العظات

في العالم سيكون لكم ضيق و لكن ثقوا انا قد غلبت العالم

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين. تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل آوان وإلي دهر الدهور كلها آمين. هذه الآية نعرفها جميعاً من بشارة معلمنا يوحنا ختم بها إنجيل اليوم وهي "في العالم سيكون لكم ضيق لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم". الحقيقة يا أحبائي ما أكثر ضيقات العالم، ما أكثر ضغوط العالم، ما أكثر هموم العالم، ربما يكون كما نشعر أن كلما تطورت الحياة أكثر، كلما تزيد التكنولوجيا أكثر، وكلما تدخل المدنية أكثر كلما يزيد الضيق أكثر، لماذا الضيق؟ لأنه في الحقيقة الله لم يخلق الحياة لكي تصبح كذلك، الله خلقها لتكون هادئة أكثر من ذلك، الإنسان هو الذي جعلها سريعة، الإنسان هو الذي جعلها ممتلئة بالاضطراب، الإنسان هو الذي لا يرغب أن يسير بحسب مقاصد الله وهي أنه عندما يأتي الظلام تجد الناس تذهب للنوم، وعندما يشرق النور الناس تستيقظ، والناس تعمل مع ربنا في الطبيعة، تصور أن هناك شخص يعمل في حقل فتكون الدنيا واسعة والهواء جيد ويرى يد الله جداً والزرع وهو ينمو، يجلس هادئ، فيوجد أوقات بها عمل، وأوقات بها هدوء، وبعد وقت الظهيرة يكون قد إنتهى من عمله ويشكر الله ويذهب للبيت هادئ قليلاً وهكذا، لقد كان هذا قصد الله في الحياة، لكن الإنسان أطماعه في الحياة أكثر من ذلك بكثير، فأصبح يريد ... ، ... ، ... ، حينئذ قم بدفع الثمن، ما هو الثمن الذي يدفعه الإنسان مقابل طلباته الكثيرة الذي لا يستطيع أن يغلبها؟ للأسف العالم يغلبه، فبدلاً من أن يأخذ من العالم هدوء واطمئنان يأخذ من العالم اضطراب وانزعاج، وهذه هي القاعدة التي فعلها الله للإنسان، كلما خالف الإنسان مقاصد الله يقوم بدفع الضريبة، "في العالم سيكون لكم ضيق". وهناك ضيق آخر بسبب اسم ربنا يسوع المسيح الذي دعي علينا ضيق الاضطهاد، ضيق الآلام، هناك ضيق آخر بسبب مدنية الحياة وسرعتها، يوجد ضيق آت من داخلنا وضيق من خارجنا، ضيق آت بسببنا وضيق بسبب من حولنا، في العالم سيكون لكم ضيق، فما هو حل هذا الضيق؟ الحل أن الإنسان لا يقع تحت الضيق، الحل أن الإنسان لا يترك نفسه لهذا الضيق ويغلبه، صعب جدا يا أحبائي إننا نقوم بزيادة ضيق العالم بضيقات داخلية لدينا، فماذا يفعل الإنسان قال "ثقوا أنا قد غلبت العالم" ما هو حل ضيقات العالم؟ المسيح ، المسيح ، المسيح، شخص يقول لك لكنها كلمة نظرية، لا فالثقة فيه، الاتكال عليه، الرجاء به. صدقني إذا عشت حياة خارج المسيح سوف تتعذب، تتألم، ستجد نفسك بدون فرح، بدون شبع، بدون رضا، مختلف مع معظم من حولك، ستجد نفسك دائماً ناقم على الوضع الذي أنت فيه، هذا لا يعجبك، ولا هذا يرضيك. لماذا؟ لأنك خرجت خارج المسيح، المسيح يعطيك قبول لنفسك، المسيح يعطيك قبول لكل من حولك، هل هناك أحد يقبلك ويقبلني مثل المسيح بكل عيوبي وكل أخطائي، هو يقبلني، لماذا يقبلني؟ لأنه هو الذي خلقني، "يداك صنعتني وجبلتني". العالم كله والناس كلها يمكن أن ترفضنا لكن الله مات لحبه لنا، العالم كله يمكن أن يرى أخطائنا لكن الله يستر على هذه الأخطاء، ويرى أشياء جيدة فينا نحن لا نراها في أنفسنا، تخيل أن الله يري داخل كل واحد فينا حاجات جيدة هو لا يراها في نفسه، تخيل أن الله يتأنى علينا، تخيل أن كل الأخطاء التي نفعلها هو ساتر عليها، فإذا كان هو ساتر على أخطائنا، وإذا كان يرانا أفضل مما نحن نري أنفسنا، فلماذا نعيش في أضطراب وانزعاج؟ كثرة طلبات الإنسان، كثرة رغبات الإنسان، كثرة أطماع الإنسان هي التي تجعله يعيش في ضيق، تجد دائما الرغبات لا تشبع، لأن الإنسان عميق جداً لكي يصل لدرجة أنه يقول أنا مكتفي، أشكرك يارب، هذ يكفي جداً، من هذا الذي يصل لهذه الدرجة من الاكتفاء؟! هل يوجد شخص يترقى في منصب معين ويقول هذا يكفي؟ هل يوجد شخص يحصل على قدر معين من المال ويقول هذا يكفي؟، هل يوجد شخص يحصل على سلطة معينة في النهاية يقول هذا يكفي؟، كفايتنا من الله، إن لم تشبع نفوسنا بالله يا أحبائي فلن تشبع. لذلك قال القديس أوغسطينوس كلمة جميلة قال "من امتلكك شبعت كل رغباته"، حقا يارب الذي يمتلكك تشبع كل رغباته، فما المطلوب الآن؟ مطلوب إني لا أدخل داخل هذه الدوائر العنيفة، في العالم سيكون لكم ضيق. ما الضيق، أنظر إذا ترك الإنسان نفسه في هموم الغلاء، دخول المدارس، التكاليف، الذي يريد أن يأكل، الذي يريد أن يلبس، الذي يريد التنزه، يقول لك صدقني إذا لم نتعلم القناعة من داخلنا وإذا لم يكن لنا الاكتفاء من داخلنا، لا نشبع، لا نهدأ، لا نستريح، لذلك أستطيع أن أقول لك أكبر شيء تعطيه لابنك هو القناعة، أكثر شيء تعلمه لابنك أنه غني، أنه جميل، أكثر شيء تعلميه لابنتك انها لا ينقصها شيء، أنه لا يوجد شيء أبدا سيزينها أو يجملها، لا "الملابس، شعرها، بشرتها" ولا أي شيء، فالذي يزينها من داخلها، في العالم سيكون لكم ضيق ثقوا أنا قد غلبت العالم. كثيراً يا أحبائي الإنسان يضع نفسه تحت ضيقات العالم، ويمتلئ بالحزن والاكتئاب والضيق، عالم ممتلئ ضيق، الله يقصد أن يكون هناك ضيق في العالم لكي نعيش معه في الأرض ولكي نشتاق إلي الراحة الحقيقية في السماء، تخيل عندما أعيش عمري كله رافض الضيق، وناقم على الضيق، ومتمرد على الحياة، ولم أفهم الدرس. فما هو الدرس الذي يأتي من ضيق العالم أمرين مهمين جدا: ١- أن تكون عيني في العالم علي المسيح لأنه هو الذي يجعلني أغلب الضيق. ٢- لكي اشتاق للحياة الأبدية. فمتي نستريح من أتعاب هذا العالم؟. يقول لك قم بتجهيز نفسك للسماء، السماء لا يوجد فيها هذا الضيق يا حبيبي، تقول له أنا مشتاق للحياة الأبدية، يقول لك هيا مبروك عليك السماء، يسألك هل أنت مستعد؟ تجيبه : ليس بالدرجة الكافية ، يقول لك حاول يا حبيبي حاول ، فالله من خلال ضيق العالم يجهزني لأبدية سعيدة ، ومن خلال ضيق العالم يجعلني أرتبط به هو أكثر لأن هو سلامنا، لان منه تكتمل كل احتياجاتنا، كلما تقع في ضيق في العالم أنظر إليه، من سفر أشعياء يقول لك "في كل ضيقهم تضايق وملاك حضرته يخلص"، يا رب أنقذني، يا رب أنا في تجربة، يارب أنا في ضيقة، يا رب أحميني من نفسي، احميني من العالم، احميني من التحارب ، احميني من الشهوات ، احميني من مكائد عدو الخير الخفية والظاهرة ، في العالم سيكون لكم ضيق أمسك في ربنا لأنه هو الذي غلب العالم وكلما تزيد الضيفات كلما أفهم أنه يوجد قصد إلهي ، ما هو القصد الإلهي لله، أنه يضيق عليك الحلقة، يا ربي لماذا تضيق علي الحلقة، يا رب قم بتوسيعها، فيجيبك لا لأنني لم أخلقكم لهذه الحياة أنا خلقتكم لكي تكون هذه الحياة فترة، أنا خلقتهم لحياة أبدية، لذلك لا أريدكم أن تعتبروا أن العالم هو نهاية الحياة - لا - فهو بداية الحياة الأبدية، لذلك أريدكم تعلموا أنكم لن تستقروا هنا وأخذتم كل شيء هنا وتسعدوا هنا وتفرحوا هنا، يقول لك لا بل خفة ضيقاتنا الوقتية تنشأ لنا ثقل ومجد أبدي، أنا أريدكم للسماء، طوبي للإنسان يا أحبائي الذي طوال حياته يفهم أن هذه الضيقات بقصد وبإرادة إلهية لكي يزداد شوقنا للسماء، فنحن نري في العالم ضيقات كثيرة نري كراهية، غدر، مؤامرات، حقد، لكن حينئذ لا تدين الآخرين بل قل يا رب متي أذهب إلى عالم كله محبة، متي يا ربي استريح من أتعاب هذا العالم، متى أنتقل من هذا العالم وأذهب للعالم الذي لا يوجد به بكاء ولا حزن ولا تنهد، يقول لك أنتظر بعض الوقت، فتسأله لماذا أنتظر؟ يجيبك من أجل أمرين لأني أريدك أن تكمل رسالتك وتكمل توبتك. فلماذا يبقينا الله في هذه الحياة إلى الآن لسببين لابد أن نفهمهم جيداً، لماذا أظل إلي الآن موجود بالحياة؟ فهناك أشخاص أصغر مني انتقلوا وسافروا إلى السماء، والآن هم متنعمين بالحياة السعيدة فلماذا أنا؟ لأجل هذين الأمرين لأكمل توبتي وأكمل رسالتي، أي شخص منا لا بد أن يسأل نفسه لماذا أنا مازالت علي قيد الحياة إلى الآن؟ لأكمل توبتي أكمل رسالتي، هيا لنفعل في هذين الأمرين. ١- ماذا عن توبتك؟! فأنا بطئ في التوبة، أنا لست رافض للخطية، أنا أسعي للخطية، أنا متمسك بالخطية، أنا متلذذ بالخطية، أنا غير أمين، أنا غير مدقق، فهيا قم قدم توبة وأشكر الله أنه معطيك فرصة كل صباح جديد برحمة جديدة ،هيا نكمل توبتنا، هيا نقوم بتوبيخ أنفسنا على خطايانا، هيا نقول له ارحمني، ارحمني، ارحمني، قم بتفكيكي، تعال أنت يارب، كمل توبتك، ادخل ربنا في توبتك واطلب منه. ٢- كمل رسالتك : ماهي رسالتي يارب في هذه الحياة؟ أن تمجدني، تعبدني، تكرمني في العبادة، نعم هذه رسالة، أن تكرمني في الضعفاء، أن تهتم بالضعفاء، أن تنشر الحب، أن تنشر اسمي، أن تنادي وتخبر بأعمالي، هذه رسالتك في الحياة، الله أرسلنا لهذه الحياة نور يا أحبائي، ارسلنا لهذه الحياة لكي نبشر بموته وقيامته، الله أرسلنا لهذه الحياة لكي نكون شهداء أمناء له، فدائما تذكر هذه الحقيقة، ففي بيتك أنت شاهد، في عملك أنت شاهد، مع أحبائك أنت شاهد، أنت صورة حية للمسيح، لذلك فهي رسالة، فأنا موجود إلى الآن لكي أكمل توبتي وأكمل رسالتي، لكن أنا مشتاق أن أتخلص من هذا العالم الممتلئ بالضيق، وأظل أقول متي أتراءى أمامك يارب، يجيبك باقي قليلاً كمل توبتك، لأنني يا حبيبي أريد لك مكان جميل، لأني مهيئ لك مكان جميل جداً، وأنا أري أنك لست مهيأ لهذا المكان، أنا أعددت لك مكان حلو جدا، فوق خيالك أنت، فماذا تفعل أذن ؟ هيا استعد، تزين بالفضائل، كف عن الشر، حد عن الشر أفعل الخير وأطلب الأمانة، اسعى ورائها، باستمرار اسعي لرضى الله، راجع نفسك، راجع الثعالب الصغيرة، راجع الكراهية ، راجع الشهوة، راجع حب العالم، راجع حب المال، راجع حب السلطة ، راجع حب الكرامة ، .... ، .... ، إلخ أنا أحتاج أراجع كثير، فهيا قم واركع أرفع يدك وقلبك بصلوات نقية وقل له مع معلمنا داود "أقترب إلي نفسي وفكها ولا تتسلم للوحش نفس يمامتك" تعالى يارب وأنقذني وخلصني، فكلما تفعل ذلك ماذا يحدث "في العالم سيكون لكم ضيق لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" هذا وعد الله لنا يا أحبائي أنه يغلب العالم، ليس معناه أننا نعيش في عالم بلا ضيق - لا - هو لم يعدنا بعالم بلا ضيق، لا فهو لم يخدعنا، هو لم يقول لنا أننا نعيش في العالم بلا ضيق، فالعالم ممتلئ بالضيق، لكنني سوف أجعلك تغلب الضيق، فأنا لا أتركك تعيش في العالم بلا ضيق لا، فسمة الضيق هي سمة رئيسية في العالم لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم، يجعلك الله تعيش في نفس واقعك ونفس الآلام لكنك غالب لهذه الآلام، لكنك لا تسقط تحتها، بالعكس أنت قائم فوق منها، أحبائي الله لم يرسلنا إلى هذا العالم لكن نهلك في العالم، لا ، أرسلنا إلى هذا العالم لنشهد له في العالم ونخلص بالعالم وتكون ضيقات العالم مجال لصراخنا نحو الله وتكون ضيفاتنا في العالم وسيلة خبرة حياة مع الله فننمو بالله، لذلك يا أحبائي في العالم سيكون لكم ضيق لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم، كن حذر ألا تسقط تحت أمور هذا العالم، تذكر دائما لماذا نعيش؟، لا تدع عينك تنزل من علي المسيح لكي لا تزيد آلامك، الضيقات لأجل أمرين تذكرهم دائما، الضيقات لكي أتعلق في المسيح جدا، لكي أفهم أن من خلال هذه الضيقات أشتاق للأبدية، فلماذا الله أبقاني إلى الآن، لأجل أمرين لكي أكمل توبتي، وأكمل رسالتي. ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

ان الحصاد كثير و لكن الفعلة قليلون

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . عندما يكون هناك تذكار لأحد الآباء الرسل أو من السبعين رسول تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا لوقا، والذي يقول "ثم عين الرب سبعين آخرين" أختارهم لكي يكرزوا، لكي يذهبوا إلى أورشليم وإلى السامرة وإلى أقصى الأرض لكي يدعو الناس للتوبة، وقال لهم كلمه لاتزال تعتبر شعار لكل إنسان مسيحي، وهي "أن الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون"، ربنا يسوع يريد أن يضع في قلوبنا غيرة، يقول لنا اخدموا لأن الحصاد كثير والفعلة قليلون، تصور عندما يوجد حقل الله أنعم عليه ببركات، وممتلئ خير، ممتلئ محصول، لكن تصور أننا لم نجد الشخص الذي يحصده، فهذا شيء صعب جداً، فالشجرة تعطي ثمر والأرض تعطي محصول وأعيننا تري ثمار كثيرة جداً، ولا يتبقى إلا آخر خطوة وأسهل خطوة وهي جمع المحصول، تخيل ربنا يسوع المسيح يقول لنا الحصاد كثير بمعنى أن الزرعة نجحت، لكن الفعلة قليلون، ما هو الحصاد يارب؟ قال الذي فعلته أنا للعالم، الخلاص الذي أعطيته للعالم، الحب الذي أعطيته للعالم، البذرة التي قمت بزراعتها في العالم أثمرت لكن تريد من يحصدها. تصور أن هناك أشخاص تحتاج فقط أن نكلمهم عن المسيح لدقائق، تصور أن هناك أشخاص بعيدة عن المسيح غير مسيحيين يحتاجوا فقط إلى شخص يقول لهم أن هناك ما يسمى بالمخلص ، فهو إله من حبه للإنسان خلقه، وعندما فسد الإنسان فكان لا يوجد شخص يمكن أن يخلصه إلا الذي خلقه، الذي أستطاع أن يخلقه يستطيع أن يخلصه، قل له هذان الكلمتين واتركه ليراجع أفكاره، فمن الممكن أن هذان الكلمتين تأتي بأشخاص للإيمان، فلنفترض أن هناك شخص مسيحي بعيد عن المسيح تماما، شخص يحتاج أن تقول له : لماذا لا تأتي إلى الكنيسة، يجيبك لأني مشغول قل له العمر يمضي والإنسان إذا ترك نفسه للمشغولية فأنه لن يجد وقت أبدا، فأتمني أن نتقابل في الكنيسة وأتركه، من الممكن أن تقول هذا الكلام لعشرة أفراد ويأتي فرد واحد فقط، فنحن نراها كثيراً جداً أنك من الممكن بمجرد أن تقابل شخص ما في الطريق وتقول له لماذا لا أراك في الكنيسة؟ تجده اليوم التالي في الكنيسة، "الحصاد كثير والفعلة قليلون"، الله يريد فعلة. لذلك يقول "ثم عين الرب سبعين آخرين" ما معني عين؟ بمعنى اختار، تقول لكن أنا لست من بين الذين قام بتعينهم الرب، فهو له مجموعة أشخاص يحب أن يختارهم، فالخدام أشخاص مميزين بالتأكيد ليس أي شخص يخدم، يقول لك لا أبداً، القديس يوحنا ذهبي الفم يقول لا يوجد شيء اسمه شخص مسيحي ليس خادم، أنت ممسوح بالروح القدس، أنت قمت بأخذ مفعول الروح القدس، أنت عضو في الجسد، لا يصلح أن عضو في الجسد ينفصل عن الجسد، عضو في الجسد يخدم الجسد كله، عندما يكون هناك شخص يتناول الطعام فأن عينه تعمل، يداه تعمل، وفمه يعمل، ومعدته تعمل، كل الأعضاء تعمل عمل واحد، عندما يأتي شخص ليرتدي ملابسه فعينه تعمل، عضلاته تعمل، أعصابه تعمل، لكي يستطيع أن يرتدي ملابسه، أي عمل بسيط الإنسان يفعله تشترك فيه كل أعضائه، هكذا الكنيسة لا يوجد فيها عضو يكون خامل. "عين الرب"، كل شخص فينا معين من قبل الرب، فأنا معين، شخص يقول لي: أنا! أقول لك نعم أنت معين، معين من الله، قال "الذين عرفهم سبق فعينهم، الذين سبق فعينهم سبق فبررهم". سبق فعرفهم، سبق فعينهم، الله قام بتعيننا، نعم قام باختيارنا، قم بقراءة رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أفسس الأصحاح الأول يقول لك "مبارك الله أبو ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحية من السماويات الذي اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة". أنا وأنت الله قام باختيارنا قبل أن نولد، الذي اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة، نحن مختارين، نحن معينين، نحن سفراء، نحن له، نحمل صورته، "عين الرب سبعين آخرين"، فكل الذين أمامي في الكنيسة معينين؛ منذ سنوات كثيرة كان الشباب أو الشابات الذين يقومون بالدراسة الجامعية، بعد الانتهاء من الجامعة، يأتي لهم شيء اسمه خطاب التعيين، يقول له أنك عينت في شركة الكهرباء، في شركة المياه، في شركة الري، ... ، ... ، وهكذا، خطاب تعيين، فكانوا يمزحون مع الشباب ويقولوا لهم لا تجلس في المنزل تنتظر خطاب التعيين، قم بأي وظيفة حتي يأتي خطاب التعيين، تصور أنك معين من ربنا يسوع يقول لك أنت ابن (فلان) المعمد، المولود، الذي تخدم في كنيسة .. أنا قمت بتعيينك لخدمة أعضاء جسمي، اخدمني أنا، من خلال مريض، شخص محتاج، شخص حزين، شخص مهمل، شخص بعيد عن المسيح، مستشفى، دار أيتام، دار مسنين، شخص مدمن، شخص عليه دين، شخص مسجون، أسرة شخص مسجون، أشخاص ضعيفة في أسرتك، اخدم، أكثر شيء يا أحبائي يقوم بأذية الإنسان أن يعيش في سجن نفسه، لذلك الإنسان دائما متضايق، محصور داخل نفسه، دائرة تخنق لماذا؟ أنا ونفسي وهمومي ومشاكلي، فهل تنتهي المشاكل؟ لا تنتهي، فكيف يخرج الإنسان منها؟ يعيش لغيره، اخرج نفسك واخرج بيتك من دائرة نفسك، قم بالسؤال عن شخص محتاج، قم بخدمه شخص محتاج. الله اختارنا ووضع ثقته فينا، يقول لك أنت بدلاً مني، أرسلتكم للعالم، "عين الرب"، عينك بوظيفة، معين لكي تصبح شاهد لله، وقال انتم تكونوا شهودي، أنت الشاهد لي، أنت وسط العالم أنت رسالتي، إذا قمت بقراءة الكتاب المقدس بتدقيق ستجد أدوار معينة على الإنسان المسيحي أن يقوم بها، سوف أختصر منهم ستة : ١- أنتم ملح الأرض : أنت الملح الذي يعطي مذاق، بدونك العالم مائع، بدونك العالم لا يؤكل، لا يفرح، أنتم ملح الأرض. ٢- أنتم نور العالم : بدونك العالم مظلم، صدقوني ربنا يسوع المسيح لا يقوم بمجاملتنا، لا يقول كلام معنوي لكي يرفع معنوياتنا - لا - أنتم نور العالم فعلا، العالم بدونكم مظلم، أنتم القداسة في العالم، أنتم الطهارة في العالم، أنتم الأمانة في العالم، أنتم الحب في العالم، أنتم العطاء في العالم، أنتم الرحمة في العالم، ... ، ... ، أنتم ملح الأرض ، أنتم نور العالم. ٣- أنتم الخمير الذي يخمر العجين كله : خميرة، قطعة الخميرة الصغيرة لكن هي التي تنتشر، وتعطي طعمها ومفعولها للعجين كله، أنت الخمير المقدس في العالم كله، قليل لكن مؤثر. ٤- أنتم رسل ٥- أنتم سفراء ٦- أنتم رسالة رسول، رسالة، سفير. ٧- رائحة المسيح : معلمنا بولس قال أنكم رائحة المسيح. عين الرب سبعين آخرين، دورك في العالم مهم جداً، ربنا يسوع صعد للسماء، لكنه ترك تلاميذه، وقال عن تلاميذه أنهم من يقوموا بإكمال رسالتي، لذلك الكاهن يقول: "تبشرون بموتي وتعترفون بقيامتي وتذكروني إلى آجيء" وجميعكم تقومون بالرد آمين، آمين، آمين بموتك يارب نبشر، أنت خادم، ولابد أن تكون خادم، على سبيل المثال الأسبوع الماضي قمت بمقابلة شاب قادم من أمريكا، وكان من المهم لدي أن أطمئن على حياته الروحية، أطمئن على علاقته مع الله، فسألته هل تذهب للكنيسة؟ قال نعم نشكر ربنا، قال لي لابد أن أذهب، فأنا أذهب أكثر مما كنت أذهب هنا ، قلت له هذه بركة كبيرة، قال لي أذهب ٤أو ٥ مرات في الأسبوع، جيد جدًا، فسألته هل هناك خدمه تخدمها؟، قال نعم أخدم خدمه صغيرة علي قدر استطاعتي، فسألته ما هي الخدمة؟ قال لي خدمه اسمها خدمة صيانة، صيانة ماذا؟! قال لي نحن ثلاثين شاب مجتمعين مع بعضنا البعض ولدينا مشرف للمجموعة يمر علي الكنيسة ويبحث عن أي شيء يحتاج لصيانة وليكن مثلاً المصباح لا يضيء، ستر المنجلية به تمزق، كسر في الحديد الخاص بسلم الهيكل، يحضرون الأشخاص الذين يقوموا بالتصليح، فهي خدمه. الله يريد كل شخص منا يخرج طاقته للمسيح بحسب إمكانياته، حسب طاقتك، حسب معرفتك، لكن لا تترك نفسك لنفسك، ولا تعيش في دائرة نفسك، إذا كنت تعرف كيف تقوم بالخبز، الطبخ، الخياطة، الأسلوب اللبق مع الآخرين، أي إمكانية، أي ملكة. لابد أن نعرف أن أي إمكانيات اعطاها الله لنا فهو اعطاها لنا له، أي إنسان يا أحبائي يستطيع فعل شيء فليبحث كيف يخدم به، في بعض الأحيان أجلس مع طبيب وأقول له الله جعلك طبيب لكي تعالج من يحتاج أولا ثم بعد ذلك لربح المال، لكي تخدم بهذه المهنة، فأنت يأتي إليك مرضى من كل الديانات اشهد عن المسيح مع المرضى، لابد أن تعرف نفسك أنك في داخل عملك أنت خادم، عين الرب سبعين آخرين، الله يريد أن يعين، الله يريد أن ملكوته ينتشر، يريد أن خدمته تمتد، لا يريد عمل صليبه يعطل، ولا طلبته تختبئ، يقول "لا يمكن أن تخفي مدينة موجودة على جبل ولا يوقدون سراجا ويضعوه تحت مكيال"، فالمصباح لابد أن يوضع على مكان مرتفع، أنت كإنسان مسيحي لابد أن تضيء. لذلك يا أحبائي ونحن نعيش تذكار استشهاد القديسين بطرس وبولس أمس، ونعيش اليوم تذكار القديس الشهيد أولمباس تلميذ القديس بطرس الرسول، لابد أن نعرف أن الخدمة والحياة في المسيح لا تستمر بفرد، بطرس أستشهد لابد أن يكون خلفه مئات، وأيضا بولس، هذا ما يحدث إلي اليوم، فكم شخص يريد أن يكون مثل بولس، كم شخص يريد أن يكون مثل بطرس، كم شخص يضع نفس حياة بولس داخل قلبه، من الكلمات الرائعة التي قالها بولس عندما قال أنا لست مهم، قال "أحيا لا أنا بل المسيح يحيا في"، قال كلمة أخري مهمه جدا "ولا نفسي ثمينة عندي حتي أكمل بفرح الخدمة والسعي التي أخذتها من الرب يسوع ". يقولوا له إذا ذهبت لأورشليم سيقتلونك، يقول لا يوجد مشكلة، وأيضا إذا ذهبت لروما قال لهم أنا أتمني الموت ولكن أتمني فعل شيء قبلها أن أشهد لربنا، فقالوا له تذهب إلى روما فقال أنا لدي شهوة ان اذهب لروما لكن لا أستطيع لأني مسجون، فكيف أذهب إلى روما، روما عاصمة العالم، روما بها الثقافة، بها المعرفة، روما بها القوة، روما بها السلطة، يريد أن يغزوها بولس، فعل حيلة وهو يحاكم قال لهم أنا مواطن روماني كيف تحكموا علي وأنا غير مقضي علي، أنا رافع دعواي إلى قيصر، تريد أن تحاكم عند قيصر، خافوا منه وقالوا حقا هذا مواطن روماني، قالوا إلى قيصر يذهب، فقال أشكرك يارب، ستذهب تحاكم عند قيصر، الناس جميعها تخاف من قيصر، فهو رجل لديه "بطش" أنت ذاهب لنيرون بنفسك، فأنا أريد الذهاب إلي روما لكي أشهد للمسيح، عندي شهوة أن أكمل حياتي في روما لأني أريد أن استشهد في روما، لكن قبل أن أستشهد أريد أن أشهد للمسيح هناك. نحن يا أحبائي حياتنا إذا تركناها لأنفسنا فقط فنكون نسجنها، نقللها، نحدها، غير متمتعين بها، لا يصح أن قارورة طيب تكون مغلقة فقارورة الطيب لابد أن تفتح لكي تعطر رائحتها المكان، أنت أيضا كمسيحي لابد أن يكون لك مفعول، الملح لابد أن يوضع في الطعام، النور يضيء للناس، الرائحة لابد أن تكون لراحه الكل، الرسالة موجودة لكي تقرأ ليس لتكون مغلقة. هكذا يا أحبائي كل واحد منا، "عين الرب سبعين آخرين"، كل واحد منا يقول له يارب ماذا تريد أن أفعله؟ يقول لك أخدم بالإمكانيات التي لديك، قم بمساعدة أحد، قم بالسؤال علي أحد، أنت كن قدوة لمن حولك، قم بالصلاة في بيتك، أرفع يدك، حاول تقلل من طلباتك الشخصية لكي تشفق على من حولك، حاول يكون لديك خدمة بالكلمة الطيبة، حاول يكون لديك خدمة بابتسامة، حاول تمارس العطاء لمن حولك، فكر وأنت تأكل هل الرجل الغفير يستطيع أن يجد هذا الطعام؟!. تجد نفسك وتجد بيتك يوجد فيه بركة، أصبح في حياتك سعادة تبشرون بموتي وتعترفون بقيامتي. ربنا يعطينا يا أحبائي أن تدرك رسالتك، أننا معينين من الله، لخدمته، لمجده. يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

ارسالية السبعين رسولا

بسم الآب والأبن والروح القدس إله واحد آمين ، تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين . تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في تذكارات نياحة أو استشهاد أحد من الآباء الرسل فصل من انجيل معلمنا لوقا البشير إصحاح ١٠ وهو إرسالية السبعين رسولا، الكنيسة في تذكارات الذين تعبوا في الخدمة تحملنا أمانة امتداد رسالتهم، وتقول لنا مثلما أرسل السيد المسيح سبعين في وجود حياته على الأرض فهو يحتاج أن يرسل كثيرين وكثيرين من أجل اعلان ملكوته، من أجل نشر رسالة خلاصه ، من اجل امتداد ملكوته على الأرض ، يقول "بعد ذلك عين الرب سبعين آخرين وأرسلهم أمام وجهه اثنين اثنين ، وقال لهم اطلبوا من رب الحصد أن يرسل فعلة الي حصاده"، وقال لهم "أن الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون" ، ربنا يسوع في قلبه وفي عقله الملكوت، ونشر الملكوت، وامتداد الملكوت، ويريد أن كل إنسان يبعد عن طريق الضلال ويدخل في طريق محبة الله، هذه هي رسالته، أن يتمتعوا بخلاصه، يتمتعوا بمعرفته، ويدخلون معه في عهد أبدي، هذه هي رسالته لكن ليكمل رسالته فهو يحتاج الي ناس ، يحتاج يرسل ناس ، ناس مختارة الذين هم السبعين فقط؟! قال لا مازال الحصاد كثير ولازال الفعلة قليلون. ما هو موضوع الحصاد والفعلة؟، يريد أن يقول لك إذا كان قلبك ممتلئ بمحبة الله، إذا كنت متمتع بالفعل ببركات خلاصه ، ستجد نفسك لا تحتمل أن تصمت ، ولا تحتمل أن تري إنسان خارج طريق خلاصه ، فماذا تفعل؟ تنادي باسمه ، تجذب الآخرين إليه ، تدعوهم للتوبة ، تدعوهم للتمتع بالحياة معه ، هذا عمل الإنسان المسيحي يا أحبائي ، عمل الإنسان المسيحي أن يكون له رسالة المسيح علي الأرض ، هذا عمل الإنسان المسيحي أن نحمل أسمه ، نحمل كرازته ، نحمل منهجه. هنا في انجيل معلمنا لوقا اصحاح ١٠ عمل رسالة السبعين رسول، قبل ذلك عمل رسالة اختيار الاثني عشر تلميذ وقال لهم أنتم لا تخرجون خارج أورشليم، قال لهم أذهبوا إلي خراف بيت إسرائيل الضالة، الذين هم أهلكم لكن لا يعرفون الله، فعندما وجد باقي خراف إسرائيل الضالة ليسوا جميعهم قابلين الإيمان، ويوجد منهم نسبة كبيرة تقاوم ، نسبة كبيرة رافضة، نسبة كبيرة لا تريد ، نسبة كبيرة متعالية ، قال إذن أتركوهم ، وقال لهم أذهبوا للعالم أجمع ، هيا أذهبوا أكرزوا لهم ، أذهبوا إلي أورشليم واليهودية وإلي السامرة وإلي أقصي الأرض. كان سبق وقلت لكم أنه ينبغي أن يكون لدينا خيال عن منطقة أورشليم أيام المسيح لابد أن تتخيلها جيداً جدا لأن كل تعاليم الإنجيل مبني علي معرفة الأماكن ، ساحل البحر المتوسط، وفي المنتصف خط مستقيم بنهر الأردن، فقط هذه هي خريطة أورشليم ، خط هكذا ومائل وخط هكذا في المنتصف ، في المساحة التي بين الخط المائل وخط المنتصف ثلاثة مدن مهمين جدا، أسفل جدا أورشليم ، في المنتصف السامرة ، فوق الجليل، وفي الجزء الشرقي لنهر الأردن يوجد مدينتين كبار جدا، جزء أسمه العشرة مدن ، وجزء أسمه عبر الأردن ، هؤلاء هم الخمس مدن الرئيسية الذين كرز السيد المسيح فيهم وعاش بهم. لقد قال لهم اليهودية ولكنهم لم يستجيبوا معكم، إذن نذهب الي فوق قليلاً ، أين نذهب؟ السامرة، إذا رفضوكم في السامرة أذهبوا إلي أقصى الأرض. هذه هي رسالة الإنسان المسيحي في كل جيل يا أحبائي ، يخدم في اليهودية التي هي بيت كل شخص فينا ، لابد أن نبدأ ببيتنا، لابد أن تبدأ بأبنائك ، بزوجتك ، بزوجك ، لابد أن أبدأ بأخواتي ، بأقربائي، بجيراني ، بيتي أورشليم ، الذي يسمع ويستجيب فقد نال الخلاص والذي لا يسمع فهنا كان يقول لهم أذهبوا الي المدينة إذا قبلوكم فهذا جيد وإذا لم يقبلوكم أخرجوا منها وقولوا لهم حتي الغبار الذي التصق بأرجلنا سننفضه لكم ، بمعنى أننا لا نريد شيء منكم أبدا ، بمعني حتى إننا لا نريد أن نتذكركم ولو لثانية ، حتى الغبار الذي لصق بأرجلنا ننفضه ، يصبح أنتم دمكم على رأسكم ، أما إذا قبلوكم يكون حسنا فهذا هو الهدف ، أبدأ اكرز في بيتك ؟ هل تعلم ما الذي يمنعك أن تكرز في بيتك؟ أن تكون أنت لا تعيش للمسيح ، ستجد نفسك تحدثهم عن المسيح وأنت لا تعيش للمسيح فالكلام متناقض ، غير مرتبط ببعض ، أذن قبل أن تكرز في بيتك لا بد أن تغير من نفسك أولا ، لكي يروك تصلي فعلا ، يروك وأنت رافع يدك ، لكي يروك في البيت وأنت تسجد ، لكي يروك وأنت أمين في كلامك ، لكي يروك وأنت تحب من حولك بالحقيقة ، لكي تكون إبن حقيقي للمسيح ، لذلك يا أحبائي موضوع الكرازة هذا موضوعنا كلنا ، علي كل مسيحي أن يكون خادما ، علي كل مسيحي أن يكون كارزا ، وعلي كل مسيحي أن يكون صورة المسيح في المكان الذي يعيش فيه ، هذه هي رسالتنا ، هل أنت تعيش للمسيح ؟ قال لك مجرد أنك تعيش للمسيح "لا يمكن أن تخفي مدينه كائنة علي جبل ولا يوقدون سراجا ويضعونه تحت المكيال". بمجرد أن تعيش مسيحي ستجد نفسك أنرت ، نعم حياتك اختلفت ، الناس من حولنا تحتاج ليس كلام بل أفعال ، نريد أن نري إنسان أمين فعلا ، صادق فعلا ، إنسان عفيف فعلا ، إنسان مدقق فعلا ، إنسان يحافظ على لسانه وقلبه وفكره ومشاعره فعلا أعظم كرازة ، إذا بدأت أنت تعيش المسيح من داخلك فبدأت أن تكون كارزا للمسيح، حدث ابنك، أجلس مع أبنك بمفردك ، أجلس مع أبنتك بمفردك ، وقل أني أريدك أن تدخل في عشرة حقيقية مع المسيح ، خسارة أن تستهلك نفسك ، وقتك ، فكرك في أمور تافهة ، أساله أنت تصلي أم لا ؟، أنت لماذا تكسل عن الصلاة؟ أنا أقول لك لماذا أنت تكسل لأني انا مثلك كذلك أنت تكسل لأن روح العالم تأخذك وأنت تكسل أنك تبدأ تتكلم مع من أمامك ، غير معقول أن لا نعرف أن نحدث أقرب الناس لنا ، فعندما يكون الانجيل داخلي مكتوم ، والحق يكون باطل ، الخير الذي بداخلي يصبح شر ، فأصبح أنا لا أستطيع الكلام ، كيف أتكلم؟ ، أذن الأمر يبدأ من داخلي. إذن أنا كنت سيء ، ما المشكلة إذا كنت سيء ؟ ليس عيب أنني كنت سيء لكن العيب أن استمر سيء ، ليس عيب أن يكون لدي أخطاء نحن بشر لكن المشكلة الأكبر أنني أستمر، لذلك الله يريد أن نتغير، وإن أنا تغيرت أقوم بتغيير من حولي ، أورشليم أبدأ اكرز في أورشليم ، إذا لم يستجيبوا قم ببذل مجهود ، صلي لهم، كن فدية لهم ، قم بتشجعيهم ، حاول أن يروا فيك نموذج عملي ، وإن رفضوا أخرج لمن بعدهم لا تقف ، وهم "السامرة" السامرة مقاومة للمسيح معروفة دائما كانوا السامريين في عداوة شديدة جدا مع اليهودية ، يقول لم يستطع يسوع أن يصنع هناك آية بسبب عدم إيمانهم ، قلوبهم قاسية، يوحنا ويعقوب كانوا يشعرون أن السامرة بلد مرفوضة وسيئة وغير مستجيبة ، قالوا لربنا يسوع المسيح أطلب نار لتحرقهم قال لهما لستما تعلمان من أي روح أنتما ، لا فأنا متأني علي كل إنسان حتى إذا كان رافض ، لأن كل إنسان وله زمن ، ولكننا رأينا في السامرة المرأة السامرية إنسانة ضعيفة لكن حين تحدث معها المسيح أتت ، وعندما أتت جاءت بالمدينة ، الحصاد كثير لكن الفعلة قليلون. هيا نعمل في جيش خلاص ربنا يسوع المسيح ، هيا نبدأ لنذهب للسامرة ، الناس الرافضة ، الناس التي أغلقت قلبها ، يروك أنت تتغير فيتغيروا هم أيضا ، يروك أنت تتوب فهم يتوبون ، يروك أنت تتقدس فهم يتقدسون، أما إذا رفضوا ، فهنا ربنا يسوع يقول لهم أذهبوا إلي البلد وأكرزوا وقولوا لهم قد أقترب ملكوت السماوات الذي يسمع فقد خلص والذي لا يسمع لا يخلص. لذلك يا أحبائي يقول لك أنت غير مطالب بإيمان الآخرين لكن مطلوب منك أنك تكرز ، لست مطالب بالنتيجة لكن مطلوب منك الأمانة والجهاد والتعب ، هذا ما يريده الله ، لذلك يا أحبائي أفعل ما عليك فعله. نحن في هذه الفترة المقدسة الكنيسة تجعلنا نعيش فيها فترة صوم الأباء الرسل فترة خدمة، ناس تمتعت بميلاد المسيح وعماد المسيح وعمل المسيح ومعجزات المسيح وصليب المسيح وقيامة المسيح وحلول الروح القدس عشنا كل هذه الأحداث. ونحن في يناير ونحتفل بالميلاد ومنتصف يناير نحتفل بالعماد ، بعدها الكنيسة تقول لك هيا لكي نصوم الصوم الكبير ونعيش مع المسيح أقواله ، تعليمه ، حياته ، صليبه ، قيامته ، صعوده ، حلول الروح القدس ، ماذا تنتظر بعد كل هذا؟ ، وكأنه يقول لك أنا فعلت دوري ، اتفضل أنت أكمل الدور جاء عليك أنت. هذه هي الفترة التي نحن فيها، ما هي الفترة التي نحن فيها ؟! بموتك يارب نبشر هذا دورنا ، يريد أن يقول لك ما هو المطلوب مني ثانية لأفعله؟ لا يوجد ، خاطئ خلصتك ، مذنب رفعت الدين عنك ، جسدك سيء أخذته بدلاً منك ، أعطيتك بري ، أعطيتك ملكوتي ، أعطيتك حياتي ، فهيا قم بنشر ملكوتي علي الأرض ، أنت صورة ملكوتي ، أنت "تبشرون بموتي وتعترفون بقيامتي وتذكرونني إلي أن آجيء" ، هذا عملك ، لذلك يا أحبائي الحصاد كثير ، تخيل أنت أن ربنا يسوع متعشم ان البشرية كلها تعرفه ، كل الناس فهم خليقته ، ما الذي في قلبك ياربي يسوع المسيح ؟ يقول لك كل خليقته تدخل الملكوت ، فلماذا خلقتهم ؟ ليهلكوا !. لا قال لك الحصاد كثير، ناس كثيرة جداً مطلوب أن كل هؤلاء الناس تدخل الي الإيمان ، مطلوب أن كل هؤلاء يعرفوه ، مطلوب أن كل هؤلاء يعبدوه ، فماذا يحتاج هؤلاء ؟ يحتاجوا إلي ناس تكرز ، ناس تنادي ، ناس تكون حياة المسيح داخلها حية ، ناس تكون حياة المسيح داخلها أغلي من حياتها الشخصية ، بولس قال في سفر الأعمال الأصحاح العشرون "ولا نفسي ثمينة عندي" ذات يوم جلس مع الآباء الرسل فجاء إليه نبي وأخذ حزام بولس وربط به نفسه ويده وقال لهم صاحب هذه المنطقة سيقتاد إلي المحاكم ، ويهان ويذل ويقتل، فبكوا جميع الموجودين ، قالوا صاحب هذه المنطقة بولس لا تتحرك من هنا ، نحن لا نتركك، بولس قال لهم أنتم تبكوا و توجعوا قلبي ، قال لهم أنا مستعد لا أن أربط فقط ولكن مستعد إن أموت من أجله ، وبعدما كان المشهد مشهد عاطفي وبكاء وعلاقات بشرية رفعوا أعينهم إلي السماء ، أنا لا أستطيع أن أربط فقط أنا أستطيع أموت من أجله ، وبالفعل قال لهم هأنذا ذاهب بالروح إلي أورشليم ، لا أعلم ماذا يصادفني هناك، أنا لم أعرف ماذا أجد ، لكنني أعلم أن وثقا وشدائد تنتظرني ، أنا أعرف، لذلك عندما جاء إلي أورشليم ناس رأوه في الهيكل قالوا هذا هو ، هذا الذي ضد اليهودية ، هذا الذي ضد الهيكل ، هذا من يقوم بإدخال الناس الي الإيمان ، هذا هو من يقوم بإدخال الناس إلي الهيكل ، والهيكل هذا اسمه الموضع المقدس، والموضع المقدس لا يدخله الأمم ولا الغرباء وفعلوا له تهمة وجمعوا الناس عليه وقبضوا عليه ، وناس نذرت نفسها قالوا لا نأكل أو نشرب إلا إذا مات هذا الشخص ، تصور أربعين رجل فعلوا نذر علي موته ، إلي هذا الحد كانت حياته في خطر، نعم حياته في خطر، لكنه قال ولا نفسي ثمينة عندي الإنسان يا أحبائي الذي يمتلئ بمحبة المسيح حياته أو فكرته عن نفسه هو -كحياة شخصية - تصبح غير مهمة، يصبح المهم هو المسيح ، لذلك قال "أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيا" لذلك يقول لهم الحصاد كثير والفعلة قليلون أطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة لحصاده ، لذلك نحن جميعنا لابد أن نكون خدام. هيا نكرز في منازلنا ، هناك ناس تعيش للمسيح لكن بعيد عن المسيح ، هناك ناس تعيش للمسيح بالاسم فقط ، في ناس داخل بيوتنا وعائلاتنا بعيدين تماما عن المسيح ، وصدقني الذي أنت تراه رافض المسيح تماما، الذي تراه متكبر جدا، ومتعظم جدا، ولا يوجد منه فائدة، صدقني ربنا مات من أجله ويحبه ويريده لذلك نري التلاميذ أصبحوا مندهشين ، رجعوا الي الفرح ، رجعوا فرحين ، وقالوا له أننا لم نكن نتوقع ذلك، فقال لهم لا تفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم بل أفرحوا أن أسمائكم مكتوبة في السموات، رجعوا بفرح عظيم طبعا ، لأن كثيرين استجابوا لهم ، نحن ضعفاء ، نحن لا نعرف شيء ، ربنا يحب يستخدم الضعفاء والذين لا يعرفون شيء، هو يحب هذا. تعلم أن الذي يقول أنا أعرف ، يقول له أنا غير محتاج لك ، أنا أريد الذين لا يعرفون، أنا أريد الضعيف، اختار الصياد، الجاهل ، البعيد ، الخاطئ ، العشار ، اللاوي ، لكي يحول كل هؤلاء لأواني مجد له ، أحبائي الحصاد كثير والفعلة قليلون ، أبدأ غير داخل نفسك أنت ، نور مصباحك أنت ، نور عقلك وقلبك بنور كلمة ربنا ، أبدأ أرفع يدك في بيتك وصلي وأركع ، أبدأ بقراءة الأنجيل وأشبع به لكي تمتلئ أنت بكلمة ربنا ، أبدأ أن تكون أنت نفسك آية ، تكون أنت نفسك أنجيل ، فبمجرد أن تبدأ هذه الخطوة ستجد نفسك غير محتمل أن تري إنسان بعيد عن خلاص ربنا يسوع المسيح ، فتنادي للكل، تعالى، لأورشليم ، لليهودية ، للسامرة ، إلي أقصي الأرض. ربنا يعطينا يا أحبائي أن نكون شهود أمناء له، ننادي باسمه، نأتي له بنفوس، نقول له ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك. ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .

اليوم الاخير من العيد عيد المظال

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهرالدهور كلها آمين . تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا يوحناالاصحاح(٧)،ويقول اليوم الأخير من العيد وهذاالعيد يسمى بعيد المظال ،ما "عيد المظال" هذا ؟يتذكربني إسرائيل خروج آبائهم من أرض مصر،عندما ضلوا في البرية أربعين سنة إلي أن وصلوا أرض الميعاد ،ولكي يتذكروا هذا الحدث ويعيشوه مع أهاليهم إنهم ظلوا أربعين سنه ضالين في البرية، كانوا يأتون ناحية الهيكل ويصنعوا مظال لذلك هذا العيد اسمه عيد المظال ،يصنعواخيام ومظالات ويخرجون من بيوتهم ،لايجلس أحد في بيته هذه الفترة ،يجلسون في خيام حول الهيكل ، على أسطح المنازل ، في الحدائق ، في الحقول ، في الشوارع ،كل الناس تكون خارج منازلها ثمانية أيام لكي يتذكروا قصة خروج بني إسرائيل، ويتذكروا عيد الفصح عندما قاموا بذبح خروف الفصح ، ويتذكروا فترة الضلال في البرية .لكن فترة البرية فيها أمورنريد أن نتذكرها أكثر، فهناك أمرين كانوايحبون أن يتذكروه مجدا في هذا العيد تحديدا ،ما هما ؟ "المياه ،النور".من ضمن الأشياء التي كانوا يحتفلون بها في هذا العيد إنهم كانوايخرجوا في اليوم الثامن – الذي وقف يسوع يتكلم فيه آخر يوم في العيد - يخرجوا في الفجر، يذهبون إلي الحقول، ينقسموا إلي فريقين ، فريق يذهب إلي الحقول وفريق آخريذهب مع رئيس الكهنة لبركة سلوام ، فريق يذهب إلي الحقول يقوموا بجمع أغصان كثير جداًويقوموا بربط الأغصان مع بعض بخيوط فضية أو ذهبية ويقومون بهتاف هتافات الخلاص ،مبارك الرب إلهنا ،ومبارك الله الذي أخرجنا بزراع رفيعة ،ويتحدثون عن قدرة الله وعمل الله معهم فيسبحون ويرنمون ، هذا الفريق جمع أغصان،أما الفريق الآخريذهب مع رئيس الكهنة لبركة سلوام ومعه إبريق كبير يملؤه من بركة سلوام ويرجعون على الهيكل ويقوم رئيس الكهنة بالصعود فوق المذبح ومعه البخور الذي هو مذبح المحرقة ويقوم بسكب المياه على المذبح والمياه تنزل بفيض من على المذبح إلي أسفل في الهيكل فيتذكروا المياه. ما هي قصة هذه المياه ؟المياه التي أسقانا الله منها ونحن عطاش في البرية ،فيتذكرواعمل الله أثناء وجودهم في البرية، وطوال فترة جلوسهم في هذه الخيام تجد الأنوار تحيط بهم في كل مكان-لماذا؟- لأن الناس كانت تعيش في الشارع فلابد أن يكون هناك إنارة ،فالنورالكثير مع المياه التي تسكب ، النور والمياه تذكرهم بعمل الله معهم أثناء رحلة البرية عندما ضلوا أربعين سنة. في اليوم الثامن والذي هو اليوم الأخير في عيد المظال وقف يسوع وقال لهم أنا هو المياه ،فسألوه أنت المياه ؟! أجابهم نعم ، وقال منه وعطشان فليقبل إلى ليشرب من آمن بي كما هو مكتوب في الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي ، ماهذا ؟!هذه المياه التي تسكبوها هي مجرد رمز، فبماذا ترمز؟ ترمز لأمريمكن ألاتفهموه أنتم ، ما هو ؟ الروح القدس،ثمأني أحضر لكم مياه من بركة سلوام وتضعوها على الهيكل هذا مجرد رمز فهي رمز "للروح القدس"، انتم أنفسكم تحتاجون لهذه المياه لأنكم تعطشون فأنتم محتاجين لهذه المياه ،من هذه المياه ؟ قال لهم أنا هو المياه ،فسألوه ما هذا ؟ قال لهم من يؤمن بي سيجد نفسه أصبح مصدر للمياه ،ليس فقط عطشان يشرب - لا - هو نفسه أصبح مصدر للمياه ، وتجري من بطنه أنهار ماء حي. تصور ونحن اليوم نتكلم علي سد النهضة ومياه النيل القادمة من أثيوبيا ،وهذا هوالينبوع الذي ينبع منه النيل ، تخيل أن بطنك هذه تجري منها أنهار، ليس نهر النيل فقط لا بل عدة أنهار من بطنك ، كيف ذلك؟! قال هذا عمل الروح القدس، الذي يؤمن به تجري من بطنه أنهار ماء حي، ركز في كلمة"تجري من بطنه"، فمن المفترض بالمنطق عندما نتكلم عن مياه تخرج ، فمن أين تخرج ؟ تخرج من الفم ،فهذا منطقي قليلاً أن المياه تخرج من الفم لكن تخرج من البطن فكيف ؟! قال لك فالبطن هذه تشيرللأعماق ،الذي به عمل روح الله نشيط ومتجدد. فتجري من بطنه أنهار، لكن الأنهار أيضا أنهارماء حي،بمعني متجددة،ربنا يسوع يا أحبائي يتكلم بهذا الكلام لكي يهيئهم لفكرة وحقيقة انسكاب الروح القدس عليهم ،ويصيروا هم آنية للروح القدس ،ويصبحوا هم يملؤون آخرين بالروح القدس ،فهوعما يتحدث؟قال هذا عن الروح القدس.فما هو الروح القدس ؟ قال لهم إنه الذي كان المؤمنون به مزمعون أن يقبلوه ،لأن الروح القدس لم يكن قد أعطي بعد ، لأن يسوع لم يكن قد مجد بعد ،ما علاقة عطية الروح القدس بأن يسوع مجد ؟ ولماذا هنا يسوع لم يمجد بعد ؟ قال لك كلمة لم يكن مجد هنا تعني لم يكن صلب ،لأن الصليب هوالمجد ، لكن يسوع صنع معجزات كثيرة جداً ،أليس من المفروض أن المعجزات التي صنعها تكون هذه هي المجد ؟ قال لا ، المجد الذي لربنا يسوع المسيح هو الصليب ، لم يكن قد مجد بعد بمعني لم يكن قد صلب بعد ،لذلك نحن طوال الفترة التي نحتفل ونعيد بذكرى آلامه في أسبوع الآلام نظل نقول له "لك القوة ولك المجد"لذلك ربنا يسوع لم يكن قد مجد بعد،وقد قال هذا على الروح القدس الذي المؤمنين مزمعون أن يقبلوها.نحن يا أحبائي في هذه الفترة ومتبقي يومين لنعيد بعيد حلول الروح القدس علينا في الكنيسة ،فماذا نحتاج؟! نحتاجأن نهيئ أنفسنا وأن نتقبله ، نحتاج أن نكون آنية نقية للروح القدس ، نحن الآن ياأحبائي تعيش الكنيسة "فترة العشرة أيام"التي بين الصعود وبين حلول الروح القدس، هذه العشرة أيام اسمها فترة ترقب،انتظار لعطية عظمى ،تعلم الذي ينتظر حدث كبير!، تعلم العروسة المنتظرة إكليلها!،تعلم الذي ينتظر أن يأخذ جائزة كبرى! ،تعلم الذي ينتظر أن يتوج عمل مهم فعله! ،تعلم الذي ينتظريتسلم هدية! ......إلخ ، فهذه هي العطية العظمى ،نحن الآن جالسين مترقبين أن نأخذ الروح القدس،لكي نكون نحن أنفسنا مصدر للروح القدس، سيكون في أحشاءنا وتجري من بطننا أنهار ماء حي.الروح القدس يا أحبائي لا يعطي لنا بكيل، كلما كنا أمناء للروح القدس كلما تجد الروح القدس غزير داخلك ،متجدد داخلك أنهار ماء حي ،ركز في كلمة حي ، الحي بمعني دائم الحركة.والذي تجري من بطنه أنهارماء حي ،تجد كلامه كله كلام بالروح القدس ، أفعاله كلها أفعال بالروح القدس ، سلوكياته كلها سلوكيات بالروح القدس، لماذا؟ لأنه سالك بالروح ،إذا كانت تأتي داخل قلبه فكرة انتقام يعالجها بروح المحبة ، يأتي داخل قلبه فكر دنس يعالجه بروح الطهارة ،يأتي داخل قلبه روح كسل يعالجه بروح الجهاد، والروح القدس يكون داخله متجدد ونشيط وفعال.من أكثرالأمور يا أحبائي التي تجلب لنا رخاوة،والتي تجلب لنا سيادة للخطية علينا،والتي تجلب لنا تدميرلإرادتنا الروحية، هي أن نكون غير أصدقاء للروح القدس ،وإذا لم أتكلم مع الروح القدس.كيف؟ الكنيسة تعلمنا أن نتكلم مع الروح القدس ، كل يوم في الساعة الثالثة ونقول له "روحك القدوس يارب الذي أرسلته على تلاميذك فهذا لا تنزعه مني أيها الصالح لكن جدده نسألك أن تجدده في أحشاءنا" ، جدده كل يوم في الساعة الثالثة تقول له"هلم تفضل وحل فيا"،تعلم الذي يرحب بضيف يقول له هلم تفضلوحل فيا ،ولكن عندما تحل فيا ماذا تفعل؟ تطهرني من كل دنس ، تجري من بطني أنهار ماء حي ، قال هذا عن الروح القدس.هذا الروح القدس يا أحبائي روح القداسة اسمه الروح القدس ،لماذا ؟ لأنه يقدس.نشتاق أن نعيش حياة القداسة،هيا نتوسل للروح القدس ،أطلب فضيلة من الروح القدس ، اطلب بر، طهارة ، تواضع ، أطلب من الروح القدس أن يفطمك من كل شر،من كل خطية، أطلب من الروح القدس.فالروح القدس يا أحبائي ناقل ،الروح القدس هو المسئول عن توبتنا، عن قداستنا ، المسئول عن الصلاة ،تصور أن الذي يكون مسئول عن أهم الأمورالتي تنمينا نحن نهمله ، لا نعطيه حقه ،فعندما نهمل روح القداسة، عندما نهمل روح العفة ،عندما نهمل روح التواضع –ماالذي نتوقعه؟ -نتوقع الكبرياء والدنس والكسل، ونتوقع شيءآخر غير الروح القدس وهو روح العالم اسمها روح إبليس،ما الذي يسود علينا روح العالم ونكون طامعين ونريد ...،...،...،ولا نشعر بالشبع ،ونقع في خطايا وحتى الروح القدس نهمله،ونفقد حتى الرغبة في الرجوع إلى الله ، نفقد روح التبكيت ،نفقد روح القداسة هذا .لذلك ياأحبائي نحن الآن نقوم بتهيئة أنفسنا لقبول عطية الروح القدس العظيمة،لذلك يقال عن اسمها العطية العظمى هذا الروح القدس.الروح القدس الذي يريد الله أن يعطيه لنا ،ويريد أن يقول لنا هذا يكلفني كثيراً، ما هو ؟صليبي.لا يجب أن أعطيكم الروح القدس بدون أن أصلب،لايجب أن تأخذوا الروح القدس بدون أن تغفر خطاياكم ،ولا يصح أن أكون أنا لا أقدم عنكم ذبيحة الخلاص ، وذبيحة الغفران لكي تصبحون خليقة جديدة ،فقوموا بآخذ الروح القدس ،هيا نعرف قيمته، هيا نستقبله بحب، هيا نرحب به، هيا نجعله فاعل داخلنا ،هيا نعرف أن العطش الذي نشعر به لا يشبع ولا يروي إلا بالروح القدس .لذلك يا أحبائي ربنا يسوع المسيح وقف في المنتصف يوم العيد وقال لهم فالنور الذي تحتفلون به هو أنا ،هذه المياه التي تحتفلوا بها هي أنا ،أنتم تحتفلون بشيء ماضي ،الله وقف مع أهاليكم وأجدادكم وقف مع بني إسرائيل في الماضي وأخرجهم وأسكنهم وأدخلهم أرض الميعاد لكن الذي يهم هوأنتم، المهم أنكم تدخلواالسماء، المهم أنكم تفرحوا بهذه المياه ، لأنني لازلت أعطي ماء ، ماهي المياه التي تعطيها لنا الآن يا ربي ؟ قال مياه الروح القدس أنا لازلت أعطيكم مياه ،مازالت ينابيعي تفيض عليكم ،لازلت أنا أشفق عليكم لأنكم عطشانين. فعندما يضل الإنسان يا أحبائي عن الله يجد نفسه عطشان جداً ،هيا أبحث عن معنى لحياتك ، هيا أطعم نفسك كثيراً واشرب كثيراً،وتنزه كثيراً، وأرتدي كثيراً، واجعل معك نقود كثيرة، أفعل هذا الموضوع في عشرين أو ثلاثين سنة ، ثلاثين سنة للأمام ، أي شيء تحبه تقوم بشرائه، فقم بشراء عشرة منه، لكن بعد عشرين ، ثلاثين سنة قم بسؤال نفسك هل أنت سعيد؟ ستجد نفسك إن ليس هذا ما كنت تتمناه ،ليس هذاالذي يشبعك ، ليس هذا الذي يريحك ، ليس هذا الذي يفرحك، ليست هذه غايتك ، لماذا ؟ لأن الله يا أحبائي لم يخلقنا لذلك -لا- لم يخلقنا لكي تكون لدينا ممتلكات، لم يخلقنا لنعيش هذه الدنيا لكي نأخذ منها على قدر ما أستطاعنا بالعكس، بل لكي نترك منها على قدر ما أستطاعنا ،خلقنا لهذاالعالم لكي يكون العالم وسيلة نربح بها الملكوت ،لكي يكون روحه القدوس فاعل فينا ونشهد له، ونصبح نور لكل من حولنا، ومياه لكل العطاش.لذلك ياأحبائي هذه الفترة قل الكلمة الصغيرة التي علمتها لنا الكنيسة "هلم تفضل وحل فيا"، من الممكن أن تقولها وأنت ترشم على نفسك علامة الصليب ،ممكن أن تقولهاوأنت تنحني، فعندما تقولها كثيراً ستجد نفسك عطية الروح القدس تأتي إليك في شخص يريد أن يستقبلها لأن الروح القدس لا يحب أن يكون ثقيل على أحد ،لا يحب أن يكون ضيف غير مرحب به، لذلك أحيانا يقول لك "لا تطفئ الروح"، فمن الممكن أن يكون الروح القدس داخلي وينطفئ،يكون صامت،يكون غير فعال .ربنا يعطينا يا أحبائي أن نشتاق لحلول الروح القدس داخلنا ونقول له كل وقت وكل ساعة هلم تفضل وحل فيا وطهرني من كل خطية ربنا يكمل نقائصناويسندكل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

حديث الرب يسوع مع نيقوديموس

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين ، تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين . تقرأ علينا الكنيسة اليوم فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح الثالث ، "حديث نيقوديموس مع السيد المسيح" وهو رجل من كبار علماء اليهود ، يقال أنه من أعضاء مجمع السنهدريم الذين هم سبعين شيخ ، فهو رجل له مكانة كبيرة في الكيان، كان يسمع عن ربنا يسوع كثيراً أنه يصنع معجزات فكان يحتار في أمره ، فهو كان يريد أن يذهب يتحدث معه ، يريد أن يذهب ليسأله ، لكنه في الحقيقة كان خائف أن أي شخص يراه ، ويسألوه أنت مع من؟ أنت تتبع الناصري ؟ فذهب إليه ليلا، ودائما عندما تأتي سيرة نيقوديموس يقول هذا الذي أتى إليه ليلا، فأصبحت هذه علامة تميزه ، فذهب إليه وهو خائف وقال له نحن نعلم إنك أتيت من الله ، وتصنع معجزات ، وشاهدنا لك أشياء ، فكيف تفعل هذا ؟ فقام السيد المسيح بنقله لمستوى أعلى تماما، قال له إن لم تولد من فوق لن ترى ملكوت السماوات، فقال كيف أولد من فوق؟ هل أرجع مرة أخرى إلي بطن أمي وأولد مرة أخرى ، قال له إن لم تولد من الماء والروح لن تدخل ملكوت السموات، المولود من الجسد جسد هو، لكن مولود من الروح روح هو، فماذا تريد يا معلم أن تقول لنيقوديموس ؟ وماذا تريد أن تقول لكل أحد منا ، فنحن داخلنا نيقوديموس الذي هو الرجل الذي يريد أن يعيش كيانه الاجتماعي ويريد أن يعيش مظاهر العالم ومظاهر الدنيا لكن في نفس الوقت يسوع بالنسبة له شيء يحب أن يتبعه لكن يتبعه قليلاً أو يتبعه أحيانا أو يتبعه في الظلام ، فإن نيقوديموس يمثل جزء من داخل كياننا الداخلي الإنساني. قال له المولود من الجسد هذا شئ والمولود من الروح شئ أخر فروح هو، يريد أن يقول له لا تخلط الأثنين ببعضهما البعض ، هذا شيء وهذا شيء آخر، وربنا يسوع يريد أن يقول لنا أيضاً ذلك ، الجسد هو جسد والروح هو روح ، نحن الآن مولودين للروح، المولود من الجسد جسد هو، ما هو الجسد ؟ الجسد هو الذي نعيش فيه الآن ، الذي يريد المأكل ، المشرب ، النوم ، الراحة ، الغرائز، هذا هو الجسد يريد احتياجات مادية ، يريد كرامات ، يريد أرضيات ، يريد أن يكبر مقامه ، يريد أن يكبر دائرة نفوذه ، هذا المولود من الجسد فالمولود من الجسد جسد هو ، جميعنا نعلم ما هو الجسد ، ضعيف جدا ويزول وفي الآخر يذهب للتراب، هذا المولود من الجسد ، المولود من الروح فهو روح فهو شيء آخر، ما هي الروح؟ قال الروح هي نسمة القدير، الجسد من التراب فهو آتي بالتراب ونفخ فيه نفخه نسمة حياة ، فأنا جسد وروح ، أنا يوجد في من الأرض ومن السماء ، أنا بداخلي الإثنين، لكن لم يختلطوا ببعض ، فهذا الجسد لا يتحول للروح مطلقا ، وهذا الجسد شيء آخر تماما غير الروح ، وطلبات الجسد تختلف تماما عن طلبات الروح ، والتزامات الجسد غير التزامات الروح ، المولود من الجسد جسد هو ، والمولود من الروح روح هو ، فالجسد هذا جميعنا نعاني منه ، من منا لا يعرف تعب الجسد ، ألم الجسد ، احتياجات الجسد، لكن الروح فهي نسمة الله فيك، الروح هذا الذي يشتاق إلي الخلود ،الروح الذي يشتاق إلي الله ، الروح الذي يشتاق للأبدية، الروح هو الذي يرتفع فوق المادة، الروح هو الذي لا يشتاق إلي أتساع الأرض لكنه يشتاق إلى المجد السماوي ، الروح له طلبات أخري ، لذلك يقول المولود من الجسد جسد هو ، يوجد ناس مولودة بالجسد وتقضي حياتها كلها للجسد وسوف تعيش بالجسد للجسد إلي آخر لحظة ، نري الجسد ينتهي وتدفن وترجع مرة أخري للجسد ، بالجسد ذهبت للتراب، ذهبت للجسد ، إنتهى الأمر. ماذا يعني ذلك ؟ يعني أن دائرة الحياة لديها توقفت ، لماذا لأنها من الجسد وعاشت بالجسد وذهبت للجسد، ذهبت للتراب، ذهبت للموت الذي أخذت منه، لكن المولود من الروح ليس كذلك فهو مختلف ، المولود من الروح يعتبر أن هذا الجسد هو مجرد الشكل الخارجي لكي يحتوي على جوهر إلهي عالي القيمة وغالي القيمة جدا، قيمتك في الروح ليس في الجسد ، الذي يعطينا الحياة الآن ليس الجسد ، فاذا انتقل شخص فالجسد يظل موجود لكن طالما الروح ذهبت فإنتهت الحياة. لذلك أنا لست مديون للجسد لأنني حي في الجسد ، لا أظل طوال عمري أدلل في الجسد، وأخدم الجسد، وأطبطب علي الجسد، وألبي احتياجات الجسد ، وفي الحقيقة ليس الجسد سر الحياة ، ليس الجسد مصدر الكيان ، ليس الجسد مصدر الوجود ، مصدر الوجود هو الروح ، لذلك قال المولود من الروح هو روح ، فالروح تشتاق للخلود ، تشتاق الأبدية ، تشتاق إلي الفضيلة ، لذلك مثلما أعطي الله الجسد إمكانيات تساعده على الحياة ، أعطى أيضاً الروح إمكانيات تساعدها على الحياة والنمو، أعطاني في الجسد إمكانيات تساعدني على الحياة ، أعطي لي آيدي ، عين ، أذن ، معده تهضم الأكل ، وغريزة أكل لكي أشتاق للأكل ، لأني لو لم يوجد لدي غريزة للأكل من الممكن أن أموت جوعا ، أعطاني كل المتطلبات التي تجعلني أستطيع أن أعيش ، هذا بالنسبة للجسد ، لكن في الحقيقة الروح أعطاني لها كل الإمكانيات التي تنمو بها ، جعلها باستمرار مشتاقة إلي فوق ، جعلها باستمرار مشتاقة إلي اللانهاية ، لذلك دائما تجد الجسد مهما تعطي له غير راضي ، مهما تعطي له تجده غير مشبع، غير سعيد ، لا حدود لرغباته لماذا ؟ لأننا لا نعيش لهذا ، كلما يأخذ احتياجاته كلما تزيد احتياجاته أكثر، كلما يدخل في دائرة فراغ أكبر لأنه يشعر أنه مهما آخذ فهو لا يشبع ، الحكيم قال ذلك : "كل الأنهار تصب إلي البحر والبحر ليس بملآن" ، هذا الجسد مهما تعطي له لا يشبع، لا يشكر، لا يكتفي ، لا يرضى . لأن في الحقيقة الموضوع أكبر بكثير من الجسد ، متي يشبع الجسد ؟، متى يرضى الجسد؟ إذا كان منقاد بالروح ، فالروح هو الذي يعطي الرضا ، الشكر ، الاكتفاء، السمو. لذلك يا أحبائي نحن نعيش الآن في الأثنين معا، موجود الجسد فينا وموجود الروح أيضا، لكن إذا سألت نفسي هل أنا سالك بالروح أم سالك بالجسد ؟ أنا أستطيع أطلق على نفسي إنسان جسد أم إنسان روح ، أنا مولود بالجسد وأعيش بالجسد ، وعايش ألبي رغبات الجسد فقط، أم أني مولود بالروح وأحاول ألبي رغبات الروح ، وأرتقي برغبات الروح ، وأطلع إلي فوق . لذلك يا أحبائي نحن موجودين لهذا الأمر، والكنيسة قصدت تضع لنا هذا الفصل الآن، فلماذا؟ لكي تقول لك أنت في رحلة الصوم المقدس أوشكت علي الأنتهاء ، لكي يكون فيك إنسان الروح ، لكي إنسان الروح يبدأ بالنمو ، لكي إنسان الروح هو الذي يقود الجسد يصبح هذا الجسد مجرد وعاء لأن لو لم يولد إنسان الروح داخلي سأشعر بالعدمية ، العدمية تأتي من العدم، يشعر أنه يظل يقتني أشياء لكن يظل يدخل في دائرة من الفراغ ، إنسان الروح لا بد أن يولد داخلنا ، ولا بد أن يشبع ، ولا بد أن يعرف إنه مسرته في الله ، وشبعه في الله. لذلك مثلما أعطي لي الله غريزة آكل بها أعطاني إشتياقات روحية ، تجد الإنسان الروحاني يحب الصلاة جدا ، يعشق الكتاب المقدس ، القداس هو السماء التي على الأرض ، يكون موجود بالجسد لكنه لا يكون معنا نهائيا هو فوق، في القداس يقول الأب الكاهن "أرفعوا قلوبكم" فنجيب "هي عند الرب" بمعني أنني لن أنشغل بأي شيء آخر، مثل من بجواري ، ماذا يرتدي ، متي حضر، من يتكلم ، من متعب .... إلخ، أنا رافع قلبي فوق ، إنسان الروح؛ إنسان الروح سعيد جدا بعمل ربنا في حياته ، هموم الأرض هذه بالنسبة له تافهة ، لا ينشغل كثيراً بماذا يأكل ، ماذا يلبس ، لا ينشغل بالمقتنيات لإنه يعرف تماما أنها زائلة ، عرف ، فهم إن إنسان الجسد لا يستحق أن أعيش له ، لأنه زائل، أعيش لزائل ، أتعب نفسي على أشياء ليس لها فائدة، تخيل عندما تظل تعمل عند شخص وفي النهاية تكتشف أنه يعطيك المقابل عملات مزيفة ، فالجسد كذلك ، فأنا لن أعيش للجسد لكي يعطيني في النهاية عملة مزيفة ، يعطيني لذة أعتقد أنها تشبعني وأجد نفسي لا أشبع ، أظن في نفسي أنه عندما يصبح لدي أشياء معينة سأكون راض، ولا يحدث هذا الرضا ، لماذا ؟ لأنها ضريبة الإنسان. لذلك الإنسان الذي في الجسد دائما قلق ، غير راض، غير سعيد، دائما مخاصم ، دائما في نزاع مع من حوله ، لأنه يريد أن يزيد من أمور الجسد، ويظل يمشي في دائرة ، مسكين .. مسكين ، يظل يجمع مال ، كرامه ، نفوذ ، يفرح جدا إذا قال له أحد كلمة احترام ، مسكين لأنه من الأساس جائع ، لم يجد كيانه في الله ، الروح متعبة، غير مغذاه ، الجزء الإلهي الموجود فينا عندما يكون مائت يصبح الإنسان مسكين ، يظل يشحت كرامة ، عطف ولا يجد . لذلك يا أحبائي الإنسان الذي يقتني المسيح يقول كفاني ، أنا ما صدقت وجدتك ، يقول لك من امتلكك شبعت كل رغباته ، إنسان الروح الذي وجد المسيح يصبح قانع ، هادئ ، لا يوجد في نزاع مع أحد ، ولا خصومة مع احد ، لماذا ؟ لأن اهتماماته ليست من اسفل ، لذلك قال لك إنت لستم من اسفل ، إنسان الجسد دائما في نزاع مع السراب، يحاول يمسك شيء ، يحاول يأخذ شئ ، ويكتشف أنه أضاع ....، .....، ...... ، مسكين من الممكن أن يقضي طوال عمره هكذا. على سبيل المثال قرأت عن شخص مليونير، غني جدا ، معه ملايين من الدولارات ، وطبعا هذا الغني يجعله يحيا مشغول جدا ، جدا بالأخص عن زوجته وعن أبنائه ، مشغول تماما، وعصبي وطول الوقت منفعل ، مشدود ، لم يعيش هادئ أبدا، ولا زالت الثروة لديه تزيد إلي وصلت لمليارات الدولارات ، ولم يجد وقت يجلس مع زوجته ، أولاده. للأسف زوجته تعلقت بالسائق ، وبعد ذلك هذا الرجل حدث له ذبحة صدرية ومات ، فتزوجت الزوجة من السائق ، السائق فجأة وجد لديه حوالي 3,000,000,000 دولار ، فقال لقد اكتشفت الآن إن العمر الذي مضي كان هذا الرجل يعمل لدي لست أنا الذي أعمل لديه ، مسكين الإنسان الذي أضاع عمره كله ، أضاع زوجته ، بيته ، أبنائه ، هل تعتقد أنه كان يعرف أنه يضيع ؟ لا لقد كان غير فاهم ، مخدوع . علينا يا أحبائي إن ننتبه ، يوجد أشياء أهم بكثير ، روحك أهم ، خلاص نفسك أهم ، ربح الملكوت أهم ، ربح زوجتك وأبنائك في المسيح يسوع وتطمئن عليهم إنهم يعيشون في حضن المسيح أهم ، وإن كان دخلك أقل .. أقل .. أقل ، لا يهم، لكن المهم أننا قد وجدنا المسيح ، نحيا في حضنه ، أمنه، فعندما تربط أبنائك بالمسيح تكتشف أنه أصبح لديهم شكر ، رضا ، الأمور التي كانت تتعبك ، كنت متصور إنك كنت تعمل فقط لكي ترضيهم ، ليس هذا ما يرضيهم ، الذي يرضيهم أنك تربطهم بالمسيح ولكي يرتبطوا بالمسيح لابد أن يروك وانت مرتبط بهم ، ويشعرون أنهم أغلي الأشياء وأجمل من أي شيء وأكبر من أي شيء ، أنت يا ابني أجمل شيء ، طالما أنا أراكي في المسيح فأنتي أجمل واحده في الدنيا ، أغلي واحدة في الدنيا وأنا لا أريد شيء من الدنيا كلها إلا أن أراكي في حضن المسيح فقط. لذلك يا أحبائي المولود من الجسد جسد هو ، المولود من الروح روح هو ، هل هذا الأمر سهل ؟ لا يوجد به نزاع طبعا ، عندما تدرس في شخصية أبونا أسحاق يقول رفقة كان في بطنها الطفلين ، لدرجه إنه كان بينهم نزاع قوي جدا وهما داخل بطنها ، لدرجة أنها قالت " أن كان هكذا فلماذا أنا "، فمضت لتسأل الرب تقول له ما هذه الحرب ياربي ؟، قال لها لا تخافي في بطنك أمتين، ومنك يخرج شعبان وكبير مستعبد لصغير ، قال لها أنتي بداخلك الأثنين إنسان الجسد وإنسان الروح ، وهم يظلوا في صراع لا تخافي ، فالكبير يستعبد للصغير، إنسان الروح سينتصر، لا تخافي أطمئني لكن علينا أن نهتم بإنسان الروح ، لا بد أن نهتم بإنسان الروح ، نقوم بتربيته وتغذيته ومساندته وتشجيعه . هيا نفرح بالصوم وهيا أقول لجسدي قف معتدلاً وصلي ، هيا أقول لبيتي أنا وبيتي أعبد الرب ، هيا نزرع في أبنائي مبادئ ، هيا أزرع في أبنائي إشتياقات روحيه ، نحضر لهم كتاب ونتأمل ونسأل فيه ، تقول لي يا أبونا لا يسمعون ، أقول لك أفعل هذا مع أي شخص مستجيب ، وإذا لا يوجد أحد استجاب، يكفي أن يروك أنت تصلي ، أنت تقرأ ، تقرا الكتاب المقدس ، يروك انت تركع ، فعندما تقوم بالصلاة في بيتك يصبح الكل مبارك في شخصك أنت . الروح أقوى فماذا يفعل؟ يمتص ، مثل النور، النور بمفرده بدون أي مشاكل ينتصر على الظلمة ، هو هكذا له سلطان أقوى ، الحياة أقوى تنتصر على الموت هي كذلك ، الروح ينتصر على الجسد لكن المهم أن نمنحه فرصة. لذلك يا أحبائي لدينا فرصة في الأسبوعين الباقيين نعيش للروح ستجد في نهايات الصوم أثناء الصوم يقرأ سفر أشعياء ، ستجده يقول لك آية جميلة "كفوا على الإنسان " ، بمعني كفاية حياة للجسد ، كفاية حياة للتراب ، كفاية حياة للأرض ، كف عن الإنسان . لذلك يا أحبائي فرصة جميلة وأنت في ختام الصوم عيش للروح ، وافي للروح ، وافي لمن سيبقي معك للأبد ، هذا الجسد يذهب إلي التراب ولن يتبقى منه شئ ، الذي تهتم به جدا، فلا تركز عليه جدا لأنه مؤقت بل اهتم بالشيء الذي يظل معك طول الوقت ، المستمر معك ، قم بتغذيته وصداقته وأرضيه وأفرحه لأن هو مرضاته في الله . ربنا يعطينا يا أحبائي في هذه الأيام المقدسة التي تتدخر لنا الكنيسة فيها من كل خيراتها وتغذي الروح ، أن نتبعها بصدق ، وأن نكون أوفياء للروح ، خاضعين للروح . يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .

الصلاة الاسبوع الاول من الصوم المقدس

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين. تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين. تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا لوقا الإصحاح الحادي عشر عن الصلاة على اعتبار أن الكنيسة في الأسبوع الأول من الصوم تريد أن تضع مبادئ في قلوب أبنائها أهمها أن الصوم لابد أن يكون مقترن بالصلاة، لذلك الكنيسة تقرأ لنا اليوم ماذا نقول في الصلاة؟ فربنا يسوع قال لهم نقول الصلاة الربانية "أبانا الذي" الله يريد أن نتكلم معه كأب لنا، نقدس أسمه، نطلب ملكوته، نطلب مشيئته، أن تكون مشيئته على الأرض مثلما هي في السماء، نطلب أن الله يعطينا قوت اليوم، ولا نكون منشغلين كثيراً بهموم الحياة، ونطلب أن الله يغفر لنا ذنوبنا، ومثلما هو يغفر لنا ذنوبنا لابد أن نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا، ونطلب منه ألا يدخلنا في تجربة، وأن ينجينا من الشرير. بعد ذلك قال لنا المثل الذي يقال عليه اسمه "مثل صديق نصف الليل" عن شخص، رجل فقير أتى إليه ضيف في وقت متأخر من الليل، وله دالة أن يبيت لديه، فالرجل يريد أن يكرمه ويقدم له شيء لكنه رجل فقير ليس لديه شيء، وهو في خجل منه قام يبحث فيمن حوله وقال من أستطيع أن أطلب منه، وظل يفكر إلى أن تذكر شخص قريب منه ومعروف عنه أنه فاضل، رحيم، طيب، فقال له انتظرني قليلاً حتي أعود، وذهب يطرق على باب هذا الرجل صديقه، في وقت متأخر، قال له أنا آسف أعطيني فقط ثلاثة أرغفة فقد آتى إلي ضيف فجأة، جعل نفسه كمن لا يسمعه، طرق مرة ثانية وقال له أنا آسف، آتيت في وقت متأخر أنا أعلم لكن أعطني ثلاثة أرغفة آتى إلي ضيف، فأجابه وقال أهذا وقت تأتي فيه؟!، أنا نائم وسط أبنائي الآن لن أعطيك الوقت متأخر، فالرجل لم يذهب ظل يطرق، والرجل الآخر يريد أن ينام، فقال أنا أفضل شيء أفعله لكي أكمل نومي أن أعطي هذا الرجل ما يريده سريعاً وأجعله يذهب لكي أنام، فيقول لك إن لم يعطيه بسبب أنه يريد أن يعطيه سوف يعطيه من أجل لجاجته، لماذا أختار ربنا يسوع هذا المثل؟! هذا المثل أنا أريدكم أن تصلون به بالضبط، أقول لك على ثلاث كلمات من هذا المثل: ١- شدة الاحتياج. ٢- اللجاجة. ٣- الاستجابة. ١- شدة الاحتياج : إذا لم يشعر هذا الرجل بشدة الاحتياج لن يذهب ليطلب في هذا الوقت الصعب، ومن الممكن ألا يطلب اساسا حتى إذا الوقت مناسب، يقول ليست مشكله ألا يوجد لدينا خبز الآن، لا يهم، لكن شدة الاحتياج تجعله يذهب ويطرق على الباب، ماذا عن شدة الاحتياج؟ أنا وأنت إذ لم يكن لدينا أحساس شديد جدا بالاحتياج لربنا فإن صلاتنا تكون صلاة ضعيفة، صلاتنا ستكون صلاة بالشفتين، لن تكون من القلب، ولن تكون بحرارة، ما الذي يولد الحرارة إلي القلب في الصلاة؟، ما الذي يجعل الصلاة تدخل لدرجة القبول إلي الله؟، ما الذي يجعلني أضطر للجاجة؟ هي شدة الاحتياج، موقف هذا الرجل صعب، فلا يوجد لديه شيء ليقدمه، فنحن كذلك، عندما أكون أنا في موقف صعب ولدي احتياج شديد، ومشتاق جداً أن يكون لدي شيء أنا مفتقده، أصلي وأطلب من الله، ما قوة الصلاة التي أصليها؟ هي قوة الاحتياج، يوجد شخص لا يشعر أنه يحتاج للصلاة، شخص آخر يشعر أنه لا يحتاج إلى غفران خطاياه، وآخر يشعر أنه لا يحتاج إلي الطهارة، وآخر لا يحتاج للشكر، وآخر لا يحتاج إلى المحبة، وآخر لا يحتاج إلى أي فضيلة، فكيف نطلب منه أن يصلي ؟!، صلاته كلها روتين، كلها شكلية، كلها بلا معنى، بلا فائدة، لماذا؟ لأنها خالية من الاحتياج، يقف أمام الله كواجب أو كروتين، لكن ما الذي يجعل أن الصلاة تكون فيها روح؟ شدة الاحتياج، حتى إذا كنا نصلي من أجل الآخرين، لجاجتنا وشدة احتاجينا من أجل الآخرين بأن نستعطف، نطلب، فالكنيسة تعلمنا عندما نطلب كأن شخص يشحذ، نمد أيدينا، أنا أطلب رحمتك يارب، شدة الاحتياج متي أشعر فعلا أن صلاتي بدأت تكون صلاة حقيقية؟ مع شدة الاحتياج. ما رأيك في بداية هذا الصوم أن تكرس الصوم لكي تقتني فضائل معينة أنت فقير منها جدا، أنا أتمنى ... ، ... ، ...، فهيا بنا ما دمنا محتاجين هيا نشحذ، هيا أرني عزيمتك، هيا أرني لجاجتك كيف تكون؟، لذلك تسمع عن الآباء القديسين يقول لك عن صلاة اسمها صلاة الدموع، لماذا يبكي؟، متي يبكي الشخص؟، الشخص يبكي عندما تعجز الكلمات عن التعبير، فتجده بكى، ما الذي يجعل الناس تبكي في الصلاة؟ هذه دموع تأتي عندما تعجز الكلمات، والإلحاح من داخل شديد، ومن داخلك، تطلب ثم تطلب، فهذا يا أحبائي ما نطلق عليه شدة الاحتياج، نقول له يارب نحن قارعين باب تعطفك، نحن نظل نطرق، لماذا المثل موضح أن الرجل الذي يعطيه الخبزات متشدد؟ قال لك أنا أعطيك مجرد مثل، إذا افترضنا أن الله لا يريد أن يستجيب لطلباتك في وقت من الأوقات فلا تذهب لذلك أعطي مثل آخر موازي لهذا المثل وهو "مثل قاضي الظلم"، عن رجل قاضي يقال عنه أنه لا يخاف الله ولا يا يهاب إنسان، هذا قاضي ظالم، سيدة أرمله تذهب إليه وهو لا يحكم لها ولا ينصفها، وقالت له أنصفني من خصمي، قال أيضا أنه سوف ينصفها من أجل لجاجتها. الاحتياج يا أحبائي أبحث في نفسك: كم خطية رابضة على باب قلبك؟، إلى أي مدى أنا مغلوب من ضعفات كثيرة ولا أقدر عليها، أنا غير قادر، أنا عاجز، أنا ضعيف، بمجرد أن أشعر بعجزي وضعفي وشدة احتياجي من هنا تبدأ الصلاة الحقيقية، قبل ذلك كان تدريب، شيء بسيط، بمجرد أن الاحتياج يزيد داخلك، يلح داخلك، بمجرد أن تشعر بعجز شديد، فقر شديد، أنظر إحساس الإنسان الفقير الذي لم يجد ما يأكله، فنحن لابد أن نقف أمام الله هكذا، إحساس الذي لم يجد طعام وجائع، جائع، جائع، ولم يجد ما يأكله. ٢- اللجاجة : ماهي اللجاجة؟ أنني لم أذهب، لن أذهب، إلا إذا أخذت الأرغفة، لم أذهب إلا إذا أخذت رحمة، لم أذهب إلا إذا شعرت بمصالحة، لن أذهب إلا إذا شعرت بتوبة، لن أذهب إلا إذا شعرت بسلام، أنا سأظل واقف أمامك يارب، لا أستطيع الذهاب، هل أذهب فارغ؟!، لا يليق. نحن كذلك يا أحبائي نظل نطرق على الباب ونظل نقول له أفتح لنا يا سيد، أحد القديسين كان يقول افتح لنا يا سيد ذلك الباب الذي أغلقناه علينا بإرادتنا، أنا الذي أغلقته، الله لايغلق الباب أبدا أنا الذي أغلقه، أفتح لنا يا سيد ذلك الباب الذي أغلقناه علينا بإرادتنا، يعود فيقول لك هكذا فإن فتحت لنا فهذا حق وإن لم تفتح لنا فهذا حق، لماذا؟ نعم فإنه عندما يفتح هذا حق لكن إذا لم يفتح فهذا من جزيل رأفته، وإن لم تفتح لنا فمبارك الذي أغلق علينا بعدل، أنا لا أستحق، فماذا إذا لم يفتح؟ لن أذهب، سأظل أطرق، مثلما قال لك عن فاضي الظلم هذا يقول لك فلن يشاء إلي زمان، مثلما يقول لك علي صديق نصف الليل هذا، ليس مجرد أنه رجل طرق، طلب، فأعطي له. لا فهو أخذ وقت وأجابه جواب شديد، أنا نائم وسط أبنائي، بمعنى في الفراش الآن مع أبنائي، ما الذي آتي بك في هذه الساعة، فمن الممكن أن يشعر كل واحد منت أن الله لايزال متأني عليه لا يريد أن يستجيب لطلبته، لماذا؟ قال لن يشاء إلي زمان، من الممكن أن يكون هذا ليس وقت الاستجابة ولازال الله له تدابير، فماذا علي أن أفعله؟ أستمر، أظل في اللجاجة، شدة الاحتياج تأتي باللجاجة، تريد أن تتعلم اللجاجة؟! الكنيسة تعلمها لك، ترى كم مرة تقول فيها كلمة كيرياليسون؟ ٤١ مرة، هل الله لم يسمع؟!، ويجعلك تقول كيرياليسون بنفس النغمة، لماذا؟ فهذا زن، ففي اللحن القبطي هناك ألحان يقولون عليها في نغمتها أنها ألحان زن، "هيتين إبرسڤيا" هذا زن بشفاعة والدة الإله، مثل الطفل الصغير الذي يزن علي شيء إلى أن يأخذه، فنحن كذلك الكنيسة تعلمك تكون طفل صغير واقف أمام الله لتزن، كم من مرة يقول أنعم لنا بغفران خطايانا، كم من مرة يقول لك يارب ارحم، كم من مرة يقول اهدنا لملكوتك، لماذا تكرار نفس المعاني؟ تصلي المزامير تجدهم يشبهون بعض جدا نفس المعاني، ألا يكفي واحد؟!، لا أبداً صلي كثير، قل كثير، الذي يصلي التسبحة يجد كلمات تتردد كثير، الذي يصلي مجمع التسبيح الذي فيه ننادي بالقديسين تجده يحدثك عن قديسين كثير جداً في مجمع التسبحة ومردها أنعم لنا بمغفرة خطايانا، وكلها بنفس النغمة، إنتيف كانين نوفي نان إيڤول، ونكررها كثيراً فهل الله لا يسمع، لا إنه يسمع لكنه يريد أن يسمع منك أكثر، اللجاجة، تعلم أن تقول لله ارحمني، الآباء القديسين يعلمونا صلاة اسمها صلاة يسوع التي هي "يا رب يسوع المسيح إبن الله ارحمني أنا الخاطئ"، "يا ربي يسوع المسيح إبن الله ارحمني أنا الخاطئ"، ياربي يسوع المسيح إبن الله ارحمني أنا الخاطئ، كم مرة؟، لا تقوم بالتعداد، قل كثيراً جداً لأنك عندما تقول هذا سيطهرك، ينقي مشاعرك. لذلك يا أحبائي هيا نتعلم اللجاجة في الصلاة هيا نكون لدينا احتياج. ٣- استجابة : تشعر بفرحة في داخلك بعدما كنت مثقل، بعدما كنت حزين، أصبحت جيداً، تجد إحساس آتى إليك يقول حسنا، حسنا، كفى، كفى، كفى، أنا أرفع يدي وأصلي، أنا سأعطيك نعمة، لكن لماذا كان الماضي هكذا؟ لما لا أن الذي يطلب يأخذ في حينه، يقول لك من الممكن أن تأخذ شيء ما ولا تحافظ عليه، من الممكن أن تأخذ شيء لا تعرف قيمته، من الممكن أن تأخذ شيء تتفاخر به أمام الناس، من الممكن أن تأخذ شيء تشعر أنه آتى من مجهودك، لكن لا، اللجاجة الكثير تفهمك أن الذي أخذته ليس حقك، فلماذا أخذته، لأني أنا ملح في الطلب، لأني بصراحة أنا لا أستحقها، لكن أنا لم أهون عليه فأعطاها لي فقط، هي اللجاجة كذلك، اللجاجة لكي تختبر ثباتنا، وتختبر محبتنا، وتختبر رجائنا، ولكي نحافظ علي الأشياء التي نأخذها، هل تعتقد أن الله ليس من الممكن أن يعطينا فضائل بلا حساب، لا بل يمكن. تصور شخص معنا الآن لديه محبة كبيرة جداً ولديه ينبوع طهارة كطهارة الملائكة ولديه روح صلاة قوية جداً مثل صلاة أبو مقار، الأنبا أنطونيوس، هل تعتقد أن الله لا يود أن يعطينا مثلها، لكن للأسف بمجرد ما آخذ شيء مثل هذه أنا أول شيء يأتي إلي إحساس بالافتخار الشديد جدا، يأتي إحساس إن الناس كلها لا شيء، وأنا الذي لايوجد مثلي، ويأتي إلي إحساس ...،....،... إلخ فأجد أن هذه الأشياء من الممكن أن تضرني، نعم من الممكن تضرك حقا. لذلك الله يريد أن يعطينا بالاتضاع، لذلك انكسر أمام الله وأسجد، انحني كثيراً جداً وما أجمل السجود والانحناء بلجاجة مع بطن فارغة، ما البطن الفارغة؟ هي الصوم. ما أجمل لجاجة الصلاة وأنت مانع جسدك عن ملذات كثيرة جداً من أجل محبتك له، وأنت صالب جسدك، جسد مصلوب مع نفس منسحقة مع روح مرفوعة مع أيدي تتضرع هذا هو الصوم. لذلك يا أحبائي اقرن صومك بصلوات كثيرة، كن كثير اللجاجة، كن شاعر بشده الاحتياج، إذا لم تأخذ لا تنصرف، بل انتظر الرب، داود النبي قال "من محرس الصبح إلي الليل فلينتظر إسرائيل الرب لأن الرحمة من عند الرب عظيم هو خلاصه". ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا أمين.

الرعاية في البيت

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل عينا نعمته وبركته ورحمته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في تذكار نياحة الآباء البطاركة فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح العاشر فصل الراعي الصالح، يحدثنا عند ربنا يسوع عندما قال عن نفسه "أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف". نحن كل شخص في حياته لابد أن يكون كسيده راعي صالح، الزوج في منزله راعي صالح، والأم والزوجة راعي صالح، والشاب والفتاة الذين مازالوا في الدراسة أو في الجامعة أو في عمل أو في مدرسة راعي صالح، كل شخص يا أحبائي عليه أن يفكر في نفسه كيف يكون كسيده راعي صالح، راعي صالح بمعنى أن يهتم بمن حوله، بمعنى أنه يحاول يقدم لمن حوله ما يحتاجون، شخص يسألني وأنا من يقدم لي إذا كنت أنا أفكر في من حولي، أقول لك في الحقيقة لكي يشبع الإنسان فهذا صعب وأكثر طريقة تقوم بإشباعه أنه يعطي وليس يأخذ، أكثر طريقة تشبعه أن يعطي وليس يأخذ، فمهما أخذ الإنسان تجده دائماً جائع، الشيء الذي يشبعه أنه يعطي، ماذا يعطي؟ يعطي حب، اهتمام، ابتسامة، صلاة، رعاية، يشبع الاحتياجات، الأب في المنزل والأم لابد أن يعرفوا أن لديهم دور كبير جداً في شيء اسمه الرعاية، في شيء اسمه تسديد الاحتياجات، لابد أن نعرف أن الأب في البيت ليس مجرد مصدر للمال، لا فمن الممكن أن تكون ظروف الحياة وضغوطها حولت دور الأب في البيت أن تكون فكرته عن دور الأب في البيت أن يكون مصدر للمال، ومن الممكن أيضا ان تكون تحولت الفكرة عن الأم أنها مصدر للطعام، لا أبدا فالدور أكبر من ذلك بكثير، الأم ليست فقط لتقدم الطعام، الأب ليس لمجرد تقديم المال، لا فالدور أكبر بكثير من ذلك، نحن علينا أن نهتم بالروح ونهتم بالنفس ونهتم بالجسد، لكن اهتمامنا بالجسد فقط فهذا معناه عبودية للأمور الزائلة، الإنسان عندما أخطأ في أيام أبونا آدم، آدم قبل أن يخطئ الله أعطى له سلطان على الطبيعة، سلطان على الحيوانات، سلطان على البحر، سلطان على الكون كله، الله أعطى له سلطان على الطبيعة، وكانت الطبيعة خاضعة له، ولكن بعد أن سقط انفصل عن الله، وبعدما انفصل عن الله تمردت عليه الطبيعة وخضع هو للطبيعة بعد أن كانت الطبيعة هي التي تخضع له، بعد أن كانت حيوانات البرية هي التي تخضع له، بدلاً من أن الأرض هي التي تخضع له أصبح هو الذي يخضع لها، وقال له "بعرق جبينك تأكل خبزك"، فكلما أنفصل الإنسان عن الله كلما عاش تحت وطأة هذه العقوبة، التي هي أن الطبيعة تسود عليه، أو في حقيقة الأمر أن الأمور المادية والأمور الزائلة تتسلط عليه، تصبح هذه الأمور هي التي تعطي له الحياة، كلما انفصل عن الله، وكلما أتحد بالله عاد إلى الصورة الأولى أن الطبيعة تخضع له، إذن الإنسان بارتباطه بالله تصبح الأمور المادية بالنسبة له سهلة، أذن يا أحبائي لابد أن نعرف أن دورنا أكبر بكثير من مجرد أن نأكل ونشرب، لا فهناك احتياجات للجسد، احتياجات للنفس، احتياجات للروح، ولابد أن كل أسرة تعرف أن لها دور مع بعض، أنهم يذهبوا إلى السماء معا، أنهم يرتبطوا بالله معا، أنهم ينموا معا، أنهم يصلوا معا، لكن إذا كان هناك عنصر غير مستجيب، فلنظل مع المستجيب، وأما إذا لم نجد أي شخص مستجيب لتكن أنت، لتكن أنت، أبونا إبراهيم أثناء ترحال حياته ذهب إلى أماكن كثيره جدا، لكن كل مكان يذهب إليه كان يقول: "وبني هناك مذبح للرب"، كل مكان يذهب إليه وبني هناك مذبح للرب، وأنا أشعر بالسعادة جداً عندما ادخل منزل أو عندما أصلي صلاة تبريك لشباب سيتزوجون ويقولون لي هنا ركن الصلاة، هذا المكان الذي نقف لنصلي فيه، أنا عندما أقوم بالتبخير أشعر أن هناك مكان يوجد به أيقونة وبجانبه قنديل أو شمعة أو مصباح مضيء، هذا ركن الصلاة، لابد أن يكون لديك في البيت مذبح، هنا مذبح للرب هذا المكان الذي نصلي فيه، نحن لا نعيش لكي نأكل ونشرب فقط، الحياة ليست أرض، الحياة ليست زمن، الحياة ليست جسد، الحياة ليست استهلاك، لا فالحياة أرقي من ذلك بكثير، وأجمل من ذلك بكثير، لذلك تجد نفسك وأنت بعيد عن الله كل شئ لا يوجد له مذاق، ستجد نفسك دائما مشدود وغاضب وبعدما نشبع الجسد تماماً تجدنا كلنا نعيش دائرة حزن واكتئاب، فكان من المفترض أن الإنسان يهتم بالجسد ليصبح سعيداً أبدا، لماذا؟ لأنه ليس من يقوم بإشباعي، فهذا ليس محور الحياة. حينئذ يا أحبائي أنا الراعي الصالح لابد أن كل شخص في المنزل يكون له دور في الأبعاد العميقة التي لدي الإنسان، الحب جميعنا نحتاج الحب، كل من في المنزل يحتاج إلي الحب، كل شخص فينا لابد أن يقدم حب للآخر، الابن يقدم لوالده ولوالدته ولإخوته، الأخت تقدم لإخوتها، والأب والأم، والزوج يقدم لزوجته، والزوجة تقدم لزوجها، كل شخص يحتاج للحب، راعي صالح، يقول أن ربنا يسوع المسيح الشاب الغني نظر إليه وأحبه، هذه النظرة يمكن أن تكون نظرة حب، نظرة حنو، يوجد بها شعور بالقبول، في يعض الأحيان يا أحبائي تجد أقرب الناس لبعضهم هم أكثر ناس يقومون بأذية بعضهم البعض، من أكثر الناس الذين يشعرون إن كل شخص فينا لا يوجد له قيمة، وأنه غير محبوب، وأنه مرفوض، وأنه مرذول، وأنه سيء جداً، وأنه حتى الله لا يحبه، لماذا؟ لأننا لا نستطيع أن نقوم بتوصيل لبعض الأمور التي تكون أهم من أمور الجسد، من الممكن أن نكون نقدم أمور جسدية فهي تعبير عن الروح والنفس، عندما يقوموا بدراسة احتياجات الإنسان يجدوا أن أقل احتياجات لديه هي الاحتياجات الجسدية، نجد الاحتياجات الروحية والنفسية أكثر عمقاً، وعندما تشبع هذه الاجتياحات نجد الجسد خاضع ومتشبع، وعندما لا تشبع الجسد يتمرد ويظل يطلب، يطلب، يطلب، يطلب ولا يشعر بالشبع، شعور القبول . ما أجمل ربنا يسوع المسيح وهو يتحدث مع السامرية ويعطيها قبول في الحديث، فهو لم يشعرها بالرفض، أو مدى قبحها، قال لها حسنا قلتي، أنتي بالصواب أجبتي، يريد أن يقول لها أنتي بداخلك شيء جميل جداً، فأصبحت هذه السيدة في حالة من الاندهاش، كيف يكلمها بذلك؟، كيف يقوم بمقابلتها؟ فالجمزع ترفضها وتحتقرها، إذا كل شخص فينا قدم للآخر يا أحبائي الحب والقبول الذي يحتاجه فهذه هي الرعاية الصالحة، هذه الرعاية الصالحة، ستجد ربنا يسوع المسيح مع المرأة الخاطئة التي قامت بسكب الطيب على أقدامه، كل المنزل رافضها، وكل من في المنزل مندهش لماذا هو يتركها تعمل كل هذا؟!، وكل من في المنزل يقولون هذه السيدة من قام بإدخالها من الإساس، لكن بينما هم يقولون في أنفسهم "لو كان هذا نبيا لعلم من هذه المرأة وما حالها أنها خاطئة"، وعندما يود الكتاب المقدس أن يصفها يقول إذا امرأة خاطئة في المدينة بمعنى أنها مشهورة، ليست في نطاق ضيق لكن في المدينة، بمعنى أن صيتها في الشر واسع، فهذه السيدة أبسط شيء لها أن ترفض، تطرد، لا المسيح يقوم بقبولها، ويقبل تقدمة توبتها ومحبتها، ويمدح توبتها، ما هذا يا أحبائي؟، نحن نحتاج أن نقدم لأولادنا أشياء يحتاجوها، أنا الراعي الصالح كل شخص فيكم راعي صالح في منزله، قدموا لأبنائكم أشياء يريدوها ليس فقط أمور الجسد، إذا قال الأب لابنه أنا أحبك، إذا الأم قالت لابنها أنا أحبك، إذا قالوا له أنت جميل، إنت متفوق، أنت تعرف في اشياء عديدة إذا قمنا بالشكر فيه أمام الناس كثيراً، فالتوبيخ الكثير يجرح، علاقتنا مع أقرب ما يكون لنا دائماً تكون علاقة متوترة لأننا نرى أخطاءهم، وأظل أركز عليه، الذي لا يقوم بالمذاكرة، والذي لم يقوم بسماع الكلام، والذي يعود متأخر والتي فعلت فدائما ننقل لأولادنا صورة مشوهه عن أنفسهم، وبالتالي صورة مشوهة عن الله، أن الله لا يحبني، وأن الله لا يقبلني، وأن قبلني يكون بشروط وما أصعب شروطه، ما هو الشرط الذي أقدمه لابني لكي يشعر أنه مقبول؟ شرط الكمال، بمعنى أنه عليه أن يأتي بالدرجات النهائية في كل المواد، وكل تصرفاته ملتزمة تماماً، ويجلس هادئ، ويسمع الكلام وعندما يقوم بفعل كل هذا ننقل له شعور أنه مقبول وأننا راضيين عنه ونحن أيضاً متغصبون، فهذا ينقل لأولادنا أن الله يصعب إرضائه، ينقل لهم أنه دائماً شخص قليل في حين أن دورنا هو أن نسند أولادنا ونعرفهم أنهم مقبولين ومحبوبين ونحن نقبلهم حتى بأخطائهم، فهل هذا معناه أني لا أوبخهم؟ لا قم بتوبيخهم، لابد أن نعلم، لا أن تقول، لكن عندما تقوم بالتوبيخ لابد أن تعرف إن أنا أرفض التصرف ليس الشخص، في الكثير من الأحيان عندما نقوم بانتهار شيء نوصل للشخص الذي أمامنا إننا نكرهه، لا أنا أرفض التصرف ولا أرفضك أنت، أنا غير موافق على هذا، غير موافق على ذلك لكن أنت حبيبي وأنت جميل وأنت تفعل أشياء كثيرة جيدة لذلك أتمني أن تفعل أشياء أخرى وعموماً على قدر استطاعتك، لابد يا أحبائي نقدم الرعاية أنا الراعي الصالح، في مهارة اسمها تسديد الاحتياجات، الإنسان مثلما يجوع للأكل يجوع للحب أيضا، الإنسان مثلما لديه رغبة في الحياة لديه رغبة في الأبدية، الإنسان مثلما لديه ميول للخطية لديه رغبة للكمال، لذلك نحن لابد أن نشبع الاحتياجات العميقة والإيجابية، يشعر أنه مقبول، يشعر أنه محبوب، يشعر أنه يحترم، يشعر أننا نفهمه، يشعر أننا شاعرين به وشاعرين باحتياجاته، فهذا الكلام كله يعمل رعاية، أنا أريدك أن تتخيل معي الراعي الصالح إذا كانت كل اهتماماته فقط هي الأكل فأصبح لا يهتم بالذئاب، لا يهتم بمتى يأتي الليل، لا يهتم إذا فقد خروف، لا يهتم إذا كان خروف يشكو من وجع بساقيه، لا يهتم بأولاده أي غنمه، لا يهتم بكل هذا يقول أنا دوري أكل فقط لا ليس دورك الأكل فقط، لكن رعاية شاملة، نحن يا أحبائي دورنا مع بعض رعاية شاملة، كل فرد ينظر لاحتياجات الآخر، وبالطبع احتياجات الطفل، تختلف عن احتياجات الكبير، تختلف عن احتياجات المراهق، وعن احتياجات الزوج، وعن احتياجات الزوجة، وعلى كل واحد فينا أن يفهم احتياجات الآخر. ما أجمل يا أحبائي الزوجة التي تعرف احتياجات زوجها، وما أجمل الزوج الذي يعرف احتياجات زوجته، وما أجمل أن أعرف احتياجات الطفل، واحتياجات المراهق، واحتياجات المراهقة، لابد أن أعرف ذلك. ذات مرة كنت أشرح موضوع لأولاد مقبلين على الزواج، فقمت بسؤالهم من منكم قام بقراءة شئ عن هذا الموضوع؟ فوجدت شخص من وسط تقريبا ١٢٠ شخص، شخص واحد! ,فقلت لهم يا أولاد الذي يقوم بعمل مشروع فراخ أو أرانب يقوم بالقراءة كثيراً جداً لكي يعرف طريقة تربية هذه الفراخ، ويظل يدرس الأمراض التي تصيبها، وما هي مواسمها، ويسأل ويرى، يبحث، يري فيديوهات، ... إلخ فكيف يا أحبائي أن حياتنا نفسها، جوهر حياتنا نفسها لم يأخذ الاعتناء منا، على أساس أنه يسير أوتوماتيك، لا هو لا يسير أوتوماتيك، من الممكن أن أكون أنا سبب تعب لكل من حولي، في حين أني أرى أني أفعل كل ما في استطاعتي، فما هو كل ما في استطاعتي؟ هو أني أعمل وأجلب النقود!، لا ليس هذا فقط ما نحتاجه، فنحن نحتاج أشياء أخرى، نحتاجك أنت، نحتاج التحدث معك، تحتاج أن تسمعهم، تحتاج أن تفهمهم.ذات مرة طفل في أمريكا يحب والده وكان يعلم أنه مشغول دائماً، فكان يعلم أن ثمن ساعة العمل لوالده بمبلغ كبير، كان في ذلك الوقت ثمن الساعة حوالي 30 دولار، فحدث أن الولد ظل يأخذ من والده نقود تارة ٢دولار، ثم تارة أخرى ٢دولار، وهكذا إلى أن قال له يا أبي أريد 7 دولار فقال له الأب ذلك كثير جداً، لماذا تطلب كل هذه النقود؟! فأجابه الطفل لأني قمت بادخار 23 دولار ومتبقي لي سبعة دولارات لكي أدخر30 دولار وهم ثمن ساعة العمل لديك، لأني أريدك أن تجلس معي ساعة، يريد أن يقول لك أنا أحتاج إليك.نحن في تفكيرنا أن كل شخص منا في البيت هو يريد أن يأكل ويشرب فقط، لا فهو لديه احتياجات أخري أهم، وإذا كانت الكنيسة اليوم تقرأ لنا فصل الراعي الصالح فهي تريد أن تقول لنا لابد أن نهتم ببعض، ونقوم برعاية بعض، ونقوم برعاية الضعفاء، ونرى الذي يشعر أنه ضعيف وأنه قليل، فالطفل الذي يكون شقي قليلاً فنحن قمنا بنقل صورة له أنه منحرف، إذن فبذلك يقول لنا لا تسألوني عن شيء لأنني منحرف، يكفي ذلك فأنتم مصرين علي تصنيفي هكذا، فلماذا تطلبون مني شيئاً جيداً، لماذا تريدون مني أن أذهب للكنيسة بما أنني شخص منحرف، فأنتم تقولون علي ذلك وقمتم بإشاعتها وأعلمتوا جميع الناس بها، إذن يكفي ذلك، لا فنحن لابد أن نعرف أننا دورنا مع من حولنا أهم وأعمق بكثير من أننا نحضر النقود والطعام، لا، أنا هو الراعي الصالح، الراعي الصالح يعرف خاصته، يعرفها باسمها، يعرفها بظروفها، يعرفها بأحوالها.لذلك يا أحبائي هيا نهتم داخل منازلنا هيا نهتم بأحبائنا، هيا نهتم بأقربائنا، هيا نهتم بزملائنا، لكي نكون كمثال سيدنا وأن يكون كل شخص فينا راعي صالح، الله يوجه حياتنا، ويصحح أخطأنا، ويقوم بتقويم كل خطأ فينا.ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائماً أبديا آمين.

سرخيس وواخس

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته وبركته ورحمته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين. اليوم تذكار اثنين قديسين شباب أصدقاء، ضباط في الجيش، أحدهما اسمه واخس والآخر اسمه سرجيوس، جاءوا أمام الوالي واعترفوا أمامه بالإيمان بالمسيح، فأرسلهم إلى والي آخر فعذبهم وأستشهد أحدهم في البداية الذي هو واخس، بينما سرجيوس صديقه أصبح حزين عليه إلى أن رأى رؤية أنه في مكان جميل، مطمئن، سعيد، فتعزت نفسه وتقوى وأيضا كان مصيره أنه تعذب كثيراً وفي النهاية نال إكليل الشهادة، اثنين من الشباب في مركز مرموق في حياتهم، ضباط، قد تجد أن الضباط يكون فيهم كبرياء أنه إنسان له سلطان، إنسان موضع احترام وتقدير من الجميع، لكن في الحقيقة لكي يعيش الإنسان مع المسيح لابد أن يكون لديه ثلاثة مقومات هامة جداً: ١- لابد أن يكون غالب العالم . ٢- لابد أن يكون لديه قوة إيمان . ٣- لابد أن يكون لديه إيمان بالحياة الأبدية. أولا: غالب العالم : نحن نعيش الآن يا أحبائي في صراع، في صراع ما بين أننا نكون مغلوبين لأنفسنا والعالم أم غالبين أنفسنا وغالبين العالم، وفي الحقيقة لن تستقيم حياتنا مع الله أبدا طالما نحن مغلوبين لأنفسنا وللعالم، لأن الكتاب المقدس واضح جداً عندما يقول "لا تحبوا العالم"، ولأنه لا يصح أن نجمع بين الإثنين، ولأن الإنسان عندما يكون مغلوب لنفسه ومغلوب للعالم تكون الحياة الروحية والحياة مع الله بالنسبة له من باب الأوهام، وهم بمعنى أنه من الممكن أن يسمع عظة، من الممكن أن يحضر الكنيسة، من الممكن يقول لك إلى هنا وكفى من أجل ظروفي، ما هي ظروفك هذه؟! في الحقيقة هو مغلوب من نفسه ومغلوب من العالم، لكي نبدأ أول نقطة في حياتنا مع المسيح بطريقة صحيحة لابد أن نغلب أنفسنا ونغلب العالم كيف أغلب نفسي؟ بمعنى أن يكون المسيح أهم مني، كيف أغلب نفسي؟ بمعنى أنه في بداية أول قرار في اليوم أنني عندما أستيقظ أصلي هذا أول قرار في اليوم، هذه أول بداية، بهذا بدأت أعرف ما معنى أن أغلب نفسي، هذا قرار الاستيقاظ، قرار الصلاة، يأتي يوم الجمعة أقرر أنني صائم، يقال لك نعم ولكن لا تبالي، فتقول لا بل أنا صائم، أبدا لابد أن أغلب نفسي، يوم بعد يوم بعد يوم يتكون لديك فكرة أنك غالب، والذي يغلب نفسه يعرف أن يغلب العالم، هيا نأخذ تدريب كيف نغلب أنفسنا، هذه النفس تريد الكسل، تريد الشهوة، تريد الأرض، تريد الذات، تريد السلطة، تريد المال، هذه رغبات الإنسان الطبيعية، لكي أعيش مع المسيح لابد أن أغلب نفسي، مثلما قال معلمنا بولس "أحيا لا أنا بل المسيح يحيا في"، الخطوة الأولى يا أحبائي هي أننا نحتاج أن نتمسك بإلهنا ونطلبها منه كثيراً أقول له أعطني غلبة على نفسي، الذي يغلب نفسه يعرف أن يغلب العالم، العالم يصبح صغير بالنسبة له، لكن يا سرجيوس أنت ضابط، أنت الكل يحترمك، هل يوجد مثلك؟!، يقول لك لا فهذا الكلام كله باطلا أمام حياتي للمسيح، المسيح أغلى بكثير. فماذا يا أحبائي لو نضع أنفسنا في اختبارات فعلية كم هي كرامة المسيح في حياتي الفعلية؟!، ماذا يا أحبائي إذا قمنا بقياس أنفسنا هل أنا أخضع إلى الوصية أم أخضع لنفسي، من إلهي؟، من ناموسي؟، من سيدي؟، من الذي اجتهد أن أخضع له؟، غلبوا أنفسهم وغلبوا العالم، غالبين العالم، الإنسان يا أحبائي الذي يغلب العالم يكون العالم بالنسبة له صغير جداً، صغير جداً، شاهد أنت مباهج العالم كيف تخضع لها الشعوب، شاهد الإنسان يشتهي ....، ....، .... إلخ، الإنسان الذي يعيش في المسيح يا أحبائي يشبع، الإنسان الذي يعيش في المسيح تختلف أولوياته وتتبدل، كما قال القديس أوغسطينوس "من أمتلكك شبعت كل رغباته" لماذا كل الوقت تريد ....، ....، .... إلخ، ولماذا طوال الوقت غير سعيد، غير فرحان، غير راضي، بالطبع تجد الإنسان يدخل في موجة اكتئاب، وتجده دائما مزاجه ليس على ما يرام، لأنه في الحقيقة هو يحاول أن يشبع ذاته ويلذذها لكن هو يجري خلف سراب، لماذا؟ لأنها لن تشبع، لن يأتي عليها وقت وتقول هذا يكفي، فإذا قمنا بإستبدال عمل شخص بعمل آخر يأخذ فيه راتب أكثر بعشر مرات ستجده أيضا غير سعيد، لماذا؟ لأنه عندما تكثر الخيرات يكثر الذين يأكلونها، لأن الفكرة ليست في كم راتبك، ليست في كم دخلك، لكن بماذا في قلبك، فكرك، وتوجهاتك، وهذا الأهم والأصعب، تريد أن تجاهد بالفعل جاهد أنك تكون غالب لنفسك. ثانياً: قوة إيمان : الغالب نفسه وغالب العالم يستطيع أن يقول أنا أتبع سيدي وإلهي وربي ومخلصي يسوع المسيح، ولكنهم سيفعلون فيك عذابات كثيرة، نعم سيفعلون في هذا وحتى إذا فعلوا في أكثر من ذلك لأن كما ذكرنا في النقطة الأولى أنا غالب نفسي وغالب العالم يفعلوا ما يفعلوه لكن المسيح أهم، قوة الإيمان، يقول لك على الآباء الرسل "وكانوا يؤدون الشهادة بكل مجاهرة" بكل مجاهرة، انتبهوا ألا يشعر أحد مننا في يوم من الأيام أنه لا يستطيع أن يجاهر بأنه مسيحي، لا يستطيع أن يعرف الجميع أنه مسيحي، لا يستطيع أن يقول اسمه، لا أرجوك قل لنفسك هكذا أنا كل الصفات في يمكن أن تكون رديئة إلا إنني مسيحي، كل صفة في من الممكن أن يكون فيها ضعفات لكن نقطة القوة الوحيدة التي في أن اسم ربنا يسوع المسيح دعي علي، قوة، مجاهرة، ذهبوا وقالوا للملك نحن مسيحيين، قوة إيمان، كما قال معلمنا بولس "لأني عالم بمن آمنت"، أنا أعرف، أنا أعرف بمن آمنت، لذلك الكنيسة دائما تحب أن تتلو قانون الإيمان، وكلنا نقول معا "بالحقيقة نؤمن"، ما هذا؟! نحن نعلن إيماننا، نجاهر بإيماننا، نفرح بإعلان إيماننا، نفخر بإعلان إيماننا، هكذا هو المسيح يا أحبائي، الذي يتبع المسيح يا أحبائي يشبع ويفرح ويكتفي، فسر قوة الإنسان في المسيح يسوع. ثالثاً: إيمان بالحياة الأبدية : فأنا لماذا أكون غلبت نفسي؟، لماذا أنا أجاهر بالإيمان؟، هل لأني إنسان بائع نفسي وبائع عمري؟! لا أنا أعرف لماذا أنا أفعل هذا، لماذا؟ من أجل الحياة الأبدية، من أجل الميراث الأبدي، لأن أنا أنظر إلي أشياء أعلى بكثير من الأرض، لأن أنا أعرف "إن نقض بيت خيمتنا الأرضي فلنا بناء في السماء"، إيمان بالأبدية، كم نفكر في الأبدية؟، وكم نحن مهتمين بها؟، وأحاول وأجتهد أن أعرف مكاني هناك ما هو شكله؟، ولما اسعى؟، هذا الكلام لابد أن تفكر فيه كثيراً لأن تفكيرك في الأبدية سوف يحميك من أشياء كثيرة وأنت هنا على الأرض، سوف يهون عليك زمان الغربة، سوف يهون عليك أتعاب الحياة، سوف يجعلك تدوس بغنى، لست مقهور، مغلوب، محروم، متضايق لا بل انت من داخلك مقتنع بما تفعله، لماذا؟ من أجل الحياة الأبدية، أنك لك مكان، لك ميراث، لك سماء، لك أفراح تنتظرك، يوجد مشهد أسفل صعب جداً منظر الموت ومنظر الدم، نحن جميعاً تأثرنا على استشهاد أبونا سمعان الذي ذبح بشكل صعب جداً وقاسي، لكن انتبه هذا المنظر الذي أسفل لكن هناك منظر آخر سماوي لابد أن تكون أعيننا وقلبنا وثقتنا فيه، أنه على قدر قسوة المنظر الذي أسفل على قدر مجد و فرح وبهاء بالمنظر السماوي، واخس وسرجيوس ومئات الألوف من الشهداء، هذا المنظر إذا رأيته مشهد موجع للقلب، تقابلت معه فتاة في الطريق أشفقت عليه وظلت تبكي، وأسقته ماء، قال لها لا تبكي، اذهبي إلى هذا المكان الأمامي عند الميدان لكي عندما استشهد حاولي أن تأخذي جسدي، فهي أشفقت عليه والدم يسيل منه فأحضرت جزة صوف من حيوان وأخذت الدم في جزة الصوف، لم يهون عليها أن نقطة دم الشهيد تنزل على الأرض لأنه قيمة غالية، المنظر قاسي نعم لكن قم وشاهد المنظر السماوي ماذا يكون؟ المشهد السماوي يا أحبائي أن له مجد في السماء، له كرامة في السماء، و كل هذا المشهد القاسي الذي أسفل يهون لأنه ليس هو هذا المشهد الحقيقي، لكن المشهد الحقيقي هو مشهد الإكليل، المشهد الحقيقي هو انقضاء هذا الزمان الزائل، وانقضاء زمن الغربة على الأرض، وانقضاء الحياة الزمنية، لكن يفتح باب طاقة الحياة الأبدية، يفتح باب الحياة الجديدة، الجسد الجديد الممجد، هل يوجد لدينا إيمان بهذا الكلام أم لا؟. لذلك يا أحبائي نجد جهادنا ضعيف، ضعيف جداً، وتجدنا بخلاء جداً لماذا؟ لأني أنا لا أعرف ما الذي سوف آخذه في النهاية؟، فلماذا أتعب؟، مثلما يعطوا لشخص راتب قليل فيقول لك أنا أعمل على قدر نقودهم، بمعنى أنه يتكاسل عن العمل، بينما هو يستطيع أن يعمل أكثر، يقول لك نعم بالطبع لكن إذا الرواتب أصبحت غير ذلك، فأنا أعرف وأستطيع. نحن أيضا يا أحبائي إذا كان لدينا إيمان بالمكافأة، إيمان الحياة الأبدية، إيمان بالميراث الذي لنا قال لك "رثوا الملك المعد لكم قبل تأسيس العالم"، إذا كان لدينا إيمان بمكانتنا فوق في السماء أننا نحافظ عليها سوف يهون علينا أمور كثيرة، لذلك يا أحبائي هيا نعيش هؤلاء الثلاثة خطوات : ١- هيا نغلب أنفسنا والعالم، احذر أن تغلبك نفسك، احذر أن يذلك العالم أو يهينك، احذر أن تكون خاضع للعالم لا بل قل مع معلمنا بولس الرسول "العالم مصلوب لي وأنا للعالم" بمعنى أنه ليس يجذبني ولست أنا منجذب له. ٢- قوة الإيمان، أغلى نعمة فيك إيمانك بربنا يسوع المسيح، أجمل نعمة فيك إيمانك بربنا يسوع المسيح. ٣- إيمانك بالأبدية، أنني لن أعيش من أجل الأرض وهذا الزمن زائل، وأنا أتعشم أن يكون لي مكان في السماء، وأثق أن الله يجهز لي مكان في السماء لأنني ابنه، وقال "حيث أكون أنا هناك يكون خادمي" ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .

الكنيسة والقديسين الجمعة الاولي من أبيب

بسم الآب والأبن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين . اليوم والغد يا أحبائي تحتفل الكنيسة برموز عظيمة من آبائنا القديسين، فاليوم تذكار نياحة القديس العظيم الأنبا شنودة رئيس المتوحدين وتذكار استشهاد القديس أغناطيوس الأنطاكي، وغداً نحتفل بعيد الأنبا بيشوي الرجل البار الكامل حبيب مخلصنا الصالح ونعيد أيضًا للقديس العظيم الأنبا كاراس . كنيستنا يا أحبائي كنيسة قداسة، كنيسة قديسين عاشروا المسيح وأحبوه بصدق ليس مجرد كلام، لكن تركوا إلينا خطواتهم لكي ننظر إلى نهاية سيرتهم ونتمثل بإيمانهم، لذلك أود أن أقول لكم ثلاث نقاط صغيرة لكي ترى القداسة وهم: ١- مقابلة عشق بعشق. ٢- تطبيق عملي للإنجيل. ٣- علامات على الطريق. أولا : مقابلة عشق ببعشق :- القديس يوحنا سابا أو يقولون عليه الشيخ الروحاني يقول لك: "أولئك يا رب الذين أشرقت عليهم بشعاع من حبك لم يحتملوا السكنى بين الناس بل تركوا كل شيء وسعوا خلف الغني بحبه ساعة ما أدركوا مقدار محبته في قلبهم ما صبروا أن يبقوا في أفراح العالم لحظة واحدة". ساعه ما أدركوا مقدار محبته في قلوبهم ما صبروا أن يبقوا في أفراح العالم لحظة واحدة، أي أنهم تركوا الأب والأهل والأخوة والأصدقاء وصاروا يسعون في طريق الأتعاب بلا شبع يسرعون في حمل فضائلهم، الله أشرق عليهم بشعاع من حبه هم أيضا قاموا بمبادلة الحب بحب، فلم يحتملوا السكنى بين الناس، فهم يريدوا أن يبقى معهم بمفردهم. هذه هي القداسة يا أحبائي، الأنبا شنودة رئيس المتوحدين طفل صغير، أرسله والده وهو صغير ليعمل في القطيع الذي يمتلكه خاله، والأنبا بيجول رجل تقي، يجعل الطفل الصغير يعمل معه، يقول أن الطفل كان يتصدق بطعامه على الرعاة منذ أن كان طفل صغير، ووالده لاحظ أن الطفل شنودة يعود إلى منزله في وقت متأخر، فذهب إلى خال الطفل الأنبا بيجول وقال له أنا أرسلت إليك الطفل الصغير فهو صبي صغير يعود إلي الساعة العاشرة مساءاً والساعة التاسعة مساءاً تمهل قليلاً على الطفل، لماذا تجعله يعمل لهذا الوقت المتأخر؟!، فأجابه لا، أنا لم أستبقيه لوقت متأخر، فهو يعمل بالكثير إلى الساعة الرابعة وأقول له تفضل بالذهاب إلى المنزل الساعة الثالثة أو الرابعة فهو طفل صغير، قال له لكنه لا يأتي الساعة الثالثة ولا الرابعة ولا الخامسة ولا حتى الساعة السادسة فهو يأتي بعد الساعة التاسعة فقال له كيف؟!، فقاموا بمراقبة الطفل وجدوا الطفل بمجرد أن يقول له خاله إذهب إلى المنزل الولد يذهب إلى كهف بعيد قليلاً يدخل ليصلي ولا يشعر بالوقت بالرغم أنه طفل صغير، وعندما كانوا يقوموا بمراقبته يقول لك وجدوا وجهه مضيء ووجدوا شعاع نار يخرج من أصابعه وهو طفل صغير، أولئك يارب الذين أشرقت عليهم بشعاع من حبك لم يحتملوا السكنى بين الناس، "شعاع من الحب". ما هي حياة القداسة يا أحبائي؟! أبحث عن ماذا أعطاني الرب، وما المفترض أن أعطيه أنا، أنظر مقدار محبة الله لنا، من المفترض أنا أحبه إلى أي حد؟!، الحب يغير، مقابلة عشق بعشق، كان أبونا بيشوي كامل يقول لك من أجمل المناظر التي أراها هي قبر القديسة دميانة، الذي يقع في البراري، يقول لك أن فوق منه يوجد مذبح، فالمسيح مذبوح من أجل دميانة، ودميانة مذبوحة من أجل المسيح. هكذا يا أحبائي كل شخص فينا، المسيح أحبنا، ذبح من أجلنا، ونحن أيضا يكون لدينا استعداد أن نذبح من أجله أو نحيا من أجله، من أجلك نمات كل النهار، هذه يا أحبائي حياة القداسة، مقابلة عشق بعشق، حب بحب فهي مبادلة، من أخطر الأشياء يا أحبائي أن الإنسان يكون بليد في محبته لله، لأنه غير مدرك ماذا فعل الله معه؟، وبلادة الحب تأتي بالكسل، وتأتي بانفصال في تنفيذ الوصية، وتجعل الصوم ثقيل، وتجعل الصلاة تكاد أن تكون معدومة بلادة الحب، فأين الحل؟! أدرك محبة الله في داخلك. "ساعة ما أدركوا مقدار محبته في قلبهم ما صبروا أن يبقوا في أفراح العالم لحظة واحدة " . إدراك محبة الله، ترك كل شيء، لماذا؟ لأنه وجد الجوهرة الغالية الكثيرة الثمن، وجد الكنز المخفي الذي يقول لك مضى وباع كل شيء لكي يقتنيه، هذا يا أحبائي جمال الحياة مع الله، اكتشف محبة الله لك، اكتشف فدائه، خلاصه، محبته، غفرانه، تجسده، صليبه، كل هذا من أجلي ومن أجلك، يالها من سعادة للشخص الذي شعر بمقدار محبة الله له، يا لسعادة الشخص الذي محبة الله ثابتة في داخله لا تتغير ولا تتشوه حسب الظروف. "ونحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا" البار من أجل الآثمة. ثانياً : وصية عملية :- الإنجيل يكون عملي، الإنجيل يا أحبائي لم يعطى لنا لمجرد المعرفة، لا بل الإنجيل للحياة، الإنجيل يا أحبائي لا لنعرف آيات ونقوم بحفظها ونعتبر أنفسنا أشخاص متفوقين في الإنجيل، الإنجيل ليغير حياتنا، هذا هدف الإنجيل، وهدف أي قراءة، أي دراسة في الإنجيل ليست للمعرفة فقط ولكن لتغيير الحياة، فهم أطاعوا الأنجيل، مثلما قال معلمنا بولس الرسول "شكراً لله لأنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها"، أطع من قلبك التعليم الذي يقال لك، كثيراً ما نسمع يا أحبائي لكن عند التنفيذ تجد حواجز كثيرة جدا جدا، وكثيراً جدا لا تكون لدينا رغبة في التغيير، نسمع ولكن نريد أن نظل كما نحن، ونري نماذج والكنيسة تعطي لنا نماذج لكن تجد نفسك تنظر إلى الخلف، ولا تريد أن تتغير يقول لك لا كن حذر. القديس أغناطيوس الأنطاكي قديس اليوم هو الذي صار أسقف بعد معلمنا بطرس، هناك عصر معروف باسم عصر الآباء الرسوليين، من هم الآباء الرسوليين؟ هم الذين خلفوا الرسل مباشرة، مثل بوليكاربوس، أغناطيوس، هؤلاء الذين جاءوا بعد الرسل مباشرة، الملك وجد أن كرازته تتسع والكثير من الناس تدخل الإيمان، فقام بأغوائه وأغرائه، لكن دون جدوى، فأرسله لروما لكي يستشهد، وبالطبع شعبه كله كان يبكي فهو كان أسقف لم يكن رجل من عامة الشعب، فكروا أن يفعلوا شئ مثلما نحن بعقلنا البشري نريد أن نحل مشكلة، قالوا نعطي رشوة للجنود لكي يتركوه، فذهبوا بالفعل للتفاوض معهم عن النقود، والجنود لديهم استعداد أن يفعلوا أشياء مثل هذه من أيام السيد المسيح عندما أعطوهم رشوة لكي يقولوا أنهم أتوا ليلا وسرقوه، فموضوع الرشوة للحراس وللجنود كان معروف جدا، فقالوا نعطي الجنود رشوة لكي يطلقوا لنا القديس أغناطيوس، والقديس أغناطيوس علم بذلك، فمن المفترض بفكرنا البشري يكون سعيد ويقول أنظروا أولادي يريدوا أن ينقذوني، شكرا لهم كثيرا، ويصلي للرب لكي يتمم الموضوع ويخرج، ولكنه في الحقيقة غضب وقال لهم : "لا تصنعوا بي شفقة في غير موضعها، وأتركوني لأطحن، أتركوني لأنياب الوحوش، أريد أن أقدم خبز لله". يقول لك وأما أغناطيوس فكان متعطشا للاستشهاد، ما هذا الكلام؟ كان متعطشا للاستشهاد!، ويقول لك وهو مقيد وسائر في الموكب كان يقبل السلاسل، ما هذا يا أحبائي؟!، وصية عملية، مقابلة حب بحب، يعيش الأنجيل، ستجد الوصية ليست لمجرد المعرفة أو للذة العقلية أو للافتخار لا فهي للحياة. لذلك يا أحبائي في هذه الأيام الكنيسة مثل الأم التي تعطي ابنها وجبة ضخمة جدا، تقول له "كل" أو مثل الولد الكسلان الذي يمسكوا يده ويجعلوه يجري، أو الولد الذي لا يفهم شيء يقول له تعال سوف أعطيك درس مخصوص تعالى وتعلم، ردد، هذه سير القديسين الموضوعة لنا يا أحبائي، لكي تقول لنا الكنيسة "انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم" كنيستك غنية، تعطيك نماذج حية، طفل صغير صار أب ورئيس جماعة الرهبان، قالوا لخاله الأنبا بيجول صلي له، قال لا هذا الولد هو الذي يضع يده علي، ليس أنا الذي أضع يدي عليه، وأمسك بيد شنودة وهو طفل صغير ووضعها على رأسه، قال له أنت ستصبح رئيس للمتوحدين وستصبح أب ومدبر لجماعة كبيرة من الرهبان، وبالفعل بنى أثنين من الأديرة، وكل دير يوجد به في المتوسط ألفين راهب، يقودهم ويعلمهم ويرشدهم لقد صار بركة كبيرة. القديس أغناطيوس الأسقف والشهيد يترك نموذج لأبنائه حيث قال من الممكن وأنا حي ومتواجد مع أبنائي ألا يستفادوا مني، لكن من الممكن أن يستفادوا بموتي، من الممكن عندما يروني وأنا أقبل الاستشهاد بفرح أن حياتهم تتغير أكثر من العظات. هذه يا أحبائي عظمة القديسين في كنيستنا، إنجيل عملي، لذلك لا توجد فضيلة تشتاق إليها، ويكون من الصعب عليك تنفيذها إلا ما تجد لها تطبيق عملي، "إذا أردت أن تكون كاملا إذهب بع كل أموالك وأعطيه للفقراء وتعالي أتبعني" وصية صعبة جداً، وأريد أن أفهمها وأن أشرحها وأن أعرف كيف أنفذها تجد الأنبا أنطونيوس، "ينبغي أن يصلى كل حين" كيف؟! تجد الأنبا بيشوي يشرحها، كيف يشرحها؟ فأنت تعلم ماذا كان يفعل لكي يصلي وجميعنا نعلم ورأينا الحبل النازل من قلايته، عندما يقول لك "أعطوا تعطوا" عندما يحدثك عن الرحمة تجد الأنبا إبرآم، عندما يقول لك "لم يحبوا حياتهم حتى الموت" وعندما يقول لك "عذبوا ولم يقبلوا النجاة"، يوجد ألوف من الشهداء وعلى رأسهم أميرهم القديس والشهيد مار جرجس ما هذا؟! كل وصية لديها التطبيق العملي لها، لذلك يقال أن أجمل شرح للآية هم القديسين، إنجيلنا مشروح بالقديسين ومعاش بالقديسين، "مشروح ومعاش". ثالثاً : علامات علي الطريق :- خطوات على الطريق أنا رأيت الآن أنهم يقابلوا عشق بعشق، وأعلم أنهم يقوموا بتطبيق ما جاء بالإنجيل، فأين أنا؟، أين نفسي، لابد أن أضع نفسي في الموضوع، ولكني يا رب بعيد جدا جدا، هذا الكلام صعب علي جدا، يقول لك أبدأ بداية صغيرة، بداية صغيرة جدا، بدلا من أنك بعيد عن الصلاة تماما أبدأ بالصلاة حتى وإن كان قليلاً، بدلا من أنك بعيد عن العطاء جداً وتعيش في أنانية نفسك، لا أبدأ اجتهد أنك تقوم بتجربة بركة العطاء، بدلاً من أنك تعيش للعالم وأفراحه وملذاته أبدأ أعرف كيف تعيش للمسيح، حتى ولو بمقدار بسيط والله يعطيك أن تذوق من حلاوته، علامات على الطريق، يقول لك تعالى سر خلفي، أنظر ماذا فعلت أنا، أنظر أنا كم تعرضت لضغوط، كم تعرضت لعذابات ولتهديدات ولإغراءات لكن كل هذه كانت بالنسبة لي لا شيء، لماذا؟! لأني كان هناك شيء أمام عيني هذا الذي يشغلني، هو الذي آخذ قلبي، آخذ فكري، فأصبحت هذه الأشياء لا تؤثر في، ولا تغير في قلبي كثير، ما هذا؟! هذا عمل المسيح يا أحبائي، وهذا هو جمال عمل المسيح في كنيسته، في أولاده، اجتهد اجتهد أن يكونوا هؤلاء ليسوا مجرد قديسين عاشوا فترة وقد انتهت حياتهم، لا، فحياتهم باقية. لذلك الكنيسة تصنع لهم تذكارات باستمرار، لماذا هذه التذكارات، هي لنا يا أحبائي، لماذا تقرأ لنا الكنيسة السنكسار؟ لكي تقول لنا هيا أكملوه، فهو لا زال مفتوح ونحن نرى يا أحبائي في كل جيل أن الله يختار أشخاص أمناء يصبحون سنكسار مفتوح، والسنكسار لا ينتهي. ما هذا الموضوع؟! إن كل واحد منا مدعو لأن: ١- يقابل عشق بعشق. ٢- يكون إنجيل عملي. ٣- أن يكونوا علامات على الطريق. تريد أن تسأل نفسك أين أنت؟ إذهب خلفهم، تريد أن تتشجع إذهب خلفهم، تريد أن تتعزى إذهب خلفهم، لذلك يا أحبائي ليس فقط نتشفع بالقديسين لكي يقوموا بعمل بعض الطلبات مثل النجاح، العمل، السفر للخارج، الزواج، لا فأنا أريد أن أقول له علمني الصلاة، علمني الجهاد، أفطمني من العالم، أفطمني من نفسي، أعطني شجاعة الاعتراف بك، فرحني بك، حببني فيك، حاول ألا تكون سير القديسين لمجرد أنك تستخدمهم في قضاء أمور أرضية أو زمنية، لا فهم موجودين لأمر أكبر من ذلك بكثير، إنهم يقولوا لك هيا تعالى خلفنا، لذلك الكنيسة تتزين بالقديسين وتجدهم موضوعين أمامك، لكي يقولوا لك هيا تعالى خلفنا، لماذا أنت جالس هكذا ولماذا هذا الكسل؟، فالكنيسة يا أحبائي تزين لنا بالقديسين، لكي يكونوا هم فرحتنا وبهجتنا. ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل