العظات

عبادة الروح والحق

إنجيل هذا المساء المبارك يقول ﴿ يقترب إليَّ هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه وأما قلبه فمبتعد عني بعيداً وباطلاً يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس ﴾ ( مت 15 : 8 ) .. هناك عبادة مقبولة وعبادة باطلة .. ما هي أسباب العبادة المقبولة وأسباب العبادة الباطلة ؟ كثيراً ما تكلم ربنا يسوع المسيح عن العبادة الباطلة لأنها عبادة شكلية .. عبادة مكروهة جداً لدى الله بدلاً من أن تكون عبادة حب .. قال عن العبادة الباطلة أنكم تنقون خارج الكأس أما داخله فمملوء إختطاف وخبث ( لو 11 : 39 ) .. مثل قبور مبيضة لكن داخلها نتانة وموت ( مت 23 : 27 ) .. إنسان شكله رافع قلبه يصلي ويصوم لكن ﴿ تتجاوزون عن الحق ومحبة الله ﴾ ( لو 11 : 42 ) .. ﴿ كل أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس فيعرِّضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم ﴾ ( مت 23 : 5 ) كانت هناك وصية في العهد القديم أن يجعل الكهنة الوصية ﴿ عِصابة بين عينيك ﴾( خر 13 : 16) فكانوا يعرِّضون العِصابة لتنزل على عيونهم .. أيضاً ﴿ ويعظمون أهداب ثيابهم ﴾﴿ قصها على أولادك حين تمشي في الطريق ﴾ ( تث 6 : 7 ) كانوا يفهمون هذه الوصية أنهم يضعوا الوصية في هدب ثيابهم ولكي يلفتوا الأنظار كانوا ينقشون أهداب ثيابهم .. شيئان كانوا يلفتون الأنظار بهما تكلم عنهما الرب يسوع هما العِصابة وهدب الثوب لكن بلا معنى أيضاً كانوا يحبون المتكأ الأول وأن يقال لهم سيدي سيدي ( مت 23 : 7 ) كما كان يفعل الفريسيون كانوا يأجرون من يجرون حولهم ينادون قائلين سيدي سيدي لذلك قال لتلاميذه ﴿ لا تدعوا لكم أباً على الأرض ﴾( مت 23 : 9 ) .. لأنه يريد أن يقال لهم * سيد * .. لذلك الكنيسة تكرم الأسقف والأسقف يكرم الشعب .. قال لتلاميذه لكم معلم واحد سيد واحد هو يسوع له المجد ولا تفعلوا كالفريسيين .. كان معروف أنَّ اليهودي يمكنه أن يقيم مدرسة صغيرة تحتوي على إثني عشر تلميذ لذلك إختار رب المجد إثني عشر تلميذ لكن مدرسته كانت مختلفة عن مدارس اليهود لذلك قال لليهود أنتم تهتمون بظواهر الأمور .. ﴿ حينئذٍ جاء إلى يسوع كتبة وفريسيون الذين من أورشليم قائلين لماذا يتعدى تلاميذك تقليد الشيوخ فإنهم لا يغسلون أيديهم حينما يأكلون خبزاً ﴾( مت 15 : 1 – 2 ) .. ما لهم يكسرون الوصية ؟ أجابهم يسوع ﴿ فأجاب وقال لهم وأنتم لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم فإن الله أوصى قائلاً أكرم أباك وأمك ومن يشتم أباً أو أماً فليمت موتاً وأما أنتم فتقولون من قال لأبيه أو أمه قربان هو الذي تنتفع به مني فلا يكرم أباه أو أمه .... ﴾( مت 15 : 3 – 5 ) .. العبادة الشكلية الصورية بالطبع تتكرر وموجودة في كل جيل وليس الكتبة والفريسيون فقط .. لذلك هناك عبادة شكلية مرفوضة وعبادة مقبولة

اليَقَظة الرُّوحِيَّة

مِنْ رِسالة بُولِس الرَّسُول إِلَى أهل رُومِيَةَ 13 : 11 – 14 [ هذَا وَإِنَّكُمْ عَارِفُونَ الوَقت أنَّهَا الآنَ سَاعَة لِنَسْتَيقِظَ مِنَ النَّوْمِ . فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا . قَدْ تَنَاهَى الَّليْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ فلنخلع أعمال الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أسْلِحَةَ النُّورِ . لِنَسْلُكْ بِلِيَاقَةٍ كَمَا فِي النَّهَارِ لاَ بِالبَطَرِ وَالسُّكْرِ لاَ بِالمَضَاجِعِ وَالعَهَرِ لاَ بِالخِصَامِ وَالحَسَدِ . بَلِ البَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ المَسِيحَ وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيراً لِلجَسَدِ لأِجْلِ الشَّهَوَاتِ ] هذِهِ الآيات مديُون لَهَا القِدِيس أُوغُسطِينُوس بِتوبته أحدثت فِيهِ زِلزال فقد وَجَدَ القِدِيس بُولِس يَقُول لَهُ أنَّهَا الآن ساعة لِنَستَيقِظ قَدْ تَنَاهَى الَّليْلُ وَتَقَارب النَّهَارُ أي كَفَى ظُلمة .. فلنخلع أعمال الظُلمة وَنَلْبَسْ أسلِحة النُّور .. مِنْ أصعب الأُمور الَّتِي تَزعِجنا رُوحِيّاً الغفلة الرُّوحِيَّة وَلِنَتَعَرَّف الآن عَلَى :-

معك لا أريد شيئا على الارض

معلمنا داود النبي يقول { من لي في السماء ومعك لا أريد شيئاً في الأرض } ( مز 73 : 25 ) .. هناك صفة مشتركة بين القديسة دميانة والقديس العظيم الأنبا أنطونيوس .. فالإثنان إحتكروا مباهج العالم .. داسوا على غنى العالم .. القديسة دميانة كانت إبنة لوالي ومن أسرة ثرية جداً .. الأنبا أنطونيوس ورث " 300 " فدان من أجود أنواع الأراضي .. إلا إنهم ضحوا بالمال والمركز إن حياة الإنسان صراع بين السماء والأرض .. يريد أن يقتني ويملُك وتزداد ثروته .. هناك خطورة على الإنسان الذي يُستعبد لممتلكات الأرض .. تخيل إذا الأنبا أنطونيوس عاش في مفاوضة بين أن يعيش في صحراء جرداء أو يعيش في مُلك وغِنى وإمكانيات كثيرة فإن الطبع البشري سوف يجذبه لحياة التملك .. من هنا يجب أن ننظر لكل هذا كلون من ألوان الترفع والتعقل .. ليس معنى هذا أن نترك كل مالنا ولكن على الأقل لا نتعلق بأي شئ .. فإن التعلق بالأشياء يجلب الحزن .. فإن فكره .. وقلبه .. وعقله يرتبط بهذه الأشياء إذا بحثنا في الكتاب المقدس نجد كثير من الآيات التي تقول أن الإمتلاك يجلب الحزن .. في سفر التكوين إصحاح " 13" في قصة لوط .. { فرفع لوط عينيه ورأى كل دائرة الأردن ..... } ( تك 13 : 10 ) .. عندما إختار لوط لنفسه إختار سدوم وعمورة التي جلبت عليه خزي وعار .. فالإمتلاك جلب له الحزن .. في سفر يشوع إصحاح " 7 " عخان بن كرمي عندما رأى { رداءً شنعارياً نفيساً ومئتي شاقل فضة ولسان ذهب وزنه خمسون شاقلاً فاشتهيتها وأخذتها } ( يش 7 : 21 ) .. النتيجة هي موته وجاء بهزيمة لشعبه .. أحياناً الإمتلاك يصبح عبودية .. إيليا النبي عندما أراد أخاب الملك أن يأخذ أرض نابوت اليزرعيلي .. رجل فقير .. عندما رأى الملك الكرم إشتهاه وطلب من نابوت أن يأخذه منه رغم إنه ميراثه .. ولكن يقول الكتاب أن الملك { دخل بيته مكتئباً مغموماً من أجل الكلام الذي كلمه به نابوت اليزرعيلي قائلاً لا أعطيك ميراث آبائي .. واضجع على سريره وحوَّل وجهه ولم يأكل خبزاً }( 1مل 21 : 4 ) .. الملكية أثمرت حزن رغم إنه كان ملك ولديه الكثير .. يقول الحكيم { من يحب الفضة لا يشبع من الفضة ومن يحب الثروة لا يشبع من دخلٍ هذا أيضاً باطل } ( جا 5 : 10) جميل أن أقتني في حياتي بعض الأشياء .. ولكن الغير مستحب أن أكون عبد لها .. الوحيد الذي يشبع هو من إقتنى المسيح داخل قلبه .. أيضاً في قصة * حنانيا وسفيرة * وطمعهم بعد بيع الحقل جلب لهم الفضيحة والموت .. علينا أن نتعامل مع مغريات العالم بكل تعفف إن ربطنا في أرجل حمامة كثير من الذهب وطلبنا منها أن تطير فلا تستطيع الطيران .. فإنه يجب أن تتخلص من الحمل الذي يربطها إلى أسفل كي تستطيع أن ترتفع .. هكذا النفس كلما قلت إرتباطاتها بالأرض كلما كان إرتفاعها وسموها سهل .. الإرتباط بالأرضيات يُذهب العقل .. لهذا آبائنا القديسين كان من السهل عليهم أن يقدم حياته لأنه غير مرتبط بشئ على الأرض عدو الخير يستغل ضعف الإنسان .. فإن المخترعات كثيرة .. عدو الخير يتاجر بعدم قناعة الإنسان .. لذلك حذرنا بولس الرسول من هذه الأمور فيقول { تعلمت أن أكون مكتفياً بما أنا فيه .. أعرف أن أتضع وأعرف أيضاً أن أستفضل تدربت أن أشبع وأن أجوع وأن أستفضل وأن أنقص }( في 4 : 11 – 12 ) .. جميل أن تكتفي بما لديك وتشكر .. وتقتني المسيح الجوهرة الغالية كثيرة الثمن .. معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى تلميذه تيموثاوس يقول { ستأتي أزمنة صعبة لأن الناس يكونون محبين لأنفسهم محبين للمال متعظمين مستكبرين مجدفين غير طائعين لوالديهم غير شاكرين دنسين بلا حنوٍ بلا رضىً } ( 2تي 3 : 1 – 3 ) النفس الشبعانة هي نفس فرحانة .. يقول بولس الرسول { وأما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة } ( 1تي 6 : 6 ) .. فإن ما حدث مع لوط حدث أيضاً مع أبينا إبراهيم ولكنه قال له خذ ما تريد لأننا نحن أخوان ( تك 13 : 8 ) .. رغم أن أبينا إبراهيم هو الأكبر – فهو عم لوط – وكان من الطبيعي أن يختار إبراهيم أولاً الأرض ولكنه تنازل له .. عندما دخل إبراهيم معركة طلب منه ملك المدينة أن يأخذ الثروات ويعطيه الناس ولكن أبونا إبراهيم قال له سأعطيك الناس والثروات .. { لا آخذن لا خيطاً ولا شراك نعلٍ ولا من كل ما هو لك } ( تك 14 : 23 ) سأل أحد القديسين ذات مرة وقال * ما هي أعظم معجزة قام بها الآباء الرسل ؟ * .. فجأته إجابات كثيرة .. ولكنه قال إجابة السؤال في النهاية بعد كل المحاولات والإجابات وهي أن الشعب اليهودي جاء بكل أمواله ووضعها تحت أقدام الرسل .. فهناك صلة وثيقة بين اليهود والملكية أو المال .. فإن اليهود يعبدوا المال والملكية .. إنكسار روح الله داخلهم .. من يعطي الهدوء والإطمئنان ؟ معرفة الله الإله الحقيقي .. { وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع ونعمة عظيمة كانت على جميعهم }( أع 4 : 33 ) يروي لنا الكتاب قصة جميلة عن إليشع النبي والمرأة الشونمية .. خدمت هذه المرأة إليشع بكل حب لأنها رأت فيه قُدسية خاصة .. وقامت ببناء حجرة صغيرة في منزلها له واعتنت به وأطعمته وشرَّبته فإنها إمرأة كريمة ونقية ومُضحية .. وذات مرة سأل إليشع تلميذه جيحزي ماذا يفعل لهذه المرأة ؟ كيف يرد لها كل هذه الخدمات ؟ فسألها ماذا أصنع لكِ ؟ إليشع النبي بما أنه رجل الله .. رجل تقي فكان يلجأ إليه الملك ليسأله في بعض الأمور .. أيضاً رئيس الجيش قبل دخوله إلى المعركة يذهب ليسأل أيضاً هذا الرجل .. فسأل المرأة وقال لها { هل لكِ ما يتكلم به إلى الملك أو إلى رئيس الجيش .. فقالت إنما أنا ساكنة في وسط شعبي } ( 2مل 4 : 13) .. أي أن هذا يكفيني .. فإنها كانت مكتفية بما لديها فقط ولا تريد شئ ما أجمل كنيستنا في الصلاة وهي تقول { ليكون لنا الكفاف في كل شيءٍ كل حينٍ نزداد في كل عملٍ صالح } .. هل عندما نسمع الكاهن يقول هذا نوافق على ما قاله أم لدينا رأي آخر ؟ فعندما أخذنا الله في داخلنا أخذنا كل شئ وشعرنا أن هذه الدنيا صغيرة .. وأن لا يوجد من يُشبع ويُغني بعدك .. هذا هو أجمل إختبار على الأرض إذا طلبنا أن نقوم بهذا عملياً نقول لا تتعلق بأي شئ .. فإن أبسط الإمكانيات تعيِش الإنسان .. إكتفي بما عندك .. عندما تسأل نفسك عن إحتياجاتك الرئيسية فإنها بسيطة .. درب نفسك على العطاء .. عند زيارة أحد لك في بيتك إسأل نفسك ماذا يكون في بيتي يمكن أن أقدمه له كهدية ؟ علينا أن نُفك من الإرتباطات .. يسوع وهو الغني إفتقر لكي يُغنينا .. من يريد أن يعيش مع المسيح عليه أن لا يتمسك بشئ أبداً .. الآباء ينصحونا قائلين عندما تريد أن تنظر إلى غيرك أنظر لمن هو أعلى منك روحياً وأقل منك مالياً الآباء القديسين يحدثونا عن شئ يُسمى * بالفقر الإختياري * .. أي أن تتنازل عن كل شئ بإرادتك .. نحن لا نحتقر الملكية ولكن تمسكنا بما هو أفضل .. فإن أي احتياج داخل الإنسان هو علامة ضعف .. فإن القوي هو من يضبط نفسه .. أي احتياج علامة أنانية .. لا تعيش في عبودية الأشياء .. كلما تنازلت عن أشياء كلما أعلنت أن الله هو راعي نفسك وهو الذي يسد كل احتياجاتك .. إختبار ربنا ورعايته لينا هو أن نقول { معك لا أريد شيئاً في الأرض } الآباء القديسين ترى إن جاءهم أحد يسألهم في شئ فهي فرصة عظيمة لكي يقلل مقتنياته .. لا تنسى القديس أبو مقار وهو ذاهب إلى قلايته رأى جمل وعليه كل مقتنيات القديس وضعها لص على الجمل وذهب إلى داخل القلاية ليُحضر باقي المقتنيات .. فدخل أبو مقار وساعد هذا اللص في أخذ كل شئ ووضعها على الجمل .. وانصرف اللص وعندما جاء أبو مقار ليُغلق الباب إكتشف أن هناك كثير من الزيتون في وعاء فأخذ يجري وراء اللص ليعطي له هذا ربنا يسوع المسيح أخلى ذاته وأخذ شكل العبد كإنسان .. إفتقر من أجلنا .. فالمسيح هو غنانا .. فالآباء الرهبان في الأديرة ممنوع أن يمتلك أحد فيهم شئ .. كل شئ يُعطى لرئيس الدير لكي يُعيد توزيعها .. يحكي لنا سيدنا البابا عن أن كان هناك في دير السريان قديماً حجرة بها ملابس الرهبان .. وعندما يأتي إليه مشوار خارج الدير يدخل هذه الحجرة ويلبس منها ويذهب وعندما يأتي يدخل نفس الحجرة ويرتدي ثيابه السابقة ويترك ما بها من ملابس التي أخذها مرة أخرى .. يحكي سيدنا أن ذات مرة طلبه البابا كيرلس وهو مازال راهب في الدير .. فذهب إليه مرتدياً طاقية وليس عمة .. فقال له البابا كيرلس بمداعبته * أنت لا تعرف إنك في مقابلة مع البطرك ؟ * رد عليه سيدنا وقال له * حاللني يا سيدنا فإن العمة التي أرتديها أخذها أحد الآباء وذهب بها * .. فإنه يعرف أن كرامته ليست في ملبسه أو مظهره علينا أن نبحث في أنفسنا عن الشئ الذي يربطنا بالأرض لكي نُحل منه .. ونتخيل أنفسنا بدونها لكي لا تطلب أنفسنا الكثير والكثير .. علينا أن نقولا بدلاً من نريد ونريد .. نقول علينا أن نتخلى ونتخلى .. ربنا جعل آبائنا القديسين لا يريدون شئ .. ملأهم بغناه وإنه سيغنينا نحن أيضاً بمحبته وبركته وجواهره الغالية الثمينة ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

أنا هو الطريق

عطايا المسيح للنفس البشريه وهى هبات حقيقيه وليس مجرد تشبيهات انا هو خبز الحياة اناهو نور العالم انا هو الطريق والحق والحياة اناهو القيامة والحياة انا هو الراعىالصالح انا هو الكرمه الحقيقيه – تجد نفسك امامها لا يعوزك شىء وكانه يقدم لنا كل مانحتاج (ماذا يصنع لكرمى وانا لم اصنعه) وقال الطريق بمعنى ليس بأحد غيرة الخلاص الانسان على صورة الله له حنين واشتياق لله وصارله تمتع باله اذ يجد فى الله صورته وحين فسدت الصورة وانفصل الانسان عن الله صار لايوجد طريقا لمعرفه الله الا من خلال ابنه الحبيب يسووع المسيح الذى اعادنا للسماء فى شخصه القدوس طريق جديدا كرسه لنا بالحجاب اى بدمه حين رفع على الصليب فتح امامنا الطريق للسماء وصار هو السلم المؤدى بنا الى الله فهو الهدف وهو الوسيلة

الصوم والارتفاع الى السماء

فترة الصوم المُقدس هى أجمل فترات السنة و يقولوا عنها ربيع السنة الروحية , الذى تفوتمنه هذة الأيام و لا يبنى نفسه , فسيكون من الصعب إنه يبنى نفسه فى فترات السنة العادية , و لماذا ؟؟ لأن هُناك فعلين , نحن أخذينهم الآن فى الصوم , فماذا هم ؟؟1-إن المسيح صام عنا و طبعا عندما صام عنا , الشيطان تضايق و هذا ظهر عندما جربه على الجبل . نحن جزأ من جسم المسيح و نحن صائمين معه و قوة صوم المسيح , مُضافة إلى صومنا , ضع فى قلبك هذة النقطة , صومك هزيل , صومك ضعيف , صومك أنت تشعر إنه ليس له أى معنى , سأقول لك لا , صومك قوى أنه مُضاف إليه قوة المسيح , فإذا أصبح كبير , فأولا نحن محمولين على قوة المسيح لأننا صائمين معه . ثاني شئ , محمولين على قوة صوم الكنيسة كُلها , أن أريضك أن تتخيل , نساء و أطفال و بنات و أولاد و رجال , كل فئات الكنيسة , رُهبان , راهبات , أساقفة و البابا , الكنيسة كُلها صائمة و أنا قطعة فى الكنيسة , إذا أنا مُضاف إلى الكنيسة كُلها . فأنت إذا مُضاف إلى إل قوتين 1- قوة صوم المسيح نفسه 2- قوة صوم الكيسة كُلها . و لهذا أرجوك أن تشعر بقيمة هذة الأيام و لا تتوانى حتى لو ليوم واحد فيها , لأنها فيها قوة من السماء , يسوع صام عنا , 40 يوما و 40 ليلة و أحب أن أقول لك على شئ , إن رقم 40 , هو عبارة عن 4*10 ز أربعة تثشير إلى إتجاهات الكنيسة الأربعة فهو رمز إلى رقم ارضى , و 10 رقم سماوى , فإذا هو يُشير إلى كمال العمل البشرى المُتحد بالعمل الإلهى , او يُشير إلى قوة عمل إلهى من خلال عمل بشرى و لهذا موسى النبى صام على الجبل 40 يوم و الشعب جلس فى البرية 40 سنة و يسوع صام 40 يوم و بعد القيامة جلس معهم 40 يوم ثم صعد , فأنا أريد أن أقول لك مُضاعفات الأربعين أيضا , عندما دخل الشعب إلى أرض مصر حتى خرج منها جلسوا هُناك 400 سنة و زيادة على ذلك إن يسوع عاش 400 شهر و خدم 40 شهر . يسوع عاش 400 شهر و خدم 40 شهر و صام 40 يوم و من القيامة للصعود 40 يوم , فما حكاية كل هذة الأربعينات , فأقول لك , لأن هذا الرقم هوكمال العمل الإلهى و البشرى . فنحن صائمين 40 يوم , فتجد واحد يقول لك , أنا سأصوم نصفه أى سأصوم 20 يوم , و ماذا إذا تُعنى ال20 يوم ؟ لا يُعنوا شئ , إذا أنا محمول على قوة صوم المسيح و قوة صوم الكنيسة ز. فن أقدس فترات السنة هى فترة الصوم الكبير , فال تتوانى فيها .لا أنسى مرة كُنت جلست مع شاب آخذ أرض ناحية العمرية , فالأزمة هُناك فى المياه و الأراضى كثيرة و الشباب آخذين اراضى كثيرة , فكانوا يعملوا لهم مواعيد للري , فيقولوا لهم أنت مثلا لك 3 أيام فى الشهر , فأنا أريدك أن تتخيل هذة ال3 أيام , ما الذى يفعله هذا الولد فيهم؟؟ يستخدم كل قوته و يجيب كل حبايبه و كل أهله و يتهروا عمل , لماذا ؟؟ لأنها فترة الرى , وأنا أتخيل إن فترة الرى تُمثل فترة الصوم الكبير بالنسبة لنا , الذى يُكسل فيها , الذى ينام فيها . الذى لم يتعب فيها , الذى لم يُجاهد فيها , فيكون بهذا أضاع على نفسه أكثر فترة خصوبة , أضاع على نفسه أطول فترة من الممكن أن يستفيد فيها و يفرح فيها و يترفع فيها , فلا تُضيع يوم أو لحظة , لأنك إذا اضعت يوم , تكون بهذا خرجت خارج ال40 و ستحدث لك خسارة كبيرة , لأنها هى فترة البناء . و لهذا الكنيسة عملت لنا فترة رائعة جدا , أريد أن أعبر علها نعك سريعا . إذا أردنا أن نحسب أسابيع الصوم كلها من أول أسبوع الإستعداد حتى اسبوع القيامة , فيكونوا 9 , حد الرفاع و بعد ذلك حد الكنوز وبعد ذلك حد التجربة و بعد ذلك أحد الابن الضال و بعد ذلك حد السامرية و بعد ذلك أحد المخلع و بعد ذلك أحد المولود أعمى و بعد ذلك أحد الشعانين و بعد ذلك أحد الزعف . هذة التسع آحاد نُريد أن نُقسمهم 3 ثلاثات , أول 3 نُسميهم مبادئ , 2 ثلاثة نُسميهم نماذج , 3 ثلاثة نُسميهم نتائج. فماذا يُعنى بكلمة مبادئ؟؟ أساسيات , ال3 آحاد التى نحن فيها الآن يُسموا مبادئ أساسيات , أول أحد الذى هو أحد الرفاع يُكلمك عن الصدقة و الصوم و الصلاة , فما الذى تفعله عندما تصوم و ما الذى تفعله إذا أردت أن تُصلى و ما الذى تعفعله إذا أردت أن تتصدق . يُريد أن يقول لك , إن هذة مبادئ تبنى عليها صيامك , فأول 3 أحاد هم عبارة عن مبادئ , و أول إسبوع اسمه الإستعداد ,و فى أول إسبوع يُكلمك عن الصدقة و الصوم و الصلاة , و خُذ بالك هؤلاء ال3 , فالصلاة تُمثل علاقتى مع الله و الصوم تُمثل علاقتى بنفسى و التصدق يُمثل علاقتى بالآخرين , 3 أركان , أنا و الله = صلاة : أرفع قلبى أتكلم مع الله , أشعُر بالله , ربنا يشعر بي و يكون بداخلى إنسان صلاة , أنا و نفسى= صوم : فى الصوميجب أن أضبط نفسى و أقسو على نفسى , فيقول لك :" بالصوم أذللت نفسى " حاول فى فترة الصوم أن تضبط نفسك جدا فى الأكل , فى الراحة , فى الرفاهية , فى الكماليات , فى الوقت , أنت و نفسك. كنت قريبا أتكلم مع مجموعة شباب و شابات و قُلت لهم :" أنا أريد أن أسألكوا سؤال : من الممكن أن تقول لى كم كمية الوقت الذى أنت تستفاد به؟؟ و بالنسبة إلى الوقت الذى أنت تضيعه نسبته من كام إلى كام ؟؟ فما رأيك إن هذا الوقت الذى تُضيعه نقدمه لربنا فى الصوم . و إذا كان لديك بعض من مصروفك , فما رأيك إن حولت مصروفك من الأمور الغير ضرورية إلى مُساعدة الفقراء و المساكين , أنا و الآخرين =التصدق : فخُذ بالك يا حبيبى , المسيحيون الأوائل كانوا يعيشوا الفوت يوم بيومه , يعنى كسب 10 قروش فى اليوم , صرف 7 و تصدق ب3 و الغذ ؟؟ ربنا يتولانا و كل يوم كان يعمل و يصرف من إحتياجاته و الذى كان يتفضل عنه كان يتصدق به . فى الصوم كانوا يأكلوا أكل قليل جدا , فكان نسبة الذى يأكلوه صغير جدا و كان نسبة الذى يتصدقوا به كبير , فلهذا لا تستغرب عندما تأتى فى الكنيسة فى أثناء الصوم والكنيسة تقول لك :" طوبي للرحماء على المساكين , فإن الرحمة تحل عليهم " , فما علاقة الرحماء على المساكين بالصوم ؟؟ أقول لك , لأنه بالنسبة لك موسم عطاء , لأنك تُصرف تقريبا نصف مصروفك على الأكل , فما الذى تُطيه إلى الله ؟؟ و إياكأن تعتقد إنك ستُقلل من اكلك , لأنك تُريد أن تحوش بعض المال , فبهذا تكون إنسان بخيل , إنسان غير سوى , لأ , انت تُقلل فى أكلك , لكى تتصدق , فأصبحت أنت تُقدم ذبيحة من جسدك و من إحتياجاتك . فهذة كُلها مبادئ ( صلاة - صوم - صدقة ) , ثانى أحد يُسمى أحد الكنوز , فيقول لك " غصنعوا لكم أكياس لا تبلى و كنزا فى السماوات لا يفنى و يقول لك " حيث يكون كنزك هُناكيكون قلبك أيضا ). يُريد أن يقول لك " إذا أردت أن تصوم ارفع قلبك لفوق " اجعل صومك روحانى و لا تُفكر كثيرا فى الغد و لا تُفكر فى هموم الحياه , لا تُفكر فى المال , إجعل كنزك و قلبك لفوق , ارفع نفسك فوق و اجعل إشتياقاتك إشتياقات سماوية ارفع نفسك فوق و لا تتخنق بأمور العالم , طالما أنت صُمت أى ترفعت , طالما أنت صمت اى رفعت قلبك و عقلك و جسدك لفوق , ففى أحد الكنوز يُريد أن يقول لك , أنا أريد فيه أن تكون إشتياقاتك إشتياقات سماوية , و جسدك يُفكر أفكار أبدية , و إحتياجاتك , تُحاول إنك تُقللها حتى تتصدق لكى تصنع لك كنز لا يدنو منه سارق و لا يفسده سوس , يُريد أن يقول لك " الثروات فى الأرض مُعرضة للضياع و للفساد و للتقلبات و للخسارات " وعندما يكون الإنسان قلبه فى ثروته و خسارته , فتكون مُشكلة كبيرة , إياك أن تعتقد إن الكتاب المُقدس و الحياة المسيحية تقول لك " لا يصح أن يكون معك أموال " هى لا تقصد هذا , المقصود إنك لا تجعل المال يدخل قلبك و لا تجعل داخلك محبة المال و درب نفسك أن تستخدم المال و درب نفسك أن يكون المال بالنسبة لك مُجرد إداء إحتياجات , المال يكون بالنسبة لك وسيلة و ليس هدف , فالصوم يقول لك ضع مبادئ لأنه حيث يكون كنزك هُناك يكون قلبك أيضا , كنت مرة ذهبت إلى لد كان يعمل فى البورصة , فقال لى يا أبونا , يحدث مواقف صعبة جدا , فمرة رجل أسهمه ثمنها قل إلى النصف , و عندما سمع هذا الرجل هذا الكلام , وقع على الأرض صريع , لماذا ؟؟ لأنه مسكين , كنزه فى المال و قلبه فى المال واضع كل آماله فى المال ,وعندما ذهب المال ذهب هو أيضا . فمن المفروض إن المال هذا ملكى أنا و ليس انا ملك المال , فأنا الذى أتحكم فىه و مشكلة المال إن بعض الأحيان هو الذى يتحكم فىّ و يتحول إلى سيد و لهذا يقولوا إنامال عبد جيد لكن سيد رضئ . فعبد جيد , يُعنى انا الذى أتحكم فيه أنا الذى آمره , و لكنه سيد رضئ عندما يسود على الإنسان . حيث يكون كنزك , هُناك يكون قلبك أيضا , هذا هو أحد الكنوز . الأحد الثالث يقول لك أنا قررت أن تُصلى و تصوم و تتصدق و رفعت قلبك لفوق , خلى بالك , هُناك تجارب , خلى بالك عدو الخير , سوف لا يتركك , إحذر سيحاربك بالأكل , بالكرامة و بمباهج العالم رو كل هذا لكى تسجد له , فإياك أن تعتقد إنك ستصوم و عدو الخير سيقف ليُشاهدك فقطبدون أن يُحاربك , أنها كنت أقول لك إن فى الصوم الكبير , الكنيسة كلها صائمة , محمولة على قوة الميسح ز محمولة على قوة صوم الكنيسة كُلها فبلا شك عدو الخير يهيج , يُريد أن يقول لك " ستبدأ للصوم , سأتركك تصوم بعض الوقت و لكنه يختبئ بعض الوقت ثم يهجم عليك فى لحظات شرسة . لماذا؟ لأنه يُريد أن يقول لك إنك صائم و لكنك تعمل الخطايا و حالتك وحشة جدا , فإين الصوم الذى أنت تصموه ؟؟ فيجعلك تيأس و تع=فقد معنى الصوم . يجب أن تعلم إنك فى الصوم ستُحارب , فما الذى أفعله؟؟ أقول لك :" تذكر كيف تصرف الله مع الشيطان و هو مُجرب على الجبل , المسيح يقول لك :"هو صائم و مانع الأكل و طوال الوقت فى خلوة و فى صلاة و مع كل ذلكعدو الخير , ذاهب لمُحاربته و يقول لك :" انت أيضا كذلك فى فترة الصوم ستُحارب . فكثير من الناس يقولوا لى , عندما يبدأ الإنسان يرفع قلبه لربنا الحروب تزيد عليه , فأنت تعرف الراهب الذى قال :" إن هذا المكان ملئ بالحروب أنا أريد ان أبعد عنه شوية , فبدأ يلم فى أشيائه , فربنا فتح عينه و وجد شيطان يلم أشيائه هو أيضا , فقال له إلى إين تذهب فقال له :" أنا سأذهب خلفك ,أنا سوف لا أتركك , فكرك حرب عدو الخير , لأنك أنت هُنا فى مصر , هل تعتقد إن حرب عدو الخير لأنك لديك 20 سنة , أبدأ حتى إذا كان لديك 60 سنة , لا توجد فئة إلا و يتجاسر عليها العدو إذا كان تجاسر على رب المجد نفسه و ذهب ليُجربه , فأتى له مرة و بعد ذلك حضر له مرة أخرى و يأتى له مرة ثالثة و فى النهاية يقول له " تركه إلى حين " فأنا أيضا سوف لا أتركك لأنك كسفتنى 3 مرات و لكنى أيضا سوف لا أتركك , هو يُدعى عدو الخير , فعندما تنوى على خير تجد العدو أمامك , تجد جسدك , تجد أفكار تجد أحاديث , تجد عثرات , تسقط و عندما تسقُط تيأس , تقول :" هذاهو الصوم , أنا لا ينفع لى أن أصوم مثل الناس و تيأس " . أقول لك " لا " .عدو الخير يُحاول أن يُحاربنا فى أقدس اللحظات , حتى يفقدنا الرجاء فيها و حتى نيأس منها و نشعر إنها بدون فاعلية و يفقدنا الرجاء فيها , فيعمل معنا هذا فى الإعتراف و الصلاة و يقول لك " لماذا تُمارس الأمور الروحية و أنت أصلا رضئ , فمن الأحسن أنك تكف عن فعلها , لأنك بهذا أنت تُهين الله , أقول لك " أبدا طالما انت تُجربنى أنا سأصرخ لإلهى و إن سقط سأقوم و لا أتخلى أبدا عن رجائى و هو الذى سيحارب عنى و هو الذى سيغلب فىّ و بىّ . بدأت الفضائل و المبادئ تُغرز فى داخلى و بدأ النشاط الروحى يُزيد و بدأت أشم نفسى و لكن عدو الخير أتى و اسقطنى فـأصبح عندى إحباط , فيُدخلك على ال3 حدود الآخرين و هم النماذج , 3 نماذج من أروع نماذج التوبة , ما هم؟؟الابن الضال الذى نحن نقول عنه الشاطر و ليس الضال و بعدها السامرية و بعدها المخلع , أروع 3 نماذج فى الإنتصار على الخطية , تقول لك " إن صومك يجب أن يصحبه توبة ". و فى التوبة ضع أمامك هؤلاء ال3 . 1- حِب الابن الضال : فهذا يُبين لك بشاعة و شناعة الخطية ." شناعة الخطية " 2- السامرية: يُبين لك مدى سيطرة الخطية و تكرارها . " تكرار الخطية " 3- المخلع : يُبين لك مدة الخطية و اليأس من الشفاء ." اليأس من الخطية " فهذا هو حالنا بالفعل , فيقول لك إذا كُنت فى نمرة 1- ارجع , و إذا كُنت تماديت فى الخطية , ارجع و إذا كُنت تماديت فى الخطية لدرجة إنك يأست و وصلت لهذة الدرجة من الجمود و الشلل , فأقول لك , ايضا لك , رجاء , يض لك ال3 نماذج . من أجمل قراءات السنة كُلها قراءات الصوم الكبير , لماذا؟؟ يقول لنا , " فى الحقيقة أولادى صائمين و مُحتاجين إلى كثير من الطعام , هُم محرومين من طعام الجسد و أنا سأقدم لهم طعام الروح ". ابنى لا يأكل الوجبات الشهية التى يُحبها و لكننى سأقدم له وجبات شهية و فصول لا تُقر أ عليه أبدا إلا فى فترة الصوم الكبير , الكنيسة تتدخر أجمل فصولها فى فترة الصوم الكبير , فى تشبيه جميل , تعرف أنت الذى يقول لك " تعرف أنا أمى فى البيت لا تعمل لنا هذا الاكل إلا عندما يكون عيد أو عزومة فقط , لا نرى البشمل و لا هذة الحاجات إلا فى الأعياد أو العزومات , أقول لك و الكنيسة أيضا كذلك , تُقدم لنا أحلى القراءات فى مُناسبات عليا . فتُقدم لك أحد الابن الضال , فإنجيل الابن الضال , لا يُقدم أبدا فى الصوم الكبير , فطالما أنت لا تأكل خُذ طعام الروح , خُذ هذا الفصل , اشبع به و عيش به , يجعلك تنسى حكاية الأكل و الشُرب و تتشدد بالرجاء , الابن الضال يُبين لك " ضعف طبيعة البشر , العقل البشري المحدود , حُبالعالم , حُب الزيغان , حُب الإبتعاد , الإغرائات ,الخيال البشرى . كم إن العدو يُزين الخطية و يُبعدك , تبعد كثير , و يقول لك " ذهب إلى كورة بعيدة , و خذ بالك من شئ أحب أقوله لك " عدو الخير لا يعنيه أبدا أن نسقُط , هو ليس هدفه إنك تسقط أبدا بل هدفه إنك تبتعد و لا يعنيه أبدا أن تُكرر سقوطك بل الذى يعنيه فِعلا أن تزداد فى الإبتعاد و تيأس. فعندما جاء عدو الخير و ارب حواء , ليس كان هدفه إنها تأكل , بل كان هدفه إنآدم يبعد عن المسيح , إن آدم يختبئ , أن يُفسد الوحدة بين آدم و ربنا , هذا هو الهدف , ليست حكاية الأكل , الأكل كان بالنسبة له وسيلة لكى يصل بها إلى هدفه , الخطية عند عدو الخير بالنسبه له وسيلة , و لكن هدفه هو أن نبتعد , ذهب إلى كورة بعيدة فهذة هى الخطية . فأنت قُل لعدو الخير " أنا لست ضعيف حتى إذا أخطأت , خطيتى تُقربنى و لا تُبعدنى " أنا أخطئ و أعود مرة ثانية و إن أخطأت سوف لا أبعد . و لهذا خُذ بالك إن عدو الخير يقصد بالخطية إنك تبعد و يقطع العلاقة التى بينك و بين الله و تسير و أنت خجلان و لا تترائى أمامه و يُكلمك ربنا تقول له " انا سمعت صوتك فخشيت , فأنا لا أريد أن أكلمك و انت أيضا لا تُريد أن تُكلمنى , فأنا من المُفترض إننى أبعد " يقول هو لك " أنا سأظل أبحث عنك " إين أنت ؟؟"هل أنت يا رب لا تعرف إننى خالفتك , لا تعرف إننى خاطئ , يقول لك :" أنا أعرف كل شئ أنا فقط ابحث عنك , و لهذا هُناك بعض القديسين يقولوا لك :" إن الكتاب المُقدس كله هو عبارة إين أنت "أى بحث الله عن الإنسانو فداء الله للإنسان و تعلية الله للإنسان , هذا هو هدف الكتاب المُقدس كله . 1- الابن الضال. 2- السامرية : يُريد أن يقول لك " إن أخطأت عُد , وإذا تكررت الخطية معك , فكم رجل تعرفه السامرية ؟؟ تعرف 6 , " كان لكى 5 أزواج و الذى معك ليس بزوجك " و 6 فى الكتاب المُقدس يُشير إلى النُقصان , و كأنه يُريد أن يقول لها " أنت سرتى خلف 6 " و هل أكتفيتى ؟؟ هل شبعتِ ؟؟ هل رضيتى ؟؟ هل مبسوطة؟؟ أتى ليتودد إليها رغم إنها واضعة حدود بينه و بينها , تقول له :" أنا مرأة و أنت رجل , أنت يهودى و أنا سامرية , فكيف آتى لتُكلمنى ؟؟" هل أنت لا تعرف إن الذى أنت تفعله جطأ ". فى العُرف اليهودى يوجد شيئان , 1- المرأة مُحتقرة جدا , فلا يصح أن واحد يقف مع واحدة بمفردهم فى مكان عام , شئ مُشين جدا , خصوصا إنه لا يوجد أية علاقة بينهم , بالإضافة إلى هذا إنه يهودى و هى سامرية , عداوة شديدة جدا , سأحكى لك عنها بعد ذلك , يوجد حروب و إحن=تقار , لدرجة إنهم عندما يُحبوا أن يشتموا واحد يقولوا له "أنت سامرى", و يسوع شُتم قبل ذلك , فقالوا اه :"أنت سامرى و بك شيطان ". فلنترض إننا نُريد أن نصف واحد فى حياتنا .نقول له " أنت يهودى " فكلمة سامرى عند اليهود , تُعنى نجاسة , فتقول له " نحن يوجد عداوة بيننا " هو يُزيل الحواجز و هى تضع الحواجز , هو يقول لها " اعطيتينى لأشرب" يتودد إليها . الله يُريد أن يقول لك " إذا أخطأت تعالى , كرمت الخطية و وصلت إلى سيطرة على حواسك و على أيامك , أيضا تعالى إلىّ " رقم 6 رقم ناقص " المسيح دخل حياتها فأصبح الرجل نمرة 7 , إشارة إلى الكمال و الكفاية و الرضى , ففطمها عن كل ماضيها القديم . طالما أنت تسير خلف أهوائك و أهدافك , سوف لا تشبع , لا تكتفى و لكن إذا أخذت المسيح ستأخُذ 7 و أنت تأخذ الكمال و الكفاية. يقول لك خاطئ عُد مع الابن الضال و إذا كُنت كرمت الخطية , عُد مع السامرية , أما إذا كانت الخطية سيطرت عليك , المسيح سيأتى بنفسه لك . خُذ بالك المثل الأول , الولد هو الذى عاد , فى المثل الثانى يسوع هو الذى ذهب إليها و فى المثل الثالث , الرجل المُقعد تماما , يسوع هو الذى ذهب إيه أيضا . فيضع لك 3 نماذج أروع من بعض. واحد مُقعد له 38 سنة على هذا الحال و ليس له أحد و يائس تماما لأن كلما الملاك يُحرك المياه , واحد فقط هو الذى سيُشفى , أكيد هذا الرجل حاول مرة و 2 و 3 و 10 و أكيد وصل إلى درجة إنه ليس له أى أحد يُساعده , لأنهم يُريدوا أن يقولوا له " نحن سوف نُضيع وقتنا مع واحد يكون فى منه رجا ". و لكن يأتى يسوع و يقول له " أنا الذى سأشفيك " و بالطبع الرب يسوع ليس فى إحتياج إنه يضعه فى البركة , و لكن كلمة منه فقط كافية بإنها تُقيمه , الخطية التى ربطت فيك قيود لسنين و نظرت إلى نفسك نظرة عجز و فشل كامل و شعرت إن لا شفاء و لا رجاء و لا أمل , لكنك لك رجاء و لك شفاء و لك امل من خلال الرجل المخلع . رأيت الفصول الجميلة فى الصوم . الكنيسة تقول لك " توب , ارجع , قررت الخطية , انا آتى إليك , يأست و فشلت لا تُحبط , " لك رجاء فى المسيح يسوع " و لذلك " نحن نقول لك , لا تقطع رجائى يا سيد من رحمتك ". و اعلم طالما أنت تتوب أنت تأخذ بركات و انت تتقدم على عدو الخير برجائك أكثر بكثير جدا من سقوطك . فالذى يقع و يقوم , يقع و يقوم , رصيده عند الله, يُحسب له القيام و لا يُحسب له السجود , فبهذا يكون رصيده his score أعلى عندما تقع و تقوم تُحسب لك point على إنك قُمت و ليس على إنك وقعت و لهذا عدو الخير عندما يجد إنسان سقط , يقول له :"انا سوف لا أهاجمك و لا أحاربك , لأنك بذلك تأخذ أكاليل أكثر " لأن مُحصلته , تكون كُلها صعود . ففى الرسم البيانى , يقيسوا الشئ بأعلى point وصلوا لها . فطالما أنت تتوب الله سوف يأخذ منك النقاط العليا , فسيحسب لك كم كانت قوة توبتك فى كل مرة ؟؟, فكُلما كانت قوة التوبة أكثر , هذة هى التى تُذكرلك . هذة ال3 نماذج . فأول 3 كانوا مبادئ و ثانى 3 كانوا نماذج و آخر 3 كانوا النتائج . مسكت فى المبادئ و مسكت فى النماذج , خُذ فى النهاية النتائج , الذى يعيش الصوم بجد يأخذ نتائج كثيرة . 1- المولود أعمى : أول نتيجة , حياتك تستنير إنسانك الداخلى يُضيئ , ثمرة الصوم " كُنت أعمى و الآن أبصر ". الغشاوة , الغباوة , قساوة القلب , العين التى لا ترى الروحيات ’ تبتدأ أن تستنير و لهذا كانت الكنيسة تجعل الموعوظين يجلسون طوال الصوم و تُعمدهم يوم أحد التناصير , الذى هو يوم أحد المولود أعمى , لأنه اليوم الذى عرفوا فيه و اليوم الذى إستناروا به بالمسيح يسوع , هذا هو جمال تالصوم , هذا أول نتيجة فى الصوم , أن تنفتح أعينك على جمال الروحيات و على فرح الثمر الروحى و على جمال العطية , تستنير , تُبصر , ما كُنت لا تُبصره . فالخطية عمى , يجعلك لا ترى . تعرف عندما يقول لك عيسو ذاهب لكى يأكل طبق عدس يقول له يعقوب "ةبع لى البكورية " فقال له يا سيدى بلا باكورية بلا شئ خُذها" خائف مسكين "قال له " أنا ماضى إلى موت , أعطينى لآكل " . فهذا يرى طبق العدس و لا يرى البركات , مسكين , اعمى . فالبكورية معناها إنه سيأخُذ ميراث ضعف إخوته و إنه سيكون كاهن الأسرة و يُقدم الذبائح بدل ابوه و سيكون كبير العيلة , فالعشيرة كلها أو القبيلة كُلها تُسمى باسمه و يأخذ أكبر بركة من ابوه فى الميراث و بعد كل ذلك يبيعها بطبق عدس , فهذا عمى . الإنسان الأعمى تجد الروحيات عنده ليس لها قيمة . ما الذى تراه ؟؟ أرى طبق العدس , فى المسيح يسوع الإستنارة تُعطيك إضائه للأمور الروحية , هُنا تُبصر . تعرف كم هى شناعة الخطية , كم هى كرامة الطهارة , كم هى عذوبة الحياه مع الله , كيف إن العالم كله يمضى و شهواته معه . كيفإن التوبة هى التى تنفعك و كم إن الخطية مُهلكة . فيوجد ناس إعتقدوا إن الخطية ذكاوة و شطارة , هُناك ناس تعتقد هذا . تقول لك " أنا أريد أن أعيش حياتى , انا أريد أنا أعيش بالطول و بالعرض " . و بعدما تأخذ الإستنارة , تجد البركة الثانية 2- دخول يسوع إلى أورشليم : المسيح يملُك على قلبك , مدينته تضج و تقول له " أوصانا يا ابن داود ". غذا سرت مع الصوم تجد البركات مُتدرجة , المسيح يملك على كيانك بالكامل "تهتف المدينة له , يملُك على الفكر و على القلب و على الحواس و على المشاعر , فتهتف له " أوصانا يا ابن داود ". نتيجة الصوم يُسيطر عليك المشاعر الروحية , نتيجة الصوم تجد نفسك فى حالة من الإرتفاع و الإرتقاء , نتيجة الصوم تشعر بالمملكة الروحية و هى تعمل فى داخلك و تدب فى داخلك و تُبنى فى داخلك , هذا نتيجة الصوم . آخر نتيجة 3- القيامة : مات الإنسان القديم و قان الإنسان الجديد , ماتت الخطايا و قام البر , مات من أجل خطايانا , اقيم من أجل تبريرنا , الإنسان العتيق دُفِن و وُلِد إنسان جديد , وضع فى القبر بجسد الميت , خرج بجسد مُمجد . هذا هو ثمرة الصوم, كنتيجة نهائية , فأشهى نتيجة فى الصوم هى : القيامة . إن لم تتدرج مع الكنيسة فى هذة الآحاد و إن عشت فى غيبة عن هذة البركات , فكيف ستعيش هذة البركات و المُناسبات ؟؟ كيف ستعيش هذة الآحاد , ستعيشها بجسدك فقط و بدون تفاعل؟!! قسمنا الصوم ل3 مراحل , أول مرحلة 1- المبادئ ( الإستعداد : الصوم و الصلاة و الصدقة)- الكنوز" حيث يكون كنزك هُناك يكون قلبك أيضا"-التجربة " طالما أنت بدأت حياة روحية ستُحارب و لكن أريدك أن نصبرو اثبت بدأت تثبت , بدأت الخطية تحاربك , لا تخف حتى إذا ضعفت " وضع لك 3 نماذج 2- النماذج: 1-الإبن الضال , شناعة الخطية , 2- السامرية " تكرار الخطية " ,3- المخلع " الفشل واليأس من الخطية " إن مسكت فى هؤلاء ستجنى 3- النتائج : الثمار المُشتهاه من الصوم 1- إستنارة 2- مُلك المسيح على حياتك 3- إنسان جديد مُقام . امسك فى الصوم بشغف , حب فترة الصوم و تمسك بها , الإنسان الروحانى , يشتهى الصوم لدرجة إنه لا يُريد أن الصوم ينتهى , الإنسان الروحانى ينظر إلىالأيام التى مرت من الصوم و يحزن عليها , و الإنسان الجسدانى : يحسب الأيام التى لم تأتى و يقول " متى سينتهى الصوم ؟؟" " الروحانى يقول لك " بسرعة فات اسبوع أو 10 أيام " " أنا أريد أن أمسك فى الأيام المُتبقية , و الإنسان الجسدانى ,البعيد , عمّال يقول" يااااساتر , نفسى أغمض عينى و أفتح عينى و أجدهم يقولوا لى كلوا لحمة و فراخ " . نفسك فى الأكل و ليس نفسك فى القيامة ,كم أنت مسكين !!. الإنسان الذى يُمارس أموره الروحية بطريقة جسدانية , سوف لا يفرح أبدا و سيصير الصوم بالنسبه له عمل ثقيل جدا و غير مُفرح و عمل مُضر أكثر من إنه مُفيد , فإذا خلاص , لا نصم , أقول لك " لا " نصوم صح . و لهذا القديسون يقولوا , :" الإنسان الذى يكون جسدانى فى أموره الطبيعية جسدانى, سيكون فى روحايته جسدانى " فيقول لك " إن لم تعرف أن تكون روحانيا فى جيدانياتك , ستكون جسدانى فى روحياتك " . ففى أكلك يجب أن تكون روحانى , فى حياتك اليومية , تكون روحانى , فى ملابسك تكون روحانى أى لا تهتم بالمنظر الخارجى , لا يُشغلك بدرجة كبيرة " يجب أن تكون روحانى فى جسدياتك و إلا ستجد نفسك تُمارس الأمور الروحية بطريقة جسدية و بطريقة شكلية . ربنا يُعطينا بركة الصوم وينفعنا بها و ينقلنا من الأرض للسماء من خلال رحلة الصوم الكبير و آحاد الصوم . نفرح و نتعزى و نقوم بها. ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

الجهاد الروحى وإماتة الجسد

يقول معلمنا بولس الرسول ﴿ حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع ﴾ ( 2كو 4 : 10) .. ﴿ فأميتوا أعضاءكم التي على الأرض ﴾ ( كو 3 : 5 ) .. ﴿ بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون ﴾( رو 8 : 13) الصوم فترة مقدسة من أجل تقديم أعمال إماتة الجسد لذلك سنتكلم عن ثلاثة نقاط مهمة :-

القيامة فى حياة مارجرجس

معلمنا ماربولس الرسول في رسالته الثانية لأهل كورنثوس يقول ﴿ لأننا نحن الأحياء نسلم دائماً للموت من أجل يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا المائت ﴾ ( 2كو 4 : 11) .. منذ أيام قليلة إحتفلنا بعيد إستشهاد مارجرجس .. مارجرجس طبق في حياته هذه الآية ﴿ لأننا نحن الأحياء نسلم دائماً للموت ﴾ .. لو وضعنا في ذهننا القديس مارجرجس نفهم الآية ﴿ من أجل يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا المائت ﴾ .. أي شهيد هو إنسان أحب المسيح حتى الموت .. الشهيد هو إنسان جاهد ضد ذاته جاهد ضد شهواته ورغباته .. جاهد حتى النهاية فصار شهيد في حياته قبل أن يستشهد ولم يكن شهيد وليد اللحظة بل هو شهيد أمام جسده وأمام الله وأمام العالم من قبل أن يستشهد .. ﴿ لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا المائت ﴾ لذلك الإستشهاد هو طبيعة الحياة المسيحية .. طبيعة الحياة في المسيح في النهاية يؤدي إلى الموت من أجل المسيح كتنفيذ للوصية حتى النهاية .. لذلك في كل تذكار شهيد لابد أن تكون لنا صحوه .. لابد أن تكون لنا مراجعة مع أنفسنا وسيرة حياتنا .. لذلك إيمان ودماء الشهداء هو بذار الكنيسة كما قال القديس أغناطيوس .. هناك الكثير في المخطوطات لم نعرفه عن القديس العظيم مارجرجس .. هناك أسرار في حياته أول شئ غير معروف عن مارجرجس أن أبويه كانا تقيان .. كان أبوه في منصب كبير في الدولة وكان له دالة كبيرة لدى الملك حتى عُرِف أنه مسيحي فإستشهد .. إذاً كان أبوه شهيد وهو في عمر العشر سنوات .. تخيل طفل في عمر العشر سنوات يرى أبيه يستشهد أمامه .. صارت رغبة الإستشهاد داخله قوية وقوى إيمانه أكثر وأكثر فحدثت تحولات عظيمة في حياته .. أيضاً كانت أم القديس مارجرجس إمرأة تقية .. إنتقلت ومارجرجس في عمر 16 – 17 سنة .. وكان والداه أغنياء جداً وكان في هذا الوقت أمر عادي أن يكون لدى الأغنياء عبيد .. بعد أن إستشهد والد مارجرجس وإنتقلت والدته وزع جميع أمواله وأطلق كل عبيده أحرار إذاً مارجرجس منذ البداية والقيامة تعمل فيه .. كان يشهد للمسيح بتصرفاته .. نرى في حياته من بدايتها خطوات تدل على إنسان ناضج .. شاب في عمر السابعة عشر سنة أي معروف أنه سن طيش سن غير مدرك لأمور الحياة لكننا نرى مارجرجس في نضج يفوق نضج الشيوخ .. نعمة الله هذا عملها .. نعمة الله تحول لذلك أرجوك لا تستصغر نفسك .. ﴿ لا تقل إني ولد ﴾ ( أر 1 : 7 ) .. أنت في المسيح يسوع وبنعمته قادر أن تتخطى سنك وفكرك .. المسيح قادر أن يصنع بك عظائم .. هذه هي الوصية والقديسين .. شاب في هذا العمر تقي لهذه الدرجة ؟!! قد تقول أن الأنبا أنطونيوس باع كل ماله وذهب للبرية لكن مارجرجس باع كل ماله ووزع أمواله ولم يذهب للبرية كالأنبا أنطونيوس .. إذاً كان لابد أن يكون معه بعض المال لأنه يعيش في العالم ويقال أنه كانت توجد في أسرته فتاة إرتبط بها أي كان في حياته مشروع إرتباط .. زواج ومع كل هذا يبيع كل أمواله ؟!!! نعمة .. نعمة الله غزيرة جداً دخل مارجرجس الجيش الروماني وكان وقتها دقلديانوس ملك وكتب المنشور وعلقه في الميادين والأماكن العامة وكان منشور مستفذ جداً غير أمر التبخير للأوثان .. كان في المنشور عشرة بنود منها :- i.غلق جميع الكنائس وحرقها . ii.إحراق جميع كتب العبادة المسيحية . iii.طرد جميع العاملين المسيحيين بالدولة . iv.تأميم جميع أموال المسيحيين . v.جميع المسيحيين غير العاملين بالدولة يصيروا عبيد . vi.الإجبار على التبخير للأوثان . دقلديانوس كان في صغره يعمل سايس في إسطبل خيول ثم صار ملك .. لذلك هذا كلام لا يصدر من شخص يفكر بإسلوب سوي صحيح حتى وإن كان يكره المسيحيين بالطبع مارجرجس لم يحتمل فمزق المنشور أي صار في تحدي مع الملك .. الإنسان الذي به نور الوصية يكون قوي .. ما الذي يجعل الإنسان يعيش في تردد ؟ أنه مغلوب من نفسه وبذلك يكون مغلوب مما حوله .. مارجرجس كان غالب نفسه .. كان قائم ضد نفسه وضد جسده مثل سيده يسوع المسيح لذلك كان غير مهزوم .. ألقي القبض على مارجرجس وسار في سلسلة عذابات عنيفة لفترة سبع سنوات .. أول ليلة في الحبس نزعوا عنه ملابسه ووضعوا حجر كبير جداً على صدره طول الليل – ألم رهيب – ما هذا ؟ لو كان ضعيف كان سيتراجع عن إيمانه لكنه قال لهم عبارة جميلة ﴿ ستملون من تعذيبي أما أنا سوف لا أمل بنعمة الله ﴾ .. إنتصار وقيامة داخلية .. الإنسان يضعف من نفسه عندما يفكر في نفسه كثيراً ويصير حساس لنفسه فهذا ضعف لكن عندما يكون ربنا يسوع أمامه يعطيه قوة أكبر من ذاته البشرية .. وهذا هو مارجرجس القائم كسيده وضعوه في دولاب به مسامير وسكاكين ويتمزق جسده ثم يظهر له ربنا يسوع ويشفيه ويعزيه .. فقال المستشارين للملك أن أكثر شئ يؤذي الشخص المسيحي هو أن تفسد عفته فإن أفسدت عفة مارجرجس ستميته قبل موت الجسد لأنه معروف أن المسيحي بالعفة يرضي إلهه .. إبعده عن إلهه ثم إقتله .. ووافق الملك فأحضروا فتاة خليعة قضت ليلة مع مارجرجس في السجن ومعروف أن الإنسان المحبط الذي في ضيق سقوطه سهل .. ومارجرجس مسجون وفي شدة وحالة مرة لكن لم تستطع الفتاة أن تقترب منه لأنه كان في السجن قائم ساجد يصلي .. جعل السجن هيكلاً وبدلاً من أن تُشتم منه روائح كريهة صارت به روائح ذكية عطرة .. أي أنا الذي أؤثر في المكان وليس المكان هو الذي يؤثر فيَّ يقال عن يوسف العفيف ﴿ أن يوسف زين العبودية بجمال بهاء فضائله ﴾ .. إذاً السجن لا يؤثر .. لا تتحجج بالمجتمع الصعب .. سأقول لك هل هذا المجتمع مثل سجن مارجرجس ؟ فهذه الفتاة أتت خصيصاً لتسقط مارجرجس لكنها رأته يصلي ورأت نور ورأت رائحة البخور فوقفت خلفه تصلي مثله ولما إنتبهت لعريها لملمت ملابسها لتستر عريها لأنها شعرت أنها بالفعل أمام ربنا يسوع المسيح في الصباح يفتحون باب السجن ليروا مارجرجس وهو ساقط إذ بهم يرون الفتاة تصلي مع مارجرجس وتقول لهم ﴿ أتيت لأجذبه بسحر خلاعتي فسحرني بسحر طهارته ﴾ .. أنا تأثرت به لقد ذاب قلبي داخلي .. لم أصدق أن أرى شاب مثله بهذه العفة والقداسة .. هل هو من الأرض أم من أين ؟نعم هو بالفعل يعيش على الأرض لكنه ليس من الأرض .. هذا هو المسيحي والشهيد .. لذلك قالت أتبع إيمان مارجرجس ولنسأل هذه الفتاة سؤال .. هل تعرفين الثالوث القدوس ؟ هل تعرفين أساسيات الإيمان ؟ تجيب لا لكني رأيت مارجرجس فتبعت إيمانه .. هذه الفتاة تظهر في بعض الأيقونات خلف مارجرجس على حصانه ويفسر ذلك الآباء بأنه قد أحضر هذه الفتاة معه للمسيح .. وتظهر أيضاً واقفه تنظر له ويقول الآباء أنها تمثل الكنيسة التي تتابع جهاد أولادها مارجرجس جعل الزانية شهيدة .. نعمة بلا حدود وبلا نهاية قادرة أن تغير كيان الإنسان لذلك مَلَك إيمان يسوع على قلبها وحواسها فصارت شهيدة من أصحاب الساعة الحادية عشر كما يقول الآباء وأخذت نفس الأجرة .. لذلك في الغروب اليومي الذي يمثل قرب نهاية العمر نقول له ﴿ إحسبني مع أصحاب الساعة الحادية عشرة ﴾ .. أعطني أن أرضيك في اللحظات الباقية في اليوم .. القديس يوحنا ذهبي الفم يقول ﴿ الموت دخل للعالم بطريقة مضاعفة موت الخطية وموت الجسد .. أتى المسيح كيما يعطي غلبة مضاعفة على موت الخطية وموت الجسد ﴾ .. والذي يغلب موت الخطية يغلب موت الجسد وهذا مبدأ كل الشهداء فلن ترى شهيد ساقط في خطية ﴿ من يغلب فلا يؤذيه الموت الثاني ﴾ ( رؤ 2 : 11) .. لأن الموت الأول هو موت الخطية والذي يغلبه يستطيع أن يغلب الموت الثاني أي موت الجسد مثل مارجرجس إستمر الملك في تعذيب مارجرجس .. يربطون يديه ورجليه .. يلبسوه حذاء به مسامير تغرس في قدميه خاصةً عندما يقف فيزداد ثقل الجسد على قدميه ويطلبوا منه أن يمشي بالحذاء بل ويجري وإن وقف يضربوه حتى يكمل مسيره .. عذابات رهيبة .. من ضمن الطرائف التي كتبها الآباء أن الذي يدخل مجال الإستشهاد إن كانت له واسطة تقطع رأسه بسرعة لأن العذابات مرة لذلك قطع الرأس أسهل .. ما هذا ؟ قيامة داخلهم جعلت الموت أمر هين لأنهم يشتاقون للمسيح ويعيشون حياتهم للمسيح .. ﴿ من يقتني في نفسه شهادة صالحة يشتهي الموت كالحياة ﴾ .. ما سر رعب الناس من الموت ؟ السر هو عدم الإستعداد .. السر هو الخطية كان رب المجد يظهر لمارجرجس ويقول له * لا تخف يا جاورجيوس إني معك * فيمتلئ تعزية ويصير معافى .. يتركوه ليلاً ميتاً في الصباح يجدوه معافى .. فقالوا هو ساحر لنحضر له ساحر يؤثر عليه .. للأسف قلوب عمياء عمل بها الشيطان .. أحضروا له ساحر ومعه سم كي يسقيه لمارجرجس فرشم علامة الصليب على السم وشرب وانتظر دقلديانوس أن يموت مارجرجس ولم يمت .. فضاعف الساحر جرعة السم ثلاثة مرات ولم يمت مارجرجس حتى أن الساحر سجد له وأعلن إيمانه بإله جاورجيوس أمام الجميع .. لماذا سمح الله لمارجرجس بهذه العذابات المرة ؟ هل لتخليص حساب مع مارجرجس ؟ لا .. بل سمح بذلك ليكرز به فصارت آلام مارجرجس آلام كارزة .. كثيرون ممن رأوا هذا المشهد آمنوا واستشهدوا على إسم ربنا يسوع .. آلاف إستشهدوا بسبب مارجرجس زوجة دقلديانوس كانت تسمع عن مارجرجس وأعجبت به ولم تستطع أن تصل إليه .. وفي يوم بعد أن إحتار دقلديانوس في أمر مارجرجس فكر في أن يحضره إلى قصره لعله يستطيع أن يؤثر عليه فأحضر مارجرجس إلى القصر وألبسه ملابس جيدة وأطعمه وطلب منه أن يبخر للأوثان فقال له مارجرجس غداً سأتكلم مع آلهتك .. وأشيع الخبر في المدينة كلها أن غداً مارجرجس سيبخر للأوثان وفي هذه الليلة ذهبت زوجة دقلديانوس إلى مارجرجس وسألته ما هي قصته ؟ فكرز لها بالمسيح وآمنت لكنها لم تستطع أن تعلن إيمانها في الصباح أحضروا الأصنام أمام مارجرجس فصلى صلاة عميقة أمام الجميع ثم قال للوثن* آمرك أمام الجميع بإسم المسيح أن تعلن عن نفسك * .. فخرج صوت من الوثن يقول * إن الإله الحقيقي هو يسوع المسيح الذي تعبده أنت * وتكرر الأمر ثلاثة مرات وسمعت المدينة كلها هذا الصوت وفي ثالث مرة هوت الأوثان وتحطمت فآمنت المدينة كلها وآمنت زوجة دقلديانوس وأعلنت إيمانها فجذبها زوجها دقلديانوس إلى داخل القصر وهددها بالموت لكنها لم تتراجع واستشهدت وصار جميع من آمنوا شهداء .. ما هذا ؟ قوة قيامة في مارجرجس غلبت الموت وحطمت الأوثان .. وأخيراً قطعوا رأسه بحد السيف قوة مارجرجس في شهادته للمسيح .. في عمل الله الخفي في حياته .. عمل الله الخفي الذي يجعل الأنية الضعيفة تتمجد ويخرج منها رائحة ذكية .. الإنسان الذي يجذبه العالم بإغراءاته عمل الله الخفي فيه يجعله يغلب العالم .. نحن مدعوين لنعيش في العالم شهود للمسيح ونعلن إيماننا لابد أن نعيش شهداء أمام أنفسنا وأمام العالم وأمام المسيح ونعلن المسيح داخلنا ونفرح برسالتنا أن كل من يرانا يشتم رائحة المسيح فينا ونحضر له كثيرين والبعيدين هذه هي حياة مارجرجس وشهادته والقيامة في حياته .. القيامة أسلوب وسلوك وفعل وليس نظرية .. القائم شاهد للمسيح ولتسأله ألا تخاف الموت ؟ الموت مرعب .. يقول لا .. المسيح غلب الموت والشهداء كانوا يهددون بالموت ولم يخافوا حتى أن معذبيهم كانوا يخافون منهم .. وقيل عن القديس البابا بطرس خاتم الشهداء أنه أعلنت عن مكافأة لمن يستطيع أن يقطع رأسه .. لأن رقابهم كانت أصلب من السيوف .. النعمة تغلب طبع الإنسان الخواف الشهواني وتجعله يعيش غالب الجسد وإن كان في الجسد .. هكذا كان مارجرجس غالب ظهرت فيه حياة ربنا يسوع المسيح الله يعطينا أن تظهر حياته في حياتنا وأن نغلب ذواتنا وجسدنا لنعيش القيامة بحق ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

لمحة مِنْ فَضَائِل البابا كِيرلُس السَّادِس

ثَلاَث مَرَاحِل مُهِمة فِي حياة البابا كِيرلُس السَّادِس نَتَعَلَّمْ مِنْهَا دِرُوس كَثِيرة :- 1/ مرحلِة مَا قبل الرهبنة :- مرحلة تِلفِت نظرنا مرحلِة مَا قبل رهبنته وَهُوَ مَازالَ عِلمانِي وسط مُجتمع وَضُغُوط وَأوجاعه وَكَانَ إِسمه الأخ عَازِر .. كَانَ حاله إِنَّه إِنسان مَسِيحِي يُمَجِّد الله وَيخاف الله فِي كُلَّ أموره وَلَمْ يشعُر أبداً إِنَّه فِي خُلطة مَعَ أهل العالم أوْ إِتِفاق مَعَ فِكرهُمْ وَأعمالهم الردِيئة .. كَانَ يُمَجِّد الله فِي كُلَّ أمور حياته وَيُعلِنْ مَسِيحِيته وَسط مَنْ حوله .. كُلَّ مَنْ حوله كَانَ يرى فِيهِ إِنسان فرِيد وَهذَا مَا نَتَعَلَّم مِنْهُ لأِنَّنَا وسط العالم لاَ نُحَافِظ عَلَى أنْفُسَنَا وسط ضُغُوط وَإِغراءات العالم لَكِنْ الإِنسان الَّذِي مَسِيحه دَاخِل قلبه وَيحفظ نَفْسه وَمَزَامِيره دَاخِل فِكره وَقلبه لاَ يُؤثِّر عليه العالم كَانت المَزَامِير دَاخِل قلب البابا كِيرلُس مُنذُ أنْ كَانَ عِلمانِي .. كَانت كَلاَم حيّ دَاخِله رُبَّمَا آيات كَثِيرة فِي المَزَامِير لَمْ تلفِت نظرنا إِلاَّ عَنْ طرِيق البابا كِيرلُس لأِنَّ الإِنسان الرُوحانِي يلفِت الله نظره لِكِنُوز الكِتاب .. [ وَجِدَ كَلاَمُكَ فَأكَلْتُهُ فَكَانَ كَلاَمُكَ لِي لِلفَرَحِ وَلِبَهْجَةِ قَلْبِي ... ] ( أر 15 : 16)إِذا دخلت حُجرته وَهُوَ عِلمانِي تَجِدهَا مُزَيَنة بِعَدِيد مِنْ الآيات .. كَلِمة الله أمام عينيهِ دَائِماً .. فِي بيته إِنسان ودِيع هَادِئ لَهُ خفائه وَصَلَوَاته الخاصة وَهُوَ لَمْ يَكُنْ رَاهِب بعد .. بينما نَحْنُ يخدعنا عدو الخِير وَيقُول لَنَا أنَّ الحياة المَسِيحِيَّة صعبة فِي العالم لَكِنَّهَا قَاصِرة عَلَى الرُهبان وَرِجال الدِين .. لاَ الحياة المَسِيحِيَّة لِكُلَّ إِنسان .. عَلَى كُلَّ إِنسان أنْ يَكُون بِيته كَنِيسة وَلَهُ عِشرِته وَخفائه مَعَ الله وَلَهُ مذبح فِي بِيته وَلَهُ سهرات وَأصوام وَتقوى وَبِر وَعفاف كَانَ البابا كِيرلُس مشهُور بِالعطاء وَالوداعة وَالصمت قَلِيل الكَلاَم وَلاَ يتكلَّم إِلاَّ لِلبُنيان .. صِفات تُؤهِل النَّفْس أنْ تَكُون مسكن لله .. الإِنسان المُنزَعِج بِأُمور كَثِيرة صعب إِنَّه يستقر فِيهِ الله .. تعلَّم مِنْ الأخ عَازِر أنْ تَكُون شَاهِد لِلمَسِيح فِي بِيتك وَعملك .. إِشهد لَهُ بِكُلَّ قُوَّة وَجبرُوت دُونَ أنْ يَكُون لَكَ زِي مُعَيَّن لأِنَّ الآباء يَقُولُون [ إِنَّ الشكل وَالزِي لاَ يُخَلِّصان ] القِدِيس الأنبا روِيس لَمْ ينال أي رُتبة لَكِنْ لَهُ كرامة عظِيمة فِي السَّماء لأِنَّ الكَنِيسة لَهَا ترتِيب عجِيب تضع مَثَلاً إِستفانُوس رَئِيس الشمامِسة فِي المجمع قبل مَارِمرقُص رَئِيس البطاركة لأِنَّ السَّماء لَيْسَ لَهَا ترتِيب بَلْ لَهَا مَعَايير خفايا الإِنسان الأخ عَازِر عَاشَ وسط العالم لَكِنْ لَمْ يعِش العالم دَاخِله .. كَانَ وسط العالم إِنسان مُختلِف وَالَّذِي لاَ يحيا هذَا الفِكر يَكُون قلبه خراب .. لاَبُد أنْ تَتَمَسك بِوَصَايا الله . 2/ مرحلِة أبُونَا مِينا المُتَوَحِد :- عِندما تختلِي النَّفْس مَعَ الله تصفو وَتُحَلِّق فِي السَّماوات .. الوِحدة تُعطِي الإِنسان صفاء وَسكُون وَيكتشِف بِهَا أكبر كِنز دَاخِله وَهُوَ الله السَّاكِن فِيهِ .. عِندما يجلِس الإِنسان وحده وَيصمُت يهدأ مِنْ الإِضطِرابات الكَثِيرة وَيُصبِح مسكن لله .. رأينا فِي أبُونَا مِينا المُتَوَحِد نموذج يُقارب المراتِب السَّماوِيَّة لأِنَّ الإِنسان لَمَّا يخلو لِنَفْسه يرفعه الله لِمَرَاتِب مَلاَئِكِيَّة .. رأينا فِيهِ مَحَبَّة لِلصمت وَالسكُون وَالأصوام .. كَثِيرُون لَهُمْ فُرص يُتاجِرُونَ بِهَا وَلاَ يُتاجِرُون بينما المسِيحِي الصَحِيح الحقِيقِي هُوَ مَنْ يِتاجِر وَيِربح .. الَّذِي يفهم خِطَّة الله فِي حياته هُوَ إِنسان سَمَاوِي أبُونَا مِينا المُتَوَحِد كَانَ يستثمِر وقته فِي قِراءة الكِتاب المُقَدَّس وَالتَّسبِيح وَالصَلَوَات كَانَ يُدَاوِم عَلَى صلوات التَسبِحة وَالأجبية .. أصعب شِئ أنْ لاَ نفهم كِنز أُرثُوذُكسِيِتنا .. الَّذِي يسأل مَا فائِدة صلوات الأجبية وَالأسرار الكَنَسِيَّة نسأله مَا رأيك فِي البابا كِيرلُس ؟ يَقُول هُوَ رجُل صَلاَة .. نُجِيبه الَّذِي صنع هذَا الإِنسان هُوَ الكَنِيسة بِأسرارهَا .. [ إِنْ لَمْ تعرِف الطرِيق فَاخرُج عَلَى آثار الغنم ] .. الإِنسان الكَنَسِي يعلم وَيعِي اللاهوت وَأسرار الكَنِيسة وَأسرار الله . 3/ مرحلِة البابا كِيرلُس البطريرك :- عِندما صَارَ بطريرك لَمْ يفقِد حُبَّه لِلوِحدة وَالسكُون وَلَمْ يفقِد رُوح رهبانِيته وَوَدَاعته وَعِندما كَانَ الشَّعْب يَتَعَامل معهُ كبطريرك كَانَ يُخاطِب نَفْسه بِكَلِمات تبدو لِلنَّاس مرح[ عِيشنا وَشُوفنا الولد بقى بطرك ] .. وَعِندما كَانَ يطلُب طلب وَالنَّاس كُلَّهَا تِلَبِّي طلبه كَانَ يَقُول لِنَفْسه [ جَلَبِيته لِحد رُكبِته وَعشرة فِي خِدمِته ] .. كَانَ فِي كرامة لَكِنْ أمام نَفْسه بِلاَ كرامة بُولِس الرَّسُول يَقُول كَانَ مُمكِنْ يَكُون لَنَا كرامة لَكِنَّنَا رفضناهَا .. لأِنَّ الَّذي يطلُب الكرامة تهرب مِنْه وَالَّذِي يهرب مِنْهَا تأتِي إِليه وَلنرى كرامة البابا كِيرلُس فِي السَّماء وَعَلَى الأرض رغم إِنَّه كَانَ يهرب مِنْهَا عَلَى الأرض .. لَوْ كَانَ أحب الكرامة عَلَى الأرض كَانَ سينالها لِفِترة مُؤقتة قَصِيرة وَيَا لِلخُسارة يَا ليتهُ مَا طلبهَا جَيِّد أنْ يحتفِظ الإِنسان بِإِتِضاعه وَهُوَ فِي منصِب .. دَاوُد النَّبِي عِندما إِنتصر وَمَلك بدأروح الغرُور يملأه وَبدأ يَتَمَشَّى عَلَى السطح وَنظر وَاشتهى وسقط وَعِندما أرادَ أنْ يِدَارِي خَطِيته أتى بِأورِيَّا الحِثِّي وَعِندما رفض أُورِيَّا الرجُوع لِبِيته أسكره فرفض أيضاً رجوعه لِبِيته فَأرسله دَاوُد لِلحرب وَبِيده خِطاب موته لِيضعوه فِي الصفُوف الأُولى فِي الحرب فَيَموت .. دَاوُد الَّذِي قَالَ عَنْ نَفْسه إِنَّه كلب مَيِّت عِندما مَلك تَكَبَّر أجمل شِئ أنْ يَكُون الإِنسان فِي كرامة وَلاَ يطلُبهَا وَيِحافِظ عَلَى إِتِضاعه وَالَّذِي يشتكِي لَهُ عَلَى آخر لاَ يقبل مِنْه كَلِمة كَمَا كَانَ يفعل البابا كِيرلُس السَّادِس لأِنَّ [ مُشِيعُ المَذَمَّةِ هُوَ جَاهِلٌ ]( أم 10 : 18) .. لَمْ يَشِع مذمَّة بينَ النَّاس بَلْ أشَاعَ السَّلام وَالمحبَّة بينَ شعبه وَلَمْ ينقِل كَلِمة مِنْ أحد عَلَى آخر وَيَقُول لَهُمْ أنَّ الله لاَ يُحِب مُشِيعِي المذمَّة لأِنَّهُ أرادَ أنْ يرفع أولاده لِمراتِب رُوحِيَّة عالية وَكَانَ يِعالِج الأُمور بِحِكمة وَلَمْ يراه أحد أبداً فِي إِحساس عَظَمِة البطريرك .. لَمْ يرتدِي مَلاَبِس ثمِينة لأِنَّهُ كَانَ يشعُر أنَّ كُلَّ مجد إِبنة المَلِك مِنْ دَاخِل ( مز 45 : 13 ) لاَبُد أنْ لاَ تعبُر علينا درُوس حياته لِكي تنتقِل لَنَا فَضَائِله لأِنَّ هذِهِ هِيَ الكَنِيسة وَهؤلاء هُمْ آباءنا رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

تقديس الفكر

يَقُول مُعَلِّمْنَا مَارِبُولِس الرَّسُول فِي رِسَالْتُه إِلَى أهْل فِيلِبِّي ﴿ أَخِيراً أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا ﴾ ( في 4 : 8 ) .. مِنْ أخْطَر المَجَالاَت لِصِرَاع الإِنْسَان مَعَ عَدُو الخِير هُوَ مَجَال الفِكْر حَتَّى أنَّنَا لَوْ أرَدْنَا أنْ نِعْرَفْ مَنْ هُوَ الشَّيْطَان فِي صِرَاعُه مَعَ الإِنْسَان نَقُول هُوَ قُوَّى عَقْلِيَّة .. مِيدَان حَرْبُه مَعَ الإِنْسَان هُوَ الفِكْر فَصَارَ الإِنْسَان حَيَاتُه كُلَّهَا مَبْنِيَّة عَلَى أفْكَاروَصَارَ تَقْدِيس الفِكْر هُوَ مَدْخَل لِتَقْدِيس الكَيَان .. وَكَأنَّ بُولِس الرَّسُول يَقُول لَنَا فَكَّرُوا فِيمَا أقُولُه :- 1/ كُلَّ مَا هُوَ حَقٌّ 2/ كُلَّ مَا هُوَ جَلِيلٌ 3/ كُلَّ مَا هُوَ عَادِلٌ 4/ كُلَّ مَا هُوَ طَاهِرٌ 5/ كُلَّ مَا هُوَ مُسِرٌّ 6/ كُلَّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ وَإِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ فَفِي هذِهِ إِفْتَكِرُوا .. بُولِس الرَّسُول أرَادَ لَنَا تَقْدِيس الفِكْر كُلُّه لِذلِك هُنَاك :-

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل