العظات

حبك أطيب من الخمر

في سفر نشيد الأنشاد لسليمان الحكيم نقرأ .. { نشيد الأنشاد الذي لسليمان .. ليُقبلني بقُبلات فمه لأن حبك أطيب من الخمر .. لرائحة أدهانك الطيبة اسمك دُهن مُهراق .. لذلك أحبتك العذارى .. اجذبني وراءك فنجري .. أدخلني الملك إلى حجاله .. نبتهج ونفرح بك .. نذكر حبك أكثر من الخمر .. بالحق يُحبونك } ( نش 1 : 1 – 4 ) .. أيضاً { قد سبيتِ قلبي يا أُختي العروس قد سبيتِ قلبي بإحدى عينيكِ بقلادةٍ واحدةٍ من عُنقك .. ما أحسن حُبك يا أُختي العروس كم محبتك أطيب من الخمر وكم رائحة أدهانك أطيب من كل الأطياب .. شفتاكِ يا عروس تقطُران شهداً .. تحت لسانِك عسل ولبن ورائحة ثيابك كرائحة لُبنان .. أُختي العروس جنة مُغلقة عين مُقفلة ينبوع مختوم .. أغراسك فردوس رمان مع أثمارٍ نفيسةٍ فاغيةٍ وناردينِ } ( نش 4 : 9 – 13) إن سفر النشيد من أروع أناشيد الحب الإلهي في الكتاب المقدس .. أيضاً هذا السفر به عبارات وإيحاءات بالنسبة للبعض غير نقية وسبب هجوم من البعض .. ويحدث هجوم من كثيرين بسبب هذا السفر للرد على أن هناك عبارات فيها غَزَل أو عثرة .. نقول أن هذا السفر يجب أن يُقرأ بروح صلاة وتأمل والنفس تتجاوب مع الله لدرجة أن تصل إلى هذه الدرجة من العشق الإلهي .. وكما يُقال أن سفر الأمثال يُمثل حديقة القصر .. وسفر الجامعة يُمثل داخل القصر .. وسفر النشيد يُمثل الحجرة الخاصة داخل القصر .. خصوصية الحب الإلهي في أسمى وأرقى وأعمق صورة هذا السفر لا يُفهم إلا بالروح ووجهة نظر روحية نقية .. هو مناجاة رائعة بين النفس والله .. أو بين المسيح وكنيسته .. أو بين الله وخليقته .. كنيسة المسيح هي عروسه التي اقتناها بدمه .. إنها علاقة العشق بين الله والنفس البشرية .. هذه الجمل ترسم لوحة رائعة لطوباوية المجد الإلهي تُمجد بها الله وتعرف مقدار كرامتك عند ربنا .

الإِفْخَارِسْتِيَا وَتِلْمِيذَيَّ عِمْوَاس

مِنْ إِنْجِيل لُوقَا 24 : 13 – 33 { وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً اسْمُهَا عِمْوَاسُ . وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَْ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هذِهِ الْحَوَادِثِ . وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسَهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا . وَلكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ . فَقَالَ لَهُمَا مَا هذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ . فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كِلْيُوبَاسُ وَقَالَ لَهُ هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هذِهِ الأيَّامِ . فَقَالَ لَهُمَا وَمَا هِيَ . فَقَالاَ الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ . كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ . وَنَحْنُ كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْدِي إِسْرَائِيلَ . وَلكِنْ مَعَْ هذَا كُلِّهِ الْيَوْمَ لَهُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ مُنْذُ حَدَثَ ذلِكَ . بَلْ بَعْضُ النِّسَاءِ مِنَّا حَيَّرْنَنَا إِذْ كُنَّ بَاكِراً عِنْدَ الْقَبْرِ . وَلَمَّا لَمْ يَجِدْنَ جَسَدَهُ أَتَيْنَ قَائِلاَتٍ إِنَّهُنَّ رَأَيْنَ مَنْظَرَ مَلاَئِكَةٍ قَالُوا إِنَّهُ حَيٌّ . وَمَضَى قَوْمٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَنَا إِلَى الْقَبْرِ فَوَجَدُوا هكَذَا كَمَا قَالَتْ أَيْضاً النِّسَاءُ وَأَمَّا هُوَ فَلَمْ يَرَوْهُ . فَقَالَ لَهُمَا أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأنْبِيَاءُ . أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَألَّمُ بِهذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ . ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ . ثُمَّ اقْتَرَبُوا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَا مُنْطَلِقِيْنِ إِلَيْهَا وَهُوَ تَظَاهَرَ كَأَنَّهُ مُنْطَلِقٌ إِلَى مَكَانٍ أَبْعَدَ . فَأَلْزَمَاهُ قَائِلِين امْكُثْ مَعَنَا لأِنَّهُ نَحْوَ الْمَسَاءِ وَقَدْ مَالَ النَّهَارُ . فَدَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا . فَلَمَّا اتَّكَأَ مَعَهُمَا أَخَذَ خُبْزاً وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَنَاوَلَهُمَا . فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ ثُمَّ اخْتَفَى عَنْهُمَا . فَقَالَ بَعْضُهُمَا لِبَعْضٍ ألَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِباً فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي الطَّرِيقِ وَيُوَضِحُ لَنَا الْكُتُبَ فَقَامَا فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَرَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ وَوَجَدَا الأحَدَ عَشَرَ مُجْتَمِعِينَ هُمْ وَالَّذِينَ مَعَهُمْ } نَرْبُط بَيْنَ حَدَثْ تِلْمِيذَيَّ عِمْوَاس وَالقُدَّاس الإِلهِي لأِنَّهُ هُوَ رِحْلَة إِنْتَهِت بِالتَنَاوُل { أَخَذَ خُبْزاً وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَنَاوَلَهُمَا } .. لَوْ لَمْ يَكُنْ تَنَاوُل كَانَ يَقُول أكَلُوا مَعاً لكِنَّهُ إِسْتَخْدِم مَا فَعَلَهُ يُوْم الخَمِيس خَمِيس العَهْد الرِّحْلَة مَعَ تِلْمِيذَيَّ عِمْوَاس هِيَ رِحْلِة القُدَّاس .. فِي البِدَايَة الْمَسِيح مُحْتَجِب وَالإِنْسَان فِي بِدَايَتَهُ فِي عُبُوسَة مَهْمُوم حَزِين كَسُول مِثْل تِلْمِيذَيَّ عِمْوَاس قَدْ يَكُون فِي حَيَاته فَشَل مِثْلَهُمَا رَجِعَا لِبَلْدَتهِمَا وَكَأنَّهُمَا يَقُولاَن خِسَارَة الأيَّام الَّتِي ضَاعَتْ مَعَ يَسُوع وَفِي النِهَايَة صُلِبْ وَمَاتْ .. إِنْتَهِتْ مِنْ حَيَاتَهُمَا كُلَّ طُمُوحَات عِمْوَاس جُغْرَافِيّاً عَكْس إِتِجَاه أُورُشَلِيم أي إِرْتَدَّ قَلْبَهُمَا عَنْ الله فِي حِين أنَّهُ كَانَ يَسِير مَعَهُمَا{ وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَْ بَعْضٍ ...وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا وَلكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ } .. أحْيَاناً نَكُون فِي القُدَّاس وَلكِنَّنَا غِير مُدْرِكِينه لِذلِك هُنَاك مَرَاحِل فِي القُدَّاس يَكُون الْمَسِيح مُحْتَجَبْ وَمِحْتَاج نَفْس مُتَطَلِعَة إِلَى فُوْق .. كُلَّ لَحْظَة يُفْتَح فِيهَا السِتْر وَيُطْلَق بُخُور فَهذَا حُضُور إِلهِي .. هُنَاك مَنْ يُعَيِّد وَيِفْرَح وَيَتَهَلَّل بِفَرَح القِيَامَة وَهُنَاك مَنْ لاَ يُعَيِّد فَيَظِل بِعُبُوسَتَهُ لِذلِك يَظِل الْمَسِيح فِي القُدَّاس حَتَّى نُدْرِكَهُ فِي النِهَايَة .. الهُمُوم تُحَاصِر الإِنْسَان .. { وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَْ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هذِهِ الْحَوَادِثِ } .. الإِنْسَان يُرِيد أنْ يَطْرَح هُمُومه فِي القُدَّاس .. كُلًّ مِنَّا لَهُ حَوَادِث يُرِيد أنْ يَطْرَحَهَا لِيَسُوع يَتَكَلَّم بِهُمُوم لكِنْ لاَ تَشْعُر أنَّهُ غِير مُتَفَائِل .. أحْيَاناً نَحْضَر قُدَّاس وَلكِنْ كَأنَّ الخَلاَص وَالفِدَاء لَمْ يَتِمْ وَنَسْتَمِر بِنَفْس الكَآبَة لِذلِك { أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ } سَألْهُمَا عَمَّا يَتَكَلَّمَان .. سَألاَه هَلْ أنْتَ لَسْتَ مِنْ هُنَا ؟ أحْيَاناً يَسُوع يَتَبَاطَأ .. هذِهِ فِتْرَة لِلتَّذْكِيَة وَامْتِحَان لِلثَّبَات وَلِيَفْتَح الإِنْسَان حَوَاسه الدَّاخِلِيَّة وَيُغْلِق حَوَاسه الخَارِجِيَّة .. أيْنَ عَيْنَيْكَ ؟ أُذُنَيْكَ ؟لاَ تَعْتَمِد فِي القُدَّاس عَلَى حَوَاسَك الخَارِجِيَّة بَلْ إِعْتَمِد عَلَى حَوَاسَك الدَّاخِلِيَّة .. عَلَى الحَوَاس الخَارِجِيَّة تَرَى قُرْبَان وَكَاهِنْ وَشَمَّاس يَقْرأ الإِنْجِيل .. لكِنْ الحَوَاس الدَّاخِلِيَّة تَرْتَفِع فَوْقَ كُلَّ هؤُلاَء وَتُشْغِل مَفَاتِيح القَلْب وَالعَقْل وَمَا الَّذِي جَعَلَ الإِعْلاَن تَأخَّر ؟ لأِنَّ خَبَرْ القِيَامَة بِالنِسْبَة لَهُمَا غِير مُصَدَق وَقَالاَ لَهُ { بَلْ بَعْضُ النِّسَاءِ مِنَّا حَيَّرْنَنَا إِذْ قَالُوا إِنَّهُ حَيٌّ . وَمَضَى قَوْمٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَنَا إِلَى الْقَبْرِ فَوَجَدُوا هكَذَا كَمَا قَالَتْ أَيْضاً النِّسَاءُ وَأَمَّا هُوَ فَلَمْ يَرَوْهُ } .. التِّلْمِيذَان شَكَّا .. المُتَشَكِّك فِي خَبَرْ القِيَامَة لَنْ يَتَفَاعَل مَعَ الْمَسِيح وَالأسْرَار .. تُمْسَك أعْيُنَهُمَا .. مُعْظَمْ أيَّام آحَاد السَنَة إِنْجِيل بَاكِر يَتَكَلَّم عَنْ القِيَامَة .. قَدْ تَقُول لاَ تُوْجَد عِلاَقَة بَيْنَ شَهْر أمْشِير وَالقِيَامَة .. نُجِيب .. لاَ .. كُلَّ المَرَاحِل الَّتِي تَأتِي فِي القُدَّاس مَبْنِيَة عَلَى فِكْرِة القِيَامَة فَكُنْ مَعَ مُصَدِّقِي القِيَامَة وَلَيْسَ مِنْ المُتَشَكِّكِين فِيهَا كَيْ تَسْتَفِيد مِنْ القُدَّاس .. جِئْتَ مَهْمُوم تَتَطَارَح كَلاَم نَاس أتْعَبُوك إِتْبَع يَسُوع يَسُوع دَخَلْ مَعْهُمَا فِي حِوَار .. هذَا الحِوَار هُوَ قُدَّاس المَوْعُوظِين .. هُوَ لَمْ يُعْلِن قِيَامَتَهُ بِالكَمَال فَتُكَلِّمَك الكَنِيسَة مِنْ خِلاَل القُدَّاس قُدَّاس المَوْعُوظِين وَالإِنْجِيل وَكَلِمَة الله .. إِنْجِيل القُدَّاس يَجْعَل قَلْبَك يَلْتَهِب فِي الطَّرِيقٌ فَتَرَى عَيْنَيْكَ وَتَنْفَتِح فَتَفْرَح .. تِلْمِيذَيَّ عِمْوَاس عَابِسَان لَمْ يَنْظُرَا يَسُوع سَارَ مَعْهُمَا وَلَنْ يَتْرُكْهُمَا غَيْر مُصَدِقِين لِلقِيَامَة بَلْ تَنَاقَش مَعْهُمَا حَسَبْ إِحْتِيَاجَهُمَا وَكَلَّمْهُمَا الكَنِيسَة تَقُول أوْلاَدِي لَيْسَ لَهُمْ وَعْي بِالإِنْجِيل سَأُعَلِّمَهُمْ .. فَتُعْطِي عِظَات مُخْتَصَرَة فِي البُولِس وَالكَاثُولِيكُون وَالإِبْرَكْسِيس .. تُكَلِّمَك طُول الطَّرِيقٌ لِتُحَرِّك إِشْتِيَاقَات قَلْبَك { ألَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِباً فِينَا } .. الأبَاء يَقُولُون أنَّ القُدَّاس تَحْدُث فِيهِ خُطُوبَة فِي قُدَّاس المَوْعُوظِين .. مَعْرِفَة مَبْدَئِيَّة مِنْ خِلاَل القِرَاءَات وَزِيجَة فِي التَنَاوُل أي مَعْرِفَة حَقِيقِيَّة فَلاَ يَقْرأ الشَّمَاس وَأنْتَ غِير مُنْصِت .. إِنْصِت لِمَا يُقَال وَلِمِحْوَر القُدَّاس وَالآيَات الَّتِي تَخْرُج مِنْهَا مِنْ المَزْمُور أوْ الإِنْجِيل .. مَا هِيَ الرِّسَالَة الَّتِي يُعْطِيهَا الله لَكْ ؟ قَدِيماً لَمْ تَكُنْ هُنَاك طِبَاعَة فَكَانَ مَصْدَر الإِنْجِيل الأوْحَد هُوَ القُدَّاس .. تَخَيَّل أنَّ الإِنْجِيل كَانَ غِير مُتَاح لِذلِك الأنْبَا أنْطُونْيُوس سَمَعْ الكَلِمَة فِي القُدَّاس فَتَوَجَّه إِلَى الرَّهْبَنَة .. القِدِيس أبَانُوب سَمَع إِنْجِيل القُدَّاس يَقُول العَالَمْ يَمْضِي وَشَهْوَتَهُ ( 1يو 2 : 17 ) فَاسْتُشْهِد .. وَعِنْدَمَا حَاوَلُوا أنْ يَثْنُوه عَنْ عَزْمه قَالَ لَهُمْ لاَ تَهْتَمُّوا بِالغَدْ( مت 6 : 34 ) .. الآن .. نَحْنُ عِنْدَنَا أنَاجِيل فِي بُيُوتْنَا وَلاَ نَقْرأ فِيهَا وَحَتَّى إِنْجِيل القُدَّاس لاَ نُنْصِت لَهُ .. كَلَّمْهُمَا الْمَسِيح وَاقْتَرَبْ إِلَيْهِمَا .. هذَا طَرِيقٌ القُدَّاس وَالكَلِمَة الَّتِي تُعْطِيهَا لَكْ الكِنِيسَة تُحَرِّكَك لِذلِك تَقُول أُوشِيِة لِلإِنْجِيل لِتُهَيِئَك لِلإِنْجِيل وَسَمَاعه لِنَأخُذْ نَصِيبَنَا مِنْهُ مِنْ خِلاَل القِرَاءَات وَجَدَتْ الكِنِيسَة أنَّ الشَّعْب غِير مُتَفَاعِل .. { فَقَالَ لَهُمَا أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأنْبِيَاءُ . أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَألَّمُ بِهذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ . ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ } لِكَيْ تَجْعَل الكِنِيسَة الشَّعْب يَتَفَاعَل بَدَأت بَعْد الإِنْجِيل تَحْكِي القِصَّة مِنْ بِدَايِتْهَا فَتَقُول{ يَا الله العَظِيم الأبَدِي } .. قِصِّة الإِنْجِيل وَمُعَامَلاَت الله مَعَ الإِنْسَان وَتَشْرَح الإِنْجِيل مَرَّة أُخْرَى وَتَسْتَعْطِف قُلُوب الشَّعْب .. { إِنْصِتُوا بَخَوْفٍ } .. { يَارَبَّ إِرْحَمْ } .. هذَا مَا فَعَلَهُ يَسُوع مَعَ تِلْمِيذَيَّ عِمْوَاس بَدَأ يُذَكِّرَهُمْ بِالنُّبُوَات وَعَمَل خَلاَصه .. هكَذَا الكَنِيسَة تُذَكِّرَك بِقِصِّة الخَلاَص وَبِقَدْر تَفَاعُلَك مَعَهَا بِقَدْر إِنْفِتَاح أعْيُن قَلْبَك .. تَحْكِي قِصَّة الصَّلْب وَالقِيَامَة حَتَّى تَصِل إِلَى الإِعْتِرَاف الأخِير أنَّ الْمَسِيح أكْمَل عَمَلَهُ وَفِدَائه مِنْ أجْلَك { اقْتَرَبُوا إِلَى الْقَرْيَةِ } .. فِي البِدَايَة كَانَ الْمَسِيح مُحْتَجَبْ وَأنْتَ عَابِس .. إِقْتَرَبْ مِنْكَ وَكَلِّمَك مِنْ خِلاَل هُمُومَك ثُمَّ كَلِّمَك عَنْ نَفْسِهِ وَالأنْبِيَاء وَعَمَله وَتَدْبِير خَلاَصه وَأنْتَ تَتَفَاعَل مَعَهُ ثُمَّ اقْتَرَبُوا إِلَى الْقَرْيَةِ .. القُدَّاس رِحْلَة تُقَرِّبَك إِلَى المَوْضِع الَّذِي تَأخُذْ فِيهِ جَسَده وَدَمه لِذلِك تَقُول الكِنِيسَة { تَقَدَّمُوا تَقَدَّمُوا } ( مَا يَقُوله الشَّمَاس فِي جُزْء " قَبِّلُوا بَعْضَكُمْ بَعْضاً " ) الْمَسِيح مَوْجُود وَأنْتَ تُدْرِكَهُ بِالتَّدْرِيج لِذلِك يُسَمَّى القُدَّاس " الأنَافُورَا " أي " الصَّعِيدَة " النَّافُورَة تَدْفَع المَاء إِلَى أعْلَى وَالأنَافُورَا تَدْفَعَك إِلَى أعْلَى حَامِلَة طِلْبَاتَك وَلَمَّا تِصْعَد تَقْتَرِب فَتَشْعُر أنَّ الله إِقْتَرَب مِنْكَ وَبَدَأت تَشْعُر بِالمُكَافَأة .. تَبْدأ تَشْعُر بِالسِر .. قَبْل لَحَظَات التَنَاوُل تَشْعُر إِنَّكَ إِقْتَرَبْت مِنْ المَحَطَّة المُهِمَة .. الذَّبِيحَة مَوْجُودَة وَالغُفْرَان مُعَدْ وَالمَلاَئِكَة مَوْجُودَة وَتَشْتَرِك فِي الذَّبِيحَة وَسَتَكُون مَعَهَا جَسَدْ وَاحِد أوْهَمْهُمَا أنَّهُ ذَاهِب لِمَكَان أبْعَد .. وَهذَا هُوَ الصِرَاع الَّذِي نَدْخُلَهُ قَبْل التَنَاوُل هَلْ أسْتَحِق التَنَاوُل أم لاَ ؟ لِذلِك إِحْسِم الأمر بـ { أَلْزَمَاهُ } .. إِلْزِمه وَقُلْ لَهُ نَعَمْ أنَا لاَ أسْتَحِق لكِنِّي أطْلُب رَحْمِتَك وَغُفْرَانَك وَنِعْمِتَك وَالإِتِحَاد بِك .. وَإِنْ كُنَّا غِير مُسْتَحِقِين لَكِّنَك سَتَتَحِدْ بِنَا .. { النَّهَار قَدْ بَدَأَ يَمِيل } ( هذَا مَا نَقُوله فِي إِنْجِيل التَّاسِعَة ) .. أي لاَ تَتْرُكَنِي فِي مُنْتَصَفْ الطَّرِيقٌ وَلاَ تَتَخَلَّ عَنِّي دَخَلَ مَعْهُمَا وَأخَذَ خُبْز وَبَارَك وَكَسَّر وَأعْطَاهُمَا .. هذَا هُوَ التَنَاوُل .. وَكَأنَّ المُتَنَاوِل نَفْس الحَرَكَة الَّتِي عَمَلَهَا يُوْم الخَمِيس وَقْت إِعْدَاد التَنَاوُل .. مُجَرَّد أنْ تَنَاوَلاَ التِّلْمِيذَان الخُبْز إِنْفَتَحِت أعْيُنْهُمَا .. مُكَافَأة التَنَاوُل إِنَّهُ يُعْطِي إِنْفِتَاح وَاتِحَاد لَيْسَ عَلَى مُسٍْتَوَى العَقْل وَالمَعْرِفَة بَلْ إِتِحَاد فِعْلِي نَاوَلْهُمَا فَإِنْفَتَحِت أعْيُنْهُمَا .. وَالعَجِيب أنَّهُ مُجَرَّد أنْ إِنْفَتَحِت أعْيُنْهُمَا إِخْتَفَى يَسُوع عَنْهُمَا هَلْ يَارَبَّ بَعْد مَا سِرْنَا مَعَك الطَّرِيقٌ كُلُّه وَأنْتَ مُحْتَجِب بَعْد أنْ نَرَاك تَخْتَفِي ؟ لأِنَّكَ إِنْ أرَدْت أنْ تَرَاه لَنْ تَرَاه خَارِجَك بَلْ دَاخِلَك بَعْد القُدَّاس تُفَرَّغ الصِينِيَة فَيَقُول أنَا إِخْتَفِيت دَاخِلَك لِتَحْمِل رِسَالَتِي إِلَى العَالَمْ .. أنَا فِيكُمْ وَأنْتُمْ فِيَّ وَمَا أرَدْتُمْ أنْ تَروه مِنِّي إِعْطُوه لِلعَالَمْ .. الأب الكَاهِنْ يُصَلِّي بَعْد القُدَّاس مَزْمُور { يَا جَمِيعَ الأُمَمِ صَفِّقُوا بِأيْدِيكُمْ } ( مز 46 مِنْ مَزَامِير الثَّالِثَة ) وَهُوَ يُصَفِق لأِنَّ أعِزَاء الله إِرْتَفَعُوا .. أعْزَاء الله هُمْ نَحْنُ الَّذِينَ سِرْنَا مَعَهُ الطَّرِيقٌ وَأخَذْنَاه وَانْفَتَحِت أعْيُنَنَا وَرَأيْنَاه وَاتَحَدْنَا بِهِ .. رِحْلِة القُدَّاس { فَقَامَا فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَرَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ } .. القُدَّاس يُغَيِّر الإِتِجَاه .. أعَادَهُمَا مِنْ الإِرْتِدَاد .. أنَا حَضَرْت القُدَّاس وَكَانَ دَاخِلِي عُبُوسَة وَهُمُوم .. بَعْد التَنَاوُل قَلْبِي إِلْتَهَبْ دَاخِلِي فَلَنْ أعُود إِلَى عِمْوَاس بَلْ أعُود إِلَى أُورُشَلِيم أحْمِل رِسَالِة فَرَح لِمَنْ لَمْ يَتَلاَمَس مَعَ يَسُوع .. نَعُود لأُورُشَلِيم لِنَكْرِز بِهِ وَنُبَشِّر بِقِيَامَتِهِ وَنَجِد الكِنِيسَة مُجْتَمِعَة فَنُثَبِتْهَا{ وَوَجَدَا الأحَدَ عَشَرَ مُجْتَمِعِينَ هُمْ وَالَّذِينَ مَعَهُمْ } .. التِّلْمِيذَان الأن دَوْرَهُمَا أكْثَر وَأكْبَر وَهُوَ أنْ يُثَبِتَا الكِنِيسَة وَيَقُولاَن رَأيْنَا يَدَاه وَهِيَ تَكْسَر الخُبْز وَتُبَارِك ثَمَرْ الأرْض المَلْعُونَة نَاوِلْنَا مِنْهُ وَلَنْ يَلِيق أنْ نَتَنَاوَل مِنْهُ إِلاَّ إِذَا بَارَك وَكَسَّر .. بَارِك الأرْض المَلْعُونَة وَكَسَّرْ أي تَألَّم لأِجْلِنَا .. رَجِعَا بِرِسَالِة فَرَح هذِهِ هِيَ رِحْلِة القُدَّاس لَوْ أتَيْتَ مَهْمُوم تَفَاعَل مَعَ كُلَّ كَلِمَة وَافْرَح .. وَإِنْ تَظَاهَرْ أنَّهُ يَسِيرإِلَى مَكَانٍ أبْعَدْ إِلْزِمَهُ أنْ يَبْقَى مَعَك .. هُوَ مَوْجُود .. كُلَّ قَلْب بَطِئ فِي مَعْرِفَتِهِ يَلْزِمَهُ أنْ يَتَحَدْ بِهِ وَكُلَّ عِين مُغْلَقَة تَفْتَح قَلْبَهَا لِتَعْرِفَهُ .. لِذلِك الكِنِيسَة فَرِحَة تُهَلِّل لِعَرِيسَهَا الَّذِي ذُبِحَ مِنْ أجْلِهَا فَتَغَيِّر إِتِجَاهَك وَتُعْطِيك تَوْبَة حَقِيقِيَّة وَبَدَل عِمْوَاس أُورُشَلِيم رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدْ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمَتِهِ لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِياً آمِين

مراحل فى الحياة مع الله من خلال المجدلية

مِنْ إِنْجِيل يُوحَنَّا 20 : 1 – 16 { وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِراً وَالظَّلاَمُ بَاقٍ فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعاً عَنِ الْقَبْرِ . فَرَكَضَتْ وَجَاءَتْ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَإِلَى التِّلْمِيذِ الآخَرِ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ وَقَالَتْ لَهُمَا أَخَذُوا السَّيِّدَ مِنَ الْقَبْرِ وَلَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ . فَخَرَجَ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ وَأَتَيَا إِلَى الْقَبْرِ . وَكَانَ الاِثْنَانِ يَرْكُضَانِ مَعاً . فَسَبَقَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ بُطْرُسَ وَجَاءَ أَوَّلاً إِلَى الْقَبْرِ وَانْحَنَى فَنَظَرَ الأكْفَانَ مَوْضُوعَةً وَلكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ . ثُمَّ جَاءَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ وَدَخَلَ الْقَبْرَ وَنَظَرَ الأكْفَانَ مَوْضُوعَةً وَالْمَنْدِيلَُ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعاً مَعَ الأكْفَانِ بَلْ مَلْفُوفاً فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ . فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضاً التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي جَاءَ أَوَّلاً إِلَى الْقَبْرِ وَرَأَى فَآمَنَ . لأِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ يَعْرِفُونَ الْكِتَابَ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مِنَ الأمْوَاتِ . فَمَضَى التِّلْمِيذَانِ أَيْضاً إِلَى مَوْضِعِهِمَا . أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ وَاقِفَةً عِنْدَ الْقَبْرِ خَارِجاً تَبْكِي . وَفِيمَا هِيَ تَبْكِي انْحَنَتْ إِلَى الْقَبْرِ فَنَظَرَتْ مَلاَكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ جَالِسَيْنِ وَاحِداً عِنْدَ الرَّأْسِ وَالآخَرَ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ مَوْضُوعاً . فَقَالاَ لَهَا يَا امْرَأَةُ لِمَاذَا تَبْكِينَ . قَالَتْ لَهُمَا إِنَّهُمْ أَخَذُوا سَيِّدِي وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ . وَلَمَّا قَالَتْ هذَا الْتَفَتَتْ إِلَى الْوَرَاءِ فَنَظَرَتْ يَسُوعَ وَاقِفاً وَلَمْ تَعْلَمْ أنَّهُ يَسُوعُ . قَالَ لَهَا يَسُوعُ يَا امْرَأَةُ لِمَاذَا تَبْكِينَ ., مَنْ تَطْلُبِينَ . فَظَنَّتْ تِلْكَ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ فَقَالَتْ لَهُ يَا سَيِّدُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ وَأَنَا آخُذُهُ . قَالَ لَهَا يَسُوعُ يَا مَرْيَمُ . فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ رَبُّونِي الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ } .. قِصِّة المَجْدَلِيَّة قِصَّة تُمَثِّل كُلَّ نَفْس لِذلِك هُنَاك مَرَاحِل نَمُر بِهَا فِي عِلاَقِتْنَا مَعَ الله مِنْ خِلاَل قِصِّة مَرْيَم المَجْدَلِيَّة وَهُمْ أرْبَعِة مَرَاحِل :-

اعمى عيونهم

مِنْ سِفْر القُضَاة { وَكَانَ بَعْدَ ذلِكَ أَنَّهُ أَحَبَّ امْرَأةً فِي وَادِي سُورَقَ اسْمُهَا دَلِيلَةُ . فَصَعَدَ إِلَيْهَا أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَقَالُوا لَهَا تَمَلَّقِيهِ وَانْظُرِي بِمَاذَا قُوَّتُهُ الْعَظِيمَةُ وَبِمَاذَا نَتَمَكَّنُ مِنْهُ لِكَيْ نُوثِقَهُ لاِذْلاَلِهِ فَنُعْطِيكِ كُلُّ وَاحِدٍ أَلْفاً وَمِئَةَ شَاقِلِ فِضَّةٍ . فَقَالَتْ دَلِيلَةُ لِشَمْشُونَ أَخْبِرْنِي بِمَاذَا قُوَّتُكَ الْعَظِيمَةُ وَبِمَاذَا تُوثَقُ لإِذْلاَلِكَ ( سُؤَال عَجِيب " أَخْبِرْنِي بِمَاذَا قُوَّتُكَ وَبِمَاذَا تُوثَقُ لإِذْلاَلِكَ ؟ " هَلْ يُجِيب عَلَى هذَا السُؤَال ؟ ) .. فَقَالَ لَهَا شَمْشُونُ إِذَا أَوْثَقُونِي بِسَبْعَةِ أَوْتَارٍ طَرِيَّةٍ لَمْ تَجِفَّ أَضْعَفُ وَأَصِيرُ كَوَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ . فَأَصْعَدَ لَهَا أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ سَبْعَةَ أَوْتَارِ طَرِيَّةٍ لَمْ تَجِفَّ فَأَوْثَقَتْهُ بِهَا وَالْكَمِينُ لاَبِثٌ عِنْدَهَا فِي الْحُجْرَةِ . فَقَالَتْ لَهُ الْفِلِسْطِينِيُّونَ عَلَيْكَ يَا شَمْشُونُ ( إِذاً الأمر جَاد جِدّاً وَلَيْسَ مِزَاح ) .. فَقَطَعَ الأَوْتَارَ كَمَا يُقْطَعُ فَتِيلُ الْمَشَاقَةِ إِذَا شَمَّ النَّارَ وَلَمْ تُعْلَمْ قُوَّتُهُ . فَقَالَت دَلِيلَةُ لِشَمْشُونَ هَا قَدْ خَتَلْتَنِي وَكَلَّمْتَنِي بِالكَذِبِ . فَأَخْبِرْنِي الآنَ بِمَاذَا تُوثَقُ . فَقَالَ لَهَا إِذَا أَوْثَقُونِي بِحِبَالٍ جَدِيدَةٍ لَمْ تُسْتَعْمَلْ أَضْعَفُ وَأَصِيرُ كَوَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ . فَأَخَذَتْ دَلِيلَةُ حِبَالاً جَدِيدَةً وَأَوْثَقَتْهُ بِهَا وَقَالَتْ لَهُ الْفِلِسْطِينِيُّونَ عَلَيْكَ يَا شَمْشُونُ . وَالْكَمِينُ لاَبِثٌ فِي الْحُجْرَةِ . فَقَطَعَهَا عَنْ ذِرَاعَيْهِ كَخَيْطٍ . فَقَالَتْ دَلِيلَةُ لِشَمْشُونَ حَتَّى الآنَ خَتَلْتَنِي وَكَلَّمْتَنِي بِالْكَذِبِ . فَأَخْبِرْنِي بِمَاذَا تُوثَقُ . فَقَالَ لَهَا إِذَا ضَفَرْتِ سَبْعَ خُصَلِ رَأْسِي مَعَ السَّدَى . فَمَكَّنَتْهَا بِالْوَتَدِ وَقَالَتْ لَهُ الْفِلِسْطِينِيُّونَ عَلَيْكَ يَا شَمْشُونُ . فَانْتَبَهَ مِنْ نَوْمِهِ وَقَلَعَ وَتَدَ النَّسِيجِ وَالسَّدَى . فَقَالَتْ لَهُ كَيْفَ تَقُولُ أُحِبُّكَ وَقَلْبُكَ لَيْسَ مَعِي . هُوَذَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ قَدْ خَتَلْتَنِي وَلَمْ تُخْبِرْنِي بِمَاذَا قُوَّتُكَ الْعَظِيمَةُ . وَلَمَّا كَانَتْ تُضَايِقُهُ بِكَلاَمِهَا كُلَّ يَوْمٍ وَأَلَحَّتْ عَلَيْهِ ضَاقَتْ نَفْسُه إِلَى الْمَوْتِ فَكَشَفَ لَهَا كُلَّ قَلْبِهِ وَقَالَ لَهَا لَمْ يَعْلُ مُوسَى رَأْسِي لأِنِّي نَذِيرُ اللهِ مِنْ بَطْنِ أُمِّي . فَإِنْ حُلِقَتُ تُفَارِقُنِي قُوَّتِي وَأَضْعَفُ وَأَصِيرُ كَأَحَدِ النَّاس . وَلَمَّا رَأَتْ دَلِيلَةُ أَنَّهُ قَدْ أَخْبَرَهَا بِكُلِّ مَا بِقَلْبِهِ أَرْسَلَتْ فَدَعَتْ أَقْطَابَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَقَالَتِ اصْعَدُوا هذِهِ الْمَرَّةَ فَإِنَّهُ قَدْ كَشَفَ لِي كُلَّ قَلْبِهِ . فَصَعِدَ إِلَيْهَا أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَأَصْعَدُوا الْفِضَّةَ بِيَدِهِمْ . وَأَنَامَتْهُ عَلَى رُكْبَتَيْهَا وَدَعَتْ رَجُلاً وَحَلَقَتْ سَبْعَ خُصَلِ رَأْسِهِ وَابْتَدَأَتْ بِإِذْلاَلِهِ وَفَارَقَتَهُ قُوَّتُهُ . وَقَالَتِ الْفِلِسْطِينِيُّونَ عَلَيْكَ يَا شَمْشُونُ . فَانْتَبَهَ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ أَخْرُجُ حَسَبَ كُلِّ مَرَّةٍ وَأَنْتَفِضُ . وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ فَارَقَهُ . فَأَخَذَهُ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَقَلَعُوا عَيْنَيْهِ وَنَزَلُوا بِهِ إِلَى غَزَّةَ وَأَوْثَقُوهُ بِسَلاَسِلِ نُحَاسٍ وَكَانَ يَطْحَنُ فِي بَيْتِ السِّجْنِ . وَابْتَدَأَ شَعْرُ رَأْسِهِ يَنْبُتُ بَعْدَ أَنْ حُلِقَ وَكَانَ لَمَّا طَابَتْ قُلُوبُهُمْ أَنَّهُمْ قَالُوا ادْعُوا شَمْشُونَ لِيَلْعَبَ لَنَا فَدَعَوا شَمْشُونَ مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ فَلَعِبَ أَمَامَهُمْ وَأَوْقَفُوهُ بَيْنَ الأعْمِدَةِ } ( قض 16 : 4 – 25 ) نَحْنُ الآن عَلَى وَشَك الدُّخُول لأِحَد المَوْلُود أعْمَى .. كَمْ الخَطِيَّة تَعْمِي الإِنْسَان ثَلاَث مَرَّات دَلِيلَة تَقُول لِشَمْشُون أخْبِرْنِي بِمَاذَا تُوثَق لإِذْلاَلَك وَهُوَ يُجِيبَهَا وَتُنَفِذْ مَا يَقُولُهُ لَهَا وَتَأكَّدْ إِنَّهَا إِنْسَانَة ضَارَّة لَهُ وَإِنَّهَا ضِدَّه وَلاَ تُحِبَّه وَرَغم ذلِك قَالَ لَهَا سِر قُوَّتَهُ .. الخَطِيَّة تِعْمِي أحْيَاناً نَرَى هَلاَكْنَا فِي الخَطِيَّة وَنَرَى فِيهَا خِسَارَة وَضَعْف وَرَغم ذلِك وَكَمَا نَقُول فِي صَلاَة الغُرُوب { لِكُلِّ إِثمٍ بِحِرْصٍ وَنَشَاط فَعَلْتُ ، وَلِكُلِّ خَطِيَّ بِشَوْقٍ وَاجْتِهَادٍ إِرْتَكَبْتُ ... } ( مِنْ القِطْعَة الثَّالِثَة ) .. مَنْ مِنَّا لَمْ يَذُق مَرَارِة الخَطِيَّة ؟ وَرَغم ذلِك نَعُود لَهَا وَكَأنَّهَا تُحَايِلْنَا لِتَعْرِف بِمَاذَا نُوثَق لإِذْلاَلِنَا مَاذَا أُقَدِّمَهُ لَكَ لِتَخْسَر الأبَدِيَّة وَتَعِيش فِي مَذَلِّة الخَطِيَّة .. وَأنَا أُجِيب وَأخْتَار لِنَفْسِي سَقَطَات وَأسْعَى لَهَا بِحِرْصٍ وَأحْيَاناً أسْعَى بِنَفْسِي لأِسْقُط .. الخَطِيَّة عَمَى لِذلِك تَقُول الكِنِيسَة{ طُوْبَى لِعُيُونَكُمْ لأِنَّهَا تُبْصِر } ( أُوشِيِة الإِنْجِيل ) .. لَيْسَتْ المَرْئِيَّات هِيَ الَّتِي تُرَى بَلْ لاَبُد أنْ يَكُون لَنَا عِين نَرَى بِهَا الأُمُور المَخْفِيَّة وَلِنَتَذَكَّر قِصَّة إِلِيشَع النَّبِي وَتِلْمِيذه جِيحْزِي .. جِيحْزِي يَرَى الأعْدَاء وَالخَطَرْ وَإِلِيشَع النَّبِي يَرَى رؤيَا أُخْرَى يَرَى الجَبَل مُحَاط بِجُيُوش مَلاَئِكَة وَجِيحْزِي يَقُول إِنِّي أرَى أعْدَاء مُرْهِبَة وَإِلِيشَع يَقُول لَهُ المَلاَئِكَة أكْثَر لِذلِك طَلَبْ مِنْ الله قَائِلاً { فَقَالَ لاَ تَخَفْ لأِنَّ الَّذِينَ مَعَْنَا أَكْثَرُ مِنَ الَّذِينَ مَعَْهُمْ وَصَلَّى أَلِيشَعُ وَقَالَ يَارَبُّ افْتَحْ عَيْنَيْهِ فَيُبْصِرَ } ( 2مل 6 : 16 – 17) .. الخَطِيَّة تِعْمِي أيْضاً عِيسُو وَيَعْقُوب .. عِيسُو رَأى طَبَق بِهِ طَعَام لَذِيذْ وَيَعْقُوب بِهِ شِئ مِنْ الخُبْث فَيَقُول لَهُ أعْطِنِي البُكُورِيَّة لأِعْطِيك مِنْ هذَا الطَّعَام .. عِيسُو يُجِيبه أنَا مَاضٍ إِلَى المَوْت ( تك 25 : 32 )أي البُكُورِيَّة لَنْ تَنْفَع فَأعْطِنِي الطَّعَام أفْضَل .. عَمَى الخَطِيَّة تَجْعَل الإِنْسَان يِخْسَر الأبَدِيَّة بِسُهُولَة وَيَبِيع الغَالِي بِالرِخِيص لِذلِك الخَطِيَّة مُرْتَبِطَة بِالعَمَى أنَّ الإِنْسَان لاَ يَرَى سِوَى الزَّمَنْ وَالخَطِيَّة وَلاَ يَرَى الأبَدِيَّة وَالبِر .. الإِنْسَان تَحْكُمه طِبَاع النَّاس وَلَيْسَ صِفَات القِدِّيسِين رَغم أنَّهُ يَذُوق مِنْ مَرَارِة الخَطِيَّة الكَثِير وَرَغم ذلِك يُصَمِمْ عَلَيْهَا لِذلِك الخَطِيَّة تَجْعَلَنَا نَسْخَر مِنْ الحَيَاة مَعَ الله وَالبَعْض يَرَى أنَّ الحَيَاة مَعَ الله هِيَ أفْكَار سَاذِجَة .. عَمَى .. بَيْنَمَا الَّذِي يَرَى الأُمُور الرُّوحِيَّة مُمْتِعَة هذَا لَهُ عِين خَفِيَّة .. يَعْقُوب يَرَى البُكُورِيَّة هِيَ أنَّ الْمَسِيح يَأتِي مِنْهُ وَيَأخُذْ البَرَكَة مِنْ أبُوه وَيَتَسَلْسَل حَتَّى يَأتِي الْمَسِيح .. بَيْنَمَا عِيسُو رَأى طَبَق العَدْس أفْضَل هذَا مَا يَحْدُث مَعَنَا فِي الخَطِيَّة تَرْبُطْنَا بِرِبَاطَات قَوِيَّة وَهذَا مَا حَدَثْ مَعَ شَمْشُون لِذلِك يَقُول الكِتَاب أنَّ الفِلِسْطِينِيُّون أخَذُوهُ وَقَلَعُوا عَيْنَيْهِ بَيْنَمَا بُولِس الرَّسُول يَقُول { مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ }( أف 1 : 18) .. شَمْشُون مِنْ البِدَايَة كَانَتْ عُيُونة عَمْيَاء .. لِيَكُنْ عِنْدَك بَصِيرَة حَدِّد هَدَفَك وَنَمِّي إِشْتِيَاقَاتَك .. لِمَاذَا تَعِيش ؟ قَدْ يَقُول البَعْض لآخُذْ شِهَادَة وَأتَزَوَج وَأرَبِّي أوْلاَدِي وَمَاذَا بَعْد ذلِك ؟ مَاذَا تُرِيد ؟ هذِهِ أهْدَاف أرْضِيَّة زَائِلَة بَيْنَمَا هَدَف الأبَدِيَّة الفَضِيلَة وَالفَرَح بِالإِنْجِيل وَالتَّسْبِيح الدَّائِم جَيِّدْ أنْ تَحْيَا فِي مَرَاحِل لكِنْ هَدَفَك الرَّئِيسِي فِيهَا أنْ تَرْبَح السَّمَاء .. الَّذِي يَفْقِدْ البَصِيرَة يَفْقِدْ الرُؤيَا وَكَمَا يَقُول الكِتَاب { بِدُون رُؤيَا يَجْنَحُ الشَّعْب } .. الخَطِيَّة تَجْعَل العَدُو يَنْتَصِر وَيَفْقِدْ الإِنْسَان البَصَرْ فَلاَ يَرَى الفِخَاخ لكِنْ بِالبَصِيرَة الرُّوحِيَّة تَرَى أيْنَ هَلاَكَك .. لاَبُد أنْ يَكُون عِنْدَك إِفْرَاز الأنْبَا أنْطُونْيُوس كَانَ يَرَى فِخَاخ العَدُو وَخِطَطه لِذلِك نَحْنُ نَحْتَاج بَصِيرَة رُوحِيَّة .. كَمْ مَرَّة خَدَعْنَا العَدُو وَأغْوَانَا ؟ لاَبُد أنْ تَسْتَنِير البَصِيرَة لِذلِك بُولِس الرَّسُول يَقُول لأِنَّنَا لاَ نَجْهَلُ أَفْكَارَهُ ( 2كو 2 : 11 ) .. عِنْدَمَا تَقُول لَكْ إِنْسَانَة ثَلاَثَة مَرَّات كَيْفَ أذِلَّك وَأنْتَ تُجِيبَهَا فَهذَا عَمَى لِذلِك بُولِس الرَّسُول عِنْدَمَا تَكَلَّم عَنْ الإِيمَان أعْطَاه إِخْتِبَار العَمَى ثُمَّ وَقَعِت قُشُور مِنْ عَيْنَيْهِ وَأبْصَروَكَأنَّ الله أرَادَ أنْ يَقُول كُنْتُ أعْمَى وَالآن تُبْصِر ( يو 9 : 25 ) لِنَرَى الفَارِق الكَبِير .. هُنَاك مَنْ لَهُ عُيُون وَلاَ يُبْصِر .. الإِنْسَان الَّذِي لَهُ عِين مَفْتُوحَة يَكْشِف خِطَط العَدُو وَالَّذِي عَيْنَيْهِ لاَ تَرَى سِوَى الخَطِيَّة وَلَذَّتْهَا الوَقْتِيَّة أعْمَى .. الإِنْسَان الَّذِي يَحْيَا فِي الخَطِيَّة لاَ يَسْتَجِيب لإِنْذَارَات الله وَلاَ يَمْلُك الحَوَاس المُدَرَّبَة الَّتِي بِهَا يَفْهَمْ خِطَط الله .. { بَاطِلاً تُنْصَبُ الشَّبَكَةُ فِي عَيْنَيْ كُلِّ ذِي جَنَاحٍ } ( أم 1 : 17) لأِنَّهُ يَعْرِف كَيْفَ يَطِير .. أوْلاَد الله لَهُمْ أجْنِحَة وَفِخَاخ العَدُو مَوْجُودَة فِي الأرْض لِذلِك لاَ يَسْقُطُون فِي شَهَوَات أرْضِيَّة لأِنَّهُمْ عَايْشِين مُرْتَفِعِين رَافْعِين عُيُونَهُمْ وَأيْدِيهُمْ .. الَّذِي يَحْيَا مَعَ الله عِنْده إِفْرَاز وَيَعْرِف الطَّرِيقٌ وَمَكَايِد العَدُو وَأسْرَاره وَنِقَاط ضَعْفه وَكَيْفَ يَأخُذْ قُوَّة وَكَيْفَ يُدْرِك العَمَى سَرِيعاً وَيَنْتَبِه لَهُ .. كَثِيراً مَا نَجِدْ نَمَاذِج أثْبَتِت العَمَى وَأُخْرَى أثْبَتِت البَصِيرَة قَدْ تَتَعَامَل مَعَ البَشَرْ وَتَرَى لكِنْ هُنَاك مَنْ لَيْسَ لَهُ عُيُون لكِنَّهُ يَرَى أفْضَل مِنْ ذَوِي العُيُون الأنْبَا أنْطُونْيُوس قَالَ لَهُ { لاَ تَحْزَن يَا دِيدِيمُوس لأِنَّ هُنَاك حَشَرَات لَهَا عُيُون } أي لَكَ عِين دَاخِل القَلْب .. إِبْحَث عَنْ عِين دَاخِلِيَّة تَرَى بِهَا الله وَتُمَيِّز خِطَط العَدُو .. لَمَّا يَفْقِدْ الإِنْسَان هَدَفه يُثْبِت أنَّهُ لاَ يَرَى تَدَابِير الله وَلاَ يَعْرِف كَيْفَ يَتَعَلَّم فِي سِفْر صَمُوئِيل الأوَّل قِصَّة تَحْكِي أنَّ دَاوُد أخَذْ مِنْهُ التَّابُوت وَخَافَ الفِلِسْطِينِيُّون مِنْهُ فَوَضَعُوه فِي بَيْت دَاجُون حَتَّى يَتَقُونَ شَرَّه .. وَفِي الصَبَاح وَجَدُوا دَاجُون سَاقِط أمَام التَّابُوت فَلَمْ يَقُولُوا أنَّ إِله التَّابُوت أقْوَى بَلْ قَالُوا أنَّ دَاجُون غِير مُسْتَرِيح .. وَأقَامُوه مَرَّة أُخْرَى .. وَفِي اليَوْم التَّالِي بَكَّرُوا وَإِذْ بِدَاجُون سَاقِط أمَام التَّابُوت وَيَدَاه وَرَأسَه مَقْطُوعَة وَيَقُولُون بِعَمَى دَاجُون غِير مُسْتَرِيح وَالعَجِيب أنَّهُمْ قَدَّسُوا العَتَبَة لأِنَّ دَاجُون سَقَطَ عَلَى العَتَبَة لِذلِك هُنَاك مَنْ لاَ يَخْطُو عَلَى العَتَبَة تَقْدِيساً لَهَا حَتَّى الآن دُونَ أنْ يَفْهَمُوا السَبَبْ .. عَمَى .. يَرَوْنَ قُوَّة الله وَيُتَرْجِمُوهَا خَطَأ مَعَ أبَائْنَا الشُّهَدَاء تَحْدُث مُعْجِزَات فَيَقُولُون هذَا سِحْر .. إِنْسَان تَعَذَّب عَذَابَات شَدِيدَة وَظَهَرْ لَهُ المَلاَك مِيخَائِيل أوْ السَيِّدَة العَذْرَاء وَنَالَ الشِفَاء وَيَقُولُون هذَا سِحْر لأِنَّ { إِلهُ هذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ } ( 2كو 4 : 4 ) .. عِين لاَ تَعْرِف كَيْفَ تُمَيِز أوْ تَشْهَدْ لِلحَقٌّ وَهذَا عَمَل الخَطِيَّة .. بُولِس الرَّسُول يَقُول { لأِنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلهٍ بَلْ حَمُِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ وَاظْلَمَ قَلْبُهُمْ الْغَبِيُّ } ( رو 1 : 21 ) .. قَلْب غَبِي بِهِ ظُلْمَة وَلَيْسَ نُور نَحْنُ نَقْتَرِب مِنْ أحَد الإِسْتِنَارَة كَيْ تَمْتَدْ يَدْ يَسُوع عَلَى عُيُون قُلُوبِنَا الدَّاخِلِيَّة لِكَيْ نَرَى أسْرَار الإِنْجِيل وَنَرَى حَيَاتْنَا فِي يَدِهِ آمِنَة وَنَرَى الأبَدِيَّة فَنَرَى الله فِي كُلَّ إِنْسَان وَأهَمْ مِنْ ذلِك نَرَى ضَعَفَاتْنَا وَكَمَا يَقُول الأبَاء { الَّذِي يُبْصِر خَطَايَاه أعْظَم مِنْ الَّذِي يُبْصِر مَلاَئِكَة } .. نَحْنُ لاَ نَرَى خَطَايَانَا فَقَطْ بَلْ نَرَاهَا لِنُلْقِيهَا عَلَى إِلهْنَا لِيَرْفَعَهَا .. شَمْشُون تَصْنَع لَهُ دَلِيلَة فِخَاخ ثَلاَثَة مَرَّات وَلَمْ يَرَى وَالأشْدُودِيُّون رَأوا دَاجُون سَاقِط وَلَمْ يَفْهَمُوا .. هكَذَا كَثِيرُون أمَامَهُمْ الحَقٌّ وَلاَ يَرُوه وَيَرَوْنَ أفْكَار بِاطِلَة وَيَحْيَوْنَ فِي خِدْعَة أوْلاَد الله لَهُمْ إِسْتِنَارَة لِيَرُوا هَدَفَهُمْ فَيَا مَنْ صَنَعْتَ طِيناً وَطَلَيْتَ بِهِ عِين الأعْمَى وَأمَرْت أنْ يُبْصِر إِطْلِي عُيُونِنَا وَالْمِسْهَا كَيْ نَرَاك رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

أدرب نفسى فى كل شئ

يَقُول سِفر أعْمَال الرُّسُل { أُدَرِّبُ نَفْسِي لِيَكُونَ لِي دَائِماً ضَمِيرٌ بِلاَ عَثْرَةٍ مِنْ نَحْوِ اللهِ وَالنَّاسِ } ( أع 24 : 16) .. الحَيَاة الرُّوحِيَّة لَيْسَت مَعْرِفَة بَلْ مُمَارَسَة .. كُلَّ الأُمُور الَّتِي نَعْرِفهَا فِي الحَيَاة الرُّوحِيَّة لاَبُد أنْ تَتَحَوَّل إِلَى مُمَارَسَة وَلِكَي تُحَوِّل المَعْرِفَة إِلَى مُمَارَسَة لاَبُد أنْ تَتَحَوَّل أوَّلاً إِلَى فِعْل وَالفِعْل إِلَى تَدْرِيب وَكَمَا يَقُول مَارِ بُولِس الرَّسُول { تَدَرَّبْتُ أنْ أَشْبَعَ وَأنْ أَجُوعَ }( في 4 : 12) .. " تَدَرَّبت " أي تِكْرَار الفِعْل أكْثَر مِنْ مَرَّة وَمُلاَحَظَة النَّفْس مَا مَدَى دَرَجِة إِتقَانهَا لِلفِعْل .. لَيْسَ مِنْ مَرَّة تُحَاوِل فِيهَا أنْ تَفْعَل الفَضِيلَة وَلاَ تَعْرِف فَتَترُكهَا .. لاَ .. دَرِّب نَفْسَك وَاثْبَت .. إِنْ كُنْت تَشْرِد فِي الصَّلاَة إِتَخِذ تَدْرِيب كَيْفَ تَرْفَع قَلْبَك فِي الصَّلاَة إِنْسَان يُخْطِئ دَائِماً قُلْ لَهُ أنْتَ مُحْتَاج تَدْرِيب .. إِنْسَان كَسُول فِي الصَّلاَة مُحْتَاج تَدْرِيب عَلَى الصَّلاَة .. إِعْرَف نُقْطِة ضَعْفَك وَتَدَرَّب عَلَى رَفْضَهَا .. جَيِّد أنْ تُدَرِّب نَفْسَك عَلَى عَمَل الفَضِيلَة وَاخْتَار الفَضِيلَة الَّتِي تُرِيد أنْ تُدَرِّب نَفْسَك عَلَيْهَا وَلاَ تَتَعَجَّب أنَّ الآبَاء كَانُوا يُدَرِّبُون أنْفُسَهُمْ أحَدَهُمْ يَصُوم حَتَّى المَسَاء وَآخَر يَصْمُت حَتَّى المَسَاء .. وَاحِد يِدَرَّب نَفْسَه عَلَى ضَبْط أمر مُعَيَّن دَاخِله { أُدَرِّبُ نَفْسِي لِيَكُونَ لِي دَائِماً ضَمِيرٌ بِلاَ عَثْرَةٍ مِنْ نَحْوِ اللهِ وَالنَّاسِ } .. وَنَحْنُ أيْضاً نُرِيد أنْ نَتَعَلَّم كَيْفَ نُدَرِّب أنْفُسَنَا فِي كُلَّ شِئ .

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل