العظات

مسيح الهزيع الرابع

مِنَ إِنجيل مارِ يوحنا البشير 6 : 16 – 21[ وَلمّا كان المساءُ نزل تلاميذُهُ إِلَى البحرِ 0 فدخلُوا السفينة وَكانوا يذهبُون إِلَى عبرِ البحر إِلَى كفرناحُوم 0 وَكان الظَّلام قَدْ أقبل وَلَمْ يكُنْ يَسُوعُ قَدْ أتى إِليهُمْ 0 وَهاج البحرُ مِنْ ريحٍ عظيمةٍ تهُبُّ 0 فلمّا كانُوا قَدْ جذَّفُوا نحو خمسٍ وَعِشرين أوْ ثلاثين غلوةً نظرُوا يَسُوعَ ماشِياً على البحرِ مُقترِباً مِنَ السَّفينة فخافُوا 0 فقال لهُم أنا هُوَ لاَ تخافُوا 0 فرضُوا أنْ يقبلُوهُ فِى السَّفينةِ وَلِلوقتِ صارت السَّفينةُ إِلَى الأرضِ التّى كانُوا ذاهِبين إِليها ]

المفهوم الروحى للزمن

كُلّ سنة وَأنتُم طيبين ، كُلّ يوم بيمُر علينا هُو رحمة جديدة ، وَنعمِة جديدة مِنَ عِند ربِنا ، سأتكلّم معكُم اليوم فِى موضوع يُناسِب المُناسبة التّى نعيشها ، وَالموضوع بنعمِة ربِنا عَنَ " الزمن " ، وَسنأخُذ فيهِ ثلاث عناصِر وَهُم :-

المحبة ج2

نقرا مَعَْ بعض جُزء مِنْ سِفر التكوين لِموسى النبِى الإِصحاح 32 بركاته على جميعنا آمين ، هذا الجُزء يتكلّم عَنْ إِستعداد أبونا يعقُوب لِمُقابلة عيسُو أخوه لأول مرّة بعد 20 سنة مِنَ أخذ البكُوريّة ، وَبعد 20 سنة مِنْ إِبتعاد إِثنان إِخوات حدث بينهُمْ مُشكِلة كبيرة ، وَهى أنّ أبونا يعقُوب أخذ البركة مِنْ عيسُو ، وَنحنُ نعرِف أنّ عيسُو دموِى وَشرِس وَتوّعد لأبونا يعقُوب ، وَهُنا أبونا يعقُوب محتار ، هل سأبقى عُمرِى كُلّه فِى غُربة وَلنْ أرى أخِى ؟ هل سأبقى عُمرِى كُلّه فِى عدم سلام ؟ لاَ00أنا أُريد أنْ أصنع صُلح مَعَْ أخِى يقول إيه [ وَبات هُناك تِلك الليلة وَأخذ مِمَّا أتى بِيدِهِ هدِيَّةً لِعيسُو أخِيهِ0مِئتي عنزٍ وَعِشرين تيساً مِئتي نعجةٍ وَعِشرين كبشاً0ثلثين ناقةً مُرضِعةً وَأولادها أربعين بقرةً وَعشرة ثِيرانٍ عِشرين أتاناً وَعشرة حمِيرٍ0 وَدفعها إِلَى يدِ عبيِدِهِ قطِيعاً قطِيعاً على حِدَةٍ0 وَقال لِعبيِدِهِ إِجتازُوا قُدَّامِى وَأجعلُوا فُسحةً بين قطِيعٍ وَقطِيعٍ0 وَأمر الأوَّلَ قائِلاً إِذا صادفك عِيسُو أخِى وَسألك قائِلاً لِمَنْ أنت وَإِلَى أين تذهبُ وَلِمِنْ هذا الّذى قُدَّامك تقُولُ لِعبدِك يعقُوبَ0 هُوَ هدِيَّةٌ مُرسلةٌ لِسيِّدِي عِيسُوَ0 وَها هُوَ أيضاً وراءنا0 وَأمر أيضاً الثانِي وَالثَّالِثَ وَجميع السَّائِرينَ وراء القُطعانِ قائِلاً بِمِثْلِ هذا الكلامِ تُكلِّمُون عِيسُوَ حِينما تجِدُونهُ0 وَتقُولُون هُوذا عبدُك يعقُوب أيضاً وراءنا0 لأنّهُ قال أستعطِفُ وجههُ بِالهدِيَّةِ السَّائِرة أمامِي وَبعد ذلِك أنظُرُ وجههُ0 عسى أنْ يرفع وجهِي0 فأجتازتِ الهدِيَّةُ قُدَّامهُ0 وَأمّا هُوَ فبات تِلك اللِّيلةَ فِي المحلَّةِ ]( تك 32 : 13 – 21 ) نلاحِظ أنّ " الكبش " هُوَ " الخروف " & " العِنزة " هى " المعزة " ، " التيِس " هُوَ " ذكر المعزة " نرى أنّ يعقُوب الّذى خرج بِمُفردِهِ وَمعهُ عصا فقط ، رجع وَمعهُ كُلّ هذا الغِنى ، وَمعهُ رؤساء الأسباط 12 ولد [ رأوبين ، شمعُون ، لاوِى ، يهُوذا ، دان ، نفتالِى ، جاد ، أشير ، يساكِر ، زُبولُون ، يوسِف ، بنيامِين ( لَمْ يكُنْ ولِد بعد ) ، وَبِنت واحدة هى دِينا ] وَبعد ذلِك نعرِف القِصّة الشهيرة عَنْ يعقُوب حِينما ظلّ طوال الليل يُصارِع مَعَْ الله لِكى يُعطِيه نِعمة علشان يسّهِل المُقابلة الصعبة التّى بينه وَبين أخيهِ التّى لاَ يعرِف ماذا سيكُون حالها ؟ لِدرجِة أنّهُمْ قالُوا لهُ أنّ عِيسُو عرف بِخبر مجيئك وَأتى لِيستقبِلهُ وَمعهُ 400 رجُل ، إِذنْ هُوَ آتِى لِحربٍ فيدخُل فِى حِوار مَعَْ نَفْسِهِ ، يارب هل أرجع بِالهديَّة ؟ لاَ 00أنا أذهب وَأُقدِّم الهديَّة وَالّلِى يحصل يحصل ، فبدأ يدخُل فِى صِراع عميق جِدّاً مَعَْ ربِنا ، لِدرجِة أنّهُ يُقال[000 وَصارعهُ إِنسانٌ حتَّى طُلُوع الفجرِ ] ( تك 32 : 24 ) ، هُناك كلِمة عجيبة جِدّاً تقُول [ وَلمّا رأى أنّهُ لاَ يقدِرُ عليهِ ضرب حُقَّ فخذِهِ000] ( تك 32 : 25 ) مَنْ الّذى لاَ يقدِرُ عليهِ ؟ ملاك الله لمّا صارع يعقُوب لَمْ يقدِر عليهِ ، فمُصارعة يعقُوب هذِهِ تُظهِر لنا جدّيِّة الطلب وَعُمقه وَلجاجتِهِ وَقُوّتِهِ التّى تجعل الله يُغلب أمامنا ، فالله هُنا يسمح أنْ يتغلِب لنا وَهُوَ القوِى القادِر ، فالله لَمْ يقدِر على عزمِهِ وَعلى تصمِيمه لأنّهُ قال لهُ[ لاَ أُطلِقك إِنْ لَمْ تُبارِكنِى ] ( تك 32 : 26 ) ، وَبعدها يقُول[ لاَ يُدعى إِسمُك فِى ما بعدُ يعقُوب بل إِسرائِيل0 لأنَّك جاهدت مَعَْ الله وَالنَّاس وَقدرت ]( تك 32 : 28 ) إِذن ما هُوَ موضُوع اليوم ؟ المحبّة ، وَإِخترت هذا الفصل لأنّهُ عميق يُعّبِر عَنْ المحبّة العميقة ، المحبّة الرُوحانيّة ، المحبّة التّى لاَ تطلُب ما لِنَفْسِها ، وَ لاَ تفرح بالإِثم ، وَالتّى تفرح بِالحق ، فِى الحقيقة أشعُر أنّنا لاَ نحتاج لأىّ معرِفة عَنْ المحبّة ، لكِنْ فِى أشد الإِحتياج إِلَى مُمارستها ، المحبّة بآياتها ، بِمعرفتها ، بِقِصصها ، وَلكِنْ عِندما تُوضع فِى محك بسيط هل هُناك محبّة ؟ تسقُط ،ما هذا الأمر ، هُناك ثلاث مُستويات فِى حياة الإِنسان :-

العمق فى الحياة الروحية

نُريد أنْ نتحدّث اليوم فِى موضوع عَنَ العُمق فِى الحياة الروحيّة ، وَأنتُم تعرِفوا أنّ ربنا يسوع تقابل فِى ذات مرّة مَعَ تلاميذه بعد رحلة صيد فاشِلة وَقالوا لهُ العِبارة المشهورة التّى يجوز أنْ تعرِفوها وَهى [ أنّنا قَدْ تعِبنا الليل كُلّه وَلَمْ نأخُذ شيئاً وَلكِن على كلِمتك أُلقِى الشبكة] فهذِهِ الكلِمة التّى قالها الرّبّ يسوع لهُم هى أُدخُلوا إِلَى العُمق ، فربنا يسوع دعاهُم أنْ يدخُلوا إِلَى العُمق ، بِمعنى أنْ يهتموا بالداخِل ، وَهذا فِى الحقيقة موضوع هام أُريد التركيز فيه وَهُو الدخول إِلَى العُمق فأحياناً كثيرة يكون فِى حياتنا مرض خطير إِسمه السطحيّة ، أنّ الإِنسان يعيش الأُمور كُلّها مِنْ الخارِج وَ لاَ يدخُل إِلَى عُمق الأُمور ، فتجِد الإِنسان لَمْ يذُق حلاوِة ربِنا وَ لَمْ يعرِف أنّ ربِنا غالِى وَطيّب وَ لَمْ يعرِف أنّ ربِنا لذيذ ، لَمْ يعرِف أنّ ربِنا مُفرِح ، فبقى فِترة طويلة مِنْ عُمره على السطح فِى الخارِج فأُريد أنْ أقول أنّ كثير منّا يعيش الحياة مَعَ ربِنا بِسطحيّة ، لَمْ يتلذّذوا بِهِ ، لَمْ يدخُلوا معهُ فِى عِشرة عميقة ، لَمْ يفرحوا بِهِ ، لَمْ يدخُلوا إِلَى أعماقه بعد ، فما هى خطورة السطحيّة ؟ هى أنّ الإِنسان عُمره كُلّه بالخارِج ، وَ لمّا الإِنسان يقضِى وقت طويل بالخارِج وَ لَمْ يصطاد شىء ، فتكون النتيجة هى اليأس ، مِثَلَ التلاميذ عِندما قالوا للرّبّ يسوع[ قَدْ تعِبنا الليل كُلّه وَ لَمْ نأخُذ شيئاً وَلكِن على كلِمتك أُلقِى الشبكة ] ، أىّ نحنُ تعبنا وَشعرنا بالملل ، وَ لو قال لهُم أنْ يدخُلوا مرّة أُخرى يقولوا لهُ أنّهُم تعبوا وَملّوا ، وَلكِن طالما أنّك قُلت فعلى كلِمتك نُلقِى الشبكة لكِن فِى الحقيقة نحنُ لاَ نُريد أنْ نذهب وَنصطاد مرّة ثانية ، وَأنت كثيراً ما يحدُث لك هذا ، لَمْ تُريد أنْ تُصلّى ، لَمْ تُريد أنْ تحضر قُدّاس ، لَمْ تُريد أنْ تقرأ فِى الكِتاب المُقدّس ،لَمْ تُريد أنْ تقرأ قِراءات روحيّة ، لِماذا ؟ وَذلِك لأنّك جرّبت مِنْ قبل ، وَلكِن لَمْ تفرح ،لَمْ تتعزّى ، لَمْ تجِد لذّة وَ لاَ فرح ، وَذلِك يجعلك لَمْ تكُن لك الرغبة فِى إِنّك تكرّر المُحاولة مرّة أُخرى ، وَفِى الحقيقة هذِهِ هى النُقطة التّى نُريد أنْ نتحدّث فيها الله ينيّح نَفْسَه أبونا بيشوى كامِل كان لهُ تشبيه جميل فِى هذا الموضوع وَهُو[ ماذا برأيكُم لو أتيت لكُم بِبُرتُقالة وَأعطيتها لك وَقُلت لك أنْ تأكُل هذِهِ البُرتُقالة ، فيأتِى شخص يمسِك البُرتُقالة وَيأخُذ قضمة ، وَهُو بِهذا قَدْ قضم القِشرة وَالقِشرة طعمها مُر ، غير لذيذة ، وَفيها مرارة ، وَغير ذلك أنّها يخرُج مِنها سائِل يتعِب العين وَالأنف ، وَرائحته وَطعمه غير لذيذة ، وَتقول ما هذا الّذى أعطانا أبونا إِيّاه لِكى نأكُله ، فتبدأ أنْ تكره البُرتُقال وَترفُض تأكُلهُ ] فحياتنا فِى الحقيقة مِثَلَ الّذى يبدأ فِى أكل البُرتُقالة مِنْ قشرِتها ، فالطعم سىّء وَالرائِحة سيِّئة ، وَالفائِدة صغيرة ، فأترُك البُرتُقال ، لكِن لو أنا دخلت إلَى البُرتُقالة وَأكلت منها العُصارة اللذيذة وَالطعم الجميل الّذى لها فأحِبّها فنحنُ كثيراً ياأحبائِى نقضِى وقت طويل جِداً مَعَ ربِنا فِى القشرة الخارِجيّة ، كثيراًما نقضِى عُمراً طويلاً وَنحنُ ما نزال على السطح ، تخيّلوا أنّ إِنسان يمُر عليه عُمره كُلّه لَمْ يذُق حلاوِة ربِنا !! فمُمكِن إِنّك تكون أو تكونِى عُمرك 20 أو 30 أو 40 سنة وَ لَمْ تعرِف ربِنا ، فداوُد النبِى قال [ ذوقوا وَأنظُروا ما أطيب الرّبّ ] ، فتذوّقوا الرّبّ [ صالِح هُو الرّبّ للّذين يترجونه ] ، ربِنا حلو وَطيّب ، لذيذ ، مُفرِح ، مُشبِع ، غنِى ، هل عرفنا الصِفات هذِهِ لله معرِفة الإِختبار وَالعِشرة ؟ سمعنا عنهُ كثيراً ، وَلكِن هل تذوّقناه ؟لاَ يكفِى أنْ أجلِس وَأحكِى لك عَنَ طعم البُرتُقال ، لَمْ أعرِف ، وَلكِن لِكى أعرّفك طعمه فيجِب أنْ تذوقه لو أتيت وَسألت أحد فيكُم ما هُو طعم الموز ؟ فيقول لك طعم الموز موز ، وَ ماهُو طعم التُفّاح ؟ تُفّاح ، تُريد أنْ تعرِف طعم التُفّاح نتذّوقه ، ما هُو طعم العسل ؟ نتذّوقه ، فربِنا هكذا ، ربِنا ياأحبائِى صعب جِداً أنْ نحكِى عنّه ، لكِن الجميل فِى ربِنا أنْ نحياه ، لِذلِك ربِنا قال[ أنّ الكلام الّذى أُكلّمكُم بِهِ هُو روح وَحياة ] أُدخُلوا للعُمق ، فكثيراً ما نقضِى الوقت مَعَ ربِنا مِنْ الخارِج لَمْ نفرح بِهِ ، وَ لاَ نتلذّذ بِهِ ، وَ لاَ شبِعنا مِنهُ ، فالأهم هُو ضرورِة العُمق ، فالإِنسان يدخُل إِلَى العُمق لِكى يتمتّع بالجمال ، مِثَلَ الثِمار ، فدائِماً لاَ تكون الثمرة مِنْ الخارِج مِثَلَ الداخِل ، فالثمرة مِنْ الداخِل ألذ مِنْ الخارِج ، فقُم وَأمسِك خصّة فأجمل شىء فيها هُو قلبها ، فهذِهِ هى الحياة مَعَ ربِنا ، الداخِل أجمل مِنْ الخارِج ، العُمق دائِماً أجمل وَ مُفرِح القديس أبو مقّار قال فِى ذات مرّة لِتلاميذه[ ها أنّ البِئر عميقة وَلكِن مائها طيّب وَلذيذ تستحِق التعب ] ، فصعب جِداً أنّ الإِنسان يعيش القُدّاس مِنْ السطح ، عِندما يحضره يكون غير فاهِم وَ لاَ عارِف ، وَ لاَ يُريد أنْ يفهم أو يعرِف ، وَغير مُتفاعِل مَعَ القُدّاس ، وَغير مُتفاعِل مَعَ الذبيحة ، وَ لاَ شاعِر بِقيمة الجسد وَ الدم الّذى يأخُذهُ ، وَ لاَ يعرِف أنّ هذا يُعطى لِمغفِرة الخطايا ، وَ لاَ شاعِر أنّ هذا هُو قوّة مجد كنيسة الله ، لاَ شاعِر ففِى المنزِل يقولوا لهُ دائِماً أنْ يذهب إِلَى القُدّاس ، وَأيضاً أبونا دائِماً يقول لهُ إِذهب إِلَى القُدّاس ، فيأتِى إِلَى القُدّاس ، فصعب الحياة على هذا المُستوى ياأحبائِى ، صعب نكون أولاد الله وَلَمْ نختبِره ، صِفاته ، أعماقه ، محبِته مِنْ الداخِل ، صعب الدخول للعُمق ، فدائِماً تكون الثروات ، وَالكنوز تكون مدفونة تحت الجِبال فِى بطون الأرض فِى أعماق المُحيطات ، فعِندما مثلاً – عِندما – ينقبّوا عَنَ البترول فتجِد البترول فِى باطِن الأرض ، وَأحياناً يكتشِفوا آبار بترول أسفل مياه المُحيط ، أو تحت مياه خليج ، أىّ يتِم التنقيب عَنَ بِئر بترول تحت مياه المُحيط ، لأنّهُ سوف يُعطينِى البترول على مدار العُمر ، فبِهذا يستحِق التعب ، وَيستحِق الدخول إِلَى العُمق فنحنُ ياأحبائِى فِى حياتنا مَعَ ربِنا نكتشِف فِى حياتنا مَعَ الله كنزاً لاَ يفرغ ، الّذى يرتبِط بِعِشرة مَعَ ربِنا يرتبِط بِكنز لاَ يفرغ ، يقول عنهُ إِرميا النبِى أنّ مراحمة جديدة[ هى جديدة فِى كُلّ صباح كثيرة أمانتك ] ، كُلّ يوم جديد أخُذ منهُ عُمق جديد ، وَمحبّة جديدة ، وَرحمة جديدة ، فمراحِمة جديدة فِى كُلّ صباح فتجِد أنّ الكنوز الغالية تجِدها فِى الأعماق ، لاَ تجِدها على السُطح ، فيأتِى شخص وَيسأل سؤال ، لِماذا تكون هذِهِ الكِنوز فِى أماكِن عميقة ؟ لِماذا لاَ تكون على السطح حتّى نحصُل عليها ؟ وَلِماذا مُتعِة الحياة مَعَ ربِنا تكون فِى الداخِل ؟ لِماذا لاَ تكون مِنْ الخارِج 00لِكى الّذى يُريد أنْ يتمتّع فليتمتّع ، فهل مِنْ الضرورِى أنّ الإِنسان يدخُل إِلَى الداخِل ؟فأجِب بِنعم ، وَلكِن لِماذا ؟ فأقول أنّ القشرة الخارِجيّة للبُرتُقالة هى التّى تحفظها ، لِكى تجعل الشخص الّذى يُريد أنْ يأكُلها يتعب قليلاً حتّى يأكُلها ، لكِن إِذا أتى شخص وَمعهُ كميّة مِنْ البُرتُقال وَقال أنا سوف أقشّر هذا البُرتُقال لِكى أسهِل على النّاس أكل البُرتُقال ، وَلكِن بِهذا سوف يجعل البُرتُقال عفِن ، وَأنا لِكى أتمتّع بالثمرة الحلوة لابُد أنْ أتعب قليلاً لِكى آكُلها فهو بِهذا يكون ربِنا ، القشرة الخارِجيّة للثمرة تعمل عملين ، أولاً تعمل على صد النّاس الّذين يأتون لِكى يأخُذوها بحسب الشكل ، وَالّذين يأتون لِكى يأخُذوها بِدون تعب ، فتقول لهُم أنّكُم لاَ تستحقونِى ، ( الكِتاب المُقدّس ، القُدّاس ، الصلاة ) لهُم قشرة مِنْ الخارِج ، بِمعنى أنّ كثيراً الإِنجيل صد ناس عَنَ معرِفته ، وَكثيراً الصلاة لَمْ تفتح كنوز النعمة التّى لديها للإِنسان ، وَكثيراً القُدّاس كذلِك ، لِماذا ؟ يقول أنّ هذِهِ هى القشرة الخارِجيّة التّى لابُد أنّ النَفْسَ تجتازها لِكى تتمتّع بالداخِل ، لأن ربِنا غالِى ، ربِنا يستحِق التعب وَالمُحادثة أُدخُل إِلَى العُمق ، قديسة مِنْ القديسات ( الأُم سارة ) تقول[ إِنّ جِهاد وَتعب عظيم ينتظِر المُتقدّمين للحياة مَعَ الله ] ، بِمعنى أنّ الإِنسان عِندما يُشعِل حطب بالنار ، فَلاَبُد أنْ يتعب فيقوم بتجميع الحطب وَالخشب وَإِشعال النار ، وَمتى النار أمسكت بالحطب تخرُج دُخان ، وَبعد فترة يبدأ النار يشتعِل مِنْ ذاته ، فأرتاح وَالنار تبقى موقدة ، النار لاَ توقد مِنْ ذاتها الحياة مَعَ الله لاَ تنمو بِدون جِهاد ، لاَ تنمو بِدون إِلحاح ، فتُريد مِنْ الإِنسان دور ، تُريد تعب ، تُريد سعى ، تُريد جِهاد وَكِفاح ، صعب جِداً أنْ تكون حياتنا فِى المسيح يسوع بحسب الشكل أو مِنْ الخارِج فقط ، مرض خطير جِداً يُصيب حياتنا ، إِنّنا نعرِف ربِنا يسوع المسيح بالإِسم فقط أو بالشكل فقط لكِن اليوم نتكلّم لِكى الإِنسان يُعالِج هذا الموضوع ، لِكى الإِنسان يتخلّص مِنْ السطحيّة ، يدخُل إِلَى العُمق ما هى أسباب السطحيّة وَعِلاجها ؟ هُمّا ثلاثِة أسباب :-

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل