العظات

حمل الصليب

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين . إنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا لوقا الإصحاح الرابع عشر، والذي يقول لنا "وكان جموع كثيرة سائرين معه فالتفت وقال لهم: من يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه فلا يقدر أن يكون لي تلميذا ومن لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يمكنه أن يصير لي تلميذا ". ربنا يسوع وجد أشخاص كثيرة تذهب حوله، جمع كثير سائرين معه، أعتقد أنه كانت النتيجة الطبيعية أنه عندما يرى ناس كثيرة تذهب حوله ماذا يحدث؟ يصبح سعيد، يفرح، ويقول أنا أتباعي كثيرة، وسوف تزيد وتكثر، ونريد أن نجذب أكبر عدد من الناس، هذا المنطق الطبيعي لتفكير أي إنسان، لكن وجدنا ربنا يسوع نظر لهذا العدد الكبير وكأنه يريد أن يقوم بتنقيتهم، كأنه لم يغرم بهذا العدد الكبير، كأنه يريد أن يقول لهم هل أنتم تتبعوني بطريقة صحيحة أم لا؟، أم تأتوا خلفي لأجل معجزة، أم طعام، أم من أجل مرض، لماذا تأتوا خلفي؟ فعندما نظر خلفه قال لهم من يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضا لا يقدر أن يكون لي تلميذ، أنا أريدك أن تتخيل هذا الكلام عندما يقال لنا بهذا الشكل، شخص يقول لك أنت لابد أن تبغض نفسك وأبوك وأمك وزوجتك وأخوك وأختك وحتى أولادك، إذا لم تفعل هذا لا تقدر أن تكون لي تلميذا، ما هذا يارب؟! لماذا ترفض الجموع؟!، فمن الممكن أن تقوم بتشجيعهم قليلاً، يجيبك أنا أريد أن الذي يتبعني يكون يتبعني من أجل الملكوت، أنا أريد أن الذي يتبعني تكون تبعية حقيقية، لا أريد تبعية مزيفة، وبعدها قال لهم ومن لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يمكنه أن يصير لي تلميذا، بعدما حدثهم عن أن الشخص ينبغي أن يبغض أهله ويبغض حتى نفسه بدأ يكلمهم عن أن من لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يمكنه أن يكون لي تلميذا. هذا يا أحبائي منهج ربنا يسوع المسيح، ربنا يسوع يريد أن نكون له، بالحقيقة له، بالكلية له، بجوهر كياننا له، ألا يتزاحم معه شيء في قلوبنا ولا في اهتماماتنا، أنه يكون حقا هو أعلى ما في حياتنا، ليست مجرد تبعية شكلية، وليس أن ربنا يسوع واحد من ضمن اهتمامات حياتي، واحد من ضمن العلاقات التي في حياتي، لا أبدا، المسيح يريد أن يصبح أعلى من ذلك بكثير، لا تقارن المسيح بأبوك ولا بأمك ولا بزوجتك ولا بأخواتك ولا بأولادك، المسيح أعلى بكثير وأعلى أيضاً من نفسك، عندما يكون الإنسان جوهر حياته نفسه بالتالي تكون جوهر الإنسان حياته، علاقاته، وبالتالي تكون كل علاقة هو يريد منها الأخذ، الإنسان في مرحلة من المراحل واحد من الفلاسفة قال أنا من عشرون عام كنت أحب أمي، من عشرة أعوام أحب زوجتي، الآن أحب أبنائي، ما هذه العلاقة؟ في الحقيقة هذه علاقة نفعية، عندما كان صغير قليلاً كانت أمه أهميتها كبيرة بالنسبة له، فكان متعلق بأمه قليلاً، بعد ذلك فقد كبر قليلاً أصبح لديه لون من ألوان الاعتمادية على نفسه فأمه قلت أهميتها قليلاً وأخذت مكانها زوجته، فكانت زوجته أعلى اهتماماته، بعد ذلك كبر قليلاً أصبح أهم اهتماماته أبنائه، الثلاثة خطأ، فهو لابد أن تكون أمه مهمة، ولابد أن تكون زوجته مهمة، وأولاده مهمين، لكن لا يتم مقارنتهم بالله، لابد أن يعرف أن محبته لأبيه ولأمه تكون في المسيح، محبته لزوجته في المسيح، محبته لأولاده في المسيح، محبته لإخوته في المسيح، والمسيح أهم، فالعلاقة ليست علاقة منافسة - لا - العلاقة علاقة جوهر حياة هو المسيح، هو الذي أعطى كل شيء، وأجدد محبتي له، اعترافي بفضله، لا أقارن بين علاقة وعلاقة، لذلك قال لك ولا حتى نفسك، عندما يكون الإنسان يا أحبائي يجعل نفسه مركز الحياة نفسه، نفسه الذات لديه هي مركز الحياة كلها، كل الأمور تدور حول ذاته، يريد أن يسترخي، يأكل، يشرب، يأخذ نقود، ملذات يريد حياته كلها لذاته ولملذاته، هو محور الحياة، قال لك لكي تعيش معي بطريقة صحيحة لابد أن حتى ذاتك هذه تبغضها، لابد حتى ذاتك هذه تصلبها، لابد حتى ذاتك لا تكون ضدها، لذلك يريد أن يقول لك أن حتى ذاتك لا تكون سبب حياتك. معلمنا بولس يا أحبائي قال "أحيا لا أنا بل المسيح يحيا في" من مركز الحياة؟ أنا أم المسيح؟ ما هو مركز الاهتمامات الأرض أم السماء؟ الكلام صعب أقول لك صعب لأننا لم نتذوقه، صعب لأن الإنسان العتيق فينا هو الغالب، لكن عندما نعيش الخليقة الجديدة التي في المسيح يسوع التي قال عنها معلمنا بولس "إن كان أحد في المسيح يسوع فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت". الإنسان الذي يثور عليه ذاته، الذي يثور عليه كرامته، الإنسان الذي متطلباته لا تنتهي وتلح عليه، ولا يهدأ إلا عندما يقوم بتلبية طلباتها، وفي النهاية يصبح مسكين لأن كلما يلبي لها طلباتها يجد طلبات أكثر وأكثر فلا يهدأ ولا يشبع ولا يستريح، لماذا؟! لأنه يعيش لذاته، فماذا تفعل ذاته؟ تجعل حياته مرة، لكن إذا كان يعيش للمسيح فإنه يجد الأمر مختلف تماما، قال أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيا، قال لك فما أحياه الآن في الجسد أحياه في إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم ذاته لأجلي أنا أعيش لأجله. من هنا يا أحبائي كيف نري الحياة بأعين المسيح؟ وكيف نعيش علاقتنا بمشاعر المسيح؟ وكيف يكون محور حياتنا المسيح ليس أنا ولا العالم، لذلك قال لك "من لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يقدر أن يكون لي تلميذا"، وكأن ربنا يسوع المسيح نظر للجموع الكثيرة التي تذهب معه وكان يريد أن يقول لهم هل أنتم تعلمون خلف من تذهبون؟! فليست القصة منظر ولا قصة عدد ولا مشاهدة معجزة هل تفكيركم في النهاية سوف أشفي مقعد أم أقيم ميتا؟!، وجميعكم تمتلئوا بنشوة الانتصار، لا مطلقاً، ففي الحياة معي أنت لابد أن تعرف أنه ينبغي أنا أكون في المقدمة ، قال من احب أبا أو أما أو زوجة أو أخ أكثر مني فلا يستحقني، ومن أراد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني، هذا يا أحبائي شرط تبعية المسيح، لذلك يا أحبائي الأحداث التي تمر بها كنيستنا وبلادنا أحداث كثيرة ومؤلمة، لا نستطيع أن نقبلها إلا في المسيح، ليس لنا عزاء إلا في المسيح، الذي يعزينا وسط هذه الآلام كلها إن المسيح قال إن الباب ضيق، والمسيح قال أننا لا بد أن نحمل الصليب، عندما يعيش الإنسان يا أحبائي المسيح بالفعل، تكون الآلام بالنسبة له ليست أمور مؤلمة نفسياً عليه ولكنها وسيلة تؤدي إلى السماء، وجهة النظر مختلفة تماما. هناك فرق يا أحبائي بين نظرة الشيطان للصليب ونظرة أولاد الله للصليب، الشيطان يري الصليب فيرتعب، يغتاظ، يتضايق هذا الشيطان، لكن أولاد الله ينظروا للصليب فيشعرون بالنصرة، أقول لك لكن الصليب ألم، الصليب موت، الصليب هذا دم، الصليب هذا يعني العار، قال لك الألم والعار والدم والموت بالنسبة لي هذا فخري، قال لك هكذا "أما أنا فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح"، معلمنا بولس الرسول عندما وجد اليهود يفتخروا بالأنساب، بالممتلكات، بالأراضي، بالنسب، فيقولوا نحن من سبط .... ، نحن لدينا الأرض ..... ، نحن تحدث الله معنا، نحن المختونين، نحن الذين آخذنا المواعيد، نحن الذين لنا الأعياد، نحن الذين لنا العهود والشرائع، نحن الذين اخترنا، قال لهم إذن إذا كنت تعيش بهذه الفكرة فعش بها، لكن أريد أن أقول لكم هذه الفكرة لا تنجيكم ولن تخلصكم، أما أنا حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح، لن افتخر بنسبي، لن أفتخر أنا من أي سبط، لن أفتخر بكمية الأراضي التي لدينا، وليس بكثرة الممتلكات، أما أنا فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح، لماذا؟ لأنه سر نجاتي، لذلك حملنا للصليب يا أحبائي لابد أن يكون أمام أعيننا، عندما نري هذه الأحداث المؤلمة نصلي للمتألمين ونشاركهم ألمهم، عندما نري هذه الأحداث المؤلمة نحن أنفسنا يكون لدينا إستعداد لقبول مثل هذه الآلام، نحن أنفسنا يكون لدينا إستعداد أن نجتاز هذه الآلام بسرور وفرح، وأقول هكذا "إن كانوا فعلوا هذا بالعود الرطب فكم يكون باليابس" إن كانوا عروا سيدنا يسوع المسيح، إن كانوا أهانوه، إن كانوا طردوه، إن كانوا تآمروا عليه، إن كانوا ظلموه، إن كانوا حسدوه، كل هذا على ربنا يسوع المسيح، إن كانوا فعلوا هذا بالعود الرطب كم يكون باليابس. فلنقبل يا أحبائي أن نشترك في آلام ربنا يسوع المسيح، الإنسان الذي يعيش في المسيح يسوع هذه الأمور بالنسبة له ليست غريبة وليست جديدة، بل أريد أن أقول لك شيء أكبر من هذا فهي أيضا بالنسبة له شهية ولذيذة لأنها هي التي تصل به للأبدية، لكن النفس المربوطة بالأرض والنفس البعيدة عن روح المسيح تنزعج جدا وتثور جدا وتغضب جدا، لماذا؟ لأنه يرى في هذا أنه ظلم، افتراء، هو ظلم وافتراء حقا نحن لا نقول أن هذا ليس ظلم ولا افتراء، ولكن هل هذا غريب على منهجنا في المسيح يسوع؟ ليس غريب، فهل هذا يعني أن نستسلم، أن نصمت تماما، أقول إن كان هناك أي طرق لتوصيل الرأي أو لإبداء الرغبة في الدفاع عن النفس بشكل راقي، بشكل ممتلئ محبة، بشكل لا يمس سلامك الداخلي، فليكن، لكن وأنت تفعل هذا التصرف لابد أن تعلم أنك قابل، أنت قابل طريق الصليب، الأشخاص الذين يحدث لهم هذه الأمور ليسوا أفضل مننا، لابد أن نكون نحن أيضا لدينا نفس الاستعداد، لأنه قال لك هكذا، "فمن لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يقدر أن يكون لي تلميذا". ما الصليب الذي نحن نحمله يا أحبائي؟ لابد أن نحمل صليب، لابد أن يكون لنا صليب من داخلنا وصليب من خارجنا، فما الصليب الذي من داخلنا؟ أن تحمل آلام جسدك، جهاد ، صوم، وقفة صلاة، وأنت مرهق وأنت متعب، تصلب عينك، وتصلب حواسك، تصلب روح العالم التي بداخلك، فالذي يصلب من الداخل يعرف أن يصلب من الخارج، الذين صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات يعرفوا أن يصلبوا من خارج. الصليب يا أحبائي لابد أن يخرج من الداخل للخارج، عندما يقبل الإنسان على نفسه أن يقطع عنه سلطان غرائزه وشهواته وطلبات جسده، والذي يستطيع أن يقف للصلاة ويرفع أيديه لله، صلاة بجسده، فعندما يتعرض الجسد لضيق يكون الجسد متقبل لأنه كان ثمرة جهاد في البداية. معلمنا بولس قال "لا يجلب علي أحد منكم أتعابا" أي لا أحد منكم يستطيع أن يتعبني إذ أني أحمل في جسدي سمات ربنا يسوع، لا أحد يجلب علي أتعاب لأني حامل في جسدي سمات الرب يسوع، لذلك نظر ربنا يسوع المسيح إلى العدد الكبير هذا وقال لهم ما هذا؟! ما كل هذا الجمع؟ هل كل هذه الجموع صادقة؟ هل كل هذه الجموع تعيش المسيح؟ هل كل هؤلاء يعيشون الباب الضيق؟. إذن أنا سأقول لكم على أمر مهم، أقول لكم الذي يريد أن يأتي ورائي لابد أن أكون أنا الأول بالنسبة له، لا يأخذني هكذا في وسط القائمة، لابد أن يبغض أبوه وأمه وزوجته وأولاده وأخواته، وبعد ذلك قال لك وحتى نفسه، وإذا تريدوا أن أوضح لكم ثانية أيضا، ومن لا يحمل صليبه ويتبعني، هنا من المؤكد أن الناس سوف تراجع أنفسها، من المؤكد أن هناك بعضهم يقولوا طريقك طريق صعب، طريق مستحيل، نحن سنتركك، يقول كنت أتمنى أن تكون معي، لكني أريدك أن تكون معي بطريقة صحيحة، من الممكن أن يرجعوا للخلف لفترة، يمكن أن يعودوا مرة أخرى، ويمكن أن يظلوا في الخلف طوال الوقت، المهم أن الاختيار لنا. طريق الصليب يا أحبائي معروض علينا، طريق الوصية يا أحبائي معروض علينا، أن نكون للمسيح، طريق الوصية يا أحبائي أن نكون نحن للمسيح، ونكون سالكين في الباب الضيق، وأن نكون سالكين حسب أمر السماء، وألا تكون حياتنا حياة للأرض ولذواتنا، لا لذلك ربنا يسوع يظل يؤكد علينا هذه الحقيقة، وكل ظروف هذه الحياة الله يسخرها من أجل هذه الحقيقة، الله سمح يا أحبائي أن نحيا في أجساد ضعيفة، لماذا؟! لكي نحمل صليب، من منا لا يشعر بهوان الجسد؟، من منا لا يشعر بضعف الجسد؟، فقد كان من الممكن أن الله يعطينا أجساد أقوى من ذلك، لكن الله سمح أن نحيا في آنية ضعيفة، ما هو الإناء الضعيف؟ الإناء الضعيف هو الجسد، لذلك معلمنا بولس قال "إذ لنا هذا الكنز في أوان خزفية" المسيح داخلنا لكن إناء جسدنا هذا أناء خزفي، فهذه الأشياء الخزف دائما تكون ضعيفة، بمجرد أن تسقط فقد إنتهت، وتحطمت، وأصبحت قطع كثيرة وصغيرة، نحن الإناء الخاص بنا إناء خزفي، لماذا أعطانا الله إناء ضعيف؟! لكي نلجأ له، لكي لا نثق بأنفسنا، لكي نعرف أن خلاصنا به هو ليس بشيء آخر، وسمح أيضا أن الحياة التي نعيشها لا تكون حياة فيها كل ما نريده، لماذا فعل ربنا هذا؟، لماذا لا يعطينا كل شيء؟، لماذا كل الأشياء التي نتمناها يأخذها منا؟، لماذا ظروف الحياة دائما متقلبة؟، لماذا تكون ظروف الحياة غير آمنة؟، لماذا ترتفع الأسعار دائما، لماذا يكون كل فترة هناك حروب وتقلبات وثورات وأوبئة وأمراض وأوجاع؟، لماذا يكون هناك تقلبات سياسية؟، لماذا يكون هناك تقلبات اقتصادية؟، لماذا يسمح الله بذلك؟، نحن نريد أن نعيش في هدوء وسلام، قال لك لا بل انتبه فأنا أريدك أن تعلم أن ليست لنا هنا مدينة باقية ولكننا ننتظر العتيدة، أنا أريدك تعلم أنك سوف تعيش حياة بابها ضيق، وطريقها ضيق، وأريدك أن تعرف أن من لا يحمل صليبه ويتبعني لا يقدر أن يكون لي تلميذا. لذلك ربنا يسوع المسيح عندما عاش بيننا لم يحيا حياة ناعمة، لم يسكن القصور، لم يحيا حياة ممتلئة ترف، أبدا فهو طوال الوقت ينتقل من مدينة إلى مدينة، وكان من أسرة فقيرة، ويعير، ويضطهد، ويطارد، ويهرب، ويأتي ما هذا الكلام كله؟ يريد أن يقول لك أن الحياة لن تكون هي المنتهى بالنسبة لنا، من لا يحمل صليبه، ظروف الحياة يا أحبائي الذي يسمح بها الله في أجسادنا تعلمنا حمل الصليب، أحداث مؤلمة تمر بها الكنيسة تعلمنا حمل الصليب، ننظر يا أحبائي إلى سيدنا يسوع المسيح، ننظر إلى كنيستنا، ننظر إلى تاريخها، ننظر إلى أجدادنا، أجدادنا يا أحبائي لم يكونوا يعرفوا أن يصلوا مثلنا الآن في كنيسة في وضح النهار، بل كانوا عندما يصلوا يكون قبل شروق الشمس يخرجوا، يصلوا في سراديب، يصلوا في أماكن قفرة، يصلوا وهم مطاردين، لكن هذا من المؤكد كان يعطي لحياتهم معنى، كان يعطي لحياتهم من الداخل قوة مع الله. لذلك يا أحبائي هذه التجارب لابد أن نستفيد منها، تقوينا من داخلنا ولا تضعفنا، تجعلنا نسلك بمنهج حمل الصليب الحقيقي، تجعلنا نستعد بالأكثر، تجعلنا أكثر قوة وأكثر صلابة لأن هذا هو الطريق الذي قال عنه ربنا يسوع المسيح، لذلك معلمنا بطرس الرسول قال لنا "لا تستغربوا من البلوى المحرقة المحيطة بكم" لا تستغرب، لا تستغرب من الألم، لا تستغرب من الصليب، لا تستغرب لأن هناك أشخاص يكرهونك، لا تستغرب أن هناك أشخاص لن تستطيع أن تقبلك بجانبها، لا تستغرب أن هناك أشخاص ليست قابلة صلاتك، لا تستغرب، لماذا؟ لأن هذا ليس بجديد، فهذا هو المنهج الذي تعلموه آبائنا من جيل إلي جيل ونحن علينا يا أحبائي أن نتمسك بروح المسيح، نتمسك بروح الصليب، لأن هذا هو رجائنا، هذا هو قوتنا، وهو دالتنا، وهو عزائنا. ربنا يعطينا يا أحبائي ألا نتبعه لغرض أرضي، وألا يكون سيرنا خلفه لمجرد تبعية جماعه، لا بل نحن نتبعه بكل قلوبنا ونخافه ونتبعه حاملين صليبنا لأننا اتكلنا عليه. ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

اباكم سر ان يعطيكم الملكوت الجمعة الثانية من بؤونة

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته وبركته ورحمته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها أمين . إنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائي هو فصل من بشارة معلمنا لوقا إصحاح ١٢ يقول لنا "لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت". أريد أن أتحدث معكم في هذه الآية فقط، أن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت، نحن كثيراً ما يكون لدينا شك هل نحن نذهب إلي الملكوت؟، هل بالفعل هذا الوعد يخصنا؟، ويظل عدو الخير يتحايل معنا على هذه النقطة، ويجعلنا نشعر أننا خارج الملكوت، وبما أننا خارج الملكوت فلنسلك كحسب خارجي الملكوت، في حين أن الآية واضحة والقصد الإلهي واضح أن أباكم سر أن يعطيكم الملكوت، بمعني أنه يعطيه لنا وهو مسرور، بمعنى منحة يعطيها لنا وهو سعيد، أنه يعطيها لنا ليس وهو متضايق، لا يعطيها لنا وهو متردد، لا يعطيها لنا وهو ندمان، لا يعطيها لنا وهو لا يريد أن يعطيها فهو سر أن يعطيكم الملكوت. أيضا نحن كل يوم نقول له اهدينا لملكوتك، نحن أيضا كل يوم نقول له ليأتي ملكوتك، هو يقول لنا أنه سر أن يعطينا الملكوت ونحن نقول له ليأتي ملكوتك فبذلك نحن تقابلنا، فبذلك نحن ذاهبون لمكان واحد ومتواعدين، كما قال في سفر عاموس "هل يسير إثنين معا إن لم يتواعدا"، نحن متواعدين مع الله لأنه أعطانا الوعد، ما هذا الوعد؟! أن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت، قال أيضا "تعالوا إلي يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم قبل تأسيس العالم"، أباكم سر أن يعطيكم الملكوت، هل لنا هذه الثقة؟ هذا هو الأمر يا أحبائي الذي نحتاج أن نتناقش فيه مع أنفسنا كثيرا، هل أنا متأكد أنني من أبناء الملكوت؟ هل أنا بالفعل مثلما تقول عني الكنيسة من أبناء النور؟ "قوموا يا بني النور"، هل أنا بالفعل لي نصيب في الملكوت أم أنا خارج الملكوت، سر أن يعطيكم الملكوت، لابد أن نتأكد يا أحبائي أننا لنا ثقة، ولنا رجاء، ولنا دعوة ثابتة، وهذه الدعوة ليست بناءاً على كلام أشخاص، لا فهذا كلام صاحب الملكوت نفسه، كأن شخص قام بدعوتك إلى وليمة وأتي إلى منزلك ويقول لك تفضل بأخذ الدعوة ففي ماذا تشك؟، لماذا تنظر إلى الدعوة وتقول لعل تكون الدعوة مزيفة، إذا كانت مزيفة لم يكن جاء إليك من البداية، لم يكن أعطاك الدعوة، كان من الممكن جدا أن يتناساك أو يعتذر لك، أي شيء، لكن لا يعطيك دعوة وهو لا ينوي حضورك، نحن لابد يا أحبائي أن نثق أننا آخذين دعوة الملكوت، سر فهي ليست فقط دعوة، لا بل هو سر أن يعطيكم الملكوت، قد يقول أحدكم يا أبي الحديث مع قدسك مطمئن جداً أننا ذاهبين إلى الملكوت ، لابد أن تتأكد انك ذاهب إلى الملكوت، تقول لي أنا لست متأكد جدا يا أبي لأجل أعمالي، أقول لك أعمالك هذه نقطة أخرى لكن النقطة المهمة أنك لابد أن يكون لديك يقين انك معك التذكرة، لابد أن يكون لديك يقين أنك معك العلامة، لابد أن يكون لديك اليقين أنك مثل بني إسرائيل الذين كانوا جالسين في منزلهم ومطمئنين لأن على المنزل علامة الدم فهم لن يهلكوا، لماذا؟ لأن عليهم علامة الدم، لكن علامة الدم هذه أتت بالإيمان، كان من الممكن إذا كان هناك شخص لايوجد لديه إيمان بهذا الدم لم يكن ذبح خروف فصح، ولم يقم برش الدم على الباب والقائمتين، حينئذ الأمر متوقف على مدي تصديقك لهذه الدعوة، تصدق هذا الوعد، لابد أن تصدق أن أباك سر أن يعطيك الملكوت، إنه مسرور بهذا، مثلما نقول أن شخص قام بدعوتك إلى وليمة وهو فرح بهذه الدعوة، وكأنه يريد أن يقول لك إياك وأن تعتذر، لا فإن وجودك يهمني جدا، فأنت تحديدا وجودك يهمني جدا سوف يفرق معي كثيراً، وجودك سوف يفرحني، تخيل معي أن الله يقول لنا هذا، تخيل أن الله يقول لك وجودك في الملكوت سوف يفرحني، وجودك في الملكوت سيكون سبب سرور لي، تعالوا إلي رثوا، رثوا بمعنى أن هذا حقكم، هذا ميراث، أباكم سر أن يعطيكم الملكوت، فعندما لا أصدق أنا هذا الوعد فأكون أشكك في مواعيد الله، يصبح كلام الله بالنسبة لي كلام غير مصدق، كلام ليس له واقع، يكون كلام فقط، لا أبدا فمواعيده مثلما نقول عنها أنها مواعيد حقيقية وغير كاذبة، لابد أن نصدق هذا الوعد، لابد أن نكون على علم إننا آخذنا علامة الخلاص واسم الخلاص، لابد أن نكون متأكدين أن أبانا سر أن يعطينا الملكوت من يوم معموديتنا، من يوم نزولنا في بطن المعمودية ونحن أخذنا الصبغة، أخذنا الميلاد الجديد، يقول لك "وأنعم علينا بالميلاد الفوقاني بواسطة الماء والروح"، نحن تم ميلادنا بميلاد يسمى فوقاني، ماذا يعني فوقاني؟ تعني من فوق، أنعم لنا بالميلاد الفوقاني بواسطه الماء والروح، فأنا مولود من فوق وربنا يسوع قال ذلك "أنتم لستم من أسفل" أنت لست من تحت، من يوم معموديتنا يا أحبائي وأخذنا دعوة الملكوت، وأخذنا حق الملكوت، وأبانا سر أن يعطينا الملكوت، من يوم معموديتنا، من يوم رشمنا بالميرون أصبح لنا صبغة مقدسة، أصبح لنا الختم، أصبح لنا العلامة، أصبح من حقك أنك تدخل السماء، يقال أن ذات مرة البابا كيرلس السادس كان ذاهب ليصلي في كنيسة في إحدى قرى البلدان، وفي أثناء التناول أتت فتاه لديها حوالي 12أو ١٣سنة فقال لها ما اسمك؟ فقالت له اسمي دميانة، فتوقف البابا وسأل كاهن الكنيسة قائلاً له هل تعرف هذه الفتاة؟!، هل هذه الفتاة مسيحية؟، قال له نعم ياسيدنا إنها دميانة بنت عم جرجس فصمت قليلاً وقال له لكنها يا ابني ليست عليها العلامة، فعندما سألوا عم جرجس قال في الحقيقة هذه الفتاة عندما ولدت فكانت هناك حالة وفاة، وبعدها مرت الأيام وشعرنا بالخجل وهي قد تربت في مدارس الأحد، لكنها ليست معمدة فهل العلامة ظاهرة؟! نعم نحن علينا علامة مضيئة يا أحبائي، نحن رشمنا بميرون، نحن سكن فينا الروح القدس، هذا الذي يجعلنا ندخل السماء، إذن ماذا يحدث؟ يقول لك حافظ فقط على العلامة، أنا أعطيك دعوة وأقول لك هذه حفلة غالية جداً، قيمة جدا، هذه الدعوة تساوي مثلاً ١٠٠ألف أو ٢مليون جنيه، لكن إذا سمحت عندما تأتي لتدخل دعني أشاهد العلامة فقط ليس أكثر، أشاهد الدعوة، وعندما أشاهد الدعوة أقول لك تفضل بالدخول بل وأنحني لك أيضا، لكن إذا فقدت الدعوة كيف تدخل؟ نحن يا أحبائي إذا قمنا بقيادة الروح الذي بداخلنا، نحن أطفأناه، نحن طمسناه، نحن لم نسلك بمقتضاه، الدعوة قمنا بتقطيعها، وألقائها، ونسيناها، وأهملناها كيف ندخل؟! فيقول لك هنا أنا لا أعرفك، أنت ليس عليك ثياب العرس، أنت ليس لديك حق الدخول. لذلك يا أحبائي أبانا سر أن يعطينا الملكوت وهو لم يعطيه لنا وهو متضايق لكنه مسرور، ولابد أن تكون متأكد من ذلك، المهم أني أسلك بحسب الملكوت، كما يقول الكتاب المقدس "سيروا في النور مادام لكم النور لئلا يدرككم الظلام"، فمن الممكن أن يكون اليوم في وقت النهار والشمس مشرقة لكن أنا أغلقت النوافذ، أنا الذي قمت بإظلام منزلي، أغلقت الستائر وهي كثيفة، أغلقتها، والنافذة مغلقه، والجو ظلام معتم، لكنه في الحقيقة الشمس مشرقة، من أين أتى الأمر؟ نحن يا أحبائي لدينا نور الإنجيل موجود، نور كلمة الله، حضور الله، حضور القدسين، حضور الكنيسة، حضور جسده ودمه، كل هذه نور لحياتنا، ولكن من الممكن أن أكون أنا الذي أظلمت مكاني، لذلك يا أحبائي لابد أن نكون متأكدين أننا أبناء الملكوت، وأن أبانا سر أن يعطينا الملكوت، هو مسرور بهذا، لابد أن أكون على معرفة ومتأكد أنني لي مكان في السماء، ومكاني جميل في السماء، لكن المهم أن أحافظ عليه، أن أباكم سر أن يعطيكم الملكوت، والله لم يقل شيء ولا يقوم بتنفيذه أبدا. لذلك معلمنا بولس الرسول في العبرانيين قال انتبه فإن الله عندما أخرج بني إسرائيل من أرض مصر، أخرجهم لكي يدخلهم أرض الميعاد، جميعهم يريد أن يدخلهم أرض الميعاد، قال لك لكن عندما خرجوا من أرض مصر لكي يذهبوا أرض الميعاد يوجد كثيرين تشككوا في جودة أرض الميعاد، تشككوا في ميعاد الميراث، تشككوا في هل حقاً الله يعطينا أرضا تفيض لبنا وعسلا كما وعد، هل بالفعل؟!، هل أنا سأدخل، هل أنا سآخذ، هل فعلا؟!، هل هذا الكلام صحيح حقا، يوجد كثيرين تشككوا في الأمر. فماذا فعلوا؟! فعلوا ثلاثة أشياء : ١- رجعوا مرة أخري يتحدثوا عن أشياء جيدة في أرض مصر، أتتحدث عن أرض مصر أنها كانت جيدة؟! أنت كنت مستعبد. ٢- أصبحوا يتضايقوا من عدم الطعام والشراب في أرض الغربة التي هي البرية. ٣- تحدثوا عن الأرض التي هم ذاهبين إليها أنها أرض تأكل سكانها، أنها أرض رديئة. بدأ يعود حنينهم لأرض مصر، بدأوا يتذمروا على رحلة البرية، بدأ كل واحد منهم يشكك في أرض الميعاد التي ذاهب إليها، وهذا ما يحدث بالضبط الآن يا أحبائي كل واحد فينا أحيانا يعجب بالعبودية التي يعيش فيها، هذه أرض مصر، ورحلة البرية وكوني أجاهد لكي أصل للسماء هذه رحلة سئيمة بالنسبة لي، وبالنسبة للسماء أنا لست ضامن لها، لا أعرف، يقول لك أشاعوا مذمة الأرض، أنها أرض تأكل سكانها، لذلك قال لك عندما أخرجهم الرب بنية أن يدخلهم أرض الميعاد قال لك بأكثرهم لم يسر الله، ولم يدخلوا، ليس لأن الله لا يريد أن يدخلهم، لا بل الله يريد أن يدخلهم لكنهم لا يريدون الدخول. لذلك معلمنا بولس يقول في العبرانيين "فلنخف، أنه مع بقاء وعد بالدخول إلى راحته، يرى أحد منكم أنه قد خاب منه" هنا يقول لك أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت، يعود مرة أخرى يقول لك لكن عليك أن تخاف، مما نخاف؟! لأنه بالرغم من أن أبوك سر أن يعطيك الملكوت أنت قد تصبح الذي لا تريد الملكوت، فلنخف أن أبيك يكون قد سر أن يعطيك الملكوت وأنت تقول له أنا لا اريد هذا الملكوت، أنا لست أصدق الملكوت، أنا لا أعلم شيء عن الملكوت، ما هي وظيفتنا الآن على الأرض يا أحبائي؟ أن نتهيأ للملكوت، أن نستعد للملكوت، أن نشتاق للملكوت، هذا عملنا الأساسي، عملنا الأساسي يا أحبائي أننا باستمرار كل أحد فينا يتخيل مكانه في السماء، قد تقول أنا يبدو أن مكاني بعيد، مكاني صحراء، أنا أريد أن يكون مكاني أفضل، ولكي يكون مكاني أفضل ماذا أفعل؟ أزينه بالفضائل، أزينه بالأعمال الصالحة، أزينه بالتوبة، أزينه بالأعمال التي تليق بأبناء الملكوت. لذلك أستطيع أن أقول لك أن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت، أريد أقول لك إياك أن تتشكك للحظة أنك مرفوض من الملكوت، لا أنت لست مرفوض من الملكوت وطالما نحن مازلنا على الأرض فالفرصة موجودة، ولكنني سيء يقول لك تب، فهو يريد أن يدخلك. أحد الآباء القديسين كان يقول له هكذا: "أنت يا الله ليس لديك خسارة إلا هلاكنا" ليس لديك شيء اسمه خسارة إلا أن الإنسان يهلك، فيصبح هلاك الإنسان هذا أمر ثقيل على الله، ليس هدف ينتظره الله لنا متي نخطأ لكي يكتب آثامنا، لا أبدا أبدا فهو يكثر الغفران، فهو قال "كبعد المشرق عن المغرب أبعد عنا معاصينا"، المهم أن يكون لدينا روح التوبة، المهم أن نقول أرحمني، فتفتح لك الأبواب، أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت، صدق هذا الوعد، لذلك يقول لك لا تخف، لا تخف، فأنت الآن إذا أصبحت ابن للملكوت كيف تعيش في العالم؟ تعيش غالب للعالم، غالب لأوجاع العالم، أمور العالم تهون عليك، لماذا؟ لأنك إبن الملكوت، المال هين لديك، طلبات الحياة بسيطة، أنا أريد أن يكون لدي قوت وكسوة فقط، أنا لا أريد كثرة مقتنيات، أنا ليس لدي أطماع كثيرة في العالم، ليس لدي أشياء كثيرة أريدها، لماذا؟ لأن أنا أبي سر أن يعطيني الملكوت، فهو أعطاني ما هو أعلى بكثير، دائما الإنسان يا أحبائي الأشياء الكبيرة تفقده اهتمامه بالأشياء الصغيرة، فإذا تأكدنا بالفعل أن أبانا سر أن يعطينا الملكوت، فإن هذا العالم يا أحبائي بكل ما فيه سيصبح بالنسبة لنا هين جداً، ليست مكانتي تأتي من المال الذي معي، أو من البيت الذي أسكن به، أو من السيارة التي أريدها، أو ساعة، أو موبايل أبدا، مكانتي من عنده هو، لأنني ابن للملكوت، لذلك أباكم سر أن يعطيكم الملكوت، لذلك بعد هذا ماذا قال؟ قال لك الآية التي كان من الصعب أن يقولها لو لم يكن قال الأولى، قال لك "بيعوا أمتعتكم وأعطوا صدقة، واصنعوا لكم أكياس لا تفنى". إذا أخذنا هذه الآية فقط تكون صعبة، كيف يقول بيعوا أمتعتكم وأعطوا صدقة صعبة جدا، كيف نبيع أمتعتنا ونعطي صدقة، قال لأن أباكم سر أن يعطيكم الملكوت، إذا تأكدت أن السماء لك، إذا تأكدت إن مكانك جميل في السماء، أشياء كثيرة سوف تهون عليك في الأرض، لا يوجد صراع، لا يوجد نزاع، أنت لا تريد شيء لأنه قال لك هكذا "الذي لي في السماء ومعك لا أريد شيئا على الأرض". ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

ان لم تؤمنوا بي فامنوا بالأعمال

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها أمين . انجيل اليوم فصل من بشارة معلمنا يوحنا وإذا لاحظت ستجد أن معظم أناجيل فترة الخماسين التي تقرأ علينا في الكنيسة تكون من بشارة يوحنا، لماذا يوحنا تحديدا؟ لأن بشارة يوحنا هي المعنية بالأكثر بإعلان لاهوت السيد المسيح، وبما أننا في فترة القيامة المقدسة وفترة إعلان مجد لاهوت ربنا يسوع المسيح عن طريق قيامته المقدسة لذلك ستجد أن معظم فصول الخماسين تقرأ من بشارة معلمنا يوحنا، وهنا نجد حوار مع مجموعة من اليهود كان يحاول الله أن يعلن لهم نفسه، لأنه أمامهم وهم كانوا يحاولوا أن يصدقوا، ويوجد بينهم من كان يصدق، ويوجد بينهم الذين لا يريدون أن يصدقوا، وهو كان يظل يساعدهم أن يصدقوا أنه هو الله الآتي إلى العالم، لذلك قال لهم أن الآب أرسله إلى العالم، فيقول لهم إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي، تريدون أن تؤمنوا بي، وتريدون أن تصدقوا إن الله الآب الذي في السماء هو أبي قوموا بالمقارنة بيني وبينه، فإذا وجدتم إنني أعمل أعمال أبي الذي في السماء فحينئذ أنا هو، إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي، ولكن إن كنت أعمل فإن لم تؤمنوا بي فأمنوا بأعمالي لتعلموا وتؤمنوا إني أنا في الآب والآب في. فالذي ليس لديه استعداد يصدق أن المسيح هو الله فلينظر إلى معاملته، آتي المسيح إلى العالم يا أحبائي لكي يخبرنا عن الآب، يقول لك: "الله لم يره أحد قط، الابن الوحيد الذي في حضن أبيه هو خبر"، بماذا خبر؟ خبر عن الآب، من هو الآب؟ الذي لم يره أحد قط، ذات يوم ظل أستاذ في مدارس الأحد يتحدث مع الأطفال عن الله، فكان يقول لهم ربنا عمل هذا، ربنا خلق ذلك ...... إلخ، وكان هناك طفل في الحقيقة لم يستوعب كلمة "ربنا"، فسأل الأستاذ من ربنا؟!، فالخادم وجد أن إجابة السؤال صعبة ولا يستطيع أن يشرحها للطفل من هو ربنا؟!، فقال له "ربنا يا حبيبي الذي هو يسوع" فأجابه الطفل: "نعم يا أستاذ الآن قد فهمت، إذن فلتكمل يا أستاذ"، فماذا يعني ذلك؟! يعني أننا قد عرفنا الآب عن طريق من؟ عن طريق الابن، الآب صفاته بالنسبة لنا هي صفات عالية، الخالق، غير المرئي، غير المحوى، غير المبتدأ، الذي لا يحد، يقول لك عنه غير المفحوص بمعني لا تحاول أن تفحصه، إذن هل سأظل أعبد إله وهو بالنسبة لي لم يرى وغير محوى وغير مفحوص وعندما يحدثوني عن الله أقول لهم أنه لا يراه أحد قط، يحدثوني عن الله أقول لهم لا يصلح أن نتكلم عن الله لماذا؟ لأنه غير مفحوص، فهل سنظل هكذا؟، يجيبك لا بل أنا لن أظل بعيد عن أولادي بهذه الدرجة، أنا سآتي وأسكن في وسطهم، عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا، هناك أشخاص لا تصدق بالكلام، قال لهم إذن الذي لم يصدقني بالكلام فليصدقني بالأعمال، إذن ربنا يسوع المسيح عندما جاء إلي العالم عمل وعلم، لأن هناك أفراد آتوا بالتعليم، هناك أفراد عندما سمعوا الكلام بهتوا، هناك أفراد عندما سمعوا يقول لك عنهم في سفر الأعمال أنهم "نخسوا في قلوبهم"، هناك أفراد أتوا عن طريق الكلام، لكن هناك أفراد لم تأتي عن طريق الكلام قال لهم إذا أنتم غير مصدقين الكلام صدقوا الأعمال، ما هي الأعمال يارب؟ قال لهم أنظروا أنا أتيت لكي أشفي الإنسان، أتيت لكي أخضع الطبيعة التي فسدت، أنا أتيت لكي أغلب الخطية وأغلب الموت وأغلب الشيطان، فإذا كنتم غير مصدقين هيا أنظروا، ستجد ربنا يسوع المسيح أخرج شياطين كثيرين لكي يقول لهم إذا أنتم غير مصدقين إن أنا في الآب والآب في عن طريق الكلام صدقوني عن طريق الأعمال، فإنني أنتهر الشيطان أنه يخرج وبالفعل يخرج، بل أنا أيضاً أحيانا أقول له ليس أخرج فقط ولكني أقول له أخرج وأذهب إلي أين، مثلما حدث مع مجنون كورة الجدريين عندما قال للشياطين أخرجوا وأذهبوا إلي قطيع من الخنازير، هذا يوضح السلطان، جاء ربنا يسوع المسيح ليريهم سلطانه على الشيطان، سلطانه على الخطية، قال لهم "من منكم يبكتني على خطية" فكانوا يحاولوا أن يصطادوه بكلمة، حاولوا أن يستغلوا له أي تصرف خطأ، ولكنهم لم يجدوا مطلقا لماذا؟ لأنه هو الذي بلا خطية وحده، لم يستطيعوا أنهم يصطادوه بخطية، وأثبت لهم، وعلمهم، وعرفهم أنه لم يأتي لكي يكون خاطئ لكن لكي يحمل خطية العالم فصار بلا خطية ولكن صار خطية من أجلنا، فجاء المسيح ليعلن سلطانه على الخطية، يعلن سلطانه على الشيطان، يعلن سلطانه على الموت، الموت الذي تسلط على العالم، الموت المخيف، الموت الرهيب، الموت الذي نقف أمامه جميعاً ضعفاء، مبهوتين، صامتين، عاجزين، فجاء المسيح أمام الموت لم يقف صامت ولم يكن عاجز، بل أقام نوعيات من الموتى ليعلن سلطانه على الموتى، وأكبر إعلان لسلطانه على الموتى أنه هو نفسه قام، فلم يعد الموت يغلبه وكانت نهايته ليست مثل نهاية الأشخاص الذين قاموا، فجميع الذين قاموا قد ماتوا مرة أخرى، لكن المسيح قام وصعد، لذلك هنا يقول لهم "أنا في الآب والآب في"، وإن لم تصدقونني بسبب الأقوال فصدقوني بسبب الأعمال، ستلاحظ أن ربنا يسوع أعلن سلطانه على الموت من خلال ثلاثة أقامهم:- ١- الفتاة التي كانت لازالت على فراش الموت وأقامها. ٢- ابن أرملة نايين الذي خرج من بيته ميت محمول في نعش في طريقه إلى الدفن. ٣- لعازر الذي أنتن وظل بالقبر أربعة أيام. فهو أقامهم ولكل منهم مرحلة من مراحل الموت. المرحلة الأولي: التي لازالت علي فراشها. المرحلة الثانية: الذي كان في طريقه ليدفن. المرحلة الثالثة: الذي دفن وظل في القبر أربعة أيام حتي أنتن. وكأن ربنا يسوع المسيح جاء ليقول أنا أتيت لكي أتسلط على الموت بكل مراحله، ومهما كان قوي فأنا أستطيع أن أغلبه. جاء لكي يتسلط على الطبيعة، الطبيعة التي فسدت، لأن الإنسان عندما أخطأ ليس فقط طبيعته التي فسدت، بل والطبيعة أيضا فسدت، الطبيعة فسدت، الأرض فسدت، لماذا؟! لأنها أكلت من ثمار الخطية، لذلك لعنت الأرض، قال الله لآدم: "ملعونة الأرض بسببك"، فهذه الأرض التي لعنت، والطبيعة التي فسدت، جاء المسيح يتسلط عليها ،جاء المسيح يشفي الطبيعة، لذلك وجدناه يمشي على المياه، ووجدناه ينتهر البحر، وينتهر الرياح، ويحول الماء إلى خمر، جاء يعلن سلطانه على الطبيعة، الطبيعة التي تمردت، الطبيعة التي فسدت جاء ليعلن سلطانه عليها. لذلك معلمنا بولس يقول لك "إذ أخضعت الخليقة للباطل لا عن إرادة بل من أجل الذي أخضعها على الرجاء". لذلك الخليقة أخضعت للباطل، لكن جاء المسيح أخضعها، جاء المسيح تسلط عليها، لذلك يقول لهم إذ أنتم غير مصدقين لكلامي قوموا بتحليل الأعمال التي أعملها أنا، إذا لم تصدقوا كلامي، إن لم تؤمنوا بي فآمنوا بأعمالي، لتعلموا و تؤمنوا إني أنا في الآب والآب في، فهو تسلط على الطبيعة، وتسلط على الموت، وتسلط على الشيطان، وتسلط على الأمراض بأنواع أمراض كثيرة ومتنوعة، ستجد معظم أنواع الأمراض قد شفاها المسيح، وتجد معظم المراحل العمرية قد تعامل معها ربنا يسوع، فهو تعامل مع الرجل، ومع الشاب، مع المرأة، مع الفتاة، وكأن ربنا يسوع المسيح يريد أن يقول أنا أستطيع أن أشفي كل النفوس، ابن أرملة نايين شاب صغير، ابنة المرأة الكنعانية فتاة صغيرة، لعازر شاب، المرأة المنحنية سيدة كبيرة في السن، نازفة الدم متوسطة العمر، كل الأنواع من البشر أراد المسيح أن يعلن أنه إله الكل، وأنه قادر أن يشفي كل آلام الإنسان، والذي يركز علي معجزات ربنا يسوع المسيح سيجد هناك معجزات كثيرة تمس الرأس، فمثلاً يقول لك شخص مجنون، أعمى، أخرس، هذه الأمراض كلها في منطقة الرأس، رجل لديه يد يابسة هذه اليد، مرأة منحنية هذا الظهر، امرأة نازفة الدم هذه البطن، رجل مفلوج هذه الأرجل، بمعني الرأس واليد والظهر والبطن والأرجل، ماذا يعني ذلك؟! ماذا يريد أن يقول؟ يريد أن يقول أني أتيت لكي أشفي كل الإنسان، يريد أن يقول إن أي واحد منا مهما كان لديه عضو فاسد، ومهما تسلطت الخطية على أعضائه أو على عقله أو على إرادته أو على يده أو على أرجله، اليد في الكتاب المقدس تشير إلى الأعمال، والأرجل تشير للطريق والإرادة، فإن كانت أعمالنا فسدت، وإن كان طريقنا فسد، وإن كانت إرادتنا فسدت، وإن كان عقلنا فسد، وإن كانت عيوننا أو آذاننا فسدت، فكل ما فسد فينا المسيح آتى لكي يشفيه، لذلك يقول صدقوني، إن لم تصدقوني بسبب الأقوال فصدقوني بسبب الأعمال. النقطة الأخيرة التي أود التركيز عليها أن كل واحد منا مدعو أن يلمس عمل الله في حياته الخاصة، كل واحد فينا لابد أن يقول مع ربنا يسوع المسيح أنا أصدقك بسبب الأقوال وأصدقك بسبب الأعمال، لكن أنا أصدقك بسبب ما تعمله معي أنا، ليس فقط ما تفعله مع الآخرين، لذلك عندما نقارن أحيانا بين معجزات العهد القديم ومعجزات العهد الجديد ستجد معجزات العهد القديم في مجملها غالباً تكون أمور عامة، ماذا تعني عامة؟ بمعني أن الله يشق البحر والجميع يسيروا فيه، هذه معجزة عامة، يمطر لهم من السماء من وسلوى معجزة عامة، يحرق سدوم وعمورة، يجعل الذي ينظر إلى الحية النحاسية يشفى من لدغة الحية، يأتي بعمود نار وعمود نور يتقدمهم في المسيرة في البرية، كل هذه معجزات لكن هذه معجزات عامة، يخرج لهم المياه من الصخرة، يحول لهم المياه المرة إلى مياه عذبة، كلها معجزات عامة، أما في العهد الجديد المعجزة أصبحت خاصة لأنها تمس كياني أنا كشخص، أنا كإنسان. نحن في الكنيسة يا أحبائي حقا كلنا نؤمن بربنا يسوع المسيح لكن كل واحد فينا له إيمان، وكل واحد فينا له عشرة مع المسيح، وكل واحد فينا له اختبار مع المسيح، وخبرة مع المسيح، ومذاقة مع المسيح، وكل واحد فينا المسيح يحدثه هو، وكل واحد فينا لمس شفائه في حياته الخاصة، وكل واحد فينا لمس قدرة الله في حياته الخاصة، هذا ما يريد ربنا يسوع أن يقوله اليوم، يريد أن يقول أنتم لابد أن تؤمنوا بي، الأعمال أمامكم والأقوال أمامكم، وإذا لم تصدقوني بالأقوال صدقوني بالأعمال لتعلموا وتؤمنوا إني أنا في الآب والآب في. أجمل اختبار في حياتنا يا أحبائي أن نتذوق ربنا يسوع المسيح والذي يتذوقه تتغير حياته، والذي يتذوقه تتغير مفاهيمه، والذي يتذوقه تتغير أولوياته، تتغير أهدافه. ما سر التشتت الذي في حياتنا؟ أننا لم نتذوق المسيح. لماذا العالم أغلى من الحياة الأبدية؟ لأننا لم نتذوق عذوبة المسيح. لماذا نغلب من الخطية؟ لم نتذوق عذوبة المسيح. لماذا مغلوبين من أنفسنا؟، لماذا دائما الوصية بالنسبة لنا في موضع صراع؟، لماذا الكسل الروحي؟ لماذا لا نستطيع أن نغفر؟، لماذا لا نحب أن نسامح؟، لماذا لا نستطيع أن نعطي؟، لماذا لا نستطيع أن نتجاوز أنفسنا في تطبيق الوصايا؟ لأننا لم نتذوق المسيح بعد. لذلك المسيح يريد أن يقول لنا جميعاً هيا تعالوا، لا نجعل الأيام تمر علينا، لابد أن تؤمنوا إني أنا في الآب والآب في، صدقوا الأقوال، صدقوا الأعمال، صدقوا ما أقوله لكم أنتم، صدقوا ما أفعله معكم أنتم. ربنا يعطينا في فترة الخماسين أن نتذوقه، المسيح قائم ليقيمنا، المسيح غالب الموت، غالب الخطية، غالب الشيطان. يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

الراعى يطعم قطيعه

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين. تحل علينا نعمته وبركته ورحمته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين . إنجيل هذا الصباح يا أحبائي هو إنجيل الراعي الصالح الذي يقرأ في تذكارات نياح رؤساء الآباء البطاركة، وعمل المسيح في الكنيسة هو عمل الرعاية، ونحن نعتبر بالنسبة للسيد المسيح يقال علينا خرافه الناطقة، وأهم عمل للراعي أنه يغذيهم، يحميهم، يقودهم، وإذا نظرنا لنرى عمل المسيح في حياتنا سنجد عمل المسيح في حياتنا هو الثلاث نقاط : ١- القيادة. ٢- الحماية. ٣- التغذية. نتحدث في نقطة واحدة اليوم هي تغذية القطيع، عمل المسيح يا أحبائي بالنسبة لنا أنه يطعمنا، يطعمنا لكي نستطيع أن نعيش، مثل الأم التي تنشغل بأبنائها ماذا يأكلون؟ الموضوع ذات أهمية بالنسبة لها جداً، لابد أن تفكر ماذا يأكلون، عمل المسيح بالنسبة لنا يا أحبائي نحن ماذا سنأكل؟، ما الطعام الأساسي الذي يفكر فيه لنا لكي نأكل به باستمرار لنتغذى؟ في الحقيقة مائدتين يتنوع منهم جميع أنواع الأطعمة، الطعامين الرئيسيين الذين يغذينا بهم الله طعامين ليس لهم ثالث وهما: ١- كلمته. ٢- جسده و دمه. الله ينشغل جدا أن يطعمنا، يشبعنا، يطمئن على حالة إشباع احتياجاتنا عن طريق هاتين الإثنين، الكلمة، والجسد والدم. كلمة ربنا يا أحبائي غذاء لنفوسنا، كلمة ربنا يا أحبائي سند لنا، لذلك يقول "وجدت كلامك كالشهد فأكلته"، لدرجة أنه قال عن ارميا النبي آتي إليه بكلمة ربنا في شيء مثل درج (الدرج يعني مثل شيء ملفوف وطويل)، فقال له قم بأكلها، يقول لك فأكلت الدرج، الله يغذينا بكلمته، من كان بعيد عن الإنجيل يا أحبائي فهو جائع، يوم مع يوم مع يوم يموت، الذي يعبد عن الإنجيل يا أحبائي لم يأكل بمعنى لم يتغذى، بمعنى أن الدورة الدموية داخله تقف، ثم تجف، تجف، الذي يبعد عن الإنجيل يا أحبائي مائت، الذي يبعد عن الإنجيل يبعد عن المرآه، الذي يبعد عن الإنجيل بعيد عن التوبيخ، بعيد عن النداء، بعيد عن محبة الله، بعيد عن معرفه الله. أين تعرف الله؟ في الإنجيل. أين تسمع صوته؟ في الإنجيل. بماذا نتوب؟ بالإنجيل. بماذا نوبخ على شرورنا؟ بالإنجيل. بماذا نتنقى؟ بالإنجيل. على ماذا نسند ونتعزى؟ بالإنجيل. حينئذ الذي يبعد عن الإنجيل يبعد عن السند، عن التعزية، عن التوبيخ، عن الطريق، فهو قال له هكذا "سراج لرجلي كلامك نور لسبيلي" كلمتك يارب التي تضئ الطريق، إذا كان هناك شخص لا يقرأ في الإنجيل فهو لا يوجد بينه وبين الإنجيل ود ولا عشرة، سائر بدون سراج فإنه يضل الطريق، لا يأكل فيجوع، لا يقرأ، لا يوبخ، لا توجد خطيه يفعلها ويشعر أنها خطأ، يشعر أن الدنيا كلها هكذا، والناس جميعها هكذا، وهذه احتياجاتنا الطبيعية، وهذه حياتنا، ونحن نعيش كما هي الحياة، النور بعيد، لذلك يا أحبائي الله أحب أن يغذينا، بماذا يغذينا؟ معلمنا بولس الرسول عندما جاء ليودع أولاده قال لهم أنا سوف أترككم فقالوا له لا تتركنا وبكوا، لا تتركنا فنحن نحبك، نحن تعلقنا بك، نحن سمعنا منك الكلام الجميل، نحن قدمنا توبة على يدك، واعتمدنا علي يدك، نرجوك لا تتركنا، قال لهم "أستودعكم لكلمة الله الغنية القادرة أن تبنيكم". عندما أترككم أنا لن أترككم أنا سأترككم لكلمة الله فبذلك أنا لم أترككم، الذي ترك الإنجيل يا أحبائي يترك مصيره الأبدي، الذي ترك الإنجيل يا أحبائي لا يسمع الصوت الإلهي، الذي ترك الإنجيل لا يتغذى، لا يوبخ، لا يتوب، تكبر الخطية بداخله فتتسلط فتتعاظم في داخله، ولا يوجد توبيخ يعني أن هناك مصالحة، هناك رضى على الخطية، تقول لشخص اعترف يقول لك في الحقيقة لا يوجد شيء لا يوجد شيء ويضحك، كيف لا يوجد شيء؟، بل قم بالبحث في قلبك، في مشاعرك، أبحث على إرضائك لله، أبحث على تصوراتك، أبحث في محبتك للعالم، أبحث في محبتك للمال، أبحث في شهواتك، أبحث في محبتك للآخرين، تفحص أمانتك إلى الله، أمانتك للصلوات، أمانتك للقداسات، أمانتك في العشور، أمانتك في أعمال الرحمة، أمانتك في وقتك، افحص أمانتك في مشاعرك، ستجد. من الذي يكشف لنا هذا يا أحبائي؟ كلمة الله، أستودعكم لكلمة الله الغنية القادرة أن تبنيكم، لذلك قال لنا ربنا يسوع بنفسه "أنتم أنقياء بسبب الكلام الذي كلمتكم به". لا تظن أن الجزء الأول في القداس والذي هو القراءات أنه صلاة إضافية لا بل هو التمهيد، فهو النظافة للتناول، فهو الغسيل الذي قبل التناول، الكلمة هي أنك تحضر أنت القراءات وتتفاعل معها لأنها جزء رئيسي من القداس الذي يؤهلك للتناول، كلمة تنظف فهي الكلمة المقروءة إلى أن تأخذ المسيح الجسد المحي بعدما تكون الكلمة دخلت ونظفت وكشفت، الكلمة تعطيك توبة، تحرك مشاعرك، الكلمة تكشف لك الطريق، الكلمة تعرفك خطة الله لك، طبيعة الله، معاملات الله مع البشر، كلمة الله فيها كل ما نحتاجه دائما ما نشكو من ضعفنا، ضع ضعفك في الإنجيل، فالضعف مذكور في الإنجيل، فهو موجود عند الآباء، أبونا إبراهيم عندما وضع في موقف صعب قليلاً وجدناه كذب ووجدناه ترك ووجدناه رجع ثانية ورائه، هرب من المجاعة، وذهب لمصر، ورأينا في أبونا يعقوب أنه آخذ البركة بطريقة خداع، وذهب إلى خاله لبان، وأيضا عمل خداع، محب للثروة، محب للغنى، فالكتاب المقدس يعرفك طبيعتك البشرية، لم يأتي لك بأشخاص في قامة عالية جداً، ولم يخطئوا أبدا، لا فآتي لك بالبشر، ولكن أراك كيف يتعامل الله مع البشر، كيف يتأنى الله عليهم، كيف يقودهم، كيف يغذيهم، كيف يعلن مسؤوليته عنهم حتى وإن أخطأوا، كيف أن الله بعدما يري كل هذا في أبونا يعقوب يقول له "وها أنا أحفظ حيثما تذهب و أردك إلى هذه الأرض مرة أخرى" كيف أن الله بعدما يجد في بني إسرائيل تعديات كثيرة، بعدما يجد فيهم خطايا وشرور وزيغان كثير يقول "لم يرى اثما في يعقوب ولم يرى تعبا في إسرائيل". هم أتعبوك جداً، أنت رأيت منهم خطايا كثيرة، فهم صنعوا عجل وعبدوه، وكانوا يصنعون في هيكلك مرتفعات، ويقوموا بعبادة أصنام، وفي النهاية يقول "لم يبصر إثما في يعقوب ولا يري تعبا في إسرائيل" يريد أن يقول لك هؤلاء مسؤوليتي أنا لا أتركهم، إذن يا أحبائي الكتاب المقدس هو الذي يريني أن ضعفي موجود لكن ضعفي له حل، الكتاب المقدس يريك إلى أي درجة أنت يمكن أن تتغذى غذاء الروح، فهو ينير لك، ينير طريقك، يجعلك تتعامل مع العالم بنظرة جديدة، تتعامل مع عملك بنظرة جديدة، تتعامل مع زوجتك وأولادك بنظرة جديدة، تتعامل مع المال بنظرة جديدة، لماذا؟ لأن كلمة الله التي تحكمك للخلاص، تغذى بالكلمة، طالما أن هناك فترات طويلة لم تقوم بفتح إنجيلك فأنت جائع والجوع سيؤدي إلى الموت. يا أحبائي لا نغامر بحياتنا ونراهن كم المدة التي سوف نحياها بدون أكل، تخيل الذي يدعي المقدرة ويقول أنا منقطع عن الطعام، إذن لا تأكل ، يقوم بعمل إضراب، لكن كم سيظل المنقطع عن الطعام هذا لا يأكل يومين، ثلاثة، عشرة، أربعون، خمسون، شهر، شهرين، وبعدها سيموت، الله جعل تكويننا هكذا، نحن ظللنا نقول أن الإنجيل هذا لا يخصنا وأنا لا أفهم ما في الإنجيل، صلي تقول عندما أجد وقت، فأنا بذلك أراهن على مصيري الأبدي، ليس فقط مصيري الأبدي لا بل أنا أيضا لا أستطيع أن أعيش الحياة التي أعيشها الآن، حتى الحياة التي أعيشها الآن تصبح بدون طعم، سيصبح عذاب أبدي وعذاب أرضي. لذلك يا أحبائي اقرأ الإنجيل لأن الإنجيل هذا اسمه البشارة المفرحة، سر كآبة الإنسان تأتي من أنه يريد أن يحيا فرحا بدون وسائل الفرح، كلمة "أيف" في اللغة القبطية تعني حلو، أيف أنجيليون، أنجيل تعني بشارة، "إيف أنجيل" تعني بشارة حلوة، هذا الإنجيل، أيضا والإفخارستيا "إيف" أيضا، إيف تعني حلو، "خريس" تعني نعمة فبذلك يكون لدي كلمتين يعبروا عن شيئين حلوين، لدي إيف أنجيل، ولدي إيف خريس، فلماذا نترك الأشياء الحلوة؟ لماذا أترك "الإيف خريس"، لماذا أترك النعمة الحلوة، إذن نحن لدينا النعم الحلوة، فأول نعمة ربنا يريد أن يطعمنا بها هي كلمته، لذلك يا أحبائي عندما كان الله يريد أن يصلح شعب في العهد القديم ويجدهم زاغوا، زاغوا، زاغوا كان يأمرهم بعملين ليس لهم ثالث، ماذا يفعل الشعب البعيد عن الله هذا؟ يقول لهم تعالوا مرة أخرى، قوموا بقراءة الشريعة من جديد، فيقوموا بقراءتها فيفرحوا، ويبكوا، ويسجدوا، ويوبخوا على خطاياهم، اقرأ في سفر نحميا، وفي سفر عزرا، عندما قرأوا الشريعة ماذا حدث؟ سجدوا وبكوا، وقالوا لكن الإنجيل به كلام نحن لا نستطيع أن نعيشه، أبسط شيء عندما ذهبنا في السبي تزوجنا من سيدات غريبة وأتينا بهم معنا، وعاشوا معنا هؤلاء السيدات الغريبة، وهؤلاء زوجاتنا ماذا نفعل بهم؟ تخيل عندما قرأوا الإنجيل جعلهم هم من أنفسهم يقولوا نحن لا نستمر في الحياة مع هؤلاء السيدات الأجانب الغريبات بل سنرجعهم بلادهم مرة أخرى، ما الذي أعطاهم الجرأة ليفعلوا ذلك؟ هل كان هناك أحد يستطيع أن يقنعهم ويقول لهم أتركوا زوجاتكم؟، فهو ليس شخص أو إثنين لكن كان الشعب كله، تستطيع أن تقنع شعب بالكامل يتركوا زوجاتهم! هذا موضوع ليس سهلاً، الإنجيل جعلهم يستطيعون أن يفعلوا هذا، وقم بقراءة هذا الكلام في سفر عزرا، يقول لك "ومجدوا الله". الذي لا تستطيع أنت أن تفعله أبدا الإنجيل يجعلك تفعله بسهولة، الخطية التي تربطك جداً والذي ترى أن الموضوع مستحيل أن تتخلص منه الإنجيل بسهولة يخلصك منه، لماذا؟ لأنه كلمة إلهية ليس كلام بشر، أنت إذا جاءت إليك كلمة من شخص فوق جداً أو مركز كبير جداً أو طبيب كبير جداً وقال لك هذه العادة لا تفعلها، يمكن أنك لا تفعلها رغم أنه كان مستحيل أنك لا تفعلها. لذلك يا أحبائي نحن نحتاج كلمة الإنجيل، الإيف أنجيليون. الإيف خريس هي النعمة الحلوة بالتناول، تريد أن تتغذى تناول كثيراً، تريد أن تتغذى فهي اسمها مائدة الرب، قال لك "هذا هو خبز الله النازل من السماء المعطي الحياة للعالم" هو اسمه هكذا، نحن نسميه هكذا، خبز الحياة، تريد أن تعيش قم بالأكل من خبز الحياة، الذي أكله نفسه لا تجوع. عمل الراعي الصالح يا أحبائي هو توفير الطعام والغذاء لقطيعه، عمل المسيح يوفر الغذاء لقطيعه، نحن قطيعه يريد أن يغذينا، بماذا يغذينا؟ بهاتين النعمتين وهم الإنجيل، والإفخارستيا. الذي يموت منا من الجوع هو بريء منه، يقول لك أنا أعطيك طعام، من منا لا يوجد لديه إنجيل، من منا لا يوجد بجانبه مذبح، من منا الإفخارستيا مستحيلة بالنسبة له أو بعيدة، لا بل هم متاحين، فهو فعل ما عليه، وأعطاك كهنة يظلوا ينادوا عليك يقولوا لك تعالى، اتقدم، اقرأ، يفعلوا لك دراسة، يقوموا بتشويقك لكلمة الله، يشرحوا لك الإنجيل، يقول لك اقرأ والله سيعطيك أكثر وأكثر وأكثر، وكلما تقرأ كلما تسند، قم وتناول من الخبز الذي أكله نفسه لا تجوع، فالأب الكاهن يصرخ ويقول يعطي عنا خلاصا غفرانا للخطايا هذا ونحن نعيش الآن، ونحن نعيش الآن يعطينا هؤلاء، خلاص وغفران للخطايا، هل هناك أحد لا يتمني أن يأخذ خلاص وغفران الخطايا؟!، يقول لك التناول يعطيهم لك، وماذا أيضا؟ المصير الأبدي الذي هو الأهم وحياة أبدية لكل من يتناول منه، وأنت تقول حقا أؤمن، أؤمن أكثر كلمة تقال في القداس، أؤمن أؤمن وأعترف وأصدق ، حقا أؤمن، أؤمن أؤمن أؤمن. لماذا؟ لأنك تؤمن بمفاعيل هذا الجسد الإلهي الذي ينقل لك الحياة. هو رئيس الحياة، هو الخالد الذي لا يموت، هو الغير المائت، لذلك عندما يأتي الكاهن ليصلي يقول لك الأسرار الإلهية غير المائتة، أووه إن اسمو، الغير المائتة، التي لا تمت، فأنت عندما تأخذه تتحول أنت بطبيعتك المائتة إلى طبيعة غير مائتة، تقول لي هذا يعني أنني لا أموت أقول لك لا أنت سوف تموت لكن الموت لا يتسلط عليك، الموت سينقلك إلى الخلود فتصبح غير مائت، كيف تأخذ هذا الخلود؟، كيف تأخذ الطبيعة الغير المائتة؟، إذا اتحدت بالجسد الإلهي، إذا اتحدت بالجسد الإلهي تتغذى، تقتات، تشبع، تمتلئ، تتعزى، تأخذ البركات السماوية والبركات الإلهية، أكله نفسه لا تجوع، هذا الخبز السماوي النازل من السماء المعطي الحياة للعالم، هذا هو يا أحبائي النعمة الحلوة الذي يريد الله أن يغذينا بها، لذلك يقول الكاهن "خذوا كلوا منه كلكم" لذلك الكنيسة لا تعرف عن أمر اسمه شخص يحضر قداس ولا يتناول، خذوا كلوا منه كلكم، لماذا؟ لأنه ما الذي يمنعني من التناول؟ خطية إذن تب عنها، من المعقول أن أفضل خطية عن التناول!، من المعقول أن أحضر متأخر واحرم من الخبز السماوي!، العطية الإلهية الكبيرة أخسرها على أشياء تافهة!، لا ففي عرف الكنيسة يا أحبائي كان يحضر الشعب قبل الكاهن، في عرف الكنيسة يا أحبائي لا يوجد شخص يأتي بعد أن يفتح الستر، الستر يفتح ونكون جميعنا موجودين، مثلما معلم يدخل الفصل يكون الطلبة موجودين، مثلما مدرس جامعة يدخل المحاضرة الساعة الثامنة يكون الطلبة موجودين، الموضوع ليس موضوع أبونا الكاهن، لا لكن أبونا رمز للمسيح، يفتح الستر وهذا الستر بالنسبة لنا هو الهيكل، الهيكل هذا بالنسبة لنا هو السماء، لذلك تجده مرتفع وتجد فيه العرش الإلهي تجد فيه الملائكة، تجد فيه الأربع حيوانات، وتجد فيه البخور المرفوع والصلوات وتجد فيه الذبيحة، هذه هي السماء، لا يصح أن تفتح السماء ونحن نأتي بعد أن تفتح، فنحن متشوقين لها، تتغذى، تريد أن تشبع، تريد أن يكون المناعة لديك عالية، تريد أن تعرف كيف تقاوم الشرور، تريد أن تعرف أن تقول للشيطان لا، تريد أن تعرف كيف تقول لأفكارك السيئة لا، تريد أن تقول للتليفزيون لا، للكمبيوتر لا، للمعاملات الرديئة التي داخل حياتك لا، تريد أن تأخذ جرأة، تريد أن تعرف كيف تختار مصيرك، قم بالتناول كثيراً لأن هذا ما يعطيك الحسم في الأمور التي لا تقدر عليها لأن وقتها المسيح هو الذي يفعل فيك، وقتها القوة الإلهية هي التي تتحرك فيك ليس أنت، ووقتها تستطيع أن تقول مع معلمنا بولس الكلمة التي يقولها "لا أنا بل المسيح أحيا لا أنا بل المسيح" وقتها تطمئن أنك متحد بالمسيح، وقتها يحيا المسيح في داخلك، وقتها تعيش بحسب الخليقة الجديدة، لماذا؟، لأنك أنت لست أنت، قم بالتعامل مع إنسان يقرأ الإنجيل كثيراً ويتناول كثيراً ستجده ليس هو، فهو من؟! هذا المسيح الذي نتحدث عنه. معلمنا بولس الرسول يا أحبائي عندما يأتي ليتحدث يكرر كلمة في المسيح، في المسيح ، ثمانين مرة في رسائل معلمنا بولس الرسول يقول لك في المسيح يسوع، في المسيح يسوع، في المسيح يسوع، ثمانين مرة، لأنها كلمة مسيطرة على فكره، ما الكلمة المسيطرة على فكره؟ أنه داخل المسيح، هو من داخل المسيح، هو محفوظ من المسيح، يا لسعادتك يا معلمنا بولس، أنا كيف أصبح مثلك؟ يقول لك بالإنجيل والتناول، بالإنجيل والتناول أنت لن تصبح أنت، أنت ستصبح من؟ أنت ستصبح المسيح، أحيا لا أنا بل المسيح يحيا في، يعتبر أنه ليس هو الذي يتحدث، يعتبر أنه ليس هو الذي يعيش، يعتبر أنه ليس هو الذي يفكر، يعتبر أنه ليس هو الذي يحب، لذلك قال لك "أما نحن فلنا فكر المسيح" لذلك يقول لك "أنتم الذين قد اعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح" أصبحت أنت لابس المسيح، قم بالتناول، ولا تمنع نفسك من الخبز الإلهي ومن المائدة السماوية، العطية التي تفوق كل العطايا، أجمل عطية من الله للبشر أن يعطيهم جسده ودمه، لذلك الكتاب المقدس كان دائما يتحدث عن ثلاث كلمات رمزية، وكانت بداية الثلاث كلمات من العهد القديم إلي سفر الرؤيا، وهم "القمح والمسطار والزيت"، القمح هو الخبز، المسطار هو عصير العنب، في عصير العنب الكرم رمز للدم، الزيت رمز إلى الروح القدس، هؤلاء الثلاثة رموز يا أحبائي هم سر حياتنا، القمح والمسطار والزيت، عندما يقول لك انقطع السكيب، انقطع القمح والمسطار والزيت إعلم أن الله وصل بالإنسان لدرجة أن من كثرة ما رفض الإنسان العطايا فالله كف عن أن يعطي، لكن نشكر الله أنه يعطينا قمح ومسطار وزيت، نشكر الله أن كنائسنا لا تنقطع منها الذبيحة، نشكر الله أن كلمة الله متاحة لكل إنسان في كل بيت وفي كل مكان، نشكر الله أن القمح والمسطار والزيت موجودين لكن للذي يعرف قيمتهم. لذلك يا أحبائي لا تهمل في إنجيلك، ولا تهمل في قداسك، لا تجعل القمح والمسطار والزيت معروضين عليك وأنت الذي تقول لهم لا في حين أن فيهم سر وجودك وسر حياتك، الله الذي فكر دائما كيف يشبعنا يجدنا مشتاقين أن ناكل، لذلك من ضمن التطويبات الجميلة "طوبي للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون". فلنكن جياع وعطاش إلى البر لأنه يشبعنا. يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

إختبار رعاية الله

أنهاردة تذكار نياحة بطريرك عظيم من اعمدة الكنيسة هو البابا يوحنا ذهبى الفم بطريرك القسطنطينية بطريرك يشهد للحق بطريرك يعلم بطريرك ناسك بطريرك مضطهد بطريرك أمين علشان كدة يا أحبائى فى نياحة أبائنا البطاركة يقرأ لنا أنجيل الراعى الصالح اللى يبذل نفسة عن الخراف وأن الراعى الصالح رد هو أمتداد لرعاية شخصربنا يسوع المسيح القدوس المبارك بنفسة وكان اللة يا أحبائى أراد أن يجعل رعايتة لنا دائمة فيرسل لنا رعاة بأسمة فكل كاهن وكل أسقف وكل بطريرك هو أمتداد لرعاية شخص المسيح بذاتة فعمل الرعاية فى الكنيسة عمل المسيح لأنة هو الراعى الصالح الذى يبذل نفسة لأنة هو باب الخراف الحقيقية فيجى يوحنا ذهبى الفم حياتة كلها يا أحبائى سلسلة من الاًلاًم لكن فى نفس الوقت حياتة كلها سلسلة من الرعاية فقد أبوة وهو طفل صغير لم يكمل العام أمة عندها عشرين سنة تربى فى يتم ةقهر وأمة كانت بتجتهد أن تعمل علية وبعد كدة كانت ثمرة تعبها أن كان إنسان محب جدا للة أشتاق للرهبنة لكن ولكن ماحبش بسبب أمة وأختير للكهنوت وثم أختير للبطريركية وكان دائم النسك والتقشف علشان كدة يقال عنة أن كان القديس معلمنا بولس الرسول يجلس بجوارة ___________ قراءة رسائل البولس ويقعد ____________ علية أحب جداً خدمة الفقراء وأعتبر أن من أهم أعمال الرعاية للأب الأسقف أو الأب الكاهن هى خدمة الفقراء ولقبهم بأعضاء جسد السيد المسيح وكان فى المطرانية بتاعتة وكان يطعم لا يقل عن خمسة اًلاف فقير يقيموا فى البطريركية __________ وكان يجمعهم __________ القديس يوحنا ذهبى الفم يا أحبائى على قدر ماهو عالم إلا أنة شخص يمارس الرحمة بنفسة ولة تفاسير تتعجب لها وتنظر لعمل الثالوث القدوس حينما نرى كيف فسر هذة التفاسير وكيف عرف هذة ________ علشان كدة يا أحبائى أنهاردة _________ أحتفال الكنيسة بنياحة القديس يوحنا ذهبى الفم دى مناسبة كبيرة قوى لاًن يوحنا ذهبى الفم مش مجرد بطريرك ولكنة نموذج عظيم فى الكنيسة ربنا يسوع المسيح قال عن نفسة قال أنا هو الراعى الصالح فأحنا يا أحبائى فى رعاية ربنا يسوع المسيح لاًنة هو الراعى الصالح بتاعنا هو شخص ربنا يسوع المسيح ____________ أن يختبر رعاية المسيح فى حياتنا الشخصية مين اللى يرعاها هو قال كدة الراعى الصالحيبذل نفسة عن الخراف وقال أنا هو باب الخراف قال الخراف تسمع صوتى فنستحق عمل الرعاية يا أحبائى هو __________ اللة يا أحبائى يرعانا ويدبر أمورنايقوينا ويرسل لنا ما نحتاجة فى حينة وخرج الشعب فى العهد القديم من أرض مصر من أرض مصر خرجهم فى رحلة برية ستموت لاربعين سنة يقولك أن أحذيتهم وسراويلهم لم تبلى تخيل يا احبائى لما واحد يلبس حذاء فى رجلة يقعد أربعين سنة ولا يذوب ( مايدوبش) لمدة أربعين سنة فكرك دة أن الحذاء معمول من جلد من نوع خاص مهما كان نوعة هيتحمل سنتين ثلاثة خمسة عشرة __________ سروال أو الجلابية واحدة لابسهم تقعد عبى جسمة أربعين سنة هو خرجهم زى ما هو كدة خرجهم من أرض مصر زى ما هم بحالهم طيب ة معناة غية هو الراعى الصالح هو فى الطريق بس مش عارفين السكة إية بسيطة أبعت لكم ( أرسل لكم ) عمود نار باليل وعمود نور بالنهار أبعت لك عمود نور فى حياتك أبعت لك عمود نور ماتخافش أول لما العمود يقف يقفوا وأول لما العمود يتحرك يتحركوا أحنا فى رعاية مين فى رعاية ربنا طيب دلوقتى عايزين ناكل بسيطة أبعت لكم أكل منين من فوق يترى من فوق نازل من فوق ببعت لهم المن والسلوى ببعت لهم المن كل يوم ببعت لهم الوجبة بتاعتهم اللى بيحتاجوها كل يوم يبعت لهم على قد اليوم بتاع اللى ياكلوا فية أية دة عمل اللة يا أحبائى دا عمل اللة يارب عن كل اًية ما تقلقش يبعت لهم أحتياجهم وأكثر طيب يو السبت مفروض مايخرجوش فية يقول معلس هابعت لك يوم الجمعة الاكل بتاع الاسبوع مش بس الجمعة كمان لماكانو يزرعوا كان يقول لهم السنة السابعة تأخذوها راحة طيب هناكل منين يقول لهم ماتافوش السنة الثالثة هابعت لكم محصول بتاع سنتين يارب أنت لازم تدينا ( تعطينا ) الضعف فى المحصول يقولك أنت فكرك أية أنت فكرك أن المحصول دة فى إيدك أنت دة ولا بقوتك ولا بزراعك ولا بذكائك لالا يقولك أنا المعتنى بكل واحد انا اللى أخد بالى منة ما أجمل يا أحبائى أن كل إنسان يكون عندةهذا الأنتظار وهذا الإيمان برعاية أب حنين واخد بالة منى قوىواخد بالة من أمور حياتى هوعارف دخولى وخروجى يعرف حدودى ويعرف إمكانياتى ويعرف ضعفاتى ويعرف إحتياجاتى يعرف أنا محتاج أمل أية وأشرب أية وألبس أية وهو عارف كل التفاصيل لكن عايز أقولك أنت لازم يكون عندكثقة كاملة فية ثق فى الراعى الصالح بتاعك اوعى تشك فى رعايتة مش هيسيبك أبداً مهما كان يا احبائى خليك واثق فى الراعى الصالح .. ربنا عايز يقولك أنت بس اتبع يسوع المسيح أنت بس أمشى ورايا أنت بس خلى عندك ثقة فيا أنا اقدر أن أبعت لك ( أرسل ) لك القوت بتاعك واقدر أنأهتم بك وأنت خليك دايما واثق أن أنت فى إيد أب حنين ربنا يسوع يا احبائى أكبر من أن يخاطبنا أن كل واحد فينا يبقى لة أرتباط شخصى مع ربنا فى أمور حياتة أن تدابير اللة فائقة أحنا بالنسبة لة حاجة كبيرة قوى بالظبط لما انت تعمل حاجة صغيرة قوى علشان تفرحة . ربنا هو اللى علمنا أزاى نفرح أولادنا وربنا هو اللى وضع فى قلوبنا محبة ورعاية ومسؤلية لاولادنا إذا كان ربنا هو اللى وضع فينا روح الابوة كم يكون هو يابخت يا أحبائى اللى عايش الجهات دى حاسس أن ربنا دة أبوة يعتنى بكل أمورة أطمئن لانة فى يد راعى صالح عموما البنى اًدم حاسس أن الراعى ________ ولا يأخدها لمكان غدار ولا يتركها عند الذئاب لا دة هيعتنى بها ويبذل نفسة من أجلها ربنا يا أحبائى عايز يورينا رعايتة الحقيقية لنا كل قدراتة من أجلنا أحنا نقولة كدة اللهم تعطى كل شىء لكل أحد يعطى كل حاجة لكل واحد فينا اوعى تظن أنة يعالم دة __________ قوى قوى يقولك دة بالنسبة لربنا دة ولا حاجة يقولك لا لا لا إذا كان العالم مليان ناس قوى قوى لكن انت غالى علية قوى قوى كل واحد فينا لة مزايا عند ربنا كل واحد فينا لة تميز كل واحد فى البشر دى كلها لة البصمة بتاعتة مختلفة عن الناس أزاى الخطوط الرفيعة دى اللى فى إيدينا فى منها سبعة مليار ولا ثمانية مليار ولا تسعة مليار مثلا أزاى الخطوط اللى فى ايدينا مختلفة كل واحد عن التانى كل واحد فينا عينة لها بصمة أزاى مين اللى عمل كدة مين يا أحبائى اللى ميزنا أزاى كل واحد فينا لة صوت مختلف عن التانى أزاى أن أنت تسمع واحد تقول صوت فلان لأزاى يا أحبائى كل واحد فينا يقدر يعرف الصوت أزاى كل واحد فينا لة مشاعر أزاى ربنا ________ رعاية ربنا لنا وتميز ربنا _________ بتاعنا عندة لأن الأمر دة علية أن يحاول ____ يحاول ________ ياترى ربنا يعرف مين ولا مين دة أحنا ولادة ___________ لأنا هو الراعى الصالح ثق فى رعاية ربنا لك جدا ثق أنة بيدبر أمورك وبيدبر كل مرحلة سلم نفسك للة وقولة أنت الراعى الصالح أنت اللى بتدبر حياتى لما تيجى تاكل أشكرة على الأكل لأن مين اللى بعتة هو الكنيسة تعودنا قبل ما ناكل نقول لة كدة تبارك يارب يامن تحولنا منذ حداثتنا فأفتح يديك وأشكرة يعنى وأنا باكل بأفتكر أن ربنا بيأكلنى هو اللى بيأكلنى وأنا طفل صغير تباركت ياربنا يا من تعولنا منذ حداثتنا فأفتح يدك وأشكرة بيشبع كل حى من رضاة يعنى كل واحد بيننا بيأكل من أيد ربنا حول حتى الأكل اللى أنت بتاكلة إلى قصة حب بينك وبين اللة حول الأكل اللى أنت بتاكلة إلى أن دة تعبير من تعابير رعاية اللة لك يفتح يدة فيشبع كل حى من رضاة رعاية فائقة يا أحبائى رعاية فى كل مراحل حياتنا رعاية فى أمورنا يقولك على ___________ الليلة اللى أنتفى فيها حصلت زلزلة كبيرة _________ اللى أمرت بنفية وتحايلت على زوجها علشان خاطر ينفية هى نفسها اللى تحايلت على زوجها علشان يرجعة لما رأت الزلزال . السماء تتحرك لعوننا يا أحبائى اللة يدبر كل أمر لخلاصنا القديس أثناسيوس الرسول لما أحبوا مرة يموتوة ولا ينفوة قالو _________ تنقلب علية وفى نفس الوقت متضايقين منة جدا لانة كان يتكلم عن الإيمان الأرثوذكسى السليم . قالوا أحنا نعمل فية حاجة علشان يموت موتة طبيعية موتة ربنا نرمية فى البحر علشان لو ممتش من البحر والأمواج يموت من الجوع أو العطش وفى الأخريقولك السفينة دى قعدت تمشى بهدؤ وسلام لغاية لما وصلت ميناء الأسكندرية أية دة فية . الراعى الصالح يا أحبائى أوعى تفتكر أن الأكل اللى أنت بتاكلة جاى لوحدة جاى من الماكينة دة جاى من أيد ربنا أوعى تفتكر أن قلبك دة بيدق لوحدة أوعى تفتكر أن النفس اللى أنت بتاخدة دة منك أنت لا دة من عند اللة أوعى تفتكر أن الهواء اللى بتتنفسة دة جايبة لنا محدش جايبة أحنا مديونين لربنا فى حياتنا مديونين للراعى الصالح ياأحبائى اللى يرعانا كل دة الرعاية زادت كل ما الحب بيننا زاد كل ما العلاقة بتبقى أقوى كل ما عرفت يعنى اية أصلى كل ما عرفت يعنى أية أحب الهى كل ما عرفت فضلة عليا أسجد أعترف بفضلة ومحبتة لأنة هو الراعى الصالح فيؤكد علينا يا أحبائى ويثبت فينا حقيقة أنة عارف كل واحد باسمة وعارف كل واحد فينا تفاصيل حياتة أحنا لازم كمان نقول لة أية نسبحك ونباركك نمجدك نشكرك تقعد كدة تعترف بمجدة وتعترف بفضلة برعايتة لأن فى الحقيقة الغنمة المطيعة والشاطرة تبقى لها كرامة كبيرة عند الراعى علشان كدة يا أحبائى يقولوا كدة اللى ____________ على عصاية ربنا يدينا يا أحبائى فى كل لحظة وفى كل وفى كل يوم أن نختبر رعاية ومحبة وأبوة ربنا لنا أن نتأكد فى كل يوم أنة يعرفنا أن نتأكد فى كل يوم أن خلاصنا وسلامنا وأرواحنا وأرزاقنا وأولادنا فية لأنة هو الراعى الصالح ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا لألهنا المجد أبداً أبدياً أمين

غذاء الراعى لقطيعة

فى تذكارات الآباء البطاركة يا احبائى تقرأ علينا الكنيسة انجيل الراعى الصالح قال كدة الحق أقول لكم ان الذى لا يدخل من الباب إلى حظيرة الخراف وليطلع من موضع آخر فذاك سارق ولص أما الذى يدخل من الباب فهو راعى الخراف لهذا يفتح الباب والخراف تسمع صوته فيدعو خرافه باسمائها ويخرجها ماذا أخرج خرافه الخاصة يذهب أمامها والخراف تتبعه لانها تعرف صوته راعى الخراف ده يعنى هو اللى بيهتم بهم يعنى هو اللى بيفكر لهم هياكلوا ازاى يناموا فين ايه المكان الآمن يشربوا منين من مكان تكون الماية بتاعته ماية صالحة ايه المكان اللى يقدر يحفظهم من الذئاب ايه الميعاد اللى يخرجوا فيه ايه المعاد اللى يرجعوا منه عارف الغنماية الشقية عارف اللى رجلها تعبانة وعارف اللى سنها كبير وبيحاول يهتم بكل أحد ومن اكثر الحاجات اللى هو بيهتم بها انه هو يأكلهم ربنا يسوع المسيح هو راعى الخراف العظيم هو راعى الرعاة وهو راعى نفوسنا هو المهتم بنا اذا كان على مستوى اهتمام راعى بخروف بيكون مركز معاه جداً واخد باله منه جداً كم يكون راعى النفوس فربنا يسوع باصص الينا دلوقتى كلنا يا احبائى كأننا قطيعه الخاص كل واحد فينا هو عارفه كويس قوى بظروفه بحاله بضعفاته بنقائصه بأمراضه بسنه بظروف بيته عارف كل واحد فينا وعارف احتياجات كل واحد فينا وبيحاول يسددها وعايزنا كلنا شبعانين وعايزنا كلنا مسرورين وفرحانين لكن لازم ناخد بالنا من فرق جوهرى بين طريقة اهتمام ربنا بينا وبين اللى احنا عايزينه منه احنا عايزينه ياخد باله مننا انه يقعدنا فى مكان كويس يعنى يجيب لنا شقة كويسة ويأكلنا أكل كويس يعنى ناكل حاجات كويسة ويشربنا شرب كويس ويرعانا ياخد باله مننا يعنى فى الحقيقة يا احبائى نظرية ان ربنا ياخد باله مننا دى موجودة و موجودة جداً وبيعتنى بنا جداً بس فيه نقطة جوهرية لازم ناخد بالنا منها ان الانسان من ساعة ما بيتعمد يخلع العتيق ويلبس الجديد من ساعة ما احنا اسم المسيح دعى علينا فلم تعد بشرية قديمة لكن بشرية جديدة فاحنا نقدر نقول كدة خلعنا العتيق ولبسنا الجديد ومعلمنا بولس الرسول قال كدة ان كان أحد فى المسيح يسوع فهو خليقة جديدة فلما الخليقة تجددت يتجدد معها غذائها وتجدد معها سكنها وتجدد معها طبيعتها فلم تعد يا احبائى احنا من الخليقة القديمة أو العتيقة اللى هى ايه اللى هى عايزة تاكل وتشرب وتعيش وتسكن لا دى الخليقة القديمة لا دى الخليقة القديمة العتيقة اللى المسيح جاء جددها لنا فخلانا نبقى خليقة جديدة . الخليقة الجديدة دى أكلها مختلف مش هو الأكل بتاع الخليقة القديمة وسكتها مختلف وذهنها مختلف وطبيعتها مختلفة احنا دلوقتى يا احبائى فى الخليقة الجديدة لازم نعرف ان احنا لنا غذاء جديد ايه الغذاء الجديد اللى ربنا يسوع المسيح بيقدمه لنا حاجتين بيعتمد فيهم بشكل أساسى على تقويتنا واطعامنا وتغذيتنا حاجتين مهمين جداً الكلمة والافخارستيا الكلمة والتناول هو دلوقتى الراعى الصالح بتاعنا الراعى ده عايز يأكل الخراف بتاعته احنا خرافه احنا قطيعه جايبنا هنا الكنيسة ليه عشان يرعانا عشان يهئ قدامنا مائدة ايه المائدة اللى بيقدمها لنا دلوقتى مائدة الخبز السماوى ايه المراعى الخضر اللى بيربضنى عندها ايه مياه الراحة اللى بيوردنى اليها دى ينابيع الروح اذن احنا يا احبائى بقينا خليقة جديدة أكلنا مختلف اللى عايز يعيش بحسب الخليقة الجديدة لازم يتغذى لأنه هيموت لو ما أكلش ايه اللى ياكله ياكل حاجتين ياكلهم أكل أكل أكل مش بشكل معنوى ولا بشكل عقلى لا أكل حقيقى اللى هو ايه الكلمة والافخارستيا عايز تغذى طبيعة الانسان الجديد اللى جواك عايز تقول فعلاً ان أنا خليقة جديدة يبقى تتغذى كويس يبقى تقرأ كثير فى الكتاب المقدس كثير كثير كثير يعنى مش خمس دقائق ولا عشرة دقائق ولا نص ساعة لا تقرأ كثير تعد مع الانجيل كثير ليه لأن ده غذائك ده واحد بياكل شوف أنت بتقضى فى النهار قد ايه أكل رغم ان الانسان معروف بياكل بسرعة يعنى لو جمعت وقت الأكل بتاعك فى اليوم مش هيقل عن ثلث ساعة نصف ساعة فى الثلاث وجبات اللى ممكن أنت تاكلهم على الأقل خالص تقعد مع الانجيل نص ساعة فى اليوم ده على الأقل خالص لم يكن أكثر ليه ما هو أنت بتاكل مش أنت خليقة جديدة طيب يوم مع يوم ما أكلتش ايه اللى يجرالك لو ما أكلتش بحسب الجسد أعضائك بتضمر بتضعف بتهزل كذلك الانجيل عايز تتصلح وعايز تصلح من خليقتك الجديدة غذيها اقعد مع الانجيل عشان كدة يقول لك وجدت كلامك كالشهد فأكلته ويلاقى ان إرميا يشوف درج ياكله وتلاقى ربنا يكلم الانبياء كثير باقوال وتعاليم وبرموز ويخليهم يشبعوا من الكلمات الالهية ليه عشان يتغذوا ده يوم ما يحب يسيب لهم ميراث يسيب لهم كلمته معلمنا بولس الرسول يقول لهم استودعكم لكلمة الله الغنية القادرة ان تبنيكم داود يقول أجتهد أنا بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة وكلامك أحلى من العسل والشهد فى فمى يعنى بيتاكل بيتاكل طعمه حلو وطعمه جميل عايز تغذى الخليقة الجديدة كل كثير اقعد مع الانجيل كثير وكل ما تاكل كل ما تلاقى نفسك جعان وكل ما تلاقى نفسك فرحان وكل ما تفهم فى الاسفار كل ما تقول المجد لعظمتك يا رب ربنا لما حب يعرفنا بنفسه عرفنا نفسه بايه بالانجيل هنعرف ازاى فاللى ما يقراش الانجيل ميعرفش ربنا لأنفى الانجيل هيعلن لك من هو الله الله الرحيم الله غافر الذنب الله ساتر الخطايا والعيوب الله المحب للقداسة الله المحب لقطيعه ولشعبه كل ده الله طويل الاناة معاملات الله فكر الله هتعرفها فين فى الانجيل طيب ما بتقراش الانجيل تبقى أنت غريب عن فكر الله وطالما أنت غريب عن فكر الله هتبقى تلاقى نفسك الحياة الله أنت عايشها عايشها بفكرك مش بفكر الله وهذا هو الجحيم ايه الجحيم الحياة بفكرك عشان كدة تلاقى الانسان بيعانى شقاء واضطراب وخوف وقلق ويشتغل ومش باين عليه ويجيب كثير ويضيع أكثر ومش لاقى طعم لحياته ولا عارف يهدأ ولا قادر يهدأ ليه أصل عايش بفكره مش واخد الفكر الالهى مش متشبع بالكلمة مش شبعان فجعان مسكين فالكلمة اثنين الخبز السماوى عايز تاكل تشبع عايز تغذى الخليقة الجديدة اقرأ الكلمة كثير واتناول كثير كثير كثير كثير نتناول كثير ليه قال لك هذا هو خبز الله النازل من السماء المعطى حياة للعالم يديك حياة أنت وأنا ميتين طيب عايزين نصحى نصحى نعمل أيه ناخد خبز الحياة ده الحياة تتحد بالموت اللى فينا تعمل ايه تحيينا دايماً كدة الحاجة الأقوى تقدر تتسلط على الحاجة الأضعف الضلمة عايز تحاربها مالهاش أى طريقة ان أنت تحاربها لا أنت تقعد تقول يا وحشة يا ضلمة يا كئيبة يا ضلمة ولا تجيب عصاية تضربها بها عايز تقاوم الضلمة نور النور عايز تقاوم الموت اللى جواك دخل الحياة ايه الحياة خبز الله المعطى الحياة للعالم السيد المسيح رئيس الحياة أخذت المسيح اتحدت به واحد من الآباء القديسين يقول لك عارف لما تجيب كدة حتتين شمع كدة وتروح جايب شوية نار وتروح لاحم حتتين الشمع دول الروح القدس لما أنت بتاخد جسم المسيح الروح القدس بيعمل مفعول النار ده يروح لاحم جسم المسيح بايه بجسمك بقى جسم مين ده بقيت أنت ماشى مش بجسمك بقى جسم مين بقى بجسم المسيح عشان كدة هو قال وقاصد ان يقول ان من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فى وانا فيه عملية اتحاد فعلى يتم مش كلام فلاسفة ولا معلومات اتحاد فعلى الروح القدس بيوحد جسمك بجسم المسيح عايز تتغذى اتناول عايز الخليقة الجديدة اللى جواك تتغذى تصلى كثير ازاى واحنا بس مليانين مشغوليات نرتب ازاى واحنا سرحانين نفهم ازاى كلمة ربنا واحنا مش قادرين نساعد فقراء ازاى واحنا أساسا مش مكفيين عمال تحتار محتار ليه لأن دى الخليقة العتيقة مش الجديدة فى المسيح يسوع هو اللى بيعمل مش أنت هو اللى بيتوب هو اللى بيقدس هو اللى بيتكلم عيش الخليقة الجديدة عشان كدة تتغذى المسيح الراعى الصالح عايز يغذى قطيعه اللى هو أنتم . أنتم مفروض جايين دلوقتى فاتحين قلوبكم وفاتحين اذهانكم مشتاقين للاتحاد به وهو فى الاخر مش لاقى حاجة يغذيكم بها قد ما يقطع من جسمه ويعطى لكم عشان تتحدوا به ده ايه ده قمة الحب و قمة العطاء عشان كدة يا احبائى لو عايز تنمو فى محبتك لربنا وعايز الخليقة الجديدة اللى جواك تكبر وعايز الشكوى الدائمة والكثيرة من حالة الضعف الدائم اللى احنا فيها أقول لك هى حاجة من الاثنين يا تعيش أنت يا يعيش المسيح جواك . عشان المسيح يعيش جواك يعنى لازم تتغذى باستمرار وتتحد به باستمرار طيب هو سايبنا ابداً بيدينا باستمرار مين فينا يا احبائى يقدر يقول له كلمتك مش متاحة لى ومين فينا يقدر يقول له التناول مش متاح لى واحنا يا احبائى احياناً بنتعامل مع بعض ناس فى ظروف صعبة سفر يقول لك ساعتين سفر واللى يقول لك ست ساعات واللى يقول لك أروح بطيارة عشان اتناول واللى يقول لك أروح بلد تانية طيب أحنا نقول ايه اذا كان احنا كدة نقول له لا يا رب ما تسمحش ما تسمحش ان جسدك ودمك يبقى جنبى وأنا نايم ولا مذبحك يبقى مفتوح وأنا غفلان وأنا قلبى مقفول لا منين أما سترك يتفتح يتفتح ستر الهيكل بتاعك يتفتح أنت بتفتح قدامى باب السماء وطالما باب السماء يتفتح قدامى يبقى أنا قاعد زى ما أكون أول الموجودين لأن أنا مش عايش غير علشان خاطر أنا مستنى اليوم اللى اروح فيه السماء وطول حياتى على الأرض أنا عمال اتدرب على السماء اتدرب على السماء لغاية ما ييجى اليوم اللى هستقر فيه فى السماء هتبقى مش متضايق هو عايز يغذينى يا احبائى عارض جسده ودمه علينا بيقول لك تعالى تعالى وأقترب منى لكى تتبرر من خطاياك احنا نقول ايه احنا نقول حاضر جايين خاضعين جايين لك مبكرين جايين لك مشتاقين جايين لك مستعدين مش جايين برخاوة ولا جايين نتكلم ولا جايين نبص على بعض لا جايين عنينا على المسيح على الذبيح جايين عنينا مرفوعة إليه فيه مرد فى القداس يقول ارفعوا أعينكم ناحية المشرق لتنظروا المذبح وجسد ودم عمانوئيل الهنا موضوعين عليه شوفوا المذبح وشوفوا جسد ودم ربنا يسوع المسيح والملائكة ورؤساء الملائكة حواليه ونعد نصلى طول القداس عشان نهئ للحضور الالهى عايز تتغذى عايز الخليقة الجديدة اللى جواك تكبر اللى فيك تكبر تعالى واتغذى من الطعام الجديد ما أصعب يا احبائى ما أصعب ان أنت تيجى الكنيسة عشان عايز تتغذى بطعام العالم وبأسلوب العالم ما أصعب ان يكون انسان ما خلعش العتيق اللى جواه وجاى عايز يعيش بالعتيق جوة الكنيسة نقول لا ما ينفعش عشان تيجى الكنيسة بيتغير طبعك وطالما اتغير طبعك اتغير غذائك عشان كدة بقى أهم حاجة عندك فى الكنيسة هى ان تحضر قداس تحضر صلاة تحضر تسبيح ما هو ده الطعام اللى أنت عايش به تحضر تفسير للكتاب المقدس حاجة تشوقك ازاى تكون تعيش فى سيرة القداسة هو ده الطعام اللى بتقدمه لك الكنيسة اسعى دائماً ان أنت تتغذى بحسب الانسان الجديد لا تهمل الانسان الجديد اللى جواك لا تتركه يتضور جوعاً لا تترك الانسان الجديد اللى جواك وهو مش لاقى حتة لقمة ولا لاقى القوت الضرورى وعمال يضعف يوم مع يوم لا أعطى له وغذيه واللى يغذى الانسان الجديد هيبص يلاقى ايه ابتدى بقى يقدر يسيطر على الجسد يقدر يقول للجسد لأ آخر حاجة عايز أقولها يا احبائى فيه ملحوظة ابتدينا نلاحظ كدة ان الناس بدات تفرط فى صوم يومى الاربعاء والجمعة الناس واخدة الموضوع شوية باستهتار تحت بند ان ربنا يعنى مش بيدق قوى على حاجة زى كدة يعنى هتفرق يعنى ايه ما كله أكل وخلاص لأ ده أبسط دليل ان أنت عايز تسلك بحسب الانسان الجديد الاربع والجمعة دى بتذكرنا بآلام ربنا يسوع المسيح لا يليق أبداً ولا يستقيم أبداً ان النهاردة يبقى يوم جمعة حيث آلام الرب وحيث صليب ربنا يسوع المسيح واحنا نطلب لأنفسنا رفاهية ان احنا عايزين ناكل الأكلة دى ولا الاكلة دى لا ده أبسط حاجة أشاركك فى صليبك يا رب بأقل أنواع المشاركة بحرم جسدى بعض الحرمان من بعض الأمور التى قد يتلذذ بها وهذا قليل عشان اشعر ان هذا هو يوم صليبك فاشاركك فى آلامك بمقدار ضعيف وكل ما أنا قدرت أقوى روحياً أكثر كل ما أنا فرضت على نفسى شركة فى صليب ربنا يسوع المسيح أكثر قوة هو سيدنا لكن لازم نمارس الحد الأدنى فلا تستهتر فى هذا الأمر يا احبائى ولا نفرط فيه أبداً الشخص من يوم ما بيتعمد بيوصيه والديه انهم يحفظوا صوم يومى الاربعاء والجمعة وتلاوة الكتب المقدسة والذهاب إلى البيعة باستمرار ويقول له أنه لا تمكنوا أولادكم من المضى إلى الأماكن غير المرضية اجتهدوا ان تعلموهم الطهارة والعدل والرحمة والصدقة بيعد يوصى من أولها ان أنت تحافظ على صوم يوم الاربعاء والجمعة فأنت عايز تغذى الروح بتاعتك غذيها بالوصية الالهية شوف هو بيقول لك أيه واعمله اتناول كثير صوم كثير اقرأ الكلمة كثير هتلاقى الانسان الجديد اللى جواك ابتدى يكبر ابتدت أشواقك لربنا تزيد ابتدت شهوة الابدية تزيد وابتدت محبة ربنا فى قلبك تزيد واللى يحب ربنا يبص يلاقى نفسه مشتاق لحاجات روحية كثيرة ومفيش انسان يحب ربنا إلا يحب كل اللى حواليه . يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد إلى الأبد أبدياً آمين .

السلوك بالروح

فى تذكار آبائنا الشهداء بتقرأ علينا الكنيسة يا احبائى فصل من بشارة معلمنا لوقا اصحاح اثنا عشر عن لا تخافوا عن اللذين يقتلون الجسد الانسان يا احبائى عنده محبة البقاء وعنده ارتباطات كثيرة بالارض وعنده شهوات كثيرة تجذبه إلى أسفل فعشان خاطر الإنسان بحالة الجسد بتاعه اللى محاط بالضعف والمجذوب إلى أسفل واللى كله آمال فى هذه الحياة الزمنية نقول له ماتخافش من الموت يبقى أمر مستحيل تقدر تقول عليه أمر صعب يصل إلى أنه يبقى أمر عكس الطبيعة عشان ده بتقول له ماتخافش من الموت لالا مفيش حاجة كدة ده الموضوع بسيط بسيط ازاى الموضوع مش سهل طيب ازاى يا احبائى الانسان ميخافش من الموت وازاى الانسان لا يخاف من اللذين يقتلون الجسد أقول لك لازم ناخد بالنا من إن الانسان مش بس جسد لا الانسان روح ونفس وجسد الروح دى الدايرة الواسعة ده نسمة القدير فينا وديه الشئ الالهى اللى فينا اللى يحركنا لو جسد قاعد قدامنا كدة ويعنى ربنا سمح ان نفسه تؤخذ منه وتطلع روحه يفضل قاعد محدش حاسس فيه حاجة بيفضل قاعد ويجى بعد القداس وفى آخر القداس نقول له يا عم فلان قوم يالا عشان التناول يالا قوم الراجل مابيقمش بس هو قاعد موجود وكلنا شايفينه غير موجود لكن أيه اللى محركه من هنا يا احبائى احنا لازم نعرف ايه اللى بيحرك الجسد أيه سر حياة الجسد مش الجسد اذن عشان الجسد لا يخاف من اللذين يقتلون الجسد لازم مايبقاش عايش فى دايرة الجسد فقط لازم يبقى عايش فى الدايرة الأوسع دائرة الروح ودايرة النفس تيجى فى النص بقى دايرة الجسد الجسد يبقى خادم للروح والنفس لو الروح والنفس لها اشتياقات روحية وبتتغذى باستمرار وبتقوى باستمرار بتعرف تقود الجسد لو الروح خملانة وهمدانة والنفس معندهاش اشتياقات روحية يبقى مين المنتصر الجسد فبيجى الانسان دلوقتى كل واحد فينا يسأل نفسه أيه مكانة الروح فى حياتى ايه مكانة النفس أيه مكانة الجسد تلاقى الجسد هو اللى مهتمين هو اللى عايز ياكل هو اللى عايز يشرب عايز ينام وعايز يروح وعايز يعيش وعايز وعايز طيب فين الروح ضعيف ضعيف فين الاشتياقات الابدية فيت الاشتياق للخلود والبقاء فين الحياة الابدية فى حياة الانسان كلها ضعيفة طيب النفس أيه بقى قالوا النفس دى موضوعة بين الروح والجسد لو النفس كانت ميالة للجسد وبقت بتشتهى تلاقى الانسان نفسه جسدياً ولو النفس انحازت للروح بقى الانسان نفسه روحانياً يبقى الروح والنفس بيقدروا يضبطوا الجسد بقى الروح والنفس بيقدروا يقودوا الجسد اللذين ينقادون بروح الله فاؤلئك هم أولاد الله من هنا يا احبائى لما تلاقى أباؤنا الشهداء بيقدموا على الاستشهاد يجرأه ماتستغربش ماتفتكرش ان ده فعل جسدانى ان ده شخص قوى العزيمة ان ده شخص سوبر داخل يقول لهم أنا مسيحى يالا طلعوا السيف بتاعكم الموضوع كدة احنا شايفينه ان ده واحد بطل لأ الموضوع ده له قصة كبيرة قوى بس قصة خفية أيه هى نفسه شكلها أيه وروحه شكلها أيه عشان كدة يا أحبائى زى ما الجسد بياكل لازم النفس تاكل ولازم الروح تاكل زى ما الجسد ده كل شوية بيجوع الروح كل شوية بتجوع والنفس كل شوية بتجوع بنغذيهم ولا لأ . كل يوم قبل ما نتعشى بالليل لما تيجى تاكل تقول يا ترى الروح بتاعتى أكلت النهاردة يا ترى النفس بتاعتى أكلت النهاردة يا ترى أنا غذيت الروح ولا بس باغذى الجسد يفضل الجسد يكبر يكبر وتفضل الروح تصغر تصغر عشان كدة أول لما نسمع سيرة استشهاد نعمل نفسنا أيه مش قادرين نستحمل حتى السيرة ليه أصل الجسد هو اللى مسيطر أمتى بقى يا احبائى الروح يبقى هو اللى مسيطر أمتى الانسان يغذى نفسه باستمرار بكلمة الله وباستمرار يقرأ الانجيل بتاعه يلاقى روحه بتتسع دايرة الحياة الابدية تنفتح الاشتياقات السماوية بتكبر فتبتدى الروح تقوى تشيل معاها الجسد الجسد سلطانه يقل طلباته تقل داخلين على صوم تلاقيه فرحان فرحان ليه لأن الروح شايلة الجسد طيب تعالى لما الروح تبقى ضعيفة وتقول للجسد صوم تلاقى الجسد عامل ايه مكتئب ومتضايق هيتحرم من كذا ومن كذا ومن كذا وشايف ان مافيش قصادها أى مقابل هو موضوع جسدى بحت فواحد يحرم جسده بضيق وهو مش حاسس بأى ثمرة ولا حاسس باى رجاء فى هذا الآخر ده بيعمل أيه يا احبائى ده بيعمل فجوة كبير قوى عشان كدة يا احبائى محتاجين نغذى ارواحنا محتاجين جداً أن الروح تكبر وان الروح تتغذى وان الروح تنمو محتاجين جداً يا احبائى ان أحنا نعرف يعنى أيه ان الروح دى تاكل يعنى أيه أنا كل ما بصلى روحى بتقوى كل ما بأعمل فضيلة الروح بتقوى بتعرف تنتصر على الجسد بتعرف تقود الجسد هيبقى الجسد بكل أعماله الجسدية إلا ان اسمه جسد روحانى لما نطلب منه يصوم يبقى فرحان لما أطلب منه يصلى يبقى نشيط لما نطلب منه يقف كويس يقف كويس فى القداس يبقى واقف باعتدال ليه أصل مش الجسد اللى بيعمل كدة الروح هى اللى عطياه القوة أنه يعمل كدة عشان كدة يا احبائى لما تلاقى جسدك كدة دايماً مش مطاوع الأعمال الروحية ودايماً ضدك على طول ومقاوم لكل أعمال الروح اعرف ان ده جاى من تقصير روحى الجسد مظلوم الذنب مش ذنب الجسد دى ميول الجسد الطبيعية الجسد مأخوذ من التراب مشدود فيه حاجة اسمها جاذبية أرضية مشدودة إلى تحت الجسد دى طبيعته ثقل الجسد . لما أبونا يصلى لنا فى القداس يقول له ابطر سائر حركاته المغروسة فينا الجسد معروف بضعفاته الكبيرة طيب ازاى الجسد ده بقى الجاذبية الأرضية بتعمل معه إلى أسفل أزاى الجسد ده بكل ثقله بترفعه لفوق لازم تربطه بحاجة قوية تشده لفوق لازم يكون له حاجات خفية بترفعه لفوق زى ما يكون فيه طيارة يبقى فيه موتور يبقى فيه مراوح مع سرعة بتخلى الطيارة ترتفع حتى لو راكب فيها 500 واحد بالشنط بتاعتهم بيشيلهم الهواء ازاى ده الروح بتاعتك ماتشيلش جسد ده الروح بتاعتك ممكن تشيل كل اللى فى الكنيسة دول لكل اللى فى الكنيسة ممكن يكون محمولين على روحك قيل عن القديس يحنس القصير انه كان الاسقيط كله محمولاً باصبعه يعنى أيه بقى يعنى واحد شايل الناس دى كلها شايلها ازاى يعنى بقى على اكتافه شايلها بصلواته كان لما يجى الشيطان يحارب تلاميذه مايعرفش كانوا فى مرة اغتاظوا منه وهو ماشى قالوا له ألا يكفيك اننا لا نسطيع ان نهاجمك ولا ان نهاجم السكان الذين حولك مش قادرين نهاجم اللى حواليك كمان ده جاى منين جاى من ان الروح عالية انت ممكن تشيل نفسك وتشيل بيتك وتشيل قرايبك وتشيل كنيستك ممكن ربنا يدى كنيستك نمو وانتقاء روحانى بسببك اقول لك آه ممكن ممكن ممكن أنت لما تصلى للكنيسة وتصلى لابونا البطريرك وللاساقفة وللكهنة وللشمامسة هو الكلام ده فيه حد يعرف يعمله هو الروح بتاعه ده دايماً الشخص اللى باصص تحت رجليه يوم ما يقف يصلى يقول يا رب يعنى نجح الولد يعنى طلباته محدودة ضيقة ليه عايش فى نطاق ضيق الروح بتاعته مش بتطلع فوق مش بنقول ده غلط لكن مابقاش هو ده بس اللى شاغلنا أحنا مشغولين بأمور خلقية آدى الروح فالروح يا احبائى عندها قدرة جبارة للانتقاء عندها قوة جبارة للقوة عندها قوة جبارة لاخضاع الجسد ليه واحد بيعذبوه تلاقيه واقف قدامهم زى الاسد نقول أيه يا رب ده الشخصية ديه جابت منين الكلام ده ما هو حاجة صعبة ازاى ازاى ناس تكون رايحة تتقتل وتتقطع رقبتها وهم بيرنموا وبيسبحوا وبيصلوا مبتسمين ازاى واحد يبقى هو اللى بيدور على السياف مش السياف هو اللى بيدور عليه القديس بطرس خاتم الشهداء من كتر مهابة الله اللى كانت على وجهه كان الراجل اللى حامل السيف خايف يقطع رقبته فتبدل السيف على كثير من الحراس ده ييجى يقطع رقبته يخاف يديه للجندى اللى بعده ييجى يقطع رقبته يخاف يديه للجندى الى بعده فقائد الكتيبة اللى أمرت بتنفيذ أمر قطع رقبة القديس بطرس خاتم الشهداء أمر باعطاء مكافأة لمن سوف يستطيع ان يقطع رأسه ليه هو يعمل فيهم أيه ده واحد حاطين رقبته فى مقصلة كدة ومطلعين له رقبته وبيقولوا لهم يالا أقطع خلاص عاطيين له سيف حاد الروح يا احبائى لما تكون روح قوية تخلى الانسان يعرف ان فيه حياة أبدية وان الجسد ده مرحلة وان الجسد ده محدود وان ده زمن وان انا منتظرنى أبدية وان انا منتظرنى مجد من هنا يا يا احبائى يعرف بظبط . عشان كدة محتاجين نغذى أرواحنا قوى حريصين جداً على الجسد طيب وبيهمل جداً لكل ما هو للروح طيب وفى الآخر تبقى النتيجة أيه جسد متسلط جسد معاند معاكس صلى لأصوم يالا بالعافية اصحى بدرى أحضر قداس خليها الاسبوع اللى جاى ادفع عشور طيب ده أنا أكمل منين أساعد انسان ده أنا مش قادر ما أصل أنا تعبان على طول بلتمس الاعذار على طول عايز يعيش لنفسه طول ما مطاوع الجسد يا احبائى عمال يضيق عليه الدايرة لغاية ما الشخص يحس ان حياته مالهاش أى قيمة ويفقد معنى حياته وهو لسة عايش ليه لأنه عايش فى دايرة ضيقة مابتخرجش برة سلطان ذاته تعالى الجسد ده غذيه روحياً هتبقى تلاقى الجسد ده مطاوع تقول له صلى يبقى مشتاق للصلاة يقف كويس ارفع ايدك لفوق يرفع أيده لفوق أعمل مطانية اسجد يسجد غير كدة يقول لك أيه أنا تعبان مش قادر يالا ننام ده اللى تقول له يالا ننام ده ممكن بعد ما يفتح التلفزيون يقعد للفجر طيب ما كان تعبان طيب ما كان بالجسد يقول لك خلاص جه عند الصلاة والتعب كله حل عليه أشمعنى دلوقتى هو الجسد كدة يا احبائى طول مابتغذيش الروح غذى الروح هتلاقى الجسد مطاوع جداً الجسد ده الثقيل ده تبص تلاقى مسرع لأعمال الروح هتلاقى الجسد بتاعك ده بقى جسد مقدس بقى جسد روحانى عارفين القصة بتاعت شمشون لما كان فى مرة ماشى فى البرية وبعدين طلع عليه أسد عايز يفترسه فشمشون عمل ايه فى الأسد حارب الأسد ومسكه من فكيه وشقه شقتين وبعدين وهو راجع من المشوار بتاعه قالوا له الحق الأسد اللى أنت شقيته نصين ده الجوف بتاعه اتعملت جواه خليه عسل فخذ من العسل اللى جوة الخلية اللى جوة جوف الأسد الميت وأخذ منه وأكل وأعطى اللى معاه وقال يخرج من الآكل أكلاً ومن الجافى أيه حلاوة الآباء القديسيين يقولوا ايه يقولوا الأسد الللى شمشمون ده هو الجسد الطالع ياكلنى عايز يفترسنى عايز يبلعنى عايز يقول فى الحياة ده الأسد لو أنا غلبته الجسد بتاعى ده بدل ما يموتنى هو اللى هيدينى غذاء الجسد ده هو اللى هيصلى هو اللى هيصوم وهو اللى هيعمل مطانية وهو اللى هيقف كويس وهو اللى هيعمل أعمال رحمة وهو اللى قدميه يسرعان إلى بيت الله ويقول فرحت بالقائلين لى إلى بيت الرب نذهب وقفت ارجلنا فى ديار اورشليم هو ده الجسد عشان كدة يا احبائى يقول لك يا احبائى ان عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن ان كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون ما بنتعجبش يا احبائى كل ما نقرأ سيرة أحد من آبائنا الشهداء ونقول ياه برافو عليه عمل كدة وجت له فكرة أنه يستشهد دى محصلة حياة حسب الروح يوم مع يوم مع يوم ... محصلة حياة حسب الروح خلت النفس تواقة للأبدية وخلت الروح منتصرة وغالية وخلت الجسد خاضع تلاقى للابدية وخلت الروح منتصرة وغالية وخلت الجسد خاضع وشايفه ان الزمن ده جزء صغير الجسد ده جزء صغير والابدية مفتوحة والجسد النورانى قدامه متهلل وشايفه الاكليل بعينه ساعتها بيهون عليه اتعاب الجسد ربنا يدينا يا احبائى ان نسلك بالروح لا بالجسد يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد إلى الأبد أبدياً آمين .

مفاتيح للفرح

تقرأ علينا الكنيسة يا احبائى فى هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا مار يوحنا اصحاح ستة عشر لما ربنا يسوع قال لهم الحق الحق أقول لكم أنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح أنتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحول إلى فرح احنا يا احبائى مشتاقين جداً للفرح الانسان يسمع كلمة فرح يقول ياه يا ريت نفسى افرح يقول لك دى بقت كلمة نادرة بقت كلمة مايتحسهاش نسمع عنها بس لكن الفرح دى يعنى بعيدة ليه يقول لك الدنيا بقى والمشاكل والمشاغل والاحزان والمواقف والتجارب حاجات كثيرة قوى قوى تنزع الفرح من الانسان طيب ازاى الانسان يقتنى الفرح عشان لا نطول فى الكلام أعطيك أربع مفاتيح مهمين قوى عايز تشيل الحزن والكآبة والضيق من داخلك وعايز تفرح عيش أربع حاجات : 1- توبة 2- االمسيح 3 - رضا 4- تسليم أول حاجة توبة ايه أكثر حاجة محزنة للانسان ومخجلة وتجيب الاضطراب ووجع القلب الخطية تفصل عن الله تجلب الغضب الالهى الخطية هى اللى جابت الطوفان للعالم الخطية هى اللى احرقت سدوم وعمورة الخطية هى اللى طردت ابونا آدم من الفردوس الخطية خاطئة جداً الخطية هى السبب الرئيسى فى فقدان الفرح تعالى كدة وشوف الناس كلها لو شفت فيهم روح توبة ورفض لخطاياهم هتلاقيهم مرتفعين التائب فرحان التائب متهلل التائب منتصر التائب يحقق معنى وجوده الالهى أما الخطية فهى مرة الخطية هتلاقى الانسان عايش فى تعاسة القديس انطونيوس كان يسمى الخطية هى الجنون يعنى اختلال العقل يعنى اختلال الموازين دى الخطية عايز تفرح شوف ايه الخطايا اللى ربطاك من أعماق نفسك وخصوصاً الخطايا اللى أنت بتميل إليها والمستعبد لها واطلب الحرية منها هتلاقى بدأت علامات الحرية والفرح والسلام تدب داخل قلبك ودى مش هتيجى غير بالمسيح لأنه قال كدة ان حرركم الابن فبالحقيقة تصيرون احراراً ده يا احبائى نمرة واحد أول مفتاح التوبة قدم توبة يومية قدم توبة لخطية قدم توبة كل ما تحس ان أنت وقعت أو أنفصلت أو أغضبت الهك قدم توبة فى الحال ما أجمل ان تكون كلمة ارحمنى أنا الخاطى على شفتيك باستمرار ما أجمل ان أنت تقدم باستمرار أنين قلب ضد ضعفاتك ما أجمل ان أنت باستمرار تجدد عهد توبتك فى كل يوم دى نمرة واحد عشان تفرح 1- توبة ، 2- االمسيح . أول واحدة التوبة وعكسها الخطية تثنين المسيح عكسه أنا والعالم ايه أنا والعالم الانسان اللى عايش بالذات بتاعته الانسان اللى عايش للعالم هتلاقى كل شوية يتصدم من نفسه يتصدم من العالم الانسان اللى كل غرضه فى الحياة يشيع رغباته وما أكثر هذا النموذج اللى عايش عشان نفسه ونفسه وبس واللى عايش عشان خاطر نفسه وعايز يتسمتع بالعالم وعمال بقى ياخد صدمات من نفسه ومن العالم دول بيجبوله ايه حزن واكتئاب وضيق لأنه لا يأخذ من نفسه اللى كان متوقعه . ما بياخدش من العالم اللى كان بيتوقعه دايماً تلاقيه مش مبسوط وده الحزن طيب الفرح ايه بقى المسيح معلمنا بولس الرسول يا احبائى قال أحيا لا أنا بل المسيح أول ما المسيح يبتدى يبقى مركز حياتك هنا تبدأ حياة الفرح أول ما المسيح يبقى هو المحور بتاعك اللى أنت عايش له وعايش من أجله وعايز ترضيه وعايش بحسب وصاياه وعايش بحسب فكره ومنهجه وتقول واما نحن فلنا فكر المسيح وتقول لى الحياة هى المسيح هنا يبدأ الفرح عيش حياة المسيح . المسيح كان عايش فى قداسة فى بر بلا هم بلا ثروة فى حرية كاملة فى غلبة للعالم وغلبة للموت وغلبة للشيطان آدى هو ده منهج المسيح جاء عشان يعطينا المنهج عيش المسيح فى كل موقف تتعرض فيه لحياتك فكر فى المسيح كان ممكن يعمل ايه واعمل مثله تقول لى بس مش أنا أنا مش المسيح أقول لك بس أعطاك روحه وأعطاك جسده وأعطاك كلمته هو ده همك ليه أعطاهم لك ليه عشان تفضل أنت فى ناحية وهو فى ناحية لأ عشان تتحول أنت إليه عشان كدة كل واحد فينا ممسوح وكل واحد فينا اسمه مسيحى . مسيحى يعنى ممسوح ممسوح منه . ممسوح منه يعنى ايه ينى لك سماته أما أنتم فلكم منحة من القدوس أنتم الذين قد اعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح تخيل نفسك وأنت لابس المسيح كدة لابس المسيح يعنى اللى يشوفك يوق عليك مين أنت المسيح المسيح هو محور الفرح مفيش فرح خارج المسيح يقعد الانسان يا احبائى يدور على أكلة ولا فسحة ولا جيب حاجة تفرحه شوية ولا يروح مشوار ولا يقعد مع شوية أصحاب ولا يتسلى ما اعرفش يعمل ايه كل ده يلاقى نفسه محبط ليه لأنه لم يعطه الاحساس اللى كان مشتاق له مين اللى يعطيك الكلام ده المسيح . المسيح لما بيملك على القلب يا احبائى تلاقى الانسان فيه داخله سلام وفى داخله فرح قال عنه معلمنا بطرس فرح لا ينطق به ومجد لا ينطق به يعنى منعرفش نقول ايه الفرح اللى جوانا ده القديسين كانوا كثير يقعدوا يقولوا يا لفرحى لدرجة ان علامة الانسان المسيحى الحقيقى ان يبقى من جواه فرحان انسان المسيح غالب له خطاياه المسيح ضامن له حياته ضامن له مستقبله انسان المسيح منتظره فاتح له حضنه فى الابدية فمستنيه فعمال يقول يالا نخلص نخلص نخلص على خير أعيش هنا على الأرض أعمل ايه آدى المسيح لغاية ما أروح هناك فى حضنه فلا حاجة مضيقاه ولا حاجة تدخل داخل قلبه ليه لأنه عايش منتظر الابدية السعيدة فنمرة واحد يا احبائى التوبة اللى عكسها الخطية اثنين المسيح اللى عكسه العالم وأنا تعالى كدة شوف عمرك عشت قد ايه لا أنا والعالم وشوف الحصيلة ايه شوف النتيجة عايز تستمر زى ما أنت كدة تبص تلاقى ربنا يقول لك خلاص أنا مش هفرض عليك نفسى بالعافية بس احسبها بس فكر شوف هتبص تلاقى ايه الحكاية عمالة تزداد فى الخطايا طيب يبقى ايه زى ما قال معلمنا بولس انها الآن ساعة فلنستيقظ لازم نقف بقى الآن ده آسف يعنى كدة عامل زى النزيف عمال ينزف فخلى بدل لما مركز الحياة أنا والعالم بقى يخلى مركز الحياة هو المسيح 1- توبة 2- االمسيح 3 - رضا . ايه الرضا ده دايماً يا احبائى تلاقى الانسان عايش مش راضى عن الواقع بتاعه دايماً الانسان لا يشكر دايماً الانسان متطلع لأمور كثيرة قوى قوى فتلاقى بلا رضا مفيش واحد راضى عن أكله وعن بيته وعن لبسه وعن أولاده عن شغله عن بلده أحياناً يبقى عن كنيسته مفيش رضا كل حاجة مش عجباه الانسان ده يا احبائى تلاقيه فى الآخر هو ايه تلاقيه ممزق تلاقيه عايش فاقد لمعنى حياته تلاقيه دايماً باصص لحاجة غيره وباصص لظروف غيره ودايماً طقسى فى تقديماته أول لما يلاقى مثلاً حد ساكن فى شقة كويسة يقول لك يا سلام لو بس الواحد ياخد المكان ده كأن كل العلاج فى حاجة زى كدة أبداً العلاج فى الرضا والرضا ده معناه ايه الرضا ده معناه الكفاية والكفاية دى تيجى ازاى مش هتيجى أبداً بتغيير ظروف فى الخارج أبداً أكيد لكم أقرباء ولا أحباء ولا ابناء سافروا أو هاجروا تعالى شوف عايشين فى دائرة صعبة تقول بس انتم عايشين بقى لبلدكم نظيفة يقول لك آه يا سيدى نظيفة بس لو ما اشتغلتش السيف على رقبتنا يقول لك آه بس احنا عندنا البلد غالية يقول لك غاليه ايه أنت عارف أنا ساكن بكام عارف ولا متعرفش يقول لك كدة رقم يخض يقول لك آه يعنى أنا لو بطلت شغل مش هلاقى مكان تبص تلاقى مساكين توصل لو دخلت معاهم فى ظروفه شوية يصعب عليك توصل بك الدرجة ان ممكن تبعت تساعده ايه ده يقول لك آه انت فكرك ايه هو الرضا ده جاى منين هو اللى غير مكان ده هو ده الرضا لا لا الرضا ده جوة ده فى الداخل دى فضيلة لأن الرضا ده معناها ان انسان يتقبل كل أمور حياته من يد الله بكل خير عشان كدة من علامات ان يكون الانسان بعيد عن ربنا أنه يعيش بلا رضا زى ما قال عنهم معلمنا بولس الرسول فى رسالته لتيموثاوس قال لك بلا رضا بلا حنو تلاقى الانسان قاسى كدة ليس لديه حنو معندوش شفقة على الآخرين الرضا مفتاح الفرح يا سلام كدة لما تسمعوا عن ناس كدة ممكن يكون دخلها محدود لكن عندهم رضا تلاقيهم كدة شاكرين وراضيين وفرحانين ومبتسمين رغم ان ممكن تدخل جوة حياتهم تلاقى فيها صعاب كثيرة ومشاكل كثيرة جداً تبقى مش مصدق ازاى الظروف دى كلها عند الست دى أو عند الراجل ده وبيقول نشكر ربنا واحنا أحسن من غيرنا بكثير وربا معانا لا مش بيسيبنا أنا أتعرضت لكدة ربنا ما سابنيش لحظة الرضا اللى عكسها ايه بقى اللى عكسها التمرد . التمرد اللى هو رفض كل شئ ورفض كل احسانات الله ونكرانها التمرد اللى اخرج ابونا آدم من الفردوس التمرد اللى جلب الطوفان للعالم التمرد اللى بيخلى الانسان عايش متذمر دايماً لأن التمرد عامل زى واحد يجى فى وجه ربنا كدة يقول له أنت مش عاجبنى وحاجتك مش عجبانى وكل حاجة مش عجبانى وشكلى مش عاجبنى تمرد لكن الرضا ده معناه انسان يبارك الله ويشكر كل احساناته . الخطية سبب الحزن التوبة سبب الفرح العالم وأنا سبب الحزن المسيح سبب الفرح التمرد وعدم الرضا سبب الحزن الرضا سبب الفرح آخر حاجة القلق والتسليم من أكثر الحاجات اللى جايبة للانسان الحزن بتاعه ايه الاكتئاب ايه القلق خائف خائف خائف خائف من كل حاجة خائف من نفسه و خائف على اسلوب حياته وخائف على اولاده خائف من الشارع خائف من البلد خائف من الظروف خائف من الاقتصاد وخائف خائف قلقان مرعوب من داخله يقول لك احنا لازم تجتهد فى حياتنا ونعمل اللى علينا لازم نكون مسلمين لازم يكون عندنا تسليم لان من غير التسليم ده هتلاقى نفسنا ايه مكتئبين ده يا احبائى مفتاح جميل الفرح اللى هو ايه سلم للرب الهك طريقك اتكل على الرب بكل قلبك اعطى له فكرك واعطى له قلبك واعطى له مشاعرك وشوف ربنا هيعمل معاك ايه شوف ربنا هيعمل بك ايه التسليم التسليم ده مفتاح مهم قوى يا احبائى لحياة الفرح التسليم ده لما الانسان يعيشه بالحقيقة مش بالكلام احنا كل يوم عمالين نقول لتكن مشيئتك لتكن مشيئتك لتكن مشيئتك لكن فى الحقيقة مشيئتنا أهم وفى توجيهاتنا لنفسنا هى الأهم واللى أنا عايزه هو الأهم لا أنا لازم أقول له لتكن مشيئتك شوف يا رب أنت عايزنى فين وأنت عايز ايه وأنا ابنك أنا مطمئن طول ما ايدى فى ايدك ومطمئن ان أنا فى ايد أمينة وأنت عارف قلبى وأنت عارف ضعفى وانت عارف اشتياقاتى وأنت عارف ضعفاتى وأنت عارف نقائصى أنت عارف أنت تعلم الصالح لى أكثر منى أنت عارف أنت عارف الخبايا عاملنى كما تحب وكما ترغب واحد من القديسين كان يقول له ليكن لنا كلينا حب واحد أو كره واحد شوف يا رب اللى أنت عايزه أبقى أنا عايزه اللى أنت مش عايزه يبقى أنا كمان مش عايزه ولتكن مشيئتك مشيئتى ولتتبع مشيئتى مشيئتك وان لم تكن مشيئتى تتبع مشيئتك انزع منى الميل إلى مشيئتى لو مشيئتى مش هتتبع مشيئتك شيل منى أنا الميل مش بقول لك أنت اللى تغير مشيئتك تخليها تبقى زى ما أنا عايز لأ بقول لك ان لم تكن مشيئتى تتبع مشيئتك انزع منى الميل إليها دى يا احبائى مفاتيح عشان الانسان يبقى فرحان بعيد عن دول يا احبائى متلاقيش انسان فرحان أبداً الخطية والتوبة أنا والعالم المسيح التمرد الرضا القلق التسليم أذن أربع كلمات هم المفتاح توبة المسيح الرضا التسليم هو قال لنا كدة ألا كم فتفرحون ولا يستطيع أحد ان ينزع فرحكم منكم يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا . ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا ولآلهنا المجد أبداً أبدياً آمين .

يعلمكم كل شىء

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين. تعيش الكنيسة يا أحبائي فترة ما بين عيد الصعود وما بين عيد حلول الروح القدس وهي فترة تسمى فترة ترقب، فترة انتظار، فترة اشتياق، ترقب وانتظار واشتياق للعطية العظمى، فقد كان الرسل بمثابة أشخاص جالسين لدرجة أن ربنا يسوع قال لهم لا تتركوا مكانكم، استقروا واثبتوا في الجلوس، تخيل معي أن شخص ينتظر شيء ما لمدة عشر أيام، يظل ينتظر، ماذا ينتظر؟ ينتظر العطية العظمى، وما هي العطية العظمى؟ هي الروح القدس، وهنا يقول لهم "إذا جاء الباراقليط الروح القدس الذي يرسله الآب بإسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم". ما هو الروح القدس هذا؟، ماذا يفعل فينا؟ قال لك هذا الذي يعلمك كل شيء، تخيل عندما أقول لك أن شخص سيأتي لك ليجلس معك وتقول لي ماذا يفعل معي؟ أقول لك هو يعرف كل شيء، تقول له ماذا تعني بكل شيء؟ هذه كلمة غريبة جدا، كلمة شاملة جدا، يعرفك كل شيء، بمعنى أنه يعلمني القراءة والكتابة، ويعلمني الحياة، ويعلمني ماذا أفعل مع أولادي، ويعلمني ماذا أفعل في عملي، ويعلمني ......إلخ، هل يعلمني كل هذه الأمور؟، عندما يلتحق شخص بعمل جديد لابد أن يتعلم العمل، عندما يجلس شخص مع شخص آخر ليعلمه مهمة ما فهو يخصص له جزئية معينة يعلمها له، حتى إذا كان يريد أن يتعلم الحروف، يتعلم لغة، يتعلم موسيقى، فهذا سوف يتعلم خبرة معينة، لكنه يقول سوف أعرفكم كل شيء، كل شيء. هل نريد أن نتعلم كل شيء يا أحبائي؟! فلابد أن نخضع للروح القدس، لابد أن الروح القدس يشكل فينا، ويعلم فينا، ويحفر فينا، وتخضع له، وتقول له "هلم تفضل وحل فينا"، يعرفك كل شيء، فالذي يريد أن يعرف كيف يصلي يطلب من الروح القدس، الذي يريد أن يعرف كيف يقرأ الكتاب المقدس يطلب من الروح القدس، الذي يريد أن يعرف فضيلة ويشتهي أن يتعلمها مثل كيف يسامح، كيف يغفر، كيف يكون لديه روح وداعة، يطلب من الروح القدس، الذي يريد أن يكون بداخله روح عفة يطلب من الروح القدس، الروح القدس يعلمك كل شيء، أكبر عائق يا أحبائي يحرمنا من نعمة كبيرة جداً أن تكون علاقتنا بالروح القدس علاقة متوترة، كأنه غير موجود، فإذا كان المصدر الذي يعلمك كل شيء غير موجود فأنت بذلك - عذرا في التعبير - جاهل، غير متعلم، لا يوجد من يعلمني، لا تطلب مني شيء، وأنا غير متعلم، لا يوجد شخص يعلمني، الروح القدس يعلمكم كل شيء. كثيراً يا أحبائي ما نقول أننا لا نعرف أن نتحدث في الصلاة، عندما أقف للصلاة أشعر بالملل، لا يوجد لدي كلام لأقوله، وإذا وقفت قليلاً بشعر بالملل، وأحيانا أتشتت، وأحيانا لا أقف، فأنا لا أعلم ماذا أفعل؟ أقول لك أطلب الروح القدس، الروح القدس يعلمك الصلاة، يعلمك ماذا تقول؟ قال لك الروح يشفع فينا بأنات لا ينطق بها، ماذا تعني يشفع فينا بأنات لا ينطق بها؟، بمعني أن الروح القدس يجعلك كيف تتحدث، وتتحدث لدرجة أنك لا تتكلم فقط، فأنت تئن، أنا أئن!، إنني لا أعرف أن أتحدث بكلمتين فقط، إنه الروح القدس، الروح القدس هو الذي يصلي داخلك. لذلك يا أحبائي هناك فرق كبير بين صلاة الشفتين وصلاة الروح، فرق كبير جداً، فرق كبير بين أنك تصلي لمجرد الصلاة وبين صلاة الروح، بالروح تعني أن الروح القدس يصلي داخلك، ولكني لا أعرف الروح القدس هذا؟ أقول لك اطلبه، اطلبه، قل يا روح الله علمني، قل تفضل وحل في، قل انطق في، إعمل في لساني، واعمل في قلبي، واعمل في عقلي، أعمل في كياني، شكلني، شكلني بحسب قلبك، روح الله هو عمله يا أحبائي، فهو اسمه روح القداسة، نعم هو اسمه هكذا، اسمه الروح القدس، فعندما يدخل الروح القدس داخل شخص يقدسه، هذا هو عمله، اسمه هكذا، اسمه الروح القدس، فالروح القدس يقدس، قال لك يعلم كل شيء. الذي يريد أن يقرأ الكتاب المقدس، يقول لك لكنني لا أفهمه والكتاب طويل والكلام كثير وأمور كثيرة، معظم الكلام أنا لا أفهمه، أقول لك الروح القدس هو الذي يعلمك، فالكلمة مكتوبة بالروح القدس، قال لك كتبه أناس الله القديسون مسوقين بالروح القدس، الذي كتب هو الروح القدس، فمن أكثر أحد يفهمك؟ الذي كتب، الروح القدس فهو أكثر من ممكن أن يفهمك ما هو مكتوب، هل من الممكن أن أقرأ وأطلب من الروح القدس أن يفهمني؟ نعم، نعم قف للصلاة، قف في صمت، وأغمض عينيك، وقل له يا روح الله فهمني، فهمني، فهمني ما المقصود بهذه الآية؟ وما المقصود بهذه الحادثة؟ وماذا تريد أن تقول لي؟ أنا كشخص، بظروفي، بعائلتي، بحالتي، بعمري، بوضعي، وضعي الاجتماعي، بوضعي في العمل، بدوري في المنزل، وضعي في الصعوبات التي أعيشها، يارب ماذا تريد أن تقول لي؟ الروح القدس يتكلم داخلك، فالروح القدس يعلمك الصلاة، والروح القدس يعلمك الإنجيل، تقرا الإنجيل والروح القدس يفهمك فتجد استنارة عجيبة جاءت إليك، وتجد الكتاب المقدس بالنسبة لك بدلاً من أنك كنت لا تعرف أن تفتحه تصبح لا تعرف أن تغلقه، لأن كان هناك حواجز بينك وبينه، لأنك لا تستطيع أن تستوعب، لأن الكلام غريب عليك، يقول لك بدلاً من أنك كنت لا تعرف أن تفتحه ستتحول إلي أنك لن تعرف أن تغلقه، لأن الكلام جميل، والمعنى رائع، والتطبيق يطبق لك على حياتك الخاصة أنت، ويعلمك أنت، ويوبخك أنت، ويجعل الكلمة تطبع داخلك فتكون لها فعل وتأثير، قال لك يعلمكم كل شيء ماذا تريد أن تتعلم؟ أريد أن أتعلم الصلاة. أريد أن أتعلم الإنجيل. أريد أن أتعلم العبادة. العبادة بالروح والحق، العبادة بالروح، ربنا يسوع قال ذلك للسامرية، قال لها أنتم تسجدون لما لستم تعلمون، وهل هناك سجود، هناك عبادة، عبادة شكلية، عبادة صنمية، عبادة تقليد، وأنت تجلس الآن وأنت تصلي القداس تصلي بالروح والحق، وتسجد بالروح والحق، وتعبد بالروح والحق، سوف تختلف عبادتك نهائيا، إذا كنت تعبد بهذا الأسلوب، إذا صليت بهذا الأسلوب، إذا تضرعت بهذا الأسلوب، هذا يا أحبائي عمل الله فينا، الروح القدس يا أحبائي يشكل إنساننا الجديد الداخلي ستجد عبادتك عبادة مفرحة عبادة مثل تقدمة هابيل الصديق الذي كان يقدم أجمل ما لديه وهو مسرور. التقدمة المقبولة ليست عبادة قايين، تقدمة الفضلات، تقدمة كل ما هو ليس جيد، الذي يريد أن يقف يقول لله كلمتين فقط وهو غير منتبه، وهو نائم، وهو لا يريد ومتضرر، هذه تقدمة قايين بينما تقدمة هابيل مختلفة، العبادة التي بالفرح، يقول لك "فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب" العبادة الذي يقول لك "أدخلوا إلى حضرته بترنم"، العبادة الممتزجة بالحضور الإلهي، هذه يا أحبائي النعمة التي تنتظرنا في المسيح يسوع، هذا الذي يريد أن يفعله معنا ويفعله فينا، أن يكون الروح القدس هو الذي يعلمنا ليس أي شخص آخر، فالروح القدس يعلمك كيف تصلي، كيف تقرأ الإنجيل، الروح القدس يعلمك كيف يكون لك عبادة مستقيمة أمام الله، الروح القدس هو الذي ينقي قلبك من مشاعر ملوثة، من كراهية، من أن يكون لك تمييز بين البعض عن البعض الآخر، الروح القدس ينظف كل ذلك، ينظف، يجعلك الجميع، ليس لك عداوة مع أي شخص، وهذا ليس كلام بشري لأنه إذا كان على مستوى الإنسان لا يستطيع الإنسان وأشخاص أن يفعل هذا الكلام، فالإنسان مهما كان محدود، ستجد لديه أشخاص يميل إليهم لا يميل إليهم، أشخاص يشعر بالارتياح معهم ومع أشخاص أخرى لا يشعر بهذا الارتياح، لكن الروح القدس يغير فيك. حينئذ يا أحبائي فترة العشرة أيام تحتاج أنني أجلس وأنتظر العطية العظمى لكي يكون تأثيرها في بحسب المرجو منها بحسب الكنيسة، ما المرجو منها؟ أن تصبح الكنيسة كلها قديسين، كلها بلا استثناء، لا يوجد عضو في الكنيسة ولا يكون عضو في جسم المسيح، والكنيسة عروسه، فعندما أكون أنا وأنت عضو داخل جسم المسيح لا يمكن أن عضو داخل جسم المسيح يكون عضو غير مقدس، الغير مقدس يا أحبائي هو الذي ينفصل عن الجسد لكن كلما أنا في الجسد فأنا مقدس، وبماذا أكون مقدس؟ أكون مقدس بالروح القدس، من هنا يا أحبائي يعلمكم كل شيء، الذي يريد أن يتعلم فضيلة، الذي يشتهي أن يكون لديه وداعه، تواضع، محبة للجميع، لديه روح عطاء نقية خالية من أي مظاهر ولا من أي شوائب ولا من أي رياء، أقول لك أنه لا يوجد ما يعلمك هذه الفضيلة إلا الروح القدس، ستجد الروح القدس يعلمك العطاء النقي، يعلمك المحبة النقية، يعلمك الغفران، كل فضيلة مصدرها الروح يا أحبائي لذلك يقول لك يعلمكم كل شيء، أدخل مدرسة الروح، ستجد الله يعطيك نعمة أنك تنمو في جميع الاتجاهات لأن الروح القدس عندما يعمل في جزء يغذي كل الباقي، عندما ينير لك روح الصلاة تجد الفضائل تفيض عليك، عندما ينير لك الإنجيل ستجد الإنجيل يشكل فيك إنسان جديد، عندما ينير لك الفضيلة ستجد الفضيلة تدفعك إلى الإنجيل وإلى المحبة وإلى الصلاة وإلى العبادة، قال "يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم". بالطبع يا أحبائي التلاميذ عندما كلمهم ربنا يسوع على أنه سينطلق، قالوا له تنطلق! وإلي أين تذهب، نحن اعتادنا عليك، وأحببناك، وتمسكنا فيك، فأنت الذي غيرتنا، نحن مديونين لك بعمرنا وبحياة جديدة وكل شيء فينا، وتأتي الآن في منتصف الطريق وتقول لنا أنا سأنطلق!، إلي إين تذهب؟ وكيف تتركنا؟، نحن كما رأيتنا أحيانا في حال وأحيانا في حال آخر، والحال متعب جدا، وأنت قد رأيتنا عند الصليب الذي لم يكن منذ زمن بعيد فقد كان منذ أربعون يوم فقط، وأنت رأيتنا أننا نخاف، ومن بيننا الذي هرب والذي أنكر، وأنت تقول لنا أنطلق!، قال لهم خير لكم أن أنطلق، لماذا؟، كيف؟، قال لهم لكي أرسل إليكم الباراقليط، المعزي، الذي سيقوم بالدور الذي كنت أنا موجود فيه وأكثر، الذي يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم، فيكون كل الكلام الذي قلته لكم لا ينسى، أي شخص فينا يا أحبائي يدخل في حديث مع شخص آخر ولا يزال يتذكره بعد شهر أو شهرين!، تصور أنك سمعت عظة من شهر ستجد نفسك متذكر منها كلمات قليلة، وهذا من شهر، ماذا إذا كانت من سنتين؟! تقول لا أتذكر، أقول لك ربنا يسوع ظل يعلمهم فترة طويلة تبلغ حوالي ثلاثة سنين، ولكن كل الذي أنت قلته لنا قد نسي، فلذلك نحن نريدك أن تظل معنا لكي تذكرنا بما قلته لنا، قال لهم الروح القدس سيذكركم بكل ما قلته لكم. وهذا العجب يا أحبائي فعندما تأتي لتقرأ الكتاب المقدس وتجد شخص مثل معلمنا متي يكتب لك العظة على الجبل بالكلمة، كيف هذا؟ كيف حفظها؟، كيف حفظ كل هذا الكلام؟، الروح القدس يذكره، فمهما كان الشخص يتذكر لا يمكن يا أحبائي أن يتذكر كل هذه الأحداث، وكل هذه الأقوال باتفاق روح النبوة بين البشيرين كلهم، ليس ممكناً فما الذي ذكرهم؟، ما الذي ذكرهم ماذا قال عندما دخل بيت الفريسي، وبيت عينيا، وعند لعازر، وفي عرس قانا الجليل، ما الذي ذكرهم بكل هذا الكلام، وبكل هذه الأحداث، بكل هذه التفاصيل؟ إنه الروح القدس فهو يذكركم بكل ما قلته لكم، تريد أن تظل كلمة الله التي تقرأها محفورة بداخلك اجعل القراءة تكون بالروح، ستجد الآية خارجة بسهولة لأنها ليست خارجة من الذهن. لذلك يا أحبائي كنيستنا لا تميل كثيراً أن الشخص يتعمد أن يحفظ، فهو يحفظ من تجاوب الكلام، من حلاوة الكلام، من استجابتك له، ومن تلذذك به ستجد نفسك تقوله، يمكن أن نفعل موضوع الحفظ هذا مع السن الصغير لكي نقدس أفكاره نقول له احفظ، لكن عندما تنضج لا يصح أن تظل تحفظ لا بل اجعل الحفظ يأتي مع التلاوة مع المحبة، فالروح القدس يذكركم بكل ما قلته لكم، أنظر ما يمكنه الروح القدس عمله معك، وكم أنت تحتاج إليه، ففي هؤلاء العشرة أيام أجلس في حالة ترقب، أجلس في حالة اشتياق، واجلس في حالة تخيل لهذه الساعة، واستمر في الطلب، واطلب، واطلب، أن الروح القدس يأتي فيك، ويجدك مستجيب، ويجدك سعيد، ويجدك قابل للتشكيل، وقتها يعلمك كل شيء، يعلمك روح الصلاة، يعلمك الإنجيل، يعلمك العبادة، يعلمك الفضيلة، ويكمل كل ما تشتاق إليه، وكل ما يطوق قلبك إليه، وكل ما عجزت عنه، الروح القدس قادر إن يفعله. هذه الفترة أحبائي فترة مقدسة جدا لدرجة أن آباء كثيرون وجيل كبير جدا في الكنيسه كان يقضيها في اعتكاف، عشرة أيام اعتكاف إلى أن ينالوا الروح القدس الذي يعطيهم انطلاق، كرازة، بشارة، قداسة، جرأة. لاحظ التلاميذ بعد حلول الروح القدس، أقرأ سفر الأعمال وأنظر بعد حلول الروح القدس مدى الفرق، والاختلاف. ربنا يعطينا يا أحبائي في هذه الفترة المقدسة أن نترقب ونتوقع ونترجى أن يحل فينا ويطهرنا من كل دنس. يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل