العظات

موت الجسد الجمعة الرابعة من شهر طوبة

عوِّدتنا الكنيسة في تذكار أي شهيد أن تقرأ علينا إنجيل لوقا أصحاح " 12 " .. { لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد } ( لو 12 : 4 ) .. هذا الفصل يتكرر قراءته تقريباً حوالي " 85 " مرة على مدار السنة .. رغم أن فترة الصوم الكبير له قراءات خاصة وأيضاً فترة الخمسين .. أي هذا الجزء يتكرر في السنة خلاف فترة الصوم الكبير والخمسين يوم بعد القيامة " 85 " مرة .. أي " 85 " مرة خلال " 265 " يوم تقريباً لأن الكنيسة غنية جداً بالشهداء الذين أقروا أمام الولاة والطُغاة بأنهم في الإيمان المسيحي لأنهم لا يخافوا من الذين يقتلون الجسد الجسد عند هؤلاء القديسين محور حياتهم .. ليس هو الإله الذي يُمجدوه .. بل إنهم غلبوا الجسد وكما يقول هؤلاء القديسين { حاملين في الجسد كل حينٍ إماتة الرب يسوع } ( 2كو 4 : 10) .. الصوم إماتة للجسد .. العفة أيضاً إماتة له وعندما يُعرض عليه الموت لا يخاف .. فالموت نصيب صالح لهم .. من يعرف هدفه في الحياة ويعيش في إرضاء الله لا يخاف الموت .. الموت بالنسبة لهؤلاء ليس مُخيف أو مجهول أو سبب حرمان أو إنه يذهب للتراب لأنهم يعيشوا في سلطان المسيح سر إنزعاجنا بالموت يكمُن في محبتنا للجسد وعدم تفكُّرنا في الأبدية وعدم استعدادنا له .. لكن عندما تُهيئ النفس ويعيش الإنسان في إرادة الله يُصبح الموت غير مُرعب تماماً .. ونتقابل مع فكرة الموت مثل تقابُلنا مع فكرة الحياة .. ويصير الموت مُشتهى .. عندما يُدرك الإنسان الحياة ويُدرك الموت يعيش في راحة تامة .. وما هي الحياة كما يقول معلمنا بولس الرسول { لي الحياة هي المسيح والموت هو رِبح }( في 1 : 21 ) .. أي الحياة هي المسيح وقانون الحياة حسب المسيح هو الذي يحكمني وبذلك الموت يكون رِبح الإنسان الذي سلامته في إرادة ربنا يقبل الموت بسلام عجيب .. فالناس الأتقياء في لحظة تسليم الروح تجد على وجوههم إبتسامة وسلام عجيب في استعداد لأنها اللحظة المُشتهاه .. من يعيش في إرادة الله واستعداد للأبدية الموت بالنسبة له حياة أبدية .. أرسلنا الله للحياة فترة ولا يوجد من يعيش للأبد .. فما أجمل أن نعيش على اسم المسيح فهذا شئ مُفرح .. فالأيام القليلة إملأها بمحبة ربنا وبمزيد من النعمة التي تجعل مصباحي ملئ بالزيت الحياة هي فترة من الأعمال الصالحة تُمجد الله .. الحياة فترة أُعطِيَت لنا من قِبَل مراحم الله لكي نكسب بها الأبدية .. والأبدية هي الحياة التي لا تنتهي .. حياة بلا موت أو خوف فهي الوجود الدائم في حضرة الله .. هي السعادة الغامرة .. ولكي يعبُر إلى الأبدية لابد أن يجتاز الموت وعليهِ أن يتقبَّل هذا الأمر إن أردت أن تقسم أي رقم ÷ ∞ يُعطي " 0 " .. الرقم حياتنا الزمنية والما لا نهاية حياتنا الأبدية .. هل معقول أن ربنا خلقنا للصفر والعدم ؟ من يعرف أن حياته ربنا أوجدها لهُ من أجل الأبدية سيتعامل مع حياته بطريقة أخرى الكنيسة ترى من شعبها كثيرين يُقبِلون على الإستشهاد بكل سرور .. هناك تيجان وأكاليل تُوضع على كل الذين يتقدموا للإستشهاد .. يُقال عن القديس أندراوس أنه كان لحظة تعذيبه وُضِع على الصليب وسمح الله بأن يأتي برعود وزلازل وأمطار فهرب الذين يُعذبونه لأنهم خافوا .. فذهب المسيحيين ليفكوا قيود القديس فأبى ذلك وقال لهم " لا تُعوقوني والرب قد أفلح طريقي " .. مثل القديس أغناطيوس الشهيد عندما رأى أولاده يبكون في وقت استشهاده فقال لهم " يا أولادي لا تصنعوا بي شفقة في غير موضِعها " .. إنه له رؤية في الموت .. الموت بالنسبة له رِبح من يعيش في رِضى ربنا كل يوم يصلُب جسده الثقيل .. يغلِبه كل يوم .. ويُوقِفه للصلاة ويزداد في الأصوام رغم إنه متمرد وطلباته كثيرة .. كل من يضع هذه الحقيقة ويتعامل معها بإيمان وعرف أن حياته إرضاء لربنا كل ما نظرته للحياة فهمها أكثر .. مسكين من يتعامل مع الحياة على أنها دائمة إلى الأبد ولا يضع الأبدية في قلبه ويعبُد الجسد ويُميت الروح ليحيا الجسد .. في النهاية يكتشف أنه مخدوع لأن الجسد لا يحيا ويكون قد حكم على نفسه بالموت الأبدي .. أما من أماتَ الجسد من أجل الروح والروح تظل حية حتى تأتي لحظة موت الجسد يجد الروح حية وتبقى إلى الأبد .. الموت خطوة لمجد عندما يعيش الإنسان لرضاء الله أُؤمن أن الحياة الأبدية تُعاش من على الأرض .. وهي لا تُقاس بأيام الأرض أبداً ومهما كانت حياة الإنسان إلا إنها تنتهي .. فمولود المرأة قليل الأيام شبعان تعب .. فما الذي يجعل التعب شئ مُسَرْ ؟ المسيح هو الذي يجعل الأيام جميلة ومُفرِحة .. نحن نؤمن أن الحياة وُجِدَت لنا من الله .. لا نتاجر بها لكي نربح الكثير .. تخيل أن أحداً أعطاك شئ ثمين وغالي الثمن مقابل مبلغ رمزي .. يريد الله أن يعطينا الأبدية بأيام قليلة .. تخيل أننا حتى هذه الأيام القليلة لا نريد أن نعطيها له يُقال عن أبينا يعقوب أنه عندما رأى رحيل تعلق بها وضاقت نفسه به .. فقال له خاله لابان إخدمني سبع سنوات لكي أزوجها لك .. ولكن أعطى له لابان بعد السبع سنوات ليئة أختها .. فقال له إخدمني سبع سنوات أخرى وأنا أُعطيها لك .. فَقَبَل يعقوب العرض وخدم خاله سبع سنوات أخرى .. ويقول الكتاب { فخدم يعقوب براحيل سبع سنينٍ وكانت في عينيهِ كأيامٍ قليلةٍ بسبب محبتهِ لها ( تك 29 : 20 ) نحن أيضاً نزهد حياة الأرض من أجل رِبح السماء وكثرة حُبنا للأبدية .. لدينا إحساس أننا بأيام قليلة نربح الكثير وهذه هي رسالتنا على الأرض .. كل إنسان لا يطيع الوصايا ويُهمل في حق ربنا كأنه لا يعرف قيمة ما يحصل عليه .. الله يطوِّل باله علينا جداً .. { بسطت يديَّ طول النهار إلى شعبٍ مُتمردٍ } ( أش 65 : 2 ) .. ولاتزال يده ممدودة بعد .. عندما تزداد إغراءات الحياة تقل الحرارة الروحية ويقل الإستعداد إلى الأبدية .. يخدعنا العدو والجسد ونجد أنفسنا في غفلة .. كن متيقظ ولا تتهاون في أجمل ما في حياتك ( وقت الله ) حتى لا تكن حياتك شقاء وتعاسة عندما يغيب المسيح عن حياة الناس حياتهم تزداد سوء .. وعندما يحضر المسيح حياتهم تكون مُفرِحة .. الكنيسة تريد أن تُثبِّت في حياة أولادها هذا الإتجاه .. { لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد } .. تريد أن تُثبِّت هذا الفكر ويخافوا من الذين لهم سلطان أن يُلقي في جهنم ويعدُّوا أنفسهم للحياة الأبدية ربنا يسوع الذي وعدنا بالخيرات الأبدية يُثبِّت فينا كلماته لكي نحيا له ونموت له لأن منه وله وبه كل الأشياء ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

قزمان ودميان الجمعة الثالثة من شهر هاتور

في تذكار الشهيدين العظيمين قزمان ودميان المزمور يقول لنا { جُزنا في النار والماء وأخرجتنا إلى الراحة } ( مز 66 : 12) .. { أدخل إلى بيتك بمحرقاتٍ أُوفيك نذوري التي نطقت بها شفتاي }( مز 66 : 13 – 14) .. قزمان ودميان من أسرة بسيطة من خمسة أطفال .. توفى الأب ودخل ثلاثة أولاد الدير ودرس قزمان ودميان الطب .. الأم تقية .. كان قزمان ودميان يخدموا الله عن طريق شفاء الناس .. يُقال عنهم عندما يأتي مريض للعلاج يقف الأخوان ويرفعا يدهما إلى فوق ويُصليا على أن ينال المريض الشفاء رغم أن المرضى جميعاً من الوثنيين .. يروا الإثنان يُصليان بالدموع ويتضرعا من أجلهم .. وفي النهاية يرشم عليه علامة الصليب ويعطوا للمريض بعض من الأعشاب والعلاج ويخبروه بأنه سيُشفى باسم يسوع المسيح .. وعندما يحاول المريض إعطائهم أي مقابل يرفضوا بشدة .. شفاء كثير كان يحدث على يدهم .. وعندما يوجدوا في مكان يكون عليهم تجمع كثير من الناس ( نوع من أنواع الكرازة ) بالتأكيد بسبب كل هذه الأشفيا كثير جداً دخلوا في الإيمان .. وأما عدو الخير فلم يحتمل هذا المنظر فآثار عليهم بعض المتاعب .. إستدعاهم الوالي وحاول أن يثنيهم عن عزمهم وتم على يدهم شفاء كثير من الناس مما جعل الوالي نفسه يُعرض عليهم كمريض وتم شفائه بعد أن صليا له وطلبا له الشفاء .. فتركهم الوالي مما جعلهم يعملوا ما أرادوا .. وكان مجد عظيم للرب بواسطتهم وذاع صيطهم في أقطار المملكة كلها بعد أن جاءت إليهم الناس من كل المملكة جميل أن تستخدم وزناتك الطبيعية لمجد الله .. جميل أن تخدم الله ومجِّده بما تجيده .. المدرس .. الطبيب .. المحاسب .. وغيرهم حتى لو كانت لك إجادة في مهنة بسيطة .. يمكن أن تمجد الله وأنت في المجتمع .. يجب أن تؤثر في المجتمع عندما تعيش مع المجتمع آلامه واحتياجاته كيف يعالج أطباء الناس بلا مقابل حتى أطلقوا عليهم * مبغضي الفضة .. أو عديمي الفضة * .. مما جعل المملكة كلها تستعجب من هذا تذكر في السيرة الخاصة بهم أن دميان الأخ الأصغر عند علاجه لشخص أعطى له هدية فرفض بشدة هذه الهدية .. إلا أنه أصر على هذا مما جعل دميان يقبل هذه الهدية وقال في نفسه أن يعطيها لشخص آخر .. فعندما علم الأخ الأكبر – قزمان – بهذا حزن جداً من أخيه وقال إنه لم يلتزم بما إتفق عليه مع أخيه وإنه إختلف عن منهجه فاحتد عليه بشدة كيف نخدم المجتمع بالمهنة الخاصة بنا ؟ كيف نصل للمجتمع عن طريق محبة ليس لها هدف ؟ إخوتنا الكاثوليك عند الدخول إلى مكان للكرازة يقوموا بعمل شيئين .. بناء مستشفى وبناء مدرسة وكلٍ منهما ملحقة بكنيسة حتى يسمع المرضى أو الطلبة صوت الصلاة في خشوع .. يروا كهنة .. يروا المسيحيين المدرسين .. يروا معاملة مختلفة ( كرازة ) قزمان ودميان أيضاً كرزوا باسم المسيح بطريقة عملية بسيطة جداً وقدموا نموذج للإنسان المحب بلا هدف .. مما جعل الناس تريد أن تعرف الله بعد الشفاء فيتم شفائهم وعمادهم ويبدأ يعيش كمسيحي .. عدو الخير لم يهدأ لأن أُناس كثيرين دخلوا الإيمان عن طريق قزمان ودميان المسيحي في المجتمع إنسان محب .. عطَّاء .. أمين .. هدفه أن يشهد للمسيح .. جميل أن تعرف هدفك وعندما تسأل لماذا أنت هنا يقول لك إنه يمجد المسيح .. عندما زادت الكرازة إحتد عدو الخير وهيج عليهم المملكة مرة أخرى ولكن الأمر إرتفع إلى الرئيس وليس الوالي ويُدعى دقلديانوس .. جاء بهم وبأخواتهم الثلاثة من الدير وأتى أيضاً بأمهم .. وحتى يُزيد من أحزانهم قتل أمهم عندما رآهم متعلقين بها جميل أن تعيش شاهد للمسيح .. وأن تعرف أن رسالة في حياتك أن يظهر إسمه للناس .. وأن يُمجد المسيح من خلال مجده الشخصي .. { يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات }( مت 5 : 16) .. ويرى الناس فينا روح مختلفة .. ترى فينا حب بلا مقابل وبلا حدود .. صورة لمجد المسيح .. صورة لقوتة وإتضاعه وبذله .. وبعد كل هذا لا تجد كل الأمور سهلة .. فإنهم يطردوك ويُبغضوك ويهينوك ويُسلموك للمجامع وتُقدم للولاة .. فتقول في نفسك إنك يجب أن تكون من كبار رجال الدولة على الخدمات التي أؤديها .. ولكن لم يحدث ذلك ..{ من أجل اسمي } ( لو 21 : 17) قزمان ودميان إختاروا المجد السماوي .. رفضوا الفضة .. وكان معهم القوت الضروري وما زاد عن ذلك كانا يتصدقا به على الفقراء .. غير مرتبطين بشهرة أو كرامة .. أو محبة عالم .. يريدا المسيح فقط فهدفهم واضح واستخدما المَلَكَات والوظيفة الخاصة لأجل إسمه .. بيت يعيش للمسيح به ثلاث رهبان وإثنان لخدمة مجد الله ويُحضرا له قديسين .. بيت ينشأ في الأرض ويمتد إلى السماء عندما يفقد الإنسان كل هذه المعاني .. وبدأت الأمور داخله غير واضحة المعالم .. وابتدأ لا يرى إلا الأرض ويجري وراء شهواته ويُذل لها فحياته تُصبح بلا معنى وبلا رسالة .. رأينا قزمان ودميان وهما في سن صغير .. سن شباب .. رأينا فيهما نضج ورؤيا .. يرى الإنسان أن من حقه بعض التجاوزات في مرحلة شبابه .. هذا غير صحيح .. { اذكر خالقك في أيام شبابك } ( جا 12 : 1) .. أُذكر أن هذا هو زمن المحبة .. الجهاد والتعب .. أكثر من مرة يتعرض قزمان ودميان للإستشهاد ونرى أن الله يُرجعهم سالمين .. مرة من المرات وُضعوا في معصرة ومع ذلك جسدهم كان سليم .. { جُزنا في النار والماء وأخرجتنا إلى الراحة } .. ربنا يريد أن يقول لنا أن الجسد الذي هو محور إهتمامكم هو في يد الله لا يمكن أحد أن يمسه إلا بسماح من الله ذاته .. أنا أحدد وأقول فأنا ضابط الكل .. لا يستطيع أحد أن يأتي عليك بسوء ولا يمس شعرة أو عظمة من رؤوسكم إلا بإذني أنا .. وعندما أئذن تكون ممجد عندي يُقال عن القديس العظيم أبو مقار عندما كان يقف للصلاة يرفع يده عالياً وهذا يُزعج الشيطان جداً .. فحاول أن يعطيه إحساس أن يده ثقيلة جداً حتى يُنزلها ويأتي له بأصوات مزعجة .. يحاول يثنيه عن هذه العادة .. ولكن القديس أبو مقار يزيد من رفع يده إلى فوق .. يُقال عن عدو الخير أنه أتى بسيف وإندفع إليه حتى يقطع يده وأما أبو مقار ظل رافع يده ولا يخاف .. ونراه يقول له * لو كان سمح لك أن تقطعها فلتقطعها .. وإن لم يسمح لك لا تستطيع هذا * آبائنا الشهداء كان لديهم هذا الإحساس بأن حياتهم ليست في يد السياف .. ومصيره ليس في يد الملك .. ومستقبله مُدبر من عناية الله وإن سمح بالإستشهاد فهو غاية ما اشتهاه أن يكون مع المسيح فذاك أفضل جداً ( في 1 : 23 ) قزمان ودميان أعطوا لنا نماذج عملية لنعيش في وسط المجتمع .. كثيراً ما سمعنا عن قديسين عاشوا في صحاري وقلالي ونسك شديد ويمكن أن نقول أن سيرتهم غير مناسبة لنا لأننا نعيش في وسط الناس .. وأما قزمان ودميان فرفعوا إسم إلههم بمحبتهم وبذلهم ورؤيتهم الواضحة الله يعطينا أن نكون شهود له في كل مكان نُوضع فيه أن يجعل الجميع يمجدوه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

الأبدية والملائكة الجمعة الثانية من شهر بؤونة

تُعيد الكنيسة يا أحبائى فى هذا الصباح المُبارك بتذكار رئيس الملائكة الجليل جُبرائيل و بالأمس 12 بؤونة كان تذكار رئيس الملائكة الجليل ميخائيل , فنجد القراءات تدور حول الملائكة , نجد مزمور اليوم يقول "امام الملائكة أُرتل لك " و نجد إنجيل اليوم يقول :" و متى جاء إبن الإنسان فى مجده و جميع ملائكته القديسين معه , فحينئذ يجلس على كرسى مجدهو يجتمع إليه جميع الشُعوب و يُميز بعضهم من بعض كما يُميز الراعى الخراف من الجداء " و كأنه يُريد أن يقول و كأن الملائكة رؤساء جُند الرب , هؤلاء هُم الذين يتقدموه و يُنفذوا أحكامه , فعندما سيأتى الإنسان , سوف لا يأتى بمفرده , سوف يأتى و معه جميع ملائكته , فهذا المنظر يُشبه منظرمرور شخصية كبيرة جدا فى المُجتمع "رئيس أو مثله " فيجب ان يكون معه جنود , و بالطبع أهم ما فى الجنود هُم رؤساء الجنود . و هُم رؤساء الملائكة , فاليوم تذكار الملاك جُبرائيل رئيس الملائكة , و لهذا يُكلمنا عن مجيئه الذى سيكون معه ملائكته أثناء هذا المجئ و يصف لنا المشهد و يُبين لنا إن النملائكة سوف يقفوا أثناء دينونة العالم كله و ينفذوا الحُكم و لهذا . و لهذا يا أحبائى الملائكة ليس لهم صلوات فقط بل شفاعة ايضا . فلماذا لهم شفاعة ؟؟ لأنهم يحضروا مجلس الدينونة , فإذا نحن لابدأن يكون لنا علاقة بهم و شفاعة بهم . فهنا يقول لك " متى جاء إبن الإنسان فى مجده و جميع ملائكته القديسين معه "ز فى الحقيقة يا أحبائى الإنسان يغفل عن حقيقة مجئ السيد . و لكن هذة الحقيقة حقيقة ثابتة جدا إلا إن عدو الخير يُحاول أن يطمسها جدا , فقدر ما هى حقيقة هامة و واقعية و محوارية جدا , قدر ما عدو الخير يُحاول أن يطمسها و يجعلنا نتناسى هذة اللحظة , و لهذا نُريد أن نُركز على حقيقة مجيئه و كيف يأتى و كيف يُحاسب . حقيقة مجيئه لابد أن تكون ثابته داخل قلوبنا أكثر من حقيقة إننا موجودين و عايشين , فهو سيأتى سيأتى و سيأتى قريبا و سيأتى سريعا و قدومه لابد منه , لأنه أرسلنا إلى العالم لا لنبقى فى العالم بل لكيما يأخذنا إليه مرة أخرى و عندما يأخذنا سيأتى , سيأتى و فى مجد . فالكنيسة تُرسِخ فينا فكر الحياة الأبدية . تُثبته , تجعل إشتياقتنا إله , تجعل أفكارنا فيه و قلوبنا فيه . فالكنيسة تجتهد أن توصل فينا حقيقة الأبدية , فنحن نقول "و ننتظر قيامة الأموات و حياة الدهرا الآتى آمين " و فى القُداس نقول :" و ظهوره الثانى الآتى من السماوات المخوف المملوء مجدا " الكنيسة تُحاول ان تجعلنا يإستمرار رافعين نظرنا للسماء , لماذا للسماء؟؟ لأننا بإستمرار متوقعين مجيئه , فإذا أخذت بالك من كل صور الكنيسة التى توجد فى الاعلى تجدها مُعبره عن المجئ الثانى , فمثلا هُنا فى كنيستنا , تجد مجموعة ملائكة و فى وسطهم صليب , فأقول لك " ما هذا الصليب؟؟" أقول لك إن هذة هى العلامة التى ستظهر قبل مجيئه , ستظهر فى السماء و كأن نحن و نحن جالسين فى الكنيسة , كأن الكنيسة تقول لك إن العلامة ظهرت , فماددام العلامة ظهرت و معهم الملائكة , فمعناها إن الله قرب جدا أن يأتى . فالكنيسة دائما تُريد أن تُرسخ فينا إن مجيئه قريب جدا . فالكنيسة تفعل هذا , لأن الفكر الذى يجعل الإنسان يزداد فى شروره هو إنه يعتقد إن مازال الكثير من الوقت على مجئ السيد المسيح و هو سوف لا يأتى الآن , فلا يوجد دافع إذا هُنا أن يتوب , و لكنه سيأتى و سيأتى سريعا , فإذا وضع الإنسان هذا المعنى فى أذهانه , سوف يجعله مُتحفز على التوبة , مُتحفز على ان يقتنى فضيلة مععينة و يكون فى جهاد بإستمرار و لهذا يقول لنا " نعم أنا آتى سريعا " فالأبرار يا أبائى بقدر ما يشغلهم أمور كثيرة فى جهادهم الروحى , على قدر ماأهم شئ لا يُفارقهم ,هو مجئ السيد يسوع المسيح . فالذى يعلم إن الله قرب أن يحضر , يُصلى بتهاون أم يُصلى بيقظة , و الذى يعلم إنه قُرب أن يأتى تزداد أطماعه فى العالم , أم يزداد نُسك فى العالم . فاليوم رأينا سيرة قديس كان زاهد و ناسك و لكن العدو خدّاع , و إستطاع أن يخدع أسقف زاهد ناسك مُتقشف , فقال له :" أنت يجب ان تجعل لنفسك قيمة , فإحضر لنفسك أوانى فضة , حتى إذا جاء الناس ليزوروك , تعرف إنك رجل غنى , فبالفعل أحضر بعض أوانى ذهب و فضة , فسمع به أخوه صديق له , أسقف , فقال :" كيف أتركه فى هذا الحال !!" فعمل نفسه غنه سيذهب لزيارة القُدس و مر عليه , فوجد عنده هذة الأوانى , فقال," لابد إن ما سمعته كان صحيح , فلا يوجد أحد تجنى عليه , فرأى الأوانى الفضة و بقولوا عنه إنه تألم فى قلبه لأخوه , فقال أنا سوف أعمل حيلة لأجعله يتخلص من هذة الأوانى , فبعث له و قال له " أنا أريد هذة الأوانى لأننى أتى لى ضيوف من الناس الأكابر وأريد هذة الأوانى حتى أقدم لهم فيها " فبالفعل بعث له هذة الأوانى , فأخذخا الأسقف وباعها و دفخ ثمنها للفقراء . فبعث له الأسقف الآخر و قال له ," إحضر لى الأوانى " فقال له " حاضر " فبعث له مرة و 2 و 3 , حتى تقابلوا مع بعض , فقال له الأسقف أنا سوف لا أتركك إلا عندما تُحضر إلىّ الأوانى , فنرى هُنا كم إن الأمر دخل جواه , كم إن الأمر سيطر عليه و كم إن الأمر أفقده سلامه , فإنه وقع فى خطية حُب القنية , فحُب القنية مُذل و مهين . فيقولوا إن هذا القديس الذى يُسمى بأبى فانيوس صلى إلى الله , فالله ضرب هذا القديس "القديس يوحنا" بالعمى , فبكى جدا و قال أنا لم أعد أرى , فصلى له القديس أبيفانيوس فأبصر بعين واحدة , فقال له " أنت تعلم لماذا أبصرت عينك الآن, حتى تظل فاكرو لا تنسى الصعف الذى حدث لك و الله ترك لك هذة الحكاية علامة , علامة على قُدرتك على الخطية فى عينك التى فتحت و علامة على خطيتك فى عينك التى لم تُفتح بعد , فقال بعد ذلك عن القديس يوحنا إنه ذهب و باع كُل ما كان له . الإنسان يا أحبائى الذى يعلم حقيقة مجء السيد يسوع المسيح , فترسخ فى قلبه و تجعل أمور كثيرة لديه تُصلح , فعندما تقترب النفس إلى الله , و تتشف حقيقة مجيئه , تحيا فى مخافة . و لهذا الإنسان الذى يحيا فى البر , يشعر إن الله قريب جدا جدا جدا , و لكن الإنسان الذى يعيش بعيد عن الله , يشعر إن مجيئه يقترب إلى الأوهام و الخيل . فرسخ فى قلبك حقيقة مجيئه , إنه سيأتى و سيأتى سريعا و قدومه لابد منه . و لكن كيف سيأتى كيف سيأتى؟؟ أقول لك إحذر , نحن تعودناأن نرى ربنا يسوع فى منظر متُضع , تعودناه طفل موجود فى بيت لحم , فى مذود بيسط , تعودناه يمشى فى شوارع الناصرة فى هيئة بسيطة و مُتضعة و تربى فى بيت نجّار و إنتسب إليه , فيأخُذ الناس على جبل , يأخذ الناس فى مركب و رأيناه فى مُنتهى الضعف , و لكن عندما سيأتى , سيأتى فى مجد , فالشكل الذى تعودنا عليه , ليس هذا الذى سنراه به , فهو كان فى ذلك الوقت فى حالة إخلاء . فتقرأ فى سفر الرؤية , فى الإصحاح الأول , يوحنا عندما رأه , قال: " عيناه كلهيب نار و مُتمنطق بمنطقه من ذهب عند ثدييه و رجلاه مثل عمود النحاس و ثوبه أبيض كالثلج و شعره أبيض كالثلج و ثوبه , مُتسربل به إلى القدمين " فهذا وصف مهوب جدا . نعم , فعندما سيأتى ربنا يسوع المسيح سيأتى فى مجد , ومعه محفل ملائكته " رئيس جُند الرب ". من المعروف إنه فى الدولة تكون أول شخصية بعد رئيس الدولة , هو رئيس الجيش , فإذا أنت أردت أن تعرف , ماذا يُعنى برئيس الملائكة ؟؟ أعرف إن ربنا إذا أراد أن يُنفذ شئ , يُكلفه هو بهذا الأمر . فمن هذا ؟؟ فخذا هو المُنفذ لأوامرة . فالله سيأتى و معه محفل ملائكته . تذكر دائما مجد الرب , جميل جدا إنك تعرف كم إن مجده هذا مهوب جدا و مخوف و ملأ السماوات و الأرض .فنحن نقول له "السماء و الأرض المملوئتان من مجدك الأقدس " . و الإنسان الذى يعيش فى مجد الله , لا يشعر أبدا إنه ضعيف و لا يشعر إنه مُحتاج إلى شئ . فأنا عندما اعرف إن كُل هذا المجد يخُص أبونا السماواى و هو عمله لى أنا , فعندما اناأدخل بداخله سوف لا أشعر أى ضعف و لا فقير و لا مِسكين و لا مُحتاج لأى شئ و لا أمور العالم تستطيع ان تخدعنى , فهذا هو المجد. الله يا أحبائى عندما اتى إلينا , اتى إلينا فى هيئة نحتملها , لم نكن نحتمل ظهوره فى هذا المجد و لكى يجلس معهنا و يُعلمنا و يتكلم معنا , كان لابد ان يخلى نفسه من المجد , و يقول لك " صار كواحد منا , إذا تشارك الأولاد فى اللحم و الدم , إذا تشارك فيهما " فكان لابد ان يأخذ طبيعتنا حتى يُعلمنا بها و يُفدينا بها فكان لابد ان يأخذ نفس الهيئة ". و لكنه ليس كهذا , هو هيأته فى مجد , و لهذا عندما تاتى للوقوف فى عبادة , لابد أن تشعُر إنك فى عبادة امام يسوع المُمجد , فتجد الكنيسة تضع لك فى" البنطوكراطور " أى حُضن الأب , يسوع الجالس على العرش و نجد علي رأسه تاج , و من الممكن أنترى أكثر من تاج , فكأننا نقول لك , هذا ملك الملوك و سيد الأسياد و تجد أيضا الكرة الأرضية أسفل قدميه , فهذا هم مجد الله . و ليس هو الذى نحن رسمناه فى خيالتنا من خلال إخلاء نفسه من هذا المجد كما يوجد فى الأناجيل الأربعة , فمابالك إذل وقفت أمام الله و انت واضع أمامك صورة هذا المجد العظيم و عارف إننا حاضرين فى حضرة الملك السيد , المخوف و المرهوب و لكن بالنسبة لنا هذا الخوف و الرعدة لا يُجلب لنا جزع منه بل إنه يوّلد إنسحاق و مزيد من روح العبادة , ليس خوف يطردنا و لكنه خوف يُجذبنا و لهذا يأتى و يقول لك فى مجده مع ملائكته القديسين و يجلس على كُرسى مجده . فجميل جدا يا أحبائى إن الله أجعل لنا خيال و لكن عدو الخير ينجح فى أن يجعل خيالنا نُخيف أو شرير أو خيال غير واقعى , فأقول لك من التداريب الجميلة التى يُعطيها لنا الآباء " إستخدم خيالك فى أمور تفيدك ". فما رأيك إذا كٌنت بإستمرار فى خيالك ترسم لك صورة مجئ الرب يسوع المسيح فى مجده مع ملائكته و جالس على كُرسي مجده و نحن كُلنا واقفين أمامه . إستخدم خيالك . قوة هائلة أعطاها الله للإنسان و لكن للأسف إستغلها عدو الخير أكثر مان نحن نستغلها , فنستغل الخيال فى الشر أكثر ما نستغله فى البر . فأريدك ان تتخيل , تخيل مجيئه مثلما يقول الكتاب " و يقف أمامه جميع الشعوب " و هو آتى مع ملائكته و جالس على كُرسي مجده و تقف أمامه جميع الشعوب , فما الذى سيفعله , يقول لك " يُميز بعضهم من بعض كما يُميز الراعى الخراف من الجداء و لذلك نحن قُلنا حقيقة مجيئه و كيف يأتى ثم بعد ذلم , ما الذى سيفعله عندما يأتى . ما الذى سيفعله عندما يأتى ؟؟ فأقول لك " سيميز , الخراف عن الجداء . فجطالما نحن هُنا الخراف يعيشوا مع الجداء , لا يعزلوهم و لا يفصلوهم , فيكونوا ناس فى العمل شكلهم زى بعض بالضبط , جيران , شكلهم زى بعض بالضبط , فى الشارع , شكلهم زى بعض بالضبط , حتى داخل الكنيسة , ناس شكل بعض بالضبط , لا يوجد أحد يُميز واحد عن الآخر. و لكن الله فقط هو الذى له حق التمييز , يُميز الخراف عن الجداء , فيضع الخراف عن يمينه و اليمين عن يساره . فيُرحب الخراف و يقول لهم " تعالوا إلىّ لأنكوا كُنتوا تباركونى على الأرض , تعالوا إلىّ يا مباركى أبى رثوا المُلك المُعد لكم قبل إنشاء العالم " و كأن الناس الذين وضعوا على الشمال , يقولوا إشمعنا هؤلاء تأخذهم إليك ؟؟ فلماذا إخترتهم , شكلهم شكلنا و مثلهم مثلنا لماذا لم تاخذنا إليك ؟؟ و كأنه يُجيب على اليسار و يقول لهم " لأنى جُعت فلم تطعمونى عطشت فلم تسقونى , كُنت غريبا فلم تأونى , عُريانا فلم تكسونى , كُنت مريضا فلم تفتقدونى و كُنت غبريبا فلم تأتوا إلىّ" فجميل جدا إن الإنسان يا أحبائى يضع الله أمام قلبه و يتعامل مع الكُل كأن الله يسكن فيه , جميل جدا إنه عندما يعرف إنسان إن هُناك إنسان فى شدة أو إنسان فى تجربة , فالإنسان الذى يوجد فيه خوف الله و محبة الله , يرى الله فى الشدة و يرى اللله فى الإنسان المُتضايق , فما الذى يجب أن يفعله؟؟ يرى الله فى الشدة و يرى الله فى الإنسان المُتضايق , فما الذى يفعله ؟؟ يهتم به , و لا يهتم به كشخص و لكن يهتم به كالله فى شخصه , فقال " بما إنكم قد فعلتم هذة بأحد اخوت هؤلاء الأصاغر فبى قد فعلتم " و لذلك قال لهم " تعالوا عن يمينى ". إجعل الله أمامك , شاهد اللهبعث لك كم من فرصة , تُشاهد فيها الله, و من الممكنأننا لا نراه, فكُلنا فاكرين القصة العظيمة التى للقديس العظيم الأنبا بيشوى , عندما قال له الرب يوع المسيح " أنا سأظهر لك انت و تلاميذك " و بشّر تلاميذه و قال لهم " هيا بنا لنرى ربنا يسوع و نخرج " فكلهم خرجوا و جروا و عندما سألهم واحد عجوز لكى يحملوه لأنه لا يستطيع ان يمشى , فلم يوافقوا , ولا أحد وافق سوى الأنبا بيشوى الرجل الغلبان الضعيف و أضعف واحد و هزيل جدا منكثرة النُسك و ظهره مُنحنى , فقال له " انا مكسوف أقول لك , و لكننى نفسى أذهب لكى آراه , فقال له " تعالى يا حبيبى أنا سأحملك " و يجد الحمل يثقل و يثقل و كأنه يُريد أن يقول له , نزلنى , إذا كُنت تُريد أنتُنلنى نزلنى و لكنه يجد الحِمل عمال يُثقل , فيقول له " يا رب قوينى و لا تكسف هذا الرجل " و فى النهاية وجده يرتفع عنه و قال له " طوباك يا حبيبى بيشوى " و أعطى له الوعد إن جسده لن يرى فساد , فما هذا ؟؟ الإنسان الذى عينه مفتوحة لكى يرى المسيح سيرى المسيح , سيراه فى مريض أو مُحتاج أو محبوس و سيراه فى إنسان يسأله , إفتح قلبك و تجد المسيح يقول لك " انا أمام عينك , انا قريب منك . و لهذا سيميز الخراف عن الجداء . و لهذا طالما نحن موجودين الآن , إجعل فى فكرك و فى قلبك هذا المشهد المرهوب . و قُل له يا رب إجعلنى ان أكون من الذين على اليمين , و إذا اردت ان أعرف أنا من اليمين أم من اليسار , أسأل نفسى عن أعمالى , كُل يوم الله يُعكيه لى , أنا أحقق فيه , هل انامن اليمين ام من اليسار , هل أنا أرضيك , هل انا أعيش مجيئك فِعلا , هلحقيقتك يا رب ثابتة أمام عينى ؟؟ هل فِعلا مجيئك ,مرسومة أمام عينى بإستمرار ؟؟ هُنا يقول لك " تعالى عن يمينى , تعالى رث المُلم المُعد لك من قِبل إنشاء العالم " الله ينتظرنا فى أبديته مُنذ الأزل و خلقنا لا لنهلك بل لنخلص . فهو مُنتظرنا . فهذة الأبدية التى عملها الله عملها لأجلنا و سعادته إنه يجد اولاده معه و لهذا استطيع أن اقول لك " إن مجيئه يجب أن يُرسم أمام أعيننا بإستمرار. أسأل نفسى كثير , أنا إين هو مكانى الآن , فأحيانا كثيرة الإنسان يعيش بداخل دائرة , لا يستطيع أن يرى نفسه بها , و الإنسان مُحتاج أن يهدأ إلى لحظات و يخرُج خارج دائرة نفسه و ينظر إلى نفسه من بعيد . الإنسان نفسه يحكم على نفسه , خرّج نفسك من دائرة إهتماماتك و الذى فى ذهنك و مشغولياتك الكثيرة و إخرج منها و قف بعيد عنها و إعرف نفسك و تعرف أن تُقاومها , فكيف انت تمشى إذا ؟؟ و لهذا أستطيع اناقول لك " إحكم على نفسك قبل أن يُحكم عليك " . فهيا بنا قبل دينونته هو لك , تعالى أنت ة حاسب نفسك , لأنك ستأتىفى يوم و تقف أمامه و لهذا يقول لك يقول للذين عن يساره " إذهبوا عنى يا ملاعيين , إلى النار الأبدية , المُعدة لإبليس و ملائكته , لأنى جُعت فلم تطعمونى , عطشت فلم تسقونى , كُنت غريبا فلم تأوونى , كُنت عُريانا فلم تكسونى , كُنت مريضا فلم تزورونى , كثنت موجوعا فى السجن فلم تأتوا إلى , حينئد يجيبونه أيضا قائلين " يا رب متى رأيناك جائعا أو عطشانا أو غريبا أو مريضا أو محبوسا و لم نخدمك " فالواحد يقول له , يا رب يسوع , أنا أريدك فقط أن تقول مرة أنا جعان و أنا سآتى إليك فورا و لكنك للآسف يا يسوع عمرك ما قُلت لنا إننى عيان أو تعبان , فيقول لنا : لا , أنا أقول لكم بما إنكم لا تفعلوا يأحد إخوتى هؤلاء الأصاغِر فبى لم تفعلوا , جميل يا أحبائى الانسان الذى عينه مفتوحة على المسيح و يراه فى كُل مُحتاج , قال لك " سيذهب هؤلاء إلى عذاب أبدى و الأبرار إلى حياة أبدية , يا هنانا يا احبائى المجد الذى فعله لنا الله , يا لفرحنا و يا لسرورناو يا للمجد الذى أعده لنا لكى ما نكون فى حضرته بإستمرار نُعد مع قديسيه و مع ملائكته. تقوللى و لكن هذا المشهد مشهد رهيب جدا الذى يوجد فى متى 25 , فأقول لك " فلماذا تقرأها علينا الكنيسة الآن ؟؟" حتى نُراجع أنفسنا قبلما تأتى اللحظة التى تقول لنا فيها "أنا لا أعرفك " قبلما يأتى و يقول لهم " يما إنكم لم تفعلوه بأحد إخوتى هؤلاء الأصاغر فبى لم تفعلوا و يذهب هؤلاء إلى عذاب أبدى " . فالكنيسة تقول لك " إنه مازالت الفُرصة موجودة " و من الممكن ان ربنا من حنانه يسمح لآبائنا القديسين إن من الممكن أن يروا فيها رؤية , يرى فيها دينونته , حتى إذا كان عنده نقطة ضعف , ربنا يوقظه منها , فيقول له إنت بالفعل قلبك حنين و تُحبنى و كل شئ و لكن هُناك نُقطة ضعف فى حياتك و هذة النُقطة واقفة فى طريق خلاصك و من الممكن إن هذة النقطة تُبعدك عنى و أنا أريدك ان تُقرب لأنك قطعة منى و أنا لا أحتمل إبتعادك عنى و نتذكر بإستمرار حقيقة مجيئه . ربنا يُعطينا يا أحبائى ان نتذكر بإستمرتر حقيقة مجيئه و أن نتأمل فى مجده بإستمرار و نرسمه أمام أعيننا و ان نتأمل أنفسنا و ماذا سيكون نصيبنا و ما هى المُكافأة التى تنتظرنا و ما هى العقوبة التى تنتظرنا . الله يسمح يا أحبائى أن نُراجع أنفسنا لنكون من الأبرار الذين يذهبون معه إلى الأبدية و أن نجلس معه عن يمينه . ربنا يُكمل نقائصنا و يُسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد الدائم الآن و كل آوان و إلى دهر الدهور كلها آمين.

الإدانة الجمعة من شهر برمهات

إنجيل هذا الصباح يا أحبائى فصل من بشارة معلمنا مارلوقا الإنجيلى البشير , يتكلم على "هل يقدر أعمى أن يقود أعمى, أم يسقط كلاهما فى حفرة ثم يقول لماذا تنظر القذى التى فى عين أخيك وأما الخشبة التى فى عينيك فلا تفطن لها " كثيرا الإنسان يا أحبائى يتأمل فى خطايا غيره و يرصدها و يدقق فى فحصها و ينظر إلى الخشبة التى فى عين أخيه و أما الخشبة التى فى عينه فلا يفطن لها . القذى هى مثلما نقول بلغتنا الدارجة خى السلاية , يعنى السلاية حاجة صغيرة جدا , يقول لك أنت لاحظت السلاية التى فى عين أخوك و لكن الخشبة التى فى عينك أنت لا تراها , خطيتك أنت لا تراها و تحرص أن تتأمل فى خطايا الناس . خطية الإدانة يا أحبائى خطية مسيطرة على كثير جدا جدا مننا, عندما تجلس فى أية حديث تجد كل الناس تتكلم فى سيرة كل الناس , و لا أحد ينجو من الإدانة , و تجد لايوجد أحد عاجبة أحد و لا أحد عاجبة حاجة , و لا يفلت من الإدانة أحد كبير أو صغير , ما هذة الحكاية !, فى الحقيقة يوجد أبعاد كثيرة , أولا بعد روحى بأن الإنسان لن يرى خطاياه , الإنسان لم يتعلم كيف أن يشفق , إنسان بعيد عن معنى الرحمة , إنسان بعيد عن معنى قبول الاخر, هذا البعد الروحى , يوجد بعد نفسى , البعد النفسى عندما تجد الإنسان لا يحب أحد إلا نفسه , ويشعر إنه بار فى عينين نفسه ويشعر إن كل إنسان أقل منه , فيجيب فى سيرة الناس , وهناك بعد نفسى اخر يقولوا عليه , علماء النفس الإسقاط , ما هو الإسقاط ؟ عندما يكون الإنسان غير راضى على نفسه يسقط عدم رضاه على نفسه على الاخرين , فبدلما يواجه نفسه بضعفاتها , يجلس ويذكر ضعفات الاخرين , هو فى الحقيقة يواجه الواقع إنه لا يقبل نفسه فى أشياء كثير و لا يقدر أن يتواجه مع سقطاته فيسقطها على غيره و يبين نفسه إنه بلا لوم . خطية الإدانة ,خطية ربنا يعلمنا بها كثير كيف لا ندين أحد , إذا كانت المرأة الخاطئة التى أمسكت فى ذات الفعل , يقول لها "أما دانك أحد ؟ وقال لها "ولا أنا أدينك " ولا أنت يا رب تدينها , وبعد ذلك قال لهم "من منكم بلا خطية ؟فليرمها بأول حجر" وكأنه يقول له لو انت تريد أن تدينها , تريد أن تحكم عليها أنا سوف أطلب منك طلب , من جهة إنها خاطئة فهى خاطئة , ولكن لكى تستحق أن تدينها يجب أن تكون أنت بلا خطية ؟ من منكم بلا خطية ؟ و لكن من منهم بلا خطية !!! كلهم رجعوا إلى الخلف وبقيت هى ويسوع فى مشهد منفرد , قال لها "و لا أنا أيضا أدينك أذهبى بسلام" رغم إنه له الحق أن يدينها و له الحق إنه يحكم عليها , لكن تأنى عليها و أعطى لها فرصة جديدة لكى تصنع توبة و تبدأ بداية جديدة , إدانة إنسان يدين غيره , يقول لك " فيما أنت تدين غيرك فأنت تحكم على نفسك " , لا تسكت على أن تأتى و تتكلم فى سيرة الناس و أنت تنسى نفسك , الأباء القديسين يقمولوا لنا " هل يوجد أحد يكون لديه ميت فى البيت و بعد ذلك يرى ميت لأحد اخر , فيجلس و يبكى عليه , ولا من المفترض أن يكون كل أحد فى حالته التى هو بها , و أنت , لماذا لا تلتزم الأعزار للناس ؟ لماذا لا يكون لديك قلب شفوق؟ لماذا لا ترحم ؟ لماذا لا تستر ؟. وطبعا كلنا نعلم القديس العظيم أبو مقار , قالوا له يوجد رجل متوانى يعرف إمرأة , قال لهم لا لا لا لا تقولوا هذا الكلام , قالوا له لا نحن متأكدين , فهى تأتى له بإستمرار , قال لهم لا تقولوا هذا الكلام , قالوا له " نحن سوف نثبت لك , وفى مرة من المرات راقبوه و وجدوا هذة المرأة دخلت عنده , قالوا له إلحق هو الان مع هذة المرأة متلبس , فيقولوا إن القديس أبو مقار أصبح فى حيرة , لا يقدر أن يقول لهم خلاص إسكتوا و إتركوه , لأنه إذا فعل هذا يكون قد قام بعمل إنحلال فى البرية و لا يقدر أن يقول لهم "هيا بنا نذهب لنظبتهم متلبسين" , فقال لبهم هيا بنا نذهب لنرى , و يقولوا عنه إنه علم بالروح إنه اخفى هذة المرأة فى المكان الذى يضع فيه سوائل و مياه و أشياء مثل هذة , فعندما دخل أبو مقار , جلس على الجرن , وقال لهم أنظروا إنه لا يوجد أحد هنا "لما دنتوه ؟؟" فيقول لك و هو خارج لكى يعُلّم الراهب قال له " احكم يا أخى على نفسك قبل أن يحكم الناس عليك ؟" و قبل أن يحكم الله عليك " . و بعد ذلك يقول لك الله فرح جدا بهذا العمل وقال لأبو مقار "طوبالك يا أبو مقار لأنك قد تشبهت بالديان تستر عيوب الناس " أنا أريدك أن تتخيل معى هذا إذا كان الله يفضح كل واحد فينا , إذا كان الله يقول على أفكار كل واحد فينا و أعمال كل إنسان فينا , ماذا سوف يكون شكلنا أو صورتنا ؟ . الله يستر علينا , فإذا كان الله يستر علينا , نحن لا نسترعلى بعض!! , و لهذا قال لك لمادذا تنظر القذى التى فى عين أخيك و أما الخشبة التى فى عينيك فلا تفطن لها يا مرائى , أنت تتكلم عن ضعفات الناس , من أعطى لك هذا الحق؟ على رأى واحد من الأباء الرهبان , إنه يقول لك إنه لم يكن اخذ الأمور بجد شوية و الرهبان كانوا يروه مستهتر شوية , لا يواظب على حضور التسبحة , لا يواظب على حضور القداسات , يعنى , يعيش معظم الوقت فى إستهتار , هم كانوا شاعرين بهذا و كانوا كثيرا ما يدينوه , ويقول لك إنه عندما قربت نياحته كان فى العادة أن يجتمع الرهبان , يأخذوا كلمة منفعة من الراهب الذى سوف ينتقل , وكأنه يريد أن يقول لهم خبرة حاجاته كلها فى هذة اللحظات الأخيرة , فعندما ذهبوا إليه وجدوه , مبتهجا فرحا بشوشا , فقالوا , كيف هذا أنت من المفترض الان أن تكون شاعر بخوف و قلق لأنك لم تكن جد , فتجاسروا و سألوه و قالوا له " قل لنا لماذا أنت مطمأن ؟؟ أنت فى الحقيقة لم تكن جد , فقال لهم أنا كنت فعلا كسلان فى أشياء كثير و لكن أنا نفذت اية واحدة و أنا على هذة الاية اخذ بها وعد ,ياترى ما هذة الاية قال " لا تدين لكى لا تدان " أنا لم أدن أحد طول عمرى ولم أضع فى فكرى إننى أنظر إلى عيوب أحد , هذة الحكاية وضعتها فى قلبى أن لا أدين أحد , فأنا واثق إن النتيجة إننى أنا أيضا لا أُدان , أنا مبرر بهذة الوصية لأنه قالها و سينفذها . و يقول لك قصة أيضا كان مرة يوجد راهب يدين أحد و جلس فى وسط الناس و قال لهم خطايا هذا الرجل الاخر , فيقول لك و هو سوف يدخل قلايته وجد ملاك يقف له على باب القلاية لكى لا يدخل , وقال له " ربنا أرسلنى أسألك , إلى إين تحب أن ترسله ؟!!" و كأنه يريد أن يقول له أنك أقمت نفسك ديانا , فيقول لك هذا الراخب سجد و بكى , عرف إن هذا ليس من حقه , هذا ليس هو مكانه , تعالى إتأمل فى الخشبة التى فى عينيك بدل ما تتأمل فى الخذى التى فى عين الناس , الذى يبصر خطاياه أعظم من الذى يبصر ملائكة , الإنسان الذى يعرف ضعفه لا يتأمل فى ضعفات الناس . فأخطر ما فى الإدانة يا أحبائى إنها تنسينا ضعفتنا , أخطر ما فى الإدانة إنها تجعلنا نشّهر بالاخرين , أخطر ما فى الإدانة إنها تكون خلفها عدم محبة , أخطر ما فى الإدانة , تعالى راجع نفسك , سوف تجد إن الناس الذين تتكلم عليهم غالبا المحبة بينك و بينهم سوف تكون مهذوذة , هذا أخطر , و نتيجة إن المحبة مهذوذة , تجد نفسك تتأمل فى عيوبهم و تشّهرها و تعلنها , هل هذا من حقنا ؟؟ و لهذا يا أحبائى هذة الخطية الله يرصدها , عندا كلم الكتبة و الفريسيين قال لهم "أنتم تنظرون إلى الخزى التى فى أعين الناس و أما الخشبة فلا تفطنون لها " " انظر إلى خطاياك" تأمل ضعفاتك " شاهد ما هى التقصيرات التى فى حياتك" لقد سمح الله يا أحبائى أن يكون الإنسان أو البشر كلهم عجينة واحدة و ضعفات كثيرة تواجهنا كلنا , يعنى لا يوجد أحد فينا معصوم من الخطية , كلنا فينا جذور جميع الخطايا . ليس من الممكن أبدا أن تكلم واحد يكون لا يحب العالم , لا يحب المال , لا يحب الشهوة , ذاته متخلص منها تماما , فجزور جميع الخطايا فينا جميعا و لكن من الممكن أن تكون بدرجات , فحتى الذى يقتل , أنا يكون فى داخلى غضب و عدم محبة , حتى الذى يزنى , فنحن من الممكن أن يكون بداخلنا شهوات , حتى الإنسان المحب للمال , فنحن أيضا محبين للمال , هل تقدر على أن تقول لى خطية يفعلها أخوك جدرها ليس موجود عندك , سوف تجد كل الخطايا جدرها موجود ة فينا . فكيف أنا أدين , فلو كان الله عملنا من نوعية ثانية إن فينا ناس لا يوجد لديها شهوة أبدا , و يوجد فينا ناس ثانى ربنا أعطى لهم حياة متواضعة تماما . كان المتواضع تماما , يجلس ليدين الإنسان على الكبرياء , وكان الذى لا يوجد لديه شهوة يدين الإنسان على الشهوات . لكن الله سمح أن كلنا نكون تحت الضعف , لماذا ؟؟ لكى نشفق على بعض , علشان خاطر لا نتأمل خطايا غيرنا , علشان خاطر لا يكون لساننا متسيب فى الإدانة و فى ذكر خطايا الاخرين , فالله يستر على العيوب , نحن نكشفها ! الله يسمح إنه يستر العيوب و يستر علينا نحن أولا , مثل القديس أنطونيوس ففى مرة سمع الرهبان يتكلموا على أحد , أنه كسلان و إنه متوانى و إنه أشياء كثيرة , ثم قال لهم " أنا أريد أن أسألكم سؤال , عندما أحد يكون يغرق , ما الذى يفعلونه له ؟؟ قالوا له نحن كلنا نمسك بيده و نصعده إلى أعلى , قال لهم "لا, أنا أرى إنكم تفعلون العكس تماما بدل ما تصعدوه إلى أعلى , تخفضوه إلى أسفل أكثر , هو غرقان و يعطى لكم زراعه و يقول لكم ساعدونى و لكن أنتم تنزلوه إلى أسفل " ما الذى سوف ينتفع منه الإنسان عندما يدين , نفترض إنسان يوجد فيه ضعفات , هل سوف ينتفع شئ عندما نتكلم عليه , و ما رأيك إنك بدل ما تتكلم عليه , تصليله و تعامله بمحبه , و من الممكن جدا أن يكون هو محتاج إلى صلاتك و محتاج إلى محبتك حتى يتخلص هو من ضعفاته , يجب أن نتعلم يا أحبائى , كيف نكون ساترين و بالطبع الإنسان عندما يُستر يتمتع بستر ربنا عليه , الإنسان عندما ينظر إلى خطاياه سوف يكون مشغول بيها و لا ينشغل بخطايا الاخرين , جميل إن الإنسان بدل مل يفكر فى عيوب غيره يفكر فى مميزات غيره التى لا يمتلكها هو , ربنا سمح إن كل إنسان من الضرورى أن يكون به فضيلة , فيقول لك على القديس يحنس القصير , أنه مرة كان يسير و وجد مكان فيه إحتفال و أحضروا فيه إمرأة راقصة , فتلاميذه أحبوا أن يداروا عليه هذا المنظر , لم يستطيعوا أن يروا هذا التجمع , فقالوا له تعالى من هذة الناحية حتى لا ترى هذا المنظر , فهو لمح المنظر , فوجدوه بكى , و لكن ما سبب بكاؤه ؟؟ قال لهم أنا أبكى على أشياء كثيرة , أولا إن هذة الإنسانة المسيه فداها و نفسى إنها تتمتع بفداء المسيح و تبدأ حياة جديدة , وثانيا قال لهم أنا أرى إن هذة السيدة تقوم بعملها بإتقان شديد لكى ترضى مريديها , أنا نفسى اتعلم الإخلاص فى العمل مثل هذة السيدة , فالإنسان الذى عينه نقية , يرى الإيجابيات و الذى عينه رضيئة يرى سلبيات حتى فى الإيجابيات , تأمل فى فائل غيرك , تنجو من إنك تتأمل فى ضعفات الاخرين , يقولوا عن مرة راهب أخذ من أبوه الروحى تدريب إنه يسهر سهرة روحية , فمن المفروض إن هذة السهرة يكون جزء منها صلاة وجزء تسبيح وجزء مع الكتاب المقدس و جزء منها مع أقوال الأباء , فهذا الراهب حضر القاس الصبح ثم سأله أبوه الروحى وقال له فرحت فى سهرتك أمس قال له ما الذى فعلته , ما هى كمية الصلاة التى صليتها , قال له الراهب طول الليل لم أُصلى , فقال له هذا يُعنى إنك قرأت فى الإنجيل فترة طويلة فقال له لا لم أقرأ فى الإنجيل, فقال له لابد إنك مكست تسبح فقال له لم أفعل ذلك ايضا , فقال له " فما الذى أنت فعلته إذا " فقال له مكست طول الليل أعد فى فضائل أخوتى و أكثر واحد أنا نفسيتى شايلة منه شوية , جلست أتأمل فى فضائله , وجدت عنده 36 فضيلة لا أمتلكها , قال له هذة طياشة ولكن صارت لك أحلى من الزكاوة , لماذا ؟؟ لأنه هو عندما يجلس و يتفكر فى فضائل غيره لاشك إنه سوف ينتفع , ما رأيك هندما تضرب نفسك , إنك بدل ما نرى الضعف الذى فى أخوك شاهد القوة التى به , بدل ما ترى النقط السودة شاهد النقط البيضاء , ربنا علمنا هذا , ربنا نجده حتى مع الخاطئ حتى مع المتوانى يتعامل معه بلطف يتعامل معه بحب , يتعامل معه بإحترام , لأنه أتى ليخلص لا ليهلك , كيف أن الله أتى ليخلص و ليفدى و نحن نمسك سيرة الاخرين , لو جلسنا فى مجلس يوجد فيه دينونة على الأقل لا تشترك , وإن إستطعت إنك تكجه الحديث لحديث اخر أفضل , وإن أردت أنك تظهر حق فى الأمر غير الذى يُقال , يكون أفضل , أو تستر على الشخص , يكون أفضل و أفضل , لا تشترك , لأن الإنسان عندما يكشف فى عيوب غيره , ربنا سوف يقول له أنت أيضا لا تستاهل سترى , كلنا نتذكر القصة الجميلة التى للقديس القوى الأنبا موسى الأسود , عندما قاموا بعمل مجمع حتى يكرشوا راهب ,ضُبط فى فعل خطية و ينتظرون الأنبا موسى يأتى ولكنه رفض و بعثوا له حتى يأتى إليهم , فقال لهم حاضر و ذهب إليهم و يحمل على ظهره شوال ثقيل كبير , فسألوه عن هذا الذى أحضره معه , فقال لهم فى الحقيقة أنا جئت أحكم على واحد ولكن خطاياى كبيرة و كثيرة و لكن للأسف هى خلفى و أنا لا أراها , فأنا أرى خطية أخى و لكنى لا أرى خطاياى أنا , ولكن فى الحقيقة خطاياى كثيرة و ثقيلة . الإنسان يا أحبائى الذى يعرف ضعفاته يستر على الناس , عود نفسك لا تشترك فى حديث تدين فيه غيرك و أن تلتمس العذر لغيرك , إذا كنت تريد أن تتأمل تأمل فى ضعفاتك أنت حتى تتمتع بالنعمة التى تستر على الجميع " لا تنظر إلى القذى التى فى عين أخيك بل أفطن إلى الخشبة التى فى عينيك" الله ينطى لنا يا أحبائى أن نبصر خطايانا وأن نتأمل فى ضعفاتنا ونرحم ونشفق على ضعفات الاخرين ربنا يُكمل نقائصنا و يُسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد الدائم الآن و كل آوان و إلى دهر الدهور كلها آمين.

ليكونوا مكملين إلى واحد الجمعة الأولى من شهر بشنس

تقرأ علينا الكنيسة في هذا الصباح المبارك جزء من إنجيل معلمنا مار يوحنا 17 تقول فيه آخر حديث لربنا يسوع المسيح في خدمته على الأرض .. وهو حديث يحمل كل فكر ربنا يسوع نحو أبيه السماوي ونحو جنس البشر .. ربنا يسوع يخاطب الآب ويقول ﴿ أنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ﴾نفس المجد الذي أعطيتني أنا أعطيتهم إياه .. أنت جئت بي للعالم ليس لأخلص العالم فقط بل وأيضاً لأعيد للإنسان مجده الأول لذلك الذي أعطيتني أنا أعطيته لهم .. أخذوا نفس المجد .. لماذا ؟ ﴿ ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد ﴾ ( يو 17 : 22 ) .. ربنا يسوع أعطانا نفس المجد الذي أخذه من الآب .. عندما يكون فينا نفس المجد الذي أخذه من الآب صرنا واحد .. تخيل شخص متميز عن الآخر جداً بالغنى ثم يقسم ثروته مع الآخر ويقول له قد صرنا واحداً في الغنى متساويين .. إنسان متميز عن الآخر بالذكاء فيعطيه نفس ذكائه ويقول له قد صرنا واحداً نحن الفرق بيننا وبين ربنا يسوع المسيح كبير جداً .. هوة كبيرة جداً .. الفرق بيننا في المجد قال سأعطيكم من هذا المجد .. لماذا ؟ يقول * ليكونوا واحداً معي * .. يا لعظمة تدبير ربنا يسوع المسيح إتجاهنا .. أن نكون واحداً معه ؟ نعم ليس معه فقط بل واحداً مع أبيه الصالح أيضاً حتى أنه يريد أن تكون وحدته مع الآب هي هي وحدتنا معه .. لنرى قوة وحدته مع الآب تكون على نفس مستوى وحدتنا معه .. ليكونوا واحداً .. لمن نشبه ؟ ﴿ كما أننا نحن واحد ﴾ .. وكلمة * نحن * هنا إشارة للثالوث القدوس .. نحن ثلاثة .. ﴿ أنا فيهم وأنت فيَّ ﴾.. أنت فيَّ وأنا أيضاً فيهم فصاروا هم فيَّ وفيك وصرت أنا فيك وفيهم وكلنا صرنا واحد في المسيح يسوع هذه هي سر عظمة عمل ربنا يسوع على الأرض .. هذه هي العطية التي صارت الكنيسة مديونة بها للمسيح .. صرنا واحد معه وواحد مع الآب وواحد بعضنا معاً .. نحن واحد مع بعضنا البعض وكلنا واحد معه وكلنا واحد معه ومع أبيه الصالح .. ﴿ ليكونوا مكملين إلى واحد ﴾ ( يو 17 : 23 ) من أجمل الأمور التي أعطاها لنا ربنا يسوع أن نشعر أننا كلنا واحد .. من أجمل الأمور أن أشعر أن بيَّ نفس الروح التي في الآخر وأن أشعر أننا كلنا مدعوين لوليمة واحدة وكلنا نأكل خبزة واحدة ونمارس صوم واحد معاً ونفطر معاً ونتوب معاً ونمارس الأسرار معاً أجمل ما في الكنيسة أنها جعلت الفرد ملغي والجماعة هي القائمة لذلك ونحن نسبح نقول ﴿ نسبحك .. نباركك ﴾ .. لنا لسان جماعة وليس فرد .. كلنا لنا نفس الإشتياقات فنقول له﴿ إهدينا يارب إلى ملكوتك ﴾ .. كلنا لنا نفس الطلبة فنقول له ﴿ إنعم لنا بمغفرة خطايانا ﴾ نحن جماعة متآلفة أهدافنا واحدة فنقول له ﴿ نحن أيضاً الغرباء في هذا العالم إحفظنا في إيمانك وانعم لنا بسلامك ﴾ .. لنا طلبة واحدة لا يوجد شخص فينا يقول هذه الطلبة لا تعجبني أو لا تناسبني لن أقولها .. لا .. كلنا لنا أهداف واحدة واشتياقات واحدة وطلبات واحدة .. كلنا موحدين في المسيح موحدين في الآب .. موحدين معاً .. ﴿ مكملين إلى واحد ﴾ لنفرض أن شخصيتي مختلفة عن غيري .. يقول لنا الوحدة لا تلغي الفرادي .. الوحدة لا تلغي التميز أبداً .. عندما دعى ربنا يسوع تلاميذه نجد أن كل واحد منهم قد يكون له فكره الخاص لكن مع ذلك كلهم مكملين إلى واحد .. قد يكون إختلافهم هو سبب وحدتهم .. قد يكون إختلافهم هو الذي يجعلهم في النهاية يعزفون لحن واحد .. وإن كانوا كلهم واحد أو كلهم نسخة موحده لما كانت السيمفونية المتآلفة فيهم .. تخيل آلة موسيقية ليس بها سوى نغمة واحدة تعطي نغمة واحدة ستكون منفره لكن تخيل أصوات مختلفة لنغمات مختلفة فهذه تعزف لحن جميل هكذا نحن في الكنيسة تميز أعضائها ليس لينفرد كل واحد عن الآخر بل ليدخل كل واحد في الآخر ويكمله كما يقول اللحن الكنسي ﴿ هؤلاء الذين ألفهم الروح القدس معاً مثل قيثارة ﴾ ( ذكصولوجية باكر ) .. هكذا نحن مؤلفين بالروح .. تجد شخصية متى الإنجيلي غير شخصية لوقا غير شخصية يوحنا غير شخصية مرقس .. متى الإنجيلي شخصية تميل للسلطة لذلك لم يرد أن يظل طول حياته يهودي لكنه أراد أن يدخل مع الرومان ويصير جابي للضرائب .. لديه حب السلطة .. لوقا الإنجيلي يميل للبعد الإنساني .. يوحنا الإنجيلي عنده البعد اللاهوتي والروحي .. مارمرقس الإنجيلي عنده البعد الخدمي والبذل والتضحية .. لذلك نجد معلمنا مار متى عندما كلمنا كلمنا عن المسيح الملك لأنه محب للسلطة ومارمرقس كلمنا عن المسيح الخادم .. ومارلوقا كلمنا عن المسيح المتجسد .. نقول نحن كنا محتاجين أن نعرف هذا البعد عن ربنا يسوع في النهاية تكملت الصورة لذلك هم ليسوا ضد بعض لكن كل واحد رسم جزء من الصورة كي تكون في النهاية أيقونة متكاملة .. ﴿ هؤلاء الذين ألفهم الروح القدس معاً مثل قيثارة ﴾ في النهاية لمن يعود المجد ؟ لإنجيل ربنا يسوع المسيح .. في النهاية الفضل لمن ؟ لربنا يسوع في النهاية ما هو الهدف لكل واحد منهم ؟ إنتشار ملكوت ربنا يسوع .. تعال لترى شخصية بطرس ويعقوب وبولس الرسول و ....... كلٍ منهم له بصمة .. له إتجاه .. لكن في النهاية مكملين إلى واحد .. ربنا يسوع المسيح .. مكملين كلهم كي يعزفوا نفس اللحن ولهم نفس الهدف هو إنتشار ملكوت ربنا يسوع على الأرض ولأننا ككنيسة أعضاء نعم مختلفين لكن مكملين فممكن أنا أنجذب ليوحنا اللاهوتي وآخر ينجذب لمارمرقس وآخر لمارلوقا .. كلٍ منا يجد ما في شخصه ما يغذي شخصه وينميه والكل لحساب ربنا يسوع هكذا في قديسي الكنيسة تجد فيهم ما يناسبك تجد الشيخ وتجد الشاب وتجد الطفل وتجد المرأة .. والعذراء و ..... تجد ما يناسبك ليس في نوعيتهم فقط لكن أيضاً في نمطهم .. فتجد الشاب الشجاع وتجد الشاب الوديع والراهب .. تجد الشهيد وتجد الناسك والباحث .. تجد اللاهوتي .. تجد كل ما يناسبك .. ما هي شخصيتك ؟ هل شخصيتك تميل للعزلة والوحدة ؟ كُل واشبع .. هل تميل للدراسة والتأمل ؟كُل واشبع .. هل تميل للممارسات النسكية ؟ كُل واشبع إلى ما لا نهاية .. هل تميا إلى الشهادة والخدمة ؟ إلى ما لا نهاية .. ما هذا ؟ ﴿ هيأت قدامي مائدةً تجاه مضايقيَّ ﴾ ( مز 22 – من مزامير الثالثة ) .. أعطاك مائدة دسمة مشبعة من كل ما تطلبه وتحتاجه ولأننا كلنا واحد في المسيح فكلنا مكملين بروح ربنا .. صرنا خبزة واحدة لذلك تجد في القربانة إثني عشر صليب حول صليب كبير يسمي الإسباديقون وهو الجزء السيدي ويمثل ربنا يسوع وحوله إثني عشر صليب .. بذلك تكون الكنيسة كلها في هذه الخبزة لذلك مهما كان كثرة المتناولين في الكنيسة الأرثوذكسية فهي تتمسك بالتناول من خبزة واحدة .. لا تقل القداس اليوم به زحام شديد أو نحن في ليلة عيد أو قداس خميس عهد نقدم قربانتين أو ثلاثة ليأخذ كل واحد من المتناولين قطعة كبيرة ليتلذذ بها .. لا .. هي خبزة واحدة وإن كان كل واحد فيها يمثل حبة دقيق وقد يأخذ كل واحد منا قطعة بحجم حبة الدقيق وبذلك يأخذ الجسد كله هذا قصد الكنيسة لأن جميعها عجنت بماء واحد ونحن بنا روح واحد صرنا واحد وأي جزء فينا يمثل الكل .. ﴿ هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح ﴾ ( رو 12 : 5 ) .. صرنا مسكن لله لذلك المؤمنين في الكنيسة لهم تشبيهان مهمان .. يقول أنت فلك نوح مبني من عوارض خشبية كثيرة هكذا مؤمنوا الكنيسة كل واحد منا قطعة خشبية ليس لها قيمة لكن إن تجمعت بجانب بعضها صارت فلك جميل .. أيضاً كل واحد منا مثل خيمة الإجتماع بها عوارض وأوتاد وألواح كثيرة كل واحد منا يمثل شئ منها في النهاية يعطي خيمة لكن إن عزل كل واحد منا عن أخيه فماذا يشكل مسمار وحده أو قطعة خشب أو حبل ؟ لا شئ .. لكن عندما تدخل داخل المجموعة يصير له قيمة ﴿ ليكونوا مكملين إلى واحد ﴾ لذلك إن كنا متميزين فلأننا متكاملين .. لذلك لا تجلس في بيتك وتقول هذا الولد متعب أو صفاته صعبة لا أعرف كيف أتعامل معه .. لا .. هذا لون من ألوان التمايز إقبله ووظفه بإسلوب صحيحإقبله وضعه مكانه .. زوجة تشكو أن زوجها مختلف الطباع نقول لها قد يؤدي هذا الإختلاف إلى التكامل وليس التنافر .. لذلك كل واحد منا مهم للآخر .. كل واحد منا يقبل الآخر ويعمل معه ويقبله حتى على علاته .. المهم أن يوضع في مكانه الصحيح .. من هنا المسمار مهم للخشب والمسمار والخشبة مهمان للحبل .. والمسمار والخشب والحبل مهمين للألواح كلهم محتاجين للرمل كل واحد منا مهم للآخر لكن إن تنافر مع الآخر يصير بلا قيمة مستقل .. لذلك عندما يقول شخص أنا في حالي قل له هذا لا ينفع .. أنت لابد أن ترى وزناتك وتعرف إمكانياتك وإمكانيات من حولك والمسيح فيك وفيهم ومادامت روح المسيح فيك وفيهم فلا يمكن أن تكونوا إلا واحد ربنا يسوع الذي وحدنا معه يوحدنا به ويعطينا نعمة الوحدة لكي نكون مكملين إلى واحد ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

أتحبنى الجمعة الأخيرة من شهر نسئ

أنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائى فصل من بشارة معلمنا مرقص البشير إصحاح عشرة فهل كلنا عارفينة لما تقدم إلية تلميذة يعقوب ويوحنا أبنا زبدى فقالا لة تريد أن تفعل لنا كل ما طلبناة عايزين طلب منك فقال لهم أنتم عايزين أية ؟ماذا تريدان أن أفعل لكما ؟ فقالا لة أعطنا أن نجلس واحد عن يمينك والأخر عن يسارك فى مجدك . فى الحقيقة طلب جميل ، لكن ممكن يبقى الشخص الذى يطلبة هو مش حاسب اللحظة بتاعتة ، هما عايزين المجد هما عايزين الكرامة هما عايزين يكونو ملتصقين بالسيد المسيح بأستمرار زى ما واحد من كتر ما بيحب واحد يقولة أنا نفسى أعيش معاك على طول فهما كأنهما بيقولوا لة كدة نفسنا نجلس معاك مش بس حبناً كمان فى المجد كمان فوق . فقال لهما يسوع لستما تعلمان ما تطلبان وكأنهما بيقولوا لة لية بس لية ما أحنا عارفين عايزين أية أحنا عايزين واحد يقعد يمينك وواحد شمالك وأحنا كان بيتهأ لنا أن أول لما تسمع حاجة واحد بيقولك كدة تقولة تحت أمرك حاضر من عينى دا طلب جميل يارب كل الناس تطلب الطلب بتاعكم دة لكن قال لهما لا أنتم مش عارفين أنتم بتطلبوا أية بعدين واجههم بقى بالحقيقة أية هى الحقيقة أتسطتيعان أن تشربا الكأس التى أشربها أنا فقالا لة نستطيع أية هو الكأس وأن تصطبغا بالصبغة التى أصطبغ بها أنا فقالا لة نستطيع أية هو الكأس الصليب وأية هى الصبغة الام تقدرون أنتم تشربوا الكأس اللى أنا أشربها تقدروا تتصلبوا تقدروا تصطبغوا بدمكم تقدروا تحتملوا هذة الأًلام وهذة الأهانات وهذة الأتعاب تقدروا تشيلوا الصليب فقال لهما يسوع أما الكأس التى أشربها أنا فتشرباها والصبغة التى أصطبغ بها أنا تستطيعان وأما الجلوس عن يمينى وعن يسارى فليس لى أن أعطية إلا للذين أعد لهم . أحنا يا أحبائى بنمر بفترة مليانة قلق وأخبار كتير مزعجة وفية حاجات مزعجة فعلا ، لكن فى الحقيقة الجواب بتاع الأنجيل بتاع أنهاردة بيرد على القلق اللى أحنا فية وكأن ربنا عايز يقول لنا فية صبغة لازم تصطبغوا بها وفية كأس لازم يتشرب والصبغة والكأس دول هما السبب بتاع المجد وهما الطريق بتاع الجلوس عن يمينة وعن يسارة . عشان كدة نقدر نقول يا أحبائى لو قعدنا نقيس اللى بيحصل دلوقتى بمقايسنا أحنا البشرية هنعثر جدا ونتعب جدا ونخاف جدا ونضطرب جدا طيب ما هو اللى بيحصل كتير شوف كام كنيسة أتحرقوا شوف كام واحد أستشهد وشوف كام واحد أتعذب ولية ربنا مش بيدافع عننا ولية ربنا مش بيدافع عن كنيستة ولية ربنا مش بيدافع عن ولادة . طيب لية سايبنا كدة لغاية أمتى ياما يا أحبائى نقيس أمور سماوية بأشياء أرضية ياما يا أحبائى عقولنا البشرية هى اللى تغلب والإيمان ينسحب ودى خطة عدو الخير الخطيرة وهى أن يوقعنا فى فخ الخوف وفى فخ الضعف وفخ عدم الإيمان بل أخطر من اللى بيحصل اللى بيحصل يا أحبائى صدقونى مش جديد على الكنيسة ولا على تاريخ الكنيسة أنت تستغرب لو عرفت عدد الكنائس فى مصر كان قد أية وتتعجب تتعجب من عدد الأديرة اللى كانت فى مصر قد أية الساحل الشمالى دة يا أحبائى كان كلة أديرة كل كيلو او اتنين كيلو تلاقى دير ويقولوا كدة طول ما أنت ماشى فى الساحل الشمالى دة أصوات التسبيح لا تنقطع يعنى تخلص دير تكون سامع صوتة يادوب الصوت ينخفض تسمع صوت الدير اللى بعدة لغاية مرسى مطروح طب أمال الاديرة اللى أتهدمت قد أية قالك الأديرة ممكن تنهدم لكن الأيمان يبقى لو جينا نخير ربنا ونقول يارب الإيمان ولا الأماكن يقولك الإيمان . إن كان على الأماكن يا أحبائى تعالوا روحو أوروبا ولا روحوا أمريكا وأتفرجوا على الكنائس والكاتدرائيات الشاهقة اللى لا تستعمل أبداً اللى بتتحول إلى متاحف روح كدة حتى روما روح كدة إيطاليا أتفرج على عظمة الكنائس اللى هناك حولوها لمتاحف تدخل بأشتراك أشتراك كبير أشتراك ضخم تدخل لية تدخل علشان تصور وتتصور تدخل علشان تنبهر ولكن اللة يقصد أن تكون بيوت عبادتة متاحف وهل اللة يريد أن يكون لة أماكن لمجرد التصوير ولا للتفاخر . لما جة يتولد أتولد فى مزود ولما عاش عاش فى احقر المدن بيت لحم الصغرى بين مدن يهوذا يا أحبائى أحنا لابد نعرف أن إيماننا أهم من أى حاجة تانية وأن أحنا حبنا كلة للة وأن الإيمان يقاس بنا أحنا مش بعددنا وأن مخافة اللة اللى جوانا هى أهم من أى خوف تانى علشان كدة قالك أما خوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا . لما عدو الخير يعمل خطط ويهز بهما الإيمان يبقى هو كدة نجح لكن لو عمل خطط وثبت بهما الإيمان يبقى هو كدة فشل ، أحنا يا أحبائى محتاجين أن أحنا نثبت فى مواعيد ربنا وتيجى على الحتة بتاعت مواعيد ربنا واحد يقولك طيب ما فية مواعيد بتقولك شعرة من رؤوسكم لا تسقط طيب مافية مواعيد بتقول أبواب الجحيم لن تقوى عليها طيب ما فية مواعيد بتقول عظم من عظام يحفظ جميع عظامكم واحدة منهم لا ينكسر طيب المواعيد أهة المواعيد موجودة لية مش بتتحقق يقولك خلى بالك المواعيد دى مواعيد أبدية مش زمنية لما يقولك يحفظ جميع عظامكم دة مش مقصود بة العظم بتاعك بتاع دلوقتى لأ يحفظك أبديا بلا عيب حتى وأن قطعت أعضائكم لكن يحفظ جميع عظامكم يحفظ إيمانكم ويحفظ قلبك ويحفظ سلامة نفسك من الداخل علشان كدة يا أحبائى لما تيجى تشوف واحد قديس زى القديس يعقوب المقطع ما هو تقطع بس تعالى اتفرج علية فى السماء وكرامتة ومجدة تفهم يعنى أية يحفظ جميع عظامكم الأمر أمر أبدى مش زمنى لما تيجى تتفرج على نفوس المؤمنين العابدين المصلين فى أصغر مكان وأبسط مكان تعرف يعنى أية أن قصد ربنا يا أحبائى أن نثبت فية وأن نثبت فى كتبة وأن نثبت فى إيمانة . أحبائى أحنا لابد أن نعرف أن تفكيرنا إلى حد كبير محصور فى الأرض والزمن لكن تفكير ربنا مركز على السماء والأبدية تفكيرنا أرضى زمنى وتفكير اللة أبدى سماوى ومن هنا التعارض أحنا عايزين أن الناس ترفعنا على الأكتاف أحنا عايزين أن بيجى واحد مثلا يكون عايز يهد كنيسة ولا بعمل حاجة الأرض تنشق وتبلعة حد يضربة برصاصة يموت او ايدة تنشل أحنا عايزين كدة وساعتها نقول معجزة وكلنا نبقى مبسوطين ويجلنا أنتعاش يقولك مش هو دة المقياس الروحى ومش هى دى معايير اللة علشان كدة قالك تعالى أشرب الكأس اللى أنا أشربها تعالى اصطبغ بنفس الصبغة اللى أنا اصطبغت بها . هو ربنا يسوع لما جة واحد يدق مسمار فى أيدية شلهالة . هو ربنا يسوع لما اقتيد للذبح عمل اية فى صالبية دعى لهم بالبركة وهل ترك الصليب يتم ولا أستخدم قدرتة الألهية فى إيقاف الصليب أبداً ولا أستخدم قوتة الالهية فى أتمام الصليب علشان كدة يا أحبائى الصليب تم . سيدنا يسوع المسيح عرى من ثيابة وتفل علية وجلد وأهين ووضع فى رأسة أكليل شوك لطم على وجهة دة الكأس يا أحبائى نفوسنا تجزع من هذا الكأس يا أحبائى ونفوسنا تهرب من الام نفوسنا تتضايق من سيرة الصليب يقولك مفيش مجد من غير صليب علشان كدة قالك كدة هو قالو لة نستطيع رجع تانى ربنا يسوع فقال لهما أما الكأس التى أنا أشربها فتشربها والصبغة التى اصطبغ بها أنا تصطبغان دة يا أحبائى دة الشرط بتاع المجد اللى ربنا وعدنا بة وهب لكم لا أن تؤمنوا بة فقط بل تعالو أيضا معة . أحنا يا أحبائى بنتألم مش بنمشى فى طريق لوحدنا لا دة طريق هو سلكة قبلنا والطريق هو كرسة من أجلنا دة طريق هو أختارة بأرادتة دة هو أحب الصليب من أجل السر الموضوع أمامة أحتمل الصليب مستهينا بالعار علشان كدة يا أحبائى نفوسنا متخافش ومتجزعش لانة لو خفنا يبقى دة هو اللى أصعب من أى حاجة تانية اللى أصعب من أن الكنيسة تنهد أن الإيمان ينهد اللى أصعب من أى حد فينا يتهان ولا يتجلد ولا حتى يموت أن الإيمان هو اللى بيموت علشان كدة اثبت فى مسيحك لما تيجى تسمع ان فية مخاطر صلى . صلى وأرفع قلبك لفوق قولة يارب دبر يارب احرس يارب احمى وصلى مش بس بالنسبة لكنيستك ولا لاخواتك المسيحين صلى للبلد كلها صلى للمضطهدين صلى للمتضايقين صلى للمتألمين صلى للمحبوسين صلى لكل اللى فى خطر صلى من أجل الكل وأفتح قلبك بالحب للكل وخليك زى سيدك متخليش قلبك أبداً يتملى بالبغيضة لان يوم ما عدو الخير يحاربنا بحربين يبقى هزمنا الهزيمة قائلة يحاربنا بالإيمان والمحبة حرب شنيعة أصعب من حرب الرصاص لما يهد الإيمان ويهد المحبة يبقى بقى أية ؟ يا احبائى يبقى فين المسيح وفين المسيحية أذن يا أحبائى أحنا محتاجين حدأً لهذة الفترة أن يكون لنا رسوخ فى الإيمان وأن يكون لنا ثبات فى المحبة لتكن المحبة بغير رياء محبة صادقة محبة ينبوعها ربنا يسوع المسيح المصلوب الغافر لصالبية محبة حقيقية انجيلية كاملة من ضمير كامل بلا لوم وبلا غش محبة بحسب محبة ربنا يسوع المسيح احنا يا أحبائى طريق كنيستنا مليان بالاًلاًم اللى يقولك غير كدة اللى عايز يوسعلك الباب قولة لا يا حبيبى أحنا الباب بتاعنا ضيق وأحنا عارفينة كويس . أما الكأس اللى أنا اشربها أنتم تشربوها وأن الصبغة التى اصبغ بها أنتم تصبغون بها دة الشرط يا أحبائى فية شرط فية طريق جديد حيا كرسة لنا بالاًلاًم هو دة الطريق يا أحبائى هو دة الطريق هو دة الشرط اللى قالة من اراد منكم أن يأتى ورائى فلينكر نفسة ويحمل صليبة كل يوم ويتبعنى فية صليب يا أحبائى لابد أن أحنا نشيلة المسيحية غالية المسيحية هى طريق يؤدى بك إلى المجد السماوى فلابد يا أحبائى أن أحنا لا نستثقل ولا نهرب ولا نجزع أبداً من حمل أى صليب مستعدة نفوسنا لأى الاًم ولكن لا نفرط فى إيماننا ولا نفرط فى محبتنا أبداً مهما كان الثمن علشان كدة يا أحبائى أمسك فى مواعيد ربنا أمسك مزاميرك وصلى بيها أمسك صليب أصرخ لألهك وقول كيرياليسون أرفع قلبك لربنا أعمل تماجيد للقديسين اللى بتحبهم هتلاقى نفسك أنت أمتليت بالسلام حتى ولو كانت ظروف اللى حواليك لسة مليانة أضطراب وثق لأن صلاتك لها تأثير كبير حتى ولو كنت أنت شايف أن فية شرور بتحصل لكن ممكن تكون شرور يسيرة وضعت من أجل صلاتك دة يا أحبائى إيماننا ودة رجائنا أحنا عايشينة عايشين يا أحبائى بالرجاء وبالإيمان دة لو شفت كدة أبائك القديسين فى تاريخ كنيستك هتلاقى ياما عدى ( فات )عليها عصور ياما مضطهدين ياما أباطرة وياما دول و ياما حكام وياما طغاة قسوا على الكنيسة ولكن الكنيسة تثبت والإيمان يثبت بكل ضيق عملوة بخدعة من عدو الخير علشان كدة يا أحبائى أحنا لازم نعرف كدة أن للرب حرب مع عماليق من دور إلى دور وأن قوات الظلمة هى التى تحرك وأن عدو الخير متربص ومن أكتر الأمور التى تقلقة هى علامة الصليب وهى الذبيحة وهى المسيحين علشان كدة يا أحبائى أحنا كمان نقولة أحنا ياربى كما سلكت انت ينبغى ان نسلك نحن . هات يارب كأسك نشربها وهات يارب الصبغة بتاعتك نصطبغ بها وإن كنا ضعفاء فأنت تسندنا أنت يارب اللى قدام عنينا وصليبك قدام عنينا لا نجزع أبداً طول ما أنت قدامنا تقدمنا أنت حامل صليبك . أسندنا أنت وأعطنا أنت النعمة أن أحنا نعيد صليبك لأننا نحن الضعفاء لكن بك أنت أحنا نقدر نشيل الصليب علشان كدة يا أحبائى كل لباس الصليب وكل أنسان وكل الأباء أحتملوا بكل سرور وبكل فرح أذكر لما يكونوا مروا على دير للعذارى ويأكلوا كل العذارى اللى فية لكن يكون فية واحدة عذراء عندها شلل فمش قادرة تتحرك فمحبوسة فى القلاية بتاعتها وسامعة أصوات الام سامعة أصوات الصراخ والالم المتدفق وشايفة المناظر بس هم مش شايفينها تعمل أية ؟ تصرخ وتقعد تحرك فى الباب بتاع القلاية بتاعتها علشان تلفت انتباههم أن يوجد هنا عذراء باقية أحبوا التعب أحبوا الموت عذبوا ولم يقبلوا النجاة لكى ينالو قيامة أفضل ( رتبة ) درجة وأحنا واثقين يا أحبائى فى مواعيد ربنا وواثقين أن البلد للى حط رجلية فيها بيباركها مهما كان فية معابد بيباركها تعالى اتفرج كدة فى الدول اللى حوالينا هتلاقى المسيحية فيها بتندثر لكن فى مصر المسيحية بتقوى تسمع يا أحبائى عن قديسين كتير جداً نسمع عن القديس اغسطينوس دة فين القديس أغسطينوس دة فى بلد أسمها هبو فين دى فى الجزائر فين المسيحية فين المسيحية فى تركيا يا أحبائى فين فين ؟ علشان كدة يا أحبائى قديسى مصر وروما شهداء مصر وأبرار مصر ورهبان مصر وعذارى مصر حافظين مصر بناء على الوعد بتاعة أن يكون لة مذبح فى وسط أرض مصر لا نخاف يا أحبائى نجعل رجائنا وثقتنا فية علشان كدة أمبارح اللى بيحضر قداس يقولك يا أحبائى لا تستغربوا من البلوة المحرقة المحيطة بينكم الحارثة بينكم لا ما تستغربش لأن أكيد ربنا لة ارادة علشان كدة عايز يقولك أن لما أنت تمسك فى مواعيد ربنا أنت تتشدد بالإيمان هتلاقى نفسك أمتلئت بالسلام أرجوك بدل ما تضع روح القلق فى أى واحد من اللى حواليك أزرع فية سلام أرجوك حتى لو أنت قلقان صلى النهاردة لو فية كلام على أنة هيبقى يوم صعب أجعلة يكون يوم صلاة خلى انهاردة يوم أتحاد بألهك زى ما قال دنيال قال أنا لم أقضى هذة اليلة مع الأسود ولكننى قضيتها مع الملائكة كانت الليلة اللى دنيال قضاها فى جب الأسود حسبت لة أنها من أجمل أيام عمرة لم يقضيها مع الأسود ولكن قضاها مع الملائكة اللة يعطينا سلام اللة يعطينا إيمان وأن يعطينا محبة ويكمل نقائصنا ويثبت إيماننا ولالهنا المجد دائماً .

التناول الجمعة الثانية من الخماسين المقدسة

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين .تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهوركلها آمين. اليوم الجمعة الثانية من الخماسين المقدسة،وفي هذا الأسبوع كله نجد الكنيسة تركزعلى كيفية التمتع بالقيامة من خلال اتحادنا بجسدالمسيح، أثناء رحلة القيامة تعطي لنا تفاصيل عن كيف تكون القيامة لها فعل في حياتنا،أشياء كثيرة تجعلنا نتمتع بالقيامة في حياتنا منها التناول،لماذا؟ لأن القيامة هي انتقال من موت إلى حياة،انتقال من خطية إلى بر،أنتقال من سلطان عدو الخير إلى حرية،كيف ينقل لي هذا الفعل؟،كيف أنتقل من الموت إلى الحياة؟،من الخطية إلى البر،من سلطان عدو الخير إلي الحرية، من الضعف إلى القوة،كيف ينقل؟ قال لك أنا أعطيك سر هذا الانتقال بالاتحاد بجسده ودمه، لأن ربنا يسوع المسيح هو رئيس الحياة،فنحن عندما نأخذ جسده ويختلط بنا ويمتزج بنا فنكون أخذنا رئيس الحياة داخلنا،عندما يدخل رئيس الحياة داخلنا ويكون داخلنا موت فماذا يحدث؟تحدث حياة من هنا يا أحبائي يحدثنا ويقول لنا "من يأكل جسدي ويشرب دمي له الحياة الأبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير،جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق، من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا أثبت فيه"،وقال أيضاً "من يأكلني يحيا"،وكأنه يريد أن يقول لك هل تريد أن تعيش؟،هل تريد أن تحيا؟،هل تريدالحياة الأبدية؟،هل تريد القيامة؟ اتحد بي،الإنسان يا أحبائي من بداية الخليقة كان يأكل من يد الله، كانت وسيلة شعوره بالوحدة والحب والحياة والألفة،لازال إلى اليوم يا أحبائي أن الأم أو الأب يكون من قمة سعادتهم أنهم يطعموا أبنائهم،كذلك الله من قمة سعادته بالإنسان ومن قمة سعادة الإنسان بالله أنه كان يطعم آدم،فمن بدأ يشعر بالغيرة من هذا؟عدوالخير،قال مثلما هو يأكل من أيدي الله أنا أجعل آدم يأكل من يدي، وللأسف حدثت المشكلة وبدأ آدم يقع في الفخ وأكل من يد الشيطان،الله يريد أن يعالج هذه القصة،فقال أنا سوف أعيد الإنسان مرة ثانيه يأكل من يدي،وهذا ما نحن فيه الآن يا أحبائي،ما الذي نحن فيه الآن؟،من أين نأكل؟ نأكل من يده،من الذي يناولنا في القداس؟ المسيح،فمن الذي نأخذ جسده؟ المسيح، نأخذه هو، هو بنفسه،نأخذه ويعطي لنا قوة، حياة، قيامة ينقلنا من حالة إلي حالة. هذه ياأحبائي كيفيةالتمتع بالقيامة؟ أحيانا يقول الإنسان القيامة موضوع لا أشعر به، فالتجسد نعرف أن المسيح أخذ جسد،لكن القيامة كيف تنقل لنا؟الكنيسة قالت كيف تنقل لنا،هل هناك أحد يستطيع أن يتمتع بالقيامة دون الاتحاد بجسد المسيح ودمه،هيا لتأكل من يده،هيا لتعود مرة أخرى لحالة الفردوس،هيا لتعود مرة أخرى إلى حالة الحب والوحدة،وعندما تأكل جسم المسيح يدخل فيك،أنت نفسك تتحول إليه،أنت عندما يسكن فيك جسد المسيح وتأكله يختلط بدمك، بأعضائك، بجسدك،بكيانك،يصير لك فكر المسيح وحياة المسيح، ويصير جسدك مخلوط بجسم المسيح،لذلك نقول له عندما نتناول من أسرارك ترفع عقولنا لمشاهدة جلالك،عند تحول الخبزوالخمر إلى جسدك ودمك تتحد نفوسنا بألوهيتك،وهبت لنا أن نأكل جسدك علانية، أهلنا أن نمتزج بطهارتك سرا،وهبت لنا أن نشرب كأس دمك ظاهراً أهلنا للاتحاد بك خفية،هذا ما يحدث في التناول،اتحاد به، امتزاج بطهارته،نتحول إلى ألوهيته،هذا بحسب تعبيرات الكنيسة في قسمة يا حمل الله، هذايا أحبائي ما نعيشه،لذلك يا أحبائي نحن نمتزج بطهارته سرا، نحن نختلط بألوهيته،نحن نكون واحد في المسيح يسوع، وهذه غاية خلقتنا، غاية خلقتنا أن نكون واحد، لذلك ربنا يسوع المسيح في بستان جثسيماني قبل الصليب في صلاته الوداعية قال على هذه الغاية،قال أن يكون واحدا فينا،يريد أن يعيدنا مرة أخرى في وحدتنا مع الله،لأن الخطية أحدثت الانقسام، لذلك أبونا آدم أكل من يد الشيطان وانفصل، أكل من يد الشيطان وحزن،أكل من يد الشيطان وابتعد، أكل من يد الشيطان واختفى، فنحن اليوم عندما نتناول هل نحزن؟!لا بل نفرح، قمة الفرح في ألحان التوزيع في القداسات،لماذا؟لأنها من المفترض أن تكون لحظة بهجة للمؤمنين وليست لحظة هرج أومرج أوكلام،هي لحظة ثبات وتقديس واحتفال،مثل أناس كانوا يعملون طوال الشهر والآن جاء وقت تحصيل الأجرة يكونواسعداء،فهذه يا أحبائي لحظة المكافأة،فهي مكافأة بعطية لا نتخيلها ولا نتصورها فتكون الفرحة التي فينا كبيرة جدا لأن العطية أكبر من خيالنا،لذلك يا أحبائي إذا كنا نريدأن نتحد بالقيامة،وأن القيامة تترجم فينا فعليا،فهيا نتناول،لكن لابد بالطبع أن يسبق التناول توبة،وأن تصلي وأنت تقول له يا رب فكني من أي خطية،لكي أتهيأ أن أتحد بك، تتناول وأنت مشتاق،تتناول وأنت تحب أنت تنقى من كل عيوبك، وجسد المسيح ودمه يطهر من كل خطية، يطهر، نحن لم نأتي يا أحبائي على أننا قديسين نستحق أن نتناول لا نحن خطاه، ولا نستحق أن نتناول،لكن نحن نريد أن نتقدس،نحن نريد أن نتوب،نحن نعيش مغلوبين وأموات بخطايا لكن رافضين هذا الأمر،ونريد أن نتحول من موت إلى حياة، لذلك يا أحبائي يعلمنا الآباء أن القداس كله عبارة عن كلمتين صغيرتين هما "أجعلنا مستحقين" فقط،بمعنى أن القداس يحولنا من حالة عدم الاستحقاق إلى حالة الاستحقاق، إنسان جاء مشتاق، إنسان جاء تائب، إنسان جاء نادم على خطاياه، يقول له يارب اجعلني مستحق،لا يوجد أكثر من كلمة كيرياليسون في القداس،لا يوجد أكثر من كلمة انعم لنا بغفران خطايانا في القداس، ليغفر لنا خطايانا،ياربارحم. الكنيسة تركز على بعدين في القداس فكثيرا تقول يارب أرحم، وكثيرا تقول نؤمن،أؤمن وأعترف وأصدق،نؤمن أن هذا هو بالحقيقة آمين،آمين آمين آمين أؤمن أؤمن أؤمن،ويرد الشماس عليه بنفس الكلام،لماذا؟ لكي يقول لك أنت لابد أن تعلم ماتفعله، و ماتأخذه،ومايفعله بك،ولكي تعلم لابد أن تكون تائب،قل كثيراً يارب ارحم، وقل كثيراً أؤمن، فهذا ما يحدث في القداس،لذلك ياأحبائي الذي يتذوق القداس يأتي ليتوب في القداس لايشتت،لا يعتبر أن القداس هو التناول فقط،فالقداس ليس التناول فقط،فلاأحضر في آخروقت من القداس وأريد أن أتناول،بقدر شعورك بأنك غير مستحق بقدر شعورك أنك تأتي وتحضرالقداس،فتحضر ألحان، تحضر طلبات مرفوعة،كلما ترى بخور مرفوع أرفع قلبك لفوق،ستحضر قراءات والآيات تقوم بتنقيتك،وتنقية أفكارك،تأتي مغلوب بهموم،فتضع همومك على المسيح، فتخرج في منتهى الفرح،تخرج شاهد للمسيح، تخرج وداخلك نوروقوة،الكاهن في نهاية القداس يقول العبارة التي نقولها ونحن لا نشعر بها أبدا عندما يقول لك "امضوا بسلام"بمعنى أذهبوا انتشروا بين الناس،أذهبوا إلى الشوارع، البيوت، الجيران امضوا بسلام، هيا أبدأوا بالعمل لسنا انتهينا لا نحن سنبدأ،يقال ياأحبائي أن الحياة الأرثوذكسية والحياة في المسيح يسوع تبدأ بعد القداس، لماذا؟ لأنهم بعد القداس تحولوا من الضعف إلى القوة وأشخاص غلبوا أجسادهم، غلبوا أوجاعهم، وأتوا مبكراً وصائمون، مشتاقين، سبحوا،رنموا،وأخذوا خبزالخلود،ماذا يعملواعندمايخرجوا،لذلك ياأحبائي إذا دخل إنسان حزين، وخرج حزين فهناك شئ خطأ،يأتي مكتئب ويخرج مكتئب فهناك شئ خطأ،يأتي مهموم ويخرج مهموم فهناك شئ خطأ،يأتي وهو يشعر أنه سيء وخاطئ ويخرج أيضاً وهويشعرأنه سيء وخاطئ فهناك شئ خطأ،لابد أن يحدث له تحول وإلا يكون لا يعلم ماذا أخذ، أويكون لم يشارك في الفعل الذي يفعله.لذلك ياأحبائي نريد أن نفرح بالقيامة، نفرح بحياتنا في المسيح،هيا نعيش جوهرالمسيح،هيا نعيش من داخل المسيح، هيا نعيش جوهر الفعل، هيا لتأخذ نصيبك، لنا نصيب يا أحبائي لنا نصيب،لنا نصيب أننا نتقدس في المسيح يسوع، عندما تأتي لتأخذالمسيح داخلك ستجد أن المسيح امتزج بك،ستجد نفسك أصبحت مختلفة،لذلك يا أحبائي التناول لم يؤخذ بحواس جسدية،التناول بالإيمان،لذلك التناول ليس موضوع عقلي، لابل أمرإيماني،لابد أن أصدق،لابد أن أؤمن، لابد أن أعترف،وعد من ربنا يسوع يا أحبائي أن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق، لأن من الممكن شخص يقول لكأن هذا رمز، أن هذامعنوي وأن....،..... هو قال "من يأكلني يحيابي"، هوقال "هذا هو خبز الله النازل من السماء المعطي حياة إلى العالم، هو قال ذلك،لذلك انتبه أن فعل التناول أحياناً لا نصدقه. هذا الفصل من بشارة معلمنا يوحناأصحاح٦، الأعداد الأخيرة من عدد 54 إلى ٥٨ستجد أنه بعدما قال يسوع هذا الكلام يقول لك وللوقت انصرف جمعا كثيراً من تلاميذ من حوله، عندما قال هذا الكلام جموع كثيرة لم تصدق وذهبت، ما الذي يقوله هذا؟،ما هذا الكلام الغريب؟،في الحقيقة يا أحبائي الأمر يحتاج إيمان، لكنه قال لهم هذا الكلام قبل أن يفعلوا، لكن نحن عملوا مع تلاميذه وتركوا في كنيسته،وقال أصنعوه لذكري، وذكري هنا لا تعني كلمة تذكار أو تكرار حدث، لا ذكري معناها أن نفس الحدث يحدث،التذكاريكون تذكار في حالة الموت، تقول هذا تذكار ....، تذكار ....، تذكار رحيل .....،الذكري الأربعين ل ......، ذكرى الشخص في حالة الموت لكن إذا كانت حية لا تكون اسمها ذكرى،لذلك التعبير العربي ضعيف في الذكرى،لكن باليوناني معناها حدوث نفس الحدث ذاته، فكيف يتحقق حدوث نفس الحدث ذاته؟مثلما في العهد القديم جعل تابوت العهد يكون فيه مثلاً المن الذي من السماء،شخص يقول لك هل هذا هو المن؟أم صورة للمن؟،يقول لك هذا هو المن،هذاالمن نفسه،ما الذي نأخذه علي المذبح؟هذا شبهه أمه و. هو هو هو هذا هو الجسد المحي،هذا هو نفسه هذا هو الذي أخذه من سيدتنا وملكتنا كلنا والدة الإله القديسة الطاهرة مريم، جعله واحداً مع لاهوته، هذا هو، هذا هو،هذا هو الذي أنت تأخذه،قل أؤمن أؤمن أؤمن،عندماأنت تؤمن بهذا الفعل ماذا يفعل داخلك؟ يفعل قيامة، يفعل تغيير، يفعل تحول، يفعل انتصار، يفعل قوة، يفعل فرحة. لذلك يا أحبائي سر قوة الكنيسة، وسر قوة المسيحين في القداس، المضطهدين أصبحوا يندهشواعلى كيفية إقبال المسيحين على الموت،وكيف أنهم لم يخافوا؟، وكيف مع كل هذه التهديد اتوا كل هذا الدم ولازالت هناك مسيحية؟!، كانوا يندهشون، كان من المفترض عندما يبدأوا بقتل عشرون، ثلاثون، مئة،إذن إنتهى الأمروكلهم سيخافون، لكن أبدا. فبدأوا يرسلوا معهم جواسيس ليروهم كيف يعيشوا،وكيف يفكروا،ولماذا مصرين إذا كانت الدولة تقاوم،وإذا كان هناك ذبح،دم ومع كل ذلك لماذا مصرين؟!فبدأوا يسألوا عن هؤلاء الناس،فجاء إليهم تقارير قالوا فيهاهناك شيء يفعلوه يجعلهم ليسوا مثل باقي الناس،قالوا ماهو؟،قال أشياءيفعلوها مبكراً، يصلوا فيها، ويسبحوا فيها، وبعد ذلك يأكلون شيء،فنحن لانعرف ما هذا الشيءالذي يأكلوه، فبدأوا يراقبوا هذا الموضوع الذي هو طبعا القداس،بدأوا بكل قوتهم يقاوموا القداس، وقالوا العبارة المشهورة"أن القداس يقيم المسيحيون والمسيحيون يقيمون القداس" هم يفعلوه وهويفعلهم،هم يقيمون القداس والقداس يقيم المسيحون، لدرجة أنهم بدأوا يركزوا اضطهاداتهم علي لحظات القداس بالذات،يقوموا بمراقبتهم، لذلك لا تندهش إذاذهبت وجه قبلي عند أجدادنا تجد هناك سراديب،تجد فيها أماكن مخفية من الكنائس، حيث تجد في خلف الهياكل الشرقية ممرات للهروب ليس لهروب الأشخاص، بل لأنهم يخافوا علي الذبيحة، إلى هذا الحد القداس يقاوم!،أقول لك لا أحد يعرف قيمة القداس إلا عدو الخير،لذلك الكسل كله يأتي في القداس ويمنعك من حضور القداس، وإذا حضرت يمنعك من التركيز في القداس، لماذا؟لأنه يعرف قيمته،يجعلك لا تصدق نفسك، تقول هل أنا أتناول الآن؟،هل أنا فهمت شيء من الكلام الذي كان يقال؟،فماذا أفعل؟لقد أتيت يارب سامحني وأتناول،لكن ما يليه،أقول لك انتبه،أحد القديسين قال لك أنا لا أظن أن عدو الخير ضحك علي في خطية واحدة مرتين، لا فهولا يضحك علي كل مرة،لكن طالما أنا وقعت في خطية سوف انتبه،فإذا كنا نحضر بدون تركيزيقول لك لا فالكاهن يؤكد ويقول لك "أين هي قلوبكم"، "ارفعوا قلوبكم"، نقول "هي عندالرب"،وتبدأ تسبح وتشكر، تشكر وتسبح إلى أن تدخل في جزء التأسيس في القداس، وتشعر أن المسيح يجلس في وسطنا الآن،ويأخذ، يبارك،يقدس، يشكر،يقسم،يوزع،إلى أن تدخل إلى التناول وأنت تظل تقول له "يارب إني غير مستحق أن تدخل تحت سقف بيتي"، "يارب أنت لم تستكنف من دخول بيت الأبرص"، "أنت لم تمنع الخاطئة من تقبيل قدميك"،أعطني يارب، أسمح لي،أسمح لي بالتناول.لذلك يا أحبائي الوعد لنا من ربنا يسوع هو وعد قوي، وعد ممتلئ نعمة، ممتلئ بركة، تخيل إذا كنا بدون التناول فكيف كان شكل حياتنا؟،نظل في خطايا، في خطايا، تزيد الخطايا، تزيد ولا تقل،الخوف والقلق يزيدوا لايقلوا،والاضطراب والحزن يزيدوا لا يقلوا،تخيل أنت كمية تراكمات الحزن والاضطراب والكآبة طوال الوقت، لكن لا المسيح ياأحبائي وضع لنا الحل،قال لنا أتحدوا بي،عندما تتحدوا بي تأخذوني،تأكلوني،وحينئذ يتحول حزنكم إلى فرح، يا لفرحنا يا أحبائي بالوليمة السماوية،يالسرقوتنا ونصرتنا،كيف تكون في وسطنا حزين؟،أو إنسان يشعرأنه مثقل بخطايا طالما هو يعلم أن سر الغفران موجود، فهو سرالغفران، سر الخلود، سر الفرح. ربنا يعطينا يا أحبائي أن نتمتع بالقيامة من خلال اتحاد فعلي بجسده ودمه يكمل نقائصناويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

سمات تعاليم المسيح

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . تقرأ علينا اليوم يا أحبائي الكنيسة فصل من بشارة معلمنا لوقا الإصحاح الحادي عشر، حيث كان الكتبة والفريسين ينظرون رديا يكلمونه في أمور كثيرة، ويمكرون ليصطادوه بكلمة من فيه، وفي أثناء ذلك إذ اجتمع ربوات كثيرة حتى داس بعضهم بعضاً. عندما كان ربنا يسوع يتواجد في مكان نجد الناس يجتمعوا مثلما يقول هنا الكتاب "أنه جاءت واجتمعت ربوات كثيرة حتى داس بعضهم بعض"، من كثرة الزحام، من كثرة الأعداد، أصبحت الناس ملتحمة ببعضها البعض، وهنا نسأل أنفسنا لماذا؟! فهناك أشخاص كثيرة تعلم، أشخاص كثيرة تعظ، معلمين كثيرين، لم نرى مثل هذا الإقبال في هذا العصر، لماذا؟ لأن في حقيقة الأمر ربنا يسوع كانت تعاليمه تعليم فوقاني، لم يكن تعليم فلسفة، ولا تعليم زمني أرضي، لا بل كان كله سمات جديدة، هناك ثلاث سمات لتعليم ربنا يسوع المسيح جعلت تعليمه جذاب جداً: ١- تعليم جديد ومختلف تماماً عما قبله. ٢- تعليم للجميع. ٣- تعليم أبدي. ١- جديد : كيف كان جديد؟ لأنه جاء لينقل أفكارهم من أفكار أرض، واهتمامات أرض، وشبع وسرور أرض، وذات أرض، إلى أمور سماوية جديدة، بدلاً من أن يحدثهم عن أحبوا بعضكم بعضا لا فهو يتكلم عما هو أكثر من ذلك أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، صلوا وأحسنوا إلى مبغضيكم، تعليم جديد عجيب، الناس عندما تسمع يقولون أول مرة نسمع كلام مثل هذا. العهد القديم كان يطالبنا ويقول حب قريبك كنفسك، لكن المسيح جاء يكلمنا عن محبة الأعداء، درجة ثقيلة جدا، العهد القديم كان يحدثنا عن أننا نعطي العشور، لكن المسيح قال لا ليس العشور فهو قال بيعوا أمتعتكم وأعطوا صدقة، فهو بدأ يتخطى حدود كثيرة أكثر من مجرد وصية العهد القديم، فكان كلامه ليس كمثل المعلمين الذين سبقوه، لذلك يقول الكتبة والفريسيين كثيرين بهتوا عندما سمعوه، لماذا بهتوا؟ لأن التعليم هذا كان تعليم جديد عجيب، لم يأتي ليجدد في عدة أفكار، ولم يأتي ليغير في الأسلوب ويتكلم بمنطق أفضل أو يتكلم بفلسفة أفضل لا فهو تعليم جديد. تعليم جديد لأنه يريد أن ينقل الإنسان من حالة الإنسان المطرود من الفردوس إلى الإنسان الذي يعود مرة ثانيه ويرد مرة أخرى إلى رتبته الأولى، فأتى بتعليم جديد لأن التعليم القديم عجز وفشل، عجز وفشل عن أن يحضر الإنسان مرة أخرى لله، بل على العكس مثلما قال معلمنا بولس الرسول أن كل ما أستطاع الناموس أن يفعله أن يحكم على الإنسان ليس أن يعالج الإنسان، فأصبح الناموس للموت، فجاء الناموس لكي يقول للإنسان لا تفعل، لا تفعل، لا تفعل، وإذا فعلت سيحدث لك، سيحدث لك، سيحدث لك، نقول له هذا جيد، لكن كيف لا نفعل؟ أنا لن أستطيع، فأصبح الناموس آتي لكي يحكم للإنسان، كما قال معلمنا بولس الرسول فعاشت الخطية ومت أنا، بمعنى أن الناموس جاء لكي يموت الإنسان ويجعل الخطية مستمرة، بينما المسيح عندما جاء قد فعل العكس، مات هو وماتت الخطية، بماذا ماتت الخطية؟ بموته، وأعطانا الحياة، ماتت الخطية وعشت أنا، ماتت الخطية وعشت أنا، لكن الآخر ماذا قال عاشت الخطية و مت أنا، هنا جاء ربنا بسوع المسيح يعطينا التعليم الذي أكد فيه أن الخطية ماتت، وأنت الذي تحيا، اغلبها، كيف أغلبها؟ تجاوز نفسك، أصلب ذاتك، لا تهتموا بما تأكلوا أو بما تشربوا، لا تهتموا بالغد، جاء ربنا يسوع المسيح يا أحبائي لكي ينقل اهتمامات الإنسان من حالة إلى حالة، ومن زمن إلى سماء، ومن أرض إلى أبدية. هذا هو يا أحبائي عمل السيد المسيح في حياتنا، تعليم جديد، الذي جلس ليسمع فكان يسمع ويقول هذا التعليم مختلف تماماً، مختلف عن موسى وعن يشوع وعن الأنبياء وعن أشعياء وعن حزقيال ..... إلخ، لماذا؟ لأنهم كان كل غايتهم أن يحتفظوا بالناموس ويتمسكوا به وكانوا يتفننوا في كيفية تمسكهم به بحرفية زائدة، ولكن كانت النتيجة أن عاشت الخطية ومات الإنسان، جاء ربنا يسوع المسيح بتعليم جديد، جعلهم يتجاوزوا به أنفسهم، جعلهم لا يتعلقوا بذواتهم، ولا يتعلقوا بالمال، ولا يهتموا بالغد، ولا يهتموا بما يأكلوا ولا يشربوا، وليس فقط أن يحبوا أقربائهم لا بل يحبوا أعدائهم تعليم جديد، تعليم جديد في الأسلوب، وتعليم جديد في المعنى، وتعليم جديد في حدوده، وتعليم جديد في أنه الذي لا يفعل لن يأخذ عقوبة، لا فعقوبته عقوبة سماوية فلا يحدث رجم، ولا طرد من المجمع، فلم يحدث أي شيء، لماذا؟ لأني لم أتي لأدين العالم بل لأخلص العالم، هذا يا أحبائي تعليم جديد، أول مرة يسمعوه، هل معنى ذلك أنه لا يوجد عقوبات؟، هل في أيامك لا يوجد أشخاص ترجم؟، قال لك لا يوجد في أيامي أشخاص ترجم، هل الخطاة يستمرون في خطاياهم ويطمئنوا؟ قال يستمر في خطاياهم لكن هناك عقوبة أبدية، "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون"، لكن بتعبير أبدي. ٢- تعليم للجميع : ربنا يسوع يا أحبائي كان تعليمه بسيط جدا وعميق جدا، لذلك هنا يقول لك: "اجتمعت إليه ربوات من الشعوب"، والبيت كان به ازدحام حتى داس الناس بعضهم البعض، لماذا؟ لأنه كان للجميع، أي شخص يفهمه الكاتب، الفريسي، المثقف، وربة المنزل، الصياد، راعي الغنم، المزارع أي شخص يفهمه، تعاليمه للجميع، يتحدث مع الرجل التاجر الغني يقول له يشبه ملكوت السماوات تاجر لألألئ حسنة، وجد لؤلؤ كثيرة الثمن مختبأ في حقل فمضى وباع كل ما له واشتري الحقل، الرجل تاجر الألألئ الحسنة أو التاجر عموما الذي يفكر دائما في التجارة تجد هذا الكلام يجذبه جدا، عندما يتحدث مع الجماعة الصيادين يحدثهم عن يشبه ملكوت السموات شبكة مطروحة في البحر وعندما أصطاد جمع السمك احتفظ بالجيد وطرح الأردياء، فالرجل صياد السمك الكلام هذا يجذبه جدا، وراعي الأغنام يحدثه عن الخروف الضال، وربة المنزل يحدثها عن الخمير الذي يخمر العجين كله، وكل واحد وله طريقه، تعليم للجميع، كان يكثر من التشبيهات، وكان يكثر من المقارنات، وكان يكثر من القصص، وكان يكثر من النثر، وكان يكثر من التعليم، كان يتكلم بكل الأساليب، بالمقارنات حيث يقول لك هناك خمس عذاري حكيمات وهناك خمس جاهلات، هناك أثنين صعد إلى جبل ليصليا واحد فريسي وآخر عشار ويظل يصور لك هذا ويصور لك هذا، كأنه يجعلك تتخيل، استخدم الخيال، واستخدم العقل، واستخدم اللمس، آتي بأطفال أحضرهم، استخدم كل الوسائل لكي يجمع انتباه السامعين، تعليم جذاب للجميع، كل الفئات، كل الأعمار، كل القامات، كل المستويات كانت تتعلم من ربنا يسوع المسيح، وجلست تسمع وتنصت، لذلك الكنيسة تعلمك وتقول لك كيف تنصت لتعليم ربنا يسوع المسيح، عندما يقرأ الإنجيل في الكنيسة ركز جداً، لماذا؟ لأن المسيح يعلم، عندما يقرأ الإنجيل في الكنيسة لابد أن تعرف ماذا تريد الكنيسة أن تقوله لك؟، وما هي الرسالة التي تريد أن توصلها لك؟، فانتبه لكي تخبئ الكلمة في قلبك لكي تحفظك الكلمة، تعليم للجميع لكل المستويات، تعليم له تأثير، تعليم له نتائج، لأنه كان لمجرد أن يبدأ يعظ يجد الجموع تتبعه أينما يمضي، بمجرد ما يعظ تجد الناس تتغير من داخلها بكل كيانها، تجد حركة داخلية من داخل الإنسان لماذا؟ لأن تعليمه يؤثر في كل فئة، وكل شخص له أسلوبه، وله اهتماماته، يوبخ الكتبة والفريسيين على ريائهم، وفي نفس الوقت يشجع الزناة والخطاة الذين يريدون أن يأتوا لكن يأسوا من أنفسهم، لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى، وبدأنا نجد ربنا يسوع المسيح من أكثر الفئات التي يهتم بها العشارين والخطاة ويجتمعوا إليه ويركز معهم جدا، نجد في بيت الفريسي المرأة الخاطئة تريد أن تدخل، لو لم يكن ربنا يسوع المسيح موجود في بيت الفريسي ما جرئت أن تدخل، لن تستطيع فهي معروفة أنها سيدة سيئة السمعة، عندما تدخل بيت مثل بيت هذا الرجل فإنه من على الباب يقول لها أخرجي، لكن لمن هي أتت؟ أتت إلى المسيح، قالوا لها أتيتي على الوتر الذي لا نستطيع أن نتكلم فيه، كان من المفترض أن ينتهرها المسيح لأنه يعرف أن هذه امرأة خاطئة، المفترض أن يقول لها لا تلمسيني، لا تقتربي مني، لا أبدا، بل رحب بها، تركها، وجلست لتقدم التوبة بكل حواسها وبكل مشاعرها وتسكب دموعها عند قدميه، وتمسح دموعها بشعر رأسها، وتسكب الطيب، ما كل هذا؟ المسيح يرحب بالخاطئ، يفتح أحضانه للكل، لذلك بمجرد أن قبل هذه المرأة بالتأكيد كثيرين تشجعوا أن يأتوا إليه، وكثيرين كسرت الحواجز من داخلهم، لكي ما يقدموا توبة ولكي ما يرجعوا عن ماضيهم، ولكي يتخلصوا من حياتهم وسيرتهم الرديئة، التعليم للجميع أي لكل إنسان يكلمه بالطريقة التي من الممكن أن تبنيه وتخلصه وتفييده. ٣- تعليم أبدي : أول مرة يسمعون كلام عن ملكوت السموات، أول مرة يسمعون أنه هناك حياة أبدية، الكلام عن الملكوت والحياة الأبدية في العهد القديم نادر جدا جدا، لكن ربنا يسوع المسيح كان كثيرا يحدثهم عن "رثوا الملك المعد لكم قبل تأسيس العالم". اقرأ بشارة معلمنا متى وأنظر كم من مثل يقول فيه يشبه ملكوت السموات، ملكوت السموات، ملكوت السموات، وعندما علمنا أن نصلي ونقول ليأتي ملكوتك، ما هو ملكوته هذا؟ هو الحياة الأبدية، الحياة الأبدية التي فيها الوعد، الحياة الأبدية هو المستقبل، الحياة الأبدية التي فيها نجني ثمر تعبنا، الحياة الأبدية التي نتمتع فيها بمحبته ونسكن معه إلى الأبد، هذه هي الحياة الأبدية، تعليم ربنا يسوع المسيح كان تعليم أبدي أخروي، يقولوا عليه الآباء إسخاطولوجي، يعني أخروي، يعني الحياة الأخرى، الحياة الغير مرئية، الحياة التي ننتظرها، هذه هي يا أحبائي الذي كان يركز عليها ربنا يسوع المسيح، هذه هي المكافأة، ماذا نأخذ بعد كل هذا؟ أنت تظل تقول لنا بيعوا أمتعتكم وأعطوا صدقة، تظل تقول لنا لا تهتموا للغد، فماذا نفعل؟ وبماذا نهتم؟ نريد أن ناكل ونشرب ونقوم بتربية أولادنا، وأنت تقول لنا لا تهتموا بالغد، قال لك لا لأني أنا لدي غد آخر أريدكم أن تهتموا به الذي هو حياتكم الأبدية، فكان يكثر من التعليم الأبدي، وكان يكثر أن ينقل عقل الجموع من الأرض إلى السماء، وكان يكثر أن يوعدهم بالمكافآت لا الأرضية ولكن السماوية، الملك المعد لكم لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم سر أن يعطيكم الملكوت، سر أن يعطيكم الملكوت، فالناس تسمع كثيراً عن الملكوت، الحياة الأبدية، ملكوت السماوات، الدهر الآتي، الملك، ما كل هذا؟ يريد أن ينقل الذهن من حالة إلى حالة. صدقوني يا أحبائي دائما من أسرار النمو الروحي كثرة التفكير في الأبدية، ومن أسرار انحدارنا الروحي عدم تفكرنا للأمور الأبدية، لأنه عندما يكون هناك شخص يفعل وهو لا يعرف إلى أين يذهب سيشعر بالملل، عندما تركب قطار والطريق تعطل بك قليلاً وأنت لا تعرف أين تذهب تشعر بالملل وتتضايق جدا، لكن طالما أنت لديك هدف تريد أن تصل له ستجد عذراً حتى إذا تأخرت قليلاً، وتقول بالتأكيد سأصل، بعد قليل سأصل، بالتأكيد قريبا قريبا سأصل لماذا؟، لأنه لابد أن تكون تعرف إلى أين تذهب؟. ربنا يسوع المسيح تعليمه كان تعليم أخروي، تعليم أبدي، تعليم يوصل الإنسان أن يعيش فترة في الحياة لكي في النهاية يرث الملك المعد له قبل تأسيس العالم، يريد أن يقول لهم الإنسان ليس مجرد مأخوذ من الأرض لا الإنسان من السماء، الإنسان من المفترض أن يولد من السماء ويمر على الأرض لكي يعود مرة ثانية للسماء عكس مفهوم العهد القديم، أن الإنسان من الأرض وسيظل في الأرض ويظل من التراب وإلى تراب يعود، لا لكن في العهد الجديد ليس كذلك يا أحبائي بل قال لك "أنتم لستم من أسفل أنتم من فوق" قال لك لا أنت لست من اسفل لا، أقامنا معه، أصعدنا معه إلى السموات، ويتكلم عن مسكننا الجديد معه، ويتكلم عن مكاننا معه، أنه يكون لنا مكان عن يمين الآب، وقم بقراءة سفر الرؤية لكي تتمتع بمكانك و تعرفه، فالذي يعرفه يتمسك به، لذلك تعليم ربنا يسوع المسيح كان تعليم أخروي، تعليم للجميع، تعليم أبدي ثلاث سمات كانت جذابة جداً في تعليم ربنا يسوع المسيح. تعليم جديد تعليم للجميع تعليم أبدي اقرأ كثيراً في الكتاب المقدس، ادخلوا داخل أعماق كلمة الله، أقرأ كثيراً في مواعيده، أقرأ كثيراً في وصاياه، فيتغير العقل وعندما يتغير العقل تتغير الإرادة، وعندما يتغير العقل والإرادة يتغير القلب، القلب والعقل والإرادة يغيروا الحياة. ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل