يريد أن يقتل ربنا يسوع المسيح مفارقه رهيبة تؤدي أن الانسان يقول يارب أنا أريد ان أراجع نفسي، أريد أطيع صوتك، وأريد أن أعلن إكرامي لك واريد أن أعلن محبتي لك ، فالمحبة الموجودة ليست كافية، أن أحب لا بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق، أنا أحتاج أن أراجع محبتي لك اذ ربما هيرودس يكون مختبئ بداخلي، أحتاج أراجع محبتي لك عمليا ، فعليا ،أقوم بتأكيدها أنه لا يوجد شيء أغلي منك في حياتي، لذلك قال "تحب الرب الهك من كل قلبك ، ومن كل فكرك ،ومن كل قدرتك"، من الكل لذلك عندما جاء يتحدث مع أبونا ابراهيم فوجده رجل صالح قال له أحضر لي أبنك حبيبك وحيدك أسحاق الذي تحبه وقم بتقديمه محرقة لي، لا يشفق عليه. الله لا يصح أن يكون رقم ٢ الذي وهبنا كل شيء لا يصح انه يكون رقم ٢ لا يقبل، لايقبل ربنا أن نتركه إلى النهاية، لذلك قال لك "يا أبني أعطني قلبك ولتلاحظ عيني طرقك" هذا يا أحبائي ما فعله المجوس وقدموا وفتحوا كنوزهم، افتح كنوزك، اذا كانت دائما معك فليس لها ذكري، ليس لها قيمه، فعندما قاموا بتقديمها اصبح لها قيمه ، تصور اذا المجوس احتفظوا بالذهب لأنفسهم وقتها كان لا يوجد لهم ذكرى، ناس لديها ذهب عادي، لكن عندما قدموه ليسوع أصبح لها ذكري أبدي، الشيء الذي في يدك الآن ليس له ذكري بل بالعكس يمكن أن يكون سبب تعبك، مثلما كانت سلطة هيرودس سبب تعبه ، قصره كان سبب تعبه، فأنت يا هيرودس اذا قمت بتحليل الحياة التي تعيشها، فأنت دائما في مؤامرات مع أبنائك ومع ذاتك وإذا كنت دائما في محاولات لإرضاء الدولة التي تضغط عليك من هنا، وتذلك من هنا وتسخرك من هنا ،إذا كنت في صراع مع جميع الناس، إذا كنت لست مقبول من كل الناس لدرجة فرحتهم أنك مرضت ، هو كان متخيل الي اي درجه هو مكروه ، كان متخيل الفرحة التي ستكون في المدينة بسبب موته ، فماذا تساوي الحياه التي انت تعيشها، فمن الممكن أن يكون أنسان فقير لكن محبوب ، فعندما يشعر الناس أنه مريض يقوموا بالسؤال عنه، ويوم أن يفارق الحياة كل الناس تسأل عليه لإن وجوده مفيد لكن أنت وجودك ضار. تصوروا يا أحبائي ان الأنسان المتمسك بأمور هذه الحياة يذل بها، هيرودس نموذج للنفس البشرية التي تترك نفسها لعادتها، نموذج للنفس البشرية التي لا تستطيع أن تقول لنفسها لا، نموذج للنفس البشرية التي تحب الطمع التي تمتلك أكثر وتحب أنها تتسلط على الناس أكثر، فكن حذر بعض الناس يحبون السلطة، وبعضهم يحبون المال، وبعضهم يحبون الزمن، وبعضهم يحبون الأرض، كن حذر كل هذه تحذيرات من ربنا يسوع المسيح، لطالما أنت في هذه الحياة قاوم ضد ذاتك، قاوم ضد السلطة، قاوم ضد الزمن، قاوم ضد المال، قاوم ضد الممتلكات، حرر نفسك منها تدريجياً، الإنسان يا أحبائي عندما يكون شكله كبير جداً ، عظيم جدا، يرتدي ملابس فخمه، ويملك علي ولايات كثيرة، ويمتلك سلطات كبيره لكن من داخله صغير. تخيل عندما تقرأ قصة أخاب الملك بمجرد أنه أشتهي كرم يملكه رجل صغير فقير قطعة أرض لرجل فقير، غلبان جميعكم تعرفون أسمه نابوت اليزرعيلي تصوروا أن أخاب الملك يشتهي هذه القطعة الصغيرة من الأرض، وهو كان يمتلك أكثر بكثير منها، أفضل وأوسع منها كثيرا، تصور ماذا فعل اذا قمت بالقراءة عنه في سفر الملوك، يقول وضع وجه في الحائط وجلس يبكي، ورفض أن يأكل، في بعض الأحيان يا أحبائي تشعر أن الإنسان المغلوب من نفسه يرجع لدرجة الطفولة، تعلم الطفل الصغير الذي يري لعبة صغيرة ويتمسك بها ولا يسكت حتي يأخذها أحيانا يوجد أشخاص كبار لكنهم أطفال، لم ينضجوا بعد ، لم يكبروا، يريد أي شئ يراه يصبح ملكه زي الطفل بالضبط الذي معه لعبة ويقوم بأخذها بجانبه ويقول انه يمتلكها، فهذا التصرف من طفل مقبول لكن أنت كأبوه عندما تري هذا الموقف يتكرر كثيراً تقول أنه يحتاج للعلاج، يحتاج أن يغير قليلاً من أنانيته، فنقوم بتعليمه كيف يعطي وكيف يشارك وكيف يحب، (وضع وجه في الحائط وظل يبكي ورافض الأكل)، فدخلت زوجته عليه إيزابيل وعندما رأته حزيناً قالت له أن الموضوع بسيط جدا أنا سوف أحضر لك هذه الأرض، لا تحزن. وفعلا فعلت مشورة رديئة وقتلت الرجل وأخذوا الأرض، فما هي محبتكم لتلك الأرض، ما هذه الأنانية، كيف تفعلون هذا، هذا نموذج من الأنسان الذي يترك نفسه لنفسه ، لذلك يقول القديسين ياليتك أن تعلم نفسك أن تأخذ ما تحتاج وليس ما تشتهي ، لابد أن تعلم نفسك دائما أن تقول لها لا ، قل لنفسك كثير لا، تكون صائم وتريد أن تأكل تقول لها لا أريد أن أكل قل لها لا، مثلما نكون بعد فترة من الصوم فنقول توا إنتهينا من العيد لنترك قليلاً في صيام الأربعاء والجمعة وقد كنا صائمون، نقول لها لا سوف نصوم الذي يعرف أن يقول لنفسه لا في الصغيرة سيعرف أن يقول لنفسه لا في الكبيرة، لكن إن كنت لا تعرف أن تقول لنفسك لا في الصغيرة، فهل تعرف تقول لنفسك لا في الكبيرة، الذي يعرف أن يقول لنفسه لا لو عطشان سيعرف يقول لنفسه لا في فكرة شريرة، لذلك يا أحبائي نحن نحتاج أن نفحص أنفسنا. يارب أنا مرتبط بالأرض الي أي درجه، مرتبط بالأشياء الي أي درجه، مرتبط بذاتي الي أي درجة، مرتبط بالزمن الي أي درجه، يا رب فأنا اضع في حسابي كيف أخلع هذا العالم وأفارقه وأنا في سلام وهدوء، بدون نزاعات مع أحد، ولا خصومة مع أحد، لا أريد شئ من أحد ،اذا كان هناك أحد يريد مني شئ يتفضل، ما هذا الكلام؟ هذا كلام الذي عينه علي السماء، فهذا ما فعله المجوس لأن أعينهم فوق وليس أسفل، أعينهم علي التقديم وليس على الأخذ، أعينهم علي السجود وليس القتل. لذلك يا أحبائي هذه الحياة وأوجاعها التي قال عنها الكتاب المقدس بالتفصيل، طوبي للإنسان الذي عينه تري ما المقصود بالكلام، لايوجد شئ يحاربني جديد كل الذي يحاربنا موجود، الكتاب المقدس ذكر المال، ذكر الشهوات، ذكر الخوف، ذكر القلق، ذكر العداوة، ذكر كل ما نحارب به، وعلمنا كيف نغلب، وعلمنا كيف نفطم منه فالأنسان الذي يفعل الخطية نجده لا يستجيب لنداءات الله، ربنا يقول ما يقوله ،والكتاب المقدس والكنيسة تقول ما تقوله والآباء يعلموا الذي يعلموه والكتب تكتب ما تكتبه لكن ما في تفكيري هو الذي أفعله، احذر لأن هذا الأمر عاقبته مره لذلك الشخص الذي مثل هيرودس يذكره التاريخ بكل ازدراء لأنه لم يفعل شئ يمجد به نفسه أو يمجد به حياته أو سيرته أو يزينها أو شيء يذكر له بالعكس ستجد حتي المدينة التي قام بحكمها أنها ذكرته بكل ما هو سيء ووصفته بكل ما هو ردئ، في الحقيقة يا أحبائي الأنسان يحتاج أن يرتفع فوق منها، الأنسان يحتاج أن يعطي وليس يأخذ، الأنسان لابد أن تكون عينه علي أعلي وليس أسفل لذلك في مراثي ارميا يقول لك "ليذل الرب جميع المرتبطين بالأرض". نحن يا أحبائي نحتاج أن نتعلم الدرس الذي فشل فيه هيرودس لكي لا نفشل فيه نحن أيضاً ونتعلم الدرس من المجوس لنكون مثلهم. لكي نفكر دائما وحياتنا تكون دائما في حالة بحث وترقب وتبعيه للنجم وأعيننا نحو النجم دائما لئلا نضل الطريق ولدينا استعداد دائما للتقدمه، ولدينا استعداد دائمآ للسجود، ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لألهنا المجد دائمآ أبدايآ أمين.

من يقول الناس اني انا

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين. تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان والي دهر الدهور آمين. تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في هذا الصباح المبارك فصل بشارة معلمنا مار متى البشير الإصحاح 16، حيث يتحدث عن موقف ربنا يسوع المسيح عندما سأل تلاميذه وقال لهم من يقول الناس في ابن الإنسان من هو؟، كان يهتم أن يعلم كيف هم يشاهدونه؟، فقال قوم منهم يوحنا المعمدان، وقال أخرين إيليا، فبذلك كان ربنا يسوع لديه الحق في هذا السؤال، لأنه مع السؤال اكتشفنا إنهم غير عارفين ومترددين ، بالرغم أن ربنا يسوع أمامهم يعلم، يتحدث، ويصنع آيات، ويشفي مرضى ، ويقيم موتي ، ويخرج شياطين ، ويعطي بصر للعميان ، وقام بتعليمهم تعاليم لم يسمعوها من شخص قبل ذلك، ومع هذا يقولون له أنت يوحنا المعمدان، طبعا لأن يوحنا المعمدان كان قد قام هيرودس بقطع رأسه وكان لديهم اعتقاد إن يوحنا سيرجع مرة ثانية، فيقولون له أنت يوحنا المعمدان ، وأشخاص ثانيه قالوا له أنت إيليا على أساس أيضا أن ايليا كان قد اختطف إلى السماء ، أنت يوحنا المعمدان، إنت إيليا، ووجد آخرين يقولون رأي آخر تماماً، طبعا كان بعيد قليلاً أو بعيد أكثر، شخص قال له إنت آرميا ، مجموعة أخرى قالوا له لا إنت واحد من الأنبياء - أنا أتصور ذلك - أن ربنا يسوع المسيح كان متألم وهو يسمع هذا الكلام ، يوحنا المعمدان ، ارميا، واحد من الأنبياء، فبذلك أنتم لم تعرفوني أبدا، تصور أن شخص قريبك ويقول لك من أنا ؟ تقول له أنت ابن خالتي، وبعدها تقول له لا أنت ابن عمي ، بعد ذلك تقول له لا أنت ... أنت ... أنت! فيكون ذلك إحساس مؤلم عندما تعطي له أكثر من صفة، وأنت غير عارف، لذلك عندما أجاب معلمنا بطرس على ربنا يسوع المسيح فإنه كان سعيد جداً بإجابته، حيث قال له أنت هو المسيح ابن الله الحي، أجاب عليه المسيح طوباك، طوباك يا بطرس، أنا كنت سأصبح حزين جدا اذا إنتهى الحديث عند إنه لا يوجد فيكم شخص يعرفني. مازال يا أحبائي هذا السؤال يسأله ربنا يسوع المسيح لنا نحن أولاده في الكنيسة أنتم ترونني من أنا بالنسبة لكم؟ أنا هو المسيح ابن الله الحي، الكنيسة تقول لنا عن المسيح في أربعة أو خمسة كلمات وهي "لأنك أنت حياتنا كلنا، خلاصنا كلنا، رجائنا كلنا، شفائنا كلنا، قيامتنا كلنا"، أنا أعتبر أن هذه أجمل إجابة يسمعها منا، يسألنا "من أنا؟" فنقول له أنت حياتنا كلنا، خلاصنا كلنا، أنت رجائنا كلنا، أنت شفائنا كلنا، أنت قيامتنا كلنا، يسوع المسيح يقول لنا وقتها طوباكم ، طوباكم ، ليس لحم ودم يعلن لكم، لكن الكنيسة أعلنت لكم وقالت لكم وعرفتكم، كل واحد منا يا أحبائي لابد يكون عالم أن المسيح حياتي وخلاصي، "أنت حياتي" بمعني أن أنا بدونه ميت، معلمنا بولس قال "لي الحياة هي المسيح" أحبائي قم بتجربة أن تبعد عن المسيح، ستجد نفسك تأكل وتشرب وتتحرك لكنك ميت، ميت بالإحساس، ميت بالاتصال، كل الأشياء لا يوجد لها طعم، مثلك مثل الروبوت الذي يكون للإنسان الآلي، الذي يتحرك لكنه فاقد كيانه الإنساني، لكن المسيح حياتنا، المسيح يجعلك تعرف كيف تتكلم، وماذا تقول، وماذل تفعل، المسيح يصحح وجهة نظرك في أمور كثيرة، المسيح يجعلك تري الأمور بعينه، المسيح هو الحياة، الكنيسة تقول عنه أنه رئيس الحياة، فالمسيح هو الحياة وهو رئيس الحياة، المسيح يا أحبائي هو واهب الحياة ومعطي الحياة ونقول عنه فيه كانت الحياة، قم بتجربة أن تنفصل عن المسيح فإنك ترى الموت، ترى الاكتئاب، وترى الحزن، وتري الضلال، ترى التشويش، إذ تبعد عن المسيح ستجد نفسك فقدت كل شيء، مثلما شخص يقول له "يوم ما عرفتك عرفت الحياة، يوم ما تركتك تركت الحياة". لأنه عندما نأتي لنري أننا ننفصل عن مصدر الحياه فإننا نفقد الحياة. تصور اذا كان هناك قطار ويوجد عربه انفصلت عن القطار فإنها ستتحرك قليلاً لكنها ستقف بعد ذلك، كذلك المسيح هو حياتنا عندما ننفصل عنه سوف نموت، عندما سننفصل عنه سنقف، لن تكتمل المسيرة. هيا لنرى ماذا يمثل المسيح بالنسبة لك؟، المسيح هو حياتك، هو أعطانا حياته لكي نعيش نحن حياته، هو واهب الحياة، ومعطي الحياة، ورئيس الحياة، الأنفاس التي لدينا هي أنفاسه هو، منه هو، هو معطيها لنا كهبة، كمنحة، كعطية، فبما أنه معطينا الحياة فلابد أن تكون ملكه، قال معلمنا بولس الرسول "هو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل الذي مات لأجلهم وقام"، حياتنا يا أحبائي التي نعيشها الآن هي ليست حياتنا لكنها حياته هو- لماذا؟ - لأنه كان من المفترض أننا من جراء خطايانا نموت، هذا هو العدل والحق، معلمنا بولس الرسول قال "أموات بالذنوب والخطايا"، فذلك هو عمل المسيح أنه أحيانا ونحن أموات بالذنوب والخطايا، لأنه من المعروف أن الخطية حكمها الموت، والخطية هي انفصال عن الله، فنحن خطاه لكن جاء المسيح لفداء هذه الخطية ودفع ثمنها وكان ثمن الخطية هي حياته فأخذ خطيتنا وأعطانا هو الحياة. لذلك المسيح هو حياتي، أحد الآباء كان يقول كلمة جميلة وصغيرة جداً كان يقول له "اجعل حياتي حياتك"، علمني أن أعيش الحياة كما يليق بك. ونلاحظ أن ربنا يسوع المسيح عاش كل أمور الحياة التي يمكن أن نشتكي منها، مما نحن نشتكي؟، نشتكي من ترك الأحباء، نشتكي من ضعف الإمكانيات، نشتكي من الغلاء، نشتكي من آلام، نشتكي من المرض، نشتكي من ضيق الحياة، نشتكي من تقلبات الحكام، نشتكي من الظلم، لا يوجد إحساس منهم ربنا يسوع المسيح لم يعيشه، حيث عاش وقد ظلم، أفتري عليه، وتخلى عنه أحباءه، وكان ليس لديه مكان ليسند رأسه، كان نساء أرامل تعوله من أموالهن، كان يمكن عندما يجوع لا يجد معه شيء ليأكله، فكان يأكل ثمرتين تين من شجرة، فقد عاش كل مأساة الحياة بكل معانيها لكي يقول "ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا ينبغي أن نسلك نحن أيضا"، لذلك هو حياتنا. خلاصنا لابد أن أعرف أن المسيح هو مخلصي أنا، خلصني لأنه أنقذ نفسي من الموت، عيني من الدموع، ورجلي من الزلل، خلصني وأنا كان من المفترض الآن أكون محكوم عليا، أعطاني الخلاص، أعطاني حياته، أعطاني خلاص لأنه فدانى، المسيح عندما أقول أنه مخلصي الكنيسة تجعلنا نهتف له، نقول له مخلص الصالح، نقول له نسجد لك أيها المسيح مع أبيك الصالح والروح القدس لأنك أتيت وخلصتنا، فصار موضوع الخلاص هو موضوع يشغلنا وموضوع تسبيحنا لأن الأمور عندما تشغل الشخص ويكون مهتم بها جدا يغني لها، ويرنم لها، فنحن كذلك المسيح مخلصنا، تصور أنك مدرك أن المسيح حياتي والمسيح خلاصي فهو يكون مخلصي، هو الذي دفع الدين عني، هو الذي قال قد أكمل، معلمنا بولس في غلاطية يقول لك إذ محى الصك الذي كان ضدنا مكتوب "محى الصك" وقد أتي بهذا التشبيه من الحياة الرومانية، فالحياة الرومانية حياة منظمة جداً وقاسية جداً، فكان المساجين في السجون كل واحد لديه ثلاثة أرقام، رقم على الزنزانة، ورقم على صدره، ورقم على غطاء الرأس، ثلاثة أرقام لكي لا يحدث أي تزوير والثلاث أرقام موجود لديه في السجل أن المتهم الذي يدعى (كذا) هذا ماذا فعل؟ وما الحكم عليه؟ وكأنه يريد أن يقول له جريمتك هذه تطاردك، فهي مكتوبة على صدرك، ومكتوبة علي رأسك، ومكتوبة على الزنزانة، ومكتوبة في السجلات، فهي تطاردك، فيأتي معلمنا بولس الرسول يقول محى الصك. بمعنى أنه محى الجريمة من الأصل في الدفاتر وقطع من الصدر ومن الرأس وأزال أيضا الملصق الموجود على الزنزانة ، فأصبحت أنت حر، ما دليل الإدانة الذي لديك؟، لماذا أنت في السجن؟ لا يوجد سبب عليك قال لك هو محي الصك، القضية رفعها، هو مخلصي ربنا يسوع المسيح خلصنا بصليبه المحيي، مات ليحينا، مات ليدفع الدين عني أنا عندما مات عنا ودفع الدين عني، ومحى الصك عني، وأنا كنت عايش مجرم، مذنب، مسجون، محكوم عليا، فجاء شخص وقال لي اتفضل أنت حر اتفضل اذهب، أذهب إلى أين ؟! وأنا كنت أعتقد أن حياتي قد إنتهت، يقول لك لا إذهب، أنا سأظل مديون بحياتي هذه مع من؟، مع الذي فعل معي هذا فهو مخلصي. تصور عندما آخذ حياتي هذه وأعيش فيها منصرف عنه تماما، فهذه خيانة، هذا عدم اعتراف بالجميل، أنا من المفترض أقول له أنا خدامك، أنت بماذا تأمرني؟ أنا كان من المفترض أكون موجود في السجن أنا ملكك، أنا تحت أمرك، المسيح بالنسبة لنا من نقول له؟ أنت حياتنا كلنا، خلاصنا كلنا رجائنا كلنا، أنت الرجاء لنا، بدونك الحياة لا يوجد بها رجاء، لا يوجد بها قيمة، لا يوجد بها نفع، حياتنا كلنا، خلاصنا كلنا، رجائنا كلنا، شفائنا كلنا، قيامتنا كلنا. ربنا يبارك فيكم ويعطينا أن المسيح يكون محور حياتنا فعلاً ونشعر أنه هو حياتنا وخلاصنا، يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لألهنا المجد دائما أبديا أمين .

حزنكم يتحول الى فرح

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين .تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان والي دهر الدهور كلها أمين . تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة فصل من بشارة معلمنا يوحنا البشير الإصحاح ١٦، سأتناول معكم آية واحدة فقط حيث يقول "يتحول حزنكم إلى فرح" أحيانا يا أحبائي نرى الطريق الروحي مؤلم، نراه متعب، لا يوجد به فرح ، لكن يوجد به حزن، فيقول لك صوم بمعنى مجموعة أغذية أنت تحبها ولكن لن تتناولها، يقول لك أستقيظ مبكرًا لكي تصلي باكر، وأنت عائد من عملك متعب ولكن لابد أن تصلي قبل النوم، شخص لديك خصومة معه يقول لك لا أغفر، لكن أنا لا أريد أن أغفر، وأنا أريد أن أنام، وأنا أريد أن آكل، وأنا أريد أن أرتاح، فتجد الطريق الروحي أحيانا يوجد به ألم، لكن أنا أريدك أن تجرب ، جرب ، جرب تكون غاضب من شخص وتغفر، جرب تعطي، جرب تستيقظ مبكراً وتصلي ، جرب إنك تريد أن تنام وتقول لا بل أنا سأستيقظ وأحضر القداس ، ثم تعالى وقل لي ماذا يكون إحساسك وأنت عائد من القداس؟ ستقول أنا كنت سأحزن جداً أذا لم أحضر القداس وضاع علي التناول، فأنا ماذا أستفيد أذا كنت دائما غاضب من هذا الشخص، أنا سامحته وإنتهى الموضوع من داخلي أنا بذلك استرحت، يتحول حزنكم إلى ماذا؟ إلى فرح، لكن تعالى وقل أنا اليوم لا أريد أن أصوم، أريد أن أفطر وأتناول كل ما أريده، ستجد نفسك نادما فقد أكلت ولكن ماذا استفدت؟! ثم بعد ذلك ستسأل نفسك لماذا أنا هكذا؟، ولماذا أهم شيء لدي بطني؟، ولماذا أنا أهم شيء لدي نفسي؟، أنا من المفترض أن أكون غير ذلك. لكن جرب أن تصوم مشكلتنا الأساسية هي أننا كثيراً ما نمارس الحياة الروحية بطريقة روتينية كبيرة تفقدنا معناها، أحضر قداس بشكل روتيني يفقدني معناه، أصلي بروتينية تفقدني معناها، أقول كلمة يارب ارحم، كلمة كيرياليسون، كلمة جميلة لكن من داخلي لا يوجد إحساس كلمة يارب ارحم، لا يوجد بداخلي إحساس يارب إرحمني، أقول "أبانا الذي" لكن ليس لدي شعور أبدا بكلمة لتكن مشيئتك ، نقولها بطريقة روتينية ، صائم روتين مجرد أننا قمنا بتغيير بعض الأكل بدلاً من هذا أصبح هذا، بماذا تشعر؟ يجيب لم أشعر بشيء أبدا، لماذا؟ "من الروتين"، فكن حذر من الروتين ، قاوم الروتين، حاول وأنت تفعل أي شيء أن يكون لديك ما يقول عليه الأباء كلمة "إدراك" ، تصور وأنت تقف في القداس يكون لديك إدراك، أن السماء تكون مفتوحة قدامك الآن، وربنا يسوع المسيح بمجده، بقدرته الإلهية، حاضر على المذبح، وسوف يعطينا جسده مكسور لغفران خطايانا، هذه لحظة سماوية، إنه سر عظيم سننال به غفران خطايانا، سوف نسبح، سوف نمجد، سوف نقول هلليلويا، سوف نقول يا رب ارحم ، الإدراك هو أن تدرك معنى ما تفعل، ارفع قلبك فعليا، وعندما تصوم فلتصم بالروح ، ولا يكون مجرد عمل جسداني، ستجد حزنك يتحول إلى فرح. الطريق ضيق نعم ضيق، وحقا ربنا يسوع المسيح لم يعدنا ولم يخدعنا ولم يقل لنا أنه واسع ، هو قال لنا الطريق ضيق، وقال ستتكبدون حزناً ، تصور أن شخص يريد أن يفعل لنفسه شعبية ويسأل أشخاص كثيرة هل يقول لهم الطريق ضيق، أو يوجد به حزن بالعكس فهو يقول لهم الدنيا ستكون جميلة، لا بل قال في العالم سيكون لكم ضيق، قال الطريق الروحي ضيق، القديس أبو مقار يقول لأولاده : فإن البئر عميقة لكن مائها طيب وحلو ولذيذ ، فعلاً الطريق ضيق لكن المدينة مليئة بأفراح وسرور، الشخص عندما يكون ذاهب إلى مشوار لشخص يحبه ، ويكون الطريق مزدحم ، ويكون قد تأخر في الطريق ، لكن عندما يصل للشخص ويراه ينسي تعب المشوار، يتحول حزنك إلى فرح بالإدراك. حاول أن تقوم بتنبيه نفسك وعقلك وقلبك واشتياقك باستمرار لأي عمل روحي تفعله، فإذا أعطيت لن أكون خاسر -لا- بل أنا رابح ، أنا بحسابات البشر فقدت عشور، فأنا أعطيت واحد والباقي لدي تسعة ، بعدما كنت أمتلك العشرة ، يقول لك لا، وأنت تعطي هذا الواحد كن فرح لأن الذي تعطيه فيه سر البركة، لأنه يوجد به سر الحب أنت تقول لله: يارب أنت أهم مني، أنا أحبك يارب، أنا أحب بيتك، وأحب أولادك، لا أريد أن أعيش لنفسي ، أدرك ما تفعل ، "الإدراك". والإدراك مهم جداً، لأن الروتين آفة تأكل أي ثمر، تصبح حياة الشخص بلا معني، كن حذر فإن هذا الروتين مشكلة كبيرة أيضاً في حياتنا العامة ، فالشخص عندما يذهب عمله بشكل روتيني، ويجلس مع زوجته روتين ، ويجلس مع أولاده روتين، ويأكل روتين، وينام روتين، الحياة وقتها تفقد معناها. لذلك هناك الآن علم يعالج الناس من كثرة الاكتئاب واسم هذا العلم: "العلاج بالمعنى" حاول أن ترى أنت لماذا تفعل هذا الشيء؟، أنت جالس الآن مع بيتك هذه لحظات جميلة سعيدة، افرح بأولادك، وافرح بزوجتك، إجلسوا مع بعضكم البعض ، تحدثوا مع بعض، احكوا مع بعض، أتركهم يحدثونك عن مشاكلهم فيكون الكلام هو العلاج بالمعنى إن الحياة لها معنى، حياتك أنت لها معنى، أنت ذاهب للسماء وتشهد لله في فترة أيام غربتك على الأرض لكن هناك معني، الصوم يوجد به معني ما هو المعني أني أقدم ذبيحة من جسدي، إنني أنصر الروح على الجسد ، أنني أقول لجسدي لا لن تأكل هذا، وأيضا لن تأكل نهائي في فترات الانقطاع، سيكون هناك فترة لن تأكل بها إطلاقاً وهذا هو الصوم المنقطع ، وعندما آكل سأقوم بأكل أنواع معينة حتى لو كنت لا أميل لها أنا مقتنع بذلك المعنى. نجتهد يا أحبائي أن يكون لدينا هذا الإدراك ، أن يتحول حزنكم إلى فرح ، هلم ننظر للناس التي عندما سلكت الباب الضيق والطريق الضيق هذا على مدار حياتها ستجد حياته كانت مقدمة للحياة الأبدية، ستجد بداخله فرح قال عنه معلمنا بطرس الرسول "فرح لا ينطق به" ، بمعني أنه لا يستطيع التعبير عنه ، تصور كل شخص منا حياته بعد ثلاثين سنة مثلاً أو بعد عشرين سنة ، ما كمية الرضا التي تكون بداخله عن أيامه؟ يا ألهي من المفترض أن يكون لديك رضا كامل ، أنا يا ربي أرضيتك على قدر استطاعتي في أيامي ،على قدر استطاعتي، على قدر طاقتي، لكن تصور اذا قضينا عمرنا كله نعيش لأنفسنا فقط، فما المعنى؟، المعنى الأيام تمر، الأيام تمر، وعندما يكون الإنسان غير مدرك لأشياء كثيرة تجد الاشياء الكثيرة فقدت معناها، يعيش الإنسان في نظرة ضيقة، وحياة ضيقة، وحياة مؤلمة، لأن الإنسان عندما يظن أنه سوف يعيش لنفسه، يسعد نفسه، فبذلك هو يتألم أكثر، لكن عندما يعيش وهو غالب لنفسه، فبذلك هو يبدأ أن يتذوق معنى الحياة، قديس من القديسين قال أنا ليس لي عدو إلا ذاتي ، ليس لدي أعداء، فعدوي هو أنا، لماذا أنا؟! لأن كلمه أنا تعني أني أريد أن أعيش في شهواتي، أعيش أناني، أعيش مادي، أعيش آخذ، ليس لي عدو إلا ذاتي ولا أكره إلا خطاياي ، لا يكره شيء أبدا، لا يكره شخص أبدا، ليس لي عدو إلا ذاتي ولا أكره إلا خطاياي، يتحول حزنكم إلى فرح. فترة مقدسة مباركة فترة الصوم يا أحبائي، أستغلها، فنحذر من صوم الأكل فقط، هيا نصوم صوم الروح، هيا نصوم بالمعنى، لابد أن أكون فاهم إنني أنا الذي أقود ، فالقيادة للروح وليس للجسد، هيا أستطيع أن أقول للجسد لا لكي أنتصر عليه، لكي عندما يقول لي عن رغباته أو شهواته الذي يريد أن يحققها، فإن الروح وقتها تكون قد قويت وتستطيع أن تقول للجسد لا، فبذلك أنت قدمت ذبيحة، ووقتها يتحول حزنكم إلى فرح. ربنا يعطينا حياة مرضية نتخلص فيها من الروتين، ويكون هناك معنى لحياتنا، يتحول حزننا إلى فرح، يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

انت هو المسيح ابن الله الحي

بسم الاب والابن والروح القدس إله واحد أمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل اوان والي دهر الدهور كلها امين اليوم أحبائي تذكر الكنيسة مجمع نيقية الذي اجتمع فيه 318 أسقف في عام ٣٢٥م لمقاومة بدعه آريوس. إذ أن ما قاله آريوس يمكن ان نسمعه الي الآن لأنه في الحقيقة أمر يمس العقل والإدراك حيث قال إن المسيح ليس هو الله ، وإن الآب أكبر من الابن ، وإن المسيح ليس مساوي للآب في الجوهر بل ان المسيح اقل من الآب. لذلك فقد اجتمعت الكنيسة وأقرت بأن المسيح هو الله وإن كنا نقول أن المسيح ابن الله فهذا ليس معناه إنه أقل منه. من أكثر المشكلات يا أحبائي التي تواجه الحقائق الإلهية تتلخص في أمرين :- الأمر الأول:- هو إن الإنسان يريد ان يفهم هذا الكلام بعقله. الأمر الثاني:- هو عجز اللغة. بالنسبة للأمر الأول: قال لا يستطيع احد ان يقول المسيح رب إلا بالروح القدس فالأمر لا يأتي بالإقناع العقلي ونحن نفسر أمثال تحتاج إيمان بعمل الروح القدس الداخلي. وأن نقول مثلما قال معلمنا بطرس عندما قال لهم السيد المسيح "من يقول الناس إني أنا؟" فأجاب معلمنا بطرس وقال أنت هو المسيح ابن الله الحي. الأمر الثاني خطير جدا: وهو عجز اللغة، فاللغة يا أحبائي تقوم بالتعبير عما لا نستطيع التعبير عنه، وتقوم بوصف غير الموصوف. عندما يقال كلمة إبن سرعان ما يفهم منها معنيين ، والإثنين خطأ في الفهم اللاهوتي المعنى الأول: عندما اقول ابن معناها انه يوجد واحد كبير وواحد صغير هذه اللغة، اللغة قامت بتوصيل هذا المعنى لدينا. المعنى الثاني: انه يوجد انفصال بمعني ان الآبن عندما يولد من والديه ويخرج من بطن الام فبذلك ينفصل. اما الآب والآبن غير ذلك فهي ولاده غير منفصلة ولاده متصلة ،الآب والآبن ليس معناه إن هناك أحدهم كبير والآخر صغير، فالآبن موجود منذ الأزل ولكن في ملء الزمان أخذ جسدا ليس معنى ذلك انه عندما أخذ جسد فبدايته كانت أزليه ، لكن هذه هي بدايته بحسب التجسد وأيضا قبل ذلك هو موجود .مثلما أنا الآن اتحدث اليكم فأنا احدثكم بكلام موجود في عقلي لكن انت لا تراه فهو موجود في عقلي منذ زمن طويل لكني أعبر عنه الآن ليس معنى ذلك انه اتولد الآن، فهو اتولد الآن لكي يعبر لك عن شيء لكن هذا الشيء موجود داخلي وعندما تحدثت الآن بهذا الكلام معني ذلك انه خرج من عقلي، لكنه مازال موجود في عقلي ، وفي نفس الوقت أنا تحدثت به الآن فبذلك خرج ... لذلك انت سمعته و رأيته و شعرت به. + هكذا يا أحبائي ضعف اللغة يقوم بإعطاء سوء فهم لأمور لاهوتية كثيرة، لذلك يا احبائي اجتمع الآباء لوضع صياغة إن الابن هذا نور من نور إله حق من اله حق مولود من الآب قبل كل الدهور. فانه لم يولد الآن فعندما أراد الله ان يخلصنا هذا الذي من اجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء ، فهو موجود مثلما نصلي ونقول كائن في حضن ابيه منذ الأزل. + إيماننا يا احبائي بربنا يسوع المسيح هو أساس لحياتنا كلها، فأنا من أعبد؟ أنا أعبد ربي وإلهي ومخلصي يسوع المسيح إبن الله الحي لابد ان تقال هذه الجملة الكبيرة. هو ربي وهو إلهي وهو مخلصي يسوع المسيح ابن الله الحي هذا إعلان إيماني في المسيح يسوع لذلك ربنا يسوع المسيح سأل هذا السؤال لئلا يكون تلاميذه غير مدركين من هو ولئلا يكون الناس غير مدركين. وفي الحقيقة أن الذي توقعه ربنا يسوع المسيح حدث - لماذا حدث ذلك؟ - لأنه عندما سأل هذا السؤال وجد اجابات عجيبة. اجابوا وقالوا له انت يوحنا المعمدان. لأن يوحنا المعمدان كما تعلمون إن هيرودس قطع راسه فهم متوقعين أن يوحنا المعمدان سيأتي مرة اخري. فقال أأنت يوحنا المعمدان الذي بعدما قطعت رأسه جاء إلينا مرة أخري. ثم شخص آخر قال له انت ايليا. وشخص آخر قال انت ارميا. أنتم بذلك غير مدركين . وشخص آخر قال له أنت أحد الانبياء. نحن إيماننا بربنا يسوع المسيح أنه هو يسوع المسيح ابن الله الحي. لذلك يا احبائي اذا كانت فكرة إيماننا بربنا يسوع المسيح تزعزت قليلا. فبهذا إيماننا كله تزعزع، وإيماننا عندما يتزعزع معناه إن أساس المنزل تزعزع وهذه مشكلة كبيرة جدا. فمثلا مشكلة اذا سقطت طوبه من جدار المنزل انها مشكلة لكنها ليست بمشكله كبيرة لكن المشكلة الكبيرة موجودة في أساس المنزل الذي غير واضح ألا وهو إيماننا. لذلك قال اليك بهذا نغلب العالم بإيماننا. بمن نؤمن؟ نؤمن بيسوع المسيح ابن الله الحي الذي هو مساوي للآب في الجوهر، فأن الذي آتي الينا ليس شخص اخر ولا انفصل عن الآب. لكنه آخذ جسدآ لكي يأتي إلينا ويفدينا ويعلمنا، فلكي يعلمنا ينبغي ان يصير إنسان ولكي يفدينا لابد ان يصير إنسان ليصلب فلابد ان يصبح لحم ودم لكي يفدينا فداء كامل ويدفع ثمن خطايانا آخذ شكلنا وآخذ جسدنا وآخذ طبعنا وحمل على نفسه طبيعة بشريتنا الضعيفة. وأخذها في نفسه لكي ينجينا من الموت، ذاك الذي له سلطان الموت وهذا ما حدث. + لذلك يا أحبائي قامت الكنيسة بعمل اجتماع مكون من 318 أسقف والعجيب يا أحبائي انهم عندما ارادوا تعداد الأساقفة وجدوا أنهم ٣١٩أسقف فيقومون بقراءة الأسماء المكتوبة يجدوهم ٣١٨ فيسألون من منكم لم يكتب اسمه؟ فيجيبوا كلنا كتبت أسماءنا. فيقوموا بالتعداد مرة اخري الي ان ايقنوا وقالوا 31٩ لكن المكتوبين 318 فمن هذا الحاضر؟! معناه أنه ربنا يسوع المسيح بنفسه حاضر، هو الذي قاد الكنيسة لأنه اذا كانت الكنيسة تنازلت عن هذه الحقيقة، حقيقة ان المسيح هو إبن الله وحقيقة انه مساوي للأب في الجوهر لأصبحنا الآن غير مسيحيين اذا قلنا إن المسيح ليس هو الله نحن بذلك نقضنا لأن معني ذلك انه اصبح بشر وعندما أصبح بشر فمن يفدي؟ يفدي نفسه فبما اننا قبلنا كلمة إنه بشر فقط، ليس إله فهذا يعني إن الخلاص لم يكتمل بمعني إنه اذا فدى فأنه فدى نفسه لأنه بشر لكن هو أخذ شكل البشر هو ليس بشر فهو اله "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد" لكنه فقط أخذ جسد هو اخذ شكل العبد - فلماذا أخذ شكل العبد ؟ - اخذه من أجل خلاصنا من أجل فدائنا انه أتي في الزمن لكي يقدس الزمن واتي في شكل الجسد لكي يقدس الجسد وعلمنا وصنع معجزات وعجائب لكي يعلن للعالم كله إنه غالب للجسد وغالب للمرض وغالب للشيطان وغالب الموت وغالب للطبيعة. اذا قمت بالتركيز ودرست معجزات ربنا يسوع المسيح وقمت بتصنيفها ستجد حوالي ستة وثلاثين معجزة تقريبا والستة وثلاثين معجزة يوجد فيها عده انواع : قدرة على مغفرة الخطايا ، قدرة على شفاء الأمراض، قدرة على قيامة الموتى، قدرة على الطبيعة ، قدرة على الجسد، قدرة على المرض ، قدرة على الشيطان ... شيطان وجسد ومرض وطبيعة وموت ، فمن هذا الذي يقوم بكل هذه المعجزات فهو فعل ذلك لكي يعلن لهم إنه ليس مجرد إنسان عادي لذلك الكثير من المعجزات التي فعلها ربنا يسوع المسيح جعلتهم يقولون بالحقيقة هذا ابن الله هذا لا يمكن ان يكون إنسان عادي. جاء الي العالم بطريقة غير طبيعية . لم نري أبدا شخص يأتي الي الدنيا بدون زواج لا يوجد في جميع البشر. جاء للعالم بطريقة غير طبيعية وعاش حياة غير طبيعية و مات بطريقه غير طبيعية و قام قيامه غير طبيعية إنه فريد .لماذا؟ لأنه اله تجسده عجيب حياته عجيبة موته عجيب قيامته اعجب وفي النهاية ختم كل هذا أمام التلاميذ، وامام الدنيا كلها. انه قام من الموت وصعد الي الأب في السماء فمن هذا؟ لذلك يا أحبائي إيماننا بربنا يسوع المسيح لابد ان يكون إيمان قوي بداخلنا. تؤمن بمن؟ بيسوع المسيح ابن الله الحي المساوي للآب في الجوهر، الذي لم يحسب خلسه أن يكون مساوي لله. قال معلمنا بولس الرسول في رساله فيلبي لم يحسب خلسه. ما معني لم يحسب خلسه ؟ تعني أنه لم يأخذ شيء لم يمتلكه. لم يقم بسرقة شيء ان يكون مساوي لكنه أخلى ذاته أخذا شكل العبد صائرا في الهيئة كإنسان واطاع حتى الموت موت الصليب لذلك رفعه الله وأعطاه اسما فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة. فما هذا يا احبائي عمل ربنا يسوع المسيح . + من الأشياء التي تزعزع الإنسان وتزعزع ايمانه إنه اذا رأي ربنا يسوع المسيح في موقف ضعف فمثلا عندما قال جاع ،عطش ،تألم ، صرخ ، بكي ، اكتئب ، صار عرقه كقطرات دم ...إلخ فكل هذا الكلام يقول لك انتبه كل هذا الكلام من أجل تدبير الخليقة عندما تجد موقف ربنا يسوع المسيح يظهر فيه بهذا الشكل. قم بكتابه هذه الجملة " هذا من أجلي و نيابة عني". لماذا جاع ؟ لماذا صرخ؟ لماذا صلى؟ تذكر وقل من أجلي و نيابة عني لأنه جاء فقط لكي يقوم بفدائي أنا. ولكي يفديني لا بد ان يأخذ طبعي أنا بكل ضعفاته الذي لم يعرف خطيه صار خطية لأجلنا لكي نصير نحن بر الله فيه. لذلك يا أحبائي اجتمعت الكنيسة ووضعت صياغة للإيمان لكي تثبت في قلوب أولادها من هو المسيح. + من الأشياء التي كان ربنا يسوع المسيح يريد أن يثبتها بعد قيامته هذه الحقائق ، لأنه بالفعل يوجد اشخاص أعثرت في الصليب فجاء يمشي بجوار اثنين من تلاميذه (تلميذي عامواس) فسألهم من هو هذا فأجابوا بتعريف لكن ربنا يسوع المسيح كان يريد ان يؤكد على حقيقه لاهوته قالوا تعريف ضعيف جدا، سألهم من هو يسوع؟ قالوا له إنسانا نبيا مقتدرا في القول والفعل أمام الله والناس وهذا لا يكفي أبدا. ليس هو يسوع لا يكفي أبدا أننا نؤمن ان يسوع هذا إنسان نبيا مقتدرا في القول والفعل عند الله والناس. يوجد اشخاص كثيرة تؤمن بهذا، ان يسوع هذا شخص فريد وكان لديه قدرات خارقة. لا لا هو ليس مجرد ذلك. لا فهو إبن الله الحي، فهو الله مساوي الاب في الجوهر. ربنا يثبت في قلوبنا أحبائي حقيقة إيماننا به وباستمرار نأكدها وأرجوكم عندما نقف نصلي قانون الإيمان لا نتلوه بدون فهم. لابد ان نقوله ونحن نفهم أن - هذا الذي من أجلنا نحن البشر من أجل خلاص نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء تأنس وصلب - كل كلمه في قانون الايمان أقولها وأنا مدرك لمعانيها. ربنا يدينا إنه يثبت في قلوبنا حقيقه ان يسوع المسيح هو ابن الله الحي يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد ابديا امين

اذهبن الى الباعة و ابتعن لكن

بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد أمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل اوان والي دهر الدهور كلها آمين . في تذكار القديسات عموما في سنكسار اليوم سواء الراهبات أو الشهيدات تقرأ علينا الكنيسة انجيل العذارى الحكيمات وهو فصل معروف من بشارة معلمنا متي الاصحاح 25 الذي يتحدث عن العذارى الحكيمات اللذين أخذوا زيت في مصابيحهن مع انيتهن أما الجاهلات عندما فرغ الزيت لديهم وجاء العريس فقاموا بالذهاب الي الحكيمات وقالوا لهم إعطونا من زيتكن فقالوا لهم كلمة ثقيلة نريد ان نتحدث عليها قالوا لهن: "اذهبن إلى الباعة وابتعن لكن". فمن هم الباعة؟ الباعة هم :- ١-القديسين ٢-المعلمين ٣-الفقراء ١- القديسين: الباعة هم القديسين فبقراءة سير القديسين يحدث تشبع بتجارة عظيمة من سير ونماذج ومواقف تشبه حياتنا تماما، لذلك يقول اذهبن الي الباعة والحقيقة أن كنيستنا ممتلئة بالباعة (كل يوم عيد قديس وإثنين وثلاثة وأربعة)، ممتلئة بالتجار الناجحين، ممتلئة بأشخاص نستطيع أن نأخذ منهم. فالباعة معناها : عندما أقول لك أنا أذهب للبائع لأني أريد شيء، فإني اذهب للشخص الذي يقوم ببيعه، لذلك أقول لكم: أذهبوا للقدسين أقتنوا منهم " تقوي أو تواضع أو محبة او تطبيق وصايا ". اذهبوا للأنبا انطونيوس، اذهبوا للأنبا بيشوي، أذهبوا لأبو مقار، أذهبوا للأنبا موسى الأسود، أذهبوا للقديسين مكسيموس ودوماديوس ، أذهبوا للست دميانه ، فهؤلاء هم الباعة فلا يصح أن يكون هؤلاء الباعة موجودين ولا نشتري منهم، بمعني ان يكون هناك محلات مفتوحة، واضعين بضاعتهم، ويقولوا لكم أشتروا. + القديسين وسيرهم لابد أن تكون لنا منهج "أنظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم" وكل شخص منا قلبه يميل لفضيلة معينة ستجد الكنيسة مليئة بنموذج وأثنين وثلاثة يقوموا بتعليمك هذه الفضيلة . ٢- المعلمين : فيوجد الكثير من المعلمين في الكنيسة مثل القديس اثناسيوس، القديس كيرلس الكبير، والقديس ديسقورس، وأقوال الأنبا انطونيوس، وأقوال وعظات القديس مكاريوس...إلخ الكنيسة ممتلئة بالباعة فهم يوجد لديهم البضاعة ونحن محتاجين، إذن فالباعة موجودين صدقوني يا أحبائي لو لم يوجد باعة كنت أقول لنا عذرنا ، مثلما يكون هناك شخص يبحث عن شيء علي سبيل المثال دواء غير متوفر، فيظل يبحث في كل الصيدليات ولا يجده، الباعة لا يوجد لديهم، بينما لا يوجد هذا الوضع في العرف الروحي لأن الباعة لديهم ولديهم كثيراً وبوفرة وهم يقولون لك اتفضل البضاعة وأنت تسأل كم أدفع؟ فيجيبون لن تدفع شيء مادي لكنك تدفع فقط اشتياقك لهذا الشيء. تصور معي أن شخص لديه سوبر ماركت كبير، به كل أنواع البضائع ويقول لك قل فقط ماذا تريد؟ فمن هم الذين يقولوا لك هذا ؟ هم الباعة في الكنيسة هما القديسين يقولوا لك مثلا أنت ماذا تريد؟ تريد ان يكون لديك رحمة لديك الأنبا آبرام، تريد أن تتعلم الصلاة لديك الأنبا بيشوي، تريد ان تتعلم التقشف والزهد والنسك لديك القدسيين مكسيموس ودوماديوس. ماذا تريد أن تتعلم؟ تريد أن تتعلم الإنجيل لدينا قديسون حبوا الإنجيل الباعة هم القديسين. والمعلمين تركوا لنا كنوز ولازالت الكنيسة بها معلمين لازالت الكنيسة غنية ، أتذكر ذات يوم أحد الشبان قدم لي هدية بها هارد ديسك للكمبيوتر وكانت سعة هذا الهارد كبيرة جداً (واحد تيرا) قلت له: لماذا كل هذا؟ قال لي هذه جميع عظات البابا شنودة وجميع عظات أبونا بيشوي كامل وجميع عظات أبونا بولس جورج وجميع عظات أبونا تادرس يعقوب وجميع عظات أبونا لوقا سيداروس وكل عظات .... فأجبته لماذا كل هذا متي سنسمع كل هذا الكلام نحن سوف نسمعه في السماء، فالكنيسة غنية مليئة معلمين وممتلئة بالآباء ومليئة نماذج وتقول لك أتعلم من هؤلاء الباعة. ٣- أخواتنا الفقراء: هؤلاء في الظاهر نحن نعطيهم لكن في حقيقة الأمر نحن الذين نأخذ منهم نحن، لا نعطيهم لكن نأخذ منهم الكنيسة ممتلئة من هؤلاء الباعة والذي يريد أن يبحث عن فقير سيجد، فمن الممكن يكون أحد أقربائك، ومن الممكن ان يكون أحد جيرانك، ومن الممكن أن يكون شخص رأيته فقلبك تحرك إليه. الكنيسة ممتلئة بالباعة فكم من فقير ومحتاج ومريض ومتألم فكل هؤلاء باعه. ففي العالم تكون المحلات مزدحمة بالمشترين لكن في الحياة الروحية تكون الحقيقة عكس ذلك ، الباعة كثيرون والمشترين قليلين . تخيل أن القدسيين جميعهم كل قديس لديه محل، ومعلمين الكنيسة كل معلم لديه محل، والفقراء كل فقير لديه محل، ولا يوجد اشخاص يريدون الشراء لذلك يقول لك احترس سيأتي وقت تسأل فيه عن الذي اشتريته؟ وعن الذي أخذته؟ فتجيب لا يوجد وقتها يغلق الباب -ربنا لا يسمح بهذا- فهيا بنا من الآن نتاجر ونجمع، من الآن نطرق على باب القدسيين ونطلب منه هذه الفضيلة ونقول لهم اذا سمحت أنا محتاج هذه الفضيلة، هيا بنا نطرق على باب المعلمين ونقول لهم علموني أنا محتاج، هيا نطرق على باب الفقراء ونقول لهم أنا الذي محتاج أن اساعدكم، فأنا وقتما أعطيك شيء فأنا الذي أخذ وليس أنت الذي تأخذ. ربنا يعطينا ان نكون دائماً حريصين أن نجد الباعة ونطرق ابوابهم ونأخذ منهم لكي نربح وان نجمع لنفوسنا زيت يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما والي الابد امين

خطورة الإدانة وعلاجها

بسم الاب والابن والروح القدس إله واحد أمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل اوان والي دهر الدهور كلها امين إنجيل اليوم وهو فصل من بشارة معلمنا مار لوقا البشير الإصحاح ٦ والذي يتضمن مجموعة مبادئ مهمة سنتحدث اليوم عن واحدة منها فقط يقول" ما بالك تنظر القذي الذي في عين أخيك ولا تفطن الخشبة التي في عينك وكيف تستطيع أن تقول لأخيك يا أخي دعني إخرج القذي من عينك وأنت لا تبصر الخشبة التي في عينك يا مرائي إخرج الخشبة أولا من عينك وحينئذ تبصر جيداً أن تخرج القذي من عين أخيك". يتحدث عن خطيه كثيراً ما نفعلها فنحن لا نركز علي خطايانا أو ضعفانتا ولكننا نركز على خطايا الآخرين ، في بعض الأحيان يا أحبائي عندما يجتمع البعض فتكون التسلية لديهم ان يتحدثوا على الآخرين وهذه التسلية يجدوا فيها لون من ألوان اللذة يجلسوا ويتحدثون بكل ما هو رديء، وقليلا ما هو جيد ، يتحدثون بالأكثر على السلبيات، وفي حقيقه الامر هذه الخطية خطيرة جدا، وسوف نتحدث اليوم عن نقطتين :- ١- خطورتها ٢- علاجها ١- خطورتها : إلي اي حد هذه الخطية دون غيرها تهين الله، تغضب الله، تنزع نعمة ربنا من الإنسان الذي يقع فيها، ووقتها ربنا يرفع عنه رحمته. يالها من كلمات صعبة جداً (ينزع النعمة ... يرفع الرحمة) - فلماذا؟ - لأن الله يتوقع أن أترفق أنا بأخي مثلما هو مترفق بي، فعندما يجدني أنا قاسي على أخي فيقول الرب انا اترفق عليك وانت قاس على اخيك . + لذلك يقول القديسين : إن الذي ينشغل بخطايا أخيه ولم ينشغل بخطاياه فيكون كمن يبكي على ميت غيره ويطلق ميته، فمثلاً إنسان لديه ميت يتركه ويقوم بالبكاء على موتي الآخرين، فإن الإنسان الذي يركز على خطايا الآخرين يفقد القدرة والقوة على إصلاح نفسه، فإذا انت متطلع دائما على أخطاء الآخرين فلن تلتفت لأخطائك، فأنا أري نفسي دائما بريء ومن المخطئ؟ الآخرين ، في الحقيقة في بعض الأحيان يصل شعور الإنسان ان جميع الناس هم المخطئين ، بداية من كل الأشخاص الذي يعرفهم في دائرة علاقتنا الضيقة أولا أسرتنا، بعد ذلك أوسع قليلاً في عملنا، بعد ذلك في جيراننا، بعد ذلك في الكنيسة ،بعد ذلك في البلد، بعد ذلك في العالم وهكذا لأنه يري جميع الناس خاطئين، لذلك فأن هذا الأمر يغضب الله ويعري الإنسان من النعمة ويدفعه للهلاك خاصة عندما يدين ويشهر وخاصة عندما يحتقر، لذلك الله يقول لك " يا مرائي أخرج أولا الخشبة" ، يريد ان يقول لك اذا كانت عين أخيك فيها قذي، كلمه قذي بمعني (سلاية)، فأنت نفسك عينك لا يوجد بها سلاية بل خشبة. تصور معي ان هناك شخص يوجد عمود خشب بعينه، وعين أخيه بها سلاية وأنا الذي عيني بها لوح الخشب، أريد أن أخرج السلاية الموجودة في عين اخي. فهو يريد ان يقول لك انظر انت اولا نفسك، فأنك من الأساس نظرك ضعيف لذلك يقول لك ياليتك دائما تركز على نفسك، لماذا لا نحكم على شرورنا وندين انفسنا التي نعرف خطاياها وضعفاتها تماما. أنا اعرف أني لدي ألف ضعفه ... مائه الف ضعفه، وأخي هذا أنا اري فيه شيء، انت تري ضعفه واحدة ولا ترى في نفسك مائه ضعفة لذلك أستطيع أن أقول لك انه يوجد خطورة في الإدانة فبها الإنسان يصبح عاري من نعمة ربنا، وفي الحقيقة الإنسان عندما يدين الآخرين هو يغتصب حق الله ويأخذ دور الله لأن الذي له حق الإدانة هو من؟ هو الديان الذي له حق الدينونه. أستطيع أن اقول لك ان الله يعلم ظروف كل شخص ويعلم حدود كل شخص ويعلم إمكانيات كل شخص ويعلم ضعفات كل شخص، لذلك أستطيع أن أقول لك لكي تعرف مدي خطورة هذه الخطية فأنها تؤدي إلى تخلي الله عن الإنسان، معلمنا بولس الرسول قال" انت الذي تدين غيرك تحكم علي نفسك" فعندما تدين غيرك فأنت تحكم على نفسك بالخطأ. لماذا؟ لأنك انت الذي تدين غيرك انت تفعل تلك الامور بعينها، انت الذي تتحدث عن ان هذا الشخص يحب المال وأنت أيضا تحب المال، انت تتحدث ان هذا الشخص فعل أمر خطأ فانت تفعل مثله واكثر. لذلك أود ان اقول لك إن الشخص الذي يكون ملتفت لغيره لابد أن يأخذ في اعتباره إن هذا الأمر يهين الله. + لذلك قال أحد القديسين لسانك كأنه مصنوع بلسان حداد مثل السكين الذي ينهش في الناس فيقول لك احترس لئلا يكون لسانك كذلك ينهش في الناس لكن لابد ان تكون مجتهد جدا ان تكون أمين ومدقق في الكلام لدرجة أن احد القديسين يقول لك إياك أن تدين أحد من الناس لئلا يبغض الله صلاتك، وقديس أخر قال الذي يدين فقد هدم سوره بنقص معرفة. السور الذي هو حصنك قال لك الإنسان الذي يطلق لسانه على الناس بكل جيد وردئ لن يؤهل لنعمة الله يقول لك لا تدن أحدا ولا تقع بإنسان وعندئذ سيهب الله لك الراحة والهدوء دائما. + فأعلم إن خطية الإدانة هذه خطية خطيرة جدا اذن ماذا افعل ؟ تأتي هنا النقطة الثانيه ٢- علاجها : أول شيء اعلم إن الحكم لله، الدينونة للديان هو الذي يعرف الضعفات والنقائص والحدود والإمكانيات. وهذا الشخص ماهي مشكلته بالضبط، وهذا الشخص ما هي نشأته، وهذا الشخص لماذا يقول هذا. لابد ان اكون مدرك إن الحكم لدي الله ليس كحكمي، فأنا لا اري إلا هذا الفعل أما الله فهو يعرف الحدود ويعرف الدوافع ويعرف القلب ويعرف الأعماق، وان الموضوع لديه ليس قوانين وأحكام مطلقة، فهو عالم الخفايا فمن الممكن ان شخص يفعل شيء وشخص أخر يفعل نفس الشيء لكن لدي الله الأمر مختلف تماما. يحكي قصة انه ذات يوم يوجد مركب بها عبيد معروضين للبيع ومن ضمن هؤلاء العبيد مجموعة من البنات منهم بنتين توأم فأتت أسرة تقيه محبه لله يريدون ان يربوا بنت في مخافة ربنا فقاموا بشراء هذه البنت ثم اخذوها لكي يعلموها الصلاة والصوم والتسبيح والميطانيات والقديسين والكنيسة والقداسات والتسبحة فهم يأملون أن يقوموا بتربيه هذه البنت فتصبح بنت المسيح، وأتت مجموعة أخرى قاموا بشراء البنت الثانية لكن هذه المجموعة كانت عملها فرقة رقص يعملوا في المجون والسكر والخلاعة فتربت هذه البنت على ذلك، فأصبحت تفعل خطايا لأنها تربت علي ذلك ، والبنت الثانية تصلي وتصوم فهي أيضا تربت علي ذلك، فسأل أحد القديسين هل الله سيدين هذه البنت مثل أختها هل تعتقد انه يدينهم مثل بعض؟ بالطبع لا لأن هذه البنت التي تفعل الخطية مظلومة ومن المؤكد أن البنت الأخرى الظروف هي التي ساعدتها لكي تصبح كذلك. لذلك اريد ان أقول لك لا تحكم على أحد. + الكتاب المقدس يقول " لا تحكموا حسب الظاهر " فعندما تجد نفسك سوف تدين غيرك ردد قولين :- ١-هو لمولاه : معلمنا بولس الرسول قال "لماذا تدين عبد غيرك هو لمولاه" بمجرد ان تأتي لتدين أحد تذكر "هو لمولاه " + ماذا تعني "هو لمولاه"؟ تعني على سبيل المثال ان هناك شخص يعمل لدي أسرة تسكن أمامنا وهذا الشخص نحن نراه إنه لا يرتب ولا ينظف فهذا ليس دورنا إن نقول له نظف مثلا، ليس دورنا ان نقول له لماذا انت جالس هكذا طوال النهار، ليس دورنا لأنه "هو لمولاه" فالشخص الذي قام بتوظيفه هو الذي يعلم، فمن الممكن ان يكون الشخص الذي قام بتوظيفه يقول لك من قال لك انه يعمل بالنظافه أن وظيفته أمن، أنا أريده جالس فقط . فأنت تعتذر وتقول أنا لم أكن اعلم أنا توقعت ان هذا الراجل كسلان طول النهار جالس بدون عمل. لا بل "هو لمولاه " عندما تري شخص يتصرف تصرف لا يروق لك فمن الممكن أن يكون هذا التصرف لا يعجبك أنت لان هذا طبعك ومن الممكن ان يكون يعجبه لأن هذا هو طبعه فلابد أن تقول "هو لمولاه " وفي الحقيقة أن معلمنا بولس عندما يقول "لماذا تدين عبد غيرك هو لمولاه" فهو يريد ان يقول كما باللغة الدارجة "وانت مالك" هو لمولاه الشخص الذي انت تتكلم عليه "هو لمولاه". ٢- هو أبر مني : يعلمنا الآباء كلمة جميلة جداً أود أن تتذكرها دائما وهي: "هو أو هي أبر مني". معناها سريعا من الكتاب المقدس في سفر التكوين الاصحاح 38 ستجد قصة رجل اسمه يهوذا لديه ثلاثة بنين اثنين منهم كبار والثالث طفل صغير والولد الكبير تزوج بامرأة ولم يأتي منها بنسل فمن المفترض ان الولد الذي يليه يتزوج نفس المرأة لكي يأتي بنسل ولكن هذا الولد رفض لم يكن يريد ان يأتي بنسل من هذه السيدة -هذه السيدة اسمها ثامار- فذهبت ليهوذا وقالت له انا الآن لا يوجد لي نسل فماذا افعل؟ فأجابها اذهبي الي بيتك أو اذا كنتي تريدين ان تنتظري الولد الصغير الي ان يكبر (فهذا طبعا نوع من أنواع الذل أو الاستخفاف). فالبنت لشهوة قلبها ان يعطيها الله نسل انتظرت فعلا الولد الصغير ولكن الولد الصغير رفض أن يتزوجها. وكان يهوذا الأب ذاهب لكي يجز الغنم خارج المدينة وهذا موسم يوجد به فرحة وبعض الاحتفالات موسم جز الغنم يجلب لهم خير كثير وعندما كان يسير في الطريق فكان يهوذا للأسف مستهتر قليلا فقامت ثامار وتخفت في زي بنات يفعلوا خطية الزنا وصنعت الخطية معه وهو لم يكن يعلم إنها ثامار ثم قالت له ماذا تعطيني فقال لها سوف أعطي لك معزة فقالت له انني لن انتظر لتأتي من جز الغنم هناك فأنا أريد منك شيء رهن إلي ان تأتي بالمعزة فأخذت منه العصاة الذي كان يمتلكها والخاتم وقالت له اتركهم معي الي أن تأتي بالمعزة أولا. وعندما ذهب من عندها ذهبت هي الأخرى فأرسل رسوله بالمعزة فرجع له وقال أنا ذهبت اسأل عن هذه السيدة لم أجدها فرجعت بالمعزة فبذلك هي احتفظت بالعصاية والخاتم وبعد شهور ذهبوا اليه وقالوا له: هوذا زوجة ابنك الأرملة حامل فقد زنت، قال لهم تخرج خارجا وتحرق بالنار أمام الجميع يالها من فضيحة اما هي فقالت لهم أنا فقط أريد ان أستأذنكم في شيء، أريد أن أرسل له العصاية والخاتم فأرسلت له العصاية والخاتم وعندما رآها قال "هي أبر مني". هي لم تخطئ ولكنها قصدت ان تأتي بنسل لأن حياتها كلها كانت متوقفة على فكرة انها تقيم نسل لكن هو أخطأ هو الدافع لديه كان شر لكن الدافع لديها كان خير. إذن عندما تقوم بإدانة الآخرين تذكر "هو أبر مني" هو فعلا يفعل شيء خطأ لكن من الممكن أن يكون الدافع لديه غير الدافع لدي "هو ابر مني ، هي ابر مني" فعندما تجد شخص لا يروق لك وستبدأ بالتحدث عنه تذكر كلمتين "هو ابر مني" و "هو لمولاه". احذر إن تجد نفسك تسترسل وتتحدث عن الآخرين بأمر ردئ، احذر ان تأخذ حكم الله ومكان الله. فعندما أتوا للمسيح بالمرأة التي امسكت في ذات الفعل سترها ووقف وقال لهم من منكم بلا خطية يرميها أولا بحجر. منذ قديم الزمن كان الشخص الذي يفعل خطأ في العرف اليهودي يرجم. الرجم عند اليهود شيء قاسي جدا يحفر له حفرة بطوله ويوقفوه على رأس الحفرة بظهره وبمجرد أن الحكم يحكم عليه يأتوا بالشهود، فالشاهد الأول يقول أنا رأيت هذه السيدة في يوم معين ووقت معين مع شخص معين في مكان معين، والشاهد الثاني يقول أنا رأيت هذه السيدة في نفس المكان يقوموا بتجهيز الشهود الأوائل وبالأخص الاول والثاني أول شئ يحدث بعد صدور الحكم فيقوموا بدفع الرجل او السيدة وهو ينظر اليهم بوجهه وظهره للحفرة فبذلك يقع داخل الحفرة ومن الممكن عند وقوعه أن يحدث كسر في رقبته ويموت هذا من البداية قبلما يقومون بضربه فاذا لم يمت يقوم الشاهد الأول يلقي أول حجر والشاهد الثاني يلقي ثاني حجر وبعد ذلك من حق كل الموجودين ان يلقون بالحجارة بعد الشاهد الأول والثاني. وهنا في هذا الموقف السيدة موجودة والحفرة موجودة والشهود موجودين والحجارة موجودة والشاهد الأول مجهز يده ومجهز نفسه تماما والشاهد الثاني والباقين جميعهم مجهزين الحجارة. لكن ربنا يسوع رأي هذا الموقف فأتي بالسيدة وأوقفها خلفه وقال لهم من حيث إنها تستحق الرجم فهي فعلاً تستحق لكن أنا أريد ليس الشاهد الأول الذي يلقيها بأول حجر بل الذي يلقيها بأول حجر يكون شخص بدون خطية فنظروا بعضهم لبعض فلم يجدوا فرأيناه هو الذي ستر خطيتها قال لها "أما ادانك أحد... ولا أنا آدينك... أذهبي بسلام". + إذن عندما تجد شخص يفعل خطية استره عندما تجد إنسان لديه ضعفات كثيرة لا تتحدث عنه، اذا كنت تستطيع ان تصلح أصلح. لكن لا تأخذ مكان الله لا تتكلم على غيرك فأنت بذلك تأكل في لحم غيرك ، وعندما تتكلم على غيرك فانت بذلك لن تري خطاياك وأنك بذلك لن تنظر الخشبة التي في عينك وتظل تدقق وتتكلم على القذي التي في عين أخيك. لذلك استطيع أن أقول لك انه عندما يأتي اي موقف ستبدأ الناس تتحدث فيه في الإدانة فقل كلمتين "هو لمولاه" و "هو أبرمني ". ربنا يعطينا إن نكون مدققين وألا تكون التسلية الوحيدة لدينا التحدث عن الآخرين فهذا شيء لذيذ بالنسبة لنا وفي النهاية شخص يقول نحن لم نقل شيء خطأ نحن نروي أشياء حدثت بالفعل لكن الله يقول لك أستر، فعندما يجد الله إنسان يستر ينعم عليه بستره. ذات يوم كان هناك راهب في دير يفعل خطيه فحكموا عليه أن يخرج من الدير فوجدوا راهب قديس يعتبر أب اعتراف الرهبان اسمه القديس بيساريون يجهز نفسه هو أيضا لكي يذهب مع الراهب. فرأوا الراهب الأول ذاهب بالقفة وبعدها وجدوا القديس بيساريون ذاهب خلفه بالقفة التي تخصه، فقالوا له لماذا تذهب أنت؟ فأجابهم وانا أيضا خاطي. ربنا يعطينا أن نعلم الي أي حد الله يستر علينا فنتعلم نحن أيضا نستر على الآخرين ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لألهنا المجد الدائم امين.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل